Datasets:

text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
نُذكِّرُ هنا بأن هدف اختيار مَيْداني بحث متباعدين هو الوصول إلى فئات متنوعة من المهاجرات من غير عاملات البيوت والتاجرات من جهة، ورصد ديناميات تطور ظاهرة الهجرة من جهة أخرى، علمًا أن مدينة الرباط، عمومًا، تعرف استقرار مهاجرين من دول الساحل من جنسيات مختلفة منذ ما يزيد على خمسة عشر عامًا (منذ عام 2000) خلافًا لمدينة أكادير التي لم تعرف استقرارًا كبيرًا لهذه الفئة، بشكل بارز، إلا منذ عام 2012
Anthropology-and-Sociology
يرى جورج زيمل «أن المجتمع لا يتضمن التفاعلات المتبادلة المتعددة والمتغيرة وحسب، بل هو بناء تاريخي أيضًا، مبني بفعل العادات (La tradition)، أي من طريق نقل الأشكال (Les formes)، والتقاليد، عكس التفاعلات التي تكون دائمًا متبادلة، بينما تكون التقاليد فاعلة في اتجاه وحيد؛ لهذا، يجب ألا نكتفي ببناء نظر سوسيولوجي حول المجتمع، بل يجب أن تكون معرفتنا للمجتمع موضوع تاريخ يعالج نقل الأشكال الموضوعية»
Anthropology-and-Sociology
يمكن وفق الاستكشافات الميدانية، أن نحدد خرائط استقرار المهاجرين في الأماكن التالية:
Anthropology-and-Sociology
أشرنا سابقًا إلى أن ميدان البحث، الذي يصلح للدراسة، لا بد من أن يعرف تفاعلات ودلالات مشتركة بين الساكنة المحلية والمهاجرات
Anthropology-and-Sociology
يرى إرفينع غوفمان أنه «لفهم الاختلاف لا يجب النظر إلى المختلف بل إلى الإنسان العادي» الذي لا يحس باختلافه، وتبعًا لذلك نهتم بالتمثلات التي تكونها الساكنة المحلية حول المهاجرات والمهاجرين
Anthropology-and-Sociology
يقدم المهاجرون معرفة خاصة عن الساكنة المحلية، فهي تعتبر معظمها غير متعلم، ولم يسبق لأفرادها في معظمهم أن هاجروا أو استكشفوا دولًا أخرى
Anthropology-and-Sociology
بيَّنت التمثلات الاجتماعية المكَوَّنة حول كل فئة وجود إواليات اجتماعية بارزة (قوة الاختلاف في العلاقات بين الجنسين، وثبات التوصيم، والإحساس بالاجتياح) تُحرِّك في العمق علاقات التفاعل الاجتماعي بين الساكنة والمهاجرات، وتحيل هذه الميكانيزمات على اختلافات ثقافية بين مجتمع المهاجرات ومجتمع الاستقرار، وهي:
Anthropology-and-Sociology
لا تمكن المعطيات التي وفرتها المؤسسات الرسمية من فهم ظاهرة الهجرة النسائية، لأنها مشغولة بإشكاليات العبور ومراقبة الحدود؛ بل إن ما أنجز من تقارير يرتبط كله بقضايا العبور
Anthropology-and-Sociology
وجد المغرب نفسه أمام تحدي ظاهرة هجرة جنسيات مختلفة، من العديد من الدول الأفريقية بهدف الاستقرار، بعدما أصبح صعبًا على هؤلاء المهاجرين العبور إلى أوروبا، بفعل تشديد إجراءات إغلاق الحدود ومراقبتها
Anthropology-and-Sociology
لم يبدأ توفير معطيات بحسب النوع إلا بعد إطلاق عملية التسوية النهائية، وعلى الرغم من ذلك، لا يُحرَص على تقديم تمثيلية النساء بحسب كل جنسية، إنما يتم الحديث عن مجموع النساء ضمن المجموع الكلي للمهاجرين
Anthropology-and-Sociology
ساهم توفّر الإحصاءات حول الهجرة، باعتماد متغيرات متعددة، مثل متغير الجنس، في إنتاج فهم اجتماعي لظاهرة الهجرة
