text
stringlengths
231
556k
id
stringlengths
47
47
dump
stringclasses
96 values
url
stringlengths
13
7.34k
date
stringlengths
20
20
file_path
stringlengths
125
155
language
stringclasses
1 value
language_score
float64
0.71
1
language_script
stringclasses
1 value
minhash_cluster_size
int64
1
97.6k
top_langs
stringlengths
30
355
الأدوار الجنسانية، والعلاقات الجنسانية، والتمييز الجنساني، والمساواة الجنسانية، والعدالة الجنسانية، والتحليل الجنساني، والتوازن الجنساني، وتعميم الاهتمام بالقضايا الجنسانية – لقيت كل هذه المصطلحات على مدى العقد الماضي القبول ضمن البيانات، وخطط العمل، والسياسات، والبرامج، والمشاريع المتصلة بالزراعة وبالتنمية الريفية. إلا أن القبول بتلك المصطلحات لم يكن يعني أنها حظيت دائما بفهم كامل. فإن العقبة الرئيسية تكمن بالنسبة إلى بعضها في مصطلح "الجنسانية"، وهو مفهوم حديث نسبياً من مفاهيم العلوم الاجتماعية. ولا تشير "الجنسانية" إلى الذكر والأنثى، بل إلى المذكر والمؤنث – أي إلى الخصائص والسمات التي ينسبها المجتمع إلى كل من الجنسين. فالناس يولدون إناثاً أو ذكوراً، ولكنهم يتعلمون كيف يكونون نساء ورجالاً. والمفاهيم الجنسانية متجذّرة للغاية وتتباين كثيراً ضمن الثقافات وفي ما بينها، وتتغيّر مع الوقت. على أن الجنسانية، وفي كل الثقافات، هي التي تحدد ما تتمتع به الإناث والذكور من سلطة وموارد. وتحظى المرأة في المناطق الريفية بفرص أقلّ من الرجال للحصول على موارد الإنتاج والخدمات والفرص كالأراضي والثروة الحيوانية والخدمات المالية والتعليم. وتبرز العديد من الدراسات التكاليف الاجتماعية الناجمة عن افتقار النساء في المناطق الريفية إلى التعليم والأصول، وهو ما يرتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع معدلات نقص التغذية، ووفيات الأطفال، وكذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/مرض الإيدز في بعض البلدان. وثمة تكاليف اقتصادية باهظة أيضاً تتمثل في هدر رأس المال البشري وانخفاض القدرة الإنتاجية لليد العاملة مما يقوّض التنمية الريفية والتقدم في قطاع الزراعة، ومن ثم فإنه يهدد الأمن الغذائي للنساء والرجال على حد سواء. ولهذا كله أضحت الجنسانية عنصراً محورياً من عناصر استراتيجية الفاو الجديدة إزاء الزراعة والتنمية الريفية، وغدا تفهم مصطلحاتها أمراً بالغ الأهمية. الأدوار الجنسانية هي أوجه السلوك والمهام والمسؤوليات التي يعتبرها مجتمع ما مناسبة للذكور وللإناث وللفتية وللفتيات. يعتبر الإنتاج الزراعي التجاري في بعض المجتمعات الريفية من مسؤوليات الذكور في المقام الأول. إذ يقوم الرجال عادة بإعداد الأرض، وري المحاصيل، وحصادها، ونقل المنتجات إلى الأسواق. ويمتلك الرجال ويتاجرون بالحيوانات الكبيرة الحجم، مثل الأبقار، كما أنهم مسؤولون عن قطع أشجار الغابات وسحبها وبيعها. وتضطلع النساء والفتيات أيضاً بدور هام، غير مأجور عموماً، في ميدان توليد الدخل للأسرة، وذلك بتوفيرهنّ اليد العاملة اللازمة للزرع، وإزالة الأعشاب الضارة، وحصاد المحاصيل ودرسها، وتجهيز المنتجات للبيع. وهنّ مسؤولات عادة عن العناية بالحيوانات الأصغر حجماً. وتكون النساء في المناطق الريفية، في معظم المجتمعات، مسؤولات أيضاً في المقام الأول عن شؤون تدبير المنزل. فهنّ يربين الأطفال ويؤمّن ويعددن الطعام ويتولين العناية بالدواجن وجمع حطب الوقود والمياه. ويمكن لهذه الأدوار الجنسانية أن تتفاوت للغاية بحسب المنطقة الجغرافية والثقافة وتحت تأثير عوامل أخرى. العلاقات الجنسانية هي الطرق التي يحدد من خلالها المجتمع حقوق الرجال والنساء ومسؤولياتهم وهوياتهم إزاء بعضهم البعض على الرغم من ضخامة مساهمة النساء في الإنتاج الزراعي والرفاهية الأسرية، فإن الرجال يتحكمون عموماً ببيع المحاصيل والحيوانات واستخدام الدخل الناجم عن ذلك. ويؤدي إغفال قيمة عمل النساء إلى الحدّ من قدرة النساء على المقايضة في المعاملات الاقتصادية، وتخصيص الموارد الأسرية، واتخاذ القرارات على المستوى المجتمعي الأوسع. التمييز الجنساني هو أي استبعاد أو قيد يُفرض على أساس الأدوار والعلاقات الجنسانية ويحول دون تمتع الشخص بحقوقه الإنسانية الكاملة تعاني النساء في المناطق الريفية من تمييز منتظم في الحصول على الموارد اللازمة للإنتاج الزراعي وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعادة ما تُعنى خدمات الإمداد بالائتمان، والإرشاد، والمدخلات، والبذور باحتياجات أرباب الأسر من الذكور. ونادراً ما تُلتمس مشورة المرأة في المناطق الريفية في المشاريع الإنمائية التي قد تؤدي إلى زيادة إنتاج الرجال ودخلهم، ولكنها تضيف في الوقت ذاته إلى الأعباء الملقاة على عاتق النساء. وعندما تزداد الأعباء، تُسحب الفتيات من المدارس بمعدلات تفوق غالباً معدلات سحب الفتيان، وذلك للمساعدة في أداء المهام الزراعية والمنزلية. وفي بعض البلدان، قد تؤدي وفاة الزوج إلى قيام أسرته بانتزاع ما يملكه من أرض وحيوانات من أيدي أرملته فتغدو مُعدمة الحال. كما أنّ أجور العاملات الزراعيات أدنى من أجور الرجال، في الوقت الذي يتم فيه "تأنيث" المهام ذات الأجر الضئيل بصورة روتينية. ويمكن أن يتفاقم التمييز ليغدو عنفاً ذا أساس جنساني، ولا سيما في حالات الطوارئ التي تكون فيها النساء معزولات وضعيفات. وثمة نمط آخر من أنماط العنف وهو انعدام حقوق النساء في ما يتعلق "بالعلاقات الجنسية الآمنة"، وهو ما يشكل عاملاً رئيسياً من عوامل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/مرض الإيدز في بعض البلدان. المساواة الجنسانية تعني أن تتمتع المرأة والرجل بحقوق وفرص وامتيازات متساوية في الحياة المدنية والسياسية وتعني المساواة الجنسانية، بالنسبة إلى الفاو، المشاركة المتساوية للنساء والرجال في اتخاذ القرارات، والقدرة المتساوية على التمتع بحقوقهم الإنسانية، والحصول على الموارد والمنافع والسيطرة عليها بصورة متساوية، والفرص المتساوية في العمالة وفي جميع الجوانب الأخرى لموارد رزقهم. وتعتبر المساواة الجنسانية تدبيراً منطقيا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. فقد أشار تقرير حالة الأغذية والزراعة 2010-2011 الصادر عن الفاو إلى أنّه باستطاعة المزارعات زيادة غلال مزارعهنّ بشكل ملحوظ في حال أتيحت لهنّ نفس الفرص كما للمزارعين الذكور للحصول على الأصول والخدمات الزراعية. وخلص تقرير للبنك الدولي إلى أن الحد من التفاوت الجنساني يؤدي إلى انخفاض معدلات الوفيات في صفوف الرضع والأطفال، وإلى تحسن التغذية، وارتفاع الإنتاجية الاقتصادية، وزيادة سرعة النمو. وبالنسبة إلى المجتمع العالمي، فإنّ المساواة الجنسانية هي التزام مكرّس في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وفي الأهداف الإنمائية للألفية التي اعتمدتها الأمم المتحدة. العدالة الجنسانية هي الإنصاف والنزاهة في معاملة النساء والرجال من حيث الحقوق والمنافع والواجبات والفرص أدرجت الفاو المساواة الجنسانية في الوصول إلى الموارد، والسلع، والخدمات، واتخاذ القرارات، ضمن أهدافها الاستراتيجية الرئيسية المتعلقة بالزراعة والتنمية الريفية على مدى السنوات العشر القادمة. وتهدف المساواة الجنسانية، عبر خلق علاقات اجتماعية لا يعاني فيها أي من الجنسين من التمييز، إلى النهوض بالعلاقات والأدوار الجنسانية، وتحقيق العدالة الجنسانية. ولا يتمثل جوهر العدالة بالمعاملة المتماثلة – فقد تكون المعاملة متساوية أو مختلفة، لكن من الواجب أن تُعتبر متكافئة على الدوام من حيث الحقوق، والمنافع، والواجبات والفرص. وبما أن هيمنة الذكور في الأسرة والسياسات والمؤسسات العامة، لا في المناطق الريفية فحسب بل وعلى النطاق العالمي أيضا، قد أدت إلى طمس مصالح النساء وشواغلهنّ، فإن إحدى الاستراتيجيات الأساسية للعدالة الجنسانية تتمثل في تمكين المرأة. ومن الواجب أن تغطي التنمية احتياجات النساء وتطلعاتهنّ الطويلة الأجل، وسلطتهنّ في اتخاذ القرارات، وقدرتهنّ على الوصول إلى الموارد الهامة والتحكم بها مثل الأراضي وقوة عملهن الذاتية. التحليل الجنساني هو دراسة مختلف أدوار النساء والرجال لفهم ما يعملونه وما هي الموارد المتاحة لديهم وما هي احتياجاتهم وأولوياتهم تستخدم المنظمة التحليل الجنساني في تحديد الاختلاف في القدرة على الوصول إلى الموارد والتحكّم بها واتخاذ القرارات في المجتمعات والأسر الريفية. ومن خلال فهم طبيعة مساهمة مختلف الأفراد في الأنشطة الإنمائية وتأثرهم بها، أي تحديد من الخاسر ومن الرابح من بينهم، يساعد التحليل الجنساني المخططين على تفادي تكرار أخطاء الماضي المكلفة وتصميم برامج ومشاريع تتسم بالفعالية، والكفاءة، والإنصاف. وعلى سبيل المثال، فإنه بمقدور التحليل الجنساني أن يوضح أنه إذا ما كانت أنشطة إزالة الأعشاب الضارة وحصاد المحاصيل تندرج في عداد "المهام النسائية"، فإن تنفيذ برنامج لزيادة إنتاج المحاصيل النقدية قد يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق النساء ويوفر لهن منافع ضئيلة فحسب. وربما يكون من الأفضل الاستثمار في مد شبكة للمياه إلى الأسر الريفية، بما يتيح للنساء وقتاً إضافياً للعمل في إنتاج الحيوانات الصغيرة وفي البستنة. وفي مشاريع الطوارئ، فإن التحليل الجنساني يميز بين الآثار المحتملة على الفتيات والنساء، مثل زيادة مخاطر سوء التغذية، وعلى الفتيان والرجال الذين قد يتعرضون لخطر التجنيد للانخراط في النزاعات. التوازن الجنساني هو المشاركة المتساوية والنشطة للنساء والرجال في كل مجالات اتخاذ القرارات وفي الحصول على الموارد والخدمات والتحكّم بها تنظر الأمم المتحدة إلى التوازن الجنساني على أنه عنصر أساسي لتحقيق المساواة والتنمية والسلام. وبغية تحقيق هذا التوازن في الزراعة والتنمية الريفية، لا بدّ من جهود تبذلها المجتمعات المحلية الريفية والحكومات والوكالات الإنمائية الدولية. وعلى الصعيد المحلي مثلاً، يعني التوازن الجنساني مشاركة الرجال والنساء مشاركة فاعلة في هيئات اتخاذ القرارات، بما في ذلك الهيئات المسؤولة عن إدارة المرافق والبنى الأساسية المجتمعية. ويتعيّن على الوزارات المسؤولة عن التنمية الريفية أن تنهض بالتوازن الجنساني في صفوف الموظفين الفنيين والإداريين، ولا سيما في ما يتعلق بأنشطة الإرشاد. وتجهد الفاو لتحقيق التوازن الجنساني من خلال تعيين النساء في صفوف الموظفين الميدانيين العاملين في مشاريعها الإنمائية. وقامت الفاو بتدريب موظفات في مجال التيسير بغية تعريف المزارعات على إجراءات المكافحة البيولوجية للآفات، وأنشأت كوادر من العاملات المساعدات المعنيات بالثروة الحيوانية لتقديم المشورة إلى المشاريع الخاصة بالدواجن التي تنفذها النساء، واستعانت بموظفات تنشيط لتشكيل مجموعات نسائية تهدف إلى توليد الدخل. وقد ارتفعت ضمن الفاو نسبة الموظفات في الفئة الفنية من أقلّ من 22 في المائة عام 1994 إلى 38 في المائة عام 2011. تعميم الاهتمام بالقضايا الجنسانية هو استراتيجية معتمدة عالمياً لتحقيق المساواة الجنسانية تُعرِّف الأمم المتحدة تعميم الاهتمام بالقضايا الجنسانية على أنه عملية تقدير آثار أي عمل مخطط له على الرجال والنساء في كل المجالات وعلى جميع المستويات. ويعني ذلك جعل شواغل النساء والرجال وخبراتهم على حد سواء بعداً متجذّراً من أبعاد كل الجهود المتعلقة بالزراعة والتنمية الريفية. وقد اعتمدت الفاو، كجزء من إطارها الاستراتيجي الجديد، تعميم الاهتمام بالقضايا الجنسانية باعتباره عنصراً محورياً في سياساتها وبرامجها الإنمائية. واتسع نطاق عمل المنظمة الآن بحيث بات بتجاوز "القضايا النسائية"، ليصل إلى مجالات كانت تعتبر قبلاً "حيادية من الناحية الجنسانية"، مثل العلوم الزراعية ووضع السياسات الاقتصادية. ويقتضي تعميم الاهتمام بالقضايا الجنسانية داخل المنظمة توعية الموظفين بالقضايا الجنسانية في الأعمال الفنية والإدارية، وخلق آليات للمساءلة، وضمان تخصيص الموارد بما يتناسب مع التحديات. وسعياً إلى تحفيز جهود تعميم القضايا الجنسانية، أقرّ المدير العام للفاو "سياسة الفاو بشأن المساواة الجنسانية: تحقيق أهداف الأمن الغذائي في الزراعة والتنمية الريفية" في سنة 2012. وتعترف هذه السياسة بأنّ المساواة بين الجنسين أساسية بالنسبة إلى ولاية المنظمة المتمثلة في تحقيق الأمن الغذائي للجميع من خلال النهوض بمستويات التغذية وتحسين الإنتاجية الزراعية وإدارة الموارد الطبيعية والارتقاء بمستوى عيش سكان الريف. وستسترشد المنظمة بهذه السياسة في سعيها إلى مراعاة القضايا المتصلة بالمساواة بين الجنسين وبتمكين المرأة مراعاة كاملة في جميع ميادين عملها – الأمن الغذائي والتغذوي والزراعة وحماية المستهلك والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية والغابات وإدارة الموارد الطبيعية والبيئة والتعاون التقني وتبادل المعرفة والبحوث والإرشاد
<urn:uuid:03dbfd61-04f8-4aa5-b882-716fd0f44141>
CC-MAIN-2015-18
http://www.fao.org/gender/gender-home/gender-why/ar/
2015-05-06T07:03:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1430458333760.71/warc/CC-MAIN-20150501053213-00068-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.995125
Arab
45
{"arb_Arab_score": 0.9951250553131104}
لو الموضوع عجبك اعمل لايك للرجوع للصفحة الرئيسية اضغط هنا أديب لـ محلب وزارتك فاشلة لهذا السبب!! عزل البغدادي يهدد داعش بالانفجار محلب: فى حكومتى "اللي هيشتغل هيقبض" القوات المسلحة تحكم قبضتها على سيناء أبوحفيظة يسخر من الرقابة علي الإعلام القبض على أكبر شبكة دعارة بالشرقية «mbc» تكشف عن السبب الرئيسي لإنسحاب «وائل كفوري» من Arab Idol قطر تهرب من الغضب الدولي ® جميع الحقوق محفوظ لـ شبكة مصر الإخبارية جميع الأخبار التى على الموقع هي من مصادر خارجية وعلى مسؤولية مقدم المحتوى، ولا يتحمل الموقع أدنى مسؤولية عن صحة أو دقة هذة الأخبار.
<urn:uuid:64f5a82c-4db0-4c40-a68d-559addedae5d>
CC-MAIN-2015-18
http://egy-nn.com/news/v/29323?v=1
2015-04-26T20:55:46Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246656168.61/warc/CC-MAIN-20150417045736-00219-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.732643
Arab
57
{"arb_Arab_score": 0.7326430082321167, "ary_Arab_score": 0.11529214680194855, "arz_Arab_score": 0.11356829851865768, "ars_Arab_score": 0.018249835819005966}
ما بين لندن وقرية «السواهجة» بمحافظة المنيا آلاف الكيلو مترات ومثلها في العدد تفاصيل شكلت حياة محمد أشرف أبوالوفا محمد أحمد مروان الذي أثار الجدل في حياته وبعد مماته، فصهر الرئيس عبدالناصر ينتمي إلي صعيد مصر رغم نشأته القاهرية، وذهبنا إلي هناك لنرسم صورة للقرية التي احتضنت عائلة مروان العريقة. أقاربه الذين التقيناهم أجمعوا علي أن طباعه صعيدية صرف، رغم ولادته ونشأته بعيداً عن القرية، لكن ارتباط والده بالقرية وتواصله مع أهله صنع بداخله - حسب وصفهم- شخصاً صعيدياً في عاداته وتقاليده. «السواهجة» مسقط رأس مروان تقع علي بعد خمسة عشر كيلو متراً تقريباً غرب مدينة ملوي بمحافظة المنيا. اتجهنا إلي منزل عمدة القرية ليدلنا علي مقر عائلة مروان. وفي الطريق للمنزل قال عامل السويتش الذي اصطحبنا: «أولاد مروان دول ناس معروفين في كل مكان بالأدب والأخلاق الكريمة، ولعلمك أنا عامل السويتش وبألاحظ احترام من كل القيادات التي تتصل بالعمدة نظراً لوضع أولاد مروان في البلد». واستمر في حديثه حتي لاح لنا أحد المنازل القديمة بالقرب من بحر يوسف، وهنا أشار عامل السويتش إلي منزل بدا عليه أثر السنين، فالنوافذ قديمة والحوائط مهترئة. وعرفنا من أحد الجيران أن هذا المنزل هو «البيت الكبير» قديماً لعائلة مروان، وعرج بنا الحديث إلي عائلة مروان فقال عنها: «من أعرق عائلات الصعيد، حيث تجمع لديها الثروة والجاه والسلطان. ويقول محرز العريني (محام) أحد سكان القرية: «أرتبط بصلة قرابة معه، فجده أشرف مروان من قرية العرين القبلي، وأعرف أن مروان بك الكبير كان رجلاً صالحاً قدم الكثير لأهله وجيرانه من حيث الوظائف والتعيينات والخدمات التي لا حصر لها». أما محمد مروان أحد أبناء عمومة مروان ويعمل مديراً بالتربية والتعليم فقال: تقابلت مع أشرف مروان كثيراً في منزل والده بمنشية البكري عندما كنت أذهب لزيارتهم باعتبار أنهم أبناء عمومتي.. وكنت أجد الترحاب وحسن الضيافة من جانبه وكان شخصاً متواضعاً للغاية، ولم يغتر بنفسه أو مناصبه يوماً من الأيام وتابع أيضاً كان العم المرحوم «أبوالوفا» بالرغم من استقراره في القاهرة حريصاً علي زيارة القرية بصفة مستمرة وحضور المناسبات خاصة مناسبات عائلته، وكان يقول لنا لازم أعرف كل شيء عن الأهل والناس ولذلك كنا نقوم فوراً بإبلاغه بأي مناسبات سواء كانت حزناً أو فرحاً في العائلة. ويضيف حسن مروان «عمدة قرية السواهجة» أشرف مروان كان ودوداً لطيفاً ولم تنقطع علاقة والده المرحوم اللواء أبوالوفاء مروان بالسواهجة مطلقاً. «فليحيا أشرف مروان جاء بالكهرباء من أسوان».. هكذا بدأ الشيخ علاء لطفي المأذون الشرعي لقرية السواهجة كلامه معنا قائلاً: «كنا نتغني ونحن صغارًا بأشياء كثيرة توضح خدمات أشرف ووالده للقرية، فقد كان له فضل في أن تكون القرية أول بلدة في القري المحيطة التي تدخلها الكهرباء في السبعينيات بعد تدخل شخصي من أشرف مروان». توجهنا إلي قرية «العرين القبلي» بعد أن علمنا بأنها مسقط رأس الراحلة «مني أحمد علي» جدة أشرف مروان لوالده.. تقابلنا مع يحيي العريني، موجه عام بالتربية والتعليم وقبل أن نتحدث إليه وبمجرد علمه بكوننا صحفيين بادرنا قائلاً «لن نقبل أية كتابات ولا حتي حرف واحد يمكن أن يشكك في بطولة ورجولة أشرف مروان.. يكفي أنه مات شهيداً في سبيل كرامة مصر والأمة العربية».. وتابع «لقد قرأنا علي صفحات جرائد مصرية نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي كلامًا «متواطئ ودنيء».. ماذا تريدون؟ ووصف عادل العريني «المدرس بالأزهر الشريف» أشرف مروان بأنه بطل قومي قائلاً: «البطولة ليست أحاديث ولقاءات ومناظر إنما البطولة أفعال وها هو أشرف قدم لمصر ما استطاعت به أن تضرب الأعداء وتسترد الكرامة والشرف». رحم الله اشرف مراون ابن ملوى البار والهم اهلة ومصر الصبر والسلوان بطل من ابطال ملوى
<urn:uuid:dd6d5d64-b90f-4ef6-a913-305c837b790c>
CC-MAIN-2015-18
http://mallawy5.arabblogs.com/Page_3.html
2015-04-26T20:53:39Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246656168.61/warc/CC-MAIN-20150417045736-00219-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.869182
Arab
23
{"arb_Arab_score": 0.8691815137863159, "ary_Arab_score": 0.07701223343610764, "arz_Arab_score": 0.023794211447238922, "ars_Arab_score": 0.01957395114004612}
مصريات كتب نديم بسيوني: بعد احداث دامية اعقبت مباراة اليوم في استاد بورسعيد بين فريقي الاهلي والنادي المصري والتي ذهب ضحيتها حسب وزارة الصحة حتى الان 77 قتيلاً واكثر من مئتي مصاباً، اي يعتبر هو الحدث الاسوء على الاطلاق في تاريخ الكرة المصرية ان لم تكن العالمية، وبما انني كنت اعتقد او اتوهم بان جنون لعبة كرة القدم او الكورة – كما يحلو للبعض تسميتها- سينتهي او يتقلص بشكل كبير على الاقل بعد احداث ثورة 25 يناير والتي مازلنا نعيشها حتى اليوم .. والسبب كما اتفق عليه بعض الساسة والمحللين بان هذا الجنون والهوس الكروي تمت صناعته عمداً من قبل النظام السابق خصوصاً في السنوات الاخيرة قبيل سقوطه واكبر دليل على ذلك هو مباراة منتخبي مصر والجزائر الشهيرة وما تبعها من احداث امتدت من القاهرة الى الخرطوم ووصلت الى حد غير معقول بتفاهته وغير مفهوم في العلاقة بين البلدين ان لم نقل بين الشعبين وعلى مدار اكثر من شهر كان الشغل الشاغل للدولة المصرية والجزائرية باسرها حكومة وشعباً .ز بل ان هناك من ذهب الى انه كانت هناك خطة مبيتة لتوريث جمال مبارك بحالة فوز المنتخب الوطني آنذاك !! وقد يكون هذا الاستنتاج لوصف الحالة وقتها صحيحاً او مبالغاً فيه لكن ما هو مؤكد الان بانه كان منطقياً او مفهوماً في ظل الاوضاع التي كانت سائدة قبل الثورة والتهييج الاعلامي الرسمي وغير الرسمي بهدف ابعاد الجماهير وفئة الشباب تحديداً عن الحياة العامة والسياسية والسعي للحفاظ على النظام السائد في حينه ولكن الان ما هو المبرر المنطقي لهذه الاحداث التي تتفجر من وقت لاخر وتصاحب تقريباُ جميع مباريات الدوري وغيرها .. هل يمكن ان يكون لجهة ما مصلحة في اندلاع الاحداث وعودة الهوس الكروي بهذا الشكل المقيت وبالطبع سيشار بالبنان الى المجلس العسكري الحاكم كونه كما يعتقد البعض – ولست منهم – يخفي ما يخفيه ويرغب باطالة مدة تسليمه للسلطة خصوصا بعد سيطرة قوى الاسلام السياسي على مجلسي الشعب والشورى مما يعني بالضرورة تأثيرهم بشكل واضح على انتخابات الرئاسة القادمة .. هل ينطبق هذا التفسير على احداث مباراة الاهلي والمصري ؟ قد يبدو منطقياً ايضاً ولكن الايام القريبة القادمة كفيلة بتأكيد صحته من عدمها. يوتيوب احداث مباراة الاهلي والمصري المأساوية اليوم
<urn:uuid:b29be58b-bacc-4b55-a96c-abba7e886859>
CC-MAIN-2015-18
http://www.masreat.com/%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A/
2015-04-18T07:16:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246633972.52/warc/CC-MAIN-20150417045713-00251-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.86759
Arab
40
{"arb_Arab_score": 0.8675897717475891, "ars_Arab_score": 0.05350233241915703, "ary_Arab_score": 0.04428478702902794, "arz_Arab_score": 0.02695595845580101}
من الرائع أن يعترف الأنسان بأخطائه وأن يتحمل مسؤولية تلك الأخطاء وأن يحاول جاهدا ً إسترضاء من أخطأ في حقه ولو أتى ذلك على كرامته مادام أنه أخطأ في حقة أخي الحبيب لكن الأروع من ذلك هو أن تجد الشخص الذي أخطأت في حقه قد سامحك .. سامحك من كل قلبه .. ونسى تلك الأخطاء منك وتقبل الأمر بل ورحب بك من جديد. سلمت أخي الحبيب
<urn:uuid:a8b8c426-ec60-4961-aaa4-d5d19fab263f>
CC-MAIN-2015-18
http://www.yemen-sound.com/vb/showthread.php?t=108625
2015-04-18T07:14:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246633972.52/warc/CC-MAIN-20150417045713-00251-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.98469
Arab
30
{"arb_Arab_score": 0.9846898913383484}
برنامج الإذاعات اف ام لايف , برنامج مفيد وسهل الإستخدام يعمل علي الوصول الأفضل لمعظم المحطات الإذاعية الي تثبت من الإنترنت وامكانية السماع لها البرنامج يعمل علي سطح المكتب . للتحميل *ملاحظة: جميع الأسماء والعلامات المذكورة في الموقع هي علامات تجارية مسجلة لأصحابها ، وجميع الروابط الموجودة هي من مواقع الشركة الناشرة لهذه الروابط
<urn:uuid:7538c0e8-8328-4f79-bbcc-aed0b91c049b>
CC-MAIN-2015-18
http://www.aratk.com/?p=11001
2015-04-21T08:16:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246641054.14/warc/CC-MAIN-20150417045721-00113-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.946259
Arab
22
{"arb_Arab_score": 0.946259081363678, "ajp_Arab_score": 0.01899045892059803, "arz_Arab_score": 0.01226197462528944}
إيتشي كيو هاتشي يون |1Q84| |المؤلف||هاروكي موراكامي| |اللغة||لغة يابانية| |البلد||اليابان| |النوع الأدبي||التاريخ البديل، العالم الموازي| |الناشر||شينتشوسا| |تاريخ الإصدار||29 مايو 2009| |ويكي مصدر||ابحث| |ترجمة| |تاريخ الإصدار المترجم||25 أكتوبر 2011| |التقديم| |نوع الطباعة||مجلد| |عدد الصفحات||928| 1Q84 (تقرأ باللغة اليابانية "إيتشي كيو هاتشي يون") هي رواية من أعمال هاروكي موراكامي نشر جزئيها الأول والثاني للمرة الأولى في عام 2009 ونشر الجزء الثالث في عام 2010. حققت الرواية أعلى مبيعات للكتب في اليابان في عام 2009. صدرت الترجمة الإنجليزية في اواخر 2011. معنى العنوان[عدل] 1Q84 هي تلاعب لفظي للعام 1984 حيث أن حرف "Q"، في الأبجدية الإنجليزية، يقرأ "كيو"، التي لها نفس لفظ الرقم "9" باللغة اليابانية. بينما هو اختصار لـسؤال "Question" بالانجليزيه. والعنوان به إشارة إلى رواية 1984 لجورج أوريل. ومن ناحيه أخرى، إلى العالم الغامض الذي يعيش فيه ابطال الرواية. ملخص القصة[عدل] تدور احداث القصة في العام 1984 في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يجري بين أبريل ويونيو، الجزء الثاني بين يوليو وسبتمبر، والجزء الثالث بين أكتوبر وديسمبر. سرد الرواية يجري في قصتين على لسان بطلا القصة اَومامِه وتنغو حيث يتبادلا الأدوار في كل فصل ليروي كل منهما الوقائع من منظوره الشخصي، لاحقا في الجزء الثالث ينضم أوشيكاوا إلى السرد ليروي الاحداث من منظوره في فصول خاصه. تبدأ الرواية عندما تتبع اَومامِه نصيحة سائق التاكسي الذي يقللها، للهروب من ازمة السير على الطريق السريع، فتستعمل مخرج الطوارئ حتى لا تتأخر عن موعد هام (يكون في الواقع عملية اغتيال أخرى...). منذ ذلك اليوم تبدأ اَومامِه بملاحظة اشياء غريبه لم تلحظها من قبل، كما أنها تسمع لاول مره عن حادثة اشتباك مسلح بين مجموعه متطرفه والشرطة اليابانية قبل ثلاث سنوات، مع ان الحادثة تصدرت عناوين الصحف وقتها وكل شخص تقريبا [الا هي] يعرف عنها، لتقرر انها فجأه أصبحت تعيش في عالم آخر [العالم الموازي] الذي تطلق عليه لاحقا 1Q84 : العالم الذي يحمل تساؤلاً [شكاً]. في مسار آخر للروايه، نتعرف على تنغو، الذي يطلب منه صديقه ومعلمه كوماتسو ان يعيد كتابة رواية خياليه كتبت بأسلوب سيء جدا، لكنها في الوقت ذاته تبدو واعده، وقد انبهر الاثنان من حبكتها، حتى تشارك في مسابقه ادبيه (لم يكن يشكا في فوز الرواية إذا ما كتبت بأسلوب جيد). بعدما قابل تنغو مؤلفة الرواية فوكا-إري، وهي طالبه في المرحلة الثانوية، واخبرها بما ينوي فعله لم تمانع فقام بكتابة الرواية بأسلوب جديد لتفوز بالمسابقة وتتصدر مبيعات الكتب. سرعان ما يكتشف تنغو أن فوكا-إري –التي تعاني من مرض عسر القراءة- لم تكتب الرواية بل املتها على صديقتها التي قامت بكتابتها، وهنا يزداد شكه بأن الرواية (الخياليه) هي في الواقع وصف لاحداث عاشتها فوكا-إري في طفولتها. بعدما يقابل تنغو البروفيسور إيبيسونو (ولي أمر فوكا-إري) يعرف انها ابنة صديق البروفيسور "توماتسو فوكودا" مؤسس مجتمع زراعي تعاوني يدعى ساكي جاكِه، تحول لاحقا بشكل غامض إلى ديانة رسميه، وانقطعت صلة فوكودا مع البروفيسور من وقتها، في يوم من الايام بعد فترة وجيزه من تأسيس ساكي جاكِه، وجد البروفيسور فوكا-إري (و كان عمرها عشر سنوات) على عتبة منزله وهي مصابه بصدمه عصبيه افقدتها القدرة على الكلام مؤقتا. بينما تعيش فوكا-إري مع البروفيسور وابنته أزامي، تطلب من أزامي ان تكتب قصه تمليها عليها عن حياة طفله في مجتمع زراعي تعاوني ومقابلتها مجموعه من الأقزام تطلق عليهم "الناس الصغار". يبدأ عالم اَومامِه وتنغو المتوازي بالتقارب عندما تتعرف اَومامِه على تسوباسا، طفله في العاشرة من عمرها، هربت من ساكي جاكِه بعدما تعرضت لتحرش وحشي من قبل زعيم الجماعة، الذي يصبح – بطللب من الارملة الغنية- هدف أومامه التالي. وهي مهمه شبه مستيحله فلا يعرف شكل الزعيم هذا أو كيفية الوصول إليه، عدا عن كون ساكي جاكِه جماعه منغلقه جدا يستحيل اختراقها. الشخصيات الرئيسية[عدل] اَومامِه (青豆): واحده من الشخصيات الثلاث في القصة التي تروي الاحداث من منظورها، في الثلاثين من العمر وتعمل رسميا كمدربة رياضيه، لكنها أيضا قاتلة محترفه تعمل لصالح جماعه سريه، تجيد طريقه في القتل يبدو فيها الموت طبيعي جدا. عاشت اَومامِه طفوله صعبه ونشأت لعائله مسيحيه متزمته، مما جعلها تكره والديها وديانتهم، لتنفصل عنهم نهائيا عندما بلغت العاشرة. تِنغو (天吾): الشخص الثاني الذي تروى الاحداث من منظوره، في بداية الثلاثين من العمر، كاتب لم ينشر أي روايه، يعمل كمدرس للرياضيات، توفيت والدته عندما كان رضيعا، وعاش حياة صعبه مع والده. تِنغو شخصيه هادئه غير مغامره. فوكودا (深田): يشار إليه بـ الزعيم.في بداية الخمسينات من العمر، كان ينتمي إلى الفكر اليساري، ويؤمن بشده في افكار ماوتسي تونغ الثوريه، اسس عندما كان طالبا في الجامعة جماعة الحرس الأحمر ودخل في مواجه مع الجامعة ادت إلى فصله وكل اتباعه، ليلتحق بعدها بمجتمع زراعي يعيش على المبادئ الشيوعيه، عندما لم تعجبه الحياة هناك انفصل مع اتباعه واسس مجتمعه الخاص ساكي جاكِه. بالرغم أنه عرف عن فوكودا مقته الشديد للاديان، إلا أنه في تطور غامض حول ساكي جاكِه إلى ديانة رسميه مسجله لدى السلطات اليابانية. أوشيكاوا (牛河): هو الشخص الثالث الذي تروى الاحداث من منظوره، شخص بشع جدا يعمل لصالح ساكي جاكِه في مراقبة تنغو ولاحقا اَومامِه. لا يمل من التحقيق وتتبع هدفه، لا ينتمي رسميا إلى منظمة ساكي جاكِه. فوكا-إري (ふかえり): فتاه جميله في السابعة عشر من عمرها، ذات شخصيه غامضه قليلة الكلام وطريقه غريبه في التحدث، لديها نظره لا مباليه للحياة. عاشت طفوله سوداء في ظل جماعه دينية متطرفه (ساكي جاكِه) هربت منها عندما كانت في العاشرة من العمر. كوماتسو (小松): محرر في دار نشر وصديق تنغو، يبلغ من العمر 45 عاما، شخصيه مغامره ومتفائله، يرى ان "كل شيء لديه وجهان، وجه جيد ووجه ليس بسيء"، مشهور في الوسط الادبي. لا يعرف الكثير عن حياته الخاصة. الأرملة الغنية: أرمله تدير ملجأً للنساء اللواتي تعرضن للاضطهاد، وجماعه سريه لاغتيال الأشخاص الذين يضطهدون النساء. أقدمت ابنتها على الانتحار بسبب المعاملة الوحشيه من زوجها (زوج ابنتها). ترى انها تحقق نوعا من العدالة الالهيه –مع انها لا تؤمن بمعتقد معين- حيث تعمل على "إرسال الأشخاص إلى العالم الاخر" (أي قتلهم) بواسطة اَومامِه. نقد الرواية[عدل] مراجعات الرواية كانت ايجابيه في معظمها، وصفتها الجارديان بانها "حدث عالمي بحد ذاتها".[1]. صحيفة ذا جابان تايمز اعتبرت انه من الممكن ان تكون قرائتها ضروريه لاي شخص يريد أن يفهم الثقافة اليابانية.[2]. كما اعتبرت اعظم اعمال موراكامي. وصلات خارجيه[عدل] - الموقع الرسمي (يابانية)
<urn:uuid:e80394fb-0ab4-4824-8f1f-7de1b0eb4f47>
CC-MAIN-2015-18
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D9%8A_%D9%83%D9%8A%D9%88_%D9%87%D8%A7%D8%AA%D8%B4%D9%8A_%D9%8A%D9%88%D9%86
2015-04-27T18:41:42Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246659319.74/warc/CC-MAIN-20150417045739-00150-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.745692
Arab
60
{"arb_Arab_score": 0.7456920146942139, "ary_Arab_score": 0.08230876177549362, "ars_Arab_score": 0.07096569985151291, "arz_Arab_score": 0.07070888578891754, "aeb_Arab_score": 0.011439182795584202}
كشف الدكتور عبدالله بن محمد الحمدان أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور عن نجاح دراسات تمور البرحي السعودي وتخزينها أطول فترة ممكنة تصل إلى ستة أشهر وهو ما يعزز من تواجدها في أسواق العالم. وقال الحمدان إن العائق الذي كان يواجه تمور البرحي المعروفة عالميا كان وصولها إلى أوروبا وأمريكا وقد أتمرت مما يعدها المواصفات الأوربية فسادا في البلح. وأضاف أن البرحي يعرف عالميا ويزرع في مواقع متعددة من العالم وهو يتم تناوله بلحا ويحتوي على قيمة غذائية عالية. وبين الحمدان أن دراسات تخزين البرحي قد أعطت نجاح كبير في التخزين لمدة ستة أشهر مما يتيح فرصة أكبر لتصدير تمور البرحي لمختلف دول العالم خصوصا أن البرحي يعد الأشهر عالميا ومعروف لدى العديد من الدول الغربية. وأفاد الحمدان أن تحركات متخصصين قد أثمرت عن نتائج ممتازة لحفظ البرحي بعدة طرق مختلفة تضمن بقائه بلحا فترة طويلة تصل إلى ستة اشهر ، مشيرا إلى أن الدراسات استمرت على مدى ثلاث سنوات وتم تطبيقها فعليا على المنتج وأعطت نتائج باهرة.
<urn:uuid:5fc3a052-c02f-4adc-8097-95c4319f5b15>
CC-MAIN-2015-18
http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=238719
2015-05-03T15:51:28Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1430448956264.24/warc/CC-MAIN-20150501025556-00068-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.92763
Arab
37
{"arb_Arab_score": 0.9276302456855774, "ary_Arab_score": 0.049943406134843826}
حتى صباح الجمعة الموافق 20 نيسان الجاري لم اقل كلمة واحدة عن الهيئة التنسيقية للمعارضة السورية.. ومثلما تساءل بعض الاعزاء القراء عن سر نقدي الدائم لمجلس اسطنبول وما يعرف بالجيش الحر مقابل عدم التعرض للنظام السوري, تساءل قراء آخرون عن الصمت المطبق من قبلي حول هيثم المناع وحول الهيئة التنسيقية, وما زلت اتحدث هنا عن كاتب ومعلقين مما يسمح بالتعليق لا اكثر ولا اقل فلا انا ولا القراء نقرر شيئا ازاء هذه المسألة..وقد صمت فعلا ازاء الهيئة التنسيقية, لانها تضم مناضلين ومعارضين قوميين ووطنيين, وكان يعول عليها في أية تفاهمات انتقالية تحمي سورية من المؤامرة وتضعها في الوقت نفسه على طريق تحولات ديمقراطية عميقة وحقيقية. واذ اخرج عن صمتي ازاء الهيئة احافظ عليه ازاء الدكتور هيثم المناع آملا ان لا نجده في الموقف الذي صدمني صباح الجمعة المذكور. في ذلك الصباح, هاتفني الصديق المهندس ليث شبيلات واخبرني انه سيزور عددا من الاصدقاء المشتركين السوريين المعارضين من قيادة الهيئة التنسيقية المذكورة وذلك في فندق الماريوت, فالتقينا هناك بعدد من هؤلاء الاصدقاء ومنهم القومي الناصري, رجاء الناصر, والقومي الماركسي السابق, فايز ساره, وذهبت الى هناك وفي ذهني ترتيب لقاءات وحوارات واسعة لهم.. ولم تستمر اللحظات الشخصية الدافئة سوى دقائق معدودات حين اكتشفت انهم ضيوف او مدعوون من قبل (مركز دراسات) معروف بعلاقاته مع السفارة الامريكية في عمان. والى هنا انتهى الحوار وغادرت الفندق وآخر اوهامي حول تلك المعارضة.
<urn:uuid:33973bb6-f811-4f3e-b82a-85d9e5bd5b76>
CC-MAIN-2015-18
https://www.assawsana.com/portal/pages.php?newsid=114068
2015-04-21T13:06:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246641468.77/warc/CC-MAIN-20150417045721-00174-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.93402
Arab
39
{"arb_Arab_score": 0.9340202808380127, "ars_Arab_score": 0.0326714962720871, "ary_Arab_score": 0.021644631400704384}
تزامنا مع الإعلان عن تأجيل موعد الانتخابات البلدية والنيابية، لوحظ ما يشبه انطلاق حملة موجهة تستهدف وحدة منسقية المعارضة الديمقراطية سواء من خلال نشر معلومات غير دقيقة أو من خلال زرع الشكوك فيما بين القوى المكونة للمنسقية. والواقع أن وحدة المنسقية لم تتعرض لأية هزة وأنها مكنت حتى الآن من حمل النظام على التراجع عن إجراء الانتخابات في 12 من أكتوبر والسعي لإيجاد مخرج من خلال محاولة فتح قنوات اتصال مع بعض أحزاب المنسقية. وضمن هذا الإطار يهم اتحاد قوى التقدم التذكير بأنه على السلطة إذا كانت جادة في السعي لتجاوز الأزمة، أن تطرح موضوع الانتخابات على بساط البحث مع منسقية المعارضة. أما مساعيها لعقد لقاءات انفرادية مع بعض أحزاب المنسقية فلن ينظر إليها أكثر من أنها محاولة لتفكيك وحدة المنسقية بدل البحث الجاد عن حل من شأنه وضع حد لحالة الاحتقان الراهنة وفتح آفاق شراكة أكثر رحابة بين الفرقاء. 24/08/2013 أمانة الاعلام
<urn:uuid:ac2bc00c-9466-457a-8e90-d0f5250cf6e4>
CC-MAIN-2015-18
http://www.aqlame.com/article14826.html
2015-04-26T04:44:42Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246652631.96/warc/CC-MAIN-20150417045732-00036-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.903796
Arab
34
{"arb_Arab_score": 0.903795599937439, "ary_Arab_score": 0.07033419609069824, "ars_Arab_score": 0.011549512855708599}
1- المقدمة :تقييم أداء العاملينEmployees Performance Appraisalأ.وائل محمد جبريل تعد عملية قياس و تقويم الأداء من العمليات المهمة التي تمارسها إدارة الموارد البشرية , فعن طريق القياس و التقويم تتمكن المنظمة من الحكم علي دقة السياسات و البرامج التي تعتمدها , سواءً كانت سياسات استقطاب و اختيار و تعيين , أو برامج و سياسات تدريب و تطوير و متابعة لمواردها البشرية . ومع مستوى العاملين أنفسهم تعتبر عملية القياس و التقويم وسيلة يتعرف من خلالها الفرد العامل علي نقاط القوة و الضعف في أدائه و خاصة عند الإعلان عن نتائج تقويم الأداء من قبل المنظمة , وعن طريقها يتمكن الفرد من تطوير نقاط القوة و معالجة نقاط الضعف , اعتماداً فان العملية تعتبر مهمة لجميع المستويات في المنظمة ابتداءً من الإدارة العليا و انتهاءً بالعاملين في أقسام و وحدات الإنتاج . فبالرغم من أن الفرد العامل يستطيع أن يطلع بشكل غير رسمي علي أدائه من خلال زملاء العمل أو الرؤساء , إلا أن تقويم الأداء أسلوب رسمي و نظامي قد يخلق الشعور بالشقة لدي العامل بجدية المنظمة التي يعمل فيها مما يزيد من إنشداده و ولائه لمنظمته و عمله بشكل اكبر , و بسبب هذا التأثير فقد أولت المنظمات اهتمام خاص و خصصت الكثير من الموارد لدعم و توجيه عملية قياس و تقويم عامليها و هذا ما حدي بالكثير من الكتاب و الباحثين في أدب الموارد البشرية باعتبار العملية مفتاح النجاح Success Key للمنظمة و وسيلة من وسائل ردم الفجوة بين الأداء و العاملين . 2- مفهوم تقييم الأداء: تتجه وظائف إدارة الأفراد و سياساتها و قراراتها نحو تحقيق أداء فعال و إنتاجية عمل مرتفعة , فالتخطيط للقوى العاملة و تصميم برامج الاختيار و التوظيف , و التدريب و التنمية , و سياسات الأجور و الحوافز , و تعزيز دور القيادة و الإشراف , و تهيئة طرق و وسائل الاتصال الملائمة , كلها فعاليات تنفيذية تختص بها إدارة شؤون الأفراد في المنظمة , بهدف زيادة فاعلية أداء العاملين و كسب ودهم و ولائهم وصولاً إلي اعلي إنتاجية ممكنة . 3- أهمية تقييم الأداء : يعتبر تقييم الأداء عملية مستمرة و منظمة و تحقق فوائد عديدة سواء للمنظمة أو للعاملين أنفسهم , و أهم هذه الفوائد: 1. يعتبر تقييم الأداء أساسا لاتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات العامة للأجور و المكافآت و الحوافز بشكل يحقق مبدأ العدالة النسبية في عوائد الأفراد , كما و تعتبر نتائج الأداء أسسا موضوعية لسياسات الترقية و النقل . 2. يعتبر تقييم الأداء مرشداً لتحديد هيكل العمالة في المنظمة و تحديد الأعداد اللازمة من القوي العاملة , و في التخطيط لبرامج و سياسات الاختيار و التعيين , و في تقدير مدي صلاحية اختبارات التوظف , و لإعادة النظر في تطبيق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب لقدراته و مهاراته . 3. يسهم تقييم الأداء في تحديد الاحتياجات التدريبية و التنموية علي أساس جوانب الضعف في الأداء . 4. يساعد تقييم الأداء في الكشف عن الطاقات و القدرات الكامنة لدي الأفراد من اجل استغلالها و توظيفها لزيادة مستوي الأداء الحالي . 5. تشير نتائج تقييم الأداء إلي مدي ناجح أنماط القيادة و الإشراف المستخدمة . 6. يعتبر تقييم الأداء أساسا لعملية التطوير الإداري سواء في ما تعلق منها بالجوانب التنظيمية للمنظمة أم بجوانب العمل نفسه . 7. يكفل تقييم الأداء استمرار الرقابة علي أداء العاملين .يساهم تقييم الأداء في رفع الروح المعنوية للأفراد و خلق مناخ تسود فيه مبادئ العلاقات الإنسانية , و ذلك نتيجة شعور العاملين بان مختلف سياسات و إجراءات الأداء في التوظيف و التوزيع و التدريب و الترقية و التحفيز تقوم علي أسس موضوعية و عادلة , مما يوطد العلاقة بينهم و بين الإدارة . 4- عناصر تقييم الأداء : إن عملية تقييم الأداء تنطوي ضمنا علي قياس الأداء الفعلي و مطابقته مع الأداء المعياري , إذا لقياس الأداء بمؤشراته الكمية و النوعية لابد من وجود معايير أداء تكون صالحة لقياس الأداء الفعلي بعيداً عن كل تحيز أو محاباة , و هذا يعني أن تقييم أداء الأفراد يتطلب توفر عنصرين أساسيين ,وجود معايير للأداء و قياس الأداء الفعلي , و نتناول فيما يلي هذين العنصرين (1): 4-1 معايير الأداء : تعتبر معايير الأداء أو معدلات الأداء مصدراً في الحصول علي المعلومات اللازمة لتقييم أداء الأفراد , و تختلف هذه المعايير باختلاف طبيعة النشاط الذي تمارسها المنظمة و الأهداف التي تسعي لتحقيقها . 4-2 قياس الأداء الفعلي : يعتبر قياس الأداء الفعلي عملية يتم بمقضاتها جمع و تجهيز البيانات المتعلقة بناتج الأداء المحقق في مدة زمنية معينة , ليتم بعد ذلك مقارنة المحقق الفعلي مع معايير الأداء الموضوعية , و تتطلب عملية قياس الأداء الفعلي وجود مقاييس يتم تصميمها علي أساس معايير الأداء المحددة سابقاً , بمعني أن مقاييس نتاج الأداء الفعلي مشتقة من المعدلات المعيارية لهذا الأداء . 5- استخدامات تقويم الأداءUses Of Performance Appraisal: يمكن للمنظمة الإفادة من نتائج تقويم أداء العاملين في المجالات التالية : 1. التخطيط و إعادة التخطيط الاستراتيجي : ترتبط عملية تحديد أو تغيير الخطط الإستراتيجية في المنظمة بالكثير من المتغيرات و أهم هذه المتغيرات هي تلك المتعلقة بالموارد البشرية من حيث قدرتها و كفاءتها و إمكانياتها , و إمكانية استثمار الطاقات الكامنة بشكل فاعل , و لذلك فان نتائج التقويم هي مؤشرات واقعية توفر للمخطط المعلومات اللازمة للتخطيط الاستراتيجي المتوافق مع ما سيتوفر من موارد بشرية . 2. تطوير الأفراد : تستخدم نتائج التقويم في تطوير الأفراد في المنظمة من خلال ما توفره من معلومات حول نقاط القوة و الضعف لدي الأفراد العاملين و تساعد الإدارة في اعتماد الأسس السليمة في تدعيم نقاط القوة و تصميم البرامج التدريبية و التطويرية للسيطرة علي نقاط الضعف . 3. رفع دوافع الأفراد : أن المعلومات المرجعة للأفراد العاملين ذات أهمية كبيرة , إذ تعد احد العناصر الأساسية في الإثراء الوظيفي , فالعاملون يتطلعون دوما إلي معرفة تطورات الإدارة عنهم و عن أدائهم بهدف السعي إلي تحسين أدائهم ذاتياً . 4. بناء نظام عادل للحوافز التشجيعية : تخدم نتائج تقويم الأداء في تصميم أنظمة عادلة للحوافز التشجيعية , إذ أن هنالك أسسا في تصميم الحوافز تختلف باختلاف الوظائف و المتغيرات البيئية المؤثرة علي الأداء , و لذلك فان نظام تقويم الأداء لابد أن يأخذ بنظر الاعتبار هذه المتغيرات لتوفير المعلومات الصادقة عن نتائج التقويم و التي تساهم في تصميم نظام حوافز عادل . لذلك فان هذه الوظائف تستلزم تصميم نظام حوافز يستند علي المهارات Skill - Based Incentives أي أن عملية تقويم الأداء لمثل هذه الوظائف تركز علي المهارات . 6- طرق تقييم الأداء : تنقسم طرق تقييم الأداء إلى: 6-1 الطرق التقليدية:وتنقسم إلى : 6-1-1 طريقة التقييم ببحث الصفحات أو الخصائص : تقوم تلك الطريقة علي تحديد عدد معين من الصفات أو الخصائص و إعطاء الفرد تقديراً معيناً بحسب توافر كل من تلك الخصائص فيه حسب تلك التقديرات و يصبح المجموع ممثلاً للمستوي الذي يعتقد أن التقييم انه يمثل الشخص . عيوب الطريقة : · العيب الأساسي الذي تعاني منه طريقة التقييم عن طريق بحث الصفات و الخصائص هو أن الفرد القائم بعملية التقييم قد يكون متحيزاً في تقديره . · بمعني أخر يميل الرئيس إلي الحكم علي الشخص من خلال معرفته بناحية معينة من نواحي الضعف أو القوة فيه . · النقد الثاني الذي يوجه لتلك الطريقة هو أن شخصية القائم بالتقييم و طريقة تفكيره و اتجاهاته قد يترتب عليها أن يعطي تقديرات اعلي من الواقع لكل من يقوم بتقييمه إذا كان متساهلاً . 6-1-2 طريقة الترتيب : و تلك الطريقة تتلخص ببساطة في أن يطلب من كل مشرف أن يقوم بترتيب الأفراد التابعين له ترتيباً تنازلياً من الأحسن إلي الأسوأ علي أساس الأداء العام للعمل , و لا شك أن تلك الطريقة رغم بساطتها و سهولتها إلا أنها ما زالت تعاني من نفس نقط الضعف التي تعاني منها الطريقة الأولى . 6-1-3 طريقة المقارنة بين العاملين : في هذه الطريقة يتم تقسيم جميع العاملين في إدارة واحدة إلي أزواج بحيث يتم وضع كل موظف في مجموعة مع موظف أخر ثم المقارنة بينهما و بيان أيهما أفضل . و تتميز هذه الطريقة بأنه إذا قام أكثر من شخص بعملية المقارنة ففي الغالب سوف يصلون إلي نفس النتائج تقريباً عما لو اتبعت أي طريقة أخرى من طرق قياس الكفاءة . 6-2 الطرق الحديثة : 6-2-1 طريقة التوزيع الإجباري : الطريقة الرابعة هي طريقة التوزيع الإجباري و في هذه الطريقة يتم تقييم الشخص علي أساس الأداء العام للعمل . و تتم العملية علي النحو التالي : · تتم كتابة الأفراد المطلوب تقييم أدائهم علي بطاقات صغيرة كل اسم علي بطاقة منفصلة . · يطلب من الشرف أن يوزع البطاقات علي خمس مجموعات كالتالي : أ#- المجموعة الأولي - ضعيف . ب#- المجموعة الثانية - اقل من المتوسط . جـ - المجموعة الثالثة - متوسط . د#- المجموعة الرابعة - اعلي من المتوسط . هـ- المجموعة الخامسة - جيد جداً . 6-2-2 طريقة الاختيار الإجباري : تقوم تلك الطريقة علي تجميع عدد كبير من العبارات التي تصف أداء العمل , و يتم توزيع تلك العبارات في ثنائيات كل منها تعبر عن صفتين ايجابيتين و الأخرى تعبر عن صفتين سلبيتين في الأداء مثال ذلك : · سريع الملاحظة و الفهم ( صفة ايجابية ). · لماح و حاضر البديهة ( صفة ايجابية ). · يتردد في أوقات الأزمات ( صفة غير ايجابية ). · يميل إلي تأجيل اتخاذ القرارات المهمة ( صفة غير ايجابية ). و يتم إعداد شفرة خاصة بتحديد العبارة التي تعتبر أكثر أهمية في كل ثنائية , و تلك الشفرة لا يعرفها المشرف القائم بعملية التقييم . 6-2-3 طريقة الوقائع الحرجة : الأساس في تلك الطريقة هو تجميع اكبر عدد ممكن من الوقائع التي تتسبب في نجاح أو فشل العمل , و يطلب إلي المشرف أن يلاحظ أداء الأفراد التابعين له و يقرر ما إذا كانت أي من تلك الوقائع تحدث منهم في أدائهم لعملهم , و يتم تقييم أداء الفرد علي أساس إعداد الوقائع التي حدثت في عمله و مدي خطورتها من حيث نجاح أو فشل العمل . 6-3 خصائص طرق قياس كفاءة الأداء: من الاستعراض السابق لطرق قياس كفاءة العاملين و تقييم أدائهم يمكن أن نستخلص الخصائص التالية : · اغلب تلك الطرق تعتمد علي السلطة التي يتمتع بها المشرف فهي تسلطية و هي بهذا لا تأخذ في الاعتبار العوامل النفسية أو الاجتماعية المحيطة بالأفراد و التي تؤثر علي كفاءتهم. · تلك الطرق تغلب عليها صفة العقابية , بمعني أخر تمثل تهديداً مباشراً لأمن الفرد و استقرار أدائه أو قد يترتب عليها الإضرار بمركزه في العمل . · و نتيجة للعيوب و الصعاب التي تحيط بطرق قياس الكفاءة فهي في الغالب لم تكن موضع اهتمام جاد من الإدارة , لذلك يمكن وصف اغلبها بأنها شكلية . · صفة أخرى تغلب علي تلك الطرق هي التعقيد بسبب القوائم الطويلة من الصفات و الخصائص المطلوب بحثها أو تعقد نظم التقييم ( مثل طريقة الاختيار الإجباري ) . 7- الإجراءات المترتبة علي تقييم الأداء: 1. إصلاح و تعديل الأجر أو المرتب : قد تم تعديل الأجر بنتيجة تقييم الأداء سواء تم ذلك بطريقة رسمية أو غير رسمية , فقد اتضح أن الدافعية يطرأ عليها تطور إذا ما تم الربط بين الثواب و الأداء لذلك , و لكي تنجح الزيادة في الأجر كحافز لبذل الجهد , يجب أن نتبنى زيادة الأجر علي نتائج تقييم الأداء . 2. النقل داخل التنظيم : قد يترتب علي تقييم الأداء التحريك داخل التنظيم , فالتقدم و النمو يتم من خلال الترقية لأعلي و النقل و التحويل . 3. شغل وظيفة اعلي من خلال التدريب و التنمية : يترتب علي زيادة أعباء و متطلبات العمل خلق أوضاع أو ظروف لا يستمر معها شاغلي هذه الوظائف , مما يعني أن الأمر يتطلب المزيد من المعرفة و المهارة بجانب المهارات الحالية . 4. التحويل إلي وظيفة أخرى : يمكن للأفراد تحقيق النمو و التقدم داخل التنظيم و ذلك من خلال تحويلهم من وظيفة لأخر - يحدث هذا عادة عندما تتوافر لدي الفرد قدرات متعددة و المستخلصة من تقييم الأداء , تفوق ما يتطلبه العمل الحالي , أو أن التحويل يعني وضع الفرد في المكان المناسب لقدراته . 5. الترقية Promoting : مع انه قد يترتب علي الترقية الزيادة في الأجر , و لكن هذا ليس ضرورياً في كل الأحوال , فالترقية تعني النقل إلي مركز أو وظيفة اعلي و غالباً ما تتم الترقية إلي مستوي اعلي أو نتيجة لتقييم الوظائف و تصنيف المهام . أسس الترقية : قد تتم الترقية وفقاً للأسس الآتية : 1. الأقدمية Seniority حيث يتم ترقية الفرد حسب مدة خدمته , حيث تعطي الأولوية للأقدم . 2. الكفاءة Merit حيث يرقي الفرد الذي له قدرات اكبر لانجاز العمل بالمقارنة بغيره . 3. الترقية أخذا في الحسبان الأقدمية و الكفاءة أي مزيج من بدن 1 , بند 2 . 6. تعيين المسار الوظيفي للفرد Career Counseling : أن الغرض الأساسي من تقييم أداء الفرد هو المساعدة علي تقدم الفرد , بهدف تحسين الأداء في المسار الوظيفي المختار , و بهذا الشكل فان تقرير المسار الوظيفي هو مساعدة الفرد علي متابعة التقدم في المسار الذي يرغبه في التنظيم . 8- مشاكل قياس و تقويم أداء العاملينProblems Of Performance Appraisal: 8-1 المشاكل الذاتية : أ#- خصائص المقوم Rater Character : تتعلق هذه المشكلة بخصائص الفرد القائم بأعمال التقويم و بشكل مباشر أو غير مباشر . ب#- التساهل و الرفق Leniency : يميل بعض القائمين بعملية التقويم إلي الرفق بالآخرين و التساهل معهم مما ينعكس علي نتائج التقويم بشكل سلبي و يفقد العملية الهدف الأساسي منها , كان تكون النتائج متساوية لجميع المقيمين . ج#- تأثير الهالة Halo Effect : تظهر تلك المشكلة بسبب تأثر القائم بالتقويم ببعض الصفات أو الخصائص التي يتميز بها من يقوم بتقومية مما تظهر النتائج بغير ما قصد بعملية التقويم . د- النزعة المركزية Central Tendency : و تسمي أيضا بالميل نحو الوسط , و تظهر بسبب ميل القائم بالتقويم إلي إصدار أحكام متوسطة و عامة تجاه المقومين دون تمايز ملحوظ . هـ- الأولية و الحداثة Primary And Recency : تظهر تلك المشكلة مع عمليات القياس و التقويم التي تمتد لفترة طويلة , إذ يعتمد القائم بالعملية إلي الأخذ بالأداء الأولي للفرد دون الأخذ بنظر الاعتبار التطورات اللاحقة لأول عملية تقييم . و#- التحيز الشخصي : و تظهر هذه المشكلة بسبب انحياز المقوم لصالح الشخص الذي يقوم أدائه لأسباب كثيرة منها القرابة و الصداقة و الجنس و الموطن و غيرها من الأسباب الأخرى التي تجعل عملية القياس و التقويم بعيدة عن الموضوعية . 8-2 المشاكل الموضوعية Objective Problems : أ#- عدم وضوح في تحديد أهداف التقويم , فقد تخطأ المنظمة في تحديد الهدف الأساسي من التقويم و بالتالي تصبح العملية هدر في الوقت و المال . ب#- سوء اختيار معايير التقويم و تظهر تلك المشكلة بسبب عدم قدرة المنظمة في فهم غايات المعيار الذاتي أو الموضوعي و مثل هذا الأمر يفوت علي المنظمة فرصة استثمار هدف عملية القياس و التقويم . ج#- سوء اختيار إجراءات القويم , أي عدم قدرة المنظمة في التمييز ما بين محتويات العملية المتمثلة بالقياس و التقييم و التقويم . د#- الخطأ في اختيار وقت التقويم فكما معروف بان المنظمات تتباين في عدد مرات تقويمي الأداء . هـ- عدم الدقة في ملاحظة أداء العاملين , أو اعتماد معايير غير دقيقة في إجراء مقارنات الأداء , أو الخطأ في تحديد اتجاهاته . اعتماداً فان المنظمة التي تريد الوصول إلي عملية قياس و تقويم قليلة المشاكل أن تأخذ بنظر الاعتبار عند تصميم نظام تقويم الأداء الأتي : 1) وضوح أهداف عملية تقويم الأداء . 2) التوقيت الصحيح للعملية . 3) صدق و ثبات معايير التقويم . 4) دقة المعلومات المعتمدة مع الأهداف . 5) تناسب طريقة التقويم مع الأهداف . 6) مؤهلات القائم بعملية التقويم . 7) كفاية الموارد البشرية المخصصة للعملية . 9- متطلبات نجاح عملية تقييم الأداء: يتوقف نجاح عملية تقييم الأداء في تحقيق مزاياها علي مدي توفر بعض الشروط و المتطلبات الضرورية , و منها ما يتعلق بإجراءات أساليب تقييم الأداء , و يمكن التعبير عن هذه الشروط و المتطلبات بالنقاط التالية: 1) وضع معدلات الأداء في ضوء الخبرات السابقة , أو من الواقع الفعلي في المنظمات المماثلة . 2) أن تكون معدلات أو معايير الأداء أدوات تساعد في إثارة دافعية الأفراد و خلق الحوافز لديهم لتحسين و زيادة إنتاجيتهم . 3) معالجة أخطاء التقييم المعروفة كأخطاء عدم الدقة الناجمة عن مؤثرات العوامل الفنية و التنظيمية و البيئية علي كمية وجودة نتاج الأداء , و الأخطاء الناشئة بسبب تحيز المقيمين , و الأخطاء الناشئة من الصفات الشخصية للمقيمين كالشدة و اللين , و لمعالجة مثل هذه الأخطاء ينبغي أن يتوفر في مقاييس الأداء المواصفات التالية : أ#- الموضوعية . ب#- الوضوح و الثبات . ج#- التمييز . د#- أن تكون المقاييس سهلة الاستخدام و قليلة التكاليف . 4) الدقة في اختيار المواصفات . 5) التنسيق و التعاون بين مختلف المستويات الإدارية في المنظمة لدي اختيار طريقة التقييم المناسبة و المعايير المناسبة و المقاييس المناسبة لتلك الطريقة . 6) تحديد نماذج و استمارات التقييم و ما تنطوي عليه من معلومات بصورة واضحة تمكن المشرف أو المقيم من استخدامها بيسر و سهولة . 7) أن يتولي عملية تقييم الأفراد المشرف المباشر . 8) أن يخضع جميع العاملين في المنظمة لعملية تقييم الأداء و مهما كانت مستوياتهم الوظيفية . 9) أخبار العاملين بنتائج التقييم و مناقشتهم بذلك , و إتاحة كل الفرص الممكنة للتعبير عن أرائهم بحرية لمساعدتهم و توجيههم نحو تنمية قدراتهم و مواهبهم . قائمة المراجع: - الصديق منصور بوسنينة وسليمان الفارسي ، الموارد البشرية : أهميتها . تنظيمها . مسؤوليتها . مهامها ، طرابلس : أكاديمية الدراسات العليا ، 2003. - خالد عبدالرحيم الهيتي ، إدارة الموارد البشرية ، عمّان : دار الحامد ، 1999. - سُهيلة محمد عباس ، إدارة الموارد البشرية : مدخل استراتيجي ، عمن : دار وائل ، 2003. - عبد الغفار حنفي ، السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية ، الإسكندرية : الدار الجامعية ، 2007. - على السلمي ، إدارة الموارد البشرية ، القاهرة : دار غريب ، 1997.
<urn:uuid:db3052df-f725-4652-95c8-23cb5281b764>
CC-MAIN-2015-18
http://www.hrdiscussion.com/hr6227.html
2015-04-26T04:46:34Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246652631.96/warc/CC-MAIN-20150417045732-00036-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.99392
Arab
38
{"arb_Arab_score": 0.993920087814331}
[ قراءة: 19375 | طباعة: 175 | إرسال لصديق: 0 | عدد المقيمين: 4 ] السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا متزوجة منذ عامين، وبعد الزواج بشهر واحد أصبحت حاملا بشكل طبيعي - والحمد لله -، والآن عمر ابنتي سنة وخمسة أشهر، وأريد الحمل مرة أخرى، ولكنه لم يحصل، مع أني لا أتناول أي مانع للحمل، وبعد الذهاب للطبيبة، قالت لي: بأن لدي التهابات في عنق الرحم، وقامت بإجراء عملية كي لعنق الرحم، وأعطتني علاجا، ولكن بدون فائدة. فذهبت لطبيبة أخرى، فقالت لي: بأن لدي ما يسمى بالفطريات candida albicans، فهل هذه الفطريات تمنع الحمل؟ علما بأن زوجي أجرى تحاليل، وكانت النتائج طبيعية مع العلاج، ولكن ما هي الإجراءات والفحوصات التي يلزمني عملها. أرجو مساعدتي، مع احترامي وتقديري لكم. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أم رانيا حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أتفهم لهفتك على الحمل - يا عزيزتي -، ولكن إن كنت قد أرضعت ابنتك رضاعة طبيعية، ولم يمض أكثر من سنة على فطامها، ففي مثل هذه الحالة فإنه من المبكر القول بوجود تأخير في حدوث الحمل، بل يجب الانتظار إلى ما بعد مرور سنة كاملة على فطام طفلتك، وذلك لإعطاء الفرصة للجسم ليتخلص من تأثيرات الإرضاع، وليعود هرمون الحليب إلى مستواه الطبيعي، وليعود المبيض إلى نشاطه، وذلك لأن المبيض في بعض الحالات لا يكون يعمل بشكل جيد خلال الإرضاع، حتى لو كانت الدورة تنزل عندك بشكل طبيعي. إن الحمل يحدث بنسبة لا تتجاوز 15-20% في كل شهر، وهذا في أحسن الظروف، ولكن هذه النسبة تزداد شهرا بعد شهر، لتصبح تقريبا 85 % بعد مرور سنة، وهي نسبة عالية، ويجب الاستفادة منها قبل البدء بعمل استقصاءات، أو تناول أدوية منشطة، لأن الحمل بشكل طبيعي يبقى هو الأفضل دائما. وبالطبع إن الالتهابات من أي نوع قد تمنع حدوث الحمل، لأن هذه الالتهابات تغير من بيئة المهبل الكيميائية، لذلك يجب علاج أي نوع من الالتهابات المهبلية بشكل جيد جدا قبل حدوث الحمل، حتى لا تسبب مشاكل خلال الحمل، مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة - لا قدر الله -. فإذا لم تمض بعد سنة على فطام طفلتك، فأنصحك بالانتظار، مع توقيت الجماع ليحدث في الفترة المخصبة من الدورة، وهي الفترة بين يومي 11-17، إن كانت الدورة بطول 28 يوما، على أن يحدث الجماع خلالها بتواتر كل 36 - 34 ساعة. وإن مضت سنة كاملة على فطام طفلتك، ورغم ذلك لم يحدث حمل، فهنا يمكن عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية، وهي: LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH=FREE T3-T4-DHEAS كما يجب عمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب للتأكد من أنها نافذة، خاصة إن كانت الولادة الأولى عندك قد تمت عن طريق عملية قيصرية. فإن تبين بأن كل شيء طبيعي، فيمكن بعدها البدء بتنشيط المبيض عن طريق الأدوية، للمساعدة في حدوث الحمل - بإذن الله تعالى -. نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.
<urn:uuid:3029283b-1277-4cbe-983b-37b702da7041>
CC-MAIN-2015-18
http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195550
2015-04-28T00:35:04Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246660448.47/warc/CC-MAIN-20150417045740-00211-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.766828
Arab
10
{"arb_Arab_score": 0.7668283581733704, "ary_Arab_score": 0.11043558269739151, "ars_Arab_score": 0.06190412864089012, "arz_Arab_score": 0.026103051379323006, "aeb_Arab_score": 0.01521294005215168}
|12-14-2011, 02:16 PM||#1| مدير عام تعلم كيف تشبيك البنات في الشات الكتابيه فى النت يعتبر موضوع تشبيك البنات في الشات الكتابي من أهم المواضيع التي استحوذت على اهتمام وتفكير الكثيرين من الغزلنجيين المهووسين في البنات . نظرا لسهولة التواصل معهن وتبادل أطراف الحديث فيما بينهم . لقد كان ينظر إلى عملية تشبيك البنات في الماضي باعتبارها عملية صعبه وأحيانا قد تكون مستحيلة لكون وسائل الاتصال محدودة جدا والتي كانت تقتصر على الترقيم التقليدي على الورق المربع برقم التلفون الثابت ، أن هذه النظرة لتشبيك البنات تعتبر ضيقة وقاصرة لأنها محدودة على الرقم وعلى الهاتف الثابت فقط . ومن هذا المنطلق أصبح ينظر إلى الشات الكتابي في الوقت الحاضر أنه أداه من الأدوات الهامة للغزلنجي وطريق سهل للتعارف على جميع أنواع البنات وتحقيق أفضل نتائج التشبيك بأقل التكاليف . ولقد جاء تأليف هذا الكتاب بعد أن شعر المؤلف مدى حاجة قطيع واسع من الغزلنجية لأساليب وطرق تشبيك البنات في الشات وتحديدا في المملكة العربية السعودية نظرا لكون بنات هذه الدولة لا يستطعن الخروج من المنزل في أي وقت يشأن وبأي طريقة وبأي مظهر وأنهن مرتبطات بقواعد وحدود محددة لا يستطعن الخروج عنها وعن العباءة السوداء . هذا وغير التضييق عليهن وعلى الغزلنجيين من قبل مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . الوحدة الأولى : أدوات الغزلنجي لتشبيك البنات في الشات : تعريف الأدوات الغزلنيجة : وهي الأدوات التي يقوم الغزلنجي باستخدامها من أجل الوصول إلى الهدف الذي يتمثل في تشبيك أكبر قدر من البنات بأقل وقت ممكن. و تتمثل أدوات الغزلنجي من نوعين رئيسين : 1- أدوات ملموسة أو محسوسة 2- أدوات غير ملموسة أولا : الأدوات الملموسة : وهي الأدوات التي يمتلكها الغزلنجي والتي تساعده بشكل كبير وملحوظ في تشبيك أكبر قدر ممكن من البنات وتتمثل فيما يلي : • الجوال : وهذا من أهم الأدوات ومن دونه يصعب على الغزلنجي التواصل مع البنات اللاتي قام بتشبيكهن فهو وسيلة اتصال سريعة ومريحة ومتوفرة وبل أيضا آمنه ويتميز بالخصوصية المطلقة والحرية المفرطة ، فالغزلنجي المحترف يكون له أكثر من جوال لكي لا تلتبس عليه الأمور والابتعاد عن المشاكل من قبل البنات بقدر الأمكان . • الماسنجر : يعتبر وسيلة مسانده ومكملة للغزلنجي فهو برنامج خاص بالانترنت يقوم فيه الغزلنجي بإضافة البنات على هذا البرنامج للتواصل أما عن طريق المحادثة الكتابية أو الصوتية وربما ينتهي بهما الأمر إلى المحادثة المرئية التي تتمثل في تشغيل الكاميرات ورؤية بعضهما الآخر . ولكن من مشاكله هو احتمال سرقته من قبل الهكر المبتدئين . • الشات الكتابي : فهو برنامج يتكون من أكثر من غرفة يجتمع به الزائرين لتبادل الأحاديث وطرح المواضيع، فهذا يعتبر نقطة التقاء الغزلنجيين مع البنات ثانيا : الأدوات غير الملموسة وهي الأساليب التي تعبر وتعكس طابع نفسية الغزلنجي للبنات وهي عادة تعبر عن الأسلوب الخاص للغزلنجي ، ونستطيع التعرض عن الأساليب كما يلي : 1- أسلوب أبداء الاحترام أمام البنات : فهذا الأسلوب عادة ما يستخدمه الغزلنجين الذين يمتازون بالبرودة وعدم الاستعجال فعادة يكون طرق تعامله في احترام الآخرين ومحاولة فض النزاع بين الأطراف المختلفة فهو عادة يطبق مبدأ (إذا صفعتني كفا في الخد الأيسر فسأعطيك خدي الأيمن لكي تصفعه ) فهذه النوعية تمتاز بالنمط الهروبي أكثر من النمط المهادن أو المواجه فمثل هذا النوع لا يجيد فن التفاوض مع الآخرين لأنه عادة لا يمتاز بالارتجال في الكلام فهو من النوع الذي يحب الأسئلة المقننة التي لا تحتمل أجابته بأكثر من نعم أو لا . علما بأن هذا النوع قد ينجح في الشات ويتعرف على بنات كثر ولكن يفشل فشلا ذريعا في الجوال . 2- أسلوب الشعر والقصائد : فهذا النوع ضيق ومحدود ويقتصر على الذين لديهم موهبة شعر وعلى البنات اللاتي يحببن الشعر. فقد يكون الغزلنجي في الشات يقول الشعر ولكن لا يستمع له أحد ولكن إذا كان يلقى الشعر ويوجد به بنت واحده تحب القصائد فأعلم رحمك الله أنها من نصيب هذا الغزلنجي ، ولكن قد يكون هذا النوع يقوم بسرقة الشعر أما من أحدى المنتديات أو المواقع أو من المجلات. ومن الخطاء استخدام هذا الأسلوب من غير الشعراء ويكمن سبب الخطاء مستقبلا عند الوصول لمرحلة الجوال عندما تطلب البنت من الغزلنجي قصيدة يتغزل فيها . إذ يتبين لنا من هذا الأسلوب أنه ضيق ومحدود فلا أنصح به إلا الشعراء فقط ، وغير الشعراء انصحهم بالابتعاد عنه . 3- أسلوب الثقافة : فهذا له نوعان أما أن يكون أبداء غزارة الثقافة مباشرة أو أخفاء الثقافة وإبداء الجهل ثم أبداء الثقافة أمام البنات بشكل مفاجاء . من الجميل إبداء الثقافة ولكن الأجمل هو إخفائها ثم أبدائها بشكل مفاجاء . فهذا النوع هو عادة الذي يحقق نتائج باهرة ومميزة فعادة يطبق المثل الذي يقول ( الساكت سم ناكت ) فالمثقف هنا أنصحه بإخفاء ثقافته لكي يعرف نفسيات البنات وماذا يرغبن فيه فصاحب الثقافة يكون حاصل على درجة ماجستير في أي علم نظري أو على الأقل يكون في المستويات العليا في الجامعة. فهذا الأسلوب يجمع بين الأساليب السابقة ( إبداء الاحترام و الشعر ) والأساليب اللاحقة التي سوف نتطرق لها . ولكن للآسف لا يستخدم هذا الأسلوب إلا قلة ، أن إخفاء الثقافة وإبداء الجهل وإظهار الثقافة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب أمر يسير وسهل ، فمثلا إذا رئيت بنت تبدي ثقافتها فأنت أيضا أبد ثقافتك ولكن بطريقة بعيده لا يستطيع أحد فهمها إلا الشخص المراد الذي تريده أن يفهمك فإذا سألتك عن مؤهلاتك فأجبها بأنك لا تملك سوا شهادة سادسة ابتدائي فأستمر على هذا المنوال فتصدم البنت من الكلام الذي تقوله ، وتسال نفسها كيف شخص ليس لدية مؤهلات كافيه ويقول مثل هذا القول الذي لا نسمعه إلا في الصروح التعليمية الشامخة مثل الجامعات والكليات والندوات والمؤتمرات والاجتماعات ، فتسألك مرات ومرات عن مؤهلاتك فأصر بنفس الإجابة السابقة وهي أن مؤهلاتك ضعيفة ، وقوم بإخبارها بالحقيقة في اليوم السابع عشر من مكالماتك لها عن طريق الجوال إذا وصلت في هذه المرحلة اخبرها عن مؤهلاتك وكل ما يتعلق فيك . وهذا الكلام لا ينطبق فقط على الثقافة بل وأيضا ينطبق على العمل والعمر ، فعندما تسألك عن عمرك فلا تعطيها إجابة صريحة ولكن أعطها إجابة غير مباشره تتكون في المعادلة التالية maxZ=3x1+5x2>18 في هذه المعادلة تظهر عمري الحقيقي أما عن طريق حلها بالرسم البياني أو عن طريقة الجبر الخطي وحلها بالرسم البياني يتطلب ورق ذو مربعات مصغره، أما حلها بطريقة الجبر الخطي فتكون طويلة والسبب في تعقيد مسالة العمر هو إذا كانت فعلا تهتم البنت فأنها سوف تفعل المستحيل من أجل حل هذه المعادلة ومعرفة عمرك الحقيقي أما إذ لم تحلها فأعلم أنها ليست مهتمة فيك . والعمل أيضا لا تخبرها به ولكن إذا سألتك عن عملك فأخبرها بأنك صاحب أجره تتنقل من بين مدينة وأخرى وهذه لها أيضا عدة أسباب منها قطع الطريق على البنت من طلبك نقود أو بطائق شحن أو ماشابه . وأخبرها عن عملك في اليوم الذي تقوم هي بالاتصال فيك على حسابها فتتكلم معك في الجوال مالا يقل عن نصف ساعة هنا تضمن أن البنت راغبة في التعرف عليك وغير طامعة فيك وتكون قد وصلت مرحلة تبادل الاتصال تارة أنت وتارة هي . 4- أسلوب أضرب وأهرب : فهذا الأسلوب يسمى بحرب الشوارع أو بحرب الغوريلا وكلمة غوريلا هي كلمة أسبانية تعني حرفيا الحرب الصغيرة ، نستطيع تطبيق هذا الأسلوب إذا كان هناك بنات كثر في الروم ، فيقوم الغزلنجي هنا بالاتفاق مع أحد الغزلنجين الآخرين في الخاص بأن يكون أحدها ضحية للآخر لكي يظهر الغزلنجي صاحب الفكرة بالظهور بدور البطل ثم أعجاب الفتيات به ، علما بأن هذا الأسلوب ينطبق في الشات وخارج الشات. ومن شروطه أن يكون هناك ثلاثة أطراف أو أكثر مثال لهذا الأسلوب : غزلنجي أول : معاذ غزلنجي ثان : بدر البنت المراد تشبيكها : ساره يتم الاتفاق بين معاذ وبدر، يقوم بدر بخلق مشكلة مع ساره بالسب والشتم فيها ، هنا يأتي دور معاذ الشخص الذي يرغب في التعرف على ساره فيقوم بالدفاع لصالح سارا فيكون بدر بمثابة كبش الفداء ريثما يظهر معاذ بأسلوب البطل فتعجب ساره به فيقوم بتشبيكها في الأمد الطويل . علما قد لا ينجح هذا الأسلوب في المرة الأولى ولكن قد ينجح في محاولات عده مع نفس البنت المراد تشبيكها . .... هذه فكره ومثال مبسط وحاولت استخدام هذا الأسلوب في الشات وحقق نتائج لا بئس بها وشبكت بنات مقبولات . والكثير من الأساليب التي يستطيع الغزلنجي اكتشافه بنفسه إذا كانت الحاجة تدعو لذلك فالحاجة أم الاختراع . الوحدة الثانية : وظائف تشبيك البنات . لقد قيل أن وظائف الإدارة هي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ، وأنا أقول أن وظائف التشبيك هي عكس الترتيب لوظائف الإدارة إذ أن وظائف تشبيك البنات تبدأ بمرحلة الرقابة وتنتهي بالتخطيط . وظائف التشبيك : الوظيفة الأولى : الرقابة والرقابة تكون مراقبة سلوك البنات الفسيولوجية والأيدلوجية ومحاولة معرفة كل ما يتعلق فيها من حيث الارتباط أو الانحدار أيضا. عن بعد طبعا ثم نقوم بمرحلة الفرز ونضيق الدائرة على البنات فنستبعد البنت التي لا تتطابق مع المواصفات التي نرغب فيها ، إلى أن نصل إلى البنت التي نرغب فيها وتطبيق الوظائف التشبيكيه عليها بحذافيرها حتى نتمكن من اصطيادها . الوظيفة الثانية : التوجيه فهنا نقوم بمحاولة توجيه سير التشبيك ويكمن التوجيه من خلال التعرف على البنت معرفة سطحية فقط وتوجيه المشاعر واستخدام المعلومات التي استطعنا توفيرها من جراء عمليات الرقابة والضرب على الوتر الحساس فإذا علمنا أن البنت ذات نفسيه مرحة فنقوم باستخدام المرح فإذا كانت رومنسيه نستخدم مبدأ الرومنسيه وكهذا نمشي مع البنت حسب رغبتها وميولها الشخصي . الوظيفة الثالثة : التنظيم هذه الوظيفة مختصة للغزلنجيين المحترفين والذين لديهم أكثر من 26 بنت . فالغزلنجي المحترف يكون له قائمة مسجله فيها أسماء البنات التي تم تشبيكهن حسب الزمن وتشمل هذه القائمة أسم البنت وتاريخ تشبيكها وبياناتها الشخصية ومعلومات خاصة بها وتكون القائمة أما في جهاز الحاسب أو في ورقة خاصة للبنات . فتكون القائمة بهذا الشكل الرقم التسلسلي ــ اسم البنت المستعارــ اسم البنت الحقيقي ــ تاريخ التشبيك ــ معلومات مفصلة عن البنت والهدف الرئيس من هذه القائمة هي تنظيم عملية التشبيك وعدم التباس ألأمر عن الغزلنجي والتمثيل أمام البنت بأنه لا يعرف سوا بنت واحده فقط الوظيفة الرابعة : التخطيط وهذه الوظيفة يكون فيها التخطيط عن مكالمة البنت في الجوال أو مقابلتها في الماسنجر والتخطيط للمستقبل هي التمهيد لمقابلة البنت وجها لوجه . وصل الله وبارك على سيدنا محمد ،،،،، هذا ملخص من كتاب ( البنات والتشبيك بين النظرية والتطبيق ) وهذا الفصل المذكور ( أساليب التشبيك البناتية في الشات الكتابية ) هو الفصل السابع من الكتاب علما بأن الكتاب يحتوي على 12 فصل وهذا الفصل المذكور هنا مختصر جدا إذ أنه في الكتاب يشمل على 52 صفحة ولكن قمت هنا باختصاره لأبعد الحدود واستخلاص الفائدة منه . همتكم يا شباب في التطبيق الفعال على البنات وهمتكم يا بنات من النحشه حقوق الطبع محفوظة للمؤلف ( شقرآآآآن لا للبنات ) وموقع أنين الروح فالشخص الذي يقوم بنسخ هذا الموضوع ولصقه في منتدى آخر فأنه سيكون المسئول الأول أمام الاستخبارات السعودية أرجو أن تستمتعون من هذا الملخص والاستفادة منه ونتو يالبنات انتبهوا لأني علمتكم بأشهر الأساليب في عالم التشبيك
<urn:uuid:af413688-73f5-4aa0-a1e7-a86ea400729b>
CC-MAIN-2015-18
http://forum.c333c.com/t936/
2015-05-05T09:13:12Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1430455962510.77/warc/CC-MAIN-20150501045242-00068-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.958967
Arab
40
{"arb_Arab_score": 0.9589667320251465, "ary_Arab_score": 0.01938975229859352, "ars_Arab_score": 0.011087796650826931}
بيان الآيات مفتتح قبيل من الآيات سموها سورة التوبة أو سورة البراءة، و قد اختلفوا في كونها سورة مستقلة أو جزء من سورة الأنفال، و اختلاف المفسرين في ذلك ينتهي إلى اختلاف الصحابة ثم التابعين فيه، و قد اختلف في ذلك الحديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) غير أن الأرجح بحسب الصناعة ما يدل من حديثهم على أنها ملحقة بسورة الأنفال. و البحث عن معاني آياتها و ما اشتملت عليه من المضامين لا يهدي إلى غرض واحد متعين على حد سائر السور المشتملة على أغراض مشخصة تؤمها أوائلها و تنعطف إليها أواخرها، فأولها آيات تؤذن بالبراءة و فيها آيات القتال مع المشركين، و القتال مع أهل الكتاب، و شطر عظيم منها يتكلم في أمر المنافقين، و آيات في الاستنهاض على القتال و ما يتعرض لحال المخلفين، و آيات ولاية الكفار، و آيات الزكاة و غير ذلك، و معظمها ما يرجع إلى قتال الكفار و ما يرجع إلى المنافقين. و على أي حال لا يترتب من جهة التفسير على هذا البحث فائدة مهمة و إن أمكن ذلك من جهة البحث الفقهي الخارج عن غرضنا. قوله تعالى: «براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين» قال الراغب: أصل البرء و البراء و التبري -: التفصي مما يكره مجاورته، و لذلك قيل: برأت من المرض و برئت من فلان و تبرأت، و أبرأته من كذا و برأته، و رجل بريء و قوم براء و بريئون قال تعالى: براءة من الله و رسوله. انتهى. و الآية بالنسبة إلى الآيات التالية كالعنوان المصدر به الكلام المشير إلى خلاصة القول على نهج سائر السور المفصلة التي تشير الآية و الآيتان من أولها على إجمال الغرض المسرود لأجل بيانه آياتها. و الخطاب في الآية للمؤمنين أو للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و لهم على ما يدل عليه قوله: «عاهدتم» و قد أخذ الله تعالى و منه الخطاب و رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو الواسطة، و المشركون و هم الذين أريدت البراءة منهم، و وجه الخطاب ليبلغ إليهم جميعا في الغيبة، و هذه الطريقة في الأحكام و الفرامين المراد إيصالها إلى الناس نوع تعظيم لصاحب الحكم و الأمر. و الآية تتضمن إنشاء الحكم و القضاء بالبراءة من هؤلاء المشركين و ليس بتشريع محض بدليل تشريكه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في البراءة فإن دأب القرآن أن ينسب الحكم التشريعي المحض إلى الله سبحانه وحده، و قد قال تعالى: «و لا يشرك في حكمه أحدا:» الكهف: - 26 و لا ينسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا الحكم بالمعنى الذي في الولاية و السياسة و قطع الخصومة. فالمراد بالآية القضاء برفع الأمان عن الذين عاهدوهم من المشركين و ليس رفعا جزافيا و إبطالا للعهد من غير سبب يبيح ذلك فإن الله تعالى سيذكر بعد عدة آيات أنهم لا وثوق بعهدهم الذي عاهدوه و قد فسق أكثرهم و لم يراعوا حرمة العهد و نقضوا ميثاقهم، و قد أباح تعالى عند ذلك إبطال العهد بالمقابلة نقضا بنقض حيث قال: «و إما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين:» الأنفال: - 58 فأباح إبطال العهد عند مخافة الخيانة و لم يرض مع ذلك إلا بإبلاغ النقض إليهم لئلا يؤخذوا على الغفلة فيكون ذلك من الخيانة المحظورة. و لو كان إبطالا لعهدهم من غير سبب مبيح لذلك من قبل المشركين لم يفرق بين من دام على عهده منهم و بين من لم يدم عليه، و قد قال تعالى مستثنيا: «إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين». و لم يرض تعالى بنقض عهد هؤلاء المعاهدين الناقضين لعهدهم دون أن ضرب لهم أجلا ليفكروا في أمرهم و يرتئوا رأيهم و لا يكونوا مأخوذين بالمباغتة و المفاجأة. فمحصل الآية الحكم ببطلان العهد و رفع الأمان عن جماعة من المشركين كانوا قد عاهدوا المسلمين ثم نقضه أكثرهم و لم يبق إلى من بقي منهم وثوق تطمئن به النفس إلى عهدهم و تعتمد على يمينهم و تأمن شرهم و أنواع مكرهم. قوله تعالى: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و اعلموا أنكم غير معجزي الله و أن الله مخزي الكافرين» السياحة هي السير في الأرض و الجري و لذلك يقال للماء الدائم الجرية في ساحة: السائح. و أمرهم بالسياحة أربعة أشهر كناية عن جعلهم في مأمن في هذه البرهة من الزمان و تركهم بحيث لا يتعرض لهم بشر حتى يختاروا ما يرونه أنفع بحالهم من البقاء أو الفناء مع ما في قوله: «و اعلموا أنكم غير معجزي الله و أن الله مخزي الكافرين» من إعلامهم أن الأصلح بحالهم رفض الشرك، و الإقبال إلى دين التوحيد، و موعظتهم أن لا يهلكوا أنفسهم بالاستكبار و التعرض للخزي الإلهي. و قد وجه في الآية الخطاب إليهم بالالتفات من الغيبة إلى الخطاب لما في توجيه الخطاب القاطع و الإرادة الجازمة إلى الخصم من الدلالة على بسط الاستيلاء و الظهور عليه و استذلاله و استحقار ما عنده من قوة و شدة. و قد اختلفت أقوال المفسرين في المراد بقوله: «أربعة أشهر» و الذي يدل عليه السياق و يؤيده اعتبار إصدار الحكم و ضرب الأجل ليكونوا في فسحة لاختيار ما وجدوه من الحياة أو الموت أنفع بحالهم: أن تبتدأ الأربعة الأشهر من يوم الحج الأكبر الذي يذكره الله تعالى في الآية التالية فإن يوم الحج الأكبر هو يوم الإبلاغ و الإيذان و الأنسب بضرب الأجل الذي فيه نوع من التوسعة للمحكوم عليهم و إتمام الحجة، أن تبتدأ من حين الإعلام و الإيذان. و قد اتفقت كلمة أهل النقل أن الآيات نزلت سنة تسع من الهجرة فإذا فرض أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر العاشر من ذي الحجة كانت الأربعة الأشهر هي عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و ربيع الأول و عشرة أيام من ربيع الآخر. و عند قوم أن الأربعة الأشهر تبتدأ من يوم العشرين من ذي القعدة و هو يوم الحج الأكبر عندهم فالأربعة الأشهر هي عشرة أيام من ذي القعدة و ذو الحجة و المحرم و صفر و عشرون من ربيع الأول، و سيأتي ما فيه. و ذكر آخرون: أن الآيات نزلت أول شوال سنة تسع من الهجرة فتكون الأربعة الأشهر هي شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم فتنقضي بانقضاء الأشهر الحرم، و قد حدأهم إلى ذلك القول بأن المراد بقوله تعالى فيما سيأتي: «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا» الأشهر الحرم المعروفة: ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم فيوافي انسلاخ الأشهر الحرم انقضاء الأربعة الأشهر، و هذا قول بعيد عن الصواب لا يساعد عليه السياق و قرينة المقام كما عرفت. قوله تعالى: «و أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين و رسوله» الأذان هو الإعلام، و ليست الآية تكرارا لقوله تعالى السابق «براءة من الله و رسوله» فإن الجملتين و إن رجعتا إلى معنى واحد و هو البراءة من المشركين إلا أن الآية الأولى إعلام البراءة و إبلاغه إلى المشركين بدليل قوله في ذيل الآية: «إلى الذين عاهدتم من المشركين» بخلاف الآية الثانية فإن وجه الخطاب فيه إلى الناس ليعلموا براءة الله و رسوله من المشركين، و يستعدوا و يتهيئوا لإنفاذ أمر الله فيهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم بدليل قوله: «إلى الناس و قوله تفريعا: «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» إلى آخر الآية. و قد اختلفوا في تعيين المراد بيوم الحج الأكبر على أقوال: منها: أنه يوم النحر من سنة التسع من الهجرة لأنه كان يوما اجتمع فيه المسلمون و المشركون و لم يحج بعد ذلك العام مشرك، و هو المؤيد بالأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و الأنسب بأذان البراءة، و الاعتبار يساعد عليه لأنه كان أكبر يوم اجتمع فيه المسلمون و المشركون من أهل الحج عامة بمنى و قد ورد من طرق أهل السنة روايات في هذا المعنى غير أن مدلول جلها أن الحج الأكبر اسم يوم النحر فيتكرر على هذا كل سنة و لم يثبت من طريق النقل تسمية على هذا النحو. و منها: أنه يوم عرفة لأن فيه الوقوف، و الحج الأصغر هو الذي ليس فيه وقوف و هو العمرة، و هو استحسان لا دليل عليه، و لا سبيل إلى تشخيص صحته. و منها: أنه اليوم الثاني ليوم النحر لأن الإمام يخطب فيه و سقم هذا الوجه ظاهر. و منها: أنه جميع أيام الحج كما يقال: يوم الجمل، و يوم صفين، و يوم بغاث، و يراد به الحين و الزمان، و هذا القول لا يقابل سائر الأقوال كل المقابلة فإنه إنما يبين أن المراد باليوم جميع أيام الحج، و أما وجه تسمية هذا الحج بالحج الأكبر فيمكن أن يوجه ببعض ما في الأقوال السابقة كما في القول الأول. و كيف كان فالاعتبار لا يساعد على هذا القول لأن وجود يوم بين أيام الحج يجتمع فيه عامة أهل الحج يتمكن فيه من أذان براءة كل التمكن كيوم النحر يصرف قوله: «يوم الحج الأكبر» إلى نفسه، و يمنع شموله لسائر أيام الحج التي لا يجتمع فيها الناس ذاك الاجتماع. ثم التفت سبحانه إلى المشركين ثانيا و ذكرهم أنهم غير معجزين لله ليكونوا على بصيرة من أمرهم كما ذكرهم بذلك في الآية السابقة بقوله: «و اعلموا أنكم غير معجزي الله و أن الله مخزي الكافرين» غير أنه زاد عليه في هذه الآية قوله: «فإن تبتم فهو خير لكم» ليكون تصريحا بما لوح إليه في الآية السابقة فإن التذكير بأنهم غير معجزي الله إنما كان بمنزلة العظة و بذل النصح لهم لئلا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة باختيار البقاء على الشرك و التولي عن الدخول في دين التوحيد ففي الترديد تهديد و نصيحة و عظة. ثم التفت سبحانه إلى رسوله فخاطبه أن يبشر الذين كفروا بعذاب أليم فقال: «و بشر الذين كفروا بعذاب أليم» و الوجه في الالتفات الذي في قوله: «فإن تبتم فهو خير لكم» إلخ ما تقدم في قوله: «فسيحوا في الأرض» إلخ، و في الالتفات الذي في قوله: «و بشر الذين كفروا» إلخ إنه رسالة لا تتم إلا من جهة مخاطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). قوله تعالى: «إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا» إلخ، استثناء من عموم البراءة من المشركين، و المستثنون هم المشركون الذين لهم عهد لم ينقضوه لا مستقيما و لا غير مستقيم فمن الواجب الوفاء بميثاقهم و إتمام عهدهم إلى مدتهم. و قد ظهر بذلك أن المراد من إضافة قوله: «و لم يظاهروا عليكم أحدا» إلى قوله: «لم ينقصوكم شيئا» استيفاء قسمي النقض و هما النقض المستقيم كقتلهم بعض المسلمين، و النقض غير المستقيم نظير مظاهرتهم بعض أعداء المسلمين عليهم كإمداد مشركي مكة بني بكر على خزاعة بالسلاح، و كانت بنو بكر في عهد قريش و خزاعة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فحاربوا فأعانت قريش بني بكر على خزاعة و نقضت بذلك عهد حديبية الذي عقدوه بينهم و بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و كان ذلك من أسباب فتح مكة سنة ثمان. و قوله تعالى: «إن الله يحب المتقين» في مقام التعليل لوجوب الوفاء بالعهد ما لم ينقضه المعاهد المشرك، و ذلك يجعل احترام العهد و حفظ الميثاق أحد مصاديق التقوى المطلق الذي لا يزال يأمر به القرآن و قد صرح به في نظائر هذا المورد كقوله تعالى: «و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى:» المائدة: - 8 و قوله: «و لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا، و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا الله:» المائدة: - 2. و بذلك يظهر ما في قول بعضهم: إن المراد بالمتقين الذين يتقون نقض العهد من غير سبب، و ذلك أن التقوى بمعنى الورع عن محارم الله عامة كالحقيقة الثانية في القرآن فيحتاج إرادة خلافه إلى قرينة صارفة. قوله تعالى: «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد» أصل الانسلاخ من سلخ الشاة و هو نزع جلدها عنها، و انسلاخ الشهر نوع كناية عن خروجه، و الحصر هو المنع من الخروج عن محيط، و المرصد اسم مكان من الرصد بمعنى الاستعداد للرقوب. قال الراغب: الرصد الاستعداد للترقب يقال: رصد له و ترصد و أرصدته له، قال عز و جل: «و إرصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل»، و قوله عز و جل: «إن ربك لبالمرصاد تنبيها أنه لا ملجأ و لا مهرب، و الرصد يقال للراصد الواحد و الجماعة الراصدين و للمرصود واحدا كان أو جمعا، و قوله تعالى: «يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا» يحتمل كل ذلك، و المرصد موضع الرصد. انتهى. و المراد بالأشهر الحرم هي الأربعة الأشهر: أشهر السياحة التي ذكرها الله سبحانه في قوله: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» و جعلها أجلا مضروبا للمشركين لا يتعرض فيها لحالهم و أما الأشهر الحرم المعروفة أعني ذا القعدة و ذا الحجة و المحرم فإنها لا تنطبق على أذان براءة الواقع في يوم النحر عاشر ذي الحجة بوجه كما تقدمت الإشارة إليه. و على هذا فاللام في الأشهر الحرم للعهد الذكري أي إذا انسلخ هذه الأشهر التي ذكرناها و حرمناها للمشركين لا يتعرض لحالهم فيها فاقتلوا المشركين إلخ. و يظهر بذلك أن لا وجه لحمل قوله: «فإذا انسلخ الأشهر الحرم» على انسلاخ ذي القعدة و ذي الحجة و المحرم بأن يكون انسلاخ الأربعة الأشهر بانسلاخ الأشهر الثلاثة منطبقا عليه أو يكون انسلاخ الأشهر الحرم مأخوذا على نحو الإشارة إلى انقضاء الأربعة الأشهر و إن لم ينطبق الأشهر على الأشهر فإن ذلك كله مما لا سبيل إليه بحسب السياق و إن كان لفظ الأشهر الحرم في نفسه ظاهرا في شهور رجب و ذي القعدة و ذي الحجة و المحرم. و قوله: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» محقق للبراءة منهم و رفع الاحترام عن نفوسهم بإهدار الدماء فلا مانع من أي نازلة نزلت بهم، و في قوله: «حيث وجدتموهم» تعميم للحكم فلا مانع حاجب عن وجوب قتلهم حيثما وجدوا في حل أو حرم بل و لو ظفر بهم في الشهر الحرام - بناء على تعميم «حيث» للزمان و المكان كليهما - فيجب على المسلمين كائنين من كانوا إذا ظفروا بهم أن يقتلوهم، كان ذلك في الحل أو الحرم في الشهر الحرام أو غيره. و إنما أمر بقتلهم حيث وجدوا للتوسل بذلك إلى إيرادهم مورد الفناء و الانقراض، و تطييب الأرض منهم، و إنجاء الناس من مخالطتهم و معاشرتهم بعد ما سمح و أبيح لهم ذلك في قوله: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر». و لازم ذلك أن يكون كل من قوله: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» و قوله: «و خذوهم» و قوله: «و احصروهم» و قوله: «و اقعدوا لهم كل مرصد» بيانا لنوع من الوسيلة إلى إفناء جمعهم و إنفاد عددهم، ليتفصى المجتمع من شرهم. فإن ظفر بهم و أمكن قتلهم قتلوا، و إن لم يمكن ذلك قبض عليهم و أخذوا، و إن لم يمكن أخذهم حصروا و حبسوا في كهفهم و منعوا من الخروج إلى الناس و مخالطتهم و إن لم يعلم محلهم قعد لهم في كل مرصد ليظفر بهم فيقتلوا أو يؤخذوا. و لعل هذا المعنى هو مراد من قال: إن المراد: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم أو خذوهم و احصروهم على وجه التخيير في اعتبار الأصلح من الأمرين، و إن كان لا يخلو عن تكلف من جهة اعتبار الأخذ و الحصر و القعود في كل مرصد أمرا واحدا في قبال القتل، و كيف كان فالسياق إنما يلائم ما قدمناه من المعنى. و أما قول من قال: إن في قوله: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم، تقديما و تأخيرا، و التقدير: فخذوا المشركين حيث وجدتموهم و اقتلوهم فهو من التصرف في معنى الآية من غير دليل مجوز، و الآية و خاصة ذيلها يدفع ذلك سياقا. و معنى الآية: فإذا انسلخ الأشهر الحرم و انقضى الأربعة الأشهر التي أمهلناهم بها بقولنا: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» فأفنوا المشركين بأي وسيلة ممكنة رأيتموها أقرب و أوصل إلى إفناء جمعهم و إمحاء رسمهم من قتلهم أينما وجدتموهم من حل أو حرم و متى ما ظفرتم بهم في شهر حرام أو غيره و من أخذهم أو حصرهم أو القعود لهم في كل مرصد حتى يفنوا عن آخرهم. قوله تعالى: «فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم» اشتراط في معنى الغاية للحكم السابق، و المراد بالتوبة معناها اللغوي و هو الرجوع أي إن رجعوا من الشرك إلى التوحيد بالإيمان و نصبوا لذلك حجة من أعمالهم و هي الصلاة و الزكاة و التزموا أحكام دينكم الراجعة إلى الخالق جميعا فخلوا سبيلهم. و تخلية السبيل كناية عن عدم التعرض لسالكيه و إن عادت مبتذلة بكثرة التداول كان سبيلهم مسدودة مشغولة بتعرض المتعرضين فإذا خلي عنها كان ذلك ملازما أو منطبقا على عدم التعرض لهم. و قوله: «إن الله غفور رحيم» تعليل لقوله: «فخلوا سبيلهم» إما من جهة الأمر الذي يدل عليه بصورته أو من جهة المأمور به الذي يدل عليه بمادته أعني تخلية سبيلهم. و المعنى على الأول: و إنما أمر الله بتخلية سبيلهم لأنه غفور رحيم يغفر لمن تاب إليه و يرحمه. و على الثاني: خلوا سبيلهم لأن تخليتكم سبيلهم من المغفرة و الرحمة، و هما من صفات الله العليا فتتصفون بذلك بصفة ربكم و أظهر الوجهين هو الأول. قوله تعالى: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله» إلى آخر الآية، الآية تتضمن حكم الإجارة لمن استجار من المشركين لأن يسمع كلام الله، و هي بما تشتمل عليه من الحكم و إن كانت معترضة أو كالمعترضة بين ما يدل على البراءة و رفع الأمان عن المشركين إلا أنها بمنزلة دفع الدخل الواجب الذي لا يجوز إهماله فإن أساس هذه الدعوة الحقة و ما يصاحبها من الوعد و الوعيد و التبشير و الإنذار، و ما يترتب عليه من عقد العقود و إبرام العهود أو النقض و البراءة و أحكام القتال كل ذلك إنما هو لصرف الناس عن سبيل الغي و الضلال إلى صراط الرشد و الهدى، و إنجائهم من شقاء الشرك إلى سعادة التوحيد. و لازم ذلك الاعتناء التام بكل طريق يرجى فيه الوصول إلى هداية ضال و الفوز بإحياء حق و إن كان يسيرا قليلا فإن الحق حق و إن كان يسيرا، و المشرك غير المعاهد و إن أبرأ الله منه الذمة و أهدر دمه و رفع الحرمة عن كل ما يعود إليه من مال و عرض لكنه تعالى إنما فعل به ذلك ليحيي حق و يبطل باطل فإذا رجي منه الخير منع ذلك من أي قصد سيىء يقصد به حتى يحصل اليأس من هدايته و إنجائه. فإذا استجار المشرك لينظر فيما تندب إليه الدعوة الحقة و يتبعها إن اتضحت له كان من الواجب إجارته حتى يسمع كلام الله و يرتفع عنه غشاوة الجهل و تتم عليه الحجة فإذا تمادى بعد ذلك في ضلاله و أصر في استكباره صار ممن ارتفع عنه الأمان و برئت منه الذمة و وجب تطييب الأرض من قذارة وجوده بأية وسيلة أمكنت و أي طريق كان أقرب و أسهل و هذا هو الذي يفيده قوله تعالى: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون» الآية بما يكتنف به من الآيات. فمعنى الآية: إن طلب منك بعض هؤلاء المشركين الذين رفع عنهم الأمان أن تأمنه في جوارك ليحضر عندك و يكلمك فيما تدعو إليه من الحق الذي يتضمنه كلام الله فأجره حتى يسمع كلام الله و يرتفع عنه غشاوة الجهل ثم أبلغه مأمنه حتى يملك منك أمنا تاما كاملا، و إنما شرع الله هذا الحكم و بذل لهم هذا الأمن التام لأنهم قوم جاهلون و لا بأس على جاهل إذا رجي منه الخير بقبول الحق لو وضح له. و هذا غاية ما يمكن مراعاته من أصول الفضيلة و حفظ الكرامة و نشر الرحمة و الرأفة و شرافة الإنسانية اعتبره القرآن الكريم، و ندب إليه الدين القويم. و قد بان بما قدمناه أولا: أن الآية مخصصة لعموم قوله في الآية السابقة: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم». و ثانيا: أن قوله: «حتى يسمع كلام الله» غاية للاستجارة و الإجارة فيتغيا به الحكم، فالاستئمان إنما كان لسمع كلام الله و استفسار ما عند الرسول من مواد الرسالة فيتقدر الأمان الذي يعطاه المستجير المستأمن بقدره فإذا سمع من كلام الله ما يتبين به الرشد من الغي و يتميز به الهدى من الضلال انتهت مدة الاستجارة و حان أن يرد المستجير إلى مأمنه و المكان الخاص به الذي هو في أمن فيه، لا يهدده فيه سيوف المسلمين ليرجع إلى حاله الذي فارقه، و يختار لنفسه ما يشاء على حرية من المشية و الإرادة. و ثالثا: أن المراد بكلام الله مطلق آيات القرآن الكريم، نعم يتقيد بما ينفع المستجير من الآيات التي توضح له أصول المعارف الإلهية و معالم الدين و الجواب عما يختلج في صدره من الشبهات كل ذلك بدلالة المقام و السياق. و بذلك يظهر فساد ما قيل: إن المراد بكلام الله آيات التوحيد من القرآن، و كذا ما قيل: إن المراد به سورة براءة أو خصوص ما بلغوه في الموسم من آيات صدر السورة فإن ذلك كله تخصيص من غير مخصص. و رابعا: أن المراد بسمع كلام الله الوقوف على أصول الدين و معالمه و إن أمكن أن يقال: إن لاستماع نفس كلام الله فيما إذا كان المستجير عربيا يفهم الكلام الإلهي دخلا في ذلك أما إذا كان غير عربي و لا يفهم الكلام العربي فالمستفاد من السياق أن الغاية في حقه مجرد تفقه أصول الدين و معالمه. و خامسا: أن الآية محكمة غير منسوخة و لا قابلة له لأن من الضروري البين من مذاق الدين، و ظواهر الكتاب و السنة أن لا مؤاخذة قبل تمام الحجة، و لا تشديد أي تشديد كان إلا بعد البيان فالجاهل السالك في سبيل الفحص أو المستعلم للحق المستفهم للحقيقة لا يرد خائبا و لا يؤخذ غافلا فعلى الإسلام و المسلمين أن يعطوا كل الأمان لمن استأمنهم ليستحضر معارف الدين و يستعلم أصول الدعوة حتى يتبعها إن لاحت له فيها لوائح الصدق، و هذا أصل لا يقبل بطلانا و لا تغييرا ما دام الإسلام إسلاما فالآية محكمة غير قابلة للنسخ إلى يوم القيامة. و من هنا يظهر فساد قول من قال: إن قوله: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله» الآية منسوخة بالآية الآتية: «و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة» الآية. و سادسا: أن الآية إنما توجب إجارة المستجير إذا استجار لأمر ديني يرجى فيه خير الدين، و أما مطلق الاستجارة لا لغرض ديني و لا نفع عائد إليه فلا دلالة لها عليه أصلا بل الآيات السابقة الآمرة بالتشديد عليهم في محلها. و سابعا: أن قوله في تتميم الأمر بالإجارة: «ثم أبلغه مأمنه» مع تمام قوله: «فأجره حتى يسمع» بدونه في الدلالة على المقصد يدل على كمال العناية بفتح باب الهداية على وجوه الناس، و التحفظ على حرية الناس في حياتهم و أعمالهم الحيوية، و الإغماض في طريقه عن كل حكم حتمي و عزيمة قاطعة ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حي عن بينة، و لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. و ثامنا: أن الآية - كما قيل - تدل على أن الاعتقاد بأصل الدين يجب أن يكون عن علم يقيني لا يداخله شك و لا يمازجه ريب و لا يكفي فيه غيره و لو كان الظن الراجح، و قد ذم الله تعالى اتباع الظن، و ندب إلى اتباع العلم في آيات كثيرة كقوله تعالى: «و لا تقف ما ليس لك به علم:» إسراء: - 36 و قوله: «إن يتبعون إلا الظن و إن الظن لا يغني من الحق شيئا:» النجم: - 28 و قوله: «ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون:» الزخرف: - 20. و لو كفى في أصل الدين الاعتقاد التقليدي لم يستقم الحكم بإجارة من استجار لتفهم أصول الدين و معارفه لجواز أن يكلف بالتقليد و الكف عن البحث عن أنه حق أو باطل هذا. و لكن المقدار الواجب في ذلك أن يكون عن علم قطعي سواء كان حاصلا عن الاستدلال بطرق فنية أو بغير ذلك من الوجوه المفيدة للعلم و لو على سبيل الاتفاق، و هذا غير القول بأن الاستدلال على أصول المعارف لا يصح إلا من طريق العقل فإن صحة الاستدلال أمر، و جواز الاعتماد على العلم بأي طريق حصل أمر آخر. قوله تعالى: «كيف يكون للمشركين عهد عند الله و عند رسوله» الآية، تبيين و توضيح لما مر إجمالا من الحكم بنقض عهد المشركين ممن لا وثوق بوفائه بعهده، و قتلهم إلى أن يؤمنوا بالله و يخضعوا لدين التوحيد، و استثناء من لم ينقض العهد و بقي على الميثاق حتى ينقضي مدة عهدهم. فالآية و ما يتلوها إلى تمام ست آيات تبين ذلك و توضح الحكم و استثناء ما استثني منه و الغاية و المغيا جميعا. فقوله: «كيف يكون للمشركين عهد عند الله و عند رسوله» استفهام في مقام الإنكار، و قد بادرت الآية إلى استثناء الذين عاهدوهم من المشركين عند المسجد الحرام لكونهم لم ينقضوا عهدا و لم يساهلوا فيما واثقوا به بدليل قوله تعالى: «فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم» و ذلك أن الاستقامة لمن استقام و السلم لمن يسالم من لوازم التقوى الديني، و لذلك علل قوله ذلك بقوله: «إن الله يحب المتقين» كما جاء مثله بعينه في الآية السابقة: «فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين». قوله تعالى: «كيف و إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا و لا ذمة» إلى آخر الآية، قال الراغب في المفردات:، الإل كل حالة ظاهرة من عهد حلف، و قرابة تئل: تلمع فلا يمكن إنكاره، قال تعالى: لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة، و آل الفرس: أسرع، حقيقته لمع، و ذلك استعارة في باب الإسراع نحو برق و طار. انتهى. و قال أيضا: الذمام - بكسر الذال - ما يذم الرجل على إضاعته من عهد، و كذلك الذمة و المذمة، و قيل: لي مذمة فلا تهتكها، و أذهب مذمتهم بشيء: أي أعطهم شيئا لما لهم من الذمام. انتهى. و هو ظاهر في أن الذمة مأخوذة من الذم بالمعنى الذي يقابل المدح. و لعل إلقاء المقابلة في الآية بين الإل و الذمة للدلالة على أنهم لا يحفظون في المؤمنين شيئا من المواثيق التي يجب رقوبها و حفظها سواء كانت مبنية على أصول واقعية تكوينية كالقرابة التي توجب بوجه على القريب رعاية حال قريبه، أو على الجعل و الاصطلاح كالعهود و المواثيق المعقودة بحلف و نحوه. و قد كررت لفظة «كيف» للتأكيد و لرفع الإبهام في البيان الناشىء من تخلل قوله: «إلا الذين عاهدتم» الآية بطولها بين قوله: «كيف يكون للمشركين» الآية و قوله: «و إن يظهروا عليكم» الآية. فمعنى الآية: كيف يكون للمشركين عهد عند الله و عند رسوله و الحال أنهم إن يظهروا عليكم و يغلبوكم على الأمر لا يحفظوا و لا يراعوا فيكم قرابة و لا عهدا من العهود يرضونكم بالكلام المدلس و القول المزوق، و يأبى ذلك قلوبهم، و أكثرهم فاسقون. و من هنا ظهر أن قوله: «يرضونكم بأفواههم» من المجاز العقلي نسب فيه الإرضاء إلى الأفواه و هو في الحقيقة منسوب إلى القول و الكلام الخارج من الأفواه المكون فيها. و قوله: «يرضونكم» الآية تعليل لإنكار وجود العهد للمشركين و لذلك جيء به بالفصل، و التقدير: كيف يكون لهم عهد و هم يرضونكم بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم فاسقون. و أما قوله: «و أكثرهم فاسقون» ففيه بيان أن أكثرهم ناقضون للعهد و الميثاق بالفعل من غير أن ينتظروا ظهورهم جميعا عليكم فالآية توضح حال آحادهم و جميعهم بأن أكثرهم فاسقون بنقض العهد من غير أن يرقبوا في مؤمن إلا و لا ذمة، و لو أنهم ظهروا عليكم جميعا لم يرقبوا فيكم الإل و الذمة. قوله تعالى: «اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا» إلى آخر الآيتين، بيان و تفسير لقوله في الآية السابقة: «و أكثرهم فاسقون» و كان قوله: «اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا» إلى آخر الآية توطئة و تمهيد لقوله في الآية الثانية: «لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة». و بذلك يظهر أن الأقرب أن المراد بالفسق الخروج عن العهد و الذمة دون الفسق بمعنى الخروج عن زي عبودية الله سبحانه و إن كان الأمر كذلك. و قوله: «و أولئك هم المعتدون» كالتفسير لجميع ما مر من أحوالهم الروحية و أعمالهم الجسمية، و تفيد الجملة مع ذلك جوابا عن سؤال مقدر أو ما يجري مجراه و المعنى: إذا كان هذا حالهم و هذه أفعالهم فلا تحسبوا أن لو نقضتم عهدهم اعتديتم عليهم فأولئك هم المعتدون عليكم لما أضمروه من العداوة و البغضاء و لما أظهره أكثرهم في مقام العمل من الصد عن سبيل الله، و عدم رعاية قرابة و لا عهد في المؤمنين. قوله تعالى: «فإن تابوا و أقاموا الصلاة» إلى آخر الآيتين، الآيتان بيان تفصيلي لقوله فيما تقدم: «فإن تبتم فهو خير لكم و إن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله». و المراد بالتوبة بدلالة السياق الرجوع إلى الإيمان بالله و آياته، و لذلك لم يقتصر على التوبة فقط بل عطف عليها إقامة الصلاة التي هي أظهر مظاهر عبادة الله، و إيتاء الزكاة الذي هو أقوى أركان المجتمع الديني، و قد أشير بهما إلى نوع الوظائف الدينية التي بإتيانها يتم الإيمان بآيات الله بعد الإيمان بالله عز اسمه فهذا معنى قوله: «تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة». و أما قوله: «فإخوانكم في الدين» فالمراد به بيان التساوي بينهم و بين سائر المؤمنين في الحقوق التي يعتبرها الإسلام في المجتمع الإسلامي: لهم ما للمسلمين و عليهم ما على المسلمين. و قد عبر في الآية عن ذلك بالأخوة في الدين، و قال في موضع آخر: «إنما المؤمنون إخوة:» الحجرات: - 10 اعتبارا بما بينهم من التساوي في الحقوق الدينية فإن الأخوين شقيقان اشتقا من مادة واحدة و هما لذلك متساويان في الشئون الراجعة إلى ذلك في مجتمع المنزل عند والدهما الذي هو رب البيت، و في مجتمع القرابة عند الأقرباء و العشيرة. و إذ كان لهذا المعنى المسمى بلسان الدين أخوة أحكام و آثار شرعية اعتنى بها قانون الإسلام فهو اعتبار حقيقة لنوع من الأخوة بين أفراد المجتمع الإسلامي لها آثار مترتبة كما أن الأخوة الطبيعية فيما اعتبرها الإسلام لها آثار مترتبة عقلائية و دينية و ليست تسمية ذلك أخوة مجرد استعارة لفظية عن عناية مجازية، و فيما نقل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قوله: «المؤمنون إخوة يسعى بذمتهم أدناهم، و هم يد واحدة على من سواهم». و قوله: «و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم» الآية يدل السياق أنهم غير المشركين الذين أمر الله سبحانه في الآية السابقة بنقض عهدهم و ذكر أنهم هم المعتدون لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة فإنهم ناكثون للأيمان ناقضون للعهد، فلا يستقيم فيهم الاشتراط الذي ذكره الله سبحانه بقوله: «و إن نكثوا أيمانهم» الآية. فهؤلاء قوم آخرون لهم مع ولي الأمر من المسلمين عهود و أيمان ينكثون أيمانهم من بعد عهدهم، أي ينقضون عهودهم من بعد عقدها فأمر الله سبحانه بقتالهم و ألغى أيمانهم و سماهم أئمة الكفر لأنهم السابقون في الكفر بآيات الله يتبعهم غيرهم ممن يليهم، يقاتلون جميعا لعلهم ينتهون عن نكث الأيمان و نقض العهود. قوله تعالى: «أ لا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم و هموا بإخراج الرسول» الآية و ما بعدها إلى تمام أربع آيات تحريض للمؤمنين و تهييج لهم على قتال المشركين ببيان ما أجرموا به في جنب الله و خانوا به الحق و الحقيقة، و عد خطاياهم و طغياناتهم من نكث الأيمان و الهم بإخراج الرسول و البدء بالقتال أول مرة. ثم بتعريف المؤمنين أن لازم إيمانهم بالله الذي يملك كل خير و شر و نفع و ضر أن لا يخشوا إلا إياه إن كانوا مؤمنين به ففي ذلك تقوية لقلوبهم و تشجيعهم عليهم، و ينتهي إلى بيان أنهم ممتحنون من عند الله بإخلاص الإيمان له و القطع من المشركين حتى يؤجروا بما يؤجر به المؤمن المتحقق في إيمانه. قوله تعالى: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» إلى آخر الآيتين. أعاد الأمر بالقتال لأنه صار من جهة ما تقدم من التحريض و التحضيض أوقع في القبول فإن الأمر الأول كان ابتدائيا غير مسبوق بتمهيد و توطئة بخلاف الأمر الثاني الوارد بعد اشتداد الاستعداد و كمال التهيؤ من المأمورين. على أن ما اتبع به الأمر من قوله: «يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم» إلى قوله: «و يذهب غيظ قلوبهم» يؤكد الأمر و يغري المأمورين على امتثاله و إجرائه على المشركين فإن تذكرهم إن قتل المشركين عذاب إلهي لهم بأيدي المؤمنين، و إن المؤمنين أياد مجرية لله سبحانه و إن في ذلك خزيا للمشركين و نصرة من الله للمؤمنين عليهم و شفاء لصدور قوم مؤمنين و إذهابا لغيظ قلوبهم، يجرئهم للعمل و ينشطهم و يصفي إرادتهم. و قوله: «و يتوب الله على من يشاء» الآية بمنزلة الاستثناء لئلا يجري حكم القتال على إطلاقه. قوله تعالى: «أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم» إلى آخر الآية بمنزلة تعليل آخر لوجوب قتالهم لينتج تحريضهم على القتال و فيه بيان حقيقة الأمر، و محصله أن الدار دار الامتحان و الابتلاء فإن نفوس الآدميين تقبل الخير و الشر و السعادة و الشقاوة فهي في أول كينونتها ساذجة مبهمة، و مراتب القرب و الزلفى إنما تبذل بإزاء الإيمان الخالص بالله و آياته، و لا يظهر صفاء الإيمان إلا بالامتحان الذي يورد المؤمن مقام العمل، ليميز الله بذلك الطيب من الخبيث، و الصافي الإيمان ممن ليس عنده إلا مجرد الدعوى أو المزعمة. فمن الواجب أن يمتحن هؤلاء المدعون أنهم باعوا أنفسهم و أموالهم لله بأن لهم الجنة، و يبتلوا بمثل القتال الذي يميز به الصادق من الكاذب و يفصل الذي قطع روابط المحبة و الصلة من أعداء الله سبحانه ممن في قلبه بقايا من ولايتهم و مودتهم حتى يحيا هؤلاء و يهلك أولئك. فعلى المؤمنين أن يمتثلوا أمر القتال بل يتسارعوا إليه و يتسابقوا فيه ليظهروا بذلك صفاء جوهرهم و حقيقة إيمانهم و يحتجوا به على ربهم يوم لا نجاح فيه إلا بحجة الحق. فقوله: «أم حسبتم أن تتركوا» أي بل أظننتم أن تتركوا على ما أنتم عليه من الحال و لما تظهر حقيقة صدقكم في دعوى الإيمان بالله و بآياته. و قوله: «و لما يعلم الله» الآية أي و لما يظهر في الخارج جهادكم و عدم اتخاذكم من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة فإن تحقق الأشياء علم منه تعالى بها و قد مر نظير الكلام مع بسط ما في تفسير قوله تعالى: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم» الآية: آل عمران: - 142 في الجزء الرابع من الكتاب. و من الدليل على هذا الذي ذكرنا في معنى العلم قوله في ذيل الآية: «و الله خبير بما تعملون». و الوليجة على ما في مفردات الراغب، كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه و ليس من أهله. بحث روائي في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «براءة من الله و رسوله»: حدثني أبي عن محمد بن الفضل عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة. قال: و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة، و كان سنة من العرب في الحج أنه من دخل مكة و طاف البيت في ثيابه لم يحل له إمساكها، و كانوا يتصدقون بها و لا يلبسونها بعد الطواف فكان من وافى مكة يستعير ثوبا و يطوف فيه ثم يرده، و من لم يجده عارية و لا كرى و لم يكن له إلا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا. فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عارية أو كرى فلم تجده فقالوا لها: إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها فقالت: كيف أتصدق و ليس لي غيرها؟ فطافت بالبيت عريانة و أشرف لها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها و الأخرى على دبرها و قالت شعرا: اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: إن لي زوجا. و كانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول سورة براءة أن لا يقاتل إلا من قاتله و لا يحارب إلا من حاربه و أراده، و قد كان أنزل عليه " في " ذلك «فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم - فما جعل الله لكم عليهم سبيلا» فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه و اعتزله حتى نزلت عليه سورة براءة و أمره بقتل المشركين من اعتزله و من لم يعتزله إلا الذين قد عاهدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم فتح مكة إلى مدة: منهم صفوان بن أمية و سهيل بن عمرو فقال الله عز و جل: «براءة من الله و رسوله - إلى الذين عاهدتم من المشركين - فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» ثم يقتلون حيثما وجدوا بعد. هذه أشهر السياحة: عشرين من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرا من ربيع الآخر. فلما نزلت الآيات من سورة براءة دفعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي بكر و أمره أن يخرج إلى مكة و يقرأها على الناس بمنى يوم النحر فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك. فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) في طلب أبي بكر فلحقه بالروحاء و أخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، أنزل الله في شيئا؟ فقال: لا إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. و في تفسير العياشي، عن حرير عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن رسول الله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك إلا علي فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا و أمر أن يركب ناقته العضباء، و أمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة و يقرأها على الناس بمكة فقال أبو بكر: أ سخط؟ فقال: لا إلا أنه أنزل عليه أنه لا يبلغ إلا رجل منك. فلما قدم على مكة و كان يوم النحر بعد الظهر و هو يوم الحج الأكبر قام ثم قال: إني رسول رسول الله إليكم فقرأها عليهم: «براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين - فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» عشرين من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرا من شهر ربيع الآخر، و قال: لا يطوف بالبيت عريان و لا عريانة و لا مشرك بعد هذا العام، و من كان له عهد عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمدته إلى هذه الأربعة أشهر. أقول: المراد تعيين المدة للعهود التي لا مدة لها بقرينة ما سيأتي من الرواية، و أما العهود التي لها مدة فاعتبارها إلى مدتها مدلول لنفس الآيات الكريمة. و في تفسيري العياشي، و المجمع، عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب علي (عليه السلام) بالناس و اخترط سيفه و قال: لا يطوفن بالبيت عريان، و لا يحجن بالبيت مشرك، و من كانت له مدة فهو إلى مدته، و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، و كان خطب يوم النحر، و كانت عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر، و قال: يوم النحر يوم الحج الأكبر. أقول: و الروايات من طرق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه المعاني فوق حد الإحصاء. و في الدر المنثور، أخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند و أبو الشيخ و ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال: لي أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه. و رجع أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: لا و لكن جبرئيل جاءني فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. و فيه، أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكة ثم بعث عليا رضي الله عنه على أثره فأخذها منه فكأن أبا بكر وجد في نفسه فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا بكر إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. و فيه، أخرج ابن مردويه عن أبي رافع رضي الله عنه قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبرئيل (عليه السلام) فقال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا رضي الله عنه على أثره حتى لحقه بين مكة و المدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم. و فيه، أخرج ابن حبان و ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر رضي الله عنه يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي رضي الله عنه فقال: يا علي لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت، فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة. فأتى أبو بكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزلت فيه شيء فلما أتاه قال: ما لي يا رسول الله؟ قال: خير أنت أخي و صاحبي في الغار و أنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني إلا رجل مني. أقول: و هناك روايات أخرى في معنى ما تقدم، و قد نقل في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب أنه رواه الطبرسي، و البلاذري، و الترمذي، و الواقدي، و الشعبي، و السدي، و الثعلبي، و الواحدي، و القرطبي، و القشيري، و السمعاني، و أحمد بن حنبل، و ابن بطة، و محمد بن إسحاق، و أبو يعلى الموصلي، و الأعمش، و سماك بن حرب في كتبهم عن عروة بن الزبير، و أبي هريرة، و أنس، و أبي رافع، و زيد بن نفيع، و ابن عمر، و ابن عباس، و اللفظ له: أنه لما نزل: «براءة من الله و رسوله» إلى تسع آيات أنفذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر إلى مكة لأدائها فنزل جبرئيل و قال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين: اركب ناقتي العضباء و الحق أبا بكر و خذ براءة من يده. قال: و لما رجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جزع و قال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه فلما توجهت إليه رددتني منه؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الأمين هبط إلي عن الله تعالى: أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك و علي مني و لا يؤدي عني إلا علي. و فيما نقلناه من الروايات و ما تركناه منها و هو أكثر و فيما سيجيء في هذا الباب نكتتان أصليتان. إحداهما: أن بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا ببراءة و عزله أبا بكر إنما كان بأمر من ربه بنزول جبرئيل: «أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» و لم يقيد الحكم في شيء من الروايات ببراءة أو نقض العهد فلم يرد في شيء منها: لا يؤدي براءة أو لا ينقض العهد إلا أنت أو رجل منك فلا دليل على تقييده ببراءة على ما وقع في كثير من التفاسير و يؤيد الإطلاق ما سيأتي. و ثانيتهما: أن عليا (عليه السلام) كما كان ينادي ببراءة، كذلك كان ينادي بحكم آخر و هو أن من كان له مدة فهو إلى مدته و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر: و هذا أيضا مما يدل عليه آيات براءة. و بحكم آخر و هو أنه لا يطوفن بالبيت عريان، و هو أيضا حكم إلهي مدلول عليه بقوله تعالى: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد:» الأعراف: - 31 و قد ورد في بعض الروايات ذكر الآية مع الحكم كما سيجيء. و حكم آخر أنه لا يطوف أو لا يحج البيت مشرك بعد هذا العام و هو مدلول قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا:» التوبة: - 28. و هناك أمر خامس ذكر في بعض روايات الباب أنه (عليه السلام) كان ينادي به و هو أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن و هذا و إن لم يذكر في سائر الروايات، و الاعتبار لا يساعد على ذلك لنزول آيات كثيرة مكية و مدنية في ذلك و خفاء الأمر في ذلك على المشركين إلى سنة تسع من الهجرة كالمحال عادة لكن ذلك أيضا مدلول للآيات الكريمة، و على أي حال لم تكن رسالة علي (عليه السلام) مقصورا على تأدية آيات براءة بل لها و لتبليغ ثلاثة أو أربعة أحكام قرآنية أخرى، و الجميع مشمول لما أنزل به جبرئيل عن الله سبحانه على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، إذ لا دليل على تقييد الكلام على إطلاقه أصلا. و في الدر المنثور، أخرج الترمذي و حسنه و ابن أبي حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر رضي الله عنه و أمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه عليا رضي الله عنه و أمره أن ينادي بها فانطلقا فحجا فقام علي رضي الله عنه في أيام التشريق فنادى: أن الله بريء من المشركين و رسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و لا يحجن بعد العام مشرك، و لا يطوفن بالبيت عريان، و لا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان علي رضي الله عنه ينادي بها. أقول: و الخبر قريب المضمون مما استفدناه من الروايات. و فيه، أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر و ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن أبا بكر رضي الله عنه أمره أن يؤذن ببراءة في حجة أبي بكر. قال أبو هريرة: ثم أتبعنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا رضي الله عنه أمره أن يؤذن ببراءة و أبو بكر رضي الله عنه على الموسم كما هو أو قال: على هيئته -. أقول: و قد ورد في عدة من طرق أهل السنة: أن النبي استعمل أبا بكر على الحج عامه ذلك فكان هو أمير الحاج و علي ينادي ببراءة و قد روت الشيعة أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) استعمل للإمارة عليا كما أنه حمله تأدية آيات براءة و قد ذكر ذلك الطبرسي في مجمع البيان و رواه العياشي عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام)، و ربما تأيد ذلك بما ورد أن عليا كان يقضي في سفره ذلك و أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا له في ذلك، إذ من المعلوم أن مجرد الرسالة بتأدية براءة لا تتضمن الحكم بالقضاء بين الناس، و أوفق ما يكون ذلك في تلك الأيام بالإمارة، و الرواية ما سيأتي: في تفسير العياشي، عن الحسن عن علي ع: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله إني لست بلسن و لا بخطيب قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يأبى الله ما بي إلا أن أذهب بها أو تذهب أنت قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك و يهدي قلبك ثم وضع يده على فمه فقال: انطلق و اقرأها على الناس، و قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الناس سيتقاضون إليك فإذا أتاك الخصمان فلا تقض لواحد حتى تسمع الآخر فإنه أجدر أن تعلم الحق. أقول: و هذا المعنى مروي من طرق أهل السنة كما في الدر المنثور، عن أبي الشيخ عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن ببراءة فقلت: يا رسول الله تبعثني و أنا غلام حديث السن و أسأل عن القضاء و لا أدري ما أجيب؟ قال: ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها. قلت: إن كان لا بد أنا أذهب، قال: انطلق فإن الله يثبت لسانك و يهدي قلبك، ثم قال: انطلق و اقرأها على الناس. إلا أن اشتمال الرواية على لفظ اليمن يسيء الظن بها إذ من البين من لفظ آيات براءة أنها مقرة على أهل مكة يوم الحج الأكبر بمكة و أين ذلك من اليمن و أهلها و كان لفظ الرواية كان: «إلى مكة» فوضع موضعه «إلى اليمن» تصحيحا لما اشتملت عليه من حديث القضاء. و في الدر المنثور، أخرج أحمد و النسائي و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبي هريرة قال: كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بعث عليا بأربع: لا يطوف بالبيت عريان، و لا يجتمع المسلمون و المشركون بعد عامهم، و من كان بينه و بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد فهو إلى عهده، و إن الله و رسوله بريء من المشركين. أقول: و هذا المعنى مروي عن أبي هريرة بعدة طرق بألفاظ مختلفة لا تخلو من شيء في متنها - على ما سيجيء - و أمتن الروايات متنا هذه التي أوردناها. و فيه، أخرج أحمد و النسائي و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبي هريرة قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله إلى أهل مكة ببراءة فكنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، و لا يطوف بالبيت عريان، و من كان بينه و بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد فإن أمره أو أجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين و رسوله و لا يحج هذا البيت بعد العام مشرك. أقول: و في متن الرواية اضطراب بين، أما أولا: فلاشتمالها على النداء بأنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، و قد سبق أنه نزلت في معناه آيات كثيرة مكية و مدنية منذ سنين و قد سمعها الحضري و البدوي و المشرك و المؤمن فأي حاجة متصورة إلى إبلاغها أهل الجمع. و أما ثانيا: فلأن النداء الثاني أعني قوله: و من كان بينه و بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد إلخ، لا ينطبق لا على مضامين الآيات و لا على مضامين الروايات المتظافرة السابقة، على أنه قد جعل فيه البراءة بعد مضي أربعة أشهر. و أما ثالثا: فلما سنذكره ذيلا. و فيه، أخرج البخاري و مسلم و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان ثم أردف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذن ببراءة فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، و أن لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان. و في تفسير المنار، عن الترمذي عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر إلى أن قال فقام علي أيام التشريق فنادى: ذمة الله و ذمة رسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، و لا يحجن بعد العام مشرك، و لا يطوفن بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا كل مؤمن فكان علي ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادى بها. و فيه، أيضا عن أحمد و النسائي من طريق محرز بن أبي هريرة عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكة ببراءة فكنا ننادي أن لا يدخل الجنة إلا كل نفس مسلمة، و لا يطوف بالبيت عريان، و من كان بينه و بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد فعهده إلى مدته، و لا يحج بعد العام مشرك فكنت أنادي حتى صحل صوتي. أقول: قد عرفت أن الذي وقع في الروايات على كثرتها في قصة بعث علي و عزل أبي بكر من كلمة الوحي الذي نزل به جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» و كذا ما ذكره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أجاب أبا بكر لما سأله عن سبب عزله، إنما هو متن ما أوحى إليه الله سبحانه، أو قوله - و هو في معناه -: «لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني». و كيفما كان فهو كلام مطلق يشمل تأدية براءة و كل حكم إلهي احتاج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن يؤديه عنه مؤد غيره، و لا دليل لا من متون الروايات و لا غيرها يدل على اختصاص ذلك ببراءة، و قد اتضح أن المنع عن طواف البيت عريانا و المنع عن حج المشركين بعد ذلك العام و كذا تأجيل من له عهد إلى مدة أو من غير مدة كل ذلك أحكام إلهية نزل بها القرآن فما معنى إرجاع أمرها إلى أبي بكر أو نداء أبي هريرة بها وحده أو ندائه ببراءة و سائر الأحكام المذكورة في الجمع إذا بح علي (عليه السلام) حتى يصحل صوته من كثرة النداء؟ و لو جاز لأبي هريرة أن يقوم بها و الحال هذه فلم لم يجز لأبي بكر ذلك؟. نعم أبدع بعض المفسرين كابن كثير و أترابه هنا وجها وجهوا به ما تتضمنه هذه الروايات انتصارا لها و هو أن قوله: «لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» مخصوص بتأدية براءة فقط من غير أن يشمل سائر الأحكام التي كان ينادي بها علي (عليه السلام)، و أن تعيينه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا بتبليغ آيات براءة أهل الجمع إنما هو لما كان من عادة العرب أن لا ينقض العهد إلا عاقده أو رجل من أهل بيته و مراعاة هذه العادة الجارية هي التي دعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأخذ براءة و فيها نقض ما للمشركين من عهد - من أبي بكر و يسلمها إلى علي ليستحفظ بذلك السنة العربية فيؤديها عنه بعض أهل بيته. قالوا: و هذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سأله أبو بكر قائلا: يا رسول الله هل نزل في شيء؟ قال: «لا و لكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» و معناه أني إنما عزلتك و نصبت عليا لذلك لئلا أنقض هذه السنة العربية الجارية. و لذلك لم ينفصل أبو بكر من شأنه فقد كان قلده إمارة الحاج و كان لأبي بكر مؤذنون يؤذنون بهذه الأحكام كأبي هريرة و غيره من الرجال الذين لم يذكر أسماؤهم في الروايات، و كان على أحد من عنده لهذا الشأن، و لذا ورد في بعضها: أنه خطب بمنى و لما فرغ من خطبته التفت إلى علي و قال: قم يا علي و أد رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). و هذا ما ذكروه و وجهوا به الروايات. و الباحث الناقد إذا راجع هذه الآيات و الروايات ثم تأمل ما جرت من المشاجرات الكلامية بين الفريقين: أهل السنة و الشيعة في باب الأفضلية لم يرتب في أنهم خلطوا بين البحث التفسيري الذي شأنه تحصيل مداليل الآيات القرآنية، و البحث الروائي الذي شأنه نقد معاني الأحاديث و تمييز غثها من سمينها، و بين البحث الكلامي الناظر في أن أبا بكر أفضل من علي أو عليا أفضل من أبي بكر؟ و في أن إمارة الحاج أفضل أو الرسالة في تبليغ آيات براءة؟ و لمن كان إمارة الحج إذ ذاك لأبي بكر أو لعلي؟ أما البحث الكلامي فلسنا نشتغل به في هذا المقام فهو خارج عن غرضنا، و أما البحث الروائي أو التفسيري فيما يرتبط به الآيات إلى أسباب نزولها مما يتعلق بمعاني الآيات فالذي ينبغي أن يقال بالنظر إليه أنهم أخطئوا في هذا التوجيه. فليت شعري من أين تسلموا أن هذه الجملة التي نزل بها جبرئيل: «أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» مقيدة بنقض العهد لا يدل على أزيد من ذلك، و لا دليل عليه من نقل أو عقل فالجملة ظاهرة أتم ظهور في أن ما كان على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤديه لا يجوز أن يؤديه إلا هو أو رجل منه سواه، كان نقض عهد من جانب الله كما في مورد براءة أو حكما آخر إلهيا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤديه و يبلغه. و هذا غير ما كان من أقسام الرسالة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) مما ليس عليه أن يؤديه بنفسه الشريفة كالكتب التي أرسل بها إلى الملوك و الأمم و الأقوام في الدعوة إلى الإسلام و كذا سائر الرسالات التي كان يبعث بها رجالا من المؤمنين إلى الناس في أمور يرجع إلى دينهم و الإمارات و الولايات و نحو ذلك. ففرق جلي بين هذه الأمور و بين براءة و نظائرها فإن ما تتضمنه آيات براءة و أمثال النهي عن الطواف عريانا، و النهي عن حج المشركين بعد العام أحكام إلهية ابتدائية لم تبلغ بعد و لم تؤد إلى من يجب أن تبلغه، و هم المشركون بمكة و الحجاج منهم، و لا رسالة من الله في ذلك إلا لرسوله، و أما سائر الموارد التي كان يكتفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببعث الرسل للتبليغ فقد كانت مما فرغ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها من أصل التبليغ و التأدية، بتبليغه من وسعه تبليغه ممن حضر كالدعوة إلى الإسلام و سائر شرائع الدين و كان يقول: «ليبلغ الشاهد منكم الغائب» ثم إذا مست الحاجة إلى تبليغه بعض من لا وثوق عادة ببلوغ الحكم إليه أو لا أثر لمجرد البلوغ إلا أن يعتني لشأنه بكتاب أو رسول أو توسل عند ذلك إلى رسالة أو كتاب كما في دعوة الملوك. و ليتأمل الباحث المنصف قوله «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» فقد قيل: «لا يؤدي عنك إلا أنت» و لم يقل: «لا يؤدي إلا أنت أو رجل منك» حتى يفيد اشتراك الرسالة، و لم يقل: «لا يؤدي منك إلا رجل منك» حتى يشمل سائر الرسالات التي كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقلدها كل من كان من صالحي المؤمنين فإنما مفاد قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» أن الأمور الرسالية التي يجب عليك نفسك أن تقوم بها لا يقوم بها غيرك عوضا منك إلا رجل منك أي لا يخلفك فيما عليك كالتأدية الابتدائية إلا رجل منك. ثم ليت شعري ما الذي دعاهم إلى أن أهملوا كلمة الوحي التي هي قول الله نزل به جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» و ذكروا مكانها أنه «كانت السنة الجارية عند العرب أن لا ينقض العهد إلا عاقده أو رجل من أهل بيته» تلك السنة العربية التي لا خبر عنها في أيامهم و مغازيهم و لا أثر إلا ما ذكره ابن كثير و نسبه إلى العلماء عند البحث عن آيات براءة!. ثم لو كانت سنة عربية جاهلية على هذا النعت فما وزنها في الإسلام و ما هي قيمتها عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد كان ينسخ كل يوم سنة جاهلية و ينقض كل حين عادة قومية، و لم تكن من جملة الأخلاق الكريمة أو السنن و العادات النافعة بل سليقة قبائلية تشبه سلائق الأشراف و قد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم فتح مكة عند الكعبة على ما رواه أصحاب السير: «إلا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت و سقاية الحاج». ثم لو كانت سنة عربية غير مذمومة فهل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذهل عنها و نسيها حين أسلم الآيات إلى أبي بكر و أرسله، و خرج هو إلى مكة حتى إذا كان في بعض الطريق ذكر (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نسيه أو ذكره بعض من عنده بما أهمله و ذهل عنه من أمر كان من الواجب مراعاته؟ و هو (صلى الله عليه وآله وسلم) المثل الأعلى في مكارم الأخلاق و اعتبار ما يجب أن يعتبر من الحزم و حسن التدبير، و كيف جاز لهؤلاء المذكرين أن يغفلوا عن ذلك و ليس من الأمور التي يغفل عنها و تخفى عادة فإنما الذهول عنه كغفلة المقاتل عن سلاحه؟. و هل كان ذلك بوحي من الله إليه أنه يجب له أن لا يلغي هذه السنة العربية الكريمة، و أن ذلك أحد الأحكام الشرعية في الباب و أنه يحرم على ولي أمر المسلمين أن ينقض عهدا إلا بنفسه أو بيد أحد من أهل بيته؟ و ما معنى هذا الحكم؟. أو أنه حكم أخلاقي اضطر إلى اعتباره لما أن المشركين ما كانوا يقبلون هذا النقض إلا بأن يسمعوه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه أو من أحد من أهل بيته؟ و قد كانت السيطرة يومئذ له (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم، و الزمام بيده دونهم، و الإبلاغ إبلاغ. أو أن المؤمنين المخاطبين بقوله: «عاهدتم» و قوله: «و أذان من الله و رسوله إلى الناس» و قوله: «فاقتلوا المشركين» ما كانوا يعتبرون هذا النقض نقضا دون أن يسمعوه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من واحد من أهل بيته و إن علموا بالنقض إذا سمعوا الآيات من أبي بكر؟. و لو كان كذلك فكيف قبله و اعتبره نقضا من سمعه من أبي هريرة الذي كان ينادي به حتى صحل صوته؟ و هل كان أبو هريرة أقرب إلى علي و أمس به من أبي بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فالحق أن هذه الروايات الحاكية لنداء أبي هريرة و غيره غير سديدة لا ينبغي الركون إليها. قال صاحب المنار في تفسيره: جملة الروايات تدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل أبا بكر أميرا على الحج سنة تسع و أمره أن يبلغ المشركين الذين يحضرون الحج أنهم يمنعون منه بعد ذلك العام ثم أردفه بعلي ليبلغهم عنه نبذ عهودهم المطلقة و إعطاءهم مهلة أربعة أشهر لينظروا في أمرهم، و إن العهود الموقتة أجلها نهاية وقتها، و يتلو عليهم الآيات المتضمنة لمسألة نبذ العهود و ما يتعلق بها من أول سورة براءة. و هي أربعون أو ثلاث و ثلاثون آية، و ما ذكر في بعض الروايات من التردد بين ثلاثين و أربعين فتعبير بالأعشار مع إلغاء كسرها من زيادة و نقصان. و ذلك لأن من عادة العرب أن العهود و نبذها إنما تكون من عاقدها أو أحد عصبته القريبة، و أن عليا كان مختصا بذلك مع بقاء إمارة الحج لأبي بكر الذي كان يساعده على ذلك و يأمر بعض الصحابة كأبي هريرة بمساعدته. انتهى. و قال أيضا: إن بعض الشيعة يكبرون هذه المزية لعلي (عليه السلام) كعادتهم و يضيفون إليها ما لا تصح به رواية، و لا تؤيده دراية فيستدلون بها على تفضيله على أبي بكر رضي الله عنهما و كونه أحق بالخلافة منه، و يزعمون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عزل أبا بكر من تبليغ سورة براءة لأن جبرئيل أمره بذلك، و أنه لا يبلغ عنه إلا هو أو رجل منه و لا يخصون هذا النفي بتبليغ نبذ العهود و ما يتعلق به بل يجعلونه عاما لأمر الدين كله. مع استفاضة الأخبار الصحيحة بوجوب تبليغ الدين على المسلمين كافة كالجهاد في حمايته و الدفاع عنه، و كونه فريضة لا فضيلة فقط و منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع على مسمع الألوف من الناس: «ألا فليبلغ الشاهد الغائب» و هو مكرر في الصحيحين و غيرهما، و في بعض الروايات عن ابن عباس: فوالذي نفسي بيده أنها لوصيته إلى أمته «فليبلغ الشاهد الغائب» إلخ و حديث: «بلغوا عني و لو آية» رواه البخاري في صحيحه و الترمذي، و لو لا ذلك لما انتشر الإسلام ذلك الانتشار السريع في العالم. بل زعم بعضهم - كما قيل - إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عزل أبا بكر من إمارة الحج و ولاها عليا، و هذا بهتان صريح مخالف لجميع الروايات في مسألة عملية عرفها الخاص و العام. و الحق أن عليا كرم الله وجهه كان مكلفا بتبليغ أمر خاص، و كان في تلك الحجة تابعا لأبي بكر في إمارته العامة في إقامة ركن الإسلام الاجتماعي العام حتى كان أبو بكر يعين له الوقت الذي يبلغ ذلك فيه فيقول: يا علي قم فبلغ رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تقدم التصريح به في الروايات الصحيحة كما أمر بعض الصحابة بمساعدته على هذا التبليغ كما تقدم في حديث أبي هريرة في الصحيحين و غيرهما. ثم ساق الكلام و استدل بإمارة أبي بكر في تلك الحجة و ضم إليها صلاته موضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وفاته - على تقدمه و أفضليته من جميع الصحابة على من سواه انتهى. أما قوله: مع استفاضة الأخبار بوجوب تبليغ الدين على المسلمين كافة إلى آخر ما قال فيكشف عن أنه لم يحصل معنى كلمة الوحي: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» حق التحصيل، و لم يفرق بين قولنا: «لا يؤدي منك إلا رجل منك» و بين قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» فزعم أن الكلام بإطلاقه يمنع عن كل تبليغ ديني يتصداه غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو رجل منه فدفع ذلك باستفاضة الأخبار بوجوب تبليغ الدين على المسلمين كافة و قيد به إطلاق قوله: «لا يؤدي عنك» إلخ فجعله خاصا بتبليغ نبذ العهد بعد تحويل الحكم الإلهي إلى سنة عربية جاهلية. و قد ساقه اشتباه معنى الكلمة إلى أن زعم أن إبقاء الكلام على إطلاقه منشؤه الغفلة عن أمر هو كالضروري عند عامة المسلمين أعني وجوب التبليغ العام حتى استدل على ذلك بما في الصحيحين و غيرهما من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «فليبلغ الشاهد الغائب»، و قد عرفت ما هو حق المعنى لكلمة الوحي. و أما قوله: «بل زعم بعضهم كما قيل إنه عزل أبا بكر من إمارة الحج و ولاها عليا و هذا بهتان صريح مخالف لجميع الروايات في مسألة عملية عرفها العام و الخاص» فليس ذلك زعما من البعض و لا بهتانا كما بهته بل رواية روتها الشيعة و قد أوردناها في ضمن الروايات المتقدمة. و ليس التوغل في مسألة الإمارة مما يهمنا في تفهم معنى قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» فإمارة الحاج سواء صحت لأبي بكر أو لعلي، دلت على فضل أو لم تدل إنما هي من شعب الولاية الإسلامية العامة التي شأنها التصرف في أمور المجتمع الإسلامي الحيوية، و إجراء الأحكام و الشرائع الدينية، و لا حكومة لها على المعارف الإلهية و مواد الوحي النازلة من السماء في أمر الدين. إنما هي ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينصب يوما أبا بكر أو عليا لإمارة الحاج، و يؤمر يوما أسامة على أبي بكر و عامة الصحابة في جيشه، و يولي يوما ابن أم مكتوم على المدينة و فيها من هو أفضل منه، و يولي هذا مكة بعد فتحها، و ذاك اليمن، و ذلك أمر الصدقات، و قد استعمل (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا دجانة الساعدي أو سباع بن عرفطة الغفاري على ما في سيرة ابن هشام على المدينة عام حجة الوداع، و فيها أبو بكر لم يخرج إلى الحج على ما رواه البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و غيرهم و إنما تدل على إذعانه (صلى الله عليه وآله وسلم) بصلاحية من نصبه لأمر لتصديه و إدارة رحاه. و أما الوحي السماوي بما يشتمل عليه من المعارف و الشرائع فليس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و لا لمن دونه صنع فيه و لا تأثير فيه مما له من الولاية العامة على أمور المجتمع الإسلامي بإطلاق أو تقييد أو إمضاء أو نسخ أو غير ذلك، و لا تحكم عليه سنة قومية أو عادة جارية حتى توجب تطبيقه على ما يوافقها أو قيام العصبة مقام الإنسان فيما يهمه من أمر. و الخلط بين البابين يوجب نزول المعارف الإلهية من أوج علوها و كرامتها إلى حضيض الأفكار الاجتماعية التي لا حكومة فيها إلا للرسوم و العادات و الاصطلاحات، فيعود الإنسان يفسر حقائق المعارف بما يسعه الأفكار العامية و يستعظم ما استعظمه المجتمع دون ما عظمه الله، و يستصغر ما استصغره الناس حتى يقول القائل في معنى كلمة الوحي أنه عادة عربية محترمة. و أنت إذا تأملت هذه القصة - أخذ آيات براءة من أبي بكر و إعطاءها عليا على ما تقصها الروايات - وجدت فيها من مساهلة الرواة و توسعهم في حفظ القصة بما لها من الخصوصيات - إن لم يستند إلى غرض آخر - أمرا عجيبا ففي بعضها - و هو الأكثر - أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر بالآيات ثم بعث عليا و أمره أن يأخذها منه و يتلوها على الناس فرجع أبو بكر إلخ، و في بعضها أنه بعث أبا بكر بإمارة الحج ثم بعث عليا بعده بآيات براءة و في بعضها: أن أبا بكر أمره بالتبليغ و أمر بعض الصحابة أن يشاركه في النداء حتى آل الأمر إلى مثل ما رواه الطبري و غيره عن مجاهد في قوله تعالى: «براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين» إلى أهل العهد خزاعة و مدلج و من كان له عهد و غيرهم. أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج ثم قال: إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فأرسل أبا بكر و عليا فطافا في الناس بذي المجاز و بأمكنتهم التي كانوا يبيعون بها و بالموسم كله فأذنوا أصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر و هي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات: عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر تخلو من ربيع الأول ثم عهد لهم و آذن الناس كلهم بالقتال إلى أن يموتوا. و إذا كان هذا هو الحال فما معنى قوله: «بهتان صريح مخالف لجميع الروايات في مسألة عملية عرفها العام و الخاص»؟ فإن كان يعني: عرفها العام و الخاص في عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ممن شاهد الأمر أو سمع ذلك ممن شاهده و وصفه فما ذا ينفعنا ذلك؟. و إن كان يعني: أن العام و الخاص ممن يلي عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو يلي من يليه عرفا ذلك و لم يشك أحد في ذلك فهذا حال الروايات المنقولة عنهم لا يجتمع على كلمة. منها ما يحكى أن عليا اختص بتأدية براءة و أخرى تدل على أن أبا بكر شاركه فيه، و أخرى تدل على أن أبا هريرة شاركه في التأدية و رجال آخرون لم يسموا في الروايات. و منها ما يدل على أن الآيات كانت تسع آيات، و أخرى عشرا، و أخرى ست عشرة، و أخرى ثلاثين، و أخرى ثلاثا و ثلاثين، و أخرى سبعا و ثلاثين، و أخرى أربعين، و أخرى سورة براءة. و منها ما يدل على أن أبا بكر ذهب لوجهه أميرا على الحاج و أخرى على أنه رجع حتى أوله بعضهم كابن كثير أنه رجع بعد إتمام الحج، و آخرون أنه رجع ليسأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سبب عزله، و في رواية أنس الآتية أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر ببراءة ثم دعاه فأخذها منه. و منها ما يدل على أن الحجة وقعت في ذي الحجة و أن يوم الحج الأكبر تمام أيام تلك الحجة أو يوم عرفة أو يوم النحر أو اليوم التالي ليوم النحر أو غير ذلك و أخرى أن أبا بكر حج في تلك السنة في ذي القعدة. و منها ما يدل على أن أشهر السياحة تأخذ من شوال، و أخرى من ذي القعدة، و أخرى من عاشر ذي الحجة، و أخرى من الحادي عشر من ذي الحجة و غير ذلك. و منها ما يدل على أن الأشهر الحرم هي ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم من تلك السنة و، أخرى على أنها أشهر السياحة تبتدأ من يوم التبليغ أو يوم النزول. فهذا حال اختلاف الروايات، و مع ذلك كيف يستقيم دعوى أنه أمر عرفه العام و الخاص، و بعض المحتملات السابقة و إن كان قولا من مفسري السلف إلا أن المفسرين يعاملون أقوالهم معاملة الروايات الموقوفة. و أما قوله: و الحق أن عليا كان مكلفا بتبليغ أمر خاص و كان في تلك الحجة تابعا لأبي بكر في إمارته إلى آخر ما قال فلا ريب أن الذي بعث به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا من الأحكام كان أمرا خاصا و هو تلاوة آيات براءة و سائر ما يلحق بها من الأمور الأربعة المتقدمة غير أن الكلام في أن كلمة الوحي: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» لا تختص في دلالتها بتأدية آيات براءة على ما تقدم بيانه فلا ينبغي الخلط بين ما يدل عليه الكلمة و بين ما أمر به علي في خصوص تلك السفرة. و أما قوله: و كان في تلك الحجة تابعا «إلخ» فأمر استفادة من كلام أبي هريرة و ما يشبه، و قد عرفت الكلام فيه. و في الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و الترمذي و حسنه و أبو الشيخ و ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه. أقول: ذكر صاحب المنار في بعض كلامه: أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أو رجل مني في رواية السدي قد فسرتها الروايات الأخرى عند الطبري و غيره بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أو رجل من أهل بيتي» و هذا النص الصريح يبطل تأويل كلمة «مني» بأن معناها أن نفس علي كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أنه مثله و أنه أفضل من كل أصحابه - انتهى -. و الذي أشار إليه من الروايات هو ما رواه قبلا بقوله: و أخرج أحمد بسند حسن عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث ببراءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي. و هذه بعينها - على ما لا يخفى - هي الرواية السابقة التي أوردناها عن أنس، و قد وقع فيها «أو رجل من أهلي» و إن اختلف لفظا الروايتين بما عملت فيهما يد النقل بالمعنى. و أول ما في كلامه: أن اللفظ: «أو رجل مني» لم يقع إلا في رواية واحدة موقوفة هي رواية السدي التي استضعفها قبيل ذلك بل الأصل في ذلك كلمة الوحي التي أثبتتها معظم الروايات الصحيحة على بلوغ كثرتها، و الروايات الآخر المشتملة على قوله: «من أهل بيتي» و هو يستكثرها إنما هي رواية أنس - على ما عثرنا عليها - و قد وقع في بعض ألفاظها قوله «من أهلي» مكان «من أهل بيتي». و الثاني: أن الرواية - كما اتضح لك - منقولة بالمعنى، و مع ذلك لا يصلح ما وقع فيها من بعض الألفاظ لتفسير ما اتفقت عليه معظم الروايات الصحيحة الواردة من طرق الفريقين من لفظ الوحي المنقول فيها. على أن قوله: «من أهل بيتي» في هذه لو صلح لتفسير ما وقع في سائر الروايات من «لفظ رجل منك» أو «رجل مني» لكان الواقع في رواية في سائر الروايات من لفظ رجل منك أو رجل مني لكان الواقع في رواية أبي سعيد الخدري السابقة من قوله (عليه السلام): «يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت» مفسرا لما في رواية أنس: «إلا رجل من أهل بيتي» أو «إلا رجل من أهلي» و ما في سائر الروايات: «إلا رجل منك» أو «إلا رجل مني». فيعود هذه الألفاظ كناية عن شخص علي (عليه السلام)، بل الكناية بما لها من المعنى مشيرة إلى أنه من نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و من أهله و من أهل بيته جميعا، و هذا عين ما فر منه و زيادة. و الثالث: أن استفادة كونه (عليه السلام) بمنزلة نفسه (عليه السلام) ليست بمستندة إلى مجرد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «رجل مني» كما حسبه فإن مجرد قول القائل: فلان مني لا يدل على تنزيله منزلته في جميع شئون وجوده و مماثلته إياه، و إنما يدل على نوع من الاتصال و الاتباع كما في قول إبراهيم (عليه السلام): «فمن تبعني فإنه مني:» إبراهيم: - 36 إلا بنوع من القرينة الدالة على عناية كلامية كقوله تعالى: «و من يتولهم منكم فإنه منهم». بل إنما استفيد ذلك من قوله: «رجل مني» أو «رجل منك» بمعونة قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت» على البيان الذي تقدم و على هذا فلو كان هناك قوله: «لا يؤدي عني إلا رجل من أهلي أو رجل من أهل بيتي» لاستفيد منه عين ما استفيد من قوله: «لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» و قوله: «لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» مضافا إلى أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عده منه في خطابه أبا بكر و هو أيضا منه بالاتباع. و الرابع: أنه أهمل في البحث الروايات الصحيحة المستفيضة أو المتواترة التي تدل على أن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم: علي و فاطمة و الحسنان على ما تقدم في أخبار آية المباهلة و سيجيء معظمها في أخبار آية التطهير إن شاء الله تعالى. و لا رجل في أهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا علي (عليه السلام) فيئول الأمر إلى كون اللفظ كناية عن علي (عليه السلام) فيرجع إلى ما تقدم من الوجه. و أما ما احتمله من المعنى فهو أن المراد بأهل بيته عامة أقربائه من بني هاشم أو بنو هاشم و نساؤه فينزل اللفظ منزلة عادية من غير أن يحمل شيئا من المزية، و المعنى لا يؤدي نبذ العهد عني إلا رجل من بني هاشم، و القوم يرجعون غالبا في مفاهيم أمثال هذه الألفاظ إلى ما يعطيه العرف اللغوي في ذلك من غير توجه إلى ما اعتبره الشرع، و قد تقدم نظير ذلك في معنى الابن و البنت حيث حسبوا أن كون ابن البنت ابنا للرجل و عدمه مرجعه إلى بحث لغوي يعين كون الابن يصدق بحسب الوضع اللغوي على ابن البنت مثلا أو لا يصدق عليه، و جميع ذلك يرجع إلى الخلط بين الأبحاث اللفظية و الأبحاث المعنوية، و كذا الخلط بين الأنظار الاجتماعية و الأنظار الدينية السماوية على ما تقدمت الإشارة إليه. و أعجب من الجميع قوله: و هذا النص الصريح يبطل تأويل كلمة «مني» فإن مراده بدلالة السياق أن كلمة «من أهل بيتي» نص صريح في أن المراد برجل مني رجل من بني هاشم، و لا ندري أي نصوصية أو صراحة لكلمة «أهل البيت» في بني هاشم بعد ما تكاثرت الروايات أن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم علي و فاطمة و الحسنان (عليه السلام) ثم في قوله: «أهل بيتي» بمعنى بني هاشم أن المراد بكلمة «مني» هو ذلك!. و في تفسير العياشي، عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام): «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» قال: عشرين من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرا من ربيع الآخر. أقول: و قد استفاضت الروايات من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن المراد من الأربعة الأشهر هو ذلك، روى ذلك الكليني و الصدوق و العياشي و القمي و غيرهم في كتبهم، و روي ذلك من طرق أهل السنة، و هناك روايات أخرى من طرقهم في غير هذا المعنى حتى وقع في بعضها أن أبا بكر حج بالناس عام تسع في شهر ذي القعدة، و هي غير متأيدة و لذلك أغمضنا عنها. و في تفسير العياشي، عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليهما السلام): في قوله تعالى: «و أذان من الله و رسوله» قال: الأذان أمير المؤمنين (عليه السلام). أقول: و روي هذا المعنى أيضا عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام)، و عن جابر عن جعفر بن محمد و أبي جعفر (عليه السلام)، و رواه القمي عن أبيه عن فضالة عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: و في حديث آخر قال: كنت أنا الأذان في الناس:، و رواه الصدوق أيضا بإسناده عن حكيم عنه (عليه السلام)، و رواه في الدر المنثور عن ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، و قال في تفسير البرهان:، قال السدي و أبو مالك و ابن عباس و زين العابدين: الأذان هو علي بن أبي طالب فأدى به. و في تفسير البرهان، عن الصدوق بإسناده عن الفضيل بن عياض عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الحج الأكبر فقال: عندك فيه شيء؟ فقلت: نعم كان ابن عباس يقول: الحج الأكبر يوم عرفة يعني أنه من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الشمس من يوم النحر فقد أدرك الحج و من فاته ذلك فاته الحج فجعل ليلة عرفة لما قبلها و لما بعدها، و الدليل على ذلك أنه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحج و أجزي عنه من عرفة. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام) الحج الأكبر يوم النحر و احتج بقول الله عز و جل: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» فهي عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر، و لو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة أشهر و يوما، و احتج بقوله عز و جل: «و أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر» و كنت أنا الأذان في الناس. قلت: فما معنى هذه اللفظة: الحج الأكبر؟ فقال: إنما سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون، و لم يحج المشركون بعد تلك السنة. و فيه، عنه بإسناده عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر و الأصغر العمرة. أقول: و في الرواية مضافا إلى تفسير اليوم بيوم النحر إشارة إلى وجه تسمية الحج بالأكبر، و قد أطبقت الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) إلا ما شذ على أن المراد بيوم الحج الأكبر في الآية هو يوم الأضحى عاشر ذي الحجة و هو يوم النحر، و رووا ذلك عن علي (عليه السلام). و روى هذه الرواية الكليني في الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام)، و روى ذلك أيضا بإسناده عن ذريح عنه (عليه السلام)، و كذا الصدوق بإسناده إلى ذريح عنه (عليه السلام)، و رواه العياشي عن عبد الرحمن و ابن أذينة و الفضيل بن عياض عنه (عليه السلام). و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه قال يوم الأضحى: هذا يوم الحج الأكبر. و فيه، أيضا أخرج البخاري تعليقا و أبو داود و ابن ماجة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه و أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم النحر قال: هذا يوم الحج الأكبر. أقول: و روي ذلك بطرق مختلفة عن علي (عليه السلام) و ابن عباس و مغيرة بن شعبة و أبي جحيفة و عبد الله بن أبي أوفى، و قد روي بطرق مختلفة أخرى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يوم عرفة، و كذا روي ذلك عن علي و ابن عباس و ابن الزبير، و روي عن سعيد بن المسيب أنه اليوم التالي ليوم النحر، و روي أنه أيام الحج كلها، و روي أنه الحج في العام الذي حج فيها أبو بكر، و هذا الوجه الأخير لا يأبى الانطباق على ما تقدم من الحديث عن الصادق (عليه السلام): أنه سمي الحج الأكبر لما حج في تلك السنة المسلمون و المشركون جميعا. و في تفسير العياشي، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): في قول الله: «فإذا انسلخ الأشهر الحرم - فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر. و في الدر المنثور،: في قوله تعالى: «فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة:» أخرج الحاكم و صححه عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه رضي الله عنه قال: افتتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم ارتحل غدوة و روحة ثم نزل ثم هجر. ثم قال: أيها الناس إني لكم فرط، و إني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض، و الذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة و لتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلهم و ليسبين ذراريهم. فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر رضي الله عنهما فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: هذا. أقول: يعني (صلى الله عليه وآله وسلم) به الكفر. و في تفسير العياشي، في حديث جابر عن أبي جعفر (عليه السلام): «فإن تابوا» يعني فإن آمنوا فإخوانكم في الدين. و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره» الآية قال: قال، اقرأ عليه و عرفه ثم لا تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه. و في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب عن تفسير القشيري: أن رجلا قال لعلي يا ابن أبي طالب فمن أراد منا أن يلقي رسول الله في بعض الأمر من بعد انقضاء الأربعة فليس له عهد؟ قال علي: بلى لأن الله قال: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره» الآية. و في الدر المنثور،: في قوله تعالى: «و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم» الآية: أخرج ابن أبي شيبة و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه: أنهم ذكروا عنده هذه الآية فقال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد. و فيه، أخرج ابن أبي شيبة و البخاري و ابن مردويه عن زيد بن وهب: في قوله: «فقاتلوا أئمة الكفر» قال: كنا عند حذيفة رضي الله عنه فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة و لا من المنافقين إلا أربعة. فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبروننا بأمور لا ندري ما هي؟ فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا و يسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفساق، أجل لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده و في قرب الإسناد، للحميري: حدثني عبد الحميد و عبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة و الزبير فقلت لهم: كانوا من أئمة الكفر أن عليا يوم البصرة لما صف الخيل قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني و بين الله و بينهم. فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم؟ قالوا: لا. قال: فحيفا في قسم؟ قالوا: لا. قال: فرغبه في دنيا أخذتها لي و لأهل بيتي دونكم فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا، قال فأقمت فيكم الحدود و عطلتها في غيركم؟ قالوا: لا. قال: فما بال بيعتي تنكث و بيعة غيري لا تنكث إني ضربت الأمر أنفه و عينه فلم أجد إلا الكفر أو السيف. ثم ثنى إلى أصحابه فقال إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: «و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم - فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون» فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و اصطفى محمدا بالنبوة إنهم لأصحاب هذه الآية و ما قوتلوا مذ نزلت: أقول: و رواه العياشي عن حنان بن سدير عنه (عليه السلام). و في أمالي المفيد، بإسناده عن أبي عثمان مؤذن بني قصي قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين خرج طلحة و الزبير على قتاله: عذرني الله من طلحة و الزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته ثم تلا هذه الآية: «و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم - و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر - إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون:» أقول: و رواه العياشي في تفسيره عن أبي عثمان المؤذن و أبي الطفيل و الحسن البصري: مثله، و رواه الشيخ في أماليه، عن أبي عثمان المؤذن. و في حديثه قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر (عليه السلام) فقال: صدق الشيخ هكذا قال علي. هكذا كان. و في الدر المنثور، أخرج ابن إسحاق و البيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم و المسور بن مخرمة قال: كان في صلح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الحديبية بينه و بين قريش أن من شاء أن يدخل في عقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و عهده دخل فيه، و من شاء أن يدخل في عهد قريش و عقدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا: ندخل في عهد محمد و عقده. و تواثبت بنو بكر فقالوا: ندخل في عقد قريش و عهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة عشر أو الثمانية عشر شهرا. ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش و عهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و عهده ليلا بماء لهم يقال له: الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد و هذا الليل و ما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع و السلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). و ركب عمرو بن سالم عند ما كان من أمر خزاعة و بني بكر بالوتير حتى قدم المدينة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبيات أنشده إياها: يا رب إني ناشد محمدا. حلف أبينا و أبيه الأتلدا. قد كنتم ولدا و كنا والدا. ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا. فانصر هداك الله نصرا أعتدا. و ادع عباد الله يأتوا مددا. فيهم رسول الله قد تجردا. إن سيم خسفا وجهه تربدا. في فيلق كالبحر يجري مزبدا. إن قريشا أخلفوك الموعدا. و نقضوا ميثاقك المؤكدا. و جعلوا لي في كداء رصدا. و زعموا أن لست أدعو أحدا. و هم أذل و أقل عددا. هم بيتونا بالوتير هجدا. و قتلونا ركعا و سجدا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت غمامة في السماء فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذه السحابة لتشهد بنصر بني كعب، و أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بالجهاد و كتمهم مخرجه، و سأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم. أقول: أورد الرواية في الدر المنثور، بعد ما روي بطرق عن مجاهد و عكرمة أن قصة نقض قريش عهد الحديبية و إعانتهم بني بكر على خزاعة حلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان هو السبب لنزول قوله تعالى: «أ لا تقاتلون قوما» إلى قوله: «و يشف صدور قوم مؤمنين» و هم خزاعة. و لو كان الأمر على ما ذكروا كانت الآية: «أ لا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم» - إلى تمام ثلاث آيات بل أربع - على ما يعطيه السياق مما نزل قبل فتح مكة فتكون نازلة قبل آيات براءة لا محالة. لكن القصة التي رواها ابن إسحاق و البيهقي على اعتبارها لمكان المسور بن مخرمة لا تصرح بنزول الآيات في ذلك، و ما رواها مجاهد و عكرمة لا اعتماد عليه لمكان الوقف و الانقطاع، و سياق الآيات لا يأبى نزولها مع ما تقدم عليها و اتصالها بها على ما لا يخفى. و الذي ذكر فيها من قوله: «نكثوا أيمانهم و هموا بإخراج الرسول و هم بدءوكم أول مرة» و إن كان يشير إلى صفات قريش الخاصة بهم لكن من الجائز أن تكون الآية مشيرة إلى حلفاء قريش و جيرانهم ممن لم يؤمنوا بعد فتح مكة و هم لاتحادهم مع قريش و اتصالهم بهم وصفوا بما يوصف به قريش بالأصالة. و اعلم أن هناك روايات متفرقة من طرق أهل البيت (عليهم السلام) تطبق الآيات على ظهور المهدي (عليه السلام)، و هي من الجري. كلام في معنى العهد و أقسامه و و هي من أحكامه قدمنا في أوائل الجزء السادس من الكتاب كلاما في معنى العقد و العهد و نستأنف البيان هاهنا في معنى ما تقدم و ما يستتبعه من الأقسام و الأحكام بتقرير آخر في فصول: 1 - قد لاح لك من تضاعيف الأبحاث المتقدمة في هذا الكتاب أن الإنسان في مسير حياته لا يزال يصور أعماله و ما يتعلق به أعماله من المادة تصور الأمور الكونية و يمثلها بها و يجري بينها أحكام الأمور الكونية و آثارها من القوانين العامة الجارية في الكون بحسب ما يناسب أغراضه الحيوية كما أنه يأخذ مثلا أصواتا متفرقة هي الزاي و الياء و الدال، و يؤلفها بشكل مخصوص و يعمل لفظ «زيد» ثم يفترض أنه زيد الإنسان الخارجي فيسميه به ثم كلما أراد أن يحضر زيدا في ذهن مخاطبه ألقى إليه لفظ «زيد» فكان ممثلا لعين زيد عنده، و حصل بذلك غرضه. و إذا أراد أن يدير أمرا لا يدور إلا بعمل عدة مؤتلفة من الناس اختار جماعة و افترضهم واحدا كالإنسان الواحد، و فرض واحدا منهم للباقين كما يفرض الرأس لبدن الإنسان و يسميه رئيسا، و فرض كلا من الباقين كما يفرض العضو من البدن ذي الأعضاء و يسميه عضوا ثم يرتب على الرأس أحكام الرأس الخارجي، و على العضو آثار العضو الخارجي و على هذا القياس. و إلى هذا يئول جميع أفكار الإنسان الاجتماعية بلا واسطة أو بواسطة أو وسائط من التصورات و التصديقات إذا حللت تحليلا صحيحا كما تئول إليه أنظاره الفردية فيما يرتبط بأعماله و أفعاله. الإنسان شديد الاهتمام بعقد العقود و تمثيل العهود و ما يرتبط بها من الحلف و اليمين و البيعة و نحو ذلك، و العامل الأولي في ذلك أن الإنسان لا هم له إلا التحفظ على حياته و الوصول إلى مزاياها و التمتع بالسعادة التي تستعقبها لو جرت على حقيقة مجراها. فأي بغية من مبتغياته وجدها و سلط عليها أخذ في التمتع منها بما يناسبها من التمتع كالأكل و الشرب و غيرهما بما جهز به من أدوات التمتع، و دفع كل ما يمنعه من التمتع لو عرض هناك مانع عارض و رأى أنه إنما وفق لذلك في ضوء ما أوتيه من السلطة. و قد أوتي الإنسان سلعة الفكر و بذلك يدبر أمر حياته و يصلح شأن معاشه فيعمل ليومه و يمهد لغده، و أعماله التي هي تصرفات منه في المادة أو عائدة إلى ذلك في عين أنها جميعا متوقفة على انبساط سلطته على الفعل و إحاطته بكل ما يتعلق به عمله، مختلفة في أن بعضها يتم بالسلطة المقصورة على الفعل مقدار زمانه كمن صادف غذاء و هو جوعان فتناوله فأكله، فإنه لا يتوقف على سلطة أوسع من زمان العمل، و لا على تمهيد و تقدمة. و بعضها - و هو جل الأعمال الإنسانية الاجتماعية - يتوقف على سلطة وسيعة تنبسط على العمل في وقته و على زمان قبله فقط أو على زمان قبله و بعده، لحاجته إلى مقدمات يمهدها له، و تدبير سابق يقدمه لوجوده، فما كل عمل يعمله الإنسان بصدفة، بل جل الأمور الحيوية من شأنها أن يتهيأ الإنسان له قبل أوانه. و من التهيؤ له أن يتهيأ لجمع أسبابه و نظم الوسائل التي يتوسل بها إليه و أن يتهيأ لرفع موانعه التي من شأنها أن تزاحمه في وجوده و عند حصوله، فالإنسان لا يوفق لعمل و لا ينجح في مسعاه إلا إذا كان في أمن من أن تفوته الأسباب أو تعارضه الموانع و المزاحمات. و التنبه لهذه الحقيقة هو الذي بعث الإنسان إلى أن يأخذ أمنا من رقبائه في الحياة: أن يعينوه فيما يحتاج من الأمور إلى معين مشارك، أو أن لا يمانعوه من العمل فيما يتوقف إلى ارتفاع الموانع و زوالها. فالإنسان و هو يريد أن يتخذ لباسا يلبسه من مادة بسيطة كالقطن أو الصوف، و الأمر متوقف على أعمال كثيرة يعملها الغزال و النساج و الخياط و من يصنع لهم أدوات الغزل و النسج و الخياطة، لا يتم له ما يريده من اتخاذ اللباس و لا ينجح سعيه إلا إذا كان في أمن من ناحية هؤلاء الرقباء: أن يعملوا على ما يريده و لا يخلوه وحده فيخيب سعيه و يخسر في عمله. و كذا الإنسان القاطن في أرض أو الساكن في دار لا يتم له سكناه إلا مع الأمن من ممانعة الناس و مزاحمتهم له في سكناه و التصرف فيه بما يصلح به لذلك. و هذا هو الذي هدى الإنسان إلى اعتبار العقد و إبرام العهد، فهو يأخذ ما يريده من العمل و يربطه بما يعينه عليه من عمل غيره و يعقدهما: يمثل به عقد الحبال الذي يفيد اتصال بعض أجزائها ببعض و عدم تخلف بعضها عن بعض، و مثله العهد الذي يعهده إليه غيره أن يساعده في ما يريده من الأمر أو أن لا يمانعه في ذلك. و إلى ذلك يئول أمر عامة العقود لعقد النكاح و عقد البيع و الشرى و عقد الإجارة، و يصدق عليها العهد بمعناها العام و هو أن يعطي الإنسان لغيره قولا أو كتابا أن يعينه على كذا أو أن لا يمنعه من كذا إلى أجل مضروب أو لا إلى أجل. و الكلام في المقام في العهد الذي لم يختص باسم خاص كعقد البيع و النكاح و غيرهما من عقود المعاملات فهي خارجة من غرضنا و لها في المجتمعات الإنسانية أحكام خاصة و آثار و خواص مخصوصة بل الكلام في العهد بمعنى ما يعقده الإنسان لغيره من الإعانة أو عدم الممانعة في متفرقات المقاصد الاجتماعية، و ما يجعله لذلك من الآثار كمن يعاهد غيره أن يعطيه كل سنة كذا مالا ليستعين به على حوائجه، و يأخذ منه كذا مالا أو نفعا، أو يعاهده أن لا يزاحمه في عمله أو لا يمانعه في مسيره إلى أجل كذا أو لا إلى أجل، و هو نوع إحكام و إبرام لا ينتقض إلا بنقض أحد الطرفين أو بنقضهما معا. و ربما زيد على إحكام العهد بالحلف و هو أن يقيد المعاهد ما يعطيه من العهد و يربطه بأمر عظيم شأنه يقدسه و يحترمه كأنه يجعل ما له من الحرمة و العزة رهنا يرهن به عهده يمثل به أنه لو نقضه فقد أذهب حرمته يقول المعاهد: و الله لا أخوننك، و لعمري لأساعدنك، و أقسم لأنصرنك، يمثل به أنه لو أخلف وعده و نقض عهده فقد أبطل حرمة ربه، أو حرمة عمره أو حرمة قسمه فلا مروة له. و ربما أبرم العهد و الميثاق بالبيعة و الصفقة يضع المعاهد يده في يد معاهده يمثل به أنه أعطاه يده التي بها يفعل ما يفعل فلا يفعل ما يكره معاهده لأن يده قبضة يده. 2 - العهود و المواثيق كما تمسها حياة الإنسان الذي هو فرد المجتمع كذلك تمسها حياة المجتمع فليس المجتمع إلا المجتمع من أفراد الإنسان، حياته مجموع حياة أجزائه، و أعماله الحيوية مجموع أعمال أجزائه و له من الخير و الشر و النفع و الضر و الصحة و السقم و النشوء و الرشد و الاستقامة و الانحراف و السعادة و الشقاوة و البقاء و الزوال مجموع ما لأجزائه من ذلك. فالمجتمع إنسان كبير له من مقاصد الحياة ما للإنسان الصغير، و نسبة المجتمع إلى المجتمع تقرب من نسبة الإنسان الفرد إلى الإنسان الفرد فهو يحتاج في ركوب مقاصده و إتيان أعماله من الأمن و السلامة إلى مثل ما يحتاج إليه الإنسان الفرد بل الحاجة فيه أشد و أقوى لأن العمل يعظم بعظمة فاعله و عظمة غرضه، و المجتمع في حاجة إلى الأمن و السلام من قبل أجزائه لئلا يتلاشى و يتفرق، و إلى الأمن و السلام من قبل رقبائه من سائر المجتمعات. و على هذا جرى ديدن المجتمعات الإنسانية على ما بأيدينا من تاريخ الأمم و الأقوام الماضية، و ما نسمعه أو نشاهده من الملل الحاضرة فلم يزل و لا يزال المجتمع من المجتمعات الإنسانية في حاجة قائمة إلى أن يعاهد غيره في بعض شئون حياته السياسية و الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها، فلا يصفو الجو للإقدام على شيء من مقاصد الحياة أو التقدم في شيء من مآربها إلا بالاعتضاد بالأعضاد و الأمن من معارضة الموانع. 3 - الإسلام بما أنه متعرض لأمر المجتمع كالفرد، و يهتم بإصلاح حياة الناس العامة كاهتمامه بإصلاح حياة الفرد الخاصة قنن فيه كليات ما يرجع إلى شئون الحياة الاجتماعية كالجهاد و الدفاع و مقاتلة أهل البغي و النكث و الصلح و السلم و العهود و المواثيق و غير ذلك. و العهد الذي نتكلم فيه قد اعتبره اعتبارا تاما و أحكمه إحكاما يعد نقضه من طرف أهله من أكبر الإثم إلا أن ينقضه المعاهد الآخر فيقابل بالمثل فإن الله سبحانه أمر بالوفاء بالعهود و العقود، و ذم نقض العهود و المواثيق ذما بالغا في آيات كثيرة جدا قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود:» المائدة: - 1، و قال: «و الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - إلى أن قال - أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار:» الرعد: - 25، و قال: «و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا:» إسراء: - 34 إلى غير ذلك. و لم يبح نقض العهود و المواثيق إلا فيما يبيحه حق العدل و هو أن ينقضه المعاهد المقابل نقضا بالبغي و العتو أو لا يؤمن نقضه لسقوطه عن درجة الاعتبار، و هذا مما لا اعتراض فيه لمعترض و لا لوم للائم، قال تعالى: «و إما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين:» الأنفال: - 58 فأجاز نقض العهد عند خوف الخيانة و لم يرض بالنقض من غير إخبارهم به و اغتيالهم و هم غافلون دون أن قال: «فانبذ إليهم على سواء» فأوجب أن يخبروهم بالنقض المتقابل احترازا من رذيلة الخيانة. و قال: «براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر:» براءة: - 2 فلم يرض بالبراءة دون أن وسع عليهم أربعة أشهر حتى يكونوا على مهل من التفكر في أمرهم و التروي في شأنهم فيروا رأيهم على حرية من الفكر فإن شاءوا آمنوا و نجوا و إن لم يشاءوا قتلوا و فنوا، و قد كان من حسن أثر هذا التأجيل أن آمنوا فلم يفنوا. و قد تمم سبحانه هذه الفائدة أحسن إتمام بقوله بعد إعلام البراءة: «و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون:» التوبة: - 6. و قال مستثنيا الموفين بعهدهم من المشركين: «كيف يكون للمشركين عهد عند الله و عند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين، كيف و إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا و لا ذمة يرضونكم بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم فاسقون:» التوبة: - 8 و قد علل الاستقامة لمن استقام بأنه من التقوى - ذاك التقوى الذي لا دعوة في الدين إلا إليه - و إن الله يحب المتقين، و هذا تعليل حي إلى يوم القيامة. و قال تعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم:» البقرة: - 194 و قال: «و لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان:» المائدة: - 2. و أما النقض الابتدائي من غير نقض من العدو المعاهد فلا مجوز له في هذا الدين الحنيف أصلا، و قد تقدم قوله تعالى: «فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم» الآية و قال: «و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين:» البقرة: - 190. و على ذلك جرى عمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيام حياته فقد عاهد بني قينقاع و بني قريظة و غيرهم من اليهود و لم ينقض إلا بعد ما نقضوا، و عاهد قريشا في الحديبية و لم ينقض حتى نقضوا بإظهار بني بكر على خزاعة و قد كانت خزاعة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و بنو بكر في عهد قريش. و أما النقض من غير نقض فلا مبيح له في الإسلام و إن كان الوفاء مما يفوت على المسلمين بعض منافعهم، و يجلب إليهم بعض الضرر و هم على قدرة من حفظ منافعهم بالبأس و القوة أو أمكنهم الاعتذار ببعض ما تصور لهم الحجة ظاهرا و تصرف عنهم اللوم و العذل فإن مدار الأمر على الحق، و الحق لا يستعقب شرا و لا ضرا إلا على من انحرف عنه و آوى إلى غيره. 4 - المجتمعات الإنسانية سيما الراقية المتمدنة منها غير المجتمع الديني لا هدف لاجتماعهم و لا غرض لسننهم الجارية إلا التمتع من مزايا الحياة المادية ما قدروا عليه فلا موجب لهم للتحفظ على شيء أزيد مما بأيديهم من القوانين العملية الناظمة لشتات مقاصدهم الحيوية. و من الضروري أن الظرف الذي هذا شأنه لا قيمة فيها للمعنويات إلا بمقدار ما يوافق المقاصد الحيوية المادية فالفضائل و الرذائل المعنوية كالصدق و الفتوة و المروة و نشر الرحمة و الرأفة و الإحسان و أمثال ذلك لا اعتبار لها إلا بمقدار ما درت بها منافع المجتمع، و لم يتضرروا بها لو لم تعتبر، و أما فيما ينافي منافع القوم فلا موجب للعمل بها بل الموجب لخلافها. و لذلك ترى المؤتمرات الرسمية و أولياء الأمور في المجتمعات لا يرون لأنفسهم وظيفة إلا التحفظ على منافع المجتمع الحيوية، و ما يعقد فيها من العهود و المواثيق إنما يعقد على حسب مصلحة الوقت، و يوزن بزنة ما عليه الدولة المعاهدة من القوة و العدة، و ما عليه المعاهد المقابل من القوة و العدة في نفسه و بما يضاف إليه من سائر المقتضيات المنضمة إليه المعينة له. فما كان التوازن على حالة التعادل كان العهد على حاله، و إذا مالت كفة الميزان للدولة المعاهدة على خصمه أبطلت اعتبار العهد بأعذار مصطنعة و اتهامات مفتعلة للتوسل إلى نقضه، و إنما يراد بتقديم الأعذار أن يتحفظ على ظاهر القوانين العالمية التي لا عقبى لنقضها و التخلف عنها إلا ما يهدد حياة المجتمع أو بعض منافع حياتهم، و لو لا ذلك لم يكن ما يمنع النقض و لو من غير عذر إذا اقتضته منافع المجتمع القوى الحيوية. و أما الكذب أو الخيانة أو التعدي لما يتخذه الغير منافع لنفسه فليس مما يمنع مجتمعا من المجتمعات من حيازة ما يراه نافعا لشأنه إذ الأخلاق و المعنويات لا أصالة لها عندهم و إنما تعتبر على حسب ما تقدره غاية المجتمع و غرضه الحيوي و هو التمتع من الحياة. و أنت إذا تتبعت الحوادث العامة بين المجتمعات سابقها و لاحقها و خاصة الحوادث العالمية الجارية في هذا العصر الأخير عثرت على شيء كثير من العهود الموثقة و نقوضها على ما وصفناه. و أما الإسلام فلم يعد حياة الإنسان المادية حياة له حقيقية، و لا التمتع من مزاياها سعادة له واقعية، و إنما يرى حياته الحقيقية حياته الجامعة بين المادة و المعنى، و سعادته الحقيقية اللازم إحرازها ما يسعده في دنياه و أخراه. و يستوجب ذلك أن يبنى قوانين الحياة على الفطرة و الخلقة دون ما يعده الإنسان صالحا لحال نفسه، و يؤسس دعوته الحقة على اتباع الحق و الاهتداء به دون اتباع الهوى و الاقتداء بما يميل إليه الأكثرية بعواطفهم و إحساساتهم الباطنة قال تعالى: «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم»: الروم: - 30 و قال: «هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون:» التوبة: - 33، و قال: «بل أتيناهم بالحق:» المؤمنون: - 90، و قال: «و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض و من فيهن:» المؤمنون: - 71. و من لوازم ذلك أن يراعى حق الاعتقاد و فضيلة الخلق و صالح العمل جميعا فلا غنى للمادة عن المعنى و لا غنى للمعنى عن المادة فمن الواجب رعاية جانب الفضائل الإنسانية نفعت أو ضرت و التجنب عن الرذائل نفعت أو ضرت لأن ذلك من اتباع الحق، و حاشا أن يضر إلا من انحرف عن ميزانه و تخطى ما يخط له الحق. و من هنا ما نرى أن الله سبحانه ينقض عهد المشركين لنقضهم عهده و يستعمل الرحمة بإمهالهم أربعة أشهر، و يأمر بالاستقامة لمن استقام في عهده من المشركين و قد استذلهم الحوادث يومئذ و ضعفوا دون شوكة الإسلام، و كذا يأمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) إن خاف من قوم خيانة أن ينقض عهدهم لكن يأمره بإعلامهم ذلك و يعلله بأنه لا يحب الخيانة. كلام في نسبة الأعمال إلى الأسباب طولا تقدم في مواضع من هذا الكتاب أن الذي تنتجه الأبحاث العقلية أن الحوادث كما أن لها نسبة إلى أسبابها القريبة المتصلة بها كذلك لها نسبة إلى أسبابها القصوى التي هي أسباب لهذه الأسباب فالحوادث أفعال لها في عين أنها من أفعال أسبابها القريبة المباشرة للعمل فإن الفعل كالحركة مثلا يتوقف على فاعله المحرك و يتوقف على محرك محركه بعين ما يتوقف على محركه، نظير العجلة المحركة للأخرى المحركة لثالثة و ليست من الحركة بالعرض. فللفعل نسبة إلى فاعله، و له انتساب إلى فاعل فاعله بعين هذه النسبة التي إلى فاعله لا بنسبة أخرى منفصلة عنها مستقلة بنفسها غير أنه إذا انتسب إلى فاعل الفاعل عاد الفاعل القريب بمنزلة الإله بالنسبة إلى فاعل الفاعل أي واسطة محضة لا استقلال لها في العمل بمعنى أنه لا يستغني في تأثيره عن فاعل الفاعل إذ فرض عدمه يساوق انعدام الفاعل و انعدام أثره. و ليس من شرط الواسطة أن تكون غير ذات شعور بفعلها أو غير مختارة فإن الشعور الذي يؤثر به الفاعل الشاعر في فعله لم يوجده هو لنفسه و إنما أوجده فيه فاعله الذي أوجد الفاعل و شعوره، و كذلك الاختيار لم يوجده الفاعل المختار لنفسه و إنما أوجده الفاعل الذي أوجد الفاعل المختار، و كما يتوقف الفعل في غير موارد الشعور و الاختيار إلى فاعله، و يتوقف بعين هذا التوقف إلى فاعل فاعله، كذلك يتوقف الفعل الشعوري و الفعل الاختياري إلى فاعله و يتوقف بعين هذا التوقف إلى فاعل فاعله الذي أوجد لفاعله الشعور و الاختيار. ففاعل الفاعل الشاعر أو المختار أراد من الفاعل الشاعر أو المختار أن يفعل من طريق شعوره فعلا كذا أو يفعل باختياره فعلا اختياريا كذا فقد أريد الفعل من طريق الاختيار لأنه أريد الفعل و أهمل الاختيار الذي ظهر به فاعله فافهم ذلك فلا تزل قدم بعد ثبوتها. و على هذه الحقيقة يجري الناس بحسب فهمهم الغريزي فينسبون الفعل إلى السبب البعيد كما ينسبونه إلى السبب القريب المباشر بما أنه أثر مترشح منه يقال: بنى فلان دارا، و حفر بئرا و إنما باشر ذلك البناء و الحفار، و يقال: جلد الأمير فلانا، و قتل فلانا، و أسر فلانا، و حارب قوما كذا، و إنما باشر الجلد جلاده، و القتل سيافه، و الأسر جلاوزته، و المحاربة جنده، و يقال، أحرق فلان ثوب فلان، و إنما أحرقه النار، و شفى فلان مريضا كذا و إنما شفاه الدواء الذي ناوله و أمره بشربه و استعماله. ففي جميع ذلك يعتبر أمر الآمر أو توسل المتوسل تأثيرا منه في الفاعل القريب ثم ينسب الفعل المنسوب إلى الفاعل القريب إلى الفاعل البعيد، و ليس أصل النسبة إلا نسبة حقيقة من غير مجاز قطعا. و من قال من علماء الأدب و غيرهم إن ذلك كله من المجاز في الكلمة لصحة سلب الفعل عن الفاعل البعيد فإن مالك البناء لم يضع لبنة على لبنة و إنما هو شأن البناء الذي باشر العمل! إنما أراد الفعل بخصوصية صدوره عن الفعل المباشر و من المسلم أن المباشرة إنما هو شأن الفاعل القريب، و لا كلام لنا فيه، و إنما الكلام فيما يتصور له من الوجود المتوقف إلى فاعل موجد، و هذا المعنى كما يقوم بالفاعل المباشر كذلك يقوم بعين هذا القيام بفاعل الفاعل. و اعتبار هذه النكتة هو الذي أوجب لهم أن يميزوا بين الأعمال و ينسبوا بعضها إلى الفاعل القريب و البعيد معا، و لا ينسبوا بعضها إلا إلى الفاعل القريب المباشر للعمل فما كان منها يكشف بمفهومه عن خصوصيات المباشرة و الاتصال بالعمل كالأكل بمعنى الالتقام و البلع و الشرب بمعنى المص و التجرع و القعود بمعنى الجلوس و نحو ذلك لم ينسب إلا إلى الفاعل المباشر فإذا أمر السيد خادمه أن يأكل غذاء كذا و يشرب شرابا كذا و يقعد على كرسي كذا، قيل: أكل الخادم و شرب و قعد و لا يقال: أكله سيده و شربه و قعد عليه، و إنما يقال: تصرف في كذا إذا استعمل كذا أو أنفق كذا و نحو ذلك لما ذكرناه. و أما الأعمال التي لا تعتبر فيها خصوصيات المباشرة و الحركات المادية التي تقوم بالفاعل المباشر للحركة كالقتل و الأسر و الإحياء و الإماتة و الإعطاء و الإحسان و الإكرام و نظائر ذلك فإنها تنسب إلى الفاعل القريب و البعيد على السوية بل ربما كانت نسبتها إلى الفاعل البعيد أقوى منها إلى الفاعل القريب كما إذا كان الفاعل البعيد أقوى وجودا و أشد سلطة و إحاطة. فهذا ما ينتجه البحث العقلي و يجري عليه الإنسان بفهمه الغريزي، و القرآن الكريم يصدق ذلك أوضح تصديق كقوله تعالى في الآيات السابقة: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين و يذهب غيظ قلوبهم» الآيتان. حيث نسب التعذيب الذي تباشره أيدي المؤمنين إلى نفسه بجعل أيديهم بمنزلة الآلة. و نظيره قوله تعالى: «و الله خلقكم و ما تعملون:» الصافات: - 96 فإن المراد بما تعملون إما الأصنام التي كانوا يعملونها من الحجارة أو الأخشاب أو الفلزات فإنما أريد به المادة بما عليها من عمل الإنسان ففيه نسبة الخلق إلى الأعمال كنسبته إلى فواعلها، و أما نفس الأعمال فالأمر أوضح. و يقرب من ذلك قوله تعالى: «و جعل لكم من الفلك و الأنعام ما تركبون:» الزخرف - 12، ففيه نسبة الخلق إلى الفلك و الفلك بما هي من عمل الإنسان. هذا فيما نسب فيه الخلق إلى الأعمال الصادرة عن الشعور و الإرادة، و أما الأفعال التي لا تتوقف في صدورها على شعور و إرادة كالأفعال الطبيعية فقد ورد نسبتها إلى الله سبحانه في آيات كثيرة جدا لا حاجة إلى إحصائها كإحياء الأرض و إنبات النبات و إخراج الحب و إمطار السماء و إجراء الأنهار و تسيير الفلك التي تجري في البحر بأمره إلى غير ذلك. و لا منافاة في جميع هذه الموارد بين انتساب الأمر إليه تعالى و انتسابه إلى غيره من الأسباب و العلل الطبيعية و غيرها إذ ليست النسبة عرضية تزاحم إحدى النسبتين الأخرى بل هي طولية لا محذور في تعلقها بأزيد من طرف واحد. و قد تقدم في مطاوي أبحاثنا السابقة دفع ما اشتبه على الماديين من إسناد الحوادث العامة كالسيول و الزلازل و الجدب و الوباء و الطاعون إلى الله سبحانه مع الحصول على أسبابها الطبيعية اليوم حيث خلطوا بين العلل و الأسباب العرضية و الطولية، و حسبوا أن استنادها إلى عللها الطبيعية يبطل ما أثبته الكتاب العزيز و أذعن به الإلهيون من استنادها إلى مسبب الأسباب الذي إليه يرجع الأمر كله. و للأشاعرة و المعتزلة بحث غريب في الآية السابقة: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» و ما يناظرها من الآيات، أورده الرازي في تفسيره نورده ملخصا. قال: استدلت الأشاعرة بقوله تعالى: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» الآية على أن أفعال العباد مخلوقة لله، و أن الناس مجبرون في أفعالهم غير مختارين فإن الله سبحانه يخبر فيها أنه هو الذي يعذب المشركين بقتل بعضهم و جرح آخرين بأيدي المؤمنين و يدل ذلك على أن أيدي المؤمنين كسيوفهم و رماحهم آلات محضة لا تأثير لها أصلا و إنما الفعل لله سبحانه، و أن الكسب الذي يعد مناطا للتكليف اسم لا مسمى له. و هذه الآية أقوى دلالة على المطلوب من دلالة مثل قوله تعالى: «و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى» إذ فيه إثبات الرمي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - و إن كان مع ذلك نفي عنه - و إثبات لإسناده إلى الله سبحانه لكن الآية أعني قوله: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» إثبات للتعذيب على الله سبحانه و جعل أيدي المؤمنين التي لهم آلات في الفعل لا تأثير لها و فيها أصلا. و أجاب عنه الجبائي من المعتزلة: بأنه لو جاز أن يقال: إن الله يعذب الكافرين بأيدي المؤمنين بحقيقة ما ادعي له من المعنى لجاز أن يقال: إنه يعذب المؤمنين بأيدي الكافرين، و أنه تعالى يكذب أنبياءه بألسنتهم، و يلعن المؤمنين و يسبهم بأفواههم لأنه تعالى خالق لذلك كله، و إذ لم يجز ذلك علمنا أنه تعالى لم يخلق أعمال العباد، و إنما أعمالهم خلق أنفسهم. و بذلك يعلم أن إسناد التعذيب في الآية إليه تعالى بنوع من التوسع لأنه إنما تحقق عن أمره و لطفه كما أنه تعالى ينسب جميع الطاعات و الحسنات إلى نفسه لتحققها عن أمره و توفيقه. و أجاب عنه الرازي بأن أصحابنا يلتزمون جميع ما ألزم به الجبائي و أصحابه من لزوم إسناد القبائح إليه تعالى و يعتقدون به لبا و إن كانوا لا ينطقون به لسانا أدبا مع الله سبحانه، انتهى ملخصا. و الأبحاث التي قدمناها في هذا الكتاب حول هذه المعاني تكفي لإيضاح الحق و إنارته في هذا المقام، و الكشف عما وقع فيه الفريقان جميعا. أما ما ذكرته الأشاعرة و التزموا به فإنما أوقعهم في ذلك ما ذهبوا إليه من نفي رابطة العلية و المعلولية من بين الأشياء و قصرها فيما بينه تعالى و بين خلقه عامة فلا سبب في الوجود لا استقلالا و لا بالوساطة غيره تعالى، و أما رابطة السببية التي بين الأشياء أنفسها فإنما هي سببية بالاسم فقط لا بالحقيقة، و إنما هي العادة الإلهية جرت بإيجاد ما نسميها مسببات عقيب ما نسميها أسبابا فما بينها و بينه تعالى سببية حقيقية، و ما بينها أنفسها يعود إلى الاتفاق الدائم أو الأكثري. و لازم ذلك إبطال العلية و السببية من أصلها، و ببطلانها يبطل ما أثبتوه من انحصار السببية فيه تعالى إذ لو جاز أن يكون نسبة كل شيء إلى كل شيء نسبة واحدة من غير اختلاف بالتأثير و التأثر لم يبق للإنسان ما يتنبه به لأصل معنى السببية فلا سبيل له إلى إثبات سببيته تعالى لكل شيء. على أن الإنسان يترقب حوادث من حوادث أخرى، و يقطع بالنتائج عن مقدماتها و يبني حياته على التعليم و التربية، و على تقديم الأسباب طمعا في مسبباتها سواء اعترف بالصانع أو لم يعترف، و لا يتم له شيء من ذلك إلا عن إذعان فطري بأصل العلية و المعلولية، و لو أجازت الفطرة الإنسانية بطلان ذلك و جريان الحوادث على مجرد الاتفاق اختل نظام حياته ببطلان سعيه الفكري و العملي، و انسد طريق إثبات سبب ما فوق طبيعة الحوادث. على أن الكتاب العزيز يجري في بياناته على تصديق أصل العلية و المعلولية، و ينسب كل حسنة إليه تعالى و ينفي استناد السيئات و المعاصي إليه و يسميه بكل اسم أحسن و يصفه بكل وصف جميل، و ينفي عنه كل هزل و عبث و لغو و لهو و جزاف، و لا يتم شيء من ذلك إلا على أصل العلية و المعلولية، و قد تقدم في الأبحاث السابقة ما يتبين به ذلك كله. و قد ذهب طائفة من الماديين و خاصة أصحاب المادية المتحولة إلى عين ما ذهب إليه الأشاعرة من ثبوت الجبر و نفي الاختيار عن الأفعال الإنسانية، و إنما الفارق بين قولي الطائفتين هو أن الأشاعرة بنوا ذلك على سببية الواجب تعالى المنحصرة و استنتجوا من ذلك بطلان السببية الاختيارية و انتفاءها عن الإنسان، و الماديون بنوه على معلولية الأفعال الإنسانية لمجموع الحوادث المحتفة بالفعل التي هي علة حدوثه، و لا معنى للعلية إلا بالإيجاب، فالإنسان موجب في فعله مجبر عليه. و قد فات منهم أن الذي نسبة المعلول إليه بالإيجاب إنما هو العلة التامة، و هي مجموع الحوادث المتقدمة على المعلول التي لا يتوقف هو في وجوده على شيء وراءها، و بوجودها جميعا لا يبقى له إلا أن يوجد، و أما بعض أجزاء العلة التامة فإنما نسبة المعلول إليه بالإمكان لا بالوجوب لتوقف وجوده على أشياء أخر وراءه فلا يتحقق بوجود الجزء المفروض جميع ما يتوقف عليه وجوده حتى يعود واجبا وجوده. و الأفعال الإنسانية يتوقف في وجودها على الإنسان و إرادته و على أمور غير محصورة أخرى من المادة و الشرائط الزمانية و المكانية فهي إذا نسب إليها جميعا كانت النسبة الحاصلة نسبة الوجوب و الضرورة، و أما إذا نسبت إلى الإنسان وحده أو إلى الإنسان المريد فقد نسبت إلى جزء العلة التامة و عادت النسبة إلى الإمكان دون الوجوب، فالأفعال الإرادية الإنسانية اختيارية أي أنه يمكنه أن يفعل و أن لا يفعل فإن فعل فبمشيته و إرادته، و إن لم يفعل فلم يختره و لم يرده و إنما اختار و أراد شيئا آخر، لكنها لا تقع في الخارج إلا واجبة لاستنادها حينئذ إلى جميع أجزاء عللها. فهؤلاء خلطوا في كلامهم بين النسبتين فوضعوا النسبة الوجوبية التي للفعل إلى مجموع أجزاء علتها التامة موضع النسبة الإمكانية التي للفعل إلى بعض أجزاء علته التامة و هي التي تسمى في الإنسان بالاختيار على نحو من العناية. و أما ما ذكره المعتزلة أنه لو جاز كونه تعالى هو الفاعل للفعل الذي أتى به المؤمنون و هو التعذيب، و ليس لهم إلا مقام الآلية المحضة من غير تأثير لجاز إسناد تعذيب الكفار للمؤمنين و تكذيبهم للأنبياء و لعنهم المؤمنين أيضا إليه، و هو باطل قطعا فأفعال العباد مخلوقة لهم لا صنع لله تعالى فيها. ففيه أن الملازمة حقة لكن بطلان التالي لا يستلزم كون الأفعال مخلوقة لهم لا نسبة لها إلى الله سبحانه أصلا لجواز كونها منسوبة إليه تعالى بعين ما ينتسب به إليهم فإنهم فاعلون لها و هو فاعل الفاعلين فينتسب إليهم بالصدور عن الفاعل المباشر، و ينتسب إليه بالصدور عن الفاعل الذي هو فاعله و النسبتان في الحقيقة نسبة واحدة مختلفة بالقرب و البعد و انتفاء الواسطة و ثبوتها، و لا يستلزم ذلك اجتماع فاعلين مستقلين على فعل واحد لكونهما طوليين لا عرضيين. فإن قلت: فيبقى محذور استناد الحسنات و السيئات و الإيمان و الكفر إليه تعالى في محله. قلت: كلا و إنما ينتسب إليه أصل وجودها، و أما عنوان الفعل الذي يشير إلى جهة قيام الحركة و السكون بالموضوع المتحرك كالنكاح و الزنا و الأكل المحرم و المحلل فإنما ينسب إلى الإنسان لكونه هو الموضوع المادي الذي يتحرك بهذه الحركات: و أما الذي يوجد هذا المتحرك الذي من جملة آثاره حركته و ليس بنفسه متحركا بها و إنما يوجدها إيجادا إذا تمت شرائطها و أسبابها فلا يتصف بأنواع هذه الحركات حتى يتصف بفعل النكاح أو الزنا أو أي فعل قائم بالإنسان. نعم هناك عناوين عامة لا تستتبع معنى الحركة و المادة، لا مانع من إسنادها إلى الإنسان و إليه سبحانه إذا لم يستلزم محذورا كالهداية و الإضلال إذا لم يكن إضلالا ابتدائيا، و كالتعذيب و الابتلاء، فقتل المؤمن للكافر تعذيب إلهي للكافر، و قتل الكافر للمؤمن بلاء حسن للمؤمن يستوجب به أجرا حسنا عند الله، و على هذا القياس. على أن الذي ذهب إليه المعتزلة يوقعهم فيما وقعت فيه الأشاعرة و هو انسداد طريق إثبات الصانع عليهم فإنه لو جاز أن يوجد في العالم حادث من الحوادث عن سبب له و ينقطع عما وراء سببه ذلك انقطاعا تاما لا تأثير له فيه جاز في كل ما فرض من الحوادث أن يستند إلى ما يليه من غير أن يرتبط بشيء آخر وراءه، و من الجائز أن يفنى الفاعل و يبقى أثره فمن الجائز أن يستند كل ما فرض معلولا إلى فاعل له غير واجب الوجود و من الجائز أن يستند كل عالم مفروض إلى عالم قبله هو فاعله و قد فنى قبله على ما هو المشهود من حوادث هذا العالم المولد بعضها بعضا: و المتولد بعضها من بعض، و لا يلزم محذور التسلسل لعدم تحقق سلسلة ذات أجزاء في وقت من الأوقات إلا في الذهن. و في كلامهم مفاسد كثيرة أخرى مبينة في المحل المربوط به، و قد تقدم في الكلام على نسبة الخلق إليه تعالى في الجزء السابع من الكتاب ما ينفع في هذا المقام. و كيف يسع لمسلم موحد أن يثبت مع الله سبحانه خالقا آخر بحقيقة معنى الخلق و الإيجاد و قد قال الله سبحانه: «ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو»: المؤمن: - 62 و قد كرر ذلك في كلامه، و ليس في تجاهه إلا نسبة أفعال الإنسان إليه من غير قطع رابطتها إليه تعالى بل مع إثبات النسبة بدليل آيات القدر و دلالة العقل على أن لفعل الفاعل نسبة إلى فاعل فاعله بحسب ما يليق بساحته. فالحق أن للأفعال الإنسانية نسبة إلى فواعلها بالمباشرة، و نسبة إليه تعالى بما يليق بساحة قدسه، قال تعالى: «كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا: إسراء: - 20.