Anthropology-and-Sociology
تظهر النساء المهاجرات في ميدان البحث، في أحياء الرباط وأكادير الكبرى وضواحيها، في الأغلب، شابات بلباس أوروبي، يشتغلن في ميدان التجارة غير المهيكلة والتجميل والحلاقة، ويتسولون
Anthropology-and-Sociology
تُحيل صورة المهاجرة المصَادَفَةُ في الميدان المحلي على نماذج تتعدى تلك التي نجدها في أدبيات الهجرة، والتي تتحدث عن التاجرات وخادمات البيوت والمتسولات وعاملات الجنس، فقد ظهرت نماذج جديدة مثل المشتغلات في مراكز الاتصال والتجميل والراقصات
Anthropology-and-Sociology
يتعلق الأمر بالمهاجرة التاجرة المتنقلة باستمرار (La commerçante itinérante) من مكان إلى آخر
Anthropology-and-Sociology
يشكل أنموذج عاملة البيوت الأنموذج الثاني الأقل بروزًا للملاحظة في مجتمع البحث
Anthropology-and-Sociology
يعرف ميدان البحث، كذلك، استقرارًا كبيرًا للطلبة المتحدرين من دول الساحل وجنوب الصحراء
Anthropology-and-Sociology
ازداد نشاط مراكز الاتصال في المغرب، منذ بداية الألفية الثانية، فقد رُحِّل أول مركز اتصال للمغرب في عام 2003
Anthropology-and-Sociology
بيَّن البحث الإثنوغرافي وجود مهاجرات متسولات، من دون السنغاليات، يتحدرن من دول أخرى مثل الكاميرون ونيجيريا
Anthropology-and-Sociology
بصرف النظر عن المواصفات الاجتماعية الاعتيادية للنساء المهاجرات مثل المتسولات والتاجرات، عرف ميدان البحث، خصوصًا في الرباط بروز صورة المرأة المهاجرة المتخصصة في التجميل والحلاقة
Anthropology-and-Sociology
ليس من المهم دائمًا الاكتفاء برصد ما هو ملاحظ، بل كشف الإواليات المؤسساتية التي تحيل عليها، وتسمح بإنتاج نشاط اجتماعي مُمَأسس داخل مختلف التنظيمات المدنية والدينية
Anthropology-and-Sociology
للنساء حضور بشكل أكبر في الجمعيات، خصوصًا كاريتاس وجمعية لجنة التضامن العالمي (CEI)
Anthropology-and-Sociology
تعتنق فئات من نساء هذه المنطقة الدين الإسلامي أو المسيحية
Anthropology-and-Sociology
لم نحدّد في ما سبق إلا العوالم الاجتماعية لنساء دول الساحل وجنوب الصحراء، المكونة في إطار الشغل، وتدبير المعيش اليومي، وسنهتم في ما سيأتي بالمرأة المهاجرة في العوالم المَخْفِية مثل العمل الجنسي واقتصاد اللهو اللذين قلما انتبه إليهما الباحثون والباحثات
Anthropology-and-Sociology
تعبِّر المهاجرات بطرائق غير مباشرة عن هذه العوالم الخفية، فعندما سألنا مهاجرة عن ظروف العيش في المغرب، استعملت هذه العبارة: «On fait à droite et à gauche» (مهاجرة كونغولية، 25 عامًا، G5، الرباط، 30 كانون الأول/ديسمبر 2016) وتعني بها تعاطي الدعارة لتأمين مصدر دخل
Anthropology-and-Sociology
يطور مهاجرون، الطلبة السابقون خصوصًا، ومغاربة اقتصاد المتعة من خلال تنظيم حفلات في ملاهٍ خاصة مثل (HAROLD’S Night Club)
Anthropology-and-Sociology
سمح البحث الببليوغرافي والملاحظة الإثنوغرافية برصد اختلافات بيِّنة بين فئتي المهاجرات التي ركز عليها البحث بشكل أساسي؛ أي السنغاليات والكونغوليات
Anthropology-and-Sociology