<urn:uuid:130e1a5e-881a-4b3c-88c2-02a0a325f455>
CC-MAIN-2015-18
http://qadatona.org/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/9/2
2015-05-05T09:17:14Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1430455962510.77/warc/CC-MAIN-20150501045242-00068-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.753855
Arab
33
{"arb_Arab_score": 0.7538545727729797, "ary_Arab_score": 0.08795372396707535, "arz_Arab_score": 0.06567998975515366, "ars_Arab_score": 0.05053611099720001, "aeb_Arab_score": 0.03240307420492172}
فتاة يابانية لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون صاحبة قوام جميل ذات الثديين البارزين إلى الأمام تقرر ممارسة الجنس أو السكس الياباني مع فحل أمريكي أسود اللون زبه يتجاوز الثلاثين سنتمتر.يقوم الأمريكي بنزع سرواله ليظهرزبه حيث رأت الفتاة زبه الطويل وضحكت من حجمه وطوله الفائقين وقد تملكتها الدهشة فأخذت تتلمس رأس زبه المنتفخ المائل إلى اللون البني تارةً وتنظر إليه تارةً أخرى بإعجاب وكلها اشتعال وشهوة جامحة. نزع الأمريكي كامل ملابسه ليظهر عضلاته المفتولة ومفاتنه الجنسية التي تظهر قوته وفحولته الجنسية كما قامت الفتاة بنزع ثيابها لتظهر رقتها ومفاتنها وتظهر كاجمل نجوم أفلام سكس ياباني وأمسك برأسها و بقي يدخل زبه الضخم والمنتصب في فمها ويمرره على شفتيها الطريتين الذي لا يكاد يستقبل جزء قليل من هذا الزب ثم يقوم بإخراجه باستمرار ما جعل الفتاة اليابانية تخرج لعابها الحلو بكثافة من ثغرها الجميل. بقيا على تلك الوضعية النارية في سكس ياباني لمدة دقائق معدودة إلى أن قام الأمريكي الفحل الضخم بالقذف في فمها و ملئه بمنييه الساخن مع الصراخ من شدة الشهوة الجامحة والمتعة العارية . ولكن لم ينته الأمر عند القذف الأول فقد استلقى على ظهره رافعاً زبه إلى الأعلى ليكمل سكس ياباني ولتتمكن الشابة اليابانية من الصعود عليه وذلك بإدخاله في كسها ببطء وروية نظراً لضخامة الزب الأسود الممتع و المنتصب بشدة. بقيت تتألم وتستمتع وصدرها بارز الحلمتين إلى الأمام مما يدل على قمة الشهوة. توقف مقطع سكس ياباني الناري هذا لمدة وبقي الأمريكي واليابانية ورجلان آخران يناقشون كيف سيكملون المقطع الجنسي. بعد انتهاء الحوار مسك الأمريكي مؤخرة اليابانية الصغيرة نوعاً ما وذهب يدخل زبه فيها من الخلف وهي تصرخ من شدة البكاء والألم. استلقت اليابانية على ظهرها ورفعت ساقيها الجميلتين وأدخل الأمريكي زبه في فرجها وأخرجه وبقي يكرر العملية مما دفع اليابانية إلى الصراخ مجدداً حتى البكاء. وصلت المتعة إلى قمتها فقذف الأمريكي وزبه مازال في فرجها وبقيت اليابانية ترتجف من شدة الألم.
<urn:uuid:6d0da857-262b-4504-bd3b-de0d184c35aa>
CC-MAIN-2015-18
http://www.aflamneek.com/%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B3%D9%83%D8%B3-%D9%86%D9%8A%D9%83/%D8%B3%D9%83%D8%B3-%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3/
2015-04-18T20:44:32Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246636213.71/warc/CC-MAIN-20150417045716-00060-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.884404
Arab
40
{"arb_Arab_score": 0.8844043612480164, "ary_Arab_score": 0.049446672201156616, "ars_Arab_score": 0.037636224180459976, "aeb_Arab_score": 0.01218655426055193}
|تحميل بحوث جاهزة جامعية مدرسية تربوية هنا تجدين بحوث علميه كامله و جاهزه في شتا المجالات بحوث في الاحياء و الفيزياء و الطب و الاديان و الادب و الثقافه ، مقال موضوع تقرير ابحاث مقالات مواضيع تقرير عن بحث ... الخ| ||LinkBack||أدوات الموضوع||انواع عرض الموضوع| |03-02-2012, 08:07 AM||المشاركة رقم: 1| المنتدى : تحميل بحوث جاهزة جامعية مدرسية تربوية ما هي اعراض مرض الفصام و احدث طريقة للتخلص و لعلاج الفصام الحكومات لا تُساعد كثيراً في رعايتهم والجمعيات الخيرية ليس لديها القدرة والإمكانات لمساندتهم الفصاميون.. التفكير في مستقبلهم يقلق الوالدين! من المعروف أن مرض الفُصام يبدأ في سنٍ مُبكرة ، حيث يبدأ في سن المراهقة أو بداية العشرينيات من العمر عند الرجال ، وقد يتأخر إلى الخامسة والعشرين عند النساء. مرض الفُصام واحد من أكثر الأمراض العقلية تأثيراً على المرضى و يجعل المريض غير قابل لأن يعيش حياةً طبيعية بسبب أعراض المرض المزعجة و التي تُسبب الكثير من المشاكل للمريض ولعائلته وللمجتمع الذي يعيش فيه. ومرض الفُصام مُنتشر بشكلٍ كبير بين عامة الناس ، حيث أن نسبة الإصابة بمرض الفُصام ما بين 1 إلى 1،5% في مرحلة ما من مرحلة العمر. عندما يبدأ المرض في سن المراهقة فإن المريض يُعاني من أعراض تُسمى أعراضا إيجابية ، هي الهلاوس ، خاصةً الهلاوس السمعية و الضلالات ، وهي أفكار خاطئة يتمسك بها المريض برغم أن هذه الأفكار لا تتفق مع ثقافة المجتمع و كذلك غير مستعد المريض لمناقشتها ، حيث أنها مُترسّخة عند المريض ، وأغلب هذه الضلالات تكون بأن بعض الأشخاص يُراقبون المريض أو أن المريض شخصية مهمة أو أن لديه قدرة خارقة من الله سبحانه وتعالى ، حيث في بعض المرات يعتقد بأنه نبي مُرسل أو أنه المهدي المنتظر أو بأفكار ضلالية لا تتفق مع المجتمع الذي يعيش فيه ، كأن يدّعي مريض الفُصام في المجتمع المسيحي بأنه المسيح عليه السلام ، أو أنه الأعور الدجّال أو أي أمر من الأمور الخارقة للطبيعة و مما لا يتقبلّها العقل و لا ثقافة المجتمع. في البدء إذا تم أخذ المريض إلى طبيب نفسي فإن التشخيص غالباً ليس فيه صعوبة ، خاصةً إذا كانت الأعراض واضحة وجليّة. عندئذ يبدأ الطبيب بإعطاء المريض أدوية خاصة بعلاج مرض الفُصام ، سواء أكانت الأدوية المضادة للذُهان التقليدية أو الأدوية الحديثة ، غير التقليدية. الأدوية غير التقليدية أصبحت الآن هي السائدة تقريباً في علاج مرضى الفُصام ، نظراً لقلة أعراضها الجانبية ، برغم أن فعالية العلاجات القديمة والتقليدية لا تقل عن الأدوية غير التقليدية. الآن بعد سنوات من استخدام الأدوية غير التقليدية لعلاج مرض الفُصام فإن الأعراض الجانبية بدأت تظهر بصورةٍ أكثر ، وبدأت الأبحاث تُشير إلى خطورة الأعراض الجانبية للأدوية غير التقليدية التي يُعالج بها مرض الفُصام. يستجيب حوالي ما يُقارب 25% من المرضى للأدوية المضادة للفُصام و يتحسّنون بشكلٍ جيد. أما النسبة الباقية فحوالي 50% يتحسنون و ينتكسون أحياناً أما ال 25% الباقية فإن وضعهم يتدهور و يُصبحون مرضى مُزمنين. أي تتدهور حالتهم العقلية و يُصبحون في عالمٍ آخر ؛ حيث تقل الأعراض الإيجابية مثل الضلالات و الهلاوس ، ولكن تبرز الأعراض السلبية وهي عبارة عن إهمال الشخص لنظافته الشخصية ، و يُصبح يسير بلا تحديد لوجهته ، ونراه كثيراً في البلاد الغربية ، خاصةً المدن الكبيرة مثل نيويورك و لندن و باريس و بقية الدول الغربية وكذلك أصبح الآن في الدول العربية ، حتى في الرياض أعرف مرضى يُعانون من الفُصام يعيشون في الشوارع وليس هناك من يرعاهم بعد أن تخلى عنهم الأهل والأقارب. عادة ًمرضى الفُصام لا يتزوجون ، وحتى إذا تزوجوا فإنهم لا يُنجبون في معظم الأحيان ، لذلك فإنهم من النادر أن يؤسسوا عائلات خاصة بهم ، خاصةً إذا بدأ مرض الفُصام عندهم في سنٍ مبكرة. الصورة النمطية لمرضى الفُصام عندما يستشري لديهم المرض بعد سنواتٍ طويلة ، و خاصةً إذا لم يكونوا يتناولون الأدوية بصورةٍ مستمرة و حسب تعليمات الطبيب المعالج ، صورة المريض المتقدم في السن و المصاب بالفُصام ، هي الرجل أو المرأة الذي يبدو عليه التقّدم في العمر ، ويبدو أكبر كثيراً من سنه الحقيقي ، وغالباً يكون فقد أسنانه بسبب كثرة التدخين و عدم العناية بالأسنان أو أن أسنانه سوداء مُتكسّرة ، وملابسه رثة ، قذرة ، حيث أنه لا يُغير ملابسه إلا إذا أُجبر من قِبل أهله أو من يرعاه. لكن الذين في الشوارع وليس لهم مأوى فإنهم يبقون بملابسهم القذرة والرثة فتراتٍ طويلة وربما لا يُغيرونها إطلاقاً. كثيراً ما يترافق الفُصام بالإدمان على الكحول و شراهة التدخين ، لذلك نجدهم في الشوارع يستجدون الناس لكي يقوموا بشراء الكحول والدخان و يُعانون دائماً من سوء التغذية ، وكما أسلفنا فإن مرضى الفُصام المزمنين لا يُعمرّون كثيراً نتيجة مضاعفات التدخين المزمن و تناول الكحول و سوء التغذية و كذلك تعرّضهم لأجواء مُتقلّبة ،خاصةً في فصل الشتاء و هطول الأمطار والثلوج في الدول التي يكون فصل الشتاء فيها قارس البرودة مع هطول الثلوج ، لذلك كثيراً ما يجد الناس بعض مرضى الفُصام المزمنين موتى من شدة البرد وعدم وجود تدفئة لهم ، حيث أنهم يكونون في الشوارع و محطات القطارات و مداخل المحلات التجارية وليس هناك ملابس كافية لتدفئتهم. في البلاد العربية و الاسلامية ، يعيش المرضى الفُصاميون في تجمعّات ، غالباً ما تكون قرب المساجد أو الأسواق ، حيث يستجدون الناس ، و تكون صورتهم مثلما ذكرنا في صورة المرضى في البلاد الغربية. للاسف لا توجد جمعيات خيرية في معظم الدول العربية والاسلامية ترعى مثل هؤلاء المرضى ، لذلك يُتركون لمصيرهم الذي قد يكون بائساً و نهايته الوفاة في ظروف سيئة. كثير من الأهالي يقلقون حول مصير أبنائهم بعد عمرٍ طويل ، ومن يرعاهم بعد أن يرحل الوالدان. مرضى الفُصام عادة أعمارهم أقل من أعمار الأشخاص العاديين كما ذكرنا ذلك في مواضع متعددة في بداية هذا المقال ، ويتعرّضون كثيراً لحوادث دهس من سيارات مُسرعة في طرق سريعة ، نظراً لأن مرضى الفُصام خاصة المزمنين يمشون وهم لا ينتبهون للسيارات ويقطعون طرقاً سريعة فيتعرضون للدهس ، وقد فقدتُ شخصياً عددا من مرضاي في حوادث دهس على طرق سريعة. الحقيقة أن لقلق الأهل هذا ما يُبرره ، ففعلاً كثيراً ما يضيع المريض الفُصامي بعد وفاة والديه ، وعدم وجود أشخاص آخرين يرعون هذا المريض ؛ فغالباً يكون الأشقاء مشغولين بحياتهم الأسرية والعملية ولا يوجد لديهم وقت لرعاية شقيقهم و كذلك الشقيقات يكن مشغولاتٍ بأزواجهن وابنائهن و عملهن إذا كنّ موظفات يعملن في وظائف حكومية أو خاصة وهذا يجعلهن غير قادرات على رعاية شقيقهن المريض الفُصامي ، برغم رغبتهن في أن يرعين هذا الشقيق. بعض العائلات الميسورة قد يستطيعون أن يضعوا أبناءهم في مصحات نفسية جيدة في بعض الدول الخارجية ، برغم أن التكاليف باهضة في هذه المصحات ، ولا يقدر عليها إلا الأشخاص الميسورون أو أن يستقدموا ممرضاً خاصاً و يسكّنونه في منزلٍ خاص به ، ولكن هذا الأمر لا يخلو من صعوبات ، فعندما يعيش شخص مُصاب بمرض الفُصام وحيداً ليس معه سوى ممرض لا يتكّلم العربية و يقضي معظم وقته يشرب الشاي ويُدخّن ، فبالتأكيد سوف تضعف عنده المهارات والسلوكيات الاجتماعية ، وربما عاش في خيال مرضي و قد تتدهور حالته إلا إذا كان الأهل يضعون أشخاصاً يتكلمون اللغة العربية ليتحدثوا معه في مواضيع متنوعة و يذهب إلى خارج المنزل الذي يعيش فيه إلى أماكن عامة لكي يختلط بأشخاص آخرين ، فهذا هو الأمر الذي يجعل مريض الفُصام لا تتدهور بصورة سيئة مع الوقت ، خاصة بعد سنوات من بدء المرض. الأدوية التي يتعاطاها مرضى الفُصام لها تأثير على المريض مع مرور الزمن ، فكثير من الأدوية الخاصة بعلاج مرض الفُصام لها أعراض جانبية ، قد تكون أحد هذه الأعراض لبعض الأدوية هي الحركات اللا إرادية والتي قد تسوء مع مرور السنوات و تُصبح واضحة و تؤثر على قدرة الشخص على الحياة بصورةٍ طبيعية. و للاسف مع مرور الزمن فقد تُصبح هذه الحركات اللا إرادية غير قابلة للعلاج بل انها تسوء أكثر مع التقدم في العمر. كذلك بعض الأدوية قد تُصيب المريض الفُصامي بمرض السكر ، وهناك دراسات حديثة تربط بين الوفاة عند المرضى واستخدامهم للأدوية النفسية الخاصة بعلاج مرض الفصام. فقد نشرت عدة دراسات حديثة عن علاقة الأدوية الحديثة التي تستخدم لعلاج مرض الفُصام و الوفاة ، حيث أثبتت هذه الدراسات أن هناك علاقة للأدوية التي تُعالج الفُصام و الوفاة ، وذكرت هذه الدراسات علاقة كل دواء من الأدوية التي تُعرف بالأدوية غير التقليدية من مضادات الذُهان بالوفاة ، وعلاقة مدة الاستخدام لهذه الأدوية بالوفاة للمرضى و كذلك علاقة هذه الأدوية بالإصابة بمرض السكر. كلما زادت سنوات الشخص الذي يُعاني من مرض الفُصام وهو يتناول الأدوية التي تُعالج مرض الفُصام ، خاصةً الأدوية التي يُطلق عليها الأدوية غير التقليدية من مضادات الذُهان ، فإن هناك أمراضا عضوية تنتج من استخدام هذه الأدوية ، كذلك عدم استخدام الأدوية تقود إلى تدهور الحالة العقلية لمريض الفُصام و يُصبح في وضعٍ سيىء لا يحتمله الأشخاص المقربون منه سوى الأقارب أو الأصدقاء. العائلات التي يعيش فيها مريض فُصامي تُعاني الكثير من الصعوبات الحياتية. فمريض الفُصام لا يمكن التنبؤ بما سوف يفعل. فبعض المرضى يكونون عدوانيين و يضعون الأسرة في مواقف مُحرجة مع الزوار ، حيث أن بعض المرضى قد يعتدي بدنياً على الضيوف أو على الأقارب المقربين من العائلة ، مما يخلق جوا من التوتر و ربما قد يقود إلى أن يمتنع بعض الأقارب عن زيارة العائلة التي فيها مريض فُصامي. في كل ما ذكرنا نجد أن المريض الفُصامي يُشكّل معضلة عصية بالنسبة للأهل ، فالمريض الفُصامي لا بد أن يتعاطى الأدوية المضادة للذّهان ، و أحياناً لا يستجيب بعض المرضى لهذه الأدوية و تتدهور حالة المريض العقلية ، وتُصبح الأعراض ظاهرة و تُقلق الأهل و الأصدقاء ، و في بعض الدول قد لا يكون هناك من يرعى المريض فيصبح المريض مُشردّاً متسوّلاً يعيش في الشوارع و يُعاني من مشاكل وقد يموت من جراّء سوء التغذية و مضاعفات الكحول و التدخين أو البرد الشديد و الصقيع في البلدان الباردة. و حتى لو استجاب المريض فإنه معّرض للانتكاسة ، وفي احيان اخرى تكون الأعراض الجانبية للأدوية التي تُعطى لمريض الفُصام على المدى الطويل لها أعراض جانبية سيئة في بعض الأحيان و قد تكون الأدوية نفسها لها علاقة بالإصابة بأمراض صعبة مثل مرض السكر أو الحركات اللا إرادية التي تُصح غير قابلة للعلاج ، وتُصعّب الحياة خاصة بالنسبة لمن تقدّم بهم العمر. أهل مريض الفُصام القلقون على مستقبل ابنهم ، خاصةً والديه معهم كل الحق في هذا القلق ، فمريض الفُصام ليس كأي مريض آخر ، فهو شخص مضطرب في السلوك والتفكير و لا يُحسن التّصرف في معظم أمور الحياة خاصةً إذا كان المرض شديداً عليه. و عندما يُصبح المرض مُزمناً عند المريض فإن وضعه يصبح صعباً ، و إذا تقدّم في العمر فإنه يُصبح عرضةً للإصابة بالكثير من الأمراض العضوية والمشكلة في هذا الوضع أن المريض الفُصامي ليس لديه استبصار بمشاكله الصحية لذلك لا يتناول الأدوية التي يُعاني منها مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الكلسترول. و زيادة على كل هذه المشاكل فإن المريض الفُصامي إذا كان في سنٍ متقدمة فإنه في أكثر الأوقات لا يجد من يرعاه ، خاصة إذا كان فقيراً ، ولا توجد دور لرعاية المرضى الذين يُصبحون مرضى مزمنين ، نظراً لأن رعاية مرضى الفُصام مُكلفة ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تصرف الدولة أكثر من 50 مليار دولار سنوياً على مرضى الفُصام و مع كِبر المبلغ وضخامته إلا أنه لا يكفي لرعاية جميع مرضى الفُصام ، وفي بريطانيا كان تكلفت إسكان مرضى الفُصام فقط عام 1996 حوالي 700 مليون جنيه أسترليني ، هذا المبلغ فقط هو للإسكان ، خلاف الأدوية وأجور الأطباء والممرضين والأخصائيين و بقية الأشخاص الذي يعملون في رعاية مرضى الفُصام ، فإذا أضفنا إلى هذا المبلغ الأجور و قيمة الأدوية و التغذية فإن المبلغ سوف يُصبح مبلغاً ضخماً. في الدول العربية للاسف ، الحكومات لا تُلقي بالاً للمرضى النفسيين بوجهٍ عام ، ومرضى الفُصام على وجه الخصوص نظراً لأن الحكومات ليس لديها تخطيط لأن تقوم برعاية مرضى الفُصام و تترك الأمر لأهالي المرضى الذين يُعانون كثيراً من جراء عنايتهم بأقاربهم الفُصاميين و الذين في بعض الأحيان لا يستطيعون السيطرة عليهم و يتركونهم يهيمون في الشوارع بلا مأوى وبلا أي رعاية طبية أو نفسية ، وهذا أمر صعب بالنسبة لأهل المرضى الفُصاميين الذين يتألمون كثيراً لأبنائهم الذين يهيمون في الشوارع دون أي رعاية. إن مرض الفُصام مرض مُزمن و منتشر و يُعاني الأهل كثيراً من جراء عدم قدرتهم على رعاية أقاربهم المرضى ، و الحكومات لا تُساعد كثيراً في رعاية هؤلاء المرضى ، و ثقافة المجتمع ضئيلة في موضوع مرض الفُصام ، والجمعيات الخيرية ليس لديها القدرة و الامكانات التي تجعلها قادرة على رعاية هؤلاء المرضى. إن رعاية مرضى الفُصام ، خاصةً الذين تقدُم بهم العمر ، وليس لهم أقارب يُعيلونهم أمر من واجبات الحكومة أن تقوم به و أن تُساند الجعيات الخيرية التي تقوم برعاية مرضى الفُصام. المصدر: موقع البرونزية النسائي |03-03-2012, 03:32 PM||المشاركة رقم: 2| كاتب الموضوع : وردشان المنتدى : تحميل بحوث جاهزة جامعية مدرسية تربوية تسلمين حبيبتي |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع| |المواضيع المتشابهه| |الموضوع||كاتب الموضوع||المنتدى||مشاركات||آخر مشاركة| |افضل طريقة للتعامل مع مريض الفصام و كيفية اقناع مريض الفصام باخذ الادوية||وردشان||تحميل بحوث جاهزة جامعية مدرسية تربوية||1||02-22-2012 11:20 AM| |ما هو افضل علاج لمرض الفصام طريقة لعلاج الفصام||وردشان||الاستشارات الصحية و الطبية||1||11-25-2011 07:42 PM| |ما هو علاج مرض الفصام و ما افضل علاح لمرض الفصام و طريقة التعامل مع مرض الفصام||وردشان||البحث العلمي||1||09-13-2011 01:38 AM| |بحث عن مرضى الفُصام و اعراض مرض الفصام||وردشان||عالم ذوي الاحتياجات الخاصه||1||07-15-2011 10:23 AM| |ما هي اعراض و اسباب و علاج الفصام بسبب المخدرات||وردشان||تحميل بحوث جاهزة جامعية مدرسية تربوية||0||07-01-2011 11:45 AM|
<urn:uuid:46e389c6-9d00-4902-a56f-159113e20574>
CC-MAIN-2015-18
http://www.brooonzyah.net/vb/t246026.html
2015-04-18T20:47:39Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246636213.71/warc/CC-MAIN-20150417045716-00060-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.971088
Arab
26
{"arb_Arab_score": 0.9710883498191833, "ars_Arab_score": 0.020068561658263206}
كلمة الرئيس أوباما الخطاب الأسبوعي البيت الأبيض 8 أيلول/سبتمبر 2012 يوافق هذا الأسبوع الذكرى السنوية الحادية عشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. إنه وقت نتذكر فيه ما يقرب من 3000 من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين فقدناهم، والأسر التي تركوها وراءهم. إنها فرصة لتكريم شجاعة أوائل المستجيبين الذين خاطروا بحياتهم في ذلك اليوم، وفي كل يوم منذ ذلك الحين. كما أنها فرصة لتقديم الشكر لرجالنا ونسائنا في الجيش الذين خدموا وضحّوا، بعيدًا عن الوطن في بعض الأحيان، للحفاظ على سلامة بلادنا. إن هذه الذكرى تتعلق بهم. كما أنها وقت نتأمل فيه إلى أي مدى وصلنا كأمة في هذه السنوات الإحدى عشرة الماضية. في ذلك الصباح بسمائه الصافية من شهر أيلول/سبتمبر، شاهدت أميركا سقوط البرجيْن، واحتراق البنتاغون، والحطام المتهاوي في أحد حقول بنسلفانيا، وامتلأت رؤوسنا بالأسئلة. من أين جاءت تلك الهجمات، وكيف سترد أميركا عليها؟ هل ستُصيب البلد الذي نحبه بالوهن؟ وهل ستغير كينونتنا وهويتنا؟ لقد كان العقد الماضي صعبًا، ولكننا معًا، أجبنا على هذه الأسئلة وعدنا أقوى كأمة. لقد نقلنا المعركة إلى عقر دار القاعدة، وأهلكنا قيادتها، ووضعناها على درب لا يؤدي بها إلا إلى الهزيمة. وبفضل شجاعة ومهارة أفراد مخابراتنا وقواتنا المسلحة، فلن يهدد أسامة بن لادن أميركا مرة أخرى أبدًا. إننا، بدلا من الانعزال عن العالم، عززنا تحالفاتنا في الوقت الذي عملنا فيه على تحسين أمننا هنا في الداخل. ونحن كأميركيين نرفض أن نعيش في خوف. فاليوم، يرتفع فوق أفق نيويورك برج جديد. وبلادنا اليوم أقوى وأكثر أمنًا واحترامًا في العالم. إننا، وبدلا من أن يتحول كل منّا ضد الآخر، قاومنا إغراءات الاستسلام لعدم الثقة والشك. لقد قلتُ دائمًا إن أميركا في حالة حرب مع القاعدة والجماعات المنتسبة لها، ولن نكون في حرب مع الإسلام أو أي دين آخر إطلاقًا. نحن الولايات المتحدة الأميركية. وحريتنا وتنوعنا يجعلانا نتميز بالتفرد، وسيكونان دائمًا مركزًا هامًا لكينونتنا وهويتنا كأمة. كما أننا، وبدلا من أن نغير كينونتنا وهويتنا، فقد أخرجت الهجمات أفضل ما في الشعب الأميركي. لقد ارتدى أكثر من 5 ملايين فرد من جيل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الزي العسكري لأميركا خلال العقد الماضي، وشهدنا تدفقًا زاخرًا من النوايا الطيبة تجاه قواتنا المسلحة وقدامى المحاربين وأسرهم. إنهم، معًا، فعلوا كل شيء طلبناه منهم. لقد أنهينا الحرب في العراق وجلبنا قواتنا إلى الوطن. ووضعنا حدًا لنظام طالبان. كما قمنا بتدريب قوات الأمن الأفغانية، وأنشأنا علاقة شراكة مع الحكومة الأفغانية الجديدة. وبحلول نهاية العام 2014، سوف تكتمل عملية التحول في أفغانستان، وحربنا هناك ستكون قد انتهت. وأخيرًا، فإننا، وبدلا من الانغلاق على الذات مُكتسين بالحزن والأسى، أحيينا وكرمنا ذكرى أولئك الذين فقدناهم من خلال العطاء ورد الجميل لمجتمعاتنا، وخدمة المحتاجين، وإعادة التأكيد على القيم المتركزة في كينونتنا وهويتنا كشعب. وهذا هو السبب في إحيائنا لذكرى يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر باعتباره يومًا قوميًا للخدمة والذكرى، لأننا عائلة أميركية واحدة، وكل منا يعتني بأمر الآخرين، ليس فقط في الأوقات العصيبة، وإنما في كل الأوقات. وبعد أحد عشر عامًا، فها هو إرث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر - القدرة على القول بكل ثقة إنه لا يوجد عدو ولا عمل إرهابي يمكن أن يغير من كينونتنا وهويتنا. نحن أميركيون، وسوف نحمي ونصون هذا البلد الذي نحبه. دعونا، في هذه الذكرى الجليلة، نتذكر أولئك الذين فقدناهم، ودعونا نؤكد من جديد على القيم التي وقفوا ليدافعوا عنها، ودعونا نواصل المضي قدمًا كأمة واحدة وشعب واحد.
<urn:uuid:735212bb-cbbb-4d04-a061-2f195a65b0eb>
CC-MAIN-2015-18
http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/09/20120910135739.html
2015-04-28T05:17:53Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246660724.78/warc/CC-MAIN-20150417045740-00272-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.965649
Arab
22
{"arb_Arab_score": 0.9656493067741394, "ary_Arab_score": 0.018625153228640556}
قطاع الثروة السمكية يواجه أزمةً في آسيا الوسطى إنخفاضٌ حاد في الإنتاج والاستهلاك - التعاون الإقليمي مفتاح الحل لاستعادة الإنتاج 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، دوشانبيه (طاجيكستان)/روما- إذ هبط إنتاج مصايد الأسماك هبوطاً حاداً لدى بُلدان آسيا الوسطى والقوقاز في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، يواجه قطاع إنتاج الأسماك من عمليات الصيد وتربية الأحياء المائية في عموم الإقليم أزمةً حقيقية في الوقت الراهن، حسب تحذيرات منظمة الأغذية والزراعة "FAO". ويجتمع اليوم في طاجيكتسان تسعة بلدان من إقليم آسيا الوسطي والقوقاز لتدارُس الوضع والشروع في التخطيط لاستجابةٍ سريعة إزاء الأزمة. هبوطٌ حاد في الإنتاج والاستهلاك في غضون الفترة 1989 - 2006 هبط إنتاج مصايد الأسماك الداخلية وتربية الأحياء المائية لدى كلٍ من كازاخستان، وتركمنستان، وأوزبيكستان بما يتراوح بين 60 و72 بالمائة. أمّا في طاجيكستان فوصل معدل الإنخفاض إلى 94 بالمائة، وفي قرغيزستان إلى 98 بالمائة خلال نفس الفترة. كما شهد كلٌ من أذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا إنخفاضاً مشابهاً في حجم الإنتاج (بمعدلات 92 و81 و98 بالمائة على التوالي). ونتيجةً لذلك هبط استهلاك الأسماك في الإقليم بأسره، إلى دون الكيلوغرام الواحد سنوياً للفرد، واختفت الأسماك ومنتجاتها على الأكثر من الوجبات الغذائية الأساسية للسكان. وبينما تكاد تندُر البيانات بشأن استهلاك الأسماك في إقليم آسيا الوسطى، تفيد الأرقام المتاحة من أوزبيكستان بأن مستويات استهلاك الفرد تراوحت بين 5 و6 كيلوغرامات سنوياً كمعدل وارد في غضون الثمانينات، في حين يبلغ متوسط الاستهلاك العالمي 16 كيلوغراماً للفرد سنوياً بالمقارنة. جملة عوامل مسؤولة طبقاً لتقرير الأوضاع الخلفيّة الذي أعدته المنظمة توطئة لاجتماعات الأسبوع الحالي، اشتركت عدة عوامل في إحداث حالة انهيار الإنتاج، على النحو التالي: - الإفراط في الصيد وسوء الإدارة؛ - التخفيضات الحادة في الاستثمار في مرافق البحوث والإنتاج؛ - تناقُص الإنفاق على صيانة الأساطيل ومعامل التفريخ. - ضعف إدارة الهيئات المعنية بالمياه وغير ذلك من المشكلات الايكولوجية المشابهة، شاملةً تلوّث الأنهار؛ - غياب الاستثمارات في مجال التجهيز الصناعي الحديث، ومرافق التسويق ومعداته. وجاء في دراسةٍ أخرى للمنظمة عام 2007، أن إسناد قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية إلى القطاع الخاص، مع نهاية حقبة الإتحاد السوفياتي قد جرى بسرعة بالغة عرَّضت القطاع بأسره للفساد... وبالتالي إلى اتخاذ إجراءاتٍ خاطئة وحالات سهوٍ. وتفيد المنظمة بأن الصيد بلا تراخيص يشكّل ظاهرةً شائعة في المياه الداخلية لبُلدان الإقليم، كما يُعدّ الصيد غير القاوني بلا إبلاغ وبلا تنظيم مشكلةً واسعة النطاق أضرّت أيضاً بقطاع تربية الأحياء المائية. الاجتماع يخطِّط للاستجابة في رأي الخبير ندياكا غاويا، رئيس إدارة خدمات الاتصال والمؤسسات الدولية، لدى المنظمة فإن التعاون الإقليمي في مجال الثروة السمكية يكاد يكون معدوماً بآسيا الوسطى منذ نحو عقدين. وفي مثل هذه الأوضاع، "كما هي الحال في آسيا الوسطى والقوقاز يفتقر كل بلدٍ علي حدة إلى قدرة تطوير قطاعاته ذاتياً، غير أن نماذج المناطق الأخرى كشبكة مراكز استزراع الأسماك في آسيا والمحيط الهادي، واللجنة العامة لمصايد الأسماك في البحر المتوسط تكشف عن أن التعاون الإقليمي يمكن أن يكون بالغ الفعالية بما يتيحة من دفَعةٍ ملموسة للجهود المبذولة بغية دعم التنمية المستدامة وإدارة القطاع". وإذ يأتي انعقاد اجتماع دول آسيا الوسطى بناءً على دعوة من حكومة طاجيكستان، ترعى المنظمة من جانبها هذه الاجتماعات بتقديم خبراتها الواسعة في دعم التعاون الإقليمي بقطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، من خلال تقديم المساعدات التقنية والمشورة للبلدان المشاركة*. * الُبلدان المشاركة في الاجتماعات: أرمينيا؛ أذربيجان؛ الصين؛ جورجيا؛ كازاخستان؛ وقرغيزستان؛ الإتحاد الروسي؛ طاجيكستان؛ تركيا.
<urn:uuid:654f1d26-251f-4e37-9c33-a975b84db47c>
CC-MAIN-2015-18
http://www.fao.org/news/story/ar/item/8419/icode/
2015-04-27T14:15:57Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246658376.88/warc/CC-MAIN-20150417045738-00089-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.995603
Arab
21
{"arb_Arab_score": 0.9956030249595642}
يزود الطعام الإنسان بالطاقة والمغذيات الضرورية لصحته. وتشمل المغذيات كلاً من البروتينات والكربوهيدرات "السكريات" والدسم والفيتامينات والمعادن والماء. وليس من الصعب تعلم أصول التغذية الصحيحة والرسائل الرئيسية في التغذية هي: • ينبغي على الإنسان تناول طعام متنوع يحوي الخضار والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة • ينبغي على الإنسان تناول اللحم الأحمر القليل الدهن والدجاج والسمك والبقوليات ومشتقات الألبان القليلة الدسم. • ينبغي على الإنسان أن يشرب الكثير من الماء • ينبغي على الإنسان أن يحذر تناول الملح والسكر والكحول والدهون المشبعة وغير المشبعة إن الدهون المشبعة هي الدهون ذات المصدر الحيواني غالباً. وينبغي على الإنسان أن يبحث عن الدهون غير المشبعة في قوائم الأطعمة المعالجة والمرغرين والزبدة. أخر تعديل: 5 مارس 2012
<urn:uuid:eccfa630-c2b3-4cf4-a338-728c69afb829>
CC-MAIN-2015-18
http://www.kaahe.org/health/ar/690-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A%D8%A9.html
2015-04-27T13:34:26Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-18/segments/1429246658376.88/warc/CC-MAIN-20150417045738-00089-ip-10-235-10-82.ec2.internal.warc.gz
arb
0.993058
Arab
30
{"arb_Arab_score": 0.9930575489997864}
كود مصدري الشيفرة المصدرية أو الكود المصدري أو مصدر البرنامج (بالإنجليزية: Source Code) مصطلح في عالم الحاسوب يعبر عن الأوامر والتعليمات المكتوبة بلغة من لغات البرمجة التي يتكون منها أي برنامج حاسوبي، حيث إنه يتعذر تعديل أو إعادة برمجة أو تحويل البرنامج إلى أي لغة برمجة أخرى بواسطة المصرِّف (بالإنجليزية: Compiler) من غير الملفات المصدرية للبرنامج. وشيفرة أي برنامج قد تكون متاحة للاطلاع فقط في الكتب أو المجلات أو مواقع الإنترنت ولأغراض تعليمية بحتة، وبالتالي تكون مرتبطة بحقوق. وفي أحيان أخرى تطرح هذه الشيفرة للاستخدام الحر وتخضع لأحد تراخيص المصادر المفتوحة. نبذة تاريخية[عدل] احتاجت أجهزة الكمبيوتر الأولى للبرمجيات، لذلك سرعان ما ظهر الكود مع الكمبيوترات. استعملت البطاقات المثقبة أولا للبرمجة في لغة التجميع، و من بعد استعملت للبرمجة في فورتران. بعد أن أصبح الكود غير مادي، ظهرت محررات الأسطر و النصوص. القدرات المحدودة للكمبيوترات في تلك الفترة كانت تتطلب طباعة الكود على ورق مستمر. أما الآن، هناك بيئات تطوير متكاملة.
<urn:uuid:3dd31c12-5c93-40d9-88c9-0dfe112a5ca9>
CC-MAIN-2015-22
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D8%AF_%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D9%8A
2015-05-25T03:59:49Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928350.51/warc/CC-MAIN-20150521113208-00160-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.914694
Arab
69
{"arb_Arab_score": 0.9146938920021057, "arz_Arab_score": 0.028250982984900475, "ars_Arab_score": 0.022730983793735504, "ary_Arab_score": 0.021973583847284317}
لوحة التحكم صفحة حسابي سهلة الاستخدام، مصممة بشكل شخصي يضمن راحة الأعضاء وتعمل على تحيتهم عند تسجيل الدخول، ويمكنك التنقل خلالها بسلاسة تامة، تمكنك صفحة حسابي من مشاهدة عدد الأميال المتوفرة لديك، ومعاملاتك الأخيرة، ومعلومات أخرى مفيدة، كل ذلك بسرعة كبيرة. توفر اللوحة كافة الروابط إلى الصفحات المناسبة لمساعدتك على إدارة حسابك إضافة إلى إدارة رحلاتك القادمة. تعمل الإشعارات الرئيسية على إبقائك على اطلاع على كافة المستجدات، بما في ذلك العروض الترويجية الخاصة بفئة عضويتك. المزيد
<urn:uuid:81fed101-afd9-4339-a739-a4a537e206d5>
CC-MAIN-2015-22
http://www.emirates.com/sd/arabic/skywards/about/skywards.aspx
2015-05-27T10:23:07Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928923.85/warc/CC-MAIN-20150521113208-00225-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.883819
Arab
2,808
{"arb_Arab_score": 0.8838188648223877, "ary_Arab_score": 0.046657487750053406, "acm_Arab_score": 0.01781097799539566, "arz_Arab_score": 0.016793755814433098, "ars_Arab_score": 0.016368262469768524, "aeb_Arab_score": 0.015213984996080399}
مرافق الصرف الصحي المحسنة في المناطق الحضرية (نسبة سكان المناطق الحضرية الذين تتوفر لهم قدرة الحصول عليها) يشير توافر مرافق الصرف الصحي المحسنة إلى نسبة السكان الذين تتاح لهم على الأقل إمكانية استخدام مرافق مناسبة للصرف الصحي يمكن أن تمنع بفعالية اختلاط البشر والحيوانات والحشرات بالفضلات الآدمية. وتتراوح المرافق المناسبة من المراحيض المقامة في حفر أرضية بسيطة لكن محمية إلى المراحيض المزودة بصندوق الطرد (السيفون) والموصلة بشبكة الصرف الصحي. ولضمان الفعالية، يجب أن تكون كافة المرافق مبنية بالطريقة الصحيحة مع صيانتها بالشكل السليم. منظمة الصحة العالمية واليونيسف، برنامج التقييم المشترك (http://www.wssinfo.org/).
<urn:uuid:2d9d8db3-4379-4bc7-bd72-1ae25c6f38e0>
CC-MAIN-2015-22
http://data.albankaldawli.org/indicator/SH.STA.ACSN.UR/countries/S2-4e?display=graph
2015-05-23T05:47:54Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207927245.60/warc/CC-MAIN-20150521113207-00060-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.983062
Arab
1,081
{"arb_Arab_score": 0.9830619096755981, "ary_Arab_score": 0.010190261527895927}
استقبل نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي وفداً من جامعة المصطفى في مدينة قم المقدسة في دار ضيافة العتبة الحسينية. الشامي وخلال اللقاء عبّر للوفد عن مدى قدسية كربلاء وعظيم شأنها لدى الله بقوله ” نحن وإياكم الآن في ترعة من ترع الجنة ونأمل ان يجعلنا الله من المستحقين للجلوس في هذه الترعة المقدسة , مبيناً ان عدد الزوار الوافدين الى العتبة سنوياً بلغ مايقارب 40 مليون زائراً ، وان العتبات المقدسة في كربلاء الآن تعيش في اجواء آمنة ليس كما تصوره بعض وسائل الاعلام المعادية لنهج اهل البيت (عليهم السلام). وتابع الشامي قائلا: ان جميع الخدمات التي تقدمها العتبة للزائرين بصورة مجانية وهي مفتوحة للزائرين على مدار الساعة منذ خمس سنوات. هذا وقدم الشامي شرحاً مفصلاً عن طبيعة الاعمال والمشاريع التي تتطلع العتبة الحسينية المقدسة لإقامتها في المستقبل وعدد العاملين في العتبة بجميع الاقسام البالغة أكثر من 25 قسماً مختلفة النشاطات منها الخدمية والثقافية وغيرها من النشاطات. من جانبها أوضحت الاستاذة آلاء الحيدري إن الوفد الزائر متكون من أكثر من 26 دولة وهو تابع لمؤسسة بنت الهدى النسوية والتي تضم اكثر من 1300 طالبة من مختلف دول العالم ، وهي احدى المؤسسات في جامعة المصطفى في مدينة قم المقدسة اذ تقوم هذه المؤسسة بتدريس الطالبات كافة العلوم والمعارف الدينية وجعلهنّ مبلغات لنشر الرسالة الاسلامية متمثلة بفكر اهل البيت (عليهم السلام) الى دول العالم كافة , مبينة ان مؤسسة بنت الهدى تقوم بتعليم الطالبات الدراسات الحوزوية بالاضافة الى الدراسات الأكادمية الدبلوم , البكالوريوس , الماجستير والدكتوراه. الحيدري شكرت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على حفاوة الإستقبال وتقديم جميع الخدمات التي يحتاجها الزائر معربةً عن رغبة الوفد بأن تتكرر هذه الزيارة في السنوات القادمة. العتبة الحسينية المقدسة
<urn:uuid:e28538c2-d166-45ad-b1bc-7a484e38eef7>
CC-MAIN-2015-22
http://www.alhikmeh.org/news/archives/8911
2015-05-27T15:36:56Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929012.53/warc/CC-MAIN-20150521113209-00190-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.979278
Arab
38
{"arb_Arab_score": 0.9792782068252563}
الى أي مدى يمكن للتخيل ان يتجاوز الواقع ؟ المقدمة: إذا كانت القدرة على التخيل خاصية إنسانية فان السؤال المطروح، ما حدود هذه القدرة ؟ هل هي مرتبطة بالواقع أم تتجاوزه ؟ طبيعة الموضوع: يعرف التخيل: بأنه قدرة الفكر على استحضار الصور بعد غياب الأشياء التى أحدثتها أو تركيبها تركيبا حرا، و انطلاقا من هذا التعريف نستنتج أن التخيل نوعان: 1- تمثيلي: و هو استعادة الصور كما هي بعد تجريدها من عنصر الزمان و المكان وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالإدراك الحسي، 2 – إبداعي: و هو قدرة الفكر على تجاوز الواقع و ذلك بإبداع صور جديدة بطريقة مغايرة تماما للواقع وجود الموضوع: و يظهر هذا التجاوز في الكثير من المجالات 1- في العلم: حيث تمكن الإنسان انطلاقا من ملاحظات أن يضع فروضا علمية يفسّر بها الظواهر و يكتشف القوانين العلمية التى حولها بعد ذلك الى اختراعات و ابتكارات أضفت على وجوده بعدا حضاريا، 2- في الفن: حيث استطاع أن يعكس ذاته، و أعطى وجوده بعدا جماعيا تجلى ذلك في مختلف الفنون التى تبقى دوما مجالا خصبا لإبداعات الإنسان، 3- في الفلسفة و السياسة: و ذلك بإنشاء مذاهب فلسفية يفسر بها مظاهر الوجود و أنظمة سياسية تنشد الخير للإنسان الذي يبقى دوما السبب في قيامها. قيمة الموضوع: فالمخيلة تحرر الإنسان من الواقع الضيق الحافل بالمشاكل و المتاعب الى الخيال الفسيح. فلولاها لضاقت به الحياة، ولما توصل الى هذه الإبداعات المختلفة، التى يتمتع بها اليوم الخاتمة: إذن فالتخيل نشاط تحرري ساهم الكثير في تطور حياة الإنسان و نعمة إلاهية أودعها الله في الإنسان، كيف لا و هو خالقه و أدرى بطبيعته و متطلباته.
<urn:uuid:4c7266a1-a40b-420a-bf46-6359461a283b>
CC-MAIN-2015-22
https://www.tunisia-sat.com/forums/threads/624020/
2015-05-27T15:42:51Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929012.53/warc/CC-MAIN-20150521113209-00190-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.896501
Arab
13
{"arb_Arab_score": 0.8965006470680237, "ary_Arab_score": 0.08413336426019669}
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضت محكمة النقض في مصر الأحد، بقبول الطعن المقدم من الرئيس السابق، حسني مبارك، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، على الأحكام الصادرة بحقهما بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بنظامه. وقضت المحكمة بنقض كافة الأحكام الصادرة من محكمة جنايات القاهرة، سواء بالإدانة أو البراءة في قضية مبارك وجميع المتهمين، وإعادة محاكمتهم جميعاً من جديد، أمام إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة غير التي أصدرت حكمها بالإدانة، بحسب ما نقل موقع "أخبار مصر"، عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. كما قبلت المحكمة النقض المقدم من النيابة العامة، وقررت إعادة محاكمة جميع المتهمين في قضية قتل المتظاهرين، وهم: الرئيس السابق ووزير داخليته بجانب ستة من مساعدي العادلي. وقال المحامى فريد الديب لــCNN بالعربية، أن قبول طعن مبارك والعادلى يعيد القضية إلى النقطة صفر، ويصبح الحكم السابق فى حكم هو والعدم سواء، غير أنه أوضح أن الحديث عن الإفراج عن مبارك غير مطروح الآن، إذ سيتم إعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى. وبالمقابل، قال مصدر قضائي للموقع إن طعن النيابة ليس على حكم السجن المؤبد الصادر بحق مبارك والعادلي، وإنما على أحكام البراءة الصادرة بحق المتهمين الستة الآخرين بقتل المتظاهرين، والذين كانوا يشغلون مناصب قيادية بوزارة الداخلية، لافتاً إلى أن النيابة لا تطعن على العقوبات. كما أشار المصدر نفسه إلى أن النيابة طعنت أيضاً على أحكام البراءة الصادرة بحق مبارك ونجليه، علاء وجمال، إضافة إلى رجل الأعمال "الهارب" حسين سالم، في قضية استغلال النفوذ، والمعروفة باسم "دعوى الفيلات." وكانت محكمة جنايات القاهرة قد حكمت بالسجن المؤبد على مبارك والعادلي في يونيو/تموز الماضي لإدانتهما بتهمة قتل المتظاهرين، علاوة على تهم أخرى بالفساد المالي واستغلال النفوذ، كما قضت المحكمة ببراءة علاء وجمال مبارك، و6 من مساعدي وزير الداخلية الأسبق من تهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين. ببراءتهم. ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع. الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.
<urn:uuid:9ec33417-cf2e-4713-bf53-f777df2cbb41>
CC-MAIN-2015-22
http://archive.arabic.cnn.com/2013/middle_east/1/13/court.mubarak.retrial/index.html
2015-05-22T11:31:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207924991.22/warc/CC-MAIN-20150521113204-00200-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.939495
Arab
41
{"arb_Arab_score": 0.9394950270652771, "ary_Arab_score": 0.045975152403116226}
[BACKGROUND="100 http://dc10.arabsh.com/i/03305/o7znjy7flwvp.png"] ’, تسميت عسير من قبل الدولة وهي منطقة تكثر فيها الجبال شامخة الذروة مترامية الأطراف تتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك ملتوية المأتي خصبة التربة مملوءة السكان ومن أهم تلك الأودي وادي بيش. ويحد منطقة عسير شرقاً منطقة الرياض (نجد), وشمالاً منطقة الباحة (بلاد غامد وزهران)، وجنوباً منطقة نجران ,وجيزان واليمن ،وغرباً ساحل البحر الأحمر وتسكنها القبائل عدة منها : .. قبيلة عسير وهي حلف بين قبائل الأزد القحطانية وقبائل أخرى تحت اسم الأرض عسير. .. رجال الحجر. .. بللقرن الأزدية. .. شمران المذحجية. .. قبيلة قحطان المعاصرة وتسكن شرق منطقة عسير. تقع منطقة عسير في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية وتتميز بجبالها الشامخه وسهولها المنبسطة وسواحلها البحرية الجميلة والغنية بالمناظر الخلابة والجو المعتدل على مدار السنة وهي عناصر اسهمت في تطويرها السريع لتتحول إلى منطقة جذب سياحي رئيسية.وتعد عسير من أكثر المناطق كثافة سكانية في شبه الجزيرة العربية حيث اسهم تاريخها الطويل في تميزها بتراث غني يضفي عليها طابعا خاصا من الفسيفساء التي تتجلى فيها تنويعات متعددة من الاصالة العربية وبفضل التطوير الكبير لبنيتها التحتيه أصبح الوصول إلى المنطقة سهلا حيث أن منطقة عسير الآن مرتبطة بشبكة طرق حديثه مع جميع مناطق المملكة بالإضافة إلى توفر الرحلات الجوية الداخلية مع مدن المملكة وبدعم كبير من حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير الرئيس الفخري للشركة. قامة الشركة الوطنية للسياحة " سياحية " بأنشاء العديد من المنشأت السياحية الراقية حيث يمكن الآن لزوار المنطقة اختيار ما يناسبهم من المجموعة المتنوعة التي توفرها الشركة بدءاً بفنادق " خمسة نجوم " الفخمة " والفلل والموتيلات " والشقق والحدائق ولألعاب الترفيهية والمطاعم وحتى رياضة تسلق الجبال والطيران الشراعي والرياضات البحرية المتنوعه كما جاءت طبيعة عسير الجبلية ومناظرها الطبيعية الساحرة ملائمة لإنشاء أربعة مشاريع عملاقة للعربات المعلقة (التلفريك) على قمم جبال السودة والحبلة وعربات بحيرة السد المعلقة في أبها الجديدة وكذلك عربات جبل ذرة المعلقة جبال من منطقة عسير لا تختلف الظروف المناخية في المنطقة طبقاً للوحدات الجغرافية والخصائص الطوبغرافية المختلفة، وذلك على النحو التالي: أولاً: سلسلة جبال السروات يتسم المناخ بالاعتدال والثبات بعيداً عن التقلبات الموسمية واليومية، ومتوسط السنوي لدرجات الحرارة من 18 إلى 20 درجة مئوية وتهطل الأمطار على مدار السنة، وفي فصلي الربيع والصيف يزيد معدل سقوطها السنوي إلى 200 ملم، وبلغ 500 ملم في بعض المرتفعات والمنحدرات الغربية، وترتفع الرطوبة النسبية خلال أشهر ديسمبر، ويناير، وفبراير، لتصل إلى حوالي 85%، أما في شهر مارس، وأبريل، ونوفمبر، فتصل الرطوبة من 60% إلى 70%. ثانياً: الهضبة الشرقية ترتفع درجة الحرارة عن سلسلة جبال السروات مع تفاوت في درجة الحرارة للارتفاع أو البعد والقرب من سلسلة جبال السروات، ويتراوح المتوسط السنوي لدرجة الحرارة من 20 إلى 24 درجة مئوية، أما الأمطار صيفية غالباً ويتراوح متوسطها السنوي من 120 إلى 350 ملم. ثالثاً: تهامة قحطان وعسير يتميز المناخ فيها بشدة درجة الحرارة صيفاً والميل إلى الاعتدال نسبياً في الشتاء، وتقل درجة الحرارة في المنحدرات الغربية، والمتوسط السنوي لدرجة الحرارة من 36إلى 28 درجة مئوية، أما الأمطار فتهطل في موسم الصيف بمتوسط 300 ملم، وترتفع معدلات الرطوبة النسبية لموقعها على الساحل، كما تتعرض للعواصف الرملية في بعض أوقات السنة. مارة المنطقة أنشئت الإمارة عام 1338هـ أثناء تأسيس المملكة العربية السعودية ويقع مقر الإمارة في مدينة أبها. الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة عسير معالى المهندس عبد الكريم الحنيني وكيل إمارة عسير مهام الإمارة: تمثيل خادم الحرمين الشريفين في المنطقة. التأكد من تحقيق سير العدالة في المنطقة. العمل على حفظ الأمن في المنطقة. العمل على توفير كافة الخدمات لمواطني المنطقة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والمشاركة في مراحل التخطيط لكافة الخدمات. التأكد من كفاءة وفاعلية الخدمات التي تقدم لمواطني المنطقة، والعمل على تحسين وتطوير تقديم تلك الخدمات. تلقي شكاوي واستدعاءات المواطنين والنظر في أمورهم والعمل على تلبية مطالبهم وحل مشكلاتهم. شويش بن ضويحي 1338هـ - 1339هـ عبد الله بن سويلم 1339هـ - 1340هـ فهد بن عبد الكريم العقيلي 1340هـ - 1340هـ (بضعة أشهر) سعد بن عفيصان 1340هـ - 1342هـ محمد بن سعد بن نجيفان 1342هـ - 1342هـ (بضعة أشهر) عبد العزيز بن إبراهيم آل براهيم 1342هـ - 1343هـ عبد الله بن إبراهيم العسكر 1343هـ - 1352هـ عبد العزيز بن عبد الله العسكر 1352هـ -1353هـ تركي بن أحمد بن محمد السديري 1353هـ - 1360هـ سعد بن عبد العزيز آل سعود 1360هـ - 1379هـ تركي بن محمد بن ماضي 1379هـ - 1385هـ عبد الله بن محمد بن ماضي 1385هـ - 1392هـ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود 1392هـ - 1428هـ الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود 1429هـ - إلى الآن لا آححد يرد [/BACKGROUND]
<urn:uuid:6b6e1066-42f4-449f-8f2a-219bc4be1849>
CC-MAIN-2015-22
http://forums.m7shsh.com/showthread.php?t=211851
2015-05-24T09:08:29Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207927863.72/warc/CC-MAIN-20150521113207-00265-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.857169
Arab
23
{"arb_Arab_score": 0.8571693897247314, "ars_Arab_score": 0.05505410581827164, "arz_Arab_score": 0.038283299654722214, "ary_Arab_score": 0.036316994577646255}
|ضع بريدك على الهوتميل ثم أضغط أشتراك| |أشترك معنا ليصل إليك جديد مواضيعنا| |الإهداءات| |قصر السياسة و الأقتصاد لتناول الأحداث والتحاليل السياسية الساخنة على الساحة المحلية والعالمية وتبادل وجهات النظر , ومايتعلق بالمال والأعمال والأقتصاد العربي والعالمي.| |التسجيل مجاني ويكون بحروف عربية وخالي من الأرقام والاحرف الانكليزية| ||أدوات الموضوع||انواع عرض الموضوع| |12-27-2010, 01:04 AM||رقم المشاركة : 1| أغنى 50 رجل بالوطن العربي ومملكة الأسد تنفرد بتجميع صورهم 1. الأمير الوليد بن طلال (1) 20.4 مليار دولار السعودية للسنة السابعة على التوالي، تصدر صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال لائحة أغنى 50 عربياً، حيث واصل الأمير الوليد بشكل ملفت السباحة عكس التيار وزيادة ثروته خلال الأشهر 12 الماضية بأكثر من 2 مليار دولار لتبلغ ثروته 20.4 مليار دولار مقابل 18 مليار دولار في العام الماضي. على الرغم من الفترة الحرجة التي يمر فيها الاقتصاد العالمي، والتي تعتبر الأخطر في التاريخ الحديث، فان الأمير الوليد يبدوا أنه سيتصدر قائمة الأغنياء لعدة سنوات قادمة نظراً لانجازاته المميزة في عالم المال والأعمال على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي. وقد تم تقسيم ثروة الأمير الوليد إلى 5 فئات، أولها الأسهم المتداولة في الأسواق المالية والتي تنضم تحت مظلة شركة المملكة القابضة، وثانيها الشركات الرئيسية خارج مظلة المملكة القابضة، وبالتحديد محطة إل بي سي ومجموعة روتانا الإعلامية، والتي تقدر بـ 1.6 مليار دولار، بالإضافة إلى نشاطات في مجال الهندسة بمقدار 11 مليون دولار. وجاءت العقارات التابعة للويد بن طلال في الفئة الثالثة بمبلغ وقدره 3.196 مليار دولار، وتضمنت الفئة الرابعة أصولا رئيسية أخرى تقدر فقيمتها بـ 1.679 مليار دولار، وتشكل وسائل المواصلات الخاصة بالأمير جزءاً كبيراً منها (822 مليون دولار) بما في ذلك الطائرات والسيارات، أما ما تبقى فيشمل تشكيلة المجوهرات التي يمتلكها الوليد بن طلال، إلى جانب استثمار في ميناء فرنسي وحصص في شركات لبنانية وفلسطينية، وتشمل الفئة الخامسة لثروة الوليد أموالاً نقدية موجودة في عدة بنوك. وقد تأسست المملكة القابضة على يد الأمير الوليد في عام 1980، وهي اليوم واحدة من أكبر الشركات في العالم وأكثرها تنوعاً من حيث الاستثمارات الخاصة سواء في المملكة العربية السعودية، أو الشرق الأوسط وفي شركات عالمية. وتتركز محفظة المملكة القابضة الاستثمارية بشكل أساسي على 3 قطاعات اقتصادية رئيسية ذات نمو جوهري وقيمة حقيقية وهي : قطاعات الخدمات المصرفية والمالية، والفنادق، وشركات إدارة الفنادق، والعقارات. ولدى الشركة أيضاً اهتمام بقطاعات التقنية والإعلام والاتصالات، والسياحة، والمواد الاستهلاكية والرعاية الصحية، وتجارة التجزئة، وقطاع الصناعة. وتشمل المحفظة الاستثمارية أسماء تجارية متميزة بما فيها، سيتي غروب، مجموعة سامبا المالية، فيرمونت رافلز للفنادق الدولية، فنادق فور سيزونز، وفنادق ومنتجعات موفنبيك، ونيوز كوربوريشن، وتايم ورنر، وسونغ بيرد للعقارات (كناري وورف لندن)، وبروكتر آند غامبل، وهيولت باكارد، وموتورولا، وشركة والت ديزني، وأيستمان كوداك بالإضافة إلى أنشطة الشركة المحلية، وخصوصاً أنشطتها في الشركات المساهمة في المملكة، ومساهمتها في تنمية وتطوير الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث تشكل هذه القطاعات الأربعة 90 % من محفظة الشركة الاستثمارية. وتعتبر شركة المملكة القابضة اليوم أحد أكبر المستثمرين في المملكة العربية السعودية، وأكبر المستثمرين العرب في الولايات المتحدة. 2. محمد بن عيسى الجابر (2) 12 مليار دولار السعودية واصل رجل الأعمال الاستثنائي محمد بن عيسى الجابر احتلال المرتبة الثانية في قائمة الأغنياء العرب بثروة قدرت بـ 12 مليار دولار. الجابر صنع نفسه بنفسه من خلال سيرة مهنية حافلة بالانجازات معتمداً على عصاميته وخبرته في عالم المال والأعمال، وتنتشر استثمارات مؤسسة إم بي آي الجابر. التي يملكها في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية. وتضم المجموعة شركة جداول العالمية العقارية العملاقة، وفنادق ومنتجعات JJW، التي قطعت أشواطا كبيرة خلال العشرين سنة الماضية، وتضم بعضا من أشهر المعالم التاريخية في أوروبا مثل ubre cool La Ttremoille Hotel. وأوتيل بلازا الشهير، ويتواجد الأثنان في قلب مدينة باريس، وويملك منتجعات الجولف في سان لورنزو في الجراف، وجراند هوتيل فيينا. في مارس2010 افتتحت المجموعة Lakes Hitel and Spa المطلة على بحيرة Worthersee في مدينة Portschach ذات المناطق الخلابة على جبال الالب من الجهة النمساوية. في الربع الأول من 2011ستعلن المجموعة عن استحواذها على شركة فندقية ضخمة تضم فنادق في ثلاث مدن أوروبية رئيسية. يعرف الجابر بحبه للعمل الإنساني وقام بتقديم منحاً دراسية في بعض المؤسسات التعليمية التي تعتبر من بين الأفضل في العالم عن طريق مؤسسته الخاصة «مؤسسة إم بي آي الخيرية». والجابر هو الراعي المؤسس لمعهد لندن الشرق الأوسط للدراسات الأفريقية والشرقية في لندن.وقدم أيضاً تبرعات سخية لإنشاء مبانٍ جديدة لكلية دار الحكمة في جدة وفي كلية كولربس كريستي في المملكة المتحدة في جامعة أكسفورد مبنى يحمل اسمه. كما يحمل اسمه عدة مدرجات في جامعة UCL وغيرها ومجموعة أجوا وهي واحدة من أكبر شركات الأغذية في الشرق الأوسط، إضافةً إلى شركة كونتينتوال، الشركة الدولية لخدمات حقول النفط، وإدارة الموارد النفطية والتي لها مكاتب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يتركز اهتمام الجابر على استثماراته في قطاع الفنادق، التي توسع بها في العام 2008 عندما استحوذ على منتجعات في البرتغال وأعلن عن خطط مشاريع طموحة عدة في النمسا وفرنسا والمملكة المتحدة. وفي عام 2008، قامت شركة إم بي آي باستثمار بلغت قيمته الإجمالية 1 مليار يورو في مشروع لبناء برجين متميزين يشكلان معلما تجاريا في ضواحي باريس «ليتور دي ليفالوي». ويتألف كل منهما من 38 طابقا بارتفاع 164 مترا مع قاعدة مشتركة من مستويين من الطابق الأرضي.ويعد المشروع واحدا من أهم الاستثمارات في السنوات العشر المقبلة في الضواحي المحيطة بالوسط الباريسي. ويقع المشروع على ضفاف نهر السين الشهير، ويضم نحو 85 ألف متر مربع من المكاتب، وفندقا فخما يضم 400 غرفة (35 ألف متر مربع). 3. عائلة العليان (6) 11.9 مليار دولار السعودية مجموعة العليان أسسها سليمان العليان سنة 1947. بدأت كشركة نقل بري تعمل في إطار بناء خطوط التابلاين. وفي 1954 أطلق سليمان العليان شركة تجارة عامة، وطورت نشاطها مع الطفرة النفطية ليشمل المطاعم، وصناعة الأغذية، والورق، والبلاستيك، إضافةً إلى التأمين التي تطورت لتصبح أكبر شركة تأمين وإعادة التأمين في المنطقة. تمتلك المجموعة اليوم أكثر من 50 شركة، ولها حصة كبيرة في مت لايف، وفيرست بوستون وأمريكان انترناشيونال جروب. وتعود ملكية المجموعة التي تقدر بالمليارات إلى زوجة سليمان وأبنائه الأربعة خالد وحياة وحذام ولبنى. وتستثمر العليان في كريديه سويس، ورفعت حصتها في أكتوبر الماضي إلى 3.6 % للأسهم المسجلة و3.4 % سندات إلزامية قابلة للتحويل. بدت هذه الصفقة غير موفقة في البداية حيث انخفض سعر السهم إلى نصف سعره عند الشراء في شهر مارس/آذار من العام 2009، ولكنه ارتفع اليوم وأصبحت حصة العليان تساوي أكثر مما دفعته العائلة سعراً لهذه الحصة. تواصل شركة العليان البحث في فرص الاستثمار في مصر عن طريق الشركة التي تستثمر فيها حوالي 200 مليون دولار التي أسستها مع مجموعة ماجد الفطيم القابضة وأوراسكو تيليكوم. وتملك كل من العليان وماجد الفطيم 30 % من الشركة لكل منهما بينما تملك أوراسكوم تيليكوم الباقي، وتعتبر هذه المرة الأولى التي ينشأ فيها تحالف بين 3 شركات بهذا الحجم في مصر. 5. عائلة بن لادن (7) 9.8 مليار دولار السعودية مجموعة بن لادن من أضخم الشركات العاملة في قطاع البناء والإنشاءات في المنطقة الخليج العربي، وهي تمضي قدماً بمشاريع ضخمة من خلال مجموعة بن لادن. وفي حين شهدت أعمال البناء في المنطقة تباطأً شديداً بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن مجموعة بن لادن السعودية توسعت جغرافياً في هذه الفترة بشكل ملفت. وبدأت المجموعة الخاصة التي تملك أصولاً تقدر بـ 300 مليون دولار النظر إلى التوسع خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والصين هي واحدة من الوجهات التي تتطلع إليها المجموعة، وقد قامت بخطوات مميزة لتوطيد علاقاتها مع مجموعة من الشركات الصينية الخاصة الكبيرة والمؤسسات الحكومة. كبرت المجموعة التي أسسها محمد بن لادن لتصبح واحدة من الشركات الهامة في المملكة العربية السعودية عندما أولتها الحكومة مهمة توسيع الأراضي المقدسة في مكة والمدينة. كما قامت المجموعة ببناء عدة قصور في الرياض وجدة للعائلة المالكة، وتولت أمر ترميم المسجد الأقصى في القدس بعد إحراقه في العام 1969. تولى سالم الابن الأكبر لمحمد بن لادن إدارة الإمبراطورية المالية التي تركها والده بعد وفاته عام 1968 إلى أن وافته المنية هو الآخر بحادث تحطم طائرته الخاصة في تكساس عام 1988. لمحمد بن لادن 54 ابنا وابنة من عدة زيجات، 13 من أبنائه هم أعضاء في مجالس إدارة شركة العائلة، منهم بكر وحسن وإسلام ويحيى. وخلف بكر الابن الثاني لمحمد، أخوه سالم كرئيس للشركة التي توظف الآلاف في المنطقة. وقد أعلنت في العام 2008 الذراع العقاري للشركة في دبي عن خطط تمويل تصل إلى 190 مليار دولار لبناء مدينتين جديتين في كلٍ من اليمن وجيبوتي ووصلهما بجسر. ويقدم طارق بن محمد بن لادن 10 مليار دولار على الأقل من التمويل للمشروع الذي سيكلف حوالي 200 مليار دولار وفقاً للخطة. أطلق الإعلام العالمي على الجسر الذي سيصل اليمن بجيبوتي على القرن الأفريقي اسم «جسر القرن». ومن المفترض أن تبدأ أعمال البناء في أواخر العام الحالي وستستغرق حوالي 15 عاماً، وستكلف 20 مليار دولار. 6. ناصر الخرافي (3) 8.2 مليار دولار الكويت ينظر إلى عائلة الخرافي على أنها من أرباب المال والأعمال ليس في الكويت فحسب، بل في منطقة الخليج وحتى في العالم من خلال شبكة متنوعة من المشاريع والشركات في أوروبا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. وتتمتع العائلة بتاريخ عريق في عالم المال والأعمال منذ ما يناهز الـ 100 عام منذ إطلاقها على يد محمد عبد المحسن الخرافي. ويتولى نجله ناصر الخرافي إدارة عمليات المجموعة، بينما يشغل أخوه جاسم الخرافي منصب رئيس مجلس الأمة الكويتي. وبالإضافة إلى «أمريكانا» تتوزع استثمارات الخرافي في السياحة والفنادق والطيران والمطارات، وفي الصناعة خصوصاً الغذائية والورقية والهندسية منها، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والغاز والبتروكيماويات والأسمدة والزجاج وغيرها. وفي القطاع المالي، تنشط المجموعة من خلال أذرع استثمارية أبرزها شركة الاستثمارات الوطنية. كما أن للخرافي مساهمة في البنك الوطني، أكبر مصرف في الكويت، والمصنف بين أول 10 مصارف عربية، والحاصل على أعلى التقييمات الائتمانية العالمية. تقوم المجموعة بتنفيذ عدة مشروعات في سورية كفندق شيراتون حلب وفندق بلودان الكبير وتساهم المجموعة في فندق فور سيزونز. أما مصر، فتتمتع بأكبر حصة من استثمارات مجموعة الخرافي التي تتضمن استثمار نحو ملياري دولار في منطقة مرسى علم ومصنع للورق ومصنع للحواسيب (الكومبيوتر) يخطط كي ينتج 300 ألف جهاز سنوياً، بالإضافة إلى امتلاكها للشركة المصرية - الكويتية القابضة التي لها استثمارات بأكثر من 250 مليون دولار في البتروكيماويات والزجاج والمواسير والأسمدة والغاز. 7. سعيد خوري (10) 7 مليار دولار فلسطين قاد سعيد خوري شركة اتحاد المقاولين التي تعود جذور نجاحاتها إلى بداية ناجحة لخوري وشريكه حسيب الصباغ في إحراز عقد لمنشآت تخزين أنابيب النفط في شركة البترول العراقية، والذي تطلب العمل مع مجموعة «بكتل» أضخم شركة بناء في العالم. وفضلا عن ذلك، عقد خوري تحالفا استراتيجيا مع لاعبين رئيسية في الأسواق الأخرى التي دخلتها الشركة مع توسعها التدريجي. فقد كان خوري يمتلك 60 % من شركة اتحاد المقاولين الدولية وتعود ملكية الباقي لحسيب صباغ. سبق لخوري أن تولى مناصب رفيعة وعديدة مثل حاكم صندوق النقد العربي ورئيس مجلس إدارة رجال الأعمال الفلسطينيين ورئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الفلسطينية في غزة وعضو مجلس الأمناء لمعهد الدراسات الفلسطينية في بيروت وعضو مجلس الأمناء لمؤسسة بيت لحم في واشنطن وعضو مجلس الأمناء للأبرشية الإغريقية الأرثوذكسية لأوروبا. وهو عضو فخري في معهد إسبن لدراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية. ولد سعيد خوري في مدينة صفد في فلسطين عام 1923 لأب ثري يملك الكثير من الأراضي وحقوق صيد السمك في بحيرة طبريا. وكان مستثمرا ناجحا ومساهما في الأعمال الخيرية على غرار ابن عمه وابن حماه حسيب صباغ. ثم عاد سعيد إلى صفد عقب تخرجه من الجامعة عام 1946 ليؤسس شركة بناء خاصة به لكنه أجبر على المغادرة عام 1948 عند قيام إسرائيل وسقوط صفد بيد القوات اليهودية. تولى رئاسة شركة اتحاد المقاولين الدولية التي ساهم في تأسيسها في بيروت في بداية الخمسينيات مع حسيب صباغ. عرف عن خوري نجاحه في تطوير تقاليد مؤسساتية في شركة اتحاد المقاولين الدولية خلال تنفيذها الناجح لمشاريع ضخمة ومجزية في مختلف دول المنطقة. كما أنه مساهم رئيسي في مبادرات خيرية في فلسطين وخارجها. أنشأت شركة اتحاد المقاولين الدولية مشاريع بارزة في مجالات مختلفة من سجن أبو غريب في العراق عام 1969 قبل تولي صدام الحكم وحتى بناء مطار رونالد ريغان في واشنطن العاصمة ومشاريع في أذربيجان وتركيا وأفريقيا والخليج العربي. 8. عائلة بقشان (دخلت حديثاً) 7 مليار دولار السعودية تنشط أسرة بقشان ذات الأصول الحضرمية اليمنية في العديد من المجالات وبشكل خاص في مجال الاستيراد والتصدير والفنادق والعقار وصناعة المشروبات الغازية. وفي عام 2008 شرعت مجموعة بقشان بتنفيذ أول مصانع لها خاصة بإنتاج وتعبئة المشروبات الغازية والمياه المعدنية بتكلفة أولية 60 مليون دولار في محافظة لحج اليمنية. أنشأ عبدالله بقشان أضخم مشاريع التطوير العقاري بحضرموت وهو مشروع درة المكلا لتطوير مساحة من الأرض تقدر بأربعه مليون متر مربع في منطقة الريان وبتكلفه تصل إلى نحو 50 مليون دولار. ويشمل هذا المشروع السكني السياحي الاستثماري على تنفيذ 10000 وحدة سكنية و العديد من المرافق الخدمية ومركز تجاري حديث ومدينة ترفيهية ومركز سياحي وصالة سينما ومركز ثقافي بالإضافة إلى مسجد ومارينا في وسط البحر. وقبل بضع سنوات كرمت الحكومة الفرنسية رجل الأعمال والاقتصادي علي عبدالله بقشان وذلك في احتفال كبير أقيم في قصر الأليزيه، حيث سلمه الرئيس الفرنسي جاك شيراك حينذاك وسام جوقة الشرف برتبة فارس تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. 9. عائلة الغرير (6) 6.52 مليار دولار الإمارات تضم عائلة الغرير الإماراتية عدداً من أبرز الشخصيات على الساحة المحلية والإقليمية، ويأتي في مقدمتهم عبد العزيز الغرير، وهو من الشخصيات الاقتصادية الإماراتية المعروفة محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث ارتبط اسمه بـ بنك المشرق وبمشاريع استثمارية ضخمة داخل الإمارات وخارجها. ويعتبر عبد العزيز الغرير واحدا من أهم رجال الأعمال في منطقة الخليج وأحد أبرز الرموز الاقتصادية في العالم، حيث تمكن من إحراز مرتبة متقدمة في قائمة أكثر رجال الأعمال نجاحاً على المستوى الدولي، كونه يجمع بين معرفة واسعة بمجتمع الأعمال العربي ومتطلباته ودراية عميقة بأسس الاقتصاد العالمي ومعطياته ومتغيراته. يقود عبد العزيز الغرير الذي هو أيضا رئيس المجلس الوطني بدولة الإمارات، مجموعة المشرق المصرفية منذ عام 1991 وحتى وقتنا الحاضر، بعد أن حصل على شهادة في الهندسة الصناعية من جامعة كاليفورنيا التطبيقية، والتحق ببنك المشرق المعروف سابقاً بمصرف عمان عام 1977 وتدرج فيه من موظف عادي إلى منصب مدير تنفيذي لجميع عمليات البنك. اختير عبد العزيز الغرير رئيسا للمجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة في مطلع عام 2007، ويشغل بالإضافة إلى منصبه الحكومي وقيادته لمجموعة شركات عبد العزيز الغرير عدة مناصب قيادية أخرى. ومن جانب آخر، يقود سيف أحمد الغرير، وهو عم عبد العزيز الغرير مجموعة الغرير التي تعتبر من أبرز الشركات العالمية في دول الإمارات، وتضم محفظة استثماراتها مشاريع متنوعة منها مركز برجمان الشهير للتسوق في إمارة دبي. 10. عائلة الشايع (12) 6.5 مليار دولار الكويت يقود محمد حمود الشايع مجموعة شركات الشايع لمبيعات التجزئة، والتي تعتبر من أقدم الشركات العائلية في المنطقة وأكثرها تميزاً نظرا لتاريخها الطويل وتميزها في إدارة قطاعاتها المختلفة وسياساتها التوسعية التي أهلتها لتكون واحدة من الشركات القوية في منطقة الشرق الأوسط. وتقوم الشركات العائلية بدور في المنطقة باعتبارها من أهم المساهمين في القطاع الخاص بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به في خدمة المجتمع. والجدير بالذكر، أن شركة الشايع بدأت نشاطها التجاري منذ حوالي 128 عاما، وهي تمارس عملها في قطاعات عدة منها قطاع التجزئة حيث أصبحت وكيلا للعديد من العلامات التجارية العالمية منها: ستاربكس كافيه، واتش آند إم ، وبووتس، وذي بودي شـوب، ودبنهامز، وتوب شوب. وتدير الشركة حالياً مئات المتاجر موزعة في كل من الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى وتركيا وروسيا.ونجحت الشركة بالفعل في تأسيس مكانة راسخة لتصبح من أنجح مشغلي عمليات التجزئة في الأسواق التي يغطيها نشاطها. كما إن النمو المطرد الذي تشهده أقسام الشركة وعلاماتها التجارية، يعززه استثمارها الدائم في الموارد البشرية والبنى التحتية وأفضل ممارسات عمليات التجزئة والتسويق وتقنية المعلومات والخدمات اللوجستية والعقارات والإدارة المالية. وشركة محمد حمود الشايع هي ذراع تجارة التجزئة التابعة لـ «مجموعة الشايع»، التي تأسست في الكويت عام 1890، وتمثل اليوم واحدة من أنشط وأهم الشركات في الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى تجارة التجزئة، تنشط مجموعة الشايع في قطاعات عدة، ومنها العقارات والسيارات والفنادق والتجارة والاستثمارات. 11. عائلة الجفالي (دخلت حديثاً) 6.2 مليار دولار السعودية تعتبر مجموعة شركات الجفالى رائدة في مضمار التجارة والهندسة والخدمات، إضافة إلى الحقل الصناعي. ومجموعة الجفالي هي إحدى أبرز الشركات السعودية المتعددة النشاطات. يشمل نشاط المجموعة ،التي يعود تأسيسها إلى سنة 1948 تجارة السيارات وقطاع الغيار وتجارة المواد الكيمياوية والأجهزة المنزلية وبيع المعدات الصناعية والتأمين. تأسست شركة إبراهيم الجفالى وإخوانه عام 1946، وذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والبدء بإقامة اقتصاد عالمي جديد، وقد كان حينها اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية ما زال حديثاً. ومع تلك البداية، قامت شركة الجفالي بنقل التكنولوجيا الحديثة والمنتجات المتطورة إلي المملكة العربية السعودية، حيث كانت أول من قدم خدمة ذات نفع عام في المملكة العربية السعودية وذلك بتأسيس وتوزيع الكهرباء في الطائف عام 1948، وبعدها انتقلت الشركة إلى مجال الاتصالات والأسمنت. كما كان لشركة الجفالى إسهام في بناء اقتصاد المملكة العربية السعودية، إذ بدأت باستيراد المنتجات التقنية من جميع أنحاء العالم إلي كافة المناطق، وقامت بتسويق منتجات كثيرة منها المعدات المنزلية الكهربائية وآلات البناء والسيارات والشاحنات ومعدات الطباعة وقطع غيار الآليات. واليوم تعتبر مجموعة شركات الجفالي رائدة في مضمار التجارة والهندسة والخدمات، إضافة إلى الحقل الصناعي. وكامتداد طبيعي في تعاونها مع الشركات الرائدة في العالم، فقد أنشأت شركة الجفالي عدداً من المصانع لتصنيع المنتجات التي كانت تستوردها في السابق. ومن هذه المصانع، الشركة الوطنية لصناعة السيارات، وإنتاج الشاحنات بالتعاون مع شركة مرسيدس-بنز الألمانية، والشركة السعودية لصناعة المباني الحديدية لإنتاج المباني الحديدية بالتعاون مع شركة بتلر الأمريكية، والشركة السعودية لصناعة المكيفات، والشركة السعودية لصناعة الثلاجات، والشركة العربية الكيماوية، لإنتاج المواد العازلة واللاصقة، والشركة السعودية لصناعة التراكتورات. للمجموعة عدة شراكات مع عدة شركات عالمية أبرزها مرسيدس-بينز وسيمنس وآي بي إم وميشلان. 12. عائلة كانو (9) 6.1 مليار دولار البحرين تعتبر عائلة كانوا من العائلات البحرينية المهمة والتي استحوذت على مكانه متقدمة في عالم الاستثمار الإقليمي والعالمي . كانت أولى استثمارات العائلة في عالم خدمات السفر والطيران في عام 1937 حيث استطاعت انطلاقاً من شركتها «كانو للسفر» توفير خدمات تزويد الوقود لشركة إمبريال إيرويز. وفي العام 1947 أضحت شركة «كانو للسفر» أول وكالة سفريات مصرحة من قبل الهيئة العالمية للطيران المدني IATA في منطقة الخليج. أما شركة كانو ماشينيري فقد انطلقت أعمالها في الإمارات أواسط الستينات. وتتضمن نشاطاتها اليوم تنظيم المعارض والبرمجيات أيضاً. استفادت عائلة كانو من الطفرة الاقتصادية التي عاشتها دول الخليج العربي وما صاحب ذلك من ازدياد إنفاق الحكومات على مشاريع البنى التحتية مما انعكس إيجاباً على قطاع الخدمات اللوجسيتة. وتواصل مجموعة كانو توسيع نطاق عملها خاصة في أنشطة شركاتها التابعة العاملة في مجال السياحة، من خلال تحالفاتها مع شركات ووكالات سياحة وسفر عالمية. في العام 1890 أسس الحاج يوسف بن أحمد كانو شركة عائلية صغيرة في البحرين كانت بمثابة النواة لمجموعة كبرى من الشركات توصف اليوم بأنها أكثر الشركات العائلية شفافية وموثوقية في المنطقة. وقد وسعت مجموعة كانو أعمالها أوائل الثلاثينيات نحو المملكة العربية السعودية، وفي أوائل الستينات وصلت إلى أبوظبي ودبي والشارقة في دولة الإمارات. 13. طارق عبد الله القحطاني (دخل حديثاً) 6 مليار دولار السعودية مجموعة عبد الهادي القحطاني وأولاده، التي أسسها الراحل الشيخ عبد الهادي عبد الله القحطاني العام 1950 تعتبر واحدة من أكبر وأشهر الشركات الخاصة في السعودية، وتتمتع بعلاقات ممتازة مع كل من القطاعات الحكومية والتجارية في جميع أنحاء المملكة، وقد وقع رئيس الشركة طارق عبد الله القحطاني عام 2008 عقداً للتنقيب عن البترول في مربع (12) في إقليم دارفور السوداني. وتنشط مجموعة شركات القحطاني في مجالات النقل والتنقيب عن البترول والعقار والبتروكيماويات والكثير من المجالات الأخرى. 14. مبارك السويكت (16) 5.2 مليار دولار السعودية أسس مبارك السويكت، المقاول والصناعي ذو الرؤية المبتكِرة، شركة السويكت للتجارة والمقاولات التي أصبحت اليوم قوة رائدة في صناعة الإنشاءات في المملكة العربية السعودية. وبعد سنوات ناجحة في مجال الإنشاءات والمقاولات العامة، تعتز الشركة بالمستوى المتوازن من التنوع الصناعي الذي وصلت إليه، والذي قلّما يتكرر في أماكن أخرى من العالم. وعبر هذه السنوات، بنت شركة السويكت للتجارة والمقاولات نفسها على أسس راسخة، كواحدة من الشركات الرائدة في مجالات الإنشاءات متعددة الاستخدامات، والتجارة العامة، والسفر والمواصلات، والتموين والإعاشة، والزراعة، وإسكان العائلات والعمال، والاستثمارات العقارية والتعليم والطاقة. ويقع المقر الرئيس لشركة السويكت للتجارة والمقاولات في مدينة الخبر السعودية، بينما تنتشر فروعها داخل وخارج المملكة العربية السعودية. وللشركة حالياً مكاتب وعمليات في كل من الخبر، والرياض، وجدة، والبحرين، ودبي، وسويسرا، وبلغاريا. 15. محمد عبد اللطيف جميل (13) 5.1 مليار دولار السعودية تعد مجموعة عبد اللطيف جميل التي تأسست في 1945 ورئيسها محمد عبد اللطيف جميل أسطورة ليس في المملكة العربية السعودية وحسب، وإنما في الشرق الأوسط بأكمله. واليوم أصبحت المجموعة أكبر وكيل لشركة تويوتا في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة ووسط آسيا والصين. كما تنشط أيضاً في قطاع العقارات والتمويل والحلول البرمجية والإعلان والإعلام والتوزيع وبيع الإلكترونيات والمعدات المنزلية. توظف مجموعة عبد اللطيف جميل أكثر من 100 ألف موظف حول العالم، منهم 2000 في المملكة المتحدة وحدها، كما تدير المجموعة أكبر شركة تمويل في المملكة العربية السعودية. يعرف عن جميل رعايته للفنون الإسلامية، وقد أسس صالة تعرض أكثر من 100 ألف قطعة فنية إسلامية في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن. ومن ناحية أخرى يعمل جميل مع عدد من المؤسسات في الشرق الأوسط يتناولون معاً قضية خلق 80 مليون فرصة عمل في السنوات العشرين القادمة. 16. عبد الله الفطيم (21) 5.06 مليار دولار الإمارات بدأت مجموعة الفطيم، التي تأسست خلال عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، أعمالها كشركة تجارية. وأدى التطور السريع خلال عقدي الأربعينيات والخمسينيات إلى ترسيخ اسم المجموعة على مستوى المنطقة لتصبح مؤسسة تجارية وصناعية وخدمية متكاملة، ولتكرس مكانتها كواحدة من الشركات التجارية الرائدة في منطقة الخليج. وتضم الفطيم، والتي يقع مقرها الرئيسي في دبي، 7 أقسام تشغيلية هي: السيارات، الهندسة، الإلكترونيات والتكنولوجيا، التجزئة، التمويل، الخدمات العامة، إضافة إلى العقارات والشراكات العالمية. وتدير المجموعة عملياتها من خلال ما يزيد على 65 شركة في قطاعات متنوعة مثل التجارة والصناعة والخدمات، ويتجاوز عدد موظفيها 20.000 في مختلف أنحاء دولة الإمارات والبحرين والكويت وقطر وعّمان ومصر والسعودية وسريلانكا وسورية وباكستان وسنغافورة وأوروبا. 17. عائلة الناغي (دخلت حديثاً) 5 مليار دولار السعودية الصورة غير متوفرة تعود بداية مجموعة يوسف الناغي وأولاده إلى عام 1911 عندما وضع أحد سكان جدة ويدعى محمد عبد الوهاب الناغي أسس أمبراطورية تجارية، كان لها في ما بعد حضور كبير في ميدان الابتكار والتسويق وتكنيكات صناعة الأسماء التجارية. وقد بنى الراحل يوسف الناغي، نجل عبد الوهاب الناغي المجموعة في شكلها وسمعتها الراهنة، حيث أنها تدار وتشغل حاليا من قبل الأولاد الأربعة ليوسف الناغي: محمد وياسر وصالح وعمار. ورغم أن مجالها الرئيسي كان الأعمال اللوجستية والتوزيع، فان الشركة استطاعت تنويع أعمالها إلى قطاعات تجارة الجملة والخدمات والنقل والإطعام والصناعة. ومن خلال مقرها الرئيسي في جدة تشغل المجموعة كل فروعها في السعودية بشبكة كاملة من المكاتب والمخازن والمعارض وكذلك في دولة الإمارات ومصر من خلال عدة شركات ناشطة. ومن بين شركائها بي إم دبليو وماستر فود ومارس وبوتس وهيونداي وإل جي إليكترونيكس وفيليبس ولوريال إضافة إلى العديد من الشركات العالمية الأخرى التي كلفت مجموعة الناغي بتسويق منتجاتها. 18. ماجد الفطيم (20) 4.9 مليار دولار الإمارات نجح ماجد الفطيم مؤسس ورئيس مجموعة ماجد الفطيم في إبداع فكرة إنشاء مراكز التسوق ومجمعات الأسواق الشاملة «هايبرماركتس» على صعيد المنطقة. وقد غيرت رؤيته الإبداعية وجه أنشطة التسوق والترفيه والاستجمام على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وافتتح ماجد الفطيم أول مركز تسوق عام 1995، منشئاً منذ ذلك التاريخ شركة تحظى بأهمية عالمية بارزة. وقد نقلت تلك الشركة خلال العقد الماضي مفاهيمه وأفكاره إلى عدد من المدن الكبرى داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبر عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل عمان، وقطر، والسعودية، والبحرين، ومصر، ولبنان. وتتكون المجموعة من عدد من الشركات التخصصية التي تكمل كل منها الأخرى، ولكنها تدار بشكل منفصل. 19. سليمان عبد العزيز الراجحي (11) 4.57 مليار دولار السعودية يشغل سليمان الراجحي منصب رئيس مجلس الإدارة لبنك الراجحي، البنك الإسلامي الأكبر في المملكة العربية السعودية، والذي تأسس بمرسوم ملكي عام 1988. إلا أن تاريخ البنك يعود إلى 1940 عندما بدأ عملياته كصراف للنقود في المملكة. واليوم تتضمن عملياته خدمات مصرفية في قطاع التجزئة والشركات والاستثمار. يملك سليمان الحصة الأكبر في البنك، ولكن الشهور الست الماضية لم تكن جيدة بالنسبة لسليمان ولمصرفه وكانت من الممكن أن تكون أسوأ حيث خسرت أسهم البنك أكثر من 50 % من قيمتها بين أغسطس/آب 2008 ومارس/آذار 2009، إلا أنها أحرزت تقدماً منذ ذلك الحين حتى اليوم واستقرت الآن على ثلثي قيمتها في أغسطس/ آب 2008. قال البنك أن أرباحه في شهر يوليو/تموز الماضي ارتفعت بنسبة 1.7 % سنوياً. وفي تقرير حول بورصة السعودية صرح البنك أن أرباحه وصلت إلى 472.3 مليون دولار في الربع الثاني من السنة المنتهي في 30 يونيو/حزيران مقابل 464 مليون دولار في الربع الأول من العام. وإضافة إلى بنك الراجحي لسليمان الراجحي اهتمامات أخرى مثل الاستثمار في إنتاج الأسمنت والزراعة العضوية. ومن جهة أخرى يعرف عن سيلمان أنه محب لفعل الخير، وقد أسس مؤسسة SAAR الخيرية التي تقدم الدعم المادي والعيني للإعمال الخيرية المتمثلة في الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية والإنسانية. 20. عبد الله الرشيد (دخل حديثاً) 4.55 مليار دولار السعودية مجموعة شركات الرشيد، هي إحدى الشركات المتخصصة في المملكة العربية السعودية في قطاع الهندسة والنفط والغاز والبتروكيماويات وحلول توليد الطاقة، ومقرها مدينة الخبر. تركّز مجموعة الرشيد على ابتكار تقنيات جديدة وتطويرها، الأمر الذي يكمّل خطط المجموعة في تنويع نشاطها. كما تشارك المجموعة عشرات الشركات العالمية لاستقدام منتجات وخدمات متخصصة إلى المملكة العربية السعودية. وتركّز المجموعة بشكل رئيسي على نقل وتوفير التكنولوجيا في قطاع الطاقة وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية والمنطقة.وقد أسست مجموعة الرشيد مع شركة «درسر راند» العالمية شركة «درسر راند العربية المحدودة» بحصة 50 % لكل شريك. وقال عبد الله بن رشيد الرشيد رئيس مجلس الإدارة أن مجموعة الرشيد تملك ما حصته 50 في المائة من شركة ناتكو الرشيد المحدودة بالشراكة مع شركة ناتكو العالمية التي تدير مراكز أبحاث وتطوير في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. وتختص هذه الوحدة الصناعية بتقنية وتصنيع أوعية الضغط اللازمة لعمليات معالجة الزيت والغاز بأحدث وسائل التكنولوجيا، لخدمة مشاريع الصناعات النفطية والبتروكيماوية في منطقة الخليج باعتبارها أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم. ومن أبرز المعدات المنتجة في المصنع أجهزة فلاتروهيدروسيكلون، وأنظمة التحكم، وأجهزة تنظيف السوائل وفصلها، وأجهزة تخفيف تقلب الضغط، وأجهزة إزالة الأملاح، وأجهزة إزالة الغاز، وأجهزة نزع الماء، وأجهزة قياس، وأنظمة التفعيل الذاتي وصيانتها. 21. عمر حمد المانع (دخل حديثاً) 4.5 مليار دولار قطر أنشأ عمر حمد المانع مجموعة المانع في عام 1961، ممثل وكلاء للعديد من الشركات في قطر مثل: شركة فورد للسيارات كرايسلر ودودج والجيب وبيجو وشركة بي ام دبليو وكوكا كولا وبيتزاهت. لمجموعة المانع 18 شركة تابعة ذات أنشطة متنوعة مع أكثر من 22 شركة منتسبة و تعمل الشركات بفاعلية منذ 43 عاماً. إحدى أهم نشاطات مجموعة المانع هي تنمية قطاع البترول والغاز وتمثيل شركات دولية عديدة. المانع ساعد في افتتاح المدرسة الأميركية في قطر في عام 1980، ومنذ ذلك الحين وهو عضو مجلس إدارة أمناء المدرسة الأميركية، وعضو مجلس إدارة العديد من الشركات المحلية. تعتبر مجموعة المانع واحدة من أكبر البيوت التجارية في قطر، منذ إنشائها في 1960، والتي تنمو بقوة وازدهار، وكانت لها مساهمة فعالة في البنية التحتية في قطر. وتتمتع المجموعة اليوم بالتنوع الكبير في أنشطتها والذي أسهم بنجاح في عملية التنمية الاقتصادية في قطر، من خلال إعادة استثمار الأرباح وتوظيف أفضل المهارات الإدارية وإنشاء المشاريع المشتركة مع كبرى الشركات العالمية تقدم مجموعة من الخدمات المهنية إلى الشركات الأجنبية التي لها مصالح في دولة قطر ودول الخليج العربي. 22. عصام الزاهد ( دخل حديثاً)4.3 مليار دولار السعودية الصورة غير متوفرة يشغل عصام الزاهد منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة الزاهد التي تأسست في العام 1951 مع شركة الزاهد للإنشاءات. كانت المجموعة في ذلك الوقت تساهم في تخطيط المدينة المنورة إضافةً إلى بناء الطرق والمباني والمرافق الأخرى. كما حظيت بفرصة أن تكون الشركة الأولى التي تقوم ببناء مقرات خفر الشواطئ على طول ساحل المملكة العربية السعودية. وصلت الشركة إلى ذروة نشاطها في العام 1958، وكانت حينها تقوم ببناء الجسور والأنفاق، ويمكن القول أن مجموعة الزاهد قامت ببناء معظم البنية التحتية للمواصلات والتي مازالت تعتمد طرق المملكة عليها. توظف المجموعة حوالي 30.000 موظف وتتوسع نشاطاتها لتشمل المناجم والخدمات اللوجستية والنفط والغاز والصناعة وتقنية المعلومات والمواد الغذائية والعديد غيرها. 23. محمد الشربتلي (دخل حديثاً) 4.1 مليار دولار السعودية الشيخ محمد الشربتلي هو نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة ساماكو الوكيل الحصري لسيارات أودي في المملكة. ولمجموعة ساماكو العديد من الأنشطة والمشاريع الاستثمارية الرائعة. فهناك شركة ساماكو قسم السيارات، الموزع الرسمي لكل من سيارات فولكس فاجن وأودي وبورش، حيث توفر للعميل خدمات متكاملة بجانب المبيعات والخدمات المساندة لها ومبيعات قطع الغيار والتمويل والكماليات وخدمات الإصلاح. وهناك قسم ساماكو للمعدات البحرية المتعددة بما فيها توريد أفخر اليخوت العالمية والقوارب والمحركات والكماليات البحرية. أما قسم ساماكو لألعاب الأطفال، فيقوم بتوزيع أشهر ماركات الألعاب العالمية وغيرها من الماركات الواسعة الشهرة، كما تتوفر شبكة توزيع كبيرة تلبي كافة احتياجات العملاء في أي مكان، وهناك قسم ساماكو المختص بتنفيذ أعمال البناء والمقاولات والإنشاءات البحرية وتنسيق الحدائق وشبكات المياه وإنشاء الطرق داخل المملكة وخارجها. وللمجموعة أيضاً قسم يختص بالأعمال الترفيهية وهو متعهد للخدمات الترفيهية كالمتنزهات ومراكز التسلية وملاعب الأطفال والملاهي، ويقوم أيضاً باعداد دراسات الجدوى وتقديم كافة الاستشارات والأفكار التخطيطية فيما يخدم هذا القطاع الحيوي. 24. محمد كمال جمجوم (44)4.02 مليار دولار السعودية مجموعة جمجوم هي كيان تجاري مرموق تتمتع بأكثر من 100 عام من الخبرة في السعودية. وتتبعها شركات جمجوم للآليات والمعدات وجمجوم لمعدات الصناعة الحديدية وجمجوم للسيارات، وجمجوم للوكالات العامة وجمجوم للمخازن الطبية وجموم فارما وجدة ترايدنت. 25. عائلة بوخمسين (47) 4 مليار دولار الكويت عبر السنوات تنوعت نشاطات مجموعة بوخمسين لتشمل أنشطتها الفنادق والمطاعم والتصنيع والتأمين والعمليات المصرفية. وفي الآونة الأخيرة أطلقت مجموعة بوخمسين الشركة العربية للاستثمار وهي أداة استثمارات مصرفية وإدارة أصول، ومن بين الشركات المدرجة تسيطر مجموعة بوخمسين على 51 في المئة من الشركة العربية العقارية وعلى 49 في المئة من بنك الكويت الدولي وعلى أكثر من 60 في المئة من شركة وربة للتأمين. ولا يوجد ضمن مجموعة بوخمسين قطاع مهيمن، وحتى القطاع الأضخم - وهو العقاري - لا يمثل أكثر من 20 في المئة من إجمالي عمليات المجموعة. 26. عائلة قرقاش (15) 3.71 مليار دولار الإمارات تدير عائلة قرقاش مجموعة قرقاش الاستثمارية التي تنشط القطاع العقاري والإنشاءات والالكترونيات والتأمين بالإضافة إلى التطوير الصناعي. اقترن اسم المجموعة بـسيارات «مرسيدس» حيث أنها تعتبر الموزع العام لمرسيدس بنز في دبي والشارقة والإمارات الشمالية. وتعتبر عائلة قرقاش أسرة عريقة في قطاع التجارة، حيث أن شركة مشاريع قرقاش أسست عام 1957 على يد الراحل علي قرقاش، وهي وكيل دايملر كرايزلر الوحيد في دبي والشارقة والإمارات الشمالية لسيارات مرسيدس بنز. وقد شهدت الشركة نمواً لافتاً على مر السنين، ففي حين لم تكن تستورد أكثر من سيارتين عام 1963، أصبحت الإمارات منذ سنوات أكبر سوق لمجموعة سيارات مرسيدس في المنطقة حيث حققت شركة مشاريع قرقاش مبيعات قياسية أخرى بلغت 4043 سيارة. 27. سعد الحريري (18) 3.7 مليار دولار السعودية نال سعد رفيق الحريري مؤخراً ثقة الأغلبية في البرلمان اللبناني في الحكومة التي شكلها مؤخراً بعد مخاض طويل استمر شهوراً للخروج بحكومة نالت إجماعاً من قبل معظم الأطراف السياسية في لبنان. وسعد هو نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وهو الأثرى في عائلة الحريري. أدار سعد جزء من أعمال والده في المملكة العربية السعودية حتى اغتيال والده في فبراير/شباط من العام2005، عاد حينها إلى لبنان ليتابع مسيرة والده السياسية. وهو رئيس شركة سعودي أوجيه العملاقة التي تعمل في قطاعات متعددة بدء من الإنشاءات وصولاً إلى الاتصالات. تخرج سعد بدرجة في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون في واشنطن. وفي بعض القوائم التي أعدتها أريبيان بزنس صنفت عائلة الحريري كمجموعة واحدة، كما في قائمة الأثرياء العرب السابقة. ولكن بالنظر عن قرب نجد أن تلك النظرة لم تكن دقيقة. لذا اخترنا اليوم أن نقسم العائلة إلى أفراد نظراً لعلاقاتهم وأعمالهم واهتماماتهم المختلفة. 28. عائلة ساويرس (24) 3.55 مليار دولار مصر تسيطر عائلة ساويرس على 3 شركات هي أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم الفنادق وأوراسكوم للمقاولات. ويقود نجيب ساويرس شركة أوراسكوم للاتصالات ويدير سميح شركة الفنادق بينما يتولى ناصيف أعمال قطاع العقارات. وقد دخل نجيب ساويرس في خلاف مع شركة فرانس تيليكوم للاستحواذ على حصته في شركة موبينيل، التي تقدم خدمات الهاتف الجوال في مصر، وأكد أنه سيدافع عن حقه في شركة موبينيل حتى النهاية وانه لا يخشى من نفوذ فرانس تليكوم التي تساندها الحكومة الفرنسية، ومن جانب آخر، ادعت شركة أوراسكوم أن شركة الاتصالات الجزائرية «جيزي» التي تملكها عقب مبارة مصر والجزائر الأخيرة والتي شهدت تصعيداً متبادلاً بين الطرفين، تتعرض لمحاولة للضغط من خلال مطالبة مصلحة ضرائب الشركات الكبرى بالجزائر شركة أوراسكوم تيليكوم «جيزي» بسداد 596.6 مليون دولار ضرائب عن ثلاثة أعوام سابقة، وبحسب تأكيدات بشارة أن أوراسكوم تيليكوم معفاة من الضرائب لمدة ثلاث سنوات. 29. حمد صالح باعشن (دخل حديثاً) 3.5 مليار دولار السعودية أنشئت شركة أحمد صالح باعشن عام 1920، وتتاجر الشركة في مجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية ومنها الشاي(ربيع، أبوجبل، ولورد) والسكر (سكر النحلة). وتحتل الشركة مركز الصدارة في جميع القطاعات التي تتعامل فيها. كما تقدم منافسة قوية للمنتجات المختلفة العالمية بمنتجها الرئيسي شاي ربيع. وتستخدم الشركة أحدث التقنيات والنظم لإدارة سلسلة توزيعها المستقلة. وفي عام 1995 أنشأت الشركة مصنعا للشاي يعد من أكبر وأحدث مصانع الشاي المتكاملة في الشرق الأوسط. ويغطي المصنع جميع العمليات ابتداءً من مرحلة شراء الشاي، والتذوق، والخلط، إلى التعبئة، والتوزيع، والبيع. وفي عام 2007 أسست الشركة سلسلة مقاهي ومحلات تي يانا .أما في بداية عام 2008 فقد دخلت الشركة سوق المشروبات الغازية الباردة بتقدم مشروب مودز وتتعامل في العديد من السلع الاستهلاكية. وتمتلك الشركة واحداً من أفضل المصانع في مجال إنتاج الشاي على مستوى العالم. وهي وكيل حصري لعلامات بارزة مثل أكوا بلو، وقساطلي شتوره، وسبورتي فروت جوس، وسنابل وكوكاكولا وقهوة كابولين ومام كافي وإنتربراند - لبنان، قهوة مصر، وشركة مياه الهدا المحدودة، وشركة مسافى للمياه المعدنية، ونظم المياه والبيئة (رينسوفت) ولذيذة ومياه غدير وشركة الصناعات السعودية لأغشية وأجهزة التحلية وشركة شاس لخدمات المياه وشاي ناشفيل. 30. فيصل العيار (دخل حديثاً) 3.4 مليار دولار الكويت يرأس فيصل العيار مجموعة مترامية الأطراف من المال والمصارف والتأمين، إلى السياحة والفندقة والطيران، مروراً بالصناعة والإعلام. انتسب العيار إلى القوات المسلحة الكويتية كطيار حربي، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليعود نقيباً طياراً. ثم مالبث أن استقال من القوات الجوية بداية الثمانينات ليعمل في شركة "مبارك العيار للمقاولات"، وقام بأعمال خاصة ومشاريع صغيرة إلى أن تولى منصباً قيادياً في الشركة السعودية الدانمركية للألبان والأغذية "سدافكو". يترأس فيصل العيار حاليا شركة المشاريع الكويتية "كيبكو"، وتعد الشركة احد اللاعبين المهمين في ميادين الخدمات المالية والإعلامية والاتصالات في المنطقة والعالم، وتنضوي تحتها مجموعة من أكثر من 70 شركة. وتشير آخر تقارير البورصة الكويتية إلى أن قيمة المجموعة تقارب مليار دولار، وتبلغ حصص المساهمين اقل من 44%، ومن المعتقد أن العيار يملك باقي الحصص جميعها. في 2007 أعلن فيصل العيار عن اتمام بيع 51 % من أسهم رأس مال الوطنية للاتصالات التي تملكها شركة مشاريع الكويت والأطراف المتحالفة معها إلى شركة كيوتل للاستثمارات الدولية في قطر على أساس 4.600 دنانير للسهم الواحد نقداً بسعر إجمالي للصفقة بلغ نحو 1.075 مليار دينار، أي ما يعادل 3.718 مليارات دولار. 31. عائلة باناجه (دخلت حديثاً) 3.3 مليار دولار السعودية في يونيو/ حزيران 2009 أطلقت مجموعة باناجة القابضة هويتها الجديدة بدلا من اسمها السابق (الشركة السعودية للتوريدات) وتتفرع من المجموعة الجديدة 4 شركات وهي "باناجة للأدوية"، "باناجة للمعدات الطبية"، "باناجة التجارية"، و"سعودي لوجستك" برأسمال يبلغ 200 مليون ريال، وذلك بهدف إعادة هيكلة جديدة لإدارة المجموعة ما يساعد على زيادة إنتاجيتها وتوسعاتها. يذكر أن مبيعات مجموعة باناجة بلغت العام الماضي 1.7 مليار ريال، وأوضح يوسف باناجة الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن إعادة الهيكلة لشركات المجموعة ستمكنها من التحرك بمرونة أكبر في القطاعات التي تنشط فيها، إضافة إلى القدرة على القيام بعمليات استحواذ واندماج مع شركات أخرى سواء إقليمية أو دولية. وقد وقعت مؤخراً شركة باناجة للأدوية ، إحدى شركات باناجة القابضة، عقد اتفاقية مع مصنع قطر للمحاليل الطبية "قطر فارما" لتوزيع منتجات المصنع في المملكة العربية السعودية كأول ثمار التعاون الصحي بين المملكة العربية السعودية وقطر. وتساهم هذه الصفقة في تعزيز العلاقات الأخوية المميزة بين قطر والسعودية. 32. عائلة العثيم (دخلت حديثاً) 3.28 مليار دولار السعودية مجموعة شركات العثيم القابضة هي امتداد لمؤسسة صالح العثيم التجارية، التي أسسها في عام 1376هـ (1956م) الشيخ الراحل/ صالح العثيم رحمه الله، حيث افتتحت تلك المؤسسة موقعها الأول في قلب منطقة العمل التجاري بالرياض متخصصة في تجارة المواد الغذائية. وفي عام 1981 قام الأستاذ عبد الله بن صالح العثيم وإخوانه بمواصلة العمل التجاري الذي بدأه والدهم وذلك بتوسيع العمل من خلال فتح مراكز وأسواق تجارية أخرى للبيع بالجملة والتجزئة. ويعد اسم مجموعة العثيم القابضة أحد أهم الشركات الرائدة في مجال صناعة الأسواق المركزية وجملة المستهلك. وقد استمرت الشركة في تقديم تجربة تسويقية جيدة وممتعة من خلال الأسعار المنافسة جداً، والخدمات المتميزة والجودة، وقادت هذه الصناعة ليس فقط بتقديم أفكار جديدة في التسويق، بل في تأسيس مفاهيم إبداعية رائدة في التعامل مع العملاء والموردين، وإدخال تقنيات جديدة في تجارة التجزئة والجملة من خلال فروعها المنتشرة بالمملكة. وبعد هذه النجاحات بدأت الشركة أنشطة جديدة كلها تصب في نفس القالب التسويقي الذي خططته لنفسها ومنها صناعة الترفيه وإنشاء المجمعات التجارية ونشاط الاستثمار العقاري الذي هو أحد أهم الأنشطة والتي جميعها مكملة للأنشطة السابقة. ونظراً لهذا التوسع والنجاح الكبير الذي تحققه شركة العثيم القابضة، كان عليها لزاماً أن تقوم بتحويل جزء من شركة أسواق العثيم إلى مساهمة عامة. وفي عام 2000م تحولت مؤسسة العثيم إلى شركة ذات مسئولية محدودة ، وظلت الشركة تحقق معدلات نمو إيجابية تؤكد التطور الملحوظ في نشاط الشركة ، حيث بلغت معدلات النمو معدلات مرتفعة. وتعد شركة العثيم للاستثمار والتطوير العقاري إحدى مجموعة شركات (العثيم القابضة) التي تعتبر في مقدمة الشركات المتخصصة في مجال إدارة تخطيط وتسويق وتشغيل المجمعات التجارية الضخمة. وتمتلك شركة العثيم للاستثمار والتطوير العقاري حتى الآن 5 مجمعات تجارية ضخمة تحتوي على أكثر من 5 ملايين قدم مربع كمساحة قابلة للإيجار، تتميز بموقعها الفريد والمتميز. وسهولة الوصول إليها وهذه المجمعات هي: العثيم مول الربوة بالرياض والعثيم مول (خريص) بالرياض، والعثيم مول بالقصيم، والعثيم مول (الدمام)، والعثيم مول (الإحساء). وتعد شركة العثيم القابضة نموذجاً لاقتصاد المملكة المزدهر. 33. عبد اللطيف الفوزان (دخل حديثاً) 3.26 مليار دولار السعودية مجموعة شركات عبد اللطيف ومحمد الفوزان هي إحدى أبرز المؤسسات الوطنية العاملة في المملكة العربية السعودية تأسست قبل أكثر من 30 عاما قامت خلالها بتوسيع نشاطها ليشمل مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية يعمل تحت مظلتها الآن أكثر من 12 شركة ومؤسسة وطنية، ويمثلها الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان عضو مجلس إدارة "الأولى". وعلى الصعيد الداخلي استطاعت الشركة الأولى أن تظفر بأقوى العقود التسويقية وتكوين تحالفات قوية ومتميزة نظراً للقوة التي اكتسبتها الشركة من خلال تواجدها في السوق العقارية مما جعلها أحد أهم الشركات العملاقة في المملكة. وقد تأسست شركة عبد اللطيف ومحمد الفوزان عام 1969 لملئ الفراغ في قطاع مواد البناء في السعودية. واليوم أصبحت الفوزان واحدة من أكبر الشركات المستوردة للصلب، الخشب، المواد الكهربائية وأدوات النجارة، كما أنها رائدة في مجال تصنيع المنتجات الخشبية ومنتجات الصلب اللازمة للصناعات الإنشائية. 34. عائلة السعيدان (دخلت حديثاً) 3.22 مليار دولار السعودية يعد العام 1934 التاريخ الفعلي لانطلاقة مجموعة شركات عبدالله محمد بن سعيدان وأولاده العقارية كإحدى أهم الأسماء وأعرقها في السوق العقاري في المملكة العربية السعودية، الذي اتخذ من عاصمتها الرياض منطلقاً له. وبتجارب وخبرات متعددة في صناعة العقار بدأها الشيخ محمد بن عبدالله بن سعيدان وطورها أبناؤه من بعده جاء تأسيس مجموعة شركات عبدالله بن محمد بن سعيدان وأولاده العقارية إحدى ثمار هذا التاريخ الطويل. وتعتبر شركة آل سعيدان للعقارات من الشركات العقارية الكبرى الرائدة في المملكة العربية السعودية والعالم العربي ، حيث تحظى الشركة بسجل حافل من الإنجازات التنموية في مجال تطوير المخططات العمرانية وتنظيم المساهمات العقارية وإنشاء المجمعات التجارية والسكنية وبيع وشراء العقارات المحلية والخارجية وتقديم الاستشارات العقارية والقيام بالتثمين. بدأت شركة آل سعيدان للعقارات نشاطها منذ 1969م وقامت بدور فعال في تطوير وتهيئة الأراضي للمشاريع التجارية والسكنية والصناعية في الرياض وغالبية المدن الكبرى من المملكة العربية السعودية ،وقد عملت الشركة على تطوير نظام المساهمات العقارية ، كما تعتبر الشركة من أوائل الشركات في مجال الاستشارات العقارية والتثمين العقاري ، سواء على المستوى المحلي أو العربي. 35. عبد العزيز السليمان (دخل حديثاً) 3.2 مليار دولار السعودية الصورة غير متوفرة عبد العزيز السليمان هو عميد عائلة السليمان السعودية المعروفة. ولد عبد العزيز في عام 1934 ، وكان والده وزيراً للمالية. وقد أنهى دراسته المتوسطة في مصر ثم درس في جامعة لافاييت الأمريكية واجتاز دورة خبرة في "تشيز مانهاتن بنك، النقد. وكان أساس النشاط العملي لعائلة السليمان هو عمليات الوساطة مع شركات السيارات "داتسون" و"سكانيا ـ فابيس". وقد انشأوا فنادق ضخمة في جدة والدمام ومكة والقاهرة. وفي الوقت الحاضر يرأس عبد العزيز السليمان اتحاد العائلة "عبد العزيز السليمان وإخوته"، الذي بلغ رأسماله 130 مليون ريال، وشركة "عبد العزيز عبد الله السليمان وشركاه"(36 مليون ريال). عدا عن ذلك فهو يرأسإادارة "سعودي هوتل كومباني" و"سعودي لايت اندستري"، و"سعودي كابيتال كاربوريشن" و6 شركات أخرى وكذلك "الجزيرة بنك". وهو (مع الخاشقجي) عضو في ادارة البنك العربي ـ الأفريقي الدولي، وبنكين عربيين - فرنسيين، وشركة قابضة في لوكسمبورغ، والشركة الأمريكية "بونتون مولدينغ كومباني". وينشط عبدالعزيز السليمان من خلال شركة "رولاكو" القابضة التي أسسها عام 1968، حيث تمتلك فندق "إنتركونتننتال" في جنيف ، وتتركز أعمال السليمان في البناء والنقل والطاقة ، ويرأس مجلس إدارة الفرع السويسري لشركة رولاكو القابضة. 36. نظمي أوجي (25) 3.18 مليار دولار العراق نظمي أوجي واحد من رجال الأعمال الناجحين في المملكة المتحدة. يرأس نظمي أوجي الرابطة الإنجليزية ـ العربية في بريطانيا، وتتوزع استثماراته في العديد من الدول العربية والغربية وتمتلك مجموعة جنرال ميديترانيان هولدينغ العائدة له سلسلة فنادق الرويال الكبرى. كما تمتلك المجموعة استثمارات كبيرة في العديد من القطاعات المصرفية والصناعية والعقارية والإنشائية والتكنولوجية. وبعد تنفيذه لمشروع فندق لو رويال في منطقة ضبية شمال بيروت والبدء بتشغيله قبل نحو 3 أعوام، يشرع رجل الأعمال العراقي الأصل نظمي أوجي (الحائز على الجنسية اللبنانية أيضاً) في تنفيذ فندق هيلتون في بيروت من خلال مجموعة العقارات والأبنية التي يملكها بالمشاركة مع رجال أعمال لبنانيين. ويقع فندق هيلتون عند جادة أفنيو بارك قريباً من وسط بيروت التجاري. يقال إن ثروة نظمي أوجي جمعت بداية من تجارة الأسلحة على المستوى الدولي، ويكفي أن يكون من الغنى لترتبط ثروته ومصادرها بكثير من الجدل. كسب 500 مليون دولار لتطوير شبكة الهاتف المحمول في العراق، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية طلبت من سلطة التحالف المؤقتة في بغداد إلغاء 3 عقود لإنشاء شبكة الهاتف الجوال في العراق، وذلك بعد اكتشاف تجاوزات من قبل الشركات وارتباطها المفترض بصدام حسين. على الرغم من أن أوجي نفسه كان قد سجن من قبل في ظل نظام صدام حسين وهرب بعدها خارج العراق في عام 1980 بحسب صحيفة صندي تايمز البريطانية. يحمل أوجي الجنسية البريطانية، وقد أسس بنفسه 120 شركة وتبلغ قيمة شركته «البحر المتوسط العامة القابضة» حوالي ملياري دولار. 37. بكري القزاز (دخل حديثاً) 3.17 مليار دولار السعودية بدأ حسين بكرى قزاز نشاطه عام 1942بمحل صغير في مدينة مكة المكرمة، ونجح في أن يجعل مجموعة بيوت "قزاز" التي زاد عددها عن 60 معرضاً تغطى جميع أنحاء السعودية هدفاً ومزاراً لكل من يبحث عن التميز الراقي. ويعتبر قزاز من أكبر بيوت التسوق في المملكة، وهو يضم جميع الأنشطة الاقتصادية الخاصة بمتطلبات الرفاهية من ذهب ومجوهرات وساعات وإكسسوارات وعطور وملابس رجالية وأقمشة وملابس نسائية. وحصل قزاز على وكالات 48 ماركة عالمية من الساعات الفاخرة التي تضم كارتييه، رادو، موسيرو، غوتشى، تاج هويير، أوميجا، موفادو، بريتلنج، بوم آند ميرسيير، ستيزن، وبولوفا. وتعتبر شركة حسين قزاز وأولاده واحدة من أكبر وأعرق المؤسسات السعودية في مجال تسويق وبيع العطور، مواد التجميل، الاكسسوارات، الساعات، المجوهرات والتحف الفضية والكريستال، الأزياء، المنتجات الجلدية، المجوهرات، الهدايا وغيرها. كما تعمل الشركة كموزع لمنتجات العديد من الماركات العالمية وبخاصة بالنسبة لمستحضرات التجميل والساعات والعطور. 38. أسامة إسماعيل أبو داوود (دخل حديثاً) 3.1 مليار دولار السعودية الصورة غير متوفرة مجموعة أبو داوود هي شركة دولية متنوعة الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. وتغطي استثماراتها قطاعات واسعة بما في ذلك البيع والتوزيع والتجارة والعقارات والاستثمارات المالية والتعليم والتدريب. أهم شركاتها هي شركة إسماعيل علي أبو داوود التجارة التي أسسها محمد وإسماعيل أبو داوود في العام 1935 وتخصصت حينها في قطاع البيع بالجملة، وتقوم اليوم بأكبر عمليات توزيع في المملكة العربية السعودية كما تعتبر الموزع الأول للسلع الاستهلاكية في المملكة. إسماعيل أبو داوود ليست الموزع الأول في المملكة فحسب، وإنما هي أيضاً الموزع المفضل لدى العديد من الشركات العالمية المرموقة مثل بروكتر أند جامبل وكلوروكس وكويكر وفيريرو وفونتيرا. إن امتلاك الشركة لشبكة توزيع ضخمة من 20 مخزنا ومرافق توزيع إضافةً إلى أسطول من 200 شاحنة يعزز كفاءتها في التوزيع دون أي تأخير لأكثر من 20 ألف محل بيع بالتجزئة في أكثر من 140 مدينة وضاحية. يشغل اليوم أسامة إسماعيل أبو داوود منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة، المنصب الذي استلمه في العام 2005 بعد وفاة والده إسماعيل إثر مرضٍ عضال. سيطر إسماعيل على ساحة الأعمال في المملكة العربية السعودية لأكثر من 7 عقود، وكان رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة الإسلامية منذ تأسيسها وحتى وفاته. 39. عبد الكريم الخريجي (دخل حديثاً) 3 مليار دولار السعودية عمل رجل الأعمال السعودي عبد الكريم الخريجي في مشروعاتٍ كثيرة تنوعت بين تدوير الورق والمقاولات والفنادق والإعلام والعقارات. وهناك مجموعة عبد الإله الخريجي التي أنشئت عام 1980 والتي يمتلكها المهندس عبد الإله الخريجي ويملك عبد الإله الخريجي شركة الفنادق الراقية بعلامة "سنترو" لروتانا التي أعادت تعريف مفهوم الفنادق الاقتصادية في المنطقة وشكلت إضافة نوعية مميزة لقطاع السياحة في المملكة خصوصاً والشرق الأوسط بشكل عام. يقول محمد عبد الله الخريجي مدير عام مجموعة الخريجي للمقاولات أن المركز العالمي هو شركة من مجموعة شركات الخريجي وومن ثم تم تطوير شركة قابضة لضم جميع شركات المجموعة، بدأت منذ 30 عاماً وتحديدا مع بداية الطفرة الاقتصادية الأولى، وهي شركة متخصصة في مشاريع القطاع الخاص المتميزة، وعملت في مشاريع حكومية وصحية ومشاريع مستشفيات ومشاريع طرق، لكنها تخصصت في قطاع المباني المتميزة واستمرت في هذا النشاط ولديها عدة مشاريع مختلفة تتوزع بين المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى ومنطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة. 40. عادل العوجان (دخل حديثاً) 2.9 مليار دولار السعودية الشيخ عادل العوجان هو رئيس مجلس إدارة شركة العوجان الصناعية، أكبر الشركات الخاصة في منطقة الخليج في مجال المرطبات والحلويات. وتمارس العوجان الصناعية نشاطها في مجال تصنيع وتسويق وتوزيع تشكيلة واسعة من العلامات التجارية الخاصة بها التي تحتل مكانة متصدرة في أسواق الشرق الأوسط وخارجها وتعتبر منطقة الخليج نواة رئيسية لعماها و تركز على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين والكويت وعمان وقطر. وقد نمت العوجان الصناعية في أعمالها وفي مختلف القطاعات حيث استمرت في تنفيذ استراتيجية طموحة وبتنويع أعمال الشركة داخل المملكة وخارجها، حيث أعلنت عن تأسيس مصنعين في إيران باستثمارات وصلت قيمتها إلى 100 مليون دولار، إضافة إلى مصانعها الحالية في المملكة والإمارات العربية المتحدة. وتعزيزاً لسياساتها التسويقية في دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق وشمال أفريقيا والمشرق العربي، قررت العوجان منذ سنوات دخول السوق الهندية. وتعد "العوجان الصناعية"، التي تحقق عائدات تزيد على 400 مليون دولار سنوياً، أكبر شركة خاصة في قطاع السلع الاستهلاكية الرائجة بالشرق الأوسط. وكانت العلامات التجارية "باربيكان" و"راني" و"هاني" و"فيمتو" قد أسهمت بدور كبير في النجاح الذي حققته شركة العوجان، الشركة الأساسية في مجموعة العوجان. وعبر ذراعها "راني الدولية"، نجحت مجموعة العوجان في الدخول إلى القطاع العقاري عبر مجموعة من المشاريع المتنوعة، تشمل تطوير الأبراج السكنية والتجارية في منطقة "الخليج التجاري" بدبي، إلى جانب تشغيل عدد من المنتجعات الفخمة في منطقة أفريقيا الجنوبية. 41. عائلة الزامل (22) 2.8 مليار دولار السعودية تعتبر مجموعة الزامل القابضة واحدة من أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية بعد مسيرة عملها الطويلة منذ تأسست في العام 1930. تتوسع نشاطات الزامل بين الصناعية والتجارية، إلا أنها تتميز في كل المجالات التي تنشط بها بدءاً من تصنيع مكيفات الهواء إلى صناعة الأغذية إلى الحديد إلى خدمات السفر. توظف الشركة اليوم، والتي بدأت بالعمل في مجال تصنيع البلاستيك منذ 30 عاماً، حوالي 10 آلاف موظف في 55 دولة. كما للشركة حصة كبيرة في الشركة المركزية للطاقة في البحرين، وهي واحدة من الشركات القلائل التي تغطي الطلب المتزايد في منطقة الشرق الأوسط. وتبلغ حصة الزامل في هذه الشركة حوالي 200 مليون دولار. تأسست المجموعة على يد الراحل عبد الله الحمد الزامل، وهو رجل أعمال سعودي أسس شركة تجارة لبيع المواد الغذائية والأنسجة في مملكة البحرين في 1930. 42. منصور العجة (دخل حديثاً) 2.7 مليار دولار سوريا الصورة غير متوفرة يدير منصور العجة شركة تاغ وير وهو مساهم رئيس في فريق سباقات ماكلارين مرسيدس ويقضي معظم وقته في طائرته النفاثة يقوم بالتفتيش على مقار شركة تكتيك اتانجارد وهي إمبراطورية ضخمة تتعامل مع الالكترونيات والتكنولوجيا المتطورة ومن بين مساهماته الكبيرة امتلاكه 30 % من أسهم فريق ماكلارين مرسيدس لسباقات فورمولا 1. تولى منصور رئاسة الشركة بعد وفاة والده أكرم العجة عام 1991 وكان أكرم قد بنى أعمالة بنقل التكنولوجيا الغربية إلى بلاد الشرق الأوسط والخليج بعد الحرب العالمية الثانية. عائلة العجة معروفة بثرائها منذ الستينيات وهي متعددة الجنسية (سورية - سعودية - فرنسية ) تقيم بشكل شبه دائم بسويسرا حيث تدير أعمالها وتمتلك العديد من الشركات الكبرى منها شركة TAG heuer السويسرية الشهيرة لصناعة الساعات وهي ماركة الساعات المعتمدة بالفورمولا1 لحساب الأزمنة. 43. عائلة معوض (دخلت حديثاً) 2.5 مليار دولار لبنان روبرت معوض هو رئيس مجموعة معوض للمجوهرات التي تأسست في جنيف عام 1890. ويدير هو وأبناؤه الثلاثة آلن وألفرد وباسكال المجموعة التي دخلت مؤخراً في مجال الفندقة، غير أن روبرت معوض قرر التخلي عن قيادة المجموعة لصالح ابنه الأكبر آلن منذ يناير/كانون الثاني 2010. وقد اشترت مجموعة معوض قبل عامين المبنى القديم لمصرف HSBC المُطل على بحيرة جنيف بقيمة 90 مليون دولار لتحويله إلى فندق في غضون 5 سنوات. وتمتلك عائلة معوض 12 من أكبر 20 ماسة في العالم، و5 مراكز لصقل الماس، و35 محلاً لبيع المجوهرات و4000 وسيط ووكيل مبيعات. 44. أيمن الحريري (34) 2.41 مليار دولار السعودية أيمن الحريري هو الثالث بين أبناء رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الخمسة، يظهر في هذه القائمة. يوصف أحيانا بأنه العقل التكنولوجي للأسرة بسبب هوسه بالتكنولوجيا. ولقد وضع مؤخرا بصمته على قطاع الاتصالات كما عمل مهندسا في كونسورتيوم إنتلسات للأقمار الصناعية، وأيضا وفي شركة عائلية للاتصالات اللاسلكية في جنوب أفريقيا.يشغل أيمن الآن منصب نائب مدير عام وعضو مجلس إدارة سعودي أوجيه، ونظرا لموهبته الهندسية فان له علاقة بكل المشاريع العائدة لعائلة الحريري. وقد ابتعد أيمن حتى الآن عن الساحة السياسية، ومع نمو اهتماماته في عالم الأعمال، فانه ينظر إليه على أنه الوريث لإرث أسرة الحريري. 45. عصام فارس (37) 2.4 مليار دولار لبنان كان الملياردير عصام فارس الذي يبلغ من العمر الآن 70 عاماً صبياً عادياً، كبر في منطقة زراعية في شمال لبنان ولكنه كان دائماً يعلم أنه يريد أن يصبح تاجراً. في عام 1954، عندما كان في السابعة عشرة من العمر ترك عصام ميشيل فارس بلده وعمل كموظف في شركة للأطعمة في قطر. وبعد عامين، أصبح رئيس مجموعة أبيلا، ثم بدأ بإدارة نشاطاتها في باكستان، الكويت، إيران والسعودية. عندما أصبح في الـ38 من العمر بدأ فارس عمله الخاص وأسس شركة هندسة مدنية وفيها عمل على عدة مشاريع هامة منها أطول جسر في العالم، الذي يصل مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية. بعدها باع الشركة لشركة طيران بريطانية، واشترى شركة استثمارية في هيوستن (ودج جروب) التي تعتبر أحد الشركات الرائدة اليوم. تنشط مجموعة ودج في النفط، الغاز، التطوير العقاري، والخدمات التمويلية. قرر فارس العودة إلى وطنه ودخول معترك السياسة. انتخب عضواً في البرلمان عام 1996، واحتل منصب نائب رئيس الوزراء حتى العام 2005. خلال فترة حياته في الخارج، كون فارس علاقات مع جورج بوش الأب، جيمس بيكر، وبوش الابن. وفي رحلة قام بها منذ فترة ليست بالبعيدة أجرى اجتماعاً مطولاً مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. كما له علاقات مع شخصيات ملكية وسياسية أوروبية عديدة، بالإضافة إلى أصحاب النفوذ في الشرق الأوسط. 46. بهاء الحريري (36) 2.3 مليار دولار السعودية بهاء الحريري البالغ من العمر 42 عاما هو أكبر أبناء رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وهو ثالث أبناء الحريري في هذه القائمة. في مارس/آذار الماضي غادر بهاء شركة سعودي أوجيه المملوكة للعائلة، الناشطة في مجال المقاولات والاتصالات لمباشرة أعماله الخاصة في العقار والتي يديرها من مقره في جنيف. وتشارك شركة الحريري المسماة هورايزون للتطوير، شركة تطوير عقاري مملوكة للحكومة الأردنية، لبناء مشروع مدينة مصغرة في ميناء العقبة على البحر الميت بقيمة 5 مليار دولار. وفي لبنان تبني هورايزون للتطوير أبراجا سكنية ومراكز تسوق وفندقا بقيمة تقدر بـ 500 مليون دولار. كما أن بهاء الحريري خريج جامعة بوسطن الأمريكية، له أعمال تبلغ عدة مليارات من الدولارات في مدينة تبوك الاقتصادية الواقعة في شمال غرب السعودية، وهو رئيس لناديين رياضيين لكرة القدم في لبنان. 47. محمد شفيق جبر (39) 2.1 مليار دولار مصر محمد شفيق جبر رئيس مجموعة أرتوك جروب المصرية للاستثمار والتنمية، ويتقاسم نفس المعايير المتعامل بها داخل نادي الأثرياء العرب. فبالإضافة إلى تولى القيادة من والده وتحمله مسئولية نمو الشركة المصرية للاستثمار والتنمية، كان محمد شفيق جبر مؤسس ورئيس الغرفة التجارية الأمريكية في مصر ورئيس مجلس الأعمال العربي ورئيس مجلس المستشارين للبنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكل هذه المناصب ليست سوى شيء متواضع مقارنة بالمناصب التي أسندت إلى الملياردير المصري. فبالإضافة إلى كل تلك المناصب فإن محمد شفيق جبر هو عضو في المبادرة من أجل السلام والتعاون في الشرق الأوسط ، وكان شريكا لـ»اعمار» في شركة اعمار مصر بقيمة 4 مليارات دولار، دون أن ننسى الدور البارز الذي لعبه محمد شفيق جبر في اجتذاب مستثمرين أجانب من مختلف الأقطاب للاستثمار في مصر. مجموعة «Artoc» شركة استثمارية تطورت بسرعة منذ تأسيسها لتنشأ مؤسسات تجارية تحت مظلتها في جميع أنحاء العالم. وتعمل الشركات التابعة والمؤسسات الفرعية لها تحت ستة أقسام، تشمل، قسم السيارات، قسم النشر، قسم مشروعات المرافق والمشروعات الهندسية الخاصة، قسم المنتجات الاستهلاكية وقسم العمليات الدولية. وتوجه أنشطتها إلى أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وحديثا في آسيا. كما استحوذت المجموعة مؤخرا على حصة من أسهم صندوق «سرت انوفيتشر» الإماراتي وصلت إلى 10 % في صفقة تجاوزت قيمتها 10 ملايين دولار، فيما يبلغ رأسمال الصندوق 100 مليون دولار. وبإتمام هذه الصفقة ينضم محمد شفيق جبر، إلى مجلس إدارة الصندوق. أيضا أطلقت المجموعة شركة «ارتوك يونيفرسال بروبرتيز» المتخصصة في الإنشاءات والاستثمار والتنمية العقارية. وتعنى الشركة الجديدة بتطوير المشاريع العقارية للاستخدامات التجارية والسكنية والإدارية والترفيهية، وتتخذ من مصر مقرا رئيسيا لها كما تتحضر للانطلاق إلى سائر أسواق المنطقة وخارجها. وهي ثمرة شراكة بين أرتوك وكل من شركتي يونيفرسال بيلدرز وكوشمان ووايكفيلد الأمريكيتين برأسمال مرخص قدره مليار جنيه مصري ـ أي ما يعادل 175 مليون. 48. عبد المحسن الحكير (45) 2 مليار دولار السعودية يرتبط اسم مجموعة شركات الحكير بقطاع الترفيه في المملكة. فقد كان مؤسس المجموعة ورائدها ورئيسها عبد المحسن الحكير أحد أول المستثمرين في مجال الترفيه في المملكة حيث تعود جذور الشركة إلى عام 1965. وقد اعتمدت مجموعة الحكير طيلة الأربعة عقود الماضية على سمعتها ونجاحاتها للتوسع إلى مجالات جديدة ولتحقيق نمو ديناميكي في جميع ميادين نشاطاتها. وتشغل المجموعة اليوم أكثر من 6000 موظف كما تلعب دورا رئيسيا في مجالات الترفيه والسياحة والعطلات. ولدى المجموعة حقيبة من أكثر من 70 فندقا وحديقة ترفيهية ومطعما يحمل أسماء عالمية وأكبر سلسلة من مدن الترفيه والاستجمام في كامل منطقة الشرق الأوسط. وقد أسس الحكير المجموعة عام 1965 للسياحة والتنمية بإنشاء حديقة صغيرة في منطقة الملاذ بالرياض. ومنذ ذلك الحين أوصل المجموعة إلى قمم جديدة حيث توسعت جغرافيا، كما توسعت من حيث نوعية المشاريع الاستثمارية. لقد لعب الحكير دورا رياديا في صناعة السياحة في المملكة، والحكير بوصفه رئيسا للمجموعة فانه زعيم الاستثمار بلا منازع في قطاع الترفيه والسياحة في المملكة. وقد منحته ايطاليا وساما لإنجازاته ولسلسة فنادق جولدن توليب كما أطلقت عليه للقب «شيخ السياحة الخليجية». 49. أحمد وحسن هيكل (دخل حديثاً) 1.7 مليار دولار مصر أحمد هيكل هو رجل أعمال مصري من مواليد عام 1962. يقود أحمد وشقيقه حسن (أبناء الصحفي المصري المعروف محمد حسنين هيكل) شركة القلعة (سيتادل المالية) للاستشارات المالية من مقرها الرئيسي في العاصمة المصرية القاهرة، وهي شركة متخصصة في قطاع الاستثمار الخاص وتقوم حالياً بإدارة استثمارات تصل إلى 8.3 مليار دولار في 14 شركة متخصصة في صناعات متعددة أهمها صناعات الإسمنت والزجاج والتعدين والبترول والطاقة والنقل النهري والبنوك الاستثمارية والإعلام والزراعة والصناعات الغذائية. قبيل مشاركته في تأسيس القلعة للاستشارات المالية، شغل أحمد هيكل منصب العضو المنتدب للمجموعة المالية هيرميس ، وخلال معظم فترة عمله فيها كان رئيساً للأربع قطاعات المكونة للمجموعة، بما في ذلك قطاع الاستثمار المباشر، وقطاع السمسرة، وقطاع الاستثمار البنكي، وقطاع إدارة الأصول. وقد كان لأحمد هيكل دور كبير في تطوير المجموعة وتنمية حجم أعمالها وقيادة توسعاتها في المنطقة بعد أن انضم إليها وهي مازالت في مرحلة التأسيس. يستحق أحمد هيكل لقب مهندس الصفقات العملاقة، فخلال الفترة ما بين عامي 1999 و2001، كان هيكل المحرك الرئيسي والقوة الدافعة وراء تطوير أعمال المجموعة المالية "هيرميس" في مجال الاستثمار المباشر، حيث قام بقيادة عدد من الصفقات الكبرى والاستثمارات الناجحة. 50. محمد العيسائي (دخل حديثاً) 1.7 مليار دولار السعودية مجموعة عمر قاسم العيسائي هي الوكيل الحصري بالمملكة لمجموعة سب الفرنسية المالكة لمنتجات مولينكس - تيفال - روانتا وكروبس. وتحرص مجموعة عمر قاسم العيسائي على تطوير مشاريع متعددة الاستخدامات في مناطق مميزة بالمملكة العربية السعودية كما تواكب التطور المستمر الذي يشهده السوق العقاري في مدينة جدة والمملكة بشكل عام. وتأتي مشاريعها العقارية لتوفر منتجات متعددة تخدم الأنشطة التجارية وتنسجم مع تطلعات واحتياجات المجتمع، حيث يعتبر برج العيسائي من أبرز المشاريع في منطقة وسط جدة ويتوسط مركز النشاط الاقتصادي والتجاري الحاشد بمؤسسات الأعمال والمتاجر ذات التاريخ العريق. ولمجموعة عمر قاسم العيسائي 3 شركات عقارية هي شركة عقارات للتطوير والتنمية، والشركة السعودية للتطوير العقاري، والشركة السعودية لخدمات التقسيط المحدودة. ومن مشاريعها إضافة لبرج العيسائي، مخطط حي درة المدينة ومخطط حي زهرة المنار ومخطط الفهد ومخطط حي الواحة ومشروع كورنيش 52 في منطقة الكورنيش الشمالي. وقد رصدت المجموعة ما يقارب المليار ريال سعودي لتساهم في تطوير وتنفيذ هذه المشاريع. ويقول الشيخ محمد عمر قاسم العيسائي، الرئيس التنفيذي لمجموعة عمر قاسم العيسائي: "تعتبر مشاركتنا في معرض جدة للعقار فرصة كبيرة لاستعراض أبرز مشاريعنا التي شرعنا بتنفيذها على أرض الواقع، وأيضاً لتبادل الآراء والخبرات من خلال جلسات وأوراق عمل المعرض، مما يسهم في تطوير الفكر العقاري في المملكة العربية السعودية من للمستثمرين والمواطنين". الصور من تجميع اخوكم الدرب المضئ لايعني انها صحيحة 100% لكن على القراء تنبيهي في حالة الخطأ. أنت الزائر لموضوعاتي رقم |12-27-2010, 01:13 AM||رقم المشاركة : 2| ما شاء الله |12-27-2010, 09:09 PM||رقم المشاركة : 3| |03-14-2011, 12:34 AM||رقم المشاركة : 7| ههههههههههههههههههه |03-14-2011, 09:40 PM||رقم المشاركة : 8| |03-14-2011, 09:43 PM||رقم المشاركة : 9| |03-14-2011, 09:46 PM||رقم المشاركة : 10| ليليان |مواقع النشر (المفضلة)| |الكلمات الدلالية (Tags)| |معنى, العربي, الوطن, رجم, صور| نعــمـ للــإبدآع والتميز بالرد .. لآ .. للـردود البــاهتهـ والتقليديـة |الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)| |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع| جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المملكة
<urn:uuid:0a057541-666e-48ff-bcfa-f2c01ea1a595>
CC-MAIN-2015-22
http://www.lion20.com/vb/showthread.php?t=35059
2015-05-28T15:48:14Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929422.8/warc/CC-MAIN-20150521113209-00050-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.917193
Arab
32
{"arb_Arab_score": 0.9171934127807617, "ary_Arab_score": 0.04271996021270752, "ars_Arab_score": 0.02047913707792759, "arz_Arab_score": 0.015221662819385529}
> عرض خرائط السعة > عرض مخططات الطوابق الاجتماعات يفخر فندق فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) بتقديم مرافق الاجتماعات الاحترافية بوسط مدينة بيتسبيرغ المدعومة بمجموعة شاملة من الخدمات الاحترافية الحديثة، وهو بذلك يعكس توقعات العاصمة ذات المستوى العالمي. ويحظى مسئولو التخطيط للأحداث لدينا بالتمرس في التخطيط للأحداث التي تحقق نجاحات لا مثيل لها في أماكن الاجتماع لدينا في منطقة الأعمال المركزية بمدينة بيتسبيرغ. تشتمل أماكن الاجتماعات في الفندق على غرف اجتماعات مرنة يتخللها الأضواء الطبيعية وغرفة اجتماعات، وقاعة رقص كبرى غاية في الروعة. وهذه الأماكن مُصممة لاستضافة اجتماعات مديري الشركات التي تضم 12 شخصًا أو المؤتمرات الاحترافية التي تضم 700 شخصًا، حيث أننا نحرص على توفير كل ما تحتاج إليه في إقامة الحدث الخاص بك في بيتسبيرغ. يتوافر متخصصون معتمدون لدى فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) لتنظيم الاجتماعات ومدير للمآدب لتنظيم التفاصيل الهامة التي تحوّل الاجتماع الجيد إلى اجتماع رائع والإشراف عليها. تضمن خدمات الدعم من شركة PSAV، إحدى شركات الصوتيات والمرئيات الرائدة بالعالم، أن يسمع كل شخص من الحضور ويشاهد عروضك التقديمية المليئة بالحيوية. حفلات الزفاف يحظى فندق فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) الذي يقع في قلب مدينة بيتسبيرغ بأفضل وسائل الراحة ويوفر خدمة لا تضاهى لإقامة حفل زفاف خاص بك في بيتسبيرغ لا يوصف إلا بكلمة واحدة، أنه حفل زفاف لا ينسى. فبدءًا من الردهة الساحرة إلى قاعة الرقص جراند يقدم فندق فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) أماكن عصرية أنيقة يمكنها بكل سهولة صنع حفل الزفاف الذي تحلم به. وسواء كان الحدث هو استضافة احتفال حميم أو استقبال فاخر لـ 500 شخص، فإنك ستستمتع بخدمات مدير مبيعات الأطعمة المتفاني والمتمرس للتعاون في جميع تفاصيل يومك الخاص، وستحظى بخدمات مدير مأدبة لتنظيم الحدث على أفضل ما يكون وسيتعاون معك فريق الطهي الحائز على جوائز من أجل وضع قائمة طعام مخصصة لك تكون متفردة مثلك. استمتع بجميع وسائل الراحة التي يحظى بها فندق فيرمومنت بيتسبيرغ (Pittsburgh) أول فندق معتمد حائز على تصنيف Leed "ليد" الذهبي بمدينة بيتسبيرغ، عندما تقيم حفل زفافك. اختار حفل زفاف فيرمونت واحصل على وصول حصري لبرنامجنا الخاص بشهر العسل من الفئة البلاتينية. المناسبات الاجتماعية إن الأحداث الاجتماعية الرائعة تستحق مكانًا خاصًا. إن فندق فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) هو أحدث الأماكن بوسط مدينة بيتسبيرغ وأكثرها عصرية لإقامة الأحداث الراقية والمناسبات الاجتماعية. يفخر فريق الخبراء في فيرمونت بيتسبيرغ (Fairmont Pittsburgh) بضمان أن جميع الأحداث قد تجاوزت التوقعات - اترك لنا الشؤون اللوجستية وسيتحقق كل شيء بأفضل المعايير.
<urn:uuid:d0114b6a-96d4-4cd1-bc7a-06fb885bf92c>
CC-MAIN-2015-22
http://www.fairmont.ae/pittsburgh/press-room/press-contacts/
2015-05-23T10:20:10Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207927458.37/warc/CC-MAIN-20150521113207-00025-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.963147
Arab
357
{"arb_Arab_score": 0.9631468653678894, "ars_Arab_score": 0.012536082416772842, "ary_Arab_score": 0.011624444276094437}
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - العود آلة موسيقية فنية - عود خشب لنبات من جنس العود - يستعمل كبخور - مقبرة العود مقبرة ضخمة يدفن بها أفراد العائلة المالكة السعودية. هذه صفحة توضيح : تحتوي صفحة التوضيح على قائمة مقالات ذات عناوين متقاربة. إذا وجدت وصلة لها في مقالة، غير الوصلة لتشير إلى المقالة المناسبة من القائمة.
<urn:uuid:e657750f-e04e-4ea3-bc78-61e43f27d49b>
CC-MAIN-2015-22
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF
2015-05-24T15:52:53Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928019.82/warc/CC-MAIN-20150521113208-00230-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.978302
Arab
78
{"arb_Arab_score": 0.9783022999763489, "ary_Arab_score": 0.011877190321683884}
يعيش في كنفها منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره توفيت عروس أرجنتينية عن عمر يناهز 82 عاما بعد أقل من شهر على دخولها قفص الزوجية. وكانت العروس الراحلة أديلفا فولبيس قد لفتت الأنظار في الشهر الماضي بزواجها بشاب صغير لا يزيد عمره عن 24 عاما. وقد نقلت أديلفا إلى المستشفى وهي تعاني مشاكل في القلب بعد عودتها من شهر العسل الذي قضته مع زوجها رينالدو وافيكشي في البرازيل. وتوفيت بمدينة "سانتا في" التي تزوجا فيها. وكانت أديلفا قد تجاهلت الانتقادات التي وجهت إلى زواجها بهذا الشاب الصغير وهو إبن واحدة من أفضل صديقاتها. وقال الزوج المفجوع لوكالة اي اف اي للأنباء "لا يمكنني تحمل فكرة أنني فقدتها". وكان العاشقان قد تزوجا في 28 سبتمبر أيلول الماضي بعد سنوات طويلة من الخطبة. ويقال إن حبهما ترعرع بعد انتقال رينالدو وافيكشي للعيش معها بعد وفاة والدته وكان عمره حينئذ 15 عاما. WB-OL
<urn:uuid:081d88c5-6ab8-41ee-840a-61f7dbfb7396>
CC-MAIN-2015-22
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7057000/7057437.stm
2015-05-26T14:28:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928864.16/warc/CC-MAIN-20150521113208-00295-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.966806
Arab
52
{"arb_Arab_score": 0.9668060541152954, "ary_Arab_score": 0.021506141871213913}
دبي الشرقية 4 ديسمبر: اعلنت البحرية الأميركية اليوم الثلاثاء أنها لم تفقد أية طائرة من دون طيار فوق منطقة الخليج مؤخراً نافية ما أعلنه الحرس الثوري الإيراني عن إنزال طائرة استطلاع أميركية وكان قائد سلاح البحر بالحرس الثوري الايراني الادميرال علي فدوي اكد أن قوات الحرس الثوري اعترضت ثاني طائرة من دون طيار اميركية فور دخولها أجواء البلاد في منطقة الخليج ونقلت وكالة فارس عن فدوي قوله ان الوحدات الدفاعية والمنظومات البحرية بالحرس الثوري اصطادت الطائرة الاميركية من دون طيار فور انتهاكها الاجواء الايرانية حيث تم انزالها وهي حاليا بيد القوات الايرانية . وأكد فدوي أن طائرة التجسس الاميركية على حد تعبيره التي تم انزالها هي من طراز “اسكن ايغل” وتنطلق عادة من السفن العملاقة في عرض البحر ، مشددا على جهوزية قواته لتنفيذ مهامها وتفوقها المعلوماتي الشامل في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز .
<urn:uuid:8026aaa4-19da-40d7-b7a0-433962140934>
CC-MAIN-2015-22
http://www.alsharqiya.com/?p=29951
2015-05-28T21:53:39Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929656.4/warc/CC-MAIN-20150521113209-00015-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.957764
Arab
24
{"arb_Arab_score": 0.9577639102935791, "ary_Arab_score": 0.023733383044600487}
هذا جواب كتبته إجابة لبعض الإخوة الذين سألوا وقد لبس عليهم ، منذ عام تقريبا، ثم رأيت أهمية الاطلاع عليه .والله الموفق. حكم النظر إلى الأفلام والصور الخليعة، والرد على بعض الشبهات. فإن شريعة الإسلام شريعة كاملة شاملة، نزلت من لدن عليم خبير ،ولأنها كذلك فهي مليئة بالحكم والمصالح التي يراها كل من له مسكة من عقل أو فهم, ومن خصائص هذه الشريعة الغراء أنها توافق الفطرة،وتراعي المصالح في المعاش والمعاد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،وبعد: والله سبحانه وتعالى ما أمر بأمر إلا وفيه للناس مصلحة ومنفعة،و لا نهاهم عن أمر إلا وفيه شر ومضرة. وديننا قائم في حقيقته على التسليم ،وليس من شرط تطبيق الأحكام معرفة عللها ،لكن إذ عرفت العلل والحًًٍَُِكم،فذلك نور على نور. ومسألة:حكم النظر إلى الصور العارية،والأفلام الخليعة،مسألة كثر تحذير العلماء منها ،والتنفير عنها، لما تشتمل عليه من المفاسد الدنيوية والأخروية. ثم يخرج بعض من نظر في كتب أهل العلم فوجد شبهة حسبها دليلا فطار بها ، كأنها وافقت هواه ،وأرضت مبتغاه، فجوز للناس هذا الفعل، ولكن أهل العلم حقيقة لهم نظر في النصوص ومعرفة في سياقاتها ،فليس كل من جلب نصا من كتاب حاز دليلا ،لأن الاستدلال بالدليل موقوف على فهمه ومعرفة مهيجاته وسياقته. وقد وصلني من بعض الأخوة نصوصا استند إليها من قال بجواز النظر إلى الصور الخليعة استلها من سياقها ،وها أنا أنقلها بنصها ثم أحللها وأبين فقهها. 1-قال ابن الهمام الحنفي رحمه الله تعالى في : "شرح فتح القدير" (3/131) "النظر من وراء الزجاج إلى الفرج مُحرِّم ـ أي : في المصاهرة ـ بخلاف النظر في المرآة، ولو كانت في الماء فنظر فيه فرأى فرجها فيه ثبتت به الحرمة، ولو كانت على الشَّط فنظر في الماء فرأى فرجها لا يُحرِّم " فهم المجوز من هذا :أن ابن الهمام عندما يقول (لا يحرم) أنه يقصد أن النظر لا يحرم إلى فرج المرأة في المرآة والماء، وهذا من نزع النصوص من سياقها. فابن الهمام –رحمه الله- يقرر مسألة (هل النظر إلى فرج الأم أو تقبيلها يحرم البنت ) وقد أورد هذه المسألة تحت فصل: (في بيان المحرمات المحلية الشرعية من شرائط النكاح). فالكلام إذن في أمر آخر غير ما أراد الناقل للنص الاستدلال به،فإن قوله (لا تحرم) أي لا يحرم الزواج بالبنت بالنظر إلى فرج أمها من خلال المرآة أو الماء. هذا قصد ابن الهمام،على أن المسألة من أفراد الحنفية،وهي من أضعف مسائلهم كما يعرف الممارس للفقه،فلم يقل أحد غيرهم بأن النظر المباشر أو غير المباشر إلى فرج الأم يحرم البنت أو العكس. 2-ما جاء في حاشية قليوبي وعميرة على شرح "منهاج الطالبين" حيث جاء فيها: "وشمل النظر ما لو كان من وراء زجاج أو مهلهل النسج أو في ماء صاف . وخرج به رؤيةالصورة في الماء أو في المرآة فلا يحرم ولو مع الشهوة" أقول:جاء هذا النص في " كتاب النكاح" والسياق هنا :في ما يجوز للخاطب أن يراه من مخطوبته،وما يحل له من التحين لرؤيتها حتى ولو لم تعلم، ومعلوم أن كل ما يقرب من المقصد الحلال يكون مشروعا لأن الأمور بمقاصدها،هذا كلام بعض الشافعية. ثم هذا تمام النص"ويحرم سماع صوتها , ولو نحو القرآن , إن خاف منه فتنة , أو التذ به وإلا فلا" وهنا نقاش لأصحاب الحاشية على المنهاج،وهو قولهم: "إن خاف الفتنة،أو التذ به" وهذا والله عجيب:إذ كيف فرقتم بين الأمرين،فهل النظر إلى صورة المرأة العارية في المرآة أو في الماء لا يؤدي إلى الفتنة، وسماع صوتها يؤدي إلى الفتنة؟ وهل النظر إلى الصورة المعكوسة حلال ولو التذ به(بشهوة) واللتذاذ بصوت المرأة حرام؟؟ 3- قال في إعانة الطالبين 3/301 : ( ولا يحرم نظره لها [أي المرأة الأجنبية] في نحو مرآة كماء وذلك لأنه لم يرها فيها وإنما رأى مثالها) قلت:هذا نص واضح من صاحب حاشية إعانة الطالبين، وهو رأي له وليس رأيا للشافعية، ولا ينقل عن المتقدمين منهم،وهو مناقش بما نوقش به النص السابق، فقد ذكر في الحاشية ،أن من أجاز النظر إلى الوجه والكفين عند المرأة، أجازه بشرط أمن الفتنة، وهنا سؤال: هل النظر إلى العورات في المرآة لا فتنة فيه؟ وهذا عجيب أيضا: قولهم إن النظر المباشر إلى وجه المرأة وكفيها حرام،والنظر إلى أعز ما يجب ستره والاحتياط في أمره -غير المباشر- حلال. ثم ملاحظة: لا أعرف أحدا من العلماء المتقدمين المرجوع إليهم في الفتيا ،والمعتمدة أقوالهم في كل مذهب ذكر التفريق بين النظر المباشر والنظر غير المباشر،وفي هذا أهمية عدم تتبع شواذ العلماء خاصة المتأخرين منهم وأصحاب الحواشي المقلدين-هذا مع بالغ الاحترام-. وبعد النظر في النصوص التي نقلوها وبيان أنه لا حجة فيها أبين بفضل الله ما تقر به عيون المنصفين. لا فرق عرفا ولا لغة بين النظر في المرآة والنظر المباشر في تسمية كل منهما نظرا، وعليه فلا فرق شرعا في تسمية كل منهما نظرا،فإن الشرع إنما تندرج تحت نصوصه العامة ما يندرج لغة وعرفا. وقد جاءت النصوص عامة في تحريم النظر بشهوة إلى ما حرم الله ،وهي تشمل بأصل وضعها كل ما يندرج تحتها. ومنه قوله تعالى" (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور/30]). وإذا قال قائل: سلمنا أنه نظر:لكنه ليس محرما لأنه غير مباشر، يقال:هنا سؤال:هل من أطلق نظره في الصور العارية ،والأفلام الماجنة يعد عرفا ولغة غاضا للبصر؟؟؟ ولست أخال عاقلا يقول:إنه غاض للبصر، بل إن عرف العقلاء يقضي بأنه مطلق للنظر ،وهو بذلك داخل تحت النص العام المباشر بدون شك. وهو بذلك مخالف لأمر الله سبحانه من وجوب غض البصر ،وحفظ النظر. وأخيرا أريد أن أعلق على أمرين: الأول :استدلال من أجاز هذا الفعل المنكر بقاعدة "الأصل في الأشياء الإباحة" والرد عليه يكون من خلال فهم هذه القاعدة، نعم الأصل في الأشياء الإباحة، لكن العلماء نصوا على أن الأصل في العبادات والأبضاع والأعراض التحريم. ثم لو سلمنا-جدلا- أن هذه القاعدة تنطبق على هذه المسألة، فهي مشروطة أن لا يرد نص بالتحريم ،وقد وردت النصوص الكثيرة على وجوب غض البصر ، وتحريم إطلاقه،وهي عامة شاملة تشمل المباشر وغير المباشر كما أكدته آنفا. الثاني:يظن بعض الناس أن الفتنة منتفية في حال مشاهدة الأفلام ،لأنها لا ينبني عليها وصول للزنى. نقول:إن الفتنة التي ذكرها العلماء تنقسم أقساما منها عدم الوقوع في الزنا، ولكن الواقع شاهد بانحلال أخلاق من يداوم النظر ،وقربه من الزنا، وبلادة طبعه،وقلة مروءته، وضعف قربه من ربه. ثم الفتنة أقسام ،وقد جاءت الشواهد كثيرة على أن الرجل يتأثر نفسيا من مشاهدة هذه الأفلام، ويتضرر حقيقة جسمانيا ومعنويا من هذه المشاهدة. إذن الفتنة لا تقتصر على أن المشاهد لا يستطيع أن يقترب من هذه المشاهدة فيزني بها ،بل ثمة أضرار نفسية وجسدية واجتماعية....إلخ. وقد اطلعت على أسئلة لبعض من كان يشاهد الأفلام قبل زواجه،وكم أثرت في سلوكه بعد زواجه. وقد ذكر في بعض ندوات الإعجاز العلمي في القرآن الكرم والسنة ، بعض أسرار الأمر بغض البصر،وهي مفيدة لمن يريد أن يقتنع من جهة علمية أيضا،والله الموفق. والخلاصة:أنه لا يجوز مطالعة هذه الأفلام ،ولا الصور ،والتمسك بما نقل عن بعض المتأخرين،ضعيف لا يرقى لأن يكون دليلا أو شبهة دليل، بل كلامهم يحتاج إلى التدليل،وخطر إطلاق البصر كبير على الفرد وأخلاقه وأخلاقيات المجتمع. هذا ما تيسر إعداده على عجل ،والله الهادي إلى سواء السبيل. وكتب:ضرغام بن عيسى الجرادات ماجستير الفقه والأصول – الثلاثاء 8/6/2010م-26/6/1431هـ
<urn:uuid:049bdb52-e9b6-4bb4-aec5-93a9104e570f>
CC-MAIN-2015-22
http://www.feqhweb.com/vb/t10925.html
2015-05-28T21:59:31Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929656.4/warc/CC-MAIN-20150521113209-00015-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.903742
Arab
36
{"arb_Arab_score": 0.9037416577339172, "ars_Arab_score": 0.041458580642938614, "ary_Arab_score": 0.028072470799088478, "aeb_Arab_score": 0.013249198906123638, "arz_Arab_score": 0.010247095488011837}
الصلاة لطلب الرحمة – كيف تصلي في الروح القدس03 / 32 – يوحنا (جون) بنيان يجب أن أذكرك أن. الصلاة الحقيقية هي أن تسكب قلبك أو نفسك لله في إخلاص، وتعقل، وحب، من خلال يسوع المسيح، في قوة وتعضيد الروح القدس، لأجل أشياء قد وعد بها الله أو حسب كلمة الله، لأجل صالح الكنيسة، في خضوع بالإيمان لإرادة الله. ليست الصلاة هي مجرد تمتمه قليلة، أو ثرثة، أو كلمات إطراء، ولكنها شعور مسئول في القلب. الصلاة تعي وتعقل بعض الأشياء المختلفة. بعض الأحيان نصلي ونحن نشعر بخطيتنا، وأحياناً بشعور للإحتياج للرحمة أو نوالها، وأحياناً أخرى بإحساس أن الله مستعد أن يعطينا رحمة وغفران. ولأننا ندرك خطر الخطية، ففي الصلاة ندرك ونعقل إحتياجنا للرحمة. فتشعر نفوسنا. وبسبب الشعور، سوف تتأوه، وتئن، وتنكسر قلوبنا. إن الصلاة الصحيحة يمكنها أن تفيض من القلب لما يكون مضغوطاً بسبب الحزن والشعور بالمرارة (ليس تجاه الأخرين). لما صلت حنة لأجل أن تنال طفلاً، يقول الكتاب، “وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً | 1صم1: 10″، فسمع الرب صلاتها وحبلت وأنجبت ولداً هو النبي العظيم صموئيل. وصف داود بعضاً من صلواته قائلاً، “تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. يَبِسَ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلهِي | مز69: 3″. يصرخ داود، وينتحب، ويكل قلبه وتكل عيناه: “خَدِرْتُ وَانْسَحَقْتُ إِلَى الْغَايَةِ. كُنْتُ أَئِنُّ مِنْ زَفِيرِ قَلْبِي. يَا رَبُّ، أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي، وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ. قَلْبِي خَافِقٌ. قُوَّتِي فَارَقَتْنِي، وَنُورُ عَيْنِي أَيْضًا لَيْسَ مَعِي | مز38: 8-10″. وأما حزقيا فإنتحب مثل يمامةٍ: “كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هكَذَا أَصِيحُ. أَهْدِرُ كَحَمَامَةٍ. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ نَاظِرَةً إِلَى العَلاَءِ. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا | إش38: 14″. وبكى أفرايم أمام الرب وسمع الرب صراخه: “سَمْعًا سَمِعْتُ أَفْرَايِمَ يَنْتَحِبُ | أر31: 18″. وفي العهد الجديد، نجد نفس الأشياء. يبكي بطرس بكاءاً مراً: “فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ:«إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا | مت26: 75″ وكان للمسيح بكاء قوي بدموع في صلواته: “الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ | عب5: 7″ لقد بكى المسيح وناح كلية بسبب إدراكه المحسوس العقلي لعدل الله، ولمذنوبية الخطايا (التي للبشر)، وآلام الجحيم والهلاك. ونجد في سفر المزامير قطعة تعبر عن إدراكنا المحسوس الداخلي في الصلاة: “أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي، تَضَرُّعَاتِي. لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي. اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا. وَبِاسْمِ الرَّبِّ دَعَوْتُ: «آهِ يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي!» | مز116: 1-4″ وفي كل الحوادث المذكورة هنا، وفي مئات أخرى غيرها يمكن الإشارة لها من الكتاب المقدس، يمكن أن ترى أن الصلاة تحمل في داخلها ميل شعوري إدراكي معقول وغالباً ما يكون إحساس ببشاعة الخطية. لما تكون صلواتك مُخلِصة وبها سكب للقلب مدرك معقول محسوس والنفس لله، ففي بعض الأحيان سوف تتلقى إحساس لذيذ بالرحمة: رحمة مشجعه، مريحة، مقوية، محييه، ومنيره. لهذا يسكب داود نفسه ويبارك ويسبح ويقدر الله العظيم لأجل عطفه الحبي لخاطئ حقير فقير مثله: “بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ. | مز103: 2-5″ وتتحول صلوات القديسين في بعض الأحيان لتسبيح وشكر. هذا سر عظيم: فشعب الرب يصلي بالتسبيح كما هو مكتوب: “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ | في4: 4-7″ لما تصلي لله بشكر عقلي مدرك لأجل رحمته التي تلقيتها من يده، تكون صلاتك صلاة جبارة في أعين الله. مثل هذه الصلاة تدوم معه بشكل لا يمكن الحديث عنه. في بعض الأحيان تكون نفوسنا في الصلاة لديها إحساس الرحمة التي نحتاج أن نقبلها. وهذا يشعل نفوسنا دفئاً كما صلى داود: “لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَعْلَنْتَ لِعَبْدِكَ قَائِلاً: إِنِّي أَبْنِي لَكَ بَيْتًا، لِذلِكَ وَجَدَ عَبْدُكَ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُصَلِّيَ لَكَ هذِهِ الصَّلاَةَ. وَالآنَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ أَنْتَ هُوَ اللهُ وَكَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ، وَقَدْ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ بِهذَا الْخَيْرِ | 2صم7: 27، 28″ كان كل من يعقوب، وداود، ودانيال معطى لهم إدراك عقلي محسوس بأن الله يريد أن يباركهم. وقد دفعهم هذا للصلاة، ليس نوعاً من حماسات البدايات، ولا نوع من الغباء اللذيذ أن يتمتموا بكلمات قليلة مكتوبة في ورق لديهم، ولكن أن يئنوا بقوة وحرارة وبإستمرار بموقفهم أمام الرب، كعقليين مدركين حاجتهم، وبؤسهم، وأيضاً مدركين عقلياً وأحساسياً إرادة الله أن يريهم رحمته. صلاة آه يارب، في بعض الأحيان أتأوه تحت معاناة لخطية غير تائب او معترف بها؛ سامحني على فكر أني يمكنني أن أخفي أفكاري الداخلية العميقة عنك. أنا أتأوه بالفعل لما أرى الآثار المرعبة للخطية على حياتي وحياة الأخرين. وأتأوه بالفعل وأعاني لأجل حالة هذا العالم الساقط الموضوعه عليهم بواسطة أعداء ملكوتك عديمي القلب ومكتملي القسوة. أصلي الآن من أجل الرحمة، وأطلب منك أن تؤكد لي بواسطة كلمتك أن الإنتصار قد تم بالفعل بالإيمان في يسوع المسيح. يا رب، وأنا أصلي، اشكرك على وعودك الثمينة في الكتاب المقدس التي أستطيع أن أطبقها على إحتياجات وحتى أنات حياتي اليومية. أسبحك لأنك من خلال ذبيحة الصليب، تلقيت أنا رحمة فوق رحمة في كل من الحياة هنا والحياة الآتية. إستخدم آلامي يا رب، لكي تظهر حبك وسلطانك وحكمتك، وأيضاً لأجل مدح مجدك. آمين.
<urn:uuid:60ac0d29-3fa6-4114-b50e-e669aaf5e9ad>
CC-MAIN-2015-22
https://hrefaat.wordpress.com/2010/10/20/bunyan_prayer03/
2015-05-28T21:53:13Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929656.4/warc/CC-MAIN-20150521113209-00015-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.981965
Arab
25
{"arb_Arab_score": 0.9819653630256653, "arz_Arab_score": 0.013164233416318893}
جودفري جودفري (1060 - 18 يوليو 1100) حاكم مدينة بولون الواقعة جنوب لوكسمبورغ منذ 1076 أصبح بعدها دوقاً على اللورين في 1087 أشترك بالحملة الصليبية الأولى وشارك في حصار القدس في 1099 وأصبح أول ملك على مملكة بيت المقدس على الرغم من عدم إتخاذه لقب ملك مكتفياً بلقب حامي القبر المقدس ، توفي عام 1100 وخلفه أخوه بلدوين الأول. النشأة[عدل] ولد جودفري في مدينة بولون حوالي عام 1060، وهو ثاني ابناء الكونت اوستاس كونت بويون من زوجته إيدا ابنة الدوق جودفري دوق اللورين السلفى، وباعتباره الابن الثاني كانت فرصة قليلة مقارنة مع شقيقه الأكبر وبدا ان مصيره سيكون مجرد فارس في خدمة أحد النبلاء الاثرياء من ملاك الأراضي، وبالرغم من ذلك فإ، خاله الدوق جودفري قد أوصى بعد وفاته عام 1076 أن يرثه جودفي في حكم دوقية اللورين السفلى وذلك بعد أن توفي دون أولاد. وفي الواقع، كانت دوقية اللورين السلفى بالغة الأهمية للإمبراطورية الرومانية المقدسة وهو الأمر الذي جعل الإمبراطوار هنري الرابع بتنصيب ابنه كونراد دوقا على اللورين السفلى في حين مُنح جودفري عدد من المدن منها بولون وأنتويرب كاختبار لقدرته و ولاءه .
<urn:uuid:377f6aa4-81b7-4c3b-9261-d94635870d86>
CC-MAIN-2015-22
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%81%D8%B1%D9%8A
2015-05-23T13:32:07Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207927634.1/warc/CC-MAIN-20150521113207-00335-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.840206
Arab
37
{"arb_Arab_score": 0.8402057886123657, "arz_Arab_score": 0.08462457358837128, "ary_Arab_score": 0.03605775535106659, "ars_Arab_score": 0.025064993649721146}
في زمن أصبح فيه الجمال من أساسيات المجتمع والزواج وحتى التوظيف، لجأت امرأة بلجيكية تدعى "سونيا رنغوير" الى بيع طفليها التوأمين حديثي الولادة مقابل 13 ألف دولار لأجراء جراحة تجميلية. وفي التفاصيل أن رينغوير باعت طفليها الى احدى صديقاتها كي تتمكن من دفع تكاليف عملية شفط الدهون لتتخلص من سمنتها الزائدة. لكن ولسوء حظ "رنغوير"، فلقد قبضت عليها السلطات البلجيكية قبل اتمام الصفقة. الحال ليس ببعيد في لبنان. فليلى(24سنة) تأكدت أن تحقيق حلمها مرتبط ببيع سيارتها الـ "كيا". فتقول بحماس" أنوي بيع سيارتي الشهر المقبل لأتمكن من الحصول على المال لإجراء عملية شفط دهون".ترى ليلى في بيع سيارتها أملاً بتحقيق حلم الطفولة والتخلص من السمنة التي ولّدت عندها عقدة، وتقنع نفسها بأنها تتمكن من الاستغناء عن سيارتها وبأنها تفضل استعمال وسائل النقل العام في ظل عجقة بيروت الخانقة. ومن ثم تسرع ليلى بحماس لتريني صور أجسام شابات، وتؤكد لي أن طبيبها التجميلي وعدها بأن تكون برشاقة هؤلاء بعد العملية. هوس عمليات التجميل انطلق من الفنانات والإعلاميات حتى طال أغلبية سيدات وفتيات لبنان من أكبرهن حتى أصغرهن. من أعلى الرأس حتى آخر القدمين. كل الخيارات متوفرة فالعمليات تشمل كل أعضاء الجسم. من التكبير الى التصغير ومن الرخيص الى الغالي. ففي بلد بلغ فيه الحد الأدنى للأجور 500 ألف ل.ل، وبلغت فيه نسبة البطالة الـ 13% وقدرت نسبة الأسر القابعة تحت خط الفقر بنسبة 28%... تجرى 18500 جراحة تجميل سنويا في لبنان. بالإضافة الى أن عمليات التجميل ساهمت بنحو 15% من الإنفاق السياحي في لبنان وفقا لإحصاءات أجرتها جريدة "الشرق الأوسط". ويحتل لبنان المركز الـ 24 في العالم نسبة الى عدد السكان وفقا لإحصاءات International Society Of Aesthetic Plastic Surgery التي تحتسب حجم العمليات الجراحية في السنة قياسا الى عدد السكان. وتنمو الجراحات بنسبة 20% سنويا. كما يفوق عدد الجراحات التجميلية التي تجرى في كل مركز تجميلي 120 جراحة شهريا. بالإضافة الى أن المصرفيين أكدوا أن قطاع التجميل في لبنان ظل بمنأى عن الأزمة المالية العالمية التي هزت اركان الأقتصاد الدولي ولم تمس بتاتا قطاع التجميل. لا يقتصر زبائن التجميل في لبنان على أهله، اذ غدا قِبلة العرب على اختلاف جنسياتهم، فهو بلد «السياحة التجميلية» المعروف بنخبة أطبائه وبانفتاح ابنائه، اضافة الى أن تكلفة عمليات التجميل تعتبر مقبولة مقارنة بدول أخرى. ونقلا عن احصاءات أجرتها جريدة "الأخبار"، فإن معدل أسعار عمليات التجميل في لبنان يتراوح بين 200$ وصولا الى 7000$. يكلف تصغير الأنف نحو 1200$ في حال التخدير العمومي أما ان اختار المريض التخدير الموضعي فالكلفة تراوح بين 200 و400$. بينما، جراحات الصدر تكلف بين 200 و5000$ وكلفة تجميل الأرداف تصل الى 4000 آلاف دولار. أما جراحة الجفون فتبدأ من 200$ وتصل الى 3500$ أميريكي، وتجميل البطن تصل كلفته الى 5000$. والأعلى سعراً هي جراحات شفط الدهون 7000$. بينما كلفة النفخ وملء الشفتين فهي الأقل نسبيا وتراوح بين 350 و750$. لا يدخل هذا النوع من العمليات ضمن تقديمات الضمان الإجتماعي اللبناني وشركات التأمين مما يضع أحلام اللبنانيين محدودي الدخل والطامحين الى اللحاق بسابقيهم في طريق الجمال أمام جدار من الحسرة. ولكن أتتهم الفرصة على طبق من ذهب ومن حيث لا يدرون. فقد عرض مصرف "فيرست ناشيونال بنك" في كانون الأول 2007 خدمة تتلخص بشعار "اقترض لتتجمل"، بتقديمه قروضا تسمح للفرد بالحصول على المبلغ الذي يحتاجه لإجراء عملية تجميل ويقسط المبلغ على سنتين أو أكثر بحسب القيمة. يفسر جورج نصر، مدير التسويق والخدمات في فيرست ناشيونال بنك سبب تقديم المصرف هذا العرض بقوله" أتت هذه الخطوة بناء على دراسات أكدت ازدياد نسبة المهتمين بعمليات التجميل في لبنان"، مضيفا: "أن الخدمة تتوزع بين الذين أصيبوا بعاهات نتيجة الحرب، أو بين أشخاص فقدوا أحد أعضائهم نتيجة مرض خبيث. أما النسبة الكبرى منهم فهدفهم تجميلي محض لتحسين المظهر الخارجي". وكشف نصر أن الحملة لاقت استحسان اللبنانيين الذين تقبلوا الفكرة بل أقدموا منذ اليوم الأول لإعلانها على الاستفسار عنها " نتلقى في اليوم الواحد حوالي 200 اتصال 68% من الإناث و32% من الذكور". ويوضح نصر شروط الحصول على القرض بقوله: "يجب ألا يقل راتب متقدم الطلب العازب عن 660$ أميركي شهريا والمتزوج عن 900$. وتبدأ قيمة القرض من 3000$ مقسطة على 24 شهراً، وتبلغ الفائدة 6% في السنة". ويؤكد نصر "أن الزبون له حرية اختيار الطبيب المناسب ويتحمل هو مسؤولية هذا الخيار". ويعتبر نصر انه لا يمكن الحكم على موضوع التجميل سلبا، لان هذا الأمر انساني، خصوصا أن المظهر الخارجي يلعب دورا مهما في حياة الأنسان بشكل عام، وفي حياة اللبناني بشكل خاص. فهو يريد أن يبدو بأبهى حلة". وبحسب دراسات المصرف التي بدأت بتوفير قروض التجميل، فان متوسط المداخيل الشهرية لطالبي قرض التجميل يبلغ 800$ أميركي. عّبر الدكتور نادر صعب، صاحب عيادة تخصصية في الجراحة التجميلية، عن تأييده لفكرة قرض التجميل، وأكد أن موضوع قرض التجميل جاء ملائما لطموحات وآمال المرأة اللبنانية، خاصة للواتي يعانين من تشوهات وراثية أو عيوب، ولا يملكن المال لإصلاح هذه التشوهات وترميمها. وأكد أن هذا الموضوع له كبير أهمية، ويجب التوقف عنده لأنه ايجابي بالنسبة للطرفين: اختصاصي التجميل، والسيدة. ففي فترة من الفترات، كانت عمليات التجميل حكراً على فئة اجتماعية معينة، وباتت اليوم مع قرض التجميل في متناول كل سيدة وكل فتاة، بمعنى أن الطلب والإقبال باتا من مختلف طبقات المجتمع. وأضاف "من المعروف عن المرأة اللبنانية انها باحثة عن الجمال ومتابعة لآخر صيحاته، وهي لا تخفي حماسها تجاه العمليات التجميلية، فالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و22 عاما، ولا يتجاوز دخلهن الشهري 600$، يرغبن باجراء عمليات شفط دهون، لكنهن عادة لا يملكن المال. أما الآن ومن خلال القرض، فيمكنهن اجراء مثل هذه العمليات. وحول العمليات التجميلية الأكثر طلبا وانتشارا، قال الدكتور نادر صعب: "إنها عمليات تكبير الشفاه بالإضافة الى شد الوجه والعنق، وازالة الدهون عن البطن والخاصرتين والذقن أو الفكين. ومن العمليات المتزايدة أيضا جراحة الصدر التجميلية وتكبيره، بالإضافة طبعا الى تجميل الأنف". وختم حديثه قائلا: " بشكل عام، زاد عدد من يطلبون العمليات بعد الإعلان عن قرض التجميل، بالنسبة للرجال و النساء على حد سواء". تقول ميسا(20 سنة)" لست مجبرة أن أتدين لإجراء عملية تجميل، ومحمد (25 سنة) يرد ضاحكا "تدين تتتزين". لروان لطيف(18سنة)، رأيٌ مغاير، إذ تعتقد روان أن أنفها "مدبدب" ولا يتناسب وحجم وجهها. لذلك قررت الاقتراض من البنك لإجراء العملية، وذلك بتشجيع من والدتها التي أجرت هي أيضا عملية تصغير للأنف. وعبرت روان عن قناعتها في أن:" الجمال هو مفتاح المرأة للوصول الى النجاح في حياتها". ولعل روان تمشي على خطى عمتها زلفى، التي شاركت في برنامج Beauty Clinic""، حيث قامت بتغيير جذري في مظهرها، بإشراف عشرين طبيبا مختصا. البعض يرى أن المستفيد الأول من هذه الهجمة على عمليات التجميل هو دكتور التجميل. الا أن للدكتور ادوارد عبد النور رأياً مغايراً، اذ يقول: "أقضي معظم الوقت وأنا أحاول التهرب من السيدات اللواتي يزرنني لأجل اجراء عمليات التجميل، فهن في الغالب لا يحتجن اليها أبدا". ويضيف الدكتور عبد النور" الناس يعتقدون أنه من السهل اجراء هذه الجراحة، وكأنها عملية صبغ للشعر أو وضع مكياج، هؤلاء الناس يبحثون عن أوهام وهم مهووسون بعمليات التجميل". أما رلى احدى الخاضعات لعمليات تجميل الأنف فتقول: "الكلفة المتدنية لجراحة الأنف 300$ أميركي هي التي دفعتني لإجراء العملية، وعندما ذهبت الى طبيب ثان لإجراء بعض التحسينات الإضافية، رفض إجراءها معتبراً أن أنفي لم يكن بحاجة الى الجراحة في المقام الأول". الاستشارية في جراحة التجميل ميراي سميرة، تعلق على الظاهرة بقولها " الوضع العام غريب ولا بد من التوقف عنده، لم يعد هناك خجل أو قيود تردع الناس عن هذه الهجمة. هناك الكثيرات من النساء اللواتي يأتين ويقلن لي"غيري لي مظهري كما تشائين، المهم أن يكون للأحسن" حتى من دون أن يسألن عن الكلفة. وتلاحظ سميرة أن الغيرة هي السبب الأساسي الذي يدفع باللبنانيات الى عمليات التجميل بعد أن كان حلم التشبه بالفنانات هو الدافع الأبرز. غير أن الدكتور أمين نصر المتخصص في جراحة التجميل وترميم العيون، فإنه يرى أن التجميل نتاج تطور حضاري، وهو بذلك يرى أن هذه الهجمة على عمليات التجميل طبيعية في كل مجتمع يسعى الى التطور والرقي. أما الملجأ الوحيد لكل من يبلغ مدخوله الشهري أقل من 900$ ولا يقدر أن يتمتع بنعمة قرض التجميل فما عليه الا التوجه الى سوريا. ففي سوريا العديد من مراكز التجميل التي تعتمد نظام الـ Package أي يمكنك إجراء عملية تجميل للأنف وملء للشفتين وبوتوكس في آن واحد ولا تتعدى كلفتها في مجموعها الـ 2000$. مع الإشارة إلى أن الكلفة قابلة للتفاوض. واللبناني يعي تماما كيفية المساومة و"المحارجة" على السعر. وبالإضافة الى ذلك فوسائل النقل مؤمنة أيضا من بيروت الى سوريا مجانا!! بالنهاية الجمال ضرورة، ولكن الأجمل من كل هذا هو الحصول على التسعيرة المناسبة والنتائج المرضية. قد يكون إسراف اللبنانيين في عمليات التجميل له غاية تجارية تولد ربحا. فمن المفيد أن نذكّر بالإحصائيات التي تؤكد أن النساء الجميلات تزيد رواتبهن 15 في المئة عن النساء الأقل جمالاً. أما النساء اللواتي يعانين زيادة في الوزن فتقل رواتبهن 5 في المئة عن زميلاتهن النحيلات ذوات القوام الرشيق والقدّ الميّاس.
<urn:uuid:318c32a6-5258-44f8-9374-05ffc0550d35>
CC-MAIN-2015-22
http://www.albayanlebanon.com/news.php?IssueAr=126&id=5439&idC=9
2015-05-30T02:12:18Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207930866.66/warc/CC-MAIN-20150521113210-00185-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.938335
Arab
76
{"arb_Arab_score": 0.9383350610733032, "ary_Arab_score": 0.022534169256687164, "ars_Arab_score": 0.019732937216758728, "arz_Arab_score": 0.011667180806398392}
الأشنات * ما هي الأشنات ؟ هي مخلوقات حية مكونة من طحلب وفطر يعيشان معيشة تكافلية . * كيف تعيش؟ فالطحلب له القدرة على القيام بعملية البناء الضوئي وإنتاج المواد العضوية اللازمة للفطر والفطر يفتت السطوح التي يعيش عليها بواسطة أنزيماته ويمتص الماء والأملاح ليمد بها الطحلب أي أنه لا يمكن لأحدهما أن يعيش بمفرده . * أين يعيش الأشنات ؟ - تعتبر من أكثر المخلوقات الحية قدره على تحمل الجفاف والبرد . - تنمو في أماكن قلما يوجد مخلوقات تستطيع البقاء فيها . - توجد في الصحاري . - على التربة العارية والصخور في المناطق القطبية . - تنمو على جذوع الأشجار في الغابات . - في قمم الجبال . * أنواع الأشنات :- لها أشكال مختلفة : *الأشنات القشرية : على هيئة قشرة تلتصق على الصخور أو الأرض . *الأشنات الورقية : على شكل جسم نباتي ممتد ويشبه الورقة . *الأشنات الثمرية : ذات جسم كثير التفرع . *الأشنات الخيطية . *الأشنات الحرشفية أهمية الاشنات : 1- تعد الأشنات مصدراً لمختلف المركبات الكيميائية والروائح والأدوية والعقاقير والصابون . 2- لها دور في توازن النظام البيئي . 3- تعمل على تقنيت الصخور التي تنمو عليها وبالتالي زيادة خصوبة التربة . 4- لها القدرة على إنتاج بعض المركبات التي تستخدم في علاج كثير في الأمراض مثل : ( الأورام الخبيثة ، أورام الصدر ، الجروح ، الأمراض الجلدية ) . 5- تستخدم كغذاء للأنسان وبعض الحيوانات . 6- تستخدم للكشف عن التلوث البيئي حيث تعتبر الأشنات حساسة جدا للتلوث الناشئ عن وجود ثاني أكسيد الكبريت في الجو وتقل الأشنات عندما يزداد تركيزه في البيئة .
<urn:uuid:63e16e9c-7cc1-4f32-83ee-8463f1eca8db>
CC-MAIN-2015-22
http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=75085
2015-05-24T21:18:06Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928078.25/warc/CC-MAIN-20150521113208-00195-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.993501
Arab
92
{"arb_Arab_score": 0.9935010075569153}
اختيار إطار السيارة ... نصائح هيئة المواصفات والمقاييس كنا قد نشرنا قبل أيام موضوعاً عن أهمية الحرص في اختيار إطارات السيارات ، وحيث قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بعد ذلك بإصدارة نشرة توعية حول الموضوع ، فكان من المناسب اطلاع قراء " تـأكـد " الكرام عليها لما تحويه من معلومات هامة . فمن ضمن النصائح الواردة في نشرة الهيئة أهمية اختيار فئة درجة الحرارة ( A ) ، حيث إنها أنسب الفئات لأجواء المناطق الحارة في المملكة والدول المشابهة ، كما أكدت على أهمية تاريخ الصنع الحديث للإطار ، وبينت كيف يمكن التحقق منه . كما قدمت الهيئة السعودية بعض النصائح حول استخدام الاطارات ويرجى منها أن تسهم بالحفاظ على الإطارات بحالة جيدة لمدة أطول ، ومنها تجنب اصطدام الإطارات بالأرصفة والأجسام الصلبة ، وكذلك تجنب استخدام المكابح بصورة مفاجئة قدر الإمكان . لتحميل البرشور الصادر عن الهيئة
<urn:uuid:ee9fbd95-f7ac-4452-ba71-5be73ad5d20f>
CC-MAIN-2015-22
http://www.takkad.com/general/137.%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-.htm
2015-05-24T21:06:11Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928078.25/warc/CC-MAIN-20150521113208-00195-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.994516
Arab
24
{"arb_Arab_score": 0.9945161938667297}
لو أن شخصاً متديناً مات نتيجة بعض الحروق (حرقاً) فهل يُعتبر شهيداً؟ الجواب : الحمد لله من مات حرقا فهو شهيد ؛ لما روى أحمد (23804) وأبو داود (3111) والنسائي(1846) عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ قَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود . قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود : "(المطعون) هو الذي يموت بالطاعون (والغرق شهيد) إذا كان سفره طاعة (وصاحب ذات الجنب) وهي قرحة أو قروح تصيب الإنسان داخل جنبه ، ثم تفتح ويسكن الوجع وذلك وقت الهلاك ، ومن علاماتها الوجع تحت الأضلاع وضيق النفس مع ملازمة الحمى والسعال وهي في النساء أكثر قاله القاري . (والمبطون) من إسهال أو استسقاء أو وجع بطن (وصاحب الحريق) أي المحرّق وهو الذي يموت بالحرق (تحت الهدم) أي حائط ونحوه . (والمرأة تموت بجُمع) قال الخطابي : معناه أن تموت وفي بطنها ولد . انتهى . وقال في النهاية : أي تموت وفي بطنها ولد . وقيل : التي تموت بكرا" انتهى . وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " من مات من رجال الدفاع المدني، حيث احترق بالنار وهو يحاول إطفاءها هل يعتبر من الشهداء؟ فأجاب : أولاً: أقول: كل من مات بحريق وهو مسلم فإنه من الشهداء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الحريق شهيد ) لكن ما نقول: فلان شهيد؛ لأنه مات بالحرق، ما ندري، لكن على سبيل العموم نقول: كل من مات بالحريق فإنه شهيد، وإذا كان من رجال الإطفاء كان أشد ثواباً؛ لأن هذا الرجل الذي مات بالإطفاء جمع بين أمرين: بين الحريق وبين الدفاع عن إخوانه، فهو في الحقيقة اكتسب أجرين: أجر الدفاع عن إخوانه المسلمين، وأجر شهادة الحريق، لكن لاحظوا أننا لا نشهد لشخص بعينه، يعني: مثلاً إنسان أحرقته النار أمامنا نقول: الحريق شهيد، لكن ما نقول: هذا الرجل شهيد، وقد ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه لهذه المسألة وقال: (باب: لا يقال فلان شهيد) ثم استدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) فقال: والله أعلم، إذا كان الله يعلم بمن يُكلم في سبيله؛ إذاً: لا نشهد على أحد، لكن نقول على العموم: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، فيفرق بين العموم وبين الخصوص " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (25/ 448). والله أعلم .
<urn:uuid:e6e299ec-7a7d-47c4-bf72-78746f0736d9>
CC-MAIN-2015-22
http://islamqa.info/ar/151904
2015-05-27T04:00:56Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928869.6/warc/CC-MAIN-20150521113208-00260-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.967252
Arab
125
{"arb_Arab_score": 0.9672518372535706, "arz_Arab_score": 0.028190717101097107}
عُرض عليَّ أن أكون إمام أوقات ، وخطيب جمعة في البلد الذي أعيش فيه ، واشترطوا عليَّ أن أدعو بالناس جهراً بعد كل صلاة ، وأن لا أقبض يدي في الصلاة ، مع العلم أنني الوحيد الذي أدرس العلوم الشرعية في البلد ، فهل أوافق أو أرفض ؟ الحمد لله أولاً : نشكر لك أخي السائل حرصك على الخير ، وتطبيق السنَّة ، واجتناب ما يخالفها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه . ثانياً : ينبغي أن نفرق بين ما أجمع أهل العلم على أنه بدعة منكرة ، وما اختلف فيه أهل العلم ، كوضع اليدين في حال القيام في الصلاة ، أو الدعاء بعد الصلاة ، أو القنوت في صلاة الفجر كل يوم ... إلخ . فيشدد في الإنكار في النوع الأول (ما أجمع العلماء على بدعيته) ، ويكون الإنكار في النوع الثاني (ما اختلف العلماء على بدعيته) بدرجة أقل ، وقد لا يُنكر من الأصل ، ويسكت الإنسان عنه ، لقوة الخلاف فيه . وانظر جواب السؤال رقم (70491) ، لتعرف الفرق بين المسائل التي يُنكر على المخالف فيها ، والتي لا ينكر عليه فيها . وينبغي أن نعلم أيضاً أن الشرع جاء بتحصيل المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها . فعند حصول تعارض بين تحصيل مصلحة ودفع مفسدة ، فينظر إلى الأهم منهما ، وتراعى بالتقديم . وعلى هذا ؛ فقد جاءت السنة بوضع اليدين على الصدر في حال القيام في الصلاة ، وجاءت السنة بالجهر بالذكر عقب الصلاة المفروضة ، يجهر كل مصلٍّ بمفرده ، ثم إن دعا بعد هذه الأذكار فإنما يدعو سراً بمفرده . فما يدعونك إليه مفسدة ، ومخالف للسنة . فهل ترفض إمامتهم في الصلاة حتى لا تقع في مخالفة السنة ، وترتكب هذه المفسدة ؟ أو تقبل؟ الجواب على هذا أن يقال : إن كان رفضك للإمامة سيترتب عليه أن يأتي إمام هو أقدر منك على إلزام هؤلاء بالسنة وتعليمها لهم ، ولا يقع في مخالفة السنة ، فإنك ترفض ذلك . أما إن كان رفضك سيعني أن يأتي إمام جاهل يرتكب هذه المخالفات ويزيد عليها أضعافها ، ولا يُعَلِّم الناس السنة ، ولا يلتزم بها ، بل قد يحارب السنة وأهلها ، جهلاً منه أو اتباعاً لهواه ، فلا ينبغي لك أن تتردد في قبول إمامة هؤلاء ولو ألزموك بهذه المخالفات ، لأن هذا سيكون أقل مفسدة مما لو رفضت . وقد سبق أن الشرع جاء بدفع المفاسد وتقليلها ، ثم إذا حصل تآلف بينك وبينهم فيما بعد ، فإنك تسعى في تعليمهم السنة ، والأخذ بأيديهم إليها شيئاً فشيئاً . ولتنقل لهم أقوال بعض العلماء الذين يعظمونهم في إنكار ما تريد إنكاره من البدع ، على أن يكون ذلك بالتدريج حتى لا ينفر الناس منك . وهذه أقوال لبعض أهل العلم في ترك الإمام ما يرى أنه سنة مستحبة تأليفاً لقلوب المأمومين . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولو كان الإمام يرى استحباب شيء والمأمومون لا يستحبونه فتركه لأجل الاتفاق والائتلاف : كان قد أحسن . مثال ذلك الوتر فإن للعلماء فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه لا يكون إلا بثلاث متصلة . كالمغرب : كقول من قاله من أهل العراق . والثاني : أنه لا يكون إلا ركعة مفصولة عما قبلها كقول من قال ذلك من أهل الحجاز . والثالث : أن الأمرين جائزان كما هو ظاهر مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما وهو الصحيح . وإن كان هؤلاء يختارون فصله عما قبله فلو كان الإمام يرى الفصل فاختار المأمومون أن يصلي الوتر كالمغرب فوافقهم على ذلك تأليفا لقلوبهم كان قد أحسن ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : (لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لنقضت الكعبة ولألصقتها بالأرض ولجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه) فترك الأفضل عنده : لئلا ينفر الناس . وكذلك لو كان رجل يرى الجهر بالبسملة فأم بقوم لا يستحبونه أو بالعكس ووافقهم كان قد أحسن" انتهى . "مجموع الفتاوى" (22/268) . وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : هل يجوز ترك الجهر بالتأمين في الصلاة ، وعدم رفع اليدين ؟ . فأجاب : "نعم ، إذا كان بين أناس لا يرفعون ، ولا يجهرون بالتأمين : فالأولى أن لا يفعل ؛ تأليفاً لقلوبهم ، حتى يدعوهم إلى الخير ، وحتى يعلمهم ، ويرشدهم ، وحتى يتمكن من الإصلاح بينهم ، فإنه متى خالفهم استنكروا هذا ؛ لأنهم يرون أن هذا هو الدين ، يرون أن عدم رفع اليدين فيما عدا تكبيرة الإحرام يرون أنه هو الدين ، وعاشوا عليه مع علمائهم ، وهكذا عدم الجهر بالتأمين ، وهو خلاف مشهور بين أهل العلم ، منهم من قال يجهر ، ومنهم من قال : لا يجهر بالتأمين ، وقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم رفع صوته ، وفي بعضها أنه خفض صوته ، وإن كان الصواب أنه يستحب الجهر بالتأمين ، وهو شيء مستحب ، ويكون ترك أمراً مستحبّاً ، فلا يفعل مؤمن مستحبّاً يفضي إلى انشقاق ، وخلاف ، وفتنة ، بل يترك المؤمن المستحب ، والداعي إلى الله عز وجل ، إذا كان يترتب على تركه مصالح أعظم ، من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم ، قال : ( لأن قريشا حديثو عهد بكفر) ، ولهذا تركها على حالها ، ولم يغير عليه الصلاة والسلام للمصلحة العامة" انتهى . " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 29 / 274 ، 275 ) . والله أعلم
<urn:uuid:05257e0e-fdbe-4b5b-976c-82bc5ce98e9c>
CC-MAIN-2015-22
http://islamqa.info/ar/111223
2015-05-29T02:26:14Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929832.32/warc/CC-MAIN-20150521113209-00325-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.987663
Arab
143
{"arb_Arab_score": 0.9876630306243896}
#1 مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط على ضوء ما يحدث في غزة مستقبل عملية السلام على ضوء ما يحدث في غزة الكاتب والباحث احمد محمود القاسم الوثيقة التي من المقرر أن يقرها وزراء خارجية الدول الأوروبية بالفترة المقبلة بعنوان: «استراتيجية عمل الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط: الطريق الى الأمام»، هذه الوثيقة، كان من المقرر اعتمادها قبل شن دولة الأحتلال الصهيوني عدوانها الغاشم على غزة. تضمنت الوثيقة، الكثير من القضايا والأمور الحساسة، والتي تصب في طريق تحقيق اقامة الدولة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس الشريف، في حال سارت الأمور وفقا للرؤيا الأورو-امريكية، خاصة بعد حدوث المجزرة الصهيونية في قطاع غزة، ضد ابناء شعبنا الفلسطيني، بحجة القضاء على حركة المقاومة، وبشكل اوضح القضاء على حركة المقاومة الأسلامية (حماس) أو اضعافها على أقل تقدير، والتي يعتبرونها عقبة اساسية، في طريق تحقيق اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة. الوثيقة الأوروبية بشكل موجز، فيها الكثير من العناوين الهامة والأمور العملية الداعمة للسلطة الفلسطينية من أجل تحقيق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في جناحي الوطن: الضفة الغربية وغزة، ومن اجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم بالمنطقة ايضا، وبالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، على مرجعية القرارات الدولية، والتي ينبغي أن تقوم أي تسوية دائمة وعادلة للصراع، على أساس المبادئ التي تم الاتفاق عليها في مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أرقام 242 و338 و1397 و1515، إلى جانب مبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق، والاتفاقات السابقة التي تم إبرامها بين الأطراف المعنية، اي السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل. تقر الوثيقة أيضا، بضرورة الحفاظ على أمن اسرائيل، والذي لن يتحقق الا باقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة بجوار دولة اسرائيل، وستعمل الدول الأوروبية على دعم مؤسسات هذه الدولة المستقلة، في كافة المجالات، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الصحية والتربية والتعليم واجهزة الأمن الشرطية، وستواصل هذه الدول دعم المفاوضات بين الجانبين، وما يتمخض عنها، دون التدخل من جانبها، بما يتفق عليه الطرفان الفلسطيني والأسرائيلي. المعروف بأن اتحاد الدول الأوروبية يعد واحداً من أكبر الجهات المانحة، وعضو اللجنة الرباعية، وله دور رائد، وقدم إسهاما كبيرا في العديد من المؤتمرات الكبرى التي عقدت سابقا، والتي تم تنظيمها دعماً للعملية السياسية، مثل مؤتمر أنابوليس في (نوفمبر 2007م)، ومؤتمر باريس للجهات المانحة للدولة الفلسطينية في (ديسمبر كانون الأول 2007م)، ومؤتمر بيت لحم، لتعزيز القطاع الخاص في فلسطين (مايو أيار 2008م)، ومؤتمر برلين، لدعم إصلاح القطاع الأمني (يونيو حزيران 2008م)، إضافة إلى اجتماعين على مستوى الوزراء للجنة الارتباط الخاصة في لندن في (مايو 2008م) ونيويورك (سبتمبر أيلول 2008م). ولا شك، أن التطورات الميدانية تلعب دوراً جوهرياً في خلق الإطار المناسب لإجراء مفاوضات ناجحة. تؤكد الوثيقة ايضا، على ضرورة وقف الأستيطان الأسرائيلي بكافة صوره واشكاله، ويشمل وقفه كذلك في مدينة القدس الشرقية، حيث يعتبر الأستيطان، عقبة كبرى أمام بناء دولة فلسطينية قادرة على البقاء، كما أكدت الوثيقة، على اهمية الاستمرار في الالتزام بالهدنة المبرمة في غزة، وعلى أهمية إعادة فتح المعابر بانتظام، لضمان تدفق الواردات الإنسانية والتجارية، الضرورية لضمان استعادة غزة نشاطها الاقتصادي. سيشرع الاتحاد الأوروبي في تحديد الإسهامات التي بمقدوره تقديمها، بما في ذلك ما يتعلق بقضايا الأمن واللاجئين والقدس، واوضحت الوثيقة أهمية قضية اللاجئين وحلها بأسلوب يتميز بالعدالة والإنصاف والواقعية، فإلاتحاد الأوروبي على استعداد، إذا لزم الأمر، المساعدة في خلق و تفعيل آلية دولية لتنفيذ الترتيبات المعنية بجميع الأطراف، بما في ذلك معالجة الأبعاد اللوجستية والمالية للقضية. وفقا لخطة خارطة الطريق، سيعمل الاتحاد الأوروبي بنشاط، على إعادة فتح المؤسسات الفلسطينية، بما فيها بيت الشرق في مدينة القدس الشرقية، والأستمرار في دعم المؤسسات التعليمية والصحية كما فعل في السابق. كما جاء بالوثيقة، فان التسوية الشاملة للصراع العربي-الإسرائيلي تستلزم اتخاذ توجه إقليمي يكمل تسوية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ونحن بحاجة ليس فقط للإبقاء على الزخم الذي تولد عن أنابوليس، وإنما أيضاً للبناء على إنجازات هذا المؤتمر، فيما يتصل بلبنان وسورية، علاوة على ضرورة التشجيع على المحادثات الإسرائيلية-السورية، وأن يصاحبها إسهام قوي من جانب الاتحاد الأوروبي. هذا هو ملخص المخطط والسياسة الأوروبية وأهم بنودها، والذي كان سيعتمده وزراء خارجية دول الأتحاد الأوروبي لأنجازة في منطقة الشرق الأوسط، بين الفلسطينيين والأسرائيليين، وبالتعاون مع الأدارة الأمريكية الجديدة، وكافة الأطراف المعنية في المنطقة في العام الجديد 2009م، آخذين بعين الأعتبار ايجاد تسوية ومصالحة سياسية بين الأطراف الفلسطينية المتنازعة، تكلل بالنجاح، باعادة كافة الأوضاع في غزة الى مسؤوليات السلطة الفلسطينية، الى ان تتم آليات ديموقراطية بين الأطراف الفلسطينية للتفاهم فيما بينها، بعد ان انفضح وفشل مخطط (دايتون) ضد القوى المعارضة لنهج السلطة، والذي كان مزمع تنفيذه في غزة، ضد حركات المقاومة الأسلامية، والذي دفع بحركة المقاومة الأسلامية (حماس) للقيام بانقلابها العسكري، ضد مؤسسات السلطة الشرعية وتتغذى عليها، قبل ان تتعشى السلطة بها على حد زعمهم. ما تقوم به اسرائيل منذ اسبوعين، من مجازر وحشية ودموية اتجاه شعبنا الفلسطيني في غزة، واتجاه حركات المقاومة هناك، كان دورا منوطا أن تقوم به السلطة الفلسطينية ضد القوى الأخرى المعارضة لاتفاقيات السلام، والتي كانت السلطة تدفع دفعا لها وبقوة، من أجل القيام بها من قبل دول اخرى في المنطقة وخارجها، لكن اسرائيل والدول الكبرى الفاعلة في المجتمع الدولي، وعلى رأسهم الويات المتحدة الأمريكية، يظهر انها ارتأت ان السلطة غير قادرة على انجاز مثل هذه المهمة، ولن تقبل كذلك القيام بهذا الدور الحقير، فأوعزت الى اسرائيل للقيام به، حتى تتواصل عملية السلام بطريقها المرسوم لها. الولايات المتحدة واوروبة ومعهم اسرائيل ايضا، يعتبروا حماس ووجودها عقبة امام تنفيذ عملية السلام في المنطقة، خاصة انهم اعتبروها مرتبطة بدولة ايران ووسموها بالأرهابية، فهم يعتقدوا ان ازالتها من الوجود هو الحل، وعلى أقل تقدير اضعاف وجودها وسلطتها، ولكن ما قامت به اسرائيل من مجازر في غزة، يعتبر حاجزا صعبا جدا امام تحقيق السلام مع الكيان الصهيوني المجرم، بعد ما سببه عدوانها من دمار شامل في القطاع، وبعد شلال الدم هذا، ومئات الشهداء وآلاف الجرحى من الفلسطينيين، فلا يمكن للدم الفلسطيني ان يتحول بسهولة الى مياه، وتتم المصالحة بهذا الشكل. هل يقرر الأتحاد الأوروبي ودوله، اعتماد ما اقروه في وثيقتهم واجتماعاتهم السابقة كما نشرت نصا وروحا؟؟؟ أم انهم بانتظار الأجواء التي ستتمخض عنها نتائج العدوان الأسرائيلي على قطاع غزة؟؟؟؟؟ وهل تستطيع اسرائيل ازاحة المقاومة الفلسطينية من أمام الطريق التي تعترض عملية السلام حسب ادعاءاتهم؟؟؟؟ وهل العام الجديد، وفي ظل حكومة الولايات المتحدة الجديدة، وبعد دمار غزة من قبل سلطات الأحتلال الصهيونية، سيشهد تجاوزا للأحداث، والسير بسرعة، على طريق تحقيق الحلم الفلسطيني باقامة دولة مستقلة في الضفة والقطاع الفلسطيني؟؟؟ وماذا لو نجحت حماس، بصد الهجمة الصهيونية ووقف المجازر في غزة وفرض ارادتها، ودفعت باسرائيل الى الأنسحاب منها، دون ان تحقق الأخيرة اهدافها المعلنة وغير المعلنة؟؟؟؟؟ حتى لو لم تنجح حماس، وحققت توازنا مع الأسرائيليين، وليس نصرا عسكريا كما يرجوه الطرفين، هل ستعود غزة الى حضن السلطة الفلسطينية بعد كل هذه الدماء، وعلى اي قاعدة ستتم هذه العودة؟؟؟ هل ستتواصل اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة؟؟؟ حتى تحقق انتصارا ساحقا على حماس، ووقف قصف الصواريخ على مستوطناتها كما تدعي من اهداف حربها على غزة؟؟؟؟ ما يقوله البعض، وما يدور خلف الكواليس، وما حذر به كل من الأمير الحسن بن طلال، والملك عبد الله الثاني، بان هناك مخططا رهيبا يرسم للمنطقة، ابعد مما يعتقده البعض بتصفية (حماس)، بل المطلوب امريكيا واسرائيليا، هو تصفية القضية الفلسطينية وليس تسويتها، بحيث تبقى يد اسرائيل هي العليا في منطقة الشرق الأوسط، ويتم طرد الفلسطينيين من ديارهم، او الحاقهم في احسن الظروف، بكل من جمهورية مصر و المملكة الأردنية الهاشمية، كما كان عليه الوضع قبل الخامس من يونيو حزيران عام 1967م، وعلى اساس الواقع الحالي، والذي تتمتع به اسرائيل بسيطرة دائمة على مناطق في الضفة الغربية تكون في معظمها خالية او قليلة السكان. اما قضية اللاجئين، فسوف يتم حلها على اساس التعويض، من خلال انشاء صندوق عربي –دولي لتعويض من يقبل من اللاجئين عن ممتلكاتهم واراضيهم، وسيتم ترحيل فليسطينيوا لبنان الى دول اوروبية بعد التفاهم مع هذه الدول وبعد تعويضهم ايضا، سيقى الفلسطينيون في المهاجر كما هم عليه، وستبقى المقدسات الأسلامية في مدينة القدس تحت حماية السلطات الأردنية كما هي عليه الآن، دون اي سيطرة على اي اجزاء منها، وسيقبل بوجود اقليات فلسطينية محيطة بالحرم القدسي الشريف، وعلى ضوء هذا التصور، وما رشح منه في الأعلام يكون قد تم تصفية القضية الفلسطينية وليس حلها، وستنام هذه القضية عشرات اخرى من السنين قبل ان تظهر على السطح مرة اخرى، وهذا ايضا مرتهن بموازين القوى فلسطينيا وعربيا ودوليا، وكما يقول المثل الفلسطيني بكرة بذوب الثلج ويبان تحته المرج). __________________ ممنوع وضع الايميل // إدارة المجلة التعديل الأخير تم بواسطة ahmadalqasim ; January 11, 2009 الساعة 05:27 PM سبب آخر: سوء التنسيق |مواقع النشر (المفضلة)| |الكلمات الدلالية (Tags)| |مستقبل, الأوسط, السلام, الشرق, عملية| |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع| |المواضيع المتشابهه| |الموضوع||كاتب الموضوع||المنتدى||مشاركات||آخر مشاركة| |أقوى موقع لتعليم اللغة الفرنسية فى الشرق الأوسط||مسيو أحمد شلبي||تعليم اللغات الاجنبية||20||September 1, 2010 09:48 PM| |هامر h3t الجديدة كلياً تندفع بقوة في الشرق الأوسط||مُصعب||معلومات و صور سيارات||1||April 14, 2009 04:40 PM| |رحيل ملكة جمال الشرق الأوسط !!||ايهاب هديب||قناة الاخبار اليومية||15||February 5, 2009 10:31 PM| |شفروليت فولت كونسبت قريبا في الشرق الأوسط..!!!||سمرا||معلومات و صور سيارات||1||October 30, 2007 02:31 PM|
<urn:uuid:f7704dd9-2828-4010-9a23-77c804995ce0>
CC-MAIN-2015-22
http://www.ibtesamh.com/showthread-t_85279.html
2015-05-29T02:11:44Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929832.32/warc/CC-MAIN-20150521113209-00325-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.950936
Arab
46
{"arb_Arab_score": 0.9509356021881104, "ary_Arab_score": 0.028687477111816406, "arz_Arab_score": 0.010630101896822453}
الخميس, 03 مايو, 2012 لا يخلو بيت من الخضراوات والفواكه والأعشاب، ولكنها سرعان ما تذبل.. من الآن لن تقومي بوضع كل هذه الأطعمة في سلة واحدة في البيت، فقد أتينا لك ببعض النصائح لتساعدك علي الحفاظ علي نضارة ونكهة تلك الأطعمة لأطول مدي من خلال طرق تخزين معينة: الطماطم: قومي بتخزين الطماطم الناضجة في درجة حرارة الغرفة لمدة ثلاثة أيام، لأنها تصبح أكثر طراوة ونضجا وتفقد نكهتها عند وضعها في الثلاجة. البطاطس والبصل: يمكن تغليفهما بورق، قماش أو خيوط شبكية في مكان بارد ومظلم لمدة شهر، ولكن قومي بتخزينهما بشكل منفصل (أي أن تقومي بتخزين البصل بعيداً عن البطاطس)، لأن البصل يمتص الرطوبة من البطاطس ويقوم ببعث غاز الإثيلين، مما يسرع من عملية نمو وتعفن البطاطس. التفاح: سيبقي التفاح مقرمشاً لمدة ستة أسابيع إذا تم وضعه في حقيبة بلاستيك غير مربوطة في الثلاجة. الأعشاب: يمكن وضع البقدونس، الكزبرة والنعناع في حقيبة بلاستيك مغلقة في الثلاجة لمدة أسبوع، أما الزعتر وإكليل الجبل والثوم المعمر فيمكن تخزينهم بتلك الطريقة لمدة أسبوعين. ورق الريحان يمكن أن يصبح أسود اللون في الثلاجة، لذلك قومي بوضع ساق النبات في كوب من الماء وغطيه بحقيبة بلاستيك غير مربوطة وضعيها علي منضدة لمدة أسبوع. أما الكرفس.. فبمجرد شرائه وإحضاره للمنزل قومي بجلب قطعة من الفويل (الرقاقة المعدنية) ويكون طولها أطول من الكرفس، ثم ضعي الكرفس علي الفويل بالطول وقومي بثني طرفي الفويل علي الكرفس، ثم لفي الفويل بالكرفس واضغطي عليه ليأخذ شكل الكرفس، وبعد ذلك ضعيه في درج الـ crisper في الثلاجة، وعندما تحتاجينه قومي ببسط الفويل وأخذ ما تحتاجينه ثم لفي الفويل مرة أخري وسيبقي بحالة جيدة لمدة أسبوع. الحمضيات: قومي بوضع الفواكه الحمضية في الثلاجة لمدة ثلاثة أسابيع لتحافظي عليها في حالة طازجة، ولكن أخرجيها وضعيها في درجة حرارة الغرفة قبل عصرها لتحصلي علي كمية أكبر من العصير. الخضر الورقية (السبانخ، اللفت، السلق...): قومي بغسلها في حوض نظيف بالماء البارد، انتشليها بعد ذلك ونظفي الحوض، ثم كرري العملية أكثر من مرة حتي لا تجدي أي حصي أو رمل في الحوض. ثم قومي بطبخها فورا أو دعيها تجف، ثم غلفيها بمنشفة ورقية وضعيها في حقيبة بلاستيك، وستبقي بحالة جيدة لمدة 3 أو 4 أيام، ويفضل استخدامها سريعا لأنها تفقد فيتاميناتها بشكل سريع عندما يمر بها الوقت. الفاكهة: قومي بوضع معظم الفاكهة في الثلاجة، واغسليها مباشرة قبل تناولها. الجزر: قومي بوضعه في حقيبة بلاستيك غير مغلقة واصنعي بها بعض الثقوب، وضعيها في درج الـcrisper، وإذا كان مبللاً أو رطباً فسوف يتعفن وإذا أصبح جافاً فسوف يذبل. أضف هذا الخبر إلى موقعك: إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
<urn:uuid:6befdc4b-6638-4b1f-a616-84b523ea43d8>
CC-MAIN-2015-22
http://www.arabnet5.com/news.asp?c=2&id=143422
2015-05-24T03:12:18Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207927824.81/warc/CC-MAIN-20150521113207-00300-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.712452
Arab
53
{"arb_Arab_score": 0.7124516367912292, "ary_Arab_score": 0.1358913779258728, "ars_Arab_score": 0.09472115337848663, "arz_Arab_score": 0.025531448423862457, "aeb_Arab_score": 0.022203896194696426}
عند قيامه بحساب إجمالي الدخل القومي (المشار إليه سابقا بإجمالي الناتج القومي) ونصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولارات الأمريكية لأغراض عمليات معينة، يستخدم البنك الدولي عامل التحويل حسب طريقة الأطلس. ويتمثل هدف عامل التحويل باستخدام الأطلس في تخفيض تأثير تقلبات أسعار الصرف على مقارنات الدخول القومية فيما بين البلدان. وعامل التحويل بالأطلس لأي عام من الأعوام هو متوسط سعر الصرف لبلد ما (أو عامل تحويل بديل) لذلك العام وأسعار الصرف لهذا البلد خلال العامين السابقين، مع تصحيح الفرق بين معدل التضخم في هذا البلد ومعدل التضخم حتى نهاية عام 2000 في بلدان مجموعة الخمسة (فرنسا، وألمانيا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة). واعتبارا من عام 2001 فصاعدا، تشتمل هذه البلدان على منطقة اليورو، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. ويُقاس معدل التضخم للبلد عن طريق التغير في مُكَمش إجمالي الناتج المحلي لهذا البلد. أما معدل التضخم لمجموعة الخمسة (حتى نهاية 2000، وبالنسبة لمنطقة اليورو، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة بدءا من 2001 فصاعدا)، وهو المعدل المُمثل للتضخم الدولي، فيتم قياسه بالتغير في مُكَمش حقوق السحب الخاصة. (ووحدات حقوق السحب الخاصة (SDRs)، هي الوحدة الحسابية لدى صندوق النقد الدولي). ويتم حساب مُكمش حقوق السحب الخاصة كمتوسط مرجح لمُكمشات إجمالي الناتج المحلي لبلدان مجموعة الخمسة (حتى نهاية عام 2000، وبالنسبة لمنطقة اليورو، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة من عام 2001 فصاعداً) من حيث قيمة حق السحب الخاص، مع اعتبار أن الأوزان المرجحة هي مقدار عملة كل بلد في وحدة حق السحب الخاص. وتتفاوت الأوزان بمرور الوقت نظرا لتغير كل من تركيبة حق السحب الخاص وأسعار الصرف النسبية لكل بلد. ويتم حساب مُكمش حقوق السحب الخاص من حيث قيمة حق السحب الخاص أولاً ثم التحويل بعد ذلك إلى دولارات أمريكية باستخدام نسبة حق السحب الخاص إلى عامل التحويل إلى الدولار الأمريكي طبقا لطريقة الأطلس. ويتم بعد ذلك تطبيق عامل التحويل في الأطلس على إجمالي الدخل القومي للبلد. وتتم قسمة حاصل إجمالي الدخل القومي بالدولارات الأمريكية على السكان في منتصف العام لاشتقاق نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي. وعندما يُرى أن أسعار الصرف الرسمية غير جديرة بالاعتماد عليها أو أنها لا تمثل سعر الصرف الفعلي أثناء فترة ما، فإنه يتم استخدام التقدير البديل لسعر الصرف في معادلة الأطلس (راجع أدناه). وتصف العادلة التالية حساب عامل التحويل في الأطلس للسنة t: ثم حساب إجمالي الدخل القومي للفرد بالدولار الأمريكي للسنة t: حيث تمثل et* عامل التحويل في الأطلس (العملة الوطنية إلى دولار أمريكي) للسنة t، و تمثل et المتوسط السنوي لسعر الصرف (العملة الوطنية إلى دولار أمريكي) للسنة t، وتمثل pt مكمش إجمالي الناتج المحلي للسنة t، وتمثل ptS$ مكمش حقوق السحب الخاصة بالدولار الأمريكي للسنة t، وتمثل Yt$ نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولارات الأمريكية في السنة t، وتمثل Yt إجمالي الدخل القومي الراهن (بالعملة المحلية) للسنة t، وتمثل Nt السكان في منتصف العام للسنة t.