تختلف مواصفات المهاجرات من دول السنغال والكونغو الديمقراطية إلى المغرب عن تلك التي ميزت أول النساء الوافدات إلى المغرب من هذين البلدين، بين ستينيات القرن الماضي وتسعينياته
Anthropology-and-Sociology
ما يميز الحقبة التي عرفت مخاض الهجرات من السنغال والكونغو نحو المغرب في بداية التسعينيات هو طبيعة التحولات الاقتصادية التي عرفتها هاتان الدولتان
Anthropology-and-Sociology
تعرف السنغال والكونغو الديمقراطية مؤشرات ديموغرافية مرتفعة، مسؤولة في جانب كبير عن المشكلات الاقتصادية والحضرية التي تشهدها هاتان الدولتان؛ إذ لم تنجحا في استكمال الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من التحول الديموغرافي الذي يتطلب انخفاضًا في معدل الولادات، يستتبعه تراجع في معدل النمو الطبيعي، كما يؤشر على ذلك معدل الخصوبة المرتفع في هذين البلدين، والذي يعتبره الديموغرافيون ذا أهمية كبيرة
Anthropology-and-Sociology
نتج التمدين في الدول الأفريقية، كما في الكونغو الديمقراطية والسنغال، من التطورات الديموغرافية التي عرفتها القارة عمومًا وهاتان الدولتان خصوصًا، وستعرف مستويات متقدمة مستقبلًا كما تبين بعض الاستشرافات
Anthropology-and-Sociology
تنبع أهمية تركيزنا على مجموعتي نساء السنغال من جهة، ونساء الكونغو الديمقراطية من جهة أخرى، من الاختلافات الملاحظة في الظروف الاجتماعية التي يعشنها، والتي ستوجه، بشكل ما، حياتهن في مجتمع الاستقرار في المغرب
Anthropology-and-Sociology
يشكل الدين أحد الموروثات الاجتماعية التي ترافق الفرد أينما حل وارتحل
Anthropology-and-Sociology
تنتمي المهاجرات السنغاليات إلى دول الغرب الأفريقي بما يتضمنه من إرث تاريخي، وظروف اقتصادية وسياسية مختلفة في جوانب عدة عن منطقة أفريقيا الوسطى الذي تنتمي إليها المهاجرات الكونغوليات
Anthropology-and-Sociology
اختارت المهاجرات الاستقرار في المغرب المنتمي إلى شمال أفريقيا، والمتميز من عالمي السنغاليات والكونغوليات
Anthropology-and-Sociology
تعود «أصول» علاقات المغرب بأفريقيا السوداء إلى العهد السعدي في القرنين السادس عشر والسابع عشر
Anthropology-and-Sociology
خضع السنغال للاستعمار الفرنسي منذ عام 1889، والكونغو للاستعمار البلجيكي في عام 1885، وتأخر استعمار فرنسا للمغرب إلى عام 1912
Anthropology-and-Sociology
علمنا الإرث السوسيولوجي أن من الصعب فهم الهجرة في بلد الاستقبال من دون تحليل وضعية الهجرة والمهاجر في بلد الانطلاق
Anthropology-and-Sociology
تتوفّر الدراسات حول الهجرة في بلدان الغرب الأفريقي بشكل كبير مقارنة بنظيراتها (البلدان) في أفريقيا الوسطى التي لم تستقطب بشكل أكبر اهتمام الباحثين، خصوصًا السوسيولوجين، إلا في العقود الأخيرة
Anthropology-and-Sociology
ساهم الاستعمار في استثارة الهجرة في الكونغو منذ وقت مبكر، كما هو الشأن في باقي البلدان المستعمرة
Anthropology-and-Sociology
انطلقت الهجرة الدولية في السنغال في أعوام ما بعد احتلال المستعمر الفرنسي هذا البلد، واستمرت هذه الهجرة بعد الاستقلال، إذ وقَّع السنغال في عام 1961 مع فرنسا اتفاقية تشغيل اليد العاملة
Anthropology-and-Sociology