<urn:uuid:8c435b78-9891-475a-b76a-5ebfa832d981>
CC-MAIN-2015-22
http://data.albankaldawli.org/about/country-classifications/world-bank-atlas-method
2015-05-26T03:32:53Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207928757.11/warc/CC-MAIN-20150521113208-00020-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.980443
Arab
29
{"arb_Arab_score": 0.9804427623748779}
لسان العرب - حرف الثاء محتويات - 1 حرف الثاء - 2 ثأب - 3 ثأثأ - 4 ثأج - 5 ثأد - 6 ثأر - 7 ثأط - 8 ثأل - 9 ثأن - 10 ثأي - 11 ثبا - 12 ثبب - 13 ثبت - 14 ثبج - 15 ثبجر - 16 ثبر - 17 ثبش - 18 ثبط - 19 ثبق - 20 ثبل - 21 ثبن - 22 ثتت - 23 ثتل - 24 ثتم - 25 ثتن - 26 ثتي - 27 ثجج - 28 ثجر - 29 ثجل - 30 ثجم - 31 ثجن - 32 ثحثح - 33 ثحج - 34 ثخخ - 35 ثخن - 36 ثدأ - 37 ثدق - 38 ثدم - 39 ثدن - 40 ثدي - 41 ثرا - 42 ثرب - 43 ثرتم - 44 ثرد - 45 ثرر - 46 ثرط - 47 ثرطأ - 48 ثرطل - 49 ثرطم - 50 ثرع - 51 ثرعط - 52 ثرعل - 53 ثرعم - 54 ثرغ - 55 ثرغل - 56 ثرقب - 57 ثرم - 58 ثرمد - 59 ثرمط - 60 ثرمل - 61 ثرن - 62 ثرند - 63 ثرنط - 64 ثطأ - 65 ثطا - 66 ثطط - 67 ثطع - 68 ثطعم - 69 ثطف - 70 ثعا - 71 ثعب - 72 ثعج - 73 ثعجر - 74 ثعد - 75 ثعر - 76 ثعط - 77 ثعع - 78 ثعل - 79 ثعلب - 80 ثعم - 81 ثغا - 82 ثغب - 83 ثغر - 84 ثغرب - 85 ثغغ - 86 ثغم - 87 ثفأ - 88 ثفا - 89 ثفج - 90 ثفد - 91 ثفر - 92 ثفرق - 93 ثفل - 94 ثفن - 95 ثقب - 96 ثقر - 97 ثقف - 98 ثقق - 99 ثقل - 100 ثكد - 101 ثكل - 102 ثكم - 103 ثكن - 104 ثلا - 105 ثلب - 106 ثلث - 107 ثلج - 108 ثلخ - 109 ثلط - 110 ثلطح - 111 ثلع - 112 ثلغ - 113 ثلل - 114 ثلم - 115 ثلمط - 116 ثمأ - 117 ثمت - 118 ثمثم - 119 ثمج - 120 ثمد - 121 ثمر - 122 ثمط - 123 ثمعد - 124 ثمغ - 125 ثمل - 126 ثمم - 127 ثمن - 128 ثنت - 129 ثنتل - 130 ثنجر - 131 ثند - 132 ثنط - 133 ثنن - 134 ثني - 135 ثها - 136 ثهت - 137 ثهد - 138 ثهل - 139 ثهمد - 140 ثوا - 141 ثوب - 142 ثوث - 143 ثوج - 144 ثوخ - 145 ثور - 146 ثوع - 147 ثول - 148 ثوم - 149 ثوه - 150 ثيب - 151 ثيخ - 152 ثيع - 153 ثيل حرف الثاء[عدل] من الحروف اللِّثَوِيَّة، وهي من الحروف المهموسة، وهي والظاء والذال في حيز واحد. ثأب[عدل] ثَئِبَ الرَّجُل ثَأَباً وتَثاءَبَ وتَثَأّبَ: أَصابَه كَسَلٌ وتَوصِيمٌ، وهي الثُّؤَباءُ، ممْدود. والثُّؤَباءُ من التَّثاؤُب مثل المُطَواءِ من التَّمَطِّي. قال الشاعِر في صفة مُهْر: فافْتَرَّ عن قارِحِه تَثاؤُبُهْ وفي المثل: أَعْدَى مِن الثُّؤَباءِ. ابن السكيت: تَثاءَبْتُ على تَفاعَلْتُ ولا تقل تَثاوَبْتُ. والتَّثاؤُبُ: أَن يأْكُلَ الإنْسان شيئاً أَو يَشْربَ شيئاً تَغْشاهُ له فَتْرة كَثَقْلةِ النُّعاس من غَير غَشْيٍ عليه. يقال: ثُئِبَ فلان. قال أَبو زيد: تَثَأّبَ يَتَثَأّبُ تثَؤُّباً من الثُّؤَباءِ، في كتاب الهمز، وفي الحديث: التَّثاؤُبُ من الشَّيْطان؛ وإِنما جعله من الشَّيْطانِ كَراهِيةً له لأَنه إنما يكون مِن ثِقَلِ البَدَنِ وامْتِلائه واستِرخائِه ومَيْلِه إلى الكَسَل والنوم، فأَضافه إلى الشيطان، لأَنه الذي يَدْعُو إلى إعطاء النَّفْس شَهْوَتَها؛ وأَرادَ به التَحْذِيرَ من السبَب الذي يَتَولَّدُ منه، وهو التَّوَسُّع في المَطْعَمِ والشِّبَعِ، فيَثْقُل عن الطَّاعاتِ ويَكْسَلُ عن الخَيْرات. والأَثْأَبُ: شجر يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْدية بالبادية، وهو على ضَرْب التِّين يَنْبُت ناعِماً كأَنه على شاطئ نَهر، وهو بَعِيدٌ من الماء، يَزْعُم النَّاسُ أَنها شجرة سَقِيَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ. قال الكُمَيْتُ: |وغادَرْنا المَقاوِلَ في مَكَرٍّ،||خُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرسِينا| قال الليث: هي شَبِيهةٌ بشَجَرة تسميها العجم النَّشْك، وأَنشد: في سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ قال أَبو حنيفة: الأَثْأَبةُ: دَوْحةٌ مِحْلالٌ واسِعةٌ، يَسْتَظِلُّ تَحتَها الأُلُوفُ من الناسِ تَنْبُتُ نباتَ شجرَ الجَوْز، ووَرَقُها أَيضاً كنحو وَرقِه، ولها ثمَر مثلُ التين الأَبْيَّضِ يُؤْكل، وفيه كَراهةٌ، وله حَبٌّ مثل حَبِّ التِّين،وزِنادُه جيدة. وقيل: الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب وشَكِير كشَكِيرِه، فأَما قوله: قُلْ لأَبي قَيْسٍ خَفِيفِ الأَثَبَهْ فعلى تخفيف الهمزة، إنما أَراد خَفِيفَ الأَثْأَبة. وهذا الشاعر كأَنه ليس من لغته الهمز، لأَنه لو همز لم ينكسر البيت، وظنَّه قوم لغة، وهو خَطَأٌ. وقال أَبو حنيفة: قال بعضهم الأَثْب، فاطَّرَح الهمزة، وأَبْقى الثاءَ على سُكونها، وأَنشد: |ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلى شِعْبِ،||مُضْطَرِب الْبانِ، أَثِيثِ الأَثْبِ| ثأثأ[عدل] ثأْثأَ الشيءَ عن موضعه: أَزاله. وثَأْثأَ الرجُلُ عن الأَمْر: حَبَسَ. ويقال: ثأْثِئ عن الرجل: أَي احْبِسْ، والثَّأْثأَةُ: الحَبْسُ. وثَأْثَأْتُ عن القوم: دَفَعْتُ عنهم. وثَأْثَأَ عن الشيء: إذا أَراده ثم بدا له تَرْكُه أَو المُقامُ عليه. أَبو زيد: تَثَأْثأْتُ تَثَأْثُؤاً: إذا أَردت سفراً ثم بَدا لك المُقام. وثَأْثَأَ عنه غَضَبَه: أَطْفأَه. ولقِيتُ فلاناً فَتَثَأْثَأْت منه: أَي هِبْتُه. وأَثَأْتُه بسَهم إِثاءَةً: رميته. وثَأْثأَ الإِبلَ: أَرواها من الماء، وقيل سَقاها فلم تَرْوَ. وثَأْثأَتْ هي، وقيل ثَأْثأْتُ الإِبلَ أَي سَقَيْتُها حتى يَذْهَب عَطَشُها، ولم أُرْوِها. وقيل ثَأْثأْتُ الإِبل: ارْوَيْتُها. وأَنشد المفضل: |إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئ النِّهـالا||بِمِثْلِ أَنْ تُدارِكَ السِّجالا| وثَأْثَأَ بالتَّيْس: دَعاه، عن أَبي زيد. ثأج[عدل] الثُّؤَاجُ: صياح الغنم؛ ثأَجَتْ تَثْأَجُ ثَأَجاً وثُؤَاجاً، بفتح الهمزة في جميع ذلك: صاحت. وفي الحديث: لا تأْتي يومَ القيامة وعلى رَقَبَتِكَ شاةٌ لها ثُؤَاجٌ؛ وأَنشد أَبو زيد في كتاب الهمز: وقد ثَأَجُوا كثُؤَاجِ الغنَمْ وهي ثائجةٌ، والجمعُ ثَوائِجُ وثائجاتٌ؛ ومنه كتاب عمرو بن أَفْصى: إِنَّ لهم الثائجةَ؛ هي التي تصوّت من الغنم؛ وقيل: هو خاص بالضأن منها. وثَأَجَ يَثْأَجُ: شَربَ شربات؛ هذه عن أَبي حنيفة. ثأد[عدل] الثَّأَدُ: الثرى. والثَّأَدُ: النَّدَى نفسُه. والثَّئِيد: المكان النَّدِيُّ: وثَءِدَ النبتُ ثَأَداً، فهو ثَئِدٌ: نَدِيَ؛ قال الأَصمعي: قيل لبعض العرب: أَصِبْ لنا موضعاً أَي اطْلُبْ، فقال رائدهم: وجدتُ مكاناً ثَئِداً مَئِداً. وقال زيد بن كُثْوَةَ: بعثوا رائداً فجاء وقال: عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نساء بني سَعد؛ وقال رائد آخر: سَيْلٌ وبَقْلٌ وبَقِيلٌ، فوجدوا الأَخير أَعقلهما. ابن الأَعرابي: الثَّأْدُ النَّدَى والقذر والأَمر القبيح؛ الصحاح: الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ؛ قال ذو الرمة: |فَبـاتَ يُشْـئِزُهُ ثَـأْدٌ، ويُسْـهِـرُهُ||تَذَؤُّبُ الريحِ، والوَسْواسُ والهَضَبُ| قال: وقد يحرّك. ومكان ثَئِدٌ أَي ندٍ. ورجل ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ؛ وقيل: الأَثْآدُ العُيوبُ، وأَصله البَلَلُ. ابن شميل: يقال للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كثيرة اللحم. وفيها ثَآدَةٌ مثل سعادة. وفخذٌ ثَئِدَةٌ: رَيَّاء ممتلئة. وما أَنا بابن ثَأْداءَ ولا ثَأَداء أَي لستُ بعاجز؛ وقيل: أَي لم أَكن بخيلاً لئيماً. وهذا المعنى أَراد الذي قال لعمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، عامَ الرَّمادَة: لقد انكشفتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْداءَ أَي لم تكن فيها كابن الأَمة لئيماً، فقال: ذلك لو كنتُ أُنفق عليهم من مال الخطاب؛ وقيل في الثأْداء ما قيل في الدَّأْثاءِ من أَنها الأَمة والحمقاء جميعاً. وما لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما يقال حَمِقَتْ. الفراء: الثَّأَداءُ والدَّأَثاءُ الأَمة، على القلب؛ قال أَبو عبيد: ولم أَسمع أَحداً يقول هذا بالفتح غيرَ الفراء، والمعروف ثَأْداءُ ودَأْثاءُ؛ قال الكميت: |وما كُنَّا بني ثَأْدَاءَ، لَمَّا||شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ| ورواه يعقوب: حتى شفينا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال في عام الرمادة: لقد هممتُ أَن أَجعل مع كل أَهل بيت من المسلمين مثلَهُم فإِن الإِنسان لا يَهْلِكُ على نصف شِبَعِه، فقيل له: لو فعلتَ ذلك ما كنتَ فيها بابن ثَأْدَاءَ؛ يعني بابن أَمة أَي ما كنت لئيماً؛ وقيل: ضعيفاً عاجزاً. وكان الفراء يقول: دَأَثاءَ وسَحَناء لمكان حروف الحلق؛ قال ابن السكيت: وليس في الكلام فَعَلاءُ، بالتحريك، إِلاَّ حرف واحد وهو الثَّأَدَاءُ، وقد يسكن يعني في الصفات؛ قال: وأَما الأَسماء فقد جاءَ فيه حرفان قَرَماءُ وجَنَفَاءُ، وهما موضعان؛ قال الشيخ أَبو محمد بن بري: قد جاء على فَعَلاءَ ستة أَمثلة وهي ثَأَداءُ وسَحَناءُ ونَفَساءُ لغة في نُفَساء، وجَنَفاءُ وقَرَماءُ وحَسَداءُ، هذه الثلاثة أَسماء مواضعَ؛ قال الشاعر في جَنَفاءَ: |رَحَلْتُ إِلَيْكَ من جَنَفاءَ، حتى||أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالـي| وقال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ في قَرَماءَ: |على قَرَماءَ عالِيَة شواه||كَأَنَّ بياضَ غُرَّته خِمارُ| وقال لبيد في حَسَداءَ: |فَبِتْنا حيثُ أَمْسَيْنـا ثـلاثـا||على حَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ| ثأر[عدل] الثَّأْر والثُّؤْرَةُ: الذَّحْلُ. ابن سيده: الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ، وقيل: الدم نفسه، والجمع أَثْآرٌ وآثارٌ، على القلب؛ حكاه يعقوب. وقيل: الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ، والاسم الثُّؤْرَةُ. الأَصمعي: أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إذا أَدرك من يطلب ثَأْرَهُ. والتُّؤُرة: كالثُّؤرة؛ هذه عن اللحياني. ويقال: ثَأَرْتُ القتيلَ وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً، فأَنا ثائرٌ، أَي قَتَلْتُ قاتلَه؛ قال الشاعر: |شَفَيْتُ به نفْسِي وأَدْرَكْـتُ ثُـؤْرَتـي||بَني مالِكٍ، هل كُنْتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا?| والثَّائِرُ: الذي لا يبقى على شيء حتى يُدْرِك ثَأَرَهُ. وأَثْأَرَ الرجلُ واثَّأَرَ: أَدرك ثَأْرَهُ. وثَأْرَ بِهِ وثَأْرَهْ: طلب دمه. ويقال: تَأَرْتُك بكذا أَي أَدركت به ثَأْري منك. ويقال: ثَأَرْتُ فلاناً واثَّأَرْتُ به إذا طلبت قاتله. والثائر: الطالب. والثائر: المطلوب، ويجمع الأَثْآرَ؛ والثُّؤْرَةُ المصدر. وثَأَرْتُ القوم ثَأْراً إذا طلبت بثأْرِهِم. ابن السكيت: ثَأَرْتُ فلاناً وثَأَرْتُ بفلان إذا قَتَلْتَ قاتله. وثَأْرُكَ: الرجل الذي أَصاب حميمك؛ وقال الشاعر: قَتَلْتُ به ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي وقال الشاعر: |طَعَنْتُ ابنَ عَبْدُ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ||لهَا نَفَذٌ، لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَهـا| وقال آخر: |حَلَفْتُ، فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني: لأَثْأَرَنْ||عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما| قال ابن سيده: هؤلاء قوم من بني يربوع قتلهم بنو شيبان يوم مليحة فحلف أَن يطلب بثأْرهم. ويقال: هو ثَأْرُهُ أَي قاتل حميمه؛ قال جرير: |وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ، إِنَّهُمْ||قَتَلُوا أَباكَ، وثَأْرُهُ لم يُقْتَلِ| قال ابن بري: هو يخاطب بهذا الشعر الفرزدق، وذلك أَن ركباً من فقيم خرجوا يريدون البصرة وفيهم امرأَة من بني يربوع بن حنظلة معها صبي من رجل من بني فقيم، فمرّوا بخابية من ماء السماء وعليها أَمة تحفظها، فأَشرعوا فيها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها واستقوا في أَسقيتهم، فجاءت الأَمة أَهلها فأَخبرتهم، فركب الفرزدق فرساً له وأَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق أَسقيتهم، فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن يثأَروا لها فأَمرتهم أَن لا يفعلوا، وكان لها ولد يقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقيم، فلما شبّ راضَ الإِبل بالبصرة فخرج يوم عيد فركب ناقة له فقال له ابن عم له: ما أَحسن هيئتك يا ذكوان، لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك. فاستنجد ذكوان ابن عم له فخرج حتى أَتيا غالباً أَبتا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرين يطلبان له غِرَّةً، فلم يقدرا على ذلك حتى تحمَّل غالب إِلى كاظمة، فعرض له ذكوان وابن عمه فقالا: هل من بعير يباع? فقال: نعم، وكان معه بعير عليه معاليق كثيرة فعرضه عليهما فقالا: حط لنا حتى ننظر إِليه، ففعل غالب ذلك وتخلف معه الفرزدق وأَعوان له، فلما حط عن البعير نظرا إِليه وقالا له: لا يعجبنا، فتخلف الفرزدق ومن معه على البعير يحملون عليه ولحق ذكوان وابن عمه غالباً، وهو عديل أُم الفرزدق، على بعير في محمل فعقر البعير فخر غالب وامرأَته ثم شدّا على بعير جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا، فذكروا أَن غالباً لم يزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتى مات بكاظمة. والمثْؤُور به: المقتولُ. وتقول: يا ثاراتِ فلان أَي يا قتلة فلان. وفي الحديث: يا ثاراتِ عثمان أَي يا أَهل ثاراته، ويا أَيها الطالبون بدمه، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ وقال حسان: |لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ:||اللهُ أَكْبَرُ، يا ثاراتِ عُثْمانا| الجوهري: يقال يا ثارات فلان أَي يا قتلته، فعلى الأَوّل يكون قد نادى طالبي الثأْر ليعينوه على استيفائه وأَخذه، والثاني يكون قد نادى القتلة تعريفاً لهم وتقريعاً وتفظيعاً للأَمر عليهم حتى يجمع لهم عند أَخذ الثَّأْرِ بين القتل وبين تعريف الجُرْمِ؛ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم به ليَصْدَعَ قلوبهم فيكون أَنْكَأَ فيهم وأَشفى للناس. ويقال: اثَّأَرَ فلان من فلان إذا أَدرك ثَأْرَه، وكذلك إذا قتل قاتل وليِّه؛ وقال لبيد: |والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً||بَعْدَ الْمَماتِ، فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ| أَي كنت أَنحرها للضيفان، فقد أَدركت منها ثَأْري في حياتي مجازاة لتَقَضُّمِها عظامي النَّخِرَةَ بعد مماتي، وذلك أَن الإِبل إذا لم تجد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُخْمِضُ بها. وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورَى: لا تغمدوا سيوفكم عن أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ؛ الثَّأْرُ ههنا: العدو لأَنه موضع الثأْر، أَراد انكم تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم. يقال: وَتَرْتُه إذا أَصبته بِوَترٍ، وأَوْتَرْتُه إذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ ومكنته منه. واثَّأَر: كان الأَصل فيه اثْتَأَرَ فأُدغمت في الثاء وشدّدت، وهو افتعالمن ثأَرَ. والثَّأْرُ المُنِيمُ: الذي يكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ. وقال الجوهري: الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده؛ وقال أَبو زيد: اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إذا استغاث لِيَثْأَرَ بمقتوله: |إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْـره||دعاءً: أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىً نَهْدِ| قال أَبو منصور: كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه. وفي حديث محمد بن سلمة يوم خيبر: أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب الثَّأْر، وهو طلب الدم. والتُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، وقد تقدّم في حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء؛ عن الفارسي. ثأط[عدل] الثَّأْطةُ: دُوَيْبّة، لم يحكها غير صاحب العين. والثَّأْطةُ: الحَمْأَةُ. وفي المثل: ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماء؛ يضرب للرجل يشْتَدُّ مُوقُه وحُمْقُه لأَن الثأْطة إذا أَصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة، وقيل للذي يُفْرِطُ في الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بماء، وجمعها ثَأْطٌ؛ قال أُمية يذكر حمامة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام: |فجاءَتْ، بَعْدَما رَكَضَتْ، بقِطْفٍ،||عليه الثَّأْط والطِّينُ الـكُـبـارُ| وقيل: الثأْطُ والثَّأْطةُ الطين، حمأَةً كان أَو غير ذلك؛ وقال أُمية أَيضاً: |بلَغَ المَشارِق والمَغارِبَ، يَبْتَغِي||أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكِيمٍ مُرْشِـدِ| |فأَتَى مَغِيبَ الشمْسِ عند مآبِها،||في عَيْنِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمِدِ| وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الثأْطة الحمأَة فقال: وأَنشد شمر لتُبَّع، وكذلك أَورده ابن بري وقال: إِنه لتُبَّع يصف ذا القَرْنَيْن، قال: والخُلُب الطين بكلامهم، قال الأَزهري: وهذا في شعر تُبَّع المروي عن ابن عباس. والثأْطة: دُوَّيْبَّة لَسَّاعةٌ. والثأْطاء: الحمقاء، مشتقّ من الثأْطة. وما هو بابن ثأْطاء وثأَطاء وثأْطانَ وثأَطانَ أَي بابن أَمة، ويكنى به عن الحُمْق. ثأل[عدل] الثُّؤْلُول: واحد الثَّآليل. المحكم: الثُّؤْلول خُرَاجٌ، وقد ثُؤْلِل الرجلُ وقد تَثَأْلَلَ جسدُه بالثَّآليل. وفي الحديث في صفة خاتم النبوّة: كأَنه ثَآلِيل؛ الثآليل: جمع ثُؤْلُول وهو الحَبَّة تظهر في الجِلد كالحِمَّصة فما دونها. والثُّؤْلول: حَلَمَة الثدي؛ عن كراع في المنجد، والله أَعلم. ثأن[عدل] التهذيب: التثاؤُن الاحْتيال والخَديعةُ؛ يقال: تَثاءَنَ للصيد إذا خادَعَه: جاءه مرَّة عن يمينِه، ومرة عن شمالِه. ويقال: تَثاءنْت له لأَصْرِفَه عن رأْيِه أَي خادَعْتُه واحْتَلْتُ له؛ وأَنشد: |تَثَاءَنَ لي في الأَمْرِ من كلِّ جانِبٍ،||لِيَصْرِفَني عـمـا أُريدُ كَـنُـودُ| ثأي[عدل] الثَّأْيُ والثَّأى جميعاً: الإِفساد كلُّه، وقيل: هي الجراحات والقتل ونحوه من الإِفساد. وأَثْأَى فيهم: قتل وجرح. والثَّأْي والثَّأَى:خَرْمُ خُرَزِ الأَدِيم. وقال ابن جني: هو أَن تغلظ الإِشْفَى ويَدِقَّ السَّيْرُ، وقد ثَئِيَ يَثْأَى وثَأَى يَثْأَى وأَثْأَيْته أَنا؛ قال ذو الرمة: |وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها||مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَبُ| وثَأَيْتُ الخَرْزَ إذا خَرَمته. وقال أَبو زيد: أَثْأَيْتُ الخَرْزَ إِثْآأً خَرَمْته، وقد تَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى ثَأىً شديداً. قال ابن بري: قال الجوهري ثَئِي الخَرْز يَثْأَى؛ قال: وقال أَبو عبيد ثَأَى الخَرْزُ، بفتح الهمزة، قال: وحكى كراع عن الكسائي ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى، وذلك أَن يتخرم حتى تصير خَرْزَتان في موضع، وقيل: هما لغتان، قال: وأَنكر ابن حمزة فتح الهمزة. وأَثْأَيْتُ في القوم إِثْآءً أَي جرحت فيهم، وهو الثَّأَى؛ قال: |يا لَك من عَيْثٍ ومِنْ إِثْآءِ||يُعْقِبُ بالقَتلِ وبالسِّبـاءِ| والثَّأَى: الخَرْمُ والفَتْق؛ قال جرير: |هو الوافِدُ المَيْمونُ والرَّاتِقُ الثَّأَى||إِذا النَّعْلُ يوماً بالعَشِيرَةِ زَلَّتِ| وقال الليث: إذا وقع بين القوم جراحات قيل عَظُم ا لثَّأَى بينهم، قال: ويجوز للشاعر أَن يقلب مدّ الثَّأَى حتى تصير الهمزة بعد الأَلف كقوله: إِذا ما ثاءَ في معد قال: ومثله رآه ورَاءَهُ بوزن رَعاه وراعَه ونَأَى ونَاءَ؛ قال: نِعْمَ أَخو الهَيْجاء في اليوم اليَمِي أَراد أَن يقول اليَوِمِ فقلَب.والثَّأْوَة: بقية قليل من كثير، قال: والثَّأْوَة المهزولة من الغنم وهي الشاة المهزولة؛ قال الشاعر: |تُغَذْرِمُها في ثَأْوَةٍ من شياهِـهِ،||فلا بُورِ كَتْ تلك الشِّياهُ القَلائِلُ| الهاء في قوله تُغَذْرِمُها لليمين التي كان أَقسم بها، ومعنى تُغَذْرِمُها أَي حلفت بها مجازِفاً غير مستثبت فيها، والغُذارِمُ: ما أُخذ من المال جِزافاً. ابن الأَنباري: الثَّأَى الأَمر العظيم يقع بين القوم؛ قال:وأَصله من أَثْأَيْت الخَرْزَ؛ وأَنشد: ورأْب الثَّأَى والصَّبْر عندَ الموَاطِن وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: ورَأَبَ الثَّأَى أَي أَصْلح الفساد. وأَصل الثَّأَى: خَرْم مواضع الخَرْز وفساده؛ ومنه الحديث الآخر: رَأَبَ اللهُ به الثَّأَى. والثُّؤَى: جَمع ثُؤْيَةٍ وهي خِرَق تجمع كالكُبَّة على وتِدِ المَخْض لئلا ينخرق السقاء عند المخض. ابن الأَعرابي: الثَّأَى أَن يجمع بين رؤوس ثلاث شجرات أَو شجرتين، ثم يُلْقى عليها ثوبٌ فَيُستَظَلَّ به. ثبا[عدل] الثُّبَةُ: العُصْبَة من الفُرسان، والجمع ثُباتٌ وثُبونَ وثِبُونَ، على حدّ ما يطّرد في هذا النوع، وتصغيرها ثُبَيَّة. والثُّبَةُ والأُثْبِيَّة: الجماعة من الناس، وأَصلها ثُبَيٌ، والجمع أَثابيّ وأَثَابِيَةٌ، الهاء فيها بدل من الياء الأَخيرة؛ قال حُمَيد الأَرقط: |كأَنه يومَ الرِّهان ا لمُحْتَضَـرْ،||وقد بدا أَوَّلُ شَخْصٍ يُنْتَـظَـرْ| |دون أَثابيَّ من الخـيل زُمَـرْ،||ضَارٍ غَدا يَنْفُضُ صِئْبان المَدَرْ| أَي بازٍ ضارٍ. قال ابن بري: وشاهد الثُّبة الجماعة قول زهير: |وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ||نَشاوى، وَاجِدِينَ لِما نَشَاءُ| قال ابن جني: الذاهب من ثُبَة واو، واستدل على ذلك بأَن أَكثر ما حذفت لامه إِنما هو من الواو نحو أَب وأَخ وسَنَة وعِضَة، فهذا أَكثر مما حذفت لامه ياء، وقد تكون ياء على ما ذكر قال ابن بري: الاختيار عند المحققين أَن ثُبَة من الواو، وأَصلها ثُبْوة حملاً على أَخواتها لأَن أَكثر هذه الأَسماء الثنائية أَن تكون لامها واواً نحو عِزَة وعِضَة، ولقولهم ثَبَوْت له خيراً بعد خير أَو شرّاً إذا وجهته إِليه، كما تقول جاءت الخيل ثُبَاتٍ أَي قطعة بعد قطعة. وثَبَّيْت الجيشَ إذا جعلته ثُبَة ثُبَة، وليس في ثَبَّيْت دليل أَكثر من أَن لامه حرف علة. قال: وأَثابيُّ ليس جمع ثُبَة، وإِنما هو جمع أُثْبِيَّة، وأُثبيَّة في معنى ثُبَة؛ حكاها ابن جني في المصنف. وثَبَّيت الشيء: جمعته ثُبَة ثُبَة؛ قال: |هل يَصْلُح السيفُ بغير غِمْدِ?||فَثَبِّ ما سَلَّفتَه مـن شُـكْـدِ| أَي فأَضف إِليه غيره واجمعه. وثُبَة الحوض: وسطه، يجوز أَن يكون من ثَبَّيت أَي جمعت، وذلك أَن الماء إِنما تجمعه من الحوض في وسطه، وجعلها أَبو إِسحق من ثاب الماء يَثُوب، واستدل على ذلك بقولهم في تصغيرها ثُوَيْبَة. قال الجوهري: والثُّبَة وسط الحوض الذي يَثُوب إِليه الماء، والهاء ههنا عوض من الواو الذاهبة من وسطه لأَن أَصله ثُوَب، كما قالوا أَقام إِقامة وأَصله إِقواماً، فعوِّضوا الهاء من الواو الذاهبة من عين الفعل؛ وقوله: |كَمْ ليَ من ذي تُدْرَإِ مِذَبِّ،||أَشْوَسَ، أَبَّاءٍ على المُثَبِّي| أَراد الذي يَعْذُله ويكثر لومه ويجمع له العَذْل من هنا وهنا. وثَبَّيت الرجل: مدحته وأَثْنَيْت عليه في حياته إذا مدحته دفعة بعد دفعة. والثَّبيُّ: الكثير المدح للناس، وهو من ذلك لأَنه جَمْع لمحاسنه وحَشْد لمناقبه. والتَّثْبيَة: الثناء على الرجل في حياته؛ قال لبيد: |يُثَبِّي ثَناءً مـن كـريمٍ، وقَـوْلُـه:||أَلا انْعم على حُسنِ التَّحِيّة واشْرَبِ| والتَّثْبية: الدوام على الشيء. وثَبَّيْت على الشيء تَثْبِيَةً أَي دُمْت عليه. والتَّثْبية: أَن تفعل مثل فعل أَبيك ولزومُ طريقة؛ أَنشد ابن الأَعرابي قول لبيد: |أُثَبَّي في البلاد بِذِكْرِ قَيْسٍ،||وَوَدُّوا لَوْ تَسُوخُ بنا البلادُ| قال ابن سيده: ولا أَدري ما وجه ذلك، قال: وعندي أَن أُثَبِّي ههنا أُثْني. وثَبَّيت المال: حفظته؛ عن كراع؛ وقول الزِّمَّاني أَنشده ابن الأَعرابي: |تَرَكْتُ الخـيلَ مـن آثـا||ر رُمْحِي في الثُّبَى العالي| |تَفادَى، كتـفَـادِي الـوَحْ||شِ مِنْ أَغْضَـفَ رِئْبـالِ| قال: الثُّبَى العالي من مجالس الأَشراف، وهذا غريب نادر لم أَسمعه إِلاَّ في شعر الفِنْد. قال ابن سيده: وقضينا على ما لم تظهر فيه الياء من هذا الباب بالياء لأَنها لام، وجعل ابن جني هذا الباب كله من الواو، واحتج بأَن ما ذهب لامه إِنما هو من الواو نحو أَب وغَدٍ وأَخٍ وهَنٍ في الواو، وقال في موضع آخر: التَّثْبية إِصلاح الشيء والزيادة عليه؛ وقال الجعدي: |يُثَبُّون أَرْحاماً وما يَجْفِلُونها،||وأَخْلاقَ وُدٍّ ذَهَّبَتْها المَذاهِبُ| قال: يُثَبُّون يُعَظِّمون يجعلونها ثُبَةً. يقال: ثَبِّ معروفَك أَي أَتِمَّه وزد عليه. وقال غيره: أَنا أَعرفه تَثْبيَةً أَي أَعرفه معرفة أُعْجمها ولا أَستيقنها. ثبب[عدل] ابن الأَعرابي: الثَّبابُ: الجُلُوس، وثَبَّ إذا جَلَس جُلُوساً مُتَمَكِّناً. وقال أَبو عمرو. ثَبْثَبَ إذا جلَس مُتمكِّناً. ثبت[عدل] ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُتُ ثَباتاً وثُبوتاً فهو ثابتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ، وأَثْبَتَه هو، وثَبَّتَه بمعنىً. وشيء ثَبْتٌ: ثابتٌ. ويقال للجَرَاد إذا رزَّ أَذْنابَه ليَبِيضَ: ثَبَتَ وأَثْبَتَ وثَبَّتَ. ويقال: ثَبَتَ فلانٌ في المَكان يَثْبُتُ ثبُوتاً، فهو ثابتٌ إذا أَقام به. وأَثْبَتَه السُّقْم إذا لم يُفارِقْهُ. وثَبَّتَه عن الأَمْر كَثَبَّطه. وفرس ثَبْتٌ: ثَقِفٌ في عَدْوِه. ورجل ثَبْتُ الغَدْرِ إذا كان ثابِتاً في قتال أَو كلام؛ وفي الصحاح؛ إذا كان لسانُه لا يزال عند الخُصُوماتِ؛ وقد ثَبُتَ ثَباتَةً وثُبوتةً. وتَثَبَّتَ في الأَمْر والرَّأْي، واستَثْبَتَ: تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَل. واسْتَثْبَتَ في أَمْرِه إذا شاور وفحَصَ عنه. وقوله عز وجل: ومَثَلُ الذين يُنْفِقون أَموالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّه وتَثْبِيتاً من أَنفسهم؛ قال الزجاج: أَي يُنْفِقونَها مُقِرِّين بأَنها مما يُثِيبُ اللَّهُ عليها. وقال في قوله عز وجل: وكُلاًّ نَقُصُّ عليك من أَنْباء الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ به فُؤَادَكَ؛ قال: معنى تَثْبِيت الفُؤادِ تَسْكِينُ لقَلْب، ههنا ليس للشك، ولكن كلَّمَا كان البُرْهانُ والدِّلالةُ أَكْثَر على القَلْب، كان القلبُ أَسْكَنَ وأَثْبَتَ أَبداً، كما قال إِبراهيم، عليه السلام: ولكن لِيَطْمَئِنَّ قلبي. ورجل ثَبْتٌ أَي ثابتُ القَلْب؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبد اللَّه بن مَعْمَرٍ: |الحَمدُ للَّه الذي أَعْطَى الخِـيَرْ||مَوَالِيَ الحَقِّ، إِنِ المَوْلى شَكَرْ| |عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَـا ومـا دَثَـرْ،||وعَهْدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرّاً، فَـبـرّ| |وعَهْدَ عُثمانَ، وعَهْداً من عُمَرْ،||وعَهْدَ إِخْوانٍ، همُ كانوا الـوَزَرْ| |وعُصْبةَ النَّبيِّ، إِذْ خافُوا الحَصَرْ،||شَدُّوا له سُلْطانَه، حتى اقْتَسَـرْ| |بالقَتْلِ أَقْواماً، وأَقوامـاً أَسَـرْ،||تَحْتَ التي اخْتَارَ له اللَّهُ الشَّجَرْ| |محمداً، واخْتارَه اللَّهُ الـخِـيَرْ،||فما وَنَى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَـفَـرْ| |له الإِلهُ ما مَضَى، وما غَـبَـرْ،||أَن أَظْهَرَ الدِّينَ به، حَتى ظَهَرْ| منها: |بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قد مَهَرْ،||ثَبْتٌ، إذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ| ورجل ثَبْتُ المُقام: لا يَبْرَحُ. والثَّبْتُ والثَّبِيتُ: الفارسُ الشُّجاع. والثَّبِيتُ: الثَّابتُ العَقْل؛ قال طرفة: |فالهَبِيتُ لا فُؤاد لَهُ،||والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ| تقول منه: ثَبُتَ، بالضم، أَي صار ثَبيتاً. والمُثْبَتُ: الذي ثَقُلَ، فلم يَبْرَحِ الفِراش. والثِّباتُ: سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْل، وجَمْعُه أَثْبِتة. ورَحْلٌ مُثْبَت: مَشْدُود بالثِّباتِ؛ قال الأَعْشى: |زَيَّافَةٌ، بالرَّحْلِ خَطَّـارة،||تَلْوي بشَرْخَيْ مُثْبَتٍ، قاتِرِ| وفي حديث مَشُورَة قُرَيْش في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، قال بعضهم: إذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق. وفي حديث أَبي قَتادة: فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه أَي حَبَسْتُه وجَعَلْتُه ثابتاً في مكانه لا يُفارقه. وأُثْبِتَ فلانٌ، فهو مُثْبَتٌ إذا اشْتَدَّتْ به عِلَّتُه أَو أَثْبَتَته جِراحةٌ فلم يتَحَرَّك. وقَولهُ تعالى: ليُثْبِتُوك؛ أَي يَجْرحوك جِراحةً لا تَقُوم معها. ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلة، بالتحريك، أَي ثَبات؛ وتقول أَيضاً: لا أَحْكُم بكذا، إِلا بثَبَتٍ أَي بحُجَّة. وفي حديث صوم يوم الشك: ثم جاءَ الثَّبَتُ أَنه من رمضان؛ الثَّبَتُ، بالتحريك: الحجة والبينة. وفي حديث قتادة بن النُّعْمان: بغير بَيِّنَة ولا ثَبَتٍ. وثابَته وأَثْبَتَه: عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة. وطَعَنه فأَثْبَت فيه الرُّمْح أَي أَنْفَذَه. وأَثْبَتَ حجته: أَقامها وأَوْضَحها. وقولٌ ثابتٌ: صحيح. وفي التنزيل العزيز: يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا بالقول الثابت؛ وكلُّه من الثَّبات. وثابتٌ وثَبِيتٌ: اسمان، ويُصغَّر ثابِتٌ، من الأَسماء، ثُبَيْتاً، فأَما الثابتُ إذا أَرَدْتَ به نَعْتَ شيء، فتصغيره: ثُوَيْبِتٌ. وإِثْبِيتُ: اسم أَرض، أَو موضعٍ، أَو جبل؛ قال الراعي: |تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِهـا،||بإِثْبِيتَ، فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ| ثبج[عدل] ثَبَجُ كلِّ شيء: مُعْظَمُهُ ووَسَطُهُ وأَعلاه، والجمع أَثْباجٌ وثُبُوجٌ. وفي الحديث: خيارُ أُمتي أَوَّلُها وآخرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منك ولستَ منه. الثَّبَجُ: الوسط ما بين الكاهل إِلى الظهر؛ ومنه كتاب لوائل: وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَي أَعطوا الوَسَطَ في الصدقة لا من خيار المال ولا من رُذالته، وأَلحقها هاء التأْنيث لانتقالها من الاسمية إِلى الوصف؛ ومنه حديث عبادة: يوشك أَن يُرى الرجلُ من ثَبَجِ المسلمين أَي من وَسَطِهم؛ وقيل: مِن سَراتهم وعِلْيَتِهم؛ وفي حديث علي، رضي الله عنه: وعليكم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإِن الشيطانَ راكِدٌ في مِكِسْرِه. وثَبَجُ الرَّمْلِ: مُعْظَمُه، وما غَلُظَ من وَسَطه، وثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه وما فيه مَحاني الضُّلوع؛ وقيل: هو ما بين العَجُزِ إِلى المَحْرَكِ، والجمع أَثْباجٌ. وقال أَبو عبيدة: الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه؛ وقالت بنت القتال الكلابي ترثي أَخاها: |كأَنَّ نَشَيجَها، بذَواتِ غِسْلٍ،||نَهيمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحـالِ| أَي توضع الرحال على أَثباجها. وقال أَبو مالك: الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ على الكاهل إِلى الصدر. قال: والدليل على أَن الثَّبَجَ من الصدر أَيضاً قولهم: أَثْباجُ القَطا؛ وقال أَبو عمرو: الثَّبَجُ نُتُوءُ الظهر. والثَّبَجُ: عُلُوُّ وسط البحر إذا تلاقت أَمواجه. وفي حديث أُمِّ حَرامٍ: يَرْكَبُون ثَبَجَ هذا البحر أَي وسَطَه ومُعْظَمَه؛ ومنه حديث الزهري: كنتُ إذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ ابن الزُّبير فَتَقْتُ به ثَبَجَ بحرٍ. وثَبَجُ البحرُ والليل: مُعْظَمُه. ورجلٌ أَثْبَجُ: أَحدَبُ. والأَثْبَجُ أَيضاً: الناتئ الصَّدْر؛ وفيه ثَبَجٌ وثَبَجَةٌ. والأَثْبَجُ: العظيم الجوف. والأَثْبَجُ: العريضُ الثَّبَجِ؛ ويقال: الناتئ الثَّبَجِ، وهو الذي صُغِّر في حديث اللِّعان: إِن جاءت به أُثَيْبِجَ، فهو لهِلالٍ؛ تصغيرُ الأَثْبَجِ الناتئ الثَّبَجِ أَي ما بين الكتفين والكاهل؛ وقول النمري: |دَعاني الأَثْبَجان بِيا بَغِيض،||وأَهْلِي بالعراقِ، فَمَنَّيَاني| فسر بهذا كله. ورجلٌ مُثَبَّجٌ: مضطرِبُ الخَلْقِ مع طول. وثَبَّجَ الراعي بالعصا تَثْبيجاً أَي جعلها على ظهره، وجعل يديه من ورائها، وذلك إذا أَعيا. وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً: أَقعى على أَطراف قدميه كأَنه يستنجي؛ قال: |إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَـب،||ثَبَجْتَ يا عَمْرُو، ثُبُوجَ المُحْتَطِب| وقول الشماخ: |أَعائِشُ، ما لأهْلِـكِ لا أَراهُـمْ||يُضِيعُونَ الهِجانَ مع المُضِيعِ?| |وكَيْفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَـآتٍ،||على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِـيعِ?| قال: هِجان الإِبل كرائمها أَي أَن على أَوساطها وبراً كثيراً يقيها البرد، قد أُدفئت به. وثَبَّجَ الكتابَ والكلامَ تَثْبيجاً: لم يبينه؛ وقيل: لم يأْت به على وجهه. والثَّبَجُ: اضطرابُ الكلام وتَفَنُّنُه. والثَّبَجُ: تَعْمِيَةُ الخَط وتَرْكُ بيانه. الليث: التَّثْبيجُ التخليط. وكتابٌ مُثَبَّجٌ، وقد ثُبِّجَ تَثْبيجاً. والثَّبَجُ: طائر يصيح الليلَ أَجمعَ كأَنه يَئِنُّ، والجمع ثِبْجانٌ؛ وأَما قولُ الكُمَيتِ يَمْدَحُ زِيادَ من مَعْقِلٍ: |ولم يُوايِمْ لَهُمْ في ذَبِّها ثَبَجاً،||ولمْ يَكُنْ لهُمْ فيها أَبا كَرِبِ| ثَبَجٌ هذا: رجلٌ من أَهل اليمن، غزاه ملك من الملوك فصالحه عن نفسه وأَهله وولده، وترك قومه فلم يدخلهم في الصلح، فغزا الملك قومه، فصار ثَبَجٌ مثلاً لمن لا يَذُبُّ عن قومه، فأَراد الكميت: أَنه لم يفعل فِعْلَ ثَبَجٍ، ولا فِعْلَ أَبي كَرِبٍ، ولكنه ذَبَّ عن قومه. ثبجر[عدل] اثْبَجَرَّ الرجلُ: ارتعد عند الفزع؛ قال العجاج يصف الحمار والأَتان: إِذا اثْبَجَرَّا مِنْ سَوادٍ خَدَجَا اثبجرا أَي نفرا وجفلا، وهو الاثْبِجارُ. واثْبَجَرَّ: تحير في أَمره. واثْبَجَرَّ الماء: سال وانصب؛ قال العجاج: من مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إذا اثْبَجَرْ يعني الجيش شبهه بالسيل إذا اندفع وانبعث لقوّته. أَبو زيد: اثْبَجَرَّ في أَمره إذا لم يصرمه وضعف. واثْبَجَرَّ: رجع على ظهره. ثبر[عدل] ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً، كلاهما: حَبَسَهُ؛ قال: بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً وثَبَرَهُ على الأَمر يَثْبُرُه: صرفه. والمُثَابَرَةُ على الأَمر: المواظبة عليه. وفي الحديث: مَنْ ثابَرَ على ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ على الفعل والقول وملازمتهما. وثابَرَ على الشيء: واظب. أَبو زيد: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه. وفي حديث أَبي موسى: أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس? أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من طاعة الله، وقيل: ما أَبطأَ بهم عنها. والتَّبْرُ: الحَبْسُ. وقوله تعالى: وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً؛ قال الفرّاء: أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير؛ ابن الأَعرابي: المثبور الملعون المطرود المعذب. وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُه، بالضم، ثَبْراً أَي حبسه؛ والعرب تقول: ما ثَبَرَك عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك عنه? وقال مجاهد: مَثْبُوراً أَي هالكاً. وقال قتادة في قوله: هُنالِكَ ثُبوراً؛ قال: ويلاً وهلاكاً. ومَثَلُ العَرَبِ: إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ. والتُّبُورُ: الهلاك والخسران والويل؛ قال الكميت: |ورَأَتْ قُضاعَةُ، في الأَيا||مِنِ، رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ| أَي مخسور وخاسر، يعني في انتسابها إِلى اليمن. وفي حديث الدعاء: أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ؛ هو الهلاك، وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً. وثَبَرَهُ الله: أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش، فمن هنالك يدعو أَهل النار: واثُبُوراه، فيقال لهم: لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً. قال الفرّاء: الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثيراً لأَن المصادر لا تجمع، أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً كثيراً? قال: وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل: وَانَدامتَاهْ، وقال الزجاج في قوله: دعوا هنالك ثبوراً؛ بمعنى هلاكاً، ونصبه على المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً، ثم قال لهم: لا تدعوا اليوم ثبوراً، مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد. وثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ. وتَثَابَرَتِ الرجالُ في الحرب: تواثبت. والمَثْبِرُ، مثال المجلس: الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ، من الأَرض، وليس له فعل، قال ابن سيده: أُرى أَنما هو من باب المخْدَع. وفي الحديث: أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها؛ وقال نُصَير: مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ؛ قال أَبو منصور: وهذا صحيح ومن العرب مسموع، وربما قيل لمجلس الرجل: مَثْبِرٌ. وفي حديث حكيم بن حزام: أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ الولد؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يقال في الإِبل. وثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انفتحت. وفي حديث معاوية: أَن أَبا بُرْدَةَ قال: دخلت عليه حين أَصابته قَرْحَةٌ، فقال: هَلُمَّ يا ابن أَخي فانظر، قال: فنظرت فإِذا هي قد ثَبِرَتْ، فقلت: ليس عليك بأْس يا أَمير المؤْمنين؛ ثَبِرَتْ أَي انفتحت. والثَّبْرَةُ: تراب شبيه بالنُّورة يكون بين ظهري الأَرض فإِذا بلغ عِرْقُ النخلة إِليه وقف. يقال: لقيتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها؛ وقوله أَنشده ابن دريد: أَيُّ فَتىً غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن. والثِّبْرَةُ: أَرضٌ رِخْوَةٌ ذات حجارة بيض، وقال أَبو حنيفة: هي حجارة بيض تقوَّم ويبنى بها، ولم يقل إِنها أَرض ذات حجارة. والثَّبْرَةُ: الأَرض السهلة؛ يقال: بالغت النخلة إِلى ثَبْرَةٍ من الأَرض. والثَّبْرَةُ: الحفرة في الأَرض. والثَّبْرَةُ: النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصِّهْرِيجِ، إذا دخلها الماء خرج فيها عن غُثائه وصفا؛ قال أَبو ذؤيب: |فَثَجَّ بها ثَبَـراتِ الـرَّصـا||فِ، حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ| أَراد بالقبرات نِقَاراً يجتمع فيها الماء من السماءِ فيصفو فيها. التهذيب: والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ في الشيء والهَزْمَةُ؛ ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء: ثَبْرَةٌ. ويقال: هو على صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ أَمر بمعنى واحد. وثَبَّرَةُ: موضع، وقول أَبي ذؤيب: |فَأَعْشَيْتُه، من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَهُ||بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَـهْـوَقِ| قيل: هو منسوب إِلى أَرض أَو حيّ، وروي التابرية، بالتاء. وثَبِيرٌ: جبل بمكة. ويقال: أَشْرِقْ ثَبير كيما نُغِير، وهي أَربعةُ أَثْبِرَةٍ: ثَبِيرُ غَيناء، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ، وثَبِيرُ حِراء. وفي الحديث ذكر ثبير؛ قال ابن الأَثير: وهو الجبل المعروف عند مكة، وهو أَيضاً اسم ماء في ديار مزينة أَقطعه النبي، صلى الله عليه وسلم، شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ. ويَثْبِرَةُ: اسم أَرض؛ قال الراعي: أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها، عَنْ ماء يَثْبِرَةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصدُ. ثبش[عدل] ثُبَاش: اسم رجل وكأَنه مقلوب من شُبَاث. ثبط[عدل] الليث: ثَبَّطَه عن الشيء تَثْبِيطاً إذا شغَلَه عنه. وفي التنزيل العزيز: ولكن كَرِه اللّهُ انْبِعاثَهم فثبَّطَهم؛ قال أَبو إِسحق: التثبيط ردّك الإِنسانَ عن الشيء يفعله، أَي كره اللّه أَن يَخْرجوا معكم فردَّهم عن الخروج. وثَبَطَه عن الشيء ثَبْطاً وثَبَّطَه: رَيَّثه وثَبَّته. وثَبَّطه على الأَمر فتَثَبَّط: وقَّفَه عليه فتوَقَّف. وأَثْبَطه المرَضُ إذا لم يكد يُفارِقُه. وثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً: حبَسْتُه، بالتخفيف. وفي الحديث: كانت سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً أَي ثقِيلة بَطِيئةً من التَّثْبِيطِ وهو التعْوِيقُ والشَّغْلُ عن المُراد؛ وقول لبيد: وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ يُثَبِّطْ حاسِد معناه إِنْ بَحَثَ عن مَعايِبِها؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي. وفي بعض اللغات: ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ، وليس بثَبَت. ثبق[عدل] ابن بري: ثَبَقَت العينُ تَثْبِقُ أَسرَع دمعُها. وثَبَق النهرُ:أَسرع جَرْيُه وكثُر ماؤه؛ قال الراجز: |ما بالُ عَيْنِك عاوِدَت تَعْشاقَها?||عينٌ تَثَبَّقَ دَمْعُها تَثْبـاقَـهـا| ثبل[عدل] الأَزهري: أَهمله الليث. ابن الأَعرابي: الثُّبْلة البَقِيَّة والبُثْلة الشُّهْرة، قال: وهما حرفان عربيان جُعِلت الثُّبْلة بمنزل الثُّمْلة. ثبن[عدل] الثُّبْنة والثِّبانُ: الموضعُ الذي تَحْمِلُ فيه من الثوب إذا تلَحَّفْتَ بالثوب أَو توَشَّحْتَ به، ثم ثنَيْتَ بين يديك بعضَه فجعلتَ فيه شيئاً، وقد اثْتَبَنْتُ في ثوبي، وثَبَنْتُ أَثْبِنُ ثَبْناً وثِباناً وتَثَبَّنْتُ إذا جَعَلْتَ في الوعاء شيئاً وحملتُه بين يديك. وثَبَنْتُ الثوبَ أَثِبْنُه ثَبْناً وثِباناً إذا ثَنَيْتَ طرَفَه وخِطْتَه مثل خَبَنْته. قال: والثِّبانُ، بالكسر، وعاءٌ نحو أَن تَعْطِفَ ذَيْلَ قَميصِك فتجعلَ فيه شيئاً تحمله، تقول منه: تَثَبَّنْت الشيءَ إذا جعلتَه فيه وحملتَه بين يديك، وكذلك إذا لَفَفْتَ عليه حُجْزةَ سَراويلِك من قُدَّام، والاسم منه الثُّبْنةُ. وقال ابن الأَعرابي: واحدُ الثُّبان. ثُبْنةٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: إذا مَرَّ أَحدكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ منه ولا يَتخِذْ ثِباناً؛ قال أَبو عمرو: الثِّبانُ الوِعاءُ الذي يُحْمَل فيه الشيءُ ويوضعُ بين يدَي الإنسان، فإن حملتَه بين يديك فهو ثِبانٌ، وقد ثَبَنْتُ ثِباناً، وإن جعلتَه في حِضْنِك فهو خُبْنةٌ، يعني بالحديث المضْطرَّ الجائعَ يَمُرُّ بحائطٍ فيأْكل من ثمَرِ نَخْلِه ما يَرُدُّ جَوْعَته. وقال ابن الأَعرابي وأَبو زيد: الثُّبانُ واحدتها ثُبْنةٌ، وهي الحُجْزة تُحْمَل فيها الفاكهةُ وغيرها؛ قال الفرزدق: |ولا نَثَرَ الجاني ثِباناً أَمـامَـهـا،||ولا انْتَقَلَتْ من رَهْنِه سَيْل مِذْنَب| قال أَبو سعيد: ليس الثِّبانُ بالوِعاء، ولكن ما جُعل فيه من التمر فاحتُمل في وعاء أَو غيره، فهو ثِبانٌ، وقد يَحْمِل الرجلُ في كُمِّه فيكون ثِبانَه. ويقال: قَدِمَ فلانٌ بِثبانٍ في ثوبه. قال الأَزهري: ولا أَدري ما هو الثَّبانُ، قال: وَثَبَنَه في ثوبه، قال: ولا تكون ثُبْنةٌ إلا ما حَمَل قُدَّامَه وكان قليلاً، فإذا كثُر فقد خرج من حدّ الثِّبانِ، والثِّبانُ طرَفُ الرداءِ حين تَثْبِنُه. والمَثْبَنةُ: كِيسٌ تَضَعُ فيه المرأَة مِرْآتَها وأَداتَها، يمانية. وثَبِنةُ: موضعٌ. ثتت[عدل] الأَزهري: استعمل منه أَبو العباس الثَّتُّ: الشَّقُّ في الصَّخْرة؛ وجمعه ثُتُوتٌ. قال: والثَّتُّ أَيضاً العِذْيَوْطُ، وهو الثَّمُوتُ، والذَّوْذَحُ، والوَحْواحُ، والنَّعْجة والزُّمَّلِقُ. وقال أَبو عمرو: في الصخرة ثَتٌّ، وفَتٌّ، وشَرْمٌ، وشَرْنٌ، وخَقٌّ، ولَقٌّ، وشِيقٌ، وشِرْيان. ثتل[عدل] الثَّيْتَل: الوَعِل عامّةً، وقيل: هو المُسِنُّ منها، وقيل: هو ذَكَرُ الأَرْوَى، وأَنشد ابن بري لسُرَاقة البارقي: |عَمْداً جَعَلْت ابنَ الزبير لذَنْبه||يَعْدُو وراءَهمُ كعَدْوِ الثَّيْتَـل| وفي حديث النخعي: في الثَّيْتَل بَقَرةٌ؛ هو الذكر المُسِنُّ من الوُعُول وهو التيس الجبلي يعني إذا صاده المُحْرِم وجب عليه بقرةٌ فِداءً. ابن شميل: الثَّياتِل تكون صِغارَ القُرون، والثَّيْتَل أَيضاً جِنْس من بَقَر الوحش ينزل الجبالَ. قال أَبو خيرة: الثَّيْتَل من الوعول لا يَبْرَح الجَبَلَ ولقَرْنَيْه شُعَبٌ؛ قال: والوُعُولُ على حِدَةٍ، الوُعول كُدْرُ الأَلوان في أَسافلها بياض، والثَّيَاتِل مثلها في أَلوانها وإِنما فرق بينهما القرون، الوَعِل قرناه طويلان عدا قَراه حتى يُجاوِزَ صَلَوَيْه يَلتقيان من حول ذَنَبه من أَعلاه؛ وأَنشد شمر لأُمية بن أَبي الصلت: |والتَّمَاسِيحُ والثَّيَاتِـلُ والإِيْ||يَلُ شَتَّى، والرِّيمُ واليَعْفُورُ| ابن السكيت: أَنشد ابن الأَعرابي لِخَداش: |فإِني امْرُؤٌ من بني عامِرٍ||وإِنَّـكِ دَاريَّة ثَـيْتَــل| ابن سيده: وثَيْتَل اسم جبل، وفي الصحاح: الثَّيْتَل اسم جبل. أَبو عمرو: الثَّيْتَل الضَّخْم من الرجال الذي تَظُن أَن فيه خيراً وليس فيه خير، ورواه الأَصمعي تنتل. ابن سيده: والثَّيْتَل ضَرْبٌ من الطيِّب زَعَموا، والله أَعلم. ثتم[عدل] يقال: ثَتَمَتْ خَرْزها أَفْسَدَتْه. ثتن[عدل] التهذيب: ثَتِنَ ثَتَناً إذا أَنْتَنَ مثل ثَنِتَ؛ قال الشاعر: وثَتِنٌ لَثاتُه تِئْبابةٌ تثْبايةٌ أَي يأْبى كلَّ شيء. ويقال: ثَتِنَتْ لِثَتُه؛ قال الراجز: |لَمَّا رأَتْ أَنْيابَه مُثَلَّمَهْ،||ولِثةً قد ثَتِنَتْ مُشَخَّمهْ| ثتي[عدل] الثَّتَى والحَتا: سَوِيق المُقْل؛ عن اللحياني. والثَّتَى: حُطام التبن. والثَّتَى: دُقاق التبن أَو حُسافَة التمر. وكل شيء حشوت به غِرارة مما دَقّ فهو الثَّتَى؛ وأَنشد: كأَنه غِرارةٌ مَلأَى ثَتى ويروى: مَلأَى حَتَا. وقال أَبو حنيفة: الثَّتاةُ والثَّتَى قشر التمر ورديئه. ثجج[عدل] الثَّجُّ: الصَّبُّ الكثيرُ، وخص بعضهم به صَبَّ الماء الكثير؛ ثَجَّهُ يَثُجُّهُ ثَجّاً فَثَجَّ وانْثَجَّ، وثَجْثَجَهُ فَتَثَجْثَجَ. وفي الحديث: تمامُ الحج العَجُّ والثَّجُّ. العج: العجيج في الدعاء. والثَّجُّ: سفكُ دماء البُدْنِ وغيرها. وسئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الحج فقال: أَفضلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ. سَيَلانُ دماء الهَدْيِ والأَضاحي. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: فحَلَب فيه ثَجّاً أَي لبناً سائلاَ كثيراً. والثَّجُّ: السَّيَلانُ. ومَطَرٌ مِثَجٌّ وثَجَّاجٌ وثَجِيجٌ؛ قال أَبو ذؤيب: |سَقَى أُمِّ عَمْروٍ، كلَّ آخِر لَيْلَةٍ،||حَناتِمُ سُحْمٌ، ماؤُهُنَّ ثَـجِـيجُ| معنى كلَّ آخر لَيلةٍ: أَبداً. وثَجِيجُ الماء: صوتُ انصبابه. وفي حديث رُقَيْقَةَ: اكْتَظَّ الوادي بِثَجيجِه أَي امتلأَ بسيله. وماء ثَجُوجٌ وثَجّاجٌ: مَصْبوبٌ. وفي التنزيل: وأَنزَلْنا منَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً. المحكم: قال ابن دريد: هذا مما جاء في لفظ فاعل، والموضع مفعول، لأَن السحاب يَثُجُّ الماءَ، فهو مَثْجُوجٌ. وقال بعض أَهل اللغة: ثَجَجْتُ الماءَ أَثُجُّه ثَجّاً إذا أَساله. وثَجَّ الماءُ نفْسُه يَثُجُّ ثُجُوجاً إذا انْصَبَّ، فإِذا كان كذلك فأَنْ يكون ثَجَّاجٌ في معنى ثاجٍّ أَحسنُ من أَن يُتكلف وَضْعُ الفاعل موضعَ المفعول، وإِن كان ذلك كثيراً. ويجوز أَثْجَجْتُه بمعنى ثَجَجْتُه. ودَمٌ ثَجّاجُ: مُنْصَبٌّ مُصَوَّبٌ؛ قال: |حتى رَأَيْتُ العَلَقَ الثَّجَّاجـا،||قد أَخْضَلَ النُّحُورَ والأَوْداجا| وفي حديث المستحاضة فقالت: إِني أَثُجُّه ثَجّاً؛ قال: هو من الماء الثَّجَّاجِ السائل. ومَطَرٌ ثَجَّاجٌ: شديد الانصباب جدّاً. وأَتانا الوادي بثَجِيجِه أَي بسيله. وقولُ الحسن في ابن عباس: إِنه كان مِثَجّاً أَي كان يصُبُّ الكلام صَبّاً؛ شبَّه فصاحته وغَزارةَ منطقه بالماء الثَّجُوجِ. والمِثَجُّ، بالكسر، من أَبنية المبالغة. وعَينٌ ثَجُوجٌ: غزيرةُ الماء؛ قال: |فصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ،||عَيْناً، بِغَضْيانَ، ثَجُوجِ العُنْبُبِ| والمُثَجَّجُ من اللبن: الذي قد بَرَقَ في السِّقاءِ مِن حَرٍّ أَو بَرْدٍ فلا يَجْتَمِعُ زُبْدُهُ. ورجلٌ مِثَجٌّ إذا كان خطيباً مُفَوَّهاً. ابن سيده، أَبو حنيفة: الثَّجَّةُ الأَرضُ التي لا سِدْرَ بها، يأْتيها الناسُ فيَحْفِرونَ فيها حياضاً، ومن قِبَلِ الحِياضِ سميت ثَجَّةً. قال: ولا تُدعى قبل ذلك ثَجَّةً، وجمعها ثَجَّاتٌ، ولم يَحْكِ فيها جمعاً مكسراً. التهذيب: ابن شميل: الثَّجَّةُ الرَّوْضةُ إذا كان فيها حياض ومِساكاتٌ للماء يصوّب في الأَرض، لا تُدعى ثَجَّةً ما لم يكن فيها حياض. وقال الأَزهري عقيب ترجمة ثوج: أَبو عبيد الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، وهي حُفْرَةٌ يحتفرها ماء المطر؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارا، ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلي الغِمارا وقال شمر: الثَّجَّةُ، بفتح الثاء وتشديد الجيم، الروضة التي حَفَرَت الحياضَ، وجمعُها ثَجَّاتٌ؛ سميت بذلك لثَجِّها الماءَ فيها. ثجر[عدل] الليث: الثَّجِيرُ ما عصر من العنب فجرت سُلافته وبقيت عُصارته فهو الثَّجِيرُ ويقال: الثجير ثُفْلُ البُسْرِ يخلط بالتمر فينتبذ. وفي حديث الأَشَجِّ: لا تَتْجُروا ولا تَبْسُروا أَي لا تَخلطوا ثَجِيرَ التمر مع غيره في النبيذ، فنهاهم عن انتباذه. والثَّجِيرُ: ثُفْلُ كل شيء يعصر، والعامَّةُ تقوله بالتاء. ابن الأَعرابي: الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ من الأَرض منخفضة. وقال غيره: ثُجْرَةُ الوادي أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المضايق قبل أَن ينبسط في السَّعَةِ، ويُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ، وثُجْرَةُ النحر: وسَطُه. الأَصمعي: الثُّجَرُ الأَوساط، واحدتها ثُجْرَةٌ؛ والثُّجْرَةُ، بالضم: وسَطُ الوادي ومُتَّسَعُه. وفي الحديث: أَنه أَخذ بثُجْرَة صبي به جُنُونٌ، وقال: اخْرُجْ أَنا محمدٌ؛ ثُجْرَةُ النحر: وسطه، وهو ما حول الوَهْدَةِ في اللَّبَّةِ من أَدنى الحَلْقِ. الليث: ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلى السَّحْرِ بقَصَب الرئة. وَوَرقٌ ثَجْرٌ، بالفتح، أَي عريض. والثُّجَرُ: سهام غلاظ الأُصول عِراضٌ؛ قال الشاعر: تَجاوَبَ منها الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ أَي المعرَّض خُوطاً؛ وأَما قول تميم بن مقبل: |والعَيْرُ يَنْفُخُ في المِكْتانِ، قد كَتِنَتْ||منه جَحافِلُهُ. والعِضْرِسِ الثَّجِرِ| فمعناه المجتمع، ويروى الثُّجَر، وهو جمع الثُّجْرَةِ، وهو ما يجتمع في نباته. أَبو عمرو: ثُجْرة من نَجْمٍ أَي قطعة. الأَصمعي: الثُّجَرُ جماعات متفرقة، والثَّجْرُ: العريض. ابن الأَعرابي: انْثَجَر الجُرْحُ وانْفَجَر إذا سال ما فيه. الجوهري: انْثَجَر الدَّمُ لغة في انفجر. ثجل[عدل] الثَّجَل: عِظَمُ البَطْن واسترخاؤه، وقيل: هو خروج الخاصرتين، ثَجِل ثَجَلاً وهو أَثْجَل. والمُثَجَّلُ: كالأَثْجَل؛ قال: لا هِجْرَعاً رَخْواً ولا مُثَجَّلا وفي حديث أُم عبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لم تُزْرِ به ثُجْلة أَي ضِخَمُ بَطْن، ويروى بالنون والحاء، أَي نُحُول ودِقَّة. الجوهري: الثُّجْلة، بالضم، عِظَم البطن وسَعَتُه. رجل أَثْجَل بَيِّن الثَّجَل وامرأَة ثَجْلاء وجُلَّة ثَجْلاء عظيمة؛ قال: |باتُوا يُعَشُّون القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُم||وعِنْدهم البَرْنِيُّ في جُلَلٍ ثُجْل| ومَزَادة ثَجْلاء: عظيمة واسعة؛ قال أَبو النجم: |تَمْشي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّل||مَشْيَ الرَّوَابا بالمَزَادِ الأَثْجَل| وقد روي بالنون، يراد به الواسع. والأَثْجَل: القطعة الضَّخْمة من الليل؛ قال العجّاج: وأَقْطَعُ الأَثْجَلَ بَعْدَ الأَثْجَل وشي مُثَجَّل أَي ضَخْم. وقولهم: طَعَنَ فلانٌ فلاناً الأَثْجَلَينِ أَي رماه بداهية من الكلام. ثجم[عدل] الثَّجْمُ: سُرْعة الصرْف عن الشيء. والإِثْجامُ: سُرْعة المطَر. وأَثْجَمت السماءُ: دام مطرُها، وفي الصحاح: أَثْجَمَت السماء أَيَّاماً ثم أَنْجَمَتْ، وقيل: كلُّ شيء دام، فقد أَثْجَم. لأَصمعي: أَثْجَم المطَرُ وأَغْضَنَ إذا دام أَيّاماً لا يُقْلِعُ وكثر. ثجن[عدل] الثَّجْنُ والثَّجَنُ: طريقٌ في غلظ من الأَرض، يمانية، وليست بثَبْتٍ. ثحثح[عدل] الثَّحْثَحَةُ: صوتٌ فيه بُحَّة عند اللَّهاةِ؛ وأَنشد: أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِيحِ أَبو عمرو: قَرَبٌ ثَحْثَاح شديد مثل حَثْحاثٍ. ثعجح: قال أَبو تراب: سمعت عُتَيِّر بن عرْوة الأَسديّ يقول: اثْعَنْجَح المطرُ بمعنى اثْعَنْجَر إذا سال وكثر وركب بعضه بعضاً، فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه وكتبه؛ وأَنشدته فيه ما أَنشدني عُتَيِّرٌ لعديّ ابن علي الغاضِريِّ في الغيث: |جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوايا دُلَّحا،||كأَنَّ حَنَّاناً وبَلْقاً صَـرَّحـا| |فيه إذا جُلْبُه تَـكَـلَّـحـا،||وسَحَّ سَحّاً ماؤُه فاثْعَنْجَحـا| حكاه الأَزهري وقال عن هذا الحرف وما قبله وما بعده من باب رباعي العين من كتابه: هذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم، ولم أَذكرها وأَنا أُحقها ولكني ذكرتها استنداراً لها وتعجباً منها، ولا أَدري ما صحتها ولم أذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلاَّ لئلاَّ يحتاج إِلأى الكشف عنها فيظن بها ما لم ينقل في تفسيرها، والله أَعلم. ثحج[عدل] ثَحَجَهُ برجله ثَحْجاً: ضربه، مهرية مرغوب عنها. الأَزهري: سَحَجَهُ وثَحَجَهُ إذا جَرَّهُ جَرّاً شديداً. ثخخ[عدل] ثَخَّ الطينُ والعجينُ إذا كثر ماؤهما كتَخَّ وأَثخَّه كأَتَخَّه، وهي أَقل اللغتين، وقد ذكر ذلك في التاء أَيضاً. ثخن[عدل] ثَخُنَ الشيءُ ثُخونةً وثَخانةً وثِخَناً، فهو ثَخِينٌ: كثُفَ وغُلظ وصلُبَ. وحكى اللحياني عن الأَحمر: ثَخُنَ وثَخَنَ. وثوب ثخينٌ: جيّدُ النَّسْج والسَّدى كثيرُ اللُّحْمةِ. ورجل ثَخينٌ: حَليمٌ رَزِينٌ ثَقيلٌ في مجلسه. ورجل ثَخينُ السِّلاحِ أَي شاكٍ. والثَّخَنةُ والثَّخَنُ: الثِّقْلةُ؛ قال العجاج: حتى يَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجاً. وقد أَثْخَنَه وأَثْقَله. وفي التنزيل العزيز: حتى إذا أَثْخَنْتُموهم فشُدُّوا الوَثاق؛ قال أَبو العباس: معناه غلَبْتُموهم وكثُر فيهم الجِراحُ فأَعْطَوْا بأَيديهم. ابن الأَعرابي: أَثخَنَ إذا غلَبَ وقهَرَ. أَبو زيد: يقال أَثْخَنْتُ فلاناً معرفةً ورَصَّنْتُه معرفةً، نحوُ الإثْخان، واسْتَثْخَنَ الرجلُ: ثقُلَ من نَومٍ أَو إعْياءٍ. وأَثْخَنَ في العَدُوِّ: بالَغَ. وأَثْخَنَتْه الجِراحةُ: أَوْهَنَتْه. ويقال: أَثْخَنَ فلانٌ في الأرض قَتْلاً إذا أَكثره. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: حتى يُثْخِنَ في الأَرض؛ معناه حتى يُبالِغَ في قَتْلِ أَعدائه، ويجوز أَن يكون حتى يتمكن في الأَرض. والإثْخانُ في كلّ شيء: قُوَّتُه وشدَّتُه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في قوله تعالى: حتى يُثْخِنَ في الأَرض ثم أَحَلَّ لهم الغنائمَ؛ قال: الإثْخانُ في الشيء المبالغةُ فيه والإكثارُ منه. يقال: قد أَثْخَنَه المرضُ إذا اشتدَّ قُوَّتُه عليه ووَهَنَه، والمراد به ههنا المبالغةُ في قَتْل الكفار، وأَثْخَنَه الهَمُّ. ويقال: اسْتُثْخِنَ من المرض والإعْياءِ إذا غلَبَه الإعْياءُ رالمرضُ، وكذلك اسْتُثْخن في النَّوْم. وفي حديث أَبي جهل: وكان قد أُثْخِنَ أَي أُثْقِلَ بالجراح. وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه: أَوْطأَكم إِثخانُ الجِراحةِ. وفي حديث عائشة وزينب: لم أَنْشَبْها حتى أَثْخَنْتُ عليها أَي بالَغْتُ في جَوابِها وأَفْحَمْتها؛ وقولُ الأَعشى: |عليه سِلاحُ امْـرِئ حـازِمٍ،||تَمهَّلَ في الحربِ حتى اثَّخَنْ.| أَصله اثْتَخَنَ فأَدْغم؛ قال ابن بري: اثَّخَنَ في البيت افْتَعَلَ من الثَّخانة أَي بالَغ في أَخذ العُدَّة، وليس هو من الإثْخانِ في القَتْل. ثدأ[عدل] الثُّداء: نَبت له ورَق كأَنه ورق الكُراث وقُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، وهي رَطْبة، فيتخذون منها أَرْشِيةً يَسْقُون بها، هذا قول أَبي حنيفة. وقال مرة: هي شجرة طيبة يُحبها المال ويأْكلها، وأُصولُها بيض حُلْوة، ولها نَوْرٌ مثل نَوْرِ الخِطْمِي الأَبيض، في أَصلها شيءٌ من حُمرة يَسيرة، قال: وينبت في أَضْعافِه الطَّراثيثُ والضَّغابيسُ، وتكون الثُدّاءَةُ مثل قِعْدةِ الصبي. والثَّنْدوةُ للرجل: بمنزلة الثَّدْي للمرأَة؛ وقال الأَصمعي: هي مَغْرِزُ الثّدْي؛ وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي، إذا ضَمَمْتَ أَوَّلها همزت، فتكون فُعْلُلةً، فإِذا فتحته لم تهمز، فتكون فَعْلُوة مثل تَرْقُوة وعَرْقُوة. ثدق[عدل] ثدَق المطرُ: خرج من السحاب خُروجاً سريعاً وجَدَّ نحو الوَدْق. وسحاب ثادق ووادٍ ثادق أَي سائل. ابن الأَعرابي: الثَّدْق والثادِق النَّدى الظاهر. يقال: تباعَد من الثادق. قال ابن دريد: سألت الرِّياشي وأبا حاتم عن اشتقاق ثادق فقالا: لا نعرفه، فسأَلت أَبا عثمان الاشتانذاني فقال:ثدَقَ المطر من السحاب إذا خرج خروجاً سريعاً. وثادقٌ: اسم فرس حاجب بن حَبيب الأَسدي؛ وقول حاجب: |وباتَتْ تَلُومُ علـى ثـادِقٍ||ليُشْرى، فقد جَدَّ عِصْيانُها| |أَلا إنَّ نَجْواكِ في ثـادِقٍ||سواء عليَّ وإعلانُـهـا| |وقلتُ: أَلم تَعْلَمـي أَنـه||كرِيمُ المَكَبّةِ مِبدانُـهـا?| فهو اسم فرس. وقوله عِصيانُها أَي عِصياني لها، وصواب إِنشاده: باتت تلوم على ثادق بغير واو؛ وقال ابن الكلبي: ثادق فرس كان لمُنْقِذ بن طَريف بن عمرو بن قُعَين بن الحرث بن ثَعلبةَ وأَنشد له هذا الشعر، قال: والصحيح أَنه لحاجب وهو أَيضاً موضع؛ قال زهير: |فَوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيّ فثادِق،||فوادِي القَنانِ جِزْعُه فأَثاكِلُهْ| وقد ذكره لبيد فقال: |فأَجمادَ ذِي رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ،||فصارةَ تُوفي فوقَها فالأَعابِلا| ثدم[عدل] رجُل ثَدْمٌ: عَيِيُّ الحجَّةِ والكلامِ مع ثِقَل ورَخاوةٍ وقِلَّة فَهْم، وهو أَيضاً الغَليظ الشِّريِّر الأَحْمق الجافي، والجمع ثِدام، والأُنثى ثَدْمة وهي الضخْمة الرِّخْوة؛ عن اللحياني. والثِّدامُ: المصْفاة. وإِبْريقٌ مُثَدَّم: وُضِع عليه الثِّدامُ، وحكى يعقوب أَن الثاء في كل ذلك بدل من الفاء. ورجل فَدْم ثدْم بمعنى واحد. ثدن[عدل] ثَدِنَ اللحمُ، بالكسر: تغيَّرت رائحتُه. والثَّدِنُ: الرجلُ الكثير اللحم، وكذلك المُثَدَّن، بالتشديد؛ قال ابن الزبير يفضِّل محمد بن مَرْوان على عبد العزيز: |لا تَجْعَلَـنَّ مُـثَـدَّنـاً ذا سُـرَّةٍ،||ضَخْماً سُرادقُه، وطيءَ المَركب.| |كأَغَرَّ يَتَّخِذ السُّـيوفَ سُـرادِقـاً،||يَمْشي برائشِه كمَشْيِ الأَنْـكَـبِ.| وثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً: كثُر لحمُه وثقُل. ورجل مُثَدَّنٌ: كثير اللحم مُسترْخٍ؛ قال: |فازتْ حَليلةُ نَوْدلٍ بِهَـبَـنْـقَـعٍ||رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَى.| وقد ثُدِّنَ تَثْديناً. وامرأَة مُثَدَّنة: لَحيمة في سماجةٍ، وقيل: مسمَّنة؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول الشاعر: |لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ الـلَّـواتـي،||في المَصانيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا.| قال ابن سيده: وقال كراع إن الثاء في مُثَدَّنٍ بدل من الفاء من مُفَدَّن، مشتق من الفَدَن، وهو القَصْر، قال: وهذا ضعيف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً، وقال: قال ابن جني هو من الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ منه. قال: وهذا ليس بشيء. وامرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عنه. وفي حديث علي، رضي الله عنه، أَنه ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة، كأَنه كان في الأَصل مُثَنَّد اليد فقُلب، وفي التهذيب والنهاية: مَثْدُونُ اليد أَي صغيرُ اليد مجتمعها، وقال أَبو عبيد: إن كان كما قيل إنه من الثُّنْدُوة تشبيهاً له به في القِصَر والاجتماع، فالقياس أَن يقال مُثَنَّد، إلا أَن يكون مقلوباً، وفي رواية: مُثْدَن اليد؛ قال ابن بري: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشيء إذا قصَّرْته. والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وقيل: مُثْدَن اليد معناه مُخْدَج اليد، ويروى: مُوتَن اليد، بالتاء، من أَيْتَنَت المرأَة إذا وَلدَت يَتْناً، وهو أَن تخرُج رِجلا الولد في الأَول، وقيل: المُثْدَن مقلوب ثند، يريد أَنه يُشْبه ثُندوة الثَّدْي، وهي رأْسه، فقدم الدال على النون مثل جذب وجبذ، والله أَعلم. ثدي[عدل] الثَّدْي: ثدْي المرأَة، وفي المحكم وغيره: الثَّدْي معروف، يذكر ويؤنث، وهو للمرأَة والرجل أَيضاً، وجمعه أَثْدٍ وثُدِيّ، على فُعول، وثِدِيّ أَيضاً، بكسر الثاء لما بعدها من الكسر؛ فأَما قوله: |وأَصْبَحَت النِّساءُ مُسَلِّباتٍ،||لهُنَّ الويلُ يَمْدُدْنَ الثُّدِينـا| فإِنه كالغلط، وقد يجوز أَن يريد الثُّدِيَّا فأَبدل النون من الياء للقافية. وذو الثُّدَيَّة: رجل، أَدخلوا الهاء في الثُّدَيَّة ههنا، وهو تصغير ثَدْي. وأَما حديث عليّ، عليه السلام، في الخوارج: في ذي الثُّدَيَّة المقتول بالنهروان، فإِن أَبا عبيد حكى عن الفراء أَنه قال إِنما قيل ذو الثُّدَيَّة بالهاء هي تصغير ثَدْي؛ قال الجوهري: ذو الثُّدَيَّة لقب رجل اسمه ثُرْمُلة، فمن قال في الثَّدْي إِنه مذكر يقول إِنما أَدخلوا الهاء في التصغير لأَن معناه اليد، وذلك أَن يده كانت قصيرة مقدار الثَّدْي، يدل على ذلك أَنهم يقولون فيه ذو اليُدَيَّة وذو الثُّدَيَّة جميعاً، وإِنما أُدخل فيه الهاء، وقيل: ذو الثُّدَيَّة وإِن كان الثَّدْي مذكراً لأَنها كأَنها بقية ثَدْي قد ذهب أَكثره، فقللها كما يقال لُحَيْمة وشُحَيْمة، فأَنَّثها على هذا التأْويل، وقيل: كأَنه أَراد قطعة من ثَدْي، وقيل: هو تصغير الثَّنْدُوَة، بحذف النون، لأَنها من تركيب الثَّدْي وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها، ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق. وقال الفراء عن بعضهم: إِنما هو ذو اليُدَيَّة، قال: ولا أُرى الأَصل كان إِلاَّ هذا، ولكن الأَحاديث تتابعت بالثاء.وامرأَة ثَدْياء: عظيمة الثَّدْيين، وهي فعلاء لا أَفَعلَ لها لأَن هذا لا يكون في الرجال، ولا يقال رجل أَثْدَى.ويقال: ثَدِيَ يَثْدَى إذا ابتلَّ. وقد ثَداهُ يَثْدُوه ويَثْدِيه إذا بَلَّه. وثَدَّاه إذا غَذَّاه.والثُّدَّاء، مثل المُكَّاء: نبت، وقيل: نبت في البادية يقال له المُصاص والمُصَّاخ، وعلى أَصله قشور كثيرة تَتَّقِد بها النار، الواحدة ثُدَّاءة؛ قال أَبو منصور: ويقال له بالفارسية بهراه دايزاد وأَنشد ابن بري لراجز: كأَنَّما ثُدّاؤه المَخْروفُ، وقد رَمَى أَنصافَه الجُفُوفُ، رَكْبٌ أَرادوا حِلَّةً وُقُوف شبه أَعلاه وقد جف بالركب، وشبه أَسافله الخُضْر بالإِبل لخضرتها. وثَدِيَت الأَرضُ: كسَدِيَت؛ حكاها يعقوب وزعم أَنها بدل من سين سَدِيَتْ، قال: وهذا ليس بمعروف، قال: ثم قلبوا فقالوا ثَدِئتْ، مهموز من الثَّأَد، وهو الثَّرَى؛ قال ابن سيده: وهذا منه سهو واختلاط وإِن كان إِنما حكاه عن الجرمي، وأَبو عمر يَجِلُّ عن هذا الذي حكاه يعقوب إِلا أَن يَعْنيَ بالجرمي غيره. قال ثعلب: الثَّنْدُوَة، بفتح أَولها غير مهموز، مثال التَّرْقُوَة والعَرْقُوَة على فَعْلُوَة، وهي مَغْرِز الثَّدْي، فإِذا ضممت همزت وهي فُعْلُلَة، قال أَبو عبيدة: وكان رؤبة يهمز الثُّنْدُؤَة وسِئَة القوس، قال:والعرب لا تهمز واحداً منهما، وفي المعتل بالأَلف: الثَّدْواءُ معروف موضع. ثرا[عدل] الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال. يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، والفَرْوة كالثَّرْوة فاؤه بدل من الثاء. وفي الحديث: ما بعث الله نبيّاً بعد لوط إِلا في ثَرْوَةٍ من قومه؛ الثروة: العدد الكثير:وإِنما خَصَّ لوطاً لقوله: لو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوِي إِلى رُكْنٍ شديد. وثَرْوةٌ من رجال وثَرْوَة من مال أَي كثير؛ قال ابن مقبل: |وثَرْوَةٌ من رجال لـو رأَيْتَـهـمُ،||لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراجِ الجَرّ من أُقُر| |مِنَّا بِبادِيةِ الأَعْـرابِ كِـرْكِـرةٌ،||إِلى كَراكِرَ بالأَمصارِ والحَضَـر| ويروى: وثَوْرةٌ من رجال. وقال ابن الأَعرابي: يقال ثَوْرَة من رجال وثَرْوةٌ بمعنى عدد كثير، وثَرْوَة من مال لا غير. ويقال: هذا مَثْراةٌ للمال أَي مَكْثَرة. وفي حديث صلة الرحم: هي مَثْراةٌ في المال مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ مَثْراة: مَفْعَلة من الثَّراء الكثرة. والثَّراءُ: المال الكثير؛ قال حاتم: |وقد عَلِمَ الأَقْوامُ لو أَنَّ حاتِمـاً||أَراد ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ| والثَّرَاء: كثرة المال؛ قال علقمة: |يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَه،||وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ| أَبو عمرو: ثَرَا اللهُ القومَ أَي كَثَّرَهم. وثَرَا القومُ ثَراءً:كَثُروا ونَمَوْا. وثَرا وأَثْرَى وأَفْرى: كثُرَ مالُه. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: قال لأَخيه إِسحق إِنك أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراؤُك، وهو المال، وكثُرت ماشيتُك. الأَصمعي: ثَرا القومُ يَثْرُون إذا كَثُرُوا ونَمَوْا، وأَثْرَوْا يُثْرُون إذا كثُرت أَموالهم. وقالوا: لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يكثر قوله فينا. وثَرا المالُ نفسُه يَثْرُوا إذا كثُر. وثَرَوْنا القومَ أَي كنا أَكثر منهم. والمال الثَّرِي، مثل عَمٍ خفيف: الكثير. والمال الثَّرِيُّ، على فعيل: وهو الكثير. وفي حديث أُم زرع: وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي كثيراً؛ ومنه سمي الرجل ثَرْوانَ، والمرأَة ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى. ابن سيده: مال ثَرِيّ كثير. ورجل ثَرِيّ وأَثْرَى: كثير المال. والثَّرِيّ: الكثير العدد؛ قال المَأْثُور المُحاربي جاهلي: |فقد كُنْتَ يَغْشاكَ الثَّرِيُّ، ويَتَّقِـي||أَذاك، ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع| وأَنشد ابن بري لآخر: |سَتَمْنَعُني منهم رِمـاحٌ ثَـرِيَّةٌ،||وغَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ منها الغَلاصِمُ| وأَثْرَى الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قال الكميت يمدح بني أُمية: |لَكُمْ مَسْجِدا الله المَزُورانِ، والحَصَى||لَكُمْ قِبْصُه من بين أَثْرَى وأَقْـتَـرا| أَراد: من بين من أَثْرَى ومن أَقتر أَي من بين مُثْرٍ ومُقْترٍ، ويقال:ثَرِي الرجلُ يَثْرَى ثَراً وثَراء، ممدود، وهو ثَرِيٌّ إذا كَثُر ماله، وكذلك أَثْرى فهو مُثْرٍ. ابن السكيت: يقال إِنه لَذو ثَراء وثَرْوة، يراد إِنه لذو عَدد وكثرة مال. وأَثْرَى الرجلُ وهو فوق الاستغناء. ابن الأَعرابي:إِن فلاناً لَقَرِيب الثَّرَى بَعِيد النَّبَط للذي يَعِدُ ولا وفاء له. وثَريتُ بفلان فأَنا به ثَرٍ وثَريءٌ وثَرِيٌّ أَي غَنِيٌّ عن الناس به.والثَّرى: التراب النَّدِيٌّ، وقيل: هو التراب الذي إذا بُلَّ يَصِرْ طيناً لازباً. وقوله عز وجل: وما تحت الثَّرَى؛ جاء في التفسير: أَنه ما تحت الأَرض، وتثنيته ثَرَيانِ وثَرَوانِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، والجمع أَثْراء. وثَرىً مَثْرِيٌّ: بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل؛ قال ابن سيده: وإِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له فنحمل مَثْرِيَّه عليه. وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً، فهي ثَرِيَّةٌ: نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدُوبة واليُبْس، وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى المطر: بلَّ الثَّرَى. وفي الحديث: فإِذا كلب يأْكل الثَّرَى من العطش أَي التراب النديّ. وقال أَبو حنيفة: أَرض ثَرِيَّةٌ إذا اعتدل ثَراها، فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قلت أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة وثَرْياء أَي ذات ثَرَىً ونَدىً. وثَرَّى فلان الترابَ والسَّويقَ إذا بَلَّه. ويقال: ثَرِّ هذا المكانَ ثم قِفْ عليه أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ إذا لم يجِفَّ ترابُها. وفي الحديث: فأُتِي بالسويق فأَمر به فَثُرِّيَ أَي بُلَّ بالماء. وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا أَعلم بجعفر أَنه إِن عَلِمَ ثرَّاه مرة واحدة ثم أَطْعَمه أَي بَلَّه وأَطعمه الناسَ. وفي حديث خبز الشعير: فيطير منه ما طار وما بقي ثَرَّيْناه. وثَرِيتُ بفلان فأَنا ثَرِيّ به أَي غنيّ عن الناس به، وروي عن جرير أَنه قال: إِني لأَكره الرحى مخافة أَن تستفرعني وإني لأَراه كآثار الخيل في اليوم الثَّرِيّ. أَبو عبيد: الثَّرْياء على فَعْلاء الثَّرَى؛ وأَنشد: |لم يُبْقِ هذا الدهر مِنْ ثَرْيائِه||غيرَ أَثـافِـيهِ وأَرْمِـدائه| وأَما حديث ابن عمر: أَنه كان يُقْعِي ويُثَرِّي في الصلاة، فمعناه أَنه كان يضع يديه بالأَرض بين السجدتين فلا تفارقان الأَرض حتى يعيد السجود الثاني، وهو من الثَّرَى التراب لأَنهم أَكثر ما كانوا يصلون على وجه الأَرض بغير حاجز، وهكذا يفعل من أَقْعَى؛ قال أَبو منصور: وكان ابن عمر يفعل هذا حين كَبِرت سنُّه في تطوّعه، والسُّنَّة رفع اليدين عن الأَرض بين السجدتين. وثَرَّى التُّرْبة: بَلَّها. وثَرَّيْتُ الموضع تَثْرِيةً إذا رَشَشته بالماء. وثَرَّى الأَقِط والسَّوِيق: صب عليه ماء ثم لَتَّه به. وكل ما نَدَّيته فقد ثَرَّيته. والثَّرَى:النَّدَى. وفي حديث موسى والخضر، عليهما السلام: فبينا هو في مكان ثَرْيانَ؛ يقال: مكان ثَرْيانُ وأَرض ثَرْيا إذا كان في ترابها بلل ونَدىً. والْتَقَى الثَّرَيانِ: وذلك أَن يجيء المطر فيرسَخَ في الأَرض حتى يلتقي هو وندى الأَرض. وقال ابن الأَعرابي: لَبِس رجل فرواً دون قميص فقيل التَقَى الثَّرَيانِ، يعني شعر العانة ووَبَرَ الفَرْوِ. وبدا ثَرَى الماء من الفرس: وذلك حين يَنْدَى بالعَرَق؛ قال طُفَيل الغَنَويّ: |يُذَدْنَ ذِيادَ الحامِساتِ، وقـد بَـدَا||ثَرَى الماءِ من أَعطافِها المُتَحلِّب| يريد العَرَق. ويقال: إِني لأَرَى ثَرى الغضب في وجه فلان أَي أَثَرَه؛ قال الشاعر: |وإِني لَتَرَّاكُ الضَّّغينةِ قـد أَرى||ثَرَاها من المَوْلى، ولا أَسْتَثيرُها| ويقال: ثَرِيتُ بك أَي فَرِحت بك وسُرِرت. ويقال ثِرِيتُ بك، بكسر الثاء، أَي كَثُرْتُ بك، قال كثيِّر: |وإِني لأَكْمِي الناسَ ما تَعِدِينَنـي||من البُخْلِ أَن يَثْرَى بذلِك كاشِحُ| أَي يَفْرَح بذلِك ويشمت؛ وهذا البيت أَورده ابن بري: |وإِني لأَكمي الناس ما أَنا مضمر،||مخافة أَن يثرَى بذلك كـاشـح| ابن السكيت: ثَرِيَ بذلك يَثْرَى به إذا فرح وسُرَّ. وقولهم: ما بيني وبين فلان مُثْرٍ أَي أَنه لم ينقطع، وهو مَثَل، وأَصل ذلك أَن يقول لم يَيْبَس الثَّرَى بيني وبينه، كما قال، عليه السلام: بُلُّوا أَرحامكم ولو بالسلام؛ قال جرير: |فلا تُوبِسُوا بَيْني وبينكم الثَّرَى،||فإِنَّ الذي بيني وبينكُم مُثْرِي| والعرب تقول: شَهْرٌ ثرَى وشهرٌ ترَى وشهرٌ مَرْعى وشهرٌ اسْتَوى أَي تمطر أَوّلاً ثم يَطْلُعُ النبات فتراه ثم يَطول فترعاه النَّعَم، وهو في المحكم، فأَمّا قولهم ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض. وتبتلُّ التُّربة وتَلين فهذا معنى قولهم ثرى، والمعنى شَهْرٌ ذو ثَرىً، فحذفوا المضاف، وقولهم وشهر ترى أَي أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه، فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا، وهو من باب كُلَّه لم أَصنع، وأَما قولهم مرعى فهو إذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع فذلك وجه قولهم استوى. وفلان قريب الثَّرَى أَي الخير. والثَّرْوانُ: الغَزِير، وبه سمي الرجل ثَرْوان والمرأَة ثُرَيَّا، وهي تصغير ثَرْوَى. والثُّرَيَّا: من الكواكب، سميت لغزارة نَوْئها، وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها، فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل، لا يتكلم به إِلا مصغراً، وهو تصغير على جهة التكبير. وفي الحديث: أَنه قال للعباس يَمْلِك من ولدك بعدد الثُّرَيَّا؛ الثُّريا: النجم المعروف. ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم. والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة. والثُّرَيّا: ماء معروف. وأَبو ثَرْوان: رجل من رواة الشعر. وأَثْرَى: اسم موضع؛ قال الأَغلب العِجْلي: |فما تُرْبُ أَثْرَى، لو جَمَعْت ترابَها،||بأَكثرَ مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ على العَـدِّ| ثرب[عدل] الثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأمْعاءَ، وجمعُه ثُرُوبٌ. والثَّرْبُ: الشَّحْمُ المَبسُوط على الأمْعاءِ والمَصارِينِ. وشاة ثَرْباءُ: عَظيمة الثَّرْبِ؛ وأَنشد شمر: وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الثَّرْبِ وفي الحديث: نَهى عن الصَّلاةِ إذا صارَتِ الشمسُ كالأَثارِبِ أَي إذا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند المَغِيب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وهي الشحْمُ الرَّقيق الذي يُغَشّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ وجمعها في القلة: أَثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ: جمع الجمع. وفي الحديث: انَّ المُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حتى إذا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلاَّها. والثَرَباتُ: الأَصابعُ. والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ. والثَّارِبُ: المُوَبِّخُ. يقال ثَرَبَ وثَرَّب وأَثْرَبَ إذا وَبَّخَ. قال نُصَيْبٌ: |إني لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذي||يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه لـم يَثْـرِبِ| وقال في أَثْرَبَ: |أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِـنْ تِـلادِه،||سَوامُ أَخٍ، داني الوسِيطةِ، مُثْرِبِ| قال: مُثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وهو الذي يَمُنُّ بما أَعْطَى. وثَرَّبَ عليه: لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه به. وفي التنزيل العزيز قال: لا تَثْرِيبَ عليكم اليَوْمَ. قال الزجاج: معناه لا إفسادَ عليكم. وقال ثعلب: معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قال الجوهريّ: وهو من الثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف. قال بِشْر، وقيل هو لتُبَّعٍ: |فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُثَرِّبٍ،||وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَـرْمَـدِ| وثَرَّبْتُ عليهم وعَرَّبْتُ عليهم، بمعنى، إذا قَبَّحْتَ عليهم فعْلَهم. والمُثَرِّبُ: المُعَيِّرُ، وقيل: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ. والتَّثْرِيبُ: الإفْسادُ والتَخْلِيطُ. وفي الحديث: إذا زَنَتْ أَمةُ أَحدِكم فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ؛ قال الأَزهري: معناه ولا يُبَكِّتْها ولا يُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ. والتقْريعُ: أَن يقول الرجل في وَجه الرجْل عَيْبَه، فيقول: فَعَلْتَ كذا وكذا. والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ منه. وقال ابن الأَثير: أَي لا يُوَبِّخْها ولا يُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب. وقيل: أَراد لا يَقْنَعْ في عُقُوبتها بالتثرِيبِ بل يضرِبُها الحدّ، فإنّ زنا الإماء لم يكن عند العرب مَكْروهاً ولا مُنْكَراً، فأَمَرَهم بحَدّ الاماء كما أَمَرَهم بجدّ الحَرائر. ويَثْرِبُ: مدينة سيدنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والنَّسَبُ إليها يَثْرَبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ وأَثرِبِيٌّ، فتحوا الراء استثقالاً لتوالي الكسرات. وروى عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه نَهى أَن يقالَ للمدينة يَثْرِبُ، وسماها طَيْبةَ، كَأنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ في كلام العرب. قال ابن الأَثير: يَثْرِبُ اسم مدينة النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قديمة، فغَيَّرها وسماها طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وهو اللَّوْمُ والتَعْيير. وقيل: هو اسم أَرضِها؛ وقيل: سميت باسم رجل من العَمالِقة. ونَصْلٌ يَثْرِبِيٌّ وأَثْرِبِيٌّ، مَنْسوب إلى يَثْربَ. وقوله: وما هو إلاَّ اليَثْرِبِيُّ المُقَطَّعُ زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد باليثربي السَّهْمُ لا النَّصْلُ، وأَن يَثْرِبَ لا يُعْمَلُ فيها النِّصالُ. قال أَبو حنيفة: وليس كذلك لأَنّ النِّصالَ تُعملُ بِيَثْرِبَ وبوادي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ من أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً. قال الشاعر: وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ أَي مشدودٌ بالرِّصافِ. والثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إلا أَنها بِيضٌ. وأَثارِبُ: موضع. ثرتم[عدل] الثُّرْتُم، بالضم: ما فَضَل من الطعام والإِدام في الإِناء، وخصَّ اللحياني به ما فضَل في القَصْعة؛ أَنشد أَبو عبيد: |لا تَحْسَبَنَّ طِعانَ قَيْس بالقَـنـا||وضِرابَهْم بالبيضِ حَسْوَ الثُّرْتُم| ثرد[عدل] الثَّرِيدُ معروف. والثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره: ثَريدة. والثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً، فهو ثريد. وثَرَدْتُ الخبز ثَرْداً: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرُود، والاسم الثُّردة، بالضم. والثَّريدُ والثَّرودَةُ: ما ثُرِدَ من الخبز. واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه: اتخذه. وهو مُتَّرِد، قلبت الثاء تاء لأَن الثاء أُخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها، ليكون الصوت نوعاً واحداً، كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال بعدها فقالوا وَدٌّ. غيره: اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام، إِلاَّ أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة لم يصح ذلك، فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في مثله، وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون: اثَّرَدْتُ، فيكون الحرف الأَصلي هو الظاهر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: |أَلا يا خُبْزَ يا ابْـنَةَ يَثْـرُدانٍ،||أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنـامُ| |وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْنـاً،||كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما| قال: يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن وصرف للضرورة، والوجه في مثل هذا أَن يحكى، ورواه الفراء أُثْرُدانٍ فعلى هذا ليس بفع ل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ؛ فحكمه أَن ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة؛ قال ابن سيده: وأَظن أُثْرُدانَ اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً، فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن صرفه للضرورة، وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو وحده النائم، وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما هو عليه، فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف. وقوله: وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً، إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة فكأَنما هي برق، وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إذا أَتاه من ناحية محبوبه. وقوله: كما شققت في القِدر السناما، يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما يلوح السنام إذا شقق، يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم. ويقال: أَكلنا ثَريدة دَسِمَةً، بالهاء، على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد. وفي الحديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام؛ قيل: لم يرد عين الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم. ويقال: الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إذا كان اللحم نضيجاً في المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم. والتَّثْريدُ في الذبح: هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه. وثَرَدَ الذَّبِيحَة: قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها؛ قال ابن سيده: وأُرى ثَرَّدَه لغة. وقال ابن الأَعرابي: المُثَرِّدُ الذي لا تكون حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم؛ وفي الحديث؛ سئل ابن عباس عن الذبيحة بالعُودِ فقال: ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ. المُثَرِّدُ: الذي يقتُلُ بغير ذكاة. يقال: ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك. وقيل: التَّثْريدُ أَن يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا المُثَرِّدُ. وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له حد، فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ، ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ، بفتح الراء، على المفعول، والرواية كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره. وقالوا: إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى، والفَرْيُ القطع. وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إِن كانَ مارَ مَوْراً فكلوه، وإِن ثَرَدَ فلا. وقيل: المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك، وقد نُهِيَ عنه، والمِثْرادُ: اسم ذلك الحجر؛ قال: فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ابن الأَعرابي: ثَرِدَ الرجلُ إذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً. وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته؛ وثوب مَثْرُود. والثَّرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين. والثَّرْدُ: المطر الضعيف؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال: وقيل لأَعرابي ما مَطَرُ أَرضك? قال: مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضروس: سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ، وقال مرة: هي الجَوْدُ. ويَذُرُّ: يطلعُ ويظهر، وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر، وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف. ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد، وتقريحه نبات أَصله، وهو ظهور عوده. والثَّرِيدُ القُمُّحانُ؛ عن أَبي حنيفة، يعني الذي يعلو الخمر كأَنه ذريرة. واثْرَنْدَى الرجل: كثر لحم صدره. ثرر[عدل] عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الماء، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وكذلك السحابة. وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير الماء. وعين ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع؛ قال ابن سيده: ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن دريد: |يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِـعِ||يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ| يحفشها: يستخرج كل ما فيها. الجوهري: وعين ثَرَّةٌ، قال: وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة: |جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ،||فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ| وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة، وقيل: ثَرَّةٌ كثيرة الدم، على التشبيه بالعين، وكذلك عين السحاب. قال: وكل نعت في حدّ المدغم إذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل، نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُبُّ فهو خِبُّ، قال: وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو، في فعيل، مكسور في كل شيء، نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فهو شحيح وضنين، ومن العرب من يقول: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح، نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء؛ تقول: صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ، وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ، وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع، فإِن يفعل منه مكسور العين، نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي: شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين؛ ابن سيده: والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ. وسحابة ثَرَّةٌ: كثيرة الماء. ومطر ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. ومطر ثَرُّ: بَيِّنُ الثَّرارَةِ. وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ: واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إذا حلبت، وكذلك الناقة، والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ، وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً. وإِحْليل ثَرُّ: واسع. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ؛ الثرة، بالفتح: كثرة اللبن. يقال: ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل، وهو مخرج اللبن من الضرع، قال: وقد تكسر الثاء. وبول ثَرُّ: غَزِيرٌ. وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إذا اتسع، وثَرَّ يَثُرُّ إذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره. ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كثير الكلام، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عن اللحياني. والثَّرْثَرَةُ في الكلام: الكَثْرةُ والترديد، وفي الأَكل: الإِكثار في تخليط. تقول: رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ؛ وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ؛ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق. وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها: الثَّرْثارُ. والثَّرْثارُ: نهر بعينه؛ قال الأَخطل: |لَعَمْري، لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِـرٌ،||على جانب الثَّرْثارِ، رَاغِيَةَ البَكْرِ| وثَرْثارٌ: واد معروف. وثَراثِرُ: موضع: قال الشماخ: |وأَحْمَى عليها ابنا زُمَـيْعٍ وهَـيْثَـمٍ||مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها من ثَراثِر| والثَّرّثَرةْ: كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد، وقد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وحكى ابنُ دريد: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، ولم يَخُصَّ اليدَ. والإِثْرارَةُ: نبت يسمى الفارسية الزريك؛ عن أَبي حنيفة، وجمعها إِثْرارٌ. وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه. وثُرَيْرٌ، بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء: موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه. ثرط[عدل] الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ: لغة أَو لُثْغةٌ. الجوهري: والثَّرْطُ أَيضاً شيء تستعمله الأَساكِفةُ وهو بالفارسية شَرِيسْ؛ ذكره النضر بن شميل ولم يعرفه أَبو الغوث. والثَّرْطِئةُ، بالكسر: الرجل الأَحْمَقُ الضعيفُ. قال: والهمزة زائدة. وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً: زرَى عليه وعابَه، قال: وليس بثبَت. قال الأَزهري: الثَّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء، الرجل الثقيل، قال: وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رباعية، وإِن لم تكن أَصلية فهي ثلاثية، قال: والغِرْقِئ مثله. ثرطأ[عدل] الثِّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء: الرَّجل الثَّقيل، وقد حكيت بغير همز وضعاً. قال الأَزهري: ان كانت الهمزة أَصلية، فالكلمة رباعية، وإِن لم تكن أَصلية، فهي ثلاثية، والغِرْقِئ مثله. وقيل: الثِّرْطِئةُ من النساء والرجال: القصير. ثرطل[عدل] الثَّرْطَلة: الاسترخاء. ومَرَّ مُثَرْطِلاً إذا مَرَّ يسْحب ثيابه. ثرطم[عدل] الطَّرْثَمة والثَّرْطَمة: الإِطْراق من غضب أَو تكبُّر، وقد ثَرْطَم. والمُثَرْطِمُ: المُتناهي السِّمَن من الدوابِّ، وقيل: هو المُنْتَهي سِمناً من كل شيء، وقد ثَرْطَم. ثرع[عدل] ابن الأَعرابي: ثَرِعَ الرجلُ إذا طَفَّلَ على قَوْم. ثرعط[عدل] الثُّرْعُطةُ: الحَسا الرَّقِيقُ. الأَزهري: الثُّرُعْطُطُ حَساً رقيق طبخ باللبن. ثرعل[عدل] الثُّرْعُلة: الريش المجتمع على عنق الديك. ثرعم[عدل] ابن الأَعرابي: الثِّرْعامة المرأَة؛ وأَنشد: أَفْلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَهْ أَي امرأَة، وقال ابن بري: الثِّرْعامة مِظلَّة الناطور؛ وأَنشد: |أفْلَح مَن كانت له ثِرْعامَهْ،||يُدخلُ فيها كلَّ يوم هامَهْ| ثرغ[عدل] الثَّرْغُ مَصَبُّ الماء في الدَّلْو كالفّرْغِ، وجمعه ثُرُوغٌ، وحكى يعقوب أَن الثاء بدل من الفاء؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني لأَنهم لا يكادون يتسعون في المبدل بجمع ولا غيره. وثُرُوغُ الدلو وفُروغُها: ما بين العَراقي، واحدُها فَرْغٌ وثَرْغ. ثرغل[عدل] الثُّرْغُول: نَبْت. ثرقب[عدل] الثُّرْقُبِيَّةُ والفُرْقُبِيَّةُ: ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، حكاها يعقوب في البدل، وقيل: من ثياب مصر. يقال: ثوب ثُرْقُبيٌّ وفُرْقُبِيٌّ. ثرم[عدل] الثَّرَمُ، بالتحريك: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، وقيل: هو انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات، وقيل: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بالكسر، ثَرَماً وهو أَثْرَمُ والأُنْثَى ثَرْماء. وثَرَمه، بالفتح، يَثْرِمه ثرْماً إذا ضربه على فِيه فَثَرِمَ، وأَثْرَمَه فانْثَرَمَ. وثَرَمْتُ ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ، وأَثْرَمَه الله أَي جعله أَثْرَم. أَبو زيد: أَثْرَمت الرجل إِثْراماً حتى ثَرِمَ إذا كَسرت بعض ثَنيَّته. قال: ومثله أَنْثَرْت الكَبْش حتى نَتِر وأَعْوَرْت عينَه، وأَعْضَبْت الكَبْشَ حتى عَضِب إذا كسرْت قَرْنه. والثَّرْم: مصدر الأثْرَم، وقد ثرَمْت الرجل فثَرِم، وثَرمْت ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ. قال أَبو منصور: وكلُّ كسر ثَرْمٌ ورَثْم ورَتْم. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُضَحَّى بالثَّرْماء؛ الثَّرَمُ: سقوط الثَّنِيَّة من الأَسْنان، وقيل: الثنيَّة والرَّباعيَة، وقيل: هو أَن تُقْلَع السنُّ من أَصلها مطلقاً، وإِنما نَهى عنها لنُقْصان أَكلها. ومنه الحديث في صفة فِرْعَون: أَنه كان أَثْرَم. والأَثْرَمُ من أَجزاء العَروض: ما اجتمع فيه القَبْض والخَرْمُ، يكون ذلك في الطَّويل والمتَقارَب، شبِّه بالأَثْرَم من الناس. والأَثْرَمان: الليلُ والنهارُ. والأَثْرَمان: الدَّهْر والموْت؛ وأَنشد ثعلب: |ولمَّارأَيتُك تَنْسى الذِّمام،||ولا قَدْرَ عندك للمُعْدِمِ،| |وتَجْفُو الشَّريف إذا ما أَخَلَّ،||وتُدْني الدَّنيَّ على الِّرْهَمِ،| |وهَبْتُ إِخاءَك للأَعْمَـيَيَنْ،||وللأَثْرَمَيْنِ ولـم أَظْـلِـمِ| الأَعْمَيان: السَّيلُ والنار. وأَخَلَّ: احتاج، والخَلَّةُ الحاجة. والثَّرْمانُ: نَبْت، وهو فيما ذكَر أَبو حنيفة عن بعض الأَعراب شجَر لا ورَق له، ينبُت نبات الحُرُض من غير ورَق، وإِذا غُمِزَ انْثَمأَ كما يَنْثمِئ الحَمْضُ. وهو كثير الماء وهو حامِضٌ عَفِصٌ تَرْعاه الإِبِل والغنم وهو أَخْضَر، ونَباته في أَرُومةٍ، والشِّتاءُ يُبِيدُه، ولا خَشَبَ له إِنما هو مَرْعىً فقط. والثَّرْماء: ماء لكِنْدةَ معروف. وثَرَم: اسم ثنية تُقابِل موضعاً يقال له الوَشْم، وهو مذكور في موضعه؛ قال: |والوَشْم قد خَرَجَتْ منه، وقابَلَها||من الثَّنايا التي لم أَقْلِها ثَـرَمُ| ثرمد[عدل] ثَرْمَدَ اللحمَ: أَساء عمله؛ وقيل: لم يُنْضِجْه. وأَتانا بشِواءٍ قد ثَرْمده بالرَّماد؛ ابن دريد: الثَّرْمَدُ من الحَمْض وكذلك القُلاَّمُ والباقلاء. وقال أَبو حنيفة: الثَّرْمَدَةُ من الحَمْضِ تسمو دون الذراع، قال: وهي أَغلظ من القُلاَّمِ أَغصانٌ بلا ورق، خضراءُ شديدةُ الخُضْرِة، وإِذا تقادمت سنتين غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها وصلابَتِها، تصْلُب حتى تكاد تُعْجِز الحديد، ويكونُ طول ساقها إذا تقادمت شبراً. وثَرْمَدُ وثَرْمَداءُ موضعان؛ قال حاتم طيء: |إِلى الشِّعْبِ من أَعلى مَشارٍ فَثَرْمَدٍ||فَيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ| وقال علقمة: |وما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِيَّةٌ،||يُخَطُّ لها من ثَرْمَداءَ قَلِيبُ| قال أَبو منصور: ورأَيت ماء في ديار بني سعد يقال له ثَرْمَداءُ، ورأَيت حواليه القاقُلَّى وهو من الحمْضِ معروف؛ وقد ذكره العجاج في شعره: |لِقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحِي،||بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ| أَي علانية. وحاه: قضاه وكتبه. قال أَبو منصور: ثَرْمَداءُ ماء لبني سعد في وادي السِّتاريْن قد وردتُه، يُسْتَقَى منه بالعقال لقرب قعره. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كتب لحُصَين بن نَضلة الأَسدي: إِن له تَرْمُدَ وكَشْفَةَ؛ هو بفتح التاء المثناة وضم الميم، موضع في ديار بني أَسد، وبعضهم يقوله بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة أَلف، وأَما تِرمِذ، بكسر التاء والميم، فالبلد المعروف بخراسان. ثرمط[عدل] الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ؛ الأَخيرة عن كراع: الطين الرَّطْبُ؛ قال الجوهري: لعل الميم زائدة. الفراء: وقع فلان في ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب. قال شمر: واثْرَنْمَط السِّقاء إذا انْتَفَخ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: |تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا،||فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا| والاثْرِنْماطُ: اطْمِحْرارُ السِّقاء إذا راب ورَغا، وكَرْثأَ إذا ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ. أَبو عمرو: الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل. ثرمل[عدل] ثَرْمَل القومُ من الطعام والشراب ما شاؤوا أَي أَكلوا. والثَّرْمَلة: سوء الأَكل وأَن لا يبالي الإِنسان كيف كان أَكْلُه ويُرَى الطعامُ يتناثر على لحيته وفمه ويلطخ يديه. وثَرْمَل الطعامَ: لم يُحْسِن صناعته ولم يُنْضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضه من الرماد حين يَمُلُّه، قال: ويُعْتَذر إِلى الضيف فيقال قد ثَرْمَلْنا لك العَمل أَي لم نَتَنَوَّق فيه ولم نُطَيِّبه لك لمكان العَجَلة. وثَرْمَل اللحمَ: لم يُنْضِجْه. وثَرْمَلَ الرجلُ إذا لم يُنْضِجْ طعامه تعجيلاً للقِرَى. وثَرْمَل عمله: لم يَتَنَوَّق فيه. وثَرْمَل: سَلَح كذَرْمَل؛ قال الراجز: |وإِن حَطَأْت كتِفَيْه ثَرْمَلا||وخَرَّ يَكْبُو خَرَعاً وهَوْذَلا| هَوْذَل: قَذَف ببوله. وثَرْمَل وذَرْمَل: سَلَح. والثُّرْمُل: دابّة؛ عن ثعلب ولم يُحَلِّها. والثُّرْمُلة، بالضم: من أَسماء الثعالب، الأَصمعي: الأُنثى من الثعالب ثُرْمُلة، بالضم. والثُّرْمُلة: الفَرْق الذي وَسَطَ ظاهر الشَّفَة العُلْيا. والثُّرْمُلة: البَقِيَّة من التَّمْر وغيره. وبَقِيَتْ ثُرْمُلة في الإِناء أَي بَقِيّة من بُرٍّ أَو شعير أَو تمر. وثُرْمُلة: اسم رجل؛ قال: |ذَهَبَ لَمّا أَن رآها ثُرْمُلَـه||وقال: يا قَوْمِ رأَيتُ مُنْكَرَه| ثرن[عدل] التهذيب: ابن الأَعرابي ثَرِنَ الرجلُ إذا آذى صَديقَه أَو جارَه. ثرند[عدل] اللحياني: اثْرَنْدَى الرجلُ إذا كثر لحم صدره، وابْلَنْدَى إذا كثر لحم جنبيه وعظما، وادْلَنْظَى إذا سمن وغَلُظَ. ورجل مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ: مُخْصِبٌ. ثرنط[عدل] قال الأَزهري: قرأْت بخط أَبي الهيثم لابن بزرج: اثْرَنْطَأَ أَي حَمُقَ. ثطأ[عدل] ابن الأَعرابي: ثَطا إذا خَطَا. وثَطِئ ثَطَأَ: حَمُقَ. وثَطَأْته بيدي ورجلي حتى ما يتحرك أَي وطِئْتُ، عن أَبي عمرو. والثَّطْأَةُ: دُوَيْبَّةٌ لم يحكها غير صاحب العين. أَبو عمرو: الثُّطْأَةُ: العنكبوت. ثطا[عدل] الثَّطَا: إِفراط الحُمْق. يقال: رجل بَيِّنُ الثَّطَا والثَّطاةِ. وثَطِيَ ثَطاً: حَمُق. وثَطَا الصبيُّ: بمعنى خَطَا؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بامرأَة سوداء تُرْقِص صبيّاً لها وهي تقول: |ذُؤال، يا ابْنَ القَرْم، يا ذُؤالـه||يَمْشِي الثَّطا، ويَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهْ| فقال، عليه السلام: لا تقولي ذُؤال فإِنه شَرُّ السباع، أَرادت أَنه يمشي مَشْيَ الحَمْقَى كما يقال فلان لا يتكلم إِلا بالحُمْق. ويقال: هو يَمْشِي الثَّطا أَي يَخْطُو كما يخطو الصبي أَوَّل ما يَدْرُج. والهَبَنْقَعَةُ: الأَحمق. وذؤال: ترخيم ذؤالة، وهو الذئب. والقَرْمُ: السَّيِّد. وقد روي: فلان من ثَطاتِه لا يَعْرِف قَطاتَه من لَطاته، والأَعْرفُ فلان من لَطاته، والقَطاةُ: موضع الرديف من الدابة، واللطاةُ: غُرَّة الفرس؛ أَراد أَنه لا يعرف من حُمْقه مقدَّم الفرس من مؤخره، قال: ويقال إِن أَصل الثَّطا من الثَّأْطة، وهي الحَمْأَة. والثُّطَى: العناكب، والله أَعلم. ثطط[عدل] رجل ثَطٌّ: ثَقِيلُ البطن بَطِيء. والثَّطُّ والأَثَطُّ: الكَوْسَجُ، رجل أَثَطُّ بيِّن الثَّطَطِ من قوم ثُطٍّ، وقيل: هو القليلُ شعر اللِّحْية، وقيل: هو الخفيف اللحية من العارِضَيْنِ، وقيل: هو أَيضاً القليل شعر الحاجِبَيْنِ، ورجل ثَطُّ الحاجبين وامرأَة ثَطَّاء الحاجبين، ولا يستغنى عن ذكر الحاجبين. ابن الأَعرابي: الأَثَطّ الرقيق الحاجبين، قال: والثُّطُطُ والزُّطُطُ الكَواسِجُ. التهذيب: وامرأَة ثَطَّةُ الحاجبين لا يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين؛ قال الشاعر: |وما من هوايَ ولا شِيمَـتـي،||عَرَكـرَكةٌ ذاتُ لَـحْــمٍ زِيَمْ| |ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الـحـاجِـبـيْ||نِ، مُحْرَفةُ السَّاقِ، ظَمْأَى القَدَمْ| قوله مُحْرفة أَي مَهْزُولة. ورجل ثَطٌّ، بالفتح، من قوم ثُطَّانٍ وثِطَطةٍ وثِطاطٍ بيِّن الثُّطُوطةِ والثَّطاطةِ، وهو الكوسج. قال ابن دريد: لا يقال في الخفيف شعر اللحية أَثَطُّ، وإِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به، إِنما يقال ثَطٌّ؛ وأَنشد لأَبي النجم: كلِحْيةِ الشيْخِ اليَماني الثَّطِّ وحكى ابن بري عن الجواليقي قال: رجل ثَطٌّ لا غير، وأَنكر أَثَطّ، وأَورد بيت أَبي النجم أَيضاً، قال: وصواب إِنشاده كَهامةِ الشيخ. وفي حديث عثمان: وجيءَ بعامر بن عبد قَيْس فرآه أَشْغَى ثَطّاً. وفي حديث أَبي رُهْمٍ: سأَله النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، عمن تخلَّف منِ غفار فقال: ما فعل النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ? هو جمع ثَطٍّ، وهو الكوْسَجُ الذي عَرِيَ وجهُه من الشعر إِلاَّ طاقاتٍ في أَسفل حَنَكِه. وروي هذا الحديث: ما فعل الحمْر النَّطانِطُ? جمع نَطْناطٍ وهو الطويل. قال أَبو حاتم: قال أَبو زيد مرة رجل أَثَطُّ، فقلت له: تقول أَثطّ? قال: سمعتها، وجمع الثَّطِّ أَثْطاطٌ؛ عن كراع، والكثير ثُطٌّ وثُطّانٌ وثِطاطٌ وثِطَطةٌ؛ وقد ثَطَّ يَثِطُّ ويَثُطُّ ثَطَطاً وثَطاطةً وثُطُوطةً فهو أَثَطُّ وثَطٌّ؛ قال ابن دريد: المصدر الثَّطَطُ والاسم الثَّطاطةُ والثُّطوطةُ. قال ابن سيده: ولعمري إِنه فرق حسن. وامرأَة ثَطّاء لا إِسْبَ لها يعني شِعْرةَ رَكَبِها.والثطّاء: دُوَيْبَّة تَلْسَعُ الناس، قيل هي العنكبوت. ثطع[عدل] الثَّطَعُ: الزُّكام، وقيل هو مثل الزُّكام، والثُّطاعِيُّ مأْخوذ منه، وقد ثُطِعَ الرجل، على ما لم يسم فاعله، فهو مَثْطُوع أَي زُكِمَ، وقيل هو مثل الزُّكام والسُّعال. وثَطَعَ ثَطْعاً: أَبْدَى، وليس بثبَت. ثطعم[عدل] تَثَطْعَم على أَصحابه: عَلاهم بكلام، وهي الثَّطْعَمة؛ قال ابن دريد: وليس بثبت. ثطف[عدل] أهملها الليث واستعمل ابن الأَعرابي الثَّطَفَ قال: هو النَّعْمةُ في المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَنامِ. وقال شمر: الثَّطَفُ النَّعْمةُ. ثعا[عدل] الثَّعْوُ: ضرب من التَّمْر. وقيل: هو ما عظم منه، وقيل: هو ما لان من البُسْر؛ حكاه أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده: والأَعرف النَّعْوُ. ثعب[عدل] ثَعَبَ الماءَ والدَّمَ ونحوَهما يَثْعَبهُ ثَعْباً: فَجَّره، فانْثَعَبَ كما يَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْف. قال الليث: ومنه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المطَر. وفي الحديث: يجيءُ الشَّهيدُ يومَ القيامةِ، وجُرْحُه يَثْعَبُ دَماً؛ أَي يَجْري. ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: صَلَّى وجُرْحُه يَثْعَب دَماً. وحديث سعدٍ، رضي اللّه عنه: فقَطَعْتُ نَساهُ فانْثَعَبَتْ جَدِّيةُ الدَّمِ، أَي سالَتْ، ويروى فانْبَعَثَتْ. وانْثَعَبَ المطَرُ: كذلك. وماءٌ ثَعْبٌ وثَعَبٌ وأُثْعُوبٌ وأُثْعُبانٌ: سائل، وكذلك الدّمُ؛ الأَخيرة مَثَّلَ بها سيبويه وفسرها السيرافي. وقال اللحياني: الأُثْعُوبُ: ما انْثَعَبَ. والثَّعْبُ مَسِيلُ الوادي، والجمع ثُعْبانٌ. وجَرى فَمُه ثَعابِيبَ كسَعابِيبَ، وقيل: هو بَدَلٌ، وهو أَن يَجْري منه ماءٌ صافٍ فيه تمَدُّدٌ. والمَثْعَبُ، بالفتح، واحد مَثاعِبِ الحِياضِ. وانْثَعَبَ الماءُ: جَرى في المَثْعَبِ. والثَّعْبُ والوَقيعةُ والغَدير كُلُّه من مَجامع الماء. وقال الليث: والثَّعْبُ الذي يَجْتَمعُ في مَسيلِ المطر من الغُثاء. قال الأَزهري: لم يُجَوِّد الليث في تفسير الثَّعْبِ، وهو عندي المَسِيلُ نفسُه، لا ما يجتمع في المَسِيل من الغُثاء. والثُّعْبانُ: الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ، الذكرُ خاصّةً. وقيل: كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ. والجمع ثَعابينُ. وقوله تعالى: فأَلْقَى عَصاه فإذا هي ثُعْبانٌ مُبِينٌ؛ قال الزجاج: أَراد الكبيرَ من الحَيَّاتِ، فإن قال قائل: كيف جاء فإذا هي ثُعْبانٌ مبين. وفي موضع أخر: تَهْتَزُّ كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الصغيرُ من الحيّات. فالجواب في ذلك: أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظيمِ، واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه. قال ابن شميل: الحَيَّاتُ كلها ثُعْبانٌ، الصغير والكبير والإناث والذُّكْرانُ وقال أَبو خَيْرة: الثعبانُ الحَيَّةُ الذكَر. ونحو ذلك قال الضحاك في تفسير قوله تعالى: فإذا هي ثُعْبان مبين. وقال قطرب: الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، وهو من أَعظمِ الحَيّات. وقال شمر: الثُّعبانُ من الحَيّاتِ ضَخْمٌ عظيم أَحمر يَصِيدُ الفأْر. قال: وهي ببعض المواضع تُسْتَعار للفَأْر، وهو أَنفَعُ في البَيْتِ من السَّنانِير. قال حميد بن ثور: |شَدِيدٌ تَوَقِّيهِ الزِّمـامَ، كَـأَنـمـا||نَرى، بتَوَقِّيهِ الخِشاشةَ، أَرْقَمَـا| |فلمّا أَتَتْه أَنْشَبَتْ في خشـاشِـه||زِماماً، كَثُعْبانِ الحَماطةِ، مُحْكَمَا| والأُثْعبانُ: الوَجْهُ الفَخْم في حُسْن بيَاضٍ. وقيل: هو الوَجْهُ الضَّخْم. قال: |إنِّي رَأَيتُ أُّثْعبانـاً جَـعْـدَا،||قد خَرَجَتْ بَعْدي، وقَالَتْ نَكْدَا| قال الأَزهري: والأَثْعَبِيُّ الوَجْه الضَخْمُ في حُسْن وبَياضٍ. قال: ومنهم مَن يقول: وجهٌ أُثْعُبانِيٌّ. ابن الأعرابي: من أَسماءِ الفأْر البِرُّ والثُّعْبةُ والعَرِمُ. والثُّعْبةُ ضَرْبٌ من الوَزَغ تُسمى سامَّ أَبْرَصَ، غير أَنها خَضْراءُ الرأْس والحَلْقِ جاحظةُ العينين، لا تَلْقاها أَبداً إلاّ فاتِحةً فاها، وهي مِن شَرِّ الدَّوابِّ تَلْدَغُ فلا يَكادُ يَبْرَأُ سَلِيمُها، وجمعها ثُعَبٌ. وقال ابن دريد: الثُّعْبةُ دابّةٌ أَغْلَظُ من الوَزَغةِ تَلْسَعُ، ورُبما قَتَلَتْ، وفي المثل: ما الخَوافي كالقِلَبةِ، ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبةِ. فالخَوافي: السَّعَفاتُ اللّواتي يَلِينَ القِلَبةَ. والخُنَّازُ: الوَزَغةُ. ورأَيت في حاشية نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته: قال أَبو سهل: هكذا وجدته بخط الجوهريّ الثُّعْبة، بتسكين العين. قال: والذي قرأْته على شيخي، في الجمهرة، بفتح العين. والثُّعْبةُ نبتةٌ شَبِيهة بالثُّعْلةِ إلا أَنها أَخْشَن ورقاً وساقُها أَغْبَرُ، وليس لها حَمْل، ولا مَنْفعةَ فيها، وهي من شجر الجبل تَنْبُت في مَنابِت الثُّوَعِ، ولها ظِلٌّ كَثِيفٌ، كلُّ هذا عن أَبي حنيفة. والثَّعْبُ: شجر، قال الخليل: الثُّعْبانُ ماء، الواحد ثَعْبٌ. وقال غيره: هو الثَّغْبُ، بالغين المعجمة. ثعج[عدل] العَثَجُ والثَّعَجُ: لغتان وأَصوبهما العَثَجُ: جماعةُ الناس في السفر. ثعجر[عدل] الثَّعْجَرَةُ: انْصباب الدمعِ. ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وغيره فاثْعَنْجَرَ: صَبّه فانصبَّ؛ وقيل: المُثْعَنْجِرُ السائل من الماء والدمع. وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ: ممتلئة ثريداً؛ واثْعَنْجَر دمعه، واثْعَنْجَرت العين دمعاً؛ قال امرؤ القيس حين أَدركه الموت: رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة، وطَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة، تبقى غداً بِأَنْقِرَة؛ والمُثْعَنْجِرَةُ: المَلأَى تُفِيضُ ودَكَها. والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ: السيل الكثير؛ واثْعَنْجَرَتِ السحابة بِقَطْرها واثْعَنْجَرَ المطر نفسه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً. ابن الأَعرابي: المُثْعَنْجَرُ والعَرانِيَةُ وسط البحر؛ قال ثعلب: ليس في البحر ما يشبهه كثرة. وتصغير المُثْعَنْجِر مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعيجٌ؛ قال ابن بري: هذا خطأٌ وصوابه ثُعَيْجِر وثُعَيْجِيرٌ، تسقط الميم والنون لأَنهما زائدتان، والتصغير والتكثير والجمع يرد الأَشياء إِلى أُصولها. وفي حديث علي، رضوان الله عليه: يحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ؛ هو أَكثر موضع في البحر ماء، والميم والنون زائدتان. وفي حديث ابن عباس: فإِذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقَرارَة في المُثْعَنْجِر؛ والقَرارَةُ: الغَدِيرُ الصغير. ثعد[عدل] الثَّعْدُ: الرُّطَبُ، وقيل: البُسْرُ الذي غلبه الإِرطاب؛ قال: |لَشَتَّانَ ما بـينـي وبـين رُعـاتِـهـا،||إذا صَرْصَرَ العصفورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ| الواحدة ثَعْدَةٌ. ورطبة ثَعْدَةٌ مَعْدَةٌ: طرية؛ عن ابن الأَعرابي. قال الأَصمعي: إذا دخل البسرةَ الإِرْطابُ وهي صُلبة لم تنهضم بعدُ فهي خَمْسة، فإِذا لانت فهي ثَعْدَةٌ، وجمعها ثُعْدٌ. وفي حديث بَكَّار بن داود قال: مر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوم ينالون من الثَّعْد والحُلْقان وأَشْلٍ من لحم وينالون من أَسقية لهم قد علاها الطُّحْلُبُ، فقال: ثكلتكم أُمهاتكم، أَلهذا خلقتم أَو بهذا أُمرتم? ثم جاز عنهم فنزل الروح الأَمين وقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام ويقول: إِنما بعثتك مؤلفاً لأُمتك ولم أَبعثك منفراً، ارجع إِلى عبادي فقل لهم: فليعملوا وليسددوا ولييسروا؛ الثَّعد: الزُّبْدُ. والحُلْقان: البسرُ الذي قد أَرْطَبَ بعضه. وأَشل: من لحم الخروف المشوي؛ قال ابن الأَثير: كذا فسره إِسحق ابن إِبراهيم القرشي أَحد رواته، فأَما الثَّعْدُ في اللغة فهو ما لان من البُسر. وبقل ثَعْدٌ مَعْدٌ: غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ، والمعد إِتباع لا يفرد وبعضهم يفرده؛ وقيل: هو كالثَّعْدِ من غير إِتباع. وحكى بعضهم: اثْمَعَدَّ الشيءُ لانَ وامتدّ، فإِما أَن يكون من باب قُمارِص فيكون هذا بابه؛ قال ابن سيده: ولا ينبغي أَن يُهجم على هذا من غير سماع، وإِما أَن تكون الميم أَصلية فيكون في الرباعي. وما لَهُ ثَعْدٌ ولا مَعْدٌ أَي قليل ولا كثير. وثَرىً ثَعْدٌ وجَعْدٌ إذا كان ليناً. ثعر[عدل] الثَّعْرُ والثُّعْرُ والثَّعَرُ، جميعاً: لَثىً يخرج من أَصل السَّمُرِ، يقال إِنه سَمُّ قاتل، إذا قطر في العين منه شيء مات الإِنسان وجعاً. والثَّعَر: كثرة الثآليل. والثُّعْرُور: ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ وهي شجرة مرة، ويقال لرأْس الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرجل في أَعلاه. والثُّعْرُور: الطُّرْثُوثُ، وقيل: طَرَفُه، وهو نبت يؤْكل، والثَّعارِيرُ: الثآليل وحَمْلُ الطَّراثيث أَيضاً، واحدها ثُعْرور. وفي حديث جابر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إذا مُيِّزَ أَهلُ الجنة من النار أُخرجوا قد امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ في نهر الحياة فيخرجون بيضاً مثل الثَّعارير، وفي رواية: يخرج قوم من النار فينبتون كما تنبت الثعارير، قيل: الثعارير في هذا الحديث رؤوس الطراثيث تراها إذا خرجت من الأَرض بيضاً شبهوا في البياض بها. وقال ابن الأَثير: الثعارير هي القثاء الصغار شبهوا بها لأَن القثاء ينمي سريعاً. والثُّعْرورانِ: كالحَلَمَتَيْنِ يكتنفان غُرْمُولَ الفرس عن يمين وشمال، وفي الصحاح: يكتنفان القَتَبَ من خارج، وهما أَيضاً الزائدان على ضَرْعِ الشاة. والثُّعْرُورُ: الرجل الغليظ القصير. ثعط[عدل] الثَّعيطُ: دُقاقُ رَمْل سَيّالٍ تنقله الريح. والثَّعِطُ: اللحم المتغيِّرُ، وقد ثَعِطَ ثَعَطاً، وكذلك الجلد إذا أَنْتَنَ وتقطَّع؛ قال الأَزهري: أَنشدني أَبو بكر: |يأْكُل لَحْماً بائتاً قد ثَعِـطـا،||أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتى خَرِطا| قال: وخَرِطَ به إذا غُصَّ به. قال الجوهري: والثَّعَطُ مصدر قولك ثَعِطَ اللحمُ أَي أَنتن، وكذلك الماء؛ قال الراجز: |ومَنْهَلٍ على غَشَاشٍ وفَلَطْ،||شَرِبْتُ منه بين كُرْهٍ وثَعَطْ| وقال أَبو عمرو: إذا مَذِرَت البيضة فهي الثَّعِطةُ. وثَعِطَتْ شفَتُه: وَرِمَتْ وتشَقَّقت؛ وقال بعض شعراء هذيل: |يُثَعِّطْنَ العَرابَ، وهُنّ سُودٌ،||إِذا خالَسْنَه فُـلُـحٌ فِـدامُ| العَرابُ: ثمَرُ الخَزَم، واحدته عَرابةٌ. يُثَعِّطْنَه: يَرْضَخْنَه ويَدْقُقْنَه. فُلُح: جمع الفَلْحاء الشفة. فِدامٌ: هَرِماتٌ. ثعع[عدل] ثععت ثعا وثععا: قئت. وفي الحديث: أن امرأة أتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا به جنون يصيبه بالغداء والعشاء، فمسح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من جوفه جرو أسود فسعى في الأرض، قال أبو عبيد: ثع ثعة أي قاؤ قاؤة، والثعة المرة الواحدة. وثععت أثع، بكسر الثاء، ثعا كثععت، عن ابن الأعرابي. قال ابن بري: ثععت أثع ثعا وثععا، عن ابن الأعرابي: قال الشاعر: |يعود في ثعه حدثان مولده||وإن أسن تعدى غيره كلفا| وقال أبو دريد: ثع وتع سواء، وهي مذكورة في التاء، وقال أبو منصور: إنما هي بالثاؤ المثلثة لا غير، وقد رواها الليث بالتاء، وهو خطأ، وقد ذكرنا نصل لفظه في ترجمة تعع في فصل التاء، قال: وهو من الثعثعة، والثعثعة: كلام فيه لثغة. وانثع القيء وانتع من فيه انثعاعا: اندفع. وانثع منخراه: هريقا دما، وكذلك الدم من الجرح أيضا ومن الأنف، ابن الأعرابي: يقال ثع يثع وانثع ينثع وانتع ينتع وهاع وأثاع كله إذا قاء. والثعثة: حكاية صوت القالس، وقد تثعثع بقيئه وتثعثعه، والثعثعة: كلام رجل تغلب عليه الثاؤ والعين، وقيل: هو الكلام الذي لا نظام له. والثعثع: اللؤلؤ. ويقال للصدف ثعثع، وللصوف الأحمر ثعثع أيضا، قال الأزهري في خطبته فيما عثر فيه على غلط أحمد البشتي أنه ذكر أن أبا تراب أنشد: |إن تمنعي صوبك صوب المدمع||يجري على الخد كضئب الثعثع| فقيد البشتي: الثعثع، بكسر الثاءين، بخطه ثم فسر ضئب الثعثع أنه شيء له حب يزرع فأخطأ في كسر التاءين وفي التفسير، والصواب: الثعثع، بفتح الثاءين، وهو صدف اللؤلؤ، قال ذلك أحمد بن يحيى ومحمد ابن يزيد المبر. ثعل[عدل] الثُّعْل: السِّنُّ الزائدة خَلْفَ الأَسنان. والثُّعْل والثَّعَل والثُّعْلُول، كُلُّهُ: زيادةُ سِنٍّ أَو دخولُ سِنٍّ تحت أُخرى في اختلاف من المَنْبِت يركب بعضُها بعضاً. وقيل: نَبَات سِنٍّ في أَصل سِنٍّ؛ وأَنشد ابن بري لراجز: إِذا أَتَتْ جارتها تَسْتَفْلي، تَفْتَرُّ عن مُخْتَلِفات ثُعْلِ شَتىً، وأَنْفٍ مثل أَنفِ العِجلِ وأَنشد لآخر: |تَضْحَكُ عن غُرٍّ عِذَابٍ نَـقِـيّة||رِقَاقِ الثَّنَايا، لا قِصَارٍ ولا ثُعْل| وثَعِلَتْ سِنُّه ثَعَلاً، وهو أَثْعَل، وتلك السِّنُّ الزائدة يقال لها الرَّاوول، وامرأَة ثَعْلاء، وقد ثَعِلَ ثَعَلاً، وفي أَسنانه ثَعَلٌ: وهو تَرَاكُبُ بعضها على بعض؛ قال: لا حَوَلٌ في عَيْنِه ولا قَبَل، ولا شَغاً في فَمِه ولا ثَعَل فهو نَقِيٌّ كالحُسَامِ قد صُقِل ولِثَةٌ ثَعْلاء: خَرَجَ بعضُها على بعض فانتشرت وتراكبت؛ وقوله: |فَطارَتْ بالجُدُودِ بَنُو نِزَارٍ||فَسُدْناهُمْ وأَثْعَلَتِ المِضَارُ| معناه كَثُرت فصارت واحدة على واحدة مثل السِّنِّ المتراكبة، والمِضَار: جمع مَضَر. ويقال: أَخْبَثُ الذِّئاب الأَثْعَل وفي أَسنانه شَخَصٌ وهو اختلاف النِّبْتة. وأَثْعَل الضيِّفانُ: كَثُروا، وهو من ذلك. وأَثْعَل الأَمرُ: عَظُم، وكذلك الجيش، قال القُلاخُ ابن حَزْن: |وأَدْنَى فُرُوعاً للسَّماءِ أَعَـالِـيا||وأَمْنَعُه حَوْضاً، إذا الوِرْدُ أَثْعَلا| |أَخو الحَرْب لَبّاساً إِليها جِلالَهـا||وليس بوَلاَّجِ الخَوالِف أَعْقَـلا| وكَتِيبَةٌ ثَعُولٌ: كثيرة الحَشْو والتُّبَّاع. والثَّعْل والثُّعْل والثَّعَل: زيادة في أَطْبَاء الناقة والبقرة والشاة، وقيل: زيادة طُبْيٍ على سائر الأَطْبَاء، وقيل: خِلْف زائد صغير في أَخْلاف الناقة وضَرْع الشاة. وشاة ثَعُول: تُحْلَب من ثلاثة أَمكنة وأَربعة للزيادة التي في الطُّبْي، وقيل: هي التي لها حَلَمة زائدة، وقيل: هي التي فوق خِلْفِها خِلْف صغير واسم ذلك الخِلْف الثُّعْل. ويقال: ما أَبْيَنَ ثُعْلَ هذه الشاة، والجمع ثُعُول؛ قال ابن هَمّام السَّلُولي يهجو العلماء: |وذَمُّوا لنا الدُّنيا، وهم يَرْضِعُونَها||أَفَاوِيقَ، حتى ما يَدِرُّ لها ثُعْـل| وإِنما ذكر الثُّعْل للمبالغة في الارتضاع، والثُّعْل لا يَدِرُّ. وفي حديث موسى وشعيب: ليس فيها ضَبُوب ولا ثَعُول؛ الثَّعُول: الشاة التي لها زيادة حَلَمة، وهي الثعل، وهو عَيْب، والضَّبُوب: الضَّيِّقة مخرج اللبن. والأَثْعَل: السَّيِّد الضَّخْم له فُضُول معروف على المثل. وثُعَالة وثُعَل، كلتاهما: الأُنثى من الثعالب، ويقال لجمع الثَّعلب ثَعالب وثَعَالي، بالباء والياء؛ وقوله: |لها أَشَارِيرُ من لَحْمٍ تُتَـمِّـره||من الثَّعَالي، ووَخْزٌ من أَرَانِيها| أَراد من الثعالب ومن أَرانبها؛ قال ابن جني: يحتمل عندي أَن يكون الثَّعَالي جمع ثُعَالة وهو الثَّعْلب، وأَراد أَن يقول الثعائل فقلب اضطراراً، وقيل: أَراد الثعالب والأَرانب فلم يمكنه أَن يَقِف الباء فأَبدل منها حرفاً يمكنه أَن يَقِفَه في موضع الجر وهو الياء، وليس ذلك أَنه حذف من الكلمة شيئاً ثم عوّض منها الياء، وهذا أَقيس لقوله أَرانيها، ولأَن ثُعَالة اسم جنس وجمع أَسماء الأَجناس ضعيف. وأَرض مَثْعَلة، بالفتح: كثيرة الثعالب، كما قالوا مَعْقَرة للأَرض الكثيرة العقارب. والثَّعْلَب: الذكَر، والأُنثى ثعلبة. ويقال لكل ثعلب إذا كان ذكَراً ثُعَالَةُ كما ترى بغير صرف، ولا يقال للأُنثى ثُعَالة، ويقال للأَسد أُسَامَةُ بغير صرف ولا يقال للأُنثى أُسَامة. والثُّعْلُول: الرجل الغضبان؛ وأَنشد: |وليس بثُعْلُولٍ، إذا سِيلَ واجْـتُـدي||ولا بَرِماً، يَوْماً، إذا الضَّيْف أَوْهَما| ويقال. أَثْعَل القومُ علينا إذا خالفوا. الأَصمعي: وِرْدٌ مُثْعِل إذا ازدحم بعضُه على بعض من كثرته. وثُعَالة: الكَلأُ اليابِسُ، مَعْرفة. وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا حتى يقوم أَبو لُبَابة يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَده بإِزَاره؛ المِرْبَد: موضع يُجَفَّف فيه التمر، وثَعْلَبُه ثَقْبُه الذي يسيل منه ماء المطر. وبَنو ثُعَل: بطن وليس بمعدول إِذ لو كان معدولاً لم يصرف؛ وفي الصحاح: وثُعَلٌ أَبو حَيّ من طَيِّءٍ وهو ثُعَلُ بن عمرو أَخو نَبْهان؛ وهم الذين عَنَاهم امرؤ القيس بقوله: |رُبَّ رَامٍ من بني ثُعَلٍ||مُخْرِجٍ كَفَّيْه من سُتُرِه| وثُعْل: موضع بِنَجْد. ثعلب[عدل] الثعلب من السباع معروفة، وهي الأنثى، وقيل الأنثى ثعلبة والذكر ثعلب وثعلبان. قال غاوي بن ظالم السلمي، وقيل هو لأبي ذر الغفاري، وقيل هو لعباس بن مرداس السلمي، رضي الله عنهم: |أرب يبول الثعلبان بـرأسـه||لقد ذل من بالت عليه الثعالب| الأزهري: الثعلب الذكر، والأنثى ثعالة، والجمع ثعالب وثعال. عن اللحياني: قال ابن سيده ولا يعجبني قوله، وأما سيبويه فإنه لم يجز ثعال إلا في الشعر كقول رجل من يشكر: |لها أشارير من لحم تتـمـره||من الثعالي ووخز من أرانيها| ووجه ذلك فقال: إن الشاعر لما اضطر إلى الياء أبدلها مكان الباء كما يبدو لها مكان الهمزة. وأرض مثعلبة، بكسر اللام: ذات ثعالب. وأما قولهم: أرض مثعلة، فهو من ثعالة، ويجوز أيضاً أن يكون من ثعلب، كما قالوا معقرة لأرض كثيرة العقارب. وثعلب الرجل وتثعلب: جبن وراغ، على التشبيه بعدو الثعلب. قال: فإن رآني شاعر تثعلبا وثعلب الرجل من آخر فرقاً. والثعلب: طرف الرمح الداخل في جبة السنان. وثعلب الرمح: ما دخل في جبة السنان منه. والثعلب: الجحر الذي يسيل منه ماء المطر. والثعلب: مخرج الماء من جرين التمر. وقيل: إنه إذا نشر التمر في الجرين، فخشوا عليه المطر، عملوا له جحراً يسيل منه ماء المطر، فاسم ذلك الجحر الثعلب، والثعلب: مخرج الماء من الدبار أو الحوض. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، استسقى يوماً ودعا فقام أبو لبابة فقال: يا رسول الله إن التمر في المرابد؛ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره أو ردائه. فمطرنا حتى قام أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره. والمربد: موضع يجفف فيه التمر. وثعلبه: ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر. أبو عمرو: الثعلب أصل الراكوب في الجذع من النخل. وقال في موضع آخر: هو أصل الفسيل إذا قطع من أمه. والثعلبة: العصعص. والثعلبة: الاست. وداء الثعلب: علة معروفة يتنائر منها الشعر. وثعلبة: اسم غلب على القبيلة. والثعلبتان: ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن رومان ابن جندببن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ؛ وثعلبة بن رومان بن جندب. قال: عمرو بن ملقط الطائي من قصيدة أولها: |يا أوس لو نالتك أرماحنـا||كنت كمن تهوي به الهاوية| |يأبى لي الثعلبـتـان الـذي||قال خباج الأمة الراعـية| الخباج: الضراط، وأضافه إلى الأمة ليكون أخس لها، وجعلها راعية لكونها أهون من التي لا ترعى. وأم جندب: جديلة بنت سبيع بن عمرو من حمير، وإليها ينسبون. والثعالب قبائل من العرب شتىً: ثعلبة في بني أسد، وثعلبة في بني تميم، وثعلبة في طيئ، وثعلبة في بني ربيعة. وقول الأغلب: |جارية من قيس ابن ثعلبة||كريمة أنسابها والعصبة| إنما أراد من قيس بن ثعلبة، فاضطر فأثبت النون. قال ابن جني: الذي أرى أنه لم يرد في هذا البيت وما جرى مجراه أن يجري ابناً وصفاً على ما قبله، ولو أراد ذلك لحذف التنوين، ولكن الشاعر أراد أن يجري ابناً على ما قبله بدلاً منه، وإذا كان بدلاً منه لم يجعل معه كالشيء الواحد، فوجب لذلك أ ينوي انفصال ابن مما قبله؛ وإذا قدر بذلك، فقد قام بنفسه ووجب أن يبتدأ، فاحتاج إذا إلى الألف لئلا يلزم الابتداء بالساكن، وعلى ذلك تقول: كلمت زيداً ابن بكر، كأنك تقول كلمت زيداً كلمت ابن بكر، لأن ذلك حكم البدل، إذ البدل في التقدير من جملة ثانية غير الجملة التي المبدل منه منها؛ والقول الأول مذهب سيبويه. وثعيلبات: موضع. والثعلبية: أن يعدو الفرس عدو الكلب. والثعلبية: موضع بطريق مكة. ثعم[عدل] الثَّعْمُ: النَّزْعُ والجرُّ. نثعَمه ثَعْماً: جَرَّه ونزَعه. وتثَعَّمَتْه الأَرضُ: أَعْجبته فَذَعَتْه إِليها وجرَّته لها، على المثَل، ونحو ذلك كذلك؛ قال الأَزهري: وما سمعت الثَّعْم في شيء من كلامهم غير ما ذكره الليث؛ ورواه أَبو زيد بالنون. وابنُ الثُّعامة: ابنُ الفاجِرة. ثغا[عدل] الثُّغاءُ: صوتُ الشاء والمَعَز وما شاكلها، وفي المحكم: الثُّغاءُ صوت الغنم والظِّباء عند الولادة وغيرها. وقد ثَغَا يَثْغُو وثَغَت تَثْغُو ثُغاءً أَي صاحت. والثاغِيَة: الشاة. وما له ثَاغٍ ولا راغٍ ولا ثاغِيَة ولا راغِيَة؛ الثاغِيَة الشاة والراغِيَة الناقة أَي ما له شاة ولا بعير. وتقول: سمعت ثاغِيَةَ الشاء أَي ثُغاءها، اسمٌ على فاعلَة، وكذلك سمعت راغِية الإِبل وصواهل الخيل. وفي حديث الزكاة وغيرها: لا تجيءُ بِشاة لها ثُغاءٌ؛ الثُّغاءُ: صياح الغنم؛ ومنه حديث جابر: عَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لأَذْبَحَها فثَغَتْ فسَمِعَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثَغْوَتَها فقال لا تَقْطَعْ دَرّاً ولا نَسْلاً؛ الثَّغْوة:؛ المرَّة من الثُّغاء. وأَتيته فما أَثْغَى ولا أَرْغى أَي ما أَعطاني شاة تَثْغُو ولا بعيراً يَرْغُو. ويقال: أَثْغَى شاته وأَرْغَى بعِيره إذا حملهما على الثُّغاء والرُّغاء. وما بالدار ثاغٍ ولا راغٍ أَي أَحد.وقال ابن سيده في المعتل بالياء: الثَّغْيَة الجوع وإِقْفار الحَيّ. ثغب[عدل] الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ: ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ الوادي؛ وقيل: هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل: هو أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ المَسايِلُ من عَلُ، فإذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ. وقيل: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان. قال الأَخطل: |وثالثةٍ من العُسَل المُصَفَّى،||مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطـاح| ومنهم من يرويه بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ، بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ. وقيل: كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ وثِغابٌ. الليث: الثَغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو جَهْلةٍ، قليلٌ. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عبيد: الثَّغْبُ، بالفتح والسكون: المُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر. قال عَبيدٌ: |ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها||ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ| وقيل: هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً. وفي حديث زياد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ. وقال ابن الأَعرابي: الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مما يَبْقَى مِن السَّيْل، إذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: واضْطُرَّ شاعر إلى إسْكان ثانِيه، فقال: |وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ||أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ| شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني. ابن السكيت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه المَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قال الشاعر: |وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا،||قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الـرَّوائِحُ| والثَغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ. وأَنشد ابن سيده بيت الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، وأَنشد: مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ ثغر[عدل] الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو طريق مسلوك؛ وقال طَلْقٌ بن عدي يصف ظليماً ورئَالَهُ: صَعْلٌ لَجُوجٌ ولها مُلِجُّ، بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ، كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ، ابن سيده: الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة. غيره: والثَّغْرُ الثَّلْمَةُ، يقال: ثَغَرْناهُم أَي سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل؛ قال ابن مقبل: |وهُمْ ثَغَروا أَقرانهُمْ بمُضَرَّسٍ وعَضْبٍ،||وحارُوا القومَ حتى تَزَحْزَحوا| وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ، والثَّغْرُ: ما يلي دار الحرب. والثَّغْرُ: موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ. وفي الحديث: فلما مر الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ؛ قال: الثغر الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد. وفي حديث فتح قَيْسارِيَةَ: وقد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة؛ الثَّغْرَةَ: الثُّلْمَةُ. والثَّغْرُ: الفَمُ وقيل: هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في منابتها قبل أَن تسقط، وقيل: هي الأَسنان كلها، كنّ في منابتها أَو لم يكنّ، وقيل: هو مقدّم الأَسنان؛ قال: |لها ثَنايا أَربعٌ حِسَـانُ||وأَرْبَعٌ، فَثَغْرُها ثَمانُ| جعل الثغر ثمانياً، أَربعاً في أَعلى الفم وأَربعاً في أَسفله، والجمع من ذلك كله ثُغُور. وثَغَرَه: كسر أَسنانه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لجرير: |مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِهِ||أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا| وقيل: ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه. وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً: سقطت أَسنانه الرواضع، فهو مثغور. واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ، على البدل: نبتت أَسنانه، والأَصل في اتَّغَرَ اثْتَغَرَ، قلبت التاء ثاء ثم أُدغمت، وإِن شئت قلت اتَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلي هو الظاهر. أَبو زيد: إذا سقطت رواضع الصبي قيل: ثُغِرَ، فهو مَثْغُور، فإِذا نبتت أَسنانه بعد السقوط قيل: اثَّغَر، بتشديد الثاء، واتَّغَر، بتشديد التاء، وروي اثْتَغَر وهو افتعل من الثَّغْرِ ومنهم من يقلب تاء الافتعال ثاء ويدغم فيها الثاء الأَصلية، ومنهم من يقلب الثاء الأَصلية تاء ويدغمها في تاء الافتعال، وخص بعضهم بالاثِّغار والاتِّغار البهيمة؛ أَنشد ثعلب في صفة فرس: |قارحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ،||ورَباعٌ جانبٌ لم يَتَّغِـرْ| وقيل: اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه، واثَّغَرَ: أَلقى ثَغَرَه، وثَغَرْتُه: كَسَرْتُ ثَغْرَهَ. وقال شمر: الإِئِّغارُ يكون في النبات والسقوط، ومن النبات حديث الضحاك: أَنه وُلِدَ وهو مُثَّغِرٌ، ومن السقوط حديث إِبراهيم: كانوا يحبون أَن يعلِّموا الصبي الصلاةَ إذا اثِّغَرَ، الإِثِّغارُ: سقوط سِنَّ الصبي ونباتها، والمراد به ههنا السقوط؛ وقال شمر: هو عندي في الحديث بمعنى السقوط، يدل على ذلك ما رواه ابن المبارك بإِسناده عن إِبراهيم إذا ثُغِرَ، وثُغِرَ لا يكون إِلاَّ بمعنى السقوط. وقال: وروي عن جابر ليس في سن الصبي شيء إذا لم يَثَّغِرْ؛ قال: ومعناه عنده النبات بعد السقوط. وفي حديث ابن عباس: أَفتنا في دابة ترعى الشجر في كَرِشٍّ لم تَثَّغِرْ أَي لم تسقط أَسنانها. وحكي عن الأَصمعي أَنه قال: إذا وقع مُقَدَّم الفم من الصبي قيل: اثَّغَر، بالتاء، فإِذا قلع من الرجل بعدما يُسِنُّ قيل: قد ثُغِر، بالثاء، فهو مثغور. الهُجَيْميُّ: ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها. واتَّغَرَ: نبت، واثَّغَرَ: سَقَط ونَبَتَ جميعاً؛ قال الكميت: |تَبَيِّنَ فيه الناسُ، قبل اتّغـارِه،||مَكارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها| قال شمر: اتِّغارُه سقوط أَسنانه، قال: ومن الناس من لا يَتَّغِرُ أَبداً؛ روي أَن عبد الصمد بن علي بن عبدالله بن العباس لم يَتَّغِرْ قط، وأَنه دخل قبره بأَسنان الصبا وما نغض له سِنُّ قط حتى فارق الدنيا مع ما بلغ من العمر؛ وقال المَرَّارُ العَدَوِيُّ: |قارِحٌ قد مرَّ منه جانِبٌ،||ورَباعٌ جانِبٌ لم يَتْغِـرْ| وقال أَبو زبيد يصف أَنياب الأَسد: |شِبالاً وأَشبْاه الـزُّجـاج مَـغـاوِلاً||مَطَلْنَ، ولم يَلْقَيْنَ في الرأْس مَثْغَرَا| قال: مثغراً منفذاً فَأَقَمْنَ مكانهن من فمه؛ يقول: إِنه لم يَتَّغِرْ فَيُخْلِفَ سِنّاً بعد سِنٍّ كسائر الحيوان. قال الأَزهري: أَصل الثَّغْرِ الكسر والهدم. وثَغَرْتُ الجدار إذا هدمته، ومنه قيل للموضع الذي تخاف أَن يأْتيك العدوّ منه في جبل أَو حصن: ثَغْرٌ، لانتلامه وإِمكان دخول العدوّ منه. والثُّغْرَةُ: نُقْرَة النَّحْرِ. والثُّغَيْرَةُ: الناحية من الأَرض. يقال: ما بتلك الثُّغْرة مثله. وثُغَرُ المجدِ: طُرُقه، واحدتها ثُغْرَةٌ؛ قال الأَزهري: وكل طريق يَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة، فهو ثُغْرَةٌ، وذلك أَن سالكيه يَثْغَرُون وَجْهَهُ ويَجِدُون فيه شَرَكاً محفورَةً. والثُّغْرَةُ، بالضم: نُقْرَةُ النحر، وفي المحكم: والثُّغْرَةُ من النحر الهَزْمَةُ التي بين التَّرْقُوَتَيْنِ، وقيل: التي في المنحر، وقيل: هي الهزمة التي ينحر منها البعير، وهي من الفرس فوق الجُؤْجُؤِ، والجُؤْجُؤُ: ما نَتأَ من نحره بين أَعالي الفَهْدتينِ. وفي حديث عمر: تَسْتَبِقُ إِلى ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ. وحديث أَبي بكر والنسابة: أَمكنتَ من سواء الثُّغْرَةِ أَي وسط الثُّغْرَةِ، وهي نُقْرَةُ النحر فوق الصدر. والحديث الآخر: بادِرُوا ثُغَرَ المسجد؛ أَي طرائقه، وقيل: ثُغْرَةُ المسجد أَعلاه. والثَّغْرَةُ: من خيار العُشْبِ، وهي خضراء، وقيل: غبراء تَضْخُمُ حتى تصير كأَنها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ مما يركبها من الورق والغِصَنَةِ، وورقها على طول الأَظافير وعَرْضِها، وفيها مُلْحَةٌ قليلة مع خُضْرَتِها، وزَهْرتَها بيضاء، ينبت لها غِصَنَةٌ في أَصل واحد، وهي تنبت في جَلَدِ الأَرض ولا تنبت في الرمل، والإِبل تأْكلها أَكلاً شديداً ولها أَرْكٌ أَي تقيم الإِبل فيها وتعاود أَكلها، وجمعها ثَغْرٌ؛ قال كثير: |وفاضتْ دُمُوعُ العَيْن حتى كأَنَّـمـا||بُرادُ القَذَى، من يابس الثَّغْرِ، يُكْحَلُ| وأَنشد في التهذيب: |وكُحْلٌ بها من يابس الثَّغْرِ مُولَعٌ،||وما ذاك إِلاَّ أَنْ نَآها خَلِيلُـهـا| قال: ولها زَغَبٌ خَشِنٌ، وكذلك الخِمْخِمْ أَي له زَغَبٌ خَشِنٌ، ويوضع الثَّغْر والخِمْخِمُ في العين. قال الأَزهري: ورأَيت في البادية نباتاً يقال له الثَّغَر وربما خفف فيقال ثَغْرٌ؛ قال الراجز: أَفانياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما ثغرب[عدل] الثِّغْرِبُ: الأَسنان الصُّفْر. قال: |ولا عَيْضَموزٌ تُنْزِرُ الضَّحْكَ، بَعْدَما||جَلَتْ بُرْقُعاً عن ثِغْرِبٍ مُتناصِـلِ| ثغغ[عدل] الثَّغْثَغةُ: عَضُّ الصبي قبل أَن يَشْقَأَ ويَثَّغِرَ. والمُثَغْثِغُ: الذي يَبُكُّ برِيقِهِ ولا يؤثِّر والثَّغْثَغة: الكلام الذي لا نِظامَ له. والمُثَغْثِغُ: الذي إذا تكَلَّم حَرَّك أَسْنانه في فِيِه واضْطَرَبَ اضْطِراباً شديداً فلم يُبَيِّنْ كلامَه؛ قال رؤبة: |وعَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ||بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبابِ البُـرْزُغِ| ثغم[عدل] الثَّغام، بالفتح: نَبْت على شَكْل الحَلِيِّ وهو أَغلظ منه وأَجلُّ عُوداً، يكون في الجَبل ينبُت أَخضر ثم يبيضّ إذا يَبِس وله سَنَمة غليظة، ويقال له بالفارسية دَرْمَنَه إِسْبيذ ولا ينبُت إِلاَّ في قُنَّة سوداء، وهو ينبُت بنَجْد وتِهامة. التهذيب: الثَّغامةُ نَبات ذو ساقٍ جُمَّاحَته مثل هامة الشَّيْخ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه أُتِيَ بأَبي قُحافةَ يوم الفتح وكأَن رأْسه ثَغامةٌ فأَمرهم أَن يغيِّروه؛ قال أَبو عبيد: هو نَبْت أَبيض الثَّمر والزَّهْر يُشَبَّه بياض الشَّيْب به؛ قال حسان: |إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّر لـونُـه||شَمَطاً، فأَصبح كالثَّغامِ المُمْحِل| وقال الدِّينَورِي: الثِّغام حَلِيُّ الجَبل يكون أَبيضَ. قال أَبو حنيفة: الثَّغام أَرقُّ من الحَلِيِّ وأَدقُّ وأَضعف، وهو يُشْبِهه، ونَبْتُه نَبْت النَّصِيّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِس ابْيضَّ ابْيِضاضاً شديداً فشبِّه الشَّيْب به، واحدته ثَغامة، وأَثْغِماء اسم للجمع، وكأَنَّ أَلفَيه بدل من هاء أَثْغِمة. ورأْس ثاغِمٌ إذا ابيضَّ كله؛ قال المرّار الأَسدي: |أَعَلاقةً أُمَّ الوُلَـيِّد، بـعـدمـا||أَفْنان رأْسِكَ كالثَّغامِ المُخْلِسِ?| ابن الأَعرابي: الثِّغامة شجرة تبيضُّ كأَنها الثلج؛ وأَنشد: |إِذا رأَيت صَلَعاً في الهامَهْ،||وحَدَباً بعد اعْتِدال القـامَـهْ| |وصار رأْسُ الشيخ كالثَّغامَهْ،||فايأَسْ من الصحَّة والسَّلامَهْ| والمُثاغَمةُ والمُفاغمة: مُلاثَمةُ الرجل امرأَته. والثَّغِمُ: الضارِي من الكِلاب. ثفأ[عدل] ثَفَأَ القِدْرَ: كَسَرَ غَلَيانَها. والثُّفَّاءُ على مثال القُرَّاء: الخَرْدل، ويقال الحُرْف، وهو فُعّال، واحدته ثُفَّاءَةٌ بلغة أَهل الغَوْر، وقيل بل هو الخَرْدَلُ المُعالَجُ بالصِّباغ، وقيل: الثُّفَّاء: حَبُّ الرَّشاد؛ قال ابن سيده: وهمزته تحتمل أَن تكون وضعاً وأن تكون مُبْدلة من ياءٍ أَو واو، إِلا أَنَّا عامَلْنا اللفظ إِذْ لم نجد له مادّة. وفي الحديث: أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ماذا في الأَمَرَّيْن مِن الشِّفاءِ الصَّبرِ والثُّفَّاءِ، هو مِن ذلك. الثُّفَّاءُ: الخَرْدَلُ، وقيل الحُرْفُ، ويسمِّيه أَهْلُ العِراق حَبَّ الرَّشادِ، والواحدةُ ثُفَّاءَة، وجعلَهُ مُرّاً للحُروفة التي فيه ولَذْعِه اللّسانَ. ثفا[عدل] ثَفَوْتُه: كنت معه على إِثره. وثَفاه يَثْفيه: تَبِعَه. وجاء يَثْفُوه أَي يَتْبَعه. قال أَبو زيد: تَأَثَّفَكَ الأَعداء أَي اتَّبعوك وأَلَحُّوا عليك ولم يزالوا بك يُغْرُونَك بي أَبو زيد: خامَرَ الرجلُ المكان إذا لم يَبْرَحْه، وكذلك تأَثَّفَه. ابن بري: يقال ثَفاه يَثْفُوه إذا جاء في إِثره؛ قال الراجر: |يُبادِرُ الآثارَ أَن يؤوبـا،||وحاجِبَ الجَوْنَة أَنْ يَغِيبا| |بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبـا،||كالذِّئْبِ يَثْفُو طَمَعاً قريبا| والأُثْفِيَّة: ما يوضع عليه القِدْر، تقديره أُفْعُولة، والجمع أَثافيُّ وأَثاثيُّ؛ الأَخيرة عن يعقوب، قال: والثاء بدل من الفاء، وقال في جمع الأَثافي: إِن شئت خففت؛ وشاهد التخفيف قول الراجز: |يا دارَ هِنْدٍ عَفَت إِلاَّ أَثافِـيهـا،||بينَ الطَّوِيِّ، فصاراتٍ، فَوادِيها| وقال آخر: |كأَنَّ، وقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ،||أَثافِيَها حَماماتٌ مُثُـولُ| وفي حديث جابر: والبُرْمَة بين الأَثافيِّ، وقد تخفف الياءُ في الجمع، وهي الحجارة التي تنصب وتجعل القدر عليها، والهمزة فيها زائدة. وثَفَّى القدر وأَثْفاها: جعلها على الأَثافي. وثَفَّيْتها: وضعتها على الأَثافي.وأَثَّفْت القِدْرَ أَي جعلت لها أَثافيَّ؛ ومنه قول الكميت: |وَما اسْتُنْزِلَتْ في غَيرِنا قِدْرُ جارِنا،||ولا ثُفِّيَتْ إِلا بنا، حينَ تُنْـصَـب| وقال آخر: وذاكَ صَنِيعٌ لم تُثَفَّ له قِدْرِي وقول حُطامٍ المجاشعي: لم يَبْقَ من آيٍ بها يُحَلَّيْنْ غَيرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَـيْنْ جاء به على الأَصل ضرورة ولولا ذلك لقال يُثْفَيْن؛ قال الأَزهري: أَراد يُثْفَيْنَ من أَثْفَى يُثْفِي، فلما اضطرَّه بناء الشعر رده إِلى الأَصل فقال يُؤَثْفَيْن، لأَنك إذا قلت أَفْعل يُفْعِل علمتَ أَنه كان في الأَصل يُؤَفْعِل؛ فحذفت الهمزة لثقلها كما حذفوا أَلف رأَيت من أَرى، وكان في الأَصل أَرْأَى، فكذلك من يَرَى وتَرَى ونَرَى، الأَصل فيها يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى، فإِذا جاز طرح همزتها، وهي أَصلية، كانت همزة يُؤَفْعِلُ أَولى بجواز الطرح لأَنها ليست من بناء الكلمة في الأَصل؛ ومثله قوله: كُرات غُلامٍ من كِساءٍ مُؤَرْنَبِ ووجه الكلام: مُرْنَب، فردّه إِلى الأَصل. ويقال: رجل مُؤَنْمَل إذا كان غليظ الأَنامل، وإِنما أَجمعوا على حذف همزة يُؤَفْعِل استثقالاً للهمزة لأَنها كالتقَيُّؤِ، ولأَن في ضمة الياء بياناً وفصلاً بين غابر فِعْل فَعَلَ وأَفْعَل، فالياء من غابر فعَل مفتوحة، وهي من غابر أَفْعل مضمومة، فأَمنوا اللبس واستحسنوا ترك الهمزة إِلا في ضرورة شعر أَو كلام نادر. ورماه الله بثالثة الأَثافِي: يعني الجبل لأَنه يجعل صخرتان إِلى جانبه وينصب عليه وعليهما القدر، فمعناه رماه الله بما لا يقوم له. الأَصمعي:من أَمثالهم في رَمْي الرجل صاحبه بالمعْضِلات: رماه الله بثالثة الأَثافي؛ قال أَبو عبيدة: ثالثة الأَثافي القطعة من الجبل يجعل إِلى جانبها اثنتان، فتكون القطعة متصلة بالجبل؛ قال خُفافْ بن نُدْبَة: |وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعاءَ مِـنِّـي،||إِذا حَضَرَت، كثالثةِ الأَثافي| وقال أَبو سعيد: معنى قولهم رماه الله بثالثة الأَثافي أَي رماه بالشرّ كُلّه فجعله أُثْفِية بعد أُثْفِية حتى إذا رُمي بالثالثة لم يترك منها غاية؛ والدليل على ذلك قول علقمة: |بل كلّ قوم، وإِن عزُّوا وإِن كَرُمُوا،||عَرِيفُهم بأَثافي الشـرّ مَـرْجـوم| أَلا تراه قد جمعها له? قال أَبو منصور: والأُثْفِيّة حجر مثل رأْس الإِنسان، وجمعها أَثافيُّ، بالتشديد، قال: ويجوز التخفيف، وتُنصب القدور عليها، وما كان من حديد ذي ثلاث قوائم فإِنه يسمى المِنْصَب، ولا يسمى أُثْفِيّة. ويقال: أَثْفَيْت القِدْر وثَفَّيتها إذا وضعتها على الأَثافي، والأُثْفِيّة: أُفْعُولة من ثَفَّيْت، كما يقال أُدْحِيّة لِمَبيض النعام من دَحَيْت. وقال الليث: الأُثْفِيّة فُعْلوية من أَثّفْت، قال: ومن جعلها كذلك قال أَثَّفْت القدر، فهي مُؤَثَّفة، وقال آثَفْت القدر فهي مُؤَثَفَة؛ قال النابغة: |لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له،||ولو تَأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفْـدِ| وقوله: ولو تأَثَّفَك الأَعْداء أَي ترافدوا حولك مُتضافرِين عليَّ وأَنت النارُ بينهم؛ قال أَبو منصور: وقول النابغة: ولو تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ قال: ليس عندي من الأُثْفِية في شيء، وإِنما هو من قولك أَثَفْت الرجل آثِفُه إذا تَبِعْته، والآثِفُ التابع. وقال النحويون: قِدْر مُثْفاة من أَثْفَيْت. والمُثَفَّاة المرأَة التي لزوجها امرأَتان سواها، شبهت بأَثافي القدر.وثُفِّيت المرأَة إذا كان لزوجها امرأَتان سواها وهي ثالثتهما، شبهن بأَثافي القدر؛ وقيل: المُثَفَّاة المرأَة التي يموت لها الأَزواج كثيراً، وكذلك الرجل المُثَفَّى، وقيل: المُثَفَّاة التي مات لها ثلاثة أَزواج.والمُثَفَّى: الذي مات له ثلاث نسوة. الجوهري: والمُثَفِّية التي مات لها ثلاثة أَزواج، والرجل مُثَفٍّ. والمُثَفَّاة: سمة كالأَثافي. وأُثَيْفِيَات: موضع، وقيل: أُثَيْفِيات أَحْبل صغار شبهت بأَثافي القدر؛ قال الرّاعي: |دَعَوْن قُلوبَنا بأُثَيْفِيَاتٍ،||فأَلْحَقْنا قَلائِصَ يَعْتَلِينا| وقولهم: بقيت من فلان أُثْفِيَة خَشْناء أَي بقي منهم عدد كثير. ثفج[عدل] ثَفَجَ الرجلُ ومَفَجَ: حَمُقَ؛ عن الهروي في الغريبين. ثفد[عدل] ابن الأَعرابي: الثَّفافِيدُ سحائبُ بيضٌ بعضها فوق بعض. والثَّفافِيدُ: بطائن كل شيء من الثياب وغيرها. وقد ثَفَّدَ درعه بالحديد أَي بَطَّنَهُ؛ قال أَبو العباس وغيره: تقول فَثافِيدُ. غيره: المَثافِدُ والمثافيدُ ضرب من الثياب؛ وقيل: هي أَشياء خفية توضع تحت الشيء؛ أَنشد ثعلب: |يُضِيُّ شَماريخَ قَدْ بُطِّنَـتْ||مَثافِيدَ بِيضاً، ورَيْطاً سِخانَا| وإِنما عنى هنا بطائن سحاب أَبيض تحت الأَعلى، واحدها مُثْفَدٌ فقط؛ قال ابن سيده: ولم نسمع مِثْفاداً فأَمَّا مثافيد، بالياء، فشاذ. ثفر[عدل] الثَّفَرُ، بالتحريك: ثَفَرُ الدابة. ابن سيده: الثَّفَرُ السَّيْرُ الذي في مؤَخر السَّرْج، وثَفَر البعير والحمار والدابة مُثَقَّلٌ؛ قال امرؤ القيس: |لا حِمْـيَرِيٌّ وفَـى ولا عَـدَسٌ،||ولا اسْتُ عَيْرٍ يَحُكُّها ثَفَرُهْ وأَثْفَرَ| الدابة: عَمِلَ لها تَفَراً أَو شدّها به. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر المستحاضة أَن تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ إذا غلبها سيلان الدم، وهو أن تَشُدَّ فرجها بخرقة عريضة أَو قطنة تحتشي بها وتُوثِقَ طرفيها في شيء تَشُدُّه على وسطها فتمنع سيلان الدم، وهو مأْخود من ثَفَرِ الدابة الذي يجعل تحت ذنبها؛ وفي نسخة: وتوثق طرفيها ثم تربط فوق ذلك رباطاً تشدّ طرفيه إِلى حَقَبٍ تَشُدُّه كما تشدّ الثَّفَرَ تحت ذَنَبِ الدابة؛ قال: ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الثَّفْرِ، أُريد به فرجها وإِن كان أَصله للسباع، وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: لا سَلَّم اللهُ على سَلاَمَهْ زِنْجِيَّةٍ، كَأَنَّها نَعامَهْ مُثْفَرَةٌ بِرِيشَتَيْ حَمامَهْ أَي كَأَنَّ أَسْكَتَيْها قد أُثْفِرتا بِرِيشَتَيْ حمامة. والمِثْفَارُ من الدواب: التي ترمي بسرجها إِلى مؤخرها. والاستثفار: أَن يدخل الإِنسان إِزاره بين فخذيه ملويّاً ثم يخرجه. والرجل يَسْتَثْفِرُ بإِزاره عند الصِّراع إذا هو لواه على فخذيه ثم أَخرجه بين فخذيه فشد طرفيه في حُجْزَتِه. واسْتَثْفَرَ الرجلُ بثوبه إذا ردَّ طرفه بين رجليه إِلى حجزته. واسْتَثْفَرَ الكلب إذا أَدخل ذنبه بين فخذيه حتى يُلْزِقَهُ ببطنه، وهو الاستثفار؛ قال النابغة: |تَعْدُو الذِّئابُ على مَنْ لا كِلابَ له،||وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِي| ومنه حديث ابن الزبير في صفة الجن: فإِذا نَحْنُ برجالٍ طِوالٍ كأَنهم الرِّماح مُسْتَثْفِرينَ ثيابهم، قال: هو أَن يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه. والثُّفْرُ والثَّفْرُ، بسكون الفاء أَيضاً، لجميع ضروب السباع ولكل ذاتِ مِخْلَبٍ كالحياءِ للناقة، وفي المحكم: كالحياء للشاة، وقيل: هو مسلك القضيب فيها، واستعاره الأَخطل فجعله للبقرة فقال: |جَزَى اللهُ فيها الأَعْوَرَيْنِ مَلامَةً،||وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِـمِ| المتضاجم: المائل؛ قال: إِنما هو شيء استعاره فأَدخله في غير موضعه كقولهم مشافر الحَبَشِ وإِنما المِشْفَرُ للإِبل؛ وفروة: اسم رجل، ونصب الثَّفْر على البدل منه، وهو لقبه، كقولهم عبدالله قفة وإِنما خفض المتضاجم، وهو من صفة الثَّفْرِ على الجوار، كقولك جحر ضب خرب؛ واستعاره الجعدي أَيضاً للبرذونة فقال: |بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَـفْـرَهـا،||وقد شَرِبَتْ من آخرِ الصَّيْفِ إِبَّلا| واستعاره آخر فجعله للنعجة فقال: |وما عَمْرُو إِلاَّ نَعْجَةٌ ساجِسِـيَّةٌ،||تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ، والثَّفْرُ وارِدُ| ساجسية: منسوبة، وهي غنم شامية حمر صغار الرؤوس؛ واستعاره آخر للمرأَة فقال: نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ في انْتِسابِ، بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّـبـابِ، جاءتْ بِنَا من ثَفْرِها المُنْجَابِ وقيل: الثُّفْر والثَّفْر للبقرة أَصل لا مستعار. ورجل مِثْفَرٌ ومِثْفار: ثناء قبيح ونَعْتُ سَوْء، وزاد في المحكم: وهو الذي يُؤْتى. ثفرق[عدل] الأَصمعي: الثُّفْرُوق قِمَع البُسْرة والتمرة؛ وأَنشد أَبو عبيد: قُراد كثُفْرُوقِ النَّواة ضَئيل وقال العَدَبّس: الثفروق هو ما يلزق به القِمع من التمرة. وقال الكسائي:الثَّفارِيقُ أَقماع البُسر. والثُّفروق: عِلاقة ما بين النواة والقمع.وروي عن مجاهد أَنه قال في قوله تعالى: وآتُوا حقَّه يوم حَصاده، قال:يُلْقى لهم من الثَّفاريق والتمر. ابن شميل: العُنقود إذا أُكل ما عليه فهو ثُفروق وعُمْشُوش؛ وأَراد مجاهد بالثفاريق العناقيد يُخْرط ما عليها فتبقى عليها التمرة والتمرتان والثلاث يُخْطِئها المِخْلب فتُلقى للمساكين. الليث: الثُّفْرُوق غِلاف ما بين النَّواة والقِمَع. وفي حديث مجاهد:إذا حضر المساكينُ عند الجَداد أُلقي لهم من الثَّفاريق والتمر؛ الأَصل في الثفاريق الأَقْماع التي تَلْزَق بالبُسر، واحدتها ثُفروق ولم يردها ههنا، وإِنما كنى بها عن شيء من البُسر يُعْطَوْنه؛ قال القتيبي: كأن الثُّفروق على معنى هذا الحديث شُعبة من شمراخ العِذْق. ابن سيده: الذُّفْروق لغة في الثُّفْروق. ثفل[عدل] ثُفْل كلِّ شيء وثافِلُه: ما استقرَّ تحته من كَدَره. الليث: الثُّفْل ما رَسَب خُثَارته وعَلا صَفْوُه من الأَشياءِ كلها، وثُفْلُ الدواء ونحوِه. والثُّفْل: ما سَفَل من كلِّ شيء. والثافل: الرَّجِيع، وقيل: هو كناية عنه. والثُّفْل: الحَبُّ. ووجدت بني فلان متثافلين أَي يأْكلون الحَبَّ وذلك أَشدُّ ما يكون من الشَّظَف؛ وفي الصحاح: وذلك إذا لم يكن لهم لَبَن. قال أَبو منصور: وأَهل البَدْوِ إذا أَصابوا من اللبن ما يكفيهم لقُوتهم فهم مُخْصِبون، لا يختارون عليه غِذاء من تمر أَو زبيب أَو حَبٍّ، فإِذا أَعْوَزَهم اللبنُ وأَصابوا من الحب والتمر ما يَتَبَلَّغون به فهم مُثافلون، ويسمُّون كل ما يؤكل من لحم أَو خبز أَو تمر ثُفْلاً. ويقال: بَنُو فلان مُثَافلون، وذلك أَشَدُّ ما يكون حالُ البدوي. أَبو عبيد وغيره: الثِّفال، بالكسر، الجِلْد الذي يُبْسط تحت رَحَى اليد لِيَقي الطَّحِين من التراب، وفي الصحاح: جِلْدٌ يبسط فتوضع فوقه الرَّحَى فيُطْحَن باليد ليسقط عليه الدقيق؛ ومنه قول زهير يصف الحرب: |فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِها||وتَلْقَحْ كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فتُـتْـئِمِ| قال: وربما سمي الحَجَر الأَسفل بذلك. وفي حديث علي: وتَدُقُّهم الفِتَن دَقَّ الرَّحَى بثِفالها، هو من ذلك، والمعنى أَنها تَدُقُّهم دَقَّ الرَّحَى للحَبِّ إذا كانت مُثْفَّلة ولا تُثَفَّل إِلاَّ عند الطَّحن. وفي حديثه الآخر: اسْتَحارَ مَدَارُها واضطرب ثِفَالها. وفي حديث غزوة الحديبية: من كان معه ثُفْل فَلْيَصْطَنِع؛ أَراد بالثُّفْل الدقيقَ والسويق ونحوهما، والاصطناع: اتخاذ الصَّنِيع، أَراد فليَطْبُخ وليختبز؛ ومنه كلام الشافعي، رضي الله عنه، قال: وبيَّن في سنَّته، صلى الله عليه وسلم، أَن زكاة الفطر من الثُّفْل مما يَقْتات الرجلُ، ومما فيه الزكاة، وإِنما سُمِّي ثُفْلاً لأَنه من الأَقوات التي يكون لها ثُفْل بخلاف المائعات؛ ومنه الحديث: أَنه كان يحب الثُّفْل؛ قيل: هو الثريد؛ وأَنشد: |يحلف بالله، وإِن لم يُسْأَل||ما ذاق ثُفْلاً منذُ عام أَول| ابن سيده: الثُّفْل والثِّفَال ما وقيت به الرحى من الأَرض، وقد ثَفَّلَها، فإِن وُقيَ الثِّفَالُ من الأَرض بشيء آخر فذلك الوِفَاض، وقد وَفَّضها. وبعير ثَفَال: بَطِيء، بالفتح. وفي حديث حذيفة: أَنه ذكر فتنة فقال: تكون فيها مثل الجَمَل الثَّفَال وإِذا أُكْرِهْت فتباطأْ عنها؛ الثَّفَال: البطيء الثقيل الذي لا يَنْبعث إِلاَّ كَرْهاً، أَي لا تتحرك فيها؛ قال ابن بري: وكذلك الثافل؛ قال مدرك: |جَرُورُ القِيَادِ ثـافِـلٌ لا يَرُوعُـه||صِيَاحُ المُنَادِي، واحْتِثاثُ المُرَاهِن| وفي حديث جابر: كنت على جمل ثَفَال. والثَّفْلُ: نَثْرُك الشيء كله بمرَّة. والثِّفالة: الإِبريق. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه: أَنه أَكل الدَّجْر وهو اللُّوبِياء ثم غَسَل يديه بالثِّفَالة، وهو في التهذيب الثِّفال، قال ابن الأَعرابي: الثِّفال الإِبريق؛ وذكره ابن الأَثير في النهاية بالكسر والفتح: الثِّفال الإِبريق. أَبو تراب عن بعض بني سليم: في الغِرَارة ثُفْلة من تمر وثُمْلة من تمر أَي بَقِيَّةٌ منه. ثفن[عدل] الثَّفِنةُ من البعير والناقة: الرُّكْبة وما مَسَّ الأَرضَ من كِرْكِرتِه وسَعْداناتِه وأُصول أَفخاذه، وفي الصحاح: هو ما يقع على الأَرض من أَعضائه إذا استناخ وغلُظ كالرُّكْبَتين وغيرهما، وقيل: هو كل ما وَلِيَ الأَرض من كل ذي أَربعٍ إذا بَرَك أَو رَبَض، والجمع ثَفِنٌ وثَفِناتٌ، والكِرْكِرةُ إحدى الثَّفِنات وهي خَمْسٌ بها؛ قال العجاج: |خَوَى على مُسْتَوياتٍ خَمْسِ:||كِرْكِرةٍ وثَفِنـاتٍ مُـلْـسِ| قال ذو الرمة فجعل الكِرْكِرة من الثَّفِنات: |كأَنَّ مُخَوَّاها، على ثَفِـنـاتِـهـا،||مُعَرَّسُ خَمْسٍ من قَطاً مُتجـاوِر.| |وقَعْنَ اثنتَينِ واثـنـتَـينِ وفَـرْدةً،||جرائداً هي الوسطى لتغليس حائر| قال الشاعر يصف ناقة: |ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا بَرَكَت،||خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُـحْـزَئِلاّت| وقال عمر بن أَبي ربيعة يصف أَربعَ رَواحِلَ وبُروكَها: |على قلَوصَينِ مِن رِكابِهـم،||وعَنْتَرِيسَين فيهما شَـجَـعُ| |كأَنَّما غادَرَتْ كَلاكِـلُـهـا،||والثَّفِناتُ الخِفافُ، إذ وَقَعُوا| |مَوْقِعَ عشرينَ من قَطاً زُمَرٍ،||وَقعْنَ خمساً خمسا معاً شِبَعُ.| قال ابن السكيت: الثَّفينةُ مَوْصِل الفخذ في الساق من باطِنٍ ومَوْصل الوَظيف في الذراع، فشبَّه آبارَ كراكِرها وثَفِناتها بمَجاثِم القَطا، وإنما أَراد خِفَّةَ بُروكِهن. وثَفَنَتْه الناقةُ تَثْفِنُه، بالكسر، ثَفْناً: ضربَتْه بثَفِناتها، قال: وليس الثَّفِناتُ مما يخُصُّ البعير دون غيره من الحيوان، وإنما الثَّفِناتُ من كل ذي أَربع ما يُصيب الأَرضَ منه إذا بَرك، ويحصل فيه غِلظٌ من أَثر البُروك، فالرُّكبتان من الثَّفِنات، وكذلك المِرْفَقان وكِركرة البعير أيضاً، وإنما سميت ثفِنات لأَنها تَغْلُظُ في الأَغلب من مباشرة الأَرض وقتَ البُروك، ومنه ثَفِنتْ يدُه إذا غَلُظت من العمل. وفي حديث أنَس: أَنه كان عند ثَفِنة ناقةِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عامَ حَجَّة الوداع. وفي حديث ابن عباس في ذكر الخوارج وأَيديهم: كأَنها ثَفِنُ الإِبل؛ هو جمع ثَفِنة. والثَّفِنةُ من الإبل: التي تَضْرِب بثَفِناتها عند الحلب، وهي أَيسر أَمراً من الضَّجُور. والثَّفِنةُ: رُكْبةُ الإنسان، وقيل لعبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج ذو الثَّفِنات لكثرة صلاتِه، ولأَنَّ طولَ السجود كان أَثَّرَ في ثَفِناته. وفي حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: رأَى رجُلاً بين عينَيْه مثْل ثَفِنة البعير، فقال: لو لم تكن هذه كان خيراً؛ يعني كان على جَبْهته أَثر السجود، وإنما كرِهها خوفاً من الرياء بها، وقيل: الثَّفِنةُ مُجْتَمع الساق والفخذ، وقيل: الثَّفِناتُ من الإبل ما تقدم، ومن الخيل مَوْصِل الفخذ في الساقين من باطنِها؛ وقول أُميَّة بن أَبي عائذ: |فذلك يومٌ لَنْ تُـرى أُمُّ نـافِـعٍ||على مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدة قَنْدَل| قال: يجوز أَن يكون أَراد بمُثْفَن عظيمَ الثَّفِنات أَو الشديدَها، يعني حماراً، فاستَعار له الثَّفِنات، وإنما هي للبعير. وثَفِنَتا الجُلَّة: حافَتا أَسفلِها من التمر؛ عن أَبي حنيفة. وثُفْنُ المَزادة: جوانبُها المخروزة. وثَفَنَه ثَفْناً: دفعَه وضربَه. وثَفِنَت يدُه، بالكسر، تَثْفَنُ ثَفَناً: غَلُظت من العمل، وأَثْفَنَ العملُ يدَه. والثَّفِنةُ: العددُ والجماعةُ من الناس. قال ابن الأَعرابي في حديث له: إن في الحِرْمازِ اليومَ الثَّفِنةَ أُثْفِيَة من أَثافي الناس صُلْبة؛ ابن الأَعرابي: الثفن الثقل، وقال غيره: الثَّفْنُ الدَّفْعُ. وقد ثَفَنَه ثَفْناً إذا دفعه. وفي حديث بعضهم: فحمَل على الكَتيبةِ فجعل يَثْفِنُها أَي يَطْردُها؛ قال الهروي: ويجوز أَن يكون يَفُنُّها، والفَنُّ الطَّرْدُ. وثافَنْتُ الرجلَ مُثافنةً أَي صاحَبْتُه لا يخفى عليّ شيءٌ من أَمره، وذلك أَن تَصْحَبه حتى تَعْلَمَ أَمرَه. وثَفَنَ الشيءَ يَثْفِنُه ثَفْناً: لَزِمَه. ورجل مِثْفَنٌ لِخَصْمِه: مُلازِمٌ له؛ قال رؤبة في معناه: أَلَيْسَ مَلْوِيّ المَلاوَى مِثْفَن. وثافَنَ الرجلَ إذا باطَنَه ولَزِمَه حتى يَعْرِفَ دَخْلَته. والمُثافِنُ: المواظِب. ويقال: ثافَنْتُ فلاناً إذا حابَبْتَه تُحادِثُه وتُلازِمُه وتُكَلِّمُه. قال أَبو عبيد: المُثافِنُ والمُثابِر والمُواظِب واحدٌ. وثافَنْت فلاناً: جالسْته، ويقال: اشْتِقاقُه من الأَوَّل كأَنك أَلْصَقْتَ ثَفِنَةَ رُكْبَتِك بثَفِنةِ ركْبَتِهِ، ويقال أَيضاً ثافَنْتُ الرجلَ على الشيء إذا أَعَنْتَه عليه. وجاء يَثْفِنُ أَي يَطْرُد شيئاً من خَلْفِه قد كاد يَلْحقُه. ومَرَّ يَثْفِنُهم ويَثْفُنُهم ثَفْناً أَي يَتْبَعُهم. ثقب[عدل] الليث الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً. والثَّقْبُ: اسم لما نفَذ. الجوهري: الثَّقْبُ، بالفتح، واحد الثُّقُوبِ. غيره: الثَّقْبُ: الخَرْقُ النافِذُ، بالفتح، والجمع أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ. والثُقْبُ، بالضم: جمع ثُقْبةٍ. ويُجمع أَيضاً عَلى ثُقَبٍ. وقد ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه. قال العجاج: بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ. والمِثْقَبُ: الآلةُ التي يُثْقَبُ بها. ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، واحدها مَثْقُوبٌ والمُثَقِّبُ، بكسر القاف: لقب شاعر من عبد القَيْسِ معروف، سُمي به لقوله: |ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً،||وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ| واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدي. والوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، وهو ثَقْبٌ في السِّتْر وغيره على مِقْدار العَيْن، يُنْظَر منه. وثَقَّبَ عُودَ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإذا اسْوَدَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ؛ فإذا زاد قليلاً قيل: قد أَدْبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فإذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إذا ثَقَّبَه الحَلَمُ. والثُّقُوب: مصدر النارِ الثاقبةِ. والكَوْكَبُ الثاقِبُ: المُضِيءُ. وتَثْقِيبُ النار: تَذْكِيَتُها. وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً: اتَّقَدَتْ. وثَقَّبَها هو وأَثْقَبها وتَثَقَّبها. أَبو زيد: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إثْقاباً، وثَقَّبْتُ بها تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بها تَمْسِيكاً، وذلك إذا فَحَصْت لها في الأَرض ثم جَعَلْت عليها بَعَراً وضِراماً، ثم دَفَنْتَها في التراب. ويقال: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حين تَقْدَحُها. والثِّقابُ والثَّقُوب: ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان. ويقال: هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به. ويقال: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ. وأَثْقَبْتُها أَنا إثقاباً. وزَنْدٌ ثاقِبٌ: وهو الذي إذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه. وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي مُضِيءٌ. وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء. وفي التنزيل العزيز: وما أَدراكَ ما الطَّارِقُ النجمُ الثاقِبُ. قال الفرَّاء: الثاقِبُ المُضِيءُ؛ وقيل: النجم الثاقِبُ زُحَلُ. والثاقِبُ أَيضاً: الذي ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر إذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ، وكلُّ ذلك قد جاءَ في التفسير. والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد. وفي حديث الصّدّيق، رضي اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم. والثَّاقِبُ: المُضِيءُ، ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس، رضي اللّه عنهما: إنْ كان لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه. والمِثْقَبُ. بكسر الميم: العالِمُ الفَطِنُ. وثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ. وأَنشد أَبو حنيفة: |بِريحِ خُزامَى طَلَّةِ مِنِ ثِيابِـهـا،||ومَنْ أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ، ثاقِبْ| الليث: حَسَبٌ ثاقِبٌ إذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه. الأَصمعي: حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَيِّر مُتَوَقِّدٌ، وعِلمٌ ثاقبٌ، منه. أَبو زيد: الثَّقِيبُ من الإبل الغَزِيرةُ اللبنِ. وثَقبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، وهي ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبنُها، على فاعل. ويقال: إْنها لثَقِيبٌ مِن الإبل، وهي التي تُحالِبُ غِزارَ الإبل، فَتَغْزُرُهنَّ. وثَقَبَ رأْيُه ثُقُوباً: نَفَذَ. وقولُ أَبي حَيّةَ النُّمَيْري: |ونَشَّرْتُ آياتٍ عَلَيْهِ، ولَمْ أَقُلْ||مَنَ العِلْمِ، إلاّ بالّذِي أَنا ثاقِبُهْ| أراد ثاقِبٌ فيه فحَذَف، أَو جاءَ به على: يا سارِقَ الليلةِ. ورجل مِثْقَبٌ: نافِذُ الرَّأْي، وأُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ في الأَمُور. وثَقَّبَه الشَّيْبُ وثَقَّبَ فيه، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: ظَهَرَ عليه، وقيل: هو أَوَّلُ ما يَظْهَرُ. والثَّقِيبُ والثَّقِيبةُ: الشَّدِيدُ الحُمْرة من الرِّجال والنساء، والمصدر الثَّقابةُ. وقد ثَقَبَ يَثْقُبُ. والمِثْقَبُ: طريق في حَرّةٍ وغَلْظٍ، وكان فيما مَضى طَريقٌ بين اليَمامةِ والكُّوفة يُسمَّى مِثْقَباً:وثُقَيْبٌ: طَرِيقٌ بِعَيْنِه، وقيل هو ماء، قال الراعي: |أَجَدَّتْ مَراغاً كاالمُلاءِ وأَرْزَمَتْ||بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ، حَيْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ| ثقر[عدل] التَّثَقُّر: التَّرَدُّدُ والجزَع؛ وأَنشد: |إِذا بُلِيتَ بِقِـرْنٍ،||فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ| ثقف[عدل] ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً: حَذَقَه. ورجل ثَقْفٌ وثَقِفٌ وثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِم، وأَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ. وقال أَبو زيادٍ: رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ. اللحياني: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة. ابن السكيت: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما يَحْوِيه قائماً به. ويقال: ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم. ابن دريد: ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه، وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به. قال اللّه تعالى: فإِمَّا تَثْقَفَنَّهم في الحرب. وثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أي صار حاذِقاً خفيفاً مثل ضَخُم، فهو ضَخْمٌ، ومنه المُثاقَفةُ. وثَقِفَ أَيضاً ثَقَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً أَي صار حاذِقاً فَطِناً، فهو ثَقِفٌ وثَقُفٌ مثل حَذِرٍ وحَذُرٍ ونَدِسٍ ونَدُسٍ؛ ففي حديث الهِجْرةِ: وهو غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذو فِطْنةٍ وذَكاء، والمراد أَنه ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه. وفي حديث أُم حَكِيم بنت عبد المطلب: إني حَصانٌ فما أُكَلَّم، وثَقافٌ فما أُعَلَّم. وثَقُفَ الخَلُّ ثَقافةً وثَقِفَ، فهو ثَقِيفٌ وثِقِّيفٌ، بالتشديد، الأَخيرة على النسب: حَذَقَ وحَمُضَ جِدّاً مثل بَصَلٍ حِرِّيفِ، قال: وليس بحَسَنٍ. وثَقِف الرجلَ: ظَفِرَ به. وثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَي صادَفْتُه؛ وقال: |فإمّا تَثْقَفُوني فاقْـتُـلُـونـي||فإن أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي| وثَقِفْنا فلاناً في موضع كذا أَي أَخَذْناه، ومصدره الثِّقْفُ. وفي التنزيل العزيز: {واقْتُلوهم حيثُ ثَقِفْتُموهم}. والثَّقاف والثِّقافةُ: العمل بالسيف؛ قال: |وكأَنَّ لَمْـعَ بُـرُوقِـهـا||في الجَوِّ، أَسْيافُ المُثاقِفْ| وفي الحديث: إذا مَلَكَ اثْنا عَشَرَ من بني عمرو ابن كعب كان الثَّقَف والثِّقافُ إلى أَن تقوم الساعة، يعني الخِصامَ والجِلادَ. والثِّقافُ: حديدة تكون مع القَوَّاسِ والرَّمّاحِ يُقَوِّمُ بها الشيءَ المُعْوَجَّ. وقال أَبو حنيفة: الثِّقافُ خشبة قَوية قدر الذِّراع في طرَفها خَرق يتسع للقَوْسِ وتُدْخَلُ فيه على شُحُوبتها ويُغْمَزُ منها حيث يُبْتَغَى أَن يُغْمَزَ حتى تصير إلى ما يراد منها، ولا يُفعل ذلك بالقِسِيّ ولا بالرماح إلا مَد هُونةً ممْلُولةً أَو مَضْهوبةً على النار مُلوّحة، والعَدَدُ أَثْقِفةٌ، والجمع ثُقُفٌ، والثِّقافُ: ما تُسَوَّى به الرِّماحُ؛ ومنه قول عمرو: |إذا عَضَّ الثِّقافُ با اشْمَأَزَّتْ||تَشُجُّ قَفا المُثَقِّفِ والجَبِينـا| وتَثْقِيفُها: تَسْوِيَتُها. وفي المثل: دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ؛ قال: الثِّقاف خشبة تسوَّى بها الرماح. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي اللّه عنهما: وأَقامَ أَوَدَه بِثِقافِه؛ الثِّقافُ ما تُقَوَّمُ به الرِّماحُ، تريد أَنه سَوَّى عَوَج المسلمين. وثَقِيفٌ: حَيٌّ من قَيْس، وقيل أَبو حَيٍّ من هَوازِنَ، واسمه قَسِيٌّ، قال: وقد يكون ثقيف اسماً للقبيلة، والأَول أَكثر. قال سيبويه: أَما قولهم هذه ثَقِيف فعلى إرادة الجماعة، وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه، وهو مما لا يقال فيه من بني فلان، وكذلك كل ما لا يقال من بني فلان التذكير فيه أَغلب كما ذكر في مَعَدّ وقُرَيْشٍ، قال سيبويه: النَّسَبُ إلى ثَقِيف ثَقَفِيٌّ على غير قياس. ثقق[عدل] الثقْثَقةُ: الإسْراع، وقد حكيت بتاءين، وقد تقدّمت. ثقل[عدل] الثِّقَل: نقيض الخِفَّة. والثِّقَل: مصدر الثَّقِيل، تقول: ثَقُل الشيءُ ثِقَلاً وثَقَالة، فهو ثَقِيل، والجمع ثِقالٌ. والثِّقَل: رجحان الثَّقِيل. والثِّقْل: الحِمْل الثَّقِيل، والجمع أَثْقال مثل حِمْل وأَحمال. وقوله تعالى: وأَخرجت الأَرض أَثقالها؛ أَثْقَالُها: كنوزُها ومَوْتَاها؛ قال الفراء: لَفَظَتْ ملاا فيها من ذهب أَو فضة أَو ميت، وقيل: معناه أَخرجت موتاها، قالوا: أَثقالُها أَجسادُ بني آدم، وقيل: معناه ما فيها من كنوز الذهب والفضة، قال: وخروج الموتى بعد ذلك، ومن أَشراط الساعة أَن تَقِيءَ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدها وهي الكنوز؛ وقول الخَنْساء: |أَبْعَدَ ابنِ عَمْرو من آل الشّري||دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَهـا?| إِنما أَرادت حَلَّت به الأَرض موتاها أَي زَيَّنَتْهم بهذا الرجل الشريف الذي لا مِثْل له من الحِلْية. وكانت العرب تقول: الفارس الجَواد ثِقْل على الأَرض، فإِذا قتل أَو مات سقط به عنها ثِقْل، وأَنشد بيت الخنساء، أَي لما كان شجاعاً سقط بموته عنها ثِقْل. والثِّقْل: الذَّنْب، والجمع كالجمع. وفي التنزيل: {وليَحْمِلُنَّ أَثقالهم وأَثقالاً مع أَثقالهم}؛ وهو مثل ذلك يعني أَوزارهم وأَوزار من أَضلوا وهي الآثام. وقوله تعالى: {وإِن تَدْعُ مُثْقَلة إِلى حِمْلها لا يُحْملْ منه شيء ولو كان ذا قربى}؛ يقول: إِن دَعَت نفس داعيةٌ أَثْقَلَتها ذُنُوبُها إِلى حِمْلها أَي إِلى ذنوبها ليحمل عنها شيئاً من الذنوب لم تجد ذلك، وإِن كان المدعوُّ ذا قُرْبى منها. وقوله عز وجل: {ثَقُلت في السموات والأَرض}؛ قيل: المعنى ثَقْل عِلْمُها على أَهل السموات والأَرض؛ وقال أَبو علي: ثَقُلت في السموات والأَرض خَفِيَتْ، والشيءُ إذا خَفِي عليك ثَقُل. والتثقيل: ضد التخفيف، وقد أَثقله الحِمْل. وثَقَّل الشيءَ: جعله ثقيلاً، وأَثقله: حمَّله ثَقِيلاً. وفي التنزيل العزيز: {فهم من مَغْرَم مُثْقَلون}. واستثقله: رآه ثَقِيلاً. وأَثْقَلَت المرأَةُ، فهي مُثْقِل: ثَقُل حَمْلها في بطنها، وفي المحكم: ثَقُلَت واستبان حَمْلها. وفي التنزيل العزيز: {فلما أَثْقَلَت دَعَوَا اللهَ ربَّهُما}؛ أَي صارت ذاتَ ثِقْل كما تقول أَتْمَرْنا أَي صرنا ذوي تَمْر. وامرأَة مُثْقِل، بغير هاء: ثَقُلَت من حَمْلها. وقوله عز وجل: {إِنا سنلقي عليك قولاً ثَقِيلاً}؛ يعني الوحي الذي أَنزله الله عليه، صلى الله عليه وسلم، جَعَله ثَقِيلاً من جهة عِظَم قدره وجَلاله خَطَره، وأَنه ليس بسَفْساف الكلام الذي يُسْتَخَفُّ به، فكل شيء نفيس وعِلْقٍ خَطيرٍ فهو ثَقَل وثَقِيل وثاقل، وليس معنى قوله قولاً ثَقِيلاً بمعنى الثَّقيل الذي يستثقله الناس فيتَبرَّمون به؛ وجاء في التفسير: أَنه ثِقَلُ العمل به لأَن الحرام والحلال والصلاة والصيام وجميع ما أَمر الله به أَن يُعْمَل لا يؤديه أَحد إِلا بتكلف يَثْقُل؛ ابن سيده: قيل معنى الثَّقيل ما يفترض عليه فيه من العمل لأَنه ثَقِيل، وقيل: إِنما كنى به عن رَصانة القول وجَوْدته؛ قال الزجاج: يجوز على مذهب أَهل اللغة أَن يكون معناه أَنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما يقال: هذا الكلام رَصين، وهذا قول له وزن إذا كنت تستجيده وتعلم أَنه قد وقع موقع الحكمة والبيان؛ وقوله: لا خَيْرَ فيه غير أَن لا يَهْتَدِي، وأَنه ذو صَوْلةٍ في المِـذْوَدِ، وأَنه غَيْرُ ثَقـيل فـي الـيَدِ إِنما يريد أَنك إذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يَدِك منه خير فيَثْقُلَ في يَدِك. ومِثْقال الشيء: ما آذَنَ وزْنَه فثَقُل ثِقَلَه. وفي التنزيل العزيز: {يا بُني إِنها إِن تك مِثْقالُ حَبَّة من خَرْدل}، برفع مِثْقال مع علامة التأْنيث في تك، لأَن مِثْقال حبة راجع إِلى معنى الحبة فكأَنه قال إِن تك حَبَّةٌ من خردل. التهذيب: المِثْقال وَزْن معلوم قَدْرُه،ويجوز نصبُ المثقال ورفعُه، فمن رَفَعه رفعه بتَكُ ومن نصب جعل في تك اسماً مضمراً مجهولاً مثل الهاء في قوله عز وجل: إِنها إِن تك، قال: وجاز تأْنيث تَكُ والمِثْقال ذَكَرٌ لأَنه مضاف إِلى الحبة، والمعنى للحبة فذهب التأْنيث إِليها كما قال الأَعشى: كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناة من الدَّم ويقال: أَعطه ثِقْله أَي وَزْنَه. ابن الأَثير: وفي الحديث لا يَدْخُل النارَ مَنْ في قلبه مِثْقالُ ذَرَّة من إِيمان؛ المِثْقال في الأَصل: مقدار من الوزن أَيَّ شيءٍ كان من قليل أَو كثير، فمعنى مِثْقال ذرَّة وزن ذرّة، والناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة وليس كذلك؛ قال محمد بن المكرم: قول ابن الأَثير الناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة قول فيه تجوُّز، فإِنه إِن كان عَنَى شخص الدينار فالشخص منه قد يكون مِثْقالاً وأَكثر وأَقل، وإِن كان عَنى المِثْقالَ الوَزْنَ المعلوم، فالناس يطلقون ذلك على الذهب وعلى العنبر وعلى المسك وعلى الجوهر وعلى أَشياء كثيرة قد صار وزنها بالمثاقيل معهوداً كالتِّرياق والرَّاوَنْد وغير ذلك. وزِنة المِثْقالِ هذا المُتعامَلِ به الآن: دِرْهَمٌ واحد وثلاثة أَسباع درهم على التحرير، يُوزَن به ما اختير وَزْنه به، وهو بالنسبة إِلى رِطْل مصر الذي يوزن به عُشْرُ عُشْرِ رطل. وقال ابن سيده في معنى قوله إِنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أَو في السموات أَو في الأَرض يأْت بها الله، قال: المعنى أَن فَعْله الإِنسان، وإِن صَغُرت، فهي في علم الله تعالى يأْتي بها. والمِثْقال: واحد مثاقيل الذهب. قال الأَصمعي: دينار ثاقل إذا كان لا ينقص، ودنانير ثَواقل؛ ومِثقال الشيء: مِيزانُه من مثله. وقولهم: أَلْقى عليه مَثاقيله أَي مؤنته وثِقْله؛ حكاه أَبو نصر؛ قلت: وكذلك قول أَبي نصر واحد مثاقيل الذهب كان الأَولى أَن يقول واحد مثاقيل الذهب وغيره، وإِلا فلا وجه للتخصيص. والمُثَقَّلة: رُخامة يُثَقَّل بها البساط. وامرأَة ثَقال: مِكْفال، وثَقَال: رَزان ذات مآكِمَ وكَفَلٍ على التفرقة، فرقوا بين ما يُحْمل وبين ما ثَقُل في مجلسه فلم يَخِفَّ، وكذلك الرجل، ويقال: فيه ثِقَل، وهو ثاقل؛ قال كثيِّر عزة: |وفيك، ابْنَ لَيْلى، عِزَّةٌ وبَسـالة||وغَرْبٌ ومَوْزونٌ من الحِلْمِ ثاقل| وقد يكون هذا على النسب أَي ذو ثِقَل. وبَعِيرٌ ثَقَالٌ؛ بَطِيءٌ؛ وبه فسر أَبو حنيفة قول لبيد: |فبات السَّيْلُ يَحْفِرُ جانبيه||من البَقَّار، كالعَمِد الثَّقَال| وثَقَل الشيءَ يَثْقُله بيده ثَقْلاً: رَازَ ثِقَلَه. وثَقَلْت الشاةَ أَيضاً أَثْقُلُها ثَقْلاً: رَزَنْتها، وذلك إذا رَفَعْتها لتنظر ما ثِقَلُها من خفَّتها. وتَثاقل عنه: ثَقُل. وفي التنزيل العزيز اثَّاقَلْتم إِلى الأَرض؛ وعَدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى مِلْتُم. وحكى النضر بن شميل: ثَقَل إِلى الأَرض أَخْلدَ إِليها واطْمَأَنَّ فيها، فإِذا صح ذلك تَعَدَّى اثَّاقَلْتم في قوله عز وجل اثَّاقَلْتم إِلى الأَرض بإِلى، بغير تأْويل يخرجه عن بابه. وتَثاقل القومُ: اسْتُنْهِضوا لنَجْدة فلم يَنْهَضوا إِليها. والتَّثاقُل: التَّباطُؤُ من التَّحامُل في الوطء، يقال: لأَطَأَنَّه وَطْءَ المُتَثاقل. والثَّقَل، بالتحريك: المَتاع والحَشَمُ، والجمع أَثقال؛ وفي التهذيب: الثَّقَل متاعُ المسافر وحَشَمُه؛ وأَنشد ابن بري: لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وفي حديث ابن عباس: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الثَّقَل من جَمْعٍ بِلَيْل. وفي حديث السائب بن زيد: حُجَّ به في ثَقَل رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وثَقِلة القوم، بكسر القاف: أَثقالُهم. وارتحل القوم بثَقَلَتهم وثَقْلَتهم وثِقْلَتهم أَي بأَمتعتهم وبأَثقالهم كلها. الكسائي: الثَّقِلة أَثقال القوم، بكسر القاف وفتح الثاء، وقد يخفف فيقال الثَّقْلة. والثَّقْلة أَيضاً: ما وَجَد الرجلُ في جوفه من ثِقَل الطعام. ووَجَد في جسده ثَقَلة أَي ثِقَلاً وفُتُوراً. وثَقُل الرجلِ ثِقَلاً فهو ثَقِيل وثاقل: اشتدَّ مَرَضُه. يقال: أَصبح فلان ثاقلاً أَي أَثقله المَرَض؛ قال لبيد: |رأَيت التُّقَى والحَمْدَ خَيْرَ تِجارةٍ||رَباحاً، إذا ما المَرْءُ أَصْبَح ثاقلاً| أَي ثَقِيلاً من المَرَض قد أَدْنَفَه وأَشْرَف على الموت، ويروى ناقلاً أَي منقولاً من الدنيا إِلى الأُخرى؛ وقد أَثقله المرض والنوم. والثَّقْلة: نَعْسة غالبة. والمُثْقَل: الذي قد أَثقله المرضُ. والمُستَثْقَل: الثَّقِيل من الناس. والمُسْتَثْقَل: الذي أَثقله النوم وهي الثَّقْلة. وثَقُل العَرْفَج والثُّمام والضَّعَةُ: أَدْبى وتَرَوَّتْ عِيدانُه. وثَقُلَ سَمْعُه: ذهب بعضُه، فإِن لم يبق منه شيءٌ قيل وُقِر.والثَّقَلانِ: الجِنُّ والإِنْسُ. وفي التنزيل العزيز: سنَفْرُغ لكم أَيها الثَّقَلان؛ وقال لكم لأَن الثَّقَلين وإِن كان بلفظ التثنية فمعناه الجمع؛ وقول ذي الرمة: |ومَيَّةُ أَحسنُ الثَّقَلين وَجْهاً||وسالفةً، وأَحْسَنُه قَـذَالا| فمن رواه أَحسنه بإِفراد الضمير فإِنه أَفرده مع قدرته على جمعه لأَن هذا موضع يَكْثُر فيه الواحد، كقولك مَيَّة أَحسن إِنسان وجهاً وأَجمله، ومثله قولهم: هو أَحسن الفِتْيان وأَجمله لأَن هذا موضع يكثر فيه الواحد كما قلنا، فكأَنك قلت هو أَحسن فَتىً في الناس وأَجمله، ولولا ذلك لقلت وأَجملهم حَمْلاً على الفِتْيان. التهذيب: وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال في آخر عمره: إِني تارك فيكم الثَّقَلين: كتاب الله وعتْرَتي، فجعلها كتاب الله عز وجل وعِتْرَته، وقد تقدم ذكر العِتْرة. وقال ثعلب: سُمِّيا ثَقَلَين لأَن الأَخذ بهما ثَقِيل والعمل بهما ثَقِيل، قال: وأَصل الثَّقَل أَن العرب تقول لكل شيءٍ نَفيس خَطِير مَصون ثَقَل، فسمَّاهما ثَقَلين إِعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأْنهما، وأَصله في بَيْضِ النَّعام المَصُون؛ وقال ثعلبة بن صُعَير المازِني يذكر الظَّليم والنَّعانة: |فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً، بَعْدَمـا||أَلْقَتْ ذُكاءٌ يَمينَها في كافِر| ويقال للسَّيِّد العَزيز ثَقَلٌ من هذا، وسَمَّى الله تعالى الجن والإِنس الثَّقَلَين، سُمِّيا ثَقَلَين لتفضيل الله تعالى إِياهما على سائر الحيوان المخلوق في الأَرض بالتمييز والعقل الذي خُصَّا به؛ قال ابن الأَنباري: قيل للجن والإِنس الثَّقَلان لأَنهما كالثَّقَل للأَرض وعليها. والثَّقَل بمعنى الثِّقْل، وجمعه اثقال، ومجراهما مجرى قول العرب مَثَل ومِثْل وشَبَه وشِبْه ونَجَس ونِجْس. وفي حديث سؤال القبر: يسمعها مَنْ بَيْنَ المشرق والمغرب إِلا الثَّقَلين؛ الثَّقَلانِ: الإِنسُ والجنُّ لأَنهما قُطَّان الأَرض. ثكد[عدل] ثُكُدٌ اسم ماء؛ قال الأَخطل: |حَلَّتْ صُبَيْرَةُ أَمْواهَ العِدادِ، وقدْ||كانتْ تَحُلُّ، وأَدْنَى دارِها ثُكُدُ| ثكل[عدل] الثُّكْل: الموت والهلاك. والثُّكْل والثَّكَل، بالتحريك: فِقْدان الحبيب وأَكثر ما يستعمل في فُقْدان المرأَة زَوْجَها، وفي المحكم: أَكثر ما يستعمل في فُقْدان الرجل والمرأَة وَلدَهما، وفي الصحاح: فُقْدان المرأَة ولدَها. والثَّكُول: التي ثَكِلَتْ وَلَدَها، وقد ثكِلَتْه أُمُّه ثُكْلاً وثَكَلاً، وهي ثَكُولٌ وثَكْلى وثاكِلٌ. وحكى اللحياني: لا تَفْعَلْ ذلك، ثَكِلَتْك الثَّكول، قال ابن سيده: أَراه يعني بذلك الأُمَّ. والثَّكُولُ: المرأَة الفاقد، والرجل ثاكِلٌ وثَكْلان. وأَثْكَلَت المرأَةُ ولدَها وهي مُثْكَلة بولدها وهي مُثْكِل، بغير هاء، من نسوة مثاكِيل؛ قال ذو الرمة: |ومُسْتَشْحَجاتٍ لِلفِرَاقِ، كأَنَّهـا||مَثاكيلُ من صُيَّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ| كأَنه جمع مِثْكال؛ وقول الأَخطل: |كلَمْعِ أَيْدِي مَثـاكِـيلٍ مُـسَـلَّـبَةٍ||يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدَّهْرِ والخَطْب| قال ابن سيده: أَقوى القياسين أَن ينشد مَثاكيل غيرَ مصروف يصير الجزء فيه من مستفعلن إِلى مفتعلن، وهو مَطْويٌّ، والذي رُوِي مَثاكيلٍ بالصرف. وأَثْكَلها الله وَلدَها وأَثْكَلَه الله أُمَّه، ويقال: رُمْحُه للوالدات مَثْكَلة، كما يقال للولد مَبْخَلة مَجْبَنة؛ أَنشد ابن بري: تَرَى المُلوك حَوْلَه مُغَرْبَلَـه، ورُمْحَه للوالداتِ مَثْكَـلَـه، يَقْتُلُ ذا الذَّنْب ومَنْ لا ذنْبَ لَه وفي الحديث: أَنه قال لبعض أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك أَي فَقَدتْك؛ الثُّكْل: فقد الوَلد كأَنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أَو قوله، والموت يعمُّ كل أَحد فإِذاً هذا الدعاء عليه كلا دعاء، أَو أَراد إذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلاَّ تزداد سوءاً؛ قال: ويجوز أَن يكون من الأَلفاظ التي تجري على أَلسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم: تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك الله؛ ومنه قصيد كعب بن زهير: قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قال: هن جمع مِثكال وهي المرأَة التي فَقَدت ولدها. وقَصِيدة مُثْكِلة: ذكر فيها الثُّكْل؛ هذه عن اللحياني. والإِثْكال والأُثْكُول: لغة في العِثْكال والعُثْكول وهو العِذْق الذي تكون فيه الشَّماريخ، وقيل: هو الشِّمْراخ الذي عليه البُسْر؛ وأَنشد أَبو عمرو: قد أَبْصَرَتْ سُعْدى بها كَتائِلي، مِثْلَ العَذارى الحُسَّرِ العَطابِلِ، طويلَة الأَقْناء والأَثاكِلِ كَتائِل: جمع كَتِيلة وهي النخلة. وفَلاة ثَكول: مَنْ سَلَكَها فُقِد وثُكِل؛ قال الجميح: |إِذا ذاتُ أَهْوالٍ ثَكُولٌ تَـغَـوَّلَـتْ||بها الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعامُ السَّوارحُ| ثكم[عدل] ثَكَمُ الطريق، بالتحريك: وسَطه؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: |لمّا خَشِيت بسُحْرَةٍ إِلْحاحَها،||أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاَّحِبِ| الإِلْحاح: قيامُ الدابة على أَهله فلم يَبرح، والنَّقِيلُ: الطريق. ابن الأَعرابي: الثُّكْمةُ المَحَجَّة. روي عن أُم سلمة أَنها قالت لعثمان بن عفان، رضي الله عنه: تَوَخَّ حَيث تَوَخَّى صاحباك فإِنهما ثَكَما لك الحقَّ ثَكْماً أَي بَيَّناه وأَوضحاه حتى تَبَين كأَنه مَحَجَّة ظاهرة، والثَّكْمُ: مصدر ثَكَمَ؛ قال القتيبي: أَرادت أُم سلمة أَنهما لَزِما الحقَّ ولم يَظْلما ولا خَرَجا عن المَحَجَّة يميناً ولا شمالاً؛ ومنه الحديث الآخر: أَنَّ أَبا بكر وعُمر ثَكَماً الأَمر فلم يَظْلماه؛ قال الأَزهري: أَراد رَكِبا ثَكَم الطريق وهو قَصْده. وثَكِمَ بالمكان، بالكسر، يَثْكَم إذا أَقام به، وثَكِمْت الطريق إذا لَزِمته. وثُكامة: اسم بلد. ثكن[عدل] الثُّكْنةُ: الجماعةُ من الناس والبهائم، وخص بعضهم به الجماعة من الطير، قال: الثُّكْنةُ السِّرْبُ من الحَمام وغيره؛ قال الأَعشى يصف صَقراً: |يُسافِعُ وَرْقاءَ غَـوْرِيَّةً،||لِيُدْرِكَها في حَمامٍ ثُكَنْ| أَي في حَمام مجتمعة. والثُّكْنةُ: القِلادةُ. والثُّكْنةُ: الإرةُ وهي بئرُ النارِ. والثُّكْنةُ: القبْرُ. والثُّكْنةُ: المحجّةُ. وثُكْنةُ الذئبِ أَيضاً: جمعُها ثُكَنٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ: |عاقِدينَ النارَ في ثُكَـنِ الأَذْ||نابِ منها كَيْ تَهيجَ البُحورَا| وثُكْنُ الطريقِ: سَنَنُه ومحجَّتُه. ويقال: خَلِّ عن ثُكْنِ الطريق أَي عن سُجْحِه. وثُكَنُ الجُنْدِ: مَراكِزُهم، واحدتها ثُكْنة، فارسية. والثُّكْنةُ: الرايةُ والعلامةُ، وجمعها ثُكَنٌ. وفي الحديث: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثُكَنِهم؛ فسّره ابن الأَعرابي فقال: على راياتهم ومُجْتَمَعهم على لِواء صاحبِهم؛ حكاه الهروي في الغَريبين، وقيل: على راياتهم في الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه من الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه فأُدْخِلوا قبورَهم من الخير والشر. الليث: الثُّكَنُ مَراكِزُ الأَجْنادِ على راياتهم ومجتمعُهم على لواء صاحبهم وعَلَمِهِم، وإن لم يكن هناك عَلَمٌ ولا لِواء، وواحدتُها ثُكْنةٌ. وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه: يَدْخل البيتَ المعمورَ كلَّ يوم سبعون أَلفَ ملك على ثُكَنِهم أَي بالرايات والعلامات؛ وقال طرفة: |وهانئاً هانئاً في الحيّ مُـومِـسةً||ناطَتِ سِخاباً، وناطت فوقَه ثكَناً| ويقال للعُهون التي تُعَلَّق في أَعناق الإبل: ثُكَن. والثُّكْنة: حفرة على قدر ما يُواريه. والأُثْكُونُ للعِذق بشاريخه: لغة في الأُثْكول، قال: وعسى أَن يكون بدلاً. وثَكَنٌ: جبل معروف، وقيل: جبل حجازي، بفتح الثاء والكاف؛ قال عبد المسيح ابن أُخت سَطيح في معناه: |تَلُفُّه في الريح بَوْغاءٌ الدِّمَـنْ،||كأَنَّما حُثْحِتَ من حِضْنَي ثَكَنْ| ثلا[عدل] التهذيب: ابن الأَعرابي ثَلا إذا سافر، قال: والثَّليُّ الكثير المال. ثلب[عدل] ثَلَبَه يَثْلِبُه ثَلْباً: لامَه وعابَه وصَرَّحَ بالعيب وقالَ فيه وتَنَقَّصَه. قال الراجز: لا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إلاّ ثَلْبا غيره: الثَّلْبُ: شِدّةُ اللَّوْمِ والأَخْذُ باللِّسان، وهو المِثْلَبُ يُجْري في العُقُوباتِ، والثَّلْب. ومَثَل: لا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إلاَّ ثلابا. والمَثالِبُ منه. والمَثالِبُ: العُيُوبُ، وهي المَثْلَبةُ والمَثْلُبةُ. ومثالِبُ الأَمِيرِ والقاضي: مَعايِبُه ورَجلٌ ثِلْبٌ وثَلِبٌ: مَعِيبٌ. وثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً: طرَدَهُ. وثَلَبَ الشيءَ: قَلَبَه. وثَلَبَه كَثَلَمَه على البدل. ورمْحٌ ثَلِبٌ: مَتَثَلِّمٌ. قال أَبو العِيال الهُذَلِي: |وقد ظَهَرَ السَّوابِغُ فِي||هِمُ والبَيْضُ واليَلَـبُ| |ومُطَّرِدٌ. مِنَ الخَطِّيِّ،||لا عارٍ، ولا ثَـلِـبُ| اليَلَبُ: الدُّرُوعُ المَعْمُولةُ مِنْ جلود الإبل، وكذلك البَيْضُ تُعْمَلُ أَيضاً من الجُلود. وقوله: لا عارٍ أَي لا عارٍ مِنَ القِشْر ومنه امْرأَةٌ ثالبِةُ الشَّوَى أَي مُتَشَقِّقةُ القَدَمَيْنِ، قال جرير: |لَقَدْ ولَدَتْ غَسَّانَ ثالِبةُ الشَّوَى||عَدُوسُ السُّرَى، لا يَعْرِفُ الكَرْمَ جِيدُها| ورجل ثِلْبٌ: مُنْتَهي الهَرَمِ مَتَكَسِّرُ الأَسْنانِ، والجمع أَثْلابٌ، والأُنثى ثِلْبةٌ، وأَنكرها بعضُهم، وقال: إنما هي ثِلْبٌ. وقد ثَلَّبَ تَثْلِيباً. والثَّلْبُ: الشَّيخ، هُذَلِيَّةٌ. قال ابن الأَعرابي: هو المُسِنُّ، ولم يَخُصَّ بهذه اللغة قَبِيلةً من العرب دون أُخرى. وأَنشد: إما تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصاً الشاخِصُ: الذي لا يُغِبُّ الغَزْوَ. وبعير ثِلْبٌ إذا لم يُلْقِحْ. والثِّلْبُ، بالكسر: الجمل الذي انْكَسَرَتْ انيابُه مِن الهَرَمِ، وتَناثَر هُلْبُ ذَنَبِه، والأُنثى ثِلْبةٌ، والجمع ثِلَبةٌ، مثلُ قِرْدٍ وقِرَدةٍ. تقول منه: ثَلَّبَ البعيرُ تَثْلِيباً، عن الأَصمعي قاله في كتاب الفَرْق؛ وفي الحديث: لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ. الثِّلْبُ من ذُكور الإبل: الذي هَرِمَ وتكسَّرَتْ أَسنانُه. والنابُ: المُسِنَّةُ من إناثِها، ومنه حديث ابن العاص كتب إلى معاويةَ رضي اللّه عنهما: إنك جَرَّبْتَني فوجَدْتَني لستُ بالغُمْرِ الضَّرَعِ ولا بالثِّلْبِ الفاني. الغُمْرُ: الجاهلُ. والضَّرَعُ: الضعيف. وَثَلِبَ جِلْدُه ثَلَباً، فهو ثَلِبٌ، إذا تَقَبَّض. والثَّلِيبُ: كَلأُ عامَيْنِ أَسْوَدُ، حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وأَنشد: |رَعَيْنَ ثَلِيباً ساعةً، ثـم إنَّـنـا||قَطَعْنا علَيْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامسِا| والإثْلِبُ والأَثْلَبُ: التُّرابُ والحجارة. وفي لغةٍ: فَتاتُ الحِجارةِ والترابُ. قال شمر: الأَثْلَبُ، بلغة أَهل الحجاز: الحَجَر، وبلغة بني تميم: التراب. وبفيه الإثْلِبُ، والكلامُ الكثير الأَثْلَبُ، أَي الترابُ والحجارة. قال: |ولكِنَّما أُهْـدي لـقَـيْسٍ هَـدِيَّةً،||بِفِيَّ، مِنِ اهْداها لَه، الدَّهْرَ، إثْلِبُ| بِفِيَّ متصل بقوله أُهْدي ثم استأْنف، فقال له: الدهرَ، إثْلِبُ، من إهدائي إياها. وقال رؤبة: |وإنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَـبـا،||تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبا| أَراد تُناهِبْه العَدْوَ، والهاء للعَير، تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبَ، وهو التراب تَرمي به قوائمُها على حاجبَيْه. وحكى اللحياني: الإثْلِبَ لكَ والترابَ. قال: نصبوه كأَنَّه دعا، يريد: كأَنه مصْدَرٌ مَدْعُوٌّ به، وإن كان اسماً كما سنذكره لك في الحِصْحِصِ والتُّراب، حين قالوا: الحِصْحِصَ لك والترابَ لك. وفي الحديث: الوَلَدُ للفِراش وللعاهِر الإثْلِبُ. الإثْلِبُ بكسر الهمزة واللام وفتحهما والفتح أَكثر: الحجر. والعاهرُ: الزاني. كما في الحديث الآخر: وللعاهِرِ الحجَرُ، قيل: معناه الرَّجْمُ، وقيل: هو كنايةٌ عن الخَيْبةِ، وقيل: الأَثْلَبُ: الترابُ، وقيل: دُقاقُ الحِجارة، وهذا يُوَضِّحُ أَن معناه الخَيْبةُ إذ ليس كل زانٍ يُرْجَمُ، وهمزته زائدة. والأَثْلَمُ، كالأَثْلَبِ، عن الهجَريّ. قال: لا أَدْري أَبَدَلٌ أَم لغة. وأَنشد: |أَحْلِفُ لا أُعْطِي الخَبيثَ دِرْهَما،||ظُلْماً، ولا أُعْطِيهِ إلاّ الأَثْلَمـا| والثَلِيبُ: القَدِيمُ من النَّبْتِ. والثَّلِيبُ: نَبْتٌ وهو مِن نَجِيلِ السِّباخِ، كلاهما عن كراع. والثِلْبُ: لَقَبُ رَجل. والثَّلَبُوتُ: أَرضٌ. قال لبيد: |بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبَأُ، فَوْقَها،||قَفْرَ المَراقِبِ، خَوْفُها آرامُها| وقال أَبو عبيد: ثَلَبُوتٌ: أَرض، فاسقط منه الأَلف واللام ونوّن، ثم قال: أرضٌ ولا أَدري كيف هذا. والثَّلَبُوتُ: اسم وادٍ بين طَيِّئ وذُبْيانَ. ثلث[عدل] الثَّلاثة: مِن العدد، في عدد المذكر، معروف، والمؤَنث ثلاث. وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً. وفي التهذيب: ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إذا كنتَ ثالِثَهم. وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك، وكذلك إِلى العشرة، إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فيها جميعاً، لمكان العين، وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين، وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم، مثل لفظ الثلاثة والأَربعة، كذلك إِلى المائة. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ وكانوا ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلى العشرة. ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة، مضاف إِلى العشرة، ولا ينوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، وإِن شئت أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ زيداً، لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ وإِذا اتفقا فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنى الفعل، وإِنما أَردت: هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة، وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً، وتقول: هذا ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثة بنفسه؛ وكذلك هو ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بالرفع والنصب إِلى تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة، وتركتُ ثالثاً على إِعرابه؛ ومن نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً محذوفاً. وتقول: هذا الحادي عَشَرَ، والثاني عَشَرَ، إِلى العشرين مفتوح كله، لِما ذكرناه. وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرَة، وكذلك إِلى العشرين، تدخل الهاء فيهما جميعاً، وأَهل الحجاز يقولون: أَتَوْني ثلاثَتَهم وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة، فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث، يجعله مثلَ كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ، تقول: أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بري، رحمه الله: قول الجوهري آنفاً: هذا ثالثُ اثْنين، وثالثٌ اثنين، ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه؛ وقوله أَيضاً: هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بضم الثاء وفتحها، إِلى تسعة عشر وَهَمٌ، والصواب: ثالثُ اثنينِ، بالرفع، وكذلك قوله: ثَلَّثَ اثْنين وَهَمٌ، وصوابه: ثَلَثَ، بتخفيف اللام، وكذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر، بضم الثاء، وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح، لأَنه مركب؛ وأَهل الكوفة يُجيزونه، وهو عند البصريين غلط، قال ابن سيده وأَما قول الشاعر: يَفْديكِ يا زُرْعَ، أَبي وخالي، قد مَرَّ يومانِ، وهذا الثالي وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبـالـي فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الياء من الثاء. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة، عن ثعلب. وفي الحديث: دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَي ثلاثٌ وثلاثون حقةً، وثلاثٌ وثلاثون جذعةً، وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً. وفي الحديث: قل هو ا لله أَحد، والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام، وهي: الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله، عز وجل، وتقديسه أَو معرفة صفاته وأَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، وسُنَّته في عباده، ولما اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله، صلى ا لله عليه وسلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من نوعه وشِبْهه، ودَلَّ عليه قولُه: لم يلد؛ ولا يكون هو حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه، ودلَّ عليه قوله: ولم يولد؛ ولا يكون في درجته وإِن لم يكن أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله، ودل عليه قوله: ولم يكن له كفواً أَحد. ويجمع جميع ذلك قوله: قل هو ا لله أَحد؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك: لا إِله إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه، فلا رَطْب ولا يابس إِلا في كتاب مبين. وقولهم: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير، فإِذا أَراد النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة، ولا مرتين، ولا في ثلاث. والثلاثون من العدد: ليس على تضعيف الثلاثة، ولكن على تضعيف العشرة، ولذلك إذا سميت رجلاً ثلاثين، لم تقل ثُلَيِّثُون، ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذلك سيبويه. وقالوا: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ لهم مَقام الثلاثين. وأَثْلَثوا: صاروا ثلاثين، كل ذلك على لفظ الثلاثة، وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة، تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد. والثَّلاثاء: من الأَيام؛ كان حَقُّه الثالث، ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ. وحكي عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث. وكان أَبو الجرّاح يقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن، يُخْرِجُها مُخْرَج العدد، والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ، عن ثعلب. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذيب: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً، جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين، وكذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم، كما قالوا: حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم، وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة. وقول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابي؛ قال ابن بري: وهو لعبد ا لله بن الزبير يهجو طَيِّئاً: |فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، وإِن يَكُ خامِسٌ،||يكنْ سادِسٌ، حتى يُبِيرَكم القَتْلُ| أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً؛ وبعده: |وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، وإِن يَكُ تاسِـعٌ،||يكنْ عاشرٌ، حتى يكونَ لنا الفَضْلُ| يقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة، فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً. ويقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف. وفي التنزيل العزيز: لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز التنوين في ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ وكذلك قوله: ثانيَ اثْنَين، لا يكون إِلا مضافاً، لأَنه في مذهب الاسم، كأَنك قلت واحد من اثنين، وواحد من ثلاثة، أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه، ولا ثالثاً لنفسه? ولو قلت: أَنت ثالثُ اثنين، جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين، بالإِضافة والتنوين ونَصْب الاثنين؛ وكذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع. وقال الفراء. كانوا اثنين فثَلَثْتُهما، قال: وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه. وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم، ومعي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِثْهُنَّ؛ هذا فيما بين اثني عشر إِلى العشرين. ابن السكيت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، وهي ثالثةُ ثلاثٍ، فإِذا كان فيه مذكر، قلت: هي ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ. وتقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يعني هو أَحدهم، وقي المؤَنث: هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير، الرفع في الأَوّل. وأَرضٌ مُثَلَّثة: لها ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، ومنها المُثَلَّثُ القائم. وشيء مُثَلَّثٌ: موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ. ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ على ثلاثِ قُوىً؛ وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة، إِلا الثمانية والعشرة. الجوهري: شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة. الليث: المُثَلَّثُ ما كان من الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ. والمَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوىً، وكذلك ما يُنْسَجُ أَو يُضْفَر. وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، والثاني: المُصَلِّي، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابن سيده: وثَلَّثَ الفرسُ: جاء بعد المُصَّلِّي، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ. وقال علي بن أَبي طالب، عليه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وثَنَّى أَبو بكر، وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها، إِلاَّ الثانيَ والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وما سوى ذَيْنِكَ إِنما يقال: الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع. وقال ابن الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل: المُجَلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، والتالي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قال أَبو منصور: ولم أَحفظها عن ثقة، وقد ذكرها ابن الأَنباري، ولم ينسبها إِلى أَحد؛ قال: فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا? والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بعد الثُّنْيا. والثِّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس. التهذيب: الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وكذلك الغلام، يقال: غلام خُماسِيٌّ، ولا يقال سُداسِيٌّ، لأَنه إذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلاً. والحروفُ الثُّلاثيَّة: التي اجتمع فيها ثلاثة أَحرف. وناقة ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، وذلك أَن تُكْوَى بنار حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وهي الداهيةُ العظيمة، والأَمْرُ العظيم، وأَصلُها أَن الرجل إذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، ولم يجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن. وثالثةُ الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ من الجبل، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثم يُنْصَبُ عليها القِدْرُ. والثَّلُوثُ من النُّوق: التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إذا حُلِبَتْ، ولا يكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابي؛ يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من ثلاثة. ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، وتَحْلُب من ثلاثة أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي: |أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ ال||صَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ| وقال ابن الأَعرابي: الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: التي لها ثَلاثةُ أَخْلاف. وقال ابن السكيت: ناقة ثَلُوثُ إذا أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً. والمُثَلَّثُ من الشراب: الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه؛ وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بناقته إذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قيل: شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قيل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ أَخلافَها جَمَعَ، قيل: أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش. التهذيب: الناقة إذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهي ثَلُوثٌ. وناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة أَخْلافٍ؛ قال الشاعر: |فتَقْنَعُ بالقليل، تَراه غُنْماً،||وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ| ومَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهري: المَثْلُوثة مَزادة تكون من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابي: إذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ، فهي ثَلُوثٌ. وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً. والثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى،||ولا قُيِّلَتْ إِلاَّ قَريباً مَقالُهـا| هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وكذلك رواه قُيِّلَتْ، بضم القاف، ولم يفسره؛ وقال ثعلب: إِنما هو قَيَّلَتْ، بفتحها، وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وهو شُرْبُ النهار فالمفعول، على هذا محذوف. وقال الزجاج في قوله تعالى: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ؛ معناه: اثنين اثنين، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم ينصرف لجهتين، وذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين، وثَلاثٍ ثَلاثٍ، والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ. الجوهري: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة، لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وهو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَى وثُلاثَ. قال تعالى: أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ فوُصِفَ به؛ وهذا قول سيبويه. وقال غيره: إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في اللفظ والمعنى، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء، عن معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين، إذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى؛ فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وكذلك جميعُ معدولِ العددِ، فإِن صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ، فخرج إِلى مثال ما ينصرف، وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن، لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا في التعجب: ما أُمَيْلِحَ زيداً، وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ، وسَمُّوا الله تعالى. يقال: فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، غير مصروفات، إذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وأَربعاً أَربعاً. والمُثَلِّثُ: الساعي بأَخيه. وفي حديث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْني ما المُثَلِّثُ? فقال: وما المُثَلِّثُ? لا أَبا لكَ، فقال: شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ؛ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً: نفسَه، وأَخاه، وإِمامه بالسعي فيه إِليه. وفي حديث أَبي هريرة؛ دعاه عمرُ إِلى العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أَفلا تقول خمساً? قال: أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم، وأَقْضِيَ بغير عِلْم، وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَمِ عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مالي، الثَّلاثُ والاثنتان؛ هذه الخلال التي ذكرها، إِنما لم يقل خمساً، لأَن الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه، فخاف أَن يُضِيعَه، والخِلالُ الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن يُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها. وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى. وقد أَثْلَثَتْ، فهي مُثْلِثٌ، ولا يقال: ناقةٌ ثِلْث. والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء: معروف، يَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم، في هذه الكسور، وجمعُهما أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ، ولم يَعْرِفْه أَبو زيد؛ وأَنشد شمر: |تُوفي الثَّلِيثَ، إذا ماكانَ في رَجَبٍ،||والحَيُّ في خائِرٍ منهـا، وإِيقَـاعِ| قال: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهري: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء زادت ياء، فقلت: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛ وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً. وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً: أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ. والمَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وقيل: المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، وهو رَأْيُ العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح. والمَثْلُوثُ من الشعر: الذي ذهب جُزْآنِ من ستة أَجزائه. والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع. وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه. وثَلَّثَ البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وكذلك هو في الشراب وغيره. والثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب. الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد: مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ ويقال لوَضِين البَعير: ذو ثُلاثٍ؛ قال: |وقد ضُمِّرَتْ، حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها،||إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِـنِ| ويقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر بعد السَّلْخ. الجوهري: والثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛ ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع؛ وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم؛ ثم الغِبُّ، وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، وكذلك إِلى العِشْر؛ قاله الأَصمعي. وتَثْلِيثُ: اسم موضع؛ وقيل: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور؛ قال الأَعشى: |كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ، مِن تَثْ||لِيثَ، قَفْراً خَلا لَهـا الأَسْـلاقُ| ثلج[عدل] الثَّلْجُ: الذي يسقط من السماء، معروف. وفي حديث الدعاء: واغْسِلْ خَطايَ بماء الثَّلْجِ والبَرَدِ، إِنما خصهما بالذكر تأْكيداً للطهارة ومبالغةً فيها لأَنهما ماءَان مفطوران على خلقتهما، لم يُستعملا ولم تنلهما الأَيدي ولم تخضهما الأَرجل، كسائر المياه التي خالطت التراب وجرت في الأَنهار وجمعت في الحياض، فكانا أَحق بكمال الطهارة. وقد أَثْلَجَ يَومُنا. وأَثْلَجُوا: دخلوا في الثَّلْجِ. وثُلِجُوا: أَصابهم الثَّلْجُ. وأَرضٌ مَثْلُوجَةٌ: أَصابها ثَلْجٌ. وماءٌ مَثْلُوجٌ: مُبَرَّدٌ بالثَّلج؛ قال: |لو ذُقْتَ فاها، بَعْدَ نَوْمِ المُدْلِـجِ،||والصُّبْحِ لمَّا هَمَّ بالـتَّـبَـلُّـجِ،| |قُلْتَ: جَنى النَّحْلِ بماء الحَشْرَجِ،||يُخالُ مَثْلُوجاً، وإِنْ لـمْ يُثْـلَـجِ| وثُلِجَتِ الأَرضُ وأُثْلِجَتْ: أَصابها الثَّلْجُ. وثَلَجَتْنا السماءُ تَثْلُجُ، بالضم: كما يقال مَطَرَتْنا. وأَثْلَجَ الحافرُ: بَلَغَ الطينَ. وثَلِجَتْ نفسي بالشيء ثَلَجاً، وثَلَجَتْ تَثْلُجُ وتَثْلَجُ ثُلُوجاً: اشتفت به واطمأَنت إِليه؛ وقيل: عرفَته وسُرَّت به. الأَصمعي: ثَلِجَتْ نفسي، بكسر اللام، لغة فيه. ابن السكيت: ثَلِجْتُ بما خبرتني أَي اشتفيت به وسكن قلبي إِليه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: حتى أَتاه الثَّلَجُ واليقينُ. يقال: ثَلَجَتْ نفسي بالأَمر إذا اطمأَنت إِليه وسكنت وثبت فيها ووَثِقَتْ به؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَن: وثَلَجَ صدْرُك؛ ومنه حديث الأَحوض: أُعطيك ما تَثْلُجُ إِليه. وثَلَجَ قَلْبُه وثَلِجَ: تيَقَّن. وثُلِجَ قَلْبُه: بَلُدَ وذَهَبَ. ورجل مَثْلُوجُ الفؤاد: بليد؛ قال أَبو خراش الهذلي: |لَمْ يَكُ مَثْلوجَ الفـؤادِ مُـهَـيَّجـاً،||أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ| وقال كعب بن لؤَي لأَخيه عامر بن لؤي: |لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدا،||لِجَمْعِ لُؤَيٍّ مِنْكَ، ذِلَّةُ ذي غَمْضِ| ابن الأَعرابي: ثُلِجَ قَلْبُه إذا بَلُدَ. وثَلِجَ به إذا سُرَّ به وسَكَنَ إِليه؛ وأَنشد: |فلو كنتُ مَثْلُوجَ الفؤادِ، إذا بَدَتْ||بلادُ الأَعادي، لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي| أَي لو كنت بليد الفؤاد، كنت لا آتي بحلو ولا مرٍّ من الفعل. شمر: ثَلِجَ صدري لذلك الأَمر أَي انشرح ونَقَعَ به، يَثْلَجُ ثَلَجاً. وقد ثَلَجْتهُ إذا نَقَعْتَه وبللته؛ وقال عبيد: |في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبيعُ قَرارَها،||مَوْلِيَّةٍ، لم يَسْتَطِعْهـا الـرُّوَّدُ| وماءٌ ثَلْجٌ: باردٌ. قال الفارسي: وهو كما قالوا بارد القلْب؛ وأَنشد: ولكنَّ قَلْباً، بين جَنْبَيْكَ، باردُ والثُّلْجُ: البُلَداءُ من الرجال. والثُّلَجُ: فَرْخُ العُقابِ. ابن الأَعرابي: الثُّلْجُ الفرِحون بالأَخبار. وثُلِجَ الرجل إذا برد قلبه عن شيء، وإِذا فرح أَيضاً: فقد ثُلِجَ. وحَفَرَ حتى أَثْلَجَ أَي بلَغَ الطين. وحَفَرَ فَأَثْلَجَ إذا بلغ الثرى والنَّبَطَ. ويقال: قد أَثْلَجَ صدري خَبَرٌ واردٌ أَي شفاني وسكنني فَثَلَجْتُ إِليه. ونَصْلٌ ثُلاجِيٌّ إذا اشتدَّ بياضه. أَبو عمرو: إذا انتهى الحافر إِلى الطين في النهر قال: أَثْلَجْتُ. ثلخ[عدل] ثَلَخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً: خَثَى وهو خُرْو ه أَيام الربيع؛ وقيل: إِنما يَثْلَخُ إذا كان الربيعُ وخالطه الرُّطْبُ. ويقال: ثَلَّخْتُه تَثْلِيخاً إذا لَطَّخْته بقذر فَثَلَخَ ثَلْخاً. ثلط[عدل] الثَّلْطُ: هو سلْح الفِيلِ ونحوه من كل شيء إذا كان رقيقاً. وثلَط الثَّوْرُ والبعيرُ والصبيُّ يَثْلِطُ ثَلْطاً: سَلَح سَلْحاً رقيقاً، وقيل إذا أَلقاه سهْلاً رقيقاً، وفي الصحاح: إذا أَلقى بَعره رقيقاً. قال أَبو منصور: يقال للإِنسان إذا رقَّ نَجْوُه هو يَثْلِطُ ثَلْطاً. وفي الحديث: فبالَتْ وثَلَطَتْ؛ الثَّلْطُ: الرقيق من الرجيع. قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يقال للإِبل والبقر والفِيَلةِ. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: كانوا يَبْعَرُون بَعَراً وأَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً أَي كانوا يتغوَّطون يابساً كالبعر لأَنهم كانوا قليلي الأَكل والمآكل وأَنتم تثلِطون رقيقاً وهو إِشارة إِلى كثرة المآكل وتَنَوُّعِها. ويقال: ثَلَطْتُه ثَلْطاً إذا رميتَه بالثَّلْطِ ولطَخْتَه به؛ قال جرير: |يا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً،||مِنْ واسِطٍ، وتَرَبَّعَ القُلاَّمـا| ثلطح[عدل] ابن سيده: رجل ثِلْطِحٌ هَرِمٌ ذاهبُ الأَسْنَانِ. ثلع[عدل] هذه ترجمة انفرد بها الجوهري وذكرها بالمعنى لا بالنص في ترجمة ثلغ في حرف الغين المعجمة فقال: هنا ثَلَعْتُ رأْسه أَثْلَعُه ثَلْعاً أَي شَدَخْتُه. والمُثَلَّعُ: المُشَدَّخُ من البُسْر وغيره. ثلغ[عدل] ثَلَغَه يالعَصَا: ضربه؛ عن ابن الأَعرابي. وثَلَغ الشيءَ يَثْلَغُه ثَلْغاً: شدَخَه. وثَلَغَ رأْسَه يَثْلَغُه ثَلْغاً: هَشَمَه وشدَخَه، وقيل: الثَّلْغُ في الرَّطْبِ خاصَّة. وفي الحديث: إذا يَثْلَغُوا رأْسي كما تُثْلَغُ الخُبْزةُ؛ الثَّلْغُ: الشَّدْخُ، وقيل هو ضَرْبُك الشيءَ الرطبَ بالشيء اليابس حتى يَنْشَدِخَ. وفي حديث الرؤْيا: فإِذا هو يَهْوي بالصخرة فَيَثْلَغُ بها رأْسَه؛ وقال رؤبة: كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْ بوَطْءِ يُثْلَغِ وقد انْثَلَغَ وانْشَدَخَ بمعنى واحد. والمُثَلَّغُ من الرُّطَب: ما سَقَطَ من النخلة فانشدخ، وقيل: المثلَّغ من البُسْرِ والرُّطَب الذي أَصابه المطر فأَسقطه من النخلة ودَقَّه، وقد تناثرت الثِّمار فَثُلِّغَتْ تَثْلِيغاً. والمُثَلَّغَةُ: الرُّطَبةُ المُعَرَّقة، وهي المَعْوة. ثلل[عدل] الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابن سيده: الثَّلَّة جماعة الغنم، قليلةً كانت أَو كثيرة، وقيل: الثَّلَّة الكثير منها، وقيل: هي القَطِيع من الضَّأْن خاصة، وقيل: الثَّلَّة الضأْن الكثيرة، وقيل: الضأْن ما كانت؛ ولا يقال للمِعْزى الكثيرة ثَلَّة ولكن حَيْلة إِلاَّ أَن يخالطها الضأْن فتكثر فيقال لهما ثَلَّة، وإِذا اجتمعت الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قيل لهما ثَلَّة، والجمع من ذلك كله ثِلَلٌ، نادر مثل بَدْرَة وبِدَر. وفي حديث معاوية: لم تكن أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة؛ الثَّلَّة، بالفتح: جماعة الغنم، والثَّلَّة: الصُّوف فقط؛ عن ابن دريد. يقال: كساء جَيِّد الثَّلَّة أَي الصوف. وحَبْلُ ثَلَّة أَي صُوف؛ قال الراجز: |قد قَرَنوني بامْرِئ قِثْوَلِّ||رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ| وفي حديث الحسن: إذا كانت لليتيم ماشية فللوصي أَن يصيب من ثَلَّتِها ورِسْلِها أَي من صُوفها ولَبنها؛ قال ابن الأَثير: سمي الصوف بالثَّلَّة مجازاً، وقيل: الثَّلَّة الصوف والشعر والوبر إذا اجتمعت ولا يقال لواحد منها دون الآخر ثَلَّة. ورَجُل مُثِلٌّ: كثير الثَّلَّة، ولا يقال للشَّعر ثَلَّة ولا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجتمع الصوف والشعر والوبر قيل: عند فلان ثَلَّة كثيرة. والثُّلَّة، بالضم: الجماعة من الناس، وقد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلُّ إذا كثرت عنده الثُّلَّة. وفي التنزيل العزيز: ثُلَّة من الأَولين وثُلَّة من الآخرين؛ وقال الفراء: نزل في أَول السورة ثُلَّة من الأَولين وقليل من الآخرين، فشَقَّ عليهم ذلك فأَنزل الله تعالى في أَصحاب اليمين أَنهم ثُلَّتان: ثُلَّة من هؤلاء، وثُلَّة من هؤلاء، والمعني هم فرقتان فرقة من هؤلاء وفرقة من هؤلاء. وقال الفراء: الثُّلَّة الفِئَة. وفي كتابه لأَهل نَجْران: إِن لهم ذِمَّة الله وذِمَّة رسوله على ديارهم وأَموالهم وثُلَّتِهم؛ الثُّلَّة: الجماعة من الناس، بالضم. والثُّلَّة: الكثير من الدراهم. والثَّلَّة: شيء من طين يجعل في الفَلاة يُسْتَظَلُّ به. والثَّلَّة: التراب الذي يُخْرَج من البئر. والثَّلَّة: ما أَخرجت من أَسفل الرَّكِيَّة من الطين، وقد ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلاًّ. وثَلَّة البئر: ما أُخْرِج من ترابها. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا حِمىً إِلا في ثلاث: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة القوم؛ قال أَبو عبيد: أَراد بِثَلَّة البئر أَن يحتفر الرجل بئراً في موضع ليس بملك لأَحد، فيكون له من حَوالي البئر من الأَرض ما يكون مُلْقىً لثَلَّة البئر، وهو ما يخرج من ترابها ويكون كالحَريم لها، لا يدخل فيه أَحد عليه حريماً للبئر وتَثَلَّل الترابُ إذا مارَ فَذَهب وجاء؛ قال أُمية: |له نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ||تَرى التُّرْبَ منه مائراً يَتَثَلَّلُ| وثُلَّ إذا هَلَكَ، وثُلَّ إذا اسْتَغْنى. ابن سيده: الثَّلَل، بالتحريك، الهلاك. ثَلَلْت الرجل أَثُلُّه ثَلاًّ وثَلَلاً؛ عن الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلاًّ: أَهلكهم؛ قال لبيد: |فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً||وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل| أَي بالهلاك، ويروى بالثِّلَل، أَراد الثِّلالجمع ثَلَّة من الغنم فقصر أَي أَغنام يعني يَرْعَوْنها؛ قال ابن سيده: والصحيح الأَول؛ وقال الراجز: إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَي بالهلاك. وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلاًّ: هَدَمه، وهو أَن يُحْفَر أَصل الحائط ثم يُدْفَع فيَنْقاض، وهو أَهول الهَدْم. وتثَلَّل هو: تَهَدَّم وتساقط شيئاً بعد شيء؛ قال طُرَيْح: |فيُجْلبُ من جَيْشٍ شَآمٍ بِـغـارَةٍ||كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل| وثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلاًّ: هُدِم وزال أَمر قَوْمه. وفي التهذيب: وزال قِوام أَمره وأَثَلَّه الله. وقال ابن دريد: ثُلَّ عرشه ثَلاًّ تضعضعت حاله؛ قال زهير: |تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها||وذُبْيانَ قد زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْـل| كأَنه هُدِم وأُهْلك. ويقال للقوم إذا ذهب عِزُّم: قد ثُلَّ عَرْشُهُم. الجوهري: يقال ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رؤي في المنام وسئل عن حاله فقال: كاد يُثَلُّ عَرْشِي أَي يُكْسر ويُهْدَم، وهو مَثَل يضرب للرجل إذا ذَلَّ وهَلِك، قال: وللعرش ههنا معنيان: أَحدهما السرير والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فقد ذهب عِزُّه، والثاني البيت يُنْصَبُ بالعيدان ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فقد ذَلَّ صاحبُه. وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد: |وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه||وقد ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ| العُرْشان ههنا: مَغْرِزُ العُنقِ في الكاهل؛ وكل ما انهدم من نحو عَرْش الكَرْم والعَريش الذي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فقد ثُلَّ. وثَلَّ الشيء: هَدَمه وكَسَره. وأَثَلَّه: أَمر بإصلاحه، تقول منه: أَتْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح ما ثُلَّ منه. وقد أَثْلَلْته إذا هَدَمْتَه وكسرتَه. وثَلَّ الدراهم يثُلُّها ثَلاًّ: صَبَّها. وثَلِيلُ الماء: صَوْت انصبابه؛ عن كراع. وقال ابن دريد: الثَّلِيل صوت الماء، ولم يَخُصَّ صوت الانصباب. وثَلَّت الدابة تَثُلُّ أَي راثت، وكذلك كل ذي حافر، ومُهْرٌ مِثَلُّ؛ قال يصف بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ على آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُّ ويروى على آرِيِّه الرَّوْثَ، بنصبه بِمِثَلٌّ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يَقْوى لأَن ثَلَّ الذي في معنى راث لا يتعدّى. ابن سيده: ثلَّ الحافرُ راث، وثَلَّ الترابَ المجتمع حَرَّكه بيده أَو كَسَره من أَحد جوانبه. ويقال: ثَلَلت الترابَ في القبر والبئر أَثُلُّه ثَلاًّ إذا أَعَدْتَه فيه بعدما تَحْفِره، وفي الصحاح: إذا هِلْتَه. وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مكبوسة بعد الحَفْر. والثُّلْثُل: الهَدْم، بضم الثاءين. والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صغير. والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لغة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل. ثلم[عدل] ثَلَمَ الإِناءَ والسيفَ ونحوَه يَثْلِمُهُ ثَلْماً وثلَّمه فانْثَلَم وتَثَلّم: كسر حَرْفَه. ابن السكيت: يقال في الإِناء ثَلْم إذا انكسر من شَفَتِه شيء، وفي السيف ثَلْم. والثُّلْمة: الموضع الذي قد انْثَلم، وجمعها ثُلَم، وقد انْثَلَم الحائط وتَثَلَّم؛ وقال الشاعر: بالحزن فالصمان فالمتثلم ويقال: ثلمت الحائط أثلمه، بالكسر، ثلما فهو مثلوم. والثلمة: الخلل في الحائط وغيره. وثلم الشيء، بالكسر، يثلم، فهو أثلم بين الثلم، وثلمته أيضا شدد للكثرة. وفي الحدي: أنه نهى عن الشرب من ثلمة القدح أي موضع السكر، وإنما نهى عنه لأنه لا يتماسك عليها فم الشارب وربما انصب الماء على ثوبه وبدنه، وقيل: لأن موضعها لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء، وقد جاء في الحديث: أنه مقعد الشيطان، قال:ولعله أراد به عدم النظافة. والثلمة: فرجة الجرف المكسور. والثلم في الوادي، بالتحريك: أن ينثلم جرفه، وكذلك هو في النؤي والحوض، قال أبو منصور: ورأيت بناحية الصمان موضعا يقال له الثلم، قال: وأنشدي أعرابي: تربعت جو خوي فالثلم والثلم في العروض: نوع من الخرم وهو يكون في الطويل والمتقارب. وثلم في ماله ثلمة إذا ذهب منه شيء. والأثلم: التراب والحجارة كالثلب، عن الهجري، قال ابن سيده: لا أدري ألغة أم بدل، وأنشد: |أحلف لا أعطي الخبيث درهما||ظلما ولا أعطيه إلا الأثلمـا| ومثلم: اسم. والثلماء: موضع. والثلم: موضع، قال زهير: |هل رام أم لم يرم ذو الجزع فالثلم||ذاك الهوى منك لا دان ولا أمـم| أراد ذاك المهوي فوضع المصدر موضع المفعول، ويروى فالسلم. والمتثلم: موضع رواه أهل المدينة في بيت زهير: بحومانة الدراج فالمتثلم ورواية غيرهم من أهل الحجاز: فالمتثلم. والمثلم: اسم موضع. وأبو المثلم: من شعرائهم. ثلمط[عدل] الثَّلْمَطةُ: الاسْتِرْخاء، وطين ثَلْمَطٌ. ثمأ[عدل] الثَّمْءُ: طَرْحُكَ الكَمْءَ في السمن. ثَمَأَ القومَ ثَمْأً: أَطْعَمَهم الدَّسَم. وثَمَأَ الكَمْأَةَ يَثْمَؤُها ثَمْأً: طَرَحَها في السَّمن. وثَمَأَ الخُبزَ ثمْأً: ثَرَده، وقيل زَرَده. وثَمَأَ رأْسه بالحجر والعصا ثَمْأً فانْثَمَأَ: شَدَخَه وثَرَده. وانْثَمَأَ التَّمر والشجر كذلك. وثَمَأَ لحيته يَثْمَؤُها ثَمْأً: صَبَغَها بالحنَّاء. وثَمَأَ أَنْفَه: كسَر فسال دَماً. ثمت[عدل] أَهمله الليث. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: الثَّمُوتُ العِذْيَوْطُ، وهو الذي إذا غَشِيَ المرأَةَ أَحْدَثَ؛ وهو الثَّتُّ أَيضاً. ثمثم[عدل] الثَّمْثَمُ: الكلب، وقيل: الثَّمْثَمُ كلب الصيد. الأَزهري في الرباعي: العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كلب الصيد. وثَمْثَمَ الرجلُ عن الشيء وتَثَمْثَم: توقف، وكذلك الثورُ والحِمارُ؛ قال الأَعشى: |فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تحت لَبانِه،||وجالَ على وَحْشِيِّه لم يُثَمْثِمِ| وتكلم فما تَثَمْثَمَ ولا تَلَعْثَم بمعنىً. وثَمْثَموا الرجل: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي. وثَمْثَمَ الرجل إذا غَطَّى رأْس إِنائه. ويقال: مَثْمِثُوا بنا ساعةً وثَمْثِموا بنا ساعة ولَثْلِثوا ساعةً وحَفْحِفوا ساعة أَي رَوِّحوا بنا قليلاً. الثَّمْثام: الذي إذا أَخذ الشيء كسَره. ويقال: هذا سَيْف لا يُثَمْثَمُ نَصْله أَي لا يُثْنَى إذا ضُرب به ولا يَرْتَدّ؛ وقال ساعدة: |فوَرَّك لَيْناً لا يُثَمْثَمُ نَـصْـلُـه،||إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَمِيمُ| صَميمٌ أَي مُصَمِّم في العَظْم؛ وقول العجاج: |مُسْتَرْدِفاً، مِن السَّنام الأَسْنَمِ،||حَشاً طويل الفَرْع لم يُثَمْثَمِ| أَي لم يكْسَر ولم يُشْدخ بالحَمْل، يعني سَنامه، ولم يُصِبْه عَمَدٌ فَيَنْهَشِم؛ العَمَدُ: أَن يَنْشَدِخ فَيَنْغَمِر. وثَمْثَمَ قِرْنَه إذا قَهَرَه؛ قال: فهو لِحُولانِ القِلاصِ ثَمْثام ثمج[عدل] - أهملت هذه الكلمة من قِبل المؤلف غير أنها موجودة في القاموس المحيط. ثمد[عدل] الثَّمْدُ والثَّمَدُ: الماء القليل الذي لا مادّ له، وقيل: هو القليل يبقى في الجَلَد، وقيل: هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وفي بعض كلام الخطباء: ومادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ، والجمع أَثْمادٌ. والثِّمادُ: كالثَّمَدِ؛ وفي حديث طَهْفَة: وافْجُرْ لهم الثَّمَدَ، وهو بالتحريك، الماء القليل أَي افْجُرْهُ لهم حتى يصير كثيراً؛ ومنه الحديث: حتى نزل بأَقصى الحديبية على ثَمَدٍ؛ وقيل: الثِّمادُ الحُفَرُ يكون فيها الماءُ القليل؛ ولذلك قال أَبو عبيد: سُجِرَتِ الثِّمادُ إذا ملئت من المطر، غير أَنه لم يفسرها. قال أَبو مالك: الثَّمْدُ أَن يعمد إِلى موضع يلزم ماء السماءِ يجعَلُه صَنَعاً، وهو المكان يجتمع فيه الماء، وله مسايل من الماءِ، ويحفِرَ في نواحيه ركايا فيملؤُها من ذلك الماءِ، فيشرب الناس الماءَ الظاهر حتى يجف إذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وتبقى تلك الركايا فهي الثِّمادُ؛ وأَنشد: |لَعَمْرُكَ، إِنِّني وطِلابَ سَلْمَى||لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونـا| والظَّنون: الذي لا يوثق بمائه. ابن السكيت: اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَي اتخذت ثَمَداً، واثَّمَدَ بالإِدغام أَي ورد الثَّمَدَ؛ ابن الأَعرابي: الثَّمَدُ قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ السماءِ فيشرب به الناس شهرين من الصيف، فإِذا دخل أَول القيظ انقطع فهو ثَمَدٌ، وجمعه ثِماد. وثَمَدَهُ يَثْمِدُه ثَمْداً واثَّمَدَهُ واسْتَثْمَدَهُ: نَبَثَ عنه التراب ليخرج. وماءٌ مَثْمود: كثر عليه الناس حتى فني ونَفِدَ إِلا أَقلَّه. ورجل مثمود: أُلِحَّ عليه في السؤَال فأَعطى حتى نَفِدَ ما عنده. وثَمَدَتْهُ النساء: نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع ولم يبق في صلبه ماءٌ. والإِثْمِدُ: حجر يتخذ منه الكحْل، وقيل: ضرب من الكحل، وقيل: هو نفس الكحل، وقيل شبيه به؛ عن السيرافي؛ قال أَبو عمرو: يقال للرجل يَسْهَرُ ليله سارياً أَو عاملاً فلانٌ يجعل الليل إِثْمِداً أَي يسهر فجعل سواد الليل لعينيه كالإِثمد لأَنه يسير الليل كله في طلب المعالي؛ وأَنشد أَبو عمرو: |كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْمِداً،||ويَغْدُو علينا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ| والثامِدُ من البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل. وروضةُ الثَّمدِ: موضعٌ. وثمودُ: قبيلة من العرب الأُول، يصرف ولا يصرف؛ ويقال: إِنهم من بقية عاد وهم قوم صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بعثه الله إِليهم وهو نبي عربي، واختلف القراءُ في إِعرابه في كتاب الله عز وجل، فمنهم من صرفه ومنهم من لم يصرفه، فمن صرفه ذهب به إِلى الحيّ لأَنه اسم عربي مذكر سمي بمذكر، ومن لم يصرفه ذهب به إِلى القبيلة، وهي مؤنثة. ابن سيده: وثمودُ اسم؛ قال سيبويه: يكون اسماً للقبيلة والحي وكونه لهما سواء. قال وفي التنزيل العزيز: وآتينا ثمود الناقة مبصرة؛ وفيه: أَلا إِن ثموداً كفروا ربهم. ثمر[عدل] الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ. وأَنواع المال والولد: ثَمَرَةُ القلب. وفي الحديث: إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده، فيقولون: نعم؛ قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب. وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية: ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه، يعني نسله، وقيل: انقطاع شهوته للجماع. وفي حديث المبايعة: فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده. وفي حديث ابن عباس: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله. والثمر: أَنواع المال، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن؛ قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم؛ وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ؛ قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره. والثَّيْمارُ:كالثَّمَر؛ قال الطرماح: |حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ،||وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمـار| وأَثْمَر الشجر: خرج ثمَره. ابن سيده: وثمَرَ الشجر وأَثْمَر: صار فيه الثَّمَرُ، وقيل: الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر. والمُثْمِر:الذي فيه ثَمَر، وقيل: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ، وثامِرٌ قد نَضِج. ابن الأَعرابي: أَثْمَرَ الشجرُ إذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ، فهو مُثْمِر، وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فهو ثامِرٌ، وشجر ثامِر إذا أَدْرَك ثَمَرُهُ. وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر. وفي الحديث: لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ؛ الثمر: هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ، والكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل. وفي حديث عليّ، عليه السلام: زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها؛ يقال: شجر ثامِرٌ إذا أَدرك ثَمَرُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: |والخمرُ ليست من أَخيكَ، ول||كنْ قد، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِـلْـمِ| قال: ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ، وهو النَّضِيج منه، ويروى: بآمن الحِلْمِ، وقيل: الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره، والمُثْمِر: الذي بلغ أَن يجنى؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: |تَجْتَنِي ثامـرَ جُـدَّادِهِ،||بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ| وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من المديد والنصف الثاني من السريع، وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة. والثمرة: الشجرة؛ عن ثعلب. وقال أَبو حنيفة: أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر، وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة؛ وقيل: هما الكثيرا الثَّمَر، والجمع ثُمُرٌ. وقال أَبو حنيفة: إذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي ثَمْراء. والثَّمْراء: جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل: |تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منـهـا جـوارِسٌ،||مَراضِيعُ صُهْبُ الريش، زُغْبٌ رِقابُها| الجوارس: النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله، والمراضيع هنا: الصغار من النحل. وصهب الريش يريد أَجنحتها، وقيل: الثَّمْراء في بيت أَبي ذؤيب اسم جبل، وقيل: شجرة بعينها. وثَمَّرَ النباتُ: نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه؛ رواه ابن سيده عن أَبي حنيفة. والثُّمُرُ: الذهب والفضة؛ حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل: وكان له ثُمُر؛ فيمن قرأَ به، قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة. التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: وكان له ثمر؛ قال: ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار. وروى الأَزهري بسنده قال: قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: وكان له ثَمر؛ مفتوح جمع ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء. قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق. الجوهري: الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات، والثُّمُر المال المُثَمَّر، يخفف ويثقل. وقرأَ أَبو عمرو: وكان له ثُمْرٌ، وفسره بأَنواع الأَموال. وثَمَّرَ ماله: نمَّاه. يقال: ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره. وأَثمَر الرجلُ: كثر ماله. والعقل المُثْمِر: عقل المسلم، والعقل العقيم: عقل الكافر. والثَّامِرُ: نَوْرُ الحُمَّاضِ، وهو أَحمر؛ قال: مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض ويقال: هو اسم لثَمَره وحَمْلِه. قال أَبو منصور: أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه، كما قال: |كأَنَّما عُلِّقَ بـالأَسْـدانِ||يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ| وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال: قل خيراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم؛ قال شمر: يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه؛ وكذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه. وقال ابن شميل: ثَمَرة الرأْس جلدته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له؛ مخففةً، يعني طرف السوط. وثَمَر السياط: عُقَدُ أَطرافها. وفي حديث الحدّ: فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته أَي طرفه، وإِنما دق عمر، رضي الله عنه، ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على الذي يضرب به. والثَّامر: اللُّوبِياءُ؛ عن أَبي حنيفة، وكلاهما اسم. والثَّمِير من اللبن: ما لم يخرج زُبْدُه؛ وقيل: الثَّمِير والثَّمِيرة الذي ظهر زُبْدِه؛ وقيل: الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ من الصُّلوح؛ وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر، وقيل: المُثْمِر من اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب. وأَثْمَر الزُّبْدُ: اجتمع؛ الأَصمعي: إذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ، فهو المُثْمِر. وقال ابن شميل: هو الثَّمير، وكان إذا كان مُخِضَ فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً، وما دامت صغاراً فهو ثَمِير؛ وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر، وابن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر، وقد أَثْمَر مِخاضُك؛ قال أَبو منصور: وهي ثَمِيرة اللبن أَيضاً. وفي حديث معاوية قال لجارية: هل عندك قِرىً? قالت: نعم، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير؛ الثَّمير: الذي قد تحبب زبده وظهرت ثَمِيرته أَي زبده. والجمير: المجتمع. |وإِني لَمِنْ عَبْسٍ، وإِن قال قائِلٌ||على رَغْمِهمْ: ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير| أَراد: وإِني لمن عبس ما أَثمر. وثامرٌ ومُثْمرُ: اسمان. وابن ثَمِيرٍ: الليلُ المُقْمِرُ؛ قال: ثمط[عدل] الثَّمْطُ: الطين الرقيق أَو العجين إذا أَفْرَط في الرِّقةِ. ثمعد[عدل] الأَزهري، ابن الأَعرابي: المُثْمَعِدُّ المُمْتَلءُّ المُخْصِبُ؛ وأَنشد: |يا ربّ من أَنْشَدَني الصِّعادا،||فهَبْ لـه غـزائِراً أرادا| |فيهنَّ خُودٌ تَشْعَفُ الفـؤَادا،||قد اثْمَعَدَّ خَلْقُها اثْمِـعْـدادا| والصعاد: اسم ناقته. ابن شميل: هو المُثْمَعِدُّ والمُثْمَئِدُّ الغلام الريان الناهدُ السمين. ثمغ[عدل] الثَّمْغُ: الكَسْر في الرِّطْب خاصّة، ثَمَغَه يَثْمَغُه ثَمْغاً. وثَمَغَ رأْسَه بالعَصا ثَمْغاً: شدَخَه مثل ثَلَغَه. والثَّمْغُ: خَلْطُ البياضِ بالسواد؛ قال رؤبة: أَنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وثَمَغ السوادُ والبياضُ: اخْتَلَطا. وثَمَغَ رأْسَه بالحِنَّاءِ والخَلُوقِ يَثّمَغُه: غَمَسَه فأَكثر. وثَمَغَ لِحْيَتَه في الخِضابِ أَي غَمَسَها؛ وأَنشد: ولِحْيةٍ تُثْمَغُ في خَلُوقِها وثَمَغَ الثوبَ يَثْمَغُه ثَمْغاً: أَشْبَعَ صَبْغَه؛ قال الشاعر: |تَرَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غير فَخْزٍ||كأَنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بِـوَرْس| قال ابن بري: ويجوز ثَمَّغْتُ الثوب، بالتشديد، وكذلك ثَمَّغْتُ الشَّعَر بالحِنَّاء. ويقال: ثَمَّغَ رأْسَه بالدُّهْن أَو بِخَلُوقٍ بَلَّه. وثَمَّغَ الشيءَ: كَسَرَه. وثَمْغٌ: مال كان لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فوقَفه. وفي حديث صدَقةِ عمر: إن حَدَثَ به حادِثٌ إنَّ ثَمْغاً وصِرْمةَ ابن الأَكْوَعِ وكذا وكذا جعله وقفاً؛ هما مالان معروفان بالمدينة كانا لعمر بن الخطاب فوقَفهما. وثَمَغَةُ الجبل: أَعْلاه؛ قال الفراء: سمعت الكسائي يقول ثمغة الجبل، بالثاء، قال: والذي سمعت أَنا نَمَغةُ، بالنون. ثمل[عدل] الثُّمْلة والثَّمِيلة: الحَبُّ والسَّويق والتمر يكون في الوِعاء يكون نِصْفَه فما دونه، وقيل: نِصْفَه فصاعداً. والثُّمَل: جمع ثُمْلة. أَبو حنيفة: الثَّمِيل الحَبُّ لأَنه يُدَّخر؛ وأَنشد لتأَبَّط شَرّاً: |ويَوْماً على أَهل المَواشي، وتارةً||لأَهْلِ رَكيبٍ ذي ثَمِيلٍ وسُنْبُـل| والثُّمْلة والثَّمَلة والثَّمِيلة والثُّمالة: الماء القليل يبقى في أَسفل الحوض أَو السِّقاء أَو في أَي إِناء كان. والمَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الماء، وقيل: الثُّمالةُ الماء القليل في أَيّ شيء كان. وقد أَثْمَل اللبنُ أَي كثرت ثُمالته. ويقال لبقية الماء في الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل؛ قال الأَعشى: |بعَيْرانَةٍ كـأَتـان الـثَّـمـيل||توافي السُّرى بعد أَيْنٍ عَسِيرا| توافي السُّرى أَي توافيها. والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الماء في الصَّخرة وفي الوادي، والجمع ثَمِيل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: |ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُـه||بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها| أَي يرد حِمارُ هذه المَفازة بقايا الماء في الحوض لأَن مياه الغُدْران قد نَضَبَت؛ وقال دُكَيْن: جادَ به من قَلْتِ الثَّمِيل الثَّميل: جمع ثَمِيلة وهي بقِيَّة الماء في القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة التي تُمْسِك الماء في الجبل. والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الطعام والشراب تبقى في البطن؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً وابنه: |وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى من ثَمِـيلَـتِـه||ومِن ثَمائِلِها، واسْتُنْشِيءَ الغَرَبُ| يعني ما بقي في أَمعائها وأَعضائها من الرُّطْب والعَلَف؛ وأَنشد ثعلب في صفة الذئب: |وطَوى ثَمِيلَتَه فأَلْحَـقـهـا||بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب| وقال اللحياني: ثَميلة الناس ما يكون فيه الطعام والشراب. والثَّمِيلة أَيضاً: ما يكون فيه الشراب في جَوْفِ الحِمار. وما ثَمَل شرابَه بشيء من طعام أَي ما أَكل شيئاً من الطعام قبل أَن يشرب، وذلك يسمى الثَّميلة. ويقال: ما ثَمَلْتُ طعامي بشيء من شراب أَي ما أَكلت بعد الطعام شَراباً. والثَّمِيلة: البَقِيَّة تبقى من العَلَف والشراب في بطن البعير وغيره، فكل بَقِيَّة ثَمِيلة. وقد أَثْملت الشيء أَي أَبقيته. وثمَّلته تثميلاً: بَقَّيته. وفي حديث عبد الملك: قال للحجاج أَما بعد فقد وَلَّيتُكَ العِرَاقَيْن صَدْمة فسِر إِليها مُنْطَوِيَ الثَّمِيلة؛ أَصل الثَّمِيلة: ما يبقى في بطن الدابة من العَلَف والماء وما يَدَّخِرْه الإِنسان من طعام أَو غيره، المعنى سِرْ إِليها مُخِفّاً. والثُّمْلة: ما اُخْرجَ من أَسفل الرَّكيَّة من الطين والتراب، والميم فيها وفي الحَبِّ والسَّويق ساكنة، والثاء مضمونة. قال القالي: روينا الثَّمْلة في طين الرَّكِيِّ وفي التمر والسَّويق بالفتح؛ عن أَبي نصر، وبالضم عن أَبي عبيد. والثَّمَل: السُّكْر. ثَمِل، بالكسر، يَثْمَل ثَمَلاً، فهو ثَمِل إذا سَكِر وأَخذ فيه الشَّرابُ؛ قال الأَعشى: |فَقُلْت للشَّرْب في دُرْنَى، وقد ثَمِلوا||شِيمُوا، وكَيْف يَشِيمُ الشَّارب الثَّمِلُ?| وفي حديث حمزة وشارِفَيْ عليٍّ، رضي الله عنهما: فإِذا حمزة ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عيناه؛ الثَّمِل: الذي قد أَخذ منه الشرابُ والسُّكْر؛ ومنه حديث تزويج خديجة، رضي الله عنها: أَنها انطلقت إِلى أَبيها وهو ثَمِل؛ وجعل ساعدةُ بن جُؤَيَّة الثَّمَل السُّكْرَ من الجِراح؛ قال: |ماذا هُنالك من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ||وسَاهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَم| والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمْلة والثَّمَلة، بتحريك الميم: الصُّوفة أَو الخِرْقة التي تُغْمَس في القَطِران ثم يُهْنَأُ بها الجَرِب ويُدْهَن بها السِّقاء؛ الأُولى عن كراع؛ قال الراجز صخر بن عمير: مَمْغُوثَة أَعراضُهم مُمَرْطَله، في كُلِّ ماء آجِنٍ وسَمَله، كما تُلاثُ بالهِنَاءِ الثَّمَله وهي المِثْمَلة أَيضاً، بالكسر. وفي حديث عمر، رضي افيفي عنه: أَنه طَلَى بعيراً من الصدقة بقَطِران فقال له رجل: لو أَمَرْتَ عَبْداً كَفاكَهُ، فَضَرَب بالثَّمَلة في صدره وقال: عَبْدٌ أَعْبَدُ مِنِّي، الثَّمَلة، بفتح الثاء والميم: صُوفَة أَو خِرْقة يُهْنَأُ بها البعير ويُدْهَن بها السِّقاء؛ وفي حديثه الآخر: أَنه جاءته امرأَة جَلِيلَةٌ فَحَسَرَتْ عن ذراعيها وقالت: هذا من احْتِراش الضِّباب، فقال: لو أَخَذْتِ الضَّبَّ فورَّيْتِه ثم دعَوْتِ بمكتفه فَثَمَلْتِه كان أَشْبَع أَي أَصلحته. والثَّمَلة: خِرْقة الحَيضِ، والجمع ثَمَل. والثَّمَل: بَقِيَّة الهِناء في الإِناء. والثُّمُول والثَّمَل: الإِقامة والمُكْث والخَفْض. يقال: ما دارُنا بدار ثَمَل أَي بدار إِقامة. وحكى الفارسي عن ثعلب: مكان ثَمْل عامر؛ وأَنشد بيت زهير: مَشارِبُها عَذْب وأَعْلامُها ثَمْل وقال أُسامة الهذلي: إِذا سَكَنَ الثَّمْل الظِّباءُ الكَواسِعُ ودارُ ثَمَلٍ وثَمْل أَي إِقامة. وسَيْفٌ ثامل أَي قديم طال عَهْدُه بالصِّقال فدرس وبَلِي؛ قال ابن مقبل: |لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ||وكأَنَّها أَلواحُ سَيْفٍ ثامِلِ?| الأَصمعي: الثَّامل القديم العَهْدِ بالصِّقَال كأَنه بقي في أَيدي أَصحابه زماناً من قولهم ارتحل بنو فلان وثَمَل فلان في دارهم أَي بقي. والثَّمْل: المُكْث. والثُّمال، بالضم: السُّمُّ المُنْقَع. ويقال: سَقاه المُثَمَّلَ أَي سقاه السُّمَّ، قال الأَزهري: ونُرى أَنه الذي أُنْقِع فَبَقِي وثَبَت. والمُثَمَّل: السُّم المُقَوَّى بالسَّلَع وهو شجر مُرٌّ. ابن سيده: وسُمٌّ مُثَمَّل طال إِنقاعُه وبَقِي، وقيل: إِنه من المَثْمَلة الذي هو المُسْتَنْقَع؛ قال العباس بن مِرْداس السُّلَمي: |فَلا تَطْعَمَنْ ما يَعْلِفونَكَ، إِنَّهُم||أَتَوْكَ على قُرْبانِهم بالمُثَمَّل| وهو الثُّمال. والمَثْمِل: أَفضل العَشِيرة. وقال شمر: المُثَمَّل من السُّمِّ المُثَمَّن المجموع. وكل شيء جمعته فقد ثَمَّلْته وثَمَّنْته. وثَمَلْت الطعام: أَصلحته، وثَمَلْته سَتَرته وغَيَّبته. والثُّمالُ: جمع ثُمالة وهي الرَّغوة. ابن سيده: والثُّمالة رَغْوة اللبن. والثُّمالة: بياض البَيْضة الرَّقِيقُ ورَغْوَتُه، وبه شبهت رَغْوَة اللبن؛ قال مُزَرِّد: |إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالة أَنْفُه||ثَنى مِشْفَرَيْه للصَّرِيح فأَقْنَعا| ابن سيده: الثُّمالة رَغْوَة اللَّبن إذا حُلِب، وقيل: هي الرَّغْوة ما كانت، وأَنشد بيت مُزَرِّد؛ وأَنشد الأَزهري في ترجمة قشعم: وقِصَعٍ تُكْسَى ثُمالاً قَشْعَما وقال: الثُّمال الرَّغْوة؛ وقال آخر: وقِمَعاً يُكْسى ثُمالاً زَغْرَبا وجمعها ثُمال؛ قال الشاعر: |وأَتَتْه بزَغْرَبٍ وحَتِـيٍّ||بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمال| تامكٍ يعني سَنَاماً تامِكاً. ولبن مُثَمِّل ومُثْمِل: ذُو ثُمَالة، يقال: احْقِن الصَّريح وأَثْمِل الثُّمالةَ أَي أَبْقِها في المِحْلَب. وقال أَبو عبيد في باب فُعَالة: الثُّمالة بَقِيَّة الماء وغيره، وفي حديث أُم مَعْبَد: فحَلَب فيه ثَجّاً حتى عَلاه الثُّمال؛ هو، بالضَّم، جمع ثُمالة الرَّغوة. والثُّمال: كهيئة زُبْد الغنم، وتقول العرب في كلامها: قالت اليَنَمة أَنا اليَنَمه، أُغْبُق الصَّبيَّ قبل العَتَمه، وأَكُبّ الثُّمَال فوق الأَكَمه؛ اليَنَمة: نَبْتٌ لَيِّنٌ تَسْمَن عليه الإِبل، وقيل: بَقْلَة طَيِّبة، وقولها أُغْبُق الصَّبيَّ قبل العَتَمة أَي أُعَجِّل ولا أُبْطِئ، وقولها وأَكُبُّ الثُّمَال فوق الأَكَمَة، تقول: ثُمَال لَبَنِها كَثيرٌ، وقيل: أَراد بالثُّمَال جمع الثُّمَالة وهي الرغوة، وزعم ثعلب أَن الثُّمَال رغوة اللبن فجعله واحداً لا جمعاً؛ قال ابن سيده: فالثُّمَال والثُّمَالة على هذا من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَما أَبو عبيد فجعله جمعاً كما بيَّنَّا. ابن بزرج: ثَمَلت القومَ وأَنا أُثْمِلُهم، قال أَبو منصور: معناه أَن يكون ثِمَالاً لهم أَي غِيَاثاً وقِوَاماً يَفْزَعون إِليه. والثَّمل: المُقام والخَفْض، يقال: ثَمَل فلان فما يَبْرَح. واختار فلان دار الثَّمل أَي دار الخَفْض والمُقَام. والثِّمَال، بالكسر: الغِيَاث. وفلان ثِمَال بني فلان أَي عِمَادُهم وغِيَاثٌ لهم يقوم بأَمرهم؛ قال الحطيئة: |فِدىً لابن حِصْنٍ ما أريح، فـإِنـه||ثِمَالُ اليَتَامى، عِصْمَةٌ في المَهَالِكِ| وقال اللحياني: ثِمَال اليتامى غِياثُهم. وثَمَلهم ثَمْلاً: أَطعمهم وسقاهم وقام بأَمرهم؛ وقال أَبو طالب يمدح سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: |وأَبيَض يُستَسقَى الغَمامُ بوجهه||ثِمَال اليتَامى، عِصْمَة للأَرامل| والثِّمَال، بالكسر: المَلْجأُ والغِيَاث والمُطْعِم في الشِّدَّة. ويقال: أَكَلَتِ الماشية من الكَلإِ ما يثمل ما في أَجوافها من الماء أَي يكون سواء لما شربت من الماء. وقال الخليل: المَثْمِل المَلْجأُ؛ أَنشد ابن بري لأَبي كبير الهذلي: |وعَلَوْت مُرْتَقِباً على مَرْهُوبَةٍ||حَصَّاءَ، ليس رَقِيبُها في مَثْمِل| وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِنها ثِمال حاضرتهم أَي غِيَاثُهم وعِصْمَتُهم. وثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبيانَ تَثْمُلهم: كانت لهم أَصلاً يُقيم مَعَهم. والمِثْمَلة: خَريطة وَسَطٌ يَحْمِلها الراعي في مَنكِبه. والثَّمَائل: الضفائر التي تُبْنَى بالحجارة لِتُمسِكَ الماء على الحَرْث، واحدتها ثَميلة، وقيل: الثَّميلة الجَدْر نَفْسُه، وقيل: الثَّمِيلة البناء الذي فيه الغِراس والخَفْضُ والوقائد. والثَّمِيلة: طائر صغير يكون بالحجاز. وبنو ثُمَالَة: بطن من الأَزْدِ إِليهم يُنسب المُبَرَّد. وثُمالة: لَقَبٌ. وثُمَالة: حَيٌّ من العَرَب. ثمم[عدل] ابن الأَعرابي: ثُمَّ إذا حُشي، وثُمَّ إذا أُصلِحَ. ابن سيده: ثَمّ يَثُمُّ، بالضم، ثَمّاً أَصلَح. وثمَمْت الشيء أَثُمُّه، بالضم، ثَمّاً إذا أَصلَحته ورمَمْتَه بالثُّمام؛ ومنه قيل: ثَمَمْت أُموري إذا أَصلَحتها ورمَمْتَها. ورُوي عن عُرْوة بن الزبير أَنه ذكر أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فيه: كنَّا أَهلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ حتى استَوى على عُمَمِه وعَمَمِه؛ قال أَبوعبيد: المحدّثون هكذا يَرْوُونه، بالضم، ووجْهه عندي بالفتح. والثَّمُّ: إِصلاحُ الشيء وإِحكامُه، وهو والرَّمُّ بمعنى الإِصلاح، وقيل: هما، بالضم، مصدران كالشكر أَو بمعنى المفعول كالذُّخْر أَي كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمُتَولِّين لإِصلاح شأْنه، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ ثَمّاً؛ وقال هِمْيان بن قُحافة يذكر الإِبل وأَلْبانَها: حتى إذا ما قضَتِ الحوائجا، ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَـلانِـجـا منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا قال: أَراد أَنهم شدُّوها وأَحكَموها، قال: والنَّواشجُ الممتلئة؛ قال أَبو منصور: يعني بقوله ثَمُّوا الأَوْطُب النَّواشِجَ أَي فَرشوا لها الثُّمامَ وظَلَّلوها به، قال: وهكذا سمعت العرب تقول: ثَمَمْت السِّقاء إذا فَرَشْت له الثُّمام وجعلتَه فوقه لئلا تُصيبه الشمسُ فَيَتَقطَّع لَبَنُه. والثُّمامُ: نَبْت معروف في البادية ولا تَجْهَدُه النَّعَم إِلاَّ في الجُدوبة، قال: وهو الثُّمَّةُ أَيضاً، وربما خفِّف فقيل: الثُّمَة، والثُّمَةُ: الثُّمامُ. ورجلٌ مِعَمٌّ مِثَمٌّ مِلَمٌّ للذي يُصْلح الأَمْر ويقوم به. ابن شميل: المِثَمُّ الذي يَرْعَى على مَن لا راعِيَ له، ويُفْقِرُ مَنْ لا ظهر له، ويَثُمُّ ما عجز عنه الحيُّ من أَمرهم، وإِذا كان الرجل شديداً يأْتي من وراء الصاغية ويحمل الزيادة ويردُّ الرِّكاب قيل له: مِثَمٌّ، وإِنه لَمِثَمٌّ لأَسافِل الأَشياء. ومَثَمُّ الفَرس، بالفتح: منقطَع سُرَّتِه، والمَثَمَّةُ مثله. وثَمَّ الشيءَ يَثُمه ثَمّاً: جمعه، وأَكثرُ ما يُستعمَل في الحَشيش. ويقال: هو يَثُمُّه ويقمُّه أَي يَكْنُسُه ويَجمع الجيِّد والرَّديء. ورجل مِثَمٌّ ومِقَمٌّ، بكسر الميم، إذا كان كذلك، ومِثَمَّةٌ ومِقَمَّةٌ أَيضاً، الهاء للمبالغة. وقال أَعرابي: جَعْجَع بي الدهرُ عن ثُمِّه ورُمِّه أَي عن قليله وكثيره. والثُّمَّةُ، بالضم: القَبْضة من الحشيش. وثَمَّ يده بالحشيشِ أَو الأَرضِ: مَسَحها، وثَمَمْت يدي كذلك. وانْثَمَّ عليه أَي انْثال عليه. وانْثَمَّ جسمُ فلان أَي داب مثل انْهَمَّ؛ عن ابن السكيت. أَبو حنيفة: الثُّمُّ لغة في الثُّمامِ، الواحدة ثُمَّةٌ؛ قال الشاعر: |فأَصبح فيه آلُ خَيْمٍ مُنَضَّـدٍ،||وثُمٍّ على عَرْش الخيام غَسيِل| وقالوا في المَثَلِ لنَجاحِ الحاجة: هو على رأْس الثُّمَّة؛ وقال: لا تَحْسبي أَنَّ يَدي في غُمَّهْ، في قَعْر نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ جَمَّهْ، أَمسحُها بتُرْبَةٍ أَو ثُمَّهْ وثَمَّتِ الشاةُ الشيءَ والنَّباتَ بفِيها تَثُمُّه ثَمّا، وهي ثَمُومٌ: قَلَعَتْه بفِيها، وكلَّ ما مرَّت به، وهي شاة ثَمُومٌ. الأُموي: الثَّمُومُ من الغنم التي تَقْلَع الشيء بفيها، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ، والعرب تقول للشيء الذي لا يَعسُر تَناوُلُه: هو على طَرَف الثُّمام، وذلك أَن الثُّمامَ لا يَطول فيَشُقّ تناوُلُه. أَبو الهيثم: تقول العرب في التشبيه هو أَبوه على طَرَف الثُّمَّة إذا كان يُشْبهه، وبعضهم يقول الثَّمَّة، مفتوحة. قال: والثُّمَّة الثُّمام إذا نُزِع فجعل تحت الأَساقي. يقال: ثَمَمْتُ السِّقاء أَثُمُّه إذا جعلت تحتَه الثُّمَّة، ويقال: ثُمَّ لها أَي اجْمع لها. وثَمَّ الشيءَ يَثُمُّه وثَمَّمَهُ: وطِئَه، والاسم الثُّمُّ، وكذلك ثَمَّ الوَطْأَة. وثَمَّمَ الكثيرُ: لغة في ثَمَّمَ ويقال ذلك على الثُّمَّة، يضرَب مثلاً في النجاح. وانْثَمَّ الشيخ انْثِماماً: ولَّى وكَبِرَ وهَرِمَ. وثَمَّ الطَّعامَ ثَمّاً: أَكلَ جَيِّده. وما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقيهم وآنِيتَهُم، والرُّمُّ مَرمَّةُ البيت. وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً أَي قليلاً ولا كثيراً، لا يُستعمل إِلاَّ في النفي. قال أَبو منصور: الثُّمُّ والرُّمُّ صحيح من كلام العرب. قال أَبو عمرو: الثُّمُّ الرُّمُّ؛ وأَنشد لأَبي سلمة المحاربي: |ثَمَمْت حوائجي ووَذَأْتُ عَمْراً،||فبئس مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغاب،| ثَمَمْت: أَصلحت؛ ومنه قولهم: كنَّا أَهل ثُمِّه ورُمِّه. والثُّمامُ: شجر، واحدته ثُمامة وثُمَّة؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: لا أَدري كيف ذلك، وبه فسر قولهم: هو لك على رأْس الثُّمَّةِ، وبها سمي الرجل ثُمامة. والثُّمام: نبت ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص، وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاص البيوت؛ قال الشاعر يصف ضعيف الثُّمام: |ولو أَنّ ما أَبْقَيْت مِني مُعَلَّقٌ||بعُودِ ثُمامٍ، ما تأَوَّدَ عُودُها| وفي حديث عمر: اغْزوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قبل أَن يصير ثُماماً ثم رُماماً ثم حُطاماً؛ والثُّمام: نبت ضعيف قصير لا يطول، والرُّمامُ: البالي، والحُطامُ: المتَكسِّر المُتَفَتِّت؛ المعنى: اغْزُوا وأَنتم تُنْصَرون وتُوفِّرُون غنائمكم قبل أَن يَهِنَ ويَضْعُف ويصير كالثُّمام والثُّمام: ما يَبِس من الأَغْصان التي توضَع تحت النَّضَدِ. وبيتٌ مَثْمومٌ: مُغَطىًّ بالثُّمامِ، وكذلك الوَطْب، وهو على طَرَف الثُّمام أَي ممكن لا مُحال؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري: الثُّمامُ أَنواع: فمنها الضَّعَة ومنها الجَليلةُ ومنها الغَرَفُ، وهو شبيه بالأَسَل وتُتَّخذ منه المَكانِس ويُظَلَّل به المَزاد فيُبَرِّد الماء. وشاة ثَمومٌ: تأْكل الثُّمامَ، وقد قلنا إِنها التي تقلَع الشيء بفِيها. ابن السكيت: ثَمَّمْتُ العَظْم تَثْميماً، وذلك إذا كان عَنِتاً فأَبَنْتَه. والثَّمِيمةُ: التّامورةُ المشدودةُ الرأْس، وهي الثِّفالُ وهي الإِبريقُ. وثَمَّ، بفتح الثاء: إِشارة إلى المكان؛ قال الله عز وجل: وإِذا رأَيت ثَمَّ رأَيت نَعيماً؛ قال الزجاج: ثَمَّ يعني به الجَنَّة، والعامل في ثمَّ معنى رأَيت، المعنى وإِذا رميت ببصَرك ثَمَّ؛ وقال الفراء: المعنى إذا رأَيت ما ثَمَّ رأَيت نَعيماً، وقال الزجاج: هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ على هذا التفسير، ولا يجوز إِسقاط الموصول وتَرْكُ الصِّلة، ولكن رأَيت متعدٍّ في المعنى إِلى ثَمَّ. وأَما قول الله عز وجل: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وجْهُ الله، فإِن الزجاج قال أَيضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، ولكنه مبني على الفتح ولا يجوز أَن يكون ثَمّاً زيدٌ وإِنما بُنيَ على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّ في المكان: إِشارة إِلى مكان مُنْزاحٍ عنك، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قال: ولا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح، وأَما هنا فهو إِشارة إِلى القريب منك. وثَمَّ: بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة هنا للتقريب. قال أَبو إِسحق: ثَمَّ في الكلام إِشارة بمنزلة هناك زيد، وهو المكان البعيد منك، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّتَ أَيضاً: بمعنى ثَمَّ. وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ، كلها: حرف نَسَق والفاء في كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال. الليث: ثُمَّ حرف من حروف النَّسَق لا يُشَرِّك ما بعدَها بما قبلها إِلا أَنها تبيّن الآخر من الأَوّل، وأَما قوله: خلَقكم من نفسٍ واحدةٍ ثم جعَل منها زَوْجَها، والزَّوْج مخلوق قبل الولد، فالمعنى أَن يُجْعَل خلْقُه الزوجَ مردوداً على واحدةٍ، المعنى خلقها واحدة ثم جعل منها زَوْجَها، ونحو ذلك قال الزجاج، قال: المعنى خلقكم من نفسٍ خلقها واحدة ثمَّ جعل منها زَوجَها أَي خلق منها زوجَها قبلكم؛ قال: وثُمَّ لا تكون في العُطوف إِلاَّ لشيء بعد شيء، والعرب تزيد في ثُمَّ شاءً تقول فعلت كذا وكذا ثُمَّت فعلت كذا؛ وقال الشاعر: |ولقد أَمُرُّ على اللَّئِيم يَسُبُّنـي،||فمضَيْت ثُمَّت قلت: لا يَعْنِيني| وقال الشاعر: ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشجاعْ وثُمَّ: حرف عطف يدل على الترتيب والتراخي. ثمن[عدل] الثُّمُن والثُّمْن من الأَجزاء: معروف، يطِّرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور، وهي الأَثمان. أَبو عبيد: الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ، وهو جزء من الثمانية؛ وأَنشد أَبو الجراح ليزيد بن الطَّثَرِيَّة فقال: وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حين أَوْخَشُوا، فما صارَ لي في القَسْمِ إلا ثَمينُها. أَوْخَشُوا: رَدُّوا سِهامَهم في الرَّبابةِ مرة بعد مرة. وثَمَنَهم يَثْمُنُهم، بالضم، ثَمْناً: أَخذ ثمْنَ أَموالهم. والثَّمانيةُ من العدد: معروف أَيضاً، قال: ثَمانٍ عن لفظ يَمانٍ، وليس بنَسبٍ، وقد جاء في الشعر غير مصروف؛ حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب؛ وأَنشد لابن مَيَّادة: |يَخْدُو ثمانيَ مُولَعاً بِلِقاحهـا،||حتى هَمَمْنَ بزَيْغةِ الإرْتاج| قال ابن سيده: ولم يَصْرِفْ ثَمانيَ لشبَهِها بجَوارِيَ لَفْظاً لا معنى؛ أَلا ترى أَن أَبا عثمان قال في قول الراجز: |ولاعبِ بالعشيّ بـينَـهـا،||كفِعْل الهِرّ يَحْتَرِشُ العَظايا| |فأَبْـعَـدَه الإلـه ولا يُؤتَّـى،||ولا يُشْفَى من المَرضِ الشَّفايا| إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ في العظَايا والشِّفايا بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وصَلاية، يريد أَنه صحَّح الياء وإن كانت طَرَفاً، لأَنه شبَّه الأَلف التي تحدُث عن فتحة النصب بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وعَباية، فكما أَنَّ الهاء فيها صحَّحت الياءَ قبلها، فكذلك أَلفُ النصب الذي في العَظايا والشِّفايا صحَّحت الياء قبلها، قال: هذا قول ابن جني، قال: وقال أَبو عليّ الفارسي أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ؛ قال ابن جني: فقلت له: فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب? فقال: لأَنها ليست بجمع مكسر كصحارٍ، قلت له: نعم ولو لم تكن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّة نحو عَتاهية وكراهِية وسَباهية، فقال: نعم هو كذلك، وحكى ثعلب ثمانٌ في حدّ الرفع؛ قال: |لها ثَنايا أَرْبَعٌ حِسانُ،||وأَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ| وقد أَنكروا ذلك وقالوا: هذا خطأ. الجوهري: ثمانيةُ رجالٍ وثماني نِسْوة، وهو في الأَصل منسوب إلى الثُّمُن لأَنه الجزء الذي صيَّر السبعةَ ثمانيةً، فهو ثُمُنها، ثم فتحوا أَوله لأَنهم يغيِّرون في النسب كما قالوا دُهْريٌّ وسُهْليٌّ، وحذفوا منه إحدى ياءَي النسب، وعَوَّضوا منها الأَلِفَ كما فعلوا في المنسوب إلى اليمن، فثَبَتتْ ياؤُه عند الإضافة، كما ثبتت ياءُ القاضي، فتقول ثماني نِسْوةٍ وثماني مائة، كما تقول قاضي عبد الله، وتسقُط مع التنوين عند الرفع والجر، وتثبُت عند النصب لأَنه ليس بجمع، فيَجري مَجْرى جَوارٍ وسَوارٍ في ترك الصرف، وما جاء في الشعر غيرَ مصروفٍ فهو على توهّم أَنه جمع؛ قال ابن بري يعني بذلك قولَ ابن مَيّادة: يَحْدو ثمانِيَ مُولَعاً بلِقاحِها قال: وقولهم الثوبُ سَبْعٌ في ثمانٍ، كان حقُّه أَن يقال ثمانية لأَن الطُّول يُذْرَع بالذراع وهي مؤنثة، والعَرْضُ يُشْبَر بالشِّبر وهو مذكَّر، وإنما أَنثه لمَّا لم يأْت بذكر الأَشبار، وهذا كقولهم: صُمْنا من الشهر خَمْساً، وإنما يريد بالصَّوْم الأَيام دون الليالي، ولو ذكَر الأَيام لم يَجِدْ بُدّاً من التذكير، وإن صغَّرت الثمانيةَ فأَنت بالخيار، إن شئت حذَفْت الأَلِف وهو أَحسَن فقلت ثُمَيْنِية، وإن شئت حذفت الياء فقلت ثُمَيِّنة، قُلِبت الأَلف ياء وأُدغمت فيها ياء التصغير، ولك أَن تعوّض فيهما. وثَمَنَهم يَثْمِنُهم، بالكسر، ثَمْناً: كان لهم ثامِناً. التهذيب: هُنَّ ثمانِيَ عَشْرة امرأَة، ومررت بثمانيَ عشرة امرأَة: قال أَبو منصور: وقول الأَعشى: |ولقد شَرِبْتُ ثَمانياً وثمـانـيا،||وثمانِ عَشْرةَ واثنَتَين وأَرْبَعا| قال: ووجْه الكلام بثمانِ عشْرة، بكسر النون، لتدل الكسرةُ على الياء وتَرْكِ فتحة الياء على لغة من يقول رأَيت القاضي، كما قال الشاعر: كأَنَّ أَيديهنّ بالقاع القَرِق وقال الجوهري: إنما حذف الياء في قوله وثمانِ عشْرة على لغة من يقول طِوالُ الأَيْدِ، كما قال مُضرِّس بن رِبْعيٍّ الأَسَديّ: |فَطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ،||دَوامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السِّريحا| قال شمر: ثَمَّنْت الشيء إذا جمعته، فهو مُثَمَّن. وكساء ذو ثمانٍ: عُمِل من ثمانِ جِزّات؛ قال الشاعر في معناه: |سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ،||خَصيفٌ تُبْرِمِين له جُفالا| وأَثَمَنَ القومُ: صاروا ثمانية. وشيء مُثَمَّنٌ: جعل له ثمانية أَركان. والمُثَمَّن من العَروض: ما بُنِيَ على ثمانية أَجزاء. والثِّمْنُ: الليلة الثامنة من أَظماء الإبل. وأَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت إبلُه ثِمْناً، وهو ظِمءٌ من أَظمائها. والثمانونَ من العدد: معروفٌ، وهو من الأَسماء التي قد يوصف بها؛ أَنشد سيبويه قول الأَعشى: |لئن كنتُ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً،||ورُقِّيت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّـم| وصف بالثمانين وإن كان اسماً لأَنه في معنى طويل. الجوهري: وقولهم هو أَحمقُ من صاحب ضأْنٍ ثمانين، وذلك أَن أَعرابيّاً بَشَّرَ كِسْرى ببُشْرى سُرَّ بها، فقال: اسْأَلني ما شئتَ، فقال: أَسأَلُك ضأْناً ثمانين؛ قال ابن بري: الذي رواه أَبو عبيدة أَحمقُ من طالب شأْن ثمانين، وفسره بما ذكره الجوهري، قال: والذي رواه ابن حبيب أَحمقُ من راعي ضأْنٍ ثمانين، وفسره بأَنَّ الضأْنَ تَنْفِرُ من كل شيء فيَحتاج كلَّ وقت إلى جمعها، قال: وخالف الجاحظُ الروايتين قال: وإنما هو أَشْقى من راعي ضأْن ثمانين، وذكر في تفسيره لأَن الإبل تتَعشَّى وتربِضُ حَجْرةً تجْتَرُّ، وأَن الضأْن يحتاج راعيها إلى حِفْظها ومنعها من الانتشار ومن السِّباع الطالبة لها، لأَنها لا تَبرُك كبُروكِ الإبل فيستريح راعيها، ولهذا يتحكَّمُ صاحب الإبل على راعيها ما لا يتحكَّم صاحبُ الضأْن على راعيها، لأَن شَرْطَ صاحب الإبل على الراعي أَن عليك أَن تَلوطَ حَوْضَها وترُدَّ نادَّها، ثم يَدُك مبسوطةٌ في الرِّسْل ما لم تَنْهَكْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ، فيقول: قد الْتزَمْتُ شرْطك على أَن لا تذكر أُمّي بخير ولا شرٍّ، ولك حَذْفي بالعصا عند غضَبِك، أَصَبْت أَم أَخْطَأْت، ولي مَقعدي من النار وموضع يَدِي من الحارّ والقارّ، وأَما ابن خالويه فقال في قولهم أَحمقُ من طالب ضأْنٍ ثمانين: إنه رجل قضى للنبي، صلى الله عليه وسلم، حاجَته فقال: ائتِني المدينةَ، فجاءه فقال: أَيُّما أَحبُّ إليك: ثمانون من الضأْنِ أَم أَسأَل الله أَن يجعلك معي في الجنة? فقال: بل ثمانون من الضأْن، فقال: أَعطوه إياها، ثم قال: إن صاحبةَ موسى كانت أَعقلَ منك، وذلك أَن عجوزاً دلَّتْه على عظام يوسف، عليه السلام، فقال لها موسى، عليه السلام: أَيُّما أَحبُّ إليكِ أَن أَسأَل الله أَن تكوني معي في الجنة أَم مائةٌ من الغنم? فقالت: بل الجنة. والثَّماني: موضعٌ به هضَبات؛ قال ابن سيده: أُراها ثمانيةً؛ قال رؤبة: أَو أَخْدَرِيّاً بالثماني سُوقُها وثَمينةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤيّة: |بأَصْدَقَ بأْساً من خليلِ ثَـمـينةٍ||وأَمْضَى، إذا ما أَفْلَط القائمَ اليدُ| والثَّمَنُ: ما تستحقّ به الشيءَ. والثَّمَنُ: ثمنُ البيعِ، وثمَنُ كلّ شيء قيمتُه. وشيء ثَمينٌ أَي مرتفعُ الثَّمَن. قال الفراء في قوله عز وجل: ولا تَشْتَروا بآياتي ثَمَناً قليلاً؛ قال: كل ما كان في القرآن من هذا الذي قد نُصِب فيه الثَّمَنُ وأُدخلت الباء في المَبِيع أَو المُشْتَرَى فإن ذلك أَكثر ما يأْتي في الشَّيئين لا يكونان ثَمَناً معلوماً مثل الدنانير والدراهم، فمن ذلك اشتريت ثوباً بكساء، أَيهما شئت تجعله ثمناً لصاحبه لأَنه ليس من الأَثمان، وما كان ليس من الأَثمان مثل الرَّقِيق والدُّور وجميعِ العروض فهو على هذا، فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثَّمَن، كما قال في سورة يوسف: وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دراهِم، لأَن الدراهم ثمن أَبداً، والباء إنما تدخل في الأَثْمانِ، وكذلك قوله: اشْتَرَوْا بآياتي ثمناً قليلاً، واشترَوا الحياةَ الدنيا بالآخرة والعذاب بالمغفرة؛ فأَدْخِل الباءَ في أَيِّ هذين شئت حتى تصير إلى الدراهم والدنانير فإنك تُدْخِل الباء فيهن مع العروض، فإذا اشتريت أَحدَ هذين، يعني الدنانيرَ والدراهم، بصاحبه أَدخلت الباء في أَيّهما شئت، لأَن كل واحد منهما في هذا الموضع مَبِيعٌ وثَمَنٌ، فإذا أَحْبَبْت أَن تعرف فَرْقَ ما بين العُروض والدراهم، فإنك تعلم أَنَّ مَنِ اشترى عبداً بأَلف دينار أَو أَلِفِ درهم معلومة ثم وجد به عيباً فردّه لم يكن على المشتري أَن يأْخذ أَلْفَه بعينها، ولكن أَلْفاً، ولو اشترى عبداً بجارية ثم وجد به عيباً لم يرجع بجارية أُخرى مثلها، وذلك دليل على أَن العُروض ليست بأَثمان. وفي حديث بناء المسجد: ثامِنُوني بحائِطِكُم أَي قَرِّرُوا مَعي ثَمَنَه وبِيعُونِيهِ بالثَّمَنِ. يقال: ثامَنْتُ الرجلَ في المَبيع أُثامِنُه إذا قاوَلْتَه في ثَمَنِه وساوَمْتَه على بَيْعِه واْشتِرائِه. وقولُه تعالى: واشْتَرَوا به ثمناً قليلاً؛ قيل معناه قبلوا على ذلك الرُّشى وقامت لهم رِياسةٌ، والجمع أَثْمانٌ وأَثْمُنٌ، لا يُتَجاوَزُ به أَدْنى العدد؛ قال زهيرفي ذلك: |مَنْ لا يُذابُ له شَحْمُ السَّدِيفِ إذا||زارَ الشِّتاءُ، وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ| ومن روى أَثْمَن البُدُنِ، بالفتح، أَراد أَكثَرها ثَمَناً وأَنَّث على المعنى، ومن رواه بالضم، فهو جمع ثَمَن مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ، ويروى:شحمُ النَّصيبِ؛ يريد نصيبه من اللحم لأَنه لا يَدَّخِرُ له منه نَصيباً، وإنما يُطْعِمُه، وقد أَثْمَنَ له سلعته وأَثْمَنَهُ. قال الكسائي: وأَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه وأَثْمَنْتُ له بمعنى واحدٍ. والمِثْمَنَة: المِخْلاةُ؛ حكاها اللحياني عن ابن سنبل العُقَيْلي. والثَّماني: نَبْتٌ؛ لم يَحْكِه غيرُ أَبي عبيد. الجوهري: ثمانية اسم موضع. ثنت[عدل] الثَّنِتُ: المُنْتِنُ. ثَنِتَ اللحمُ، بالكسر، ثَنَتاً: تغَيَّرَ وأَنْتَنَ، وكذلك الجُرْحُ. ولِثَةٌ ثَنِتَةٌ مسْتَرخِية دامِيَة، وكذلك الشَّفَةُ، وقد ثَنِتَتْ. ولَحْمٌ ثَنِتٌ: مُسْترْخٍ؛ ونَثِتَ مثلُه، بتقديم النون. ثنتل[عدل] رجل ثِنْتِلٌ: قَذِرٌ. ثنجر[عدل] قال أَبو حنيفة: الثِّنْجارُ نُقْرَةٌ من الأَرض يدوم نَداها وتنبت، والثِّنْجارَةُ إِلا أَنها تنبت العَضْرَس. ابن الأَعرابي: الثِّنْجارَةُ والثَّبْجارَةُ: الحفرة التي يحفرها ماء المَرازِب. ثند[عدل] الثُّنْدُوَةُ: لحم الثَّدْي، وقيل: أَصله، وقال ابن السكيت: هي الثَّنْدُوَة للحم الذي حول الثَّدْي، غير مهموز، ومن همزها ضم أَوّلها فقال: ثُنْدُؤَة، ومن لم يهمز فتحه؛ وقال غيره: الثُّنْدُوَةُ للرجل، والثدي للمرأَة؛ وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: عاري الثُّنْدُوَتَيْنِ؛ أَراد أَنه لم يكن على ذلك الموضع لحم. وفي حديث ابن عمرو بن العاص: في الأَنف إذا جُدعَ الدية كاملة، وإِن جدعت ثُنْدُوَتُه فنصف العقل. قال ابن الأَثير: أَراد بالثندوة في هذا الموضع رَوْثَةَ الأَنف، وهي طرفه ومقدمه. ثنط[عدل] الليث: الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ من الأَرض والنباتُ إذا صدَع الأَرضَ وظهر، قال: وفي الحديث كانت الأَرض تَمِيدُ فوقَ الماء فَثَنطها اللّهُ بالجبال فصارت لها أَوْتاداً؛ ابن الأَعرابي: الثنْطُ الشَّقُّ والنَّثْطُ التثقيل؛ ومنه خبر كعب: إِن اللّه تعالى لما مَدَّ الأَرضَ مادَتْ فثَنَطَها بالجبال أَي شقَّها فصارت كالأَوْتادِ لها، ونَثَطها بالآكامِ فصارت كالمُثْقِلاتِ لها، قال أَبو منصور: فرق ابن الأَعرابي بين الثَّنْط والنَّثْط، فجعل الثَّنْطَ شَقّاً، وجعل النَّثْطَ إِثْقالاً، قال: وهما حَرفان غَريبان، قال: ولا أَدري أَعربيان أَم دخيلان؛ قال ابن الأَثير: وما جاء إِلا في حديث كعب، قال: ويروى بالباء بدل النون من التثبيط، وهو التعويق. ثنن[عدل] الثِّنُّ، بالكسر: يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض إذا كثر ورَكِبَ بعضُه بعضاً، وقيل: هو ما اسْوَدَّ من جميع العِيدانِ ولا يكون من بَقْلٍ ولا عُشْبٍ. وقال ابن دريد: الثِّنُّ حُطامُ اليَبِيس؛ وأَنشد: |فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّـنِّ،||بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضةِ المُغِنِّ| الأَصمعي: إذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فهو حُطامٌ، فإذا ارتكب بعضُه على بعضٍ فهو الثِّنُّ، فإذا اسوَدَّ من القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ. وقال ثعلب: الثِّنُّ الكَلأُ؛ وأَنشد الباهلي: يا أَيُّها الفَصِيلُ ذَا المُعَنِّي، إنَّكَ دَرْمانُ فصَمِّتْ عَنِّي، تَكْفي اللَّقُوحَ أَكْلةٌ من ثِنِّ، ولَمْ تَكُنْ آثَرَ عِندِي مِنِّـي ولَمْ تَقُمْ في المَأْتَمِ المُرِنِّ. يقول: إذا شرب الأَضيافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنِّ فعادَ لَبَنُها، وصَمِّت أَي اصْمُتْ، قال ابن بري: الشعر للأَخوص بن عبد الله الرِّياحي، والأَخوص بخاء معجمة، واسمه زيد بنُ عمرو بن قيس بن عَتّاب بن هرمي ابن رياح. ابن الأَعرابي: الثِّنانُ النّباتُ الكثير المُلْتَفُّ. وقال: ثَنْثَنَ إذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إذا عَرِقَ عَرَقاً كثيراً. الجوهري: الثُّنّة الشَّعَراتُ التي في مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّةِ التي أُسْبِلَتْ على أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ، والجمع الثُّنَنُ؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي: |فبِتُّ أَمْريها وأَدنو للثُّنَـنْ،||بِقاسِحِ الجلْدِ مَتينٍ كالرِّسَنْ| والثُّنَّة من الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وهي شعرات مُدَلاّةٌ مُشْرِفات من خَلْف؛ قال: وأَنشد الأَصمعي لربيعة بن جُشَم رجل من النَّمِر بن قاسِط، قال: وهو الذي يَخْلط بشعرِه شعرَ امرئ القيس، وقيل هو لامرئ القيس: |لَها ثُنَنٌ كخَوافي العُـقَـا||ب، سُودٌ يَفِينَ، إذا تَزْبَئِرّ| قوله: يَفِين، غير مهموز، أَي يَكْثُرن. يقال: وَفَى شَعرُه، يقول: لَيْست بمُنْجَردة لا شعر عليها. وفي حديث فتح نُهاوَنْد: وبلَغَ الدمُ ثُنَنَ الخَيْل؛ قال: الثُّنَنُ شعَرات في مُؤَخَّر الحافر من اليَدِ والرِّجْل. وثَنَّن الفرسُ: رَفَع ثُنَّتَه أَن يَمَسَّ الأَرض في جَرْيه من خِفَّتِه. قال أَبو عبيد: في وَظِيفَي الفرس ثُنَّتان، وهو الشعر الذي يكون على مُؤخَّر الرُّسْغ، فإن لم يكن ثَمَّ شعرٌ فهو أَمْرَدُ وأَمْرَطُ. ابن الأَعرابي: الثُّنَّة من الإنسان ما دون السرّة فوق العانة أَسفل البطن، ومن الدوابِّ الشعر الذي على مؤخَّر الحافِر في الرُّسْغ. قال: وثَنَّنَ الفرسُ إذا رَكِبَه الثقيلُ حتى تُصِيبَ ثُنَّتُه الأَرض، وقيل: الثُّنَّةُ شعرُ العانة. وفي الحديث: أَن آمِنةَ قالت لمَّا حملت بالنبيّ، صلى الله عليه وسلم، واللهِ ما وَجَدْتُه في قَطَنٍ ولا ثُنَّة وما وَجَدته إلاّ على ظهر كَبِدي؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهر، والثُّنَّة: أَسفل البطن. وفي مَقْتَل حمزة سيّد الشهداء، رضي الله عنه: أَن وَحْشياً قال سَدَّدْتُ حَرْبَتي يوم أُحُدٍ لثُنَّته فما أَخطأْتُها، وهذان الحديثان. يُقَوِّيان قول الليث في الثُّنَّة. وفي حديث فارِعَة أُخْت أُمَيَّة: فشَقَّ ما بين صَدْره إلى ثُنَّتِه. وثُنانُ: بُقْعة؛ عن ثعلب. ثني[عدل] ثَنَى الشيءَ ثَنْياً: ردَّ بعضه على بعض، وقد تَثَنَّى وانْثَنَى. وأَثْناؤُه ومَثانِيه: قُواه وطاقاته، واحدها ثِنْي ومَثْناة ومِثْناة؛ عن ثعلب. وأَثْناء الحَيَّة: مَطاوِيها إذا تَحَوَّتْ. وثِنْي الحيّة:انْثناؤُها، وهو أَيضاً ما تَعَوَّج منها إذا تثنت، والجمع أَثْناء؛ واستعارة غيلان الرَّبَعِي لليل فقال: |حتى إذا شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْماءْ،||وساقَ لَيْلاً مُرْجَحِنَّ الأَثْناءْ| وهو على القول الآخر اسم. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليسَ بالطويل المُتَثَنّي؛ هو الذاهب طولاً، وأَكثر ما يستعمل في طويل لا عَرْض له. وأَثْناء الوادِي: مَعاطِفُه وأَجْراعُه. والثِّنْي من الوادي والجبل: مُنْقَطَعُه. ومَثاني الوادي ومَحانِيهِ: مَعاطِفُه. وتَثَنَّى في مِشيته. والثِّنْي: واحد أَثْناء الشيء أَي تضاعيفه؛ تقول: أَنفذت كذا ثِنْيَ كتابي أَي في طَيّه. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّقَ لكُمْ أَثْناءَه أَي ما انْثَنَى منه، واحدها ثِنْيٌ، وهي معاطف الثوب وتضاعيفه. وفي حديث أَبي هريرة: كان يَثْنِيه عليه أَثْناءً من سَعَتِه، يعني ثوبه. وثَنَيْت الشيء ثَنْياً: عطفته. وثَناه أَي كَفَّه. ويقال: جاء ثانياً من عِنانه. وثَنَيْته أَيضاً:صَرَفته عن حاجته، وكذلك إذا صرت له ثانياً. وثَنَّيْته تَثْنِية أَي جعلته اثنين. وأَثْناءُ الوِشاح: ما انْثنَى منه؛ ومنه قوله: تَعَرُّض أَثْناء الوِشاح المُفَصَّل وقوله: |فإِن عُدَّ من مَجْدٍ قديمٍ لِمَعْشَـر،||فَقَوْمي بهم تُثْنَى هُناك الأَصابع| يعني أَنهم الخيار المعدودون؛ عن ابن الأَعرابي، لأَن الخيار لا يكثرون. وشاة ثانِيَةٌ بَيِّنة الثِّنْي: تَثْني عنقها لغير علة. وثَنَى رجله عن دابته: ضمها إِلى فخذه فنزل، ويقال للرجل إذا نزل عن دابته. الليث:إِذا أَراد الرجل وجهاً فصرفته عن وجهه قلت ثَنَيْته ثَنْياً. ويقال: فلان لا يُثْنى عن قِرْنِه ولا عن وجْهه، قال: وإِذا فعل الرجل أَمراً ثم ضم إِليه أَمراً آخر قيل ثَنَّى بالأَمر الثاني يُثَنِّي تَثْنِية. وفي حديث الدعاء: من قال عقيب الصلاة وهو ثانٍ رِجْلَه أَي عاطفٌ رجله في التشهد قبل أَن ينهَض. وفي حديث آخر: من قال قبل أَن يَثْنيَ رِجْلَه؛ قال ابن الأَثير: وهذا ضد الأَول في اللفظ ومثله في المعنى، لأَنه أَراد قبل أَن يصرف رجله عن حالتها التي هي عليها في التشهد. وفي التنزيل العزيز: أَلا إِنهم يَثْنُون صُدورَهم؛ قال الفراء: نزلت في بعض من كان يلقى النبي، صلى الله عليه وسلم، بما يحب ويَنْطَوِي له على العداوة والبُغْض، فذلك الثَّنْيُ الإِخْفاءُ؛ وقال الزجاج: يَثْنُون صدورهم أَي يسرّون عداوة النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال غيره: يَثْنُون صدورهم يُجِنُّون ويَطْوُون ما فيها ويسترونه استخفاء من الله بذلك. وروي عن ابن عباس أَنه قرأَ: أَلا إِنَّهم تَثْنَوْني صدورهم، قال: وهو في العربية تَنْثَني، وهو من الفِعل افعَوْعَلْت. قال أَبو منصور: وأَصله من ثَنَيت الشيء إذا حَنَيْته وعَطَفته وطويته. وانْثَنى أَي انْعطف، وكذلك اثْنَوْنَى على افْعَوْعَل.واثْنَوْنَى صدره على البغضاء أَي انحنى وانطوى. وكل شيء عطفته فقد ثنيته.قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول لراعي إِبل أَوردها الماءَ جملة فناداه: أَلا واثْنِ وُجوهَها عن الماء ثم أَرْسِل مِنْها رِسْلاً رِسْلاً أَي قطيعاً، وأَراد بقوله اثْنِ وُجوهها أَي اصرف وجوهها عن الماء كيلا تزدحم على الحوض فتهدمه. ويقال للفارس إذا ثَنَى عنق دابته عند شدَّة حُضْرِه: جاء ثانيَ العِنان. ويقال للفرس نفسه: جاء سابقاً ثانياً إذا جاء وقد ثَنَى عنقه نَشاطاً لأَنه إذا أَعيا مدّ عنقه، وإِذا لم يجئ ولم يَجْهَد وجاء سيرُه عَفْواً غير مجهود ثَنى عنقه؛ ومنه قوله: |ومَن يَفْخَرْ بمثل أَبي وجَدِّي،||يَجِئ قبل السوابق، وهْو ثاني| أَي يجئ كالفرس السابق الذي قد ثَنى عنقه، ويجوز أَن يجعله كالفارس الذي سبق فرسُه الخيل وهو مع ذلك قد ثَنى من عنقه. والاثْنان: ضعف الواحد. فأَما قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إِلَهين اثنَين، فمن التطوّع المُشامِ للتوكيد، وذلك أَنه قد غَنِيَ بقوله إِلَهَيْن عن اثنين، وإِنما فائدته التوكيد والتشديد؛ ونظيره قوله تعالى:ومَنَاة الثالثةَ الأُخرى؛ أَكد بقولة الأُخرى، وقوله تعالى: فإِذا نُفخ في الصور نفخةٌ واحدةٌ، فقد علم بقوله نفخة أَنها واحدة فأَكد بقوله واحدة، والمؤنث الثِّنْتان، تاؤه مبدلة من ياء، ويدل على أَنه من الياء أَنه من ثنيت لأَن الاثنين قد ثني أَحدهما إِلى صاحبه، وأَصله ثَنَيٌ، يدلّك على ذلك جمعهم إِياه على أَثْناء بمنزلة أَبناء وآخاءٍ، فنقلوه من فَعَلٍ إِلى فِعْلٍ كما فعلوا ذلك في بنت، وليس في الكلام تاء مبدلة من الياء في غير افتعل إِلا ما حكاه سيبويه من قولهم أَسْنَتُوا، وما حكاه أَبو علي من قولهم ثِنْتان، وقوله تعالى: فإِن كانتا اثْنَتين فلهما الثلثان؛ إِنما الفائدة في قوله اثنتين بعد قوله كانتا تجردهما من معنى الصغر والكبر، وإِلا فقد علم أَن الأَلف في كانتا وغيرها من الأَفعال علامة التثنية. ويقال: فلان ثاني اثْنَين أَي هو أَحدهما، مضاف، ولا يقال هو ثانٍ اثْنَين، بالتنوين، وقد تقدم مشبعاً في ترجمة ثلث. وقولهم: هذا ثاني اثْنَين أَي هو أَحد اثنين، وكذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف إِلى العشرة، ولا يُنَوَّن، فإِن اختلفا فأَنت بالخيار، إِن شئت أَضفت، وإِن شئت نوّنت وقلت هذا ثاني واحد وثانٍ واحداً، المعنى هذا ثَنَّى واحداً، وكذلك ثالثُ اثنين وثالثٌ اثنين، والعدد منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر في الرفع والنصب والخفض إِلا اثني عشر فإِنك تعربه على هجاءين. قال ابن بري عند قول الجوهري والعدد منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر، قال: صوابه أَن يقول والعدد مفتوح، قال: وتقول للمؤنث اثنتان، وإِن شئت ثنتان لأَن الأَلف إِنما اجتلبت لسكون الثاء فلما تحركت سقطت. ولو سمي رجل باثْنين أَو باثْنَي عشر لقلت في النسبة إِليه ثَنَوِيٌّ في قول من قال في ابْنٍ بَنَوِيٌّ، واثْنِيٌّ في قول من قال ابْنِيٌّ؛ وأَما قول الشاعر: |كأَنَّ خُصْيَيْه مِنَ الـتَّـدَلْـدُلِ||ظَرْفُ عجوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ| أَراد أَن يقول: فيه حنظلتان، فأَخرج الاثنين مخرج سائر الأَعداد للضرورة وأَضافه إِلى ما بعده، وأَراد ثنتان من حنظل كما يقال ثلاثة دراهم وأَربعة دراهم، وكان حقه في الأَصل أَن يقول اثنا دراهم واثنتا نسوة، إِلاَّ أَنهم اقتصروا بقولهم درهمان وامرأَتان عن إِضافتهما إِلى ما بعدهما. وروى شمر بإِسناد له يبلغ عوف بن مالك أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإِمارة فقال: أَوَّلها مَلامة وثِناؤُها نَدامة وثِلاثُها عذابٌ يومَ القيامة إِلاَّ مَنْ عَدَل؛ قال شمر: ثِناؤها أَي ثانيها، وثِلاثها أَي ثالثها. قال: وأَما ثُناءُ وثُلاثُ فمصروفان عن ثلاثة ثلاثة واثنين اثنين، وكذلك رُباعُ ومَثْنَى؛ وأَنشد: |ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُنـاءَ ومَـوْحَـداً،||وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسِ الدَّابِرِ| وقال آخر: أُحاد ومَثْنَى أَضْعَفَتْها صَواهِلُه الليث: اثنان اسمان لا يفردان قرينان، لا يقال لأَحدهما اثْنٌ كما أَن الثلاثة أَسماء مقترنة لا تفرق، ويقال في التأْنيث اثْنَتان ولا يفردان، والأَلف في اثنين أَلف وصل، وربما قالوا اثْنتان كما قالوا هي ابنة فلان وهي بنته، والأَلف في الابنة أَلف وصل لا تظهر في اللفظ، والأَصل فيهما ثَنَيٌ، والأَلف في اثنتين أَلف وصل أَيضاً، فإِذا كانت هذه الأَلف مقطوعة في الشعر فهو شاذ كما قال قيس بن الخَطِيم: |إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْن سِرٌّ، فإِنه||بِنثٍّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ| غيره: واثنان من عدد المذكر، واثنتان للمؤنث، وفي المؤَنث لغة أُخرى ثنتان بحذف الأَلف، ولو جاز أَن يفرد لكان واحده اثن مثل ابن وابنة وأَلفه أَلف وصل، وقد قطعها الشاعر على التوهم فقال: |أَلا لا أَرى إِثْنَيْنِ أَحْـسـنَ شِـيمةً،||على حدثانِ الدهرِ، مني ومنْ جُمْل| والثَّنْي: ضَمُّ واحد إِلى واحد، والثِّنْيُ الاسم، ويقال: ثِنْيُ الثوب لما كُفَّ من أَطرافه، وأَصل الثَّنْي الكَفّ. وثَنَّى الشيءَ: جعله اثنين، واثَّنَى افتعل منه، أَصله اثْتنَى فقلبت الثاء تاء لأَن التاء آخت الثاء في الهمس ثم أُدغمت فيها؛ قال: |بَدا بِأَبي ثم اتَّنى بأَبي أَبـي،||وثَلَّثَ بالأَدْنَيْنَ ثَقْف المَحالب| هذا هو المشهور في الاستعمال والقويّ في القياس، ومنهم من يقلب تاء افتعل ثاء فيجعلها من لفظ الفاء قبلها فيقول اثَّنى واثَّرَدَ واثَّأَرَ، كما قال بعضهم في ادَّكر اذَّكر وفي اصْطَلحوا اصَّلحوا. وهذا ثاني هذا أَي الذي شفعه. ولا يقال ثَنَيْته إِلاَّ أَن أَبا زيد قال: هو واحد فاثْنِه أَي كن له ثانياً. وحكى ابن الأَعرابي أَيضاً: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير فإِذا أَراد النُّهوض لم يقدر في مرة ولا مرتين ولا في الثالثة. وشَرِبْتُ اثْنَا القَدَح وشرِبت اثْنَيْ هذا القَدَح أَي اثنين مِثلَه، وكذلك شربت اثْنَيْ مُدِّ البصرة، واثنين بِمدّه البصرة. وثَنَّيتُ الشيء: جعلته اثنين. وجاء القوم مَثْنى مَثْنى أَي اثنين اثنين. وجاء القوم مَثْنى وثُلاثَ غير مصروفات لما تقدم في ث ل ث، وكذلك النسوة وسائر الأَنواع، أَي اثنين اثنين وثنتين ثنتين. وفي حديث الصلاة صلاة الليل: مَثْنى مَثْنى أَي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم، فهي ثُنائِية لا رُباعية. ومَثْنَى: معدول من اثنين اثنين؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: |فما حَلَبَتْ إِلاَّ الثَّلاثة والثُّنَى،||ولا قَيَّلَتْ إِلاَّ قريباً مَقالُهـا| قال: أَراد بالثلاثة الثلاثة من الآنية، وبالثُّنَى الاثنين؛ وقول كثير عزة: |ذكرتَ عَطاياه، وليْستْ بحُجَّة||عليكَ، ولكن حُجَّةٌ لك فَاثْنِني| قيل في تفسيره: أَعطني مرة ثانية ولم أَره في غير هذا الشعر. والاثْنانِ: من أَيام الأُسبوع لأَن الأَول عندهم الأَحد، والجمع أَثْناء، وحكى مطرز عن ثعلب أَثانين، ويومُ الاثْنين لا يُثَنى ولا يجمع لأَنه مثنّىً، فإِن أَحببت أَن تجمعه كأَنه صفة الواحد، وفي نسخة كأَن لَفْظَه مبنيٌّ للواحد، قلت أَثانِين، قال ابن بري: أَثانين ليس بمسموع وإِنما هو من قول الفراء وقِياسِه، قال: وهو بعيد في القياس؛ قال: والمسموع في جمع الاثنين أَثناء على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب أن فلاناً ليصوم الأَثْناء وبعضهم يقول ليصوم الثُّنِيَّ على فُعول مثل ثُدِيٍّ، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثِّنَى، قال: وأَما قولهم اليومُ الاثْنانِ، فإِنما هو اسم اليوم، وإِنما أَوقعته العرب على قولك اليومُ يومان واليومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، ولا يُثَنَّى، والذين قالوا اثْنَيْ جعلوا به على الاثْن، وإِن لم يُتَكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء والأربعاء يعني أَنه صار اسماً غالباً؛ قال اللحياني: وقد قالوا في الشعر يوم اثنين بغير لام؛ وأَنشد لأَبي صخر الهذلي: |أَرائحٌ أَنت يومَ اثنينِ أَمْ غادي،||ولمْ تُسَلِّمْ على رَيْحانَةِ الوادي?| قال: وكان أَبو زياد يقول مَضى الاثْنانِ بما فيه، فيوحِّد ويذكِّر، وكذا يَفْعل في سائر أَيام الأُسبوع كلها، وكان يؤنِّث الجمعة، وكان أَبو الجَرَّاح يقول: مضى السبت بما فيه، ومضى الأَحد بما فيه، ومضى الاثْنانِ بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهن، ومضى الأربعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، ومضت الجمعة بما فيها، كان يخرجها مُخْرج العدد؛ قال ابن جني: اللام في الاثنين غير زائدة وإِن لم تكن الاثنان صفة؛ قال أَبو العباس: إِنما أَجازوا دخول اللام عليه لأَن فيه تقدير الوصف، أَلا ترى أَن معناه اليوم الثاني? وكذلك أَيضاً اللام في الأَحد والثلاثاء والأَربعاء ونحوها لأَن تقديرها الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس والجامع والسابت، والسبت القطع، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن الله عز وجل خلق السموات والأَرض في ستة أَيام أَولها الأَحد وآخرها الجمعة، فأَصبحت يوم السبت منسبتة أَي قد تمت وانقطع العمل فيها، وقيل: سمي بذلك لأَن اليهود كانوا ينقطعون فيه عن تصرفهم، ففي كلا القولين معنى الصفة موجود. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن اثْنَويّاً أَي ممن يصوم الاثنين وحده. وقوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ المثاني من القرآن: ما ثُنِّيَ مرة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل لها مَثَانٍ لأَنها يُثْنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل ركعة؛ قال أَبو الهيثم: سميت آيات الحمد مثاني، واحدتها مَثْناة، وهي سبع آيات؛ وقال ثعلب: لأَنها تثنى مع كل سورة؛ قال الشاعر: الحمد لله الذي عافاني، وكلَّ خيرٍ صالحٍ أَعطاني، رَبِّ مَثاني الآيِ والقرآن وورد في الحديث في ذكر الفاتحة: هي السبع المثاني، وقيل: المثاني سُوَر أَوَّلها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المِئِين؛ قال ابن بري:كأَن المِئِين جعلت مبادِيَ والتي تليها مَثاني، وقيل: هي القرآن كله؛ ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت: |مَنْ للقَوافي بعدَ حَسَّانَ وابْنِـه?||ومَنْ للمثاني بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ?| قال: ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، من المثاني مما أُثْني به على الله تبارك وتقدَّس لأَن فيها حمد الله وتوحيدَه وذكر مُلْكه يومَ الدين، المعنى؛ ولقد آتَيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله عز وجل وآتيناك القرآن العظيم؛ وقال الفراء في قوله عز وجل: اللهُ نَزَّلَ أَحسَن الحديث كتاباً مُتشابهاً مَثانيَ؛ أَي مكرراً أَي كُرِّرَ فيه الثوابُ والعقابُ؛ وقال أَبو عبيد: المَثاني من كتاب الله ثلاثة أَشياء، سَمَّى اللهُ عز وجل القرآن كله مثانيَ في قوله عز وجل: الله نزل أَحسن الحديث كتاباً متشابهاً مَثاني؛ وسَمَّى فاتحةَ الكتاب مثاني في قوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ قال: وسمي القرآن مَثاني لأَن الأَنْباء والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فيه، ويسمى جميع القرآن مَثانيَ أَيضاً لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. قال الأَزهري: قرأْت بخط شَمِرٍ قال روى محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبد الله أَن المثاني ست وعشرون سورة وهي: سورة الحج، والقصص، والنمل، والنور، والأَنفال، ومريم، والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإِبراهيم، وص، ومحمد، ولقمان، والغُرَف، والمؤمن، والزُّخرف، والسجدة، والأَحقاف، والجاثِيَة، والدخان، فهذه هي المثاني عند أَصحاب عبد الله، وهكذا وجدتها في النسخ التي نقلت منها خمساً وعشرين، والظاهر أَن السادسة والعشرين هي سورة الفاتحة، فإِما أَن أَسقطها النساخ وإِمّا أَن يكون غَنيَ عن ذكرها بما قدَّمه من ذلك وإِما أَن يكون غير ذلك؛ وقال أَبو الهيثم: المَثاني من سور القرآن كل سورة دون الطُّوَلِ ودون المِئِين وفوق المُفَصَّلِ؛ رُوِيَ ذلك عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس، قال: والمفصل يلي المثاني، والمثاني ما دُونَ المِئِين، وإِنما قيل لِمَا ولِيَ المِئِينَ من السُّوَر مثانٍ لأَن المئين كأَنها مَبادٍ وهذه مثانٍ، وأَما قول عبد الله بن عمرو: من أَشراط الساعة أَن توضَعَ الأَخْيار وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَن يُقْرَأَ فيهم بالمَثناةِ على رؤوس الناسِ ليس أَحَدٌ يُغَيّرُها، قيل: وما المَثْناة? قال: ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله كأَنه جعل ما اسْتُكتب من كتاب الله مَبْدَأً وهذا مَثْنىً؛ قال أَبو عبيدة: سأَلتُ رجلاً من أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد عرَفها وقرأَها عن المَثْناة فقال إِن الأَحْبار والرُّهْبان من بني إِسرائيل من بعد موسى وضعوا كتاباً فيما بينهم على ما أَرادوا من غير كتاب الله فهو المَثْناة؛ قال أَبو عبيد: وإِنما كره عبد الله الأَخْذَ عن أَهل الكتاب، وقد كانت عنده كتب وقعت إِليه يوم اليَرْمُوكِ منهم، فأَظنه قال هذا لمعرفته بما فيها، ولم يُرِدِ النَّهْيَ عن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسُنَّتِه وكيف يَنْهَى عن ذلك وهو من أَكثر الصحابة حديثاً عنه? وفي الصحاح في تفسير المَثْناةِ قال: هي التي تُسَمَّى بالفارسية دُوبَيْني، وهو الغِناءُ؛ قال: وأَبو عبيدة يذهب في تأْويله إِلى غير هذا.والمَثاني من أَوْتارِ العُود: الذي بعد الأَوّل، واحدها مَثْنىً. اللحياني: التَّثْنِيَةُ أَن يَفُوزَ قِدْحُ رجل منهم فيَنجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إِليهم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ، والأَول أَقْيَسُ وأَقْرَبُ إِلى الاشتقاق، وقيل: هو ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله. ومَثْنى الأَيادِي: أَن يُعِيدَ معروفَه مرتين أَو ثلاثاً، وقيل: هو أَن يأْخذَ القِسْمَ مرةً بعد مرة، وقيل: هو الأَنْصِباءُ التي كانت تُفْصَلُ من الجَزُور، وفي التهذيب: من جزور المَيْسِر، فكان الرجلُ الجَوادُ يَشْرِيها فَيُطْعِمُها الأَبْرامَ، وهم الذين لا يَيْسِرون؛ هذا قول أَبي عبيد: وقال أَبو عمرو: مَثْنَى الأَيادِي أَن يَأْخُذَ القِسْمَ مرة بعد مرة؛ قال النابغة: |يُنْبِيك ذُو عِرْضِهمْ عَنِّي وعالِمُهُـمْ،||وليس جاهلُ أَمْر مِثْلَ مَنْ عَلِـمَـا| |إِني أُتَمِّمُ أَيْسـارِي وأَمْـنَـحُـهُـمْ||مَثْنَى الأَيادِي، وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما| والمَثْنَى: زِمامُ الناقة؛ قال الشاعر: |تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنَّهُ||تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ| والثِّنْيُ من النوق: التي وضعت بطنين، وثِنْيُها ولدها، وكذلك المرأَة، ولا يقال ثِلْثٌ ولا فوقَ ذلك. وناقة ثِنْيٌ إذا ولدت اثنين، وفي التهذيب: إذا ولدت بطنين، وقيل: إذا ولدت بطناً واحداً، والأَول أَقيس، وجمعها ثُناءٌ؛ عن سيبويه، جعله كظِئْرٍ وظُؤارٍ؛ واستعاره لبيد للمرأَة فقال: |لياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْي مُصِـيفَة||من الأُدْم، تَرْتادُ الشُّرُوج القَوابِلا| والجمع أَثْناء؛ قال: قامَ إِلى حَمْراءَ مِنْ أَثْنائِها قال أَبو رِياش: ولا يقال بعد هذا شيء مشتقّاً؛ التهذيب: وولدها الثاني ثِنْيُها؛ قال أَبو منصور: والذي سمعته من العرب يقولون للناقة إذا ولدت أَول ولد تلده فهي بِكْر، وَوَلَدها أَيضاً بِكْرُها، فإِذا ولدت الولد الثاني فهي ثِنْيٌ، وولدها الثاني ثِنْيها، قال: وهذا هو الصحيح. وقال في شرح بيت لبيد: قال أَبو الهيثم المُصِيفة التي تلد ولداً وقد أَسنَّت، والرجل كذلك مُصِيف وولده صَيْفِيّ، وأَرْبَعَ الرجلُ وولده رِبْعِيُّون.والثَّواني: القُرون التي بعد الأَوائل.والثِّنَى، بالكسر والقصر: الأَمر يعاد مرتين وأَن يفعل الشيءَ مرتين. قال ابن بري: ويقال ثِنىً وثُنىً وطِوىً وطُوىً وقوم عِداً وعُداً ومكان سِوىً وسُوىً. والثِّنَى في الصّدَقة: أَن تؤخذ في العام مرتين. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ثِنَى في الصدقة، مقصور، يعني لا تؤخذ الصدقة في السنة مرتين؛ وقال الأَصمعي والكسائي، وأَنشد أَحدهما لكعب بن زهير وكانت امرأَته لامته في بَكْرٍ نحره: |أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً?||لَعَمْري، لَقَدْ كانَتْ مَلامَتُها ثِنَى| أَي ليس بأَوّل لومِها فقد فعلته قبل هذا، وهذا ثِنىً بعده، قال ابن بري: ومثله قول عديّ بن زيد: |أَعاذِلُ، إِنَّ اللَّوْمَ، في غير كُنْهِهِ،||عَليَّ ثِنىً من غَيِّكِ المُـتَـرَدِّد| قال أَبو سعيد: لسنا ننكر أَن الثِّنَى إِعادة الشيء مرة بعد مرة ولكنه ليس وجهَ الكلام ولا معنى الحديث، ومعناه أَن يتصدق الرجل على آخر بصدقة ثم يبدو له فيريد أَن يستردَّها، فيقال لا ثِنَى في الصدقة أَي لا رجوع فيها، فيقول المُتَصَدِّقُ بها عليه ليس لك عليَّ عُصْرَةُ الوالد أَي ليس لك رجوع كرجوع الوالد فيما يُعطي وَلَده؛ قال ابن الأَثير: وقوله في الصدقة أَي في أَخذ الصدقة، فحذف المضاف، قال: ويجوز أَن تكون الصدقة بمعنى التصديق، وهو أَخذ الصدقة كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية، فلا يحتاج إِلى حذف مضاف. والثِّنَى: هو أَن تؤخذ ناقتان في الصدقة مكان واحدة.والمَثْناة والمِثْناة: حبل من صوف أَو شعر، وقيل: هو الحبل من أَيّ شيء كان. وقال ابن الأَعرابي: المَثْناة، بالفتح، الحبل. الجوهري: الثِّنَاية حبل من شعر أَو صوف؛ قال الراجز: أَنا سُحَيْمٌ، ومَعِي مِدرايَهْ أَعْدَدْتُها لِفَتْكِ ذِي الدوايَهْ، والحَجَرَ الأَخْشَنَ والثِّنايَهْ قال: وأَما الثِّناءُ، ممدود، فعقال البعير ونحو ذلك من حبل مَثْنيٍّ، وكل واحد من ثِنْيَيْه فهو ثِناءٌ لو أُفرد؛ قال ابن بري: إِنما لم يفرد له واحد لأَنه حبل واحد تشدّ بأَحد طرفيه اليد وبالطرف الآخر الأُخرى، فهما كالواحد. وعقلت البعير بِثنايَيْن، غير مهموز، لأَنه لا واحد له إذا عقلت يديه جميعاً بحبل أَو بطرفي حبل، وإِنما لم يهمز لأَنه لفظ جاء مُثَنّىً لا يفرد واحده فيقال ثِناء، فتركت الياء على الأَصل كما قالوا في مِذْرَوَيْن، لأَن أَصل الهمزة في ثِنَاءٍ لو أُفْرد ياءٌ، لأَنه من ثنيت، ولو أُفرد واحده لقيل ثناءان كما تقول كساءان ورداءان. وفي حديث عمرو بن دينار قال: رأَيت ابن عمر ينحر بدنته وهي باركة مَثْنِيَّة بِثِنايَيْن، يعني معقولة بِعِقالين، ويسمى ذلك الحبل الثِّنايَة؛ قال ابن الأَثير:وإِنما لم يقولوا ثناءَيْن، بالهمز، حملاً على نظائره لأَنه حبل واحد يشد بأَحد طرفيه يد، وبطرفه الثاني أُخرى، فهما كالواحد، وإِن جاء بلفظ اثنين فلا يفرد له واحد؛ قال سيبويه: سأَلت الخليل عن الثِّنايَيْن فقال: هو بمنزلة النهاية لأَن الزيادة في آخره لا تفارقه فأَشبهت الهاء، ومن ثم قالوا مذروان، فجاؤوا به على الأَصل لأَن الزيادة فيه لا تفارقه. قال سيبويه:وسأَلت الخليل، رحمه الله، عن قولهم عَقَلْته بِثِنايَيْن وهِنايَيْن لِمَ لم يهمزوا? فقال: تركوا ذلك حيث لم يُفْرد الواحدُ. وقال ابن جني: لو كانت ياء التثنية إِعراباً أَو دليل إِعراب لوجب أَن تقلب الياء التي بعد الأَلف همزة فيقال عقلته بِثِناءَيْن، وذلك لأَنها ياء وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة فجرى مجرى ياء رِداءٍ ورِماءٍ وظِباءٍ. وعَقَلْتُه بِثِنْيَيْنِ إذا عَقَلْت يداً واحدة بعُقْدتين. الأَصمعي: يقال عَقَلْتُ البعيرَ بثِنَايَيْنِ، يُظهرون الياء بعد الأَلف وهي المدة التي كانت فيها، ولو مدّ مادٌّ لكان صواباً كقولك كساء وكساوان وكساءان. قال: وواحد الثِّنَايَيْنِ ثِناءٌ مثل كساء ممدود. قال أَبو منصور: أَغفل الليث العلة في الثِّنايَين وأَجاز ما لم يجزه النحويون؛ قال أَبو منصور عند قول الخليل تركوا الهمزة في الثِّنَايَيْن حيث لم يفردوا الواحد، قال: هذا خلاف ما ذكره الليث في كتابه لأَنه أَجاز أَن يقال لواحد الثِّنَايَيْن ثِناء، والخليل يقول لم يهمزوا الثِّنايَيْنِ لأَنهم لا يفردون الواحد منهما، وروى هذا شمر لسيبويه. وقال شمر: قال أَبو زيد يقال عقلت البعير بثِنايَيْن إذا عقلت يديه بطرفي حبل، قال: وعقلته بثِنْيَيْنِ إذا عقله يداً واحدة بعقدتين. قال شمر: وقال الفراء لم يهمزوا ثِنَايَيْن لأَن واحده لا يفرد؛ قال أَبو منصور: والبصريون والكوفيون اتفقوا على ترك الهمز في الثنايين وعلى أَن لا يفردوا الواحد. قال أَبو منصور: والحبل يقال له الثِّنَايةُ، قال: وإِنما قالوا ثِنايَيْن ولم يقولوا ثِنايتَيْنِ لأَنه حبل واحد يُشَدُّ بأَحد طرفيه يَدُ البعير وبالطرف الآخر اليدُ الأُخْرى، فيقال ثَنَيْتُ البعير بثِنايَيْنِ كأَنَّ الثِّنايَيْن كالواحد وإِن جاء بلفظ اثنين ولا يفرد له واحد، ومثله المِذْرَوانِ طرفا الأَلْيَتَيْنِ، جعل واحداً، ولو كانا اثنين لقيل مِذْرَيان، وأَما العِقَالُ الواحدُ فإِنه لا يقال له ثِنايَةٌ، وإِنما الثِّناية الحبل الطويل؛ ومنه قول زهير يصف السَّانيةَ وشدَّ قِتْبِها عليها: |تَمْطُو الرِّشاءَ، فَتُجْرِي في ثِنايَتها،||من المَحالَةِ، ثَقْباً رائداً قَـلِـقـاً| والثِّنَاية ههنا: حبل يشد طرفاه في قِتْب السانية ويشد طرف الرِّشاء في مَثْناته، وكذلك الحبل إذا عقل بطرفيه يد البعير ثِنايةٌ أَيضاً. وقال ابن السكيت: في ثِنَايتها أَي في حبلها، معناه وعليها ثنايتها. وقال أَبو سعيد: الثِّنَاية عود يجمع به طرفا المِيلين من فوق المَحَالة ومن تحتها أُخرى مثلها، قال: والمَحَالة والبَكَرَة تدور بين الثّنَايتين. وثِنْيا الحبل: طرفاه، واحدهما ثِنْيٌ. وثِنْيُ الحبل ما ثَنَيْتَ؛ وقال طرفة: |لَعَمْرُك، إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى||لَكالطِّوَلِ المُرْخى، وثِنْياه في اليد| يعني الفتى لا بُدَّ له من الموت وإِن أُنْسِئ في أَجله، كما أَن الدابة وإِن طُوّل له طِوَلُه وأُرْخِي له فيه حتى يَرُود في مَرتَعه ويجيء ويذهب فإِنه غير منفلت لإِحراز طرف الطِّوَل إِياه، وأَراد بِثِنْييه الطرف المَثْنِيَّ في رُسْغه، فلما انثنى جعله ثِنْيين لأَنه عقد بعقدتين، وقيل في تفسير قول طرفة: يقول إِن الموت، وإِن أَخطأَ الفتى، فإِن مصيره إِليه كما أَن الفرس، وإِن أُرْخِي له طِوَلُه، فإِن مصيره إِلى أَن يَثْنيه صاحبه إِذ طرفه بيده. ويقال: رَبَّق فلان أَثناء الحبل إذا جعل وسطه أَرْباقاً أَي نُشَقاً للشاء يُنْشَق في أَعناق البَهْمِ. والثِّنَى من الرجال: بعد السَّيِّد، وهو الثُّنْيان؛ قال أَوس بن مَغْراء: |تَرَى ثِنانا إذا ما جاء بَدْأَهُمُ،||وبَدْؤُهُمْ إِن أَتانا كان ثُنْيانا| ورواه الترمذي: ثُنْيانُنا إِن أَتاهم؛ يقول: الثاني منَّا في الرياسة يكون في غيرنا سابقاً في السُّودد، والكامل في السُّودد من غيرنا ثِنىً في السودد عندنا لفضلنا على غيرنا. والثُّنْيان، بالضم: الذي يكون دون السيد في المرتبة، والجمع ثِنْيةٌ؛ قال الأَعشى: |طَوِيلُ اليدَيْنِ رَهْطُه غيرُ ثِنْيةٍ،||أَشَمُّ كَرِيمٌ جـارُه لا يُرَهَّـقُ| وفلان ثِنْية أَهل بيته أَي أَرذلهم. أَبو عبيد: يقال للذي يجيء ثانياً في السُّودد ولا يجيء أَولاً ثُنىً، مقصور، وثُنْيانٌ وثِنْيٌ، كل ذلك يقال. وفي حديث الحديبية: يكون لهم بَدْءُ الفُجور وثِناه أَي أَوَّله وآخره. والثَّنِيّة: واحدة الثَّنايا من السِّن. المحكم: الثَّنِيّة من الأَضراس أولُ ما في الفم. غيره: وثَنايا الإنسان في فمه الأربعُ التي في مقدم فيه: ثِنْتانِ من فوق، وثِنْتانِ من أَسفل. ابن سيده: وللإنسان والخُفِّ والسَّبُع ثَنِيّتان من فوقُ وثَنِيّتان من أَسفلَ. والثَّنِيُّ من الإبل:الذي يُلْقي ثَنِيَّته، وذلك في السادسة، ومن الغنم الداخل في السنة الثالثة، تَيْساً كان أَو كَبْشاً. التهذيب: البعير إذا استكمل الخامسة وطعن السادسة فهو ثَنِيّ، وهو أَدنى ما يجوز من سنِّ الإبل في الأَضاحي، وكذلك من البقر والمِعْزى فأما الضأن فيجوز منها الجَذَعُ في الأَضاحي، وإنما سمي البعير ثَنِيّاً لأَنه أَلقى ثَنيَّته. الجوهري: الثَّنِيّ الذي يُلْقِي ثَنِيَّته، ويكون ذلك في الظِّلْف والحافر في السنة الثالثة، وفي الخُفّ في السنة السادسة. وقيل لابْنةِ الخُسِّ: هل يُلْقِحُ الثَّنِيُّ? فقالت: وإلْقاحُه أَنِيٌّ أَي بَطِيءٌ، والأُنْثى ثَنِيَّةٌ، والجمع ثَنِيّاتٌ، والجمع من ذلك كله ثِناء وثُناء وثُنْيانٌ. وحكى سيبويه ثُن. قال ابن الأَعرابي: ليس قبل الثَّنيّ اسم يسمى ولا بعد البازل اسم يسمى. وأَثْنَى البعيرُ: صار ثَنِيّاً، وقيل: كل ما سقطت ثَنِيّته من غير الإنسان ثَنيٌّ، والظبي ثَنِيٌّ بعد الإجذاع ولا يزال كذلك حتى يموت. وأَثْنى أَي أَلْقى ثَنِيّته. وفي حديث الأضحية: أَنه أمر بالثَّنِيَّة من المَعَز؛ قال ابن الأَثير: الثَّنِيّة من الغنم ما دخل في السنة الثالثة، ومن البقر كذلك، ومن الإبل في السادسة، والذكر ثَنِيٌّ، وعلى مذهب أَحمد بن حنبل ما دخل من المَعَز في الثانية، ومن البقر في الثالثة. ابن الأَعرابي: في الفرس إذا استَتمَّ الثالثة ودخل في الرابعة ثَنِيٌّ، فإذا أَثْنَى أَلقى رواضعه، فيقال أَثْنَى وأدْرَم للإثناء، قال: وإذا أَثْنَى سقطت رواضعه ونبت مكانها سِنٌّ، فنبات تلك السن هو الإثناء، ثم يسقط الذي يليه عند إرباعه. والثَّنِيُّ من الغنم: الذي استكمل الثانية ودخل في الثالثة، ثم ثَنِيٌّ في السنة الثالثة مثل الشاة سواءً. والثَّنِيّة: طريق العقبة؛ ومنه قولهم: فلان طَلاَّع الثَّنايا إذا كان سامياً لمعالمي الأُمور كما يقال طَلاَّ أَنْجُدٍ، والثَّنِيّة: الطريقة في الجبل كالنَّقْب، وقيل: هي العَقَبة، وقيل: هي الجبل نفسه. ومَثاني الدابة: ركبتاه ومَرْفقاه؛ قال امرؤ القيس: |ويَخْدِي على صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ،||شَديداتِ عَقْدٍ لَيِّنـاتِ مَـثـانـي| أَي ليست بجاسِيَة. أَبو عمرو: الثَّنايا العِقاب. قال أَبو منصور:والعِقاب جبال طِوالٌ بعَرْضِ الطريق، فالطريق تأخذ فيها، وكل عَقَبة مسلوكة ثَنِيَّةٌ، وجمعها ثَنايا، وهي المَدارِج أَيضاً؛ ومنه قول عبد الله ذي البِجادَيْن المُزَني: |تَعَرَّضِي مَدارِجاً، وَسُومِي،||تعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجـوم| يخاطب ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان دليله بركوبه، والتعرّض فيها: أن يَتَيامَن الساندُ فيها مرَّة ويَتَياسَر أخرى ليكون أَيسر عليه. وفي الحديث: مَنْ يَصْعَدْ ثَنِيّة المُرارِ حُطَّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيل؛ الثَّنِيّة في الجبل: كالعقبة فيه، وقيل: هي الطريق العالي فيه، وقيل: أَعلى المَسِيل في رأْسه، والمُرار، بالضم: موضع بين مكة والمدينة من طريق الحُدَيْبية، وبعضهم يقوله بالفتح، وإنما حَثَّهم على صعودها لأَنها عَقَبة شاقَّة، وصلوا إليها ليلاً حين أَرادوا مكة سنة الحديبية فرغَّبهم في صعودها، والذي حُطَّ عن بني إسرائيل هو ذنوبهم من قوله تعالى: وقولوا حِطَّةٌ نغفر لكم خطاياكم؛ وفي خطبة الحجَّاج: أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّع الثَّنايا هي جمع ثَنِيّة، أَراد أَنه جَلْدٌ يرتكب الأُمور العظام.والثَّناءُ: ما تصف به الإنسانَ من مَدْح أَو ذم، وخص بعضهم به المدح، وقد أثْنَيْتُ عليه؛ وقول أبي المُثلَّم الهذلي: |يا صَخْرُ، أَو كنت تُثْني أَنَّ سَيْفَكَ مَشْ||قُوقُ الخُشَيْبةِ، لا نابٍ ولا عَـصِـلُ| معناه تمتدح وتفتخر، فحذف وأَوصل. ويقال للرجل الذي يُبْدَأُ بذكره في مَسْعاةٍ أو مَحْمَدة أَو عِلْمٍ: فلان به تُثْنَى الخناصر أَي تُحْنَى في أَوَّل من يُعَدّ ويُذْكر، وأَثْنَى عليه خيراً، والاسم الثَّناء. المظفر: الثَّناءُ، ممدود، تَعَمُّدُك لتُثْنيَ على إنسان بحسَن أَو قبيح. وقد طار ثَناءُ فلان أَي ذهب في الناس، والفعل أَثْنَى فلان على الله تعالى ثم على المخلوق يثني إثناء أَو ثناء يستعمل في القبيح من الذكر في المخلوقين وضده. ابن الأَعرابي: يقال أَثْنَى إذا قال خيراً أَو شرّاً، وأَنْثَنَى إذا اغتاب. وثِناء الدار: فِناؤها. قال ابن جني: ثِناء الدار وفِناؤها أَصْلانِ لأَن الثِّناء مِن ثَنَى يَثْني، لأَن هناك تَنْثَني عن الانبساط لمجيء آخرها واستقصاء حدودها، وفِناؤها مِنْ فَنِيَ يَفْنَى لأَنك إذا تناهيت إلى أَقصى حدودها فَنِيَتْ. قال ابن سيده: فإن قلت هلا جعلت إجماعهم على أَفْنِيَة، بالفاء، دلالة على أَن الثاء في ثِناء بدل من فاء فناء، كما زعمت أَن فاء جَدَف بدل من ثاء جَدَث لإجماعهم على أَجْداث بالثاء، فالفرق بينهما وجودنا لِثِناء من الاشتقاق ما وجدناه لِفِناء، أَلا ترى أَن الفعل يتصرف منهما جميعاً? ولَسْنا نعلم لِجَدَفٍ بالفاء تَصَرُّفَ جَدَثٍ، فلذلك قضينا بأَن الفاء بدل من الثاء، وجعله أَبو عبيد في المبدل. واسْتَثْنَيْتُ الشيءَ من الشيء: حاشَيْتُه. والثَّنِيَّة: ما اسْتُثْني. وروي عن كعب أَنه قال: الشُّهداء ثَنِيَّةُ الله في الأَرض، يعني مَن اسْتَثْناه من الصَّعْقة الأُولى، تأوَّل قول الله تعالى: ونفخ في الصور فصَعِق من في السموات ومن في الأَرض إلا من شاء الله؛ فالذين استَثْناهم الله عند كعب من الصَّعْق الشهداء لأَنهم أَحياء عند ربهم يُرْزَقون فَرِحِين بما آتاهم الله من فضله، فإذا نُفِخ في الصور وصَعِقَ الخَلْقُ عند النفخة الأُولى لم يُصْعَقوا، فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعِقين، وهذا معنى كلام كعب، وهذا الحديث يرويه إبراهيم النخعي أَيضاً. والثَّنِيَّة: النخلة المستثناة من المُساوَمَة.وحَلْفةٌ غير ذات مَثْنَوِيَّة أَي غير مُحَلَّلة. يقال: حَلَف فلان يميناً ليس فيها ثُنْيا ولا ثَنْوَى ولا ثَنِيَّة ولا مَثْنَوِيَّةٌ ولا استثناء، كله واحد، وأصل هذا كله من الثَّنْي والكَفِّ والرَّدّ لأَن الحالف إذا قال والله لا أَفعل كذا وكذا إلا أَن يشاء الله غَيْرَه فقد رَدَّ ما قاله بمشيئة الله غيره. والثَّنْوة: الاستثناء. والثُّنْيانُ، بالضم: الإسم من الاستثناء، وكذلك الثَّنْوَى، بالفتح. والثُّنيا والثُّنْوى: ما استثنيته، قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها، والفرقِ أَيضاً بين الإسم والصفة. والثُّنْيا المنهي عنها في البيع: أَن يستثنى منه شيء مجهول فيفسد البيع، وذلك إذا باع جزوراً بثمن معلوم واستثنى رأْسه وأَطرافه، فإن البيع فاسد. وفي الحديث: نهى عن الثُّنْيا إلا أَن تُعْلَمَ؛ قال ابن الأَثير: هي أَن يستثنى في عقد البيع شيء مجهول فيفسده، وقيل: هو أَن يباع شيء جزافاً فلا يجوز أَن يستثنى منه شيء قلَّ أَو كثر، قال: وتكون الثُّنْيا في المزارعة أَن يُسْتثنى بعد النصف أَو الثلث كيل معلوم. وفي الحديث: من أَعتق أو طلَّق ثم استثنى فله ثُنْياءُ أَي من شرط في ذلك شرطاً أَو علقه على شيء فله ما شرط أَو استثنى منه، مثل أَن يقول طلقتها ثلاثاً إلا واحدة أَو أَعتقتهم إلا فلاناً، والثُّنْيا من الجَزور: الرأْس والقوائم، سميت ثُنْيا لأَن البائع في الجاهلية كان يستثنيها إذا باع الجزور فسميت للاستثناء الثُّنْيا. وفي الحديث:كان لرجل ناقة نجيبة فمرضت فباعها من رجل واشترط ثُنْياها؛ أَراد قوائمها ورأْسها؛ وناقة مذكَّرة الثُّنْيا؛ وقوله أَنشده ثعلب: |مذَكَّرة الثُّنْيا مُسانَدة القَرَى،||جُمالِيَّة تَخْتبُّ ثم تُـنِـيبُ| فسره فقال: يصف الناقة أَنها غليظة القوائم كأَنها قوائم الجمل لغلظها. مذكَّرة الثُّنْيا: يعني أَن رأْسها وقوائمها تشبه خَلْق الذِّكارة، لم يزد على هذا شيئاً. والثَّنِيَّة: كالثُّنْيا. ومضى ثِنْيٌ من الليل أَي ساعة؛ حكى عن ثعلب: والثُنون الجمع العظيم. ثها[عدل] ابن الأَعرابي: ثَها إذا حَمُق، وهَثا إذا احْمَرَّ وجهه، وثاهَاه إذا قاوَلَه، وهاثاهُ إذا مازَحه ومايَلَه. ثهت[عدل] الثُّهاتُ: الصَّوتُ والدُّعاء. وقد ثَهِتَ ثَهَتاً: دَعا. والثَّاهِتُ: جُلَيْدةُ القَلْب، وهي جِرابُه؛ قال: |مُلِّئ في الصَّدْرِ علينا ضَبَّا،||حَتَّى وَرَى ثاهِتَهُ والخِلْبـا| الأَزهري، قال ابن بُزُرْجَ: ما أَنت في ذلك الأَمر بالثاهِتِ ولا المَثْهُوتِ أَي بالداعِي ولا المَدْعُوِّ؛ قال الأَزهري: وقد رواه أَحمد بن يحيى عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |وانْحَطَّ داعِيكَ، بِلا إِسْكاتِ،||من البُكاءِ الحَقِّ والثُّهاتِ| ثهد[عدل] الثَّوْهَدُ والفَوْهَدُ: الغلام السمين التام الخلق الذي قد راهقَ الحُلُمَ. غلام ثَوْهَدٌ: تام الخلق جسيم، وقيل: ضخم سمين ناعم. وجارية ثَوْهَدَةٌ وفَوْهَدَةٌ إذا كانت ناعمة؛ قال ابن سيده: جارية ثَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَّة؛ عن يعقوب، وأَنشد: |نَوَّامَةٌ وقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ،||شفاؤها، من دائها، الكُمْهَدَّه| ثهل[عدل] الثَّهَل: الانبساط على الأَرض. وثَهْلان: جَبَل معروف؛ قال امرؤ القيس: عُقَابٌ تَدَلَّتْ من شَمارِيخِ ثَهْلان وثَهْلان أَيضاً: موضع بالبادية؛ وهو الضَّلال بن ثُهْلُل وفُهْلُل، لا ينصرف؛ قال يعقوب: وهو الذي لا يُعرَف، قال اللحياني: هو الضلال بن ثُهْلُل وثُهْلَل، حكاه في باب قُعْدُد وقُعْدَد. ثهمد[عدل] ثَهْمَدُ: موضع. وبَرْقَةُ ثَهْمَد: موضع معروف في بلاد العرب وقد ذكره الشعراءُ؛ قال طرفة: لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ ثوا[عدل] الثَّواءُ: طولُ المُقام، ثَوَى يَثْوي ثَواءً وثَوَيْتُ بالمكان وثَوَيْته ثَواءً وثُوِيّاً مثل مَضَى يَمْضِي مَضاءً ومُضِيّاً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَثْوَيْت به: أَطلت الإقامة به. وأَثْوَيْته أَنا وثَوَّيْته؛ الأَخيرة عن كراع: أَلزمته الثَّواء فيه. وثَوَى بالمكان: نزل فيه، وبه سمي المنزل مَثْوىً. والمَثْوى: الموضع الذي يُقام به، وجمعه المَثاوِي. ومَثْوَى الرجل: منزله. والمَثْوَى: مصدر ثَوَيْت أَثْوِي ثَواءً ومَثْوىً. وفي كتاب أَهل نَجْران: وعلى نَجْران مَثْوَى رُسُلي أَي مسكَنُهم مدة مُقامهم ونُزُلهم. والمَثْوى: المَنْزل. وفي الحديث: أَن رُمْح النبي، صلى الله عليه وسلم، كان سمه المُثْوِيَ؛ سمي به لأَنه يُثْبِت المطعونَ به، من الثَّواء الإقامة. وأَثْوَيت بالمكان: لغة في ثَوَيْت؛ قال الأَعشى: |أَثْوَى وقَصَّـرَ لـيلَـه لِـيُزَوَّدا،||ومَضَى وأَخْلَفَ مِن قُتَيْلَة مَوْعِدا| وأَثْوَيْت غيري: يتعدّى ولا يتعدّى، وثَوَّيْت غيري تَثْوية. وفي التنزيل العزيز: قال النارُ مثواكم؛ قال أَبو علي: المَثْوى عندي في الآية اسم للمصدر دون المكان لحصول الحال في الكلام مُعْمَلاً فيها، أَلا ترى أَنه لا يخلو من أَن يكون موضعاً أَو مصدراً? فلا يجوز أَن يكون موضعاً لأَن اسم الموضع لا يعمل عمل الفعل لأَنه لا معنى للفعل فيه، فإذا لم يكن موضعاً ثبت أَنه مصدر، والمعنى النار ذات إقامتكم أَي النار ذات إقامتكم فيها خالدين أَي هم أَهل أَن يقيموا فيها ويَثْوُوا خالدين. قال ثعلب: وفي الحديث عن عمر، رضي الله عنه: أَصْلِحُوا مَثاوِيَكُم وأَخِيفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخِيفَكُمْ ولا تُلِثُّوا بدَار مَعْجَزةٍ؛ قال: المَثاوي هنا المَنازل جمع مَثْوىً، والهَوامّ الحيات والعقارب، ولا تُلِثُّوا أَي لا تقيموا، والمَعْجَزَة والمَعْجِزَة العجز. وقوله تعالى: إنه ربي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ أَي إنه تَوَلاَّني في طول مُقامي. ويقال للغريب إذا لزم بلدة: هو ثاويها. وأَثْواني الرجل: أَضافَني. يقال: أَنْزَلَني الرجل فأَثْواني ثَواءً حَسَناً. وربّ البيت: أَبو مَثْواه؛ أَبو عبيد عن أَبي عبيدة أَنه أَنشده قول الأَعشى: أَثوى وقصَّر ليله ليزوَّدا قال شمر: أَثْوى عن غير استفهام وإنما يريد الخبر، قال: ورواه ابن الأَعرابي أَثَوَى على الاستفهام؛ قال أَبو منصور: والروايتان تدلان على أَن ثَوَى وأَثْوَى معناهما أَقام. وأَبو مَثْوَى الرجلِ: صاحب منزله. وأُمُّ مَثْواه: صاحبة منزله. ابن سيده: أَبو المَثْوى رب البيت، وأُمُّ المَثْوَى رَبَّتُه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كُتِبَ إليه في رجل قيل له مَتَى عهدُك بالنساء? قال: البارحةُ، قيل: بِمَنْ? قال: بأُمِّ مَثْوَايَ أَي ربَّةِ المنزل الذي بات فيه، ولم يرد زوجته لأَن تمام الحديث:فقيل له أَما عرفت أَن الله قد حرم الزنا? فقال: لا. وأَبو مَثْواك: ضيفُك الذي تُضِيفُه.والثَّوِيُّ: بيت في جوف بيت. والثَّوِيُّ: البيت المهيأُ للضيف. والثَّوِيُّ، على فَعِيل: الضيف نفسه. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً قال تَثَوَّيْتُه أَي تَضَيَّفْتُه. والثَّوِيُّ: المجاور في الحرمين.والثَّوِيُّ: الصَّبور في المغازي المُجَمَّر وهو المحبوس. والثَّويُّ أَيضاً:الأَسير؛ عن ثعلب، وكل هذا من الثَّواء. وثُوِيَ الرجل: قُبِرَ لأَن ذلك ثَواءٌ لا أَطول منه؛ وقول أَبي كبير الهذلي: |نَغْدُو فَنَتْرُكُ في المَزاحِفِ مَنْ ثَوَى،||ونُمِرُّ في العَرَقاتِ مَنْ لم نَقْـتُـل| أَراد بقوله من ثَوَى أَي مَنْ قُتِل فأَقام هنالك. ويقال للمقتول: قد ثَوَى. ابن بري: ثَوَى أَقام في قبره؛ ومنه قول الشاعر: حَتى ظَنَّني القَوْمُ ثاوِيا وثَوَى: هلك؛ قال كعب بن زهير: |فَمَنْ للقَوافي شَأنَها مَنْ يحُوكُها،||إذا ما ثَوى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْولُ?| وقال الكميت: |وما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً ثَوَى،||وفَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَـرْوَلُ| وقال دكين: فإنْ ثَوَى ثَوَى النَّدَى في لَحْدِه وقالت الخنساء: فقُدْنَ لمَّا ثَوَى نَهْباً وأَسْلابَا ابن الأَعرابي: الثُّوَى قماش البيت، واحدتها ثُوَّةٌ مثل صُوَّةٍ وصُوىً وهُوَّةٍ وهُوىً. أَبو عمرو: يقال للخرقة التي تبل وتجعل على السقاء إذا مُخِضَ لئَلاَّ ينقطع الثُّوَّة والثَّايَةُ. والثَّوِيَّة: حجارة ترفع بالليل فتون علامة للراعي إذا رجع إلى الغنم لَيْلاً يهتدي بها، وهي أَيضاً أَخفض علم يكون بقدر قِعْدة الإنسان؛ قال ابن سيده: وهذا يدل على أَن أَلف ثاية منقلبة عن واو، وإن كان صاحب الكتاب يذهب إلى أَنها عن ياء؛ قال ابن السكيت: هذه ثاية الغنم وثاية الإبل مأْواها وهي عازبة أَو مأْواها حول البيوت. الجوهري: والثَّوِيَّةُ مأْوَى الغنم، وكذلك الثَّايَة، غير مهموز. قال ابن بري: والثِّيَّة لغة في الثَّاية. ابن سيده: الثُّوَّة كالصُّوَّة ارتفاع وغِلَظ، وربما نصبت فوقها الحجارة ليُهْتَدَى بها. والثُّوَّة: خرقة توضع تحت الوَطْب إذا مُخِضَ لِتَقِيَه الأَرض. والثُّوَّة والثُّوِيُّ كلتاهما: خِرَق كهيئة الكُبَّة على الوتد يُمْخض عليها السقاء لئلا ينخرق. قال ابن سيده: وإنما جعلنا الثَّوِيَّة من ث و و لقولهم في معناها ثُوَّة كقُوَّة، ونظيره في ضم أَوَّله ما حكاه سيبويه من قولهم السُّدُوس. قال ابن بري: والثُّوَّة خرقة أَو صوفة تُلَف على رأَس الوتد يوضع عليها السقاء ويمخض وقاية له، وجمعها ثُوىً؛ قال الطرِمّاح: |رفاقاً تنادِي بالنُّـزول كـأنَّـهـا||بَقايا الثُّوَى، وَسْط الدِّيار المُطَرَّح| والثَّايَة والثَّاوَة، غير مهموز، والثَّوِيَّة: مأْوى الغنم والبقر. قال ابن سيده: وأَرى الثَّاوَة مقلوبةً عن الثَّايةِ، والثايَة مَأْوَى الإبل، وهي عازبة أَو حول البيوت. والثَّاية أَيضاً: أَن تجمع شجرتان أَو ثلاث فيُلْقَى عليها ثوب فيُسْتَظَلَّ به؛ عن ابن الأَعرابي، وجمع الثَّاية ثايٌ؛ عن اللحياني. والثُّوَيَّة: موضع قريب من الكوفة. وفي الحديث ذكر الثُّوَيَّة؛ هي بضم الثاء وفتح الواو وتشديد الياء، ويقال بفتح الثاء وكسر الواو: موضع بالكوفة به قبر أَبي موسى الأَشعري والمغيرة بن شعبة.والثاء: حرف هجاء، وإنما قضينا على أَلفه بأَنها واو لأَنها عين. وقافية ثاوِيَّةٌ: على حرف الثاء، والله أَعلم. ثوب[عدل] ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذهابه. ويقال: ثابَ فلان إلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إلى طاعته، وكذلك أَثابَ بمعناه. ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد. ورجل ثَوّابٌ: للذي يَبِيعُ الثِّيابَ. وثابَ الناسُ: اجْتَمَعُوا وجاؤوا. وكذلك الماءُ إذا اجْتَمَعَ في الحَوْضِ. وثابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَي رَجَعَ. قال: |وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِيٍّ،||إذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وَثابا| ويروى وِثابا، وهو مذكور في موضعه. وثَوَّبَ كثابَ. أَنشد ثعلب لرجل يصف ساقِيَيْنِ: إذا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا والثَّوابُ: النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ. قالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ: |من كل مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافةٍ||منها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَرْعَبُ| وثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، وأَثابَ: أَقْبَلَ، الأَخيرة عن ابن قتيبة. وأَثابَ الرَّجلُ: ثابَ إليه جِسْمُه وصَلَح بَدَنُهُ. التهذيب: ثابَ إلى العَلِيلِ جَسْمُه إذا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه ورجَعَتْ إليه صِحَّتُه. وثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أَو قارَبَ، وثُبةُ الحَوْض ومَثابُه: وَسَطُه الذي يَثُوبُ إليه الماءُ إذا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَينُه. والثُّبةُ: ما اجْتَمع إليه الماءُ في الوادي أَو في الغائِط. قال: وإنما سميت ثُبةً لأَن الماءَ يَثُوبُ إليها، والهاء عوض من الواو الذاهبة من عين الفعل كما عوّضوا من قولهم أَقام إقامةً، وأَصله إقْواماً. ومَثابُ البئر: وَسَطها. ومَثابُها: مقامُ السَّاقي من عُرُوشها على فَم البئر. قال القطامي يصف البِئر وتَهَوُّرَها: |وما لِمَثابـاتِ الـعُـرُوشِ بَـقِـيَّةٌ،||إذا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائُم| ومَثابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها. ومَثابَتُها: ما أَشْرَفَ من الحجارة حَوْلَها يَقُوم عليها الرَّجل أَحياناً كي لا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، ومَثابةُ البِئْرِ أَيضاً: طَيُّها، عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: لا أَدري أَعَنَى بطَيّها موضِعَ طَيِّها أَم عَنى الطَّيَّ الذي هو بِناؤُها بالحجارة. قال: وقَلَّما تكون المَفْعَلةُ مصدراً. وثابَ الماءُ: بَلَغ إلى حاله الأَوّل بعدما يُسْتَقَى. التهذيب: وبِئْرٌ ذاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ إذا اسْتُقِيَ منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَر. وثَيّبٌ كان في الأَصل ثَيْوِبٌ. قال: ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشيءِ حتى يَعُودَ مَرَّةً بعد أُخرى. ويقال: بِئْر لها ثَيْبٌ أَي يَثُوبُ الماءُ فيها. والمَثابُ: صَخْرة يَقُوم السَّاقي عليها يثوب إليها الماء، قال الراعي: مُشْرفة المَثاب دَحُولا. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول: الكَلأُ بمَواضِعِ كذا وكذا مثل ثائِبِ البحر: يَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ البحر إذا فاضَ بعد جزْرٍ. وثابَ أَي عادَ ورَجَع إلى مَوْضِعِه الذي كان أَفْضَى إليه. ويقال: ثابَ ماءُ البِئر إذا عادَتْ جُمَّتُها. وما أَسْرَعَ ثابَتَها. والمَثابةُ: الموضع الذي يُثابُ إليه أَي يُرْجَعُ إليه مرَّة بعد أُخرى. ومنه قوله تعالى: وإذ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ وأَمْناً. وإنما قيل للمنزل مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه يَتَصَرَّفُون في أُمُورهم ثم يَثُوبون إليه، والجمع المَثابُ. قال أَبو إسحق: الأَصل في مَثابةٍ مَثْوَبةٌ ولكن حركةَ الواو نُقِلَت إلى الثاء وتَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ ألفاً. قال: وهذا إعلال باتباع باب ثابَ، وأَصل ثابَ ثَوَبَ، ولكن الواو قُلبت أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها. قال: لا اختلاف بين النحويين في ذلك. والمَثابةُ والمَثابُ: واحد، وكذلك قال الفرَّاءُ، وأَنشد الشافعي بيت أَبي طالب: |مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّـهـا،||تَخُبُّ إليه اليَعْمَلاَتُ الذَّوامِلُ| وقال ثعلب: البيتُ مَثابةٌ. وقال بعضهم: مَثُوبةٌ ولم يُقرأ بها. ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم: مُجتَمَعُهم بعد التِّفَرُّق. وربما قالوا لموضع حِبالة الصائد مَثابة. قال الراجز: |مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ المَثابا،||لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا| يعني بالشَّيْخِ الوَعِلَ. والثُّبةُ: الجماعةُ من الناس، من هذا. وتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبىً، وقد اختلف أَهل اللغة في أَصلها، فقال بعضهم: هي من ثابَ أَي عادَ ورَجَعَ، وكان أَصلها ثَوُبةً، فلما ضُمت الثاءُ حُذفت الواو، وتصغيرها ثُوَيْبةٌ. ومن هذا أُخذ ثُبةُ الحَوْض. وهو وسَطُه الذي يَثُوب إليه بَقِيَّةُ الماء. وقوله عز وجل: فانْفِرُوا ثُباتٍ أَو انْفروا جميعاً. قال الفرّاءُ: معناه فأنْفِرُوا عُصَباً، إذا دُعِيتم إلى السَّرايا، أَو دُعِيتم لتَنْفِروا جميعاً. وروي أَنَّ محمد بن سلام سأَل يونس عن قوله عز وجل: فانْفِروا ثُباتٍ أَو انْفِرُوا جميعاً. قال: ثُبَةٌ وثُباتٌ أَي فِرْقةٌ وفِرَقٌ. وقال زهير: |وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ،||نَشاوَى، واجِدِينَ لِما نَشاءُ| قال أَبو منصور: الثُّباتُ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، وكلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ، وهذا من ثابَ. وقال آخرون: الثُّبةُ من الأَسْماء الناقصة، وهو في الأَصل ثُبَيةٌ، فالساقط لام الفعل في هذا القول، وأَما في القول الأَوّل، فالساقِطُ عين الفعل. ومَن جعل الأَصل ثُبَيةً، فهو من ثَبَّيْتُ على الرجل إذا أَثْنَيْتَ عليه في حياتِه، وتأَوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، وإنما الثُّبةُ الجماعةُ. وثاب القومُ: أَتَوْا مُتواتِرِين، ولا يقالُ للواحد. والثَّوابُ: جَزاءُ الطاعةِ، وكذلك المَثُوبةُ. قال اللّه تعالى: لَمَثُوبةٌ مِن عندِ اللّه خَيْرٌ. وأَعْطاه ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه. وأَثابَه اللّه ثَوابَه وأَثْوَبَه وثوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إيّاها. وفي التنزيل العزيز: هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانوا يُفْعلون. أَي جُوزُوا. وقال اللحياني: أَثابَهُ اللّهُ مَثُوبةً حَسَنَةً. ومَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه. ومنه قراءَةُ مَن قرأَ: لمَثْوَبةٌ من عند اللّه خَيْرٌ. وقد أَثْوَبه اللّهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الواو على الأَصل. وقال الكلابيون: لا نَعرِف المَثْوبةَ، ولكن المَثابة. وثَوَّبه اللّهُ مِن كذا: عَوَّضه، وهو من ذلك. واسْتَثابَه: سأَله أَن يُثِيبَه. وفي حديث ابن التَّيِّهانِ، رضي اللّه عنه: أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه على صَنِيعِهِ. يقال: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالاً. وأَما قوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص مِن سُبُلِ الناسِ إلى مَثاباتِهم شيئاً. قال ابن شميل: إلى مَثاباتِهم إلي مَنازِلهم، الواحد مَثابةٌ، قال: والمَثابةُ المَرْجِعُ. والمَثابةُ: المُجْتمَعُ والمَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه يَثُوبُون إليه أَي يرجِعُون. وأَراد عُمر، رضي اللّه عنه، لا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شيئاً من طُرُق المسلمين وأَدخله دارَه. ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها، وقولُها في الأَحْنَف: أَبي كانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه. وفي حديث عَمْرو ابن العاص، رضي اللّه عنه، قِيلَ له في مَرَضِه الذي مات فيه: كَيْفَ تَجِدُكَ? قال: أَجِدُني أَذُوبُ ولا أَثُوبُ أَي أَضْعُفُ ولا أَرجِعُ إلى الصِّحة. ابن الأَعرابي: يقال لأَساس البَيْتِ مَثاباتٌ. قال: ويقال لتُراب الأَساس النَّثِيل. قال: وثابَ إذا انْتَبَه، وآبَ إذا رَجَعَ، وتابَ إذا أَقْلَعَ. والمَثابُ: طَيُّ الحجارة يَثُوبُ بَعْضُها على بعض من أَعْلاه إلى أَسْفَله. والمَثابُ: الموضع الذي يَثُوبُ منه الماءُ، ومنه بِئْر ما لها ثائِبٌ. والثَّوْبُ: اللِّباسُ، واحد الأَثْوابِ، والثِّيابِ، والجمع أَثْوُبٌ، وبعض العرب يهمزه فيقول أَثْؤُبٌ، لاستثقال الضمة على الواو، والهمزةُ أَقوى على احتمالها منها، وكذلك دارٌ وأَدْؤُرٌ وساقٌ وأَسْؤُقٌ، وجميع ما جاءَ على هذا المثال. قال معروف بن عبد الرحمن: لكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْؤُبا، حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا، أَمْلَحَ لا لَذّاً، ولا مُحَبَّبا وأَثْوابٌ وثِيابٌ. التهذيب: وثلاثةُ أَثْوُبٍ، بغير همز، وأَما الأَسْؤُقُ والأَدْؤُرُ فمهموزان، لأَنَّ صرف أَدْؤُرٍ على دار، وكذلك أَسْؤُق على ساقٍ، والأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَوْب نَفْسِها، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز. قال: ولو طرح الهمز من أَدْؤُر وأَسْؤُق لجاز على أَن تردّ تلك الأَلف إلى أَصلها، وكان أَصلها الواو، كما قالوا في جماعة النابِ من الإنسان أَنْيُبٌ، همزوا لأَنَّ أَصل الأَلف في الناب ياء، وتصغير نابٍ نُيَيْبٌ، ويجمع أَنْياباً. ويقال لصاحب الثِّياب: ثَوَّابٌ. وقوله عز وجل: وثيابَكَ فَطَهِّرْ. قال ابن عباس، رضي اللّه عنهما، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على مَعْصِيةٍ، ولا على فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بقول الشاعر: |إني بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ||لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ| وقال أَبو العباس: الثِّيابُ اللِّباسُ، ويقال للقَلْبِ. وقال الفرَّاءُ: وثِيابَك فَطَهِّرْ: أَي لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، ويقال: وثِيابَك فطَهِّرْ. يقول: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ. ويقال: وثِيابَكَ فطهر أَي قَصِّرْ، فإن تَقْصِيرها طُهْرٌ. وقيل: نَفْسَكَ فطَهِّر، والعرب تَكْني بالثِّيابِ عن النَفْسِ، وقال: فَسُلِّي ثيابي عن ثِيابِكِ تَنْسَلِي وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إذا كان خَبيثَ الفِعْل والمَذْهَبِ خَبِيثَ العِرْض. قال امْرُؤُ القَيْس: |ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ،||وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ، غُرّانُ| وقال: |رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، ولا تَرَى||لها شَبَهاً، الا النَّعامَ المُنَفَّـرا.| رَمَوْها يعني الرّكابَ بِأَبْدانِهِم. ومثله قول الراعي: |فقامَ إليها حَبْتَرٌ بِسلاحِه،||وللّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى| يريد ما اشْتَمَل عليه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه. وفي حديث الخُدْرِيِّ لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: إن المَيّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِه التي يَموتُ فيها. قال الخطابي: أَما أَبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهرهِ، وقد رُوي في تحسين الكَفَنِ أَحاديثُ. قال: وقد تأَوّله بعضُ العلماء على المعنى وأَراد به الحالةَ التي يَمُوت عليها من الخَير والشرّ وعَمَلَه الذي يُخْتَم له به. يقال فلان طاهِرُ الثيابِ إذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ من العَيْبِ. ومنه قوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وفلان دَنِسُ الثّياب إذا كان خَبِيثَ الفعل والمَذْهبِ. قال: وهذا كالحديث الآَخَر: يُبْعَثُ العَبْدُ على ما مات عليه. قال الهَروِيُّ: وليس قَولُ من ذَهَبَ به إلى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إنما يُكَفَّنُ بعد الموت. وفي الحديث: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كما يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه في العُيون ويُحَقِّرَه في القُلوب. والشهرة: ظُهور الشيء في شُنْعة حتى يُشْهِره الناسُ. وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. قال ابن الأَثير: المُشْكِلُ من هذا الحديث تثنية الثوب. قال الأَزهريّ: معناه أَن الرجل يَجعَلُ لقَميصِه كُمِّيْنِ أَحدُهما فوق الآخر لِيُرَى أَن عليه قَميصَين وهما واحد، وهذا إنما يكونُ فيه أَحدُ الثَوْبَيْن زُوراً لا الثَوْبانِ. وقيل معناه أَن العرب أَكثر ما كانت تَلْبَسُ عند الجِدَّةِ والمَقْدُرةٍ إزاراً ورداءً، ولهذا حين سُئل النبي، صلى اللّه عليه وسلم، عن الصلاة في الثوب الواحد قال: أَوكُلُّكُم يَجِدُ ثَوْبَيْنِ? وفسره عمر، رضي اللّه عنه، بإزارٍ ورِداء، وإزار وقميص، وغير ذلك. وروي عن إسحق بن راهُويه قال: سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابيَّ، وهو ابنُ ابنةِ ذي الرُّمة، عن تفسير ذلك، فقال: كانت العربُ إذا اجتَمَعوا في المحافِلِ كانت لهم جماعةٌ يَلْبَسُ أَحدُهم ثوبين حَسَنَيْن. فإن احتاجوا إلى شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور، فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ، فيقولون: ما أَحْسَنَ ثِيابَه، وما أَحسنَ هَيْئَتَه، فَيُجيزون شهادته لذلك. قال: والأَحسن أَن يقال فيه إنَّ المتشبّعَ بما لم يُعْطَ هو الذي يقول أُعْطِيتُ كذا لشيءٍ لم يُعْطَه، فأَما أَنه يَتَّصِفُ بصِفاتٍ ليست فيه، يريدُ أَنَّ اللّه تعالى منَحَه إيّاها، أَو يُريد أَنّ بعضَ الناسِ وصَلَهُ بشيءٍ خَصَّه به، فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أَحدهما اتّصافُه بما ليس فيه، أَو أَخْذُه ما لم يأْخُذْه، والآخَر الكَذِبُ على المُعْطِي، وهو اللّهُ، أَو الناسُ. وأَراد بثوبي زُورٍ هذين الحالَيْن اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهما، واتَّصفَ بهما، وقد سبق أَن الثوبَ يُطلق على الصفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ يصح التشبيه في التثنية لإنه شَبَّه اثنين باثنين، واللّه أَعلم. ويقال: ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيباً إذا عاد مرَّة بعد أُخرى. ومنه تَثْوِيبُ المؤذّن إذا نادَى بالأَذانِ للناس إلى الصلاة ثم نادَى بعد التأْذين، فقال: الصلاةَ، رَحمكم اللّه، الصلاةَ، يَدْعُو إليها عَوْداً بعد بَدْء. والتَّثْوِيبُ: هو الدُّعاء للصلاة وغيرها، وأَصله أَنَّ الرجلَ إذا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بثوبه لِيُرَى ويَشْتَهِر، فكان ذلك كالدُّعاء، فسُمي الدعاء تثويباً لذلك، وكلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ. وقيل: إنما سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيباً من ثاب يَثُوبُ إذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إلى الأَمر بالمُبادرة إلى الصلاة، فإنّ المؤَذِّن إذا قال: حَيَّ على الصلاة، فقد دَعاهم إليها، فإذا قال بعد ذلك: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إلى كلام معناه المبادرةُ إليها. وفي حديث بِلال: أَمرَني رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا أُثَوِّبَ في شيءٍ من الصلاةِ، إلاَّ في صلاةِ الفجر، وهو قوله: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، مرتين. وقيل: التَّثْويبُ تثنية الدعاء. وقيل: التثويب في أَذان الفجر أَن يقول المؤَذِّن بعد قوله حيّ على الفلاح: الصلاةُ خير من النَّوْم، يقولها مرتين، كما يُثوِّب بين الأَذانين: الصلاةَ، رحمكم اللّه، الصلاةَ. وأَصلُ هذا كلِّه من تَثْوِيب الدعاء مرة بعدَ اخرى. وقيل: التَّثوِيبُ الصلاةُ بعدَ الفَريضة. يقال: تَثَوَّبت أَي تَطَوَّعْت بعد المكتُوبة، ولا يكون التَّثْوِيبُ إلا بعد المكتوبة، وهو العود للصلاة بعد الصلاة. وفي الحديث: إذا ثُوِّبَ بالصلاة فأْتُوها وعليكم السَّكِينةُ والوَقارُ. قال ابن الأَثير: التَّثْويبُ ههنا إقامةُ الصلاة. وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها، حين أَرادت الخُروجَ إلى البصرة: إنَّ عَمُودَ الدِّين لا يُثابُ بالنساءِ إنْ مالَ. تريد: لا يُعادُ إلى اسْتِوائه، من ثابَ يَثُوبُ إذا رجَع. ويقال: ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَع مالاً. وقال الكميت: |إنّ العَشِيرةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه،||فتُغِيرُ، وهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها| وقولهم في المثلِ هو أَطْوَعُ من ثَوابٍ: هو اسم رجل كان يُوصَفُ بالطَّواعِيةِ. قال الأَخفش بن شهاب: |وكنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِيع أُنْثَى،||فَصِرْتُ اليومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ| التهذيب: في النوادر أَثَبْتُ الثَّوْبَ إثابةً إذا كَفَفْتَ مَخايِطَه، ومَلَلْتُه: خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بغير كَفٍّ. والثائبُ: الرّيحُ الشديدةُ تكونُ في أَوّلِ المَطَر. وثَوْبانُ: اسم رجل. ثوث[عدل] بُرْدٌ ثُوثِيٌّ: كَفُوفيٍّ، وحكى يعقوب أَن تاءه بدل. ثوج[عدل] الثوج: شيء يعمل من خوص، نحو الجوالق، يحمل فيه التراب، عربي صحيح. وثاجت البقرة تثاج وتثوج ثوجا وثواجا: صوتت وقد يهمز وهو أعرف إلا أن ابن دريد قال ترك الهمز أعلى وثاج: موضع، قال تميم بن مقبل: |يا جارتي على ثاج سبيلكما||سيرا حثيثا فلما تعلما خبري| ثاج: قرية في أعراض البحيرين فيها نخل زين. أبو تراب: الثوج لغة في الفوج، وأنشد لجندل: من الدنى ذا طبق أثايج ويروى أفارج أي فوجا فوجا. ابن الأعرابي: ثاج يثوج ثوجا، وثجا يثجو ثجوا، مثل جاث يجوث جوثا، إذا بلبل متاعه وفرقه. ثوخ[عدل] ثاخَ الشيءُ ثَوْخاً: ساخ. وثاخَت قَدَمُه في الوَحَلِ تَثُوخُ وتَثِيخ: خاضت وغابت فيه؛ قال المتنخل الهذلي يصف سيفاً: أَبيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ، إذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي أَراد بالأَبيض السيف، والرَّجْع: الغَدير، شبه السيف به في بياضه. والرَّسُوبُ: الذي يَرْسُب في اللحم. والمُحْتَفَل: أَعظم موضع في الجسد. ويختلي: يَقْطَعُ. وثاخَ وساخَ: ذهب في الأَرض سُفْلاً. وثاختِ الإِصْبَعُ في الشيء الوارم: ساخت؛ قال أَبو ذؤيب: |قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنِّيِّ،||فهـي تَـثُـوخُ فـيهـا الإِصْـبَـعُ| وروي هذا البيت بالتاء وقد تقدم، وهذه الكلمة يائية وواوية. ثور[عدل] ثارَ الشيءُ ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ: هاج؛ قال أَبو كبير الهذلي: |يَأْوي إِلى عُظُمِ الغَرِيف، ونَبْلُه||كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَـوِّرِ| وأَثَرْتُه وهَثَرْتُهُ على البدل وثَوَّرْتهُ، وثَورُ الغَضَب: حِدَّته. والثَّائر: الغضبان، ويقال للغضبان أَهْيَجَ ما يكونُ: قد ثار ثائِرُه وفارَ فائِرُه إذا غضب وهاج غضبه. وثارَ إِليه ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً: وثب. والمُثاوَرَةُ: المواثَبَةُ. وثاوَرَه مُثاوَرَة وثِوَاراً؛ عن اللحياني: واثبَه وساوَرَه. ويقال: انْتَظِرْ حتى تسكن هذه الثَّوْرَةُ، وهي الهَيْجُ. وثار الدُّخَانُ والغُبار وغيرهما يَثُور ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً: ظهر وسطع، وأَثارَهُ هو؛ قال: |يُثِرْنَ من أَكْدرِها بالدَّقْعَـاءْ،||مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْبَاءِ| الأَصمعي: رأَيت فلاناً ثائِرَ الرأْس إذا رأَيته قد اشْعانَّ شعره أَي انتشر وتفرق؛ وفي الحديث: جاءه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس يسأَله عن الإِيمان؛ أَي منتشر شَعر الرأْس قائمَهُ، فحذف المضاف؛ ومنه الحديث الآخر: يقوم إِلى أَخيه ثائراً فَرِيصَتُهُ؛ أَي منتفخ الفريصة قائمها غَضَباً، والفريصة: اللحمة التي بين الجنب والكتف لا تزال تُرْعَدُ من الدابة، وأَراد بها ههنا عَصَبَ الرقبة وعروقها لأَنها هي التي تثور عند الغضب، وقيل: أَراد شعر الفريصة، على حذف المضاف. ويقال: ثارَتْ نفسه إذا جَشَأَتْ وإِن شئتَ جاشَت؛ قال أَبو منصور: جَشَأَتْ أَي ارتَفعت، وجاشت أَي فارت. ويقال: مررت بِأَرانِبَ فأَثَرْتُها. ويقال: كيف الدَّبى? فيقال: ثائِرٌ وناقِرٌ، فالثَّائِرُ ساعَةَ ما يخرج من التراب، والناقر حين ينقر أَي يثب من الأَرض. وثارَ به الدَّمُ وثارَ بِه الناسُ أَي وَثَبُوا عليه. وثَوَّرَ البَرْكَ واستثارها أَي أَزعجها وأَنهضها. وفي الحديث: فرأَيت الماء يَثُور من بين أَصابعه أَي يَنْبُعُ بقوّة وشدّة؛ والحديث الآخر: بل هي حُمَّى تَثُورُ أَو تَفُور. وثارَ القَطَا من مَجْثَمِه وثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثار: ظَهَرَ. والثَّوْرُ: حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فيه، وفي الحديث: صلاة العشاء الآخرة إذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ، وهو انتشار الشفق، وثَوَرانهُ حُمْرَته ومُعْظَمُه. ويقال: قد ثارَ يَثُورُ ثَوْراً وثَوَراناً إذا انتشر في الأُفُقِ وارتفع، فإِذا غاب حَلَّتْ صلاة العشاء الآخرة، وقال في المغرب: ما لم يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ. والثَّوْرُ: ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ. وثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان ثَوْراً وثُؤوراً وثُؤَاراً وثَوَراناً: انتشرت: وكذلك كل ما ظهر، فقد ثارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً. وحكى اللحياني: ثارَ الرجل ثورَاناً ظهرت فيه الحَصْبَةُ. ويقال: ثَوَّرَ فلانٌ عليهم شرّاً إذا هيجه وأَظهره. والثَّوْرُ: الطُّحْلُبُ وما أَشبهه على رأْس الماء. ابن سيده: والثَّوْرُ ما علا الماء من الطحلب والعِرْمِضِ والغَلْفَقِ ونحوه، وقد ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً وثَوَراناً وثَوَّرْتُه وأَثَرْتُه. وكل ما استخرجته أَو هِجْتَه، فقد أَثَرْتَه إِثارَةً وإِثاراً؛ كلاهما عن اللحياني. وثَوَّرْتُه واسْتَثَرْتُه كما تستثير الأَسَدَ والصَّيْدَ؛ وقول الأَعشى: |لَكَالثَّوْرِ، والجنِّيُّ يَضْرِب ظَهْرَه،||وما ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا?| أَراد بالجِنّي اسم راع، وأَراد بالثور ههنا ما علا الماء من القِمَاسِ يضربه الراعي ليصفو الماء للبقر؛ وقال أَبو منصور وغيره: يقول ثور البقر أَجرأُ فيقدّم للشرب لتتبعه إِناث البقر؛ وأَنشد: |أَبَصَّرْتَني بأَطِيرِ الرِّجـال،||وكَلَّفْتَني ما يَقُول البَـشَـرْ| |كما الثورِ يَضْرِبُه الرَّاعيان،||وما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ?| والثَّوْرُ: السَّيِّدُ، وبه كني عمرو بن معد يكرب أَبا ثَوْرٍ. وقول علي، كرم الله وجهه: إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ؛ عنى به عثمان، رضي الله عنه، لأَنه كان سَيِّداً، وجعله أَبيض لأَنه كان أَشيب، وقد يجوز أَن يعني به الشهرة؛ وأَنشد لأَنس ابن مدرك الخثعمي: |إِنِّي وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِـلَـهُ،||كالثورِ يُضْرَبُ لما عافَتِ البَقَرُ| |غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ يَنْكُتْ حَلِيلَتَه،||وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَـرُ| قيل: عنى الثور الذي هو الذكر من البقر لأَن البقر تتبعه فإِذا عاف الماء عافته، فيضرب ليرد فترد معه، وقيل: عنى بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إذا أَورد القطعة من البقر فعافت الماء وصدّها عنه الطحلب ضربه ليفحص عن الماء فتشربه. وقال الجوهري في تفسير الشعر: إِن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لأَنها ذات لبن، وإِنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب، ويقال للطحلب: ثور الماء؛ حكاه أَبو زيد في كتاب المطر؛ قال ابن بري: ويروى هذا الشعر: إِنِّي وعَقْلي سُلَيْكاً بعدَ مَقْتَلِه قال: وسبب هذا الشعر أَن السُّلَيْكَ خرج في تَيْمِ الرِّباب يتبع الأَرياف فلقي في طريقه رجلاً من خَثْعَمٍ يقال له مالك بن عمير فأَخذه ومعه امرأَة من خَفاجَة يقال لها نَوَارُ، فقال الخَثْعَمِيُّ: أَنا أَفدي نفسي منك، فقال له السليك: ذلك لك على أَن لا تَخِيسَ بعهدي ولا تطلع عليّ أَحداً من خثعم، فأَعطاه ذلك وخرج إِلى قومه وخلف السليك على امرأَته فنكحها، وجعلت تقول له: احذر خثعم، فقال: |ومـا خَـثْـعَـمٌ إِلاَّ لِــئامٌ أَذِلَّةٌ،||إِلى الذُّلِّ والإِسْخاف تُنْمى وتَنْتَمي| فبلغ الخبرُ أَنسَ بن مُدْرِكَةَ الخثعمي وشبْلَ بن قِلادَةَ فحالفا الخَثْعَمِيَّ زوجَ المرأَة ولم يعلم السليك حتى طرقاه، فقال أَنس لشبل: إِن شِئت كفيتك القوم وتكفيني الرجل، فقال: لا بل اكفني الرجل وأَكفيك القوم، فشدَّ أَنس على السليك فقتله وشدَّ شبل وأَصحابه على من كان معه، فقال عوف بن يربوع الخثعمي وهو عم مالك بن عمير: والله لأَقتلن أَنساً لإِخفاره ذمة ابن عمي، وجرى بينهما أَمر وأَلزموه ديته فأَبى فقال هذا الشعر؛ وقوله: كالثور يضرب لما عافت البقر هو مثل يقال عند عقوبة الإِنسان بذنب غيره، وكانت العرب إذا أَوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أَو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء فتتبعه البقر؛ ولذلك يقول الأَعشى: |وما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ،||وما أَن يَعَاف الماءَ إِلاَّ لِيُضْرَبا| وقوله: وإِذ يشدّ على وجعائها الثفر الوجعاء: السافلة، وهي الدبر. والثفر: هو الذي يشدّ على موضع الثَّفْرِ، وهو الفرج، وأَصله للسباع ثم يستعار للإِنسان. ويقال: ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماء فَثارَ. وأَثَرْتُ السَّبُعَ والصَّيْدَ إذا هِجْتَه. وأَثَرْتُ فلاناً إذا هَيَّجْتَهُ لأَمر. واسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إذا أَثَرْتَهُ أَيضاً. وثَوَّرْتُ الأَمر: بَحَثْتُه وثَوَّرَ القرآنَ: بحث عن معانيه وعن علمه. وفي حديث عبدالله: أَثِيرُوا القرآن فإِن فيه خبر الأَولين والآخرين، وفي رواية: علم الأَوَّلين والآخرين؛ وفي حديث آخر: من أَراد العلم فليُثَوِّر القرآن؛ قال شمر: تَثْوِيرُ القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه، وقيل: لِيُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيره وقراءته، وقال أَبو عدنان: قال محارب صاحب الخليل لا تقطعنا فإِنك إذا جئت أَثَرْتَ العربية؛ ومنه قوله: يُثَوِّرُها العينانِ زَيدٌ ودَغْفَلٌ وأَثَرْتُ البعير أُثيرُه إِثارةً فَثارَ يَثُورُ وتَثَوَّرَ تَثَوُّراً إذا كان باركاً وبعثه فانبعث. وأَثارَ الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً:بَحَثه؛ قال: |يُثِيرُ ويُذْري تُرْبَها ويَهيلُـه،||إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ| قوله: نباث الهواجر يعني الرجل الذي إذا اشتد عليه الحر هال التراب ليصل إِلى ثراه، وكذلك يفعل في شدة الحر. وقالوا: ثَورَة رجال كَثروَةِ رجال؛ قال ابن مقبل: |وثَوْرَةٍ من رِجالِ لـو رأَيْتَـهُـمُ،||لقُلْتَ: إِحدى حِراجِ الجَرَّ مِن أُقُرِ| ويروى وثَرْوةٍ. ولا يقال ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هو ثَرْوَةُ مالٍ فقط. وفي التهذيب: ثَوْرَةٌ من رجال وثَوْرَةٌ من مال للكثير. ويقال: ثَرْوَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ من مال بهذا المعنى. وقال ابن الأَعرابي: ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ يعني عدد كثير، وثَرْوَةٌ من مالٍ لا غير. والثَّوْرُ: القِطْعَةُ العظيمة من الأَقِطِ، والجمع أَثْوَارٌ وثِوَرَةٌ، على القياس. ويقال: أَعطاه ثِوَرَةً عظاماً من الأَقِطِ جمع ثَوْرٍ. وفي الحديث: توضؤوا مما غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرَ أَقِطٍ؛ قال أَبو منصور: وذلك في أَوّل الإِسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار، وقيل: يريد غسل اليد والفم منه، ومَنْ حمله على ظاهره أوجب عليه وجوب الوضوء للصلاة. وروي عن عمرو بن معد يكرب أَنه قال: أَتيت بني فلان فأَتوني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ؛ فالثور القطعة من الأَقط، والقوس البقية من التمر تبقى في أَسفل الجُلَّةِ، والكعب الكُتْلَةُ من السمن الحَامِسِ. وفي الحديث: أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ؛ الاَّثوار جمع ثَوْرٍ، وهي قطعة من الأَقط، وهو لبن جامد مستحجر. والثَّوْرُ: الأَحمق؛ ويقال للرجل البليد الفهم: ما هو إِلا ثَوْرٌ. والثَّوْرُ: الذكر من البقر؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي عثمان: |أَثَوْرَ ما أَصِيدُكُمْ أَو ثَـوْريْنْ||أَمْ تِيكُمُ الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ?| فإِن فتحة الراء منه فتحة تركيب ثور مع ما بعده كفتحة راء حضرموت، ولو كانت فتحة إِعراب لوجب التنوين لا محالة لأَنه مصروف، وبنيت ما مع الاسم وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت لا مع النكرة في نحو لا رجل، ولو جعلت ما مع ثور اسماً ضممت إِليه ثوراً لوجب مدّها لأَنها قد صارت اسماً فقلت أَثور ماء أَصيدكم؛ كما أَنك لو جعلت حاميم من قوله: يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ اسمين مضموماً أَحدهما إِلى صاحبه لمددت حا فقلت حاء ميم ليصير كحضرموت، كذا أَنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهُزْءِ، وأَنشدها بعضهم الحَمَّاءَ؛ والقول فيه كالقول في ويحما من قوله: |أَلا هَيَّما مما لَقِـيتُ وهَـيَّمـا،||وَوَيْحاً لمَنْ لم يَلْقَ مِنْهُنَّ ويْحَمَا،| والجمع أَثْوارٌ وثِيارٌ وثِيارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌ وثِيرانٌ وثِيْرَةٌ، على أَن أَبا عليّ قال في ثِيَرَةٍ إِنه محذوف من ثيارة فتركوا الإِعلال في العين أَمارة لما نووه من الأَلف، كما جعلوا الصحيح نحو اجتوروا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو تَجاوَروا وتَعاونُوا؛ وقال بعضهم: هو شاذ وكأَنهم فرقوا بالقلب بين جمع ثَوْرٍ من الحيوان وبين جمع ثَوْرٍ من الأَقِطِ لأَنهم يقولون في ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فقط وللأُنثى ثَوْرَةٌ؛ قال الأَخطل: وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ وأَرض مَثْوَرَةٌ: كثيرة الثَّيرانِ؛ عن ثعلب. الجوهري عند قوله في جمع ثِيَرَةٍ: قال سيبويه: قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة، قال: وليس هذا بمطرد. وقال المبرّد: إِنما قالوا ثِيَرَةٌ ليفرقوا بينه وبين ثِوَرَة الأَقط، وبنوه على فِعْلَةٍ ثم حركوه، ويقال: مررت بِثِيَرَةٍ لجماعة الثَّوْرِ. ويقال: هذه ثِيَرَةٌ مُثِيرَة أَي تُثِيرُ الأَرضَ. وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إِسرائيل: تثير الأَرض ولا تسقي الحرث؛ أَرض مُثارَةٌ إذا أُثيرت بالسِّنِّ وهي الحديدة التي تحرث بها الأَرض. وأَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها على الحب بعدما فُتحت مرّة، وحكي أَثْوَرَها على التصحيح. وقال الله عز وجل: وأَثارُوا الأَرضَ؛ أَي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأَنْزال زَرْعِها. وفي الحديث: أَنه كتب لأَهل جُرَش بالحمَى الذي حماه لهم للفَرَس والرَّاحِلَةِ والمُثِيرَةِ؛ أَراد بالمثيرة بقر الحَرْث لأَنها تُثيرُ الأَرض. والثّورُ: يُرْجٌ من بروج السماء، على التشبيه. والثَّوْرُ: البياض الذي في أَسفل ظُفْرِ الإِنسان. وثَوْرٌ: حيٌّ من تميم. وبَنُو ثَورٍ: بَطنٌ من الرَّبابِ وإِليهم نسب سفيان الثَّوري. الجوهري: ثَوْر أَبو قبيلة من مُضَر وهو ثور بن عَبْدِ منَاةَ بن أُدِّ بن طابِخَةَ بن الياس بن مُضَر وهم رهط سفيان الثوري. وثَوْرٌ بناحية الحجاز: جبل قريب من مكة يسمى ثَوْرَ أَطْحَل. غيره: ثَوْرٌ جبل بمكة وفيه الغار نسب إِليه ثَوْرُ بنُ عبد مناة لأَنه نزله. وفي الحديث: انه حَرَّمَ ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ. ابن الأَثير قال: هما جبلان، أَما عير فجبل معروف بالمدينة، وأَما ثور فالمعروف أَنه بمكة، وفيه الغار الذي بات فيه سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لما هاجر، وهو المذكور في القرآن؛ وفي رواية قليلة ما بين عَيْرٍ وأُحُد، وأُحد بالمدينة، قال: فيكون ثور غلطاً من الراوي وإِن كان هو الأَشهر في الرواية والأَكثر، وقيل: ان عَيْراً جبل بمكة ويكون المراد أَنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أَو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف. وقال أَبو عبيد: أَهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له ثور وإِنما ثور بمكة. وقال غيره: إِلى بمعنى مع كأَنه جعل المدينة مضافة إِلى مكة في التحريم. ثوع[عدل] ابن الأَعرابي: ثُعْ ثُعْ إذا أَمرتَه بالانبساط في البلاد في طاعة.والثُّوَعُ: شجر من أَشجار البلاد عظام تَسْمُو له ساق غليظة وعَناقِيدُ كعناقِيد البُطْم، وهو مما تَدُوم خُضرته، وورقه مثل ورق الجوز، وهو سَبْطُ الأَغْصان وليس له حَمْل ولا يُنْتفع به في شيء، واحدته ثُوَعَةٌ؛ قال الدِّينَوَرِي: الثُّعَبةُ شجرة تشبه الثُّوَعَة. وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو: الثّاعِي القاذِفُ، وعن ابن الأَعرابي: الثاعةُ القَذَفةُ، وذكر ابن بري أَنّ ابن خالويه حكى عن العامري: أَن الثّواعةَ الرجل النحْسُ الأَحْمَقُ. ثول[عدل] الثَّوْل: جماعة النَّحْل يقال لها الثَّوْل والدَّبْر ولا واحد لشيء من هذا من لفظه، وكذلك الخَشْرَم. وتَثَوَّلتِ النَّحْلُ: اجتمعت والْتَفَّتْ. والثَّوَّالة: الكَثِير من الجَرَاد، اسم كالجَمَّالة والجَبَّانة. وقولهم: ثَوِيلة من الناس أَي جَمَاعة جاءت من جُمْلة مُتَفرِّقة وصِبْيان ومال. الليث: الثَّوْل الذَّكَر من النَّحْل، والثَّوَّالة الجماعة من الناس والجَراد. وتَثَوَّل عليه القومُ وانْثَالوا: عَلَوْه بالشَّتْم والضرب والقَهْر. وانثال عليه القَوْلُ: تتابع وكثر فلم يَدْرِ بأَيه يبدأْ. وانْثَال عليه التُّرابُ أَي انْصَبَّ؛ يقال: انْثَال عليه الناسُ من كل وجه أَي انْصَبُّوا. وفي حديث عبد الرحمن بن عوف: انْثَال عليه الناسُ أَي اجْتَمَعوا وانْصَبُّوا من كل وجه، وهو مطاوع ثَال يَثُول ثَوْلاً إذا صَبَّ ما في الإِناء. والثَّوْل: الجماعة، والثَّوْل: شَجَر الحَمْضِ. والثَّوِيلة: مُجْتَمَع العُشْب؛ عن ثَعْلب. ابن الأَعرابي: الثَّوْل النَّحْل، والثَّوْل الجُنون، والأَثْوَل المَجْنون، والأَثْوَل الأَحْمَق. يقال: ثَالَ فلان يَثُول ثَوْلاً إذا بَدا فيه الجُنُون ولم يَسْتَحْكم، فإِذا اسْتَحْكم قيل ثَوِل يَثْوَل ثَوَلاً، قال: وهكذا هو في جميع الحيوان، الليث: الثَّوَل، بالتحريك، شِبْه جُنون في الشاء، يقال للذكر أَثْوَل وللأُنثى ثَوْلاء؛ وقال الجوهري: هو جنون يصيب الشاة في تَتْبَع الغنم وتَسْتَدير في مَرْتَعِها؛ وشاة ثَوْلاءُ وتَيْسٌ أَثول؛ قال الكميت: |تَلْقَى الأَمَانَ على حِيَاض مُحَمَّدٍ||ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَـسُ| وقال ابن سيده: الثَّوَل استرخاء في أَعضاء الشاة، وقيل: هو كالجنون يصيب الشاة، وقد ثَوِل ثَوَلاً واثْوَلَّ؛ حكى الأَخيرة سيبويه. وكبش أَثْوَل ونَعَم ثَوْلاء، وقد نُهِي عن التَّضْحِية بها. وفي حديث الحسن: لا بأْس أَن يُضَحَّى بالثَّوْلاء، قال: الثَّوَل داء يأْخذ الغنم كالجنون يلتوي منه عنقها، وقيل: هو داء يأْخذها في ظهورها ورؤوسها فَتَخِرُّ منه. والأَثْول: البطيء النُّصْرة والخَيْرِ والعَمَل والجدّ. وثَوَلُ الضِّباع: فحلها؛ قال الفرزدق: فيستمرّ ثَوَل الضِّبَاع وفي حديث ابن جريج: سأَل عطاء عن مس ثُول الإِبِل، قال: لا يُتَوَضأ منه؛ الثُّول لغة في الثِّيل وهو وِعاء قَضيب الجَمَل، وقيل: قَضِيبُه. ثوم[عدل] قال أَبو حنيفة: الثُّومُ هذه البَقْلة معروف، وهي ببلد العرب كثيرة منها بَرِّيٌّ ومنها رِيفِيٌّ، واحدته ثُومةٌ. والثُّومة: قَبِيعةُ السيْفِ على التشبيه لأَنها على شَكْلها. والثُّوم: لغة في الفُوم، وهي الحِنْطة. وأُمُّ ثُومةَ: امرأَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي الجراح نفسه: |فلو أَنَّ عندي أُمَّ ثُومةَ لم يكن||عليَّ، لِمُسْتَنِّ الرِّياح، طريقُ| وقد يجوز أَن تكون أُمُّ ثُومةَ هنا السيف لما تقدّم من أَن الثُّومةَ قَبيعةُ السيفِ، وكأَنه يقول: لو كان سيْفي حاضراً لم أُذَلَّ ولم أُهَنْ. والثِّوَمُ: شجر طيِّب الريح عظام واسع الورَق أَخضر، أَطيب رِيحاً من الآس، يُبْسط في المجالس كما يُبْسَط الرَّيحان، واحدته ثِوَمةٌ؛ حكاه أَبو حنيفة. ابن الأَعرابي: هي الخُنْعُبَة والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمةُ؛ قال الليث: الخُنْعُبَةُ مَشقّ ما بين الشارِبين بحِيال الوتَرَةِ، والله تعالى أَعلم. ثوه[عدل] ابن سيده: الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ، وقيل: اللِّثَةُ، قال: وإِنما قضينا على أَن أَلفها واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء. ثيب[عدل] الثَّيِّبُ من النساءِ: التي تَزَوّجَتْ وفارَقَتْ زَوْجَها بأَيِّ وجْهٍ كان بَعْدَ أَنْ مَسَّها. قال أَبو الهيثم: امرأَةٌ ثَيِّبٌ كانت ذاتَ زَوْج ثم ماتَ عنها زوجُها، أَو طُلِّقت ثم رجَعَتْ إلى النكاح. قال صاحب العين: ولا يقال ذلك للرجل، إلا أَن يقال ولَدُ الثَّيِّبَيْنِ وولد البِكْرَيْنِ. وجاء في الخبر: الثَّيِّبانِ يُرْجَمانِ، والبِكْرانِ يُجْلَدانِ ويُغَرَّبانِ. وقال الأَصمعي: امرأَة ثَيِّبٌ ورجل ثيّب إذا كان قد دُخِلَ به أَو دُخِلَ بها، الذكَرُ والأُنثى، في ذلك، سواء. وقد ثُيِّبَتِ المرأَةُ، وهي مُثَيَّبٌ. التهذيب يقال: ثُيِّبَتِ المرأَةُ تَثْيِيباً إذا صارت ثَيِّباً، وجمع الثَّيِّبِ، من النساء، ثَيّباتٌ. قال اللّه تعالى: ثَيِّباتٍ وأَبْكاراً. وفي الحديث: الثَّيِّبُ بالثيبِ جَلْدُ مائةٍ ورَجْمٌ بالحجارة. ابن الأَثير: الثَّيِّبُ مَن ليس بِبِكْر. قال: وقد يُطْلَقُ الثَّيِّبُ على المرأَةِ البالِغةِ، وإن كانت بِكْراً، مَجازاً واتِّساعاً. قال: والجمع بين الجَلد والرَّجْم منسوخ. قال: وأَصل الكلمة الواو، لأَنه من ثابَ يَثُوبُ إذا رَجع كأَنَّ الثَّيِّب بِصَدَد العَوْدِ والرُّجوع. وثِيبانُ: اسم كُورة. ثيخ[عدل] ثاخَتْ رجلُه تَثِيخ مثل ساخت، والواو فيه لغة، وقد تقدم؛ وزعم يعقوب أَن ثاء ثاخت بدل من سين ساخت، والله أَعلم. ثيع[عدل] قال ابن سيده: ثاعَ الماءُ، وقال غيره: ثاعَ الشيءُ يَثِيعُ ويثَاعُ ثَيْعاً وثَيَعاناً سال. ثيل[عدل] الثَّيل والثِّيل: وِعاء قَضِيب البعير والتَّيْس والثَّور، وقيل: هو القضيب نفسه، وقد يقال في الإِنسان، وأَصله في البعير. والثُّول: لغة في الثَّيل، وقد ذكرناه في ثول. الليث: الثَّيل جِرَابُ قُنْب البَعِير، ويقال بل هو قَضِيبُه، ولا يقال قُنْب إِلا للفرس. والأَثْيَل: الجَمَل العظيم الثَّيل، وقيل: هو وِعاء قضيبه. وبَعِير أَثْيَل: عظيم الثَّيل واسعه؛ وأَنشد ابن بري لراجز: |يا أَيها العَوْدُ الـثَّـفـالُ الأَثْـيَلُ||ما لَكَ، إِنْ حُثَّ المَطِيُّ، تَزَحَلُ?| والثِّيل: نبات يَشْتَبِكُ في الأَرض، وقيل: هو نبات له أُرومة وأَصل، فإِذا كان قصيراً سُمِّي نَجْماً. والثَّيِّل: حَشِيش، وقيل: نبت يكون على شطوط الانهار في الرياض، وجَمْعُه نَجْم، وقيل: هو ضرب من الجَنْبَة ينبت ببلاد تميم ويَعْظُم حتى تَرْبِض الغنم في أَدْفائه. وقال أَبو حنيفة: الثَّيِّل وَرَقُه كورق البُرّ إِلا أَنه أَقصر، ونباته فَرْشٌ على الأَرض يذهب ذهاباً بعيداً ويشتبك حتى يصير على الأَرض كاللُّبْدة، وله عُقَدٌ كبيرة وأَنابِيبُ قِصار ولا يكاد ينبت إِلا على ماء أَو في موضع تحته ماء، وهو من النبات الذي يستدل به على الماء، واحدته ثَيِّلَة. شمر: الثِّيلة شُجَيرة خَضْراء كأَنها أَول بَذْر الحَبِّ حين تَخْرج صغاراً. ابن الأَعرابي: الثِّيل ضرب من النبات يقال إِنه لِحْية التَّيْس.