تتميز الهجرة الكونغولية بأنها هجرة استقرار لأمد بعيد، فقد بينت دراسة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE) في عام 2008 أن «59 في المئة منهم يستقرون أكثر من عشرة أعوام في بلد الإقامة»
Anthropology-and-Sociology
تشير الدراسات التي تناولت وضعية الهجرة في أفريقيا بشكل عام إلى غياب معطيات إحصائية تبين حجم ظاهرة الهجرة النسائية، وتسمح بتكوين فرضيات حول تطورها
Anthropology-and-Sociology
دراسات قليلة جدًّا هي التي أولت هجرة الكونغوليات أهمية، على غرار ما فعلته جيرمان نغوا تشيبامبي (Germain Ngoie Tshibambe) التي اهتمت بهجرتهن إلى دول مثل زامبيا وتنزانيا، بينما حظيت هجرة النساء في السنغال بدراسات لا بأس بها، وهذا سيؤثر في نتائج المقارنة التي سنجريها بين تيارات الهجرة النسائية في هذين البلدين
Anthropology-and-Sociology
بدأت هجرة النساء في السنغال بالتجمع العائلي
Anthropology-and-Sociology
للبدء في دراسة وَضْعِ النساء المهاجرات المستقرات في المغرب، سنحاول إعادة بناء تاريخ النساء الوافدات من دول الساحل وجنوب الصحراء إلى المغرب، اعتمادًا على ما تحبل به ذاكرتهن، مقارنين في الوقت نفسه تاريخ هذه الهجرة كما تبنيه المهاجرات من خلال محكياتهن من جهة، بما تناولته دراسات أكاديمية أنتجها باحثون وباحثات من جهة أخرى
Anthropology-and-Sociology
بدأ حضور المهاجرات من الكونغو الديمقراطية منذ بداية الستينيات، وارتبط وجودهن بحسب الدراسات المنجزة في هذا الإطار بهجرة الطلبة، بينما يعود وجود النساء من السنغال إلى فترة موغلة في القدم، ويمكن إرجاع فترة وجودها إلى عهد الإمبراطوريات المغربية بدءًا بالسعديين، ومرورًا بفترة الحماية، وانتهاء بما بعد الاستقلال
Anthropology-and-Sociology
لم يمكننا البحث الإثنوغرافي من الوصول إلى رائدات الهجرة، لأنهن غادرن المغرب إلى وجهات عدة: إما البلد الأصلي، أو أوروبا أو الوفاة
Anthropology-and-Sociology
سنبني هنا تاريخ المرأة المهاجرة، انطلاقًا مما كتبته دراسات نسائية حول هذا التاريخ
Anthropology-and-Sociology
يمكن أن نعيد بناء تاريخ هجرة النساء إلى المغرب استنادًا إلى بعض الدراسات التي تقدم معلومات حول هذه الفئة
Anthropology-and-Sociology
يسمح لنا عرض مسارات الهجرة وتحليلها بكشف الدينامية الداخلية لمجتمع المهاجرين والمهاجرات، ودور شبكات الهجرة في تسهيل التنقل، ومختلف الاستراتيجيات التي تطورها النساء بهدف العبور سواء إلى المغرب أو إلى أوروبا، وهو ما سيسمح لنا برصد خصوصية الهجرة النسائية
Anthropology-and-Sociology
بينت مقابلات أجريت مع مهاجرين ومهاجرات من جمهورية الكونغو الديمقراطية أن المغرب اتخذ بلد استقرار موقت قبل تجريب العبور في اتجاه أوروبا، ويكون الوصول إلى المغرب خلال مسار طويل، كما يبين المبحوث الآتي: «ركبت الطائرة من كنشاسا إلى دولة بِنِيْن (Bénin) وبعدها إلى مالي ثم الجزائر وأخيرًا المغرب
Anthropology-and-Sociology
يمكن المرأة المهاجرة أن تَعبُر إلى المغرب بشكل قانوني، اعتمادًا على إمكاناتها الذاتية، كما هي الحال بالنسبة إلى النساء المغامرات الباحثات عن فرص التمكين خارج البلد الأصل، ويمكن أيضًا أن يكون مثل هذا العبور غير مهيكل، تتولاه شبكات متخصصة