<urn:uuid:2372f2b8-0b3b-4897-817b-d727b6ece84b>
CC-MAIN-2015-22
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_-_%D8%AD%D8%B1%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D8%A1
2015-05-28T09:55:58Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929272.95/warc/CC-MAIN-20150521113209-00085-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.98006
Arab
51
{"arb_Arab_score": 0.9800600409507751, "arz_Arab_score": 0.01454215869307518}
صفحة جديدة 1 زولوفت ، لوسترال , Lustral , Zoloft الاسم العلمي : سيترالينن sertraline تصنيف الدواء: مضادات الاكتئاب SSRI الوصف: هذا الدواء يستخدم لعلاج الاكتئاب او القلق . يمكن لطبيبك أن يصف هذا الدواء لحالات أخرى أيضا . معلومات عامة: هذه المعلومات للأغراض التعليمية فقط . ولم يتم ذكر كل الأعراض الجانبية والتأثيرات العكسية والتفاعلات الدوائية في هذه النشرة . إذا كان لديك أسئلة بخصوص هذا الدواء فتحدث إلى طبيبك . الاستخدام الأمثل لهذا الدواء : هذا الدواء يجب أن يؤخذ في نفس الوقت كل يوم ، صباحاً أو مساءً ويمكن أن تأخذه مع أو بدون الطعام . هذا الدواء يمكن أن يستغرق أربعة أسابيع حتي يصل إلى تأثيره الكامل ، ولكن من الممكن أن تلاحظ تحسناً في أعراض الاكتئاب في فترة قصيرة (أسبوع أو أسبوعين). الجرعة الفائتة : تناول الجرعة الفائتة بمجرد أن تتذكرها . اذا كان هذا وقت الجرعة التالية فتخطَ الجرعة الفائتة ثم أكمل الدواء حسب جدولك الطبيعي. ولا تتناول جرعة مزدوجة لتعوض الجرعة الفائتة. التخزين : احفظ هذا الدواء في العلبة التي جاء فيها . محكم الغلق ، وبعيداً عن متناول الأطفال . يحفظ في درجة حرارة الغرفة وبعيداً عن الحرارة المرتفعة والرطوبة. تخلص من أي دواء انتهت صلاحيته أو لم تعد تحتاج إليه . تحدث إلى طبيبك بخصوص أي دواء تريد ان تتخلص منه. الأعراض الجانبية المحتملة : جفاف الفم . رعشة أو تقلصات في العضلة . عصبية . متاعب في النوم . صداع ، خمول . إغماء . غثيان. خمول. أرق. صداع. زيادة في العرق. دوخة، صداع بسيط. تغيرات في الوظيفة الجنسية. بعض الاعراض الجانبية غير المذكورة محتملة الحدوث ، تحدث إلى طبيبك لو ظهرت عليك أي أعراض أخرى. تحذيرات / احتياطات : هذا الدواء من الممكن أن يسبب دوخة أو دواراً أو خمولاً. شرب الكحول يمكن أن يزيد من تأثير هذا الدواء ويجب تجنبه . تدخين السجائر يمكن أن يقلل من فاعلية هذا الدواء . اذا كنت تخطط لجراحة ، فيجب أن تخبر طبيبك . لا تأخذ هذا الدواء اذا كنت تناولت مثبطات المونو أمينو أوكسيداز (فينيلزين(نارديل) أو ترانيلكيبرومين (بارنات) في الأسبوعيين الماضيين . هذا الدواء يمكن أن يزيد من مخاطر التفكير في الانتحار أو السلوك الانتحاري في بعض الاطفال والمراهقين .وآباء الاطفال الذين يتناولون مضادات الاكتئاب يجب أن يلاحظوا علامات سوء الاكتئاب أوأي تغيرات غير معتادة في التصرف. زيادة الجرعة : ابحث عن الرعاية الطبية فورا . قم بالاتصال بوحدة السموم . تفاعل الدواء : اذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب من الترايسيكلين ، تحدث إلى طبيبك قبل أن تأخذ هذا الدواء St John s Wort يجب تجنبه أثناء تناولك لهذا الدواء بسبب التأثير المضاعف لمادة السيروتونين . أخبر طبيبك اذا كنت تتناول أي من الادوية التالية : (كومادين )Blood thinner مضادات الاكتئاب الاخري ميثوبرولول مضادات الهيستامين كاربامازيبين (تيجريتول) سيميتيدين (تاجاميت ) استروجين فلوكسيدين (بروزاك) انتراكونازول (اسبورانوكس) كيتوكونازول(نيزورال) ليفودوبا ليثيوم أدوية استرخاء العضلات أقراص التحكم في الحمل أقراص النوم أدوية الغدة الدرقية لا تأخذ هذا الدواء مع ثيوريديزين أو خلال 5 أسابيع من تناولك هذا الدواء . يجب توخي الحذر عند تناول هذا الدواء مع بعض المضادات الحيوية مثل ايريثروميسين ، كلاريثروميسين أو أزيثروميسين. اذا كنت تتناول أدوية للصداع النصفي مثل لميتريكس ، تحدث إلى طبيبك قبل أن تتناول هذا الدواء. هذا الدواء لا ينبغي أن تأخذه مع مثبطات المونو أمينو أوكسيداز . اذا كنت تعتقد أنك تتناول مثبطات المونو أمينو أوكسيداز تحدث إلى طبيبك أو الصيدلي . الحمل / الرضاعة : اذا كنت تخططين للحمل فناقشي مع طبيبك مزايا ومخاطر استخدام هذا الدواء أثناء الحمل . لأن هذا الدواء يفرز في لبن الرضاعة فالامهات المرضعات يجب عليهن التوقف عن الرضاعة أثناء تناول هذا الدواء. معلومات إضافية : مضادات الاكتئاب تستخدم لعلاج العديد من الحالات منها الاكتئاب وبعض الاضطرابات العقلية الأخرى . هذه الأدوية تساعد على منع أفكار الانتحار ومحاولاته ولها بعض الفوائد الأخرى. ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أن عدداً قليلاً ممن يستخدمون هذه الأدوية لأي سبب وخصوصا الأطفال والمراهقين ربما يصابون باكتئاب أسوأ ، أعراض اضطرابا عقلية/مزاجية أخرى أو محاولات انتحار . لذلك من المهم جداً أن تتحدث مع طبيبك عن فوائد ومخاطر أدوية مضادات الاكتئاب حتى لو تم استخدامه لغير الاضطرابات العقلية . أخبر طبيبك فوراً إذا لاحظت سوء الاكتئاب ، تغييرات غير معتادة في السلوك (تتضمن محاولات الانتحار) أو أي تغير في الحالة المزاجية أو العقلية. تنبه جيداً لهذه الأعراض عند استعمال مضاد اكتئاب جديد أو عند تغيير الجرعة.
<urn:uuid:232cae93-9a26-4293-8529-07bc51fdcef1>
CC-MAIN-2015-22
http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=4998
2015-05-28T09:52:19Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-22/segments/1432207929272.95/warc/CC-MAIN-20150521113209-00085-ip-10-180-206-219.ec2.internal.warc.gz
arb
0.974396
Arab
68
{"arb_Arab_score": 0.9743955731391907, "ary_Arab_score": 0.010484698228538036}
ثمنت الوكالة الدولية لتطوير العمل الشرطي التطور الكبير في أساليب التدريب المتبعة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، واعتبرتها «نموذجاً ومقياساً لمختلف أجهزة الشرطة والأمن على مستوى الشرق الأوسط» جاء ذلك خلال حفل تخريج 6 دورات للقيادات الوسطى والأولى والذي أقيم صباح أمس في نادي ضباط الشرطة في أبوظبي. وشهد الحفل اللواء الركن خليفة حارب الخييلي وكيل وزارة الداخلية المساعد للموارد والخدمات المساندة بحضور عدد من المديرين العامين ومديري الإدارات في القيادة العامة لشرطة أبوظبي. وقال الخييلي إن مفهوم التدريب ليس مرتكزاً للتطوير والتحديث فحسب، بل أصبح ضرورة تسعى لتحقيقه كافة المؤسسات من أجل تنمية وصقل مهارات وقدرات الكوادر البشرية. وقال الخييلي إن وزارة الداخلية تسعى جاهدة للرقي بالمنظومة التدريبية المتكاملة، وتنمية المهارات والقدرات الفردية، واكتشاف المواهب، لدفع عجلة العمل الشرطي قُدُماً، نحو آفاق متلازمة مع الطفرة العلمية والعملية. وقال اللواء الخييلي «إن مفهوم التدريب لم يعد مفهوماً تقليدياً يقتصر على تنظيم الدورات التدريبية التقليدية ومنح شهادات الاجتياز، بل أصبح خياراً استراتيجياً في ظل منظومة تنمية وتطوير الموارد البشرية.. ولذلك فإننا نعقد المزيد من الآمال على هذه الدورات لتحقيق أهدافها، والتي تتناسب مع الاحتياجات الفعلية لجهاز الشرطة». وأوضح أن المعيار الحقيقي لتقييم أداء مختلف أجهزة الشرطة والأمن هو تلبية توقعات واحتياجات المجتمع.. وهذا ما نسعى إليه جميعاً، بتوجيهات قيادتنا الشرطية، لتحقيق الأمن والطمأنينة في مجتمعنا باختلاف مكوناته، والوصول إلى التميز في العمل الأمني لمواجهة تحديات العصر، مشيراً إلى أن مفهوم الأمن الشامل يطال كافة جوانب الحياة، سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية أم أمنية.. أو غيرها. منهج متبع وألقى المقدم ثاني بطي الشامسي مدير إدارة التدريب كلمة الإدارة العامة للموارد البشرية خلال الحفل أكد فيها أن الدورات القيادية تعتبر أحد أدوات التغيير الأساسي في إدارة وقيادة الجهات الحكومية وغير الحكومية، وهو المنهج الذي تتبعه القيادة العامة لشرطة أبوظبي منذ سنوات، إيماناً منها أنه إذا غابت القيادة الناجحة والمؤهلة غاب الأداء والإنتاج الجيد وعجزت الإدارة عن تحقيق أهدافها. وأكد حرص شرطة ابوظبي على تخريج كوادر شرطية مؤهلة ومدربة علمياً وعملياً لمواكبة التطورات التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن تخريج فوج القيادة اليوم يعد إضافة قوية وفعالة في رصيد العمل الشرطي ، حيث تم تدريبهم على أحدث النظم والمفاهيم الإدارية والشرطية الأمنية وبالتعاون مع أرقى المعاهد الشرطية المتخصصة مثل البريطانية. وبدوره قال المقدم كيفين سميث المستشار الإقليمي للوكالة الدولية لتطوير العمل الشرطي أن القيادة الفعالة تعد الأساس لنجاح أي مؤسسة، مثمناً اهمية وحرص شرطة ابوظبي على التدريب المتخصص والفاعل. وفي الختام ألقى الشاعر النقيب محمد بخيت المنهالي قصيدة شعرية بمناسبة العودة الميمونة لصاحب السمو رئيس الدولة إلى أرض الوطن، ثم قام اللواء الركن خليفة حارب الخييلي بتوزيع الجوائز على المتفوقين والشهادات على خريجي الدورات. يذكر أن الدورات التي عقدتها إدارة التدريب في الإدارة العامة للموارد البشرية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي شارك بها 95 ضابطاً من رتبة الرائد إلى رتبة الملازم، من بينهم 4 عناصر نسائية، حيث بلغ عدد الخريجين في دورة القيادة الوسطى الحادية عشرة (11) ضابطاً، وعدد الضباط المشاركين في دورة القيادات الوسطى العشرين (9)، كما بلغ عدد المشاركين في دورات القيادات الأولى الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة والثامنة عشرة (74) ضابطاً.
<urn:uuid:16e8fad2-cb7e-44ef-82af-d5eca0dafb6c>
CC-MAIN-2015-27
http://www.albayan.ae/across-the-uae/1277245277586-2010-09-29-1.288032
2015-07-01T01:52:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094634.87/warc/CC-MAIN-20150627031814-00253-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.984366
Arab
32
{"arb_Arab_score": 0.9843657612800598, "ary_Arab_score": 0.010989597998559475}
|الرئيسية||موسوعة الطبخ||القرآن الكريم||ملفات الفلاش||مقاطع فيديو||الصوتيات||القصص| |دليل المواقع||العاب||مجلة قصيمي||البرامج||الحياة الزوجية||TV||مكتبة الكتب| |للاعلان||بطاقات||الجوال||أناشيد||ألبوم الصور||يوتيوب العرب||توبيكات| ||أدوات الموضوع||تقييم الموضوع||انواع عرض الموضوع| #1 موسوعة كاملة لتعليم الكروشيه تعريف ،شرح،خطوات مع موديلات بالبترون بسم الله الرحمن الرحيمكروشيه(موسوعة كاملة تعريف،شرح،خطوات عمل مع موديلات بالبترون) اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاخواتى هواة ومحبى الكروشي والمبتدئات اقصوصة صغيرة عن تاريخ الكروشي، يليها طريقة العمل بالصور. الكروشيه والتريكو هو الحياكة او لف الخيط بالأبر الصغيرة وهي أبرة خاصة لها شكل معكوف نسميها عادة بالسنارة .. الخيوط المستخدمة اما هي رقيقة وتحمل أكثر من اسم مثل خيوط او الصوف ويعتمد استخدام الخيوط على نوع العمل المطلوب صنعه . تستخدم هذه التقنية في صناعة المفارش والملاحف والملابس واكسسوارات المنزل التي لا حصر له. الكروشيه : إن الكروشيه هو عملية تكوين نسيج من الغزل أو الخيط باستخدام إبرة تُسمى إبرة الكروشيه. واشتُقت كلمة كروشيه من الكلمة الفرنسية croc أوcroche- التي استُخدمت في الفترة التاريخية الإنتقالية من 1340-1611 التي أصبحت فيها اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للمملكة الفرنسية بدلاً من اللغة اللاتينية- والتي تعني صنَّارة أو خُطاف أو كُلاَّب. وتتشابه طريقة شغل الكروشيه مع طريقة شَغل التريكو، فهي تتكون من سحب حلقات الغزل خلال حلقاتٍ أخرى. ولكن يختلف الكروشيه عن التريكو في أنه لا يكون هناك إلا حلقة واحدة نشطة في كل مرة (والإستثناء الوحيد يكون في الكروشيه التونسي)، كما أنه يتم استخدام إبرة كروشيه بدلاً من إبرتي التريكو. منشأ الكروشيه : يفترض البعض أن الكروشيه نشأ عن ممارسات تقليدية تمت مزاولتها في شبه الجزيرة العربية، أوجنوب أفريقيا، أو الصين، إلا أنه ليس هناك دليلاً دامغاً على أن هذة الحرفة تمت مزاولتها قبل إكتسابها لشعبيتها في أوروبا أثناء القرن التاسع عشر. وتُشير أقدم المراجع المكتوبة عن الكروشيه إلى "حياكة الراعي" من "ذكريات سيدة نجدية" التي كتبتها إليزابيث جرانت عام 1824. وظهر أول باترون كروشيه تم نشره في المجلة الألمانية Pénélopé عام 1824. وهناك مؤشرات أخرى تُشير إلى أن الكروشيه كان حرفة حديثة في القرن التاسع عشر من ضمنها منشور "هدية الشتاء" الذي نُشر عام 1847، والذي قدم تعليماتٍ مفصلة عن طريقة تنفيذ غرز الكروشيه ضمن التعليمات التي احتوى عليها بالرغم من أنه افترض أن القراء يفهمون أساسيات حِرَف شغل الإبرة الأخرى. وتُشير الإشارات القديمة في "مجلة جودي: كتاب اللايدي" أومجلة "ـGodey's Lady's Book " في عامي 1846 و1847 إلى حرفة الكروشيه باستخدام الأسم القديم قبل تعديل طريقة هجائه في عام 1848. ويتكهن البعض أن الكروشيه كان في حقيقة الأمر مستخدماً في أوائل الحضارات، إلا أن إصبع السبابة كان يُستخدم محنياً بدلاً من الإبرة المستحدثة؛ لذا لم تُخلَف أدوات لتشهد على هذة الممارسة. ويُشير هؤلاء الكتاب إلى "بساطة" الاسلوب ويزعمون أنه "لابد أنه كان اسلوباً مستخدماً قديماً". ويوضح كتاب أخرون أن المنسوجات المُحاكة او المعقودة أو المنسوجة التي يعود تاريخها إلى الفترات الزمنية القديمة قد نجحت في البقاء حتى الآن، إلا أنه لم تنجو عينات من أنسجة الكروشيه في أيَّاً من المجموعات الأثنولوجية أو في المصادر الأثرية قبل عام 1800. ويُشير هؤلاء الكتَّاب إلى إبر الطامبور التي كانت مستخدمة في تطريز الطامبور في فرنسا في القرن الثامن عشر، ويستطردون مجادلين أن شَغل الحلقات بالإبرة خلال نسيج رقيق في أعمال تطريز الطامبور قد تطور إلى "كروشيه في الهواء". فمعظم عينات الأشغال القديمة يُزعم أنها كروشيه قد تحول حقيققةً إلى عينات من الناليبندنج nålebinding . إلا أن "دونا كولر" تُحدد مشكلةً في افتراضية الطامبور وهى: أن إبر الطامبور التي بقت من تلك الفترة ضمن الجموعات الحديثة لا يمكنها تنفيذ أعمال الكروشيه لأن الصمولة المجنحة المتكاملة اللازمة لشغل الطامبور تتعارض مع محاولات عمل الكروشيه. وتقترح كولر أن التصنيع المبكر أمراً أساسياً لتطوير الكروشيه. وقد أصبح خيط القطن المغزول آلياً متوافر على نطاقٍ واسع بأسعار رخيصة في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ وذلك بعد اختراع مِحلج القطن وعجلة الغزل متعددة الملفات، ليحل محل الكتان يدوي الغزل في العديد من الإستخدامات. فإسلوب الكروشيه يستهلك خيوط أكثر من الطرق الأخرى المستخدمة في إنتاج النسيج، ويُعد القطن مناسباً جداً لعمل الكروشيه. بدأ استخدام الكروشيه- في بداية القرن التاسع عشر في بريطانيا وأمريكا وفرنسا- كبديلاً أقل تكلفة لأشكال أخرى من الدانتيل. حيث كان سعر خيط القطن المُصَنَّع يتناقص، وحتى إذا كان دانتيل الكروشيه يستهلك خيطاً أكثر من دانتيل البكرة المنسوج، فإن دانتيل الكروشيه كان أسرع وأيسر في تعلمه. ويُعتَقَد أن بعض مُصنّعي الدانتيل كانوا يدفعون مبالغ زهيدة مما جعل عاملاتهم يلجأن إلى البغاء. وخلال المجاعة الآيرلندية الكبرى (في الفترة من 1845 إلى1849)، قامت الراهبات الأورسيلينيات بتعليم الأطفال والنساء المحليات شغل الكروشيه. ولقد شُحنت مصنوعات الكروشيه إلى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا واشتُريت لجمالها وأيضاً من أجل المساعدة الخيرية التي قدمتها للسكان الآيرلنديين. (هذة الفقرة تفتقر إلى التوثيق). ولقد تنوعت الإبر فتراوحت بين الإبر البدائية المُنحنية ذات المقبض الفخاري- التي كان يستخدمها عمال الدانتيل الآيرلندي الفقراء- والإبر الفضية مكلفة الصنع، والإبر النحاسية، والإبر الفولاذية ، والإبر العاجية، والإبر العظمية المصنوعة جميعها بمجموعة متنوعة من المقابض، والتي أُحسن تصميم بعضها ليُظهر أن يدي السيدة أرقى من أن تشغل بالخيط. وبحلول أوائل الأربعينات، جرى نشر تعليمات لطريقة تنفيذ أعمال الكروشيه في إنجلترا، وقد تم ذلك بالتحديد بواسطة "إلينور رييغو دي لا برانكاردياريه" و"فرانسيس لامبرت". وقد دعت هذة الباترونات المبكرة لاستخدام خيط القطن والكتان لعمل الدانتيل، والغزل الصوفي لتصنيع الملابس، في كثير من الأحيان بتوليفاتٍ من الألوان الزاهية. بداية تاريخ فن الكروشيه : أصبح فن الكروشيه صناعة منزلية مزدهرة في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في آيرلندا وشمال فرنسا، من شأنها تدعيم المجتمعات التي تضررت فيها وسائل كسب الرزق بسبب الحروب، والتغيرات في زراعة الأراضي، واستغلال الأرض، والعجزفي المحاصيل الزراعية. حيث كانت النسوة، وأحياناً حتي الأطفال، يمكثن في المنزل ويقومن بشغل قطع من الكروشيه مثل الملابس والبطانيات لكسب المال. وكانت القطع تامة الصنع تُشترى من قِبَل الطبقة المتوسطة الناشئة. إن تقديم الكروشيه كتقليداً للرمزالدال على المكانة الراقية، وليس كحرفة فريدة في حد ذاتها، قد وصم هذا الفن بالوضاعة والإبتذال. فأولائك الذين كان باستطاعتهم شراء الدانتيل المصنوع بطرق أقدم وأغلى ثمناً كانوا يزدرون أعمال الكروشيه وينظرون إليها على أنها نسخ مقلدة زهيدة الثمن. إلا أن الملكة فيكتوريا قد خففت من حدة هذا الإنطباع بشراءها العلني للدانتيل المصنوع بالكروشيه الآيرلندي بل وبتعلمها أيضاً كيفية تنفيذ قطع الكروشيه بنفسها. ولقد حظى الكروشيه الآيرلندي بالمزيد من الرواج بفضل "ملليه رييغو دي لا برانكاردياريه" في عام 1842 الذي نشر باترونات لدانتيل المكوك ودانتيل الإبرة وتعليمات استنساخهما بطريقة الكروشيه، بالإظافة إلى نشره للعديد من الكتب التي تتناول صنع ملابس الكروشيه باستخدام خيوط الصوف. ولقد اتسمت الباترونات التي توافرت في أوائل أربعينات القرن الثامن عشر بالتنوع والتعقيد. التطبيق الحديث : لقد تغيرت موضات الكروشيه بنهاية العصر الفيكتوري في التسعينات من القرن الثامن عشر. حيث أصبحت دانتيلات الكروشية في عصر الملك إدوارد، الذي بلغ ذروته في الفترة ما بين عامي 1910 و1920، أكثر إتقاناً من حيث النسيج وأكثر تعقيداً من حيث التطريز. واختفت الألوان الفيكتورية الصارخة ودعت الكتب الحديثة لإستخدام الخيوط البيضاء أو ذات الألوان الشاحبة، بإستثناء أكياس النقود المنقوشة والتي كانت تُشغل غالباً بالحرير ذو الألوان الزاهية وتطرزتطريزاً مُتقناً بالخرز. وبعد الحرب العالمية الأولى، نُشر عدد قليل جداً من باترونات الكروشيه، وكان معظمها عبارة عن نسخ مُبسطة من باترونات أوائل القرن العشرين. وبعد الحرب العالمية الثانية، من أواخر الأربعينات حتى أوائل الستينات، حدث إحياء لللإهتمام بالحرف المنزلية، خاصةً في الولايات المتحدة المريكية، حيث نُشرت العديد من تصميمات الكروشيه الخيالية الجديدة الخاصة بمناديل المنضدة وماسكات القِدَرالساخنة والمفروشات المنزلية الأخرى، بالإضافة إلى التجديدات التي اُدخلت على المطبوعات السابقة. وقد تطلبت هذة الباترونات استخدام خيوط وغزول أغلظ من تلك التي استُخدمت في الباترونات الأقدم، كما أنها احتوت على ألوان رائعة ومتنوعة. ولقد ظلت هذة الصناعة في المقام الأول حرفة ربة المنزل حتى أواخر الستينات من القرن التاسع عشر وأوائل السبعينات منه، حين إلتقط الجيل الجديد فكرة الكروشيه وروج لفكرة قطع مربعات الجدة، وهى عبارة عن شكل متكرريُشغل في شكل دوائر ويدمج بين ألوان زاهية. وبالرغم من أن فن الكروشيه قد أفل نجم شعبيته، إلا أن أوائل القرن الحادي والعشرين شهدت إنتعاش في الإهتمام بالحرف اليدوية والحرف القائمة على فكرة "اصنع منتجك بنفسك"، فضلاً عن تحقيق خطى كبيرة في مجال تحسين جودة وأصناف الغزل. ويوجد العديد والمزيد من الكتب الجديدة التي تحتوي على باترونات حديثة قيد الطباعة، كما أن معظم محلات الغزل تقدم دروس تعليم الكروشيه بالإضافة إلى دروس الحياكة التقليدية.ويُعد كلاً من كروشيه الشريحة،والكروشيه التونسي، وكروشيه عصا المكنسة، ودانتيل دبوس الشعر، وكروشيه الإبرة ثنائية السنارة، والكروشية الآيرلندي أشكالاً متنوعة من الطريقة الأساسية لتنفيذ الكروشيه. طريقة التنفيذ : يبدأ نسيج الكروشيه بعمل حلقة بعقدة منزلقة حول صنارة الإبرة، ثم سحب حلقة أخرى من خلال الحلقة الأولى، ثم تكرار هذة العملية لتنفيذ سلسلة بطول مناسب. وإمَّا أن تُقلب السلسلة وتُنفذ في شكل صفوف، وإمَّا أن يتم وصلها ببداية الصف بغرزة منزلقة وتُنفذ في شكل دوائر. ويمكن أيضاً تنفيذ الدوائر عن طريق شَغل العديد من الغرز داخل حلقة واحدة. وتُنفذ الغرز بسحب حلقة أو أكثر خلال كل حلقة من حلقات السلسلة. وفي أي مرة من مرات تنفيذ الغرزة، ستنبقى حلقة واحدة فقط في سنارة الإبرة عند إنتهاء الغرزة. ولكن في حالة الكروشيه التونسي، تُجذب كل حلقات الصف بأكمله بإبرة ذات صنارة طويلة قبل شغلهم كلاً على حده الأدوات : تتوافر إبر الكروشيه بالعديد من المقاسات. تترراوح مقاسات إبرة الكروشية المصنوعة من الصلب من3.5 إلى 0.4 مليمتراً من حيث حجم الإبرة، أو تتراوح بين 00 و16 بنظام القياس الأمريكي. وتستخدم هذة الإبر في تنفيذ أشغال الكروشيه الدقيقة. وتتروافر إبر الكروشيه المصنوعة من الألومنيوم أوالبلاستيك بمقاسات تتراوح مبين2.5 إلى 19 مليمتراً من حيث حجم الإبرة، أو تتوافر بمقاسات من B إلى S بنظام القياس الأمريكيوهناك أيضاً العديد من الإبر التي يقوم بصناعتها الحرفيين المهرة، معظمها ذات مقبض مصنوع من الخشب المطوع، وفي بعض الأحيان تكون مرصعة بالأحجار شبه الكريمة أو مزينة بالخرز. وبالنسبة للإبر المستخدمة في الكروشيه التونسي، فهى عبارة عن إبر مستطالة ولها سدادة في نهاية عمودها، أمَّا إبر الكروشيه ثنائية الخُطاف فلها سنارة أوخطاف في كلا طرفي عمودها. ويوجد أيضاً أداة ثنائية الخطاف تُسمى كروهوك Cro-hook، أصبحت رائجة وشائعة الإستخدام. الفروق بين الكروشيه والتريكو : إن احدى الفروق الأكثر وضوحاً بين الكروشيه والتريكو هى أن الكروشيه يستخدم إبرة واحدة بينما تستخدم معظم أشغال التريكو إبرتين. وذلك لأن في الكروشيه يكون لدى الحرفي غرزة واحدة فقط نشطة على الإبرة، بينما شاغل التريكو يحتفظ بصف كامل من الغرز نشط في نفس الوقت. لذا نادراً ما تتداخل الغرز المُسقطة، التي من شأنها أن تجعل النسيج ينحل، مع شغل الكروشيه. وهذا يُعزى سببه أيضاً إلى اختلاف، ربما يكون أقل وضوحاً، تركيبي بين التريكو والكروشيه. ففي التريكو تُدعم كل غرزة بغرزة ممثالة في الصف العلوي الذي يسبقها وهى نفسها تقوم بتدعيم الغرزة المماثلة لها في الصف السفلي الذي يليها. أما في حالة الكروشيه، فكل غرزة تُدَعَّم وتُدَعِم فقط الغرز الموجودة على كلا جانبيها. فإذا فلتت غرزة في قطعة النسيج المنتهي، تظل الغرز التي تعلوها والغرز الأسفل منها سليمة. وبفضل العقد المركب لكل غرزة، فإن احتمال ارتخاء الغرز الموجودة على كلا الجانبين يكون غير وارد إلا إذا تعرضت لضغط شديد. إن الباترونات الدائرية والإسطوانية الشكل هى باترونات سهلة التنفيذ بإبرة كروشيه عادية، بينما تتطلب أشغال التريكو الإسطوانية مجموعة من الإبر المستديرة أو أربعة أو خمسة إبر خاصة مزدوجة الجوانب. ويمكن أن يخلق شكل الكروشيه الحر أشكالاً شيقة بعدة أبعاد؛ وذلك لأن الغرز الجديدة يمكن شغلها بمعزل عن الغرز السابقة في أى مكان تقريباً في قطعة الكروشيهويمكن تنفيذ التريكو بالماكينات، بينما لا يمكن شغل غرز الكروشيه إلا باليد. وبالرغم من أن بعض أشكال الكروشيه يمكنها مضاهاة **** التريكو، إلا أن أشكال الكروشيه المتميزة مثل قطعة مربع الجدة لا يمكن محاكاتها بالطرق الأخرى. إن الكروشيه أكثر ملائمةً من التريكو لوصل قطع النسيج وقد يستخدم الكروشيه في إنهاء حياكة قطع السترات الصوفية. ويمكن استخدام الكروشيه لإضافة حواف أو تزينات سطحية لكلاً من أنسجة التريكو والكروشيه. ويستخدم نسيج الكروشيه غزل أكثر من نسيج التريكو بمقدار 1/3. وينتج عن الكروشيه نسيج أغلظ من نسيج التريكو، كما أنه يعطي مرونة أكثر من مرونة نسيج التريكو. وتقنية الكروشيه بصفة عامة تنتج نسيج أسرع من تقنية التريكو. نبدأ معا تعلم اساسيات الكروشيه : الغرزه الاساسية باليد اليمنى عند استعمال اليد اليمنى نوجه رأس الابره الى الاسفل دائما كيفية لف الخيط حول الاصابع في اليد اليسرى : وضع اليدين اثناء الشغل : الغرزات الرئيسية : العقده المنزلقة : قبل البدء بالشغل ابدأي بعمل عروة البداية وثبتيهاعلى الابره ثم لفي الخيط مره حول الاصبع الاول والثاني من اليد اليسرى باتجاه عقارب الساعه ثم ادخلي الابره في العروه حول الاصابع ولفي الخيط حول الابره ثم اسحبي بعدها اصابعك واتركي عروه على الابره كما يلي : غرزة السلسله(غ س) : وهي الغرزه الرئيسيه التي يجب أن تبدأي بها الكروشيه دائما. ضعي يديك كما في الشرح السابق وبعد أن تثبتي العقده المنزلقه على الابره ثم مرري الابره من اليسارالى اليمين تحت الخيط الذي تمسكيه بيدك اليسرى ثم التقطي الخيط بواسطة الابره كما في الشكل(1). إسحبي الخيط من خلال العروة الموجودة على الابره كما في الشكل(2). كرري العمل ومرري الابره من يدك اليسرى الى ان تصلي الى العدد المطلوب من غرز السلسله كما في الاشكال التالية : الغرزه المنزلقه: (غ م) : أدخلي الابره في الغرزه التاليه على يسار الابره والتقي الخيط بواستطها كما في الشكل (1). ثم اسحبي جميع العروات من الابره مع إبقاء عروه واحده عليهاكما في الشكل(2). الحبكه المزدوجه: (ح م ) : ادخلي الابره في الغرزه التاليه على يسار الابره والتقطي الخيط بالابره كما في الشكل(1).ثم إسحبي الخيط من خلال العرزه بحيث يكون هناك عروتان على الابره والخيط على الابره كما في الشكل(2).ثم إسحبي الخيط خلال العروتين على الابره وتبقى عروه واحده على الابره كما في الشكل(3) كل الشكر والتقدير للمصدر المنقول منه sara يتبع لغير المسجلين في منتدى قصيمي نت يمكنك مشاركة رأيك بالتعليق من حسابك في الفيس بوك #6 ديكورات من فواكة الكروشيه وباتروناتها : يضة عملاقة بالكروشيه : عمل شنطة كروشيه رائعة بالخطوات : لتطبيق عمل الباترون : المرحلة الاولى : تبدأ الوردة بعمل خمس سلاسل وغلقها بغرزة منزلقة مثل هذه الصورة: بعدها تبدا تطبيق الوردة كما هو في الصورة: المرحلة الثانية : في الصورة السابقة تكون أول ثلاث نماذج هي الطبقة الأولى للوردة ، لعمل الطبقة الثانية نقوم بعمل خمس سلاسل أو كما هو مطلوب في الباترون خلف كل ورقة من أوراق الوردة لعمل الطبقة الثانية وهذا بقدر ما تريدين من طبقات المهم أن تزيدى عدد السلاسل والاعمدة في كل طبقة جديدة لتحصلي على شكل أقرب للطبيعة. وهذه صورة توضح الوردة من الخلف وطريقة عمل ألسلاسل الخاصة بالطبقة الثانية : هذه طريقة اخرى لتطبيق الباترون : طبعاً هذا شرح عام لطريقة عمل الوردة بالكروشيه قصدت منه توضيح طريقة عملها ليسهل عليكن تطبيق الباترونات الخاصة بالشنط. اتمنى أن تعجبكم الموديلات وتستطيعون انجازها .. سلاااااااااااااام |مواقع النشر (المفضلة)| |الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)| |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع||تقييم هذا الموضوع| |راديو وتلفزيون قصيمي||مطبخ قصيمي نت||قصص قصيمي نت||صوتيات قصيمي نت| |مجلة قصيمي نت||الحميه والرجيم||كتب قصيمي نت||الحياة الزوجية| |الأذكار||صور قصيمي نت||بطاقات قصيمي نت||العاب قصيمي نت| |الأدعية الصحيحة||أخبار قصيمي نت||شرح برامج||فيديو قصيمي نت| |عالم حواء||اطفال قصيمي نت||فلاشات قصيمي نت||جوال قصيمي نت|
<urn:uuid:89b4d86d-24b6-476c-bcc6-a9d59ec10c1a>
CC-MAIN-2015-27
http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=454760
2015-07-01T01:52:27Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094634.87/warc/CC-MAIN-20150627031814-00253-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.852881
Arab
55
{"arb_Arab_score": 0.8528813719749451, "ary_Arab_score": 0.06337052583694458, "ars_Arab_score": 0.0378592386841774, "arz_Arab_score": 0.027818012982606888, "aeb_Arab_score": 0.010870171710848808}
القوات المسلحة البيروفية القوات المُسَلَحةْ البيروفية وهي القوات المسلحة الرسمية ألتي تحمي دولة بيرو وتتألف من جيش البيرو و البحرية البيروفية و القوات الجوية البيروفية وأحياناً تصنف الشرطة الوطنية البيروفية ,تأسست هذه القوات في سنة 1821 بعد إستقلال البيرو من الإمبراطورية الإسبانية والقائد الأعلى لهذه القوات هو رئيس الجمهورية البيروفي , تتألف هذه القوات من 120,658 جندي , والدول الداعمة للأسلحة لهذهِ القوات هي روسيا و الولايات المتحدة و فرنسا و إيطاليا و بيلاروسيا و إسبانيا و الصين و أوزبكستان و كوريا الجنوبية و إسرائيل و الأرجنتين و صربيا و كوبا.
<urn:uuid:c5f914c9-257b-42d6-885a-141429da5b20>
CC-MAIN-2015-27
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9
2015-07-03T11:08:58Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095874.61/warc/CC-MAIN-20150627031815-00193-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.964998
Arab
29
{"arb_Arab_score": 0.9649977087974548, "arz_Arab_score": 0.0234135240316391}
1 ShErEe بحث عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول - بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول كامل بالتنسيق بصيغة wordبحث عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول - بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول كامل بالتنسيق بصيغة word من إعداد مرام حامد الحازمي بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة : إن مرحلة الطفولة هي أهم مراحل النمو وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد ، فهي بداية تربيته وتنشئته وإذا كانت البداية صحيحة وسليمة ، سيتابع الطفل نمو بعد ذلك بشكل سليم . وإدراكاً لأهمية الطفولة يسعى كل مجتمع إلى الاهتمام بأطفاله ، لأنه إذا فعل ذلك فإنه يهتم بحاضره ومستقبله ، فأطفال اليوم هم رجال الغد (عبد الفتاح،2001،ص23) . وتواجه المجتمعات العربية ظروفاً مختلفة كالزيادة السكانية ، والحروب والنزاعات ، والتفاوت في المستويات الاقتصادية ، الأمر الذي أثر على الخدمات التي تقدمها تلك المجتمعات لأفرادها خاصة في مجالي الصحة والتعليم ، بالإضافة إلى انخفاض الدخل الفردي نتيجة تلك الظروف . مما أدى إلى استحداث مشكلات اجتماعية واقتصادية ، واتساع نطاق مشكلات أخرى كان من بينها مشكلة عمل الأطفال دون السن القانونية ، الذين دفعت بهم أسرهم إلى سوق العمل لسد احتياجاتها الضرورية ، فتحولوا بذلك من أفراد معالين إلى مشاركين في الإعالة الاقتصادية (رمزي،1998،ص19) . والطفل العامل هو الطفل الذي يعمل أو يتم استخدامه من قبل أفراد آخرين بهدف الحصول على المال ، وينحصر عمره بين السادسة والخامسة عشرة . وعمالة الأطفال ظاهرة قديمة برزت في المجتمعات الأوروبية في أوائل عصر الثورة الصناعية ، حين شاع الاستغلال الظالم للطفولة كعمال في المصانع والمناجم . ولكن الإحساس بأهمية هذه الظاهرة وضرورة وضع حد لها ظهر في أوائل الستينات من القرن العشرين حين ظهر مقال لأطباء نفسيين أثار الاهتمام في وسائل الإعلام الأمريكية بهذه الظاهرة ، مما دفع لوضع قوانين تجرم استغلال الأطفال والإساءة إليهم في أعمال مهينة (الحريري،2000،ص58) . وحسب تقديرات منظمة العمل الدولية للسنوات الأخيرة فإن عدد الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والرابعة عشرة في العالم يقدر بثلاثمائة مليون طفل ، منهم مائتان وخمسون مليون طفل في دول العالم الثالث : خمسون بالمائة منهم يعملون بكيفية دائمة ، والباقي يعمل أثناء العطل المدرسية (فرجاني،2001،ص14) . أما الأطفال العاملون في المنطقة العربية ، فيقدر عددهم بحوالي تسعة ملايين طفل عربي ، تسربوا من مرحلة التعليم الأساسي واندرجوا في سوق العمل ، وتتزايد هذه الأعداد بشكل مخيف ، بلا ضابط ولا توجيه (رمزي،1998،ص21) . وفي دول الخليج ، تتميز عمالة الأطفال باعتمادها على الوافدين من أطفال دول أخرى ، إذ يعتبر كثير من الوافدين وجودهم في تلك الدول فرصة ثمينة ينبغي استغلالها إلى أقصى حد ، ولو اقتضى ذلك حرمان أطفالهم من التعليم ودفعهم إلى سوق العمل (الحريري،2000،ص61) . ويمارس الأطفال أعمالاً مختلفة تتراوح بين البساطة والهامشية والخطورة ، فقد يعملون في المصانع والمعامل والمزارع وورش السيارات . كما قد يعملون كخدم في المنازل أو كباعة متجولين يبيعون مختلف البضائع ، كما يعملون كركاب في سباق الجمال في دول الخليج خاصة (رمزي،1998،ص23،45) . كما قد يستغل بعض المجرمين الأطفال لأداء أعمال غير مشروعة كترويج المخدرات أو الدعارة ، وبذلك تتعرض الطفولة إلى أبشع صور الاستغلال والإذلال . عوامل وأسباب ظاهرة عمالة الأطفال : برزت ظاهرة عمالة الأطفال كنتيجة لتضافر عدة عوامل أهمها : 1) عوامل اقتصادية : معظم أسر الأطفال العاملين تعاني من انخفاض مستوى الدخل ، مما يدل على أهمية الدافع الاقتصادي كعامل رئيسي لالتحاق الأطفال بسوق العمل ، حيث يمثل كسب الأطفال العاملين حوالي ربع الكسب الكلي للأسرة ، وأحياناً يتعدى ثلاثة أرباع دخل الأسرة ، وقد يشكل دخل الأسرة كله (الحريري،2000،ص63) . وفي دراسة هدفت إلى التعرف على أسباب ودوافع عمل الأطفال ، توصلت تلك الدراسة إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة وفقر الأسرة يعدان أبرز أسباب عمالة الأطفال ، وأن عمل الطفل يحل مشكلة الأسرة الاقتصادية (الجارحي،1994) . وفي دراسة أخرى أشارت معظم أمهات الأطفال العاملين إلى أن الإسهام المادي الذي يقدمه الطفل يعتبر عاملاً مهماً في دعم دخل الأسرة . وتوصلت دراسة تناولت الأبعاد الاقتصادية لظاهرة عمالة الأطفال إلى أن تدني دخل الأسرة أدى إلى تعظيم قيمة إسهام الطفل العامل بأجره ، إذ يتراوح هذا الإسهام ما بين 22.8٪ و30.7٪ ، وهذه النسبة المرتفعة تفسر زيادة عمالة الأطفال في الأسر الفقيرة (رمزي،1998،ص65) 2) عوامل اجتماعية : قد يكون لبعض العوامل الاجتماعية دور رئيسي في عمل الأطفال ، فالأسر البدوية والريفية ، والتي تنتشر فيها ظاهرة عمالة الأطفال ، ترى أن في عمل أطفالها مفخرة ودليل " رجولة " ، وأن الطفل لابد أن يلزم أباه ويعمل إلى جانبه كي يتعلم المهنة نفسها ويمارسها . كما يشيع كذلك عادة تجهيز الفتاة نفسها للزواج ، لذا ترتفع نسبة الفتيات العاملات في الأرياف بهدف الصرف على الذات وادخار المال لموعد الزواج (فرجاني،2001،ص18) . ويعد التصدع الأسري عاملاً من عوامل لجوء الأطفال إلى العمل ، فانفصال الوالدين أو وفاة أحدهما قد يدفع الطفل إلى العمل لتعويض النقص الحاصل بسبب غياب أحد والديه . وقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن ما نسبته 14٪ من أفراد العينة هم من الأطفال الذي توفي عنهم أحد والديهم ، كما أن أكثر الأسر احتياجاً هي أسر الأطفال الذي يفتقدون الوالد إذ يصبح عمل الطفل مصدراً رئيسياً لدخل الأسرة (رمزي،2002،ص23) . 3) عوامل تعليمية : ويرتبط العامل التعليمي بالعوامل السابقة ، إذ أن تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ، وتفشي الأمية بين أفرادها ، والنظرة اللامبالية لأهمية التعليم ، كل ذلك أدى بالأهل إلى إخراج أطفالهم من المدارس و"الزج" بهم إلى سوق العمل ، فهم يرون أن العمل أكثر جدوى وأعظم منفعة من التعليم الذي لا طائل من ورائه ، خاصة مع تزايد نسبة البطالة بين المتعلمين . وتشير إحدى الدراسات التي أجريت عن عمل الأطفال في لبنان إلى انخفاض المستوى التعليمي لأفراد تلك العينة ، إذ بلغت نسبة الأطفال الذين تسربوا من مرحلة التعليم الأساسي 53٪ ، بينما توجد نسبة لم تلتحق أساساً بالتعليم ، كما أن الأمية تسود أفراد أسر الأطفال العاملين (رمزي،1998،ص61) . ومن الواضح أن انتظام الأطفال في المدارس يعيقهم عن العمل بصورة دائمة ، مما يضطرهم إلى العمل بصفة مؤقتة ، ولذا تسعى بعض الدول إلى الربط بين إلزامية التعليم وبين العمر الذي يسمح فيه للفرد بالعمل (فرجاني،2001،ص19) ، فيكون التعليم ملزماً حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي ، أي في سن الخامسة عشرة أو الثامنة عشرة . الآثار الناتجة عن عمالة الأطفال : من الواضح أن لعمل الأطفال آثاره السلبية على الطفل العامل أولاً وعلى مجتمعه ثانياً . وتبرز تلك الآثار في المجالات التالية : 1- الآثار الجسمية : كثيراً ما يعمل الأطفال في ظروف بيئية غير صحية تؤثر عليهم بشكل مباشر ، كما قد يتعرض الطفل لمخاطر عديدة أثناء عمله ، فهناك الأطفال العاملين في مصانع كيماوية أو ورش السيارات ، والذين يتعرضون للمواد الكيميائية وخطر التعامل مع الآلات الميكانيكية والكهربائية ، وهناك الأطفال الباعة المتجولون المعرضون باستمرار لحوادث السيارات والغبار والأتربة والضوضاء ، بالإضافة إلى ظروف الحر والبرد وسوء التغذية والإرهاق الشديد نتيجة العمل لساعات طويلة دون راحة ، كل ذلك يؤثر في صحة الطفل الصغير بصورة واضحة (رمزي،2002،ص25) . وقد تعرض أحمد بدران في دراسة له إلى الجوانب الصحية في عمالة الأطفال ، وتوضح تلك الدراسة أن 24.1٪ من الأطفال يعملون أكثر من 13 ساعة يومياً في ظروف صحية سيئة من غذاء ملوث وسوء تهوية ، وعدم الرعاية الكافية في المرض ، بل أن أغلب الأطفال يستمرون في العمل أثناء مرضهم . كما توصل احمد عبد الله في دراسته عن عمالة الأطفال في دباغة الجلود إلى إصابة عدد من الأطفال ببعض أمراض المهنة كأمراض العيون والأمراض الصحية والجلدية ، بالإضافة إلى تعرضهم للحوادث أثناء العمل (رمزي،1998،ص78-79) . 2- الآثار النفسية : تتباين الآثار النفسية للعمل على الطفل وتختلف تبعاً لاختلاف نوعية العمل وظروفه ، والظروف الأسرية للطفل . بعض الأطفال يبدو عليهم الإحساس بالرضا لما يقدمونه من دعم لأسرهم ، وتزداد لديهم الثقة والاعتماد على الذات (عبد الفتاح،2001،ص95) ، ولكن الغالبية من الأطفال العاملين يعانون من القلق والاكتئاب والخوف نتيجة الإحساس بالقسوة والاستغلال ، وعدم السماح لهم بممارسة أي نشاط ترفيهي كما أن الحرمان من التعليم يلعب دوراً كبيراً في تعميق إحساسهم بالقهر الاجتماعي وانعدام العدالة الاجتماعية بينهم وبين من يماثلونهم في العمر ، مما يدفعهم إلى الانحراف والجنوح (فرجاني،2001،ص22) . وتوصلت دراسة مقارنة بين الأطفال العاملين وغير العاملين إلى أن الأطفال العاملين كانوا أكثر استقلالية وشعوراً بالكفاءة وقدرة على الكفاح ، ولكنهم كانوا في الوقت ذاته أكثر عدوانية من الأطفال غير العاملين (ناصف،1994) . فيما أظهرت نتائج دراسة الجارحي (1994) عن التوافق النفسي وتقدير الذات لدى الطفل العامل وطفل المدرسة وجود فروق ذات دلال إحصائية على مقياس التوافق النفسي الاجتماعي بين الأطفال العاملين وطلاب المدارس لصالح الطلاب . 3- الآثار الاجتماعية : إن بقاء الأطفال خارج منازلهم لفترة طويلة يتيح لهم التعامل مع أصناف مختلفة من البشر ، قد يؤدي ذلك إلى تعلمهم بعض السلوكيات المشينة كالتدخين وتداول الألفاظ البذيئة ، كما يسهل استدراجهم والتحرش بهم واستغلالهم جنسياً ، وقد يتطور الأمر إلى الانحراف من خلال الشذوذ أو السرقة ، فكثير من عصابات الجماعات يشكلها هؤلاء الأطفال العاملين والبائعين المتجولين (الحريري،2000،ص68) وهناك من يرى أن العمل بالنسبة للطفل أفضل من تسوله ، ولكن الواقع أن عمل الأطفال لا يمنع التسول ولا يقضي عليه ، بل على العكس قد يكون طريقاً للتسول خاصة عندما يتقلص المردود المادي للعمل إلى الدرجة التي تجعل الطفل يستجدي الناس للعطف عليه ، ويبرز هذا بشكل واضح بين الباعة المتجولين من الأطفال . وفي مقابلة مع طفل يبيع طيوراً في أقفاص ، وضح الطفل أنه غالباً ما يعود إلى البيت صفر اليدين ، فيلقي الطيور جانباً ليخرج باحثاً عمن يعطيه ولو ريالاً . ولعمالة الأطفال دور في زيادة نسبة البطالة بين الشباب ، إذ أن الأعمال التي يقوم بها الأطفال غالباً ما يقوم بها البالغون ، ويفضل أصحاب العمل تشغيل الأطفال لأنهم أكثر استعداداً لتلبية الأوامر وأقل إثارة للمتاعب وأقل أجراً من الكبار ، مما يجعل عمل الأطفال يشكل منافسة حقيقية للبالغين الذي يبحثون عن عمل (فرجاني،2001،ص16-17) . 4- الآثار التعليمية : الأطفال الذين يعملون إما أنهم انقطعوا نهائياً عن الدراسة ، أو أنهم يعملون بعد خروجهم من المدرسة ، وربما لم يدخلوا مدرسة أصلاً ولم يتلقوا أي قدر من التعليم ، وفي جميع الحالات يبرز الأثر السيئ للعمل على تعليم الطفل (فرجاني،2001،ص19) . وبهذا تساعد عمالة الأطفال على زيادة نسبة الأمية في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى القضاء على الأمية . ومما لا شك فيه أن حرمان الطفل من التعليم يجعله في عداد المنبوذين في المجتمع ، في زمن أصبح فيه العلم هو المتحدث الرسمي للمجتمعات ، إذ تقاس قيمة المجتمع ومكانته في العالم بمدى وعي أفراده وما أحرزه أبناؤه من تعليم وثقافة . وتشير الدراسات إلى العلاقة القوية بين عمل الأطفال والتسرب الدراسي ، ففي دراسة عبد العظيم (2002) عن وصف أوضاع الأطفال العاملين وضحت النتائج أن 72.4٪ من أفراد العينة قد ذهب إلى المدرسة وتركها ، وأن الباقي 27.6٪ لم يدخلوا مدارس في حياتهم . وبالنسبة لاتجاههم نحو التعليم أكد 72.4٪ من أفراد العينة رغبتهم في التعليم ، كما أبدى 65.5٪ ندمهم على خروجهم من المدرسة ، وفي المقابل وضح 19٪ من أفراد العينة عدم رغبتهم في التعليم ، وأبدى 25.9٪ عدم أسفهم على ترك المدرسة (ص79-80) . وفي دراسة عن الاحتياجات التربوية للأطفال العاملين ، توصلت الدراسة إلى أن أهم تلك الاحتياجات تمثلت في الحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة ومواصلة التعليم ، والحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والحب والتقدير (أحمد،1991) . عمل الأطفال في العطلات المدرسية : يندرج تحت عمالة الأطفال فئة الأطفال العاملين في العطل المدرسية ، وهذه المجموعة لا تعاني من الآثار السيئة السابق ذكرها ، بل ربما تطغى إيجابيات العمل على سلبياته في هذه الحالة . وذلك لعدة اعتبارات : إن العمل في العطلات المدرسية لا يتعارض في أغلب الأحيان مع تعليم الطفل ، بل ربما يحرز الطفل العامل تقدماً أكبر في دراسته ، إذ يكون عمله أثناء العطلة حافزاً له لاستقبال عامه الدراسي الجديد بكل نشاط وحيوية . يزود العمل الأطفال بالقيم الأخلاقية والاجتماعية السامية ، والتي على رأسها : التأكيد على قيمة العمل ، والإحساس بقيمة الأشياء والأمور ، وتقدير الوقت ، والانتظام والالتزام ، والاعتماد على الذات ، والثقة بالنفس ، والقدرة على اتخاذ قرار ، وحسن التعامل مع الآخرين (دويدار،www.islamonline.net،15/11/1425) . يعتبر عمل الطفل تأهيلاً له وتدريباً على تحمل المسئولية وتعويده ليكون فرداً منتجاً في مجتمعه ، خاصة إذا تم العمل تحت إشراف الأهل وضمن رعايتهم ومتابعتهم ، وقد أقر الرسول عمل الصبيان مع ذويهم (الحريري،2000،ص57) . قد يمثل عمل الطفل دعماً مادياً للأسرة المتعبة اقتصادياً ، مما يشعر الطفل ذاته بالثقة والفخر بقدرته على مساعدة أهله ، كما يصبح لذلك الطفل مكانة خاصة لدى أفراد أسرته فينال رعاية وعناية واهتماماً أكبر امتناناً من الأسرة للدور الذي يقوم به تجاههم (عبد الفتاح،2001،ص100). قد يكون العمل منفذاً وملجأ للطفل الفاشل في دراسته ، فيعوض إحساسه بالفشل من خلال العمل الذي يصبح وسيلة لتحقيق الذات واكتساب مهارة أكثر منه وسيلة للكسب المادي (عبد العظيم،2002،ص64) . يعتبر العمل في العطلات المدرسية من أنجع الوسائل للقضاء على وقت الفراغ الذي يعاني منه الطلاب والأهل في أيام العطلات ، وهو أفضل بكثير من قضاء الطلاب إجازتهم بالتسكع في الطرقات أو أمام شاشات التلفزيون ، فللعمل منافع كثيرة على الطالب تتدرج من الكسب المادي مروراً بالمساهمة الاجتماعية ووصولاً إلى تحقيق الذات ، تلك المرحلة التي تمثل قمة هرم موسلو للحاجات الإنسانية . موضوع الدراسة : تناقش الدراسة الحالية أوضاع الأطفال العاملين في العطلات الدراسية والمواسم بشكل خاص ، إذ تزدهر حركة البيع والشراء في رمضان والحج والأعياد ، فيعاون الأبناء آباءهم في التجارة ، وربما ينفرد الطفل ببضاعة خاصة يبيعها برغبته الخاصة ، وربما يشترك مجموعة من الصبية في التجارة ، كل ذلك يتم تحت إشراف الآباء غالباً ، مما يتيح للطفل الرعاية والتوجيه ، بالإضافة إلى حصوله على المتعة والخبرة والكسب الحلال ، وتنمية ثقته بنفسه ، وتدريبه على تحمل المسئولية والبعد عن الكسل والخمول . وبالمقابل تركز الدراسة كذلك على فئة الأطفال العاملين بشكل دائم ، وخاصة الباعة المتجولين ، بهدف إجراء مقارنة بينهم وبين فئة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية فقط . وتقتصر الدراسة على الأطفال البائعين بحكم أن البيع هو المهنة السائدة بين الأطفال العاملين في المملكة العربية السعودية ، بخلاف بعض الدول العربية الأخرى التي يعمل بها الأطفال في المصانع والمزارع والورش . وتم تطبيق الدراسة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1425هـ ، حيث يبرز عمل الأطفال في البيع والشراء ، بالإضافة إلى شهر شوال للعام نفسه بغرض الحصول على عدد كافٍ من استجابات الأطفال العاملين بصفة دائمة . أهداف الدراسة : تهدف الدراسة إلى ما يلي : 1. معرفة أثر كل من : العمر ، والجنس ، والجنسية ، وعمل الأب ؛ في تحديد طبيعة عمل الطفل العامل (العمل بصفة دائمة ، أو العمل في العطلات المدرسية) . 2. التعرف على الفروق – إن وجدت - بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو العمل . 3. التعرف على الفروق – إن وجدت – بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم . تساؤلات الدراسة : تسعى الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة التالية : 1. ما طبيعة عمل الطفل وفقاً لكل من المتغيرات التالية : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب؟ 2. هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو العمل ؟ 3. هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم ؟ منهج الدراسة المستخدم : استخدمت الباحثة المنهج المقارن ، فهو أنسب المناهج لطبيعة الدراسة ، إذ تتم المقارنة بين فئتين من الأطفال العاملين : إحداهما تمثل فئة الأطفال الذين يعملون بصفة دائمة ، والأخرى تمثل فئة الأطفال الذين يعملون في العطلات المدرسية فقط . مجتمع الدراسة : يشمل مجتمع الدراسة جميع الأطفال العاملين في البيع والشراء بالمملكة العربية السعودية ، والذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع سنين وثلاث عشرة سنة . عينة الدراسة : تضم عينة الدراسة خمسة عشر طفلاً بائعاً بصفة دائمة ، وخمسة عشر طفلاً بائعاً في العطلات المدرسية ، تم اختيارهم من منطقة المدينة المنورة ومنطقة الرياض والمنطقة الشرقية في المملكة . أداة الدراسة : استخدمت الباحثة المقابلة كأداة للدراسة ، وذلك لمناسبتها لهدف الدراسة وطبيعة أفراد العينة . وقد ضمت أسئلة المقابلة ثلاثة محاور : يختص المحور الأول ببيانات شخصية عن الطفل العامل ، ويختص المحور الثاني بقياس اتجاه الطفل نحو العمل ، بينما يختص المحور الثالث بقياس اتجاه الطفل نحو التعليم . الأساليب الإحصائية المستخدمة : استخدمت الباحثة التكرارات والنسب المئوية لمعرفة أثر المتغيرات على عمل الطفل وتحديد الفروق في الاتجاهات بين فئتي الأطفال العاملين بصفة دائمة والعاملين في العطل المدرسية . عرض البيانات وتحليلها : فيما يلي عرض للجداول الإحصائية المشتملة على استجابات أفراد العينة وتحليل البيانات مع ملاحظة أنه سوف تتم الإشارة إلى أفراد عينة الأطفال العاملين بصفة دائمة بالفئة (أ) ، وأفراد عينة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية بالفئة (ب) ، وذلك للتيسير في تحليل النتائج . للإجابة على السؤال الأول : ما طبيعة عمل الطفل وفقاً لكل من المتغيرات التالية : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب ؟ تم ترتيب البيانات ، والتي هي عبارة عن استجابات أفراد العينة ، في الجدول التالي : جدول (1) طبيعة عمل الطفل وفقاً للمتغيرات : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب البيانات الشخصية الأطفال العاملون بصفة دائمة فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات فئة (ب) ك ٪ ك ٪ العمر أقل من 10سنوات 5 33.3 6 40 10سنوات فأكثر 10 66.7 9 60 الجنس ذكر 12 80 15 100 أنثى 3 20 صفر 0 الجنسية سعودي 4 26.7 12 80 غير سعودي 11 73.3 3 20 عمل الأب يعمل 7 46.7 9 60 لا يعمل٭ 8 53.3 6 40 ٭ تشمل الأب العاطل عن العمل أو الغائب بسفر أو وفاة أو انفصال يظهر من جدول (1) أن متغير العمر لم يكن له تأثير واضح في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ بلغت نسبة من تقل أعمارهم عن العاشرة من الفئة (أ) حوالي 33.3٪ ، ومن تزيد أعمارهم عن العاشرة حوالي 66.7٪ . في حين بلغت نسبة من تقل أعمارهم عن العاشرة من الفئة (ب) حوالي 40٪ ، ومن تزيد أعمارهم عن العاشرة حوالي 60٪ . وبشكل عام تزيد نسبة الأطفال العاملين الذين تتجاوز أعمارهم العاشرة عن الأطفال العاملين الذين ينقصون عن العاشرة ، وهذا أمر طبيعي ، فالطفل تزداد قدرته على العمل وتحمل المسئولية كلما تقدم في السن . أما بالنسبة لمتغير الجنس ، فقد كانت هناك ثلاث فتيات عاملات بصفة دائمة أي ما نسبته 20٪ من الفئة (أ) ، في حين لم تظهر فتاة واحدة عاملة في العطلات المدرسية ، وهذا يعني أن لمتغير الجنس دور في تحديد طبيعة عمل الطفل . فالعمل في الشوارع ذو طبيعة ذكورية في المجتمع السعودي ، ولكن الأسر الفقيرة قد تخالف ما هو معروف فتضطر لدفع بناتها للعمل بصفة دائمة طلباً لزيادة الدخل وذلك في حالة عدم وجود أبناء ذكور أو قد تعمل البنات جنباً إلى إخوانهن الذكور . أما بالنسبة للأسر الأخرى ، والتي يعمل أبناؤها في العطلات ، فهي ليست مضطرة لإخراج بناتها في الشوارع بغرض البيع ، وقد تزاول البنات أعمالاً في العطلات ولكن داخل بيوتهن ، من بيع سلع أو صنعها أو عمل أكلات شعبية يقوم إخوانهن ببيعها في الشارع . ويظهر لمتغير الجنسية أثر واضح في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ شكل الأطفال غير السعوديين النسبة الأكبر بين العاملين بصفة دائمة حيث بلغت 73.3٪ من الفئة (أ) ، بينما بلغت نسبة غير السعوديين من الفئة (ب) 20٪ فقط . فالأسر غير السعودية غالباً ما تعاني من صعوبات اقتصادية وعوائق تعليمية خاصة إذا كانت إقامتهم غير قانونية ، ولذا تدفع أطفالها إلى العمل ، فهم إن لم يعملوا سيظلون غالباً في البيت دون تعليم حيث تتناقص أمامهم فرص التعليم النظامي المجاني ، فالأفضل لهم ولأسرهم أن يشغلوا أنفسهم بأعمال تعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع المادي . كما يظهر تأثير عامل الجنسية على عامل الجنس ، فالأسر غير السعودية لا ترى حرجاً في عمل بناتها بعكس الأسر السعودية ، لذا فإن نسبة البنات العاملات من أفراد العينة كانت جميعها لأسر غير سعودية . وبالنسبة لمتغير عمل الأب فقد احتل الآباء غير العاملين النسبة الأكبر لأفراد فئة (أ) إذ بلغت 53.3٪ ، في حين بلغت نسبتهم 40٪ في الفئة (ب) . ويفسر هذا اتجاه الأطفال نحو العمل ، فانعدام عمل الأب دعا الابن إلى تحمل المسئولية وتقمص دور الأب لسد مكانه وتعويض النقص الحاصل نتيجة غياب المصدر الطبيعي للرزق . وللإجابة على السؤال الثاني : هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات الصيفية في الاتجاه نحو العمل ؟ يتم التعرف على اتجاه الطفل نحو العمل من خلال متغيرين : الأسباب التي تدعو الطفل للعمل ، والعائد المادي الذي يكسبه الطفل من خلال عمله . بالنسبة لأسباب عمل الطفل يوضحها الجدول التالي : جدول (2) الأسباب التي تدعو الأطفال إلى العمل بصفة دائمة أو في العطلات المدرسية أسباب عمل الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات فئة (ب) ك ٪ ك ٪ الفشل في الدراسة 4 26.7 1 6.7 مساعدة الأهل 10 66.7 4 26.7 الإنفاق على الذات 6 40 5 33.3 استغلال وقت الفراغ 2 13.3 4 26.7 أسباب أخرى٭ 3 20 7 46.7 ٭ تضم الأسباب الأخرى : تحقيق الذات ، الانصياع لرغبة الأهل ، تقليد الأصحاب . يظهر جدول (2) أن مساعدة الأهل كان أكبر دافعاً للأطفال للعمل بصفة دائمة ، إذ بلغت نسبته 66.7٪ ، يليه دافع الإنفاق على الذات بنسبة 40٪ ، ثم الفشل في الدراسة بنسبة 26.7٪ ، بينما احتل دافع استغلال وقت الفراغ أدنى نسبة 13.3٪ . أما بالنسبة لفئة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية ، فقد احتل دافع الإنفاق على الذات المرتبة الأولى بنسبة 33.3٪ ، ويليه مساعدة الأهل واستغلال وقت الفراغ بنسبة 26.7٪ ، فيما كان الفشل في الدراسة أقل الدوافع بنسبة 6.7٪ . كما برزت دوافع أخرى كتقليد الأصحاب وتحقيق الذات أو الانصياع لرغبة الأهل عند الأطفال العاملين في العطلات أكثر من ظهور مثل تلك الدوافع عند الأطفال العاملين بصفة دائمة . وهنا يظهر مرة أخرى تأثير الناحية الاقتصادية على عمل الطفل ، فالأطفال العاملون بصفة دائمة يبررون ذلك برغبتهم في مساعدة أسرهم مادياً ، مما يوحي بضعف الحالة الاقتصادية لدى تلك الأسر الأمر الذي دفعها إلى طلب مساعدة أبنائها من خلال تشغيلهم ، كما كان فشل الطفل في دراسته عاملاً مهماً في لجوء الطفل إلى العمل الدائم ، لتعويض فشله في الدراسة بالعمل . بعكس الأطفال العاملين في العطلات ، حيث كان الفشل الدراسي من نصيب طفل واحد دفعه للعمل كما سيتم توضيحه فيما بعد بينما كانت رغبة الأطفال في الإنفاق على أنفسهم هي الدافع الرئيسي لهم للعمل في العطلات الدراسية خاصة مع تزايد المصاريف الشخصية ووسائل الترفيه والتسلية والسفر في الإجازات . ويوضح جدول (3) العائد المادي للطفل من عمله : جدول (3) العائد المادي للأطفال العاملين وأسرهم من العمل العائد المادي من عمل الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات فئة (ب) ك ٪ ك ٪ جميعه للطفل 3 20 6 40 جميعه للأسرة 8 53.3 4 26.7 للطفل نسبة منه 4 26.7 5 33.3 المجموع 15 100 15 100 ويظهر أن ما نسبته 53.3٪ من العائد المادي للطفل العامل بصفة دائمة يعود إلى أسرته بأكمله ، في حين ينفرد 20٪ من أطفال الفئة (أ) بدخلهم من عملهم ، ويحصل 26.7٪ منهم على نسبة تتراوح بين الربع والنصف من دخلهم فيما تنال أسرهم باقي الدخل . أما بالنسبة لأطفال الفئة (ب) فإن 40٪ منهم يحصل على كسبه المادي كاملاً ، و 33.3٪ منهم يحصل على نسبة منه ، فيما تنال أسر 26.7٪ منهم العائد المادي لعمل أطفالهن كاملاً . ويرتبط العائد المادي للطفل بالسبب الذي يدفعه للعمل ارتباطاً وثيقاً ، فالأطفال الذي يعملون لمساعدة أهلهم مادياً – وأغلبهم من الفئة (أ) - يعود كسبهم المادي جميعه إلى أسرهم ، والأطفال الذي يعملون من أجل أن ينفقوا على أنفسهم – وأغلبهم من الفئة (ب) – يستأثرون بكسبهم المادي كاملاً . بينما يحصل الأطفال الذين تدفعهم أسباب أخرى للعمل ( كالفشل الدراسي واستغلال وقت الفراغ والانصياع لرغبة الأهل ) على نسبة من العائد المادي وتنال أسرهم باقي الدخل . وللإجابة على السؤال الثالث : هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم ؟ تم تحديد متغيرين هما : تعليم الطفل ونظرة الطفل إلى المستقبل . ويوضح الجدول (4) الوضع الدراسي للطفل العامل كما يلي : جدول (4) الوضع الدراسي للطفل العامل بصفة دائمة والطفل العامل في العطلات المدرسية تعليم الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات فئة (ب) ك ٪ ك ٪ منتظم في الدراسة 3 20 9 60 منقطع عن الدراسة 8 53.3 1 6.7 متأخر في الدراسة 4 26.7 5 33.3 المجموع 15 100 15 100 بالنسبة لتعليم الطفل أظهرت النتائج أن نسبة الأطفال المنتظمين في دراستهم بلغت 20٪ في الفئة (أ) وبلغت 60٪ في الفئة (ب) ، في حين ازدادت نسبة المنقطعين عن الدراسة في الفئة (أ) لتصل إلى 53.3٪ ، أما المتأخرين في دراستهم ، فقد وصلت نسبتهم في الفئة (أ) حوالي 26.7٪ ، وفي الفئة (ب) حوالي 33.3٪ . وكان هناك طفل عامل واحد منقطع عن الدراسة ويعمل في العطلات المدرسية فقط ، وعند سؤاله عن سبب اقتصاره العمل في العطلات رغم انقطاعه عن التعليم ، أجاب بأن أباه لا يأمن عليه العمل بمفرده لحداثة سنه ، ويجعله يعمل تحت إشراف إخوانه الأكبر منه والملتزمين بدراساتهم ، فهم يعملون في الإجازات فقط . وكما هو متوقع فإن النسبة الكبيرة للانقطاع عن الدراسة كانت من نصيب الأطفال العاملين بصفة دائمة ، وقد يكون الطفل ترك الدراسة – وهو الغالب – أو لم يدخل مدارس أصلاً بسبب انصرافه للعمل ، وقد يكون العمل جاء نتيجة الانقطاع عن الدراسة أو الفشل الدراسي كما سبق توضيحه . وهناك نسبة من الأطفال تجمع بين الدراسة والعمل في نفس الوقت ، ولا شك أن هؤلاء يتحملون عبئاً إضافياً يجعلهم في أغلب الأحيان يقصرون في جانب الدراسة مما يسبب تأخرهم دراسياً كما هو واضح وفي بعض الحالات البسيطة يستطيع الطفل التوفيق بين العمل والانتظام في الدراسة إذا توفر له عوامل مساعدة من تنظيم الوقت ومعاونة الأسرة واهتمامها بتعليمه . ويدل ازدياد نسبة المنتظمين في الدراسة من الأطفال العاملين في العطلات على انتفاء الأثر السلبي للعمل على التعليم في هذه الحالة . فالعمل يتم في العطلات ولا علاقة له بالدراسة . أما بالنسبة للأطفال العاملين في العطلات والذين يعانون من التأخر الدراسي ، يمكن تفسير وضعهم على أن ميلهم نحو العمل أشد من رغبتهم في الدراسة والتعليم ، وتلك طبيعة ذاتية وفروق فردية وقدرات مختلفة من شخص لآخر . أما بالنسبة لنظرة الطفل إلى المستقبل والتي تحدد موقفه من التعليم ورغبته ، أو عدم رغبته ، فيه يحددها جدول (3) كما يلي : جدول (5) موقف الطفل العامل من التعليم والعمل في المستقبل نظرة الطفل إلى المستقبل الأطفال العاملون بصفة دائمة فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات فئة (ب) ك ٪ ك ٪ مواصلة التعليم 4 26.7 7 46.7 الاكتفاء بالعمل 7 46.7 6 40 غير محددة 4 26.7 2 13.3 المجموع 15 100 15 100 توضح نتائج الدراسة أن نسبة 46.7٪ من أفراد فئة (أ) تفضل الاكتفاء بالعمل عن التعليم ، في حين أن النسبة ذاتها من أفراد فئة (ب) يفضلون مواصلة التعليم قبل العمل ، ويعود ذلك إلى أن الأطفال العاملين بصفة دائمة لا هم لهم في الوقت الحالي إلا العمل وتأمين احتياجاتهم واحتياجات أسرهم الضرورية ، كما أن النظرة الاجتماعية لغالبية تلك الأسر لا تلقِ بالاً للتعليم وأهميته بسبب الجهل والأمية الذي فرضه عليها الفقر والحاجة . ولكن ذلك لا ينفي وجود نسبة بلغت 26.7٪ من الأطفال العاملين بصفة دائمة عبرت بصراحة عن رغبتها الحقيقية في التعليم ومواصلة الدراسة . وبالمقابل يفضل 40٪ من فئة (ب) الاكتفاء بالعمل وترك التعليم ، وتعتبر تلك النسبة كبيرة ، مما يؤكد قولنا السابق برغبة الطفل وميله واعتبار ذلك طبيعة شخصية وقدرات خاصة . في حين وصلت نسبة النظرة غير المحددة للمستقبل ، والتي تعني الحيرة بين الدراسة والعمل ، إلى 26.7٪ عند أفراد فئة (أ) ، و13.3٪ عند أفراد فئة (ب) ، وربما يعود ذلك لحداثة سن الأطفال العاملين وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدونه في المستقبل . نتائج الدراسة : يشكل الفقر العامل الرئيسي الذي يدفع الأطفال إلى العمل بصفة دائمة لمساعدة أهاليهم ، ويتفق ذلك مع نتائج معظم الدراسات السابقة ، كدراسة الجارحي ورمزي . وبالمقابل لم يبرز الفقر كعامل رئيسي لعمل الأطفال في العطلات ، وإن كان هناك ما يشير إلى تواضع الحالة الاقتصادية لأسر هؤلاء الأطفال ، إذ كان الدافع الرئيسي لعملهم هو أن ينفقوا على أنفسهم ، مما يوحي برغبتهم في رفع عبء الإنفاق عن كاهل أسرهم على الأقل في فترة العطلة المدرسية . كان لمتغير الجنسية الدور الأكبر في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ شكل الأطفال غير السعوديين النسبة الأكبر في مجال العمل بصفة دائمة ، وهذا يستلزم وقفة أمام حال الأسر غير السعودية التي تنتشر في المملكة العربية السعودية ، والنظر في أوضاعها واحتياجاتها . لا زالت الأسر السعودية ترى في عمل البنات خارج البيت حرجاً وأمراً مشيناً ، وعلى الرغم من أن عمل الأطفال السعوديين في العطلات ، وخاصة في المواسم كرمضان ، أصبح ظاهرة منتشرة وشبه طبيعية ، وهي تشكل ظاهرة صحية على كل حال ، إلا أنه لا يوجد مكان للبنت السعودية في تلك الظاهرة . ترتفع نسبة الأطفال المتسربين من التعليم ليعملوا بصفة دائمة ، فيما تنخفض نسبة الأطفال الراغبين في العودة إلى المدارس ومواصلة التعليم ، وتتفق تلك النتيجة مع نتائج دراسة عبد العظيم في ارتفاع نسبة التسرب فيما تختلف معها في اتجاه هؤلاء الأطفال نحو التعليم . تواجه الأطفال العاملين صعوبات ومخاطر عدة أثناء عملهم ، منها تعلم العادات السيئة كالتدخين وتداول الألفاظ السيئة ، والتعرض لحوادث السيارات ، والتحرش والأذى ، والإرهاق ، وضربات الشمس ، وسوء التغذية ، وأمراض البرد . وتتركز تلك الصعوبات لدى الأطفال العاملين بصفة دائمة بحكم تجوالهم المستمر وانفرادهم بالبيع بعيداً عن رقابة أسرهم ، فيما تندر تلك الصعوبات لدى الأطفال العاملين في العطلات بحكم ملازمتهم لآبائهم في أغلب الأحيان ، واستقرارهم في مكان واحد للبيع ، والتزامهم بساعات عمل محددة غير مرهقة . هناك ارتباط بين العائد المادي للطفل من عمله ودوافعه إلى ذلك العمل ، ويبرز ذلك بشكل واضح لدى عينة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية ، فالطفل الذي يقدم دخله كله للأسرة تمثلت دوافعه للعمل في الانصياع لرغبة الأهل ، ومساعدتهم ، والفشل الدراسي ، ولم يظهر دافع الإنفاق على الذات أو تحقيق الذات . وهنا تبرز قضية أخرى ، فسيطرة الأسرة وتسلطها على عمل الطفل قد يكون له أثراً عكسياً ، إذ ينفر الطفل من العمل نتيجة الإحباط والإحساس بالقهر والتقييد خاصة في عطلته الدراسية . توصيات الدراسة : من خلال نتائج الدراسة يمكن الخروج بالتوصيات التالية : أولاً / فيما يتعلق بالأطفال العاملين بصفة دائمة : 1. القضاء على الفقر هو العلاج الأمثل لظاهرة عمل الأطفال بصفة دائمة ، لذا توصي الدراسة بدعم الأسر الفقيرة من خلال توفير الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية المختلفة . 2. التأكيد على إلزامية التعليم على الأقل حتى نهاية المرحلة الإعدادية ، وفرض العقوبات على من لا يلتزم بذلك من أولياء الأمور . 3. القيام بدراسات ميدانية لحصر الأطفال العاملين ومتابعة أحوالهم ، ومعرفة الجهات المنظمة لعملهم – إن وجدت – لمحاسبتها على تشغيل الأطفال . 4. النظر في حال الأسر غير السعودية ، والمقيمة بشكل نظامي أو غير نظامي ، للتعرف على أوضاعها واحتياجاتها ، والقضاء على مشكلاتها . 5. تقديم الرعاية والاهتمام الخاص للأطفال العاملين ، واحتواؤهم اجتماعياً ، ومنحهم الإحساس بالأمن والاطمئنان . 6. توعية أسر الأطفال العاملين بأهمية التعليم ووجوب العناية بأطفالهم ، وإشعارهم بالمسئولية تجاههم ، فهم أمانة لدى أسرهم . ثانياً / فيما يتعلق بالأطفال العاملين في العطلات المدرسية : 1. تشجيع عمل الأطفال في العطلات باعتبارها ظاهرة صحية حضارية . 2. تغيير نظرة الأهل وأبنائهم نحو العمل اليدوي وكسب الطفل من جهده . 3. ترك الحرية للطفل في اختيار نوع العمل والتصرف بكسبه المادي بإرادته دون تدخل الأهل . 4. لا يعني ذلك ترك الطفل بلا رقيب ، بل لابد من الإشراف والمتابعة والتوجيه المستمر للطفل من أسرته كي يؤتي العمل ثماره النافعة . 5. يقع على الأسرة العبء الأكبر في تنمية شعور الطفل بالمسئولية وتعميق إحساسه بذاته وبدوره الكبير في تحسين وضع الأسرة من خلال عمله . 6. تنويع مجالات عمل الأطفال في العطلات بدل الاقتصار على البيع والشراء ، ويتم ذلك تحت إشراف الجهات المسئولة ، وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية لتوجيه الطفل نحو العمل بما يوافق ميوله واتجاهاته وقدراته . 7. وينبغي التأكيد أولاً وأخيراً إلى أنه ليس في العمل ما يعيب الطفل إذا حكم بضوابط وشروط . بل أن في ذلك نفع وفائدة للطفل والأسرة المجتمع بأسره . وتعتبر اليابان وكوريا مثالاً حياً ، إذ يشترك الأطفال في بناء مجتمعهم من خلال رحلات تقوم بها المدارس ورياض الأطفال تأخذ فيها الأطفال لزيارة مصانع لعب الأطفال حيث يقوم الأطفال بصناعة لعبهم بأنفسهم من خلال فك وتركيب القطع المختلفة . فأي قيمة عظيمة تلك التي يكتسبها الأطفال في هذه السن المبكرة ؟ وأي مهارة دقيقة تلك التي يتعلمونها ؟ وأي متعة كبيرة تلك التي يحسونها ؟ وأي فائدة تربوية تلك التي يتلقونها ؟ وما وصلت إليه تلك الدول من تقدم وازدهار إلا نتيجة الاهتمام بدقائق الأمور ، والتي يغفل عنها الكثيرون . المراجع 1. أحمد ، سهير محمد (1991) : الواقع والاحتياجات التربوية لعينة من الأطفال في سوق العمل . القاهرة ، المؤتمر الرابع لمركز دراسات الطفولة . 2. الجارحي ، حسام (1994) : التوافق النفسي وتقدير الذات لدى الطفل العامل وطفل المدرسة . رسالة ماجستير غير منشورة ، القاهرة ، جامعة عين شمس . 3. الحريري ، محمد فتحي (2000) : عمالة الأطفال في الوطن العربي . مجلة الطفولة العربية . الكويت ، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ، ع7 ، ص ص (55-73) . 4. رمزي ، ناهد (1998) : ظاهرة عمالة الأطفال في الدول العربي . المجلس العربي للطفولة والتنمية . 5. رمزي ، ناهد (2002) : حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع5 ، م2 ، ص ص (13-32) . 6. عبد العظيم ، محمد (2002) : وصف أوضاع الأطفال العاملين في الصناعة . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع6 ، م2 ، ص ص (59-87) . 7. عبد الفتاح ، أماني (2001) : عمالة الأطفال كظاهرة اجتماعية ريفية . القاهرة ، عالم الكتب. 8. فرجاني ، نادر (2001) : تشغيل الأطفال وصمة في جبين الحضارة المعاصرة . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع3 ، م1 ص ص (11-25) . 9. ناصف ، راندة فتحي (1994) : صورة الأسرة لدى الطفل العامل . رسالة ماجستير غير منشورة ، القاهرة ، جامعة عين شمس . 10. www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/adam-43 استمارة مقابلة خاصة بالطفل العامل نوع عمل الطفل : يعمل الطفل في الإجازات والمواسم يعمل الطفل دائماً عمر الطفل : أقل من عشر سنوات عشر سنوات فأكثر جنس الطفل : ذكر أنثى جنسية الطفل : سعودي غير سعودي عمل والد الطفل : يعمل لا يعمل أسباب عمل الطفل : الفشل في الدراسة استغلال وقت الفراغ مساعدة الأهـل أسباب أخرى (تذكر) الإنفاق على الذات .......................... العائد المادي للطفل من العمل : الدخل بكامله للطفل الدخل بكامله للأسرة للطفل نسبة من الدخل تعليم الطفل : منتظم في الدراسة منقطع عن الدراسة متأخر في الدراسة نظرة الطفل إلى المستقبل : مواصلة التعليم الاكتفاء بالعمل غير محددة ● رسائل مصرية مضحكة 2014 - رسائل نكت مصرية للموبايل 2014 - مسجات كوميدية 2014 جديدة ● بحث عن الطهارة - بحث علمى عن الطهارة كامل بالتنسيق بصيغة word ● بحث عن مناهج البحث فى علم النفس - بحث علمى عن مناهج البحث فى علم النفس كامل بالتنسيق بصيغة word ● ديكورات غرف ستايل جديد 2014 - صور احلى ديكورات الاطفال 2014 - ديكورات مودرن 2014 جديدة ● Between Government And Private Education In Egypt ● كولكشن كوش أفراح 2014 - أحلى كوش أفراح 2014 - كوش افراح جديدة 2014 |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع| |مواضيع ذات صلة مع بحث عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول - بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول كامل بالتنسيق بصيغة word| |عمالة الأطفال بين الرفض والقبول دراسة مقارنة من قسم بيت الطلبة والطالبات - المنتدى التعليمى| |بحث عن حراسة النفس - بحث علمى عن حراسة النفس كامل بالتنسيق بصيغة word من قسم بيت الطلبة والطالبات - المنتدى التعليمى| |دراسة مقارنة فى الميراث (( بين الشريعة الإسلامية والعصر الروماني)) من قسم بيت الطلبة والطالبات - المنتدى التعليمى| |بحث عن مقارنة بين ثورة 23 يوليو ، 25 يناير - بحث علمى عن مقارنة بين ثورة 23 يوليو ، 25 يناير كامل بالتنسيق بصيغة word من قسم بيت الطلبة والطالبات - المنتدى التعليمى| |دراسة فى أحكام خيار المجلس - دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون المدني من قسم بيت الطلبة والطالبات - المنتدى التعليمى|
<urn:uuid:8780f029-32af-4bc2-a25d-921df813699f>
CC-MAIN-2015-27
http://vb.analoza.com/t9831.html
2015-07-05T12:50:00Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375097473.95/warc/CC-MAIN-20150627031817-00133-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.998329
Arab
71
{"arb_Arab_score": 0.9983285665512085}
أنا حزينة بسبب تأخَّر زواجي وأريد أن أنسى فِكرة الزواج وأعيش حياتي الي اخي مهذب اولا الحمدالله اني انا انسانه مسلمه ومحتشمه وعلى درايه ان كل شي قسمه ونصيب وعمري الان 32 سنه ولم اتزوج وراضيه بقسمه والنصيب وقسمه الله تعالى دون اعتراض لكني انا حزينه كثير ابكي ع نفسي مع العلم اني راضييه على كل شي وادري ان الله تعالى يريد لي الخييييييير وحتى بعض الاحيان الشيطان ياتين في هل النقطه ليضعف ايماني لاني مازلت متمسكه بصلاه والصيام وكل مايرضي الله تعالى وحتي لمايجي وسواس الشيطان اتعوذ بالله منه واستغفر واقول الايام المقبله احلى وهذا قسمه ونصيب والله كاتب لي هذا اني ماتزوج .. وكل الناس اللي يتزوجون الان مايفكرون فيني لاني خلاص انا كبرت وسني لاتناسب احد ولا احد ينكر اني بسن لايسمح لي بزواج الا مافي ندر ف هذا الزمان والواقع اللي اعيشه يثبت لي هذا وكل البنات اصغر مني تزوجن ووف سن زواج والعيون عيهن بيزوجن الان يوم اجلس عند بنات بجلسه حريم ينظرن للبنات الاصغر لان محد يبي الاكبر الي هو انا .. انا ادري ان محد بيفكر فيني او حد يقول اني حلوة وجميله صح لكن محد اكبر مني بيتزوجني وهذا الوقع وصح ان فيه احد تقدم لي لكني رفضت اسمع به عيوب او احد من خواتي يرفض لانه به عيب ومحد يعرفه من اهلى عدل ولاني سبق ملكة تم العرس لكن تطلقت والحمدالله اني بكر ولااريد التسرع لاني عانيت بطلاقي وكلام الناس اللي مانتهى لااريد اتسرع بزواج وتكون النتيجه طلاق ثاني والناس لاترحم بيزيد كلامهم علي وانا والحمدالله انسانه مسلمه اخاف الله عمري ماغلطت والله سبحانه يريد لي الخير انا لااقول اني كامله لكني ملتزمه الان لااريد الحديث عن قديم حياتي لان الله سبحانه اختارني لان اكون انسانه متدينه وهذا فرحه فيه كثير.. مشكلتي لان اريد انسى مساله الزواج نهائي لااريد احلم واتوهم اني اتزوج يوم يوم من الايام صحيح انا متفائله جدا وغير متشائمه وحياتي اعيشها في تفائل اطلع واخرج واختلط في الناس لكني مشكلتي قلبي يحترق كثير يوم اشوف كل بنات عائلتنا عندهن عيال وبيت وتزوجن اجلس في وسطهن اتامل حياتهن كل وحده عندها ولد او بنت ثم انتبه من غفلتي وحزني واتفائل واضحك عادي .. يوم اسمع عن خطبة احداهن او زواج احزن واتضايق مااحسد احد لكن احزن على نفسي لكني اعلم انه قسمه ونصيبه وراضيه احزن قليلا لكني افرح بعدها يعني لااريد اجلس عند ناس من عائلتنا متزوجات او بيتزوجن او مخطوبات احس بنقص عندي دموعي قريبه من عيني مره اسمع احد قريباتي واختي بعد تقول عجوز او عانس راضيه بذالك لاني اعلم اني استاهل هذا تكفير من ذنوبي واسمع كثير احاديث دينيه ان ابتلاء والصبر على الابتلاء .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه قرّة عينك وصلاح دينك ودنياك . . وحقيقة أخيّة أهنّئ فيك الروح المؤمنة المتفائلة .. أخيّة . . الفكرة .. تؤثّر على الشعور . والفكرة مع الشعور تؤثّر على السلوك . لذلك حين نريد أن نضبط مشاعرنا فلابد ان نتجه إلى ( الفكرة ) و ( التصوّر ) . لا أدري .. لماذا حين تتجاوز الفتاة عمر الثلاثين تنظر لنفسها بأنها ( عانس ) ؟! ومن قال أن من بلغت الثلاين وما فوقها هي غير مرغوبة للزواج أو أن فرصها أقل من فرص الفتيات اللاتي يصغرنها بالسن ؟! في الواقع أن ( العنوسة ) هي ( حالة نفسيّة ) أكثر من كونها ( مرحلة عمريّة ) ! هناك فتيات لمّأ يبلغ عمرها الـ ( 25 ) ومع ذلك هي تشعر بالعنوسة وآثارها من الحزن والاكتئاب !! الظن بأن الفتاةإذا كبرت قلّت حظوظها في الزواج أعتقد أنه ( ظن فيه مبالغة ) ! لقد كانت خديجة رضي الله عنها في عمر الـ ( 45 ) وكانت مرغوبة في الزواج لما يُعرف عن أخلاقها وشخصيّتها . . حتى تزوّجها محمد صلى الله عليه وسلم . تصلني رسائل من بعض الأخوات قد بلغن من العمر فوق الأربعين يسألن .. تقدم لي خاطب هل أتزوج في هذا العمر أم أكمل عمري بلا زواج ؟! مما يعني أن كل إنسان رزقه مقسوم له بقدر ويوم معلوم . . أخيّة . . لا تهتمي أن تطردي فكرة الزواج .. لأن فكرة الزواج هي فكرة موافقة للفطرة والحاجة والرغبة . لكن اهتمي أن تطردي فكرة : من سيتقدم لي وانا بهذا العمر ! هذه هي الفكرة الطارئة .. وهي التي تكرّس في نفسك الحزن وضعف التفاؤل . . هذه هي الفكرة التي تسبب لك الحزن . . هذه هي الفكرة التي تضغط عليك نفسيّاً . . لذلك اهتمي أن لا تمنحيها فرصة أن تأخذ جولة في تفكيرك وحسّك وشعورك . أخيّة . . الشعور بقلّة الفرص في الزواج ينبغي أن لا يكون دافعاً لك للتعجّل في الاختيار . . استفيدي من تجارب غيرك . . هناك فتيات اخترن ( الزواج ) اختياراً ( هروبيّاً ) من ضغط مادي أو اجتماعي أو نفسي عاطفي . وما يكاد يمرّ عليها الشّهر في حياتها الجديدة إلاّ وتمنّت أن تعود غلى بيت أهلها ! نعم . . بعض الظروف الاجتماعية والنفسيّة وغيرها تفرض علينا أن يكون هناك نوع من المرونة في معطيات الاختيار .. لكن هذه المرونة ينبغي أن لا تتجاوز حدّ ( الدين والخُلق ) . كل الاعتبارات قابلة للمرونة . . إلاّ ( الدين والخُلق ) فهما أس وقاعدة ( الاستقرار ) الزوجي . أخيّة . . جميل أنك تمارسين حياتك بشكل طبيعي . . وهذه فرصة أن تستثمري وضعك في الانجاز والابداع في تحسين أداءك وتطوير شخصيّتك .. هذه الأمور تزيد من فرصك في الحياة . وليس ( العمر ) وحده ما يزيد من الحظوظ والفرص . . اهتمّي بنفسك . . تعلّمي .. أنجزعي .. أبدعي .. اعرفي قدراتك . . أخيّة . . من أعظم اسباب الرزق ( والبركة ) فيه : 1 - محبة الله وتعظيمه . " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " . لاحظي قوله ( من حيث لا يحتسب ) . 2 - كثرة الاستغفار . فإن الله قال :" فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين .. " لاحظي أنه قال ( يمددكم ) وليس ( يرزقكم ) .. والإمداد فيه معنى ( النصرة ) و ( التأييد ) و ( المحبة ) يعني يختار لعبده المستغفر أمراً يحبه هو سبحانه وتعالى لعبده . 3 - عدم التمحّل في الشروط والمواصفات أو زيادة التخوّف والتوجّس من الخاطب . فالحرص لا يعني التوجّس والخوف وسوء الظن بالآخرين أو افتراض أنه من الممكن أن يكونوا سيئين . الحرص يعني السؤال عن الخاطب ، من خلال معطيات واضحة وواقعيّة . مع حسن الظن بالله . أخيّة . . كلما هاجمك الحزن .. استعيني بـ ( الصلاة ) . وتذكّري أن بعض ( الأقدار ) تصنع علاقة راقية بين العبد وربه ، وفي بعض الحوال يتمنى الإنسان أن لا يتغيّر عليه ( القدر ) ! يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهو في سجنه : إنه لتمرّ على العبد لحظات يشعر فيها بالأنس مع الله حتى يكاد إذا كان أهل الجنة في مثل هذاالنعيم فهم في خير كثير .! كم من إنسان لولا ( البلايا ) والابتلاء .. لم يكن ليعرف صلاة الليل ولا أدب الدعاء ولا لذّة المناجاة بينه وبين الله .. فالابتلاء في ظاهرة المحنة ، وفي باطنه المنحة . . وإن الله قد يبتلي بعض عباده بتأخّر الرزق عنهم . لكنه يمنحهم الرضا والايمان واليقين والأنس به سبحانه . أسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك . .
<urn:uuid:8abc9073-da40-4d91-9955-e2a1fc7889ff>
CC-MAIN-2015-27
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=96228
2015-07-07T15:24:36Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375099755.63/warc/CC-MAIN-20150627031819-00073-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.829564
Arab
38
{"arb_Arab_score": 0.8295643925666809, "arz_Arab_score": 0.10731372982263565, "ars_Arab_score": 0.0483146496117115}
الصفــات العامة للبرج يتحرك ببطء فى الليل الدامس وأقترب من ضحيته وأطلق سمه المخبأ فى ذيله المعكوف الطويل الذى يحسبه الناس أنه يستخدمه للدفاع عن نفسه ، ولكنه هذه المرة إستخدمه فى الهجوم فسقط الضحية ميتا . هذا هو العقرب تلك الحشرة الليلية كما عرفتها الموسوعة ، أما مواليد برج العقرب فهم على أشكال مختلفه منهم عديمو الرحمة الأقوياء الذين لا يأبهوا لصرخات الناس ، تعرفهم بنزعاتهم الإستقلاليه ، وعيونهم الحادة التى تحمل جذبا مغناطيسيا خاصا لا يشعر معهم الناس بإرتياح . لا بد وأن تشعر بنبرات صوت مواليد العقرب فهم يمتازون بقوة صوت تحمل الثقة بالنفس ، لا يهتمون بالمديح ولا الذم ويكرهون النفاق والتزلف ، منهم من يثقون بأنفسهم ويعرفون قيمتهم ومقدارهم جيدا . أخطأت فى إعتقادك بأنهم باردون فالحقيقة غير ذلك تماما فذلك البرود الظاهر يخفى وراءه الكثير من الخداع فى داخله يحمل كل معانى الرصانة ورباطة الجأش . العقرب لديه قدرة فائقه على السيطره على مشاعره وإنفعلاته ولا يستطيع أى من كان أن يقرأ وجهه ، أو يكتشف ما يدور بداخله فهو كحجر المرمر لا تلحظ عليه أثر من الأضطراب أو التوتر . الجديه من سماتهم الأساسيه ونادرا ما يضحكون وإذا رنا إلى مسمعك ضحكاتهم فأعلم أنها ضحكة صادقه من القلب . الكثير منهم يملأ الإخلاص صدره ، يحتقر الكذب والنفاق ، وإذا أردت أن تعرف حسن تصرفك عن موقف فعلته فسلة عنه وستأتيك الإجابه صادقه مخلصه واضحه ومحدده وبلا خجل فالأمر لديه سيان زاد عدد الأصحاب أو الأعداء أو كلاهما . الـعــقــــــــــــــرب أصـنـــــــــــــــاف : والآن نستطيع أن نقسم مواليد برج العقرب إلى ثلاث أصناف طبقا لصفاتهم : الصنف الأول : خطر ، سام ليس للمحيطين به فقط وأنما لنفسه أيضا . فلا تـتعجبوا حينما لا يجد له عدوا فيغرز سمه فى جسده ويموت ، فأنه حاقد والبغضاء والكراهيه تملأ صدره وسوف يحطم نفسه فى نهاية الأمر لا محاله وهذا النوع لا يوجد منه الكثيرين . الصنف الثانى : هو ما نطلق عليه لقب النسر لأنه يمتاز بالقوة والحكمة والأستقلاليه والإنصاف ولعلنا نتذكر من الشخصيات الواقعة تحت هذا الصنف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق تيو دور روزفلت . الصنف الثالث : هو ما نطلق عليه لقب السحليه الرماديه وهو أضعف صنف من بين الأصناف ، لا يملك قوة التدمير كما فى الصنف الأول ولا يمتـلك أيضا قوة الإبداع والحكمة والإستقلاليه كما فى الصنف الثانى بل هو منغلق على نفسه ولا يحب أطلاقا التأثير بأى شكل من الأشكال على الأحداث المحيطه به بل هو فى إنطوائه هذا يفتقد روح الحياة وكثير من هؤلاء لا يحبون الخير للناس . كما نود الأشارة بأن هذا التصنيف لا يوجد بالضبط كما أوردناه بل من الممكن أن يحمل شخص ما من مواليد برج العقرب صفات متنوعه من الثلاثة أصناف السابقه . لا ننس أن نقول بأن مواليد برج العقرب جميعهم يمتازون بالشجاعة النادرة لدرجة الإستهانة بالموت وكأنهم يعيشون فيه ويتحملون أية تجربة كانت سواء شقاء وفقر أو سخرية الأعداء أو الخطر المميت . ولديهم قدرة على صد الضربات المصيريه والأقتناع بكسب المعركه . لمواليد برج العقرب ذاكرة حديدية فى تذكر كل المواقف فسيظل متذكر لزميله فى العمل الأهانه والأساءة التى وجهها له ، ويتذكر أيضا الكرم والملاحظة فى أعياد الميلاد والحفلات الخاصه به . ولا تـنسوا أن النسر سوف يعدو عدوا إلى حلبة المصارعه لكى ينتصر عليه ، ويسحقه أمام الجميع ، أما السحليه الرماديه ستفضل أن تـنتظر مهما كانت مدة الأنتظار حتى تحين الفرصة ، وتـنقض فى الخفاء وتـقضى على عدوها نهائيا فحاذر أن تـغضب العقرب لأنك فى كل الأحوال سيصيبك الضرر لا محاله . صـحــــة الـعــقـــــــــرب : هو الذى يسيطر عليها بكامل إرادته فيستطيع أن يقضى على نفسه بالأرهاق العصبى وتسميم أفكاره ، ومن الممكن أيضا المحافظة عليها بالهدوء وقوته فى مواجهة مصاعب الحياة . لن تستطيع بأى حال من الأحوال أن تحصل على أى شئ يمتلكه العقرب لأنه لن يتنازل عنه وسيحافظ على هدوئه وغضبه هذا . يتأثر مواليد البرج كوكب أفلوطين (( بلوتو )) الحذف والطرد ، إعادة الحيويه وبرج العقرب مائى بالضبط كأزهار الربيع التى تحمل الرائحه الذكيه الجميلة ، ولكن أشواكها الحادة قد تؤلمك ، طبيعته ملتهبه تـتناسب وحجر الشمس ومعدنه الفولاذ الذى أصبح صلبا ثم أصابته البرودة وصقلته . رجل العقرب عزيزتى حــواء : سر الرجل العقرب : أنت تعلمين برودته الظاهره لكنه أصابك بألم شديد ، سيبقى يؤلمك لفترة طويله ، وقد لا تعودين إلى حالتك الطبيعيه ، لكنك إنسانه مولعه بالألم والمعاناة وتملكين الأسلحة الدفاعية ضد تأثيرات ألامه فعليك بالمغامرة ونصيحتى لك أنها ليست مغامرة سهله . ها أنت مازلت ترغبين فى الأستمرار معه ولا تفضلين الهرب فأسمعى إلى نصحى جيدا من البداية لا بد وأن تـتعرفى عليه من كثب وبدقه وتفصيل أكثر فصديقك العقرب إنسان لا يقهر ، وهو حتما سينتصر فلا تحاولى إستفزازة وإلا لن تكون هناك نتائج طيبه ، صديقك يمتلك التوازن بين العقل والعاطفه ، وله طبيعه حساسه ويميل إلى التفاخر والأسراف فى كل شئ من المأكل إلى تعاطى المخدرات لديه خصوصيه واضحه فى الحب وكأنه خلق لأجله وأنا أعرف تماما كيف أستطاع أن يؤثر على قلبك وجعلك تقعين تحت سلطته . العقرب فى بيتـك لن يسمح لنفسه بالهزيمه فهو فارسك الوحيد وليس هناك رجل فاتن ساحر يملأ عينك غيره . وإن لم يكن الأمر كذلك فسيطلق سمه ليسرى إلى قلبك وعواطفك فتصبحين لقمة سائغة وفريسة سهله ينقض عليها ويتمتع بالتـلذذ بها . الرجل العقرب يحكم نفسه ويتبع قواعده الخاصة ولا يفكر فى كل ما يناقض فكره وأهدافه ، وأكثر شئ يؤلم العقرب هو عدم الوصول إلى مخطاطاته وأهدافه فيقرر أن يرسل الجميع إلى الجحيم هو صاحب القرار الأول والأخير وبخاصة القرارات المصيريه والحياتيه يصنعها بنفسه بعيدا عن أراء الأصدقاء والأقارب ، وحتى رأيك أنت كزوجة له . فلا تغضبى وتـتساءلين بين نفسك لماذا لم يأخذ برأيك ؟ فأنت تعرفين أن عقربك فريد زمانه . لكى تـعرفى زوجك جيدا إقتربى منه أكثر وفكرى كيف أستطاع أن يتخلص من أعدائه ؟ من أين له بهذه القدرة على العمل بلا ملل أو إنقطاع ؟ هو يعرف جيدا أن طريقه غير ملئ بالورود ولذا عندما تعرضتم لهذه المشكله لم يرتبك أو يضعف وأنما واجهها وكأنه يعرف جيدا طبيعة هذه المشكله . قليلون هؤلاء الرجال فى هذا الزمان . . أليس كذلك ؟ . هو لا يحب أن يحاط بأناس لا يفهمون ولا يحبون ، معذرة لا تعتبرى زوجك سطحيا أو قاسيا فهو لم يخفف من قدرك أمام الناس لكنه رجل حازم وعلى خلاف كل الرجال الذين يتغذلون فى نسائهم فإذا كنت تستحقين منه كلمة غزل واحدة فسوف يقولها لك فى ود ورقه حينها ستشعرين بأنها تساوى عشرات مما ينطق الأخرون . حديثك عن الغيرة من الأخريات حديث غير منطقى فأنت زوجه لراهب وفوق كل الشبهات لن ينظر أبدا إلى واحدة غيرك ولن يشغله عنك أية إغراءات نسائيه مهما كانت فللعقرب مناعه وحصانه لا تستطيع أى من نساء العالم تحطيمها أما أنت فعليك أن تـثـقى بنفسك أكثر من ذلك حتى تكونى مرتاحه النفس أليس هذا أفضل ؟ أتمنى أن تكون الأجابه بنعم . لقد وهبتك السماء بجوهرة فأخلصى لزوجك وثـقى بنفسك وشاطريه أفكاره وطموحاته سيفهمك هو جيدا وسيكون رائعا معك فى الحب والحنان وعندها سيحسدك كثيرا من أصدقائك . أنثى العقرب عزيزى الرجــل : هل تـعــرف سر المــرأه العـقــرب ؟ جمال المرأة العقرب يخفى وراءه الغموض التى تفرضه على حياتها . جميله وجذابه ومغريه وواثـقه من نفسها ، وهبتها السماء أنوثه تضاهى ما لدى كل نساء العالم . لكنها دائما لا تنظر إلى ذلك ويدور فى خلدها سؤال محير لماذا جعلها الله إمرأة ؟ نعم لديها رغبة قوية وخفية فى أن تكون رجلا ، ولكن هيهات أنت تكون كذلك ، تـنظر لكل الأخريات نظرة تعالى وتسخر من كل صديقاتها اللائى يحدثـنها عن إغراءات المعجبين بهن ، لكنها لم تـنزل إلى هذا المستوى مطلقا فيكفيها أن تـنظر إلى أى رجل ترغبه فتوقع فى قـلبه حبها ، ويسلم لها سلطته وإرادته فهى تدرك تمام الأدراك مقدار جمالها وجاذبيتها نعم أنها أنت جذابه ومرغوبه حتى ولو كنت فى ثياب العمل . لا تخاطر صديقى الرجل فى أن تبدى للمرأة العقرب كلمات الهوى والإعجاب فلسوف تـنظر إليك من شعر رأسك إلى أخمص قدميك بنظرات ثاقبه تعرف منها نواياك فإن كان حديثك يخلو من الجاذبيه فاعلم بأنك قد دخلت فى المجال الخطأ فحاذر على حياتك . سأبوح لك بسر من أسرار هذه المرأة هى إمرأة ساحره وجذابه وستوقع حبها فى قلبك وتصبح عبدا لها عندما تـتمكن من السيطرة عليك ، ولن يكون أمامك إلا الإستسلام لإرادتها ، أو الهروب من أمامها فيما تفكر الآن يا صديقى ؟ لا تخف فالأمر ليس كذلك بالضبط فالمرأة العقرب لن تعتز بك إذا كنت رجل ضعيف الشخصية وجبان وإنما ستختار دائما الرجال الأقوياء أصحاب الكياسة والذكاء وإذا وقع الأختيار عليك فاعلم بأنك فريد من نوعك بين الرجال .زوجتك المرأة العقرب تحب وبصدق وإخلاص وستـتـفانى فى حبك وتصنع المستحيل من أجلك ولكن حاذر من غضبها وإذا كرهتك لا قدر الله فرحمة الله عليك . تحفظ سرك جيدا فلن يعرفه أحدا ولو أراد أن يعرف فسيلقى ما لا يرضيه ، فالسر لديها يحفظ فى أعماقها ومن يستطيع أن يغوص فى أعماق العقرب لا شك أنه مفقود . لها بعض النزعات الفرديه فى إدارة منزلها لأنه مملكتها ، لكنها دائما تسمح لزوجها أن يكون سيد لمنزلها وليس لمنزلها فقط بل لقلبها أيضا ، فزوجها تاجا على رأسها تشحذ فى همته وتبث العزم فى روحه لتحقيق أهدافه وطموحاته . فهى تـتمنى أن يكون سيدا على العالم كله فما من شك فى أن أزواج النساء العقرب متفوقون إجتماعيا وفى مراكز مرموقة ، ويرجع ذلك للتضحيات والدعم والمساعدة من أزواجهم . الغيرة من معضلات حياتها فهى إمرأة غيورة لكنها لا تقبل من زوجها أن يغار عليها لأنها بمجرد أن تظهر فى أى محفل ستشد أنظار الموجودين إليها وسيلقون بنظرات الأعجاب ، وماذا تفعل هى فى سحر عينيها ولطافة حديثها ورشاقة خطوتها . أنها هبه من السماء تـتميز بها على كل نساء العالم فكلهم يملكن الأنوثه والجمال لكن زوجتك العقرب أفضل منهن فهى تملك السحر الأنـثوى الحقيقى أتمنى أن تكون قد وصلت إلى قرارك النهائى وتربط مصيرك بها . أما إذا لم تكن قد إنتهيت من قرارك بعد كل ما ذكرت لك فأنت حقا إنسان غريب . طفل العقرب هذا العقرب الصغير ولد لكى يكون بطل مغوار ينتصر فى كل معارك الحياة ، ستشعر منذ ولادته بالعزة والفخر ، طفل قوى وأصلب من كل الأطفال الأخرين .أستخدم معه منذ الصغر الحزم والأنضباطيه فى تربيته . وحرك فيه مشاعر الرأفة والحنان تجاه الحيوانات الضعيفه ، علمه الصبر والجلد وأحترام الكبار ولا تـنسى أن العقرب يحب تعاطى المخدرات فكن حذرا فى متابعته . لديك عجينه من الممكن تشكيلها فأما أن يصبح مخلوق يـبغى طريق الخير والنور وأما الضلاله والسقوط فوجه الدفه منذ الصغر وأستخدم القسوة والليونه وأمزج بينهما فهو لن يحترم إلا من يتـفوق عليه ومن هنا يحب أن يراك قويا وهادئا فى نفس الوقت لدى طفلكم العقرب أسراره التى لا يحب أن يطلع عليها أحد لكنه ثاقب النظر يحب أن يتعرف على كل صغيرة وكبيرة فى المنزل ويحب أن يتحمل المسئولية منذ الصغر . يقظ وحذر بشكل غير عادى ! مخلص لدرجة إنكار ذاته لكن من يحاول أن يغضبه سيرى حقنه من سمه ، ولن يشفى من الألم ، لا تـنسوا أن لطفلكم قدرة هائله من الطاقة ، عليكم توجيهها وإستـثمارها ، ولا تحاولى فرض ميدان أختصاص علمى معين فللعقرب الأستقلاليه الكامله فيما يخص شئونه المستقبليه وما عليك إلا أن تساعديه فى توضيح الجمل الأختياريه ، عندها ثق أنه سيختار المستقبل المشرق وستفخر به . مشاهير العقرب تيودور روزفلت ، بابلو بيكاسو ، شارل ديجول ، أنديرا غاندى مارى أنطوانيت ، الأمير تشارلز , بيل جيتس
<urn:uuid:090d1d15-aa3a-4180-a0e7-dbc05a41c024>
CC-MAIN-2015-27
http://www.falakyat.com/West_tower/scorpion.htm
2015-06-29T23:09:19Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375090887.26/warc/CC-MAIN-20150627031810-00283-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.920117
Arab
56
{"arb_Arab_score": 0.9201166033744812, "arz_Arab_score": 0.047156333923339844, "ars_Arab_score": 0.017702490091323853}
فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس | للخلف | بحث |بينات من الآيات| [ 16] عادة ما يستعجل الكفار عذاب الله ، و يتحدون الانبياء قائلين : إذا كانت دعوتكم صادقة فاسألوا ربكم أن يصب علينا العذاب . و السياق القرآني في هذه السورة يترك الاجابة على تحدي الكافرين ، و يوجهنا الى دراسة التاريخ ، لانه تعالى أجرى الحياة وفق سننحددها و اختارها بعلمه و حكمته ، و لن يغير الله سننه كلما تحداها الجاهلون فهو يدير شؤون الخليقة حسب الحكمة لا حسب ردود الفعل تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا ، بلى قد يغير الله سنة ما في ظروف خاصة لأن ربنا لا يعجزه شيء و أمره فوق السنن و القوانين ، و لكنهمع ذلك يتصرف بعلم و حكمة . [ و قالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ] و القط الحظ و النصيب فهؤلاء يسألون الله أن يوافيهم بما يستحقون من العذاب لكي يكتشفوا أنهم فعلا على الباطل . و لكن الله لا يستجيب لهذه الدعوة دائما و ذلك لامور . الاول : أنه عز وجل رحيم بعباده ، فلو قادهم الجهل يوما الى الكفر و التحدي لا يأخذهــم بالعــذاب ، و ذلك أن الانسان قد يجهل حينا ثم يكتشف خطأه و يعود الى ربه . الثاني : لان ذلك يخالف حكمة الحياة ، فالله خلقها للامتحان و ذلك يقتضي أن لا يكون العذاب مباشرة بعد الذنب ، و لو فعل الله ذلك لما عصاه أحد ، و لكن الطاعة التي يريدها الله هي التي تكون بدافع المعرفة به ، و الخوف من مستقبل المعصية ، و التطلع الى نتائجالطاعة . يقول تعالى : " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " (1) و قال : " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم الى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (2) و قال الامام الصادق (ع) : " لما رأى ابراهيم ملكوت السماوات و الارض ، التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، ثم رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله اليه يا إبراهيم إن دعوتك مستجابة فلا تدع على عبادي ، فإني لو شئت لم أخلقهم ، إني خلقت خلقيعلى ثلاثة أًصناف ، صنف يعبدني لا يشرك بي شيئا فأثيبه ، و صنف يعبد غيري فليس يفوتني ، و صنف يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني " (3)الثالث : لكي تتم الحجة على الناس ، فهم مع الفرصة التي يمنحها الرب لهم في الدنيا يسألونه الرجعة بعد الموت ليستأنفوا العمل قال الله تعالى : " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " (4)و قال بعض المفسرين : ان معنى قط النصيب و انهم ارادوا نصيبهم من الجنة(1) يونس / 99 . (2) النحل / 61 . (3) نور الثقلين / ج 1 / ص 732 . (4) المؤمنون / 99 - 100 . ( لا من العذاب ) استهزأء و سخرية و انهم كذبوا بذلك بثالث الأصول الدينية ( المعاد ) بعد أن كذبوا بأولها ( التوحيد ) عندما قالوا : " اجعل الآلهة إلها واحدا ) ، و كذبوا بالثاني ( النبوة ) عندما قالوا : " أأنزل عليه الذكر من بيننا " . و سواء هذا أو ذاك ، فان الله لم يستجب لأهوائهم ، بل ضرب مثلا من واقع داود الذي عجل الله له جزاءه في الدنيا ( و قطه ) دون أن ينقص من أجره في الآخرة شيء . [ 17] و هكذا ينبغي للرساليين أن لا يهتموا بكلام من هذا النوع ، و إن كان ذلك صعبا بالذات إذا كان يمس بمقدساتهم ، لهذا يوصي الله نبيه بالصبر . [ اصبر على ما يقولون ] ثم يوجهنا السياق الى مثل من التاريخ ، و بالتحديد من حياة داود (ع) يناقض غرور هؤلاء الكافرين بالسلطة و الذي جرهم لتحدي الله عز وجل . [ و اذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ] و حين يذكر النبي اخوته السابقين من الانبياء ، يستأنس بهم و بصبرهم في الضراء و السراء ، و بتعاليهم على مؤثرات الحياة الدنيا و حين يذكر النبي لنا صبر الأنبياء و ذكرهم و انهم الأوابون الى الله في كل حال حتى عندما تزدحم على أبوابهم زخارف الدنيا ، فانهيسن أمامنا سنة سالكة ، و طريقا معبدا علينا الاستقامة عليه ، و الصبر على كل أذى فيه . دعنا إذا نذكر داود ، فهو القوي ذو الأيدي ، و اليد : القوة ، و داود يملك أسباب القوة و عواملها فهو قوي من جهة فعبر عنه القرآن بذي الايدي ، و اليد كناية عن القوةو القدرة ، وهو من جهة أخرى مؤمن وعلامة ايمانه التوبة و من الصعب على البشر أن يجمع بين هاتين الصفتين ، لأن صاحب القوة عادة ما تستهويه زخارف الحياة و يركض وراءها ، حتى ولو خالفت الحق . و كما يحتاج المؤمن للقوة حتى ينفذ خططه في الحياة و يبلغ أهدافه و تطلعاته ، فانه يحتاج الى الايمان ، و ذلك لكي يعود تائبا الى ربه بدافع الايمان كلما جرته القوة الى ساحل الغرور و المعصية . [ 18 - 19] و تحدثنا الآيات عن جانب من القوة التي بلغها داود في حكمه ، فقد أخضع له الحياة بشقيها الجامد و المتحرك ، و هكذا تخضع الحياة الى كل من يتبع الحق ، لانه بالاضافة الى قوة الغيب التي تعينه حينذاك ، يهتدي به الى الاسباب و القوانين التي يمكنهتسخيرها ، فلقد سقطت الحجب بينه و بين حقائق الخليقة ، فاذا بها تستجيب له . ] إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الاشراق ] و كل شيء يسبح الله بصورة مستمرة ، و لكن لا نفقه تسبيحه كما يقول تعالى : " تسبح له السماوات السبع و الارض ومن فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا " (1) و قد جعل الله الجبال تسبح عندما يسبح داود (ع) ولعلنا نستوحي من الآية أنه أعطي الطاقات الموجودة فيها، كالاحجار الكريمة والوقود . [ و الطير محشورة كل له أواب ] يعني مجموعة له يستفيد منها كيفما يشاء . و ربما كان الانسان قديما يستغرب لو سمع بهذه الآيات ، أما وقد تقدمت البشرية في العلم ، فهي تعتمد الآن الجبال في(1) الاسراء / 44 كثير من الشؤون ، كما أن هناك محاولات - نجح الكثير منها - للاستفادة من الطيور في مجالات الحياة المختلفة ، و توجد الآن تجارب جادة للاستعانة بها في الشؤون الطبية و العسكرية ، و من قصة سليمان التي مرت في سورة سبأ يتبين أنه كان (ع) يبعثها للاستكشاف . [ 20] و بالاضافة الى هذه القوى المادية والامكانات التي تدخل كعنصر فعال في سيطرة داود و سلطانه ، كان الله يزيده قوة و تمكنا يوما بعد يوم ، و لو كان ظالما لما زاده مرور الأيام إلا ضعفا و وهنا . = [ و شددنا ملكه ] بمختلف أٍسباب القوة هذامن الناحية المادية . أما من الناحية التشريعية و الادارية فقد أعطي ما يقوي حكمه و سلطانه أيضا. قال تعالى : [ وءاتيناه الحكمة و فصل الخطاب ] و الحكمة تعني أن يحيط الأنسان علما بالخليقة و بنفسه و يعرف : كيف يتصرف فيها تصرفا سليما . أما فصل الخطاب فهو الكلام الذي يفهم الطرف الآخر الحقيقة بما يقطع دابر الشك ، و يزيل حجاب الجهل فداود (ع) إذا يصيب الحق بحكمه و يبينه أفضل البيان بخطابه ، و هذان الأمران من أهم ما يلزم المدير المسؤول سواء في موقع خطير كالولاية ، أو أقل من ذلك كالاسرة و المؤسسة و التنظيم . و النصوص الاسلامية تؤكد على ضرورة اختيار الاسلوب الأنسب كما تؤكد على المحتوى يقول تعالى : " ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة " (1) (1) النحل / 125 . قصة الخصمين مع داود (ع) : [ 21] و يعود بنا السياق ليضرب لنا مثلا من حياة داود (ع) تتجسد فيه أوبته الى الله عز وجل ، و ذلك في قصة حدثت له . فبينما كان قائما يصلي في محرابه اذ اقتحم الجدار عليه شخصان ، و لم ياتياه من الطريق الطبيعي و هو الباب . [ و هل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب ] و صيغة السؤال هنا تستثير في الانسان حب الاطلاع و تشد مسامعه للسائل حيث يستفهمه عن شيء لا يعرفه لا سيما و المسؤول عنها قصة طريفة هي التسلق على سور المحراب ، بهدف التقاضي عند صاحبه فهل سمعت أعجب نبأ منها ؟ [ 22] و تتصل فصول القصة ببعضها في اسلوب معجز من التعبير و العرض ، و تسلط الآيات الضوء على النقاط و المواقف الهامة منها ، و التي تنسجم مع اهداف و قوعها في هذا السياق القرآني ، حيث الحديث عن السلطة و عن الملك الأواب . بالطبع لما دخل هذان الخصمان على داود ، و بهذه الطريقة أخذته الخشية . [ إذ دخلوا على داود ففزع منهم ] لماذا فزع داود مع ان الخوف من الناس ليس مناسبا للأنبياء ؟ ربما أراد ربنا أن يذكر هذه النقطة في مقابل بيانه لسعة ملك داود ليقول للبشر مهما بلغتم من القدرة فأنتم بالتالي بشر و لن تصبحوا آلهة و البشر بطبيعته يخاف ، و يجهل و .. و .. فلماذا يغتر الانسان إذن ، و يعتز بما يملك ؟ فهذا داود الملك المسخر له الطيــور و الجبــال ، و النبي الكريم عند ربه يفزع حين يتسور عليه المحراب رجلان . إن داود (ع) أوجس خيفة في نفسه و لعله ظهرت على ملامحه علائم الخوف و الوجل . [ قالوا لا تخف ] و عرضوا عليه أمرهم قالوا : [ خصمان بغى بعضنا على بعض ] أي جار و اعتدى . [ فأحكم بيننا ] أرادا منه أن يقضي بينهما ، و لكنهما اشترطا أن يكون حكمه : [ بالحق ] و اضافوا شرطا آخر فقالوا : [ ولا تشطط و اهدنا إلى سواء الصراط ] فليس المهم أن يقضي الحاكم بالحق و حسب ، انما لابد أن يكون وصوله الى الحق بطريق سليم ، كأن يعتمد على الاصول الشرعية لاستنتاج الحكم ، حتى يهدي المتخاصمين للحق اولا ، و ليخرجوا من عنده راضين مقتنعين بالقضاء ثانيا . [ 23] و بعد أن اكملوا عرض جملة شروطهم ، بدأ صاحب النعجة الواحدة يعرض الموضوع على داود (ع) انتظارا للحكم و فقها . قال : [ إن هذا أخي له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة و احدة ]وربما كان يطمع أن يتمها مئة ، أو لانها أنثى فأراد أن تلد له . [ فقال أكفلنيها ] أضمها الى نعاجي و أتحمل مسؤوليتها ، و استمال قلبي بحديثه الذي اشتمل على المدح و الاطراء . [ و عزني في الخطاب ] أي غلبني بحججه و حيله فقبلت ذلك . [ 24] و بعد أن انهى المدعي كلامه بادر داود و أصدر الحكم ضد الطرف الثاني ، من دون الاستماع الى دفاعه و دون ان يطالب بالبينة . [ قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ] و مضى السياق يستوحي عبرة جانبية للقصة متمثلة في خطر الشراكة بين الأطراف ، و أن الضمان الوحيد لتجنب هذا الخطر هو الإيمان . [ و إن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ] و يستثني من قاعدة الظلم و الاعتداء التي هي ديدن أكثرية الشركاء : [ إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات و قليل ما هم ]و الذي يدفع اولئك للاعتداء هي أهواؤهم و شهواتهم ، المتمثلة في مجموعة من(1) و النعجة هي انثى الضأن و النواعج من النساء البيضاوات ، و قد اوردنا الشطر الثاني من التعريف لاتصاله بتفسير لهذه الآية يتبناه البعض من المفسرين . الصفات السلبية ، كالحسد و الطمع ، و حب الدنيا . و .. و .. أما المؤمنون فإنهم يتغلبون على كل ذلك بالايمان الذي يحصنهم ، و بالعمل الصالح الذي يثبت الإيمان و يعودهم على فعل الخير . و لكن القليل هم المؤمنون الذين يصرعون شهواتهم . معنى الفتنة : و بهذا الاستطراد أنهى داود (ع) القضية لصالح صاحب النعجة الواحدة ، أما بقية الآية فهو اضافة من عند الله عز وجل تتضمن نقدا لتصرفه عليه السلام و بيانا للخطأ الذي بدر منه و أخيرا موقفه من موعظة الله له . [ و ظن داود أنما فتناه ] ماذا كانت فتنة الله لداود التي انتبه اليها و تصورها فورا ، اذ انها جاءت في صورة نزاع بين اثنين كانا في الواقع ملكين اراد الله أن يعلم من خلال قضيتهما طريقة القضاء لداود ؟ في هذه الآية قولان : الاول : أن الذين تسوروا هم الملائكة و كان الهدف امتحان داود (ع) فهو لم يعرف بأنهم ملائكة ، ثم أنهم لم يريدوا من سؤلاتهم هذه أن يحكم لهم داود في النعاج بالمعنى الظاهر و المتعارف لانهم أساسا لا يملكون نعاجا ، و لم تحدث لهم قضية من هذا النوع ، أنما أرادوا صرفه الى قضية اجتماعية و لكنه لم يتوجه الى مقصدهم في البداية ، ثم أدرك ذلك فتاب الى ربه توبة نصوحا . و القضية الإجتماعية هي أنه كانت لديه ( 99) إمرأة بين حرة و أمة ، فعشقزوجة جميلة لرجل من بني اسرائيل يقال له ( أوريا ) فأراد أن يتزوجها لتتم له مائة زوجة ، فقدمه في أحد الحروب ليقتل و يتم له الأمر فقتل ، و تزوجها داود . فأرادت الملائكة أن تبين له خطأه هذا . في الرواية : " فكتب داود عليه السلام الى صاحبه الذي بعثه أن ضع التابوت بينك و بين عدوك ، و قدم أوريا بن حيان بين يدي التابوت فقدمه و قتل ، فلما قتل اوريا دخل عليه الملكان و قعدا و لم يكن تزوج أمرأة اوريا و كانت في عدتها ، و داود في محرابه يوم عبادته ، فدخل الملكان من سقف البيت و قعدا بين يديه ، ففزع داود منهما فقالا : " لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط " ولداود حينئذ تسعة و تسعون أمراة ما بين مهيرة الى جارية ، فقال أحدهما لداود : " ان هذا أخي له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة واحدة فقال اكفلنيهاوعزني في الخطاب " أي ظلمني و قهرني فقال داود كما حكى الله عز وجل : " لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه " الى قوله : " و خر راكعا و أناب " قال : فضحك المستعدى عليه من الملائكة و قال : حكم الرجل على نفسه ؛ فقال داود : أتضحك و قد عصيت ؟ لقد هممت أن أهشم فاك قال : فعرجا و قال الملك المستعدى عليه : لو علم داود انه أحق أن يهشم فاه منى ؛ ففهم داود الامر و ذكر الخطيئة فبقى أربعين يوما ساجدا يبكي ليله و نهاره ولا يقوم إلا وقت الصلاة حتى انخرق جبينه و سال الدم من عينيه " (1) و هكذا نجد الملوك يفتشون عن هذه الثقافة عند ادعياء الدين لينشروها ، و يبراوا أنفسهم من الظلامات التي يرتكبونها . و قد نقل الفخر الرازي في تفسيره الكبير انه حضر في بعض المجالس ، و حضر فيه بعض أكابر الملوك ، و كان يريد أن يتعصب لتقرير ذلك القول الفاسد و القصة الخبيثة لسبب اقتضى ذلك ، و يمضي الفخر الرازي في بيان فساد هذا الرأي و اسكات(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 449 . ذلك الملك . و هذا القول مردود عليه في اكثر الروايات نظرا لمتنه الذي يمس بكرامة الانبياء و تقواهم فعن الشيخ الصدوق رحمه الله ، باسناده الى أبي عبد الله (ع) ، أنه قال لعلقمة : " إن رضا الناس لا يملك و ألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا داود (ع) الى أنه تبع الطير حتى نظر الى امرأة ( أوريا ) فهواها ، و أنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها " (1)و قال الامام أمير المؤمنين (ع) : " لا أؤتى برجل يزعم أن داود تزوج إمرأة أوريا إلا جلدته حدين ، حدا للنبوة و حدا للاسلام " (2)و نجد هذا الرأي مكتوبا في التوراة الموجودة في ايدي الناس ، و هذا دليل على أنها محرفة ، وإلا كيف تنسب الى حاكم بل نبي من أنبياء الله هذه التهمة الرخيصة ، و هو يؤتمن على رسالة الله و عباده ؟ و الأشكل في الأمر أن هذا الرأي تسرب الى كثير من تفاسيرنا ، و حينما نقتبس افكارنا في تفسير القرآن من التوراة المحرفة ، و ننسب للانبياء هذا الظلم و الانحراف ، بل هذا الشذوذ ، عندها لا نرى ضيرا إذا حكمنا رجل كالمتوكل العباسي ، أو معاوية ابن أبي سفيانو ولده يزيد ، لأنه إذا كانت ثقافتنا مشوبة بهذه الافكار الباطلة ، فانها سوف تدعونا لإتباع السلاطين و الملوك الظلمة على أنهم خلفاء لله(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 446 . (2) نور الثقلين / ج 4 / ص 446 نقلا عن المجمع . و أمناء على الرسالة . الثاني : الفتنة التي تعرض لها داود ، هو مبادرته لاصدار الحكم من دون سؤال صاحب النعجة الواحدة عن البينة ، ولا الاستماع الى رأي المدعي عليه ، إذ لا يجوز للقاضي - من الناحية الشرعية و المنطقية - أن يصدر حكما في قضية ما قبل التحقيق فيها ، و النظر في سائر الحيثيات التي تتصل بها . يقــول الامام الرضا (ع) بعد أن ضرب يده على جبهته ، وهو يرد على الرأي الأول و يبين الرأي الثاني : " إنا لله و إنا اليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله عليهم السلام الى التهاون بصلاته ، حتى خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ثم بالقتل ؟ فقال : يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته ؟ فقال : و يحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ما خلق الله خلقا هو أعلم منه ، فبعث الله عز وجل اليه الملكين فسورا المحراب فقال : " خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط و اهدنا الى سواء الصراط ان هذاأخي له تسع و تسعون نعجة ولي نعجة و احدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب " فعجل داود عليه السلام على المدعي عليه ، فقال : " لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه " ولم يسئل المدعي البينة على ذلك و لم يقبل على المدعي عليه ، فيقول له : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ماذهبتم اليه الا تسمع الله عز وجل يقول : " يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق الى آخر الآية " فقال ( أي الراوي ) : يابن رسول الله فما قصته مع أوريا ؟ قال الرضا (ع) : إن المرأة في أيام داود (ع)كانت اذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا ، فأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بأمرأة قتل بعلها داود (ع) ، فتزوج بأمرأة أوريا لما قتل و انقضت عدتها فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا " (1)(1) المصدر / ص 446 . [ فاستغفر ربه و خر راكعا و أناب ] إنه لم يترك فرصة لوساوس الشيطان و تسويفاته ، إنما بادر مباشرة ، إلى الإستغفار و التوبة ، و أي باب للتوبة أوسع من الصلاة و الدعاء . ألم يقل الله تبارك و تعالى : " قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم " (1) و قال في الصلاة : " و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين " (2)[ 25] و حينما و فر (ع) شروط التوبة في نفسه ، من صدق الندم ، و إصلاح ما فسد ، و الضراعة إلى الرب بقلب منكسر ، استجاب الله له . [ فغفرنا له ذلك ] التوبة تزيل خطأ الإنسان ، و تمحو آثاره الرجعية ، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع ، بل و تقدمه خطوات إلى التوبة تزيد الإنسان حصانة ، و تقيه خطر الهلاك بالذنوب و الأخطاء . و ليس أضر على الإنسان من ذنب يعتز به ، و خطأ يصر عليه مستكبرا . و أهم معطيات التوبة أنها ترفع الإنسان درجات عند ربه ، و تورثه المنازل الرفيعة في الجنة . [ و إن له عندنا لزلفى و حسن مآب ] و هذا خلاف لتصورات الانسان السلبية من أن التوبة تسبب له الذلة ، و أن العزة بالاثم هي الافضل ، لانها في نظره السبيل للرفعة . (1) الفرقان / 77 . (2) البقرة / 45 . و القرآن انما يضرب لنا مثال الاعتراف بالخطأ و التوبة منه ، من واقع النبي داود العالم الذي بلغ و ولده سليمان ذروة السلطة ، لان التوبة تصعب على الانسان حينما يكون في موقع متقدم من المجتمع ، كما لو كان والدا بالنسبة لاسرته أو كان عالما أمام تابعيه ، وتصل الصعوبة ذروتها إذا كان حاكما و عالما في مستوى داود و لعل هذا من حكم تعرض الأنبياء للفتنة . و ان الله يكلهم الى أنفسهم ، و يرفع عنهم عصمته لحظات معدودة فيرتكبون الهفوات ، ثم يتوبون الى الله ليكونوا قدوات صالحة للبشرية في حقل التوبة - و هو أعظم حقل- كما هم قدوات في سائر الحقول . ولابد لنا و نحن نخوض الصراع أن نتذكر هؤلاء العظماء كما أمرنا الله حتى لا يتكبر أحدنا على النقد و الاستماع الى آراء الناس في تصرفاته و بالتالي لكي لا يتعالى أحدنا على المجتمع باسم انه يمثل طليعته المتقدمة . [ 26] أهم شروط الحاكم الذي يتصرف في دماء الناس و أموالهم ، تمحوره حول الحق ، و لكن كيف يعرف صدق الحاكم الذي يدعي انه يحكم بالحق ؟ إنما عندما يخالف هواءه و يتراجع عن قرار اتخذه اذا عرف انه كان خاطئا ، و يعترف أمام الناس بذلك و يتوب إلى الله ، و يصلحمنهجه . من هنا نجد السياق القرآني يذكرنا بان الرب استخلف عبده داود في الأرض بعد أن ابتلاه و عرف انه يخالف هواه و يتراجع عن الخطأ اذا عرفه . [ يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ] ان الأرض و ما فيها من بشر و احياء و تراب أمانة الله في عنقك ، و عنق كل حاكم ولا تصان هذه الامانة إلا بتحكيم الحق ، أما لو تحكم الباطل فسوف تفسد الأرض و من عليها من الأحياء و الناس قال تعالى يصف الذي يتبع الباطل في حكمه : " و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد " (1) . و لهذا عقب القرآن مبينا أهم و ظائف الحاكم و ما يتصل به من مؤسسات تشريعية و قضائية و تنفيذية قائلا : [ فاحكم بين الناس بالحق ] و لكي يلتزم الحاكم بالحق يجب أن يتجاوز أهواءه و شهواته ، حتى لا تنعكس علاقاته الاجتماعية ، و لا ضغوط الناس و اغراءاتهم على آرائه في الحكم . [ ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ] ومن أجل أن نعرف معنى من معاني هذه الآية الكريمة تكفينا نظرة واحدة لواقع المسلمين ، الذين صاروا ضحية لأهواء الحاكمين في الأمة ، أو ليس أبعدوا الاسلام عن الحكم لانه يتناقض مع أهوائهم ، و لانهم لا يجدون فيه مبررا لنزواتهم و تصرفاتهم المنحرفة ؟؟ و هذاهو الضلال . و من هذه الآية الكريمة استوحى الحديث الشريف ولاية الفقيه فقال الامام الصادق (ع) : " فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه "و يضيف الامام (ع) : " فأما من ركب من القبائح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة " الى أن يقول : " و هم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة على الحسين بن علي (ع) و أصحابه ، فأنهم يسلبونهم(1) البقرة / 205 . الارواح و الاموال " (1) ثم يهدد ربنا اولئك الذين يبتعدون عن الحق و السبيل المستقيم بسبب أهوائهم فيقول : [ إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ]و قـال يــوم الحساب و لم يقل القيامة ، لان الذي ينسى أنه محاسب أمام الله على كل حركاته و سكناته ، و على أهوائه بالخصوص ، يفقد اتزانه و ضوابطه في الحياة فيخالف الحق و يتبع الهوى من دون حساب . أخطاء الأنبياء : و كلمة أخيرة : لماذا نجد في القرآن تشهيرا بالأنبياء و أخطائهم كقوله تعالى عن آدم (ع) " و عصى آدم فغوى " (2) أو عن النبي يونس (ع) : " سبحانك إني كنت من الظالمين " (3) و عن داود " " فاستغفر ربه و خر راكعا و اناب " ( 4) و عن النبي الأكرم (ص) : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " (5)الجواب : هناك حكم كثيرة ، من أبرزها معرفة الناس أن الانبياء ليسوا بآلهة فلا يرفعونهم الى مقام الرب . هكذا جاء في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله في(1) بح / ج 2 / ص 88 . (2) طه / 121 . (3) الانبياء / 87 . (4) ص / 34 . (5) الفتح / 2 . حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه : " و أما هفوات الانبياء عليهم السلام و ما بينه الله في كتابه ، فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عز وجل الباهرة و قدرته القاهرة و عزته الظاهرة ، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم و أن بعضهم من يتخذ بعضهم الها كالذيكان من النصارى في ابن مريم ، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل ، ألم تسمع الى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه و في أمه : " كانا يأكلان الطعام " يعني أن من أكل الطعام كان له ثقل ، و كل من كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم " . فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس | للخلف
<urn:uuid:61653af3-d541-4c04-bda0-dcd85b6cc1a9>
CC-MAIN-2015-27
http://www.almodarresi.com/hedayat/8/a20izbc0.htm
2015-07-06T11:19:23Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375098196.31/warc/CC-MAIN-20150627031818-00103-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.950529
Arab
38
{"arb_Arab_score": 0.950528621673584, "arz_Arab_score": 0.03021070547401905}
أفذاذ القبائل وخديعة السلطة قبل أن أحرك القلم ليصحوا من موضعه ليفرش ما يملأ صدري أمام مرمى بصرك ، عاهدت نفسي أن لا أرى غير شموخ الوطن ولا أسمع إلا صوت نشيده ، وأريد منك أنت كذلك أن تعاهدني وإن لا يعد مقالي هذا مدعاة للعنصرية والقبليه . ما تشهده الكويت من أمواج عنيفه لا تهدأ ولا ترتاح أبداً تعصف بشده وراء انهيار القانون وتفتيت الدستور و خداع الأمة ، تلك الأمواج لم تكن بريئة لا ذنب لها وأن من دفعها الرياح ولم يكن مصدرها البحار بل هي خديعة السلطة ! وكلما تفقدت من أمامي وخلفي لمواجهة فحولة الأمواج وصد تلك الأخطار ما وجدت غير القبائل ترمي بفلذات أكبادها تقدم أفذاذها وألمع عقولها وأشجع فرسانها لا مبرر وراء ذلك غير انقاذ الكويت التي تعذب من لطمات وضربات الأمواج ! لم تجدي نفعا تلك الصنيعة ولم تؤتي أوكلها بل أرتطمت بفرسان الصحراء التي تبخرت وجفت من حرارة وقوة سواعدها ، فإذ هم يكيدون لإزاحتهم وتحقيرهم والإطاحة بكرامتهم لتبلغ تلك الأمواج أقصى درجات تدميرها وتغرق كل حُرٍ لا يرضى إلا يكون حراً في وطنه وحتى لا يبقى سوى سفن ملكهم وقوارب مريديهم ويرموا بعد ذلك فتات صيدهم لعبيدهم . هذا هو الواقع وجوهر الحال ، أفذاذ القبائل في مواجهة خديعة السلطة ، رجال لا يرضوا بأن يسوء حال الكويت وتذرف دمعها وينزف جرحها دون أن يهرعوا لنجدتها ، وأنا كلي ثقة بأن من يقرأ هذا المقال لا يقبل إلا يكون في أول المصاف ومقدمة الركب فارساً ليس غريقاً وأن لا يتلقف الفتات وأن يقف سداً منيعاً ليحمي الكويت من تلك الأمواج . د. سعد بوسمري Tweeted on via TwitPlus
<urn:uuid:b74c805a-3929-47d0-b941-e7e95a329ba1>
CC-MAIN-2015-27
https://twitpl.us/dJNj
2015-07-01T11:58:17Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094924.48/warc/CC-MAIN-20150627031814-00013-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.980772
Arab
21
{"arb_Arab_score": 0.9807721972465515, "ars_Arab_score": 0.011036740615963936}
فقر الدم المنجلي فقر الدم المنجلي هو أحد أنواع فقر الدم الانحلالي الذي يصيب كريات الدم الحمراء. من أشهر أمراض الدم الوراثية الانحلالية التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء و هي اكثرها شيوعاً على مستوى العالم بشكل عام و في دول حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا والهند بشكل خاص. وهناك عدة أسماء لهذا المرض ، فإضافة إلى فقر الدم المنجلي فانه يطلق عليه أيضا اسم الانيميا المنجلية أو مرض المنجلية. أصل التسمية[عدل] و كلمة المنجلية مأخوذه من المنجل (الذي يحصد به النبات وفي بعض المناطق يطلق عليه المحش) و ذلك لان كريات الدم الحمراء تحت المجهر تأخذ شكل مقوس كالمنجل أو الهلال. وكلمة انيميا تعني فقر دم. انتشار المرض[عدل] ينتشر المرض في عدة دول أفريقية وآسيوية. وهو تقريبا موجود في جميع الدول العربية. أما في بعض مناطق من الخليج العربي (كمنطقة الأحساء والقطيف وجازان في السعودية) فيحمل كل 4 افراد من بين 20 فرد هذا المرض، أي نسبه حاملي صفة المرض حوالي 20 % ،وكما يصل عدد المصابين في مملكة البحرين لحوالي 18 ألفاً هم المصابون وأن 65 ألفاً حاملين للمرض، وهذه النسبة المعتمدة لدى وزارة الصحة http://www.alwasatnews.com/multimedia/HMR/313306.html و هي نسب لا يمكن تجاهلها حيث أنه في كل مرة تحمل فيه امرأة حاملة للمرض ومتزوجة من رجل أيضا حامل للمرض فإن احتمال إصابة الجنين تصل إلى 25% وان أكثر من 60% من أطفال هذه الأسرة السليمين أيضاً حاملين للمرض. ينتشر المرض في عدة مناطق من العالم ولكنها تكثر في المناطق التالية: - أفريقيا بشكل عام. - منطقة الخليج العربي وفي اليمن وجنوب غرب السعودية ومملكة البحرين. - منطقة الشرق الأوسط وتشمل إيران العراق سوريا الأردن وفلسطين. - شبه القارة الهندية. - جنوب شرق آسيا. - المنطقة الكاريبية في أمريكا الوسطى أعراض المرض[عدل] وتكمن مشكلة المرض في إنتاج نخاع العظم لكريات دم حمراء - التي تنقل ثنائي الأكسجين O2 إلى مختلف أنحاء الجسم – غير طبيعية. نتيجة لخلل في تكوين الهيموجلوبين(خضاب الدم)وفي كميته أيضا.وهذه الخلايا غير الطبيعية تأخذ شكل المنجل وهي قابلة إلى التكسر وتتحلل بعد فترة قصيرة من إنتاجها وقد تعيق مرور الدم خلال الشعيرات الدموية، وقد تسد الأوعية الدموية فتسبب آلاما مبرحه في اجزاء مختلفة من الجسم خاصة في العظام منها عظام الاطرف والظهر.و قد تسد كريات الدم الحمراء المنجلية اي وعاء دموي في الرئتين أو في البطن أو حتى في المخ وقد تسبب مضاعفات خطيرة إضافة إلى الألام المبرحه التي يعاني منها الشخص المصاب. وأيضا الاضرار النفسية والاجتماعية للمريض وعدم القدرة على التحصيل العلمى والمعرفى بسبب تكرار دخوله للمستشفي بشكل شبة دائم. ويعتبر فقر الدم المنجلى من الأمراض الوراثية المزمنة. لما يسببة من آلام مبرحة وجدا قاسية. وعند حدوث نوبات الالم الشديدة لابد من استخدام العقاقير الطبية والمسكنات القوية. سبب المرض[عدل] سبب حدوث هذا المرض هو حدوث خلل وراثي أثناء اصطناع الهيموغلوبين (خضاب الدم) في الجسم. يتألف الهيموغلوبين بروتين كرية الدم الحمراء من زوجين من سلاسل البولي ببتايد تتألف من 141 حمض أميني على سلسلة و146 على الأخرى، مما يشكل بالإجمال 574 وحدة حمض أميني في السلاسل الأربعة والتي لكل منها موقع محدد. يحدث المرض عند اصطناع الهيموغلوبين والذي يحصل على mRNA حيث يحل GUG مكان GAG بالتالي يحل الفالين محل حمض الغلوتاميك في مكانه الخاص، بالتالي فإن الروابط الهيدروجينية التي تشكل البنى الأعلى من الهيموغلوبين تعطي شكل غير طبيعي للبروتين المتشكل. hba هموغلوبين طبيعي hbs هموغلوبين غير طبيعي إلى ما تعود A و B? ويعتبر جهاز (VARIANT) من صناعة شركة بيوراد من أهم الأجهزة المرجعية في العالم لفحص هذا المرض . مضاعفات المرض[عدل] - الدوار والدوخة عند القيام - الغشيان عند السقوط من مكان شبه عالي - متلازمة الصدر الحادة - قصور القلب - قصور كلوي مزمن - ارتفاع ضغط الشريان الرئوي - تكوين حصوات مرارية - تضخم وقصور في الطحال - ضعف المناعه - تلف مع خشونة في مفصل الورك - جلطة الدماغ - تقرحات قدمية مزمنة - اعتلال شبكية العين - الموت علاج المرض[عدل] تختلف شدة المرض من شخص إلى اخر. غالبا ما ينقص المرض من عمر المريض الافتراضي إلا أن هناك أناس معمرين بهذا المرض. - على المريض تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة أكبر من الحديد مثل الأكباد بأنواعها ككبدة الإبل والبقر والغنم حتى كبدة الدجاج وكذلك الكلاوي والطحال والقلب، وتجد من الأطباء الحاذقين من يصف هذه الأشياء للحوامل لتقوية العظام عند الجنين وكذلك تناول الأسماك وصفار البيض. - تناول الخضروات والفواكه التي تحتوي على الحديد على وجه الخصوص مثل السبانخ والبقدونس وكذلك العدس والفاصوليا. - شرب الكثير من السوائل مثل شراب البنجر وأخص شرب فيتامين حمض الفوليك يوميا ولو تناولت المريض أو المريضة كبسولة حمض الفوليك 5ملجم لكان هذا نافع جداً أما بالنسبة لشرب الحليب فقد ساد الاعتقاد أنه مصدر للحديد وهذا غير صحيح، نعم فيه نسبة من الحديد ولكن لايعد مصدر أساسي ولكن فيه عنصر الكالسيوم الذي يساعد على امتصاص الحديد ومثله الأجبان والألبان. - يصرف دواء الهيدروكسي يوريا إذا كان المرض شديد. الشفاء من المرض لا يمكن الا بزراعة نخاع عظم جديد وهذا الخيار متاح لفئة قليلة من المرضى وخصوصا الأطفال.
<urn:uuid:a8171911-77b5-4ea5-ba67-d5983bb2bae8>
CC-MAIN-2015-27
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%82%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A
2015-07-03T17:38:09Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375096208.17/warc/CC-MAIN-20150627031816-00263-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.912855
Arab
32
{"arb_Arab_score": 0.9128553867340088, "ars_Arab_score": 0.0350143127143383, "ary_Arab_score": 0.029879655689001083, "arz_Arab_score": 0.011533442884683609}
فاز منتخب السويد لكرة القدم على نظيره الانكليزي 4-2 في المباراة الدولية الودية التي اقيمت الاربعاء في سولنا احدى ضواحي ستوكهولم. وسجل زلاتان ابراهيموفيتش (20 و77 و84 و90+2) اهداف السويد، وداني ويلبيك (35) وستيفن كولكر (38) هدفي انكلترا. وكان المنتخب السويدي بقيادة ابراهيموفيتش الطرف الافضل في نصف الساعة الاول فكان سباقا الى التسجيل عبر قائده الذي تابع بحرفنة على دفعتين كرة عرضية من مارتن اولسون ارتطمت في المرة الاولى باحد المدافعينت ثم اكملها يسارية بعيدة عن الحارس الانكليزي جو هارت (20). واهدر الانكليز فرصة ادراك التعادل بعدما اهدى غلين جونسون كرة عرضية الى طوم كليفرلي تابعها بجانب القائم الايمن، سبقتها فرصة ضائعة من جانب زميلهما غاري كاهيل الذي وضع الكرة بين يدي الحارس اندرياس ايزاكسون. وفوت الكسندر كاسانيكليتش فرصة تعزيز تقدم اصحاب الارض حين سدد من مسافة قريبة في جسم كاهيل لتعود الكرة الى ماتيا رانيجي الذي اطاح بها بعيدا عن القائم الايسر لمرمى جو هارت (31). والتقط رجال روي هودجسون انفاسهم بعد عرضية خطيرة من الجهة اليسرى ارسلها اشلي يونغ الى ويلبيك الذي دفعها وهي طائرة بيمناه على يسار ايزاكسيون مدرؤكا التعادل (35). وترجم المنتخب الانكليزي تفوقه الميداني الى هدف التقدم الثاني بعد ركلة حرة من قدم القائد ستيفن جيرارد الذي خاض مباراته الدولية رقم 100، الى باب المرمى تابعها من بين مدافعين اثنين ايضا كولكر بقدمه اليسرى مفتتحا رصيده الدولي في اول مباراة مع منتخب بلاده (38). وفي الشوط الثاني، تحولت السيطرة شبه الكاملة الى الضيوف الذين فوتوا عدة فرص ابرزها لجيرارد اكثر من مرة وويلبيك. وبعد دقائق قليلة من خروج صانع الالعاب الانكليزي جيرارد مستبدلا بطوم هادلستون، اهتزت الصفوف والشباك الانكليزية 3 مرات مرتين بواسطة النجم ابراهيموفيتش الذي سجل سوبر هاتريك واختير افضل لاعب في اللقاء. وتلقى نجم بالريس سان جرمان الفرنسي تمريرة خلف الدفاع من مارتن اولسون فامتص الكرة على صدره داخل المنطقة وسددها سهلة في الشباك (77)، ثم اكمل الهاتريك من ركلة حرة نفذها صاروخية مسحت القائم الايسر ودخلت الشباك (84). وسجل ابراهيموفيتش هدفا تاريخيا بعد ان خرج هارت من المستطيل المخصص له وابعد برأسه كرة تابعها ابراهيموفيتش من خارج المنطقة مقصية خلفية دون ان يرى المرمى بطكريقة الكونغ فو فتهادت في الشباك في الوقت بدل الضائع (90+2).
<urn:uuid:f8c821a8-9366-4026-80ed-a4cbadc42707>
CC-MAIN-2015-27
https://maktoob.sports.yahoo.com/news/%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AA%D8%B4-%D9%8A%D9%87%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-4-2-065825195.html
2015-07-05T17:29:18Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375097546.28/warc/CC-MAIN-20150627031817-00203-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.811188
Arab
25
{"arb_Arab_score": 0.8111876845359802, "ary_Arab_score": 0.08815150707960129, "arz_Arab_score": 0.042684588581323624, "ars_Arab_score": 0.03789476677775383}
مفهوم و أهمية التجارة الخارجية. أ. مفهوم التجارة الخارجية لقد أدى التطور التاريخي إلى نشأة الدولة القومية بحدودها السياسية، ولذا يعد مبدأ اختيار الحدود السياسية للدولة على درجة كبيرة من الأهمية لفهم طبيعة التجارة الدولية. فالتجارة بين ولايات الهند قبل عام 1945 ونشأة دولة الباكستان كانت تجارة دولية بحتة، ثم تحولت وأصبحت تجارة دولية بعد إنشاء دولة الباكستان. وقد حدث العكس وتحولت التجارة الدولية إلى تجارة داخلية مثلما حدث عندما تحققت الوحدة السياسية الأوروبية قبل سنوات قليلة، وعندها تحولت التجارة الدولية التي كانت تقوم بين دول الاتحاد الأوروبي إلى تجارة داخلية. ب. أهمية التجارة الخارجية " تعد التجارة الخارجية من القطاعات الحيوية في أي مجتمع (الاقتصاد) من المجتمعات سواء أكان ذلك المجتمع متقدما أو ناميا. فالتجارة الخارجية تربط الدول و المجتمعات مع بعضها البعض إضافة إلى أنها تساعد في توسيع القدرة التسويقية عن طريق فتح أسواق جديدة أمام منتجات الدولة، و تساعد كذلك في زيادة رفاهية البلاد عن طريق توسيع قاعدة الاختيارات فيما يخص مجالات الاستهلاك و الاستثمار وتخفيض الموارد الإنتاجية بشكل عام. و بالإضافة إلى ذلك تأتي أهمية التجارة الخارجية من خلال اعتبارها مؤشرا جوهريا على قدرة الدول الإنتاجية و التنافسية في السوق الدولي وذلك لارتباط هذا المؤشر بالإمكانيات الإنتاجية المتاحة، وقدرة الدولة على التصدير مستويات الدخول فيها، وقدرتها كذلك على الاستيراد و انعكاس ذلك كله على رصيد الدولة من العملات الأجنبية وماله من أثار على الميزان التجاري. كما أن هناك علاقة وثيقة بين التجارة الخارجية و التنمية الاقتصادية فالتنمية الاقتصادية و ما ينتج عنها من ارتفاع مستوى الدخل القومي يؤثر في حجم ونمط التجارة الدولية . كما أن التغييرات التي تحدث في ظروف التجارة الدولية تؤثر بصورة مباشرة في تركيب الدخل القومي و في مستواه، و الاتجاه الطبيعي هو أن يرتفع مستوى الدخل القومي وتزدهر التجارة الخارجية في نفس الوقت. فالتنمية الاقتصادية تستهدف ضمن ما تستهدف زيادة إنتاج السلع، و إذا تحقق هذا الهدف عندئذ تزيد قدرة الدولة على التصدير إلى الخارج و التاريخ الاقتصادي لبريطانيا و ألمانيا و اليابان مثلا يشير بوضوح إلى أن نمو وزيادة الدخل القومي بها صاحبه زيادة في حجم التجارة لهذه الدول. أما اثر التجارة الدولية على اقتصاديات الدول النامية فيتضح أكثر من أي وقت مضى، وذلك أن الدول النامية تحكمها أوضاع التخلف الاقتصادي لأسباب تاريخية. ولذلك يكون متوسط دخل الفرد في الدول النامية منخفضا فيقل بالتالي مستوى الصحة العامة و التعليم ، وتنخفض الإنتاجية و تقل الاستثمارات، فيؤدي ذلك إلى هبوط مستوى الدخل، وهكذا تدور دائرة الفقر من جديد. وإذا لم تنكسر هذه الدائرة في نقطة ما من محيطها، فلن يتغير وضع التخلف، ولن تحدث تنمية حقيقية. ويمكن للتجارة الدولية أن تلعب دورا للخروج من دائرة الفقر، وخاصة عند تشجيع الصادرات، فينتج عن ذلك الحصول على مكاسب في صورة رأس مال أجنبي جديد يلعب دورا في زيادة الاستثمارات الجديدة في بناء المصانع و إنشاء البنية الأساسية، ويؤدي ذلك في النهاية إلى زيادة التكوين الرأسمالي والنهوض بالتنمية الاقتصادية. المطلب الثاني: التجارة الخارجية في الفكر الاقتصادي تبحث نظريات التجارة الدولية في أسس التبادل التجاري الذي يعود بالفائدة على طرفي المبادلة من اجل هذا تتعرض النظريات لشروط تقسيم العمل الدولي وتتخصص الدول في مختلف وجوه النشاط الاقتصادي كذلك تتعرض النظريات لكيفية توزيع الفوائد الناجمة عن تقسيم العمل الدولي بين الدول المشتركة في ذلك التقسيم ،وأخيرا تتعرض النظريات لأسباب تخصص الدول المشتركة في تقسيم العمل الدولي في إنتاج سلعة معينة. أ. النظريات الكلاسيكية نظرية التكاليف المطلقة (ادم سميث)ADAM SMITH اهتم الاقتصاديون الكلاسيك بالتجارة الخارجية وقرروا أن أسباب قيامها و النتائج التي تترتب عليها تختلف اختلافا كبيرا عما يحدث في التجارة الداخلية، وقرروا أن تكاليف إنتاج السلع تحددها قيمة العمل المبذول في إنتاجها فإذا زادت قيمة السلع عن قيمة العمل المبذول في إنتاجها تحولت عوامل الإنتاج إلى إنتاج تلك السلع وتركت السلع التي تقل قيمتها عن قيمة العمل المبذولة فيها، وهذا مبني على قابلية عوامل الإنتاج للتحرك من صناعة إلى أخرى إلى أن تتساوى عوائد عوامل الإنتاج في الصناعات كلها و بهذا يصل الاقتصاد القومي إلى وضع التوازن العام، لكن أن جاز هذا في البلد الواحد فلا يجوز بين البلدان التي تفصلها الحدود. وأساس دعوى ادم سميث للتخصص و التقسيم الدولي للعمل هو الإنتاج من سلعة معينة في دولة ما إذا تتمتع بميزة مطلقة نفقة مطلقة اقل، فان هذا كاف لقيام التجارة الخارجية بين تلك الدولة و الدول الأخرى التي تتمتع بميزات مطلقة أخرى أو نفقات مطلقة اقل في إنتاج سلع أخرى فيحدث التبادل بينهما. لم يتضح رأي ادم سميث فافترض مثال في دولتين هما انجلترا و البرتغال و إنهما ينتجان سلعتين هما القماش و القمح، وان ثمن هاتين السلعتين قبل قيام التجارة بينهما كان كالتالي: الدولــة القمح القماش انجلترا 04 دولارات للوحدة 03 دولارات للوحدة ألبرتغال 02 دولارات للوحدة 06 دولارات للوحدة جدول رقم 1 نظرية التكاليف المطلقة ويبدو من هذا المثال إن ثمن القماش في انجلترا اقل منه في البرتغال الأمر الذي يؤدي إلى قيام منتجي القماش في انجلترا بتصديره إلى البرتغال وارتفاع ثمن القمح في انجلترا عنه في البرتغال يعمل منتجي القمح على تصديره وسوف تكون نتيجة ذلك اتساع سوق القماش أمام المنتجين الانجليز وسوق القمح أمام المنتجين البرتغاليين، وذلك بإضافة سوق البرتغال للأولى وسوق انجلترا للثانية، وهكذا يزداد مدى تقسيم العمل في صناعة القماش في انجلترا ، في صناعة القمح في البرتغال مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل في الدولتين و بالتالي إلى زيادة الناتج الكلي بهما و بهذا يمكن لكل دولة الحصول على حاجتها من السلعة من أكفأ المصادر الإنتاجية و أرخصها الشرط الأساسي لقيام التجارة الخارجية بين دولتين في رأي ادم سميث هو تلك الميزة المطلقة فيما يتصل بالمنتجات التي تصدرها الدولة ، وعلى هذا ينبغي توفير جميع الإمكانيات للمنتجين حتى يستطيعوا أن ينتجوا سلعا أكثر يتمتعون بها بميزة مطلقة ، والنتيجة هي زيادة التخصص وزيادة الإنتاجية و الثروة في الدول المعنية. تدعو النظرية "نظرية التكاليف المطلقة" إلى وجوب جعل التجارة حرة بين البلدان المختلفة وهدف السياسة الاقتصادية الواجب إتباعها على كل دولة ، لأنهما ستؤدي إلى زيادة الثروة لكل بلد ، فالعوائق المختلفة للتجارة الخارجية مثل الرسوم الجمركية أو الخطر الكامل للواردات تؤدي إلى تضييق حجم السوق الدولي وقد حاول ادم سميث أن يبين الضرر الناتج من تلك العوائق فقسم تلك العوائق إلى نوعين: - تقييد الواردات من السلع التي يمكن إنتاجها محليا - تقييد الواردات من البلاد التي يكون الميزان التجاري معها غير موافق و يفترض ادم سميث إن تقييد الدولة من الواردات من الدول الأجنبية غرضه الأساسي هو حماية الصناعات الناشئة نظرية التكاليف النسبية (دافيد ريكاردو)David RICARDO أورد ريكاردو نظريته في التجارة الدولية من خلال كتابه في " الاقتصاد السياسي و الضريبة" و لقد استعرض ريكاردو ما ذهب إليه ادم سميث في التجارة الخارجية وأوضح انه ستوجد فائدة لكل من الدولتين في التجارة الخارجية حتى ولو كان لإحدى الدولتين ميزة مطلقة على الأخرى في إنتاج سلعتين وذلك إذا ما كانت الميزة اكبر في إحدى السلعتين منها في سلعة وهكذا فان التخصص الدولي و قيام التجارة بين الدول لا يتوقف علة مقارنة الميزة المطلقة لمختلف الدول في إنتاج السلعة الواحدة و إنما هي مقارنة الميزة النسبية لمختلف الدول في إنتاج السلعتين. ريكاردو نظريته في التجارة الدولية على نفس التي بنى عليها نظريته في القيمة فقيمة أي سلعة في رأيه أنما تتوقف على ما بذل في إنتاجها من عمل على أساس أن هناك علاقة تربط قيمة سلعتهم وتكاليف إنتاجها، وهو في هذا يفترض انه لا يوجد إلا عنصر واحد من عناصر الإنتاج و هو العمل وان قيمة السلع تتناسب مع ما بذل فيها من عمل وحيث انه إذا كانت الوحدة من سلعة معينة يلزم لإنتاجها مستوى (60) يوم عمل وكانت الوحدة من سلعة أخرى تحتاج أكثر من ستين يوما لإنتاجها فان قيمة السلعة الثانية أعلى من قيمة السلعة الأولى. ويوافق ريكاردو ادم سميث على أن قاعدة النفقات المطلقة تعطي ميزة مطلقة فيما يختص بإنتاج سلعة معينة، ولكنه يعدد تلك القاعدة بالنسبة للتجارة الداخلية، أما التجارة فان قاعدة النفقات المطلقة لا تفسر كيفية قيام التجارة بين الدول المختلفة وهنا يبدأ تحليل ريكاردو في النفقات النسبية. ولنشرح قانون النفقات النسبية في المثال التالي: وحدة القمح وحدة المنسوجات انجلترا 120 يوم عمل 100 يوم عمل البرتغال 80 يوم عمل 90 يوم عمل جدول رقم 2 نظرية التكاليف النسبية ويوضح ادم سميت مدى الضرر البالغ الذي يصيب الاقتصاد القومي من جراء فرض ضريبة على الواردات، وذلك ببيان الطريقة التي يتم بها توزيع الموارد بين فروع الإنتاج المختلفة ، فتوزيع الموارد يتم بناء على دافع الربح المادي، فالعامل يذهب إلى الفرع الإنتاجي الذي يعطيه أعلى أجر، و الرأسمالي يستثمر أمواله في الإنتاج الذي يعود عليه بأقصى ربح، و هكذا فكل عامل من عوامل الإنتاج يتجه إلى الفرع الإنتاجي الذي يحقق له أقصى ربح، وهذا يعني انه في نقطة التوازن فان كل عامل من عوامل الإنتاج يكون قد حقق لنفسه أقصى عائد ممكن، وفي نفس الوقت فان هذا الوضع يحقق مصلحة المجتمع، فهناك انسجام مطلق بين ما يحقق المصلحة الخاصة للأفراد و ما يحقق المصلحة العامة للمجتمع، فكأنه توجد يد خفية تدفع الأفراد إلى تحقيق الصالح العام وهذا يعني حصول الدولة على أقصى ناتج يمكن الحصول عليه من موارد الثروة . بالنسبة للأثر الذي تتركه الضريبة الجمركية، هو في الواقع اثر انكماشي في كمية المستورد من السلع التي يفرض عليها الضريبة الجمركية، وبالتالي يزداد الطلب على المنتج محليا منها و يرتفع أسعارها، وبحيث لا تتعرض للمنافسة فتقل جودتها ، وسيؤدي زيادة الأرباح في إنتاج هذه السلع إلى أفراد عوامل الإنتاج الموظفة في فروع الإنتاج الأخرى إلى الاتجاه إلى إنتاج هذه السلعة، وبالتالي فان الأثر النهائي لفرض ضريبة جمركية على سلع معينة أو عدة سلع هو إعادة توزيع الموارد على فروع الإنتاج لصالح السلعة التي فرض عليها ضريبة جمركية و يصبح التوزيع الجديد لموارد مختلفا عن التوزيع الأمثل للموارد والذي يتم بناء على التفاعل الحر لعوامل الإنتاج . فرض ضريبة جمركية على سلعة معينة يتوقف على اثر فرض تلك الضريبة على الناتج الكلي في البلد المعني، وبين ادم سميث ذلك بان الصناعة التي تنتج سلعة بأعلى من تكلفة الإنتاج بالخارج يعني هذا انخفاض في الإنتاجية في تلك الصناعة، وأذن لو فرضت الضريبة جمركية لحمايتها فان هذا لا يبعث الحافز لدى المنتجين لتحقيق اقل تكلفة إنتاج، أو بعبارة أخرى الزيادة الإنتاجية، والنتيجة النهائية هي نقص الناتج الكلي القومي، بينما لو سمحت الدولة بالمنافسة الأجنبية للصناعات التي تنتج بتكلفة أعلى فان هذا سيحثها على زيادة إنتاجيتها و الإنتاج بتكلفة اقل وإلا فعلى المنتجين أن يتركوا الصناعة وإذن ستتجه عوامل الإنتاج إلى الصناعات التي تتمتع فيها بميزة مطلقة وستعود الحرية للتجارة بين الدول في شكل زيادة في الإنتاج الكلي وزيادة الرفاهية الاقتصادية . هذا البيان يبين نفقة إنتاج المنسوجات ووحدة القمح في كل من البرتغال وانجلترا، فوحدة المنسوجات تتكلف 100 يوم عمل في انجلترا بينما تتكلف 90 يوم عمل في البرتغال ووحدة القمح تتكلف 120 يوم عمل في انجلترا و80 يوم عمل في البرتغال، و من الواضح أن تكاليف إنتاج المنسوجات و القمح اقل في البرتغال عنها من انجلترا، ومن خلال هذا المثال قد نتبين أن التبادل التجاري لن يقوم بين انجلترا و البرتغال. وذلك لان البرتغال تتفوق تفوقا مطلقا في إنتاج السلعتين، غير أن ريكاردو يقول انه على الرغم من أن البرتغال تتفوق تفوقا مطلقا على انجلترا في إنتاج السلعتين إلا أن البرتغال تتفوق بدرجة اكبر في إنتاج القمح عن المنسوجات و بعبارة أخرى أن البرتغال تتفوق تفوقا نسبيا في إنتاج القمح عن إنتاج المنسوجات بالنسبة لانجلترا وهذا التفوق النسبي نتيجة لانخفاض تكاليف النسبية و هو الشرط الضروري و الكافي لقيام تجارة بين البرتغال وانجلترا. ويمكن إيضاح فكرة التكلفة النسبية من خلال مقارنة تكلفة إنتاج سلعة في احد البلدين بالنسبة إلى نفقة إنتاجها في البلد الأخر ، ثم نقارن هذه التكلفة النسبية ما بين السلعتين وبذلك تختص البرتغال في إنتاج السلعة التي تكون نفقة إنتاجها بالنسبة إلى نفقة انجلترا اقل منها في السلعة الأخرى، كذلك ستتخصص انجلترا في إنتاج السلعة التي تكون نفقة إنتاجها بالنسبة إلى نفقة إنتاجها بالبرتغال اقل منها في السلعة الأخرى، فنفقة إنتاج القمح في البرتغال بالنسبة لنفقة إنتاجها في انجلترا هي 120/80 يوم عمل أي 0,66 وهذا يعني أن نفقة إنتاج وحدة من القمح في البرتغال إنما تعادل نفقة إنتاج 0,66 من وحدة منه في انجلترا ، إما نفقة إنتاج المنسوجات في البرتغال بالنسبة إلى نفقة إنتاجها في انجلترا فهي 100/90 يوم عمل أي 0,9 بمعنى إن نفقة إنتاج وحدة واحدة من المنسوجات في البرتغال إنما تعادل نفقة إنتاج 0,9 من وحدة واحدة منها في انجلترا. وبذلك تكون نفقة القمح في البرتغال بالنسبة إلى نفقته في انجلترا هي الأقل ، أي اقل من نفقات المنسوجات في البرتغال بالنسبة إلى نفقتها في انجلترا، وهكذا يكون من مصلحة البرتغال أن تختص في إنتاج القمح لتمتعها في إنتاجه بنفقة نسبية اقل بالمقارنة بالمنسوجات، أما انجلترا فمن صالحها أن تختص في إنتاج المنسوجات لأنها تتمتع فيها بنفقة نسبية اقل بالمقارنة مع القمح. نظرية القيم الدولية (جون ستيوارت ميل)John Stuart MILL عجز ريكاردو عن السير في نظريته ليحدد معدلات التبادل الدولي ،ولذلك فان "جون ستيوارت ميل" حلل الكيفية التي تحدد بها المعدلات التي ستتبادل بها السلع وكذلك الكيفية التي تتوزع بها فوائد التقسيم الدولي للعمل بين الدول التي تتمتع بميزات نسبية في إنتاج سلع معينة و تتخصص فيها وتتبادلها بسلع أخرى لا تتمتع في إنتاجها بميزات نسبية وقد أورد جون ستيوارت ميل نظريته في القيم الدولية من خلال كتابه مبادئ الاقتصاد السياسي. ويشرح ميل نظريته بافتراض أن هناك دولتين انجلترا و ألمانيا وأنهما تنتجان المنسوجات و الكتان و إن إنتاج 10 وحدات من المنسوجات يكلف انجلترا قدرا من العمل مثلما يكلفها إنتاج 15 وحدة من الكتان، و في ألمانيا فان إنتاج 10 وحدات من المنسوجات يكلف ألمانيا قدرا من العمل مثلما يكلفها إنتاج 20 وحدة من الكتان و هو ما يبينه الجدول التالي: الدولــة المنسوجات الكتـان انجلترا 10 وحدات 15 وحدة ألمانيا 10 وحدات 20 وحدة جدول رقم 3 إيضاح نظرية القيم الدولية و من خلال هذا الجدول نتبين أن المنسوجات في كل من انجلترا و ألمانيا تتكلف قدرا من العمل اكبر مما يكلفه إنتاج الكتان، ولكن ألمانيا تتمتع بميزة نسبية عن انجلترا في إنتاج الكتان في حين تتمتع انجلترا في إنتاج المنسوجات بالنسبة لألمانيا وذلك لان كمية العمل التي تنتج 10 وحدات من المنسوجات 15 وحدة من الكتان في انجلترا، بينما نفس كمية العمل التي تنتج وحدة من المنسوجات في ألمانيا 20 وحدة من الكتان و لذلك فمن المفيد بالنسبة للدولتين أن تتخصص انجلترا في إنتاج المنسوجات وتستورد الكتان من ألمانيا، وتختص ألمانيا في إنتاج الكتان و تستورد المنسوجات من انجلترا. ب. النظريات النيوكلاسيكية: نتيجة للنقد الذي تتعرض له النظريات الكلاسيكية في التجارة الخارجية وذلك لتبسيطها، وفروضها غير الواقعية، فهي أولا تفترض وجود دولتين في التعامل و سلعتين أيضا. ففي الواقع لا يعبر عن قيمة أي سلعة بسلعة أخرى ولكن بثمن نقدي و الإنتاج لا ينحصر في سلعتين و إنما في كثير من السلع، و النظرية أيضا تفترض سريان قانون النفقة الثابتة و لا تبحث بالتالي في زيادة الإنتاج، نتيجة لخضوعه لتزايد أو تناقص التكاليف، كما أن النظرية وان أشارت لعدم القدرة لعوامل الإنتاج في داخل الدولة الواحدة بين مختلف فروع الإنتاج. وقد قام مجموعة من الاقتصاديين من أمثال SENIO, LONFIELD, TAUSSIG, EDGWORTH بتوسيع نطاق النظرية و استبعاد فروضها المبسطة. إذا قامت التجارة بين بلدين فلابد من إن تقوم علاقة معينة بين مستوى الأجور فيها، هذه العلاقة تتحدد بالعلاقة بين مستوى إنتاجية العمل في البلدين. نظرية وفرة عوامل الإنتاج (هيشكراولين)HECKSHER OH LIN تفسر النظرية الكلاسيكية السبب في قيام التجارة الخارجية بين الدول وهو اختلاف النفقات النسبية في إنتاج السلع، ولكنها لم تفسر لماذا تختلف النفقات النسبية من دولة إلى أخرى؟ ونظرا لان النظرية الكلاسيكية تقوم على أساس اعتبار العمل أساس لنفقة السلعة، وان التبادل الدولي يتم على أساس المقايضة. فقد قام "هيشكر" بتحليل هذه الفروض التي تقوم عليها النظرية الكلاسيكية. وقد رفض أولين الفروض التي قامت عليها النظرية و هي اعتبار العمل أساسا لقيمة السلعة وانه يجب تطبيق الأسعار وأثمان عوامل الإنتاج على أساس نظرية القيمة،فالتفاوت في قيمة السلع لا يرجع إلى التفاوت فيما انفق على السلعة من عمل ولكن فيما انفق من عناصر الإنتاج على السلعة. بيَّن أولين أن التجارة الخارجية تقوم نتيجة لا للتفاوت النسبي بين تكاليف الإنتاج وإنما تقوم للتفاوت بين الدول في أسعار عوامل الإنتاج و بالتالي في أسعار السلع المنتجة. نظرية (ليونتياف)LEONTIEF قام هذا الاقتصادي بتطبيق اختبار للنظرية الحديثة للتجارة الخارجية على إصدارات وواردات الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت تتفق مع نظرية وفرة عوامل الإنتاج، على أساس إن الولايات المتحدة تتمتع بوفرة في رأس المال وندرة في عنصر العمل، واستخدم ليونتياف في هذا الاختبار أسلوب تحليل المستخدم المنتج وذلك لحساب رأس المال، وكذلك العمل اللازم للإنتاج في عدد من الصناعات الأمريكية، ووصل إلى النتيجة أن التجارة الدولية بين الولايات المتحدة و الدول الأخرى إنما تقوم على أساس تخصصها في الصناعات المستخدمة للعمل بكثافة اكبر من رأس المال. فطبقا لتلك النتيجة فان الولايات المتحدة لديها وفرة في العمل بالنسبة لرأس المال، لان العامل الأمريكي يحيط به تجربة وخبرة وتنظيم ،فان عنصر العمل هو المتوفر في الولايات المتحدة بالنسبة لعنصر رأس المال، وإذن فان على أمريكا إن تصدر سلعا ذات كثافة في عنصر العمل عالية بالنسبة لرأس المال وتستورد سلعا ذات كثافة رأسمالية عالية بالنسبة لعنصر العمل.
<urn:uuid:8818c667-4071-4eda-97d1-7aa2b9394c25>
CC-MAIN-2015-27
http://kadaking.yoo7.com/t26-topic
2015-07-07T22:06:15Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375102712.76/warc/CC-MAIN-20150627031822-00143-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.96796
Arab
34
{"arb_Arab_score": 0.9679601192474365, "ary_Arab_score": 0.02049386501312256}
مكانة الاقتصاد الجزائري في العالم : تنتمي الجزائر إلى مجموعة الدول النامية. - احد أهم البلدان المصدرة للطاقة - تخلص الجزائر من عبء المديونية وتصفية مشاكلها العالقة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونادي باريس ونادي لندن - التحرر الفعلي للاقتصاد من قيود المديونية والضغوط الخارجية - أصبحت قادرة على ضمان أكثر من ثلاث سنوات من الاستيراد لتغذية المواطن - تحولت الجزائر اليوم إلى أكبر ورشة عمل في حوض المتوسط وشمال إفريقيا بفضل برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي رصد له مبلغ يفوق 145 مليار دولار تم اكتشاف النفط في الجزائر سنة 1956، وتم العثور على أول حقل للبترول في الصحراء الجزائرية و هو "حقل عجيلة" في جنوب شرق الجزائر.كما تم في شهر جوان من العام نفسه اكتشاف "حقل حاسي" مسعود الشهير ، أكبر حقول البترول في صحراء الجزائر، أي في مرحلة الاستعمار الفرنسي.ونظرا لثراء الصحراء الجزائرية بهذه الموارد جعلها تكتسي أهمية كبيرة حيث تبلغ مساحتها 2.171.800كلم2 ، وتبقى للشمال 357.580كلم2 فقط. و حسب أحدث التقديرات لوكالة الطاقة الدولية ، يبلغ الاحتياطي النفطي الجزائري حوالي 11.4 مليار برميل ،بترتيب الخامس عشر احتياطي في العالم. لكن رغم أن الاحتياطات النفطية المؤكدة في الجزائر لا تضاهي احتياطات الشرق الأوسط ودول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية، إلا أن المكانة التي تكسبها الجزائر في السوق الطاقوية العالمية يمكن إرجاعها إلى عدة أسباب أهمها: 1. أنها واحد من أهم مصادر النفط "الآمنة" البديلة عن تلك غير "الآمنة" في الشرق الأوسط.ومن بين أهم المناطق لتنويع الواردات النفطية مستقبلا. 2. تمثل الجزائر عضوا نشيطا ومنضبطا داخل منظمة الأوبك.خاصة في ظل الأهمية التي ستكتسبها هاته المنظمة أكثر في المستقبل المنظور. 3. هي بحكم موقعها الجيواستراتيجي قريبة من منابع النفط الإفريقية المهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وسلامتها من سلامة هاته المصادر. 4. ضخامة الاحتياطيات الغاز في الجزائر، حيث تعد ثالث دولة مصدرة للغاز، الذي يرى فيه العديد من الخبراء أنه من أهم مصادر الطاقوية في المستقبل. 5. المكانة الدولية التي تحتلها الشركة البترولية الجزائرية "سوناطراك" في السوق الدولية. 6. ضخامة الاستثمارات في مجال المحروقات، وهذا ما يفسر اهتمام الشركات النفطية العالمية. 7. يكتسي قطاع المحروقات في الجزائر أهمية بالغة كونه مادة إستراتيجية يعتمد عليها الاقتصاد الوطني. ومن خلال هاته النقاط، سنتبع القدرات الطاقوية التي تمتلكها الجزائر، والتي أصبحت تجلب اهتمام كبرى الشركات النفطية العالمية، ليست الأمريكية فقط بل الروسية والصينية والأوروبية وغيرها، كسوق واعدة في المستقبل. تمثيل الجزائر في الخارج: لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل يجب على كل مواطن سائحا أو رجل أعمال...إن يتحلى بالسلوك الحضاري المتمثل في: - المظهر اللائق من نظافة وحسن هندام. - التمسك بقيم المجتمع وإبرازها بوجه مشرف. - احترام قوانين البلد المضيف. - الابتعاد عن كل تصرف يسيء إلى سمعة البلاد. - المعاملة الحسنة والأخلاق العالية وحسن التصرف مع مواطني البلد المضيف. أهمية التمثـــــيل في الخارج : - حماية مصالح البلاد في الخارج. - التعريف بالمنتوجات الوطنية. - القيام بشؤون الرعايا الجزائريين بالخارج. - تحسين صورة البلاد بالخارج. - كسب ثقة الشعوب الأجنبية
<urn:uuid:069700b6-2434-408d-83e2-9d2c03d8d53f>
CC-MAIN-2015-27
http://mezianebachir.3oloum.com/t544-topic
2015-07-07T21:53:38Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375102712.76/warc/CC-MAIN-20150627031822-00143-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.966391
Arab
33
{"arb_Arab_score": 0.9663906097412109, "ary_Arab_score": 0.015352148562669754, "arz_Arab_score": 0.010849525220692158}
المالكي (يمين) يحاول التصدي لضربة حذاء مفاجئة لبوش نعت صحفي عراقي الرئيس الأميركي جورج بوش الذي حل في زيارة مفاجئة ببغداد خلال مؤتمر صحفي بأنه "كلب" باللغة العربية وصوب حذاءه تجاهه دون أن يصيب هدفه. وذكرت مصادر متطابقة أن الحذاء أخطأ رأس بوش بنحو 4.5 أمتار وأصاب جدارا خلفه. وأضافت المصادر أن بوش ابتسم بامتعاض فيما بدا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كان يشاركه مؤتمرا صحفيا بجانبه متوترا بعد أن حاول صد الحذاء عن بوش. رجال أمن أميركيون وعراقيون يحاولون السيطرة على الصحفي العراق وسيطر مسؤولون أمنيون عراقيون وضباط أميركيون بزي مدني -حسب المصادر- على الصحفي واقتادوه خارج الغرفة وهو يقاوم ويصرخ. وقلل بوش في مؤتمره الصحفي المشترك مع المالكي من شأن الحادث قائلا "لم أشعر بأدنى تهديد" ممازحا "كل ما ذكره أنه (الحذاء) يحمل قياس 10". وأشارت أسوشيتد برس أن الصحفي يدعى المنتظر الزيدي ويشتغل مراسلا لقناة البغدادية العراقية ومقرها بالقاهرة. وذكرت رويترز أن صحفيين عراقيين آخرين اعتذرا نيابة عن زميلهم. وكان بوش الذي وصل الأحد إلى بغداد قد أجرى محادثات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني تناولت العلاقات الثنائية وآخر تطورات الوضع في العراق ووقع مع المالكي الاتفاقية الأمنية التي تنظم بقاء القوات الأميركية في العراق حتى العام 2001. وتعد هذه الزيارة الرابعة لبوش إلى العراق منذ إطاحة القوات الأميركية بنظام الرئيس السابق صدام حسين في أبريل/ نيسان 2003. شكرا لك اخي سيف على هذا الموضوع الذي يرفع رأس كل عربي فالمجرم بوش يستحق أكثر من الحذاء فهذا حاقد على العرب والمسلمين فقد دعا صراحة الى حرب صليبية عندما أعلن الحرب على أفغانستان والعراق العظيم برجاله أمثال هذا البطل
<urn:uuid:eab160a7-7076-4729-9cd0-db7ca22da254>
CC-MAIN-2015-27
http://www.lebnights.net/vb/t100444.html
2015-07-07T21:55:10Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375102712.76/warc/CC-MAIN-20150627031822-00143-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.986434
Arab
49
{"arb_Arab_score": 0.986434280872345}
ورلد تريبيون: 4 تفجيرات هزّت سوريا والنظام صامت نقل موقع “worldtribune.com” الأميركي عن مصادر في المعارضة السورية تقريراً مفاده أن "نظام الرئيس بشار الأسد تعرض في 17 من كانون الثاني الحالي إلى نكسةٍ أمنية تمثلت بأربع عمليات انتحارية نُفذت في مدينة حلب وأودت بحياة 7 أشخاص على الأقل". وأشار التقرير إلى أن "حزب الإصلاح السوري المعارض الذي يتخذ من واشنطن مقراً له قال إنه تم تفجير أربع سياراتٍ مفخخة في منطقة "أشرفية" ذات الغالبية الكردية"، موضحاً أن "نظام الأسد نجح في حجب المعلومات عن العالم الخارجي"، في حين لم تؤكد الحكومة السورية الهجمات. هذا وكان الحزب السوري المعارض قد أصدر بياناً في 19 كانون الثاني الحالي لفت فيه إلى أن "عدداً كبيراً من المواطنين أُصيب من جراء التفجيرات"، غير أن أي جهة لم تُعلن مسؤوليتها حتى الساعة عن تنفيذ ما اعتُبر، بحسب الموقع، "أسوأ اعتداء ضد نظام الأسد في غضون عامين على الأقل".