Anthropology-and-Sociology
أشارت نازارينا لانزا في عمل ميداني اهتم بالبحث في الجذور التاريخية لهجرة عاملات البيوت السنغاليات، إلى دور المغاربة المقيمين في السنغال في استقطاب هذه الفئة إلى المغرب، في إطار قانوني
Anthropology-and-Sociology
تختلف هجرة نساء السنغال والكونغو الديمقراطية في أشكال العبور التي ولدت هجرتهن، ففي جميع الحالات المبحوثة، توافدت المهاجرات السنغاليات لتحقيق مشروع هجرة (التجارة، أو العمل في البيوت) أو تحث تأثير شبكات الهجرة، بينما تتميز هجرة نساء دولة الكونغو بطابعها غير المتوقع، بسبب نشاط شبكات الهجرة من جهة، وظروف الحرب من جهة أخرى
Anthropology-and-Sociology
تتجلى استقلالية المرأة في قدرتها على بلورة مشروع هجرة خاص بها وتمويلها
Anthropology-and-Sociology
عادة ما يُعتقَد بأن اللاجئين مضطرون إلى العبور واجتياز الحدود، لكن البحث الميداني بين أنّ فئة اللاجئين يمكن أن تكون مفبركة، كما تبيِّن ذلك أقوال لاجئة كونغولية جاءت إلى المغرب في نهاية عام 2015، وحصلت على شهادة لاجئ بعد ستة أشهر من إقامتها في المغرب في عام 2016: «لم أهاجر إلى المغرب مع عائلتي، اشتغلت في بوروندي في منظمة لحقوق الإنسان، وصلت إلى المغرب منذ عام 2015
Anthropology-and-Sociology
تتخذ مراجعة مسارات الهجرة شكلين أساسيين:
Anthropology-and-Sociology
وجد المهاجرون والمهاجرات منذ عام 2002 صعوبات في عبور الحدود
Anthropology-and-Sociology
تتميز شبكات تأمين العبور إلى المغرب في كونها تتشكل من مهاجري دول الساحل وجنوب الصحراء وجنسيات أخرى، تحديدًا الجزائرية، بينما تتكون شبكات الهجرة من المغرب إلى أوروبا في أغلب الأحيان من مغاربة
Anthropology-and-Sociology
حلل مهدي الحلو في دراسة له شبكات الهجرة، وقدم توصيفًا لكيفية اشتغالها انطلاقًا من المحور الرابط بين أكادير في اتجاه العيون والداخلة
Anthropology-and-Sociology
يمكن أن نتحدث عن ثلاثة سياقات للهجرة وثلاثة أجيال من مهاجرات إلى المغرب، وهذا ما سيسمح لنا برصد التطور النوعي لهجرة التوافد النسائية إلى المغرب من دول الساحل وجنوب الصحراء، وتحليل تطور وضع المرأة ضمن سيرورة تدبير الهجرة في المغرب، حيث أصبحت تحظى بتمييز إيجابي
Anthropology-and-Sociology
اعتبر المغرب بلد انطلاق الهجرات نحو بلدان أوروبية وعربية، وكانت قضايا الهجرة تعني المغاربة المقيمين في الخارج، كما كان المغرب من أوائل الدول التي وقعت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، لأن من شأن ذلك حماية الجالية المغربية في الخارج، غير أن وضعية المغرب تغيرت جذريًا منذ عام 2002؛ إذ تحول إلى وجهة استقرار للمهاجرين والمهاجرات
Anthropology-and-Sociology
ترافقت هجرة هذه الفئة مع بداية الألفية الثانية التي شهدت وضع إجراءات مشددة تجاه الهجرة
Anthropology-and-Sociology
قررت وزارة الداخلية تسوية وضعية جميع النساء تقريبًا؛ إذ استفاد مجمل من تقدمن بطلبات تسوية الوضعية الإدارية من بطاقات الإقامة، وتم تبرير هذا القرار بكون عملية التسوية تهدف تحقيق هدف إنساني، وبما أن المهاجرات يعشن ظروفًا صعبة، لا بد من تسوية وضعيتهن