<urn:uuid:3b24e069-2c9c-41c8-a751-012c16d51ca3>
CC-MAIN-2015-27
http://www.albawaba.com/ar/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/%D9%88%D8%B1%D9%84%D8%AF-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-4-%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D8%B2%D9%91%D8%AA-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%AA
2015-06-30T08:25:01Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375091925.14/warc/CC-MAIN-20150627031811-00043-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.992092
Arab
13
{"arb_Arab_score": 0.992092490196228}
|التاريخ والحضارة القديمة والتراث التاريخ والحضارة القديمة والتراث| | ||أدوات الموضوع||انواع عرض الموضوع| |07-24-2010, 12:01 AM||#1 (permalink)| ADS ][تاريخ النقود العربية والاسلامية][ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ][تاريخ النقود العربية والاسلامية][ ===================== =================== العُملات والنقود الإسلامية النقود الإسلامية. أسهمت العقيدة الإسلامية بقسط كبير في تطور صناعة السكة في العالم الإسلامي بفضل اهتمام الشريعة الإسلامية بالنقود، لكونها تدخل في ميدان العبادات وتحدد المعاملات، لصلتها المباشرة والوثيقة بالزكاة والصَّداق والعقود والوقف والعقوبات والدِّية وغيرها. العُملات والنقود الإسلامية يُطلق عليها لفظ السكة الذي يعبِّر عن معان متعددة تدور كلها حول النقود التي تعاملت بها الشعوب العربية والإسلامية من دنانير ذهبية ودراهم فضية وفلوس نحاسية. يقصد بلفظ السِّكة أحيانًا تلك النقوش التي تزين بها هذه النقود على اختلاف أنواعها. وأحيانًا أخرى يعني قوالب السك التي يُختم بها على العملة المتداولة،كما يطلق أيضًا على الوظيفة التي تقوم على سك العملة تحت إشراف الدولة. ويقدم العلامة العربي ابن خلدون تعريفًا جامعًا للسكة فيقول: ¸السكة هي الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع حديد، يُنقش فيها صور وكلمات مقلوبة، ويضرب بها على الدينار والدرهم، فتخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة، إذ يُعتبر عيار النقد من ذلك الجنس في خلوصه بالسبك مرة بعد أخرى، وبعد تقدير أشخاص الدرهم والدينار بوزن معين يُصطلح عليه، فيكون التعامل بها عددًا. وإذا لم تُقدَّر أشخاصُها يكون التعامل بها وزنًا·. والسكة تعد مظهرًا من مظاهر سلطة الخليفة أو السلطان أو الحاكم، إلى جانب كونها وثائق رسمية لا يمكن الطعن فيها أو مصدرًا من مصادر التاريخ، تساعد على استنباط الحقائق التاريخية، سواء ما يتعلق منها بالأسماء أو العبارات الدينية المنقوشة عليها، إلى جانب كونها سجلاً للألقاب والنعوت التي تلقي الضوء على كثير من الأحداث السياسية التي تثبت أو تنفي تبعية الولاة أو السلاطين للخلافة أو للحكومات المركزية في التاريخ الإسلامي. ولذلك تعد النقود التي سُكت في صدر الإسلام في دمشق وبغداد والقاهرة مستندات رسمية تؤكد على الوحدة السياسية والاقتصادية للعالم العربي. وقد أسهمت العقيدة الإسلامية بقسط كبير في تطور صناعة السكة في العالم الإسلامي بفضل اهتمام الشريعة الإسلامية بالنقود، لكونها تدخل في ميدان العبادات وتحدد المعاملات، وذلك لصلاتها المباشرة والوثيقة بالزكاة والصداق والعقود والوقف والعقوبات والدية وغيرها. كما ارتبطت السكة ارتباطًا وثيقًا بالفنون الإسلامية، حيث تساعد نقوشها في التعرف على الكتابات الأثرية المنقوشة عليها ودراسة دلالاتها السياسية والتاريخية والعقائدية إلى جانب كونها مصدرًا مهمًا للتعرف على أسماء البلاد والأماكن التي ضُربت فيها، كذلك تفيد دراسة السكة في إلقاء الضوء على حالة العالم الإسلامي الاقتصادية عبر العصور التاريخية من خلال التعرف على قيمة العيار في السكة ومقدار وزنها. وقد عُرفت الأماكن التي تُسك فيها النقود العربية في حواضر العالم الإسلامي في العصور الوسطى باسم دار السكة أو دار الضَّرْب. وهي على هيئة منشأة صناعية تتبع السلطان أو الحاكم وتقوم بإصدار عملات نقدية ذهبية أو فضية أو نحاسية أو برونزية. وكانت دار السكة إبان الفتح الإسلامي يغلب عليها الطابع البيزنطي والفارسي، إلى أن قام الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان عام 74هـ/694م بتعريب السكة وإنشاء دور إسلامية جديدة لضرب العملة في عدد من حواضر العالم الإسلامي، منها الشام والعراق ومصر وبلاد فارس. ومنذ ذلك الوقت لم تعد النقود العربية تدور في فلك النقود البيزنطية أو الفارسية، أو ترتبط بأسعارها وأوزانها. وحملت كل من الشام ومصر مشعل الإصلاح النقدي الذي أضاءته العاصمة الأموية في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. وقد حدث تفاوت كبير بالزيادة أو النقص في النقود العربية المتداولة في مختلف العصور الإسلامية، مما استدعى حلاً لهذا التفاوت عند تطبيق القواعد الفقهية المتعلقة بالشؤون المالية. والوقوف على التطور التاريخي للنقود العربية. وأوزانها وعيارها وقيمتها يساعد على إيجاد هذه الحلول عند تعيين النصاب الشرعي بالنقود المتداولة. وتندرج دراسة النقود في العلوم الحديثة تحت اسم علم النُّمِّيَّات. وهو العلم الذي يبحث في النقود والأوزان والأختام والأنواط. النقود المتداولة في الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده : العملات و النقود الإسلامية لم يكن للعرب قبل الإسلام نقود خاصة بهم، فكانت المعاملات التجارية تتمُّ بالنقود المتداولة في شبه الجزيرة العربية. وقد أشار القرآن الكريم إلى الرحلات التجارية التي كان يقوم بها العرب حيث كانت لهم رحلتان تجاريتان رئيسيتان: رحلة صيفية إلى الشام يحصلون منها على الدنانير الرومية، ورحلة شتوية إلى اليمن يحصلون منها على الدراهم الحميرية.كما كانت ترد إلى شبه الجزيرة العربية الدراهم الفضية التي كانت تُضرب في الأقاليم الشرقية وخاصة في إيران والعراق. وهكذا كانت العمليات التجارية تجلب إلى بلاد العرب كمية النقود المتداولة بينهم سواء النقود الذهبية البيزنطية أو النقود الفضية الفارسية. ويذكر البلاذري في كتابه فتوح البلدان أن العرب كانوا يتبايعون بالدنانير على أنها تبر، ويطلقون عليها العين كما يطلقون على الدراهم الفضية كلمة الوَرِق. فلما جاء الإسلام أقر الرسول الكريم محمد ³ النقود على ما كانت عليه، وتعامل الرسول الكريم نفسه ³ بهذه النقود فزوج عَليَّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ابنته فاطمة الزهراء على 480 درهمًا، وكذلك فرض الرسول ³ زكاة الأموال بهذه النقود السائدة فجعل في كل خمس أوقيات من الفضة خمسة دراهم، كما جعل في كل عشرين دينارًا نصف دينار، وبعد وفاة الرسول ³ أقر الخليفة أبو بكر الصديق بسنة الرسول ³ في تبني النقود المتداولة بين المسلمين ولم يغير منها شيئًا. الدِّينار. لفظ مشتق من اللفظ اليوناني اللاتيني دينوريوس أوريس وتعني (الدينار الذهبي) وهو اسم وحدة من وحدات السك الذهبية، وقد عرف العرب هذه العملة الرومانية، وتعاملوا بها قبل الإسلام وبعده. وقد أدى الدينار البيزنطي دورًا كبيرًا في تاريخ العملة عامة والإسلامية خاصة، وكان شكله المتداول في الجزيرة العربية قبل تعريب السكة في عهد الخليفة الأموي عبدالملك ابن مروان، قطعة مستديرة من الذهب، تحمل على أحد وجهيها صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، ويحيط به ولداه هرقليوناس وقسطنطين، وقد قبض كل منهما على صليب طويل. أما ظهر الدينار فكان عليه رسم لصليب قائم على مدرجات أربعة تحيط به عبارات دعاء والإشارة إلى مكان الضرب بالحروف اليونانية واللاتينية. وقد ورد ذكر الدينار في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك﴾ آل عمران: 75 ولم يمس الإصلاح النقدي الذي قام به الخليفة عبدالملك بن مروان عيار الدينار، وإنما عمل على ضبط وزنه عن طريق صُنُجٍٍ زجاجية يستحيل أن تقبل زيادة أو نقصان، وأصبح الوزن الشرعي للدينار الإسلامي منذ تعريبه هو 4,25جم. وأقدم الدنانير العربية تلك التي ضربها الخليفة عبدالملك بن مروان ونقش صورته عليها في عام 74هـ. وقد ظلت مضاعفات الدينار وكسوره مستعملة في جميع البلاد الإسلامية منذ فجر الإسلام، كما شاع في مدينة صقلية في عصر الخلافة الفاطمية ضرب أرباع الدنانير. الدرهم. وحدة من وحدات السِّكة الفضية، وقد اشتُق اسمه من الدْراخمة اليونانية، وقد عرفه العرب عن طريق معاملاتهم التجارية مع الأقاليم الشرقية التي كانت تتبع قاعدة الفضة في نظامها النقدي، وعلى ذلك اتخذت من الدرهم الفضة نقدها الرئيسي. وقد كانت أشكال الدراهم الساسانية المتداولة في بلاد العرب قبل التعريب قطعة مستديرة من الفضة على أحد وجهيها نقش يمثل الجزء العلوي منه صورة كسرى الفرس، ويظهر وجهه في وضع جانبي وعلى رأسه التاج الساساني المجنَّح، وعلى الوجه الثاني للدرهم نقش لحارسين مدججين بالسلاح أو بدونه بينهما معبد النار، الذي يسهران على خدمته وحراسته. وتشير الكتابات البهلوية المنقوشة على الدراهم إلى اسم الملك إلى جانب عبارات دعائية له ولأسرته، وعلى الإطار الخارجي للدرهم توجد ثلاثة أو أربعة أَهلَّة وفي داخل كل هلال نجمة إشارة إلى كوكب الزهرة عند تقابله مع القمر، وهو رمز للرخاء عند الشرقيين. وقد أشار القرآن الكريم إلى الدراهم بوصفها وحدات نقدية، قال تعالى: ﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين﴾ يوسف: 20. وقد حافظ الإصلاح النقدي في العصر الأموي على عيار الدرهم، حيث كان يمثل7/10من وحدة الدينار، ومن ثم كان وزنه الشرعي 2,97جم، وقد خضع هذا الوزن لعدة تغيرات كبيرة عبر العصور التاريخية نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية التي كانت تؤثِّر بدرجة كبيرة في وزن العملة وقيمة العيار. الفلس. كلمة يونانية مشتقة من اللفظ اللاتيني Follis، وهو اسم وحدة من وحدات السكة النحاسية، وقد عرفه العرب عن طريق معاملاتهم التجارية مع البيزنطيين، ولم يكن للفلس وزن واحد، حيث كان يختلف وزنه من إقليم إلى آخر، وإن كانت النسبة الشرعية بين الفلوس والدراهم معروفة، وهي 1/48. والأصل في ضرب هذا النوع من النقود النحاسية أن تكون عملة العمليات التجارية بسيطة. ولم يمنع ذلك العرب من الاهتمام بها وبنقوشها وأوزانها ووضعوا من أجل وزنها صُنُجًا زجاجية خاصة مقدرة بالقراريط والخراريب (الخرُّوبة في اصطلاح الصَّاغة: حبة الخرُّوب يُوزن بها). وكان شكل الفلس قبل التعريب مستدير الشكل، نقش على أحد وجهيه صورة هرقل وعلى الوجه الآخر نقشت عبارات وإشارات نصرانية. |07-24-2010, 12:04 AM||#2 (permalink)| الطراز العربي للعملة الإسلامية : أشارت المصادر التاريخية إلى المحاولات الأولى المبكرة التي قام بها الخليفة عمر بن الخطاب في 18هـ لضرب الدراهم الإسلامية على غرار الدراهم الفارسية، بعد أن زاد فيها عبارة الحمد لله أو محمد رسـول الله أو لا إله إلا الله وحده، كما أشارت المصادر إلى ضرب الخليفة عثمان بن عفان في عام 42هـ للدراهم بعد أن زاد فيها عبارة التكبير الله أكبر. كذلك قام الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ )بضرب الدراهم ونقش عليها اسمه. ويحتفظ المتحف البريطاني بلندن بنماذج من دراهم معاوية. كذلك ينسب بعض المؤرخين إلى معاوية بن أبي سفيان ضربه لدنانير ذهبية نقش عليها صورته وهو متقلد سيفه، وإذا صح هذا، يكون معاوية هو أول من ضرب صورته في العملات والنقود الإسلامية. ويذكر المؤرخ المقريزي في كتابه شذرات العقود أن الدراهم الإسلامية المبكرة كانت غليظة قصيرة إلى أن جاء عبدالله بن الزبير في عام 61هـ وضرب الدراهم المستديرة، وقد نقش على أحد وجهيها عبارة محمد رسول الله، وعلى الوجه الآخر عبارة أمر الله بالوفاء. وقد ظل التعامل بالنقود الرومية والفارسية قائمًا، ولم تمنع تلك المحاولات السابقة من تداولها، إلى أن جاء الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان في عام 74هـ وضرب النقود الإسلامية الخالصة التي خلت تمامًا من النقوش والشارات والرموز الفارسية والرومية. وقد هدد الخليفة عبدالملك بالقتل كل من يتعامل بغير النقود الإسلامية، وبعث بالسكة أي (الحديدة المنقوشة) التي تُضرب عليها الدنانير والدراهم إلى أرجاء الدولة الإسلامية لتستخدم في عمل النقود، وقد نُقش على أحد وجهي الدينار أو الدرهم عبارة لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعلى الوجه الآخر سورة الإخلاص ﴿قل هو الله أحد ¦ الله الصمد; لم يلد ولم يولد ¦ ولم يكن له كفوًا أحد﴾ . وعلى الإطار الخارجي نقش الآية الكريمة ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله﴾ التوبة: 33، الفتح: 28، الصف: 9. وعلى إطار الوجه الآخر نقش تاريخ الضرب ونصه ¸بسم الله ضُرب هذا الدينار أو الدرهم في سنة....·. وعلى ذلك يعد الخليفة عبدالملك بن مروان هو أول من اتخذ عملة رسمية من الذهب والفضة لا يجوز التعامل بغيرها، ولذا لم يختلف المؤرخون العرب في نسبة الطراز العربي للسكة الإسلامية إلى الخليفة عبدالملك بقدر اختلافهم في الدافع الذي أدى به إلى عملية التعريب. وقد أشارت المصادر التاريخية إلى السبب الذي دفع الخليفة عبدالملك إلى تعريب النقود، وهو التحدي الذي حدث من إمبراطور الروم جستنيان الثاني للخليفة عبدالملك بن مروان حين أمر الأخير بحذف العبارات البيزنطية المكتوبة على أوراق البردي المصدَّرة من مصر إلى بيزنطة. وعلى إثر ذلك أشار عليه أهل الرأي أن يضرب نقودًا عربية خالصة عليها شهادة التوحيد والرسالة المحمدية. واستحسن الخليفة عبدالملك هذا الرأي وأمر بضرب النقود العربية، وصب صُنُجًا زجاجية لا تستحيل إلى زيادة أو نقصان لتعيَّر عليها هذه النقود وتضبط أوزانها، وكان في هذا أبلغ رد على تحدي الإمبراطور البيزنطي. ومهما كانت مصداقية تلك القصة، فهي لا تنفي العمل الكبير الذي توصل إليه الخليفة عبدالملك بن مروان في تحرير دور السكة من قبضة الفرس والروم، وأنهى بذلك سيطرة السكة الفارسية والرومية على الاقتصاد الإسلامي. ومنذ ذلك الوقت لم تعد السكة الإسلامية تدور في فلك النقود البيزنطية أو الفارسية أو ترتبط بأسعارها أو أوزانها. السِّكة في العصر الأموي : عبدالملك بن مروان والعملة الإسلامية. كان من أهم مظاهر تعريب السِّكة هو استبدال الخليفة عبدالملك بن مروان صورته هو بصورة هرقل وولديه التي كانت تنقش على الدنانير والفلوس البيزنطية، مع الإبقاء على بعض التأثيرات البيزنطية البسيطة. وأصبح شكل الدينار الإسلامي يحتوي على صورة الخليفة عبدالملك وهو قابض سيفه بيده. أثر ضرب العملة الإسلامية على الإمبراطورية البيزنطية. كان من نتائج ضرب الخليفة عبدالملك بن مروان للدنانير التي تحمل صورته أن حدث نزاع حاد بين الإمبراطور البيزنطي وبين الخليفة الأموي؛ إذ كان ضرب نقود ذهبية بصورة حاكم آخر غير الإمبراطور البيزنطي، أمرًا لم يجرؤ عليه أحد من الخلفاء قبل عبد الملك بن مروان، وقد كان الإمبراطور جستنيان يدافع عن هذا الحق باعتباره قاعدة عامة يجب احترامها، ولذلك عارض جستنيان هذا الطراز من الدنانير العربية الإسلامية، وقام بفسخ المعاهدة المبرمة بين البيزنطيين والعرب، التي كان العرب يدفعون بموجبها الإتاوة السنوية إلى إمبراطور بيزنطة بالدنانير البيزنطية. ولكن، بعد ضرب الخليفة عبدالملك بن مروان للدنانير الذهبية بصورته سيكون لازمًا على الإمبراطور البيزنطي قبولها أو رفضها، وكان من الطبيعي أن يرفض الإمبراطور البيزنطي عُملة تقدَّم بصورة خليفة مسلم. ومن الجدير بالذكر أن العملة والنقود العربية التي تزينها صورة الخليفة الأموي كانت خطوة كبيرة في سبيل الإصلاح النقدي للدولة الإسلامية. وقد استغرقت هذه الإصلاحات أربع سنوات منذ عام 73هـ، وهو تاريخ فسخ المعاهدة البيزنطية العربية. وتمت أهداف عملية تعريب العملة والنقود تمامًا في عام 77هـ ؛حيث احتلت الكتابات العربية وجهي الدينار العربي الإسلامي، واختفت الدنانير المصورة، وأصبح الطراز الإسلامي للدينار العربي يتكون من واجهة نُقش على إطارها الخارجي عبارة تشير إلى الرسالة المحمدية نصها: ¸محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله·، وفي مركز وجه الدينار نُقشت شهادة التوحيد ونصها ¸لا إله إلا الله وحده لا شريك له·، وعلى ظهر الدينار نُقش في الإطار الخارجي كتابة تشير إلى تاريخ الضرب نصها:¸ بسم الله ضرب هذا الدينار سنة سبع وسبعين·، وفي مركز ظهر الدينار نقشت ثلاثة أسطر من القرآن الكريم من سورة الإخلاص: ﴿ الله أحد ¦ الله الصمد ¦ لم يلد ولم يولد﴾ . وهكذا نجح الخليفة عبدالملك في تعريب النقود الإسلامية تعريبًا كاملاً وأقر بذلك عهودًا جديدة من الاستقرار المالي للدولة الإسلامية. أماكن دور ضرب العملة والنقود الإسلامية في العصر الأموي. خص الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان مصر ودمشق بضرب الدنانير الذهبية الجديدة، ولم يسمح بضربها في غيرهما، وأمر دور الضرب فيهما أن يكون الوزن الشرعي للدينار 4,25جم، وصب صُنُجًا زجاجية، لا تقبل الزيادة أو النقصان من أجل عيار العملة والنقود الجديدة وضبط وزنها. وكان من الصعب التمييز بين الدنانير الذهبية التي ضُربت في مصر، وبين تلك التي تضرب في دمشق في العصر الأموي؛ بسبب وحدة الطراز الذي كانت تُضرب به العملة فيهما، ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للنقود من الفلوس المعرّبة، حيث أصبح يسجل عليها اسم الوالي أو عامل الخراج الذي ضُربت النقود على يديه، كما كان يحمل الفلس اسم مكان السَّك. ويحتفظ المتحف البريطاني بلندن بفلس من النحاس نُقش عليه اسم الخليفة عبدالملك وصورته، وهو واقف وتحيط برأسه كوفية، ويقبض بيده على سيفه. وحول صورة عبدالملك كتابة نصها : ¸لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين·. ويُعد هذا الفلس نقطة التحول إلى الفلوس المعربة؛ حيث ظهرت بعد ذلك سلسلة من النقود البرونزية في مصر في العصر الأموي كشفت عنها حفريات مدينة الفسطاط. ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بالعديد من تلك القطع التي تحمل أسماء الولاة وعمال الخراج الذين تولوا أعمالهم في مصر. ومن أمثلة هذه الفلوس فلس باسم القاسم بن عبيدالله عامل خراج مصر (116ـ 124هـ) وفلس آخر باسم عبدالملك بن مروان والي مصر في (131 ـ 132هـ). أما العملة الفضية في العصر الأموي، فقد وصلت إلينا مجموعة كبيرة منها معظمها ضُرب في دمشق، عليها اسم دار الضرب ونصها ضَرْب دمشق أو ضَرْب الكوفة. وفي عام 84هـ وصلنا درهم ضُرب في مدينة واسط بالعراق. وقد حملت جميع الدراهم الأموية اسم دار السََّّك. |07-24-2010, 12:06 AM||#3 (permalink)| العُمْلة في العصر العباسي : بعد انتقال الخلافة للعباسيين في سنة 132هـ، انتقلت السلطة من الشام إلى العراق. وبما أن العملة تعد رمزًا للأسرة الحاكمة في العصر الإسلامي؛ فقد أمر الخليفة أبو العباس بإزالة شعار الأمويين من نقوش العملة، فاستبدل بسورة الإخلاص من ظهر العملة عبارة نصها: ¸محمد رسول الله·. وفيما عدا ذلك استمر استعمال النقوش القرآنية بالخط الكوفي على الدنانير الجديدة، كما حافظ العباسيون في بداية الأمر على استمرار ضرب الدنانير الذهبية في كل من مصر ودمشق حتى عام 198هـ، حيث بدأت الإشارات الأولى نحو التغير تظهر على العملة العباسية منذ عهد الخليفة المهدي الذي أمر بنقش علامات منقوطة، أو حروف تفيد بضبط العملة وتحديد صلاحيتها للتدوال. وفي عهد الخليفة هارون الرشيد، سُكَّت دنانير نادرة في دور الضرب ببغداد والفسطاط. وفي عهد الرشيد أيضًا 170 ـ 193هـ، حدث تطور رئيسي في نظام السَّك؛ حيث أمر أن ينقش اسمه واسم ابنه الأمين على العملة الذهبية. وقد شجع هذا النظام الإداري الجديد الولاة والعمال في الأمصار على نقش أسمائهم، فظهرت لأول مرة أسماء ولاة مصر على الدنانير الذهبية، ومن أمثلتها الدينار الذي يحمل اسم الأمير علي بن سليمان بن علي العباسي، الذي تولى أمر مصر 169-171هـ. وقد أحدث هذا التغير أثرًا سلبيًا على العملة العباسية وبخاصة الدنانير الذهبية؛ حيث بدأ حجمها يكبر وسمكها يقل، وأصبحت الكتابات تنقش على الهامش في سطرين عوضًا عن سطر واحد، وأصبح الخط الكوفي أكثر رشاقة. وفي الفترة (218-234هـ، 833-848م)، لم تحدث أي تغيرات مرسومة على العملة العباسية لا من ناحية النقوش ولا من ناحية الكتابات. وأصبحت عملة المأمون هي العملة القياسية حيث كان شكل دينار المأمون يشتمل على وجه نقش في مركزه (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، وعلى الإطار الداخلي (بسم الله ضُرب هذا الدينار في…). وعلى الإطار الخارجي (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله). وعلى ظهر الدينار في داخل المركز نُقشت عبارة نصها (محمد رسول الله ـ للمأمون ـ مما أمر به الأمير رضا ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن علي بن أبي طالب). ومع ضعف الخلافة العباسية حدثت، تغيرات جوهرية في العملة، نتج عنها اختلاف أوزانها ونقاوة سبائكها بالقياس إلى المستوى العالي الذي كانت عليه في السنوات الأولى للخلافة. وقد يُعزى هذا التغيُّر إلى تقلص نفوذ الخليفة، وتردي مستويات الموظفين الموكل إليهم أمر دور السَّك، وتدهور الوضع الاقتصادي للدولة. وقد أرُغِم الخليفة على نقش أسماء الولاة وأولياء العهود وإخوتهم الأقوياء والقادة والوزراء ممن كان لهم عليه سطوة وسلطان، كما أخذ حكام الدويلات التي انفصلت عن الخلافة العباسية وأصبحت شبه مستقلة، مثل الدولة الطولونية في مصر ودولة الصفاريين والساجيين والسامانيين في فارس والإخشيديين في فلسطين، يضربون أسماءهم على العملة العباسية بينما أصبحت سيادة الخليفة بالاسم فقط. وبدراسة هذه الدنانير، يمكن التعرف على الدويلات الجديدة المستقلة عن الخلافة وتتابع تاريخ إنشائها وانتهائها. العملة الأندلسية : أبقى العرب في الأندلس إبان الفتح الإسلامي لها على التعامل بالنقود البيزنطية، ذات النقوش والشارات والرموز النصرانية، وذلك عملاً بسياسة التسامح التي اتبعها العرب مع سكان البلاد التي فتحوها، وهذا ما تؤكده مجموعة النقود التي ضربت في عهد موسى بن نصير (ت 97هـ، 715م). ومع تثبيت أركان الدولة الإسلامية الجديدة في الأندلس، بدأ العرب بضرب دينار جديد عام 98هـ، 717م، يحمل على أحد وجهيه كتابات عربية تشتمل على الشهادة مكتوبة في وسط الدينار ونصها محمد رسول الله، وعلى الإطار نقش كتابي نصه ضُرب هذا الدينار في الأندلس سنة ثمانٍ وتسعين. أما ظهر الدينار فكان يحمل نقشًا لاتينيًا. ويلاحظ من تاريخ الدينار السابق أنه متأخر في تعريبه عن مثيله في المشرق الذي عُرِّب في عام 73هـ، 692م على يد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. وفي الواقع فإنَّ هذا الأمر ليس فيه غرابة؛ إذ يتفق مع طبيعة التدرج، حيث لم يحبذ الضارب المسلم للسَّكة أن يُفاجأ أهل البلاد بعملة جديدة تمامًا، وإنما سار بالتدرج المعقول، حتى يصل إلى ضرب عملة إسلامية خالصة في فترة قصيرة لم تتجاوز ربع القرن. ومن الجدير بالذكر أن الدينار العربي اللاتيني النقش لم يظهر إلا في الأندلس خاصة، وهذا يرجع إلى معرفة أهل البلاد من الأسبان بالرموز اللاتينية إلى جانب أن لهجتهم كانت مشتقة من اللغة اللاتينية نفسها. وفي عام (103هـ،720م)، ظهرت أول عُملة ذهبية إسلامية في الأندلس، وقد سُكَّت على طراز الدينار المغربي الذي كان قد ضرب في السنة السابقة بمدينة إفريقية (تونس حاليًا). وكانت النقود الأندلسية الأسبانية المضروبة في الأندلس قبل عام (114هـ، 732م)، تحمل اسم دار الضرب الأندلسي، وهي قطع نادرة الوجود. ومن الجدير بالذكر أنه لم تصل إلينا أية عُملات من بداية الحكم الأموي في الأندلس؛ وقد يعلل ذلك أن الأمير عبدالرحمن الداخل اكتفى باستعمال العُملات التي كانت متداولة في الأندلس إبان دخوله إليها، ويحتفظ متحف أشمولين بمدينة أكسفورد بقطعة نادرة في شكل دينار مؤرخ بعام 116هـ، 734م من ضَرْب الأندلس. وتأتي أهمية هذا الدينار لكونه يمثل آخر عملة ذهبية أندلسية معروفة، حيث توقف بعدها السك إلى حوالي قرنين من الزمان. وأول عُملة ذهبية جديدة ظهرت في الأندلس بعد ذلك، كانت في عهد الخليفة عبدالرحمن الثالث عام (317هـ، 929م)، وهو أول من انشق على الخلافة العباسية، وأعلن نفسه خليفة على الأندلس. ومنذ عام 317هـ، 929م وحتى نهاية الحكم الأموي في الأندلس، كانت أسماء وألقاب الحكام تنقش على ظهر العملة إلى جانب اسم دار الضرب وسنتها، وكانت من أهم أماكن الضرب الأندلسية حينذاك مدينة قرطبة وبلنسية وغرناطة وشاطبة ومالقة ومرسية والجزيرة الخضراء وأشبيليا. وبعد ضعف الخلافة الأموية في الأندلس في حوالي (400هـ، 1010م)، بدأ الحكام الأندلسيون بضرب عملاتهم الخاصة. وكان الكثير منها يضرب على الطراز الأموي إلى درجة أن بعض الأمراء قام بنقش اسم خليفة سابق، قد انتهت مدة خلافته على العملة. وفي عصر ملوك الطوائف، مثل بني عباد في أشبيليا وبني الأفطس ببطليوس، وبني ذي نون بطليطلة، وبني جهْور بقرطبة، وبني حيُّوس بغرناطة، أخذ هؤلاء بوضع أسمائهم وألقابهم على العملة التي كان معظمها كسور الدنانير. وكان يعيب دنانير تلك الفترة أنها كانت تُضرب بنوع رديء من الذهب، مما يدل على تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية حينذاك. أما فترة حكم المرابطين في الأندلس، فقد شهدت ازدهارًا ملموسًا في سك النقود وكان الدافع إلى ذلك هو التنافس الكبير بين ملوك المسلمين والملوك النصارى، لدرجة أن الملك ألفونس الثامن أمر بضرب عُملات تحمل نقوشًا عربية على غرار طراز عملة أمراء مرسية. ومن الجدير بالذكر أن دور الضرب الأندلسية قد انتعشت انتعاشًا كبيرًا على يد الأمير علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي، حيث وصلت إلينا عُملات ضُربت في جميع مدن الأندلس منها المرية، غرناطة، قرطبة، أشبيليا، مرسية، مالقة، دانية، شاطبة، نول لمطة وغيرها. وفي عصر الموحدين تميزت العملة بارتفاع قيمتها وبصفة خاصة الدينار المؤمني والدرهم المؤمني، نسبة إلى الخليفة الموحِّدي عبدالمؤمن بن علي. وأهم ما كان يميز الدينار الموحدي هو شكله المربع الذي أمر بسكه المهدي محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحِّدية، كذلك سك كل من الخليفة يوسف بن عبدالمؤمن وولده الخليفة يعقوب المنصور بالأندلس عملة ثقيلة ضربت في أشبيليا وقرطبة وغرناطة ومالقة والمرية. وبهزيمة الموحدين في معركة العُقاب بالأندلس أمام جيوش الأسبان، تقلص دور المسلمين الدفاعي هناك، مما ساعد على سقوط معظم مدن الأندلس في يد الأسبان، مثل مدينة قرطبة وأشبيليا ومالقة ومرسية، وغيرها. ولم يبق من ديار الإسلام في الأندلس إلا مملكة غرناطة العربية التي كان يحكمها بنو نصر آخر الملوك المسلمين بالأندلس، وتعد عُملاتهم آخر العُملات الإسلامية التي ضُربت في الأندلس. وقد تميزت عُملات بني نصر، بأنها كانت تضرب بعناية، إلى جانب أنها كانت متأثرة بالأسلوب المغربي الثقيل. وقد اشتملت عُملات بني نصر على نقوش عديدة تضمنت آيات من الذِّكر الحكيم، إلى جانب اسم الحاكم دون أن يضرب عليها سنة السك، وأكثر ما يميز العُملة في عهد بني نصر هو شعار: ¸لا غالب إلا الله· أما أهم دور الضرب في عهدهم فكانت مدينة غرناطة باعتبارها آخر معاقل المسلمين في الأندلس. |07-24-2010, 12:08 AM||#4 (permalink)| العُملات الفاطمية : ضرب الخلفاء الفاطميون الدنانير الذهبية بأسمائهم ونقشوا عليها العبارات الشيعية، كما ابتدع الفاطميون نوعًا من النقود التذكارية الذهبية صغيرة الحجم خفيفة الوزن تسمى خراريب ومفردها خرُّوبة، و تقدر قيمة وزنها بـ 0,194جم. وكان الغرض من ضرب هذه الخراريب هو توزيعها على عامة الشعب في المواسم والأعياد، كما ضرب الفاطميون نوعًا آخر من النقود التذكارية تسمى الغرة، وهي مجموعة من الدنانير والرباعيات والدراهم المدورة تضرب بأمر الخليفة في العشر الأواخر من ذي الحجة. ومن الجدير بالذكر أن الخلافة الفاطمية إبان ظهورها في بلاد المغرب عام (297هـ، 909م) على أنقاض دولة الأغالبة، قد ضربت نقودها على طراز العملة العباسية إلى جانب اسم الخليفة عبيدالله المهدي أول الخلفاء الفاطميين. وفي عام (358هـ، 669م) أمر الفاطميون بإحداث تغيير جذري في طراز العملة من حيث التصميم؛ فقاموا بنقش كتاباتهم في ثلاث دوائر متحدة المركز، تسير في عكس اتجاه عقارب الساعة بدلاً من الترتيب الأفقي، الذي كانت تنقش عليه كتابات العربية منذ عهد الخليفة عبدالملك بن مروان. وكان الهدف من وراء هذا الطراز الفاطمي الجديد هو التأكيد على حق الفاطميين المطلق في الخلافة. العُملة الأيوبية والمملوكية : بسقوط الخلافة الفاطمية في سنة (567هـ، 1171م) وانتقال الحكم إلى الأيوبيين، عمل هؤلاء في بادئ الأمر على إصدار عملتهم الذهبية على طراز العُملة الفاطمية ذات النقوش الدائرية، وذلك على مدى الثلاثين سنة الأولى من حكم الأيوبيين. ولما تولى السلطان العادل في عام (596هـ،1200م)، أعاد إصدار العُملة على غرار العُملة التقليدية أي نقش النصوص الكتابية في سطور أفقية احتلت وجه العُملة وظهرها، كما أدخل السلطان العادل بعض التعديلات على العُملة منها تسجيل اسمي السلطان والخليفة العباسي وألقابهما بالخط الكوفي، بدلاً من الشهادة وسورة الإخلاص في الطراز التقليدي، مع الإبقاء على الأطر الخارجية التي بدأت تنحسر تدريجيًا حتى اختفت تمامًا. وفي عهد السلطان الكامل (622هـ، 1225م)، استبدل خط النَّسْخ بالكتابات الكوفية التي كانت تنقش على العُملة الأيوبية. وفيما عدا ذلك، لا نعرف تغيرًا آخر طرأ على الدنانير الأيوبية وذلك على كل من السكة الفضية والنحاسية التي تعرضت لكثير من التغيير والتعديل. أما في العصر المملوكي، فقد حافظ المماليك الذين ورثوا الدولة الأيوبية، التي أخذت تتسع على حساب الهامش الخارجي، حتى أصبحت تملأ وجهي العُملة بالكامل. ومن أمثلة هذا الطراز العُملة التي ضربها السلطان الناصر محمد بن قلاوون (724هـ، 1323م). وقد تضمنت نقوش العُملة المملوكية اسم السلطان ولقبه، بالاضافة إلى مكان الضرب وتاريخه وشعار السلطان الذي كان يُنقش أحيانًا في أعلى النص أو أسفله. أما ظهر الدينار المملوكي فكان ينقش عليه عبارة دينية، تتألف عادة من الشهادة وفقرة من آية قرانية. ومن الملاحظ أن العُملة المملوكية أصبحت تخلو تمامًا من الإشارة إلى اسم الخليفة العباسي، مع أن السلطان الظاهر بيبرس البندقداري كان قد استقدم إلى القاهرة أحد أبناء البيت العباسي، وبايعه بالخلافة في سنة (659هـ، 1261م) أي بعد سقوطها في بغداد بنحو ثلاث سنوات، وخطب له على المنابر، ونقش اسمه على السكة. وكان زوال عصر الخلافة الإسلامية إيذانًا بظهور دول مستقلة في شرقي العالم الإسلامي وغربيه، حرصت كل منها على سك عملة مستقلة بأسماء سلاطينها أو حكامها، ونقشوا عليها شعاراتهم وعبارات تحوي دلالات دينية وعقائدية مختلفة. ومع التطور الذي طرأ على كل مظاهر الحياة، فقد اندثرت هذه العملات شيئًا فشيئًا لتحل محلها عملات ورقية، تعد سندًا بقيمة العملة، ثم تطورت هذه العملات الورقية في الشكل والحجم حتى أصبحت بالشكل الذي نعرفه اليوم. |07-24-2010, 12:16 AM||#5 (permalink)| دار الضرب الإسلامي.. هل كان نواة للبنوك المركزية؟ د. توفيق الطيب البشير البنك المركزي هو مؤسسة مالية تملكها الدولة أو تكون تحت إشرافها المباشر. ويتولى البنك المركزي الإشراف على العمليات النقدية التمويلية العامة للدولة عن طريق إدارة هذه العمليات ورسم السياسات النقدية للدولة، فضلاً عن قيامه بدور القائد لسوق النقد والمشرف على نشاط المصارف التجارية باعتباره أعلى سلطة نقدية في الدولة. ومن ذلك يمكن القول بأن البنك المركزي له وظائف معروفة ومستقرة في معظم دول العالم، على تعدد توجهاتها وفلسفتها الاقتصادية. ويكاد الذين عرّفوا البنك المركزي لا يجدون فرقاً يذكر في المذاهب والأنظمة الاقتصادية من حيث وظائفه وأهدافه العامة . بنك إنجلترا ويعود تاريخ البنوك المركزية الحديثة عند كثير من المؤرخين الاقتصاديين إلى بنك إنجلترا الذي يعد نقلة نوعية كبيرة في هذا الفن المصرفي الحديث. ولقد أنشئ بنك إنجلترا باكتتاب عام سنة 1694م ، لغرض واضح هو تسليف الحكومة مقابل منحه امتياز إصدار الأوراق النقدية بموجب أحكام قانون أقره البرلمان، وقد كان هذا الامتياز خاضعاً لقيود وشروط محددة لأنه كان قابلاً للتجديد بصفة دورية وكان يجدد معه حق إصدار النقد مقابل تقديم قروض إضافية للحكومة. وبهذا التطور الهام الذي طبع به بنك إنجلترا موقفه العام كمصدر للنقود (مع مؤسسات أخرى) بالإضافة إلى وظيفته الجديدة كبنك للحكومة ووكيلها، استطاع بنك إنجلترا أن يكسب ثقة الكثير من المصارف الخاصة التي بدأت تظهر في القرن الثامن عشر الميلادي، وفي تطور مهم جداً، كان هناك قانون جديد صدر عام 1844م (The Bank Charter Act) أعطى بنك إنجلترا الحق في احتكار الإصدار النقدي في نطاق دائري نصف قطره 3 أميال من مدينة لندن ، ولم يسمح لأي بنك آخر جديد بالقيام بهذه المهمة . تطور البنوك المركزية وفي الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر بنوك الاحتياط الفيدرالي إحدى أهم البنوك المركزية التي عرفها العالم في القرن الميلادي الماضي (1913م). ثم توالت البنوك المركزية وواصلت انتشارها في جميع دول العالم تقريباً بعد توصية المؤتمر المالي الدولي الذي عقد في بروكسل سنة 1920م، والتي مفادها أن على كل البلدان التي لم تكن قد عملت على إنشاء بنك مركزي أن تشرع في ذلك بالسرعة الممكنة. وهناك عدد كبير من البنوك المركزية التي نشأت بين هاتين التجربتين خلال الفترة 1694 المجتمع و 1913م ، ومن هذه البنوك بنك فرنسا (1800م)، والبنك الهولندي (1814 المجتمع )، والبنك النمساوي ( 1817م)، وبنك النرويج (1817م)، والبنك الوطني البلجيكي (1850م)، وبنك إسبانيا (1829م). وكل هذه البنوك تعتبر ذات طبيعة واحدة ونشاط يكاد لا يختلف في شيء . إصدار النقود وتعتبر عملية إصدار النقود هي أسبق وظائف البنك المركزي إلى الظهور، بل هي أسبق بكثير من ظهور البنك المركزي نفسه. وبالتالي فإن ربط هذه الوظيفة بالبنك المركزي إنما جاءت لأهمية إحالة هذا العمل الحيوي إلى جهة متخصصة ذات سيادة اقتصادية ، وقد كانت البنوك المركزية حتى أوائل القرن العشرين الميلادي تعرف ببنوك الإصدار.وبالفعل دار جدل كثير في النظام الرأسمالي حول أي وظائف البنك المركزي يمكن أن تكون أكثر التصاقاً به، فاعتبر هاوتري (Hawtrey) أن وظيفة البنك المركزي الأساسية هي اعتباره كمقرض أخير للبنوك ، واعتبرت فيرا سميث (Vera Smith) أن الإصدار النقدي هو أهم وظيفة للبنك المركزي في مراقبة الائتمان. دار الضرب الإسلامي ومن هنا تبدو أهمية دار الضرب الإسلامي الذي أنشأه العرب في عصر بني أمية والذي كان يعتبر المكان الشرعي الوحيد لإصدار النقود. وقد جاء في رواية جعفر بن محمد؛ لا يصح ضرب الدراهم إلاَّ في دار الضرب وبإذن السلطان , لأن الناس إن رخص لهم ركبوا العظائم , وقد منع الإمام أحمد من الضرب بغير إذن السلطان لما فيه من الإفتئات عليه. وضرب الدراهم عملية قديمة عرفت عند الروم وعند الفرس قبل الإسلام، ولكني لم أجد ما يشير إلى وجود دار متخصصة ذات قواعد وأحكام تتعلق بهذه الصناعة قبل دار الضرب الإسلامي، مما يوحي بأنه أول نواة عملية للبنك المركزي الحديث في تقديري. وقد اختلف في أول من ضرب النقود في الإسلام, فقال سعيد بن المسيب إن أول من ضرب الدراهم المنقوشة عبد الملك بن مروان، وكانت الدنانير ترد رومية والدراهم ترد كسروية وحميرية قليلة. قال أبو الزناد؛ فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج أن يضرب الدراهم بالعراق فضربها سنة أربع وسبعين للهجرة. وقال المدائني بل ضربها الحجاج في آخر سنة خمس وسبعين للهجرة، ثم أمر بضربها في النواحي سنة ست وسبعين للهجرة. وقيل إن الحجاج خلصها تخليصاً لم يستقصه وكتب عليها ( الله أحد الله الصمد)، ثم ولي بعد الحجاج عمر بن هبيرة في أيام يزيد بن عبد الملك فضربها أجود مما كانت ، ثم ولي بعده خالد بن عبد الله القسري فشدد في تجويدها, وضرب بعده يوسف بن عمر فأفرط في التشديد فيها والتجويد فكانت الهبيرية والخالدية واليوسفية أجود نقد بني أمية. وكان المنصور، رضي الله عنه، لا يأخذ في الخراج من نقدهم غيرها. وحكى يحيى بن النعمان الغفاري عن أبيه أن أول من ضرب الدراهم مصعب بن الزبير عن أمر أخيه عبد الله بن الزبير سنة سبعين للهجرة على ضرب الأكاسرة وعليها بركة في جانب، والله في الجانب الآخر ، ثم غيرها الحجاج بعد سنة وكتب عليها بسم الله في جانب والحجاج في جانب. والمسلمون هم الذين وضعوا الضوابط الدقيقة للإصدار النقدي ومنعوا الغش فيها، أي ما نطلق عليه الآن بالتزييف والتزوير في العملات، ومنعوا غير السلطان أن يقوم بهذا الدور، الأمر الذي فعلته جميع الدول في العصر الحديث، كما جاء عن الإمام الشافعي أنه قال؛يكره للإمام ضرب الدراهم المغشوشة، لأن فيه إفساداً للنقود وإضراراً بذوي الحقوق وغلاء الأسعار, وانقطاع الأجلاب, وغير ذلك من المفاسد . وهذا التعليل الذي أتى به الإمام الشافعي إنما هو في اعتقادي نواة حقيقية لنشوء نظرية الائتمان والسياسة النقدية الحديثة التي تقوم على التحكم الكمي والنوعي في عرض النقود والتحكم في معدلات التضخم، للمحافظة على الاستقرار النسبي للأسعار ومحاولة منع انخفاض القوة الشرائية للنقود، أو ما يعرف بال (Devaluation) . ويقول صاحب المجموع "قال أصحابنا؛ ويكره لغير الإمام ضرب المغشوش لما ذكرنا في الإمام، ولأن فيه افتئاتاً على الإمام, ولأنه يخفى فيغتر به الناس بخلاف ضرب الإمام". وهذا ما ذهبت إليه التشريعات المالية في معظم الدول، إذ جعلت عملية الإصدار للبنك المركزي لإكسابها هيبة السلطة وقوة القانون. فهل يا ترى كان دار الضرب الإسلامي نواة أصيلة للبنوك المركزية الحديثة ؟ رئيس الفريق الاستشاري - دار الدراسات الاقتصادية - الرياض. |أدوات الموضوع| |انواع عرض الموضوع| |المواضيع المتشابهه| |الموضوع||كاتب الموضوع||المنتدى||مشاركات||آخر مشاركة| |][تاريخ الخيل العربية..][||بحرجديد||قسم الوثائق والصور والحرف والتراث||65||05-22-2012 07:39 PM| |][تاريخ النقود السعودية ومراحل تغييرها][بالصور||بحرجديد||قسم الوثائق والصور والحرف والتراث||6||09-28-2010 02:35 PM| |دولة الامارات العربية المتحدة - الإمارات العربية المتحدة - تاريخ وجغرافيا||دموع الملائكة||سياحة اسيا و فنادق اسيا و عروض سفر اسيا||2||05-08-2010 03:07 AM| |لنتعرف على اعلام دول العربية والاسلامية والعالمية||احمد_الدليمي||حجز فنادق و عروض سياحية و معلومات عامة||3||08-11-2008 02:06 AM|
<urn:uuid:517db519-e214-46cd-b219-3db02912eb61>
CC-MAIN-2015-27
http://forums.roro44.net/305069.html
2015-07-02T12:29:26Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095557.73/warc/CC-MAIN-20150627031815-00293-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.76943
Arab
84
{"arb_Arab_score": 0.7694304585456848, "ary_Arab_score": 0.14288489520549774, "arz_Arab_score": 0.04896753653883934, "ars_Arab_score": 0.024787504225969315, "aeb_Arab_score": 0.010482302866876125}
بغداد/ واب/ إعتبر 78% من قراء ومتابعي وكالة أنباء بغداد الدولية، عطلة أعضاء مجلس النواب لمدة شهر، مماطلة لتأخير القوانين المهمة، فيما إعتبر 16% ان عطلة الأعضاء إستحقاق دستوري، طبقا للإستفتاء الذي أجرته الوكالة على موقعها الاليكتروني خلال شهر حزيران يونيو الماضي. بغداد/ واب/ أكد نائب رئيس البرلمان همام حمودي، الخميس، أن البلد يمر بظروف أمنية شائكة وأحداث خطف واعتداءات تحتاج للمزيد من الدقة والشعور بالمسؤولية قبل الشروع بقانون العفو العام، مشيراً الى أن القانون سيواجه مرحلة من النقاشات المستفيضة داخل أروقة مجلس النواب لتمريره. بغداد/ واب/ بحث نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي، مع وزيري الكهرباء والموارد المائية، و وكيل وزارة المالية ورئيس الهيئة الوطنية للإستثمار، تسهيل إجراءات الإستثمار والتقليل الإجراءات الروتينية التي تحول دون تحقيق المشاريع الإستثمارية في العراق. بغداد/ واب/ كشف المرصد العراقي للحريات الصحفية، الثلاثاء، عن تعرض صحفية للتهديد والمضايقة على خلفية إنتقادها لإجراءات حكومية في محافظة النجف، داعياً الحكومة المحلية إلى التحقيق في ملابسات التهديد، طالب بالتعاون مع الصحفيين وعدم المساس بحرية التعبير. كربلاء/ واب/ أكدت لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس محافظة كربلاء، الأربعاء، أن شركتي (T.T) الرومانية والحسناوي المحلية، انجزتا 300 كرفان من أصل 1250، ضمن المخيم الذي انشأته وزارة الهجرة، لتوزيعها على العوائل النازحة في المحافظة، مؤكدة نصب خمس مولدات كبيرة لتزويد المخيم بالتيار الكهربائي، مشيرة الى انها بدأت بالتحضير لنقل النازحين من الفنادق الى المخيم.
<urn:uuid:03844827-5675-4a34-beb9-f2aef8968cfd>
CC-MAIN-2015-27
http://www.baghdadiabian.com/
2015-07-02T12:30:03Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095557.73/warc/CC-MAIN-20150627031815-00293-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.919976
Arab
1
{"arb_Arab_score": 0.9199758172035217, "ary_Arab_score": 0.05191843956708908, "arz_Arab_score": 0.010798042640089989}
حملة الفقراء الصليبية حملة الفقراء هي حملة سبقت الحملة الصليبية العسكرية الأولى وتعتبر جزءا من الحملة الصليبية الأولى، دامت حوالي ستة أشهر من إبريل 1096 إلى أكتوبر من ذات العام. عرفت أيضا باسم حملة الشعب أو حملة الأقنان. تقديم[عدل] خطط البابا أوربانوس الثاني انطلاق الحملة في 15 أغسطس 1096، ولكن قبل ذلك بشهور، قامت جيوش من الأقنان والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة إلى الأرض المقدسة، وانطلقوا إلى القدس بمفردهم. وكان الأقنان ابتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096، ويبدو أن بعضهم رأى في الحملة الصليبية مهربا من واقعهم المرير. دفعهم عدد من المصادفات والأحداث السماوية (الفلكية) في بداية 1095 والتي بدت وكأنها مباركة إلهية للتحرك. انهمار للنيازك، ظهور شفق، خسوف للقمر، وظهور مذنب، بالإضافة إلى أحداث أخرى. كما أن انتشار "الشقران" (مرض يصيب الحبوب)، والذي كان يؤدي عادة إلى حصول هجرات جماعية، ظهر قبل اجتماع مجمع كليرمونت. كما أن الاعتقاد بقرب نهاية العالم كان منتشرا في بدايات القرن الحادي عشر للميلاد، إزدادت شعبيته. وكان صدى دعوة البابا فوق كل التوقعات: ففي حين أن أوروبان ربما كان يتوقع بضع آلاف من الفرسان، انتهى به الأمر بهجرة جماعية قد تصل إلى 100،000 معظم من فيها من المقاتلين الغير متمرسين، وبينهم نساء وأطفال. راهب ذو شخصية مؤثرة (كارأزماتي) ومتحدث مفوه اسمه بطرس الناسك من أمينس، كان القائد الروحي لهذه الحركة. عرف أيضا بركوبه لحمار ولبسه لبسيط اللباس. كان قد وعظ بنشاط لأجل الحملة في شمال فرنسا وبلاد الفلانديرز. وادعى انه عيّن من قبل المسيح ذاته (وأنه كان لديه رسالة إلهية لإثبات ذلك)، ومن الجائز ان يكون بعض من أتباعه اعتقدوا أنه هو، لا البابا أوروبان، هو الداعي الحقيقي للحملة إلى الأرض المقدسة. ومن شائع الاعتقاد ان جيش بطرس كان فرقة الرهبان الجهلة والغير كفؤين والذين لم يكن لديهم أدنى فكرة إلى أين سيذهبون، والذين اعتقدوا ان كل مدينة صغيرة أو كبيرة سيطروا عليها في طريقهم أثناء الحملة هي القدس، وقد يكون هذا الاعتقاد صحيحا إلى حد ما، ولكن التقليد الطويل بالحج إلى الديار المقدسة والقدس جعل من موقع وبعد المدينة المقدسة معروفا جيدا. وبالرغم من أن الإغلبية كانوا من المقاتلين الغير متمرسين. كان هناك قلة من فرسان جيدي التدريب يقودونهم. مثل الفارسFulcher of Chartres الذي سيصبح لاحقا مؤرخا، وWalter Sans-Avoir المعروف أيضا بوالتر المعدم، والذي، كما يدل اسمه، كان فارسا فقيرا بلا أطيان أو أتباع، ولكنه كان متمرسا في القتال. والتر والفرنسيون[عدل] جمع من الصليبيين. ولكن الفرنسيين لم يكونوا مستعدين لانتظار بطرس والألمان، وتحت قيادة والتر سانس أفور غادر بضعة آلاف من الصليبيين قبل بطرس، ووصلوا إلى هنغاريا في 8 مايو، فعبروا هنغاريا دون حوادث ووصلوا نهر ساف على الحدود البيزنطية عند بيلغراد، تفاجأ آمر بلغراد بالجموع، وكونه ليس لديه تعليمات بما عليه أن يفعل، رفض فتح إدخالهم للمدينة. مما أجبر الصليبيين على نهبهم أجل ان يعتاشوا. أدى ذلك إلى مناوشات مع حامية بلغراد، ومما زاد الأمر سوءا، ان ستة عشر رجلا من رجال والتر حاولوا نهب سوق في سيملين، على الناحية الأخرى من النهر في هنغاريا طريقهم إلى النيش، حيث تم إمدادهم بالطعام وظلوا ينتظرون أخبارا من القسطنطينية تسمح بمرورهم. وبنهاية يوليو، وصلت الجيوش إلى القسطنطينة بمرافقة بيزنطية. من كولونيا إلى القسطنطينية[عدل] بقي بطرس وبقية الصليبيين في كولونيا حتى 20 أبريل، فخرج معه حوالي 20،000، وتبعتهم مجموعة أخرى بعدها بفترة قصيرة. ولما وصلوا الدانوب، قرر البعض استكمال الطريق بالقوارب نزولا مع الدانوب، بينما قرر السواد الأعظم استكمال الرحلة على ضفاف الدانوب ودخلوا هنغاريا عند دينبورغ المعروفة اليوم باسم سوبورون. وهناك استكملوا الرحلة عبر هنغاريا وعادوا لينضموا إلى من سلكوا الدانوب عند سملين على الحدود البيزنطية. في سيملين، أصبح الصليبيون متشككين، لما رؤوا البذات الستة عشر معلقة على أسوار القلعة. وبعدها، أدى خلاف على سعر زوج من الأحذية في السوق إلى الاضطرابات. والتي تحولت إلى هجوم كامل على المدينة من قبل الصليبيين (الأمر الذي كان ضد رغبات بطرس على الأغلب)، حيث قتل 4،000 هنغاري. هرب بعدها الصليبييون عبر نهر ساف إلى بلغاريا، وأستكملوا بعدها المسير لسبعة أيام وصولا إلى نيش في 3 يوليو. هناك وعد الآمر بتوفير مرافقة لجيش بطرس إلى القسطنطينية كما وعد بتوفير الطعام، بشرط ان ترحل الجموع فورا. وافق بطرس، وأنطلق في اليوم التالي. ولكن بعض الألمان دخلوا في خلاف مع السكان المحليين على طول الطريق، وأحرقوا طاحونة، الأمر الذي خرج عن سيطرة بطرس حتى ان نيش أخرجت كامل حاميتها ضد الصليبيين. أصبح الصليبييون محاصرين بالكامل وخسروا حوالي ثلث قواتهم؛ اما البقية فأعادوا لملمة صفوفهم لاحقا عند بيلا بالانكا. ولدى وصولهم صوفيا في 12 يوليو. التقوا بالمرافقة البيزنطية، والتي أوصلتهم بسلام إلى القسطنطينية بحلول بداية أغسطس. تفتت القيادة[عدل] قام الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس، غير عارف ماذا يمكنه ان يفعل بجيش غير عادي وغير متوقع كالذي وصله، قام بنقلهم بسرعة عبر البوسفور ب6 أغسطس. وهنا يطفو خلاف تأريخي قديم، فهل أرسلهم عبر البوسفور بلا أدلة بيزنطيين وهو يعلم تماما بأنهم قد يذبحوا عن بكرة أبيهم على يد السلاجقة، أو انهم أصروا على استكمال طريقم عبر آسيا بالرغم من تحذيراته.في كلا الحالتين، فإنه من المعروف ان الكسيوس كان قد حذر بطرس من الالتحام مع القوات السلجوقية، والتي اعتقد بتفوقها على جيش بطرس الرث والتهريجي، ونصحه بانتظار القوات الصليبية الأساسية التي كانت لا تزال في الطريق. عادت وانضمت إلى قوات بطرس المجموعة الفرنسية بقيادة والتر سانس آفور ومجموعة من فرق الصليبيين الإيطالية التي وصلت في ذات الوقت، وبمجرد وصولهم إلى آسيا عبر البوسفور، بدؤوا ينهبون المدن ووصلوا إلى خليج نيقوميديا على بعد زهاء 35 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نيقية، وهناك نشب خلاف بين الألمان والإيطاليين من جهة والفرنسيين من جهة أخرى. فأنقسمت القوات واختار الالمان والإيطاليون قائدا جديدا اسمه راينلد، بينما تولى جيوفري بوريل زمام الأمور لدى القوات الفرنسية، وبات واضحا أن بطرس الناسك فقد السيطرة على الحملة. بالرغم من أن ألكسيوس دعى بطرس ان ينتظر الجيش الرئيسي، إلا أن بطرس قد خسر الكثير من سلطته والصليبيون بدؤوا يتدافعون. مهاجمين أكثر فأكثر المدن القريبية، حتى وصل الفرنسيون حدود نيقية، عاصمة السلاجقة، حيث نهبوا الضواحي، اما الألمان وكي لا تفوتهم الفرصة تحركوا بستة آلاف صليبي إلى زيريغوردون واحتلوا المدينة لاستخدامها كقاعدة للهجوم على الأرياف المجاورة. وردا على ذلك، أرسل السلاجقة جيشا كبيرا إلى زيريغوردون وسيطروا في 29 سبتمبر على مصدر المياه الوحيد هناك، والواقع خارج أسوار المدينة، الأمر الذي لم يتنبه إليه الألمان. وبعد ثمانية أيام من شرب دماء الحمير وبولهم، اجبر الصليبييون على الاستسلام. فمنهم من تحول إلى الإسلام فهؤلاء قد تم نقلهم إلى خراسان أما الذين رفضوا التحول عن دينهم فقد قتلوا جميعا. الأزمة[عدل] في المخيم الرئيسي، نشر جواسيس السلاجقة إشاعة ان الألمان الذين سيطروا على زيريغوردون قد سيطروا أيضا على نيقية، الأمر الذي أدى إلى تحمس الصليبيين ان يصلوا إلى هناك بالسرعة الممكنة كي لا يفوتوا نصيبهم من الغنائم، وبالطبع نصب السلاجقة كمائن على الطريق إلى نيقيا. وعندما وصلت الأخبار الحقيقية بشأن ما حصل في زيريغوردون للصليبيين. تحول الحماس إلى هلع. كان بطرس الناسك قد عاد إلى القسطنطينية لترتيب شؤون الإمدادات وكان من المفترض عودته قريبا، وفضل معظم القادة انتظار عودته (وهو لم يعد أبدا في الواقع). على كل فإن غوفري بوريل، الذي كان لديه شعبية واسعة بين الجموع، قال بأنه من الجبن الانتظار، وان عليهم التحرك ضد السلاجقة في الحال. وكان له ما أراد: ففي صباح 21 أكتوبر تحرك كامل الجيش ب20،000 مقاتل باتجاه نيقية، تاركين النساء والأطفال والعجائز والمرضى خلفهم في المخيم. على بعد ثلاثة أميال من المخيم، حيث أصبح الطريق ضيقا، في وادي مشجر قرب قرية دراكون، كان الكمين منتظرا. فبدا وابل من السهام تنهمر عليهم، فانتشر الهلع فورا، وحاولت تلك القوة العودة للمخيم هاربين من المعركة، ولكنهم هزموا وقتل الكثير منهم. ولم يبق إلا الأطفال والذين استسلموا، وسحق الآلاف من الذين حاولوا المقاومة. ونجح ثلاثة آلاف من بينهم جيوفري بوريل بالفرار إلى قلعة مهجورة. وبالنهاية أبحر البيزنطيون إلى الصليبيين ورفعوا الحصار عنهم؛ عادت هذه الآلاف القليلة إلى القسطنطينية، وهم الناجين الوحيدين من الذين شاركوا بحملة الفقراء الصليبية.
<urn:uuid:99c2a653-f4a2-44a9-8559-eb7098ae98a1>
CC-MAIN-2015-27
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9
2015-07-02T12:48:27Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095557.73/warc/CC-MAIN-20150627031815-00293-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.844682
Arab
104
{"arb_Arab_score": 0.8446819186210632, "ary_Arab_score": 0.07088293135166168, "arz_Arab_score": 0.03693821281194687, "ars_Arab_score": 0.03251033276319504}
شرح نص نصائح اب الصف السادس الابتدائى ترم اول 2011 شرح النص الأول نصائح أب فى منهج النصوص 6 ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {41} وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {45} (هود41- 45 ) معاني المفردات مجراها: جريها على الماء . مرساها: منتهى سيرها ورسوها ( وقوفها ) . غفور: يغفر ذنوب من تاب وأناب من عباده . رحيم: رحيم بهم أن يعذبهم بعد التوبة . هي: المقصود سفينة سيدنا نوح عليه السلام . موج كالجبال: أي يعلو ويرتفع حتى يصير كالجبال في علوها . معزل: مكان معزول بعيد عن المؤمنين . الكافرين: الذين يكذبون بوجود الله ولا يعتقدون بذلك × المؤمنين . سآوي: سألجأ . يعصمني: أتحصن به ويمنعني من الغرق . عاصم: مانع . أمر الله: المقصود قضاؤه على الكافرين بالغرق والهلاك نتيجة كفرهم . ابلعي: اشربي . أقلعي: أمسكي عن المطر . غيض الماء: نقص وجف ونضب . قضي الأمر: أي قضي أمر الله بهلاك الكافرين من قوم سيدنا نوح عليه السلام . استوت: رست وتوقفت . الجودي: جبل الجودي . شرح الآيات الآية (41): وقال نوح لمن آمن معه اركبوا في السفينة ، باسم الله يكون جريها على وجه الماء ، وبسم الله يكون سيرها ورسوها . إن ربي لغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده ، ورحيم بهم أن يعذبهم بعد التوبة . الآية (42): وهي تجري بهم في موج يعلو ويرتفع حتى يصير كالجبال في علوها ، ونادى نوح ابنه – وكان في مكان عزل فيه نفسه عن المؤمنين – فقال له : يا بني اركب معنا في السفينة ، ولا تكن مع الكافرين بالله فتغرق . الآية (43): قال ابن نوح: سألجأ إلى جبل أتحصن به من الماء فيمنعني من الغرق فأجابه نوح: لا مانع اليوم من أمر الله وقضائه الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك إلا من رحمه الله تعالى ، فآمن واركب في السفينة معنا ، وحال الموج المرتفع بين نوح وابنه ، فكان من المغرقين الهالكين . الآية (44): وقال الله للأرض – بعد هلاك قوم نوح - : يا أرض اشربي ماءك ويا سماء أمسكي عن المطر ، وغيض الماء ونضب , وقضي أمر الله بهلاك قوم نوح ، ورست السفينة على جبل الجودي ، وقيل: هلاكا وبعدا للقوم الظالمين الذين تجاوزوا حدود الله ولم يؤمنوا به . الآية (45): ونادى نوح ربه فقال: رب إنك وعدتني أن تنجيني وأهلي من الغرق والهلاك ، وإن ابني من أهلي ، وإن وعدك الحق الذي لا خلف فيه ، وأنت أحكم الحاكمين . مظاهر الجمال -اركبوا فيها: أسلوب أمر للنصح والإرشاد . -إن ربي لغفور رحيم: أسلوب مؤكد بـ ( إن ولام التوكيد ) يؤكد على أن الله عز وجل يغفر الذنوب لمن تاب وأناب إليه ويرحمه برحمته . -موج كالجبال: تصوير جميل حيث صور الموج في علوه وارتفاعه بالجبال العالية . -معزل: توحي بالعزلة والبعد ، فهو بعيد عن المؤمنين وعن منهج الله عز وجل . -يا بني: أسلوب نداء يدل على المحبة والمودة من سيدنا نوح عليه السلام لابنه . -اركب معنا: أسلوب أمر للنصح والإرشاد . -لا تكن مع الكافرين: أسلوب نهي للنصح والإرشاد . -لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم: أسلوب قصر عن طريق النفي والاستثناء يفيد التوكيد . -إن وعدك الحق: أسلوب مؤكد بإن يؤكد على أن وعد الله عز وجل لا يخلف أبدا فهو حق وصدق .
<urn:uuid:2befed2e-6877-4c08-8fe1-343f5d447902>
CC-MAIN-2015-27
http://www.lo3m.com/vb/t36249.html
2015-07-04T17:02:03Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375096780.24/warc/CC-MAIN-20150627031816-00233-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.975216
Arab
24
{"arb_Arab_score": 0.9752155542373657, "arz_Arab_score": 0.022363590076565742}
بسم الله الرحمن الرحيمعناية الطبيب بالحامل تتعرض الحامل خلال فترة الحمل ، وهي فترة طويلة من الزمن تبلغ تسعة أشهر، لتحولات وتبدلات هرمونية في الدم يظهر تأثيرها عادة بشكل اضطرابات نفسية وعصبية وصحية. وتكون هذه الاضطرابات خفيفة أحيانا، وعنيفة أحيانا أخرى إلى درجة قصوى. والحامل التي تدرك ماذا يجري عندها من تبدلات. وتعرف منشأها وسببها، تتدبر نفسها أحسن كثيرا من التي تجهلها وتتوهمها مرضا خطيرا. ولا شك أن معرفة هذه الأمور ستشجعها على تحمل تضحيات الحمل في سبيل الأمومة المقبلة، وستجعلها أكثر استعدادا لمجابهة آلام الوضع وانزعاجاته. ولكن معرفة هذه الأمور لا تتم إلا بالعناية الطبية والنفسية التي يرعاها بها الطبيب، خلال فترة الحمل. وهي تشمل، إلى جانب الفحوص الطبية الدورية الشاملة، الشروحات المفيدة والمسهلة عن أسباب ظهور عوارض الحمل وكيفية مداولاتها. وعلى الطبيب أن يطمئن المرآة الحامل بأن هذه العوارض ليست مرضية، وإنما هي طبيعية. كما عليه أن يعلمها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى ساعة الوضع عن طريق الأمان النفسي الكامل وصفاء الذهن والفكر. الوحام والقيء الصباحي الوحام هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يصاحبه تقلب في مزاج المرآة. وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا. وتختلف أعراضه شدة ولينا بين أنثى وأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرآة. وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك المرآة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى. تظهر علامات الوحام عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة. وقد لوحظ بأن المنظر البشع والرائحة الكريهة والشديدة والمعدة الفارغة. جميعها تتسبب في تعكير صفو النفس وحدوث الغثيان، وهذا ما دفع الأطباء إلى الجزم بأن أسباب الوحام هي على الغالب أسباب نفسية عصبية تنشأ على أثر اضطراب في التوازن الفيزيولوجي في الجملة العصبية النباتية. ومتى علمنا. أن تصف الحوامل، أو أكثر، لا يصبن بالوحام وأعراضه ، أدركنا ما للعامل النفسي من اثر بالغ في حدوثه. إن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه من مسؤوليات يرهق نفسها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة. على هذا الأساس تبدل اتجاه معالجة هذا " المرض " للحوامل. فبينما كنا نلجأ إلى غسل الكلى لتخفيف السموم من جسم الحامل، أصبحنا نعالجها بالمداواة النفسية والإقناع الكلامي دون اللجوء إلى استخدام الأدوية الغليظة والمسكنات البليدة. لذلك فإني أشدد على وجوب معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية إذ تبين لي أن حوالي خمس وسبعين في المئة من النساء الحوامل المصابات بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا العلاج. كيف يعالج الوحام ؟ يعالج الوحام، بشكل عام، باللجوء إلى الأمور التالية : 1. على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما. كالقراءة أو زيارة الأصحاب. 2. عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه. 3. ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ. ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة ( Spasme ) ويبدأ القيء. ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير. 4. تجنب الزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح، والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف، مثل العسل واللبن والأرز بحليب والبيض. 5. إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام خلال النهار، أو بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من الحليب أو الكاكاو أو الشاي بين الوجبة والوجبة والأخرى أي في الساعة العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر. 6. تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر. أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة. مع قليل من الخضار، أو البطاطا المسلوقة أو المشوية، أو سلطة البندورة مع الخس وقليل من المربى. وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر، أو البارد، أو الكاكاو. وعليها أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان والوحام، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي. 7. وأخيرا، أنصحك عزيزتي الحامل بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة أو على شواطئ البحر، وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأوكسجين في الدم. إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة عوارض الوحام. أما إذا لم يتوقف الغثيان. على الرغم من ذلك فيجب استشارة الطبيب. من الممكن معالجة الوحام عند الضرورة بالعقاقير وأهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطي على شكل حقن في العضل، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو تحاميل شرجية. من بين هذه الأدوية على سبيل المثال : النافيدوكسين ( Navidoxine ) أو الفوغالين ( Vogalene ) وهذه الأدوية هي من نوع المهدئات التي تسكن مناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام. أوجاع المعدة أو الحركة تظهر الحرقة في منطقة المعدة، أي في أعلى البطن، ويرافقها، في بعض الأحيان، تقيؤ كميات قليلة من سائل مر وحامض من المعدة قبل الطعام وبعده. ليس لهذه الحالة علاقة بالقلب، بل تحدث نتيجة لكسل الأمعاء والمعدة، وهي في الواقع مظهر بسيط من مظاهر سوء الهضم. لذلك فإن أول خطوة لعلاج هذه اللذعة هي الانتباه لطريقة الغذاء الصحية وتفادي قدر المستطاع المأكولات التي تدخل فيها مادة الحامض والبهارات والمخللات التي تؤذي غشاء المعدة وتزيد من إفرازات الحوامض فيها. كما يجب على الحامل أيضا أن تتجنب الإسراف في الطعام وان تمضغ الأكل جيدا، وتبتعد عن الأطعمة الثقيلة والعسرة الهضم، وتمارس الرياضة البدنية الخفيفة. والغريب أن أفضل طريقة للوقاية من اللدغة – أو حرقة المعدة – هي تناول ملعقة كبيرة من قشدة الحليب – أو الكريما – قبل الطعام بنصف ساعة. أما إذا بدأت الحرقة فتصبح هذه الوسيلة عديمة الفائدة. ولمعالجة الحرقة، تؤخذ أيضا معلقة كبيرة من المالوكس ( Maalox ) وهو مركب مضاد لحوامض المعدة، وهو أحسن وأفضل من ملعقة الكاربونات أو المانيزا اللبان (العلكة) التي تباع في الصيدليات من اجل الهدف نفسه. الغازات المعوية أو النفخة تتوهم النساء القليلات التجربة أن انتفاخ البطن بدل على الحمل في الأسابيع الأولى، وكم من السيدات لجأن إلى الأطباء للتأكد من ذلك، وهو في الحقيقة، يجهلن أن الريجيم، الذي سيصبح جنينا يظل صغيرا عدة أسابيع بل عدة أشهر، فلا نستدل على الحمل من المظهر الخارجي إلا في نهاية الشهر الخامس أحيانا. والحقيقة أن انتفاخ البطن عند الحوامل ينتج من جراء تجمع الغازات داخل الأمعاء بسبب الكسل فيها، فتشعر المرآة ببطنها كأنه طبل منفوخ بالهواء، ثم إن رحم الحامل الكبير الحجم يضغط على الأمعاء ويعرقل نشاطها فيتسبب في ركود الأطعمة وزيادة التخمر ومنع خروج الغازات بسرعة من الأمعاء. علاج الغازات المعوية أهم علاج للغازات المعوية هو تجنب المأكولات التي تولد الغازات في الأمعاء، كالفاصوليا والبصل والملفوف والفجل واللفت والمقالي والحلويات العربية الدسمة،كما أنصح الحامل بمضغ الأطعمة الصلبة ببطء وعناية، وعدم شرب الماء والكولا والعصير بكثرة، أو الكلام خلال تناول الطعام. كيف تتخلصين من الإمساك ؟ كثيرا ما تصاب الحوامل بالإمساك ( Constipation ) أثناء الحمل، وهذا يحصل بسبب ضغط الرحم على الأمعاء من جهة، وكسل الأمعاء على أثر التغيرات الهرمونية التي تحصل في الجسم في أثناء الحمل، من جهة أخرى. من أجل تفادي الإمساك خلال الحمل أنصحك سيدتي بما يلي : 1. واظبي على ممارسة الرياضة البدنية والسير والحركة اليومية. 2. اشربي كوبا أو كوبين من الماء البارد، أو الفاتر، عند الاستيقاظ في الصباح ولا مانع من إضافة قليل من عصير الليمون إلى الماء. 3. تناولي بعض الفاكهة قبل النوم مساء لأنها نافعة وتزيد المواد البرازية وتحتوي على مختلف الحوامض والسكر والأملاح التي تلين المعدة، ومن بينها المربيات والدبس والمشمش والخوخ المجفف وقمر الدين المذوب. وللخوخ شهرة خاصة كملين مضمون. 4. واظبي على كل أنواع الخضار والفاكهة الطازجة نيئة ومطبوخة بكثرة خلال النهار، مثل البرتقال والتفاح والخس، إذ إنها تساعد على تنشيط وظيفة الأمعاء. 5. واظبي على إتباع عادة دخول المرحاض يوميا، وفي وقت معين. وأفضل وقت لذلك هو بعد طعام الصباح. وإذا لم تنفع كل الوسائل السابقة في تفادي الإمساك، فلا مانع من تناول حبة أو حبتين مساء قبل النوم من دواء الكوركتول ( correctol ) أو دواء دولكولاكس( Dulcolax ) أو مقدار ملعقة كبيرة من حليب المانيزا. الدوالي أو تنفخ الشرايين الدوالي هي تنفخ شرايين الساقين التي تقع تحت الجلد مباشرة فتظهر على الساقين بشكل خطوط متعرجة زرقاء اللون نافرة قبيحة وموجعة في بعض الأحيان. وهذا ما يزيد من قلق الحامل وخوفها على جمال ساقيها في المستقبل فتلجأ إلى الطبيب للاستفسار وطلب العلاج للتخلص منها. تحدث الدوالي لدى الحوامل، نتيجة ضغط الرحم على الأوعية الدموية الكبرى التي تنزل من الحوض، فتحد من حركة الدم وتبطئ الدورة الدموية في الساقين، وتمنع مروره بسهولة إلى القلب، مما يجعل الشرايين السفلى تنتفخ وتتمدد وتمتلئ بالدم. ولعامل الوراثة والاستعداد العائلي شأن كبير في ذلك كبر حجم الرحم وثقله وضغطه على الشرايين كما سبق وأشرنا، مع العلم انه قلما تظهر الدوالي في أشهر الحمل الأولى، وأنها تزول عادة بعد الولادة وفي بعض الأحيان تبقى مدة طويلة. كيف تعالج الدوالي ؟ للأسف لا يوجد علاج لدوالي الحمل، إنما هناك بعض الوسائل والطرق التي تخفف منها وتحد من تنفخها وفي ما يلي أهمها : 1. يجب رفع الساقين على وسادة، أو ما شابه ذلك، كلما سنحت الفرصة، في الليل كما في النهار لتكون الساقان أعلى من الحوض، وكلما تكررت هذه الطريقة أعطت نتيجة أفضل. 2. استعملي الجوارب الطبية الخاصة بالدوالي، وهي موجودة في كل الصيدليات ولكن يجب لبسها في الصباح عند الاستيقاظ وقبل النهوض من الفراش، أي عندما تكون الشرايين غير منتفخة بعد. أما إذا لبست الجوارب بعد الوقوف والسير، وبعد امتلاء الشرايين بالدم فلا تعود لها أية فائدة. 3. تفادي الوقوف الطويل أو السير الطويل. 4. لا تستعملي الأربطة المطاطية الشديدة التي تضغط على أعلى الساقين، واستعيضي عنها جوارب عالية أو بالكولون الذي يلف الخصر. إذا ظلت الدوالي تسبب للحامل مضايقة شديدة وألما في الساقين، رغم العمل بكل هذه الإرشادات فإني أنصح الحامل باستشارة الطبيب الذي سيباشر بمعالجتها بالأدوية المناسبة. البواسير ( Hemorrhoids ) هي مجموعة من الأوردة أو الشرايين الدموية الموجودة في أسفل المستقيم والشرج، تنتفخ وتتمدد وتصبح كبيرة الحجم ومؤلمة بسبب الإمساك الذي تصاب به في الغالب أكثرية الحوامل. وكثيرا ما تسبب البواسير حكة وأنزفة دموية بسيطة من وقت إلى آخر. لذلك. فإن أول خطوة لمعالجة البواسير هي تفادي الإمساك وتليين المعدة. بانتظار توجيه الطبيب، فإن أفضل علاج للبواسير المؤلمة هي أن تستلقي على ظهرك وترفعي فخذيك قليلا وكذلك استخدام المراهم المركبة من أدوية قابضة للشرايين ومواد مزيلة للحكة والألم مثل النوبركاينال ( Nupercainal ) أو (بروكتوسينالار ) ( procto-Synalar ) أو ( أنوزول ) ( Anusol ) علما أن البواسير تختفي عادة بعد الولادة بفترة قليلة من الزمن، أما إذا دامت ولم تختف فتصبح الجراحة علاجا لابد منه. أوجاع الرأس تصاحب الحمل أحيانا أوجاع في الرأس ( Headache ) تختلف حدتها من حامل إلى أخرى. وتكون هذه الأوجاع قوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكن لا تلبث أن تختفي تماما في أواسط الحمل أو آخره. ومداواتها تكون بالطرق العادية والمسكنات الخفيفة مثل حبوب " الأسبرين " أو " البنادول " ويفضل الابتعاد عن الأدوية القوية المفعول في هذه الفترة. إلا أن أوجاع الرأس لدى الحامل تكون أحيانا علامة من علامات ارتفاع ضغط الدم، لذلك أنصح الحامل دائما بقياس ضغط الدم عند وجود مثل هذه الأوجاع. الأرق رغم محبة الحامل للنوم إلا أنها تصاب، في الأسابيع الأخيرة، بالأرق وذلك عائد للأسباب التالية : 1. عسر الهضم. 2. عسر التنفس. 3. التشنجات العضلية في الأطراف وأسفل البطن. 4. القلق والخوف الذي يسبق الولادة. 5. حركات الجنين المزعجة داخل البطن. لذلك انصح الحامل بما يلي : 1. لا تكثري من الطعام قبل النوم مباشرة. 2. ابتعدي عن المنبهات كالقهوة والشاي. 3. واظبي على النزهة اليومية والسير في الهواء الطلق مما يساعد على تحريك الأمعاء. 4. اغتسلي بالماء الفاتر يوميا بواسطة الدوش قبل النوم فترتاح أعصابك وتهدأ شجونك ومخاوفك. 5. تناولي فنجانا من الحليب الساخن أو الزهورات، أو أية عشبة لها مفعول المسكن والمريح للأعصاب قبل النوم. إذا لم تنفع أي من هذه الطرق، من الضروري مراجعة طبيبك الخاص الذي سيصف لك بعض المسكنات الخفيفة من حين إلى آخر. والحامل التي تعرف منشأ هذا الأرق عندها تستطيع أن تعالج نفسها أحسن كثيرا من التي تجهله. وأخيرا، أنبه الحامل المصابة بالأرق، أن تبتعد قدر الإمكان عن الاضطرابات النفسية الشديدة والغضب والأنباء المزعجة في الليل، ومشاهدة أفلام التليفزيون المرعبة. أوجاع أسفل الظهر أغلبية الحوامل تشكو من أوجاع في أسفل الظهر ( Dorsal pains ) أثناء الحمل، مصدرها ليس وجود " ديسك " ( أي انزلاق في فقرات الظهر ) أو التهاب في الأعصاب، أو مرض في العظم كما يعتقد البعض إنما هي نتيجة تعب وإرهاق. وقد يكون " لوقفة الحامل " أثر كبير في مصدر هذه الأوجاع، وخصوصا في أواخر الحمل، عندما يشتد ضغط رأس الجنين على أعصاب الحوض الكثيرة التي تغذي الظهر والساقين. لذلك أنصح الحامل في مثل هذه الحالة بالاستلقاء على ظهرها عند شعورها بوجع في الظهر، من وقت إلى آخر. فتزول الأوجاع تلقائيا. التشنج العضلي تظهر في الأسابيع الأخيرة من الحمل تقلصات عضلية في الظهر والفخذين تسبب ألما شديدا، وذلك بسبب اختلال في توازن الجسم عند الوقوف ، لأن الحامل، عندما يكبر حجم بطنها، تضطر للانثناء إلى الخلف، فيسبب ذلك تقلصا مستمرا في عضلات الظهر والفخذين. وقد يكون التشنج ناتجا عن ضغط رأس الجنين على بعض الأعصاب في أثناء الحمل. وكل هذه الأعراض تزول بمجرد الاستراحة والاستلقاء على الظهر أو على الجنب كما يفيد الحامل في هذه الحالة، لبس مشد خصوصي للحمل وانتعال حذاء ذي كعب عريض، ومنخفض. ومما يساعد أيضا على إزالة آلام الظهر، تدليك العضلات المؤلمة بزيت الزيتون أو المراهم الملينة، والفائدة هنا تأتي من التدليك وليس من المراهم بحد ذاتها. ضيق التنفس كثيرا ما يحدث، خلال الشهرين الأخيرين من الحمل، ضيق في التنفس ( Dyspnea ) نتيجة لضغط الرحم على القفص الصدري، وهذا بحد ذاته يحد من حركة الرئتين. ويعتبر ضيق التنفس ظاهرة طبيعية في أواخر الحمل، يجب عدم التخوف منه كما يفعل بعض النساء ممن يعتقدن أنهن " سيختنقن " في أثناء الولادة. إذا كان ضيق التنفس يسبب قلة النوم أو يمنعه. فلتضع الحامل تحت رأسها وظهرها وسادات مريحة لكي يسهل التنفس خلال النوم. ومع أن قليلا من الضيق في التنفس طبيعي، كما سبق وقلت، إلا أنه يجب على الحامل أن تخبر طبيبها فورا إذا ما بلغ درجة كبيرة من الإنهاك أو التعب، أو عند صعود السلالم أو السير، لأن ضيق النفس في هذه الحالة قد يدل على وجود فقر دم عند الحامل، أو مرض في صدرها، أو لأنها تدخن كثيرا... إلخ. السيلان المهبلي تلاحظ بعض الحوامل زيادة إفرازات المهبل الناتجة عن رشح السوائل بسبب احتقان الشرايين الدموية. ويكون هذا السائل عادة مائلا للاصفرار ، أو شبيها بالمصل. أما إذا كان كثيفا أو غزيرا، أو رافقته حكة خارجية وجب على الحامل حينذاك إعلام الطبيب وهو يتولى المعالجة. وفي معظم الحالات يكفي أن تنظيف الحامل الفرج والجزء الخارجي من المهبل بالماء الفاتر والمطهرات، وتنشيفه جيدا، وعدم لبس السراويل الداخلية المصنوعة من الخيوط الاصطناعية. ومن المحظور على الحامل، في أي حالة من الحالات، استعمال الحقن المهبلية لأنها قد تضر بالجنين ويكتفي في مثل هذه الحالة باستعمال التحاميل المهبلية المركبة من أدوية مناسبة لكل مرض من الأمراض. الإغماء قد يصيب بعض النساء خاصة في الفترة الأولى من الحمل، دوار خفيف من وقت إلى آخر، أو نوبات إغماء بسيطة، وذلك بسبب التبدلات التي تحصل في الدورة الدموية التي تتوزع بين الجنين والأم خلال الحمل. هذه النوبات ليست خطيرة وتتحسن عادة مع مرور الوقت ثم تزول نهائيا. ولكن يجب أن تبلغي طبيبك عنها. وإذا كنت عرضة لهذه النوبات فمن المستحسن أن تحملي معك دوما زجاجة صغيرة مملوءة بالروائح والعطور المنبهة لأن نشقة واحدة منها تكفي لتجنب النوبة. الحكة تشعر بعض الحوامل برغبة قوية في الحكاك ( liching ) خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. ويكون الحكاك عادة في مستوى البطن والردفين من دون أن يكون هناك سبب جلدي أو مرض خارجي ظاهر، وقد فسر الأطباء هذا الحكاك بأنه نتيجة للتبدلات الهورمونية والعصبية التي تحدث خلال الحمل. علاج الحكاك أما معالجته فتكون بإعطاء الحامل، من وقت إلى آخر. بعض المسكنات والمهدئات الخفيفة والأدوية المضادة للحساسية الجلدية مثل مرهم فنستيل ( FENISTIL ) مثلا، أو مرهم نيريزون ( Nerisone ) على أن يكون استعمالها لفترة قصيرة. الرشح واحتقان الجيوب الأنفية يشعر قسم من الحوامل برشح مزمن يلازمهن خلال الحمل، وخاصة في أشهره الأخيرة. وسبب هذا الرشح حدوث احتقان في الجيوب الأنفية بفضل الكميات المتزايدة من هورمونات الحمل التي تتدفق إلى الأنف عبر الدم، فتنتفخ شرايين الأنف ويرشح منه سائل لزج أبيض اللون، وأحيانا تمشحات دموية، لا تنقطع أحيانا إلا بواسطة أدوية خاصة تحقن في الأنف مما يعرقل عملية التنفس عند المرآة. إن رشح المرآة الحامل هو غير الرشح الذي يسببه البرد أو العدوى أو الكريب ( الأنفلونزا ) لذلك أطمئنك سيدتي من هذه الناحية. ولا مجال للخوف والقلق على الجنين، لأن احتقان الجيوب الأنفية ظاهرة عارضة تزول عادة بعد الولادة. عند احتقان الأنف يمكن استخدام محلول المصل الفيزيولوجي ( Serum physiologique ) بمعدل ثلاث نقاط في كل فتحة من الأنف فتتقلص الشرايين وتصبح مجاري الأنف حرة وسالكة.
<urn:uuid:a0fdd1c6-dad6-4b89-a204-13fd53c2f858>
CC-MAIN-2015-27
http://altfkeer.cinebb.com/t265-topic
2015-07-06T18:02:35Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375098685.20/warc/CC-MAIN-20150627031818-00173-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.84603
Arab
247
{"arb_Arab_score": 0.8460301756858826, "ary_Arab_score": 0.0677749514579773, "ars_Arab_score": 0.05258586257696152, "aeb_Arab_score": 0.01511077769100666, "arz_Arab_score": 0.01186336763203144}
أجب بلّغ المشرف أفضل جواب حدّد كأعلى تصويت علاقة الفلسفة بالعلم ولكن العلوم والنظريات العلمية مع كونها منفصلة منذ قرون عن الفلسفة إلا أنها تعد -كما ذكرنا- أهم عامل وموجّه لجميع المدارس الفلسفية، بل سبباً في نشوء مدارس فلسفية عديدة؛ فمثلاً نرى أن القوانين التي اكتشفها "نيوتن" أثّرت في جميع فلاسفة عهده وفيمن جاء من بعدهم بقرون، حيث أصبحت صورة العالم بعد اكتشاف هذه القوانين كأنها آلة ضخمة في كون ساكن ولانهائي بثلاثة أبعاد تسير حسب قوانين محددة ومعلومة، وتَرسَّخ مبدأ "السبب – النتيجة" ترسخاً كاملاً، حتى قال بعضهم: "أعطني جميع المعلومات وأنا أسجل لك سير الكون حتى نهاية عمره". وبعد اكتشاف "النظرية النسبية" من قِبل "أنشتاين"، و"النظرية الكمية" من قبل "ماكس بلانك" و "هايزنبرغ" وغيرهما من العلماء، اضمحلت تلك المدارس الفلسفية وظهرت مدارس فلسفية أخرى حسب المنظور الجديد لكون ذي أبعاد أربعة (بُعده الرابع هو الزمان)، وتزلزل المبدأ السابق في "الحتمية" واختلفت النظرة إلى العالم في مقياسه الصغير (أي الذرة) وفي مقياسه الكبير أيضاً (أي الكون)؛ أي إن العلم أصبح يقود الفلسفة ويوجهها.
<urn:uuid:717a1604-baaa-4a46-be7f-6d288d425bdc>
CC-MAIN-2015-27
http://www.d1g.com/qna/show/3459504
2015-07-01T16:56:48Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095183.13/warc/CC-MAIN-20150627031815-00083-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.841407
Arab
43
{"arb_Arab_score": 0.841407060623169, "ary_Arab_score": 0.06723634153604507, "arz_Arab_score": 0.0592292957007885, "ars_Arab_score": 0.023010309785604477}
الحجر الأسود هو حجر بيضي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، وقطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، ويحيط به إطار من الفضة عرضه عشرة سنتيمترات، يقع في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف.عبدالرحمن عبد الواحد الحجر الأسود وهو حجر الزاوية للكعبة، وقد وضع هناك كشعار أو رمز إلى أن هذا الذي خلّفه إبراهيم والذي رفضه بنو إسرائيل، وقد صار حجر الزاوية في مملكة الله، وتشير إلى ذلك المزامير: ففي المزمور الثامن عشر بعد المائة حيث يقول: “الحجر الذي رفضه البناء وقد صار حجر الزاوية”. كان يُنظَر إلى إسماعيل على أن الله قد نبذه، وأن العهد إنما أُبرم مع أولاد إسحاق فقط؛ هذه كانت وجهة نظر اليهود. هذا على أن داود وإن أشار إلى أن هذا الحجر رمز بأنه هو “الحجر الذي رفضه البناءون”، فقد تحدث عيسى-عليه السلام- في وضوح أكثر وصراحة لا تقبل الإبهام يخبر بني إسرائيل بأن كرامة العنب التي يرمز بها إلى ملكوت الله ستنتزع منهم، وتعطى إلى مزارعين آخرين. فقد جاء في الإصحاح الحادي والعشرين من إنجيل (متى) “قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قِبل الرب، كان هذا وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزَع منكم ويُعطَى لأمة تعمل على إثماره”. فالحجر المرفوض في النبوءة يعني أمةً مرفوضةً، وهو ما وضحه المسيح-عليه السلام-، وإن الأمة المرفوضة ما هي إلا ذرية إسماعيل، وذلك ما وضحه لنا التاريخ، ولا يُوجَد في العالم كل حجر غير مقطوع من جبل بيدين من أيدي البشر سوى هذا الحجر. كما جاء في الإصحاح الثاني من سفر دانيال “لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل بلا يدين”. هذا هو الرمز الذي يرمز إليه الحجر الأسود من أنه حجر الزاوية لحفظ بناء إبراهيم للبيت، والملة التي هي ملة الإسلام “ما كانَ إبراهيمُ يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كانَ منَ المشركين”. وصف الحجر الأسود: هو ذراع وأربع أصابع، وما بينه وبين الأرض ذراعان وثلثا ذراع، وبين الركن والمقام ثمانية وعشرون ذراعًا، وحول الحجر الأسود طوق من فضة مفرغ، وهو يلي الجدر، ويقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، ويرتفع عن الأرض بمقدار متر ونصف وهو أسود اللون ذو تجويف. وقد أُزِيل الحجر الأسود عن مكانه غير مرة من: “جرهم” “وإياد” و”العمالقة” و “خزاعة”، وآخر من إزالة القرامطة عام 317؛ فقد قلعوه، وذهبوا به إلى البحرين؛ فبقي إلى عام 339؛ حيث أعاده الخليفة العبَّاسي المطيع لله، إلى مكانه وصنع له طوقان من فضة، فطوقوا الحجر بها وأحكموا بناءه. وفي عام 363 دخل الحرم وقت القيلولة رجل رومي متنكِّرًا؛ فحاول قلع الحجر؛ فابتدره رجل يمني، وطعنه بخنجره فألقاه ميتًا. وفي عام 414 تقدم بعض الباطنية فطعن الحجر بدبوس؛ فقتلوه في الحال. وفي أواخر القرن العاشر جاء رجل أعجمي بدبوس في يده؛ فضرب به الحجر الأسود، وكان الأمير “ناصر جاوس” حاضرًا فوجأ ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله. وفي آخر شهر محرم عام 1351 جاء أفغاني؛ فسرق قطعة من الحجر الأسود، وسرق أيضًا قطعة من أستار الكعبة، وقطعتي فضة من المدرج الفضي؛ فأُعدِم عقوبة له وردعًا لأمثاله، ثم أُعيدت القطعة المسروقة يوم 28 ربيع الثاني من العام المذكور إلى مكانها، فوضعها الملك عبد العزيز آل سعود بعد أن وضع لها الإخصائيون المواد التي تمسكها والممزوجة بالمسك والعنبر. وأول مَن ربط الركن الأسود بالفضة ابن الزبير لما أصاب الكعبة الحريق، وتصدع ثلاث قطع. وفي عهد السلطان عبد المجيد الثاني أرسل طوقًا من ذهب وزنه عشر أوقيات رُكِّب على الحجر الأسود بعد أن أُزيلت الفضة وكان ذلك عام 1268، ولم يُعلَم أن الحجر الأسود طُوِّقَ الذهب غير هذه المرة، ويقول الحضراوي: إن ذهب هذا الطوق من كنز وُجِدَ في شعب أجياد بمكة المكرمة. وفي سنة 1281 أرسل السلطان عبد العزيز العثماني طوقًا من فضة؛ فوُضِعَ مكان الطوق الذي أرسله السلطان عبد المجيد الثاني. وفي عام 1331 غُيِّرت الفضة المُحاطَة بالحجر الأسود، وذلك في خلافة السلطان محمد رشاد العثماني. وفي عام 1290 هجرية عُمِلَ له غطاء من الفضة في وسطه، فتحته مستديرة، قطرها 27 سم يرى منها الحجر، ويستلم. أول من ربطه بالفضة: كان ابن الزبير أول من ربط الركن الأسود بالفضة لما أصابه الحريق، ثم كانت الفضة قد رقت وتزعزعت وتقلقلت حول الحجر حتى خافوا على الركن أن ينقض، فلما اعتمر هارون الرشيد سنة 189 أمر بالحجارة بينها الحجر الأسود فثبتت بالماس من فوقها وتحتها ثم رفع فيها الفضة، وكان الذي عمل ذلك ابن الطحان مولى ابن المشمعل. وللحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق، وهناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء، أو إن هذا الحجر مما كشف عنه طوفان نوح، والمؤكد أن إبراهيم -عليه السلام- وضعه في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.فضل الحجر الأسود ـ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم” رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيحـ وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيس “جبل” كأنه مهاة بيضاء -أي بلورة- فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم. رواه الطبراني موقوفًا على عبد الله بن عمرو بإسناد صحيح، أي ليس مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ـ وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا، ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: “يا عمر هنا تُسكب العبرات”. وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله: “والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك”، رواه البخاري ومسلم. ـ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا”، رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر. في ذلك الوادي الذي وصفه الله -تعالى- بأنه “غير ذي زرع” رفع إبراهيم وإسماعيل قواعدَ البيت الحرام، وعيونهما بين لحظة وأُخرى ترمق السماء، ويدعوان الله -تعالى- أن يتقبل عملهما ويجعله خالصاً لوجهه الكريم “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (البقرة: آية 127)، وما إن وصلا ببناء الكعبة إلى المكان الذي شاء الله -تعالى- حتى وضعا الحجر الأسود بجوار الكعبة. أحداث تاريخية حول الحجر (1) بقيت الكعبة على هيئتها من عمارة إبراهيم -عليه السلام- حتى أتى عليها سيل عظيم انحدر من الجبال، فصدع جدرانها بعد توهينها ثم بدأت تنهدم، فاجتمع كبراء قريش، وقرّروا إعادة بنائها.. وراحت قريش تنفذ ما قررته حتى ارتفع البناء إلى قامة الرجل، وآن لها أن تضع الحجر الأسود في مكانه من الركن، اختلفت حول مَن منها يضع الحجر في مكانه، وأخذت كلّ قبيلة تطالب بأن تكون هي التي لها ذلك الحقّ دون غيرها، حتى أتي النبي الكريم تي بالثوب، نشره بيديه المباركتين، رفع الحجر ووضعه وسط الثوب، ثمّ نظر إليهم وقال: ليأخذ كبيرُ كلِّ قبيلة بناحية من الثوب. فتقدّم كبراؤهم وأخذ كلّ واحد منهم بطرف من أطراف الثوب، ثم أمرهم جميعاً بحمله إلى ما يحاذي موضع الحجر من بناء الكعبة حيث محمد بانتظارهم عند الركن.. تناول الحجر من الثوب ووضعه في موضعه؛ فانحسم الخلاف، وانفضَّ النزاع بفضل حكمة الصادق الأمين، التي منعت الفتن أن تقع، وحفظتِ النفوس أن تزهق، والدماءَ أن تُراق. - روى الطبري في تفسيره (1/551) والأزرقي في أخبار مكة (1/62) بإسناد حسن أثراً طويلاً عن علي وفيه: “فقال أي إسماعيل: يا أبت من أتاك بهذا الحجر؟ قال أتاني به من لم يتّكل على بنائك، جاء به جبريل من السماء، فأتماه” وله حكم الرفع. - وروى الترمذي (3/226) وأحمد (1/207-229-373) وابن خزيمة (4/220) عن النبي قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله عز وجل نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب. - وروى أحمد (1/226) وابن خزيمة (4/221) والحاكم (1/457) عن ابن عباس عن النبي قال: إن لهذا الحجر لساناً وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق
<urn:uuid:95768b86-bafa-4b27-bbab-85f1c0801730>
CC-MAIN-2015-27
https://yarab.wordpress.com/2007/07/08/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B2/
2015-07-01T16:53:03Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095183.13/warc/CC-MAIN-20150627031815-00083-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.764495
Arab
38
{"arb_Arab_score": 0.7644950747489929, "ary_Arab_score": 0.20340882241725922, "arz_Arab_score": 0.015379338525235653, "ars_Arab_score": 0.012702307663857937}
مقدمة: الدعوة للاتفاق ليست إلغاء للخلاف: وسائل تؤدي للاتفاق: مقدمة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فإن رباط القرابة والنسب على متانته وقوّته، وعلى ما يترتب عليه من واجبات وحقوق لهو أضعف من رباط الإيمان بين أهله "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ" [التوبة:71] فالمؤمن ينظر للمؤمن نظراته لأخيه "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [الحجرات:10]. ويوضح نبينا عليه الصلاة والسلام حال أهل الإيمان فيشبههم بالجسد الواحد (مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمّى والسَّهَر) (1). وترجمة ذلك موجود في أفعال سلف الأمة، فقد نقل أن الرجل منهم إذا رأى أخاه يبكي بكى لبكائه ثم يسأله بعد ذلك عما أبكاه. يقول حذيفه العدوى: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي ومعي شئ من الماء وأنا أقول إن كان به رمق سقيتة فإذا أنا به فقلت له: أسقيك؟ فأشار برأسه: أن نعم، فإذا أنا برجل يقول: آه، آه. فأشار إلىَّ ابن عمي: أن أنطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص، فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم، فسمع آخر يقول: آه، آه، فأشار هشام أن أنطلق إليه، فجئت فإذا هو قد مات، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. والأخوة الإيمانية جزء أصيل من عقيدة الإيمان، ورتبة عالية من رتب الإسلام؛ ولذا كان جزاء هذه المحبه في الدنيا حلاوة يجدها المؤمن في قلبه تفوق كل لذة، وفي الآخرة يدخله الرحمن ظلا ظليلا. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) (2). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) (3). قال ابن تيميه: (جعل الله عباده المؤمنين بعضهم أولياء بعض, وجعلهم إخوة, وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين وأمرهم سبحانه بالإئتلاف و نهاهم عن الإفتراق والاختلاف, فكيف يجوز مع هذه لأمة محمد أن تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادى طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى) (4). ومن تأمل أحكام الشرع وجد مظاهر كثيرة تؤكد على أهمية الاتفاق والاجتماع، وتقضي على الفرقة والشتات فجمعت الناس في أنساكهم وصيامهم وصلاتهم أن يشرعوا فيها في وقت واحد ويختموها في وقت واحد وشرع الاصطفاف للصلاة والتواص، ونهى عن تفويت الجماعة في الصلوات إلى مظاهر من تأملها وتشبع بها انقادت تطبيقاته لمسائل الاجتهاد على هذا النحو وقد اختار الشافعي -رحمه الله- أن من فاتته الصلاة في مسجد له إمام راتب أن يصلي منفرداً أو لا يصلي في المسجد جماعة ثانية لما فيها من تفرق الكلمة والإختلاف(5). قال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على ذلك: والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب صحيح جليل ينبئ عن نظر ثاقب وفهم دقيق، وعقل درّاك لروح الإسلام ومقاصده، وأوّل مقصد للإسلام وأجلّه وأخطره: توحيد كلمة المسلمين وجمع قلوبهم على غاية واحدة: هي إعلاء كلمة الله، وتوحيد صفوفهم في العمل لهذه الغاية... وهذا الشيء لايدركه إلا من أنار الله بصيرته للفقه في الدين والغوص على درره والسمو إلى مداركه) (6). الدعوة للاتفاق ليست إلغاء للخلاف: فالافتراق وصف مذموم في الشرع قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء" [الأنعام:59] وقد نهى الله تعالى عنه نهياً مطلقاً كما قال: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" [آل عمران:103] وقال: "أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" [الشورى:13] أما الاختلاف فإنه قد يكون رحمة، وأهله معذورون: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شرٍ عظيم من خفاء الحكم ولهذا صنف رجل كتاباً سماه: كتاب الإختلاف فقال أحمد: سَمّه كتاب السَّعَة، وإن الحق في نفس الأمر واحد، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه، لما في ظهوره من الشدة عليه) (7). وقد وقع الخلاف بين السابقين من أفضل قرون هذه الأمة من الصحابة والتابعين ولم يوجب افتراقاً، ولذا لم يكن مذموماً ونقل الشاطبي جملة مما اختلف فيه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما هو من محالّ الاجتهاد ثم قال: (وغير ذلك مما اختلفوا فيه، وكانوا مع ذلك أهل مودة وتناصح وأخوه الإسلام فيما بينهم قائمة فلما حدثت الأهواء المردية التي حذر منها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وظهرت العداوات وتحزب أهلها، فصاروا شيعاً، دل على أنه إنما حدث ذلك من المسائل المحدثة التي ألقاها الشيطان على أفواه أوليائه) (8). وضابط التفرق أنه: تشتتت الشمل والكلمة. وهو بهذا يشل حركة المجتمع ويضعف المسلمين، ويمكن أعدائهم منهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشائخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها... وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا اصلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمةٌ والفرقة عذاب) (9). أما الخلاف فإنه لا يذم متى كان في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد وإبداء الرأي وهو مالا يعارض قاطعاً من الكتاب والسنة وإجماع الأمة. سواء من مسائل العلم أو أوضاع الدعوة وأحوال العمل. مع أن نبذا التفرق حتى ولو كان على خلاف سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وارد إذا كن لقائله نوع تأويل كما حصل لابن مسعود -رضي الله عنه- لما أتم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الصلاة بمنى أربع ركعات خلافاً لما كان عليه رسول الله ل وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فاسترجع ابن مسعود وقال: صليت مع رسول الله بأبي بكر وعمر بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان. ثم صلى أربعاً فقبل له: عتبت على عثمان ثم صليت مع أربعاً، فقال: الخلاف شر(10). ويلخص ابن القيم المعنى الذي نريده بقوله: (وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لابد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه وإلا إذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله، لم يضر ذلك الاختلاف، فإنه أمر لابد منه في النشأة الإنسانية. ولكن إذا كان الأصل واحداً والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافاً لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة، فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله، والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله، والطريق واحد، وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة) (11). وسائل تؤدي للاتفاق: ولتحصيل اجتماع الكلمة ووحدة الصف والاتفاق وسائل يمكن استلهامها من النصوص الشرعية والأقوال السلفية منها: أولاً: الإنصاف مع المخالف: فإن الاختلاف في الرأي لا يمكن أن يكون مؤدياً إلى فتنة، أو مورثاً لفرقة إلا إذا صاحبة بغى أو هوى كما قال تعالى: "وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا"[آل عمران:19]. والله تعالى مع أمره بعدم موالاة الكفار قال: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" [المائدة:8]. قال ابن تيمية: (وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار، وهو بغضٌ مأمور به، فإن كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم) (12). وإذا أنصف الإنسان حمله إنصافه على أن يعرف قدر الخطأ، فلا يعطيه أكبر من حقه، كما لا ينسى سابقة قائله، وظروفه التي حملته على فعله، ولا يغيبن عنك فعل حاطب بن أبي بلتعة وكيف أن عقوبته منع من ترتبها عليه مشهده العظيم يوم بدر، قال ابن القيم: (من قواعد الشرع والحكمة أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل من غيره ويعفى عنه ما لا يعفى من غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.. وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أن من له ألوف الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين وكما قيل: وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ***جاءت محاسنه بألف شيع ) (13) وكذلك قد يكون العالم أو الداعية أو الأمير غير قائم بشيء من أحكام الشرع لعذر، فمن أنصف عذره، وقد ضرب ابن تيمية أمثلة لهذا فذكر النجاشي وأنه لم يعمل بكثير من شرائع الإسلام كالهجرة والجهاد والحج، كما أنه لم يحكم قومه بالقرآن لعدم استطاعته وذكر مؤمن آل فرعون ويوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر، ثم قال: (وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكن ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها) (14). ومن أراد أن يتصور كيفية مراعاة الحال فليتأمل حديث الذي فقد دابته وهو في صحراء، فلما أيقن بالهلاك وجدها، فقال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح) (15). فلم يؤاخذ مراعاة للظرف الذي ألمّ به حال تكلمه. ثانياً: مراعاة المصالح والمفاسد: إن من قواعد الشريعة تحمل أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات وأكبر الأصنام ولا يغيرها وترك المنافقين ولم يقتلهم مع ثبوت كفرهم لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه. والتعامل مع كل مخالف منوط بهذه القاعدة، فلا يسوغ الرد عليه إذا ترتب على ذلك مفسدة أكبر. وقد نهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين لما ترتب على ذلك مفسدة أعظم من مصلحة سبها، قال تعالى: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ"[الأنعام:108]. قال ابن القيم: (إن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذ كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله، فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله) (16). وفي امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن هدم الكعبة شاهد ظاهر لهذا. وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية: (إذا لم يحصل النور الصافي، بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف. وإلا بقى الإنسان في الظلمة فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهى عن نور فيه ظلمة إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه، وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية) (17). ولا يمكن تبين الصالح والفاسد وحقائقها إلا لمشارك في الحال، أما الناظر من بعيد فإنه لا يتصور ذلك على وجهه. ومراعاة المصالح والمفاسد يتضمن ملاحظة الوقت الذي يعيشه الإنسان، وهل سيتعلق بكلامه أهل الفساد ليكون ذريعة لمآرب سيئة وهل سيُفهم على وجهه أم لا. وذلك كله مبني على قاعدة كبرى، وهي أن الأعمال الشرعية ليست مقصودة لنفسها وإنما قصدت المصالح المترتبة عليها(18). ثالثاً: معرفة لغة المتكلم وحقيقة رأيه: فإذا جهل الإنسان حقيقة قول المتكلم ومقصده من اصطلاحاته حمله غير مقصوده، ولذا قال ابن تيمية: (وكثير من الناقلين ليس قصده الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم، وسائر ما به يعرف مرادهم قد يتعسر على بعض الناس ويتعذر على بعضهم) (19). وقال السبكي: (كثيراً ما رأيت من يسمع لفظةً فيفهمها على غير وجهها فيغير على الكاتب والمؤلف ومن عاشره واستن بسنته.. مع أن المؤلف لم يرد ذلك على الوجه الذي وصل إليه هذا الرجل) (20). ولما ذكر العلماء القوادم في باب القياس جعلوا منها استعمال اللفظ الغامض وطالبوا المتكلم بإظهار المراد منه ليمكن إبطاله أو التسليم به. لعل من هذا الباب ما نُقل أن الإمام أحمد قال: ما زلنا نلعن أهل الرأي ويلعنوننا حتى جاء الشافعي فخرج بيننا. وقد طبق شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الضابط لما تناول قول الجنيد: التوحيد إفراد القدم من الحديث... فقال: (هذا الكلام فيه إجمال، والمحق يحمله محملاً حسناً وغير المحق يدخل فيه أشياء... وأما الجنيد فمقصوده التوحيد الذي يشير إليه المشايخ، وهو التوحيد في القصد والإرادة وما يدخل في ذلك من الإخلاص والتوكل والمحبة... وهذا حق صحيح وهو داخل في التوحيد الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه) (21). رابعاً: التثبت: فالاستعجال في إصدار الأحكام تصرف يوقع صاحبه للزلل والخطأ، ولذا جاء الشرع بالأمر بالتثبت والتبيّن كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [الحجرات:6] وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً"[النساء:94]. والمراد بالتبيّن: التعرّف والتبصر والأناة وعدم العجلة حتى يتضح الأمر ويظهر، وهذا يحصل في النقل والمنقول. فأما النقل فبالتحقق من صدق الناقل وسلامته ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بئس مطية الرجل زعموا) (22). قال الخطابي: (إنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا تثبت فيه، وإنما هو شيء يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم صلى الله عليه وسلم من الحديث ما كان هذا سبيله وأمر بالتثبت فيه والتوثق لما يحكيه من ذلك فلا يرويه حتى يكون معزياً إلى ثبت ومروياً عن ثقة) (23). ولعلماء الرواية تقدير رائق في عدم قبول رواية المبهم ولو أبهم بلفظ التعديل كقول بعضهم حدثني الثقة أو من لا أتهم(24). ولذا قال ابن تيمية: (من أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فليسمّ القائل والناقل، وإلا فكل أحد يقدر على الكذب) (25). وأما المنقول فلا بد أن يتثبت الناقد أن المنقول لا وجه له في الصحّة يقتضي قبوله وهذا ما سبق في فهم كلام المتكلم وحقيقة مراده. خامساً: التخلص من سلطة الأتباع: فعصا الأتباع مرفوعة على متبوعهم كلما خالف رغبتهم، أو عدل عن تقرير أبواه، أو فتوى أخذ بها، والمتبوع يخشى منهم الإنكار عليه والإنفضاض من حوله والتشنيع عليه، وهذه العصا تصد المتبوعين عن التآلف مع من سبق أن كان بينهم نوع خلاف والله المستعان. سادساً: لزوم آداب الشرع: فإن في سلوك الأدب تخلصاً من آثار الخلاف السيئة ومنعاً لتضخمها وهذه الآداب كثيرة، منها: (1) إحسان الظن بالمخالف فقد أمرنا الله بذلك "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" [الحجرات:12]، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً) (26). (2) ومنها الخضوع للحق ولو نطق به الخصم كما قال الشافعي: ما ناظرت أحداً إلا قلت: اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته(27). وشاهد هذا من المأثور قبول أبي هريرة لخبر الشيطان الكذوب وما روى النسائي أن حبراً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون تقولون والكعبة فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة. (3) الستر على المخطي فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الستر فقال: (ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) متفق عليه. ومن هذا أن يبين الخطأ دون التعرض لشخص المخطئ وهذا نهج أثري منقول في قول المصطفى في كثير من الأحوال، ما بال أقوام. سابعاً: البحث في وسائل لتجاوز الافتراق: فإذا الاتفاق عمل وليس قول ومن اجتهد لبلوغه مع حسن القصد تيسر له أمره، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" [العنكبوت:69]، وهذه وسائل مقترحة يمكن بتفعيلها تجاوز الفرقة، منها: إيجاد مرجعية تحكم في الخلاف وتفصل فيه ولابد لهذه المرجعية أن تكون سليمة الماضي، نظيفة السجلات حتى تكسب الاحترام والقبول. وكذلك كثرة اللقاءات بين الأطياف المختلفة لتفعيل الود وكسر الحواجز المصطنعة بينهم بالمؤتمرات والندوات والحوارات والزيارات ونحوها. ومنها: نشر الكلام عن أدب الخلاف وطريقة التعامل مع المخالف سواء عبر الكتابات والمشافهات، أو من خلال وسائل الإعلام، أو طريقة عملية في تربية النشئ في محاضن الدعوة والتعليم. * * * * وبعد، فما سبق ملامح يسيرة وحول بعض الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع الواسع ولكم تمنيت أن اتسع الوقت وطال المجال ليربي الإنسان في مقولة ويزيد منقوله. ونحن إذ نتناول هذا الموضوع لنرى ما تعانيه الأمة من فرقة واختلاف بين أطيافها فهذا عرض لها أن تنبذ فرقتها في هذا الوقت العصيب، فهل هي واعية لما يراد لها جميعاً، أم ستقول حين يعدى عليها: أكلت يوم أكل الثور الأحمر؟. (1) متفق عليه. (2) متفق عليه. (3) أخرجه مسلم. (4) مجموع الفتاوى:3/419 (5) الأم 1/136 (6) تعليق على سنن الترمذي 1/431 (7) مجموع الفتاوى 14/159 (8) الاعتصام 2/231 (9) مجموع الفتاوى 3/421 (10) أخرجه البخاري مختصراً وهذا اللفظ لأبي داوود في سننه بسند صحيح، رقم 1960 (11) الصواعق المرسلة 2/519. (12) منهاج السنة النبوية 5/127. (13) مفتاح دار السعادة 1/177. (14) الفتاوى 19/218. (15) متفق عليه. (16) أعلام الموقعين 3/4. (17) الفتاوى 10/364. (18) انظر الموافقات 2/385. (19) الفتاوى 6/303. (20) قاعدة في الجرح والتعديل 93. (21) الإستقامة 1 / 92. (22) سنن أبي داود 4972 ؛ مسند أحمد 4 / 119 ؛ بسند صحيح. (23) معالم السنن 4 / 130. (24) أنظر تدريب الراوي 205. (25) منهاج السنة 2 / 413. (26) الدر المنثور للسيوطي 6 / 99. (27) قواعد الأحكام 2 / 176.
<urn:uuid:ed13fec7-0a0c-426b-9b6e-cfb1b8986729>
CC-MAIN-2015-27
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-8287.htm
2015-06-30T14:26:00Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375093974.67/warc/CC-MAIN-20150627031813-00113-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.963842
Arab
89
{"arb_Arab_score": 0.9638422727584839, "ars_Arab_score": 0.012967454269528389, "arz_Arab_score": 0.011013813316822052}
هل كان للأنبياء معلمين؟ أخرج البيهقي عن خالد بن أبي عمران قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذابا، ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون، ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، إليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق. (الدرر المنثور في التفسير بالمأثور- للامام جلال الدين السيوطي) قصة موسى والخضر أخرج ابن عساكر من طريق ابن سمعان، عن مجاهد قال: كان ابن عباس يقول في هذه الآية {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح} يقول: لا أنفك ولا أزال {حتى أبلغ مجمع البحرين} يقول: ملتقى البحرين {أو أمضي حقبا} يقول: أو أمضي سبعين خريفا {فلما بلغ مجمع بينهما} يقول: بين البحرن {نسيا حوتهما} يقول: ذهب منهما وأخطأهما، وكان حوتا مليحا معهما يحملانه فوثب من المكتل إلى الماء فكان {سبيله في البحر سربا} فأنسى الشيطان فتى موسى أن يذكره، وكان فتى موسى يوشع بن نون {واتخذ سبيله في البحر عجبا} يقول: موسى عجب من أثر الحوت ودوراته التي غار فيها {قال ذلك ما كنا نبغي} قول موسى: فذاك حيث أخبرت أني أجد الخضر حيث يفارقني الحوت {فارتدا على آثارهما قصصا} يقول: اتبع موسى ويوشع أثر الحوت في البحر وهم راجعان على ساحل البحر {فوجدا عبدا من عبادنا} يقول: فوجدا خضرا {آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} قال الله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم) (يوسف، آية 76) فصحب موسى الخضر وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه وعن ابن العباس، ان موسى رآه فقال: السلام عليك يا خضر. قال: عليك السلام يا موسى. قال: من حدثك أني أنا موسى...!؟ قال: حدثني الذي حدثك أني أنا الخضر. قال: إني أريد أن أصحبك {على أن تعلمني مما علمت رشدا} وأنه تقدم إليه فنصحه فقال: {إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} وذل بأن أحدهم لو رأى شيئا لم يكن رآه قط ولم يكن شهده ما كان يصبر حتى يسأل ما هذا، فلما أبى عليه موسى إلا أن يصحبه {قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} إن عجلت علي في ثلاث فذلك حين أفارقك.
<urn:uuid:6c8bdeff-46e8-4454-b925-53572ebf2ea0>
CC-MAIN-2015-27
http://www.sunnah.org/arabic/teachers.htm
2015-06-30T14:29:45Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375093974.67/warc/CC-MAIN-20150627031813-00113-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.891307
Arab
67
{"arb_Arab_score": 0.8913074731826782, "ary_Arab_score": 0.037703484296798706, "arz_Arab_score": 0.0372186154127121, "ars_Arab_score": 0.0246741846203804}
التأمين واحد من تلك النظم التي غزتنا بها الحضارة الحديثة في عقر دارنا, وتغلغل في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية حتى غدا محوراً لا تتحرك آلة التقدم إلاّ به، وقد كان أول مؤتمر علمي إسلامي تجري فيه مناقشة موضوع التأمين هو أسبوع الفقه الإسلامي الذي عقد بدمشق عام 1380هـ (1961م)، كما جرت مناقشته أيضاً في مؤتمر علماء المسلمين الثاني بالقاهرة عام 1385هـ (1965م), وفي ندوة التشريع الإسلامي (ليبيا) عام 1392هـ (1972م), وفي مؤتمر علماء المسلمين السابع بالقاهرة (1392هـ)، ولم تنته هذه المؤتمرات إلى نتيجة بحجة أن الموضوع يحتاج إلى مزيد من البحث والدرس. وأخيراً صدر عن المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1396هـ (1976م) ما يلي: (يرى المؤتمر أن التأمين التجاري الذي تمارسه شركات التأمين التجاري في هذا العصر لا يحقق الصيغة الشرعية للتعاون والتضامن, لأنه لم تتوافر فيه الشروط الشرعية التي تقتضي حِلَّه...) دون أن يأتي على حكم التأمين الذي تتولاه الدولة كما في سورية ومصر. وقد سار على هذا الاتجاه قرار هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية، وقرار المجمع الفقهي. ولنا أن نتفق مبدئياً على النقاط التالية: أ- إن التأمين بكل صوره وأنواعه غربي المنشأ والمصدر. ب- إن لعقد التأمين أركاناً, وشروطاً, وآثاراً شرحتها الدراسات القانونية, ولا بد لنا من اعتمادها كما وردت في تلك الشروح لتقرير الحكم الشرعي، وكل خروج عنها يجعلنا في الحقيقة أمام نظام للتأمين قائم في أذهاننا, لا وجود له في الواقع. ج- إن أدلة الطرفين تتخذ من القياس مرتكزاً أساسياً تقوم عليه. د- إن علينا أن ندرك واقع الحياة بعمق، وأن نعلم يقيناً أن تغيير نظام المعاملات التي ألفها الناس، وتغيير النظام الاقتصادي لا يمكن أن يتم ذلك بيسر وسهولة، ولا بين عشية أو ضحاها. ه- إن علينا أن نقدم للناس بديلاً يقبله الشرع لكل أمر ضروري ألفوه، إذا كان لا يقره الشرع. و- إن تحليل الحرام، كتحريم الحلال، كلاهما يشوه جمال الشريعة، وتلفظه قواعدها وأحكامها الغراء. من التاريخ التأمين البحري هو أول أنواع التأمين ظهوراً وانتشاراً، و بدأ في لومبارديا سنة 1182م، ومنها أنتقل إلى بريطانيا وبقية الدول الأوربية ذات النشاط التجاري البحري. وأول نظام قانوني معروف للتأمين البحري هو ما يعرف باسم (أوامر برشلونة) وقد صدر عام 1435م، وأما التأمين على الحياة فقد ظهر لأول مرة في بريطانيا عام 1583م. وأما التأمين البري فقد تأخر تنظيمه القانوني حتى القرن العشرين، وجاء القانون الفرنسي المؤرخ 13/7/1930م منظماً لأحكامه تنظيماً شاملاً، مما يجعله قانوناً رائداً في هذا الموضوع. وقد كان هذا في الغرب، أما في العالم الإسلامي فإن التأمين لم يعرف إلا في القرن المنصرم، بدليل أن أحداً من الفقهاء لم يتعرض إليه قبل الفقيه الحنفي ابن عابدين، الذي أفتى بعدم جوازه، ومازال الحوار قائماً بين العلماء من بعده، حول التأمين وحكمه، مع الأخذ في الاعتبار أن التأمين آخذ بالازدهار والنمو في كل مكان. عقد التامين : تعريفه – أنواعه تعريف عقد التأمين: هو في اللغة مشتق من مادة أَمِنَ التي توحي بالاطمئنان والثقة. وآخر تعريف لعقد التأمين هو ما جاء في المادة 920 من القانون المدني الأردني (التأمين عقد يلتزم به المؤمِّن أن يؤدي إلى المؤمَّن له، أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغاً من المال، أو إيراداً مرتّباً، أو أي عوض مالي آخر، في حالة وقوع الحادث المؤمن ضده، أو تحقق الخطر المبين في العقد، وذلك مقابل مبلغ محدد، أو أقساط دورية يؤديها المؤمَّن له للمؤمِّن). ومهما اختلفت التعاريف، فإن رجال القانون قد اتفقوا على أن العناصر الأساسية لعقد التأمين هي: 1. وجود الإيجاب والقبول من المؤمَّن له والمؤَمِّن. 2. وجود عَينٍ هي محلّ التأمين. 3. دفع المؤمَّن له مبلغاً من المال للمؤمِّن. 4. ضمان المؤمِّن لكل ضرر يتعرض له محل التأمين، وهذا هو ما يبتغيه المؤمّن له من عقد التأمين. أبرز خصائص عقد التأمين: 1. عقدٌ من عقود التراضي. 2. عقد مُلزم لطرفيه. 3. عقد من عقود المعارضة. 4. عقد احتمالي، لأن ما يدفعه المؤَمَّن له من بدل التأمين، وما يدفعه المؤمِّن من تعويض مجهول بالنسبة لكل منها، والحقيقة أن الإحصائيات الدقيقة قد قللت من الاحتمال. 5. عقد مستمر، فلابد من زمن ليتم فيه تنفيذ التزامات الطرفين. 6. عقد من عقود الإذعان، إذ يخضع المؤمَّن له لشروط وقيود مطبوعة، مكتوبة بصورة مسبقة، تكاد تكون واحدة بين شركات التأمين في بلاد العالم. ولكن يقلل من تعسّف عقود التأمين ما يقدم عادة من تنافس الشركات في العالم الحر، وما أعطته القوانين المدنية للمحكمة من حق في إبطال كل شرط تعسفي، وتفسير كل غموض في بنود العقد وشروطه، لمصلحة المؤمَّن له، لأنه الجانب الضعيف. ومما يدعو للدهشة حقاً، أنه في بعض البلاد التي أصبحت فيها شركات التأمين ملكاً للدولة، ما تزال تخضع لذات الأسلوب كما لو كانت خاصة، المضمون واحد، ولكن وجه المؤمِّن هو الذي اختلف. أنواع التأمين: أ ) من حيث الشكل ينقسم إلى قسمين: الأول: تأمين تعاوني، أو تبادلي: وهو أن يكتتب مجموعة من الأشخاص يتهددهم خطرٌ واحد، بمبالغ نقدية على سبيل الاشتراك يؤدى منها تعويض لكل من يتعرض للضرر من هؤلاء. الثاني: تأمين تجاري: وهو الذي يراد من كلمة التأمين إذا أطلقت، وفيه يدفع المؤمَّن له مبلغاً من المال للمؤمِّن (شركة التأمين) على أن يتحمل المؤمِّن تعويض الضرر الذي يصيب المؤمَّن له، فإن لم يتعرض للضرر المحدد بعقد التأمين أصبح المبلغ المدفوع حقاً للمؤمِّن، ولاشيء للمؤمَّن له. ب) ومن حيث الموضوع ينقسم إلى قسمين: الأول: تأمين تجاري يشمل التأمين البحري، والجوي، ويقصد به التأمين من المخاطر التي تحدث للسفن، وللطائرات، ولما تحمله من بضائع، كما يشمل التأمين البري، وهو التأمين ضد الحوادث العامة. الثاني: تأمين تجاري يشمل تأمين الأضرار، والأشخاص. أما تأمين الأضرار، فإنه يتناول المخاطر التي تؤثر في ذمة المؤمَّن له، لتعويضه عن الخسارة التي تلحقه بسببها. ويدخل فيه نوعان: 1. التأمين من المسؤولية كحوادث السيارات، والعمل. 2. التأمين على الأموال. أما تأمين الأشخاص، وهو ما يعرف بالتأمين على الحياة وهو من حيث العموم والخصوص ينقسم إلى قسمين: الأول: تامين فردي: يكون فيه المؤمَّن له طرفاً مباشراً في العقد، حيث يتولى مباشرة العقد، ليؤمن على نفسه من خطر معين لمصلحته الشخصية. الثاني: تأمين جماعي: يرمي إلى تأمين مجموعة من الأفراد يعتمدون على كسب أيديهم من بعض الأخطار التي قد يتعرضون لها، فتعجزهم عن العمل، كالمرض، والشيخوخة، والبطالة، والعجز. وهذا النوع في الغالب يكون إجبارياً، ومنه التأمينات الاجتماعية، والصحية، والتقاعدية، وغيرها من التأمينات العامة. والبحث ينحصر في النوع (ب) فقط، لأنه محور الخلاف بين العلماء. الفقهــــــــــاء والتـــــــــــأمين أدلة المــــــانعيـــــــن الذين منعوا عقد التأمين، وقالوا لا يجوز قدّموا بين يدي قولهم أدلة نسردها بإيجاز غير مُخِلّ، ونعقبها بالرد الذي دفع به القائلون بالجواز. ونحب أن نشير إلى أنه لابد من التأمل في ردود هؤلاء الفقهاء على أدلة المجيزين للتأمين التي ستأتي على وجه الاستقلال، حتى يتمكن القارئ الكريم من معرفة أدلة المانعين على الوجه الأكمل. 1- الغرر والجهالة: نهت الشريعة الإسلامية عن العقود التي تحمل في طيّاتها غرراً، أو جهالة، وهذا النهي يفيد التحريم، ويفضي إلى بطلان تلك العقود، والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيع الغرر، كبيع السمك في الماء، والطير في الهواء، كما نهى صلوات الله وسلامه عليه عن بيع المجهول. وقد فسر الفقهاء معنى بيع الغرر، والجهالة بأنه : بيع ما لا يعلم وجوده وعدمه، أو لا تعلم قلته أو كثرته، أو لا يقدر على تسليمه. وقال بعضهم أن بيع الغرر ما كثر فيه الغرر، وغلب عليه حتى أصبح البيع يوصف ببيع الغرر، فهذا الذي لإخلاف في المنع منه. وأصل الغرر، هو الذي لا يُدرى هل يحصل أم لا، كالطير في الهواء، والسمك في الماء، أما ما علم حصوله، وجهلت صفته، فهو المجهول. والفقهاء قسموا الغرر والجهالة إلى أقسام ثلاثة:- الأول: كثير: يؤثر في عقود المعاوضات، فيفسدها بالإجماع، كم في بيع الطير في الهواء. الثاني: قليل: لا يؤثر في تلك العقود بالإجماع، كأساس الدار. الأخير: متوسط: هل يلحق بالقسم الأول، أم بالثاني، وهذا هو سر اختلاف العلماء في فروع الغرر والجهالة. وللحنفية تفريق دقيق بين نوعين من الجهالة من جهة أثرها في العقد، قالوا: إذا كانت الجهالة تفضي إلى منازعة، فإن العقد فاسد، لأنه لا يمكن تنفيذه، كالذي يبيع أحد الأشياء دون تعيين، وأما إذا كانت الجهالة لا تفضي إلى منازعة، فإن ذلك لا يؤثر في صحة العقد ما دام التنفيذ ممكناً، وقالوا بأنه لو صالح آخر على جميع الحقوق التي عليه كافة، ولا يعرفان مقدارها و أنواعها لقاء بدل معين، فإن ذلك الصلح جائز، لأن الحقوق في سقوطها لا تحتاج إلى تنفيذ، أما لو صالحه على بعض تلك الحقوق دون تعيين لذلك البعض، فإن الصلح فاسد للجهالة الموجبة للمنازعة. وعندما نطبق ذلك على عقد التأمين نلحظ ما يلي: 1) الغرر في عقد التأمين ظاهر، ذلك أن رجال القانون يصفونه بأنه عقد احتمالي.. فالمؤمَّن له لا يستطيع أن يعرف وقت العقد مقدار ما يعطي، أو يأخذ، فقد يدفع قسطاً واحداً ويقع الخطر، فيستحق جميع ما التزم به المؤمِّن، وقد يدفع جميع الأقساط ولا يقع الخطر، فلا يأخذ شيئاً. وكذلك حال المؤمِّن، فهو عند العقد لا يعرف مقدار ما يأخذ، وما يعطي، وإن كان يستطيع إلى حد كبير أن يعرف كل ذلك بالنسبة لجميع المؤمَّن لهم عن طريق الاستعانة بقواعد الإحصاء الدقيق. إن هذه الصفة الاحتمالية في عقد التأمين تجعله من عقود الغرر من جهة، وتكشف عن الغبن الذي يحصل لطرفيه من جهة أخرى، وكل ذلك مانع من انعقاده. 2) أما الجهالة فإنها بارزة في عقد التـأمين، فالخطر الذي هو مبرر عقد التأمين، وركيزته الكبرى قد يقع، وقد لا يقع، والمؤمِّن لا يعرف مقدار ما سيلزمه من التعويض عند وقوع الخطر، والمؤمَّن له لا يعرف عدد الأقساط التي سيدفعها في عقد التأمين على الحياة، كل ذلك يجعل الجهالة في عقد التأمين من النوع الكثير الذي يؤثر بالعقد، ويؤدي إلى بطلانه. إذاً فقعد التأمين غير جائز شرعاً لما فيه من فاحش الغرر والجهالة. الــــــــــرد: وأجاب المجيزون للتأمين عن ذلك بما يلي:- أ) إن الغرر في هذا المقام هو الذي يُحوِّل عقد البيع من أصله الذي شُرِعَ له كطريق لمعاوضة محدودة النتائج والبدلين، إلى طريق للكسب قائم على المخاطرة، بحيث يكون الربح لواحدٍ والخسارة لآخر، فهو والحالة هذه أشبه بالمقامرة والرهان. ولذلك قرر الفقهاء، عدم انعقاد بيع شيء لا يقدر البائع على تسليمه للمشترى ولو كان معيّناً بذاته عند البيع، كبيع طير في الهواء، وسمكة في الماء. ويظهر من هذه البيوع أيضاً أن الغرر فيها غرر فاحش، ولا يجادل في ذلك أحد، وأنه يجعل العقد كالقمار المحض، وعليه فإنه لا يصلح أن يكون أساساً يُعتمد عليه في الحياة الاقتصادية وفي المعاملات المالية. ب) أما إن كان الغرر دون ذلك، فإنه لا يؤثر في العقد، ذلك لأن عنصر المغامرة، والمخاطرة، والاحتمال في حدوده الطبيعية قلّما تخلو منه أعمال الإنسان، وتصرفاته المشروعة، وقلّما تخلو منه طبيعة الأشياء. لهذا رأينا الفقهاء يجيزون بيع الثمار على أشجارها بعد صلاحها، ومع أنه يبقى في بيعها بعد ذلك نوع غررٍ وجهالة، ولكنه أقل مما قبله. وكذلك صوَّر الفقهاءُ بيع الثمار المتلاحقة على أصولها، وجعلوا ما سيوجد منها (مع أنه معدوم) تبعاً للموجود، نظراً للحاجة إلى هذا البيع. كما جوّزوا استئجار المرضع بطعامها، وشرابها، وكسوتها، للحاجة لذلك رغم ما في هذه الإجارة من غرر وجهالة واضحين، فالمرضع لا تعرف عدد الرضعات، ومن ترضع له لا يعرف مقدار الطعام، والكسوة، ونوعها. إن أمثال هذه العقود التي أجازها الفقهاء تدل على أن هذا القدر من الغرر والجهالة لا يؤثر. بعد كل ما ذكرنا، هل نجد في التأمين غرراً أو جهالة يوجبان بطلانه؟ • نحن ننتقد قول جمهرة علماء القانون بأن عقد التأمين من العقود الاحتمالية، لكنه في حقيقته ليس كذلك، فهو بالنسبة للمؤمِّن ليس احتمالياً، وإذا كان بالنسبة لكل عقد على حدة لا يستطيع المؤمِّن أن يعرف ما يعطي، وما يأخذ، ولكنه بالنسبة لمجموع العقود التي يقوم بها يستطيع أن يعرف كل ذلك باعتماده على الإحصاء الدقيق، الذي هو عمدة العمل لدى شركة التأمين. وأما بالنسبة للمؤمَّن له فلا وجود للاحتمال أصلاً، لأنه عند دفع القسط الأول قد حصل على ما يريد، إنه حصل على الأمان الذي هو محل التأمين دون توقف على الخطر. • لو سلمناً بوجود عنصر الاحتمال في التأمين، فقد نص الفقهاء على أن الإنسان لو قال لآخر: تعامل مع فلان، وما يثبت لك عليه من حقوق فأنا كفيلٌ به، صحّت الكفالة هكذا رغم الاحتمال في وجود الدين في المستقبل، وجهالة مقداره. وكذلك لو قال لدائن: إن أفلس مدينك فلان، أو مات هذا الشهر مثلاً، أو إن سافر، فأنا كفيله، فإن الكفالة تنعقد صحيحة، ويلتزم بموجبها إن وقع الشرط. • لو سلّمنا بوجود غرر في عقد التأمين، فإنه ليس من الغرر الممنوع شرعاً، بل هو من النوع المقبول. • أما الغبن في عقد التأمين، فإنه ليس من الغبن المحرم شرعاً، وإنما هو غبن مغتفر، وهو مما يصاحب عادة العقود الصحية ، ذلك لأن الغبن المحرم شرعاً يكون عند اختلال التعادل بين ما يعطيه متعاقد، وما يأخذه، اختلالاً فادحاً ينطوي على استغلال أحد المتعاقدين طيشاً بيّناً، أو هوى جامحاً لدى المتعاقد الآخر، وليس في التأمين شيء من ذلك، بل هو عقد معاوضة قد بني على أسسٍ فنية، وحسابات دقيقة مما تتنافى معه صفة الاحتمال والغبن، ومع ذلك فإنه إذا اشترطت شركة التأمين أقساطاً عالية لا تتناسب البتة مع احتمال الخسارة تحقق الغبن، وجاز إبطال العقد. • أما الجهالة: فنرى أن الجهالة فيها من النوع غير المانع من صحة العقد، لأن مبلغ كل قسط عند حلول ميعاده هو مبلغ معلوم، أما كمية الأقساط فهي التي فيها الجهالة، وهي لا تمنع من التنفيذ ما دام المؤمِّن قد تعهد بدفع التعويض المتفق عليه عند وفاة المؤمَّن له في أي وقت حصلت الوفاة ضمن المدة المحددة بالعقد ومهما بلغ عدد الأقساط. 2- القمــــــــــــار: إن الشريعة الإسلامية قد حرمت القمار، وعقد التأمين فيه المقامرة ظاهرة للعيان، لذلك كان حراماً، وممنوعاً شرعاً، وتتجلى صفة المقامرة في عقد التأمين بأنه عقد معلّقٌ على خطرٍ تارة يقع، وتارة لا يقع، وهذا التعليق يظهر معنى المقامرة، ويظهر هذا المعنى أيضاً في عقد التأمين على الحياة، فالمؤمَّن له قد يموت قبل إيفاء جميع الأقساط، وقد يموت بعد دفع قسط واحد، وقد يكون الباقي مبلغاً كبيراً، ففي مقابل أي شيء تدفع شركة التأمين التعويض المتفق عليه لورثة المؤمَّن له؟ وفي صورة أخرى من صور عقد التـأمين على الحياة نرى المقامرة عياناً جهاراً، فإن المؤمَّن له بعد أن يوفي جميع ما التزم به من الأقساط يكون له كذا، وإن مات قبل أن يوفيها كلها يكون لورثته كذا، أليس في هذه الصورة وفي تلك مقامرة ومخاطرة؟ وإذا لم يكن كل ما ذكرنا من المقامرة ففي أي شيء تكون المقامرة إذاً؟ إن وجه الشبه بين الـتأمين والقمار هو عنصر المخاطرة، وعدم التناسق بين المكسب والخسارة وعدم التقابل العادل في حال الكسب. الــــــــــرد: • إن القمار من أعظم الآفات الخُلُقية، والأمراض الاجتماعية، وقد وصفه القرآن الكريم بأنه من حبائل الشيطان يوقع بها العداوة والبغضاء بين الناس. ولذلك فإن العامل الشرعي في تحريم القمار ليس عاملاً اقتصادياً فحسب، وإنما هو عامل خلقي واجتماعي في الدرجة الأولى كما أشار إليه القرآن الكريم. أما نظام التأمين فهو قائم على أساس ترميم الكوارث التي تقع على الإنسان في نفسه، أو ماله، بطريق التعاون على تجزئة الكوارث وتفتيتها، ثم توزيع التعويض عن الضرر الواقع. ثم إن التأمين يعطي المؤمَّن له طمأنينة وأمناً من نتائج الأخطار الجائحة التي قد تذهب بثروته. • أما القول بأن التأمين عقد معاوضة لا تقع المساواة بين ما يدفعه المؤمَّن له، وبين ما يقبضه حال وقوع الخطر، فقول صحيح ولاشك. ولكننا نقول بأن المساواة والمعادلة في الإبدال لا تجب فقهاً إلا في حالتين:- الأولى: ضمان المتلفات، فهذه يجب فيها التعادل المطلق بقدر الإمكان، فإذا كان المتلف مِثليّاً وجب مثله، أو قيِمّاً وجبت قيمته التي هي سعره الذي يساويه في السوق بين الناس. الثانية: عقود المعاوضات في الأموال الربوية إذا قوبلت بجنسها، كالقرض والصرف. وفيما عدا ذلك لا تجب المساواة والمعادلة. ألا ترون أن المبيع في عقد البيع مضمون على المشتري بالثمن لا بالقيمة؟ والثمن هو العوض قليلاً كان أو كثيراً، لأن الإنسان قد يبيع ما يملك بثمن بخس وإن كانت قيمة غالية، وبالعكس. مع ملاحظة أن البيع لا ينطوي على أية فكرة تعاونية، وإنما هو عملية تجارية بحته، ومع ذلك جاز فيه شرعاً هذا التفاوت بين العِوَضَين ما دام الأساس فيه هو الإرادة. وعقد التأمين على الحياة أساس الالتزام فيه بتقدير التعويض هو الإرادة، فلا يجب فيه التعادل، ولاسيما وقد اندمجت فيه فكرتا التعاون والمعاوضة فهو أولى من البيع بقبول التفاوت، وعدم التساوي فيه بين ما يؤخذ، وما يعطى. فأين كل ذلك من القمار؟ • والواقع أن من يتأمل القمار والتأمين يجد الفرق بينهما سافراً فيما يأتي:- أ) من حيث الخطر: ففي القمار يتحمله المقامر لأنه من صنع نفسه. أما التأمين فإن الخطر الذي يتعرض له المؤمَّن له ينشأ من النشاط الاقتصادي، وطوارئه، ويحاول جاهداً أن يتقيه، ويتحمل في سبيل ذلك كلفة هي قسط التأمين. ب) من حيث الأثر: نرى المقامرة تشوش نظام الحياة الطبيعي المبني على العمل، والمكافأة عليه، كما تسيء إلى التوزيع العادل للثروة والدخل. أما التأمين فيزيل التشويش من طريق الحياة الاقتصادية، وذلك التشويش الناشئ عن الحوادث والكوارث، لذلك نرى الإنسان يشق طريقه في الحياة وهو ينعم بالأمان والثقة. فأين كل ما ذكرنا من القمار؟ 3- الرهــــــــــان: الرهان ممنوعٌ شرعاً إلا في صورةٍ معينة مستثناه، ليس منها عقد التأمين بلا شك. وبما أن التأمين معلق على خطر، قد يحدث، وقد لا يحدث، ولذلك كان والرّهان سواء في الحكم، وبهذا يكون التأمين حراماً. الــــــــــرد: رد المجيزون على ذلك، بأن ما سبق إيضاحه من تفريق دقيق بين القمار والتأمين، يصلح أن يعتمد هنا، إن المراهن يعتمد على المصادفة والحظ، وإن الرهان ليس فيه أثر لترميم أضرار الأخطار التي يتعرض لها الإنسان على سبيل التعاون، فضلاً على أنه لا يعطي المرء شيئاً من الأمان والطمأنينة. فأين ذلك من عقد التأمين؟ تفرق الموسوعة البريطانية بين التأمين والمراهنة، فتقول: في قواعد التأمين يشترط في المؤمَّن له أن يكون ذا مصلحة قابلة للتأمين المطلوب، وذلك بأن يكون معرضاًً للخسارة بوقوع حادث محتمل، ولولا هذا الشرط لأصبح عقد التأمين مجرد مراهنة، فحيثما توجد مصلحة قابلة للتأمين قانوناً يكون عندئذٍ ما تدفعه الجهة المؤمِّنة للمؤمَّن له عند وقوع الضرر تعويضاً عن الضرر الواقع، وليس ربحاً للمؤمَّن له، كما في حالة الرهان. ولذلك فإن القوانين المدنية تشترط في عقد التـامين لأجل صحته أن لا يؤدي إلى ربح المؤمَّن له، فلو شرط في العقد أن يكون التعويض عند وقع الخطر المؤمن ضده أكثر من مقدار الضرر كان ذلك شرطاً مخالفاً للنظام العام، ومبطلاً للعقد. 4- ربا الفضل والنَّساء: إن الشريعة الإسلامية قد حرمت الربا بنوعيه الفضل والنَّساء. ويظهر الربا بنوعيه في عقد التأمين لذلك فهو محرم شرعاًً. ذلك أن ما تدفعه شركة التأمين للمؤمَّن له، أو لوريثه: إما أن يكون أقل، أو أكثر، أو مساوياً لما قبضته منه بدل التأمين. وهذا الدفع لا يكون إلا بعد فترة من قبض المؤمن لبدل التأمين، أو قسط منه. فإن كان التعويض أكثر من بدل التأمين كان فيه ربا الفضل من جهة، وربا النسيئة من جهة أخرى. وإن كان مساوياً ففيه ربا النسيئة، وعلى ذلك فإن التأمين فيه ربا الفضل، أو ربا النسيئة، أو كلاهما معاً، ومعلوم أن كل ذلك حرام بلا جدال. وفوق كل ما تقدم، فإن شركة التأمين تستثمر أموالها في الربا، وقد تعطي المؤمَّن له في التأمين على الحياة جزءاً من الفائدة، مما يجعل التأمين بمجمله متضمناً للربا المحرم في الإسلام. الــــــــــرد: أن التأمين التعاقدي قائم من أساسه على فكرة التعاون على جبر المصائب والأضرار الناشئة من مفاجآت الأخطار، وانطلاقاً من هذه الحقيقة فإن قسط التأمين على الحياة يتكون من جزئين:- الأول: يغطي الضرر المادي الذي يقع على الورثة عند وفاة المؤمَّن له، وهذا من قبيل التعاون. الثاني: يدَّخر، ويتجمع باستمرار مدة العقد، لكي يُسلّم للمؤمَّن له إذا كان على قدي الحياة في آخر مدة العقد، وعليه فإن عملية التأمين تصبح عملية ادخار لا يجادل في قبولها أحد، بالإضافة إلى التعاون، و بذلك لا يكون في التأمين ربا، ولا شبهة ربا. - نحن نقول بجواز نظام التأمين، وليس من لازم قولنا جواز جميع ما تحويه عقود التأمين من شروط وفق ما هو متعارف عليه في بلاد الغرب، ولذلك فإننا نرفض كل صورة للتأمين، وكل شرط يرد في العقد لا يتلاءم والمقاييس الشرعية للعقود والشروط. وعليه: فإننا لا نقبل أن تستثمر شركات التأمين أموالها في معاملات ربوية، ولا نجيز للمؤمَّن له أن يقبض شيئاً من الفوائد التي تدفعها شركة التأمين، ويستطيع هو أن يرفض قبولها، كما أن له أن ينص في العقد على ذلك. وما حملنا على ما قررناه إلا قولنا بالتفريق بين التأمين كنظام، وبين عقد التأمين، وإن قولنا هذا يدل على تحريم مثل هذه المعاملات لا على تحريم نظام التأمين، وإننا نستطيع أن نقيم نظاماً للتأمين خالياً من مثل هذه الشروط المحرمة، والتعامل الذي لا يقره الشرع الإسلامي. 5- التأمين يحمل معنى الصرف: إن التأمين يتضمن التزام المؤمَّن له بإعطاء نقود في سبيل حصوله على نقود في المستقبل، ولذلك كان فيه معنى الصرف. وعقد الصرف الذي لا يتم التقابض في مجلسه يعتبر فاسداً فيه شبهة ربا، وهذا ما يجعل عقد التأمين فاسداً لا يجوز. الــــــــــرد: قال المجيزون بأن معنى الصرف غير متحقق في عقد التأمين، لأن الصرف لا يكون إلا في مبادلة الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة، أو أحدهما بالآخر. 6- أكل المال بالباطل: لقد حرمت الشريعة الإسلامية أكل أموال الناس بالباطل، والتأمين من قبيل أكل أموال الناس بالباطل، لأن ما يدفعه المؤمَّن له مبلغ محدود، وقد يأخذ مثله، أو أقل، أو أكثر منه، وقد لا يأخذ شيئا، فإن أخذ أكثر مما دفع، فبأي وجه أخذ ذلك؟ وإن أخذ أقل، أو لم يأخذ شيئاً فبأي وجه أخذ المؤمَّن هذا المال؟ الــــــــــرد: رد المجيزون بأن التأمين لا يدخل في عموم النهي، حتى يقوم دليل تفصيلي على منعه. 7- الإلزام بما لا يلزم شرعاً: إن في عقود التأمين الإلزام بما لا يلزم شرعاً، وإن مثل هذا الإلزام لا يجوز، لهذا كانت عقود التأمين محرمة. وبيان ذلك: أن المؤمِّن لم يحدث الخطر المؤمَّن منه، ولم يتسبب في حدوثه، وإنما كان ضمانه للخطر- على تقدير وقوعه - مقابل مبلغ يدفعه المؤمَّن له نشأ من العقد، فكان التأمين حراماً لما فيه من تضمين ما لم يضمن، ومن ناحية أخرى فإن المؤمِّن يأخذ مال المؤمَّن له في عقود معاوضات مالية تجارية دون أن يبذل عملاً للمؤمَّن له. الــــــــــرد: إن المؤمِّن التزم بالضمان حين العقد برضاه، وعن طيب نفس منه، فالتزم بما التزم، ولا غضاضة في ذلك، وله نظير في الفقه الإسلامي ألا وهو عقد الكفالة. 8- بيع الأمان: إن الأمان لا يباع، ولا يشترى، ولذلك فإن التأمين لا يجوز أن يكون محل معاوضة، أو تجارة، كما لا يجوز أن يكون وسيلة لتحقيق ربح مهما كان هذا الربح محدوداً، وقليلاً للغاية، ذلك لأن التأمين في حقيقته رسالة إنسانية، وخير، ووظيفة اجتماعية محضة. الــــــــــرد: وأجاب المجيزون رداً لهذا الدليل:- إن الأمان أعظم ثمرات الحياة، ألا ترون أن الإنسان يسعى، ويكدح، ويبذل في سبيل الحصول على الأمان والاطمئنان لنفسه ولأسرته، ولحقوقهم ولمستقبلهم كل شيء. إن القول بأن التامين لا يجوز أن يكون محل معاوضة، لا يستند إلى دليل، فليس في نصوص الكتاب والسنة بيان لما يجوز أخذ العوض فيه، وما لا يجوز أخذ العوض فيه، فيبقى الأمر على الجواز والإباحة الأصلية. ومن ثَمَّ ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الضمان، وتحمّل التبعة مما يجوز أن يقابل بعوض. إن القول بأن الضمان خير ومعروف هو ما ذهب إليه بعض المالكية الذين قالوا بعدم جواز أخذ العوض عن الخير والمعروف كالصلاة، مع أن هذه القلة من المالكية تفرق بين الخير الواجب على فاعله، فلا يجوز أخذ عوض عنه، وبين ما لا يجب على فاعله أخذ العوض فيه، كأخذ العوض عن الطعام يعطى لجائع، وأخذ أهل مكة في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما التعويض عن توسعة المسجد الحرام على حساب أملاكهم، ومما لاشك فيه هو أن التامين والضمان ليس من المعروف الواجب على فاعله، ولذلك جاز أخذ العوض عنه. أما كون التامين رسالة، ووظيفة اجتماعية، فهو قول مردود، لأن كل ما في الحياة رسالة، والأموال جميعها بما في ذلك الملكية الخاصة هي وظيفة اجتماعية، بل التجارة ذاتها هي ضرب من التعاون تحقق حاجة تبادل الأموال والخدمات، بل إن جميع الهيئات العامة، أو الشركات الخاصة، التي تقوم بخدمات عامة ضرورية، كمرافق البريد والمياه والكهرباء تحقق من وراء ذلك ربحاً، ولم نسمع أن أحداً من فقهاء الشريعة المعاصرين يحرم ذلك، أو ينكره. 9-تحدّي القدر: إن التأمين التجاري، ولاسيما التأمين على الحياة فيه تحدٍّ للقدر الإلهي، ولذلك لا يجوز. الــــــــــرد: رد المجيزون على هذه النقطة بأن التأمين ليس ضماناً لعدم وقوع الخطر المؤمَّن منه حتى يكون تحدياً للأقدار، وهل يستطيع أحد منع القدر من الوقوع؟ إن التأمين تخفيف لآثار الخطر وترميمه عند وقعه عن طريق تعاون المستأمنين، وهو أمر مطلوب شرعاً. أدله المجيـــــــــزين لم يكتف الفقهاء الذين أجازوا التأمين بشتى أنواعه بردّ أدلة المانعين، بل قدّموا بين يدي البحث أدلة جديدة تبيح التأمين، ولم تسلم هذه الأدلة من نقد الخصوم، وبالتالي فإننا نذكر الدليل، ونعقبه بالرد. 1. الأصل في الأشياء الإباحة: وهذا الأصل يعني أن معاملات الناس، التي تعود عليهم بالنفع مباحة، إلا ما ورد فيه دليل بخصوصه يقتضي غير ذلك. فبمقتضى هذه القاعدة تكون عمليات التأمين، بكل أنواعه، مباحة لأنها من معاملات الناس النافعة، ولم يرد بخصوصها نص يحظرها. ومن جهة أخرى فإن الشرع الإسلامي لم يحصر الناس في الأنواع المعروفة قبلاً من العقود، بل ترك للناس أن يبتكروا أنواعاً جديدة منها تدعوهم حاجتهم الزمنية إليها بعد أن تستوفي الأركان والشرائط العامة التي تعتبر من النظام التعاقدي العام في الإسلام. ونستدل على ما ذهبنا إليه ببيع الوفاء عند الأحناف، فهو عقد جديد نشأ في القرن الخامس الهجري في بخارى وبلخ. وعلى ذلك فإن كون التأمين عقداً جديداً خارجاً عن نطاق العقود التي عرفها الفقهاء سابقاً ليس بمانع من جوازه شرعاً، إذا لم يكن فيه ما يخالف الشرائط العامة في نظام التعاقد. الــــــــــرد: أ) نحن لا نسلم بأن الأصل في عقود المعاملات الإباحة، بل الأصل فيها المنع حتى يقوم دليل على الجواز. ب) على تقدير أن يكون الأصل في المعاملات الإباحة والجواز، فإن الأدلة قد قامت جلية على مناقضة عقود التأمين للكتاب والسنة، وعلى هذا لا تكون عقود التأمين داخلةً في عموم أصل الجواز. 2. المصلحة والتأمين: إن المتأمل في واقع الحياة الذي نعيشه في هذا العصر يجد الإنسان محاطاً بمجموعة من المخاطر لا حصر لها، وهذه الأخطار تترك آثار مادية، ونفسيه في الإنسان، كما تترك آثاراً في المجتمع، إن هذه الأخطار تؤدي إلى خسارة جلّ ثروته، أو كلها في بعض الأحيان، وإن الخوف من وقوعها، وتصور نتائجها، يجعل الإنسان في قلق دائم، وخوف مستمر من المستقبل، مما يفقده كثيراً من فعاليته ونشاطه في سبيل نماء ثروته، والاستفادة من مواهبه. وإن كل ذلك يترك أثراً جسيماً في المجتمع، لأنه ينقص من الثروة القومية، ويحول دون إقدام الأفراد على تنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبيرة، مما يؤدي إلى ركود الاقتصاد، وضعف الثروة. وإن الإنسان بفطرته يميل لتجنب الخطر قبل وقوعه، وللتخفيف من آثاره بعد وقعه، وهو في سبيل ذلك يسعى بشتى الوسائل والطرق حتى يصل إلى ما يريد. وبعد العديد من التجارب وجد في نظام التأمين أفضل وسيلة تؤدي إلى استقراره النفسي، وبالتالي إلى مزيد من التقدم الاقتصادي والازدهار المالي لنفسه ولمجتمعه، ولذلك فقد أقبل على نظام التأمين، حتى أصبح هذا النظام يدخل شتى جوانب الحياة المادية. وقد قرر الفقهاء أن المصالح العامة من الأمور المناسبة للحكم الشرعي، والتي ينبني عليها ثبوت ذلك الحكم، وبما أن التأمين يحقق مصلحة عامة وهامة جداً، فيكون حكمه الجواز، ولا فرق في ذلك بين التأمين على الأشياء، ومن المسؤولية، والتأمين على الحياة. الــــــــــرد: أ- إن المفسدة في التأمين أرجح من المصلحة، وعليه لا يكون من التعاون على البر والتقوى، بل من التعاون على الإثم والعدوان. ب- من المصالح ما شهدت له الشريعة بالاعتبار، وهذه لاشك في أنها حجة، ومنها ما شهدت الشريعة بإلغائه، فليس بحجة، ومنها ما لم تشهد الشريعة له باعتبار ولا إلغاء بل كان من المصالح المرسلة، فاختلفت في الاحتجاج به أنظار المجتهدين. وعقود التأمين فيها جهالة، وغرر وقمار، فكانت مما شهدت الشريعة بإلغائه لطغيان جانب المفسدة فيه على جانب المصلحة، كما ألغيت منافع الخمر والميسر لطغيان ما فيها من خطرٍ دائمٍ على ما فيهما من منافع. 3. العرف في التأمين: إن العرف مصدر شرعي للأحكام، وبما أن التأمين قد كثر تعامل الناس به، وتعارفوا عليه، ولذلك فيكون جائزاً بناءً على القاعدة التي ذكرنا. الــــــــــرد: رد المانعون بأن الاعتماد على العرف كدليلٍ على جواز التأمين لا يسلّم به لعدة وجوه: أ) متى صار التأمين التجاري عرفاً عاماً، أو خاصاً ؟ إننا لو أحصينا عدد المؤمَّن لهم لوجدنا أن نسبتهم لعموم الشعب الإسلامي ضئيلة جداً لا تسوغ لنا أن نعتبرهم موجدين لعرف. ب) ولو أن التأمين قد أصبح عرفاً ، فإنه يصادم أموراً مستنبطة من النصوص الشرعية. وإذا قلتم بأنها مجرد شبهات، قلنا: إنها قد تكاثفت، وكثرت حتى صرنا نحكم معها بأن هذا العقد لا يتلاءم مع مقاصد الشارع، ولا مع ما قرره الفقهاء. ج) إن العرف ليس دليلاً تثبت به الأحكام، ولا مصدراً من مصادر التشريع، وإنما يُبنى عليه في تطبيق الأحكام، وفهم المراد من ألفاظ النصوص، ومن عبارات الناس في أيمانهم، وتداعيهم، وأخبارهم، وعليه، فإن العرف لا تأثير له فيما يتبين أمره، وتعيّن المقصود منه، وقد دلت الأدلة التي سردناها على منع التأمين، فلا عبرة للعرف بعد قيام تلك الأدلة. 4. الضرورة والتأمين: لقد أصبح التأمين في العصر الحاضر أمراً ضرورياً لا يمكن الاستغناء عنه. ولقد أدرك الناس عظيم حاجتهم إليه، لأنهم رأوا فيه الوسيلة الوحيدة التي يمكنهم بها دفع أخطار الكوارث، والنكبات التي تقضي على الثروة والأملاك، وقد أدرك التجار، وأصحاب المصانع، ورجال المال، ونحوهم أن الاقتصاد الصحيح، يحتم عليهم ممارسة عمليات التأمين على نطاق واسع، ولذلك فقد اندفعوا يشقون طريقهم في الحياة بثقة واطمئنان، ولو أنهم لم يمارسوا التأمين لوجدوا في طريقهم مشقة وعناء، ونظراً إلى كون التأمين أصبح ضرورة من ضرورات الحياة، لذلك فهو جائز شرعاً، ويؤيد ذلك مجموعة من القواعد التي أقرها الفقهاء، منها:- - الأمر إذا ضاق اتسع. - المشقة تجلب التيسير. - الضرورات تبيح المحظورات. - ما حرم لذاته يباح للضرورة. - ما حرم لسد الذريعة يباح للحاجة. وقد أناط الفقهاء معرفة المشقة التي تجلب التسيير بالعرف، فالرجوع إليه فيما يشق على الناس وما لا يشق عليهم أمر لابد منه. الــــــــــرد: إن الواقع يؤكد أن الضرورة بالمعنى الذي يقصده الفقهاء لا تتحقق بالنسبة لعقد التأمين. صحيح أن الناس سيقعون في حرج لو منعنا عقد التأمين بالكلية بعد أن ألفوه، وتغلغل في جميع نواحي حياتهم، ومع ذلك فلا يصح أن نلجأ إلى استخدام الضرورة، أو الحاجة لإباحة التأمين، لأن هناك التأمين التعاوني الذي يمكننا أن نوسع حدوده ونطاقه ليشمل النواحي التي يحتاجها الناس. ومعلوم أنه لا يصح اللجوء إلى استخدام الضرورة، أو الحاجة إلا إذا لم نجد سبيلا غيرها. 5. ولاء الموالاة والتأمين: إننا نقيس التأمين على ولاء الموالاة، - قال ابن تيمية: وأما المؤاخاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار لما قدم المدينة، وكانوا يتوارثون بتلك المؤاخاة حتى أنزل الله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فصاروا يتوارثون بالقرابة، وفي ذلك أنزل الله تعالى (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم). اختلف العلماء: هل التوارث بمثل ذلك عند عدم القرابة والولاء محكم أو منسوخ على قولين:- أحدهما: أن ذلك منسوخ، وهو مذهب مالك، والشافعي، وأحمد في أشهر الروايتين عنه. والثاني: أن ذلك مُحكم، وهو مذهب أبي حنيفة، وأحمد في الرواية الأخرى عنه. وبعبارة أخرى فإن الموالاة في التشريع الإسلامي تشكل رابطة قانونية بين شخصين بمقتضاها يتعاقدان على أن يعقل أولهما (وهو مولى الموالاة) عن الآخر (وهو المعقول عنه) إذا جنى جناية أن يدفع الدية في مقابل ميراثه منه إذا توفى ولم يترك وارثاً. - وإن عقد التـامين في صورة التأمين على المسؤولية يقاس على الموالاة على قول من يعتبر الموالاة سبباً للإرث. أولاً: هو عقد بين طرفين: أولهما: مولى الموالاة، يقابل المؤمِّن، وثانيهما: المعقول عنه، ويقابل المؤمَّن له. ثانياً: هو يتضمن العوض المالي الذي يلتزم به المؤمِّن (وهو مولى الموالاة) يدفعه عند تحقيق الخطر المؤمّن منه، وهو يتمثل في الدية، أو التعويض عن الجريمة التي ينتج عنها الضرر للغير. ثالثـاً: وهو يتضمن عنصر المقابل المالي الذي يحصل عليه مولى الموالاة (المؤمِّن)، مقابل تحمله تبعة الخطر الذي يتمثل بالجريمة التي قد يرتكبها المعقول عنه (المؤمَّن له)، وهذا المقابل هو الإرث الذي يناله المولى إذا كان المعقول عنه قد مات غير مخلف وارثاً مطلقاً. وبذلك يظهر وجه الشبه بين ولاء الموالاة، وعقد التأمين على المسؤولية، وبعبارة أخرى فإنه بمقتضى عقد الموالاة يتحمل الموالي المسؤولية المدنية، أي الضمان المالي الذي يترتب على المولى نتيجة لجناية الخطأ الصادر منه، وذلك بسبب العقد، عقد الموالاة، ورغم أن الموالي المتعاقد لم يجن شيئاً، وفي المقابل هذا التحمل الاحتمالي غير المحقق يستفيد من الإرث من المولي إن مات غير وارث، وهو أيضاً عوض احتمالي، وكذلك التأمين على المسؤولية. الــــــــــرد: وجوه الشبه بين عقد الموالاة والتأمين هو قياس مع الفارق:- أ) لأن عقد الموالاة فيه عنصر معنوي هام جداً، فهو صلة ولُحمة، كصلة القرابة ولحمتها، ومولى القوم منهم، وهو أيضاً يحمل معنى النصرة، والترابط الأدبي، والافتخار والاعتزاز، هذا هو الأصل في عقد الموالاة، وما النتائج المالية إلا أثر لذلك. أما عقد التأمين فليس للعنصر المعنوي أي أثرٍ فيه، لأنه مادي بحت، ينتظر منه المتعاقدان -كلٌ فيما يخصه- النتائج المالية دون سواها، ولهذا اختلف العقدان في الغاية، أولهما له غاية معنوية، والآخر مادية. ب) إن طرفي عقد الموالاة كل منهما ينصر الآخر، ويتحمل عنه ما يترتب عليه من مسؤولية. أما في عقد التأمين، فإن شركة التأمين هي التي تتحمل كامل التعويض، وليس على المؤمَّن له إلا دفع القسط المتفق عليه. 6. الوعد الملزم عند المالكية والتأمين: إن عقد التأمين يمكن قياسه على الوعد الملزم عند المالكية. وذلك لأن من وعد آخر بشيءٍ يهبه له مثلاً، أو وعده بفعل كذا، فلا يلزمه شيء عند الحنفية والشافعية، والظاهرية، وأما المالكية فلفقهائهم أقوال، أشهرها: أن الواعد لا يلزمه شيء إلا إذا باشر الموعود تحقيق السبب الذي ذكر في الوعد. وعليه، فلو قال لآخر: بِع أرضك الآن، وإن لحقتك من هذا البيع خسارة فأنا أرضيك، فباعها بخسارة، فقد وجب على القائل أن يتحمل تلك الخسارة، وهذا هو قول ابن وهب، واختاره أصبغ، لأن العِدة كانت على سبب وهو البيع. وقياساً على ذلك، فإن أقل ما يمكن أن يقال في عقد التأمين أنه التزام بتحمل الخسائر عن الموعود (المؤمَّن له) في حادث معيّن محتمل الوقوع، ونظير الالتزام بتحمل خسارة المبيع عن البائع في المثال الذي ذكرنا. الــــــــــرد: القياس غير صحيح:- أ) إن عقد التأمين من عقود المعاوضات، والوعد الملزم من عقود التبرعات، فلا يصح قياس عقد معاوضة على تبرع، لاختلافهما في التعقيد. ب) إن العوض في الوعد الملزم معلوم عند الطرفين، أما ما تدفعه شركة التأمين فهو مجهول لا يعلمه أحد الطرفين إلا بعد الخطر، فلا يقاس مجهول على معلوم. ج) الوعد الملزم لا يجب إلا إذا تسبب الموعود بالدخول في الأمر الموعود، أما التأمين فإن المؤمَّن له إذا دخل بنفسه، فأتلف المؤمَّن عليه قصداً، فلا يستحق التعويض في هذه الصورة، ويستحقه فيما عداها، فالصورتان مختلفتان في تحقيق المناط، فلا يصح القياس. 7. المضاربة والتأمين: إننا نقيس التأمين على المضاربة لما بينهما من شبه. فالمضاربة في قول العلماء هي أن يدفع أحد مالاً إلى غيره ليتَّجر فيه، ويكون الربح بينهما على ما شرطا، لرب المال بسبب ماله، وللمضارب باعتبار عمله هو سبب الربح. والتامين يشبه عقد المضاربة، وفيه يكون المال من جانب المشتركين الذين يدفعون الأقساط، ويكون العمل من جانب الشركة (المؤمِّن) التي تستغل هذه الأموال والربح للمشتركين، وللشركة حسب التعاقد. الــــــــــرد: أجاب المانعون بأن ذلك غير صحيح، فليس هناك صورة من صور التأمين يمكن قياسها على عقد المضاربة لما يأتي:- أ) المبلغ في المضاربة ملك لرب المال، ولا يدخل في ملك العامل. أما في التأمين فالقسط الذي يدفعه المؤمَّن له للشركة يدخل في ملكها تتصرف فيه كما تشاء. ب) في حال موت رب المال في المضاربة يستحق ورثته ذلك المال. أما في التأمين على الحياة فإن مات المؤمَّن له، فإن ورثته يستحقون التعويض المتفق عليه بالغاً ما بلغ، ولا يصح أن يقال بأن الشركة تتبرع بالمبلغ الزائد عن أقساط التأمين لأن عقد التأمين عقد معاوضة ملزم للجانبين، فالشركة تدفع التعويض متى دفع المؤمَّن له الأقساط المتفق عليها. ج) في حال موت صاحب المال في المضاربة يذهب المال إلى ورثته كما ذكرنا، أما في حال موت المؤمَّن له فإن المال المستحق بكامله قد يذهب إلى غير ورثته إذا كان قد حدد شخص المستفيد، ولو لم يكن للمتوفى مال غيره، ولا حق لورثته بالاعتراض. 8. كفالة المجهول وما لا يجب، والتأمين: تجوز كفالة المجهول وما لا يجب عند الحنفية، والمالكية، ولا تجوز عند الشافعية. وعلى هذه الكفالة يقاس عقد التأمين، ذلك لأن الكفيل قد وجب عليه أداء ما ضمنه مع أنه مجهول من حيث المبدأ، فكذلك الحال في عقد التأمين، فإن المؤمِّن يجب عليه أن يدفع للمؤمَّن له قيمة ما ضمنه بعد وقوع الخطر، وإن كان مجهولاً. الــــــــــرد: وقال المانعون في رد هذا الدليل بأنه لا يصح لوجوه:- أ) إن الكفالة من عقود التبرعات، فاغتفرت فيها الجهالة من باب دفع المشقة، واليسر على الناس، أما التأمين فهو من عقود المعاوضة، فلا تغتفر فيه الجهالة. ب) إن عقد الكفالة يتكون من أربعة أركان:- - كفيل. - مكفول. - مكفول له. - مكفول عنه. أما في عقد التأمين فإن أركانه ثلاثة:- - كفيل (وهو الشركة). - مكفول (وهو ما تدفعه الشركة عند وقوع الخطر). - مكفول له (المؤمَّن له). أما المكفول عنه فمفقود، ولذلك اختلفت الصورتان. ج) الكفيل في الشريعة فرع، والمكفول عنه أصل، أما في التأمين فالضامن (المؤمِّن) هو الأصل، ومن شرط القياس الاتفاق في الصورة. د) الكفيل إذا دفع إلى المكفول له، فإنه يرجع على المكفول عنه، ويأخذ منه ما دفعه عنه، ولذلك لا ضرر عليه، أما الشركة فإنها عند وقوع الضرر تدفع ما وجب عليها، ولا ترجع على أحد، ولذلك وقع الضرر عليها وحدها، ولا يصح قياس ما فيه ضرر على ما لا ضرر فيه. 9. ضمان خطر الطريق والتأمين: نص فقهاء الحنفية على أن من قال لآخر: اسلك هذا الطرق فإنه آمن، وإن أصابك فيه شيء فأنا ضامن، فسلكه، فأخذ ماله، فإن القائل يضمن، وهذه صورة تصلح أن تكون نصاً استثنائياً قوياً في جواز التأمين على الأموال من الأخطار. ولو أن فقهاءنا عليهم الرحمة والرضوان عاشوا عصرنا، ورأوا ما فيه من الأخطار، وما تخلفه من كوارث، لقالوا بقبول نظام التأمين.. الــــــــــرد: عقد التأمين ليس فيه أي وجه من وجوه الضمان التي أقرها الفقه الإسلامي. ونحن نعلم من أحكام الشريعة أن أسباب الضمان هي:- أ) العدوان: كالقتل، والحرق، والهدم، فمن تعدى على مال أخيه وجب عليه الضمان إما بمثله إن كان مثلياً، وإما بقيمته إن كان قيمياً، أما في التأمين فإن المؤمِّن لم يرتكب أي عدوان على مال المؤمَّن له حتى يضمنه. ب) التسبب بالإتلاف، فمن حفر بئراً في غير أرضه، أو رمى شيئاً في الطريق مثلاً، وأدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالناس، أو بأموالهم، فإن الحافر والرامي ضامنان لذلك الضرر، ومن الواضح أن المؤمِّن ليس متسبباً بإلحاق الضرر بمال المؤمَّن له حتى يكون مسؤولاً عن تعويضه. ج) وضع اليد بغير وجه حق، كما في السرقة، والغصب، والمبيع بيعاً صحيحاً يبقى تحت يد البائع، فهذه ونحوها سبب للضمان ناشئ عن وضع اليد، أما المؤمن عليه في عقد التأمين فليس تحت يد المؤمِّن حتى يضمن ما يلحقه من ضرر، إنما هو تحت يد المؤمَّن له. د) الكفالة: وقد رأينا فيما سبق أوجه الخلاف بين الكفالة والتأمين. إن كل ما ذكرنا يكفي لتقرير أن ضمان المؤمِّن لا يستند على مبررٍ شرعي. 10. العاقلة والتأمين: لقد ثبت نظام العاقلة بالسنة النبوية الصحيحة، وأخذ به الأئمة عليهم الرحمة والرضوان. - ولقد أفاض العلامة عبد القادر عودة رحمه الله تعالى في شرح علة تحميل العاقلة الدية، وذكر أن بعض البلاد الأوربية كألمانيا، وإيطاليا، ويوغوسلافيا، قد أخذت بهذه الفكرة، فأنشأت خزانة خاصة تسمى خزانة الغرامات يتكون إيرادها من المبالغ المتحصلة من الغرامات التي تحكم بها المحاكم، وخصص إيراد هذه الخزانة لتعويض المجني عليهم في الجرائم بشرط أن تكون أموال الجاني لا تكفي للتعويض. وهذا النظام الذي يتم بموجبه توزيع الالتزام المالي في كارثة القتل الخطأ يرمي إلى غايتين:- الأولى: تخفيف أثر المصيبة عن الجاني المخطئ. الثانية: صيانة دماء ضحايا الخطأ من أن تذهب هدراً.. لأن الجاني المخطئ قد يكون فقيراً لا يستطيع دفع الدية، فيضيع دم الضحية دون مقابل. فما الذي يمنع من فتح باب إلزامي لتنظيم هذا التعاون على ترميم الكوارث والأخطار عن طريق التعاقد والإرادة الحرة، كما جعله الشرع إلزاميا دون تعاقد في نظام العواقل. أليس هناك من شبه بين عقد التأمين ونظام العواقل من حيث فكرة التعاون؟ وطريق القياس وفق قواعد أصول الفقه لا يجب فيها الاتحاد المطلق الكامل في الصورة بين المقيس والمقيس عليه، ولو كان ذلك الاتحاد واجباً لما كنا بحاجة إلى القياس أصلاً، لأن المقيس يكون عندئذ فرداً من أفراد المقيس عليه يدخل مباشرة تحت النص الشرعي الذي يقرر الحكم في المقيس عليه، بل يكفى في القياس وجود التشابه بين المقيس والمقيس عليه في نقطة ارتكاز الحكم ومناطه وهي العلة. الــــــــــرد: ويقول المانعون بأنه لا يصح بحال قياس التأمين على نظام العواقل في الإسلام، لأنه قياس مع الفارق. أ) الهدف من نظام العاقلة هو النصرة الشرعية بكل ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى، والهدف من التامين هو الاستغلال المحض للشركة المتعاقدة مع المؤمن له. ب) الخطر الذي تتحمله العاقلة مشترك، فكل فرد من أفرادها يناله حظه من القسط الذي يجب عليه، وقد يقع منه شيء وقد لا يقع، وإذا وقع منه شيء يوجب تحمل العاقلة عنه، فقد يكون أقل مما دفع، أو أكثر، أو مساوياً، وليس هناك أي ارتباط في موجب العقل بين ما يدفعه هو عن غيره، وبين ما قد يدفعه الغير عنه، وهذا ما يوضح عمق التعاون، وتحمل المسؤولية في نظام العاقلة، ولا يوجد أي شيء من ذلك في التأمين. ج) ما يتحمله الفرد من العاقلة يختلف باختلاف حاله، فالغني يدفع غير ما يدفعه المتوسط، أما الفقير فلا يدفع شيئا، أما في التأمين فإن المؤمِّن يتحمل التعويض سواءً كان غنياً، أم فقيراً. د) إن ما تحمله العاقلة مقدرٌ شرعاً، وهو الدية، أما في عقد التأمين على الحياة، فإن المؤمِّن يدفع المبلغ الموقع عليه في العقد سواءً كان أقل من الدية، أم أكثر. وبهذا يبدو جلياً أنه لا وجه للقياس بين التأمين والعاقلة. 11. عقد الحراسة والتأمين: لقد نص الفقهاء على جواز استئجار أجير يتولى حراسة الحوانيت والأموال، ومن الواضح أن عمل هذا الأجير المستأجَر عليه ليس له أثر أو نتيجة سوى تحقيق الأمان للمستأجر على الشيء المحروس، واطمئنانه إلى استمرار سلامته من العدوان، وتلك هي غاية عقد الحراسة. والتأمين كذلك، فإن المؤمَّن له يبذل فيه للمؤمِّن جزءً من ماله في سبيل الحصول على الأمان من نتائج الأخطار التي يخشاها. ولهذا جاز عقد التأمين قياساً على عقد الحراسة الذي أجازه الفقهاء نظراً لوحدة الأثر في العقدين. الــــــــــرد: إننا نفهم أن يكون الأمان باعثاً على العقد، ولكننا لا نستطيع أن نتصور كيف يكون محلاً للعقد، وهو أمر معنوي نفسي، قد يأتي بغير ثمن، وقد يدفع في سبيله الثمن ولا يأتي، ولا نعرف عقداً من العقود الإسلامية، ولا من العقود المدنية كان محل العقد فيه هو الأمان، حتى نلحق به ذلك العقد الغريب. وإن الأمان في عقد الحراسة غاية وليس محلاً للعقد، وطرفا العقد فيه: الأجير والمستأجر، والأجرة تدفع لقاء بقائه في مكان معين يتولى حراسته وحراسة ما فيه، وبعبارة أخرى فإن الأجرة تدفع فيه على الزمن لا على مجرد العمل. 12. الإيداع والتأمين: لقد ذكر الفقهاء بأن المودَع لديه إذا أخذ أجرة عن الوديعة، فإنه يضمنها إذا هلكت، وكذلك المؤمِّن فإنه ضامن لأخذه مبلغاً من المال من المؤمَّن له على أن يؤمنه من خطر معين. الــــــــــرد: وأجاب المانعون بأن ما ذكر مردود. فهو مردود، لأن عابدين يقول بأن المودَع لديه بأجر لا يضمن الخطر الذي لا يمكن الاحتراز منه، كالموت، والحريق، ونحوهما، لأن هذا لا يمكن ضمانه والتعهد بدفعه. وهو مردود أيضاً، لأن عقد التأمين معاوضة تجارية، أما الإيداع فإن القصد منه هو المساعدة على حفظ الوديعة لا الاتجار بها. 13. قضية تجار البزّ والتأمين: لقد حدث في أواسط القرن الثامن الهجري أنه قد فرض على تجار البزّ في مدينة (سلا) الجزائرية دفع غرامة ثقيلة لقاء خزن بضائعهم، فاتفقوا فيما بينهم على أن كل من أشترى منهم سلعة دفع دراهم لرجل يثقون به، وما اجتمع من ذلك استعانوا به على دفع الغرامة. وأراد الحاكَةُ منعهم بدعوى أن ذلك يضر بهم، وينقص من ربحهم، وعندما رفع الأمر إلى القاضي أبي عثمان سعيد العُقباني، (قاض وفقيه مالكي) حكم بإباحة ذلك الاتفاق، وبجوازه شريطة ألا يجبر أحد من التجار على دفع تلك الدراهم، فما أشبه التأمين بهذه القضية. الــــــــــرد: رد المانعون بأن هذا القياس لا يجوز، لأنه قياس مع الفارق. ذلك لأن قضية تجار البزّ من باب التأمين التبادلي، وهو تعاون محض، أما عقود التأمين التي هي محل البحث والمناظرة، فهي عقود معاوضة، وذات طابع تجاري لا يراد من ورائها غير الربح. 14. التقاعد، والتأمينات الاجتماعية، والتأمين: قبل فقهاء الشريعة نظام التقاعد، والتأمينات الاجتماعية، وأقروا بشرعية ذلك النظام لما فيه من مصلحة عامة يقبل بها الشرع والعقل، ولم ينازع في ذلك أحد. ولقد رفض هؤلاء الفقهاء نظام التأمين التجاري، وقالوا بأنه مخالف لأحكام الشريعة، ونحن نعجب لهذا الرفض، ولذاك القبول، لأن النظام الذي قبلوه لا يخرج عن كونه نظاماً تأمينياً صرفاً بكل ما في هذه الكلمة من مدلول. ففي نظام التقاعد يدفع الموظف في كل شهر جزءً من راتبه، حتى إذا بلغ سن التقاعد دفعت له الدولة راتباً شهرياً طيلة حياته يتناسب مع مدة الخدمة، وبعد موته تستحق عائلته راتباً شهرياً وفق نظام خاص. وفي نظام التأمينات الاجتماعية يدفع العامل الاشتراك المحدد، كما يدفع رب العمل مبلغاً محدداً أيضاً، حتى إذا تعرض لإصابة، أو عجز عن العمل بسبب الشيخوخة، أو بسبب آخر، استحق تعويضاً وفق النظام الخاص بذلك. كما أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية تستثمر مُدَّخرات العمال في كل مجال ممكن وتحقق أرباحاً طائلة، ويبدو ظاهراً للعيان أنه لا فرق بين التقاعد، والتأمينات الاجتماعية من جهة وعقد التأمين على الحياة من جهة أخرى. • ففي نظام التقاعد، والتأمينات يدفع الموظف، والعامل مبلغاً معيناً، وكذلك يدفع المؤمَّن له قسطاً محدداً. • وفي نظام التقاعد والتأمينات لا يكون التأمين مجانياً, وعلى سبيل الخير والتعاون، وإنما يكون لقاء بدل يدفعه الموظف والعامل. • في التأمينات الاجتماعية يوقع العامل عقداً مع المؤسسة، يتضمن ما للعامل وما عليه، وهكذا يكون عقد التأمين.. وبعبارة أخرى فإن عقد العامل والمؤسسة من عقود المعاوضة، كعقد التأمين. • في نظام التقاعد، والتأمينات لا يعرف الموظف، ولا العامل مجموع المال الذي سيدفعه، وإنما يعرف مقدار كل دفعة مستحقة على حدة، وكذلك الحال في عقد التأمين، فإن المؤمن له يعرف مقدار القسط الذي يدفعه، ولا يعرف مجموع الإقساط. فإذا قال الذين يمنعون التأمين على الحياة بأنه حرام، لما فيه من ربا، وشبهة ربا، وغرر، وجهالة. قلنا لهم: أليس كل ما ذكرتم موجوداً في نظام التقاعد والتأمينات الاجتماعية؟، وعليه كان لزاماً أن تقولوا إما بجواز التأمين، وإما بمنع نظام التقاعد والتأمينات الاجتماعية، أما أن تفرقوا بين التأمين وبينهما، وتقولوا بحرمة الأول وبجوازهما فهذا غير مقبول. وإذا عرفنا بأن شركة التأمين في عقد التأمين على الحياة تدفع للمؤمَّن له مبلغاً محدداً يعرفه الطرفان حين العقد، وعرفنا أن الموظف والعامل لا يعرفان مقدار ما سيقبضان، أدركنا بأن الغرر والجهالة في نظام التقاعد، وفي التأمينات أشد مما هو في عقد التأمين، وهذا ما يجعل عقد التأمين أولى بالجواز والحِلّ. الــــــــــرد: قال المانعون بأن ما ذكرتم لا يستقيم لأسباب:- أ ) إن قولكم بأن جميع الفقهاء المعاصرين قالوا بجواز التقاعد والتأمينات الاجتماعية دعوى بغير دليل، فهناك من لم يقل به. وهَبْ أنهم قالوا بجوازه، هل يُعتبر قولهم إجماعاً صحيحاً؟ ب) يمكن أن نجد في التقاعد، وفي التأمينات الغرر، والمخاطرة، والمقامرة، بل هذه في التقاعد أشد، لأن توزيع ما يستحقه ورثة الموظف المتقاعد يجري على غير أحكام المواريث عطاءً مستمراً، أو مؤقتاً، أو حرماناً. ج) يمكن أن يقال بأن ما تدفعه الدولة للمتقاعد منحة منها لرعاية موطنيها، وهي مسؤولة عن هذه الرعاية، وبذلك لا يكون بينه وبين عقد التأمين أي شبه، لأننا نعرف أن التأمين معاوضة مالية تجارية استغلالية بقصد الربح. د) أما قولكم بأنه لا يصح التفريق بين التأمين الاجتماعي والتأمين التجاري، وأن من قال بجواز أولهما لابد أن يقول بجواز الثاني، فقول لا يثبت بمثله جواز التأمين التجاري لأن من فرَّق بينهما في الحكم قد يرجع عن التفريق فيسوِّي بينهما في المنع. ويمكن أن يقال أيضاً بأن بين التأمين الاجتماعي، والتأمين التجاري، فرقاً جوهرياً هو أن القصد من الأول التعاون لا التجارة، أما الثاني فالقصد الأساسي منه التجارة على غير النهج الشرعي، ولذلك فإن ما ذكرتم لا يصلح أن يكون دليلاً لإثبات جواز التأمين. 15. الربح والتأمين: إن تحقق الربح لا ينفي صفة التعاون في التأمين التجاري، ذلك لأن التأمين التجاري يتميز عن سائر وجوه التجارة ونشاطاتها الاقتصادية بأن الموضوع الأساسي الأصلي الذي تقوم عليه عقوده هو طريق تفتيت الضرر الذي كان سينزل بكامله على واحدٍ من المؤمن لهم، ليصبح موزعاً على جميع المؤمن لهم، وهذا هو عين التعاون، وإن ربح من يقوم بهذه العملية، ويتولى إدارتها لا ينفي صفة التعاون. أما العقود التجارية الأخرى فهي معاوضات ومبادلات أموال بأموال، ومنافع بمنافع، وحقوق بحقوق لقضاء حاجات متقابلة متكافئة وليس موضوعها التعاون. الـــــــــرد: لا وجود للتعاون في التأمين التجاري أصلاً، لأن شركات التأمين لا تهدف إلا إلى الربح، وغرضها تجاري بحت، وإن حساباتها الإحصائية التي تحدد على وفقها مبالغ الأقساط المختلفة التي تتقاضاها من المؤمن لهم كلها قائمة على أساس الربح. وإن هذه الشركات لا أثر للتعاون في أعمالها إلا كما في أي عمل تجاري آخر، ومعلوم لدى الجميع أن التجارة بوجه عام فيها قدر من التعاون بتحقيق حاجة تبادل الأموال والخدمات، وتقريب السلع من أيدي المستهلكين المحتاجين إليها، وهذا لا يسمى تعاوناً بالمعنى المقصود، بل تجارة. 16. المؤمِّن وسيط بين المستأمنين: إن كون التأمين نظام تعاوني لا يمكن أن يظهر إلا إذا نظرنا إليه على أنه علاقة قائمة بين المؤمِّن ومجموع المؤمَّن لهم. وهذا هو الوجه الحقيقي للتأمين، وتكون الشركة بمثابة وسيط تنظم هذا التعاون على أسس فنية صحيحة. الــــــــــرد: أ ) أن المؤمِّن ليس بوسيط، بل هو طرف أصلي في كل عقد، تنسحب عليه آثار العقد، وما هكذا يكون الوسيط. ب) إن كل عقد بين المؤمِّن، وأحد المؤمَّن لهم يعتبر مستقلاً عن بقية العقود، ولذلك فإن لكل عقدٍ التزاماًته الخاصة به. وعليه يجب أن يراعى في الحكم على نظام التأمين كل عقد بانفراده، وإن كون المؤمِّن مسؤول أمام عدد المؤمَّن لهم، فهذا لا يعني بوجه من الوجوه وحدة العقود التي أبرمها مع كل واحد منهم، وصرف النظر عن اعتبار كل عقد منها مستقلاً عن الآخر تمام الاستقلال. هل الخلاف حقيقي ؟ يرى الدكتور محمد شوقي الفنجري أن الخلاف بين القائلين بحرمة التأمين التجاري، وبين القائلين بجوازه خلاف ظاهري غير حقيقي. ويستدل على ذلك فيقول: 1) أن الفقهاء المعاصرين مجمعون على شرعية التأمين التعاوني، كما أنهم متفقون على شرعية التأمين الحكومي الذي يتمثل في نظام التقاعد والمعاشات، وكذا نظام التأمينات الاجتماعية، ولكنهم مختلفون حول شرعية التأمين التجاري، ولو تولته الدولة. على أن المتأمل في أقوال فقهاء الشريعة المجيزين للتأمين التجاري بإطلاقه يتبين أنهم جميعاً ضد الشروط التعسفية التي تفرضها شركات التأمين، وأنهم جميعاً ضد أقساط التأمين المرتفعة، أو المبالغ فيها، والتي تشكل عنصراً من عناصر الاستغلال، وأنهم جميعاً لا يقرون استغلال شركات التأمين لأموالها في استثمارات ربوية، وأنهم لا يسلمون بأي حال من الأحوال بأي شرط يحلّ حراماً، أو يحرم حلالاً، ويحرص فقهاء الشريعة من أنصار التأمين التجاري على التأكيد بأن المفاسد والشبهات التي تصاحب التأمين التجاري هي صفات خارجة عن جوهر التأمين في ذاته، لأنها ليست منه، وليست إلا عملاً أضيف إليه، ومزجت فيه بناءً على رغبة أحد المتعاقدين، لا بناءً على أنها عنصر من عناصر التأمين على وجه يحول دون قيام هذه المفاسد والشبهات. وإنهم في النهاية إذ يجيزون التأمين التجاري بعد إعادة تنظيمه، وإحكام الرقابة عليه، فإنهم بسبب صفته الاسترباحية لا يقبلونه إلا على مضضٍ لحاجة الناس إليه. 2) وقد عبر عن ذلك كله أكثر أنصار التأمين بإطلاق تحمساً، وهو فضيلة الأستاذ مصطفى الزرقاء، فنجده مثلاً في بحثه الأخير المقدم إلى المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة في الفترة 11- 16 صفر سنة 1396هـ (الموافق21-26 شباط سنة 1976) بقوله في صفحة 22: (الذي حصل أن عنصر الربح لما دخل في الموضوع أصبح عنصر إغراء يدفع إلى الاستفادة، وأصبح بالتالي هو الهدف الرئيسي لدى شركات التأمين، قبل الفكرة التعاونية النبيلة، فانعكس الموضوع وأصبحت الوسيلة غاية، والغاية وسيلة، وأصبحت شركات التأمين تتحكم في الحاجة الملحة إليه، ولاسيما عندما تفرضه القوانين بصورة إلزامية على الناس، كالتأمين على السيارة من المسؤولية، وتأمين رب العمل على حياة العمال، أو ما يفرضه التعامل التجاري كالتأمين على البضائع المستوردة إذا فتح المستورد اعتماداً بقيمتها لدى مصرف، فإنه لا يفتح بقيمة البضاعة اعتماداً إلا إذا أمّن المستورد عليها، لتكون ضماناً للاعتماد المصرفي، وهكذا أصبحت شركات التأمين تفرض أقساطاً عالية، وتجني أرباحاً باهظة استغلالاً لحاجة الناس واضطرارهم طمعاً في زيادة الربح الذي أصبح هو هدف شركات التأمين). كما ينتهي فضيلته في بحثه المذكور بقوله: (كون الجهة التي تنصرف إلى القيام بهذه العملية تربح منها، وهو أمر طبيعي أن يربح من العمل من ينصرف إليه ويقوم به، وهذا لا ينفي، ولا ينافي المعنى التعاوني الموجود في أساسه ومبناه، وهو موضوعه الأصلي، وإنما تبقى الشوائب اللاحقة بهذا العمل التعاوني، من سلوك القائمين به، كالمراباة، والاستغلال للاستكثار من الربح، فهذه أمور جانبية ليست من صميم النظام، ولا من مستلزماته، فتأخذ أحكامها بصورة منفصلة، تعالج بالتدابير القمعية على حدة). 3) فالثابت أن أنصار التأمين التجاري وهو التأمين محل الخلاف، لا يسلمون به إلا بعد تخليصه من الشوائب والمفاسد التي أخذها عليه معارضو هذا النوع من التأمين، ويكون بذلك الخلاف بينهم ظاهرياً لا حقيقياً، وإنه كلما اتسعت الرؤيا ضاق الخلاف. ونحن نذهب إلى غير ما ذهب إليه الباحث الكريم لعدة أوجه. أ) قوله بإجماع الفقهاء المعاصرين على شرعية التأمين الحكومي، والتعاوني، وصفته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بأنه (دعوى يردها الواقع، ويوجد من العلماء من يخالف فيها). ب) صحيح أن الفريقين يتخذان موقفاً موحداً من جميع الشروط المخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية في أي عقد وردت، ولا فرق بين عقد التأمين وغيره، الأمر نفسه بالنسبة للربح الاستغلالي الفاحش، إلا أن هذا لا يعني أن الخلاف بين الفريقين قد أصبح ظاهرياً فهذا غير صحيح، لأن الخلاف لا يزال قائماً حول نظام التأمين نفسه، في أصله، وجوهره، لا حول عقد التأمين، وما يتضمنه من شروط دخيلة على النظام. ومن تأمل أدلة الفريقين التي لخصنا وجد أنها تؤكد ما قلنا، ذلك لأن أتفاق المتناظرين على تحريم الفاحش من الربا مثلاً، لا يمكن أن يصلح قرينة على اتفاقهما على حِلَّ الربا، ولو لم يكن الخلاف منصباً على أصل نظام التأمين التجاري، فَلِمَ إذاً هذه المحاورات والمؤتمرات. مختصر لكتاب التأمين بين الحظر والإباحة والذي يقع في 96 صفحة لكاتبه القاضي المستشار سعدي أبو جيب مؤسس ومدير المجمع الفقهي الإسلامي في مكة المكرمة له الكثير من المؤلفات. تلخيص وإعداد دائرة الاستشارات والتدريب المتخصصة للتأمين الصحي. فريق العمل (أحلام مهدي, نادية علي سعد، أكرم عباس)
<urn:uuid:3b69ba7a-1114-4a12-ae6a-7f4cac5f8b27>
CC-MAIN-2015-27
http://www.misyemen.com/index.php?option=com_content&id=268%3Acommercial-insurance&Itemid=261&lang=ar
2015-07-01T23:08:42Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375095273.5/warc/CC-MAIN-20150627031815-00153-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.954042
Arab
27
{"arb_Arab_score": 0.9540424942970276, "ars_Arab_score": 0.024357417598366737, "ary_Arab_score": 0.014187689870595932}
البيانات المتعلقة بالإنفاق العسكري المستمدة من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام مأخوذة من تعريف حلف الناتو، وهو يشمل جميع النفقات الجارية والرأسمالية على القوات المسلحة، بما في ذلك قوات حفظ السلام، ووزارات الدفاع والهيئات الحكومية الأخرى المشاركة في مشروعات دفاعية، والقوات شبه العسكرية إذا حُكم بأنها مدربة ومجهزة للعمليات العسكرية، والأنشطة الفضائية العسكرية. وتشمل هذه النفقات الأفراد العسكريين والمدنيين، بما في ذك معاشات التقاعد للعسكريين والخدمات الاجتماعية للأفراد، والتشغيل والصيانة، والتوريدات، والبحوث العسكرية، والتطوير، والمساعدات العسكرية (تحسب في النفقات العسكرية للبلد المانح). وهي لا تتضمن نفقات الدفاع المدني والنفقات الجارية للأنشطة العسكرية السابقة، مثل تلك الخاصة بامتيازات قدامى المحاربين، والتسريح من الخدمة، والتحويلات، وتدمير الأسلحة. ولا ينطبق هذا التعريف على كل البلدان لأن ذلك يتطلب معلومات أكثر كثيرا مما هو متاح عما تتضمنه الميزانيات العسكرية وبنود الإنفاق العسكري خارج الميزانية. (على سبيل المثال، فإن الميزانيات العسكرية قد تشمل أو لا تشمل الدفاع المدني، وقوات الاحتياطي والقوات المعاونة، والشرطة والقوات شبه العسكرية، والقوات الثنائية الغرض مثل الشرطة العسكرية والشرطة المدنية، والمنح العسكرية العينية، ومعاشات التقاعد للعسكريين، واشتراكات الضمان الاجتماعي التي تدفعها جهة حكومية إلى جهة أخرى.). معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، الكتاب السنوي: الأسلحة، ونزع السلاح، والأمن الدولي.
<urn:uuid:44ecbaaf-efb6-4f01-8a2c-4363cca2354d>
CC-MAIN-2015-27
http://data.albankaldawli.org/indicator/MS.MIL.XPND.ZS/countries/KZ-7E-XT?display=graph
2015-06-30T21:36:28Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094501.77/warc/CC-MAIN-20150627031814-00183-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.975929
Arab
1,064
{"arb_Arab_score": 0.9759294390678406, "ary_Arab_score": 0.017237665131688118}
فيرنكس في دورته السابعة تصدير بمئات الملايين وسمعة عالمية للأثاث المصري المصدر: الأهرام الإقتصادى اكدت الدورة السابعة لمعرض فيرنكس والتي اختتمت فعالياتها الاسبوع الماضي ان المعرض اصبح اهم واكبر حدث لمنتجي ومصدري الاثاث ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال التعاقدات التصديرية التي تتم داخل المعرض وعلي مدي 5 ايام فقط بجانب حرص اكبر الشركات العالمية المستوردة للاثاث علي المشاركة في فعاليات المعرض ووصل عددها الي نحو 6 شركة اجنبية. -- ونجح المعرض علي مدي 5 ايام فقط في ابرام تعاقدات تصديرية للشركات المشاركة في المعرض تتجاوز الـ300 مليون جنيه في اشارة الي ان المعرض اصبح ابرز الادوات لزيادة صادرات الاثاث المصرية والتأكيد علي التطور الذي تشهده هذه الصناعة. وساهم في انجاح المعرض واظهاره في افضل صورة الجهد الكبير الذي بذله القائمون علي تنظيمه وهم المجلس التصديري للاثاث وجمعية المصدرين المصريين "اكسبولينك" ومركز تحديث الصناعة. كما تزامن مع احداث المعرض تنظيم معرض للتصميمات المصرية تحت عنوان "بلس ايجيبت ديزاين 20" في منطقة القاهرة الفاطمية في ارتباط واضح بين هذه الحقبة التاريخية التي شهدت قمة التطور في الابداع المعماري وبرز ذلك بشكل واضح في التراث الذي خلفته تلك الفترة وتم اختيار هذه المنطقة لاقامة معرض التصميمات المصرية في اشارة واضحة الي اعادة الاهتمام للتراث المعماري واعلاء قيم التطوير والابداع في منتجات الاثاث المصرية. وشارك في المعرض مئات من المصممين العالميين لحضور هذا الحدث الثقافي والابداعي وتم اختيار شارع المعز لإقامة المعرض لعدة أسباب أبرزها أنه يضم أشهر بيوت تعد علامات للقاهرة القديمة والحديثة، حيث تتميز بطرز العمارة الساحرة، وتعكس ملامح العصر الذهبي للتصميم وهي بيت السحيمي وبيت الخرزاتي وبيت مصطفي جعفر بجانب طبيعة هذا المكان وما يعكسه من سحر خاص يتفاعل من التصميمات المستوحاة من البيئة المحلية. واقامة العروض هذه المنطقة اضفت الجمال علي المعروضات المصرية. واستعان المجلس التصديري بالجهة المنظمة لمعرض زونا تورتونا بايطاليا للاعداد للمعرض واختيار الشركات المشاركة بناء علي معايير موضوعية كما تم الاستعانة بواحدة من كبريات المصممات العالميات لانتقاء المنتجات المشاركة في المعرض بحيت تم اتاحة الفرصة ليس فقط لشركات الاثاث وانما للقطاعات ذات الصلة بمجال الاثاث مثل المفروشات والمنتجات الجلدية والاضاءة . ويبدو ان سمعة المعرض كانت سابقة علي افتتاحه حيث تلقي المجلس عددا كبيرا من طلبات المشاركة في المعرض. وصلت مساحة معرض فيرنكس 21 ألف م2 بأرض المعارض وبمشاركة أكثر من 200 عارض مصري قاموا بعرض أحدث ما وصلت إليه صناعة الأثاث في مصر وشهد المعرض زيارة أكثر من ألف مشتري دولي للأثاث والمفروشات لمدة خمسة أيام. وشارك في هذا المعرض 200 شركة مصرية متخصصة في صناعة الأثاث إلي جانب حضور عدد كبير من المستوردين والمصممين العالميين من أوروبا وآسيا وأمريكا لمتابعة احدث الإبداعات والتصميمات في مجال صناعة الأثاث في مصر. وقال المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان صناعة الأثاث من الصناعات الواعدة في مصر وتمتلك قدرات كبيرة تؤهلها للمنافسة والتصدير للأسواق العالمية مما يزيد من قدرتها علي توفير فرص عمل كثيرة باعتبارها إحدي الصناعات كثيفة العمالة كما انها ترتبط بعدد من الصناعات الحرفية الصغيرة.واضاف رشيد ان التطور الذي لحق بصناعة الاثاث جاء نتيجة الاهتمام بالتصميم باعتباره احد العناصر الاساسية في المنافسة وزيادة القيمة المضافة لمنتجات الاثاث المصري. واوضح ان الوزارة وضعت خطة بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة لتنمية صناعة الاثاث وتطويرها وتحديثها وتدريب واعداد العمالة الفنية التي تحتاجها الي جانب زيادة صادرات القطاع خلال المرحلة المقبلة خاصة ان صناعة الاثاث في مصر يمكن ان تجتذب رؤوس اموال عالية للاستثمار فيها والتصدير الي الخارج. واشار الي استراتيجية الوزارة لمضاعفة صادرات الاثاث من 1,7 مليار جنيه الي 4 مليارات جنيه في عام 2013 وقال المهندس احمد حلمي رئيس المجلس التصديري للأثاث ان النجاح الذي حققته الدورة السابعة من المعرض أكدت مكانة الاثاث المصري علي خريطة الأسواق العالمية وذلك من خلال المهارات الفنية والتصميمات المبتكرة التي تحظي بها الصناعة المصرية. وقال حلمي ان معرض فيرنكس احتل مكاناً بارزاً علي خريطة معارض الأثاث العالمية وأصبح الوجهة المفضلة لصناع الأثاث المحليين العالميين للتعرف علي آخر تطوات صناعة الأثاث. وأكد حلمي أن الدورة الحالية شهدت مشاركة قوية واهتماماً غير مسبوق من كبري شركات صناعة الأثاث المصرية مشيرا الي أن إدارة المعرض قامت بالترويج الجيد له بمختلف دول العالم حتي يواصل نجاحه عن طريق توجيه الدعوة لعدد كبير من المشترين بدول العالم من خلال كبري معارض الأثاث الدولية المتخصصة التي شاركت فيها مصر بالإضافة إلي الترويج له عبر مواقع الإنترنت والتي تمكن من التسجيل لزيارة المعرض. ولفت شريف عبدالهادي وكيل المجلس التصديري الي ان المعرض يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلي تنمية صادرات الأثاث المصري وزيادة قيمتها من 300 مليون دولار لتصل إلي مليار دولار بحلول عام 2012، بالإضافة إلي دفع الصناعة إلي الأمام عن طريق مضاعفة إجمالي حجم الإنتاج خلال نفس الفترة ليصل إلي 2 مليار دولار، صعوداً من مليار دولار وهو حجم الإنتاج الحالي، فضلاً عن التوسع في قاعدة القوي العاملة القوية التي يضمها القطاع، والتي يصل حجمها إلي نحو مليون عامل. وقال ان مؤشرات التفوق والتميز التي يذخر بها قطاع تصنيع الأثاث المصري قد بدأت في الظهور بالفعل، حيث ان قيمة صادرات مصر من الأثاث لعام 2008قد ارتفعت بأكثر من 250% مقارنةً بقيمة الصادرات لعام 2005. وتابع حديثه قائلاً "تعد الجودة دائماً من السمات الأساسية التي تحتويها منتجات الأثاث المصرية، ولكن تنوع واختلاف التصميمات هو ما يساهم، وبشكل متزايد، في إعطاء مصر فرصة التميز عن غيرها من المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة كما أن المزج بين كل من الحرفية التقليدية، والخبرة العالمية، بالإضافة إلي الريادة في التصميم، من شأنه وضع الأثاث الذي يحمل شعار "صنع في مصر" في طريقه ليصبح اسماً عالمياً شهيراً بتصميماته المبتكرة وجودته الفريدة. ويعد معرض فيرنكس إيجيبت السنوي واحداً من معارض الأثاث الدولية التي وقع الاختيار عليها من أجل عرض الخبرة المصرية في مجالات تصميم وتصنيع الأثاث، حيث قام المنتجون المحليون خلال السنوات الماضية بعرض منتجاتهم في عدد من المعارض العالمية ذات الشهرة الكبيرة ومنها معرض موبيل باريس الفرنسي، ومعرض اكويبوتل الفرنسي، ومعرض ميلانو الدولي للأثاث الإيطالي، بالإضافة إلي معرض برمنجهام الدولي الذي يتم إقامته في المملكة المتحدة. واكد ايهاب درياس وكيل المجلس التصديري ان المجلس يهدف إلي دعم وتعزيز القدرة التنافسية لصناعة الأثاث المصرية وتشمل الخدمات التي يوفرها المجلس لصناعة الأثاث تيسير الصادرات و تقديم المشورة بشأن استراتيجية الأعمال و خدمات المطابقة وتحديث الأنظمة المتعلقة بالصادرات والاتفاقيات التجارية بالإضافة إلي المساعدة في التعرف علي المعارض والمؤتمرات وورش العمل الدولية والمشاركة فيها كما يعمل المجلس التصديري أيضاً علي بناء وتنمية إدراك المصنعين ووعيهم بأهمية التصميم من أجل تطوير الصناعة وتنمية الصادرات. جدير بالذكر انه تم إنشاء المجلس التصديري للأثاث بقرار وزاري في عام 1999، ككيان مستقل لدعم قطاع الأثاث الذي يشهدأ نمواً مطرداً في مصر. من جانبه قال أدهم نديم المدير التنفيذي لبرنامج تحديث الصناعة أن المعرض يتبني هذا العام كل أنواع الأثاث ومنها الأثاث المنزلي والذي ينقسم من حيث الطراز إلي الكلاسيكي والحديث والمستوحي من البيئة ومن حيث التخصصات إلي المنازل والفنادق والمكاتب والمدارس والمستشفيات والمطابخ والمناطق العامة وأشار إلي أن المعرض يتبع الاتجاه الدولي للبيع من خلال عرض كل المستلزمات الخاصة بالديكور تحت سقف واحد.
<urn:uuid:1c58013a-0c93-478e-873c-716ce1103434>
CC-MAIN-2015-27
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=180878&eid=594
2015-06-30T21:25:10Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094501.77/warc/CC-MAIN-20150627031814-00183-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.954648
Arab
19
{"arb_Arab_score": 0.9546483159065247, "ars_Arab_score": 0.02269306778907776, "ary_Arab_score": 0.010996464639902115}
خلال 10 يوم فقط المنتج الوحيد والأقوى في العالم - إلي كل من يعاني بإلام المفاصل والعظام والروماتيزم فقد وصلنا أقوي منتج أمريكي في العالم يعمل على التخلص من إلام المفاصل نهائياً خلال 10 يوم فقط . - المنتج يحتوي علي مجموعة من الأعشاب الطبيعية والزيوت الطيارة والإمتصاص داخل خلايا الجلد مما يعطية سهولة في الوصول المباشر الي منطقة الإلام وحظرها بتحفيز الجسم علي أفراز سائل غضروفي لمناطق الالم . الام الرقبيتن والركبتين والام الظهر واليدين - المنتج مناسب جداً لكبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام ** المنتج من أعشاب طبيعية 100% مجرب وآمن ومضمون . ** المنتج ليس لة أي آثار جانبية . ** تأكد من وصولك المنتج الأصلي من خلال وكلائنا المعتمدين والظاهرة أرقامهم على الشاشة . ** يصلك المنتج من بلد المنشأ مباشرة . ** إذا كانت الأرقام مشغولة فنرجو الإتصال مرة أخرى لأن الوكلاء يكونون في خدمة عملاء آخرين . ** المنتج مرخص من هيئة الغذاء والدواء العالمية .
<urn:uuid:d56bbd5c-6a59-4b36-8c6c-1c4a0b827227>
CC-MAIN-2015-27
http://www.imraish.com/view/?p=440
2015-06-30T21:23:26Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094501.77/warc/CC-MAIN-20150627031814-00183-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.872692
Arab
33
{"arb_Arab_score": 0.8726922869682312, "ars_Arab_score": 0.03947810083627701, "arz_Arab_score": 0.03519529849290848, "apc_Arab_score": 0.015642480924725533, "ajp_Arab_score": 0.012315632775425911}
مطبخ فنلندي المطبخ الفنلندي يـُعرف باستخدام منتجات الطحين الكامل (للشيلم، شعير، شوفان) والعوزات (مثل العنبية والآس الأحمر والكلودبيري ونبق البحر). ويشيع استخدام الحليب ومشتقاته كالحليب الرائب كطعام أو الشراب أو في وصفات مختلفة. كان استخدام أنواع من اللفت شائعاً في الطبخ التقليدي، ولكن الاستعاضة عنه بالبطاطا بعد قدومها في القرن الثامن عشر. يلعب السمك واللحوم دوراً بارزاً في الأطباق التقليدية الفنلندية بالجزء الغربي من البلاد، في حين أن أطباق الجزء الشرقي تشتمل تقليدياً على وخضروات فطريات متنوعة، منها هذه الأخيرة خصوصاً قد دخلت قوائم طعام الجانب الغربي في وقت متأخر في أثناء الحرب العالمية الثانية بفضل اللاجئين من كاريليا. محتويات الأكل الفنلندي[عدل] اللحوم[عدل] في فنلندا تقاليد طويلة بالصيد البري وصيد السمك. يركز الصيادون على الأيائل والموظ، وحتى الطرائد الصغيرة كالبط والأرانب البرية والطيهوج تـُلاقي شعبية لأذواقهم. والتي ساهمت بإضافات طبيعية إلى المطبخ الفنلندي. يتم ذبح حوالي 70،000-80،000 موظ سنوياً موفرين كميات كبيرة من اللحوم. ونظراً لكون قوانين الصحة الغذائية صارمة للغاية، فإن لحوم الموظ تستهلك بشكل رئيسي منزلياً ونادرا ما يُـتـَحصـّل عليها في المطاعم. بدلاً من ذلك اعتادت المطاعم الفنلندية على تقديم أطباق الرنة. الثمار البرية[عدل] تبرز الثمار البرية القطبية بشكل مميز في المطبخ الفنلندي بنكهتها قوية وبمحتواها الغذائي العالي. ولا يزال من الشائع جداً الذهاب لقطف الثمار البرية مباشرة من الغابات. تنمو الأصناف البرية للعليق والعنبيتان الآسية وكرمة إيديه في كل أنحاء فنلندا تقريباً، بينما تنمو أصناف عليق كاميموري والعليق القطبي والعِنَبية حادة الخباء ونبق البحر بمناطق أكثر تحديدا. الفراولة البرية (Fragaria vesca) بنكهتها القوية هي أيضا مزين موسمي شهي للكعك، تقدم مع المثلجات أو مع الكريم فقط. في هذه الأيام لم تعد الثمار البرية تجفف ولكن عادة ما يتم تجميدها وتؤكل في فصل الشتاء مع العصيدة والسكر مثلاً. عصائر الثمار البرية والمربيات المـُعدة منزلياً شائعة، وخاصة بين كبار السن. وتستخدم الثمار البرية بالحلويات وكما تقدم مع اللحم، وخاصة نكهة عنبية كرمة إيديه الحامضة. مربى عليق كاميموري أكثر حصرية ولكن ليس من غير المألوف. حساء كيسل (kiisseli) بالعنبية الآسية والفطيرة العنبية الآسية من الحلويات الفنلندية التقليدية، كثيراً ما تستخدم العنبيات في المطبخ الفنلندي، سواء في الحلويات كمكون مثل فطيرة العنبية الآسية، كما تقدم مع الآيس كريم أو كريم فقط. وغالبا ما تستخدم العنبيات على رأس زبادي فيلي (viili) وغيرها من أنواع طبق الزبادي. الأسماك[عدل] توفر البحيرات في فنلندا فرصاً عدة لصيد الأسماك والتي كانت دائماً مصدراً هاماً للبروتين. وتستخدم عدة طرق لتحضير الأسماك، بما في ذلك قلي والسلق والتجفيف والتمليح، تخمر، والتدخين علي البارد أو ببساطة تشريح الأسماك البحرية وأكلها نيئة. يحظى سمك السلمون بشعبية سواءً مدخناً علي البارد، لوكس، والسلمون المدخن، أو نيئاً مع عصير الليمون غرافيلوهي. من الشائع تدخين أي نوع من الأسماك، مثل السلمون، والزندر، الكركي، الفرخ والرنجة البلطية. هناك أنماط كثيرة من مخلل الرنجة وهو فاتح الشهية شائع ويقدم أيضا في منتصف الصيف برفقة البطاطا الصغيرة. بطارخ السمك الأوروبي الأبيض وسمك الفينداس هي شهية الفنلندية خدم على رأس نخب أو مع فطيرة بلينز. يمكن إيجاد السلطعون في العديد من البحيرات والجداول في فنلندا، وخاصة في آب أغسطس السكان الناطقين باللغة السويدية كثيرا ما ينظمون حفلات تتمحور حول أكل السلطعون والشرب. الخبز[عدل] خبز رويسليبا (ruisleipä) الأسمر والغني بالألياف والمصنوع من الشيلم جزء أساسي في النظام الغذائي الفنلندي. يـُصنع الخبز من حبوب كالشعير والشوفان والشيلم والقمح، أو بخلط طحائن مختلفة مثلاً خبز سيهتيليبا (sihtileipä) المصنوع من الشيلم والقمح. وهناك أيضا مجموعة متنوعة من الخبز المسطح تدعى رييسكا (rieska) مثلاً مايتورييسكا (maitorieska؛ خبز حليب مسطح)، روونيرييسكا (ryynirieska) مع طحين شعير سافو، لاسكيرييسكا (läskirieska؛ خبز شحم الخنزير) وهو خبز شعير مسطح مع قطع من شحم الخنزير من الساحل الغربي، وبيرونارييسكا (perunarieska؛ (خبز بطاطا مسطح). في كاينو بشمال فنلندا الخبز مسطح جداً ويـُخبز فوق اللهب مباشرة. دفعت المجاعات جراء تلف المحاصيل في القرن التاسع عشر الفنلنديين على ابتكار خبز بتوليبا (pettuleipä) المصنوع من دقيق الشيلم وطبقة لينة من لحاء الصنوبر، وكان مغذياً ولكنه صلب كالصخر وغير شهي. كما أُكـِل خلال الحرب العالمية الثانية، وعاد تقليد صنع هذا الخبز بشكل بسيط بدعوى فوائده الصحية. الحلويات[عدل] - بولا (Pulla): خبز حلو يؤكل مع القهوة أو كحلوية. - لفافات القرفة (korvapuustit) - بولا تـُصنع على هيئة لـُفافة مع القرفة والسكر. - حلوى عليق الكاميموري الذهبية. - أَحْسِيَة الفاكهة - ماء وسكر وعصير توت وتوتيات (في الوقت الحاضر غالباً ما تكون معلبة أو مجمدة) يـُثخـّن بدقيق نشا البطاطا، يقدم مع الحليب أو الكريم والسكر. وقد تكون أقل سيولة من مشروبات مثل بلوبرسوبا، اعتماداً على الإعداد وولكنها ليست جيلاتينية. - فيسبيبورو (Vispipuuro؛ عصيدة مخفوقة) حلوية عصيدة وردية بالآس الأحمر أو توتيات أخرى، ويـُقدم مع الحليب والسكر. - كعكة رونيبيرغ (Runebergintorttu) تحمل اسم الشاعر الوطني يوهان لودفيغ رونيبيرغ وتقدم في يوم ذكراه في 5 فبراير. - روتونن (Rönttönen) معجنة محشوة بالآس الأحمر. حلوى[عدل] - سالمياكي (Salmiakki؛ عرق سوس مملح) - حلوى نشادر منكـّهة - مجموعة متنوعة من حلوى عرق السوس، الأكثر شهرة من صنع شركتي باندا وهلفا - فازر سينينن شوكولاتة حليب - ترفا (Terva) حلوى منكـّهة، مثل ترفا ليونا (Terva Leijona)
<urn:uuid:0ec9a7ed-a0ba-46df-92c8-2dc674a6bcfc>
CC-MAIN-2015-27
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%AE_%D9%81%D9%86%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%8A
2015-06-30T21:50:47Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375094501.77/warc/CC-MAIN-20150627031814-00183-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.858487
Arab
55
{"arb_Arab_score": 0.8584865927696228, "ars_Arab_score": 0.06402789056301117, "ary_Arab_score": 0.030649814754724503, "arz_Arab_score": 0.02332897111773491, "aeb_Arab_score": 0.01490171067416668}
عمون - أقامت جمعية الصداقة الاردنية الاسترالية حفلا في مدينة سيدني باستراليا بمناسبة عيد الاستقلال ويوم الجيش وعيد الجلوس الملكي برعاية سفيرة الاردن في استراليا ريم علاء الدين. وحضر الاحتفال وزير الهجرة السابق رئيس حزب الاحرار الاسترالي فيليب رادوت و عدد من المسؤولين الاستراليين واعضاء البرلمان الاسترالي اضافة الى رؤساء بلديات المناطق التي يتواجد بها ابناء الجالية الاردنية وحشد من ابناء الجالية الاردنية والجاليات العربية في استراليا. وتضمن الحفل الذي اقيم بدعم من رجل الاعمال الاردني ماهر مقابلة كلمة لراعي الحفل وللوزير الاسترالي اضافة الى كلمة للمغترب الاردن محمد نويران والمغترب جمال عياش وكما تضمن الحفل عروض فنية قدمها الفنان الاردني ماجد سمعان و فنانون من اصول عربية اضافة الى فقرات تعريفية باهم مزايا الاردن السياسية والاقتصادية والسياحية.
<urn:uuid:68ca1139-5fa8-4987-b866-9d5da8c80c73>
CC-MAIN-2015-27
http://mobile.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=89296
2015-07-05T06:01:49Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-27/segments/1435375097246.96/warc/CC-MAIN-20150627031817-00063-ip-10-179-60-89.ec2.internal.warc.gz
arb
0.846184
Arab
26
{"arb_Arab_score": 0.8461840152740479, "ary_Arab_score": 0.1067456528544426, "arz_Arab_score": 0.021067503839731216, "aeb_Arab_score": 0.011797389015555382}
سأترك الحديث في التداعيات السياسية لجحافل المعلقين والمحللين على مسيرة الإصلاح السياسي منذ بداية العام 2011 وحتى 24 و25 آذار وتداعيات الأحداث، من التحشيد الإعلامي عبر الأثير والتلفاز والشوارع وأعمدة الكهرباء وجدران المباني العامة والدواوير، إلى مؤتمر الشباب والمسرحيات التي قدمت بحضور جلالة الملك، وملفات الفساد التي تنفتح دون إغلاق في المدى المنظور، قلت سأترك ذلك لمن ما زال لديه طولة البال وما زال مقتنعاً بأن ما أراده قبل عام ما يزال على ما هو عليه بعد هذه المدة. يبقى في ذهني من 25 آذار 2011 تجربة لا مثيل لها، واللي ما إجا راحت عليه، لبضع ساعات من ذلك اليوم كان الأردن مختلفاً، أردن كنت تراهن نفسك على أنه موجود طوال سنين الجامعة، إيمان.. مجرّد إيمان بوجود هذه الروح وهذه الفكرة، تجده فجأة ينحصر في مساحة ضيفة تحاصرها قوات أمن من على منفَذيها وجمهور من أبناء جلدتك يفكرون بطريقة يصعب الوصول لدوافعها إذا ما حللتها منطقياً. يبقى في ذهني لحظة دخولنا الدوار، أنا وصديقي المصوّر عامر سويدان ، يحمل كاميرته ويحاول إقناع رجال الأمن بأننا صحفيان، وبأن المدوّنون هم صحفيّون بدون هويات صحفية صريحة. يبقى في ذهني أيضاً صورة لينا عجيلات تلتقط صورة للصف الأول من المعتصمين الواقفين على مدخل الدوار، فتاة تقف في مساحة محرّمة فارغة، مسافة أمان، بين المعتصمين ورجال الأمن ومدنيين اعتقدوا خاطئين أنهم على شفى دخول حرب مع "الآخرين"، تلتقط صوراً للفريقين قبل أن تلتقط ندائي وتشير لنا بأن ندخل من الجهة المقابلة. يبقى في ذهني حلقات الدبكة الوطنيّة، الوطنيّة الصادقة الخالية من المداهنات والغباء. يبقى في ذهني أرصفة الدوار و"خلطة" الجالسين عليها من جميع التيارات والشعور باللُّحمة والهدف المشترك، صورة الصحفي أحمد زعتري "بكبّس" عاللابتوب وعلى يمينه مجموعة يساريّات وعلى يساره مجموعة محجبات. وأخيراً يبقى في ذهني سلسلة أحداث سيئة دوّنتها بالتفصيل في (من تحت الجسر). الذي لم يدوّنه أحد هو رحلة عامر بعد أن افترقنا في غمرة الغوغاء وتفادي الحجارة، عامر أكل "قنوة" على رأسه بدون داعي وبكل برود - "قنوة" كانت أقل قسوة من قنوة صديقي حسان الذي دوّن للذكرى في حبر-، قال لي –عامر- إن اللحظة التي انسلخ فيها الخوف والتوتر عنه نهائياً كانت رؤيته لأول قطرة دم سقطت من رأسه لتستقر على عدسة كاميرته التي كان يحتضنها بيديه، صرخ بالدركي أن "أكمل.. وماذا بعد؟!"، قال لي أنه حاول الاتصال بي دون جدوى، وأوصل الخبر أحد أصدقاؤنا بأن ناصر (راح فيها ومش ملاقيونه) بحسن نية وتّرت عزيزين، لكنه وجد ملاذاً ليتواصل مع العالم عبر تويتر وأرسل بعض التغريدات ليعرف العالم ومن يهتمون بأمره أين هو وماذا يحصل له. تم نقله في سيارة إسعاف للدفاع المدني، قبل أن يبدأ المسلسل الأبشع على الدوّار، كان بجوار عامر في سيارة الإسعاف شخص آخر سقط سهواً من ذاكرتنا الجمعية لسبب من الأسباب اسمه "خيري"، خيري الذي مات ولا أحد يعرف كيف ولماذا تحديداً، عدا التقارير الطبية التي أشارت إلى أن ميتته نتيجة مشكلة في القلب، وجد نفسه مع هذا الشخص في الطريق إلى المستشفى، وفي غرفة الإسعاف مع أهله وأولاده الذين طلبوا منه أن يصوّره وينشر صورته، بعد أن يضمّد رأسه النازف، وقد فعل، ولكن لسبب ما، تخرج تصريحات بأن مظاهرات الأردن خرجت دون خسائر كما في الدول الأخرى، كأن أحداً لم يصب، وكأن رؤوساً لم تُدمى، وكأن شيئاً لم يكن.. ويبقى في الذهن صورة حداد شعرت به في طريق العودة للمنزل. سأقتبس من صديقي حكيم الذي تسلّق سور مبنى بترا وغادر في الوقت المناسب "اللي مزعلني أن هؤلاء ليسو بلطجية مصر، هؤلاء جاؤوا دون أن يضطر أحد لأن يدفع لهم، هؤلاء مقتنعون بأنهم يفعلون ما يجب فعله.. الحق عاللي عبّاهم." وكل عام وراسك بخير يا صديقي. http://naserz.blogspot.com
<urn:uuid:9c6910c4-fd17-490a-b2d0-c97b02a8026f>
CC-MAIN-2015-32
http://naserz.blogspot.com/2012/03/blog-post.html
2015-07-29T04:46:06Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042986022.41/warc/CC-MAIN-20150728002306-00181-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.895041
Arab
37
{"arb_Arab_score": 0.8950411081314087, "ars_Arab_score": 0.046415071934461594, "ary_Arab_score": 0.03921988606452942}
الألعاب الشعبية السودان طق الدومة للأولاد.. وصكج بكج لعبة مشتركة السودان - تراث شعب السودان ، مثل بقية الشعوب الأخرى، له من تراثه الشعبي ما يميزه ويعطيه خصوصية ثقافية .. ومما يؤكد صلته ببقية الشعوب العربية الأخرى.. ونجد ذلك في مجال الحديث عن الألعاب الشعبية حيث تتفق كثير من الألعاب السودانية لا سيما الخاصة بالفتيان مع ألعاب شعبية أخرى في الوطن العربي لا سيما مصر بحكم الامتداد الجغرافي والثقافي.. وإن كانت المسميات تختلف في أسماء الألعاب وقواعدها.. وقد وجدنا من خلال البحث الميداني أن الألعاب في السودان تختلف من منطقة إلى أخرى في المسمى والمعنى مثل لعبة (الكعوت) التي تعرف بوسط السودان بهذا الاسم ولكن في شماله يعرفونها باسم (الشليل). تراث استعرضت الحديث في موضوع الألعاب الشعبية مع الباحث التراثي أحمد طه ، والباحث الخليفة عبد الحميد أحمد محمد الحسن . . وكان هذا الحصاد: العاب الفتيان لعبة (طق الدومة) الدومة عبارة عن شجرة كبيرة ، لها فرعان ، وثمرها يسمى (الدوم ) أما نواة الثمرة فتسمى (البعو).. ومن الطرافة أن نعرف أن نساء السودان كن يستثمرن هذه النواة بعد حفرها بطريقة خاصة ويستخدمنها كمكحلة لتكحيل العيون - أي لجانب من جوانب زينة المرأة .. أما ثمرة الدوم هذه فهي من ضمن الأدوات الرئيسة في هذه اللعبة التي تسمى أيضا في وسط الشمال والوسط السوداني . (الكدة والعصا) إلى جانب عصا محنية الرأس ، وتجهز عادة من جريد النخيل أو من شجرة السدر الصلبة . تشتهر اللعبة في فصل الصيف وأثناء العطلات المدرسية . وتتطلب مهارة في رسم الخطط كما يحدث في لعبة كرة القدم ، وتحقق للاعبين لياقة جسمانية كبيرة . . من تقاليد اللعبة التي تجري في ملعب مكشوف وتشبه إلى حد ما لعبة (الهوكي) المعاصرة أن يكون هناك فريقان بعدد أقله خمسة لاعبين وحارس لكل فريق. ويبدأ اللعب حينما يتم وضع ثمرة الدوم بين الفريقين . . ليضرب اللاعبون الثمرة وكأنها كرة بعصيهم ، ومن يتمكن من إدخالها في (الجول) يحقق هدفاً. ويتحدد الفائز في هذه اللعبة بعدد الأهداف التي يحققها. لعبة أم الحفر وتتشابه هذه اللعبة إلى حد ما مع لعبة (الحلة) في الامارات .. من تقاليدها أن يقوم اللاعبون بحفر حفر صغيرة في الملعب بعددهم .. شريطة أن تكون هذه الحفر في شكل خط مستقيم .. كل لاعب هنا يعرف رقم حفرته . . أما الأداة الرئيسة في هذه اللعبة فهي كرة في حجم كرة الطاولة ومصنوعة من القماش أو كما تعرف محلياً . (كرة الشراب ) بضم الشين ، صاحب الرمية الأولى يتم اختياره بطريق القرعة . . تبدأ اللعبة بوقوف اللاعب وسط اللاعبين ، ومن ثم يقذف بكرته باتجاه الحفر، أما الحفرة التي تسقط فيها الكره فعلى صاحبها أن يسرع لالتقاطها وقذفها نحو أي أحد من اللاعبين ، إذا لامست الكرة أحدهم اعتبر خارج اللعبة وخاسرأ في ذات الوقت ، بينما يقوم بعض اللاعبين بردم حفرته بالتراب وهكذا تتوالى فصول اللعبة وقد تمضي الساعات في تناوب اللاعبين الأدوار. . أما الفائز في هذه اللعبة فهو الذي يتمكن من تجنب أن تصيبه كرة أي من اللاعبين ، بينما ينجح هو في إصابة بقية اللاعبين بالكرة ، وتبقى حفرته دون ردم لأنه المنتصر، وتقدم له جائزة يتفق أن يشترك في شرائها كافة اللاعبين وعادة ما تكون عبارة عن صندوق صفير من البسكويت أو علبة من الحلاوة المحلية . لعبة شدت . . صيفية شتوية الشدت ، لعبة يمارسها الأطفال شتاء لمزيد من توليد الطاقة الحرارية للجسم ، كما تلب في الصيف في موسم جني (البلح) وفي الليالي القمرية . من طقوس اللعبة أن يشترك بها فريقان ، كل واحد منهما مكون من أربعة لاعبين .. يرسم أحد اللاعبين حلقة دائرية ومن ثم يدخل إليها الفريق رقم ( 1) بينما يبقى أعضاء الفريق (2) خارج الدائرة ..أما بقية طقوس اللعبة فلا تختلف كثيرأ عن طقوس وقواعد لعبة (الحلة ) التي يمارسها الفتيان في الإمارت . (كعوت) على ضوء القمر تعتبر هذه اللعبة من أشهر الألعاب الشعبية التي يمارسها الفتيان ، وعادة ما تلعب على ضوء القمر. أما كلمة كعوت فهي كناية عن عظمة تؤخذ من أي حيوان ويشترط أن تكون نظيفة. أما قواعد اللعبة فتكون بأن يقف اللاعبون بأي عدد كان داخل حلبة يقومون برسمها في ملعب ترابي. يتم اختيار أحد اللاعبين بالقرعة لقذف الكعوت بعيداً في جنبات الملعب.. بينما يقوم بقية اللاعبين بالبحث عنها وهم ينشدون : اللاعب الذي قذفه الكعوت : كعوت وينه المجموعة : خطفه الدودو (والدودو هو رمز للأسد أو أي حيوان مفترس) اللاعب : كعوت وين واح المجموعة : أكله التمساح وتستمر عملية البحث وسط أجواء من المرح والصخب . . إلى أن يحالف الحظ أحد اللاعبين ويجد العظمة المفقودة أو ( الكعوت ) وهنا يصيح بصيت عال : وجدته . . وجدته . . ويركض باتجاه الحلبة هارباً حتى لا يمسكه أحد ويستولي على الكعوت منه . تستمر المطاردة . . وما بين شد وجذب . . فإذا تمكن اللاعب من الوصول إلى الحلبة وتسمى محلياً ( الميس ) فيسجل على أنه الفائز، وإذا لم يتمكن من ذلك وأمسكه أحدهم عد خاسراً وعليه أن يدخل إلى الحلبة وأن يقوم بدوره برمي الكعوت . . وهكذا وبعد ساعات طوال تنتهي اللعبة بعد أن يكون الجميع قد طاله رمي الكعوت والبحث عنه . . تفيد هذه اللعبة الفتيان في التعود على اللعب في الظلام وعدم الخوف من (العتمة) ومن ثم الاعتماد على النفس .. وجدير ذكره أن هذه اللعبة من الألعاب غيرمكلفة مادياً كغيرها من الألعاب التي تستفيد من خامات البيئة المحلية في تنفيذها. ومن الألعاب الهامة أيضآ والخاصة بالأولاد لعبة (الطاب ) ولعبة (الثعلب فات فات ) وكما نعلم فهي تشتهر بهذا الاسم في الكثير من الدول العربية وفيها يجلس اللاعبون في دائرة بينما (يحوم ) حولهم أحد اللاعبين ممثلاً لدور الثعلب حيث يدور بينهم الحوار التالي: اللاعب : الثعلب المجموعة : فات فات اللاعب : في ديله المجموعة : سبع لفات اللاعب : والعسكر المجموعة : واقف طابور تتطور اللعبة بأن يقوم اللاعب الثعب برمي قطعة قماش خلف اللاعبين ، ومن يتمكن من التقاطها أو العثورعليها يقوم بمطاردة الثعلب فإذا أمسكه، أصبح منتصراً وفي هذه الحالة يخسر الثعلب ويصبح الفائز مكانه وتستمر اللعبة هكذا. أول حوّل.. كذب الكاذب تتحدد هذه اللعبة بسبعة لاعبين.. يتم في البداية اختيارواحد منهم ويطلق عليه اسم (الكاتب )، أما مهمته فهي أن يجلس في دائرة (الميس ).. ويقوم بكتابة رقم ما على الأرض ، بينما على بقية اللاعبين الستة أن يكونوا وقوفاً وعلى بعد 29متراً منه وفي صف مستقيم ، تبدأ اللعبة فعلياً حينما ينادي الكاتب بقوله : يا أول .. (ويقصد به اللاعب الذي يقف على رأس الصف )، فيرد الأول بقوله : هلا بلب (بمعنى هلا بيك لبيك لبيك). فيقول الكاتب : كم في الخط ؟ فيخمن الأول رقمأ ما وليكن رقم (5) مثلأ.. وإذا لم يكن توقعا صحيحاً للرقم يقول له الكاتب : كذب الكاذب .. (بينما تتعالى ضحكات اللاعبين وترقبهم ) ويكرر الكاتب محاولته مع اللاعب الثاني ويقول : يا ثاني.. وهكذا تتكررتوقعات اللاعبين وتخميناتهم للتعرف على الرقم الصحيح ، وينادي الكاتب : يا ثاني فيردكما رد الأول .... إلى أن يتعرف أحدهم على الرقم الصحيح المرسوم على الأرض .. ساعتها يدرك الكاتب بأنه مهزوم وعليه أن يقول للفائز: شد واركب .. فيقوم بالامساك بأي لاعب من الفريق راكباً على ظهره ، ويسير به وسط الضحك إلى الميس ليقوم بدور الكاتب .. الذي يخرج مهزوماً خاسراً.. وتتوالى فصول اللعبة حتى ساعة متأخرة من الليل دون كلل أو ملل . في غرب السودان يمارس الأولاد والبنات ألعاباً موسمية مثل لعبة (إبرة وودر) وتعني الابرة المخبأة في تراب ركن من أركان الملعب وعلى مكانها علامة دقيقة جداً وعلى اللاعبين إيجادها. وهناك لعبة أخرى يسمونها (الدسوسية ) ولا تمارس إلا ليلاً، وتشبه إلى حد بعيد (الكومستير) ويلعبها الفتيان في بلاد الشام . . ومن تقاليدها أن يخفي جزء من اللاعبين أنفسهم في أركان من الملعب كأن يختبئوا خلف بعض الأشجار أو أية كتل أخرى.. وعلى الفريق الثاني البحث عنهم فإذا تمكنوا من الامساك بأحدهم أوسعوه ضرباً وأصبح أسيراً لديهم ويوقفون عليه حارساً حتى لا يتمكن من الهرب وعلى فريقه أن يقوم بإنقاذه . . واللعبة كما نرى تحتاج إلى لياقة بدنية عالية ومهارة في البحث والتركيز وسط الظلام . أما أهم الألعاب المشتركة ، فهناك لعبة (الطور) ولعبة (قنة ) وتمارس في أوقات رعي الأغنام . وفيها يقوم اللاعبون بحفر (16) حفرة . . توضع كل أربع حفر بموازاة الأخرى. . وعادة ما يلعبها فريقان كل واحد منهما مكون من فتاة وفتى. تبدأ اللعبة بالاتفاق على اللعب بمادة محددة مثل نواة ثمرة أو خاتم صغير. . هنا يقوم اللاعب من فريق رقم ( 1) بمسك أحد أصابع زميلته وإخفائه وراء ظهره . وباليد الثانية يمسك النواة المخفية في باطن يده ويمر بيده على الحفر ويقول (قُنَّا.. قُنَّا. جات تأكلنا.. عند أهلنا.. الشوك طعنا)... أثناء هذه العملية يكون قد أخفى النواة في أحد الحفر وأعلم زميلته برقم الحفرة بطريقة ما.. مهمة الفريق رقم (2) أن يتعرف على الحفرة التي تم إخفاء النواة أو الخاتم في داخلها.. وأمام هذا الفريق فرص ثلاث ، فإذا فشل في الأولى قيل له من جانب الفريق الأول (كذب الكاذب ).. وهكذا حتى تنتهي الفرص الثلاث وإذا لم يتمكنوا جميعأ من ذلك تقوم الفتاة من فريق (1) باستخراج النواة ، مع العقاب المعروف بأن تردم بالتراب أول حفرة من حفرهم الثمان .. وإذا فشلوا تماماً وأغلقت جميع حفرهم يسمعون الكثيرمن الكلام الذي يغيظهم ويؤنبهم .. أما إذا نجحوا في معرفة الحفرة واستخراج النواة منها فإنهم يعلنون منتصرين ويأخذون مكان الفريق الأول ليبدأ اللعب من جديد.. الرمة والحراس (الحارس) من المهم أن نعلم أن لعبة (الرمة والحراس) من الألعاب الهامة والشائقة بالنسبة لأولاد السودان .. ومن تقاليدها أن يقوم نحو 15 لاعباً، برسم حلقة في منتصف الملعب ، ويجلس بها أحد اللاعبين ويطلق عليه اسم (الرمة) بتشديد الراء والميم .. والرمة هنا تعني (الجيفة) أو الشخص المنبوذ.. ومن تقاليد اللعبة أن يوضع لاعب يعرف أنه الحارس لكي يحرس الرمة ممن يحاولون اقتحام مكانه ، يحاول اللاعبون اقتحام الحلقة ، ويدور صراع مرير بينهم وبين الحارس .. حيث يحاول المهاجمون تفاديه لأنه إذا نجح في لمس أحدهم فإنه سيضرب ضرباً شديداً ويوضع في الحلقة مكان الرمة .. لكن إذا ما تمكن أحدهم من دخول الحلقة فإن من حقه ضرب الرمة والضحك عليه.. وتستمر اللعبة ويستمر تناوب الأدوار وسط ابتهاج الجميع ولكن في إطار تنافسي شريف. ومن المهم أن نذكر أن هناك بعض الألعاب الخاصة بالفتيان ويلعبها الكبار أحياناً مثل لعبة (السيجة) وتلعب هذه أيضاً في مصر، وهي أشبه بلعبة الشطرنج ، وهناك لعبة أخرى تسمى (صفرجت) وهي أيضاً قريبة من لعبة الشطرنج ، أما كلمة صفرجت فتعني انتهت ويطلقها الفائز في اللعبة حينما يفوز فيقول صفرجت .
<urn:uuid:b35a5554-e6e2-4aca-be17-bf1cf5c05473>
CC-MAIN-2015-32
http://www.anasudani.net/fourm/showthread.php?t=68992
2015-07-31T03:01:04Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988048.90/warc/CC-MAIN-20150728002308-00292-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.967442
Arab
30
{"arb_Arab_score": 0.9674421548843384, "ary_Arab_score": 0.010861488059163094, "ars_Arab_score": 0.010273505002260208}
تقدم كل من مدينة لوزان وضواحيها خياراً كبيراً من الأنشطة الترفيهية، بما فيها المتاحف والزيارات السياحية، إضافة إلى التسوّق أو الفعاليات الثقافية. سواء زرت are لوزان للعمل أم للاستجمام، فإن العاصمة الأولمبية تقدم مجموعة كبيرة من الأنشطة المُهدّئة والثقافية. يوفر فندق Mövenpick Hotel Lausanne الأمكنة المثالية للاستمتاع بأوقات هادئة في المنطقة. اعثر على قائمة بمعالم الجذب هنا. ثقافة تتميز لوزان دائمًا بكل ما هو جديد ويستحق الاستكشاف. إليك بعض التوصيات الثقافية لإعطائك الفرصة للتعّرف بشكل أفضل على ما تقدمه لوزان في النواحي الثقافية. استمتع بزيارة للمتحف الأولمبي أو اكتشف الكاتدرائية القوطية التي بدأت مرحلة بنائها في عام 1170. أمضِ بعض الوقت في زيارة متحف التاريخ والآثار بهذه المقاطعة وسافر عبر الزمن بزيارة بحيرة جنيف التي يعود تاريخها إلى 15000 سنة. جولة سياحية أبحر على ضفاف أكبر بحيرة مياه عذبة في أوروبا أو قم بجولة على الأقدام بين المواقع المدرجة في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونيسكو. تقدم لك لوزان والمناطق المحيطة بها كل ماهو جديد دائمًا. قم بزيارة أحد المتاحف العديدة في لوزان، بما فيها متحف التاريخ والآثار الرائع. اكتشف منطقة لافو بالسير عبر شبكة واسعة من دروب التنزه على منحدرات حقول الكروم المذهلة. وإذا كنت تفضّل القيام بجولة على متن قارب، فاستمتع برحلة إلى شيلون واكتشف سحر بحيرتنا الرائعة. الرياضة والنشاطات مارس تمريناتك الرياضية لدينا في مركز اللياقة البدنية، واستمتع بعالم رائع من الاسترخاء في الساونا أو تحرر من الضغوط في حمّام السباحة المحلي أثناء إقامتك في لوزان. يمكنك المساهمة في واحد من اللقاءات الرياضية الدولية الأكثر أهمية في سويسرا أو المشاركة في ماراثون لوزان الشهير. الخيار لك! تضم غرفة اللياقة البدنية مجموعة مختارة من أجهزة التمارين الرياضية وهي تقع على بعد 700 م فقط من حمّام السباحة المحلي في الهواء الطلق، مما يمنحك فرصة رائعة لتمشية لطيفة. كما يمكنك اختيار السباحة في بحيرة جنيف (حسب الموسم) أو المشاركة في أحد الأحداث الرياضية الكبرى بالمدينة.
<urn:uuid:19ae3722-c9c3-4221-8a9e-e62ff73be0fe>
CC-MAIN-2015-32
http://www.moevenpick-hotels.com/ar/europe/switzerland/lausanne/hotel-lausanne/things-to-do/-393ad5fe49/
2015-07-31T03:20:10Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988048.90/warc/CC-MAIN-20150728002308-00292-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.791925
Arab
2,366
{"arb_Arab_score": 0.7919248342514038, "ary_Arab_score": 0.11393371224403381, "ars_Arab_score": 0.04486694559454918, "arz_Arab_score": 0.02071637101471424, "aeb_Arab_score": 0.017635198310017586}
يعبر 5 ولايات على مسافة 262 كلم الانطلاق في إنجاز طريق خميس مليانة - برج بوعريريج أعطت الحكومة إشارة الانطلاق الرسمي لتجسيد مشروع الطريق الدائري الرابع للجزائر، والذي سيربط مدينة خميس مليانة ببرج بوعريريج على مسافة 262 كلم، معلنة في مرسوم تنفيذي وقعه الوزير الأول في جوان المنصرم، الشروع في عملية نزع الملكية والتصريح بطابع المنفعة العمومية لأزيد من 2600 هكتار تضم الأملاك العقارية والحقوق العينية العقارية المستعملة كوعاء لهذا المشروع، الذي يمر عبر 5 ولايات.فتبعا لصدور المرسوم التنفيذي رقم 2013 / 13 في آخر عدد للجريدة الرسمية، تكون عملية الشروع في تحرير مسار هذا المشروع الحيوي، المسجل في المخطط الوطني التوجيهي للطرق والطرق السريعة بعنوان الطريق الدائري الرابع، قد انطلقت بشكل فعلي، حيث يسمح هذا النص القانوني بإعطاء التغطية القانونية لعملية نزع الملكية والتعويض لأصحاب الأملاك الواقعة على طول المسلك الذي يعبره هذا الطريق وكذا الفضاءات التي ستحتضن المرافق والمنشآت الملحقة به. ويحث النص الذي وقعه الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، في 9 جوان الفارط في مادته الخامسة الهيئات الحكومة المعنية بتسهيل تجسيد المشروع، على ضرورة توفير الاعتمادات الضرورية للتعويضات الممنوحة لفائدة المعنيين، وإيداعها لدى الخزينة العمومية. وأشار المرسوم بعد أن أكد البعد الوطني والاستراتيجي للمشروع، إلى أن الفضاءات المعنية بالتصريح بالمنفعة العمومية، تشمل كل الأملاك العقارية والحقوق العينية العقارية المستعملة كوعاء لهذا الطريق، على غرار وسط الطريق والمنحدرات والشريط الأرضي الوسطي والمنفذ من وإلى الطريق وفروعه، فضلا عن المساحات التي تحتضن ملاحق الطريق كفضاءات الراحة والخدمات ومراكز الصيانة والملحقات الأخرى. وتحتل مجمل هذه الفضاءات التي يعطيها المرسوم التنفيذي، طابع المنفعة العامة مساحة إجمالية مقدرة ب2622 هكتارا موزعة على الولايات الخمس التي يعبرها الطريق الدائري الرابع، والمتمثلة في كل من عين الدفلى، المدية، البويرة، المسيلة وبرج بوعريرج. ويمتد الطريق الدائري أو الالتفافي الرابع للجزائر من منطقة خميس مليانة بولاية عين الدفلى إلى برج بوعريريج على مسافة أصلية مقدرة ب262 كلم، وهي مسافة مرشحة لأن تتضاعف عدة مرات بفعل أشغال الهيكلة وتهيئة المرافق الملحقة بالطريق، والتي تضم أساسا 15 محولا لربط الطريق بالمدن والبلديات والمرافق الحضرية الواقعة بأقاليم الولايات الخمس المعنية، فضلا عن 22 جسرا و193 منشأة فنية بين ممرات علوية وممرات أرضية ومنشآت التطهير. وقد حددت المساحة العرضية للطريق ب15 مترا تضم المسلكين متعاكسي الاتجاه والشريط الأرضي الوسطي، إضافة إلى شريط التوقف الاستعجالي، مع الإشارة إلى أنه وفقا لمواصفاتها التقنية فإن الطرق الدائرية أو الالتفافية، هي الطرق التي لا تتجاوز الرواقين زائد شريط التوقف الاستعجالي، في حين يصبح الطريق سيارا، إذا اشتمل كل اتجاه من اتجاهاتها على ثلاثة أروقة فما فوق.. كما تتسم الطرق الدائرية بكونها طرقا اجتنابية، تنجز في محيط المدن والمجمعات السكنية، وتتيح لمستعملي الطريق إمكانية التنقل باستعمال الطريق السريع ومحاور الربط بالمرافق الحضرية التي يحيط بها الطريق الدائري، وكل ذلك مع تفادي العبور عبر النقاط التي يكثر بها الازدحام داخل المدن. وقد سجل قطاع الأشغال العمومية ضمن المخطط الوطني التوجيهي للطرق والطرق السريعة الذي يعتبر بمثابة برنامج تنفيذي يمتد إلى غضون سنة 2025، ثلاثة طرق دائرية، تضاف إلى الطريق الدائري الاول للجزائر الذي يربط بن عكنون بالدار البيضاء. ومن ضمن هذه المشاريع الثلاثة تم استكمال الطريق الأول، المعروف بالطريق الدائري الثاني للجزائر، والذي يربط مدينة بودواو بزرالدة على مسافة أصلية مقدرة ب65 كلم، ويعبر 4 ولايات من الوسط هي الجزائر، البليدة، تيبازة وبومرداس. فيما سيضمن الطريق الدائري الثالث بعد استكمال أشغال إنجازه كلية، الربط السريع والمباشر بين مدينة الناظور بولاية تيبازة بمدينة برج منايل ببومرداس على مسافة 125 كلم، مع ضمان سيولة في حركة السير من وإلى المناطق التي يربط بينهما الطريق، وفك الخناق عن هاتين الولايتين الساحليتين أثناء فترة الصيف. أما الطريق الدائري الرابع الذي سيشرع بشكل فعلي في إنجازه بعد إنهاء مرحلة تحرير المسلك والتصريح بالمنفعة العمومية لفضاءاته، فسيمكن من فك العزلة عن العديد من المناطق الواقعة بالولايات الداخلية المعنية، وخلق فضاءات اقتصادية هامة بهذه المناطق التي ستتعزز بعدة منشآت وطرق أخرى، من أهمهما الطريق السيار للهضاب العليا الذي سيتم الانطلاق في تجسيده عن قريب، فضلا عن محاور الطرق الجاري إنجازها لربط هذه المناطق والمنشآت الحيوية والتنموية الجديدة، وكذا بالطريق السيار شرق – غرب.
<urn:uuid:5609a269-c99e-4a3b-bed9-b21ce044e8bd>
CC-MAIN-2015-32
http://www.vitaminedz.com/Article/Articles_18300_2305776_34_1.html
2015-07-31T03:03:46Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988048.90/warc/CC-MAIN-20150728002308-00292-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.759675
Arab
17
{"arb_Arab_score": 0.7596753835678101, "ary_Arab_score": 0.1955142468214035, "aeb_Arab_score": 0.01673557609319687, "ars_Arab_score": 0.013724642805755138}
OWASP Statement on the Security of the Internet 2014/ar مجتمع أواسب www.owasp.org يهتم كثيرا بثقة الناس بخدمات الانترنت و التطبيقات التي تتصل بها، لذلك فإن التقارير الحديثة التي ذكرت عمليات التجسس واسعة النطاق على اتصالات الانترنت وبرامجه، ومحاولات اضعاف معايير التشفير، كلها تسبب لنا قلق واهتمام كبيرين. كنا نعلم عن عمليات التنصت والتعقب ضد الأفراد المستهدفين، ولكن حجم عمليات التجسس واسعة النطاق التي انكشفت مؤخرا كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة. بكل تأكيد فإنه من الصعب الجزم بمعرفة أي هجمات يتم حاليا استخدامها، وأي الاتفاقيات السرية قد تكون فعالة، ولذلك فإنه من الصعب على منظمة أواسب التعليق على التفاصيل من منظورها الخاص. لدى أواسب مبادئ قديمة حول قيامنا بتوضيح القرارات التي نتخذها. مهمتنا هي الشفافية والوضوح بأمن التطبيقات حتى يتسنى للأفراد والمؤسسات اتخاذ قرارات مبنية على دراية ومعرفة تجاه مخاطر التطبيقات. - نحن نؤمن بشكل أساسي أن التطبيقات والبرامج الآمنة والجديرة بالثقة تشكل حجر أساس لتواصل الناس حول العالم، فلا يتصل الناس ببعضهم غالبا إلا بإستخدامها. - نؤمن أيضا أن المجتمعات والشركات والحكومات يجب عليها أن تحمي أمن البرمجيات وأن لا تتعمد إضعاف أمن البرمجيات أو معايير الأمن أو خوارزميات التشفير. - نؤمن وبشدة أن المجتمعات والشركات والحكومات يجب عليها ألا تتعمد إدخال الثغرات والأخطاء والأبواب الخلفية التي تضعف الأمن والثقة بالبرمجيات والتطبيقات. كما أننا نعتقد أنه من المهم التنويه على حقيقة أن هذه الثغرات التي يتم ادخالها خلسة بالبرمجيات لأجل التجسس والمراقبة سيرجع ضررها البالغ على الناس والمجتمع لأنه عاجلا أم آجلا سيتم اكتشافها واستغلالها من قبل المخربين والمجرمين. وأضف إلى هذا حقيقة أن الشركات والمجتمعات ستصبح بلا حماية من هذه الثغرات المتعمدة، وبذلك يتم اضعاف أساس البرمجيات بالكامل والذي يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية وعلى نطاق عالمي. مجتمع أواسب يريد أن يساهم ببناء أنظمة وبرامج آمنة وقابلة للتطبيق الواقعي لكل مستخدمي الانترنت. معالجة مخاطر وثغرات أمن البرمجيات كان ولا يزال من أهم محاور مجتمع أواسب ومصادر قوته، وهذا المحور لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يندرج معه محاور مهمة جدا مثل التعليم والقوانين والتطبيق الواقعي وجوانب أخرى. بالنسبة لنا فإن الأخبار الأخيرة تمثل تحدي لنا ومصدر إلهام لنتمسك بمبادئنا والعمل الجاد لتأمين الانترنت وبرامجه ومواقعه. إيون كيري،وهو أحد أعضاء مجلس إدارة أواسب المنتخبين، يؤكد بحديثه: "أواسب لا يسعها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام إضعاف وتآكل الأمن، فهذا ضد مبادئنا". نحن واثقون من قدرة مجتمع أواسب على القيام بدوره ونؤمن بأن أدوات أواسب وبرامجها وتعاليمها، إن تم استخدامها بشكل أوسع، فإنها قادرة على المساهمة. يجب علينا استغلال هذه الفرصة لنرى ما الذي يمكننا فعله بشكل أفضل بالمستقبل وليس فقط تحت ضوء الأحداث الراهنة. الأمن والخصوصية بالإنترنت لا يزالون يشكلان تحدي كبير حتى بغض النظر عن النشاطات الاستخباراتية الأخيرة. يمكن استنباط العديد من الدروس المفيدة للسنين القادمة، و توبياس غوندروم، عضو مجلس إدارة أواسب المنتخب، يؤكد هذا الأمل بقوله: "ربما كانت حوارات هذه السنة هي الشرارة التي تحفز العالم ليصبح أكثر وعيا، و ينتقل من "غير آمن تلقائيا" إلى "آمن تلقائيا". " الانتشار العلني والشهرة والتحفيز أمور مهمة أيضا، وهناك الكثير من الأعمال التي يمكن لأي منا القيام بها، ابتداءً من تفعيل المستخدمين للخواص الأمنية إلى قيام المختصين والشركات والحكومات بالتحقق من أن برامجهم ومنتجاتهم وخدماتهم آمنة. أواسب منظمة ومجتمع مفتوحين ونحن ندعو كل من لديه أي اهتمامات بهذا المجال ليرقى للتحدي ويشارك بتحليل المشكلة والمخاطر ويطور أفكاراً تنفع مستقبلنا المشترك.
<urn:uuid:202334da-29bb-47d6-ac84-253b806e9c28>
CC-MAIN-2015-32
https://www.owasp.org/index.php?title=OWASP_Statement_on_the_Security_of_the_Internet_2014/ar&oldid=167089
2015-08-04T04:21:28Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042990217.27/warc/CC-MAIN-20150728002310-00171-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.988081
Arab
83
{"arb_Arab_score": 0.9880809783935547}
هل يجوز للمسلم أن يرث عقارا تم شراؤه بقرض ربوي ؟. الحمد لله من اقترض قرضاً ربوياً ، ثم اشترى به عقاراً ، فإنه إذا مات ، صار العقار من جملة تركته التي تورث عنه، وقد أثم بتعامله الربوي . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( ما حَرُمَ لكسبه فهو حرام على الكاسب مثل الربا ، فإذا مات الإنسان الذي كان يتعامل بالربا فماله حلال لورثته . أما ما حُرِّم لعينه كالخمر فذلك حرام على الناقل ومن ينتقل إليه . وكذلك ما كان محرماً قد بقي فيه التحريم مثل المغصوب والمسروق . فلو أن إنساناً سرق مالاً ثم مات فإنه لا يحل للوارث ، ثم إن كان يعلم صاحبه أعطاه إياه وإلا تصدق به عنه ) انتهى من : لقاءات الباب المفتوح 1/304 وأفتت اللجنة الدائمة فيمن بنى منزلا بقرض ربوي أنه تلزمه التوبة والاستغفار ، ولا يلزمه هدم المنزل ، بل ينتفع به بالسكنى وغيرها . ( فتاوى اللجنة الدائمة 13/411 ). والله أعلم .
<urn:uuid:d416b9f4-d1d9-48be-955c-198d8029b48a>
CC-MAIN-2015-32
http://islamqa.info/ar/20709
2015-07-28T01:37:16Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042981460.12/warc/CC-MAIN-20150728002301-00297-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.986568
Arab
75
{"arb_Arab_score": 0.9865677952766418}
ثوروية المسيح الدكتور ماهر صموئيل لكي نقول عن شخص ما إنه ثائر عظيم، يتحتم علينا أن نفحصه من ثلاثة زوايا. وقد تناول الكاتب في الحلقة الماضية أثره في التاريخ ونوعية ثورويته. أما في هذه الحلقة الأخيرة فيبحث الكاتب نوعية شخصيته، هل هي شخصية ثوروية؟ بمعنى، هل هو قائد وقدوة، وهل هو صاحب شخصية قيادية ترفض الخنوع والاستسلام للأوضاع الخاطئة، وقادرة على إحداث التغيير، أم هو شخصية عادية خدمتها الظروف، أو شخصية انتهازية صعدت على أكتاف غيرها؟ فتعال معي لنتابع تطبيق هذه المعايير على المسيح. هل كانت شخصية المسيح شخصية ثوروية؟! هل يقال عن الحمل الذي ارتبط اسمه في الأذهان بالرقة والحنان، أنه ثورويًا؟! هل يمكن أن يكون ثورويًا صاحب التعاليم السامية، والتي يساء فهمها، كقوله: “من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا”؟ هل يمكن أن يكون ثورويًا من قال عنه أبو الثورة الفرنسية جان جاك روسو: “عندما يصف أفلاطون الإنسان المثالي الكامل الذي يستحق أسمى جوائز الفضيلة، فإنه يصف بالضبط شخصية يسوع المسيح”؟ أقول بملء الفم: نعم، وألف نعم! كان سيدي المسيح ذا شخصية ثوروية، أحبها وأفخر بها، بل وأراه أعظم ثائر عرفه التاريخ. وإليك غيض من فيض ما يؤكد ثورويته. هذه الأمثلة مجرد نذر قليل يكشف بوضوح عن شخصية ثوروية، هي أبعد ما تكون عن الخنوع. لقد كان بحق ثائرًا صنديدًا لم يتراجع قط عن قضيته والتي كلفته في النهاية حياته. وقبل أن أترك هذه الحزمة من الأدلة على ثوروية شخصيته، أقول إنه من الناحية الأخلاقية، إذا قبلنا بما يُجمع عليه مؤرخي العالم ومفكريه الأفذاذ، مثل وليم ليكي وفيليب شاف وروسو وغيرهم، على أن المسيح هو المثال الأكمل للفضيلة، فإنه من المحتم أن يكون المسيح ثورويًا. لأن الثوروية، من وجهة نظري، وكما نتعلم من التاريخ، هي فضيلة تفسد لغيابها النفوس والمجتمعات. بل وكانت هي دائمًا وراء كل محاولة إصلاح. طالما كانت بالطبع لغرض نبيل وليست لمجرد التمرد والعصيان. وبالتالي ليس من المقبول غيابها عن من قيل عنه “هو الفضيلة متجسدة”. في النهاية أتوقف عند عينة من أقواله التي يساء فهمها لعمقها وبلاغتها… أقوال أراها في منتهى الثوروية، بينما البعض يفهمها على أنها تعلم الخنوع والاستسلام. “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا” (متى 5: 38-42). في إيجاز سريع أقول: لم يقصد المسيح أبدًا المعنى الحرفي لسببين: أولاً: لقد استخدم اللغة المجازية كثيرًا في هذه العظة مثل قلع العين إن اعثرت صاحبها، وبالطبع لم يكن يقصد القلع الحرفي على الإطلاق. والثاني: إنه لم يطبّق هذا النص حرفيًا عندما تعرض له. ما كان الرب يريد أن يقوله هو: وأنتم ماضون في طريقكم لفعل الخير وتمجيد الله – كملح للأرض وكنور للعالم – سيقاومكم الأشرار ويخاصمونكم. فاحذروا عندئذ من خدعة العدو أن يجركم لمقاومة الشر، أو للانشغال بقضايا شخصية تافهة، فتنصرفوا عن قضيتكم الكبرى ورسالتكم العظيمة. كونوا على استعداد للمثابرة والصمود مهما كانت التكلفة. فإن لطموكم على خدكم الأيمن استمروا في طريقكم معلنين استعدادكم لمزيد من اللطمات. وإن أرادوا تعطيلكم بأخذ ثوبكم فاتركوا لهم الرداء أيضًا ولا تتوقّفوا عن ركضكم! أليست هذه منتهى الثوروية؟! “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ”. إذا سالمنا من يسالمنا فأي فضل لنا؟ إننا سنكون مجرد “مفعول به” أظهر “رد فعل” لا “فاعل” يفعل شيئًا! وإذا عادينا من يعادينا فقد استسلمنا للضعف الطبيعي المخزي والذي أفسد العالم وجعله بحرًا من البغضة والعار. لكن القوة الحقيقية هي في هذا الإصرار الثوروي المقدس على التغيير، تغيير البيئة التي نعيش فيها. فإن عاداني الضعيف وأبغضني سأحبه وأصلي من أجله فأكسر دائرة البغضة الجهنمية وأطفئ نيران الكراهية الكئيبة. أليست هذه منتهى الثوروية؟ العظة الحادية والأربعون أعماق النفس أعماق النفس عميقة جداً، وهى تتأثر بمقدار درجة النعمة أو درجة الشر. 1 ـ إن إناء النفس الثمين هو عميق جداً، كما هو مكتوب ” هو يفحص العمق والقلب” (ابن سيراخ18:42). لأنه حينما حاد الإنسان عن الوصية وصار تحت دينونة الغضب فإن الخطية أخذته تحت سلطانها، وحيث إن الخطية هي نفسها هاوية عميقة من المرارة فقد دخلت إلى داخل أعماق الإنسان واستولت على مراعى النفس حتى إلى أقصى أعماقها. اختلاط الخطية بالنفس : وهكذا يمكننا أن نشبه النفس والخطية حينما اختلطت بها كما لو أن هناك شجرة كبيرة جداً ذات فروع كثيرة وتضرب بجذورها في أقصى أعماق الأرض. هكذا الخطية فقد دخلت إلى الداخل وملكت على مراعى النفس العميقة، حتى أنها صارت مألوفة وملازمة للإنسان وتنمو مع كل شخص منذ طفولته وتعاشره وتعلّمه أموراً شريرة. عمل النعمة الإلهية والاجتهاد : 2 ـ لذلك فحينما يظلل عمل النعمة الإلهية على النفس بحسب مقدار إيمان كل واحد، وينال الإنسان معونة من فوق فإن النعمة تظلّله جزئياً فقط. لذلك فلا يتصور أحد أن نفسه قد استنارت كلها مرة واحدة استنارة كلّية. فلا يزال يوجد قدر من الخطية في الداخل، ويحتاج الإنسان إلى تعب وكد كثيرين على حسب النعمة المعطاة له. ولهذا السبب تبتدئ النعمة أن تفتقد الإنسان جزئياً مع أنها تملك القوة أن تُطهر الإنسان وتكمله في ساعة من الزمان. ولكنها تفتقد الإنسان جزئياً لكي تمتحن قصد الإنسان لترى هل يحفظ حبه نحو الله كاملاً، بحيث لا يتفاوض مع الشرير في أي وقت بل يسلّم نفسه كليةً للنعمة وبهذه الطريقة عندما تنجح النفس مرة بعد مرة، وهى لا تُحزن النعمة في أي أمر، فإن الإنسان ينال معونة متزايدة، والنعمة نفسها تجد مرعى لها في النفس وتضرب بجذورها إلى أعماق أعماقها وفي كل أفكارها، إذ توجد النفس مقبولة وموافقة للنعمة بعد تجارب كثيرة، إلى أن تتشّبع النفس تماماً بالنعمة السماوية التي تبدأ منذ ذلك الوقت فصاعداً أن تملك في الإناء نفسه[1]. التواضع: 3ـ ولكن أي شخص لا يثبت في تواضع كثير، فإنه يُسلّم للشيطان ويتعرى من النعمة الإلهية التي سبق أن أُعطيت له فيُجرّب بشدائد كثيرة. وحينئذ يعرف نفسه على حقيقتها وأنه عريان وشقى. ولذلك فإن الذي يكون غنياً في نعمة الله ينبغي أن يكون متضعاً جداً وله قلب منسحق، وأن يعتبر نفسه فقيراً ولا يملك شيئاً. وأن ما هو له لا يخصه وإنما قد ناله من آخر ويمكن أن يؤخذ منه حينما يشاء الذي أعطاه. فالذي يتواضع هكذا أمام الله والناس يستطيع أن يحفظ النعمة المعطاة له كما يقول الرب ” من يضع نفسه يرتفع” (لو11:14) ورغم أنه مختار من الله، فليعتبر نفسه كأنه مرذول. ورغم أنه أمين حقاً فليعتبر نفسه غير مستحق. إن مثل هذه النفوس تكون مرضّية لله، وتحيا وتنال الحياة بالمسيح، الذي له المجد والقوة إلى الأبد آمين. ________________________________________ (1) إناء النفس أي أعماقها راجع فقرة 1 . العظة الثانية والأربعون روح النعمة وروح الشر ليست الأشياء الخارجية هي التي تنمى الإنسان أو تؤذيه، بل الداخلية أي روح النعمة أو من الجهة الأخرى روح خبث. الروح القدس حصن النفس : 1ـ إذا افترضنا أن هناك مدينة عظيمة ولكنها هُجرت وهُدمت أسوارها وأخذها الأعداء، فإن عظمتها لا تنفعها شيئاً. بل لابد من عناية وحرص كثيرين يتناسبان مع عظمة المدينة، لذا ينبغي أن يكون لها أبواب قوية حتى لا يستطيع العدو أن ينفذ إليها. وبنفس الطريقة فإن النفوس المُزينة بالمعرفة والفهم وحِدّة الفهم هي مثل المدن العظيمة. ولكن ينبغي أن نسأل هل هذه النفوس مُحصّنة بقوة الروح القدس حتى لا يستطيع الأعداء أن يدخلوا إليها ويخرّبوها. فإن حكماء العالم مثل أرسطو وأفلاطون وسقراط الذين كانوا ماهرين في المعرفة كانوا مثل مدن عظيمة ولكنهم كانوا في حالة خراب بسبب الأعداء لأن روح الله لم يكن فيهم. 2 ـ ولكن كثيرين من بسطاء الناس الذين صاروا شركاء في النعمة، هم مثل مدن صغيرة ولكنها مُحصنة بقوة الصليب، وهؤلاء لا يسقطون من النعمة إلاّ لسببين: إما لأنهم لا يحتملون الشدائد التي تأتى عليهم، أو لأنهم يتذوقون لذّات الخطية ويستمرون فيها بلا توبة؟ فإن أولئك الذين يسيرون في طريق الملكوت لا يستطيعون أن يمضوا فيه بدون تجارب. فلاحة النفس بالاحتمال والصبر: وكما أنه في حالة الحمل وولادة الأطفال فإن المرأة الفقيرة والملكة كلتاهما تتوجعان بأوجاع مخاض واحدة، وأيضاً أرض الإنسان الغنى مثل أرض الفقير إن لم تنل التفليح اللازم لها فإنها لا تأتى بالثمر المناسب. هكذا أيضاً في فلاحة النفس فلا الإنسان الحكيم ولا الإنسان الغنى يملك في النعمة إلاّ بالصبر والاحتمال والشدائد والأتعاب، فإن حياة المسيحيين ينبغي أن تتحمل كل هذه، وكما أن العسل إذ هو حلو لا يظهر منه سم أو مرارة، هكذا فإن مثل هؤلاء المسيحيين هم مملؤون حلاوة وخيراً لكل الذين يقتربون منهم سواء كانوا صالحين أو أشراراً كما يقول الرب ” كونوا صالحين مثل أبيكم السماوي” (لو36:6، مت48:5). خلع الإنسان العتيق ولبس الجديد : إن الذي يؤذى الإنسان ويلوثه هو من الداخل لأنه ” من القلب تخرج الأفكار الشريرة” (مت19:15) هكذا يقول الرب، فإن الأشياء التي تنجس الإنسان هي من الداخل. 3 ـ فإنه من الداخل يزحف روح الشر في داخل النفس، وهو يحاور العقل، وهو يغرى، هذا هو حجاب الظلمة، أي الإنسان العتيق (2كو 17:5). الذي ينبغي أن يخلعه أولئك الذين يهربون إلى الله، وينبغي أن يلبسوا الإنسان السماوي الجديد، الذي هو المسيح (أف22:4، كو8:3). إذن فلا يضر الإنسان أو يؤذيه شيء من الخارج وإنما يؤذيه فقط روح الظلمة الذي يسكن في القلب، حياً ونشطاً. لذلك ينبغي على كل واحد في هذه المعركة أن يحارب في أفكاره ضد الشر لكي يضئ المسيح في قلبه، الذي له المجد إلى الأبد، آمين العظة الثالثة والأربعون القلب عظة بخصوص نمو المسيحي وتقدمه، وأن كل قوة هذا النمو تعتمد على القلب ، كما هو موصوف هنا بطرق متنوعة. المصابيح : 1 ـ كما أن الأنوار والمصابيح الكثيرة تشتعل من نار واحدة، وهذه الأنوار والمصابيح المشتعلة هي من طبيعة واحدة، كذلك المسيحيون يشتعلون ويضيئون من طبيعة واحدة، هي النار الإلهية، أي ابن الله، ولهم مصابيحهم مشتعلة في قلوبهم، وتضئ قدامه، بينما هم يعيشون على الأرض كما أضاء هو. فإنه مكتوب: ” من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن البهجة” (مز7:45). ولهذا السبب سُمى مسيحاً، حتى إذا مُسحنا نحن أيضاً بنفس الدهن الذي مُسح به هو، فإننا نصير مُسحاء من نفس الطبيعة الواحدة والجسد الواحد. ومكتوب أيضاً ” فإن المقدِّس والمقدَّسين جميعهم من واحد” (عب11:2). 2 ـ لذلك فالمسيحيون من وجهة معينة هم مثل المصابيح التي تحوى الزيت في داخلها، أي ثمار البرّ. ولكنهم إن لم يشتعلوا بالنور الإلهى في داخل نفوسهم فإنهم ليسوا شيئاً، ولقد كان الرب هو المصباح المشتعل، بسبب روح الله الحالّ في أعماقه والذي يشعل قلبه. ولنأخذ مثالاً آخر: مثل الكيس البالى المملوء بالجواهر، هكذا أيضاً المسيحيون فإنهم ينبغي أن يكونوا متضعين ومحتقرين من الخارج، ولكنهم من الداخل في الإنسان الباطن، يملكون ” الجوهرة الكثيرة الثمن” (مت46:13). بينما هناك آخرون يشبهون ” قبوراً مبيضة تظهر من الخارج منقوشة ومزينة ولكن من الداخل مملوءة عظام أموات” (مت7:23) وعفونة كثيرة وأرواح نجسة. إنهم أموات أمام الله وهم لابسون كل عار وخزي ونجاسة مع ظلام العدو. القاصر والابن : 3 ـ يقول الرسول إن الطفل مادام قاصراً فإنه تحت أوصياء ووكلاء (غل2:4)، من أرواح الشر التي لا تريد الطفل أن ينمو لئلا يصير إنساناً بالغاً ويبدأ أن ينظر إلى الأمور المختصة ببيت أبيه ويمتلك السيادة كابن للبيت. فالمسيحي ينبغي أن يذكر الله في قلبه في كل الأوقات كما هو مكتوب ” تحب الرب إلهك من كل قلبك” (تث5:6، مت37:22). فينبغي له أن يحب الرب ليس حين يذهب إلى مكان العبادة فقط، بل في السير والكلام والأكل يحتفظ بذكر الرب ويحبه بكل قلبه. إنه مكتوب ” حيث يكون قلبك هناك يكون كنزك أيضاً” (مت21:6، لو34:12). لأن ما يرتبط به قلب الإنسان وما تتجه إليه رغبته فهذا هو إلهه. فإن كان القلب يشتهى الله كل حين فيكون الله هو رب هذا القلب. أما إذا تخلى الإنسان عن أملاكه وتجرّد من كل شيء وصار بلا مأوى وكان يمارس الأصوام، ولكنه لا يزال متعلقاً بحب نفسه أو بحب الأشياء العالمية أو بحب بيته أو والديه فحيثما يكون قلبه مقيداً ويكون عقله أسيراً يكون هناك إلهه، ويكون قد خرج من العالم من الباب الأمامي ولكنه دخل ثانية إلى العالم وألقى نفسه فيه من الباب الجانبي . الشياطين تتلاشى بقوة النار الإلهية : وكما أن القضبان التي تُلقى في النار لا تستطيع أن تقاوم قوة النار بل تحترق سريعاً، هكذا فإن الشياطين التي تسعى أن تحارب ضد إنسان نال قوة بالروح، فإنها تحترق وتتلاشى بقوة النار الإلهية إن كان الإنسان ملتصقاً بالرب كل حين واضعاً ثقته ورجاءه فيه. وحتى إن كان الشياطين أشداء كالجبال القوية، فإنهم يحترقون بالصلاة، كما يذوب الشمع في النار. ولكن في نفس الوقت هناك نضال كبير وحرب عظيمة للنفس ضد الشياطين وهناك تنانين وأفواه أسود ونار مشتعلة في النفس. فإن المنغمس في الشر تماماً الذي يسكر بروح الإثم، لا يشبع من الشر سواء كان قتلاً أو زنى، أما المسيحيون المُعمّدون بالروح القدس فليس لهم شركة مع الشر بالمرة. ولكن أولئك الذين يختبرون النعمة ولكنهم مع ذلك يتهاونون مع الخطية فإن الخوف يسيطر عليهم فيعيشون حياتهم في اضطراب وقلق. 4 ـ لأنه كما أن التجار أثناء سفرهم في البحر حتى إذا وجدوا الريح موافقة والبحر هادئاً، ولكنهم لأنهم لم يصلوا بعد إلى الميناء فإنهم لا يزالون معرضين للخوف لئلا تهب فجأة ريح معاكسة، فتهيج البحر وترتفع الأمواج وتصبح السفينة في خطر، هكذا المسيحيون أيضاً حتى وإذا كان لهم في نفوسهم ريحاً موافقة من الروح القدس، إلاّ أنه يحترسون لئلا تثور عليهم روح القوة المضادة وتسبب الاضطرابات وتثير العواصف على نفوسهم. الحاجة إلى السهر واليقظة : لذلك، فهناك حاجة إلى سهر كثير ويقظة لكي ما نصل إلى ميناء الراحة في العالم الكامل، وإلى الحياة الدائمة والسعادة الأبدية إلى مدينة القديسين، أورشليم السماوية، إلى “كنيسة الأبكار” (عب23:12). فإذا لم يعبر الإنسان في هذه الدرجات فإنه يكون تحت تأثير الخوف من أن تسبب له القوى الشريرة سقوطاً في أي وقت من الأوقات. حفظ الزرع الإلهى في القلب : 5 ـ وكما أن المرأة التي تحمل يكون الجنين في داخل بطنها في ظلام ومختفياً عن العيون، ولكن حينما يخرج الجنين في الميعاد المناسب من البطن فإنه يرى خليقة جديدة لم يكن قد رأها قبلاً، يرى السماء والأرض والشمس، ويبدأ الأصدقاء والأقرباء يأخذونه بين ذراعيهم بوجوه فرحة، ولكن إذا حدث شيءللجنين قبل ولادته حينئذ يتدخل الجراحون ويضطرون إلى استعمال الآلات الحادة حتى أن الطفل يعبر من موت إلى موت ومن ظلام إلى ظلام. طبقوا هذا أيضاً على الحياة في الروح، فإن كل الذين نالوا الزرع الإلهى فإنهم ينالونه في الخفاء بطريقة غير منظورة، وبسبب الخطية الساكنة فيهم أيضاً فإنهم يخفون الزرع الإلهى في أماكن خفية في داخلهم. فإذا حفظوا نفوسهم وحفظوا الزرع الإلهى فإنهم في الوقت المناسب يُولدون ثانية بشكل منظور وبعد ذلك عند انحلال الجسد تستقبلهم الملائكة وكل الأرواح السماوية بوجوه فرحة. ولكن إن كان الإنسان بعد أن ينال أسلحة المسيح ليقاتل بشجاعة، يتكاسل ويهمل، فإنه يقع في أيدى الأعداء وعند انحلال الجسد يعبر من الظلمة التي تحيط به الان إلى ظلمة أردأ، وإلى الهلاك . البستان والقلب : 6 ـ مثال آخر: بستان يحوى أشجاراً كثيرة مثمرة ونباتات أخرى ذات رائحة عطرة وهو مُنسق تنسيقاً حسناً وجميلاً، وله سور صغير ليحفظه، فإذا افترضنا أن نهراً متدفقاً بقربه، فإنه حتى لو كان الماء الذي يصدم السور قليلاً فإنه يُفسد الأساس شيئاً فشيئاً ويحفر له مجرى حتى ينهدم السور من أساسه فتدخل المياه وتفسد النباتات وتقتلعها وتشوه جمال البستان وتجعله بلا ثمر. هكذا الحال أيضاً مع قلب الإنسان. فالقلب فيه أفكار صالحة، ولكن أنهار الشر تجرى دائماً بالقرب من القلب وهى تسعى أن تشده إلى أسفل وتجتذبه إلى ناحيتها، فإذا مال العقل قليلاً إلى الطيش وإلى الأفكار النجسة، فإن أرواح الخطية تجد مكاناً فيه وتدخل وتفسد كل الجمال الذي كان للداخل وتمحو الأفكار الصالحة وتترك النفس خربة. العين والقلب : 7 ـ وكما أن العين عضو صغير بالمقارنة بكل أعضاء الجسم، وإنسان العين صغير جداً إلاّ أنه عظيم للغاية، فإنه بنظرة واحدة يرى السماء والنجوم والشمس والقمر والمدن والمخلوقات الأخرى. وهذه المخلوقات نفسها التي تُرى بنظرة واحدة، إنما تتشكل وتتصور في إنسان العين الصغير. هكذا أيضاً العقل بالنسبة إلى القلب، فالقلب صغير ومع ذلك يوجد فيه تنانين وأسود ووحوش سامة وكل ينابيع الشر إلى جانب المهالك والطرقات الوعرة الخشنة، وفي نفس الوقت يوجد فيه الله نفسه، والملائكة والرسل، ويوجد فيه الحياة والملكوت والنور، كذلك المدن السماوية وكنوز النعمة كل هذه توجد فيه. وكما أن السحابة إذا امتدت على العالم كله تجعل الإنسان لا يرى صاحبه، كذلك ظلمة هذا الدهر الممتدة على كل الخليقة وعلى كل الطبيعة البشرية منذ وقت العصيان، فإن البشر منذ ذلك الحين إذ ظلّلتهم الظلمة، صاروا في الليل، وهم يصرفون حياتهم حيث الخوف والرعب. وكما يخيّم الدخان الكثيف على غرفة البيت، هكذا هي الخطية مع أفكارها النجسة، فإنها تملك على أفكار القلب وتزحف فيها، ومعها شياطين بلا عدد. سماع الكلمة ونوال نعمة الروح: 8 ـ وكما يحدث في الأمور المنظورة حولنا أنه في وقت الحرب، لا يذهب الحكماء والعظماء إلى الحرب، بل يذهب الرعاع والمساكين والأميون[1]، فإذا حدث أنهم انتصروا على الأعداء وطردوهم بعيداً عن الحدود فإنهم ينالوا مكافأت وترقيات وأكاليل من الملك. وأما أولئك العظماء فإنهم يتخلفون وراءهم. هكذا هو الحال أيضأ في المجال الروحانى فإن البسطاء يسمعون الكلمة ويعملون بها عن حب للحق وشوق في قلوبهم، فينالون من الله نعمة الروح. وأما الحكماء الذين يسعون وراء بلاغة الكلام بلا حب للحق فإنهم يهربون من الحرب ولا يتقدمون، وبذلك يصيرون وراء أولئك الذين حاربوا وانتصروا. 9 ـ وكما أن الرياح عندما تهب بشدة، فإنها تهز كل المخلوقات التي تحت السماء وتصنع صوتاً عظيماً جداً، كذلك قوة العدو فإنها تهاجم الأفكار وتشوشها، وتهز أعماق القلب وتلقى في الفكر شكوكاً شريرة. السعي في طلب النعمة : وكما أنه يوجد مكاّسون[2] يجولون في الطرق الضيقة ويمسكون بالعابرين ويغتصبون منهم أموالهم، هكذا فإن الشياطين يتجسسون على النفوس ويحاولون أن يمسكوا بها. وعند خروج النفوس من الأجساد، فإنها إن لم تكن مُطهرة تماماً فإنهم لا يدعونها تصعد إلى منازل السماء لتلاقى الرب بل تسقطها شياطين الهواء إلى أسفل. وأما إن كانت وهى في الجسد تسعى وتطلب من الرب نوال النعمة التي من الأعالي فإن هذه النفوس بلا شك تشترك مع أولئك الذين سبق أن دخلوا بسيرتهم الفاضلة، وتمضى معهم إلى الرب كما وعد هو قائلاً: ” حيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي” (يو26:12). ويملكون إلى أبد الدهور مع الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى دهر الدهور آمين. _______________________________________ [1] هكذا كان يحدث قديماً. [2] محصلوا المكوس : أي الضرائب . العظة الرابعة والأربعون تغيير وتجديد الإنسان بالمسيح التغيير والتجديد الذي يعمله المسيح في الإنسان المسيحي، وأن المسيح هو الذي يشفي أوجاع النفس وأمراضها. ضرورة التغيير : 1 ـ إن من يأتي إلى الله، ويرغب أن يكون بالحق شريكاً للمسيح ينبغي أن يأتي واضعاً في نفسه هذا الغرض: ألا وهو أن يتغير ويتحوّل من حالته القديمة وسلوكه السابق، ويصير إنساناً صالحاً جديداً ولا يتمسك بشيء من الإنسان العتيق. لأن الرسول يقول ” إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو17:5) وهذا هو نفس الغرض الذي من أجله جاء ربنا يسوع، أن يغيّر الطبيعة البشرية ويحوّلها ويجدّدها ويخلق النفس خلقة جديدة، النفس التي كانت قد انتكست بالشهوات بواسطة التعدي. وقد جاء المسيح لكي يوّحد الطبيعة البشرية بروحه الخاص، أي روح الله، وهو قد أتى لكي يصنع عقلاً جديداً، ونفساً جديدة، وعيوناً جديدة، وآذاناً جديدة، ولساناً جديداً روحياً، وبالاختصار أناساً جدداً كلية ـ هذا هو ما جاء لكي يعمله في أولئك الذين يؤمنون به. إنه يصيرهم أواني جديدة، إذ يمسحهم بنور معرفته الإلهي، لكي يصب فيهم الخمر الجديد، الذي هي روحه، لأنه يقول إن ” الخمر الجديدة ينبغي أن تُوضع في زقاق جديدة” (مت17:9). قوة المسيح على تغيير الإنسان وشفائه : 2ـ وكما أن العدو لما أخضع الإنسان لسيادته غيّره لحسابه الخاص إذ ألبسه الشهوات الشريرة وغطاه بها، ومسحه بروح الخطية، وصب فيه خمر الإثم والتعليم الشرير، هكذا فإن الرب أيضاً إذ قد افتدى الإنسان وأنقذه من العدو، فقد جعله جديداً، ومسحه بروحه، وسكب فيه خمر الحياة، والتعليم الجديد: تعليم الروح، لأن الذي غيّر طبيعة الخمس خبزات وصيرها إلى خبزات تكفي لجمع كثير ، والذي أعطى نطقاً لطبيعة الحمار غير العاقل، والذي غيّر الزانية إلى العفة والطهارة، وجعل طبيعة النار المحرقة برداً على أولئك الذين كانوا في الأتون، والذي غيّر طبيعة الأسد الكاسرة لأجل دانيال، فإنه يستطيع أيضاً أن يغيّر النفس التي كانت مقفرة وشرسة، من الخطية إلى صلاحه الخاص ومحبته الشفوقة وسلامه، وذلك ” بالروح القدس الصالح (روح الموعد)” (أف13:1). 3 ـ وكما أن راعى الخراف يستطيع أن يشفي الخروف الأجرب ويحميه من الذئاب، كذلك المسيح الراعي الحقيقي فإنه لما أتى أستطاع هو وحده أن يغيّر ويشفي الخروف الضال الأجرب، أي الإنسان من جرب الخطية وبرصها، لأن الكهنة واللاويين ومعلمي الناموس السابقين كانوا غير قادرين أن يشفوا النفس بواسطة تقديم القرابين والذبائح ورش دماء الحيوانات، بل لم يستطيعوا بواسطتها أن يشفوا حتى نفوسهم. فإنهم كانوا محاطين بالضعف. وكما هو مكتوب ” لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا” (عب4:10). الطبيب الحقيقي والراعي الصالح : ولكن الرب يقول مُظهراً ضعف وعقم أطباء ذلك العهد فقال لهم ” على كل حال تقولون لي هذا المثل أيها الطبيب أشفِ نفسك” (لو23:4) ، فكأنه يقول لهم ـ أنا لست مثل هؤلاء الأطباء الذين لا يستطيعون أن يُشفوا نفوسهم. بل ” أنا هو الطبيب الحقيقي والراعي الصالح، الذي يبذل نفسه عن الخراف” (يو11:10)، وأنا أقدر أن أشفي ” كل مرض وكل ضعف في النفس” (مت23:4). أنا هو الحمل الذي بلا عيب، الذي قُدم مرة، وأنا أستطيع أن أشفي أولئك الذين يأتون إلى، إن شفاء النفس الحقيقي إنما هو من الرب وحده كما قال يوحنا المعمدان ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو29:1)، أي خطية الشخص الذي يؤمن به ويضع رجاءه فيه ويحبه من كل قلبه. 4 ـ فالراعي الصالح إذن، يشفي الخروف الأجرب. وأما الخروف فلا يستطيع أن يشفي خروفاً مثله. والإنسان ـ أي الخروف العاقل ـ إن لم يحصل على الشفاء، فلا يكون له دخول إلى كنيسة الرب السماوية. وهذا ما قد قيل حتى في الناموس كظل ومثال (لعهد النعمة) بخصوص الأبرص، والرجل الذي فيه عيب. وبهذا المعنى يتكلم الروح رمزياً أن كل أبرص وكل رجل فيه عيب لا يدخل في جماعة الرب (لا17:21ـ23 عد2:5). ولكنه أمر الأبرص أن يذهب إلى الكاهن، ويطلب إليه بإلحاح كثير أن يأخذه إلى الخيمة، وأن يضع يديه على البرص، موضحاً البقعة المُصابة بالمرض، وأن يشفيه. الشفاء من الخطية ودخول الكنيسة السماوية : وهكذا بنفس الطريقة فإن المسيح ” رئيس الكهنة الحقيقي للخيرات العتيدة” (عب11:9) تواضع وانحنى على النفوس المصابة ببرص الخطية وهو يدخل إلى خيمة جسدها ويشفيها ويبرءها من أمراضها. وهكذا بهذه الطريقة يتمكن الشخص من الدخول إلى كنيسة القديسين السماوية أي إسرائيل الحقيقي. فإن كل نفس مصابة ببرص خطية الشهوات، ولم تأتِ إلى رئيس الكهنة الحقيقي، ولم تشفِ الآن في خيمة القديسين ومجمعهم، فإنها لا تستطيع أن تدخل إلى الكنيسة السماوية. لأن تلك الكنيسة إذ هي طاهرة وبلا عيب فإنها تطلب النفوس الطاهرة والتي بلا عيب. كما يقول الكتاب ” طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت9:5). 5 ـ فينبغي على الشخص الذي يؤمن بالمسيح حقيقة، أن يتغيّر من حالته الفاسدة الحاضرة إلى حالة جديدة، حالة الصلاح، ويتحوّل من طبيعته الوضيعة الحاضرة إلى طبيعة أخرى، أي طبيعة القداسة الإلهية، ويتجدد بقوة الروح القدس. وهكذا يكون لائقاً للملكوت السماوي. ويمكننا الحصول على هذه الأشياء إن كنا نؤمن به ونحبه بالحق ونحيا سالكين بحسب جميع وصاياه. فإن كان الخشب ـ وهو من طبيعة خفيفة عندما أُلقى في الماء في زمن إليشع قد أخرج الحديد الثقيل، فكم بالحري جداً عندما يرسل الرب نوره اللطيف الصالح، وروحه السماوي، فإنه بهذا يُخرج النفس التي غرقت في مياه الشر ويجعلها خفيفة ويعطيها جناحين لتطير إلى أعالي السماء، ويحوّلها ويغيّرها عن طبيعتها الخاصة. 6 ـ وفي العالم المنظور لا يستطيع أحد أن يعبر البحر بنفسه دون أن تكون له سفينة خفيفة مصنوعة من الخشب، وهى التي تستطيع أن تسير على المياه ـ فإن أي إنسان يحاول أن يمشى على البحر بقدميه فإنه يغرق ويهلك. وبنفس الطريقة لا تستطيع أي نفس أن تعبر بذاتها بحر الخطية المُر والهاوية الخطرة، هاوية قوات الظلمة وأهواء الشر، إن لم تحصل على روح المسيح الخفيف السماوي الذي يعلو ويسير فوق كل شر ويعبر عليه، فبواسطة هذا الروح يستطيع الإنسان أن يصل بطريق مباشر ومستقيم إلى ميناء الراحة السماوية، إلى مدينة الملكوت. وكما أن أولئك الذين يكونون في السفينة لا يأخذون مياهاً للشرب من البحر، ولا يحصلون منه على ملابس، وطعام لهم، بل يُحضرون كل هذه الأشياء معهم إلى السفينة، هكذا فإن نفوس المسيحيين لا تستمد طعامها من هذا العالم بل من فوق، من السماء. إذ تنال قوتاً سماوياً ولباساً روحياً وهكذا إذ ينالون الحياة من فوق وهم في سفينة الروح الصالح، معطى الحياة، فإنهم يرتفعون فوق قوات الشر المعادية أي الرياسات والسلاطين. وكما أن جميع السفن تُبنى من مادة واحدة، هي مادة الخشب التي بواسطتها يستطيع الناس أن يعبروا البحر، هكذا فمن النور الإلهى السماوي الواحد يحصل المسيحيون على القوة التي بها يرتفعون فوق كل الشرور. المسيح قائد النفس ومعينها : 7 ـ ولكن كما أن السفينة تحتاج إلى ربان، وإلى ريح حسنة معتدلة أيضاً لكي تمخر البحر بنجاح، هكذا فإن الرب نفسه يسد كل هذه الاحتياجات للنفس الأمينة. ويحملها فوق العواصف العميقة وأمواج الشر المفترسة وقوات رياح الخطية العاتية. وهو يفعل هذا باقتدار ومهارة وحكمة إذ يعرف كيف يُهدئ العواصف. لأنه بدون المسيح القائد السماوي لا يستطيع احد أن يعبر البحر الشرير، بحر قوات الظلمة وأمواج التجارب المرة. كما هو مكتوب ” يصعدون إلى السموات ويهبطون إلى الأعماق” (مز26:107). ولكن المسيح له معرفة كاملة كقائد سواء من جهة الحروب أو التجارب. وهو يعبر بالنفس فوق الأمواج الشديدة، كما هو مكتوب ” لأنه فيما قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عب18:2). صلاح الرب وقدرته على التغيير : 8 ـ لذلك ينبغي أن تتغير نفوسنا وتتحوّل من حالتها الحاضرة إلى حالة أخرى ـ إلى حالة قداسة إلهية وتصير خليقة جديدة بدلاً من العتيقة أي تصير صالحة شفوقة وأمينة بدلاً من كونها في المرارة وعدم الإيمان. وهكذا إذ تصير مناسبة ولائقة فإنها تعود وتسكن في الملكوت السماوي. لأن بولس المغبوط يكتب هكذا عن تغييره الذي به أدركه المسيح قائلاً: ” ولكنى أسعى لكي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع” (في12:3). فكيف أدركه الله إذن؟ إن ذلك يحدث مثلاً حينما يمسك طاغية بمجموعة من الأسرى ويسوقهم قدامه ثم بعد ذلك يدركهم الملك الحقيقي ويخلّصهم منه، وهكذا حينما كان بولس تحت سيادة وتأثير روح الخطية الظالم، فإنه كان يضطهد الكنيسة ويتلفها. ولكن لأنه كان يفعل هذا عن غيرة لله ولكن بجهل، فإنه كان يظن أنه يجاهد لأجل الحق، ولهذا فإن الله لم يهمله بل أدركه، إذ أضاء حوله الملك السماوي الحقيقي بصورة تفوق الوصف وأنعم عليه بأن يسمع صوته، ولطمه كعبد[1] وأطلقه حراً. فأنظر إلى صلاح السيد وقدرته على التغيير، وكيف يستطيع أن يغير النفوس التي كانت مُغلّفة ومقيدة بالخطية والتي تحولت إلى حالة متوحشة وفي لحظة من الزمان يحوّلها إلى صلاحه وسلامه. تغيير وتجديد نفوسنا هو الغرض من مجيء المسيح في الجسد : 9 ـ إن كل شيء مستطاع لدى الله! كما حدث في حالة اللص على الصليب. ففي لحظة تغيّر بالإيمان وتحوّل وأُعطىّ أن يدخل إلى الفردوس. وأن الغرض والهدف من مجيء الرب إلينا في الجسد، هو أن يغيّر نفوسنا ويخلقها خلقة جديدة، ويجعلنا ” شركاء الطبيعة الإلهية” كما هو مكتوب (2بط4:1) وأن يعطى لأرواحنا روحاً سماوية، أي الروح الإلهي، قائداً إيانا إلى كل فضيلة لنستطيع أن نحيا الحياة الأبدية. نوال تقديس الروح : لذلك فلنؤمن بكل قلوبنا بمواعيده الفائقة الوصف لأن ” الذي وعد هو أمين” (عب23:10). لذلك، ينبغي أن نحب الرب ونجتهد أن نحيا في كل فضلية ونطلب بلا انقطاع ونصلى باستمرار لكي ننال موعد روحه تماماً وبصورة كاملة، لكيما تدخل نفوسنا إلى الحياة وتوجد فيها ونحن لا نزال في الجسد. لأنه إن لم ينل الإنسان وهو في هذا العالم، تقديس الروح بكثرة الإيمان والصلاة، ويصير “مشتركاً” في الطبيعة الإلهية، ويتشرّب النعمة، التي بها يستطيع أن يتمم كل وصية بنقاوة وبلا لوم فإنه لا يكون مُعداً ولائقاً لملكوت السموات. لأن كل صلاح يحصل عليه الإنسان هنا في هذا العالم هو نفسه سيكون له حياة يحيا بها، في ذلك اليوم بنعمة الآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين. ________________________________________ [1]لعل في هذا إشارة إلى العادة التي كانت عند اليهود إذ كانوا يضربون العبد على وجهه كعلامة على إعطائه الحرية العظة الخامسة والأربعون حضور المسيح وحده يخلص الإنسان ويشفيه لا يستطيع العلم ولا يستطيع غنى هذا العالم أن يشفي نفس الإنسان بل حضور المسيح فقط هو الذي يشفيه، وفي هذه العظة شرح لقرابة الإنسان العظيمة لله. 1ـ إن الذي اختار حياة العزلة، ينبغي أن يعتبر أن جميع الأشياء الخاصة بهذا العالم، أجنبية وغريبة عنه، فالذي يتبع صليب المسيح حقاً فإنه بعد أن ينكر كل الأشياء حتى نفسه أيضاً (لو26:14) ينبغي أن يسمّر عقله في حب المسيح، فيفضّل الرب على الوالدين والأخوة والزوجة والأولاد والأقرباء والأصدقاء والممتلكات لأن هذا ما علّم به الرب حينما قال: ” كل من لا يترك أباه أو أمه أو أخوته أو زوجته أو أولاده أو حقوله ويتبعني فلا يستحقني” (انظر مت37:10، لو26:14، مت29:19). فليس بأحد غيره أو بشيء غيره الخلاص والسلام للناس كما سمعنا. التغيير الذي أصاب النفس بالسقوط : فكم من ملوك ظهروا من نسل آدم وملكوا على الأرض كلها وظنوا في أنفسهم شيئاً عظيماً بسبب سلطانهم الملوكي، ومع ذلك لم يستطيع أي واحد منهم رغم كل ما له من سلطان أن يكشف الشر الذي تغلغل في النفس بسبب معصية الإنسان حتى جعلها مظلمة تماماً. إنهم لم يعرفوا خطورة التغيير الذي أصاب النفس، وكيف أن العقل كان في الأصل نقياً، وكان في كرامة عظيمة إذ كان يتأمل إلهه دائماً، وأما الآن فبسبب السقوط فقد اكتست النفس بالعار وعميت عينا القلب حتى لم تعودا تنظرا ذلك المجد الذي كان ينظره أبونا آدم قبل معصيته. العلم والحكمة لا تخلّص الإنسان : 2 ـ وكان في العالم أيضاً حكماء كثيرون بعضهم برزوا في الفلسفة وآخرون في السفسطة والمغالطة وآخرون في الفصاحة والبلاغة, وآخرون أحرزوا ثقافة عالية، والبعض الآخر نبغوا في الشعر وغيرهم كتبوا في التاريخ والقصص، كما أن هناك أيضاً كثيرون من أصحاب الحِرف الذين مارسوا فنون صنائعهم المختلفة فالبعض يحفرون على الأخشاب كل أنواع الطيور والأسماك وأشكال البشر. وفي هذا المجال اجتهدوا أن يُظهروا مهارتهم. والبعض الآخر رسموا صوراً أو نحتوا تماثيلاً من النحاس وغيره، وآخرون أقاموا أبنية عظيمة وجميلة. وآخرون حفروا الأرض واستخرجوا منها الفضة والذهب وغيرها من الأحجار الكريمة الفانية. وآخرون كان لهم جمال جسدي ويفتخرون بجمال وجوههم وقد خدعهم الشيطان بالأكثر وأسقطهم في الخطية. وكل هؤلاء الذين تكلّمنا عنهم إذ قد أَسَرتهم الحيّة الساكنة في داخلهم، وإذ لم يعرفوا الخطية الساكنة فيهم، صاروا عبيداً لقوة الشر ولم ينفعهم عملهم أو فنهم أو مهارتهم شيئاً. 3ـ لذلك، فالعالم المملوء بكل الأنواع، إنما يشبه رجلاً غنياً يملك بيوتاً عظيمة فاخرة، ويملك ذهباً وفضة وممتلكات كثيرة وعنده خدام كثيرون، ولكنه مضروب بآلام وأمراض صعبة. هذا رغم غناه ورغم التفاف جميع أفراد أسرته حوله، فإنهم لا يستطيعون أن يريحوه من آلامه وأوجاعه. حضور المسيح وحده يطهّر النفس والجسد : إذن، فلا يوجد شيء في هذه الحياة، لا الاخوة، ولا الغنى، ولا القوة، ولا أي شيء مما ذكرناه سابقاً يستطيع أن يشفي الإنسان من الخطية التي غرق فيها، حتى صار غير قادر أن يرى الأشياء بوضوح بل إن حضور المسيح وحده هو الذي يستطيع أن يطهر النفس والجسد. لذلك فلنطرح جانباً كل هموم هذه الحياة ونصرخ إلى الرب ليلاً ونهاراً مكرّسين نفوسنا له. إن هذا العالم المنظور وما فيه من ملذات إنما تُرضى الجسد فقط، ولكنها تزيد أتعاب النفس وأمراضها وتكثر آلامها. 4 ـ كان هناك إنسان حكيم أراد أن يسعى بكل جهده ليختبر كل أمور هذا العالم لعله يجد فيها منفعة أو فائدة. فذهب إلى الملوك وأصحاب السلطان والحكام ولم يجد خلاصاً ولا شفاءً لنفسه بعد أن أمضى معهم زمناً طويلاً، في النهاية لم ينتفع شيئاً ـ فمضى إلى حكماء العالم وفلاسفته، وذهب إلى الخطباء ولكنه تركهم أيضاً إذ لم يجد لديهم ما ينتفع به. ثم واصل سعيه فوصل إلى الرسامين والذين يستخرجون الذهب والفضة من بطن الأرض وإلى أصحاب الحرف الفنية لكنه لم يجد أيضاً عند كل هؤلاء ما يشفي نفسه الجريحة . وأخيراً ترك هؤلاء جميعاً وبدأ يطلب الله نفسه، الله الذي يشفي آلام النفس وأمراضها. وبينما هو يفكر في نفسه ويتأمل في تلك الأمور عبرت في مخيلته أشياء كثيرة. 5 ـ ولنأخذ مثلاً آخر: إذا كانت هناك امرأة غنية تملك أموالاً كثيرة وبيتاً فاخراً ولكنها مع ذلك لا تجد من يحميها، فهناك كثيرون يهاجمونها راغبين أن يلحقوا بها الأذى والخراب، فلأنها لا تستطيع أن تقبل هذا الأذى والهجوم فهي لذلك تبحث عن زوج قوى يكون كفواً لهذا الغرض ومتدرباً من جميع الوجوه. وحينما تجد مثل هذا الرجل بعد سعى كثير، فإنها تفرح به فرحاً عظيماً وتجد فيه حصناً يحميها. قرابة النفس لله : هكذا النفس البشرية فإنها بعد السقوط قد جُرحت كثيراً ولفترة طويلة من القوة المعادية وصارت في خراب عظيم وأصبحت ” أرملة ووحيدة” (1تى5:5)، متروكة من العريس السماوي بسبب تعديها الوصية وصارت ألعوبة في يد كل القوات الشريرة (إذ أنهم جردوها وأخرجوها عن عقلها وضلّلوها عن المعرفة الروحية الحقيقية، حتى لا ترى أو تدرك ما فعلوه بها بل جعلوها تظن أنها قد خُلقت على هذا الحال منذ البداية). وبعد ذلك حينما سمعت كلمة الله وأدركت غربتها عن الله وكيف أنها صارت مرذولة بسبب سقوطها بدأت تئن وتتوسل أمام الله محب البشر فوجدت الحياة والخلاص. لماذا؟ لأنها رجعت ثانية إلى مصدرها الأصلي. فلا توجد قرابة أو رابطة مثل قرابة النفس لله أو قرابة الله للنفس. لقد صنع الله أنواعاً مختلفة من الطيور ـ بعضها يبنى عشه ويحصل على قوته من الأرض. وطيور أخرى تأخذ قوتها من تحت الماء. وقد صنع أيضاً عالمين، واحد علوى لأرواح الملائكة الخادمة (عب14:1)، وحدّد لهم فيه نظام حياتهم، وآخر سفلى للبشر على هذه الأرض تحت هذا الهواء الذي نتنفسه. الله سُرّ بالإنسان وحده : لقد خلق الله أيضاً السماء والأرض، والشمس والقمر، والمياه والأشجار المثمرة وكل أنواع الكائنات الحية وأجناسها. ولكنه لا يجد راحته في أي من هذه المخلوقات. إنه يحكم كل الخليقة، ولكنه لم يثبّت عرشه فيها ولا دخل في شركة معها. بل إن الله قد سُرّ بالإنسان وحده ودخل في شركة معه وفيه وحده استراح. النفس لا تجد راحتها إلاّ في الرب : انظر إذن كم هي قرابة الله للإنسان وقرابة الإنسان لله!. لذلك فإن النفس الحكيمة بعد مرورها على جميع المخلوقات لا تجد راحة لنفسها، إلاّ في الرب وحده والرب أيضاً لا يُسرّ بأحد سوى الإنسان وحده. 6ـ فإذا رفعت عينيك نحو الشمس، فإنك تجد دائرتها في السماء ولكنها ترسل نورها واشعتها إلى الأرض، وتوجه كل قوة النور وبهائه إليها. هكذا الرب أيضاً فإنه يجلس عن يمين الآب ” فوق كل رياسة وسلطان” (أف21:1) ولكنه يمد بصره وينظر إلى قلوب الناس على الأرض، لكي يرفع إليه الذين يترجون نعمته وعونه. ولهذا فهو يقول: ” حيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي” (يو20:12)، وأيضاً بولس يقول: ” أقامنا معه وأجلسنا معه عن يمينه في السمويات” (أف6:2). إن الحيوانات غير العاقلة هي أحكم منا إذ أن كل منها ملازم لطبيعته الخاصة، فالحيوانات المتوحشة تلازم الطبع الوحشي، والخراف تلازم طبيعتها، وأما أنت فإنك لا ترتفع إلى أصلك السماوي الذي هو الرب نفسه، بل تسلم نفسك لأفكار الشر وترضى بها في داخلك، وبذلك تجعل نفسك حليفاً للخطية وتحارب إلى جانبها ضد نفسك. وهكذا تصير فريسة للعدو مثل الطير الصغير الذي يمسكه النسر ويأكله، أو مثل الخروف حينما يمسكه الذئب أو مثل الطفل الجاهل الذي يمد يده للحيّة فتلدغه وتقتله. كل هذه الأمثلة إنما توضح ما يحدث في الحياة الروحانية. الشركة الكاملة مع العريس السماوي هي الهدف : 7 ـ إن العذراء المخطوبة لرجل تقبل منه هدايا كثيرة قبل الزواج: جواهر وملابس وأوانى ثمينة، ولكنها لا تقتنع ولا ترضى بكل هذه الهدايا إلى أن يأتى يوم العرس الذي فيه تصير واحداً معه، كذلك أيضاً، النفس المخطوبة كعروس للعريس السماوي فإنها تنال منه كعربون من الروح مواهب شفاء أو معرفة أو إعلانات. ولكنها لا تقنع بهذه العطايا بل تترّجى الوصول إلى الشركة الكاملة معه والاتحاد به، أي إلى المحبة التي لا تتغير ولا تسقط أبداً بل تحرر طالبيها من الشهوات والقلق والتشويش. والطفل الصغير الذي يزينونه بجواهر وملابس ثمينة فإنه حينما يجوع لا يفكر في شيء مما يلبسه، بل يتجاهل كل هذه الزينة ويهتم فقط بالوصول إلى ثدي مرضعته ليحصل منها على اللبن. وعلى هذا المثال يمكنك أن تقيس مواهب الله الروحانية، الذي له المجد إلى الأبد آمين العظة السادسة والأربعون أولاد الله وأولاد العالم الفرق بين كلمة الله وكلمة العالم ، وبين أولاد الله وأولاد هذا العالم. كل مولود يشبه من ولده : 1 ـ كلمة الله هي الله، وكلمة العالم هي العالم. ويوجد فرق عظيم وبون شاسع بين كلمة الله وكلمة العالم، وبين أولاد الله وأولاد العالم. فإن كل مولود يشبه والديه. لذلك فإن كان المولود من الروح يختار أن يعطى نفسه لكلمة العالم وللأمور الأرضية ولمجد هذا العالم الحاضر، فإنه يموت ويهلك، إذ أنه لا يجد ما يشبعه شبعاً حقيقياً في الحياة. لأن ما يشبعه إنما هو من الروح الذي منه وُلد. كما يقول الرب إن من تحاصره هموم هذه الحياة وتربطه الرباطات الأرضية، ” يختنق ويصير بلا ثمر لكلمة الله” (مر19:4). وبنفس الطريقة فإن الإنسان العالمي الذي تمتلكه الرغبات الجسدية، إذا حدث أنه سمع كلمة الله فإنه يختنق ويصير كمن لا عقل له. وذلك لأنه اعتاد على خداعات الخطية. فحينما يحدث أن يسمع مثل هذا الإنسان عن الله فإنه يحس بثقل شديد وينفر من كلام الله كأنه حديث سخيف متعب. وكأنه قد أُصيب بمرض نتيجة هذا الكلام الإلهي. 2 ـ ويقول الرسول بولس ” الإنسان الطبيعي لا يقبل الأشياء التي للروح لأنها عنده جهالة” (1كو14:2) ويقول النبى ” وكان قول الرب لهم كالقئ”[1] ، وهكذا ترى أنه من المستحيل أن يحيا أي إنسان إلاّ بحسب الكلمة التي وُلد منها. ويمكن أن نشرح هذا بطريقة أخرى. فإذا قرر الإنسان الجسداني أن يتغير فإنه أولاً يموت عن الأمور الجسدية ويصير بلا ثمر في الأشياء التي كان يعيش فيها قبلاً في الشر. ولكن كما يحدث في حالة الإنسان الذي يُصاب بمرض أو بحمى، رغم أن جسده يكون مطروحاً على الفراش، عاجزاً عن ممارسة أي عمل من أعمال الأرض، إلاّ أن عقله لا يكون في راحة بل يذهب هنا وهناك مهتماً ومفكراً في إشغاله، أو في التفكير في استدعاء الطبيب أو في إرسال أصدقائه لإحضاره. وهكذا بنفس الطريقة، فإن النفس التي مرضت بالأهواء بسبب تعديها للوصية، وأصبحت في حالة عجز، فإنها تستطيع أن تأتى إلى الرب وتؤمن به فتنال نعمته وتحصل على معونته. وإذ تجحد سيرتها الأولى الشريرة، حتى وإن كانت لا تزال ضعفاتها القديمة باقية فيها، ولازالت غير قادرة على أن تتمّم أعمال الحياة الروحية، إلاّ أنها تكون منشغلة باهتمام بالحياة في الرب، وتصلى إلى الرب وتطلب الطبيب الحقيقي. محبة الله وحنانه نحو الإنسان : 3 ـ إن الأمر ليس كما يقول بعض الذين ضلوا بتأثير تعاليم فاسدة مدعين أن الإنسان قد مات موتاً كاملاً ومطلقاً، وأنه لا يستطيع أن يتمّم أي شيء من الصلاح، ولكننا نقول لهم، إن الطفل الرضيع رغم أنه عاجز عن أن يتمّم أي شيء، ولا يستطيع أن يمشى على قدميه ليذهب إلى أمه، إلاّ أنه يصنع أصواتاً ويبكى ويحبو طالباً أمه. والأم تحنّ إليه وتفرح أن الطفل يبحث عنها بأنين وبكاء، ورغم أن الطفل لا يستطيع أن يأتي إليها، ولكن بسبب بحث الطفل المتلهف عنها، فإنها تأتى هي نفسها إليه مغلوبة بالحنان والحب لطفلها. وتأخذه بين ذراعيها وتحتضنه وتغذيه بحب عظيم وحنان كبير. وبنفس الطريقة فإن الله محب البشر في حنانه نحو الإنسان، يفعل هكذا مع النفس التي تأتى إليه وتطلبه باشتياق. ولأنه يكون مدفوعاً بالمحبة، من ذاته، وبالصلاح الطبيعي الخاص به، إذ هو الكلى الصلاح، فإنه يلتصق بتلك النفس ويصير معها “روحاً واحداً” كما يقول الرسول (1كو17:6). النفس والرب يصيران روحاً واحداً : وحينما تلتصق النفس بالرب، ويعطف عليها الرب ويحبها ويأتى إليها ويلتصق بها، وتكون نية الإنسان وقصده أن يستمر بلا انقطاع أميناً لنعمة الرب، فإن الرب والنفس يصيران “روحاً واحداً” و‘حساساً واحداً وعقلاً واحداً، وبينما يكون جسدها مطروحاً على الأرض فإن العقل يكون بكليته في أورشليم السماوية مرتفعاً إلى السماء الثالثة، ويلتصق بالرب ويخدمه هناك. 4ـ وبينما يكون الله جالساً في عرش العظمة في الأعالى في المدينة السماوية، فهو يكون بكليته في شركة مع النفس وهى في الجسد الخاص بها. لقد وضع صورة النفس فوق في أورشليم، المدينة السماوية ـ مدينة القديسين، وفي نفس الوقت وضع صورته الخاصة أي صورة نوره الإلهى الفائق الوصف ـ في جسدها. وهو يخدمها في مدينة جسدها، بينما هي تخدمه في المدينة السماوية. لقد صارت وارثة له في السماء وصار هو وارثها على الأرض. فالرب يصير ميراثاً للنفس وتصير النفس ميراثاً للرب. فإن كان قلب الخطاة الذين في الظلمة أو عقلهم يستطيع أن يمضى بعيداً عن الجسد ويستطيع أن يتجول في أمكنة بعيدة، وفي لحظة يسافر إلى أقطار بعيدة، وأحياناً بينما يكون الجسد مُلقى على الأرض، يكون العقل (سارحاً) في بلاد أخرى مع صديق يحبه، ويرى نفسه كأنه يعيش هناك معه، فأقول إن كانت نفس الخاطئ هكذا خفيفة ونشيطة حتى أن عقلها لا يحجزه بُعد المسافات، فكم بالأولى جداً تكون النفس التي نزع الرب عنها حجاب الظلمة بقوة الروح القدس وقد استنارت عيونها العقلية بالنور السماوي، وقد أُعتقت تماماً من شهوات الخزي، وصارت طاهرة بالنعمة، فإنها تخدم الرب كلّية في السماء بالروح، وتخدمه كلية في الجسد، وتتسع في أفكارها حسبما يريد لها الرب وحيثما يريد لها أن تخدمه. 5 ـ فهذا ما يقوله الرسول ” لكي تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو والعمق، وتعرفوا محبة المسيح التي تفوق المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله” (أف19،18:3). فتأمل في الأسرار الفائقة الوصف، التي لتلك النفس التي ينزع الرب عنها الظلمة المحيطة بها، ويكشف عن عينيها ويظهر لها ذاته أيضاً، وكيف يمد ويوسّع أفكار عقلها إلى الأعراض والأطوال والأعماق والارتفاعات التي في الخليقة المنظورة وغير المنظورة. الرب صنع النفس لكي يصيّرها عروساً له : فالنفس هي حقاً صنيع إلهى عظيم مملوء عجباً. وحين صنعها الرب، صنعها من طبيعة ليس فيها شر، بل صنعها على صورة فضائل الروح (القدس). ووضع فيها قوانين الفضائل والبصيرة، والمعرفة والفطنة، والإيمان، والمحبة والفضائل الأخرى بحسب صورة الروح. 6 ـ وإلى الآن فإن الرب يمكن أن يأتي إليها ويكشف لها ذاته بالمعرفة والفطنة والمحبة والإيمان. وقد وضع فيها فهماً وملكات فكرية، ومشيئة وعقلاً مدبراً. وقد جعلها أيضاً لطيفة جداً وصيّرها خفيفة متحركة وغير خاضعة للتعب. ووهبها القدرة على المجيء والذهاب في لحظة، وأن تخدمه في أفكارها حيثما يشاء الروح. وبالإجمال فإنه خلقها لكي يصيّرها عروساً له وتدخل في شركة معه، لكيما يلتصق بها ويصير ” روحاً واحداً” معها كما يقول الرسول ” وأما من التصق بالرب فهو روح واحد” (1كو17:6) الذي له المجد إلى الأبد أمين. ________________________________________ [1] الإشارة إلى إش13:28 بحسب إحدى المخطوطات القديمة العروفة بنسخة ثيوديتون . العظة السابعة والأربعون الرمز والحقيقة تفسير رمزي للأشياء التي كانت تُصنع تحت الناموس. المجد على وجه موسى : 1ـ إن المجد الذي ظهر على وجه موسى كان رمزاً للمجد الحقيقي وكما أن اليهود لم يستطيعوا ” أن ينظروا إلى وجه موسى” (انظر 2كو7:3)، هكذا فإن المسيحيين يحصلون على مجد النور في داخل نفوسهم، أما الظلمة ـ إذ لا تحتمل لمعان النور ـ تضمحل وتهرب. الختان وتطهّيرات الجسد : وأولئك القدماء كانوا يُعرفون أنهم شعب الله بواسطة علامة الختان الظاهر. وأما هنا الآن فإن شعب الله ينالون علامة الختان في قلوبهم من الداخل. لأن السكين السماوية تقطع الجزء الزائد من العقل، أي غلفة الخطية النجسة. وفي القديم كانت لهم معمودية لتطهير الجسد. أما عندنا نحن فتوجد معمودية الروح القدس والنار. فهذا هو ما كرز به يوحنا ” هو سيعمدكم بالروح القدس ونار” (مت11:3). مسكن خارجي وآخر داخلي : 2 ـ وفي القديم كان هناك مسكن خارجي وآخر داخلي. “وكان الكهنة يدخلون إلى المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة. وأما إلى الثانى فرئيس الكهنة فقط مرة واحدة في السنة، بالدم، معلناً الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس لم يكن قد أُظهر بعد” (عب6:9ـ8). وأما هنا من الجهة الأخرى، فإن الذين يُحسبون أهلاً لذلك هم الذين يدخلون إلى ” المسكن غير المصنوع بيد، حيث دخل المسيح كسابق لأجلنا” (عب20:6). العصفوران : إنه مكتوب في الناموس أن الكاهن يأخذ عصفورين ويذبح أحدهما ويرش العصفور الحى بدم المذبوح، ويطلق الحى ليطير حراً (انظر4:14ـ7). ولكن هذا الذي كان يُصنع قديماً إنما هو رمز “وظل” للحق، لأن المسيح قد ذُبح، وبدمه المرشوش علينا جعل لنا أجنحة، فإنه أعطانا أجنحة روحه القدوس، لكيما نطير في الجو الإلهى بلا عائق. الناموس المكتوب على ألواح حجر : 3 ـ وفي العهد القديم أُعطى لهم الناموس مكتوباً على ألواح من حجر، وأما لنا نحن فالقوانين الروحانية ” مكتوبة على ألواح قلب لحمية” (2كو3:3)، لأنه مكتوب: ” أجعل نواميسى في قلوبهم، وأكتبها في أذهانهم” (عب16:10). وتلك الأشياء كلها كانت إلى وقت معين وقد تلاشت، وأما الآن (في العهد الجديد) فكل شيءيتم بالحق في الإنسان الباطن. فالعهد موجود في الداخل والمعركة أيضاً في الداخل، وبالإجمال ” فإن كل الأشياء التي حدثت لهم، إنما كانت مثالاً، وكُتبت لإنذارنا” (1كو11:10). عبودية مصر : لقد أنبأ الله إبراهيم بما سيحدث قائلاً: ” أعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستعبدون لهم فيذلونهم أربع مئة سنة” (تك13:15)، وقد تحققت هذه النبوءة تماماً. لأن الشعب تغرّب واستُعبد للمصريين الذين “مرروا حياتهم في الطين واللبن” (خر 14:1). وقد جعل فرعون عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم ويسوقوهم قسراً. وحينما تنهد بنو إسرائيل إلى الله من العبودية (خر23:2) فإن الله نظر إليهم وافتقدهم بواسطة موسى (خر25:2). وبعد أن ضرب المصريين ضربات كثيرة، أخرج بنى إسرائيل من مصر في شهر الزهور عند بزوغ فصل البهجة أي فصل الربيع وبعد انتهاء ظلمة الشتاء. دم الحمل على الأبواب : 4 ـ وقد أمر الرب موسى ان يأخذ حملاً بلا عيب، ويذبحه ويرش دمه على القائمتين والعتبة العُليا ” لئلا يمسهم الذي أهلك أبكار المصريين” (عب28:11)، وعندما رأى الملاك الذي أُرسل، علامة الدم من بعيد عَبَرَ (عن تلك البيوت)، ولكنه دخل إلى البيوت التي ليست عليها علامة الدم وأهلك الأبكار. نزع الخمير وأكل خروف الفصح : وأمرهم لله أيضاً أن ينزعوا الخمير من كل بيت، ويأكلوا خروف الفصح المذبوح، مع فطير، على أعشاب مُرّة، ويأكلوه وأحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم في أرجلهم وعصيهم في أيديهم. وهكذا أمرهم أن يأكلوا فصح الرب بكل عجلة في المساء، وأن لا يكسروا عظماً منه. 5 ـ ” وأخرجهم بفضة وذهب” (مز37:105)، إذ أمرهم أن يستعير كل منهم من جاره المصرى أوانى ذهب وفضة، وخرجوا من مصر بينما كان المصريون يدفنون أبكارهم، وخرجوا فرحين بتحررهم من العبودية القاسية، أما الحزن والبكاء فكان من نصيب المصريين بسبب هلاك أبكارهم. ولذلك قال موسى: ” هذه الليلة هي للرب” (خر42:12) التي وعد أن يفتدينا فيها. فكل هذه الأشياء إنما هي سر النفس التي افتُديت بمجئ المسيح، لأن كلمة “إسرائيل” تُفسر بمعنى: العقل الذي يعاين الله ـ لذلك فالعقل يتحرر من عبودية الظلمة، أي من المصريين روحياً. 6 ـ فإنه منذ أن مات الإنسان بالمعصية ذلك الموت الخطير، ونال لعنة فوق لعنة: ” شوكاً وحسكاً تنبت لك الأرض” (تك18:3) وأيضاً : “متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها” (تك12:4) ـ فمنذ ذلك الوقت نبتّ الشوك والحسك وظهر في أرض القلب. وجرده أعداؤه من مجده بالخديعة وألبسوه العار والخزي.. نزعوا عنه نوره وألبسوه لباس الظلمة، وقتلوا نفسه وشتتوا أفكاره وقسموها، وأحدروا عقله من الأعالي حتى صار الإنسان ـ إسرائيل ـ عبداً لفرعون الحقيقي، فجعل عليه مسخرّين ليعمل أعماله الشريرة وليكمل بناء الطين واللبن. وهذه الأرواح الشريرة أبعدته عن حالة حكمته السماوية، وهبطت به إلى الأعمال المادية الأرضية في الطين أي أعمال الشر وإلى الكلمات والرغبات والتصورات الباطلة الشريرة. لأن الإنسان لما سقط من علوه، وجد نفسه في مملكة معادية تكره الإنسان، وفي هذه المملكة يغصبه حكامها على أن يبنى لهم مدناً شريرة للخطية. الصراخ إلى الله ودم الخروف : 7 ـ ولكن إذا صرخ الإنسان وتنهد إلى الله، فإنه يرسل إليه موسى الروحاني الذي يخلّصه من عبودية المصريين. ولكن ينبغي على النفس أن تصرخ أولاً وبعد ذلك تبتدئ أن تحصل على الفداء والتحرر، وهى أيضاً تتحرر في شهر الزهور الجديدة، في الربيع حينما تستطيع أرض النفس أن تنبت أغصان البر الجميلة المزهرة، وحين تكون عواصف شتاء جهالة الظلمة قد انتهت وقد تلاشى العمى الخطير الناشئ عن الخطايا والأعمال الشرير. وحينئذ يأمر الرب أيضاً بنزع كل خميرة “عتيقة” (1كو7:5)، من كل بيت أي بطرد كل أعمال وأفكار ” الإنسان العتيق الفاسد” (أف22:4) وكل أفكاره الشريرة ورغباته الدنيئة. 8 ـ ثم أن الخروف كان ينبغي ذبحه وتضحيته وأن تُرش الأبواب بدمه: لأن المسيح الحمل الصالح الذي بلا عيب قد ذُبح من أجلنا، وبدمه رُشت أبواب القلب، حتى أن دم المسيح المسفوك على الصليب يصير حياة وفداء للنفس وأما للشياطين فإنه يصير حزناً وموتاً. لأن دم الحمل الذي بلا عيب هو حقيقة حزن لهم، أما للنفس فهو فرح وبهجة. الأعشاب المُرّة والأحقاء المشدودة : وبعد رش الدم يأمر الرب بأكل الحمل مساءً مع فطير وأعشاب مُرّة وبأحقاء مشدودة والأحذية في الأرجل والعصا في الأيدى ـ لأنه إن لم تستعد النفس من كل ناحية أن تمارس الأعمال الصالحة بأقصى ما تستطيع من قوة، فإنه لا يُعطى لها أن تأكل من الحمل. ورغم أن الحمل لذيذ وحلو والفطير حسن المذاق إلاّ أن الأعشاب مُرّة وخشنة فإنه بتعبٍ كثير ومرارة تأكل النفس من الفطير الصالح، لأن الخطية التي تسكن فيها تسبب لها ضيقاً ومرارة. أكل الفصح مساءً : 9 ـ ويقول الكتاب أيضاً إن الرب أمرهم أن يأكلوا خروف الفصح في المساء وهى الفترة المتوسطة بين النور والظلمة. هكذا النفس أيضاً حينما تقترب من الفداء والتحرر فإنها توجد بين النور والظلمة، وفي هذه الأثناء تقف قوة الله بجوارها وتسندها، ولا تسمح للظلمة أن تدخل إلى النفس وتبتلعها. وكما أن موسى قال: هذه هي ليلة موعد الله، هكذا المسيح أيضاً حين دُفع إليه الكتاب في المجمع ـ كما هو مكتوب في الإنجيل ـ دعا تلك السنة “سنة الرب المقبولة” ويوم الفداء، فهناك في (العهد القديم) كانت الليلة، ليلة عقاب، وأما هنا فاليوم هو نهار فداء. وهكذا هو الأمر بالحقيقة لأن كل تلك الأشياء كانت رمزاً وظلاً للحق، وكانت ترسم ـ بطريقة سرية ـ صورة الخلاص الحقيقي للنفس التي كانت مغلقاً عليها في الظلام. مقيدة في ” الجب الأسفل” (مز6:88) ومحبوسة وراء ” مصاريع نحاس” (مز16:107). ولم يكن لها القدرة على أن تنطلق حرّة بدون فداء المسيح. المسيح يُخرِج النفس من العبودية : 10 ـ فإنه يُخرج النفس من مصر ـ من العبودية التي فيها ـ ويقتل أبكار مصر عند الخروج. فإن جزءً من قوة فرعون الحقيقي قد سقط واستولى الحزن على المصريين ـ لأنهم كانوا يئنون حزناً على انفلات الأسرى من بين أيديهم. وقد أمر الرب الشعب أن يستعيروا أوانى ذهب وفضة من المصريين، وأن يأخذوها معهم عند خروجهم. لأن النفس عند خروجها من الظلمة فإنها تسترد أوانى الفضة والذهب، وأعنى بها أفكارها الصالحة “مُطهرة سبع مرات في النار” (مز6:12). وهذه هي الأفكار التي تُقدم بها العبادة لله وفيها يجد مسرته. لأن الشياطين الذين كانوا قبلاً جيراناً للنفس، قد شتّتوا أفكارها واستولوا عليها وخربوها. فطوبى للنفس التي تُفتدى من الظلمة، وويل للنفس التي لا تصرخ وتئن إلى الله الذي يستطيع وحده أن يخلصها من أولئك الولاة القساة الظالمين. بدء التحرك بعد أكل الفصح : 11 ـ لقد بدأ بنو إسرائيل يتحركون بعد أن صنعوا الفصح. وهكذا فإن النفس تتحرك إلى الأمام حينما تنال حياة الروح القدس، فتأكل من الحمل، وتكون قد مُسحت بدمه، وأكلت الفصح الحقيقي، الكلمة الحي. عمود النار وعمود السحاب : وكما أن عمود النار وعمود السحاب كانا يسيران أمام بني إسرائيل ليحفظانهم، هكذا فإن الروح القدس يشدّد المؤمنين الآن ويقوّيهم، ويشعلهم، ويرشد النفس بطريقة ملموسة. وحينما علم فرعون والمصريون أن شعب الله قد هرب فإنهم تجاسروا أن يقتفوا أثرهم حتى بعد قتل أبكار المصريين. فإن فرعون جهز مركباته بسرعة وسعى مع كل شعبه وراء شعب الله لكي يهلكه. ولما كاد أن يلحقهم، انتقل عمود السحاب من أمام بني إسرائيل ووقف خلفهم، بينهم وبين فرعون. فأعاق فرعون، وكان عمود السحاب ظلاماً بالنسبة للمصريين ولكنه كان نوراً ومرشداً وحامياً لبني إسرائيل. ولكي لا أطيل الحديث عليكم بسرد القصة كلها دعونا نطبق كل التفاصيل على الأمور الروحية. 12 ـ فإنه حينما تبدأ النفس أولاً بالهروب من الشيطان، فإن قوة الله تقترب منها لتعينها وتقودها إلى الحق. ولكن حينما يعرف فرعون الروحاني ـ أي ملك ظلمة الخطية ـ أن النفس قد تمردت عليه وبدأت تهرب من مملكته فإنه يلاحق الأفكار التي كانت ملكه قبلاً ـ فإن الأفكار كانت هي ممتلكاته، ويحاول بخبثه ويأمل أن ترجع إليه النفس مرة أخرى. ولكن حينما يدرك أن النفس قد هربت من طغيانه هروباً بلا رجعة ـ وهذا بالنسبة إليه ضربة أقوى من قتل الأبكار وسرقة المقتنيات ـ فإنه يجرى وراءها لأنه يخاف لئلا بعد هروب النفس منه تماماً، لا يبقى له من يتمم إرادته ويعمل أعماله. لذلك فهو يسعى وراءها بالشدائد والتجارب والحروب غير المنظورة. وبهذه الشدائد والحروب تُمتحن النفس وتُجرّب، وبواسطتها تُظهر محبتها نحو من أخرجها من مصر (العبودية). لأنها تُسلّم (للتجارب) لكي تُوضع موضع الاختبار وتُمتحن بطرق متنوعة. تدخل الله للإنقاذ : 13 ـ وترى النفس قوة العدو وهو يسعى أن يقتلها ولكنه لا يستطيع، لأن الرب يقف بينها وبين أرواح الشر. وترى أمامها بحراً من المرارة والشدائد واليأس. وهى من ناحية لا تستطيع أن تعود إلى الوراء لأنها ترى العدو مستعداً لقتلها، ومن ناحية أخرى لا تستطيع أن تتقدم إلى الأمام لأن خوف الموت، والشدائد المؤلمة المحيطة بها، يجعلها ترى الموت أمام عينيها. لذلك فإن النفس تيأس من ذاتها، ” إذ يكون لها حكم الموت في نفسها” (2كو9:1) بسبب كثرة أرواح الشر المحيطة بها. وحينما يرى الله النفس وهى محصورة بخوف الموت، والعدو مستعد أن يبتلعها، فإنه حينئذٍ يأتي لمعونتها ويترفق بها، وهو يتأنى عليها لكي يختبرها، ويرى هل تثبت في الإيمان، وهل عندها حب صادق له. لأن الله هكذا قد رسم ” الطريق المؤدى إلى الحياة” (مت14:7) أن يكون كرباً ضيقاً وفيه امتحانات وتجارب مُرة لكي تصل النفس بواسطة هذا الطريق فيما بعد إلى الأرض الحقيقية ـ أرض أولاد الله. لذلك فحينما يكف الإنسان عن الاعتداد بنفسه ويجحد ذاته بسبب الشدة العظيمة والموت الذي يراه أمام عينيه، ففي تلك اللحظة يمزق الله ـ بيد شديدة وذراع رفيعة ـ قوة الظلمة بواسطة إنارة الروح القدس، وتعبر النفس خلال الأماكن المخيفة، تعبر بحر الظلمة، وتخلُّص من النار المحرقة. عبور البحر والفرح والتسبيح : 14 ـ هذه هي أسرار النفس التي تحدث حقاً في الإنسان الذي يسعى باجتهاد أن يأتي إلى موعد الحياة ويُفتدى من مملكة الموت، وينال العربون من الله، وتكون له شركة في الروح القدس. وهكذا فإن النفس إذ تتخلّص من أعدائها، بعبورها البحر المُر، بقوة الله، وإذ ترى أعداءها الذين كانت مستعبدة لهم، وقد هلكوا أمام عينيها، فإنها تفرح فرحاً لا يُنطق به ومملوء مجداً (1بط8:1) وتتعزى بالله وتستريح في الرب. وحينئذ فإن الروح الذي نالته يسبح فيها تسبيحاً جديداً لله بالدُف الذي هو الجسد، وبأوتار القيثارة الروحية التي هي النفس، وبأفكار النفس السامية وبمفتاح النعمة الإلهية الذي يضرب على الأوتار، فترتفع التسابيح للمسيح الحي ومعطى الحياة. لأنه كما أن نفخة الفم هي التي تنطق وتتكلم حينما تسرى فيها آلات النفخ، هكذا فإن الروح القدس هو الذي يسرى في القديسين الذين يحملون الروح، وهو يسبح فيهم تسابيح ومزامير فيصلون لله بقلب نقى. فالمجد لذلك الذي أنقذ النفس من عبودية فرعون وجعلها عرشاً له، جعلها بيتاً وهيكلاً وعروساً نقية له، وأحضرها إلى ملكوت الحياة الأبدية، وهى لا تزال في هذا العالم. 15 ـ وبحسب الناموس كانت الحيوانات غير العاقلة تُقدم كذبائح. ولكن التقدمات لا يمكن أن تكون مقبولة ما لم تُذبح. وهكذا الآن إن لم تُذبح الخطية فإن تقدمتنا لا هي مقبولة أمام الله، ولا هي تقدمة حقيقية. المياه المُرّة تصير حلوة : وعندما جاء الشعب في القديم إلى مارة (خر22:15) كانت هناك عين ماء تنبع ماءً مراً، لا يصلح للشرب. فلما تحير موسى وصرخ إلى الرب، أمره الرب بأن يلقى شجرة أراه إياها، في الماء المر، فحينما أُلقيت الشجرة هكذا في الماء، صار الماء عذباً، إذ تحول عن مرارته وصار مناسباً وصالحاً ليشرب منه شعب الله. وبنفس الطريقة، فإن النفس صارت مُرّة من شرب سم الحية، وصارت مشابهة لطبيعة الحية المُرّة وأصبحت خاطئة. لذلك فإن الله يلقى شجرة الحياة في داخل ينبوع القلب المُرّ فيتحول القلب من مرارته، ويصير حلواً باتحاده بروح المسيح. وهكذا يصير نافعاً جداً ويذهب في خدمة سيده لأنه يصير لابساً للروح. فالمجد لذلك الذي يحوّل مرارتنا إلى حلاوة الروح وصلاحه. والويل لمن لا تلقى فيه شجرة الحياة، فإنه لا يستطيع أن يتغيّر إلى الصلاح أبداً. عصا موسى والصليب : 16 ـ إن عصا موسى كان لها وجهان :فإنها كانت بالنسبة للأعداء حيّة تلدغ وتُهلك، وأما بالنسبة لبني إسرائيل فقد كانت عكازاً يستندون عليها. هكذا أيضاً، فالخشبة الحقيقية، خشبة صليب المسيح، فإن صليب المسيح إنما هو موت لأرواح الشر، وأما لنفوسنا فهو سند وملجأ أمين فيه نطمئن ونستريح. إن الرموز والظلال في العهد القديم كانت تشير إلى الحقائق الحاضرة لأن خدمة العبادة القديمة كانت ظلاً وصورة للعبادة الحاضرة. فالختان، والخيمة، والتابوت، والمن، وقسط المن، والكهنوت والبخور، والغَسْلات، وباختصار كل ما كان يُصنع في إسرائيل وفي ناموس موسى وفي الأنبياء، إنما كان إشارة إلى هذه النفس المخلوقة على صورة الله، والتي سقطت تحت نير العبودية وسلطان ظلمة المرارة. عروس كاملة لعريس كامل : 17 ـ فإن الله أراد أن يقيم شركة مع النفس البشرية. ويخطبها لنفسه كعروس للملك، ويغسلها ويطهّرها من كل دنس. ويجعلها بهية مضيئة بدلاً من سوادها وعارها، ويحيّيها من الموت، ويشفيها من انكسارها ويعطيها السلام ويصالحها لنفسه من بعد العداوة. ورغم أن النفس مخلوقة، إلاّ أن الله يخطبها عروساً لابن الملك ويضمها إليه بقدرته الخاصة، ويغيّرها شيئاً فشيئاً وينميها ويزيدها بفيض نعمته. فهو يوسع النفس ويقودها إلى نمو وازدياد بلا حدود ولا قياس، إلى أن تصير عروساً بلا عيب وبلا لوم تليق به. فإنه يلد النفس فيه أوًلا، ثم بنفسه ينميها بفعل نعمته، إلى أن تصل إلى قامة محبته الكاملة، فلأنه هو عريس كامل، لذلك فهو يأخذها كعروس كاملة له إلى شركة العرس المقدسة، الشركة السرّية الطاهرة، وحينئذٍ فإنها تملك معه إلى أبد الدهور أمين. العظة الثامنة والأربعون الإيمان الكامل بالله 1 ـ لما أراد الرب، في الإنجيل، أن يقود تلاميذه إلى الإيمان الكامل قال لهم: ” الأمين في القليل أمين في الكثير، والظالم في القليل ظالم أيضاً في الكثير” (لو10:16) فما هو القليل وما هو الكثير؟ القليل هو خيرات هذا العالم، التي وعد أن يعطيها لأولئك الذين يؤمنون به: مثل الطعام واللباس وكل الأشياء الأخرى اللازمة للجسد والصحة وما أشبه ذلك. وهو يدعونا أن لا نهتم أو نقلق بخصوص هذه الأشياء، بل نثق فيه بيقين تام أنه كفء لحاجات أولئك الذين يلتجئون إليه في كل شيء. أما الكثير فهو هبات العالم الأبدي الذي لا يفنى ولا يضمحل، التي وعد أن يعطيها لأؤلئك الذين يؤمنون به ويهتمون بطلبها بلا انقطاع ويسألونه لأجلها لأنه هو الذي أوصى بذلك قائلاً: ” أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم” (مت33:6)، لكي بواسطة هذه الأشياء القليلة الزمنية يمكن أن يُختبر كل إنسان إن كان يؤمن بالله، لأنه وعد أن يعطى هذه الأشياء بدون أن نهتم ونقلق من جهتها، بل نهتم فقط من جهة الأمور الأبدية الآتية. 2 ـ لذلك فإن كان له إيماناً قوياً من جهة الأشياء الزمنية فإن هذا يكشف عن إيمانه بخصوص الأمور التي لا تفنى، وكيف أنه يسعى حقاً طالباً الخيرات الأبدية، لذلك ينبغي على كل واحد من أولئك الذين يطيعون كلمة الحق، أن يختبر نفسه ويمتحنها ، أو يدع الرجال الروحانيين يعينونه على ذلك لكي يعرف إلى أي درجة قد آمن بالله وأعطى نفسه له، وهل إيمانه هذا حقيقي بحسب كلمة الله، أم أنه يعتمد على رأيه الخاص في تبرير وإيمان كاذبين، متخيلاً أن له إيمان داخل نفسه. فإن هذا هو السؤال الذي يمتحن به الإنسان نفسه: هل هو أمين في القليل، أي في الأمور الزمنية ؟ وكيف يتم هذا الامتحان؟ هذا ما سأوضحه لكم الآن: هل تقول إنك تؤمن أنه قد أُعطى لك ملكوت السموات، وأنك قد وُلدت من فوق وصرت ابناً لله، ووارثاً مع المسيح، لتملك معه إلى الأبد وتتنعم في النور الذي لا يُوصف طوال الدهور الأبدية مع الله؟ لا شك أنك ستقول ” نعم فإنه لهذا السبب قد تركت العالم وسلّمت نفسي إلى الرب”. 3 ـ لذلك، افحص نفسك الآن، هل لا تزال الاهتمامات الأرضية لها تأثير عليك، وتفكر كثيراً بخصوص الطعام واللباس وغيرها من الاهتمامات المشابهة، كأنك تحصل على هذه الأشياء بقوتك الخاصة وكأنه يلزمك أن تقوم بتزويد نفسك بكل احتياجاتك بدلاً من الوصية التي أعطاها لك الرب ألاّ تهتم ولا تقلق أبداً من جهة هذه الأشياء الأرضية الفانية، التي يعطيها الله حتى للأشرار، وللوحوش والطيور، لقد أعطاك الله وصية ألاّ تهتم بهذه الأمور ولا تقلق، إذ قال: ” لا تهتموا بما تأكلون أو بما تشربون أو بما تلبسون، فإن هذه كلها تطلبها الأمم” (مت25:6ـ32). أما إن كان لا يزال عندك همّ وانشغال بهذه الأمور، ولم تثق كلّيةً بكلمته، فاعلم أنك لم تؤمن بعد بأنك ستنال الخيرات الأبدية التي هي ملكوت السموات بالرغم من أنك تظن أنك تؤمن، بينما أنت توجد غير أمين في الأشياء القليلة التي تفنى. وأيضاً كما أن الجسد هو أفضل من اللباس، كذلك فإن النفس هي أفضل من الجسد (مت25:6). فهل تؤمن، إذن أن نفسك تحصل من المسيح على الشفاء من الجروح الأبدية التي لا يستطيع البشر شفاءها، أي جروح شهوات الخطية، التي لأجل شفائها جاء الرب إلينا ههنا، لكي يشفي نفوس المؤمنين ويطهرهم من دنس الخطية ونتانتها وبرصها ـ لأنه هو الشافي والطبيب الحقيقي الوحيد؟ 4ـ إنك ستقول “إنني أؤمن بكل تأكيد ـ وهذه هي ثقتي، وهذا هو رجائي ” فالآن افحص وانظر إن كانت الأمراض الجسدية تجعلك تجرى إلى الأطباء الأرضيين أم لا، كما لو أن المسيح الذي تؤمن به لم يستطيع أن يشفيك ـ فأنظر كيف تخدع نفسك، لأنك تظن أنك تؤمن وأنت في الحقيقة لا تؤمن كما ينبغي. فلو إنك آمنت أن جروح النفس التي لا تُشفي وأهواء الخطية، يشفيها المسيح، لآمنت أيضاً أنه يستطيع أن يشفي أمراض الجسد المؤقتة ولكنت لجأت إليه وحده وتركت جانباً وسائل الأطباء وأدويتهم[1]. فإن الذي خلق النفس خلق الجسد أيضاً. والذي يشفي النفس غير المائتة، يستطيع أيضاً أن يشفي الجسد من أمراضة وعلله العابرة المؤقتة. 5 ـ ولكنك بلا شك ستقول “إن الله قد أعطانا نباتات الأرض والعقاقير لأجل شفاء الجسد وقد أعد وسائل الأطباء ومعالجتهم لأجل أمراض الجسد وآلامه ورتب أن الجسد الذي من التراب يكون شفاؤه بوسائل متنوعة من نفس الأرض، وإني أوافقك على صحة هذا الكلام. ولكن انظر وانتبه، وأنت ستعرف لمن أعطى الله هذه الأشياء ولآجل من رتبها حسب رحمته العظيمة ومحبته غير المحدودة للبشر. فحينما سقط الإنسان بتعدي الوصية التي أُعطيت له، صار تحت العبودية والعار وكأنه ذهب ليعمل ويكد في أحد المناجم، مطروداً من أفراح الفردوس إلى هذا العالم، وصار تحت قوة سلطان الظلمة وانحدر إلى حالة عدم الإيمان بواسطة الخطايا والشهوات، وحينئذٍ سقط تحت وطأة أمراض الجسد واضطراباته بدلاً من حالته الأولى الخالية من الاضطراب والمرض. وبالتأكيد فإن كل الذين وُلدوا من الإنسان الأول سقطوا تحت الأمراض والاضطرابات. 6 ـ لذلك فإن الله قد رتب هذه الأدوية والعلاجات للضعفاء وللذين لا يؤمنون، لأنه لا يريد في كثرة تحننه ومحبته أن يلاشى جنس البشر الخاطئ كلّية، بل أعطى الطب والأدوية لأهل العالم، ولكل الذين هم من خارج لأجل شفائهم وصحتهم وعلاج أجسادهم، وسمح أن تُستعمل هذه الوسائل بواسطة أولئك الذين لم يستطيعوا بعد أن يؤمنوا بالله ويثقوا به كلية مستودعين حياتهم تماماً له بالإيمان. وأما أنت أيها الراهب، يا من أتيت إلى المسيح، وتريد أن تكون ابناً لله ومولوداً من الروح من فوق، وتنتظر المواعيد التي هي أعلا وأعظم مما أُعطى للإنسان الأول، لأن كل ما كان للإنسان الأول من حالة الحرية من الاضطرابات والشهوات، قد سُرّ الله أن يعطيك أكثر منه بحضوره معك، أنت يا من صرت غريباً عن العالم. لهذا ينبعى أن يكون لك إيمان وفهم وأسلوب جديد تماماً للحياة، يتميز كلية عن أهل العالم ويتفوق عليهم. والمجد للآب والابن والروح القدس إلى الأبد.أمين ________________________________________ [1] يُلاحظ أن القديس هنا يخاطب الرهبان ويعتبر اللجوء للأطباء مستوى روحى ضعيف لا يليق بهم انظر فقرة 6 . العظة التاسعة والأربعون الشبع الإلهي لا يكفي أن تتجنب لذات هذا العالم بل يلزم الحصول على غبطة الدهر الآتي. فرح الروح بدل فرح العالم : 1 ـ حينما يترك إنسان أهله، ويترك هذا العالم، ويتغرّب عن لذّاته ويترك الممتلكات، والأب والأم، لأجل الرب، ويصلب نفسه ويصير غريباً وفقيراً ومحتاجاً، ولكنه لا يجد العزاء الإلهي في داخل نفسه بدلاً من راحة العالم وعزائه، ولا يشعر بلذة الروح في داخله بدلاً من اللّذة الزمنية العابرة، ولا يكون لابساً لثياب نور الله في الإنسان الباطن، بدلاً من تلك الثياب التي تفنى، ولا يعرف شركة العريس السماوي في نفسه، بدلاً من فرح هذا العالم الظاهر ولا يحصل على عزاء النعمة السماوي، والشبع الإلهي في النفس ـ بظهور مجد الرب ـ كما هو مكتوب[1]، وبالاختصار بدلاً من التمتع الزمني العابر، لا يحصل من الآن في داخل نفسه على التمتع غير الفاسد الذي لا يضمحل والذي تشتهيه النفس شهوة عظيمة، فإن هذا الإنسان قد صار ملحاً بلا ملوحة، بل هو أكثر بؤساً من جميع الناس لأنه حُرم من الأشياء التي هنا، ولم يحصل على التمتع بالعطايا الإلهية التي تتم بعمل الروح القدس في الإنسان الباطن. العبور بالروح إلى عالم آخر منذ الآن : 2 ـ فإن الغاية التي من أجلها يصير الإنسان غريباً عن هذا العالم إنما هي أن تعبر نفسه إلى عالم آخر ودهر آخر كما يقول الرسول ” إن سيرتنا هي في السموات” (في20:3) وأيضاً يقول ” وإذ نسير على الأرض لكننا لسنا حسب الجسد نحارب” (2كو2:10). لذلك فإن من يرفض هذا العالم يجب أن يؤمن بكل يقين، أنه ينبغي أن يعبر بفكره منذ الآن بالروح إلى عالم آخر، وهناك تكون سيرتنا ولذتنا وتمتعنا بالخيرات الروحية، وأنه ينبغي أن يُولد من الروح في الإنسان الباطن كما قال الرب ” من يؤمن بي فقد انتقل من الموت إلى الحياة” (يو24:5). لأنه يوجد موت آخر غير الموت الطبيعي المنظور، وحياة أخرى غير هذه الحياة، فإن الكتاب يقول: ” وأما المتنعمة فقد ماتت وهى حية” (1تى6:5)، وأيضاً يقول الكتاب: “دع الموتى يدفنون موتاهم” (لو60:9). لأن ” ليس الأموات يسبحونك يارب، بل نحن الأحياء نباركك” (مز18،17:115). دخول النفس إلى المسكن السماوي : 3ـ لأنه كما أن الشمس عند إشراقها على الأرض تضئ عليها بكلّيتها، ولكن عندما تصير إلى الغروب تنحسر أشعتها عنها، كذلك فإن النفس التي لا تُولد من فوق من الروح، تكون على الأرض بكليتها وأفكارها مشتّتة في الأرض كلها. ولكن حينما تُحسب أهلاً للحصول على الولادة السماوية وشركة الروح، فإنها تجمع كل أفكارها معاً فتأخذهم معها وتدخل إلى الرب، إلى المسكن السماوي غير المصنوع بأيدي وتصير كل أفكارها سماوية طاهرة ومقدسة وتصعد إلى الجو السماوي الإلهي. وإذ تتحرر من سجن ظلمة رئيس هذا العالم الشرير، الذي هو روح العالم، فإن النفس تجد أفكاراً طاهرة إلهية، لأن الله قد سُرّ بأن يجعل الإنسان شريكاً في الطبيعة الإلهية (2بط4:1). ستجد فرحاً عظيماً : 4 ـ لذلك فإذا كنت تعتزل كل الأمور المختصة بهذا العالم وتواظب على الصلاة، فإنك ستجد راحة كبيرة في هذا العمل. بل ستجد فرحاً عظيماً في الشدة القليلة والألم وستنتعش انتعاشاً عظيماً. فإنه إن كنت تنفق نفسك وجسدك ساعة بساعة طوال حياتك لأجل هذه الخيرات العظيمة فماذا تكون النتيجة؟.. آه، يا لِعظم تحنّن الله الذي يفوق الوصف، فإنه يعطى نفسه مجاناً لأولئك الذين يؤمنون به حتى أنهم في وقت قليل يرثون الله، ويسكن الله في الإنسان ويتخذ من الإنسان منزلاً حسناً له! وكما أن الله خلق السماء والأرض ليسكن الإنسان فيهما، كذلك فإنه خلق جسد الإنسان ونفسه ليكونا منزلاً له، لكي يسكن ويستريح في جسد الإنسان كما في منزله الخاص، ويتخذ من النفس الحبيبة عروساً جميلة له مخلوقة على صورته. لأن الرسول يقول: “خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح” (2كو2:11). وأيضاً ” وبيته نحن” (عب6:3). الله يخزن كنوز الروح في نفسك وجسدك : فكما أن رب البيت يخزّن باجتهاد كل أنواع الخيرات في بيته، هكذا الرب أيضاً في بيته الذي هو نفسك وجسدك، فإنه يضع كنوز الروح السماوية ويخزنها في هذا البيت. إن الحكماء بحكمتهم، والفطناء بفطنتهم لم يستطيعوا أن يدركوا لطافة النفس ” أو أن يتكلموا عنها كما هي، وإنما يدرك لطافتها فقط أولئك الذين يُعطى لهم هذا الإدراك بالروح القدس. ولهم تُعطى المعرفة الصحيحة عن النفس إذ أن الروح يعلنها لهم. الرب والنفس : فانظر هنا نظرة جادة لكي تفهم وتتعلّم. أنصت الآن : فإنه هو إله، أما النفس فليست إلهاً. إنه هو رب، وهى عبدة. هو خالق، وهى مخلوقة . هو صانع، وهى صنعة يديه. وليس هناك شيء مشترك بين طبيعة الله وطبيعة النفس. ولكن بواسطة محبته ورأفته التي لا تحد والتي تفوق الوصف والإدراك، سُرّ الله أن يسكن في هذا المخلوق العاقل، في صنعة يديه، الثمينة والعجيبة، كما يقول الكتاب ” لكي نكون باكورة من خلائقه” (يع18:1). لنكون نحن حكمته وشركته، ومسكنه الخاص، وعروسه الطاهرة. لنعط أنفسنا لإرضاء الرب : 5 ـ فحينما تُوضع أمامنا هذه الأشياء الصالحة، وهذه المواعيد التي وعدنا بها الرب، وتتضح مسرة صلاحه من نحونا، فلا نهمل يا أبنائي ولا نتأخر أو نتباطأ في السعي للحياة الأبدية، بل نعطى أنفسنا تماماً لإرضاء الرب، مخصصين ذواتنا له كلّية. فلنتوسل، إذن للرب أن ينقذنا بقوة لاهوته من سجن ظلمة شهوات الخزي، وأن يجعل صورته وصنعة يديه تضئ ببهاء، وأن يجعل النفس صحيحة ونقيّة، وهكذا نُحسب أهلاً لشركة الروح، ممجدين الآب والابن والروح القدس إلى الأبد.أمين ________________________________________ [1] هنا يشير القديس مقاريوس إلى مز15:17 في الترجمة السبعينية حيث نص الآية هكذا “سأمتلئ حتى الشبع بظهور مجدك “ العظة الخمسون صانع العجائب الله هو صانع العجائب بواسطة قديسيه. قوة الله في إيليا : 1 ـ من هو ذاك الذي أغلق أبواب السماء؟ هل هو إيليا أم أن الله الذي فيه، هو الذي أمر المطر ألاّ ينزل؟ إني أؤمن أن ذاك الذي له السلطان على السموات، كان هو نفسه جالساً في عقل إيليا، وأن كلمة الله أمر المطر أن ينزل على الأرض بواسطة لسان إيليا، فنزل المطر. عمل الله في موسى : وكذلك موسى أيضاً فإنه ألقى بالعصا على الأرض فصارت حية، ثم تكلم مرة أخرى فعادت وصارت عصا. وأخذ موسى رماداً من الأتون ونثره نحو السماء فصار دمامل أصابت الناس وفي البهائم. وأيضاً مد عصاه فصار البعوض والضفادع على أرض مصر (خر5:8و17). فهل تستطيع الطبيعة البشرية أن تصنع هذه الأمور؟ .. لقد مد موسى أيضاً يده على البحر فشقّه، وكذلك رفع عصاه على النهر فتحولت مياهه إلى دم. فالواضح أن قوة سماوية كانت ساكنة في قلب موسى وعقله وكانت هذه القوة تعمل هذه الآيات بواسطة موسى. قوة الله في ضعف داود : 2 ـ وكيف استطاع داود أن يقاتل الجبّار دون أن يكون متسلحاً؟ فإن يد الله هي التي قادت الحجر بواسطة يد داود حينما رماه على الفلسطيني.. وأن قوة الله هي التي قتلت الجبار وانتصرت عليه، فما كان داود ليستطيع أن يفعل ذلك من ذاته إذ كان ضعيفاً جداً في الجسد (1صم49:17ـ51). سقوط أسوار أريحا : وحينما جاء يشوع بن نون إلى أريحا وحاصرها سبعة أيام، لم يستطع أن يفعل شيئاً بطبيعته، ولكن حينما صدر أمر الله فإن الأسوار سقطت من نفسها.. ومن هو الذي أمر الشمس أن تقف لمدة ساعتين بينما كانت المعركة حامية الوطيس؟ هل هي طبيعة يشوع أم القوة الإلهية التي كانت معه؟ القتال مع عماليق : ولما دخل يشوع في قتال مع عماليق، كان إذا رفع موسى يديه نحو السماء إلى الله، أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يديه أن عماليق يغلب. حينما ترفع أفكارك إلى السماء : 3 ـ ولكن حينما تسمع عن هذه الأمور فلا تدع عقلك يذهب بعيداً، بل حيث إنها كانت رمزاً وظلاً للحقيقة فطبقها إذن على نفسك. فإنك حينما ترفع يدى عقلك وأفكارك نحو السماء وتضع في قصدك أن تلتصق بالرب وتتحد به فإن الشيطان يسقط تحت أفكارك . وكما سقطت أسوار أريحا بقوة الله، كذلك الآن بقوة الله تتحطم مدن الشيطان وأسوار الشر التي تحارب عقلك ويسقط أعداؤك أيضاً. عمل الروح في الأبرار والأنبياء : لقد كانت قوة الله في القديم حاضرة مع الأبرار بلا انقطاع، وكانت تعمل عجائب منظورة. وكانت النعمة الإلهية تعمل أيضاً في الأنبياء، وكان الروح يعمل في نفوسهم للتنبؤ والتكلّم حينما كانت تدعو الحاجة أن يخبروا العالم بأحداث عظيمة. لأن الأنبياء لم يكونوا يتكلمون في كل وقت، بل حينما يشاء الروح الذي فيهم فقط. إلاّ أن القوة الإلهية كانت معهم دائماً. انسكاب الروح في العهد الجديد : 4 ـ فإن كان الروح القدس قد انسكب بهذا المقدار في ذلك العهد الذي هو ظلّ لعهد النعمة، كم بالحري ينسكب في العهد الجديد، عهد الصليب ومجيء المسيح، الذي فيه حدث انسكاب الروح والامتلاء به. كما هو مكتوب ” إنى أسكب من روحى على كل بشر” (أع17:2). وهذا هو المعنى الذي قصده الرب نفسه حينما قال ” وها أنا معكم إلى انقضاء الدهر” (مت20:28). ” لأن كل من يطلب يجد” (مت8:7). وأيضاً ” إن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب السماوي يعطى الروح القدس للذين يسألونه” (لو13:11). ” بقوة وبيقين شديد ” كما يقول الرسول (1تس5:1). الحصول على قوة الروح : إن هذه الأشياء نحصل عليها بالتدريج، وتحتاج منا إلى وقت، وتعب وصبر ومحبة كثيرة وشوق كبير نحو الرب. وهكذا فإن “حواس النفس”، ” تتدرب” كما يقول الكتاب (عب14:5). بواسطة الخير والشر، أي من خلال حيل العدو ومؤامراته وخداعاته من ناحية، ومن الناحية الأخرى بواسطة المواهب والمعونات المتنوعة التي تعطى بعمل الروح القدس وقوته. وإن الذي يواجه خداع الخطية، الذي يلوث الإنسان الباطن بواسطة الشهوات، ولا يتعرف في داخل نفسه على معونة الروح القدس “روح الحق”، الذي يقوّيه ويعين ضعفه، ويجدّد نفسه بفرح القلب، مثل هذا الإنسان يسير في طريقه بدون تمييز، إذ لم يكتشف بعد تدبيرات النعمة المتنوعة، وسلام الله العميق. هل وجدت الكنز ؟ ومن الناحية الأخرى فإن الذي ينال معونة الرب، ويحصل على الفرح الروحاني ومواهب النعمة السماوية، مثل هذا الإنسان إن كان يتصور أنه لم يعد معرضاً بالمرة لأذى الخطية، فإنه ينخدع دون أن يدرى، إذ أنه لا يميز خبث الخطية ولا يدركه، ولا يعرف أن النمو إنما يتم بالتدريج من الطفولة حتى النضوج والكمال في المسيح. لأن الإيمان يزداد وينمو بواسطة عمل الروح القدس الإلهى، وتبعاً لذلك تتحطم تدريجياً حصون الأفكار الشريرة إلى أن تنهدم كلّية (2كو4:10). لذلك ينبغي على كل واحد منا أن يفتش ويعرف، هل هو قد وجد ” الكنز في هذا الإناء الخزفي” (2كو7:4)، وهل قد اكتسى بأرجوان الروح، وهل قد رأى الملك ووجد راحته في الداخل بالقرب منه، أم أنه لا يزال يعيش في الدار الخارجية؟ إن النفس لها أجزاء كثيرة، ولها عمق عظيم، فعندما دخلت الخطية إلى الداخل امتكلت كل أجزاء النفس وكل مراعى القلب. النعمة تملك جزئياً وبالتدريج : ولذلك حينما يسعى الإنسان ويطلب، فإن النعمة تأتى إليه، وتبدأ في أن تملك عليه، ولكنها قد تملك ربما على جزء أو اثنين من أجزاء النفس. وبعد أن تبدأ النعمة عملها فإن الإنسان غير المختبر حينما يحصل على تعزية بالنعمة، يتخيل أن النعمة قد امتلكت كل أجزاء نفسه وأن الخطية قد استؤصلت منه تماماً. مع أن القسم الأكبر من النفس لا يزال تحت سلطان الخطية وليس سوى جزء واحد فقط تحت سلطان النعمة، وهكذا فإنه ينخدع دون أن يدرى. ويمكننا أن نتحدث كثيراً إليكم بخصوص هذه الأمور بحسب استعدادكم وإخلاصكم، ولكننا أعطيناكم نقطة بداية، تستطيعون كأناس ذوى حكمة وفهم أن تتأملوا في هذه الكلمات وتفحصوا قوتها وتصيروا أكثر فهماً وحكمة في الرب. وتزدادوا في بساطة القلب، في النعمة وفي قوة الحق، وهكذا إذ تتمسكون بخلاصكم بكل يقين، وتتحررون من كل محاربات الشرير وخداعات العدو، فإنكم تُحسبون أهلاً لأن توجدوا بلا عثرة، ولا دينونة في يوم ربنا يسوع، الذي له المجد إلى الأبد , أمين. العظة الحادية والثلاثون تغيير الذهن والصلاة الحقيقية ” في أنه ينبغي أن المؤمن يتغير في ذهنه، ويجمع أفكاره كلها في الله. فإنه في هذا تتركز كل خدمة الله”. تغيير القلب : 1 ـ ينبغي على المؤمن أن يتوسل إلى الله لكي يغيّره في كل اتجاهاته وأغراضه بتغيير قلبه، من المرارة إلى الحلاوة وأن يتذكر كيف شفي الرجل الأعمى، وكيف حصلت المرأة نازفة الدم على الشفاء بلمسها ثوب المسيح وهو الذي سبق أن غيّر طبيعة الأُسود المفترسة، وحوّل طبيعة النار، فإن الله هو الصلاح الذي لا مثيل له والخير الأعلى، وينبغي أن تُجمع فيه ونحوه عقلك وأفكارك ولا تفكر في شيء آخر، سوى أن تنتظره وتنظر إليه برجاء وثقة. 2 ـ لذلك فلتكن النفس مثل ذلك الإنسان الذي يجمع الأطفال الضالين معاً، وهكذا تجمع النفس الأفكار التي شتتتها الخطية وتؤنبها بشدة. وتقود الأفكار للرجوع إلى بيتها، وهى تنتظر الرب دائماً بالصوم والمحبة لكي يأتي إليها ويجمع الأفكار حقاً. وحيث إن المستقبل غير مضمون، لذلك ينبغي على المؤمن أن يضع رجاءه بالأكثر في قائده، ويكون مملوءً بالرجاء الصالح، ويتذكر كيف أن راحاب وهى تعيش بين الغرباء آمنت بإله إسرائيل وحُسبت مستحقة أن تشترك في امتياز شعب الله القديم، بينما الإسرائيليون أنفسهم تحوّلوا بعواطفهم ورجعوا بقلوبهم إلى مصر. لذلك فكما أن راحاب لم يصبها أي أذى وهى تسكن بين الغرباء، بل إن إيمانها أعطاها نصيباً في ميراث الإسرائيليين، هكذا الخطية لن تؤذى أولئك الذين بالرجاء والإيمان ينتظرون الفادي الذي حينما يأتي إليهم فإنه يغيّر أفكار النفس ويجعلها إلهية وسماوية، وصالحة، ويعلم النفس الصلاة التي بلا تشتت أو زيغان. أنظر قول الرب ” لا تخف أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف” (إش2:45). ويقول أيضاً ” أحذر أن يكون في قلبك فكر شر خفي، ولا تقل في قلبك هؤلاء الشعوب أكثر منى وأقوى” (تث9:15، 17:7). 3 ـ فإذا لم تنحل نفوسنا بالتكاسل، وبإعطاء مراعى عقولنا لأفكار الخطية المشوشة، بل بالعكس نجذب عقولنا بإرادتنا ونغصب أفكارنا إلى الرب، فإنه بلا شك يأتى إلينا ويجمعنا إليه بالحق. انتظار الرب في الداخل : إن كل ما يرضى الله وكل خدمة تُقدم له إنما هي موجودة في القلب. لذلك اجتهد أن ترضى الرب ناظراً إليه كل حين ومنتظراً إياه في داخلك، وفتش عنه في أفكارك واغتصب إرادتك وقصدك لتتجه وتمتد دائماً نحوه وحينئذ ستنظر كيف يأتي إليك ويصنع عندك منزلاً (يو24:14). فبقدر ما تجمع عقلك لتطلبه فإنه يتنازل إليك بحنان أكثر جداً وصلاح فائق ورحمة ويأتى إليك ويعطيك راحة وبهجة، إنه يقف ناظراً إلى عقلك وأفكارك ورغباتك، ويرى كيف تطلبه، هل تطلبه حقيقة بكل نفسك بلا تغافل وبلا إهمال؟ 4 ـ وحينما ينظر غيرتك في طلبه، فإنه حينئذِ يُظهر ويكشف نفسه، ويعطيك معونته الخاصة ويجعل لك النصرة وينقذك من أعدائك. وهو إذ ينظر أولاً كيفية طلبك له وانتظارك إياه بكل قلبك برجاء لا ينقطع نحوه، فإنه حينئذ يعلمك ويعطيك الصلاة الحقيقية والمحبة الحقيقية التي هي الرب نفسه الذي يصير لك في داخلك كل شيء: الفردوس، وشجرة الحياة، واللؤلؤة الكثيرة الثمن، والإكليل، والباني، والزارع، والمتألم، والذي لا يتألم، والإنسان، والإله، والكرمة، والماء الحي، والعريس، والمحارب، والسلاح، المسيح الكل في الكل. وكما أن الطفل لا يعرف أن يعتني بنفسه أو يعمل أموره بنفسه ولكنه يتطّلع فقط إلى أمه ويصرخ ويبكى إلى أن تتحرك إليه بحنان وتحمله، هكذا النفوس المؤمنة فإنها تضع رجاءها في الرب وحده وتنسب كل بر إليه وحده. وكما أن الغصن يجف بدون الكرمة، وهكذا أيضاً من يشتهى أن يتبرر بدون المسيح. وكما أن السارق واللص هو الذي لا يدخل من الباب بل يطلع من موضع آخر، هكذا أيضاً الإنسان الذي يبرر نفسه بدون الذي يُبرّر. لنقدم كل نياتنا وأفكارنا : 5 ـ لذلك فلنأخذ جسدنا هذا ونجعله مذبحاً، ونضع عليه كل نياتنا وأفكارنا ، ونتوسل إلى الرب أن يرسل من السماء النار العظيمة غير المنظورة فتلتهم المذبح وكل ما عليه. ويسقط جميع كهنة البعل الذين هم القوات المضادة. وحينئذٍ سنرى المطر الروحاني آتياً إلى النفس مثل كف إنسان، وهكذا يتحقق فينا وعد الله كما هو مكتوب بالنبي ” سأقيم وأبنى أيضاً خيمة داود الساقطة وسأبنى ردمها وأقيمها ثانية” (أع16:15) حتى أن الرب برحمته ومحبته يُشرق على النفس التي تسكن في الليل والظلمة وفي سكر الجهالة، لكيما تستيقظ وتفيق إلى التعقّل وتسير بلا تعثر، وتعمل أعمال النهار والحياة. فإن النفس تتغذى وتنمو من المصدر الذي تأكل منه، إما من العالم أو من روح الله، والله نفسه يجد غذاء في داخلها، ويحلّ فيها ويحيا ويجد راحة ويسكن فيها. 6 ـ وبالاختصار، فإن كل واحد يمكنه، إذا شاء أن يختبر نفسه ويرى من أين يأخذ غذاءه وتنعمه، وأين يعيش، وفي أي حالة يجد نفسه، وهكذا إذ يدرك ذلك ويفهمه ويحصل على تمييز دقيق وحكم صحيح، يمكنه أن يسلّم نفسه تماماً للتحرك في اتجاه ما هو صالح. انتبه لنفسك وأطلب قوة فعل المسيح : وحينما تكون في الصلاة، فانتبه إلى نفسك، ولاحظ أفكارك والحركات التي تتحرك فيك، من أين تأتى؟ هل هي من الله أم من العدو؟ ومن الذي يمد قلبك بالغذاء، هل هو الرب أم ولاة العالم الذين لهذا الدهر؟ وحينما تكملين، أيتها النفس، هذا الامتحان وتعرفيه، فتوسلي إلى الرب برغبة واجتهاد لكي تحصلي على الغذاء السماوي والنمو، وعلى قوة فعل المسيح بحسب القول المكتوب ” إن سيرتنا هي في السموات” (في20:3). وليس ذلك في شكل أو رمز كما يتخيل البعض (بل حقاً في السموات). وانظر، عقل وفهم أولئك الذين لهم فقط صورة التقوى، فإن فكرهم عن التقوى هو مثل العالم. وأنظر إلى تحرك ميولهم، وتموج وتذبذب قصدهم وفكرهم غير الثابت وخوفهم وفزعهم، بحسب القول المكتوب ” بالأنين والرعب تكون على الأرض” (تك12:4 السبعينية)، وبحسب عدم إيمانهم وارتباك أفكارهم المضطربة فإنهم يتقلبون كل ساعة مثل بقية الناس في العالم. مثل هؤلاء الأشخاص يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي فقط، ولكن ليس في القلب والفكر، ويختلفون عن العالم فقط في الممارسات الجسدية التي للإنسان الخارجي، بينما في القلب والفكر هم ينجذبون في كل الاتجاهات التي في العالم. وهم مربطون بالرباطات الأرضية والهموم غير المثمرة ولم يحصلوا على السلام من السماء في قلوبهم كما يقول الرسول: “يملك في قلوبكم سلام الله” (كو15:3). هذا السلام الذي يملك على عقول المؤمنين ويجددها في محبة الله ومحبة كل الأخوة. والمجد والسجود للآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين العظة الثانية والثلاثون ثوب المجد الآن وفي القيامة إن مجد المسيحيين يسكن منذ الآن في نفوسهم، وسيظهر في وقت القيامة ويمجّد أجسادهم بقدر إيمانهم وقداستهم. استنارة سماوية : 1 ـ توجد لغات مختلفة في هذا العالم. كل أمة لها لغة خاصة بها. وأما المسيحيون فإنهم يتعلّمون لغة واحدة جديدة، وجميعهم يتهذبون بحكمة واحدة هي حكمة الله، وليست حكمة هذا العالم ولا هذا الدهر الزائل. وعندما يسير المسيحيون في هذه الخليقة الجديدة فإنهم ينالون استنارة سماوية جديدة وأمجاداً وأسراراً يحصلون عليها من رؤية الأشياء الظاهرة التي يبصرونها بحواسهم. هناك أنواع مختلفة من الحيوانات الأليفة، مثل الحصان والثور وكل منها له جسده وصوته الخاص به. هكذا أيضاً بين الحيوانات المتوحشة، فالأسد له جسده الخاص به وصوته المتميز. وهكذا الإيل أيضاً. وبين الحيوانات الزاحفة توجد أنواع كثيرة. وهكذا أيضاً بين الطيور توجد أنواع من الأجسام. فجسد النسر وصوته نوع، وجسم الصقر وصوته نوع آخر. وهكذا أيضاً توجد نفس الاختلافات والأنواع في البحر فتجد أجسام كثيرة غير متشابهة. وكذلك في الأرض توجد أنواع بذور كثيرة وكل بذرة لها ثمرتها الخاصة. وتوجد أشجار كثيرة بعضها كبير وبعضها صغير وتعطى محاصيل مختلفة، وكل نوع من الثمار له طعم ومذاق خاص. وهناك أيضاً الأعشاب وهى أنواع مختلفة كثيرة، فالبعض منها معروف بنفعه للعلاج والشفاء، والبعض الآخر يعطى فقط رائحة طيبة. ولكن كل صنف من الأشجار يخرج من داخله ما يكسوه من الخارج وهو ما تنظره العين أي الأوراق والزهور والثمار. وبالمثل البذور التي تخرج من الداخل ما يكسوها وهو ما نراه بعيوننا. وكذلك السوسن (الزنابق) أيضاً تنتج من داخلها كساءها الذي يزين الأرض. الثوب السماوي : 2 ـ هكذا أيضاً المسيحيون الذين حُسبوا أهلاً منذ الآن في هذه الحياة أن يحصلوا على الثوب السماوي، فإنهم يحملون ذلك الثوب ساكناً في داخل نفوسهم، وحينما تنحل هذه الخليقة الحاضرة بحسب تعيين الله وعلمه السابق وتزول السماء والأرض فإن ذلك الثوب السماوي الذي كان يكسو نفوسهم منذ الآن ويمجدها والذي يمتلكونه في داخل قلوبهم، هذا الثوب نفسه سوف يكسو ويمجد أيضاً أجسادهم العارية، التي تقوم من القبور، الأجساد التي تقوم في ذلك اليوم مكتسية بالموهبة السماوية غير المنظورة وبذلك الثوب السماوي الذي يناله المسيحيون في هذه الحياة منذ الآن. وكما أن الإبل، حينما تجد حشيشاً فإنها تجرى إليه بسرعة وشراهة وتأكله وتخزّن منه غذاء في داخلها، وفي وقت الجوع تسترجع المخزون من معدتها وتمضغه وتجتّره وبذلك تتغذى من الطعام الذي سبق أن اختزنته، هكذا أولئك الذين يغتصبون ملكوت السموات وقد ذاقوا الطعام السماوي ويعيشون في الروح فإنهم في وقت القيامة ينالون ذلك الطعام عينه ليغطى ويدفئ كل أعضائهم. 3 ـ فكما تحدثنا عن أنواع من البذور، وأن كثير منها يُزرع في نفس الأرض وينتج أنواعاً مختلفة من الثمار. وهكذا أيضاً نفس الأمر بالنسبة للأشجار. فالبعض منها كبير والبعض صغير ولكن أرضاً واحدة تجمع جذورها جميعاً. هكذا أيضاً الكنيسة السماوية فهي واحدة ولكن توجد فيها أعداداً لا تُحصى، وكل شخص فيها يتزين بمجد الروح بطريقة فريدة خاصة به لأنه كما أن الطيور تُخرِج من أجسادها غطاءً لها وهو ريشها إلا أنه توجد اختلافات كبيرة بين أنواع الطيور. فالبعض منها يطير قريباً من الأرض بينما البعض الآخر يطير عالياً جداً في الهواء. أو كما أن السماء واحدة ولكنها تحوى نجوماً كثيرة البعض منها أشد لمعاناً وإضاءة وبعض منها كبير والبعض الآخر صغير، إلاّ أنها جميعها موجودة ثابتة في نفس السماء الواحدة. هكذا أيضاً القديسون فإنهم متأصلون في سماء واحدة هي سماء اللاهوت ولكن بطرق متنوعة، وهم متأصلون أيضاً في الأرض غير المنظورة. هكذا أيضاً الأفكار التي تأتى إلى البشر، فهى مختلفة، ولكن الروح، إذ يأتى إلى القلب فإنه يصنع فكراً واحداً، فإن الذين هم فوق والذين هم أسفل هم تحت تدبير وقيادة روح واحد. الظل والحقيقة : 4 ـ ولكن ما هو معنى الحيوانات ” المشقوقة الظلف” (لا3:11) حيث إنها تسير وتجرى بسرعة بواسطة ظلفيها، وهى ترمز لأولئك الذين يسلكون باستقامة في الشريعة. ولكن كما أن ظِلّ الجسد يتكوّن بسبب الجسد ولكنه لا يستطيع أن يتمم أي وظيفة من وظائف الجسد ـ فإن الظلّ لا يستطيع أبداً أن يضمد الجروح أو يعطى الطعام أو يتكلم ـ ومع ذلك فهو يتكوّن بسبب الجسد و يشير مقدماً إلى مجيء الجسد، هكذا أيضاً الناموس القديم هو ظل للعهد الجديد (كو17:2). والظلّ يُظهر الحقيقة مقدماً، ولكنه لا يملك خدمة الروح. فإن موسى، لا يستطيع بالجسد أن يدخل إلى القلب وينتزع ثياب الظلمة الدنسة. ولا يستطيع أن يلاشى ويحل قوة الظلمة الخبيئة إلاّ روح من روح ونار من نار. فالختان في ظل الناموس يشير إلى اقتراب مجيء ختان القلب الحقيقي. والاغتسال والمعمودية حسب الناموس هي ظل للأمور الحقيقية، فإن معمودية الناموس كانت تغسل الجسد، ولكن هنا الآن توجد معمودية النار والروح التي تُطهر وتغسل العقل المدنس. العهد القديم والعهد الجديد : 5 ـ وهناك (في الناموس) كاهن ” مُحاط بالضعف” (عب2:5) كان يدخل إلى الأقداس مقدماً الذبائح عن نفسه وعن الشعب، وأما هنا الآن فرئيس الكهنة الحقيقي، المسيح، قد دخل مرة واحدة إلى الأقداس غير المصنوعة بأيدي وإلى المذبح الذي فوق، وهو مستعد لتطهير أولئك الذين يسألونه ولتطهير الضمير الذي تدنس. فهو يقول “وسأكون معكم إلى إنقضاء الدهر” (مت20:28). وكان رئيس الكهنة له حجرين كريمين على صدره، وعليهما أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر، وكان هذا ليكون رمزاً ومثالاً، لأن الرب أيضاً بنفس الطريقة وضع على صدره الرسل وأرسلهم مبشرين وكارزين للعالم أجمع. وها أنت ترى كيف أن الظل يشير إلى اقتراب الحقيقة. ولكن كما أن الظل لا يصنع لنا شيئاً ولا يشفي جروحاً، هكذا الناموس القديم لم يكن يستطيع أن يشفي جروح النفس وأوجاعها لأنه لم تكن له حياة. 6 ـ إن اتحاد مادتين معاً يؤدى إلى شيء واحد كامل، كالعهدين. فالإنسان خُلق على صورة الله ومثاله. وهو له عينان، وحاجبان، ويدان، وقدمان. فلو حدث أن إنساناً له عين واحدة أو يد واحدة أو قدم واحدة فإن هذا يكون عيباً مؤسفاً، والطير الذي يكون له جناح واحد لا يستطيع أن يطير. هكذا أيضاً الطبيعة البشرية، فإن بقيت عارية. وبنفسها فقط ولم تنل الاتحاد والشركة مع الطبيعة الإلهية فإنها لا تستقيم أبداً ولا تكتمل، بل تظل عارية ومستحقة للّوم في طبيعتها الخاصة بسبب وضاعتها وأدناسها. فإن النفس ذاتها دُعيت هيكلاً لله ومسكناً له، وعروساً للملك. فإنه يقول ” إنى سأسكن فيهم وأسير بينهم” (2كو16:6). وهكذا كانت مسرة الله، أن يأتي من السماء المقدسة ويأخذ طبيعتك العاقلة، فهو أخذ جسداً من الأرض ووحّده بروحه الإلهي، حتى تستطيع أنت (الأرضي)، أن تنال الروح السماوي. وحينما تصير لنفسك شركة مع الروح وتُدخل الروح السماوي في نفسك، فحينئذ تكون إنساناً كاملاً في الله، ووارثاً وابناً. تواضع الله وعنايته بك : 7 ـ ولكن كما أنه غير مستطاع للأكوان العليا ولا للأكوان السفلى أن تحتوى عظمة الله أو طبيعته التي تفوق الإدراك، هكذا أيضاً لا تستطيع لا الأكوان العليا ولا الذين على الأرض أن يفهموا تواضع الله وكيف يجعل نفسه صغيراً لأجل أولئك الصغار المتواضعين. فكما أن عظمته تفوق الفهم هكذا أيضاً تواضعه يفوق الإدراك. ويمكن أن يحدث أن عنايته ترتب لك أن تجوز في شدائد وآلام ولكن ما تظنه مضاداً لك وضاراً بك، يتأكد بعد ذلك أنه لخير ومنفعة نفسك. فإذا رغبت أن تعيش في العالم وتكون غنياً، فيقابلك سوء الحظ وعدم التوفيق وحينئذٍ تبتدئ أن تفكر في نفسك وتقول: ” لأني لم أصب نجاحاً في العالم، هل أتركه وأتخلى عن كل شيء وأعبد الله”، وبعد أن تصل إلى هذه النقطة فإنك تسمع الوصية قائلة ” بع كل مالك” (مت21:19) ” وأرذل كل تعلقات جسدية واخدم الله”. حينئذٍ تبتدئ تشكر الله لأجل عدم توفيقك ونجاحك في العالم وتقول في نفسك “لأني بسبب هذا صرت مطيعاً لوصية المسيح”. حسناً إذن، فإنه بسبب الأمور الخارجية قد تغيّر ذهنك ورفضت العالم والارتباطات الجسدية، لذلك يليق بك أيضاً أن تتغير في الذهن من الحكمة الجسدية إلى الحكمة السماوية. وبعد ذلك تبتدئ أن تميّز صوت الحكمة السماوية الذي تسمعه وتتعلمه في داخلك ولا تهدأ وتسكت بل تهتم وتجتهد لتحقيق ما قد سمعته. الرب يتحدث إليك : 8 ـ وحينما تظن أنك قد أتممت كل شيء برفضك للعالم، فإن الرب يتحدث إليك قائلاً ” لماذا تفتخر؟ ألم أخلق أنا جسدك ونفسك؟ ألم أخلق الذهب والفضة؟ ماذا فعلت أنت” وحينئذٍ تبتدئ النفس تعترف للرب وتتوسل إليه وتقول ” كل الأشياء هي لك والبيت الذي أسكن فيه هو لك. ثيابي لك. ومنك أنال طعامي، ومنك أحصل على كل احتياجاتي”. حينئذٍ يجيب الرب قائلاً: ” أشكرك. هذه الخيرات كلها هي لك أنت. والإرادة الصالحة هي إرادتك، وبسبب محبتك لي وإلتجائك إلى، تعال، فإني سأعطيك ما لم تحصل عليه قبلاً، ولا يمتلكه الناس على الأرض. خذني لك، أنا ربك، لأكون مع نفسك. لكي تكون دائماً معي في فرح وابتهاج”. النفس عذراء للرب : 9 ـ وكما أن المرأة التي تقترن بزوج تُحضر كل ما تملك وكل مهرها، ومن شدة محبتها تضع بين يدي زوجها كل شيء قائلة له “ليس لي شيء خاص ملكي. كل ما أملك هو لك. مهري لك وأيضاً نفسي وجسدي لك”. هكذا أيضاً النفس الحكيمة هي عذراء للرب، إذ لها شركة مع الروح القدس. ولكن كما أن الرب، حينما جاء على الأرض تألم وصُلب، هكذا ينبغي أيضاً أن تتألم معه. لأنك حينما تترك العالم وتبتدئ تطلب الله وتصير ذا تمييز، فحينئذٍ ستجد نفسك في حرب مع طبيعتك في عاداتها وعوائدها القديمة التي قد نمت معك. وفي حربك ضد هذه العادات، فإنك تكتشف أفكاراً مضادة لك وتحارب عقلك، وهذه الأفكار تحاول أن تجرك وتجعلك منشغلاً مرة أخرى بالعالم المادي الذي خرجت منه سابقاً وتركته. النعمة تقودك في الشدائد : وحينئذٍ تبتدئ أن تقاتل وتحارب في الحرب واضعاً أفكار في مواجهة أفكار، وعقل في مواجهة عقل، ونفس ضد نفس، وروح ضد روح. وبكلمة مختصرة فإن النفس تكون في آلام وتعب. 10 ـ لأنه تنكشف هناك قوة ظلام خفية خبيثة، مختبئة في القلب. ولكن الرب يكون قريباً جداً من نفسك وجسدك وهو يرى قتالك، ويضع في داخلك أفكاراً سماوية خفية، ويبتدئ أن يعطيك راحة في الداخل ولكنه يسمح بتقويم وتهذيب نفسك والنعمة نفسها توجهك في كل هذه الشدائد. وهى التي تقودك. وحينما تصل إلى الراحة فإن النعمة تعلن نفسها لك وتوضح لك أنه من أجل منفعتك قد سمحت لك بهذه الآلام لتدريبك. فكما يحدث حينما يكون لرجل غنى ابن صغير ويحضر لهذا الابن مربياً لتهذيبه. فلفترة من الوقت يؤدبه بالضربات والجروح والجلدات، وتبدو الضربات ثقيلة جداً إلى أن يصير الولد إلى النضج والرجولة، فإنه حينئذٍ يبتدئ أن يشكر المربى الذي علمه. هكذا أيضاً فإن النعمة تؤدبك بتدبير الله وتربيك إلى أن ” تصل إلى إنسان كامل” (أف13:4). 11 ـ إن الفلاح يلقى البذار في كل ناحية، والذي يغرس كرماً يشتهى أن كل غصن فيه يحمل ثماراً. لذلك يستعمل منجل التشذيب لتنقية الأغصان، وحينما لا يجد ثمراً بعد ذلك فإنه يحزن. هكذا أيضاً الرب يريد أن تُزرع كلمته في قلوب الناس. ولكن كما أن الفلاح يحزن على الأرض التي لا تُثمر، هكذا يحزن الرب على القلب الذي لا يعطى ثمراً. وكما أن الرياح تهب في جميع الاتجاهات على كل الخليقة، وكما أن الشمس تضئ الكون كله، هكذا فإن الله هو في كل مكان، وتجده في كل مكان. فإن طلبته في السماء فإنه موجود في أفكار الملائكة. وإن طلبته على الأرض فإنه موجود أيضاً في قلوب الناس. ولكن قليل بين الكثيرين من المسيحيين هم الذين يرضونه. والمجد والعظمة للآب والابن والروح القدس. آمين العظة الثالثة والثلاثون الصلاة بانتباه ” ينبغي أن نصلى لله بلا انقطاع وبانتباه “. كيف نصلى : 1 ـ ينبغي أن نصلى، ليس بحسب أي عادة جسدية، ولا بعادة رفع الصوت والصراخ، ولا بعادة الصمت، أو إحناء الركب. بل ينبغي أن يكون لنا عقل منتبه وبهدوء ورزانة ننتظر الله ونتوقعه، إلى أن يأتي إلينا ويفتقد النفس من خلال كل مخارجها ومسالكها وحواسها. وهكذا فإننا حينئذٍ نكون صامتين حينما ينبغي الصمت، ونصلى بصوت مرتفع حينما ينبغي ذلك، ونصلى بصراخ ما دام العقل مشدوداً بقوة نحو الله. وكما أن الجسد حينما يقوم بأي عمل، فإنه يكون منشغلاً تماماً بهذا العمل وكل أعضاؤه يساعد بعضها بعضاً، كذلك فلتكن النفس مُقدمةً ومُعطاةً للرب تماماً بالصلاة والمحبة نحو الرب. ولا تتشتت وتُحمل بواسطة أفكارها، بل تسعى بكل طاقتها وتجمع نفسها مع كل أفكارها مصممة على انتظار المسيح ملازمة إياه. 2 ـ وهكذا فإنه سيشرق عليها، ويعلّمها الصلاة الحقيقية. معطياً إياها الصلاة الروحانية النقية، والتي تليق بالله، ” والسجود الذي هو بالروح والحق” (يو24:4)، ولكن كما أن الإنسان الذي يشتغل بالتجارة لا يكتفي بطريقة واحدة للحصول على المكسب بل يمتد بكل طريقة ليضاعف أرباحه، ويزيدها، ويجرّب وسيلة بعد أخرى، ثم يجرى محاولات أخرى، محترساً فقط مما لا ربح فيه. بل إنه يجرى إلى ما فيه الربح الأكثر، هكذا نحن أيضاً فلنعد أنفسنا بكل مهارة وبكل قدرة على الحركة والنشاط من جميع الجوانب لكي نربح الربح الحقيقي العظيم، أي الله نفسه، الذي يعلّمنا كيف نصلى بالحق. وبهذه الطريقة فإن الرب يحل على النفس ذات القصد الصالح، جاعلاً إياها عرشاً لمجده ويجلس ويستريح عليها. وهذا ما سمعناه من النبى حزقيال عن الخلائق الروحانية التي كانت مربوطة بمركبة الرب. وهو يُظهرها لنا كأنها كلها عيوناً. وبطريقة مشابهة فإن النفس التي تحمل الله أو بالأحرى يحملها الله فإنها تصير كلها عيوناً. سكنى المسيح في النفس : 3 ـ وكما أن البيت الذي يوجد سيده في داخله يكون مملوءً بالتنسيق والجمال والانسجام، هكذا النفس التي يكون ربها ساكناً معها، ومقيماً فيها، فإنها تمتلئ بكل جمال ونعمة. إذ يكون لها الرب بكل كنوزه الروحية ساكناً فيها وهو الذي يقودها ويوجّه حركتها. ولكن الويل للبيت الذي لا يكون سيده فيه. إذ يكون مقفراً خرباً ويمتلئ من كل قذارة وفوضى وهناك كما يقول النبى تسكن ” وحوش القفر والشياطين” (إش14،13:34 السبعينية). وفي البيت المهجور توجد القطط والكلاب وكل نجاسة. الويل إذن للنفس التي لا تقوم من سقوطها الفادح، ولا تقبل في داخلها رب البيت الصالح، الذي هو المسيح ليسكن فيها، بل تبقى في نجاستها ويظلّ في داخلها أولئك الذين يقنعونها ويجبرونها على معاداة عريسها، وراغبين أن يفسدوا أفكارها بعيداً عن المسيح. 4 ـ ولكن حينما يرى الرب أن النفس تجمع ذاتها بأقصى طاقتها، وتطلبه دائماً منتظرة إياه ليلاً ونهاراً، وتصرخ إليه، كما أوصى الرسول أن ” نصلى بلا انقطاع” (1تس7:5) فإنه ” ينصفها” (لو 17:18)، مطهراً إياها من الشر الذي في داخلها. وهو ” سيحضرها لنفسه ” عروساً” لا دنس فيها ولا غضن ” (أف27:5). انظر إلى ذاتك : فإن كنت تؤمن وتصدق بأن هذه الأشياء صحيحة كما هي في الحقيقة، فانظر إلى ذاتك جيداً، إن كانت نفسك قد وجدت النور الذي يرشدها والطعام والشراب الحقيقي، الذي هو الرب. فإذا لم تكن قد وجدت، فأطلب ليلاً ونهاراً لكي تنال. وحينما ترى الشمس (الطبيعية) فأطلب الشمس الحقيقية إذ أنك أعمى. وحينما تنظر النور (الطبيعي)، فانظر إلى داخل نفسك، هل قد وجدت النور الحقيقي الصالح؟ لأن كل الأشياء المنظورة للحواس هي ظل للأمور الحقيقية الخاصة بالنفس. فإنه يوجد في داخلنا إنسان آخر غير هذا الإنسان المنظور، وتوجد عيون داخلية قد أعماها الشيطان وآذان قد أصمّها. ويسوع قد جاء لكي يجعل هذا الإنسان الداخلي صحيحاً معافي. له المجد والقدرة، مع الآب والروح القدس إلى الأبد. آمين. العظة الرابعة والثلاثون تمجيد الأجساد في القيامة بخصوص المجد الذي سيُوهب لأجساد المسيحيين في القيامة وكيف ستضيء أجسادهم مع نفوسهم. قيامة النفس أولاً ورؤيتها لمجد اللاهوت : 1 ـ كما أن العيون الجسدية ترى كل شيء بوضوح، هكذا نفوس القديسين ينكشف لها جمال اللاهوت ويصير ظاهراً لها وينجذب المسيحيون في تأمل محاسن اللاهوت والتفكير فيها. ولكن مجد اللاهوت هذا إنما هو مُخفي عن العيون الجسدية، وهو يُكشف بوضوح للنفس المؤمنة ـ النفس التي كانت ميتة ـ والتي يقيمها الرب من الخطية، كما أقام الأجساد المائتة أيضاً، وهو يعد لها “سماء جديدة” و” أرضاً جديدةً” (رؤ1:21) وشمساً للبر، معطياً للنفس كل شيء من لاهوته. فهناك عالم حقيقي وأرض حية، وكرمة مثمرة، وخبز الحياة، وماء حي، كما هو مكتوب ” إني أؤمن بأن أرى خيرات الرب في أرض الأحياء” (مز13:27)، وأيضاً ” ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها” (ملاخى2:4). وأيضاً الرب نفسه يقول ” أنا هو الكرمة الحقيقية” (يو1:15). وأيضاً ” أنا هو خبز الحياة” (يو35:6) وأيضاً ” كل من يشرب من الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” (يو14:4). 2 ـ لأن مجئ الرب كان كله لأجل الإنسان ـ الإنسان الذي كان مطروحاً ميتاً في قبر الظلمة والخطية والروح النجس والقوات الشريرة ـ لكي يقيم الإنسان ويحييه في هذه الحياة الحاضرة ويطهره من كل سواد وظلمة، وينيره بنوره الخاص، ويُلبسه ثوبه الخاص، أي الثوب السماوي الذي هو ثوب اللاهوت. تمجيد الأجساد التي أُقيمت نفوسها : ولكن في قيامة الأجساد، التي سبق أن أُقيمت نفوسها قبلاً وتمجدت، فإن الأجساد أيضاً تتمجد حينئذٍ مع النفوس، وتستنير بالنفس التي قد استنارت وتمجّدت في هذه الحياة الحاضرة لأن الرب هو بيتهم وخيمتهم ومدينتهم. وهم يلبسون مسكناً من السماء “غير مصنوع بأيدي” (2كو1:5)، وهو مجد النور الإلهي إذ قد صاروا أبناء النور. وهم لن ينظروا إلى بعضهم البعض بعين شريرة، لأن الشر نُزع منهم. وهناك ” لا يوجد ذكر وأنثى ولا عبد وحر” (غل28:3). لأن الجميع يتغيّرون إلى طبيعة القداسة الإلهية ويصيرون ذوى صلاح وخير، وآلهة وأبناء لله. هناك يخاطب الأخ أخته بسلام بلا خجل أو تشويش، لأن الكل واحد في المسيح ويستريحون في النور الواحد. والواحد ينظر إلى الآخر وفي نظره يضئ بالحق، في التأمل الحقيقي للنور الذي لا يُعبّر عنه. أمجاد تفوق كل تعبير : 3 ـ وهكذا بأشكال كثيرة، وأمجاد إلهية كثيرة متنوعة ينظرون بعضهم بعضاً وكل منهم ينذهل ويفرح ” بالفرح الذي لا يُنطق به” (1بط8:1) إذ ينظرون مجد بعضهم البعض. انظر كيف أن أمجاد الله تفوق كل تعبير ونُطق وتفوق كل فهم فهي أمجاد النور الذي لا يُعبّر عنه والأسرار الأبدية وخيرات لا تُعد ولا تُحصى. وكما أنه في عالم الحواس يستحيل على أي إنسان أن يدرك عدد نباتات الأرض، أو البذور أو أنواع زهور الأرض ولا يقدر إنسان واحد أن يقيس أو يفهم غنى الأرض كلها، وكذلك في البحر لا يستطيع إنسان أن يحصى الكائنات الحية التي فيه بكل أنواعها واختلافاتها أو أن يقيس مياه البحر واتساعه وعمقه. وكذلك في الهواء لا يستطيع أحد أن يعرف عدد الطيور، أو أنواعها وأجناسها، وأيضاً لا يستطيع أن يفهم عظمة السماء ويدرك مواقع النجوم ومساراتها، هكذا أيضاً فإنه يستحيل أن ننطق أو نصف غنى المسيحيين الذي لا يُقاس ولا تستطيع أن تدركه العقول. لأنه إن كانت تلك المخلوقات لا عدد لها ولا حصر ولا يستطيع أن يدركها عقل إنسان تماماً، فكم بالحري يكون ذلك الذي خلقها وأعدها! لذلك ينبغي على كل واحد بالحري أن يفرح جداً ويُسرّ لأن مثل هذا الغنى ومثل هذا الميراث، قد أُعد للمسيحيين، حتى أنه لا يستطيع أحد أن ينطق به أو يشرحه شرحاً كافياً. بل بكل اجتهاد واتضاع ينبغي أن نسير في الجهاد المسيحي وننال ذلك الغنى. لأن ميراث المسيحيين ونصيبهم هو الله نفسه. كما يقول النبى ” الرب هو نصيب ميراثي وكأسى” (مز5:16). والمجد لذلك الذي يعطى نفسه ويُشرك نفوس المسيحيين في قداسة طبيعته إلى الأبد آمين العظة الخامسة والثلاثون السبت القديم والسبت الجديد 1 ـ في ظل الناموس الذي أُعطى بواسطة موسى، أمر الله بأن كل إنسان ينبغي أن يستريح يوم السبت ولا يعمل شيئاً. وكان هذا رمزاً وظلاً للسبت الحقيقي الذي يعطيه الرب للنفس. لأن النفس التي قد مُنح لها أن تصير حرة من الأفكار المنحطة النجسة، فإنها تحفظ السبت الحقيقي وتتمتع بالراحة الحقيقية، إذ تكون عاطلة وفي فراغ فيما يخص أعمال الظلمة. ففي السبت الرمزي، رغم أنهم كانوا يستريحون راحة جسدية، إلاّ أن نفوسهم كانت مستعبدة للشرور والخطايا. وأما هذا السبت الحقيقي، فهو راحة حقيقية، إذ تكون النفس عاطلة عن غوايات الشيطان ومُطهرة منها، وتستريح في الراحة الأبدية وفرح الرب. 2 ـ وكما أمر الله (في القديم) أن الحيوانات غير العاقلة أيضاً ينبغي أن تستريح في البيت، وأن الثور لا ينبغي أن يُوضع عليه النير وألاّ يحمل الحمار أثقالاً ـ فإنه حتى الحيوانات كانت تستريح من الأعمال الثقيلة ـ هكذا حينما أتى الرب وأعطى السبت الحقيقي الأبدي، فقد أعطى راحة للنفس التي كانت مُثقلة ومُحملة بأحمال الإثم الثقيلة والأفكار النجسة، وكانت تعمل تحت نير واضطرار أعمال الإثم لأنها كانت مُستعبدة لسادة قساة، فأراحها من أثقالها التي يعسر حملها، أراحها من الأفكار الباطلة والنجسة، ونزع عنها النير القاسي، نير أعمال الإثم وأراح النفس التي كانت مُتعبة ومُثقلة بأفكار وغوايات النجاسة.. تعالوا إلى… وأنا أريحكم: 3 ـ إن الرب يدعو الإنسان إلى الراحة قائلاً ” تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم” (مت28:11). وكل النفوس التي تطيع هذه الدعوة وتقترب إليه، فإنه يريحهم من كل هذه الأفكار الثقيلة المُتعبة والنجسة ويصيرون أحراراً من كل شر ويحفظون السبت الحقيقي المُبهج المقدس، ويعيدون عيد الروح، عيد الفرح والبهجة التي تفوق الوصف، ويقدمون خدمة نقية مرضية لله من قلب نقى. هذا هو السبت الحقيقي المقدس. لذلك فلنتوسل إلى الله لكي ” ندخل إلى هذه الراحة” (عب11:4)، ولكي نصير أحراراً من الأفكار المنحطة والشريرة والباطلة ، لكيما نستطيع أن نخدم الله من قلب نقى ونعيّد عيد الروح القدس. وطوبى للإنسان الذي يدخل إلى تلك الراحة. والمجد لمن هذه هي مسرته، أي الآب والابن والروح القدس، إلى الأبد آمين العظة السادسة والثلاثون درجات النعمة والمجد عن قيامة النفوس وقيامة الأجساد وأنواع مجد الذين يقومون. 1 ـ إن قيامة النفوس المائتة تحدث الآن في هذه الحياة، وأما قيامة الأجساد فتحدث في ذلك اليوم (الأخير). وكما أن النجوم جميعها ثابتة في السماء إلاّ أنها ليست جميعها متساوية، بل يختلف الواحد عن الآخر في اللمعان والحجم (1كو14:15)، هكذا الأمور الروحانية فإنه يوجد بها درجات من التقدم ” بحسب مقدار الإيمان بالروح الواحد نفسه” (رو3:12، 1كو9:12)، إذ يكون واحد أكثر غنى من الآخر. والكتاب يقول ” إن من يتكلم بلسان.. يتكلم بروح الله” (1كو2:14). فهو إنسان روحاني يكلم الله. ” وأما الذي يتنبأ فيبنى الكنيسة” (1كو4:14) وهذا الأخير عنده قدر أكبر من النعمة. فالأول يبنى نفسه فقط، أما الثاني فإنه يبنى الكنيسة أيضاً. وهذا يُشبه حبة الحنطة التي تُزرع في الأرض. فنفس الحبة في نفس الأرض تنتج حبوباً كثيرة ومختلفة. وأيضاً سنابل القمح بعضها كبير والبعض الآخر صغير ولكن كلها تُجمع معاً إلى بيدر (جرن) واحد، وإلى مخزن واحد. ورغم أن الحبوب مختلفة إلاّ أنه يُصنع منها خبز واحد. 2 ـ وكما أنه يوجد في المدينة جموع من الناس، بعض منهم أطفال والبعض رجال والبعض شبان أحداث ولكنهم جميعاً يشربون من ينبوع واحد ويأكلون من خبز واحد ويستنشقون هواء واحد؛ أو في حالة المصابيح فهناك مصباح له فتيلتين وآخر له سبعة، ولكن حيثما تكون فتائل النور أكثر عدداً فهناك تكون الإضاءة أكثر. هكذا كل الذين هم في النور لا يمكن أن يكونوا في الظلمة، ولكن توجد بينهم درجات مختلفة في النور. وإذا كان لأب ابنان أحدهما طفل والآخر شاب، فإنه يرسل الشاب إلى المدن والبلاد الغريبة، أما الطفل فإنه يحفظه دائماً تحت رعايته لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً. والمجد لله آمين العظة السابعة والثلاثون الفردوس والناموس الروحاني الفردوس : 1 ـ ” محبة العالم عداوة لله كما هو مكتوب” (يع4:4) لهذا السبب فإن الكتاب المقدس يوصى كل واحد ” أن يحفظ قلبه بكل اجتهاد” (أم 23:4)، فعندما يحفظ الإنسان الكلمة في داخله مثل فردوس، فإنه يتمتع بالنعمة ولا ينصت إلى الحية التي تحاول أن تتحرك في الداخل وهى التي توحي بأشياء تقود إلى اللذة والتي بها يتولّد الغضب الذي يذبح الأخ، والنفس التي تخضع لهذه الشرور تموت. ولكن بالأحرى يجب على النفس أن تُنصت للرب الذي يقول “احرص على الإيمان والرجاء اللذان تتولد منهما محبة الله ومحبة القريب، هذه المحبة التي تعطى حياة أبدية”. إلى هذا الفردوس دخل نوح، حافظاً الوصية ومُطيعاً للرب، وبالمحبة أُنقذ من الغضب. وإبراهيم بحفظه لهذا الفردوس سمع صوت الله. وموسى بحفظه لهذا الفردوس نال المجد منعكساً على وجهه، وبالمثل فإن داود بحفظه لهذا الفردوس جاهد فهزم أعداءه. أما شاول أيضاً فطالما كان يراقب قلبه فإنه كان ينجح، ولكن حينما تعدى أخيراً، فإنه رُفض. فإن كلمة الله تأتى إلى كل واحد بمقدار. وعلى قدر ما يتمسك الإنسان بالكلمة ويحفظها فإنها تحفظه وتمسك به وتحرسه. 2 ـ لهذا السبب فإن جماعة الأنبياء القديسين والرسل والشهداء، حفظوا الكلمة في قلوبهم غير مهتمين بشيء آخر بل احتقروا الأرضيات وثبتوا في وصية الروح القدس وفضلوا محبة الله بالروح وخيرات الروح على كل شيء آخر، وذلك ليس بالكلام فقط أو مجرد المعرفة، بل بالقول والفعل والممارسة الحقيقية في كل الأشياء، فاختاروا الفقر بدلاً من الغنى، والعار والإهانة بدلاً من المجد والافتخار، والآلام بدلاً من اللّذة والتنعم، ولهذا السبب أيضاً نالوا المحبة بدلاً من الغضب. المحبة والغفران للمسيئين : لأنهم كما أبغضوا لذّات هذه الحياة، فإنهم أحبوا أولئك الذين يغتصبون منهم أشياء هذه الحياة، كأنهم يعاونونهم في تحقيق الهدف غير مميزين بين الصالح والشرير. فهم لم يتحولوا عن الصالحين ولا هم يتهمون الأشرار، إذ أنهم يعتبرون الجميع كسفراء لعناية وتدبير ربهم، لذلك فإنهم يراعون الجميع بمحبة وإشفاق. وحينما سمعوا الرب يقول ” اغفروا يُغفر لكم” (لو37:6) فإنهم حينئذٍ اعتبروا أولئك الذين أساءوا إليهم كفاعلي خير لأنهم أعطوا لهم الفرصة لينالوا الغفران لنفوسهم ، وحينما سمعوا الرب يقول أيضاً ” وكما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم هكذا أيضاً بهم” (مت12:7)، حينئذٍ بدأوا أن يحبوا الصالحين بحسب الضمير. وإذ تركوا برّ أنفسهم وطلبوا برّ الله فإنهم وجدوا المحبة متضمنة فيه بطريقة طبيعية. 3 ـ لأن الرب، عندما أعطى وصايا كثيرة عن المحبة فإنه أوصانا أن نطلب ” بر الله” (مت33:6) لأنه يعرف أنه (أى برّ الله) هو والد المحبة، فلا يوجد طريق آخر به نتمّم خلاصنا إلاّ عن طريق قريبنا، كما أوصى قائلاً:” اغفروا يُغفر لكم” هذا هو القانون الروحاني الذي كُتب في القلوب المؤمنة وهو ” تكميل الناموس الأول” (رو 10:13) لأنه يقول ” لم أتِ لأنقض الناموس بل لأكمّل” (مت17:5)، وكيف كمّل الناموس؟. دعني أخبرك : فإذا حدث خطأ من إنسان، فإن الناموس الأول كان يدين بالأكثر الذي وُجه إليه الخطأ: ” لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك” (رو1:2)، والناموس يقول هكذا ” في وسط الدينونة، دينونة، وفي وسط الغفران، غفران” (تث8:17 السبعينية). 4 ـ لذلك فإن المغفرة هي تكميل الناموس ـ وقد سميناها الناموس الأول، ليس لأن الله وضع ناموسين للناس، بل ناموس واحد، وهو روحاني في طبيعته. ولكن من جهة المجازاة فهو يعطى كل واحد الجزاء العادل، فيعطى المغفرة لمن يغفر، ويدين الذي يدين. كما يقول في المزمور “ومع الطاهر تكون طاهراً، ومع الأعوج تكون ملتوياً” (مز26:18)، لذلك فإن أولئك الذين يتممون الناموس روحانياً، وبقدر نوالهم النعمة، يحبون محبة روحانية، ليس أولئك الذين يفعلون بهم خيراً فقط، بل أيضاً أولئك الذين يعيرونهم ويضطهدونهم، وهم يتطلعون لنوال مكافأة الصالحات. وأقول الصالحات ليس لأنهم غفروا الإساءات التي وُجهت إليهم، بل لأنهم فعلوا أيضاً خيراً لنفوس الذين أساءوا إليهم. لأنهم قدموهم إلى الله باعتبارهم الوسيلة التي بها تمموا وحصلوا على التطويب القائل ” طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين” (مت11:5). 