Anthropology-and-Sociology
عرف السنغال والكونغو مؤشرات ديموغرافية مماثلة، منها: معدل خصوبة مرتفع، ظواهر حضرية متقاربة، أزمات اقتصادية متتالية دفعت هذين البلدين إلى تطبيق برامج التقويم الهيكلي في الثمانينيات
Anthropology-and-Sociology
نبدأ هذا القسم في فصل رابعٍ، بتصنيف مختلف أشكال حضور المرأة المهاجرة من دول الساحل وجنوب الصحراء في المغرب، وتَتبُّع التطور التاريخي لهذا الحضور لما يكشفه ذلك من الاستمرارية/أو القطيعة التي حصلت في هذا الجانب، لأن حضور النساء من هاتين المنطقتين لم يكن وليد الفترة المعاصرة
Anthropology-and-Sociology
بقدر ما تبين طبيعة الوضعيات السوسيومهنية لنساء دول الساحل وجنوب الصحراء ونوعيتها المواقع التي تحتلها النساء المهاجرات في المجتمع المغربي، تكشف في المقابل من ذلك النظرة التي يحملها مجتمع الاستقرار حول هوية المهاجرات
Anthropology-and-Sociology
أحصينا أكثر من ثماني وضعيات اجتماعية قدمها البحث الإثنوغرافي حول هجرة نساء دول الساحل وجنوب الصحراء، كما يبين الجدول (4-1)
Anthropology-and-Sociology
يكشف اشتغال النساء في ميدان التجارة والعمل المنزلي على الرغم من التحولات التي طاولت أشكال ممارستها بعض الاستمراريات (Les continuités) سواء في تطور الوضع الاجتماعي للنساء المهاجرات، أو في علاقات المغرب مع دول الساحل وجنوب الصحراء
Anthropology-and-Sociology
بينت البحوث التي درست وضعية بعض نساء دول الساحل وجنوب الصحراء، ممارسة نساء سنغاليات للتجارة، حيث «يشكل التجار - ضمنهم نسبة مهمة من النساء - الموجة الأخرى من السنغاليين الذين صادفناهم في المغرب»
Anthropology-and-Sociology
يشكل عمل المهاجرة السنغالية في المغرب استمرارًا لوضع قديم
Anthropology-and-Sociology
ساهم مجتمع الاستقرار في تشكيل النساء في مواصفات جديدة مثل المشتغلات في التجميل والحلاقة ومراكز الإنصات
Anthropology-and-Sociology
ارتبطت صورة النساء في الهجرة بشكل عام، بوضعيات التبعية والسلبية والإقصاء - الالتحاق بالزوج والعمل المأجور - ولم يُهتَم إلا في سنوات متأخرة بالمرأة المستقلة
Anthropology-and-Sociology
حاولنا التركيز على ما يرافق تنقل المرأة المهاجرة من بلدها إلى المغرب
Anthropology-and-Sociology
يتساوق هدفنا من دراسة ديناميات الهجرة على وضع المرأة مع هدف آخر يتمثل في اختبار مدى مساهمة الهجرة في التأثير في المرأة المهاجرة، على المستوى الفردي، كما تشدد على ذلك المقاربة الميكروفردية (Micro individuelle) لتحليل أثار الهجرة
Anthropology-and-Sociology
مكنت الهجرة نساء دول الساحل وجنوب الصحراء من الحصول على المال بشكل أكبر مما يتمكنّ منه في بلدهن، إما عبر الأنشطة التجارية والمهن التي يمارسنها أو عبر التسول أو العمل الجنسي، كما تقول المبحوثة بالنسبة إلى الحالة الأخيرة: «كم شخصًا يلزم النوم معه لتجمع ثمن الكراء
Anthropology-and-Sociology
اكتشفت المرأة من دول الساحل وجنوب الصحراء قيمة خبرتها، واستثمرتها بشكل جيد، لأن جميع المشتغلات في التجميل والحلاقة، لم يستفدن من تكوين في مدرسة مختصّة، بل استثمرن الخبرة المكتسبة محليًا (Le savoir-faire local) من أجل الاندماج في المجتمع، وساعد نشاط المجتمع المدني في تطوير هذا الجانب بعد اقتراح تكوينات في مجال الحلاقة والتجميل لفائدة المهاجرات
Anthropology-and-Sociology
لا تتحدّد هوية المرأة المهاجرة بوضعها الاجتماعي (Le statut social) فحسب، بل إن سياق الهجرة يفرض عليها تبني هوية جديدة؛ إذ «تضع الهجرة بشكل عام والهجرة السرية بالخصوص هوية الأفراد على محك الاختبار، وتولد استراتيجيات هوياتية»
Anthropology-and-Sociology
يتبين من خلال الجدول (4-2) الذي وضعناه انطلاقًا من الملاحظة الإثنوغرافية للمنتميات لأوضاع اجتماعية مختلفة أن هناك فحسب فئتين من النساء (تاجرات، متسولات)، لهما علاقات مكثفة مع المجتمع المحلي، لكن بهويات مختلفة
Anthropology-and-Sociology
لا يمكن اعتبار كثافة العلاقة من عدمها محددًا أساسيًا في طبيعة الهوية المكونة حول نساء دول الساحل وجنوب الصحراء، بل تتحدد هذه الهوية بالتمثلات حول الوضع الاجتماعي (Le statut social)
Anthropology-and-Sociology
لا يمكن كثافة العلاقات الاجتماعية أن تكون مسؤولة عن التصور الذي نملك حول هوية فرد، ولا يمكن علاقات مكثفة وبأشكال علائقية أكثر قبولًا من الناحية الاجتماعية (مثل حسن التعامل، التصرف اللَّبق
Anthropology-and-Sociology
قبل توضيح هذا الصنف من العوالم الاجتماعية وتحليله، لا بد من الإشارة إلى أن هذا المفهوم تمت مَوضَعتُه (جعله موضوعًا) من كل من أنسيلم ستروس (Anselm Strauss)، هوارد بيكر (Howard S
Anthropology-and-Sociology
يمكن وصف نساء الكونغو بكونهن يعشن في عالم اجتماعي يتشكل بصعوبة؛ حيث تنخرط نساء الكونغو الديمقراطية في عوالم اجتماعية متقاطبة، ويتقاسمن نظرة مختلفة الآفاق، ويتجلى هذا التقاطب في:
Anthropology-and-Sociology
يكشف تحليل أنساق العلاقات الاجتماعية للمهاجرات عن عمق الديناميات التي ولدتها الهجرة في المجتمع المغربي، وفي أوساط المهاجرين والمهاجرات تحديدًا
Anthropology-and-Sociology
لم تنشأ في بدايات الهجرة الوافدة إلى المغرب أي علاقة للمهاجرة بالمؤسسات قيد الدراسة مثل المراكز الأمنية والمؤسسات الصحية والمدرسية، بل تطورت هذه العلاقة بفعل محددات خارجية، وبدأت بالجانب الصحي تحديدًا
Anthropology-and-Sociology
يكشف تحليل علاقة المهاجر والمهاجرة بمؤسسات دول الاستقرار علاقة الدولة بالأجنبي بشكل عام، والهجرة النسائية بشكل خاص
Anthropology-and-Sociology
في هذه المرحلة، اعتبر الأمن المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تنشأ بينها وبين المهاجر علاقة ما، أما باقي المؤسسات فغير معنية بها نظرًا إلى الوضعية الإدارية غير القانونية التي يوجد فيها المهاجر والمهاجرة، والتي تشكل مبرر عدم نسج أي علاقة مع المهاجر والمهاجرة
Anthropology-and-Sociology
أولت السلطات العمومية الاهتمام بصحة المهاجرين منذ عام 2002
Anthropology-and-Sociology
بعد إطلاق عملية تسوية الوضعية الإدارية للأجانب في المغرب، بدأ التطور الطبيعي لعلاقة المهاجرين والمهاجرات بالمؤسسات، خصوصًا المراكز الصحية والمدارس العمومية، كما خفت تأثير المؤسسة الأمنية في نفوس المهاجرات؛ حيث أصبح دخول المهاجر مؤسسات الدولة ومَرافِقها عاديًّا لايطرح شكوكًا ولا مخاوف قانونية بالنسبة إلى المهاجرين
Anthropology-and-Sociology
توصف هذه العلاقة وفق الدراسة البيوسلوكية لعام 2003، بالجهل باشتغال النظام الصحي المغربي والخوف من التوقيف وغياب البطاقة الصحية أو فقدانها، وعدم الاستفادة من نظام المساعدة الطبية، كما بينت نتائج هذه الدراسة أن المهاجرين والمهاجرات يفضلون الولوج إلى الخدمات التي تقدمها الجمعيات
Anthropology-and-Sociology
نميز في هذه العلاقة وجهة نظر المهاجرات المستفيدات من الوضع القانوني للاجئين، من وجهة نظر باقي المهاجرات
Anthropology-and-Sociology
تعتبر المدرسة المؤسسة الثانية بعد المراكز الصحية التي طاولها تغيير في علاقتها بالمهاجرين والمهاجرات، فمنذ عام 2009 سمح لأبناء المهاجرين والمهاجرات المتحدرين من دول الساحل وجنوب الصحراء بمتابعة دراستهم، لا سيما أن لنسبة مهمة من المهاجرات، خصوصًا الكونغوليات، أبناء في سن التمدرس، وفق ما يبين الجدول (5-2)
Anthropology-and-Sociology
يطرح تدريس الأجانب في المغرب مشكلات كثيرة، تتعلق بمدى قدرة المدرسة العمومية على الاستجابة لحاجات مختلف الفئات المتمدرسة (اللغوية، الدينية)، وغالبًا ما تلجأ الأسر الغنية المهاجرة إلى مدارس البعثات الأجنبية: الفرنسية والإسبانية
Anthropology-and-Sociology
حاولنا إجراء مقابلة مع نساء يدرس أبناؤهن في مدرسة عمومية في الرباط، لتحديد كيفية علاقة هؤلاء بمؤسسة المدرسة في بلد الاستقرار
Anthropology-and-Sociology
اخترنا إجراء مقابلات مع أساتذة داخل المؤسسات المدرسية العمومية التي تستقبل عددًا كبيرًا من أبناء مهاجري دول الساحل
Anthropology-and-Sociology
تتحكم في علاقات التفاعل الاجتماعي اليومية خلفيات مرجعية، ينظر من خلالها كل طرف إلى الآخر، وتكشف المعطيات الإثنوغرافية، محددات ثاوية كهذه خلف سلوكات كل فئة
Anthropology-and-Sociology
يتبين من خلال رصد العلاقة بين المهاجرات ومجتمع الاستقرار المحلي بروز أسس مرجعية، تأسست من خلال تفاعلات الحياة اليومية، بشكل كبير، بالنسبة إلى المرأة «الأفريقية»، بينما تعود الصورة المرجعية التي كونها المغربي عن المرأة المهاجرة من دول الساحل وجنوب الصحراء إلى محددات إثنية وتاريخية، هي:
Anthropology-and-Sociology
إن اختلاف المحددات المرجعية للصورة التي يكونها كل طرف حول الآخر، يؤدي إلى صراعات متبادلة، وإلى إدخال تعديلات على الذات، ومراجعة أشكال تقديمها
Anthropology-and-Sociology
يعتبر الزواج المختلط من بين مؤشرات الاندماج في أي مجتمع، كما تكشف تجارب بعض الأفراد في هذا الجانب التغيرات التي طاولت مواقف المجتمع واتجاهاته
Anthropology-and-Sociology
إذا كان فهم ظاهرة الهجرة يتطلب دراسة وضعية المهاجرين في بلد الانطلاق والاستقرار على حد سواء، كما يوصي بذلك بشدة عبد المالك صياد، فإن فهم علاقات المهاجر بمجتمع الاستقرار يفرض، كذلك، فهم الروابط التي يقيمها مع بلده الأصل انطلاقًا من بلد الهجرة
Anthropology-and-Sociology