5 ـ وهم قد تعلّموا أن يفكروا هكذا بواسطة ناموس روحاني، وإذ هم يحتملون ويحتفظون بموقف الوداعة الداخلية، فإن الرب إذ ينظر إلى القلب وهم يحاربون، وينظر المحبة التي لم تفتر، فإن الرب ينقض حائط السياج المتوسط (أف14:2). ويطرحون كل بغضة عنهم وتكون النتيجة أن حبهم لم يعد بالاضطرار والتغصب بل يكون براحة وفرح. إن الرب يقيد السيف المتقلب الذي يحرك الأفكار. وبعد ذلك تدخل الأفكار إلى ما داخل الحجاب حيث دخل يسوع ” كسابق لأجلنا” (عب 19:6). وتتمتع بثمار الروح بفرح . وإذ ينظرون الأمور الآتية مكشوفة في داخل القلب بثبات ، وليس في “مرآة ولغز” (1كو12:13) كما يقول الرسول، فإنهم يقولون ” ما لم تره عين وما لم تسمع به إُذن وما لم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه” (1كو9:2). معرفة ما لم يخطر على قلب بشر : 6ـ سؤال: إن كانت هذه الأشياء لم تخطر على قلب إنسان، فكيف أمكنك أن تعرفها خصوصاً وأنك تعرف ما يقوله سفر الأعمال ” نحن بشر تحت الآلام مثلكم” (أع15:14). جواب: حسناً أنصت إلى الجواب الذي يعطيه بولس لهذا السؤال إذ يقول ” ولكن الله أعلنها لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله” (1كو10:2). ولكن لئلا يقول أحد إن الروح قد أُعطى لهم لأنهم رسل فقط، وإننا نحن لا نستطيع أن نناله، فإنه يقول في مكان آخر مصلياً ” لكي يعطيكم أبو ربنا يسوع المسيح أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم” (أف17،16:3) ويقول أيضاً ” أما الرب فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرية” (2كو17:3). وأيضاً ” إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس للمسيح” (رو9:8). شركة الروح القدس : 7 ـ لذلك فلنصل ونتوسل لكيما نشترك في الروح القدس بملء الثقة والاختبار، ولكي ما ندخل إلى المكان الذي خرجنا منه ولكي تُطرد عنا من الآن فصاعداً تلك الحية التي هي أب الغضب الذي يوحى بالمجد الباطل وهو روح الحزن والفشل والتذمر. فلنصل لكي نحصل على إيمان ثابت فنستطيع أن نحفظ وصايا الرب وننمو فيه ” إلى إنسان كامل إلى قياس القامة الناضجة” (أف13:4)، لكي لا يعود يتسلط علينا خداع هذا العالم، بل نكون في ملء ثقة الروح، ولا يعود ينقصنا الإيمان بأن نعمة الله تُسرّ بقبول الخطاة حينما يتوبون. فإن ما يُعطى بالنعمة لا يُقاس بالمقارنة مع الضعف السابق ” وإلاّ فليست النعمة بعد نعمة” (رو6:11). بل إذ نؤمن بالله الكلّى القدرة، نأتي بقلب بسيط غير قلق أو موسوس ـ نأتي إليه فهو الذي يعطى بالإيمان نعمة الاشتراك في الروح وليس بواسطة المقارنة بأعمال الطبيعة البشرية لأنه يقول ” لقد أخذتم الروح ليس بأعمال الناموس بل بخبر الإيمان” (غل2:3). معنى خمس كلمات بذهني : 8 ـ سؤال: ما معنى الآية التي تقول ” ولكن في كنيسة أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهنى” (1كو19:14)؟ جواب: إن كلمة كنيسة تُفهم بطريقتين: الجماعة أي جماعة المؤمنين ثم اجتماع النفس معاً. فحينما تُفهم الكلمة على الشخص الإنساني يكون المقصود هو الإنسان ككل متكامل معاً. وهنا تكون خمس كلمات تعنى مجموع الفضائل التي تبنى الإنسان كله بطرق متنوعة. فكما أن الذي يتكلم في الرب يفهم كل حكمة بكلماته الخمس، هكذا الذي يطيع الرب فإنه يبنى كل تقوى بواسطة الفضائل الخمسة. هم خمسة ولكنهم يشملون الجميع: الأولى، الصلاة ثم التعفف، ثم البذل والعطاء، ثم الفقر الاختياري والصبر. وهذه إذ تُتمم باشتياق وقصد ثابت فإنها كلمات النفس التي ينطقها الرب والتي تُسمع في القلب. إن الرب يعمل، ثم الروح يتكلم بدون صوت، والقلب يتمم جهراً وظاهراً ما يشتاق ويرغب. 9ـ ولكن كما أن هذه الفضائل تشتمل على كل الفضائل الأخرى، هكذا أيضا فإنها تتوالد من بعضها البعض. فإذا نقصت الأولى، تسقط الباقية. وبالمثل فإنه بواسطة الثانية يتبعها البقية وهكذا. لأنه كيف يصلى الإنسان بدون أن يكون تحت فاعلية الروح؟ والكتاب يشهد معي هنا حينما يقول ” لا يستطيع أحد أن يقول يسوع رب إلاّ بالروح القدس” (1كو3:12) وأيضاً كيف يستمر الإنسان في التعفف بمثابرة بدون الصلاة وبدون معونة ونعمة؟ والذي هو غير متعفف، كيف يصنع رحمة ويعطى الجياع والمتضايقين؟ والذي لا يصنع رحمة ويُحسن لن يقبل الفقر باختياره. وأيضاً فإن الغضب هو قريب وصديق لمحبة المال والطمع سواء كان الإنسان يملك المال أو لا يملكه. ولكن الإنسان الفاضل هو الذي يُبنى ليكون كنيسة ليس بسبب ما فعله بل بسبب ما اشتاق إليه واشتهاه، فالذي يخلص الإنسان ليس هو عمله الخاص، بل يخلصه ذلك الذي يمنحه القوة. لذلك إن كان أحد يحمل “سمات الرب” (غل17:6)، فلا يظن نفسه عظيماً، حتى لو كان قد نجح في كل عمل. بل لينظر فقط إلى المحبة التي في قلبه واهتمامه واجتهاده أن يعمل. لذلك لا تظنوا أنكم قد سبقتم الرب بفضيلتكم وذلك بحسب المكتوب ” إنه هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة” (في13:2). بماذا يوصينا الكتاب المقدس ؟ : 10 ـ سؤال: إذن فما الذي يوصى به الكتاب الإنسان أن يفعله؟ جواب: سبق أن قلنا إن الإنسان عنده الاستعداد بطبيعته أن يرغب وأن يشتاق. وهذا ما يطلبه الله. لذلك فإن الله يأمر أن الإنسان ينبغي أن يعرف ويعتبر. وحينما يعتبر، ينبغي أن يحب وأن يجتهد بإرادته. ولكن لكي ينشط العقل ويتحرك ويتحمل التعب أو لكي يكمل العمل فهذا يحتاج إلى نعمة الله. وهذا ما تمنحه النعمة للإنسان الذي يرغب ويؤمن. لذلك فإن إرادة الإنسان هي مثل أداة في طبيعة الإنسان. وحينما لا تكون الإرادة حاضرة، فإن الله نفسه لا يفعل شيئاً، رغم أنه يستطيع أن يفعل، وذلك بسبب حرية إرادة الإنسان. إن عمل الروح الفعّال يتوقف على إرادة الإنسان. ومن الجهة الأخرى إذا كنا نعطى ونقدم له كل إرادتنا، فإنه ينسب كل العمل إلينا. عجيب هو الله في كل الأشياء وهو فائق جداً فوق كل إدراكنا. ولكننا نحن البشر نسعى لشرح بعض عجائبه وأعماله مستندين على الكتاب المقدس، أو متعلمين منه، فإنه يقول ” من عرف فكر الرب” (رو34:11). ولكن هو نفسه يقول ” كم مرة أردت أن أجمع أولادك .. وأنتم لم تريدوا” (مت37:23). ولذلك فنحن نؤمن أنه هو الذي يجمعنا ولا يطلب منا شيئاً سوى أن نريد ونرغب. ولكن ما هو الذي يُثبت ويُظهر الإرادة إلاّ العمل الذي يعمل باختيار وحرية؟ 11ـ لأنه كما أن الحديد يُستعمل في نشر الخشب أو كفأس للقطع أو كمحراث للحرث والزراعة، ولكن يوجد إنسان هو الذي يحركه ويقوده، وحينما يتقادم ويبلى بالاستعمال فإنه يوضع في النار ويُشكل من جديد كأدوات كل منها حسب استعمالها. هكذا أيضاً فإن الإنسان حينما يتعب ويُجهد جداً في عمل ما هو صالح ـ مع أن الرب هو الذي يعمل فيه في الخفاء في هذا التعب ـ فإن الرب يعزى قلبه ويجدده كما يقول النبى: ” هل تفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده” (إش15:10). وهكذا بالمثل في حالة الشر حينما يطيعه الإنسان ويجعل نفسه مستعداً له، فحينئذٍ يجذبه الشيطان ويسنه كما يسن اللص سيفه. لقد شبهنا القلب بالحديد بسبب قلة حساسيته للأشياء وشدة قسوته. ولكن لا ينبغي أن نجهل، مثل الحديد الذي لا يحس ـ ذلك الذي يمسك بنا (لأننا لو كنا نحس فإننا لم نكن نتحول هكذا سريعاً من كلمته المغروسة فينا إلى أفكار الشرير)، بل بالأحرى نكون كالثور والحمار أي أن نعرف ذلك الذي يقودنا ويوجهنا في طريقه بحسب مسرته لأنه مكتوب: ” الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرفني” (إش3:1). لذلك فلنصلى طالبين نوال معرفة الله، ولكي نتهذب في الناموس الروحانى لحفظ وصاياه المقدسة، ممجدين الآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين العظة الثامنة والثلاثون المسيحيون بالحق الأمر يحتاج إلى دقة عظيمة وفهم كبير لتمييز من هم المسيحيون بالحق. تمييز المسيحيين بالحق: 1ـ إن كثيرين من الذين يظهرون أنهم أبرار يُحسبون أنهم مسيحيون ويليق لذوى المعرفة والاختبار أن يختبروا ويروا إن كان مثل هؤلاء الأشخاص لهم علامة وصورة الملك بالحقيقة، حتى لا يكونوا أشخاصاً مزيفين أو عمالاً مزيفين يعملون أعمال ذوى الخبرة والمعرفة ويُدهش منهم العمال المهرة وينتقدونهم، ولكن الناس الذين ليسوا ذوى خبرة لا يستطيعون أن يمتحنوا ويكشفوا ” الفعلة الماكرون” (2كو13:11)، حيث إن هؤلاء أيضاً يلبسون شكل النُساك أو المسيحيين لأنه حتى الرسل الكذبة تعرضوا لبعض الآلام لأجل المسيح وبشروا بملكوت السموات. لهذا السبب يقول الرسول: ” في الأتعاب أكثر في الضربات أوفر، في السجون أكثر” (2كو23:11) قاصداً بذلك أن يُظهر أنه قد تألم أكثر منهم. 2 ـ إن الذهب يُكتشف بسهولة أما اللآلئ والأحجار الكريمة التي تليق بتاج الملك فهي نادرة الوجود وأحياناً فإن ما يُوجد منها لا يكون مناسباً، هكذا أيضاً المسيحيون فإنهم يُصاغون ويُشكّلون ويُطعمون في إكليل المسيح لكي يكون لهم شركة مع القديسين. فالمجد لذلك الذي هكذا أحب تلك النفس وتألم لأجلها وأقامها من الموت. ولكن كما أن البرقع كان موضوعاً على وجه موسى لكي لا ينظر الشعب إلى وجهه، هكذا أيضاً الآن فإن هناك برقع موضوع على قلبك لكي لا تتطلع إلى مجد الله وتراه. ولكن حينما يُنزع هذا البرقع، فإن (المسيح) يضئ ويُظهر نفسه للمسيحيين، أي لأولئك الذين يحبونه ويطلبونه بالحق كما يقول: ” أُظهر له ذاتي” ” وعنده أصنع منزلاً” (يو23،21:14). لنأتِ إلى المسيح لننال الموعد: 3 ـ لذلك فلنجتهد أن نأتي إلى المسيح الذي لا يكذب، لكيما ننال الموعد والعهد الجديد ـ الذي جعله الرب جديداً بصليبه وموته بعد أن كسر أبواب الجحيم والخطية، وأخرج النفوس المؤمنة، وأعطاهم المعزي في الداخل وردهم إلى ملكوته. إذن فلنملك معه في أورشليم مدينته أي في الكنيسة السماوية، في محفل الملائكة القديسين. والأخوة الذين لهم خبرة طويلة وتمرّن يستطيعون أن يساعدوا قليلي الخبرة ويساعدوهم بإشفاق ومحبة. درجات في النعمة: 4 ـ إن بعض الأشخاص قد صارت لهم ثقة داخل أنفسهم، وقد عملت فيهم النعمة بقوة، هؤلاء وجدوا أن أعضائهم قد تقدست لدرجة أنهم حسبوا أن الشهوة لا وجود لها في الحياة المسيحية، بل أنهم قد حصلوا على عقل متزن عفيف، وأن الإنسان الباطن قد ارتفع عالياً إلى الأشياء الإلهية والسماوية حتى أنهم اعتقدوا تماماً أن مثل هذا الشخص قد وصل فعلاً إلى درجة الكمال. وحينما يظن الإنسان أنه قد وصل إلى الميناء الهادئ تثور ضده أمواج متلاطمة، حتى أنه يجد نفسه مرة أخرى في وسط المحيط، وأنه محمول إلى حيث يكون البحر سماء والموت متربص به. وهكذا دخلت الخطية وهكذا أنشأت كل “أنواع الشهوة” الشريرة (رو8:7) وأيضاً هناك بعض الأشخاص قد نالوا درجة من النعمة التي وُهبت لهم، بمعنى أنهم قد حصلوا على قطرة من عمق البحر العظيم، ويجدونها ـ ساعة بساعة ويوماً بيوم ـ إنها عمل عجيب مدهش حتى أن الإنسان الذي يكون تحت تأثيرها ينذهل ويتعجب من فاعلية عمل الله الغريب والعجيب حتى أنه لا يستطيع أن يتصور كيف حصل على هذه الحكمة والاستنارة. وبعد هذا فإن النعمة تنيره، وترشده وتعطيه سلاماً وتجعله صالحاً من كل الوجوه إذ أن النعمة نفسها إلهية وسماوية، ولذلك فإنه بالمقارنة به يحسب الملوك والرؤساء والنبلاء أقل منه وبلا قيمة. ولكن بعد وقت يتغير الحال، حتى أن مثل هذا الإنسان يحسب نفسه خاطئاً أكثر من الجميع. وأيضاً في وقت آخر يرى نفسه ضعيفاً وفي غاية العوز والفاقة. وحينئذٍ فإن العقل يقع في حيرة وارتباك، لماذا تكون الأحوال متقلبة هكذا؟ لأن الشيطان إذ هو يكره الصلاح والخير فإنه يوحى بأمور شريرة لأولئك الذين يتبعون الفضيلة ويسعى أن يُلقى بهم أرضاً ـ فإن هذا هو عمله. ثق في الرب الذي يقودك وأطعه : ولكن لا تخضع للشيطان، بينما أنت تتمّم البرّ الذي يتحقق في الإنسان الباطن، حيث يوجد كرسي دينونة المسيح مع أقداسه الطاهرة حتى أن شهادة ضميرك تفتخر بصليب المسيح، الذي “طهر ضميرك من الأعمال الميتة” (عب14:9)، لكي تخدم الله بالروح. ولكي تعرف من الذي تعبده على حسب قول الرب حينما قال ” نحن نسجد لما نعلم” (يو22:4). ثق في الله الذي يقودك وأطعه وأجعل نفسك في شركة مع المسيح كالعروس مع عريسها. لأن ” هذا السر عظيم، ولكنى أقول عن المسيح” (أف32:5) والنفس التي بلا لوم، له المجد إلى الأبد آمين العظة التاسعة والثلاثون لماذا أعطانا الله الكتاب المقدس 1 ـ كما أن الملك يكتب رسائل لأولئك الذين يريد أن ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة، ويقول لهم : ” بادروا بالمجيء إلىّ سريعاً لتنالوا منى الهبات الملوكية”، فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل لا تفيدهم شيئاً بل بالعكس فإنهم يكونون معرضين لخطر الموت لأنهم رفضوا أن يأتوا لينالوا الكرامة من يد الملك. هكذا الله الملك الحقيقي، قد أرسل الكتب المقدسة كرسائل منه للبشر، وهو يعلن عن طريقها للناس أنه ينبغي أن يأتوا إلى الله ويدعونه بإيمان ويسألوا ويأخذوا الموهبة السماوية من الله نفسه، لأنه مكتوب ” لتصيروا شركاء الطبيعة الإلهية” (2بط4:1) ولكن إذا لم يأتِ الإنسان ويسأل وينال، فإنه لا يستفيد شيئاً من قراءته للكتاب، بل بالأحرى فإنه يكون في خطر الموت لأنه لم يرد أن يأخذ عطية الحياة من الملك السماوي، التي بدونها لا يمكن الحصول على الحياة الأبدية غير المائتة، التي هي المسيح نفسه. الذي له المجد إلى الأبد آمين العظة الأربعون ارتباط الفضائل معاً إن جميع الفضائل مرتبط بعضها ببعض، كذلك أيضاً الرذائل، مثل حلقات السلسلة المرتبط أحدها بالآخر. ارتباط الفضائل معاً : 1 ـ فيما يخص الممارسة الخارجية وأي عمل منها هو الأفضل أو الأحسن، فأعرفوا هذا أيها الأحباء، أن جميع الفضائل مرتبطة بعضها ببعض. فكل فضيلة مرتبطة بالأخرى مثل سلسلة روحية: فالصلاة مرتبطة بالمحبة، والمحبة بالفرح، والفرح بالوداعة، والوداعة بالتواضع، والتواضع بالخدمة، والخدمة بالرجاء، والرجاء بالإيمان، والإيمان بالطاعة، والطاعة بالبساطة. وكذلك من الجهة الأخرى فإن الرذائل مرتبطة إحداها بالأخرى: فالبغضة مرتبطة بالغضب، والغضب بالكبرياء، والكبرياء بالمجد الباطل، والمجد الباطل بعدم الإيمان، وعدم الإيمان بقساوة القلب، وقساوة القلب بالإهمال، الإهمال بالكسل، والكسل بالضجر، والضجر بعدم الصبر، وعدم الصبر بمحبة اللذة. وباقي أجزاء الرذيلة هي بالمثل متعلقة بعضها ببعض كما أنه من الجهة الصالحة فإن الفضائل متعلقة بعضها ببعض ومرتبطة معاً. أهمية المواظبة على الصلاة : 2 ـ ولكن رأس كل سعى صالح، والقوة الموجهة والقائدة لكل عمل حسن إنما هو المواظبة على الصلاة. ومنها يمكن أن نحصل يومياً على بقية الفضائل عن طريق طلبها من الله في الصلاة. وبواسطة الصلاة تتولّد الشركة في قداسة الله في أولئك الذين يُحسبون أهلاً لها، وتتولّد فيهم الطاقة الروحانية والتصاق العقل بالرب وميله إليه بمحبة تفوق الوصف لأن الإنسان الذي يغصب نفسه كل يوم للمواظبة على الصلاة، فإنه يشتعل بالحب الإلهي ويتقد برغبة نارية من الحب الروحاني نحو الله ، وينال نعمة كمال تقديس الروح. درجات في الملكوت : 3 ـ سؤال: حيث إن هناك البعض يبيعون ممتلكاتهم، ويطلقون عبيدهم أحراراً، ويحفظون الوصايا، ومع ذلك فإنهم لا يسعون لنوال الروح في هذا العالم. فهل بعيشهم هكذا لا يدخلون إلى ملكوت السموات؟ جواب: هذا موضوع دقيق وحساس. فإن البعض يتكلمون عن ملكوت واحد وجهنم واحدة. ولكننا نحن نتكلم عن درجات كثيرة ومقاييس متنوعة في كل من الملكوت وجهنم. وكما أنه توجد نفس واحدة في جميع الأعضاء، ولكنها تعمل في المخ من فوق وفي نفس الوقت تحرك القدمين من أسفل، هكذا أيضاً فإن الله يحتوى كل الخلائق، السماوية والتي في عمق الهاوية، وهو يملأ الخليقة في كل مكان رغم أنه متعالي جداً على الخلائق، لأنه غير محدود ويفوق كل فهم وإدراك. وإن الله ينظر إلى الناس ويهتم بهم بنوع خاص. ويقود كل الأشياء بتدبير عنايته بحسب الحكمة. وحينما يصلى البعض غير عارفين ما هو الذي يطلبونه، بينما يصوم آخرون، وآخرون يواظبون على خدمتهم، فإن الله كقاض عادل يعطى كل واحد حسب مقدار إيمانه. لأنهم إنما يفعلون ما يفعلونه بتقوى الله. ولكن ليس جميع هؤلاء بنين أو ملوك أو ورثة. 4 ـ ويوجد في العالم بعض قتلة الناس، ويوجد آخرون زناة، وآخرون سارقون. كما أنه يوجد أولئك الذين يوزعون مقتنياتهم على الفقراء: وعين الرب على كل من هذين النوعين. وأما الذين يفعلون الخير فإنه يعطيهم راحة ومكافأة. فإنه توجد درجات عالية، ودرجات صغيرة. وفي النور وفي المجد توجد درجات. وفي جهنم نفسها وفي العقاب يظهر أنه يوجد سحرة ولصوص كما أنه يوجد آخرون ممن ارتكبوا خطايا أقل. وأما الذين يقولون إن الملكوت درجة واحدة وكذلك جهنم وإنه لا توجد درجات فقولهم خطأ. وكم من الناس العالميين الذين هم الآن دائماً في الملاهي وغيرها من الأمور الباطلة. وكم هم أولئك الذين يُصلّون لله ويتقونه! وأن الله ينظر إلى هؤلاء وأولئك، وكقاض عادل، فإنه يعد الراحة لهؤلاء والعقاب لأولئك الآخرين. 5 ـ وكما أن الناس يروضون الخيول ويقودون بها المركبات في سباق ضد بعضهم البعض، وكل واحد يجتهد أن ينتصر على منافسه ويهزمه، هكذا يوجد أيضاً مثل هذا الصراع في قلب أولئك الذين يجاهدون. فالأرواح الشريرة تحارب النفس، بينما الله والملائكة يراقبون الحرب ويلاحظونها. وفي كل ساعة تخرج من النفس أفكار جديدة وكذلك الشر الذي يحارب في الداخل يُخرج أفكاراً جديدةً. إن النفس لها خطط كثيرة خفيّة. وهى تنتج هذه الخطط وتلدها في وقتها المعين. والشر أيضاً له خطط وحيل كثيرة، وهو يُولّد اختراعات جديدة ضد النفس ساعة بعد ساعة. إن العقل هو قائد العربة وهو يروض عربة النفس مُمسكاً بعناق الأفكار، وهكذا يحارب ضد عربة الشيطان التي يقودها ضد النفس . بين العكوف على الصلاة ومحبة الأخوة : 6 ـ سؤال: إن كانت الصلاة هي راحة للنفس، فكيف يقول البعض: نحن لا نستطيع أن نصلى ولا أن نلازم الصلاة دواماً ولذلك لا يواظبون على الصلاة بتواتر؟ جواب: حينما تكثر الصلاة فإنها تنشيء رأفة ورحمة، وصور أخرى من الخدمة، مثل افتقاد الاخوة لأجل خدمتهم بالكلمة. والإنسان بطبيعته يرغب في الذهاب لرؤية الأخوة وليكلمهم بالكلمة. وكل شيء يُلقى في النار لا يمكن أن يبقى على طبيعته بل بالضرورة يصير ناراً. فإذا ألقيت حجارة صغيرة في النار فإنها تتحول إلى جير. والإنسان الذي يريد أن يدخل إلى البحر ويذهب إلى وسط المحيط فإنه يغطس تماماً ويختفي عن الأنظار. أما الذي يذهب رويداً رويداً فإنه يرغب أن يرجع ثانية ويطفو على السطح ويأتي إلى الميناء ليرى الناس الذين على الشاطئ. هكذا أيضاً في الحياة الروحانية، فقد يدخل إنسان إلى حياة النعمة، ثم يتذكر أن له رفقاء واخوة، وهو بطبيعته البشرية أيضا يريد أن يذهب إلى الاخوة ليتمّم ناموس المحبة، وذلك كاعة للكلمة. النعمة والخطية : 7 ـ سؤال: كيف يمكن أن تكون النعمة والخطية كلاهما معاً في قلب الإنسان؟ جواب: كما إنه حينما توجد نار تحت إناء نحاس فإنك حينما تضع حطباً أوخشباً لإضرام هذه النار تحت الإناء فإنه يسخن ويغلى الماء الذي بداخله لأن النار خارج الإناء تشتعل من تحته، أما إذا أهمل الإنسان ولم يضع وقوداً لهذه النار تحت الإناء فإنها تبتدئ في الخمود وتنطفئ إلى حد ما. هكذا النعمة، التي هي النار السماوية فإنها في داخلك ومن خارجك. فإذا كنت تصلى وتسلّم أفكارك لمحبة المسيح تكون قد وضعت وقوداً للنار. كما أن أفكارك تصير ناراً وتُغمر تماماً في محبة الله. وحتى إذا انسحب الروح قليلاً كما لو كان خارجاً عنك، فإنه لا يزال في داخلك، وعلاماته تظهر من الخارج. أما الذي يهمل ويسلّم نفسه للانشغالات العالمية أو للهموم، فإن الخطية تأتى ثانية وتدخل إلى النفس وتؤذى الإنسان كله. ولذلك فإن النفس تذكر راحتها السابقة، وتحزن وتتألم فترة طويلة. 8 ـ ويعود العقل لليقظة والانتباه لله فتعود الراحة السابقة وتقترب منه من جديد. ويسعى في طلب الرب بغيرة واجتهاد شديد قائلاً ” يارب إني أتوسل إليك”. وقليلا قليلاً تشتعل النار وتضطرم وتزداد وتنعش النفس وتقويها، مثل الصنارة التي تجذب السمكة من عمق البحر رويداً رويداً. ولو لم يكن الأمر هكذا، ولو لم يذق الإنسان المرارة والموت، فكيف كان يمكنه أن يميز المر من الحلو، والموت من الحياة، وأن يعطى الشكر والمجد للآب معطى الحياة والابن والروح القدس إلى الأبد أمين العظة الحادية والعشرين الحرب الروحية “الإنسان المسيحي يخوض معركتين، معركة داخلية وأخرى خارجية. المعركة الخارجية هي في ابتعاده عن الارتباكات العالمية وأما المعركة الداخلية فتحدث في القلب ضد إيحاءات أرواح الشر”. الحرب الخارجية والحرب الداخلية : 1ـ الإنسان الذي يريد حقيقة أن يرضى الله ويكون معاديًا حقًا للعدو الشرير، ينبغي أن يقاتل في معركتين. معركة منهما تكون في الأمور المنظورة لهذه الحياة، وذلك بأن يتحول تماما ويبتعد من الارتباكات الأرضية ومحبة الارتباطات العالمية ومن الشهوات الخاطئة. والمعركة الأخرى تحدث في الداخل ـ في الخفاء ضد أرواح الشر نفسها، كما يقول الرسول ” فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء، مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أف12:6). نوعان من القيود : 2 ـ فالإنسان حينما تعدى الوصية وطرد من الفردوس، صار مقيدًا من ناحيتين، وبقيدين مختلفين. أحد هذين القيدين كان عن طريق هذه الحياة، أى في اهتمامات المعيشة ومحبة العالم، أعنى محبة اللذّات الجسدية والشهوات، ومحبة الغنى والعظمة والمقتنيات والزوجة والأولاد، والأقرباء والأهل والبلد، والأماكن الخاصة، والملابس وكل الأشياء الأخرى المتصلة بالحواس، والتي تحثه كلمة الله على أن ينفك منها باختياره، (حيث إن ما يربط أى إنسان بكل أمور الحواس إنما يكون باختياره ورضاه)، حتى إذا تحرر من كل هذه الاهتمامات يستطيع أن يحفظ الوصية حفظًا كاملاً. وإلى جانب هذا الرباط ـ ففي كيان الإنسان الداخلي، تكون النفس محاصرة بسياج ومربوطة بقيود الظلمة من أرواح الشر، فيكون الإنسان غير قادر أن يحب الرب كما يريد، أو أن يؤمن كما ينبغي، أو أن يصلى كما يرغب. فمن كل ناحية توجد مقاومة سواء في الأمور المنظورة والظاهرة أو في الأمور الخفيّة غير المنظورة، وهذه المقاومة قد نتجت وصارت فينا من سقوط الإنسان الأول. قبول الكلمة واكتشاف الحرب الداخلية : 3 ـ لذلك فحينما ينصت أى إنسان لكلمة الله ويقبلها، ويدخل في المعركة ويلقى عنه اهتمامات هذه الحياة ورباطات العالم وينكر كل اللذات الجسدية ويتحرر منها، فبعد ذلك إذ يلازم الرب وينتظره في الصلاة وبمداومة، فإنه يصير في وضع يمكنه من أن يكتشف وجود حرب أخرى في داخل قلبه، إنه يكتشف مقاومة خفية وحرب أخرى مع إيحاءات أرواح الشر وتنفتح أمامه معركة أخرى. وهكذا بوقوفه ثابتًا صارخًا إلى الرب بإيمان لا يتزعزع وصبر كثير، منتظرًا الحماية والمعونة التي تأتى منه، فإنه يستطيع أن يحصل من الرب على حرية داخلية من القيود والسياجات والهجمات وظلام أرواح الشر التي تعمل في مجال الشهوات والأهواء الخفية. نعمة الله تبطل الحرب تمامًا : 4 ـ ولكن هذه الحرب تبطل وتنتهي تمامًا بنعمة الله وقوته. فلا يستطيع إنسان بذاته، أن ينقذ نفسه بقوته الخاصة من مقاومة وغوايات الأفكار والشهوات الداخلية وحيل الشر. أما إذا كان الإنسان مربوطا بالأمور المادية الحسية التي لهذا العالم، وواقعا في شرك الرباطات الأرضية المتنوعة ومنساقا بشهوات الشر، فإنه لا يستطيع حتى أن يكتشف وجود معركة أخرى، وأن هناك حرب تدور في داخل نفسه. فالإنسان حينما يدخل المعركة ويتحرر من الرباطات العالمية الخارجية ويحل نفسه من الأمور المادية ولذات الجسد ويبتدئ أن يتعلّق بالرب ويلتصق به مفرغا نفسه من هذا العالم، فإنه حينئذ يستطيع أن يرى ويكتشف حرب الشهوات والأهواء الداخلية التي تحدث في باطنه. ويصير واعيًا وعارفًا بهذه الحرب الداخلية، حرب الإيحاءات الشريرة. وكما قلت سابقًا، فإنه إذا لم يناضل وينكر العالم ويتحرّر من الشهوات الأرضية بكل قلبه ويشتهى ويصمم بكل نفسه أن يصير ملتصقا كلية بالرب، فإنه لا يكتشف ولا يعرف خداع أرواح الشر الخفي وشهوات الشر الخفيّة. ويظلّ غريبّا عن نفسه ولا يعرف أنه مجروح من الداخل وأن فيه شهوات خفية وهو لا يدرى بها. لأنه لا يزال مربوطًا بالأشياء الخارجية ومتعلقًا بأمور هذا العالم وارتباكاته برضاه وموافقته. نوال السلاح السماوي والانتصار : 5 ـ ولكن الإنسان الذي رفض العالم حقا وطرح عنه ثقل هذه الأرض وألقى عنه الشهوات الباطلة الجسدية، وشهوات المجد والسلطان والكرامات البشرية وابتعد عنها جميعا بكل قلبه ـ (حيث إن الرب يعطيه النعمة والمعونة سرًا في هذا الصراع المستمر، حتى أنه يتنكر للعالم تمامًا) ـ ووضع في قلبه بثبات أن يخدم الرب ويعبده ويلتصق به بكل كيانه، جسدًا ونفسًا ، مثل هذا الإنسان، أقول، إنه يكتشف وجود المقاومة، أى الأهواء الخفية والقيود غير المنظورة والحرب الخفية ـ أى المعركة والصراع الداخلى، وهكذا إذ هو يتوسل إلى الرب، فإنه ينال السلاح السماوي: سلاح الروح القدس، الذي وصفه الرسول المبارك بقوله ” درع البر، وخوذة الخلاص، وترس الإيمان، وسيف الروح” (أف14:6). وإذ يتسلح بهذه الأسلحة فإنه يستطيع أن يقف ضد خداعات إبليس، حتى رغم كونه محاطًا بالشرور. وإذ قد سلّح نفسه بهذا السلاح بكل صلاة ومواظبة وطلبة وصوم مع إيمان، فإنه يصير قادرا أن يحارب ضد الرئاسات والسلاطين وولاة ظلمة هذا العالم، وهكذا بانتصاره على القوات المعادية بمساعدة الروح القدس مع سعيه وغيرته في كل فضيلة فإنه يكون معدا للحياة الأبدية ، ممجدًا للآب والابن والروح القدس الذي له المجد والقدرة إلى الأبد آمين العظة الثانية والعشرون حالة النفس بعد الموت “الحالتان اللتان تكون عليهما النفوس التي تنتقل من هذه الحياة “ 1 ـ حينما تخرج نفس الإنسان من الجسد فإن هناك سر عظيم يتحقق. فإن كان الشخص المنتقل تحت ذنب الخطية فإن جماعات من الشياطين والملائكة الساقطين وقوات الظلمة يأتون ويأسرونه ويأخذون تلك النفس إلى مكانهم. ولا ينبغي أن يتعجب أحد من هذه الحقيقة. لأنه إذا كان هذا الإنسان أثناء حياته في هذا العالم خاضعًا لهم وعبدًا مطيعًا لهم، فكم بالحري عندما يترك هذا العالم، فإنه يصير أسيرًا لهم في مملكتهم. 2 ـ ويمكنك أن تفهم هذا الأمر، مما يحدث لأولئك الذين في الجانب الآخر ـ جانب الصلاح والغبطة. فإن عبيد الله القديسين تحرسهم الملائكة باستمرار وتحيط بهم الأرواح المقدسة وتحميهم، وحينما يخرجون من الجسد، فإن جماعات الملائكة تستلم نفوسهم وتحملها معهم إلى مساكنهم في عالم الأبدية النقي، وهكذا يحضرونهم إلى الرب، الذي يليق به المجد والقدرة إلى الأبد آمين. العظة الثالثة والعشرون العائلة السماوية وسلاح الروح ” كما أن الجوهرة الملوكية الثمينة لا يستطيع أحد أن يلبسها إلا المولودين من نسل الملوك ، هكذا فإن أولاد الله فقط هم الذين يسمح لهم أن يلبسوا الجوهرة السماوية ” . المولودون من الروح : 1 ـ إن الجوهرة العظيمة الثمينة الملوكية، والتي تختص بالتاج الملوكي، إنما تليق بالملك وحده. والملك فقط هو الذي يستطيع أن يلبس هذه الجوهرة ولا يسمح الإنسان آخر أن يلبس مثل هذه الجوهرة. هكذا أيضا، إذا لم يولد لإنسان من روح الله الملوكي، ويصير من أعضاء العائلة السماوية الملوكية وابنا لله بحسب المكتوب: ” وكل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله” (يو12:1)، فلا يستطيع أن يلبس الجوهرة السماوية الثمينة جدًا، أى صورة النور الذي لا يعبر عنه ـ الذي هو الرب نفسه، وذلك لأنه ليس ابنًا للملك. لأن أولئك الذين يمتلكون الجوهرة ويلبسونها، إنما يحيون مع المسيح ويملكون معه إلى الأبد. لهذا يقول الرسول ” كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي” (1كو41:15). 2 ـ وكما أن الجواد طالما هو يرعى مع الحيوانات الوحشية في البرية، فإنه لا ينقاد للناس ولا يطيعهم. ولكن بعد أن يمسك لكى يروض، فإنهم يضعون عليه لجاما ثقيلا إلى أن يتعلم أن يسير بنظام وانضباط. بعد ذلك يمكن أن يركبه راكب ماهر ليدربه لكى يصير نافعًا في الحروب . وبعد ذلك يضعون عليه السلاح : الدرع الزرد[1] وبعد أن يرفعوا عنه اللجام ويهزونه أمام عينيه لكى يتعود عليه ولا يخاف منه. وهكذا يعلّمه الفارس، حتى يستطيع أن يشترك في الحرب. لأنه بدون درع ولجام فإن الحصان لا يكون ذو نفع في الحرب. ولكن بعد أن يتدرب ويعتاد الحرب، فإنه بمجرد أن يشم رائحة المعركة ويسمع صوت الحرب فإنه في الحال يهجم على العدو من نفسه حتى أن الصوت الذي يصنعه الجواد يكون كافيًا لإلقاء الرعب في قلب العدو. روح المسيح يغير الإنسان : وبنفس الطريقة فإن الإنسان منذ السقوط صار متوحشا وغير مطيع وهو يتجول في برية العالم مع الوحوش، التي هي أرواح الشر. وهو تحت الخطية ويرفض أن يخدم ويطيع. ولكن حينما يسمع كلمة الله، ويؤمن فإن الروح يلجمه ويجعله يخلع عنه عاداته الوحشية وأفكاره الجسدية إذ يصير الآن تحت قيادة المسيح الذي يسوقه ويقوده. وبعد ذلك يتعرّض الإنسان لشدائد ويختبر ضيقات في ترويضه للخضوع لنير المسيح. وهذا يكون كامتحان للنفس حتى تصبح بالتدريج مطيعة رقيقة سهلة الانقياد بواسطة الروح. والخطية التي فيها تتناقص بالتدريج إلى أن تتلاشى كلية. وهكذا إذ يلبس الإنسان ” درع البر ” و ” خوذة الخلاص ” و ” ترس الإيمان ” و ” سيف الروح” (أف14:6)، فإنه يتعلّم أن يحارب ضد أعدائه. وهكذا إذ يتسلّح بروح الرب فإنه يقاتل أرواح الشر، ويطفئ سهام الشرير الملتهبة. ولكن بدون سلاح الروح لا يتقدم إلى خط القتال، ولكن، حينما يحصل على سلاح الرب فإنه بمجرد أن يسمع ويحس بوجود الحروب فإنه يتقدم، ” بصياح وهتاف” كما يقول في أيوب (أى25:39)، لأن مجرد صوت صلاته يوقع الأعداء ساقطين على الأرض. وهكذا إذ يقاتل وينتصر في الحرب بقوة الروح، فإنه ينال أكاليل الغلبة بثقة عظيمة وهكذا يجد راحة ويستريح مع الملك السماوي، الذي يليق به المجد والقدرة إلى الأبد آمين. ________________________________________ [1] الزرد هى قطعة من السلاح مصنوعة من حلقات حديدية على شكل ضفيرة تغطى الصدر تماما العظة الرابعة والعشرون الربح العظيم والخميرة السماوية “حالة المسيحيين تشبه التجارة وتشبه الخميرة. وكما أن التجار يجمعون الأرباح الأرضية، هكذا فإن المسيحيين يجمعون أفكارهم المشتتة في العالم. وكما أن الخميرة تخمر العجين كله، هكذا فإن خمير الخطية يتغلغل في كل نسل آدم، ولكن المسيح يسكب في النفوس المؤمنة خميرة الصلاح السماوية.” التجارة العظيمة : 1ـ إن المسيحيين يشبهون التجار الذين يتاجرون للمكاسب العظيمة وكما أن التجار يجمعون مكاسب أرضية من الأرض، هكذا المسيحيون أيضا يجمعون أيضًا أفكار قلوبهم من الأرض كلها، التي تكون قد تشتّت في هذا العالم الحاضر. وهم يفعلون هذا بواسطة كل الفضائل وبمعونة قوة الروح القدس. وهذه هي التجارة العظمى والحقيقية. لأن هذا العالم يتعارض مع العالم السماوي، وهذا الدهر هو مخالف للدهر الأبدي لذلك فينبغي على المسيحي، حسب تعليم الكتاب المقدس، أن يجحد العالم وينتقل ويرتفع بفكره عن هذا العالم الحاضر، (الذي يوجد فيه العقل الآن وهو يتعرض للإغراءات وذلك منذ سقوط آدم) إلى عالم آخر، العالم السماوي. وينبغي أن يحيا بفكره في العالم الإلهي في الأعالي كما هو مكتوب ” أن سيرتنا هي في السموات” (في20:3). 2ـ ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق إذا لم يجحد المسيحي هذا العالم ويؤمن بالرب من كل قلبه. وفي هذه الحالة فإن قوة الروح الإلهي تستطيع أن تجمع القلب المشتت في الأرض كلها وتأتى به إلى محبة الرب وتنقل الذهن إلى العالم الأبدي. خميرة الشر: لأنه منذ سقوط آدم، قد تشتت أفكار النفس بعيدا عن محبة الله متجهة إلى هذا العالم، واختلطت بالأفكار المادية الأرضية. وكما أن آدم حينما تعدى قبل في ذاته خميرة الأهواء الشريرة وهكذا اشترك في هذه الخميرة كل الذين ولدوا منه أى كل جنس البشر ـ وقد نمت وتكاثرت خميرة الشر في الناس حتى وصلوا إلى الفسق والنجاسة والدعارة وعبادة الأصنام والقتل وغيرها من الأعمال الشنيعة حتى تشبع الجنس البشرى بخميرة الخطية. وتزايد الشر بين الناس للدرجة التي ظنوا فيها أنه لا يوجد إله وصاروا يعبدون الأحجار العديمة الحس ولم يستطيعوا حتى أن يتصوروا بفكرهم وجود الله. إلى هذه الدرجة قد تخمّر نسل آدم القديم كله بخميرة الأهواء الشريرة. المسيح الفادي والخميرة السماوية: 3 ـ وبنفس الطريقة فإن الرب ، حينما أتى على الأرض، سُرّ أن يتألم عن الجميع لكى يشتريهم ويستردهم بدمه، ولكى يضع خميرة الصلاح السماوية في النفوس المؤمنة، التي كانت مسحوقة ومذلولة تحت الخطية ـ ثم سر أيضا أن يحقق ويكمل فيهم كل بر أوصاهم به وكل فضيلة وذلك بواسطة عملية النمو والتقدم إلى أن يتخمروا إلى واحد في الصلاح، ويصيروا مع الرب “روحًا واحدًا”. كما يقول القديس بولس (1كو17:6)، وحتى أن الخطية والشر لا تستطيع حتى بالفكر أن تأتى إلى النفس التي تتخمر هكذا تماما وكلية بالروح الإلهي كما هو مكتوب ” المحبة لا تفكر بالشر” (1كو5:13). ولكن بدون الخميرة السماوية التي هي قوة الروح الإلهي، لا يمكن للشخص أن يتخمر بصلاح الرب ويصل إلى الحياة. كما أن أبناء آدم لم يكونوا ليخدعوا بالشر والخطية ويتحولوا إليها لو لم تكن خميرة الشر، التي هي الخطية، قد دخلت إلى آدم نفسه، تلك الخميرة الشريرة هي قوة من الشيطان ذات طبيعة روحية عقلية. 4ـ وكما يحدث في حالة الإنسان الذي يعجن دقيقا بدون أن يضع فيه خميرة، فمهما كان الجهد الذي يبذله في تقليبه وعجنه، فإن العجينة تظل غير مخمرة وغير مناسبة للأكل، ولكن إذا وُضِعت الخميرة في العجين فإنها تجتذب كل كتلة العجين وتخمّرها كلها وتجعلها خميرا كما قال الرب في مثله عن الملكوت، ” يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاث أكيال دقيق حتى اختمر الجميع” (مت33:13). مزج خميرة الروح: إذا كان إنسان عنده لحوم ويلزم أن يحفظها ولكنه لم يملّحها بالملح الذي يقتل الدود ويمنع الرائحة الكريهة، فإن اللحوم تنتن وتتعفن وتصبح غير صالحة لاستعمال الناس. وبنفس الطريقة انظر إلى كل جنس البشر وتصوّرهم كلحم أو كعجين غير مختمر وتيقن أن الملح والخميرة إنما ينتميان إلى عالم آخر، أى طبيعة الروح القدس الإلهية. والآن إذا لم تمتزج خميرة الروح السماوية ـ ذلك الملح الصالح المقدس، ملح اللاهوت، الذي من فوق ـ إذا لم يمتزج ويدخل في طبيعة البشر الضعيفة فإن الإنسان لا يستطيع أن يتخلّص من رائحة الخطية الكريهة. مثل ذلك الإنسان لا يتخمّر لكى يخلع عنه ثقل الخطية ويتحرر وينفك من حالة عدم التخمر (بالروح) الناتجة من الشر. 5 ـ فكل ما يظن الشخص أنه يفعله بذاته، ويبذل جهدا واهتماما وتعبا كثيرا في تتميمه معتمدًا على قواه الخاصة وحدها ويظن أنه يستطيع أن يحقق نجاحا كاملا بذاته، بدون معونة الروح القدس، فإنه يضل ضلالا عظيمًا، فمثل هذا الموقف لا يناسب من يسعى إلى السماويات ـ إلى الملكوت. إذ أن مثل هذا الشخص يعتقد أنه يستطيع من ذاته وبذاته وحدها بدون الروح، أن يصل إلى النقاوة الكاملة. فإذا لم يأت الإنسان ـ المعذب بالأهواء إلى الله منكرًا العالم، ويؤمن ويثق برجاء وصبر أنه سينال شيئا صالحا مختلفًا تمامًا عن طبيعته الخاصة، وأعنى به قوة الروح القدس، وإن لم يسكب عليه الرب من فوق حياة اللاهوت، فإن هذا الإنسان لن يختبر الحياة الحقيقية أبدًا (الحياة الإلهية)، ولن يفيق من سكر الأمور المادية. ولن تضيء إنارة الروح ـ ساطعة بلمعان وبهاء ـ في تلك النفس المظلمة، ولن تنيره بنور “يوم مقدس” ولن يستيقظ من سبات الجهل العميق، ليمكنه إذا استيقظ أن يعرف الله حقيقة عن طريق قوة الله وفاعلية نعمته. 6 ـ لأنه إذا لم يُحسب الإنسان أهلاً بالإيمان، أن ينال النعمة فلا نفع فيه ولا يكون لائقًا للملكوت. ولكن من الجهة الأخرى فإنه إذا نال نعمة الروح ولم يتغير ذهنه أو إذا لم يقاوم النعمة بالإهمال أو ردئ الأعمال، وهكذا يجاهد زمنا لكى لا يحزن الروح، فإنه يحسب أهلا للشركة في الحياة الأبدية، فإنه كما أن الإنسان يدرك تأثيرات الشر عن طريق معرفته بالأهواء ذاتها، أعنى عن طريق الغضب والشهوة والحسد والهم الرديء، والأفكار الشريرة وغير ذلك من الأشياء الخاطئة، هكذا أيضا يجب على الإنسان أن يدرك فعل النعمة وقوة الله عن طريق الفضائل، أعنى عن طريق المحبة والشفقة والصلاح والفرح، والبساطة والبهجة الإلهية لكى يصير مشابهًا للطبيعة الصالحة الإلهية ومشتركًا معها بفاعلية النعمة اللطيفة المقدِّسة وحينما تمتحن إرادة الإنسان مع الزمن والنمو وبحسب الفرصة (المتاحة له)، لكى يظهر ما إذا كان الإنسان متفقًا مع النعمة باستمرار ومرضيًا لها، فإنه بالتدريج يتحول ليصير متفقًا تمامًا مع الروح، وهكذا يصير مقدسا ونقيا بواسطة فعل الروح ويصير لائقًا للملكوت. والمجد والعبادة والسجود للآب الكلى الطهارة، وللابن وللروح القدس إلى الأبد. آمين. العظة الخامسة والعشرون قوة سرّ الصليب والنار الإلهية ” هذه العظة تعلّم بأنه لا يستطيع إنسان، بدون أن يتأيد بالمسيح، أن يغلب عثرات الشرير، وما ينبغي أن يفعله أولئك الذين يطلبون المجد الإلهي باشتياق، وتعلم أيضًا أنه بواسطة عصيان آدم قد نزلنا جميعًا إلى عبودية الشهوات اللحمية، والتي أُنقذنا منها بالسرّ المختفي في الصليب، وتعلّم العظة أيضًا أن قوة الدموع والنار الإلهية هي قوة عظيمة ” . السرّ الذي في الصليب : 1 ـ أولئك الذين كُتب في داخلهم الناموس الإلهي، ليس بحبر وحروف بل هو مطبوع في قلوب لحمية، فهؤلاء إذ قد استنارت عيون أذهانهم ويتطلعون إلى الرجاء الذي لا يُلمس ولا يُرى بل هو غير منظور وغير مادي فهؤلاء يملكون القوة أن يغلبوا عثرات الشرير وذلك بقوة لا يمكن أن تُقهر. أما أولئك الذين لم يُكرَّموا ويتشرفوا بكلمة الله ولم يتهذبوا بالشريعة الإلهية فإنهم ” ينتفخون باطلاً” (كو8:2). وهم يظنون أنهم بإرادتهم الحرة يستطيعون أن يقطعوا أسباب الخطية التي يُحكم عليها فقط بواسطة السر الذي في الصليب أن إرادة الإنسان الحرة لها سلطان أن تقاوم الشيطان، ولكنها لا تمتد إلى السيادة المُطلقة على الشهوات. ” فإن لم يبن الرب البيت ـ كما يقول الكتاب ـ وإن لم يحفظ المدينة فباطلاً يسهر الحارس، وباطلاً يتعب البانى” (مز1:127). 2 ـ لأنه لا يستطيع احد أن يطأ على ” الأفعى والحيّة ويدوس الأسد والتنين” (مز13:91) إن لم يطهّر نفسه أولاً ـ بأقصى ما في طاقة الإنسان ـ وأن يتأيد بقوة ذلك الذي قال لرسله: ” ها أنا أعطيكم السلطان لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو” (لو19:10). حاجتنا للروح القدس للغلبة وللتبنى : فلو كانت طبيعة الإنسان لها القدرة بدون سلاح الروح القدس الكامل أن ” تقف ضد مكايد إبليس” (أف11:6)، لما كان الرسول قد قال بتأكيد: ” إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا” (رو20:16). وأيضًا ” الذي سيبيده الرب بنفخة فمه” (2تس8:2). لهذا السبب أيضًا قد أوصانا الرب أن نصلى ونطلب قائلين ” ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير” (مت13:6). فإن لم تخلّصنا معونة القوة العليا من سهام الشرير الملتهبة، وإن لم نُحسب أهلاً لأن نكون أبناء بالتبني، فإن حياتنا على هذه الأرض تكون حينئذٍ باطلة وبلا هدف، إذ نوجد بعيدين عن قوة الله. 3 ـ لذلك فمن يريد ويشتهي أن يصير شريكًا في المجد الإلهي، وأن يرى كما في مرآة صورة المسيح في داخل عقله، فينبغي أن يطلب معونة الله التي تتدفق منه بقوة ـ يطلبها بحب مشتعل لا ينطفئ وبرغبة حارة من كل قلبه وكل قدرته، ليلاً ونهارًا، هذه المعونة الإلهية التي لا يمكن نوالها، كما قلت سابقًا إن لم يتخل الإنسان عن لذة العالم وعن شهوات ورغبات القوة المعادية، والتي هي أجنبية عن النور ومخالفة له وهي من نشاط وعمل الشرير، وليس لها أى قرابة أو مشابهة لعمل الصلاح بل هي غريبة تمامًا عنه. حالة الإنسان العتيق : لذلك، فإذا أردنا أن نعرف لماذا نحن الذين قد خُلقنا في كرامة ووُضعنا لنحيا في الفردوس، صرنا بعد ذلك ” مثل البهائم التي لا تفهم وشُبهنا بها” (مز20،12:49)، إذ قد سقطنا من المجد الأصلي، فاعرف أننا بواسطة التعدي، صرنا عبيدًا للأهواء الجسدية. لقد أخرجنا أنفسنا من ” أرض الأحياء المغبوطة” (مز9:116) وسرنا إلى الأسر حيث لا نزال ” جالسين على أنهار بابل” (مز1:137). ولأننا لا نزال محبوسين في ” مصر” ، لذلك فإننا لم نرث بعد أرض الموعد، ” التي تفيض لبنًا وعسلاً” (خر8:3). إننا لم نتخمّر بعد ” بخميرة الإخلاص” (1كو8:5)، ولكننا لا نزال في “خميرة الشر”. إن قلبنا لم يُرش بعد بدم الله، لأن ” فخ جهنم” (أم18:9 السبعينية)، وصنارة الخطية لا تزال منصوبة فيه. 4 ـ إننا إلى الآن لم نقبل بهجة خلاص المسيح، لأن ” شوكة الموت” (1كو55:15) لا تزال جذورها فينا. إننا لم نلبس بعد ” الإنسان الجديد، المخلوق بحسب الله في القداسة” (أف24:5). لأننا لم نخلع بعد ” الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الخطية” (أف 22:4). إننا لم نحمل بعد “صورة السماوي” (1كو49:15). ولم نصر ” مشابهين لصورة مجده” (في21:3). إننا لم نعبد الله ” بالروح والحق” (يو24:4) لأن ” الخطية تملك في جسدنا المائت” (رو12:6). إننا لم نرَ بعد ” مجد الله الذي لا يفنى” (رو23:1) لأننا لا نزال تحت سطوة ” الليل المظلم” (مز11:2). وإلى الآن لم ” نلبس أسلحة النور” (رو12:13) لأننا لم نلق عنا سلاح الظلمة وسهامها وأعمالها. نحن ” لم نتغيّر بعد عن شكلنا بتجديد أذهاننا”، لأننا لا نزال ” مشاكلين ومطابقين لهذا العالم” (رو2:12)، ” في الذهن الباطل” (أف17:4). إننا لم ” نتمجد بعد مع المسيح، لأننا لم نتألم بعد معه” (رو17:8). إننا لا ” نحمل سماته بعد في جسدنا” (غل17:6) لأننا لا نحيا في سر صليب المسيح، لأننا لا نزال في ” أهواء وشهوات الجسد” (غل 24:5). إننا لم نصر بعد ” ورثة الله ووارثون مع المسيح” (رو7:8)، لأن ” روح العبودية” لا يزال فينا وليس ” روح التبني” (رو15:8)، وحتى الآن لم ” نصر هيكلاً ومسكنًا للروح القدس” (1كو16:3)، لأننا لا نزال هيكلاً للأصنام ومستودعًا لأرواح الشر بسبب تعلقنا بالشهوات. 5 ـ وفي الحقيقة أننا إلى الآن لم نحصل على بساطة السيرة واستنارة العقل. وإلى الآن لم نُحسب أهلاً لنوال ” اللبن العقلى العديم الغش” (1بط2:2)، والنمو الروحى غير المنظور. وإلى الآن لم ينفجر النهار ولم يطلع كوكب الصبح في قلوبنا (2بط19:1). ” إننا لم نمتزج بشمس البر” (ملا2:4). ولا ابتدأنا أن نضئ بأشعته. إننا لم نقبل بعد ” شبه الرب” (تك26:1)، ولا صرنا ” مشاركين للطبيعة الإلهية” (2بط4:1). وإلى الآن لم نتحوّل إلى ذلك الأرجوان الملوكى الحقيقى، ولا صرنا صورة الله الحقيقية. إننا لم نسبى بعد بالحب الإلهي ولا انجرحنا بمحبة العريس الروحانية. إننا لم نعرف بعد تلك الشركة السرّية التي تفوق الوصف ولم نعرف القوة والسلام الموجودان في القداسة. وبكلمة واحدة فإننا لسنا بعد ” جنسًا مختارًا، كهنوتًا ملوكيًا، أمة مقدسة، شعب اقتناء” (1بط9:2) لأننا لا نزال إلى الآن ” حيات وأولاد أفاعى” (مت33:23). أنوح وأبكى أمام الله على شقاوتنا : 6 ـ وكيف لا نكون سوى حيات، ونحن لا نطيع الله بل نعيش في العصيان الذي دخل إلينا بواسطة الحية. وأنا لا أستطيع أن أعرف كيف أبكى وأنوح على شقاوتنا هذه كما تستحق ولا أعرف كيف أصرخ بصوت عال باكيًا أمام الله الذي يستطيع وحده أن ينزع منى الخطأ المزروع في. ” كيف أرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة” (مز 4:137)، كيف أنوح على أورشليم؟ وكيف أهرب من عبودية فرعون القاسية؟ وكيف أهجر مكان الإقامة الدنس؟ وكيف أستطيع أن أنكر أو أجمد الطغيان المُر؟ وكيف أستطيع أن أخرج من أرض مصر؟ وكيف أستطيع أن أعبر البحر الأحمر؟ وأسير في وسط البرية الكبرى؟ وكيف أنجو من الهلاك بلدغات الحيات؟ وكيف أهزم الغرباء؟ وكيف أحكم الأمم الذين في داخلي تمامًا[1]، وكيف أتقبل أقوال الشريعة الإلهية على ألواح قلبي؟ وكيف أرى عمود النور الحقيقي والسحاب الناشئ من الروح القدس؟ وكيف أتنعم بمَنّ البهجة الأبدية؟ وكيف أشرب الماء من الصخرة المعطية الحياة؟ كيف أعبر الأردن وأدخل إلى أرض الموعد الجيدة؟ وكيف أعاين رئيس جند الرب الذي حينما رآه يشوع بن نون، خر في الحال ساجدًا؟. ضرورة العبور والدخول إلى الراحة : 7ـ لأنني إن لم أعبر بكل هذه وأحطم الأمم الذين يعيشون في داخلي فإنني لن أستطيع أن أدخل إلى “أقداس الله” وأستريح (مز 17:73). “ولا أصير شريكًا في مجد الملك”. لذلك أسع بكل اجتهاد لتكون ابنًا لله بلا لوم، وأن ” تدخل في تلك الراحة” (عب11:4)، حيث دخل المسيح كسابق لأجلنا (عب20:6). اجتهد أن يكون أسمك مكتوبًا في ” الكنيسة التي في السماء مع الأبكار” (عب23:12)، لكى توجد عن ” يمين العظمة في الأعالى” (عب 3:1). أسع أن تدخل إلى المدينة المقدسة، أورشليم مدينة السلام، التي هي فوق، فوق الكل، حيث يوجد الفردوس. فلا يوجد أمامك طريق آخر للدخول إلى هذه الأمجاد العجيبة السعيدة سوى أن تسكب الدموع نهارًا وليلاً مثل ذلك الذي قال ” كل ليلة أعوم سريري وبدموعي أبل فراشي” (مز6:6). وأنت تعرف جيدًا أن ” الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج” (مز6:126). لهذا السبب فإن النبى يقول بكل صراحة ” لا تسكت عن دموعي” (مز12:39). وأيضًا ” أجعل دموعي أمام عينك كما وعدت”(مز8:56). وأيضًا ” دموعي صارت لي خبزًا نهارًا وليلاً” (مز3:42). وفي مزمور آخر ” مزجت شرابي بدموعي” (مز9:102). قوة الدموع: 8 ـ لأن الدموع التي تُسكب حقًا من حزن كثير وكآبة قلب وبمعرفة للحق واحتراق في الداخل، إنما هي طعام للنفس يأتيها من الخبز السماوي الذي سبقت مريم وأخذت منه حينما جلست عند قدمي الرب وبكت بحسب ما شهد لها المخلص نفسه. فإنه قال: ” لقد اختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها” (لو42:10). فما أثمن تلك الدرر، التي تتساقط مع انسكاب وفيض الدموع المغبوطة! ويا لتلك الاستجابة الفورية والإنصات المستمر! وأي عقل قوى حكيم! ويا لشدة روح الرب، التي تتحرك بقوة نحو عريس بلا عيب! وأي رغبة شديدة وشوق في النفس إلى الله الكلمة! وأي شركة حميمة للعروس مع العريس السماوي!. النار الإلهية : 9 ـ فتمثل بها إذن يا ابني ، اقتد بتلك التي ثبتت عينيها عليه وحده، ذلك الذي قال ” جئت لألقى نارًا على الأرض فماذا أريد لو اضطرامت” (لو49:12). فهناك اشتعال للروح، هو الذي يُشعل القلوب نارًا. فإن النار الإلهية غير المادية لها فاعلية لإنارة النفوس وتمحيصها كما يُمتحن الذهب النقي بنار البوتقة. ولكنها (النار الإلهية) تحرق كل شر مثل الأشواك والقيود ” لأن إلهنا نارًا آكلة” (عب29:12) ” معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، في نار لهيب، وللذين لا يطيعون إنجيله” (2تس 8:1). وهذه النار هي التي عملت في الرسل حينما تكلموا بألسنة نارية (أع25:2). هذه النار هي التي أحاطت ببولس، بالصوت الذي أنار عقله ولكنها أعمت بصره (أع3:9). فلم تكن رؤيته لقوة ذلك النور بدون الجسد. هذه النار ظهرت لموسى في العليقة، وهذه النار، في شكل مركبة هي التي اختطفت إيليا من الأرض (2مل11:4). وداود المبارك كان يطلب فاعلية هذه النار حينما قال “امتحنى يارب، جربنى محص كليتى وقلبى” (مز2:26). 10 ـ هذه النار هي التي ألهبت قلب كليوباس ورفيقه حينما تكلم المخلص معهما بعد القيامة. والملائكة والأرواح الخادمة تأخذ من لمعان هذه النار كما هو مكتوب ” الصانع ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا ملتهبة” (عب7:1). وهذه النار هي التي تحرق الخشبة التي في العين الداخلية، لتجعل العقل نقيًا، حتى إذا استرد قوة رؤيته الطبيعية ، يمكنه أن يتفرس بلا انقطاع في عجائب الله كما هو مكتوب ” افتح عيني، لكى أبصر عجائب من شريعتك” (مز18:119). هذه النار أيضًا تطرد الشياطين، وتنزع الخطايا، ولها قوة القيامة، وفاعلية قوة الخلود، وهي نور النفوس المقدسة، وسند القوات العاقلة. فلنصلِ ولنتوسل أن تأتى إلينا أيضًا هذه النار، حتى بسيرنا دائمًا في النور، فإننا ” لا تعثر بحجر أقدامنا” (مز12:91) ولا إلى لحظة واحدة، بل ” نضئ كأنوار في العالم” ” ممسكين بكلمة الحياة الأبدية” (في15:2)، حتى إذا تنعمنا بخيرات الله بين قديسيه، فإننا نجد راحة مع الرب في الحياة، ممجدين الآب والابن والروح القدس الذي له المجد إلى الأبد. أمين. ________________________________________ [1] يقصد الشعوب الوثنية وعبادة الأصنام الأهواء الشرير العظة السادسة والعشرون كرامة النفس ـ تجارب الشر والانتصار كرامة وقيمة وقوة وفاعلية النفس الخالدة، وكيف تُجرب بواسطة الشيطان، وكيف تحصل على الحرية من التجارب. وتحتوى العظة أيضًا على بعض أسئلة مملوءة بتعاليم هامة. كرامة النفس البشرية : 1ـ أيها الحبيب، لا تستخف بالطبيعة العقلية للنفس البشرية. فالنفس الخالدة هي مثل إناء غالى الثمن، فانظر مقدار عظمة السموات والأرض، ومع ذلك فإن الله لم يُسرّ بها بل وجد مسرّته فيك أنت فاعتبر كرامتك وسموك، حيث إن الرب قد أتى لأجل حمايتك وخلاصك بنفسه وليس بواسطة ملائكة وذلك لكى يناديك ويدركك أنت، أنت الذي قد ضعت وضللت، أنت الذي جُرحت، وذلك لكى يعيدك إلى حالة وشكل آدم النقي الذي خُلق عليه أولاً. لأن الإنسان كان سيدًا على السموات والأرض، وقادرًا أن يميّز الأهواء، وكان غريبًا تمامًا عن الشياطين، وجُرح ومات. وأظلم الشيطان عقله. فهو هكذا من ناحية معينة، ومن ناحية أخرى هو لا يزال يحيا ويميز ويملك الإرادة. استئصال الخطية : 2ـ سؤال: أليس صحيحًا أن الشهوة الطبيعية تُستأصل مع الخطية بحلول الروح القدس؟ الجواب: فقد سبق أن قلت إن الخطية تُستأصل والإنسان يسترجع ثانية شكل آدم الأصلي في طهارته. وفي الحقيقة، فإن الإنسان بقوة الروح والتجديد الروحاني لا يصل فقط إلى قياس آدم الأول، بل يصير في حالة أعظم منه لأنه يصير شريكًا للطبيعة الإلهية. حدود حرب الشيطان: 3ـ سؤال: هل الشيطان يحارب ضدنا كما يشاء أم أن له حرية محدودة في محاربتنا ؟ الجواب: إن الشيطان يهاجم ليس المسيحيين فقط بل وعابدي الأصنام والعالم كله، فلو كان مسموحًا له أن يحارب كما يشاء لكان أهلك جميع البشر وحطّم كل شيء. ولماذا هكذا؟ لأن هذه هي غايته وشهوته. وكما أن الخزّاف يضع أوعيته في النار ويحمّى الفرن تدريجيًا وليس بما يفوق الحد اللازم لئلا تنشق الأواني، وأيضا ليس بأقل من الحد اللازم لئلا تصير الأوانى نيئة وغير نافعة للاستعمال، وكما أن الصائغ أو الجواهرجي يسلّط النار بقدر محسوب، لأنه إذا زادت النار عن اللازم يسيل الذهب والفضة ويصيران كالماء ويتلفان، وإذا كان عقل الإنسان يعرف كيف يقيس الأحمال المناسبة لدابته سواء كان جملاً أو غيره من الحيوانات بحسب قدرة كل حيوان على الحمل، فكم بالحري جدًا يفعل الله الذي يعرف قدر احتمال الناس لا يسمح للقوة المعادية أن تحارب كل إنسان إلاّ بقدر احتماله وسعته. 4 ـ كما أن الأرض رغم أنها واحدة، ومع ذلك فهناك أجزاء فيها صخرية وأجزاء أخرى سهلة وخصبة، وأجزاء مناسبة لزراعة الكروم وغيرها لزراعة القمح والشعير، هكذا أيضًا حقول القلوب البشرية والمشيئات تختلف من واحد إلى آخر. وهكذا أيضًا مواهب النعمة التي من فوق تُوزع بتنوع واختلاف. فلواحد تُعطى موهبة الكرازة بالكلمة، ولآخر موهبة التمييز ولثالث مواهب الشفاء (1كو 9:12). فإن الله يعرف طاقة كل إنسان في تحقيق وكالته، وهكذا أيضًا على حسب ذلك يوزع مواهبه المتنوعة. وبطريقة مشابهة أيضًا فيما يخص الحرب الداخلية يسمح لقوة العدو بمحاربة كل واحد على قدر طاقته في تقبل ومواجهة حرب الشرير. النعمة والطبيعة الشخصية : 5 ـ سؤال: حينما ينال إنسان القوة الإلهية ويتغير بها نوعًا ما، هل يظل في الطبيعة التي كانت له قبلاً؟ الجواب: لكى ما تُمتحن الإرادة، بعد نوال النعمة لكى يظهر ميلها وموافقتها، فإن الطبيعة تظل كما كانت قبلاً: فالذي كان شديدًا يبقى على شدته، والرقيق على رقته. ولكن يحدث أحيانًا أن إنسانًا غير متعلّم يُولد ثانيةً روحيًا ويتحول إلى إنسان حكيم وتُعلن له الأسرار الخفية، ومع ذلك يظل على طبيعته كإنسان غير متعلم. وآخر قد يكون شديدًا بطبيعته ولكنه يُسلّم نفسه وإرادته لخدمة الله فيقبله الله رغم أن طبيعته تبقى على شدتها، ومع ذلك يُسرّ الله به. وإنسان آخر يكون رقيقًا في عاداته ولطيفًا وصالحًا، ويعطى نفسه لله ويقبله الله ولكن إن لم يثبت في الصلاح فإن الله لا يُسرّ به لأن طبيعة البشر كلها قابلة للتغير إلى الخير أو إلى الشر، وهي قادرة على فعل الشر إذا أرادت ، ولكن إذا أرادت أيضًا فلها القوة ألاّ تتمّم الشر فعلاً. 6 ـ ومثل الكتابة على الورق، فإنك تكتب شيئًا ربما لم تقصده ولذلك تمحوه ثانيةً. فالورق يتقبل أى نوع من الكتابة، هكذا الإنسان القاسي أو الشديد الذي يعطى ذاته لله فيقبله، فإنه يتحوّل إلى ما هو صالح. لأن الله يقبل الناس من كل الأنواع ومن كل الاتجاهات، لكى يُظهر رحمته. والرسل حينما كانوا يأتون إلى مدينة ويمكثون فيها بعض الوقت فإنهم كانوا يشفون بعضًا من المرضى والبعض الأخر لا يشفون. والرسل من ناحيتهم يرغبون أن يعطوا الحياة لكل الموتى، والشفاء لكل المرضى. لكن لم يكن لهم ما أرادوا: فلم يكن مسموحًا لهم أن يفعلوا ما يشاءون. وبنفس الطريقة حينما أمسك والى الحارث، بولس الرسول فإن النعمة التي كانت مع الرسول كان يمكن لو أرادت أن تجعل الوالي وسور المدينة كلاهما يسقطان، حيث إن بولس كان إنسانًا مؤيدًا بالروح القدس، ولكن الرسول تدّلى في زنبيل (2كو32:11). فأين كانت إذن القوة الإلهية المصاحبة له؟.. إن هذه الأشياء حدثت بتدبير العناية، وفي بعض الأمور كان الرسل يصنعون الآيات والعجائب، وفي حالات أخرى كانوا بلا قوة لكى يظهر الفرق بين الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون، ولكي تُمتحن وتظهر حرية الإرادة، وهل سيعثر البعض عندما يرون أنهم (أى الرسل) ضعفاء. فلو كان الرسل قد فعلوا كل ما شاءوا في كل شيء لكانوا قد أتوا بالناس إلى خدمة الله بالقوة الجبرية، ولا يكون الأمر حينئذ مسألة إيمان أو عدم إيمان. المسيحية هي ” حجر صدمة وصخرة عثرة” (رو33:9). 7 ـ وأيضًا ما كُتب عن أيوب ليس بدون معنى، إذ يتضح من الكتاب أن الشيطان طلبه وسعى إليه. فإن الشيطان لا يستطيع أن يعمل شيئًا من ذاته بدون إذن من الله. وماذا يقول الشيطان للرب، “سلمه ليدي فإنه في وجهك سيجدف عليك” (أيوب12:1 سبعينية). ولا يزال أيوب كما هو، وهكذا الله أيضًا وكذلك الشيطان. فبقدر ذلك يطلبه الشيطان ويقول للرب “إنما هو يخدمك لأنك تساعده وتحميه وتعينه، ولكن أبسط يدك الآن وسلمه لي فإنه في وجهك يجدف عليك”. وباختصار، بسبب أن الشخص يكون حاصلاً على العزاء بالنعمة، فإن النعمة تنسحب قليلاً حتى يمكن أن يُسلم للتجارب، ويأتي الشيطان ويحضر معه ألاف من الشرور كتجارب للإنسان مثل: اليأس والارتداد والأفكار الرديئة ليعذب بها النفس لكى يضعفها ويفصلها عن الرجاء في الرب. 8 ـ ولكن الشخص الحكيم لا ييأس أبدًا في وسط التجارب والشرور، بل يتعلق بمن هو مُمسك به، ومهما أثار الشيطان ضده من حروب فإنه يصبر في وسط التجارب التي لا تُحصى قائلاً ” إني ولو مت فلا أطلق الرب وأتركه”. وحينئذ فإذا صَبِرَ الإنسان إلى النهاية فإن الرب يحاور الشيطان قائلاً: ” انظر كم من الشرور والمصائب جلبت عليه ومع ذلك فلم يُنصت إليك بل هو يخدمني ويتقيني”. فحينئذٍ ينغلب الشيطان من الخزي ولا يكون له شيء أكثر ليقوله. وفي حالة أيوب، لو كان الشيطان قد علّم أن أيوب سيظل ثابتًا في وسط التجارب ولن ينهزم لما كان قد طلبه، وذلك ليتحاشى الخزي الذي أصابه. وهكذا الآن أيضًا في حالة أولئك الذين يحتملون الشدائد والتجارب، فإن الشيطان يخزى ويندم لرجوعه خائبًا. والرب يقول له “انظر ها أنا قد أعطيتك الإذن وسمحت لك أن تجربه، فهل استطعت أن تفعل به شيئًا؟ وهل سمع لك في أى شيء؟”. الشيطان معرفته محدودة بأفكار الإنسان : 9ـ سؤال: هل يعرف الشيطان كل أفكار الإنسان ومقاصده ؟ جواب: إذا كان إنسان يرافق إنسانًا آخر، فإنه يعرف عنه كل ما يختص به. وإن كنت أنت الذي لك من العمر عشرون سنة، تعرف الأمور الخاصة بجارك، أفلا يستطيع الشيطان الذي يحتك بك منذ ولادتك أن يعرف أفكارك؟ فإن عمر الشيطان الآن ستة آلاف سنة. ومع ذلك فنحن لا نقول إنه يعرف ما ينوى أن يفعله الإنسان قبل أن يجربه؟ فالمجرب يبدأ بالتجربة ولكنه لا يعرف إن كان الإنسان سيطيعه أم لا إلى أن يأتي الوقت الذي فيه يُسلّم الإنسان إرادته للشيطان ليستعبده. كما أنني لا أقول إن الشيطان يعرف كل أفكار واختراعات قلب الإنسان. فكما أن الشجرة لها فروع وأغصان كثيرة، هكذا النفس أيضًا لها فروع كثيرة من الأفكار، والشيطان يعرف بعض هذه الفروع، ولكن هناك أفكار ومقاصد أخرى لا يدركها الشيطان ولا يمسكها. الالتجاء إلى الله بالإيمان والمحبة يهزم الشيطان : 10ـ فقد يحدث في أمر معيّن أن جانب الشر يكون أقوى في الأفكار التي داخلنا ولكن في أمر آخر ينتصر فكر الإنسان ويكون أقوى من الشر إذ ينال عونًا وفداءً من الله فيقاوم الشر ويمقته. إذن فإنه ينغلب في أمر وفي أمر آخر ينتصر. فإنه أحيانًا يأتي إلى الله بحرارة، والشيطان يعرف هذا ويرى ذلك الإنسان ينفر منه ويقاومه، وأنه ـ أى الشيطان ـ عاجز أمامه. وما السبب في ذلك؟ السبب أن الإنسان له الإرادة والرغبة أن يصرخ إلى الله، وتوجد عنده الثمار الطبيعية لمحبة الله، ثمار الإيمان بالله، وطلب المجيء إليه. ففي أمور العالم الخارجية التي حولنا، فإن الفلاح يُفلّح الأرض، ولكنه بالرغم من تفليحه لها، فإنه يحتاج إلى وابل من الأمطار من فوق. فإن لم يأت المطر من فوق فلا ينتفع الفلاح شيئًا من تفليحه الأرض. هكذا الأمر أيضًا في العالم الروحي. فإن هناك عاملان يؤخذان في الاعتبار. فأولاً، من الضروري أن يُفلّح الإنسان أرض قلبه بحريته واختياره وتعبه ـ فإن الله يريد أن يبذل الإنسان كل جهده ويتعب ولا يتكاسل ـ ولكن إن لم تظهر السحب السماوية وأمطار النعمة من فوق فإن الفلاح الروحاني لا ينتفع شيئًا من جهده وتعبه. علامة المسيحية : 11ـ هذه هي علامة المسيحية إنه مهما فعل الإنسان وتعب ومهما عمل أعمال برّ، فإنه يشعر أنه لم يفعل شيئًا. وحينما يصوم فإنه يشعر في نفسه كأنه لم يَصم. وحينما يصلى يقول في نفسه “هذه ليست صلاة”. وعندما يثابر في الصلاة يشعر أنه لم يُثابر بعد بل يقول لنفسه “إنني فقط بدأت أن أمارس المثابرة والتعب”، وحتى إذا كان بارًا أمام الله فينبغى أن يقول “أنا لست بارًا، أنا لست عاملاً، ولكنى فقط ابتدئ في كل يوم”. وينبغي أن يكون عنده الرجاء والفرح كل يوم وانتظار الملكوت التي والفداء الكامل، وان يقول ” إن لم أكن قد افتُديت (تحررت) اليوم فإنني سأُفتدى غدًا”. ومثل الإنسان الذي يزرع كرمًا، فإن عنده فرح ورجاء في نفسه قبل أن يبدأ الزرع، إذ هو يتصور الكرم في عقله ويحسب الربح الناتج منه أيضًا، قبل أن يثمر الكرم، وهكذا فإنه يبتدئ بالتعب والجهد ـ لأن الرجاء والانتظار يجعلانه يجتهد بغيرة وحماس وينفق على الكرم لفترة طويلة من ماله. وهكذا أيضًا الإنسان الذي يبنى بيتًا أو يزرع حقلاً فإنه يتكلف كثيرًا في البداية، ولكنه يفعل ذلك على رجاء الربح الذي سيحصل عليه. وبنفس الطريقة في هذا الأمر الذي أمامنا. فإن لم يضع الإنسان أمام عينيه الفرح والرجاء قائلاً في نفسه: ” إنني سأحصل على الفداء الكامل (التحرر) والحياة”، فإنه لا يستطيع أن يحتمل الشدائد أو الأثقال بصبر ولا يستطيع السير في الطريق الضيق. فإن وجود الرجاء والفرح في قلبه هما اللذان يجعلانه يتعب ويحتمل الشدائد وثقل السير في الطريق الضيق. 12 ـ ولكن كما أنه ليس من السهل خروج الميسم (سيخ حديد) من النار، هكذا فليس من السهل أن تهرب النفس من نار الموت إلاّ بتعب كثير. فكثيرًا ما يوحى الشيطان بأفكار مضلّة تحت ستار الأفكار الصالحة مثل ” بهذه الطريقة يمكنك أن ترضى الله” فهو يوحى إلى الشخص ويقوده بمكر إلى أفكار خادعة ولطيفة حسب مظهرها، وعندما لا يعرف الإنسان كيف يكتشف أو يميّز أنه مخدوع. فإنه يسقط في ” فخ وهلاك إبليس” (1تى9:6، 7:3). السلاح الفتاك : إن أشد أسلحة المجاهد المسيحي فتكًا هي هذه: أن يحارب ضد الشيطان في أعماق قلبه، وأن يبغض نفسه، وينكر نفسه، وأن يغضب منها ويوبّخها، ويقاوم الشهوات التي تتحرك في داخله ويعارك مع أفكاره ويحارب ضد ذاته. 13 ـ فإذا كنت تحفظ جسدًا خارجيًا من الفساد والدنس ولكنك ترتكب الزنا والفسق في أفكارك فإنك زانِ أمام الله ولا تنفعك عذراوية جسدك شيئًا. فإن كانت هناك امرأة شابة يحاول شاب أن يغريها ويخدعها حتى يفسدها بحيلته ومكره، فإنها بعد ذلك تصير مكروهة من زوجها لأنها صارت زانية. هكذا أيضًا النفس الروحانية فإنها إذا عقدت شركة مع الحيّة المختفية في ثنايا القلب الداخلية، فإنها ترتكب الزنا مع الروح الخبيث ضد الله كما هو مكتوب ” إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه” (مت28:5). فهناك زنى بالجسد، وهناك زنى آخر للنفس حينما تقيم شركة مع الشيطان. فالنفس إما أن تكون شريكة وقريبة للشياطين، أو لله والملائكة، فإن كانت تزنى مع الشيطان، فهي لا تليق بالعريس السماوى. الحرب مستمرة ولكن الرب يحفظ من الذي : 14ـ سؤال: هل الشيطان يهدأ أحيانًا ويكون الإنسان حُرًا من الحروب؟ أم أن الحرب لا تكف عنه مادام حيًا في الجسد؟ جواب: إن الشيطان لا يهدأ أو يكف عن الحرب. ومادام الإنسان يحيا في هذا العالم ويلبس الجسد فهو مُعرّض للحرب. ولكن حين ” تنطفئ سهام الشرير الملتهبة”(أف16:6) في ضرر يصيب الإنسان إذا أتى الشيطان بإيحاءاته؟ فالشخص الذي يكون صديقًا للملك، وتُرفع شكوى ضده من عدوه، فحيث إن الملك صديق له ويتمتع بفضل وإنعامات الملك، ويقدم له الملك المساندة والعون، فإنه لا يُصاب بأي ضرر. وحينما ينجح أى شخص في أن يعبر بكل الرتب والدرجات ويصير صديقًا للملك ، فلا يستطيع أحد أن يلحق به ضررًا. وفي هذا العالم المادي توجد بعض المدن التي تحصل على هبات وإنعامات من الإمبراطور. فحتى إذا قامت هذه المدن بالصرف على بعض الخدمات فإنها لن تخسر كثيرًا، حيث إنها تحصل على خيرات وافرة من الإمبراطور. هكذا المسيحيون أيضًا، فحتى إذا كان العدو يحارب ضدهم فإنهم يحتمون في الله كحصنهم وقوتهم، وقد لبسوا القوة والراحة من الأعالي، ولا يبالون بالحرب التي تقوم ضدهم. 15 ـ وكما أن الرب لبس الجسد متخلّيًا عن كل رئاسة وقوة، كذلك المسيحيون يلبسون الروح القدس ويصيرون في سلام. فحتى إذا أتت الحرب من الخارج وبدأ الشيطان هجومه، فإنهم يتقوون داخليًا بقوة الرب ولا يقلقون من الشيطان. فالشيطان جرّب الرب في البرية أربعين يومًا ولم يصبه بأي ضرر باقترابه من جسده أو من الداخل إذ كان هو الله. هكذا المسيحيون، رغم أنهم يُجرّبون من الخارج فإنهم من الداخل مملؤون بالله ولا يصيبهم أى أذى. ولكن من يصل إلى هذه المقاييس، فإنه يكون قد وصل إلى محبة المسيح الكاملة، وإلى ملء اللاهوت. وأما من لم يكن هكذا فإنه لا يزال يعانى من الحرب في داخله. فإنه في ساعة معينة يبتهج ويفرح في الصلاة ولكنه في ساعة أخرى يكون في شدة وفي حرب. وهذه هي إرادة الرب. فلأن مثل هذا الشخص لا يزال طفلاً، فإن الرب يدرّبه في الحروب، ومن داخله تنبع كلاً من أفكار النور والظلمة، والسلام والشدة، ومثل هؤلاء الأشخاص يصلون في سلام في بعض الأوقات وفي أوقات أخرى يكونون في ضيق وقلق. 16ـ ألاّ تسمع ما يقوله الرسول بولس؟ ” إن كان لي كل المواهب، وإن سلّمت جسدي حتى احترق، وإن كنت أتكلم بألسنة الملائكة، وليس لى محبة فلست شيئًا” (1كو1:13ـ3). فهذه المواهب هي فقط لأجل حثنا وتحريضنا. وأولئك الذين يكتفون بها فإنهم لا يزالون أطفالاً رغم أنهم في النور. فكثيرون من الأخوة قد وصلوا إلى هذه الدرجات وحصلوا على مواهب الشفاء، والإعلانات والنبوة ، ولكن لأنهم لم يصلوا إلى المحبة الكاملة التي هي ” رباط الكمال” (كو18:3) فإن الحرب تثور ضدهم، ولأنهم لا يحترسون فإنهم يسقطون. ولكن الشخص الذي يصل إلى المحبة الكاملة فإنه يُحاصر بالنعمة ويصير أسيرًا لها. أما الذي يقترب قليلاً من هذه الدرجة ـ درجة المحبة الكاملة ـ ولكنه لا يُربط بالحب تمامًا ويُقيّد به، فمثل هذا الشخص لا يزال مُعرّضًا للخوف والحروب واحتمال السقوط، وإذا لم يحترس لنفسه فإن الشيطان يلقيه صريعًا على الأرض. أسباب السقوط : 17 ـ وبهذه الطريقة فإن كثيرين أخطأوا بعد أن حصلوا على النعمة. ظنوا أنهم قد حصلوا على الكمال وقالوا ” هذا يكفي، إننا لا نحتاج إلى أكثر من ذلك”. ولكن الرب ليس له نهاية، ولا يمكن إدراكه بصورة كاملة ولا يجرؤ المسيحيون أن يقولوا “لقد أدركنا” الله (في13:3)، ولكنهم يظلون يسعون ـ بتواضع ـ ليلاً ونهارًا. وفي أمور هذا العالم نجد أنه ليس هناك نهاية للتعلّم، وأكثر الناس إدراكًا لهذه الحقيقة هو الشخص الذي حصل على درجة كبيرة من العلم والمعرفة. هكذا أيضًا في هذا الأمر الذي نتحدث عنه، فالله لا يمكن قياسه أو إدراكه إلاّ بواسطة أولئك الذين قد بدأوا يتذوقونه، أولئك الذين قبلوه شخصيًا، ويعترفون بضعفهم وعجزهم. فإذا ذهب إنسان له بعض العلم إلى قرية حيث الناس غير متعلّمين فإنهم يعجبون به، لأنهم جهلاء تمامًا فإنهم يمدحونه كأحد العلماء. ولكن إذا ذهب نفس هذا الشخص بعلمه القليل إلى مدينة حيث العلماء والخطباء فإنه لا يجسر أن يظهر بينهم أو يتكلم لأن العلماء الحقيقيون يحسبونه جاهلاً. حالة الذي ينتقل أثناء الحرب الروحية : 18ـ سؤال: إذا فرضنا أن إنسانًا لا يزال في حرب داخلية ولا يزال يوجد في نفسه كلاً من الخطية والنعمة، فإذا انتقل من هذا العالم إلى أين يذهب، حيث إنه يميل نحو كل من الخطية والنعمة. جواب: إنه يذهب إلى حيث يميل قلبه وإلى حيث يوجد حبه. وما عليك إذا أتت عليك الشدة والحرب إلاّ أن تقاومهما وتبغضهما. لأن مجئ الحرب عليك هذا ليس من صنعك. ولكن أن تبغض الحرب فهذا أمر متوقف عليك. وحينئذ إذ ينظر الرب إلى قلبك ويرى أنك تجاهد وأنك تحبه بكل نفسك، فإنه يطرد الموت عن نفسك في وقت قصير جدًا. فإن هذا ليس صعبًا عليه، ثم يأخذك إلى حضنه وإلى نوره. وفي لحظة من الزمان ينتشلك من فم الظلمة وينقلك في الحال إلى ملكوته. فمن اليسير على الله أن يفعل كل الأشياء في لحظة من الزمان، إن كنت فقط تضع حبك فيه. إن الله يريد عمل الإنسان. لأن النفس البشرية خُلقت لتكون لها شركة مع اللاهوت. 19 ـ وقد سبق أن تكلّمت كثيرًا عن مَثْل الفلاح الذي يتعب ويلقى البذار في الأرض وكيف أنه ينبغي أن ينتظر المطر من فوق. فإن لم تظهر السحب وتهب الرياح فلا فائدة من تعب الفلاح. فإن البذار تبقى عارية. والآن نطبق هذا على الوضع الروحي، فالإنسان الذي يعتمد فقط على مجهوداته الخاصة ولا ينال ما هو خارج عن طبيعته البشرية فإنه لا يستطيع أن يقدّم للرب ثمارًا تليق به. والآن ما هو العمل المطلوب من الإنسان، هل أن يتجرد من العالم ويتركه، وأن يثابر على الصلاة ويسهر، وأن يحب الله والاخوة؟. هذه هي المجالات المطلوب من الإنسان أن يعمل ويثابر فيها. ولكنه إن استند على عمله هذا واكتفي به ولم يترجى أن ينال العطية الأخرى، التي هي رياح الروح القدس، فإن عدم هبوب رياح الروح على نفسه، بسبب عدم ظهور السحب السماوية، وعدم نزول المطر من السماء ليرطب نفسه، فإن الإنسان لا يستطيع أن يقدم للرب الثمار التي تليق به (بالرب). 20 ـ إنه مكتوب إن الكرام حينما يرى الغصن يأتي بثمر ” ينقيه ليأتي بثمر أكثر” (يو2:15) وأما الغصن الذي لا يأتي بثمر فإنه ينزعه ويسلّمه للحريق. وفي الحقيقة يليق بالإنسان إذا صام أو سهر الليالي أو صلى أو عمل أى شيء من الصلاح، أن ينسب كل شيء للرب ويقول: ” لو لم أنل القوة من الله لما كنت قد استطعت أن أصوم أو أصلى أو أتجرد من العالم”. وبهذه الطريقة فإذ يرى الله قصدك، أنك تنسب كل ما تعمله إليه، فإنه ينعم عليك بما هو ليس من ذاتك أو من طبيعتك ـ أى بما هو روحاني وإلهي وسماوي. وما أعنيه هو ثمار الروح والفرح والسعادة. الثمار الطبيعية والثمار الروحانية : 21ـ سؤال: ولكن حيث إن الثمار الطبيعية هي المحبة والإيمان والصلاة، فما هو الفرق بين هذه الثمار الطبيعية والثمار الروحانية؟ جواب: الأشياء التي تعملها من نفسك هي حسنة ومقبولة أمام الله، ولكنها ليست نقية تمامًا فمثلاً: أنت تحب الله، ولكنك لا تحبه محبة كاملة. فحينما يأتي الرب إلى داخلك فإنه يعطيك محبة سماوية غير متغيرة. أو أنت تصلى ولكن صلاتك مُصابة بتشتيت الأفكار والقلق. وحينما يأتي الرب إليك فإنه يعطيك الصلاة النقية ” بالروح والحق” (يو23:4) وإننا نجد في العالم المادي، أن التربة غالبًا ما تُخرج أشواكًا من نفسها. والفلاح يحفر ويصلح الأرض بعناية ويضع فيها البذار، ولكن الأشواك التي لم يزرعها أحد تنبت وتتكاثر. إذ أنه بعد سقوط آدم قيل له ” شوكًا وحسكًا تنبت لك الأرض” (تك18:3). ومرة ثانية يتعب الفلاح في الأرض ويقتلع الأشواك ولكنها مع ذلك لا تزال تتكاثر. وإذا طبقنا هذا تطبيقًا روحيًا نجد أنه منذ سقوط الإنسان صارت تربة القلب البشرى تنبت شوكًا وحسكًا. والإنسان يعمل ويتعب، ومع ذلك تنبت فيها أشواك الخطية، إلى أن يأتي الروح القدس نفسه ” ويعين ضعفات الإنسان” (رو26:8). ويزرع الرب الزرع السماوي في تربة القلب ويفلحها. ولكن برغم ذلك، لا يزال الحسك والشوك ينبتان ثانية. ثم يعمل الرب والإنسان معًا في أرض النفس ولا تزال أشواك وأرواح الشر تنبت وتنمو هناك حتى يأتي وقت الصيف والحرارة الشديدة حين تتفاضل وتتزايد النعمة فتجف الأشواك وتذبل من حرارة الشمس. النعمة المتفاضلة تلغى سلطان الخطية : 22ـ فرغم أن الشر موجود في الطبيعة البشرية (بعد نوال النعمة) ولكنه لم يعد له السلطان أن يسود عليها كما كان سابقًا. فرغم أن الزوان يمكن أن يخنق نبات القمح في بداية نموه ولكن حينما يأتي الصيف وتنضج حبوب القمح فإن الزوان لا يكون له أى ضرر على القمح بعد ذلك. فإذا وضعت ربع مكيال[1] من الزوان في ثلاثين مكيال من القمح النقي واختلطت معها في تأثير يكون للزوان. فإن كمية القمح الكبيرة تطغى بسبب وفرتها على الزوان القليل. هكذا أيضًا في مجال النعمة، فحينما تتفاضل عطية الله وتفيض نعمته في الإنسان فيصير غنيًا بالرب، فحتى إذا كانت الخطية حاضرة فيه إلى درجة ما، فإنها لا تستطيع أن تؤذيه ولا يكون لها سلطان أو قوة عليه. وهذا هو الهدف من مجيء الرب وعنايته بالإنسان ـ هو أن يطلق الذين كانوا أسرى للخطية ومستعبدين لها، ويجعلهم أحرارًا وغالبين للموت والخطية. لذلك فلا ينبغي أن يستغرب الاخوة إذا أصابتهم ضيقات وشدائد من الناس فهذا يساعد على تخليصهم وتحريرهم من الخطية. 23ـ كان موسى وهرون اللذان أُعطيا الكهنوت في العهد القديم، يتحملان شدائد كثيرة، أما قيافا حينما جلس في كرسيهما اضطهد الرب وحكم عليه. والرب سمح بأن يتم هذا احترامًا للكهنوت. وبالمثل فإن الأنبياء قد اضُطهدوا من أمتهم وشعبهم. وفي كنيسة العهد الجديد خلف بطرس، موسى، واستأمنه المسيح على كنيسته الجديدة والكهنوت الحقيقي. لأن المعمودية الآن هي معمودية النار والروح القدس. وقد أُعطينا ختانًا في القلب. لأن الروح الإلهي السماوي يسكن في داخل العقل. ومع ذلك فحتى أولئك الكاملين ليسوا أحرارًا من القلق تمامًا ماداموا في الجسد، وذلك بسبب حرية إرادتهم، ولذلك يتعرضون للخوف. ولهذا السبب عينه يُسمح لهم بأن يُجربوا. ولكن حينما يصل الإنسان إلى مدينة القديسين، فإنه حينئد يستطيع أن يحيا بدون اضطراب وبدون تجارب. وهناك لا يوجد حزن أو اضطراب أو تعب أو شيخوخة أو شيطان أو حرب، بل هناك راحة وفرح وسلام وخلاص. والرب موجود في وسطهم وهو مخلصهم لأنه هو الذي أطلق المأسورين أحرارًا. وهو يُدعى الطبيب لأنه معطى الدواء السماوي الإلهي. ويشفي آلام وأهواء النفس التي تكون من بعض الوجوه متسلطة على الإنسان. وبالاختصار فإن يسوع هو الملك والله، أما الشيطان فهو طاغية ورئيس الشر. النفس لها الاختيار بين الله والشيطان : 24 ـ ولنقل ببساطة، إن الله وملائكته يرغبون أن يجعلوا هذا الإنسان واحدًا معهم ليكون معهم في ملكوت الله، والشيطان أيضًا وملائكته يرغبون أن يضموا الإنسان إليهم ليكون معهم. والنفس موجودة في الوسط بين هذين الكيانين ـ والجانب الذي تميل إليه إرادتها فإنها تصير ملكًا له وابنًا له. فكما يحدث من الأب الذي يرسل ابنه إلى أرض غريبة، حيث توجد وحوش كاسرة وحيات سامة في الطريق، فإنه يعطيه أدوية وعلاجات يجهزه بها حتى إذا قابلته الوحوش أو التنانين لتهاجمه فإنه يستطيع أن يستعمل الأدوية ليقتلها. الدواء السماوي والقلب النقي : فاجتهدوا أنتم أيضًا في الحصول على الدواء السماوي الذي هو شفي النفس وواقيها، لكى بواسطته تستطيعون أن تقتلوا الوحوش السامة ـ وحوش الأرواح النجسة. فبالحقيقة أنه ليس من السهل الحصول على قلب نقى إلاّ بتعب وجهد كثير. فإنه بذلك يحصل الإنسان على ضمير نقى وقلب طاهر وينتزع منه الشر كله. 25 ـ فإنه يحدث أحيانًا أن تأتى النعمة إلى إنسان ومع ذلك لا يكون قلبه نقيًا تمامًا. وهذا هو السبب الذي يجعل كثيرين يسقطون، فإنهم يسقطون لأنهم لا يصدقون أنهم بعد نوالهم النعمة لا يزال فيهم دخان وخطية، تستطيع أن تؤثر عليهم. وأما جميع الأبرار فإنهم أرضوا الرب إذ ساروا في الطريق الضيق الكرب وساروا فيه إلى النهاية. فإبراهيم رغم أنه كان غنيًا من جهة الله ومن جهة العالم إلاّ انه اعتبر نفسه ” تراب ورماد” (تك27:18) وداود يقول إنه ” عار عند البشر ومُحتقر الشعب، أما أنا فدودة لا إنسان” (مز6:22). وبنفس الطريقة، فإن كل الأنبياء والرسل أُهينوا وشُتموا، والرب نفسه، الذي هو الطريق، وهو الإله، حينما جاء إلى العالم لأجلك وليس لأجل نفسه، ليكون مثالاً لك في كل ما هو صالح. انظر إلى المسيح : انظر، إلى أى تواضع صار ووضع نفسه ” آخذًا صورة عبد” (في7:2)، وهو يعطى بنفسه أدوية شافية ويشفي كل المجروحين حينما ظهر من الخارج كأنه واحد من ” المجروحين” (إش5،4:53). 26 ـ ولكن لا تحتقر مجده الإلهي حينما تراه من الخارج متواضعًا كواحد منا. فإنه من أجلنا ظهر هكذا وليس لأجل نفسه، تأمل جيدًا في تلك الساعة حينما كانت الجموع المزدحمة تصرخ ” أصلبه أصلبه” (لو21:23) وكيف كان متواضعًا ومسحوقًا أكثر من جميع الناس. وكما يحدث في العالم حولنا فإن أى إنسان مجرم حينما يحكم عليه القاضى فإنه حينئذ يكون مكروهًا ومرذولاً من جميع الناس، هكذا كان الرب في ساعة الصليب وكإنسان محكوم عليه بالموت كان الفريسيون يعاملونه باحتقار شديد. وحينما بصقوا في وجهه ووضعوا إكليل الشوك على رأسه وضربوه في احتقارٍ وهوانٍ قد احتمله؟ لأنه مكتوب ” بذلت ظهري للضاربين, وجهي لم أستر من العار والبصاق وخدي من اللطم” (إش6:50). فإن كان الله قد تنازل لاحتمال هذه الإهانات والآلام والتحقير، فكم بالحري أنت الذي بطبيعتك ترابي ومائت. فمهما احتُقرت فإنك لن تفعل أبدًا مثل سيدك ـ فإنه لأجلك وضع نفسه، أفلا تضع أنت ذاتك لأجل نفسك أم تظل متكبرًا ومنتفخًا. لقد أتى ليحمل على نفسه آلامك وأثقالك وخطاياك، وليعطيك راحته، ولكنك ترفض أن تحمل أية متاعب أو أن تتألم لكى تحصل على شفاء لجروحك. والمجد لصبره وطول أناته إلى الأبد آمين. ________________________________________ [1] (ربع) المكيال المقصود يساوى (1 على 8) من مكيال القمح فتكون نسبة الزوان إلى القمح 240:1. العظة السابعة والعشرون حالة النعمة وحرية الاختيار هذه العظة كسابقتها تصف كرامة وحالة الإنسان المسيحي. ثم تعلّم أمورًا نافعة كثيرة عن حرية الإرادة مع بعض أسئلة مملوءة بحكمة إلهية. كرامة الإنسان في المسيح : 1ـ اعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخًا للمسيح، وصديقًا للملك، وعروسًا للعريس السماوى، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فإنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت. وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضع أكثر، ففي ضوء قوة الله يرى الإنسان خطورة حالته الساقطة. وكما أنه (المسيح) عبر الآلام والصليب قبل أن يتمجّد ويجلس عن يمين الآب، هكذا ينبغي لك أن تتألم معه، وتُصلب معه، وبذلك تصعد معه وتتحد بجسد المسيح، وتملك معه إلى الأبد في ذلك العالم، ” إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه” (رو17:8). 2 ـ لأن أولئك الذين يستطيعون أن يغلبوا ويجوزوا حصون الشر، فإنهم يدخلون إلى المدينة السماوية المملوءة بالسلام وأنواع الصالحات حيث ” أرواح الأبرار” تجد راحة (عب23:12). لذلك ينبغي أن نكد ونتعب كثيرًا من أجل ذلك. فإنه لا يليق أن العريس الذي أتى من أجلك ، يتألم ، بينما العروس التي جاء لأجلها العريس تعيش في بلادة وتكاسل هائمة في العالم. وكما أنه في الأمور العالمية تعطى الزانية نفسها لكل إنسان بدون تمييز في عهارة، هكذا النفس التي قد أعطت نفسها للشيطان حتى أفسدتها تلك الأرواح الشريرة. فإن البعض يخطئون ويفعلون الشر باختيارهم بينما البعض الآخر يخطئون رغمًا عنهم. فما معنى هذا؟ إن أولئك الذين يفعلون الشر باختيارهم هم الذين قد باعوا إرادتهم للشر، ويجدون لذتهم فيه ويعقدون معه صداقة. مثل هؤلاء هم متصالحون مع الشيطان ولا يحاربونه في أفكارهم. وأما أولئك الذين يفعلون الشر بدون إرادتهم فهؤلاء تحارب الخطية في أعضائهم (رو23:7). وقوة وحجاب الظلمة تحارب ضد إرادتهم وهم لا يتوافقون معها في أفكارهم، ولا يجدون لذتهم فيها، ولا يطيعونها بل يحاربون ضدها في القول والفعل. وهم يغضبون مع أنفسهم. فهؤلاء هم أسمى جدًا وأكرم في عيني الله من الذين يبيعون إرادتهم للشر ويفرحون به. 3 ـ فإذا افترضنا أن ملكًا وجد فتاة فقيرة تلبس خرقًا بالية، ولم يستنكف منها بل أخذها وجردها من ثيابها الرثة وغسلها من سوادها وزينها بملابس أنيقة مبهجة وجعلها شريكته وجليسته على مائدته، فهكذا الرب أيضًا قد وجد النفس مجروحة ومضروبة، وأعطاها الدواء وخلع عنها الثياب السوداء وأزال عنها عار الخطية وألبسها الملابس الملوكية السماوية أي ملابس اللاهوت اللامعة المجيدة. ووضع تاجًا على رأسها وجعلها شريكة مائدته الملوكية للفرح والبهجة. وكما في حالة الحديقة الجميلة حيث توجد أشجار مثمرة ويكون الهواء مُحملاً بالرائحة الزكية، وتوجد أماكن كثيرة جميلة ومُنعشة وذلك لبهجة وراحة أولئك الذين يذهبون إلى هناك، هكذا أيضًا تكون النفوس في الملكوت فإنها تكون جميعها في فرح وسعادة وسلام، ويكونون ملوكًا وأربابًا وآلهة. لأنه مكتوب ” ملك الملوك ورب الأرباب” (1تي 15:6). 4 ـ فالديانة المسيحية ليست إذن شيئًا عاديًا، ” هذا سر عظيم” (أف32:5)، لذلك فاعرف قدرتك وسموك لكونك دُعيت إلى الكرامة الملوكية “جنس مختار كهنوت ملوكي وأمة مقدسة” (1بط9:2)، لأن سر المسيحية هو غريب بالنسبة لهذا العالم. والمجد المنظور الذي للإمبراطور أو الملك وكل غناه، إنما هو أرضى وفاني ومضمحل وأما ذلك الملكوت وذلك الغنى السماوي فهو إلهي سماوي ومملوء مجدًا وهو لا يفنى ولا يضمحل لأن مثل هؤلاء المسيحيون يملكون مع الملك السماوي في الكنيسة السماوية ” وهو البكر من الأموات” (كو18:1) وهم أيضًا أبكار، ولكن رغم أن هذه هي حالتهم وهم مختارون ومقبولون أمام الله، فإنهم يعتبرون أنفسهم أقل الكل وليس لهم أي استحقاق، وقد صار أمرًا طبيعيًا عندهم أن يعتبروا أنفسهم كلا شيء. نفسي ليست ثمينة عندي : 5ـ سؤال: هل معنى ذلك أنهم لا يعرفون أنهم قد نالوا شيئًا زائدًا وأنهم قد حصلوا على ما لم يكن لهم قبلاً أي ما هو غريب عن طبيعتهم؟ جواب: ما أقوله هم إنهم لا يعتبرون أنفسهم مستحقين لمدح الله ورضاه، ويعتبرون أنهم لم يتقدموا ويرتقوا، وهم لا يعرفون كيف حصلوا على ما لم يكن لهم قبلاً. ولكن برغم كل ذلك فإن النعمة نفسها تأتي وتعلّمهم أن لا يحسبوا ” نفوسهم ثمينة عندهم” (أع 24:20) رغم أنهم قد نموا وتقدموا. بل وأن يحسبوا أنفسهم كأنهم من طبيعتهم لا قيمة لهم. ورغم أنهم مكرّمون وأعزاء عند الله ولكنهم ليسوا مكرّمون عند أنفسهم. ورغم أنهم ينمون ويتقدمون في معرفة الله، فإنهم يكونون كأنهم لا يعرفون شيئًا ورغم كونهم أغنياء عند الله فإنهم يرون أنفسهم فقراء ـ وكما أن المسيح ” أخذ صورة عبد” (في 7:2) وغلب الشيطان بالتواضع، هكذا فإنه في البداية سقط الإنسان عن طريق الكبرياء والمجد الباطل بخداع الحية، والآن فإن الحية نفسها التي تختبئ في القلوب البشرية تحاول أن تصرع وتهلك كثير من جنس المسيحيين عن طريق الكبرياء والمجد الباطل. 6 ـ وإذا كان إنسان حر وكريم المولد بحسب العالم وعنده غنى كثير، وهو مستمر في تنمية ثروته وزيادة دخله، فإن مثل هذا الإنسان يفقد اتزانه ويصير معتدًا بذاته واضعًا ثقته في ذاته. هذا الإنسان يصير غير محتمل، ويبتدئ يرفس الآخرين ويبطش بهم. هكذا يكون الحال أحيانًا مع بعض الأشخاص الذين ينقصهم التمييز، فإنهم بمجرد أن يبدأوا في تذوق الفرح والقوة في الصلاة، فإنهم يبتدأون أن ينتفخوا روحيًا، ويفقدون اتزانهم، ويبدأون في إدانة الآخرين ولذلك يسقطون إلى أسفل أعماق الأرض. وأن الحية نفسها التي طردت آدم من الفردوس عن طريق الكبرياء بقولها “ستكونان كالآلهة” (تك5:3)، لا تزال تلقى بأفكار الكبرياء في قلوب البشر قائلة لكل منهم ” أنت كامل، إن عندك كثير وأنت غنى، ولا تحتاج شيئًا، إنك مغبوط وسعيد”. وهناك أشخاص آخرون أغنياء بحسب هذا العالم ومستمرون في تنمية ثرواتهم، ومع ذلك فإنهم يحفظون أنفسهم في حدود بعض البصيرة والتمييز ولا يفتخرون أو ينتفخون بل يظلون متزنين لأنهم يعرفون أن الوفرة والغنى يمكن أن يعقبها القلّة والشح. وأيضًا حينما تحدث لهم الخسارة والقحط فإنهم لا ييأسون بل يحفظون توازنهم عالمين أن الرخاء والوفرة ستعود مرة أخرى، وبكثرة تمرنهم في وقت الخسارة لا يندهشون ويتحيرون. المسيحية تذوق عميق وأكل للحق باستمرار : 7ـ والمسيحية في حقيقتها هي تذوق عميق للحق، هي أكل وشرب للحق، أن تأكل وأن تشرب، وهكذا تستمر تأكل وتشرب لتنال القوة والفاعلية. وإذا افترضنا أن هناك عين ماء يأتي إليها شخص عطشان ويبدأ أن يشرب منها ولكن في أثناء شربه يأتي شخص آخر ويصده قبل أن يرتوي تمامًا كما يريد، فإن ذلك الإنسان العطشان يشتعل عطشًا أكثر إلى الماء، لأنه قد تذوق الماء ولذلك فإنه يطلبه بغيرة وجهد أكثر. هكذا أيضًا في المجال الروحاني فإن الإنسان يتذوق الطعام السماوي ويشترك فيه، ثم يأتي في أثناء ذلك ما يمنعه فلا ينال شبعه تمامًا. 8 ـ سؤال: ولماذا لا يُسمح له أن ينال شبعه الكامل ؟ جواب: إن الرب يعرف ضعف الإنسان، وأنه ينتفخ بسهولة، ولهذا السبب فإنه يحجز عنه الشبع ويسمح للإنسان بأن يُمتحن ويُجرّب. فإذا كنت تنال قليلاً من النعمة ومع ذلك تصير غير محتمل وتكون منتفخًا، فكيف يكون الحال لو أنك أُعطيت حتى الشبع مرة واحدة بدون أن يحجز عنك الشبع؟ ولكن الله إذ هو يعرف ضعفك تمامًا فإنه بعنايته يرتب أن تأتيك الشدائد لكي تتضع وتطلب الله بغيرة واجتهاد. وكما يحدث في حالة إنسان فقير في الماديات وجد كيس ذهب وبخفة الفرح بدأ يصيح: ” لقد وجدت كيسًا من الذهب وصرت إنسانًا غنيًا” وحينئذ يسمع صاحب الكيس الذي فقده فيأتي ويأخذ ذهبه. وإنسان آخر كان غنيًا، وفقد اتزانه وبدأ يرفس الناس، ويحتقر كل واحد، ويعظِّم نفسه على غيره من الأشخاص، وحينما سمع الإمبراطور عنه صادر كل ممتلكاته. وهكذا الأمر في المجال الروحانى. فحينما يتذوق بعض الأشخاص قليلاً من العزاء والنعمة، فإنهم لا يعرفون كيف ينتفعون بما نالوا، بل إنهم يفقدون حتى ما قد نالوه لأن الخطية تضلّهم وتُظلِم عقولهم. النعمة والسقوط وحرية الاختيار : 9ـ سؤال: كيف يسقط البعض بعد افتقاد النعمة له أفلاّ يصير الشيطان أضعف بواسطة النعمة؟ وحيث يكون النهار كيف يمكن أن يكون هناك ليل؟ جواب: ليس أن النعمة تنطفئ أو تضعف، بل إن إرادتك وحريتك تُمتحن لكي يتضح إلى أي اتجاه تميل، ولهذا، فإن النعمة تعطى فرصة لوجود الخطية. وحينئذ تقترب أنت ثانية من الرب باختيارك وتتوسل إليه أن تأتيك النعمة وتفتقدك. فإنه مكتوب ” لا تطفئوا الروح” (1تس19:5) فالروح نفسه لا يمكن أن ينطفئ، بل هو نور دائم، ولكن إذا كنت أنت مهملاً، فبعدم توافقك وتعاونك مع الروح فإنك تنطفئ وتفقد الروح. وبالمثل يقول الكتاب ” لا تحزنوا الروح القدس الذي به ختمتم ليوم الفداء” (أف30:4) وأنت ترى هنا، أنك متروك لاختيارك وحريتك أن تكرم الروح القدس ولا تحزنه. وإني أؤكد لك أن حرية الاختيار تظل باقية حتى في المسيحيين الكاملين الذين يُسبون بالصالحات ويسكرون بها، والنتيجة أنهم رغم تعرّضهم لآلاف من الشدائد والشرور فإنهم يتجهون إلى الصلاح. 10ـ وحينما يترك بعض الأشخاص ـ من ذوي الرتب والثراء والنسب ـ أموالهم ويلبسون ثيابًا فقيرة رثة ويقبلون المسكنة والإهانات بدلاً من التكريم والاحترام، ويحتملون الشدائد ويُحسبون بلا كرامة، فإنهم إنما يفعلون هذا باختيارهم وإرادتهم. وصدقني أن الرسل أنفسهم الذين كانوا كاملين في النعمة، لم تكن النعمة تمنعهم من أن يفعلوا ما يريدون، إن رغبوا أحيانًا أن يفعلوا شيئًا غير موافق للنعمة. إن طبيعتنا البشرية معرّضة لكل من الخير والشر، والقوة المعادية تعمل عن طريق الحث والإغراء وليس عن طريق الإجبار. وأنت تملك الحرية أن تميل إلى الاتجاه الذي تريده. ألم تقرأ ما هو مكتوب أن بطرس ” كان ملومًا” (غل11:2). وأن بولس قاومه مواجهة. فرغم كل ما كان عليه بطرس من نعمة فإنه استوجب التوبيخ. وبولس ، مع كل الروحانية التي كان عليها، فإنه تشاجر مع برنابا حتى فارق أحدهما الآخر (أع39:15)، وبولس نفسه أيضًا يقول ” اصلحوا أنتم الروحانيون مثل هذا.. ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرب أنت أيضًا” (غل1:6). إذن فالروحانيون يُجربون لأن حرية إرادتهم باقية، والأعداء يحاربونهم ماداموا في هذا العالم. 11ـ سؤال: ألم يكن الرسل يستطيعون أن يخطئوا لو أرادوا ذلك؟ أم أن النعمة كانت قوية جدًا فوق إرادتهم؟ جواب: إنهم لم يكونوا يستطيعون أن يخطئوا، لأنه لم يكن في استطاعتهم أن يختاروا الخطية لكونهم في النور وفي ملء النعمة. وأنا لا أقول إن النعمة كانت ضعيفة فيهم ولكن ما أقول إن النعمة تسمح حتى للأشخاص الروحانيين الكاملين أن تكون لهم حرية الإرادة، وأن يكون لهم السلطان أن يفعلوا ما يختارون، وأن يتجهوا الاتجاه الذي يرغبونه. والطبيعة البشرية، إذ هي ضعيفة لها الإمكانية أن تميل إلى الشر حتى مع وجود الصلاح والنعمة فيها. وكما أن هناك أناسًا يلبسون السلاح الكامل من الرأس إلى القدم مع الدروع وغيرها من الأسلحة، فإنهم حينئذ يكونون محفوظين في الداخل ولا يستطيع الأعداء أن يهاجموهم، فإنهم في استطاعتهم إمّا أن يستخدموا أسلحتهم ويحاربوا ويجاهدوا ضد الأعداء وينتصروا أو أن يصالحوا الأعداء ويعقدوا معهم صلحًا ويكفوا عن محاربتهم رغم أنهم يملكون السلاح. وبنفس الطريقة، فإن المسيحيين المسلحين بالقوة الكاملة والذين يملكون السلاح السماوي يستطيعون إن أرادوا أن يتصالحوا مع الشيطان ويكفوا عن الحرب. إن الطبيعة البشرية معرّضة للتغيّر، والإنسان يستطيع إذا أراد أن يصير ابنًا لله أو ابنًا للهلاك. وفي هذا يتضح أن حرية إرادتهم هي التي تحدد ماذا يكون. أهمية الاختبار وبرهان الروح : 12ـ إن مجرد الحديث عن الأطعمة والمائدة شيء وأما أن تأكل وتتمتع بالطعام لتقوية أعضاء جسدك فهذا شيء آخر تمامًا. والحديث عن مشروب لذيذ بالكلمات شيء، وأما الاقتراب من الينبوع نفسه والشرب منه حتى الارتواء فهذا شيء آخر. وأن تتحدث عن الحروب وعن الأبطال والمحاربين الشجعان هذا شيء ولكن ذهاب الإنسان إلى المعركة في الطليعة ومحاربة الأعداء وجهًا لوجه ومناورتهم والأخذ والعطاء معهم والانتصار عليهم فهذا شيء آخر تمامًا. وبالمثل في الأمور الروحية: الكلام والحديث بالمعرفة والأفكار العقلية هذا شيء، وأما الجوهر والحقيقة في ملء الاختبار وفي الإنسان الداخلي وامتلاك كنز ونعمة ومذاقة وفاعلية الروح القدس في القلب فهذا شيء آخر. لأن أولئك الذين يتكلمون مجرد كلمات عارية يعيشون في اوهام، ” وينتفخون في ذهنهم” (كو8:2). والرسول يقول: ” وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة” (1كو4:2) وأيضًا يقول: ” إن غاية الوصية هي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء” (1تى5:1). ومثل هذا الإنسان لا يسقط. وكثيرون من الذين يطلبون الله ينفتح لهم الباب ويبصرون الكنز ويدخلون فيه، وبينما هم يفرحون بهذا ويقولون ” لقد وجدنا الكنز” فإنه يغلق الأبواب. ويبدأون بالصراخ والطلب والتوسل كثيرًا ويقولون ” لقد وجدنا الكنز وضيعناه”. فإن النعمة تنسحب بقصد وتدبير لكي ما نسعى ونطلب باجتهاد وغيرة. والكنز يُكشف لنا لكيما يجعلنا نسعى في طلبه. 13ـ سؤال: يقول البعض إن الإنسان بعد أن ينال النعمة مرة فإنه يعبر من الموت إلى الحياة. فهل من الممكن لمن قد صار في النور أن تكون عنده أفكار غير طاهرة؟ جواب: مكتوب ” أبعد ما ابتدأتم بالروح تكملون بالجسد” (غل3:3) وأيضًا يقول ” ألبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أف11:6). وهذه النصوص تبين وجود وضعين: الأول هو الذي يكون فيه الشخص حينما يكون لابسًا سلاح الروح، والآخر حينما يحارب مع السلاطين والرؤساء سواء في النور أو الظلمة. ومكتوب أيضًا ” لكي تقدروا أن تطفئوا سهام الشرير الملتهبة” (أف16:6). وأيضًا ” لا تُحزنوا روح الله القدوس” (أف30:4) وأيضًا ” لأن الذين استُنيروا مرة وذاقوا موهبة الله وصاروا شركاء الروح القدس وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضًا”(عب4:6). فهناك أولئك الذين استُنيروا وذاقوا الرب ومع ذلك يسقطون. ومن ذلك نرى أن الإنسان يملك الإرادة أن يحيا في توافق وانسجام مع الروح، وأيضًا يملك الإرادة أن يحزنه. وهو يأخذ الأسلحة لكي يذهب إلى المعركة ليحارب الأعداء. إنه بالتأكيد قد استنار حتى يمكن أن يحارب ضد الظلمة . الفرق بين المواهب والمحبة الكاملة : 14ـ سؤال: ماذا يعني الرسول بقوله ” إن كان لي كل علم وكل نبوة وأتكلم بألسنة الناس والملائكة فلست شيئًا” (1كو1:13ـ3). جواب: لا ينبغي أن نفهم من هذا الكلام أن الرسول ليس بشيء ولكنه يعني أن كل هذه المواهب ليست شيئًا بالمقارنة بالمحبة الكاملة، وهذه كلها لها أهمية قليلة. والذي له مثل هذه المواهب يمكن أن يسقط. أما الذي يملك المحبة فلا يمكن أن يسقط. وإني أؤكد لكم هذا، إني قد رأيت أشخاصًا نالوا كل المواهب الروحية وكانوا شركاء للروح ولكن لأنهم لم يصلوا إلى المحبة الكاملة فقد سقطوا. وأحد هؤلاء ـ وقد كان من النبلاء ـ رفض العالم وباع كل ممتلكاته وأطلق عبيده أحرارًا، ولأنه كان ذو حكمة وفهم، فقد نال شهرة كبيرة بسبب شدة تنسكه في الحياة. ولكنه ـ في نفس الوقت ـ كانت له أفكار عالية عن نفسه، وكان متكبرًا، ففي نهاية الأمر سقط في نجاسة فاضحة وآلاف أمور ردئية. 15ـ وإنسان آخر في زمن الاضطهاد، قدَّم جسده وصار معترفًا. ولما انتهي زمان الاضطهاد وأُطلق حرًا صارت له شهرة عظيمة لأن جفون عينيه كانت محترقة. وأيضًأ هذا الإنسان نال مجدًا كثيرًا من الناس وكانوا يطلبون صلواته وصار يأخذ منهم نقودًا وتقدمات ويعطيها لخادمه. وتغيرت أفكاره حتى صار كأنه لم يسبق له أن سمع كلمة الله. وآخر قدّم جسده في زمن الاضطهاد، وعلقوا جسده وجلدوه ثم ألقوه في السجن، وهناك كانت تخدمه إحدى الراهبات، وقد كوّن ألفة معها أثناء وجوده في السجن وسقط معها في الزنى. فانظر كيف أن الرجل الغنى، بعد أن باع كل ممتلكاته، وكذلك الذي قدَّم جسده للاستشهاد كلاهما يمكن أن يسقط. 16 ـ كان هناك ناسك حكيم، وكان يعيش معي في إقامة واحدة وكان يصلي معي، وكان غنيًا جدًا في النعمة حتى أنه حينما كان يصلي بجواري كانت تغمره الندامة والدموع، وكانت النعمة تغلي في داخله. وقد أُعطى موهبة الشفاء، ولم يكن يطرد الشياطين فقط، بل كان يضع يديه على أولئك المربوطين والمعذبين بأمراض خطيرة فيشفيهم. ثم بعد ذلك بدأ يتهاون لأنه كان ينال مجدًا كثيرًا من العالم: وكان يجد متعة ولذة في هذا المجد، وصار منتفخًا. وسقط إلى أعماق الخطية. فأنظر كيف أن الذي كانت له موهبة الشفاء قد سقط. ألاّ ترى أنهم يسقطون قبل أن يصلوا إلى المحبة الكاملة. لأن الذي يصل إلى المحبة يؤسر منها ويسكر بها. إنه يغطس فيها ويُمسك أسيرًا في عالم آخر، وكأنه لا يعرف شيئًا عن طبيعته القديمة. معنى ” ما لم تره عين .. ”: 17ـ سؤال: ما معنى الآية التي تقول: ” ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر” (1كو9:2)؟ جواب: في ذلك الزمان كان الأبرار والعظماء والملوك والأنبياء يعرفون أن المسيح لابد أن يأتى. ولكنهم لم يكونوا يعرفون ولا كانوا قد سمعوا أنه سيتألم ويُصلب ويُسفك دمه على الصليب ولم يخطر على بالهم أنه ستكون هناك معمودية بالنار والروح القدس وأن في الكنيسة ستُقدّم تقدِّمة الخبز والخمر مثالاً لجسده ودمه، وأن أولئك الذين يتناولون الخبز المنظور سيأكلون جسد الرب روحيًا، وأن الرسل والمسيحيين سينالون المعزي ” ويتأيدون بالقوة من الأعالى” (لو 49:24) ويمتلئون باللاهوت، وأن نفوسهم تمتزج بالروح القدس وتتشبع به، هذا لم يعرفه الأنبياء والملوك ولا خطر على قلبهم. والآن فإن المسيحيين يتمتعون بغنى عظيم يختلف عن غيره، وقلوبهم ممسوكة بشهوة اللاهوت، ولكن برغم كل ما يتمتعون به من فرح وتعزية فإنهم لا يزال عندهم، خوف ورعدة. 18 ـ سؤال : أي خوف ورعدة ؟ جواب: لئلا يتخذوا خطوة خاطئة، بل يظلون متوافقين مع النعمة. ومثل إنسان يملك كنوزًا كثيرة، ويسافر في رحلات حيث يوجد بعض اللصوص. فرغم أنه يفرح بغناه وكنوزه ولكنه يخاف لئلا يهاجمه اللصوص وينهبوه، ويكون كمن يحمل دمه على يديه. فأنظر ها نحن من جهة الأمور الخارجية، قد تخلينا جميعًا عنها وصرنا غرباء لا نملك شيئًا، وتركنا كل عشرة جسدية مع العالم. والآن حينما يكون الجسد في وضع الصلاة فإن الاخوة هم الذين يرون هل العقل أيضًا متحد مع الجسد ومشترك في الصلاة أم لا؟ فإنه في حالة العمال المهرة والبنائين في العالم، فإنهم يكونون مقيدين بجسدهم وعقلهم ليلاً ونهارًا في حرفتهم. فأنظر الآن جيدًا إلى نفسك: إنك متغرب بالنسبة للعالم، فهل عقلك متغرب عن العالم ولا يرتبط بأمور هذا العالم؟ إن كل إنسان في العالم، سواء كان جنديًاأو تاجرًا حيثما يكون جسده فإنه هناك يكون عقله وهناك يكون كنزه، كما هو مكتوب “حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضًا” (مت12:6). ما هو كنزك؟: 19ـ والآن ما هو الكنز الذي يميل إليه قلبك ويسعى إليه. هل هو يميل كلّيةً وتمامًا إلى الله أم لا؟ فإن لم يكن مائلاً إلى الله فأخبرني ما هو الذي يمنعك من ذلك، فبالتأكيد هناك الأروح الشريرة، أي الشيطان وجنوده الذين يجذبون العقل ويربطون النفس بالأغلال، لأن الشيطان ماكر جدًا وله حيل وخدع كثيرة من كل نوع، وهو يستولى على مراعي النفس وأفكارها ولا يدعها تصلي الصلاة الصحيحة وتقترب من الله. الطبيعة البشرية عندها القابلية لتكوين شركة مع الشياطين وأرواح الشر، كما أن عندها قابلية أيضًا لتكوين الشركة مع الملائكة والروح القدس، فمن الممكن أن تكون هيكلاً للشيطان أو هيكلاً للروح القدس. والآن افحصوا عقولكم يا اخوة، مع من أنتم في شركة؟ هل مع الملائكة أم مع الشياطين؟ وأنتم هيكل لمن: هل أنتم مسكن لله أم للشيطان؟ وما هو الكنز الذي يملأ قلبك: هل النعمة أم الشيطان. وكمثل بيت قد امتلأ بالروائح الكريهة والقذارة، ينبغي أن يتم تنظيفه تمامًا ويُنسق ويمتلئ بكل رائحة طيبة وبكل الكنوز، لكي يأتي الروح القدس بدلاً من الشيطان ويجد راحة في قلوب المسيحيين. 20 ـ وفي الحقيقة فإن الإنسان حينما يسمع كلمة الله لا يتحول في نفس اللحظة إلى جانب الصلاح. فلو أن مجرد الاستماع يجعله بين الصالحين لما كان هناك صراع أو أوقات حروب أو جهاد إذ أنه بمجرد سماعه فقط يتمتع براحة كاملة وبحالة سلام وكمال. ولكن حقيقة الأمر تختلف عن كل ذلك فإن الذين يظنون أن الأمور تسير هكذا إنما ينتزعون من الإنسان حرية اختياره وأيضًا ينكرون بذلك وجود قوة معادية تحارب ضد الإنسان. أما ما نقوله نحن فهو، إن الإنسان الذي يسمع الكلمة ويقبلها فإنها تقوده إلى التوبة، ثم بعد ذلك تنسحب النعمة قليلاً بتدبير عناية الله لأجل نمو الإنسان ومنفعته، فيدخل في التدريب ويتعلّم نظم الحرب، ويدخل في عراك وحرب ضد الشيطان وبعد كفاح طويل وعراك ينال الانتصار ويصير مسيحيًا. فلو كان مجرد الاستماع يجعل الإنسان من القديسين والصالحين لكان رجال اللهو وكل الزناة قد دخلوا إلى الملكوت والحياة الأبدية. ولكنهم لن يُعطى لهم هذا بدون توبة وجهاد لأن الطريق مستقيم وضيق (مت 14:7) وفي هذا الطريق الكرب ينبغي أن نسير ونحتمل الشدائد بصبر وهكذا ندخل إلى الحياة. الاختيار بين الصلاح والشر ـ مكافأة اختيار الصلاح: 21 ـ فلو أن النجاح الروحي ممكن بدون أي جهد، لما كانت المسيحية ” حجر صدمة وصخرة عثرة” (رو33:9). ولما كان هناك إيمان وعدم إيمان. وبذلك فإنك تجعل من الإنسان مخلوق على الضرورة والإجبار، غير قادر على الاتجاه إلى الخير أو إلى الشر. والقانون يُعطى فقط لمن يستطيع أن يتجه لأي من الاتجاهين ـ يُعطى لمن له الحرية أن يدخل المعركة ضد القوة المعادية. ولا يمكن أن يوضع قانون لطبيعة تسير بالإجبار. إن الشمس والسماء والأرض لا تحتاج أن تُسن لها قوانين، فإن مثل هذه المخلوقات طبيعتها محكومة جبريًا، ولهذا السبب فإنها لا تنال مكافأة ولا عقاب.. إن المكافأة والمجد إنما هي مُعدة لمن يتجه إلى الصلاح، أما جهنم والعقاب فهي مُعدة لهذه الطبيعة المتغيّرة، التي في استطاعتها أن تهرب من الشر، وتلقى بكل كيانها إلى الجانب اليمين أى جانب الصلاح والخير. فإذا قلت إن الإنسان طبيعته غير متغيّرة فهذا يخالف حقيقة الواقع، ثم إنك تجعل الإنسان غير مستحق لأي مجد أو مدح من الله. فإن الذي هو صالح ورحوم بطبيعته، لا يستحق أي مدح على ذلك مع أن هذا (الصلاح والرحمة) أمر محبوب ومرغوب. إن من لا يصير في حالة الصلاح باختياره، لا يستحق المدح ، مهما كان الصلاح مرغوبًا فيه. إن المدح إنما يستحقه ذلك الإنسان الذي يقرر هو شخصيًا ويتعهد مع الله بتعب واحتمال أن يكون الصلاح هو اتجاهه الشخصي واختياره الحر. قوة العقل تعادل قوة الشرير ـ الانتصار بقوة النعمة : 22ـ فإذا كان معسكر الفرس في مواجهة معسكر الرومان فينبغي أن يخرج شاب مُجنح من كل معسكر منهما، لهما قوة متساوية ليصارعا في المعركة. فبالمثل فإن العقل البشري والقوة والمعادية هما متساويان في القوة في حربهما ضد بعضهما. فالشيطان يحث ويغري الإنسان لكي يتبعه، والإنسان له قوة معادلة ليرفض إيحاءاته ولا يطيعه بأي حال، وكل من الشر والخير يعمل عمله بالحث وليس الإجبار. ومعونة النعمة الإلهية تُعطى لمن يختار الصلاح بحريته، وبدخوله في المعركة فإنه ينال الأسلحة السماوية التي يستطيع بها أن يغلب الشر ويستأصله. أما أولئك الذين يقولون إن الخطية هي عملاق جبار والنفس هي كطفل صغير مخطئون فلو كان الأمر هكذا، حتى أن الخطية تكون قوة عملاقة، والنفس البشرية في قوة طفل صغير، فيكون الله حينئذ ظالمًا، بإعطائه للإنسان قانونًا أن يحارب ضد الشيطان. أساس الطريق الإلهي : 23 ـ إن أساس طريق الله هو هذا: الصبر الكثير، والرجاء، والاتضاع، ومسكنة الروح التي أوصانا بها الرب، هي مثل علامات ولافتات في الطريق الملوكي لإرشاد المسافرين إلى المدينة السماوية. لأنه يقول ” طوبى للمساكين بالروح، طوبى للودعاء، طوبى لصانعي السلام” (مت3:5). وهذه هي المسيحية. أما الذي لا يسير في هذا الطريق فإنه يضلّ إلى حيث لا طريق. ويكون قد بنى على غير أساس. والمجد لتحننات الآب والابن والروح القدس إلى الأبد . آميين العظة الثامنة والعشرون حالة الإنسان بدون المسيح وصف مصيبة النفس التي ـ بسبب الخطية ـ لا يسكن فيها الرب، والحزن والتأسف على حالة هذه النفس، وتشمل العظة أيضاً حديثاً يختص بيوحنا المعمدان، إنه لم يقم بين من المولودين من النساء من هو أعظم منه. مصيبة النفس التي لا يسكن فيها المسيح : 1 ـ كما أن الله لما غضب على اليهود مرة، سلّم أورشليم إلى أعدائها ” وتسلط عليهم مبغضوهم” (مز41:106) ولم يعد فيها بعد ذلك لا عيد ولا تقدمة، هكذا أيضاً النفس البشرية التي غضب الله عليها بسبب عصيانها لوصيته، فسلّمها لأعدائها، أي للشياطين والشهوات، لأنه حينما أغواها هؤلاء الأعداء، أفسدوها تماماً وأهلكوها ولم يعد فيها أي عيد وفرح، ولم يرتفع فيها بخور أو تقدمة إلى الله. وعلاماتها وآثارها ضاعت ونسيت في الشوارع بينما الوحوش المرعبة وأرواح الشر الخبيثة وسكنت فيها. كما أن البيت إذا لم يكن له صاحب يسكن فيه فإنه يكون مملوء ظلاماً وعاراً ويُساء استخدامه ويمتلئ بالأدناس والقذارة، هكذا النفس التي لا يكون الرب ساكناً فيها مع ملائكته، يقيم أعياداً وأفراحاً فيها، فإنها تمتلئ بظلمة الخطية وعار الشهوات وكل أنواع الخزي. 2 ـ وكم هو مرعب ذلك الطريق الذي لا يسير فيه أحد، ولا يُسمع فيه صوت إنسان إذ أنه يصير مسكناً للوحوش ويا ويل النفس التي لا يسير فيها الرب، ولا يطرد بصوته وحوش الشر الروحانية منها! والويل للبيت الذي لا يسكن فيه السيد! والويل للأرض التي ليس لها فلاح يُفلّحها! والويل للسفينة التي ليس لها قائد، لأن الأمواج والزوابع تحملها وتتلفها. ويا للأسف والويل على النفس التي لا يكون فيها المسيح هو الربان الحقيقي، فإنها توجد في بحر مرارة الظلمة المرعب وتلاطمها أمواج الشهوات وتصدمها وتضربها عواصف أرواح الشر وتنتهي بالهلاك. الويل للنفس التي ليس لها المسيح ليفلّحها بعنايته لكي تأتى بثمار الروح الصالحة. لأن النفس إذ تبقى مقفرة قاحلة، وإذ تمتلئ بالأشواك والحسك تكون نهايتها حريق النار. ويا للأسف على النفس حينما لا يكون لها المسيح سيداً ساكناً فيها، إذا أنها تكون مهجورة ومملوءة برائحة الشهوات الكريهة وتكون مسكناً للإثم. 3 ـ وكما أن الفلاح حينما يذهب لفلاحة الأرض، ينبغي أن يأخذ معه الأدوات والملابس المناسبة للفلاحة، هكذا المسيح الملك ـ وهو الزارع السماوى الحقيقي ـ حينما جاء إلى البشرية التي كانت مقفرة بسبب الخطية، فإنه لبس الجسد وحمل الصليب أداة له، وهكذا فلّح النفس المقفرة وعمل فيها ونزع منها شوك وحسك أرواح الشر واقتلع زوان الخطية وأحرق بالنار كل أعشاب خطاياها. فإنه فلّحها بخشبة الصليب وزرع فيها فردوس الروح الفائق الجمال الذي يحمل كل ثمر حلو مقبول لدى الله صاحب النفس ومالكها. 4 ـ وكما حدث في مصر في فترة الثلاثة أيام المظلمة، أن الابن لم يكن يرى أبيه، ولا الأخ أخاه ولا الصديق صديقه، بسبب أن الظلمة غطتهم، هكذا أيضاً حينما تعدّى آدم الوصية وسقط من حالة مجده الأول وصار تحت سلطان روح العالم، غطى حجاب الظلمة نفسه. ومنذ ذلك الوقت وإلى أن جاء آدم الأخير (1كو46:15) الذي هو الرب فإن الإنسان لم يكن يرى أباه السماوي الحقيقي ولا أمه الصالحة الرحيمة، التي هي نعمة الروح، ولا أخاه الحلو المحبوب الذي هو الرب يسوع، ولا أصدقاءه وأقرباءه أي الملائكة القديسين الذين كان يفرح معهم سابقاً ويهلّل ويعيّد. انفتاح العيون الداخلية : ولكن ليس فقط إلى يوم أن جاء آدم الأخير بل وحتى إلى هذا اليوم فإن أولئك الذين لم تشرق عليهم ” شمس البر” (ملاخى2:4)، أي المسيح، والذين لم تنفتح عيون نفسهم وتستنير بالنور الحقيقي، لا يزالون تحت نفس ظلمة الخطية وتحت نفس تأثير الشهوات وهم تحت العقاب بعينه، إذ ليس لهم إلى الآن عيون لينظروا بها الآب. 5 ـ ينبغي على كل واحد أن يعرف هذا الأمر ويتحقق منه، إنه توجد عيون داخلية أعمق من هذه العيون الطبيعية ويوجد سمع أعمق من هذا السمع. وكما أن هذه العيون الجسدية تنظر وجه الصديق أو المحبوب وتتعرّف عليه فإن عيون النفس ـ المستحقة المؤمنة بسبب نوالها الاستنارة الروحية بنور الله ـ تنظر الصديق الحقيقي الذي هو العريس المحبوب جداً والحلو جداً أي الرب، وتتعرف عليه، إذ تكون النفس مملوءة ومشمولة بإشراق الروح الممجّد. وهكذا إذ ترى بالعقل ذلك الجمال المُشتهى والذي لا يمكن التعبير عنه فإن النفس تُجرح بشهوة الحب الإلهى وتتجه إلى كل فضائل الروح وتسير فيها وهكذا تمتلك حباً ـ لا يُحدّ ولا يسقط ـ للرب الذي تشتاق إليه. صوت يوحنا المعمدان ـ وكرازة الرسل: وماذا يمكن أن يكون أكثر غبطة من الصوت الخالد ليوحنا عندما يشير إلى الرب أمام عيوننا قائلاً: ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو29:1). 6 ـ حقاً ” من بين المولودين من النساء ليس أعظم من يوحنا المعمدان” (مت11:11) فإنه هو تكميل الأنبياء وخاتمتهم جميعاً. كل الأنبياء تنبأوا عن الرب وأشاروا من بعيد إلى مجيئه، أما يوحنا فتنبأ عن المخلّص وأظهره أمام عيون الجميع صارخاً بصوتٍ عالٍ وقائلاً: ” هوذا حمل الله” (يو29:1). فما أحلى وأجمل صوت ذلك الذي يُظهر المخلّص مباشرة ويعلنه مبشراً به! إنه لا يوجد أعظم من يوحنا في مواليد الناس. ” ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه” (مت11:11) أي المولودين من الله من فوق أي الرسل، الذين نالوا باكورة الروح المعزي. ولأنهم حُسبوا أهلاً لأن يكونوا شركاء معه في الدينونة، فهم يجلسون معه في عرشه. وهم قد جُعلوا محررين ومنقذين للناس. فتجدهم يشقون بحر القوات الشريرة ويخرجون نفوس المؤمنين، وتجدهم فلاحين في كرم النفوس. وتجدهم أصدقاء للعريس، يخطبون النفوس للمسيح، كما يقول الرسول: ” إنى خطبتكم لزوج واحد” (2كو2:11) وتجدهم يوصلون الحياة للناس. وبالاختصار تجدهم بطرقٍ كثيرة وأنواع مختلفة يخدمون الروح. هذا هو الصغير الذي هو أعظم من يوحنا المعمدان. 7 ـ وكما أن الفلاح يقود زوج البقر مربوطاً بنير لكي يحرث الأرض، هكذا الرب يسوع الفلاح الصالح الحقيقي يقود الرسل معاً اثنين اثنين وقد أرسلهم لكي يُفلّح ويحرث بهم أرض أولئك الذين يسمعون ويؤمنون حقيقةً. ولكن ينبغي أن نقول أيضاً إن ملكوت الله وكرازة الرسل ليست في الكلمة التي تُسمع فقط، مثل إنسان يعرف الكلمات ويستطيع أن يتكلم ويُسمّعها للآخرين، بل إن الملكوت هو قوة وعمل الروح. وهذا ما حدث للأسف لبني إسرائيل الذين كانوا يدرسون الكتب المقدسة وكان الرب هو موضوع دراستهم ولكن لعدم نوالهم الحق نفسه، نُقل الميراث منهم إلى آخرين. هكذا أولئك الذين يشرحون كلمات الروح للغير، بينما هم أنفسهم لا يملكون الكلمة بقوة الروح، فإن الميراث يُنقل منهم إلى آخرين. والمجد للآب والابن والروح القدس إلى الأبد. آمين العظة التاسعة والعشرون تدبيرات نعمة الله إن الله يعمل بتدبيرات نعمته في جنس البشر بطريقتين ، قاصداً أن يحصل في النهاية على ثمرات نعمته. 1 ـ إن حكمة الله، لا نهاية لها وتفوق الفهم ولذلك فإنها تعمل بتدبيرات النعمة نحو جنس البشر بما يفوق الفهم ويفوق الفحص وذلك بطرق متنوعة لأجل امتحان إرادة الإنسان الحرة، حتى بذلك يظهر أولئك الأشخاص الذين يحبون الله بكل قلبهم والذين يحتملون بصبر كل نوع من الأخطار والأتعاب من أجل الله . البعض ينالون النعمة ويتقدمون حالاً : فالبعض تأتيهم نِعم ومواهب الروح القدس مقدماً وهم يتقدمون حالاً في الإيمان والصلاة، بدون جهد أو عرق أو تعب وهم موجودون في وسط العالم. ويعطيهم الله النعمة هكذا ليس باطلاً ولا في غير وقتها ولا بمجرد المصادفة، ولكنه يعطيها بحكمة تفوق الوصف وتفوق الفهم وذلك لكي يمتحن الاختيار وحرية الإرادة لأولئك الذين قد نالوا نعمة الله بهذه السرعة، وهل شعروا وقدّروا الفائدة وأحسوا بصلاح الله وحلاوته التي أُظهرت حسب قياس النعمة الموهوبة لهم بدون أي مجهودات من جانبهم والتي حُسبوا أهلاً أن ينالوها؟ وفي مقابل هذه النعمة ينبغي أن يُظهروا غيرةً واجتهاداً ويركضون في الميدان ويجاهدون ويحملون ثمر الإرادة والعزم والحب وأن يردوا للرب مقابل المواهب الروحية التي نالوها بأن يعطوا ذواتهم ويسلّموها تماماً لمحبة الرب، وبأن يتمّموا مشيئته وحدها وبأن يتخلوا تماماً عن كل هوى جسدي. البعض الآخر تتأخر عليهم النعمة : 2 ـ وهناك آخرون، الذين رغم انهم تركوا هذا العالم وتخلّوا عنه بحسب الإنجيل، ويصرفون وقتهم في صلاة مستمرة وصوم وسهر وبقية الفضائل، فإن الله لا يعطيهم النعمة في الحال ولا الراحة ولا فرح الروح بل يتأنى ويؤخر موهبته لهم. وهذا يفعله الله، ليس عبثاً ولا بدون قصد ولا مصادفة، بل بحكمة تفوق الوصف، لأجل امتحان إرادتهم، لكي يرى إن كانوا قد حسبوا الله أميناً ” وحسبوا الذي وعد صادقاً” (عب11:11)، أن يعطى الذين يسألون ويفتح باب الحياة لأولئك الذين يقرعون، ولكي يرى إن كانوا بعد إيمانهم بكلمته بالحق، هل يصبرون ويستمرون إلى النهاية في ملء ثقة الإيمان والاجتهاد، يسألون ويطلبون ولا تخور قلوبهم أو يتراجعون، وبعدم إيمان وبدون رجاء يحتقرون الهدف ولا يثبتون إلى النهاية لأن الله قد أّخر ميعاد موهبته، وأيضاً لأجل امتحان إرادتهم وقصدهم. 3 ـ فإن الذي لا ينال النعمة سريعاً بسبب تأنى الله فإنه يشتعل شوقاً أكثر ويزداد رغبة في الخيرات السماوية. ويزداد كل يوم اشتياقاً واجتهاداً، ويزداد ركضاً وسعياً ويزداد في كل فضيلة ويظهر جوعاً وعطشاً إلى ما هو صالح ولا يتعوّق بسبب الإيحاءات التي تتحرك في نفسه، ولا يتحوّل إلى الاحتقار واليأس وعدم الصبر، ومن الجهة الأخرى فإنه لا يسلّم نفسه إلى الكسل تحت ستار التظاهر بالصبر قائلاً مثلاً: ” في يوم أو آخر سأحصل على نعمة الله” ومن هنا تغويه الخطية وتقوده إلى التغافل والإهمال. ولكن مادام الرب في تأخيره للموهبة إنما يتأنى بمحبة ممتحناً إيمانه ومحبته، فينبغي على الإنسان نفسه أن يكون أكثر حرصاً واجتهاداً ولا يكلّ أو يفشل بل يطلب عطية الله إذ أنه قد وثق في ذاته بأن الله صادق ولا يمكن أن يكذب، فهو الذي وعد أن يعطى نعمته لأؤلئك الذين يطلبون بإيمان بكل صبر إلى النهاية. أمانة الله وفحص النفس : 4 ـ لأن الله أمين وصادق في تعامله مع النفوس المؤمنة الأمينة، أي مع أولئك ” الذين ختموا أن الله صادق” (يو33:3) حسب الكلمة الصادقة. لذلك فبحسب هذه البصيرة الإيمانية في داخلهم، يفحصون نفوسهم ليروا إن كانوا ناقصين من جهتهم في أي ناحية من النواحى: في الجهد، في السعي، في الغيرة والاجتهاد، أم في الإيمان أم المحبة أو بقية اتجاهات الفضيلة، وبفحصهم لنفوسهم بكل تدقيق فإنهم يغصبون أنفسهم بأقصى طاقة عندهم لكي يرضوا الرب، إذ سبق أن آمنوا ووثقوا تماماً أن الله إذ هو صادق وأمين لن يحرمهم من موهبة الروح إن ظلوا إلى النهاية يخدمون الرب ويعبدونه بكل اجتهاد وينتظرونه، وأنهم سينالون النعمة السماوية الممنوحة لهم، وهم لا يزالون في الجسد وينالون الحياة الأبدية. كل حبهم نحو الرب : 5 ـ وهكذا فإنهم يوجّهون كل حبهم نحو الرب رافضين كل شيء آخر وناظرين إليه وحده برغبة كبيرة وجوع وعطش كثير. وينتظرون دائماً قوة النعمة المُنعشة والمعزية. وهم لا يطلبون بإرادتهم تعزية وانعاشاً من أي شيء في هذا العالم ولا يرتبطون به، بل يرفضون دائماً الإغراءات المادية وينتظرون المعونة والحماية والتأييد من الله وحده، وفي هذه الحالة يكون الرب نفسه حاضراً بطريقة خفيّة مع هذه النفوس التي تأخذ على عاتقها هذا النوع من الاجتهاد وعزم القلب والاحتمال، ويساعدهم ويحفظهم، ويثبتهم في كل ثمر الفضيلة. كل هذا يحدث رغم أنهم يجدون أنفسهم معرّضين للصراع ورغم أنهم لم يتزينوا بعد بيقين الحق ولم تظهر لنفوسهم حالة الحصول على نعمة الروح وانعاش الموهبة السماوية ولم يختبروها اختباراً كاملاً بكل ملئها، وهذا يحدث حسب حكمة الله التي تفوق التعبير وأحكامه التي تعلو الفحص، التي بها يمتحن النفوس المؤمنة بطرق متنوعة بقصد أن يُحضرهم إلى محبة كاملة بملء حريتهم واختيارهم. ليس عند الله محاباة: فإنه توجد حدود ومقاييس ومراحل للاختيار الحرّ ولقصد المحبة ولاتجاه العقل لطاعة كل وصاياه المقدسة بأقصى ما هو مستطاع، وحينما تملأ النفوس مكيال محبتها وطاعتها فإنها تُحسب أهلاً للملكوت والحياة الأبدية. 6 ـ لأن الله عادل وعادلة هي أحكامه، وليس عنده محاباة، ويُحاسب كل واحد بحسب النِعم المختلفة التي قد منحها للبشرـ سواء كانت خاصة بالجسد أو بالروح، أو كانت خاصة بالمعرفة أو الفهم أو التمييز، وهو يطلب ثمار الفضيلة على حسب ما أعطى كل واحد، وهو سيعطى كل واحد حسب ما يستحقه بحسب أعماله في يوم الدينونة. إنه سيأتى كما يخبرنا الكتاب ” وسيجازى كل واحد حسب أعماله” (رو6:2) والأقوياء يُعذبون عذاباً شديداً لأن ” الرحمة تغفر للمتواضعين” (الحكمة6:6). ويقول الرب: ” أما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيُضرب كثيراً، ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يُضرب قليلاً، فكل من أُعطى كثيراً يُطلب منه كثير ومن يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر” (لو 47:12و48). ولكن المعرفة والفهم هي أنواع مختلفة، سواء كانت بحسب النعمة وموهبة الروح السماوية أو بحسب الذكاء والتمييز الطبيعي، وبحسب التعلّم من الكتب الإلهية. وكل إنسان يكون مسئولاً عن ثمار الفضيلة بحسب نسبة ما مُنح له من الله سواء ما مُنح له طبيعياً أو ما أُعطى له بنعمة الله. لذلك فكل إنسان هو بلا عذر أمام الله في يوم الدينونة، لأن كل شخص سيُعطى جواباً عن إرادته وقصده ـ بحسب ما قد عرفه ـ لكي يثمر ثمار الإيمان والمحبة وكل فضيلة أخرى في علاقته بالله سواء كانت معرفته عن طريق سماع كلمة الله أو عن طريق آخر. 7 ـ إن النفس ألأمينة المُحبة للحق تتطلع إلى البركات الأبدية المحفوظة للأبرار، وإلى المعونة التي لا يُنطق بها، أي معونة النعمة الإلهية التي تحلّ علينا. ولذلك تعتبر نفسها وكل جهدها وآلامها وتعبها أنها ليست شيئاً بالمقارنة بمواعيد الروح التي تفوق الوصف. ومثل هذا الإنسان هو المسكين بالروح الذي أعلن الرب أنه مغبوط ومُطوب، هذا هو الذي يجوع ويعطش إلى البرّ (مت6،3:5) هذا هو المنسحق القلب. وأولئك الذين يأخذون على عاتقهم هذا القصد، والعزم والاجتهاد والتعب والاشتياق إلى الفضيلة ويثبتون في هذا إلى النهاية، فإنه يُوهب لهم أن يحصلوا على الحياة والملكوت الأبدي بالحق. لذلك فلا يتشامخ إذن أحد من الأخوة، على أخيه، أو يرتئي عن نفسه رَأياً منتفخاً، بتأثير خداع الخطية لكي يفكر قائلاً مثلاً: ” إنى قد حصلت على موهبة روحية ” لأنه لا يليق بالمسيحيين أن يفكروا هكذا فأنت لا تعرف ماذا سيكون حاله في الغد وأنت تجهل ماذا ستكون نهايته وماذا تكون نهايتك، بل ليحترس كل واحد لنفسه ويمتحن ضميره في كل حين ويختبر حركات قلبه من جهة اجتهاده وسعيه من الداخل بكل قلبه إلى الله ويتطّلع نحو الهدف الكامل هدف الحرية والتحرر من الشهوات والحصول على سلام الروح، وليكمل سعيه بدون توقف وبلا تكاسل بحيث لا يتكل أبداً على أي عطية روحية ولا على أي برّ حصل عليه. والمجد والكرامة والسجود للآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين العظة الثلاثون الولادة من الروح القدس إن النفس التي تريد الدخول إلى ملكوت الله ، ينبغي أن تُولد من الروح القدس. وكيفية تحقيق ذلك. فاعلية كلمة الله : 1 ـ أولئك الذين يسمعون الكلمة يجب عليهم أن يعطوا برهاناً على عمل الكلمة وفعلها في نفوسهم. فكلمة الله ليست فارغة بل لها عملها وفعلها الخاص في النفس. لهذا السبب تُسمى الكلمة أحياناً “عمل أو صنع” وذلك نظراً “للعمل” الذي توجده في السامعين. فليت الرب ينعم بعمل الحق في السامعين لكيما توجد الكلمة مثمرة فيهم. فكما أن الظل يسير أمام الجسد، ومع ذلك فالظل يُظهر الجسد، بينما الجسد نفسه هو الحقيقة وليس الظل، هكذا الكلمة هي مثل ظل حق المسيح. ولكن الكلمة تسير قدام الحق (فالكلمة تُظهر حقيقة المسيح). الولادة الجسدية والولادة من الروح : إن الآباء الذين على الأرض يلدون أولاداً من طبيعتهم، من جسدهم ونفسهم وبعد ولادتهم يربونهم بعناية واجتهاد لأنهم أولادهم، إلى أن يصيروا رجالاً كاملين، وخلفاءً ووراثين لهم. فإن الهدف من كل عناية الوالدين منذ البداية هو أن يكون لهم أولاداً وورثة، فإذا لم يلدوا أولاداً يكون عندهم حزن وغمّ عظيم، أما إذا صار لهم أولاد فإنه يصير لهم فرح عظيم. وأيضاً فإن أقرباءهم وجيرانهم يفرحون كذلك معهم. 2 ـ وبنفس الطريقة فإن ربنا يسوع المسيح إذ اهتم بخلاص البشر استخدم منذ البداية كل تدبير عنايته بواسطة الآباء، والبطاركة والناموس والأنبياء، وفي النهاية جاء هو بنفسه واستهان بعار الصليب واحتمل الموت. وكان كل جهده وتعبه هذا وعنايته إنما من أجل أن يلد من ذاته، ومن طبيعته أولاداً بالروح، إذ سُرّ بأنهم يجب أن يولدوا من الروح من فوق، أي من لاهوته. وكما أن أولئك الآباء الذين لا يلدون أولاداً يحزنون، كذلك فإن الرب الذي أحب جنس البشر لأنهم على صورته، أراد أن يلدهم من زرع لاهوته الخاص، ولذلك فإن أي واحد منهم يريد أن يأتي إلى هذه الولادة لكي يُولد من بطن روح اللاهوت، فإن حزن المسيح يكون عظيماً بعد كل الآلام التي عاناها لأجلهم واحتملها كثيراً لكي يخلصهم. 3 ـ لأن الرب يريد أن ينال كل الناس امتياز هذه الولادة. فهو مات لأجل الكل ودعا الكل إلى الحياة. ولكن الحياة هي الولادة من فوق من الله وبدون هذه الولادة لا تستطيع النفس أن تحيا. كما يقول الرب ” إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يو3:3). وهكذا، فمن الناحية الأخرى، فإن كل الذين يؤمنون بالرب ويأتون ويقبلون امتياز هذه الولادة، فإنهم يكونون سبب فرح وسرور عظيم في السماء لوالديهم الذين ولدوهم، وكل الملائكة والقوات المقدسة أيضاً تفرح بالنفس التي تُولد من الروح وتصير هي نفسها روحاً. فإن هذا الجسد هو مثال ومشابه للنفس، والنفس هي صورة الروح، وكما أن الجسد بدون النفس ميت، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً بالمرة، كذلك فإن بدون النفس السماوية ـ أي بدون الروح الإلهي تكون النفس ميتة عن الملكوت ولا قدرة لها على أن تعمل شيئاً من أمور الله بدون الروح. رسم صورة المسيح في النفس بالتفرّس فيه دائماً : 4 ـ كما أن الرسام يتفرّس في وجه الملك أولاً ثم بعد ذلك يرسمه، وحينما يكون وجه الملك متجهاً نحو الرسام الواقف أمامه لكي يرسمه فحينئذٍ يرسم الصورة بسهوله وتكون حسنة جداً، ولكن إذا حوّل الملك وجهه بعيداً لا يستطيع الرسام أن يرسم، لأن الوجه ليس في مواجهته ، كذلك يفعل المسيح ـ الفنان الصالح ـ في أولئك الذين يؤمنون به ويتطلعون إليه ويُثبّتون نظرهم فيه دائماً . فإنه سرعان ما يرسم إنساناً سماوياً على صورته. فمن روحه ومن جوهر النور نفسه ـ النور غير الموصوف ـ يرسم صورة سماوية، وينعم على النفس بعريسها الصالح الذي يفيض بالنعمة والجمال، فإن كان الإنسان لا ينظر إليه ويتفرس فيه دائماً، ويغفل كل شيء آخر، فإن الرب لا يرسم صورته بواسطة نوره الخاص. لذلك ينبغي أن ننظر إليه ونتفرس فيه، ونؤمن به ونحبه، ونرذل كل شيء غيره، ونأتي أمامه لكيما يرسم صورته السماوية، ويرسلها إلى داخل نفوسنا، وهكذا إذ نلبس المسيح، فإننا ننال الحياة الأبدية ونحصل على يقين تام ـ هنا ومنذ الآن ـ وندخل إلى الراحة. 5 ـ وكما أن العملة الذهبية إن لم تُطبع عليها صورة الملك لا يتم التعامل بها في السوق، ولا تُخزن في الخزانة الملكية، بل تُطرح خارجاً، كذلك النفس إن لم تحصل على صورة الروح السماوي في النور الذي لا يُنطق به، أي لن ينطبع عليها المسيح نفسه، لا تكون لائقة للخزائن السماوية، بل يطرحها جانباً تجار الملكوت المهرة، الذين هم الرسل. فإن ذلك الذي دُعي ولم يكن لابساً لباس العرس طُرد خارجاً كغريب إلى الظلمة الخارجية، لكونه لم يكن لابساً الصورة السماوية. هذه هي علامة الرب وختمه المطبوع على النفوس ـ أي روح النور الذي لا يُنطق به، وكما أن الإنسان الميت هو بلا نفع ولا فائدة لأهل المكان، لذلك فإنهم يحملونه خارج المدينة ويدفنونه، هكذا النفس التي لا تحمل الصورة السماوية، صورة النور الإلهي التي هي حياة النفس، فإن هذه النفس تُطرد خارجاً، لأن النفس الميتة هي بلا فائدة لمدينة القديسين، لأنها لا تحمل الروح الإلهي المنير. فكما أنه في هذا العالم، تكون النفس هي حياة الجسد هكذا ففي العالم الأبدي السماوي فإن الروح الإلهي هو حياة النفس. وبدون روح الحياة فإن النفس تكون ميتة ولا نفع فيها لسكان العالم السماوي. طلب الروح القدس حياة النفس : 6 ـ لذلك من يريد أن يؤمن بالرب ويأتي إليه ينبغي أن يطلب ويتوسل لأجل نوال الروح الإلهي هنا على الأرض، فإن ذلك الروح هو حياة النفس ولهذا السبب جاء الرب إلى العالم، لكي ما يعطى الحياة للنفس هنا على الأرض أي يعطيها روحه. لذلك يقول ” مادام لكم النور آمنوا بالنور، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل” (يو 36:12، 4:9). لذلك فأي إنسان لا يطلب الحياة بينما هو على الأرض ولا ينال حياة لنفسه التي هي نور الروح الإلهي، فإنه حينما يخرج من الجسد يُنقل بعيداً إلى مناطق الظلمة التي على اليسار ولا يدخل ملكوت السموات، إذ تكون نهايته في الجحيم مع إبليس وملائكته (مت41:25). وكما أن الذهب والفضة إذا أُلقيا في النار يصيران أكثر نقاوة وصفاء ولا يلحقهما ضرر، (مثلما يحدث للخشب أو القش)، بل هما أي الذهب والفضة المحميان بالنار يلتهمان كل ما يقترب منهما، إذ يصيران هما أيضاً ناراً ـ هكذا النفس فإنها بطول إقامتها في نار الروح وفي النور الإلهي لا يصيبها أذى من أحد الأرواح الشريرة بل إن اقترب أحدها منها يحترق بنار الروح السماوية. وكما أن الطير إذا طار عالياً لا يقلق ولا يخاف من الصيادين أو الوحوش المفترسة لأنه في العلو يأمن منهم جميعاً، كذلك النفس تنال أجنحة الروح وتطير إلى الأعالي السماوية فإنها تكون فوق كل شيء، وتهزأ بجميع أعدائها الذين هم تحتها. 7ـ وفي اليوم الذي شق فيه موسى البحر، عبر إسرائيل حسب الجسد، من تحته، وأما هؤلاء (المسيحيون أبناء العهد الجديد) فلكونهم أبناء الله فإنهم يسيرون فوق بحر المرارة، بحر القوات الشريرة. إذ إن جسدهم ونفسهم قد صارت هي بيت الله. آدم والإنسان الجريح والمائت: وفي ذلك اليوم الذي سقط فيه آدم جاء الله ماشياً في الجنة وبكى حينما رأى آدم وكأنه قال ” بعد هذه الخيرات التي أعطيتك، ما هذه الشرور التي ارتكبت، وبعد كل المجد أي عار أنت تلبسه الآن، كم أنت مظلم الآن وقد صار منظرك قبيحاً، وأي فساد أنت فيه. وبعد هذا النور أي ظلام قد غطاك!” … وحينما سقط آدم ومات (بانفصاله عن) الله، حزن عليه خالقه، والملائكة وكل القوات والسموات والأرض وكل المخلوقات ناحت على موته وسقوطه، لأنهم رأوا ذلك الذي أُعطى لهم ليكون ملكاً عليهم، قد صار عبداً لقوة معادية شريرة. ولذلك اكتسى آدم بالظلمة في نفسه، ظلمة مرة وشريرة لأنه صار خاضعاً لرئيس الظلمة. هذا هو الذي يشير إليه ذاك الذي جرحه اللصوص، “وتركوه بين حي وميت بينما كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا” (لو30:10). 8 ـ ولعازر أيضاً، الذي أقامه الرب، الذي أنتن حتى لم يقدر أحد أن يقترب من القبر، كان رمزاً إلى آدم، الذي صارت نفسه في عفونة، وامتلأت سواداً وظلاماً. أما أنت، فحينما تسمع عن آدم، وعن الإنسان الذي جرحه اللصوص وعن لعازر، فلا تدع عقلك يذهب بعيداً إلى الجبال، بل تعال إلى باطنك إلى داخل نفسك، لأنك أنت نفسك تحمل نفس الجروح، وفيك نفس العفونة، ونفس الظلام. فنحن جميعاً أبناء آدم ومن نفس الجنس المُظلم، وجميعاً مشتركون في نفس النتانة. فالداء الذي عانى منه آدم، نعانى منه نحن جميعاً الذين من زرع آدم. لأن الداء الذي حلّ بنا هو الذي يقول عنه إشعياء ” لا يوجد إلاّ جراح وقروح وضربات ملتهبة لا تُشفي، ولا يمكن أن تُعصب، أو تُداوى أو تلين بالزيت” (إش6:1س). لذلك فالجرح الذي جُرحنا به لم يكن له علاج، والرب وحده هو الذي استطاع أن يشفيه. لهذا السبب جاء الرب بنفسه، لأنه لم يستطع أحد من الأقدمين، ولا الناموس نفسه ولا الأنبياء، أن يقوموا بشفاء هذا الجرح. بل الرب وحده بمجيئه إلينا شفي جرح النفس، ذلك الجرح العديم الشفاء. قبول المسيح ليدخل ويستريح فينا ونستريح فيه : 9 ـ فلنقبل إذاً إلهنا وربنا ـ الشافي الحقيقي ـ الذي يستطيع وحده أن يأتي ويشفي نفوسنا، بعد أن تعب وتألم كثيراً جداً لأجلنا. فهو يقرع دائماً أبواب قلوبنا، لكي نفتح له، لكي يدخل إلى داخلنا ويستريح في نفوسنا، ولكي نغسل وندهن قدميه، ولكي يجعل هو إقامته فينا. فالرب ـ في تلك الفقرة من الإنجيل (لو44:7) يوبخ الرجل الذي لم يغسل قدميه. وفي موضع آخر يقول ” ها أنا واقف على الباب وأقرع ، إن فتح لي أحد فإني أدخل إليه” (رؤ20:3) فلأجل هذه الغاية احتمل هو آلاماً كثيرة، مقدماً جسده للموت، ليفتدينا من العبودية، لكيما يأتي إلى نفوسنا ويجعل إقامته فيها. فلهذا السبب يقول الرب للذين عن يساره، في يوم الدينونة، والذين يُرسلون إلى جهنم مع الشيطان: ” كنت غريباً فلم تأووني، جوعاناً فلم تطعموني عطشاناً فلم تسقوني” (مت43،42:25). فإن طعامه وشرابه وكساءه ومأواه وراحته، هي في نفوسنا، لذلك فإنه دائماً يقرع طالباً الدخول إلينا. فلنقبله إذن وندخله إلى داخل نفوسنا، لأنه هو طعامنا وشرابنا وحياتنا الأبدية، وكل نفس لا تقبله الآن في داخلها وتعطيه راحة، أو بالحرى لا تجد راحة فيه، فليس لها ميراث في ملكوت السموات مع القديسين، ولا تستطيع الدخول إلى المدينة السماوية. فلتدخلنا أنت يارب يسوع المسيح إلى ملكوتك، ممجدين أسمك مع الآب والروح القدس إلى الأبد. آمين العظة السابعة عشر مسحة الروح القدس “مسحة المسيحيين الروحانية ومجدهم، وأنه بدون المسيح يستحيل الخلاص وتستحيل الشركة في الحياة الأبدية” مسحة الروح : 1ـ المسيحيون الكاملون الذين حسبوا أهلا للوصول إلي مقاييس الكمال والالتصاق جدا بالملك (المسيح)، هؤلاء يكرسون أنفسهم دائما لصليب المسيح. وكما كانت المسحة في أيام الأنبياء هي أثمن من جميع الأشياء ـ إذ أن المسحة جعلتهم ملوكا وأنبياء، هكذا الأشخاص الروحيون الآن، الذين يمسحهم بالمسحة السماوية فإنهم يصيرون مسحاء بحسب النعمة، فيكونون هم أيضًا ملوكًا وأنبياء للأسرار السماوية. هؤلاء هم أبناء وأرباب وآلهة، مأسورون ومستعبدون لنعمة الله، ومستغرقون في العمق، مصلوبون ومكرسون. فإن كانت مسحة الزيت، التي استخرجت من نبات مادي ـ من شجرة منظورة لها كل هذه القوة، حتى أن أولئك الذين مسحوا بها، نالوا كرامة فوق كل اعتبار ـ فإنه هكذا كانت القاعدة الثابتة التي بها يعينون ملكًا، فداود مثلا بعد أن مُسح، وقع في الحال في اضطهاد وآلام، ثم بعد سبع سنوات صار ملكًا ـ فكم بالحري جدًا كل الذين يُمسحون في العقل والإنسان الباطن بدهن البهجة (عب9:1) الذي يقدس ويبهج، الدهن السماوي الروحاني ، ينالون علامة ذلك الملكوت الذي لا يفني، والقوة الأبدية، عربون الروح (2كو5:5)، ي الروح القدس المعزي. وهو يسمي المعزي لأنه يعزي أولئك الذين في الشدائد. الدخول منذ الآن ومعاينة النور : 2 ـ فهؤلاء إذ قد مُسحوا من شجرة الحياة ـ ي يسوع المسيح الغرس السماوي، فإنهم ينالون امتياز المجيء إلي درجات الكمال، درجات الملكوت والتبني، ويكونون مشاركين حقيقيين في أسرار الملك السماوي وخفاياه، إذ يدخلون بحرية إلي القدير، يدخلون في قصره حيث يكون الملائكة وأرواح القديسين، وهم يدخلون منذ الآن بينما هم لا يزالون في هذا العالم. ورغم أنهم لم ينالوا الميراث الكامل المُعَد لهم في ذلك الدهر، فإنهم متيقنون ـ عن طريق العربون الذي قد نالوه الآن ـ كأنهم قد كُلَّلوُا ومَلَكُوا، وإذ هم عتيدون أن يملكوا مع المسيح، فإنهم لا يستغربون وفرة وحرية فيض الروح. لماذا؟. لأنهم حصلوا ـ وهم لا يزالون في الجسد ـ علي لذة حلاوته وعلي عمل قوته الفعالة. 3 ـ فحينما يكون إنسان ما صديقا للإمبراطور، ويعمل في قصره ويتعرّف علي أسراره وخفاياه، وينظر أرجوانه، فإذا صار ذلك الإنسان هو نفسه إمبراطورًا فيما بعد ، وتوج فإنه لا يندهش أو يُصدم (بما في القصر) حيث أنه سبق أن تَدّرب طويلاً في أسرار القصر وخفاياه. فلا يستطيع شخص ساذج أو جاهل أو غريب عن خفايا القصر أن يدخل القصر ويملك، بل يستطيع ذلك فقط أولئك الذين لهم خبرة وتدرب، وكذلك المسيحيون الذين سيملكون في الدهر الآتي، فإنهم لا يستغربون، إذ أنهم سبق أن تعرّفوا علي أسرار النعمة وخفاياها. فحينما تعدي الإنسان الوصية ألقي الشيطان علي النفس حجابًا مظلمًا. ثم تأتي النعمة فتزيل الحجاب تمامًا، حتي أن النفس إذ تصير نقية، وتستعيد طبيعتها الأصلية، وتصير صافية بلا عيب، فإنها تنظر دائما بصفاءـ بعينها النقية ـ مجد النور الحقيقي، وشمس البر الحقيقية ساطعة بأشعتها داخل القلب نفسه. 4ـ وكما أنه في نهاية العالم تزول السماء (الجلد) ويعيش الأبرار حينئذ في الملكوت والنور والمجد ولا يعاينونشيئا آخر سوي المسيح وهو جالس في المجد دائمًا عن يمين الآب، هؤلاء الناس يختطفون منذ الآن إلي ذلك الدهر الآتي ويؤسرون، وهناك يعاينون كل أنواع الجمال والبهاء والعجائب. فنحن رغم أننا علي الأرض فإن ” مدينتنا هي في السموات” (في 20:3) إذ فيما يخص العقل والإنسان الباطن، نصرف وقتنا ونقوم بأنشطتنا في ذلك العالم. وكماأن العين الظاهرة ـ عندما تكون صافية ـ تري الشمس دائما بوضوح، هكذا العقل المُطَهر تمامًا فإنه دائمًا ينظر مجد نور المسيح ويكون مع الرب ليلاً ونهارًا، كما أن جسد الرب المتحد باللاهوت هو دائمًا مع الروح القدس. قوة عمل النعمة وتأثير الخطية: ولكن الناس لا يصلون إلي هذه المقاييس في لحظة، بل بالتعب والآلام والجهاد الكثير. لأن البعض منهم تعمل النعمة معهم وتسكن فيهم، ومع ذلك فالشر أيضا يعمل فيهم في الداخل فكل من النور والظلمة له عمل وتأثير علي القلب الواحد بعينه. 5 ـ ولكنك ستسألني قائلاً: ” ي شركة للنور مع الظلمة” (2كو 14:6) وكيف يتأثر النور الإلهي أو يَظلَمْ ؟ وكيف يمكن أن يتلوث ما هو طاهر ونقي؟ كما هو مكتوب ” النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه” (يو5:1) ولكننا لا يجب أن نفكر في هذه الأمور من وجه واحد وبدون تدقيق. فالبعض من الناس يستقرون في نعمة الله ويعتمدون عليها لدرجة عظيمة، حتى أنهم يصيرون أقوي من الخطية التي فيهم وينعمون بنعمة الصلاة وراحة كثيرة في الله، ولكنهم في لحظة أخري يكونون تحت تأثير الأفكار الشريرة وينخدعون بالخطية بالرغم من كونهم لا يزالون في نعمة الله. ولكن الناس ذوي العقول الخفيفة ـ الذين لم يدركوا حقيقة الأمر ـ حينما تعمل فيهم النعمة، إلي حد ما، فإنهم يتخيلون أنه لم يبقَ هناك شيء اسمه الخطية. أما الذين لهم تمييز وفطنة فلا يجرؤون أن ينكروا أننا حتى مع حصولنا علي نعمة الله فإننا معرضون لتأثير الأفكار الشريرة والمنجسة. 6ـ لقد وجدنا أمثلة كثيرة بين الأخوة الذين حصلوا علي فرح عظيم ونعمة هذا مقدارها حتى أنهم لمدة خمس أو ست سنوات متتابعة جفت فيهم الشهوة ولكنهم بعد ذلك حينما ظنوا أنهم صاروا أحرارًا تمامًا منها، فإن الشر الذي كان مختفيا تحرك عليهم ثانية واشتعلت فيهم الشهوة، حتى أنهم تعجبوا وقالوا ” من أين جاء علينا وقام ضدنا هذا الشر بعد كل هذا الوقت الطويل؟”. فلا يجرؤ إنسان ذو عقل سليم أن يقول “حيث أن النعمة حاضرة في فأنا حر من الخطية علي الإطلاق” والحقيقة إن كلاً من النعمة والخطية يكون لها ـ في ذلك الوقت ـ عمل وتأثير علي القلب. والذين ليس لهم خبرة في هذه الأمور، حينما تعمل فيهم النعمة بعض العمل، يتصورون أنهم قد وصلوا إلي الظفر الكامل وصاروا مسيحيين كاملين. ولكن من جهتي أنا أقول أن حقيقة الأمر هي هكذا: حينما تكون الشمس في السماء مشرقة في جو صاف ثم تأتي السحب وتحيط بها وتغطيها، وتجعل الجو معتما، فإن الشمس مع ذلك تكون بعيدة جدا ولا يضيع شيء من نورها ولا من جوهر طبيعتها، هكذا هو الأمر مع أولئك الذين لم يتطهروا ويتنقوا تنقية كاملة. أنهم يكونون في نعمة الله، ولكنهم ممسكين تحت السطح بالخطية ولذلك فإن حركاتهم الطبيعية، وأفكارهم الحقيقة، متجهة بقوة إلي الله وبالرغم من ذلك فإنها ليست مرتبطة ارتباطًا كليًا بالصلاح. 7ـ ومن الجهة الأخرى فهناك البعض الآخر هم مُمْسكين في العمق بقوة الخير والصلاح ـ قوة النعمة ومع ذلك لا يزالون في عبودية وخضوع للأفكار الشريرة وجانب الشر. لذلك فالأمر يحتاج إلي إفراز كثير لكي يعرف الإنسان بالاختبار أن حقيقة الأمر هي هكذا. وأني أذكر لكم أنه حتي الرسل رغم نوالهم المعزي في داخلهم لم يكونوا خالين تماما من الخوف فإلي جانب امتلائهم من الفرح والبهجة كان فيهم أيضا خوف ورعدة ناشئة من النعمة نفسها وليست ناشئة من جانب الشر، وكانت النعمة نفسها تحفظهم. وتحرسهم لكي لا ينحرفوا ي انحراف. فإذا رمي إنسان حجرا صغيرا علي حائط فإنه لا يضر الحائط ولا يحركه من مكانه وإذا أطلق سهم علي رجل يلبس درعا فإنه لا يضر درع الحديد ولا جسم لابس الدرع لأنه ينعكس ويرتد إلي خلف. هكذا حتي إذا اقترب من الرسل جزء صغير من الشر، فإنه لم يكن ليجرحهم أو يضرهم لأنهم كانوا بقوة المسيح الكاملة وإذ كانوا كاملين ، كانت لهم الحرية الكاملة لعمل البر بكل أنواعه. 8 ـ إن البعض يقولون أن النفس بعد نوالها النعمة تصير بلاخوف ولكن الله يطلب إرادة النفس ـ حتي في الكاملين ـ لتصير في خدمة الروح، لكي يعملا كلاهما في توافق واتفاق. فالرسول يقول ” لا تطفئوا الروح” (1تس19:5) فالبعض منهم كانوا غير راغبين أن يثقلوا علي غيرهم، والبعض كانوا يسيرون علي حِدَتهم، والبعض الآخر كانوا يأخذون من العائشين في العالم ويوزعون علي الفقراء. وهذا كان أفضل. لأن البعض تكون فيهم النعمة فيهتمون بنفوسهم فقط، بينما يسعي آخرون لمنفعة نفوس اخوتهم أيضًا وهؤلاء أفضل من الآخرين. والبعض من الذين لهم النعمة يسلمون أجسادهم للتعييرات والآلام من أجل اسم الله وهؤلاء أيضًا أفضل من أولئك. والبعض في سعيهم إلي الفضيلة يميلون إلي التشامخ وإلي نوال الكرامة والمديح من الناس، ويقولون إنهم مسيحيون وشركاء للروح القدس. وآخرون يجتهدون في إخفاء أنفسهم حتي من مقابلة الناس وهؤلاء أفضل من أولئك الآخرين. وهكذا ترون أنه حتي في الكمال تكون الإرادة الصالحة نحو الله المتوافقة بتكامل مع الإرادة الطبيعية هي التي تعلو وتتفاضل كثيرًا جدًا. الحديث الروحي بدون تذوق واختيار : 9 ـ فإذا كان إنسان فقير، يري نفسه غنيًا في حلم الليل، وحينما يستيقظ من النوم يجد نفسه فقيرًا عريانًا مرة أخري. كذلك الذين يتحدثون الحديث الروحاني ويظهرون كأنهم يتحدثون بكفاءة تامة، ولكنهم إن لم يكونوا حاصلين علي الشيء الذي يتحدثون عنه، متحققا في قلوبهم بالتذوق والقوة والاختبار الشخصي فإنه لا يكون لهم سوي مظهر باطل وخيال وهمي. أو مثل امرأة مزينة بالحرير ومتحلية بالجواهر وتعرض نفسها في مكان الفساد والعار، هكذا يكون قلب هؤلاء الناس مأوي للأرواح النجسة فإنهم يسرعون إلي التكلم والحديث عن البر بينما هم لم يتمتعوا حتي بنظرة لهذه الحقائق. 10 ـ السمكة لا تستطيع أن تعيش خارج الماء، ولا يستطيع أحد أن يمشي بدون قدمين، أو يري النور بدون عينين أو يتكلم بدون لسان أو يسمع بدون أذنين. هكذا بدون الرب يسوع وعمل قوته الإلهية، لا يستطيع أحد أن يعرف أسرار الله وحكمته، أو أن يحصل علي الغني الحقيقي ويصير مسيحيًا. فإن الحكماء، المحاربين، الشجعان، وفلاسفة الله هم أولئك الذين ينقادون ويتغذون وينضبطون في الإنسان الباطن بالقوة الإلهية. إن فلاسفة اليونانيين يتعلمون صناعة الكلام بينما الآخرون هم “عاميون في الكلام” (2كو6:11)، ويبتهجون ويفرحون متهللين بنعمة الله لأنهم رجال تقوي فلنحكم أيهما أفضل. فالرسول يقول ” ملكوت الله ليس بكلام بل بالفعل والقوة” (1كو20:4). 11ـ فإنه من السهل جدًا علي ي إنسان أن يقول: “هذا الخبز مصنوع من القمح”. ولكن كان ينبغي أن يخبرنا عن كيفية إعداده وعجنه بالتفصيل. هكذا فإن التحدث عن التحرر من الأهواء وعن الكمال هو أمر سهل ولكن خبرة الوصول إلي الكمال ليست أمرًا هينا. فالإنجيل مثلا يقول في اختصار ” لا تغضب ، لا تشتهي” وأيضًا “من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك ، فاترك له الرداء أيضًا” (مت39:5، 40). ولكن الرسول إذ يتتبع كيفية تتميم عمل التطهير فإنه بصبر ومثابرة قليلاً قليلاً يعلمنا بالتفصيل مغذيًا إيانا باللبن كالأطفال ثم يأتي بنا إلي النمو وإلي النضج الكامل. فالإنجيل قال: إن الثوب مصنوع من صوف الحملان (مت15:7)، ولكن الرسول أعلن بالتفصيل كيفية صنعه. 12ـ هكذا أولئك الذين يتحدثون بالأحاديث الروحية، بدون أن يتذوقوا ما يتحدثون عنه فإنهم يشبهون إنسانًا مسافرًا في صحراء مقفرة تحت أشعة الشمس المحرقة، وبسبب عطشه فإنه يتخيل صورة ينبوع ماء جار ويري نفسه وهو يشرب منه، بينما تكون شفتاه ولسانه كلها جافة مشتعلة من شدة العطش الذي يتملكه، أو كمثل إنسان يتحدث عن العسل ويقول أنه حلو، مع أنه لم يذقه قط، ولذلك فإنه لا يعرف قوة حلاوته. هكذا هي حالة أولئك الذين يتحدثون عن الكمال والفرح، والتحرر من الأهواء دون أن يكون فيهم العمل الفعاّل أو المعرفة الشخصية لهذه الأمور، وليست الأشياء كلها كما يصفونها هم. وإذا حسب إنسان من هذا النوع، أهلا لأن يكتشف الحقيقة، فإنه يقول في نفسه إني لم أجد الحقيقة كما كنت أظن، فإني كنت أتحدث في اتجاه، والروح يعمل في اتجاه آخر. 13 ـ لأن المسيحية هي في الحقيقة طعام وشراب، فكلما أكل الإنسان منها ازداد قلبه ولعا بحلاوتها، ولا يتوقف أو يكتفي بل يطلب المزيد، ويستمر يأكل بلا شبع أو امتلاء. فإذا أعطي شراب حلو لإنسان عطشان، فإنه بعد أن يتذوقه، يزداد ظمئًا إليه، ويشتاق إليه بحرارة أكثر من الأول. والحقيقة أن مذاقة الروح تشبه ذلك، ولكن بغير حدود، حتي أنه لا يوجد شيء يمكن أن يمثل به، وهذه ليست مجرد كلمات. فهذا هو فعل الروح القدس وعمله الذي يعمله في الخفاء في القلب. القداسة هي نقاوة القلب : إن البعض يتصورون أنهم صاروا قديسين بسبب امتناعهم عن الزواج وعن بعض أمور أخري منظورة، ولكن الأمر ليس كذلك. فإن الخطية لا تزال تعيش وترفع رأسها في العقل وفي القلب. فإن القديس هو ذلك الذي يتنقي ويتقدس في الإنسان الباطن. وحيثما يرفع الحق رأسه، فهناك يبدأ الشر هجومه محاولا أن يخفي الحق ويحجبه. 14 ـ وحينما كان اليهود يمتلكون الكهنوت، فإن بعضًا من تلك الأمة كانوا يُضطهدون ويتألمون بسبب ثباتهم في الحق، مثل أليعازر والمكابيين. والآن بعد الصليب وانشقاق الحجاب، فارق الروح اليهود، وأما الآن فإن الحق كُشف هنا وهو يعمل هنا (في المؤمنين بالمسيح)، وهكذا فإن البعض من هذه الأمة (المسحيين) يُضطهدون بدورهم. إن الاضطهاد والشدائد تقع علي المؤمنين، لكي يستطيع محبي الحق أن يشهدوا له لأنه كيف يظهر الحق إن لم يكن له أعداء، الذين هم الكذبة والمقاومون للحق…؟ وحتي بين الأخوة، يوجد البعض ممن يحتملون آلام وشدائد كثيرة، ومع ذلك يحتاجون إلي احتراس كثير لكي لا يسقطوا. كان أحد الأخوة مرة في صلاة مع آخر، وأُسرَ من القوة الإلهية واختطف وري أورشليم العليا ومناظرها المضيئة، والنور اللانهائي، وسمع صوتًا يقول هذا هو مكان راحة الأبرار، وبعد وقت قصير، انتفخ في نفسه وظن أن الرؤيا التي رآها هي مختصة به وتنسب إليه، وبعد ذلك سقط إلي أعماق الخطية، وآلاف أمور شريرة. 15ـ فإن كان الذي دخل إلي الداخل والمتقدم كثيرًا سقط هكذا، فكيف يستطيع الشخص العادي أن يقول ” أني بصومي وتغربي، وتوزيع كل أموالي قد صرت قديسًا؟” . إن مجرد الامتناع عن الشرور ليس هو الكمال، بل إن دخلت إلي قلبك الخرب وذبحت الحية القتاّلة التي تكمن تحت العقل، تحت سطح الأفكار، وتختبئ داخل ما نسميه مخادع النفس ومخازنها الخفية. إن القلب هوة عميقة، فقط إن كنت تقتل هذه الحية وتخرج خارجا كل ما كان فيك من النجاسة فحينئذ تتحول إلي النقاوة. فإن كل الفلاسفة والناموس والأنبياء بل مجيء المخلّص، كل ذلك كان من أجل الطهارة. فكل الناس يهودًا كانوا أم أممًا يحبون الطهارة، رغم أنهم لا يستطيعون أن يكونوا أطهارًا. فينبغي أن نستمر في البحث عن الكيفية والوسائل التي نحصل بها علي نقاوة القلب. طريق النقاوة : وبالتأكيد لا يوجد طريق آخر سوي بواسطة ذلك الذي صلب لأجلنا. فهو الطريق والحياة والحق، والباب والجوهرة، والخبز الحي السماوي. وبدون هذا الحق تستحيل معرفة الحق، ي يستحيل الخلاص. فكما أنه من جهة الأمور المنظورة، قد تخليت عن كل شيء ووزعت أموالك، هكذا أيضا من جهة الحكمة العالمية، فإن كان لك علم وفصاحة كلام، فإنك ينبغي أن ترذلها وتعتبرها كلا شئ، حتى تستطيع أن تتهذب وتبني ” بجهالة الكرازة” (1كو21:1)، هذه الكرازة التي هي الحكمة الحقيقية التي لا تعتمد علي عظمة وغرور الكلام، بل لها قوة تعمل بفاعلية بواسطة الصليب المقدس. فالمجد للثالوث الواحد في الجوهر إلي الأبد. آمين العظة الثامنة عشر غنى وكنز الروح القدس “عن كنز المسيحيين، الذي هو المسيح والروح القدس الذي يدربهم بطرق متنوعة ، ليأتي بهم إلى الكمال” كنز الروح : 1ـ إذا كان إنسان غنى في هذا العالم وعنده كنز مخفي فإنه من ذلك الكنز والغنى الذي له يمكنه أن يشترى أى شيء يشتهيه. وكل الأشياء النادرة التي يشتهيها ـ في هذا العالم، فإنه بسهولة يجمعها ويكدسها، معتمدا على كنزه لأنه بواسطة هذا الكنز، يسهل عليه اقتناء كل الممتلكات التي يشتهى امتلاكها. وبنفس الطريقة فإن أولئك الذين يطلبون ويسعون إلى الله، وقد وجدوا الكنز السماوي أى حصلوا على كنز الروح، الذي هو الرب نفسه، مضيئا في قلوبهم، فإنهم يتمّمون كل بر الفضائل وكل غنى الصلاح الذي أوصى به الرب، وذلك من كنز المسيح الذي فيهم، وبواسطة ذلك الكنز يتممون كل فضائل البر معتمدين على مجموع الغنى الروحي الكثير المتجمع في داخلهم، ويعملون بسهولة كل وصايا الرب بواسطة غنى النعمة غير المنظور الذي فيهم. يقول الرسول ” لنا هذا الكنز في أوان خزفية” (2كو7:4). أى الكنز الذي أعطى لهم في هذه الحياة ليمتلكوه في داخل نفوسهم، ” الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداءً” (1كو30:1). 2 ـ فالذي وجد وامتلك في داخله كنز الروح السماوي هذا فإنه يتمم به كل بر الوصية ويكمل جميع الفضائل بنقاوة وبلا لوم، بل بسهولة وبدون تغصب. لذلك فلنتضرع إلى الله، ونسأله ونطلب منه بشعور الاحتياج، أن ينعم علينا بكنز روحه، لكيما نستطيع أن نسلك في وصاياه كلها بطهارة وبلا لوم، ونتمم كل بر الروح بنقاوة وكمال بواسطة الكنز السماوي، الذي هو المسيح. فالذي يكون فقيرًا وعريانًا ومحتاجًا ومعدمًا في هذا العالم، لا يستطيع أن يقتنى شيئا، لأن فقره يمنعه من ذلك، ولكن الذي يملك الكنز ـ كما سبق أن قلت ـ فإنه بسهولة يقتنى كل ما تصبو نفسه إليه، بدون جهد أو ألم. هكذا النفس العريانة والمقفرة من شركة الروح، الواقعة تحت فقر الخطية المرعب لا تستطيع ـ حتى إذا رغبت ـ أن تثمر أى ثمر من ثمار روح البر بالحق، قبل أن تدخل في شركة الروح. 3ـ فليغصب كل واحد منا نفسه ليطلب من الرب أن يحسب أهلاً أن ينال وأن يجد كنز الروح السماوي. لكيما يستطيع بتهيؤ وبدون صعوبة، أن يعمل كل وصايا الرب بنقاوة وبلا لوم ـتلك الوصايا التي لم ينجح قبل ذلك في أن يعملها مهما غصب نفسه. لأنه إذ يكون فقيرًا وعريانًا من شركة الروح، فكيف يمكنه أن يقتنى الكنوز السماوية بدون أن يحصل على كنز وغنى الروح؟. أما النفس التي وجدت الرب الذي هو الكنز الحقيقي فإنها بواسطة طلب الروح، وبالإيمان والثقة، وبصبر كثير، تثمر ثمار الروح بسهولة وراحة، كما قلت سابقًا، وتعمل كل وصايا الرب، التي أوصى بها الروح، هذه كلها تعملها في داخلها، وبنفسها، بنقاوة وكمال وبلا لوم. غنى الروح ومنفعة الآخرين : 4ـ ولنستخدم توضيحًا آخر: إنسان غنى يريد أن يصنع وليمة فاخرة فإنه يصرف من ثروته والكنز الذي يملكه، ولأنه غنى جدا فإنه لا يخاف من عدم كفاية أمواله لتجهيز كل لوازم الوليمة. وهكذا فإنه يكرم الضيوف الذي دعاهم. ببذخ وأبهة، واضعًا أمامهم أصنافًا كثيرة من المأكولات معدّة بأحدث طرق التجهيز. وأما الفقير الذي ليس عنده مثل هذا الغنى فإنه إذا رغب في عمل وليمة لأصدقاء قليلين فإنه يضطر أن يستعير كل شىء، من الأوانى والأطباق والمفارش وكل شىء آخر، وبعد ذلك حينما تنتهى الوليمة ويخرج المدعوون فإنه يعيد كل الأشياء التي استعارها إلى أصحابها سواء أطباق فضة أو مفارش أو أى أشياء أخرى، وهكذا حينما يُرجع كل شئ يظل هو نفسه فقيرًا وعريانًا إذ ليس له غنى خاص يعزى به نفسه. 5ـ وبنفس الطريقة فإن أولئك الذين يكونون أغنياء بالروح القدس الذين عندهم الغنى السماوي حقا وشركة الروح في داخل نفوسهم، فإنهم حينما يكلمون أحدا بكلمة الحق أو حينما يتحدثون بالأحاديث الروحية ويريدون أن يعزوا النفوس فإنهم يتكلمون ويخرجون من غناهم ومن كنزهم الخاص الذي يمتلكونه في داخل نفوسهم، ومن هذا الكنز يعزّون ويفرّحون نفوس الذين يسمعون أحاديثهم، ولا يخافون أن ينضب معينهم، لأنهم يملكون في داخلهم كنز الصلاح السماوي الذي يأخذون منه ليعزوا ويفرحوا ضيوفهم الروحيين. أما الفقير الذي لا يملك غنى المسيح وليس عنده الغنى الروحى في داخل نفسه الذي هو ينبوع كل صلاح سواء في الأقوال أو الأعمال أو الأفكار الإلهية والأسرار التي لا ينطق بها. فحتى إذا أراد هذا الفقير أن يتكلم بكلمة الحق ويعزى بعض سامعيه بدون أن ينال في نفسه كلمة الله بالقوة والحق، فإنه يكرّر من الذاكرة ويقتبس فقط كلمات من أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس أو مما سمعه من الرجال الروحيين فيخبر ويعلم بها الآخرين ـ وهكذا يظهر كأنه يعزى ويفرح الآخرين، والآخرون يبتهجون بما يخبرهم ولكن بعد أن ينتهى من الكلام تعود كل كلمة إلى مصدرها الأصلى الذي أخذت منه ويبقى هذا الإنسان ويعود كما كان عريانًا وفقيرًا لأنه ليس له كنز الروح خاصًا به ليأخذ منه ويعزى ويفرح الآخرين إذ أنه هو نفسه لم يتعز أولاً ولا ابتهج بالروح. 6ـ لهذا السبب ينبغى لنا أولا أن نطلب من الله باجتهاد قلب وبإيمان، حتى يهبنا أن نجد في قلوبنا هذا الغنى، أى كنز المسيح الحقيقي بقوة الروح القدس وفاعليته. ولهذا فعندما نجد الرب أولا في نفوسنا لمنفعتنا أى للخلاص والحياة الأبدية، فحينئذ يمكننا أن ننفع الآخرين أيضا إذ يصير هذا ممكنًا، لأننا نأخذ من المسيح الذي هو الكنز الموجود في داخلنا ونخرج منه كل الصلاح الذي للكلمات الروحية ونكشف أمامهم أسرار السماء. لأن هذه هي مسرة صلاح الآب أن يسكن في كل من يؤمن به ويحبه ” من يحبنى يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتى” ويقول أيضا ” إليه نأتى، أنا والآب، ونصنع عنده منزلاً” (يو21:14، 23). هذا ما شاءه إحسان الآب غير المتناهى، وهذا ما سرّت به محبة المسيح الفائقة المعرفة، وهذا ما وعد به صلاح الروح الذي لا ينطق به. فالمجد للحنان غير المنطوق به الذي للثالوث الأقدس أنواع فاعلية النعمة في القلب: 7ـ لأن أولئك الذين أعطى لهم أن يصيروا أبناء الله، وأن يولدوا من فوق من الروح، والذين لهم المسيح منيرًا في داخلهم، ومنعشًا لهم، هؤلاء يقودهم الروح بطرق متنوعة كثيرة. وتعمل النعمة سرًا في قلوبهم وتعطيهم راحة روحية . فلنستعمل صور التنعمات والمسرات الملموسة التي في هذا العالم لنوضح بها ـ إلى حد ما ـ أعمال النعمة في القلب. ففي بعض الأوقات تعزيهم النعمة وتفرحهم كما في وليمة ملوكية فيفرحون بفرح وسرور لا ينطق به وفي وقت آخر يكونون مثل عروس تتنعم بالشركة مع عريسها في راحة إلهية. وفي وقت آخر يصيرون كملائكة بدون أجساد، لكثرة سموهم وخفتهم وعدم تثقلهم حتى بالجسد. وفي وقت آخر يكونون كأنهم سكارى إذ يكونون منتعشين وثملين بالروح وبالأسرار الإلهية الروحانية. 8ـ وفي وقت آخر يكونون كأنهم في بكاء ونحيب لأجل جنس البشر وإذ يتوسلون لأجل ذرية آدم كلها فإنهم يولولون ويبكون، إذ تشتعل فيهم محبة الروح نحو جنس البشر. وفي وقت آخر يشعلهم الروح بفرح ومحبة كثيرة حتى أنه لو أمكنهم لأدخلوا كل إنسان إلى أحشائهم، بدون تفريق بين الردىء والجيد. وأحيانا يصيرون تحت كل الناس في تواضع الروح حتى أنهم يحسبون أنفسهم آخر الكل وأقل الكل. وأحيانًا يجعلهم الروح في فرح لا يُنطق به. لدرجة أنهم يُجهدون من الفرح. وفي وقت آخر يكونون مثل إنسان جبار قد لبس الدرع الملكى الكامل ونزل إلى المعركة ضد أعدائه، فيحاربهم بقوة ويهزمهم، فإنه مثل هذا الجبار كذلك يأخذ الإنسان الروحانى أسلحة الروح السماوية وينزل لمقاتلة الأعداء فيحاربهم، ويدوسهم تحت قدميه. 9ـ وفي وقت آخر تستريح النفس في هدوء عظيم وسكون وسلام، دون أن تشعر بأى شئ آخر سوى اللذة الروحانية والراحة والسعادة التي لا توصف. وفي وقت آخر، تعلمها النعمة بنوع لا ينطق به من الفهم والحكمة، ومعرفة الروح الذي يفوق الفحص وتعلمها أشياء لا يمكن النطق بها باللسان والكلام، هكذا فإن معاملات النعمة متنوعة جدًا في النفوس، وهى تقود النفس التي تنعشها وتحييها، بطرق كثيرة بحسب إرادة الله وتدربها بطرائق مختلفة لكى تعيدها إلى الآب السماوي كاملة ونقية وبلا عيب. 10ـ ولكن أفعال الروح هذه التي تحدثت عنها تختص بالدرجات العظيمة القريبة من الكمال، لأن تنعمات النعمة المختلفة هذه، رغم أنه يُعبّر عنها بطرق مختلفة ولكنها تفعل بلا انقطاع في أولئك الأشخاص، فاعلية تليها فاعلية أخرى. لأنه حينما تصل النفس إلى كمال الروح ، وتتطهر بالتمام من الشهوة، وتتحد مع الروح المعزى وتختلط به بشركة لا توصف، فإنها تحسب أهلا أن تصير هي نفسها روحًا، في اختلاطها مع الروح، حينئذ تصير كلها نورًا، وكلها عينًا، وكلها روحًا، وكلها فرحًا، وكلها راحة، وكلها بهجة، وكلها محبة، وكلها حنان، وكلها صلاح، وكلها رأفات محبة. وكما أن الحجر الذي في قاع البحر تحيط به المياه من كل ناحية، كذلك كل هؤلاء أيضًا إذ يكونون مغمورين بالروح من كل ناحية فإنهم يصيرون مشابهين للمسيح، حاصلين في أنفسهم على فضائل قوة الروح بلا تغيير لكونهم بلا عيب وأنقياء وبلا لوم من الداخل والخارج. 11ـ وإذ قد ردهم الروح وأعادهم إلى الله هكذا فكيف يمكنهم أن يخرجوا ثمر الخطية؟ بل في كل الأوقات وفي كل الظروف تشع منهم ثمار الروح ظاهرة فيهم. لنطلب نعمة الروح بالإيمان والمحبة والرجاء : فلنتوسل إذًا إلى الله بإيمان وبالمحبة والرجاء الكثير، لكى يمنحنا النعمة السماوية، نعمة الروح، لكى ما يحكمنا ويضبطنا ذلك الروح نفسه أيضًا، ويقودنا إلى كل إرادة الله وينعشنا ويحيينا بكل أنواع إنعاشه وإحيائه لكى بواسطة عمل الروح هذا وفاعلية النعمة، والنمو الروحاني نتقدم، لنحسب أهلا لإدراك كمال ملء المسيح كما يقول الرسول ” لتمتلئوا بكل ملء المسيح” (أف19:3) وأيضا يقول ” إلى أن ننتهي جميعنا إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح” (أف13:4). ولقد وعد الرب كل الذين يؤمنون به ويسألونه بالحق أن يعطيهم أسرار شركة الروح الذي لا يُنطق به. لذلك فلنكرس نفوسنا بكليتها للرب ونسرع للحصول على الخيرات التي تكلمنا عنها. وإذ نكرس نفوسنا وأجسادنا ونتسمر على صليب المسيح فلنكن لائقين ومستعدين للملكوت السماوي، ممجدين الآب والابن والروح القدس إلى الأبد. آمين العظة التاسعة عشر وصايا المسيح والامتلاء من الروح القدس ” المسيحيون الذين يريدون التقدم والنمو ، ينبغي أن يغصبوا أنفسهم إلى كل ما هو صالح ليتحرروا من الخطية الساكنة فيهم وليمتلئوا من الروح القدس” الإيمان بثبات والمواظبة على الصلاة : 1ـ إن أراد أحد أن يأتي إلى الرب، وأن يوجد أهلا للحياة الأبدية، وأن يصير مسكنا للمسيح وأن يمتلئ بالروح القدس لكيما يستطيع أن يثمر ثمار الروح، ويتمم وصايا المسيح بنقاوة وبلا عيب، يجب عليه أن يبتدئ أولا بالإيمان بالرب بثبات، وأن يسلّم نفسه كلية إلى كلمات وصاياه، ويتخلى عن العالم تخليًا تامًا، لكي لا ينشغل عقله بالمرة بشيء عالمي. ويجب عليه أيضا أن يواظب دائما على الصلاة، وينتظر دائمًا بإيمان وتوقع افتقاد الرب وعونه، جاعلاً نظر عقله مثبت دائما نحوه. ثم ينبغي أن يغصب نفسه إلى كل عمل صالح وإلى وصايا الرب كلها، وذلك بسبب الخطية الساكنة فيه. فمثلاً، ليغصب نفسه إلى تواضع القلب مع جميع الناس، ويحسب نفسه أقل منهم وأردأ منهم، فلا يطلب كرامة أو مدحًا أو مجدًا من أى واحد من الناس، كما هو مكتوب في الإنجيل (يو44:12)، بل يضع الرب، ووصاياه، أمام عينه كل حين، راغبًا في أن يرضى الرب وحده بوداعة القلب، كما يقول الرب ” تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت29:11). وصايا المسيح والصلاة بإيمان وثقة : 2ـ وبنفس الطريقة فليعود نفسه على أن يكون رحيمًا، شفوقًا رقيق القلب، صالحًا، بأقصى طاقة عنده. كما يقول الرب ” فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم” (لو36:6)، ويقول أيضا ” إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياى” (يو15:14) وأيضا ” ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه” (مت12:11). وأيضا يقول ” اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق” (لو24:13). وفوق كل شيء فليحفظ في ذاكرته ـ بدون نسيان مطلقا ـ تواضع الرب يسوع وسلوكه، ووداعته وسيرته، كمثاله الدائم أمام عينيه. وليواظب على الصلاة بمثابرة متوسلاً إلى الرب بإيمان وثقة لكي يأتى ويسكن فيه ويصير كاملا، ويقويه في حفظ جميع وصاياه، وليصير الرب ذاته هو موضع سكنى نفسه وهكذا فإن الأشياء التي يفعلها الآن بالتغصب وبقلب معارض، يأتى يوم حين يفعلها برضى وإرادة منه، معودًا نفسه دائمًا على ما هو صالح، ومتفكرا دائما في الرب، وينتظر الرب بمحبة كثيرة في الروح القدس . ملء الروح وعمل الوصايا بدون صعوبة : وحينما يرى الرب تشوّقه، واجتهاده الصالح، وكيف أنه يغصب نفسه لتذكر الرب وكيف يلزم قلبه بما هو صالح حتى لو كان بخلاف رغبته، ويلزمه بالتواضع والوداعة والمحبة بأقصى طاقة عنده، فإن الرب يتحنن عليه وينقذه من أعدائه، ومن الخطية الساكنة فيه، ويملأه بالروح القدس. وهكذا فبعد ذلك يفعل كل وصايا الرب بالحق بدون تغصب أو صعوبة أو تعب، أو بالحري فإن الرب نفسه هو الذي يفعل وصاياه فيه، وحينئذ يخرج ثمار الروح بنقاوة. يغصب نفسه إلى ما هو صالح (وصايا المسيح) : 3ـ فالذي يأتي إلى الرب يلزمه أولاً أن يغصب نفسه إلى ما هو صالح حتى لو كان ضد ميل قلبه، منتظرًا دائمًا رحمة الرب بإيمان لا يتزعزع. ويغصب نفسه إلى المحبة حينما تنقصه المحبة، ويغصب نفسه إلى الوداعة حينما لا تكون عنده وداعة، ويغصب نفسه إلى الشفقة إلى أن يكون له قلب حنون ـ وأن يغصب نفسه على تحمل الازدراء وأن يحتمله بصبر، وحينما يُحتقر أو يُعير، فلا يغضب، كما هو مكتوب ” ولا تنتقموا لأنفسكم ايها الأحباء” (رو19:12) ـ وليغصب نفسه إلى الصلاة حينما لا تكون له الصلاة الروحانية، وهكذا إذ يراه الله مجاهدًا وغاصبًا بالرغم من معارضة قلبه، فإنه يهب له صلاة الروح الحقيقية وينعم عليه بالمحبة الحقيقية، والوداعة وأحشاء الرأفات والشفقة الحقيقية، وباختصار فإنه يملأه بثمار الروح. 4ـ ولكن إن كان إنسان يغصب نفسه إلى الصلاة فقط لكي ما يحصل على نعمة الصلاة، ولكنه لا يغصب نفسه إلى الوداعة والتواضع والمحبة وبقية وصايا الرب ولا يهتم أو يتعب ويجتهد لكي يتمم هذه الوصايا ـ بقدر ما هو مستطاع لحرية الإرادة وعزم القلب ـ فقد تعطى له أحيانا نعمة الصلاة جزئيًا، مع تعزية وفرح من الروح بحسب ما سأل وطلب ولكنه يظل كما هو في صفاته وسلوكه. فيكون بلا وداعة، لأنه لم يطلبها باهتمام، ولم يعد نفسه ليقبلها فيصير وديعًا ويكون بلا تواضع لأنه لم يطلب التواضع، ولم يغصب نفسه إليه. ويكون بلا محبة من نحو الناس لأنه لم يهتم ويجتهد لكي يحصل عليها بالتوسل والصلاة وليس له إيمان وثقة في الله في تكميل ما عليه من الأعمال، لأنه لم يعرف نفسه، ولم يكتشف أن هذا هو ما يعوزه، ولم يبذل أى اهتمام أو جهد ليحصل على احتياجه، طالبًا من الرب أن يحصل على إيمان ثابت وثقة حقيقية فيه. 5 ـ فإنه كما أن كل واحد يلزم ويغصب نفسه إلى الصلاة بالرغم من نفور القلب، هكذا ينبغي لمن يغصب نفسه أيضًا إلى الثقة بالله، وإلى التواضع، وإلى المحبة، وإلى الوداعة، وإلى الإخلاص والبساطة، وإلى “كل صبر وطول أناة بفرح” (كو11:1)، وأن يعتبر نفسه كلا شيء ويحسب نفسه أقل وآخر الكل، وهكذا يتجنب الدخول في المحادثات التي لا تنفع، بل يتأمل دائما في أمور الله ويتكلم بها، بفمه وقلبه، وأيضا لا يكون غضوبا أو ذا صخب وصراخ كما هو مكتوب ” ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث” (أف31:4)، ويسير في طرق الرب كلها، في عمل الفضيلة وفي حياة صالحة نبيلة، في كل سيرة الصلاح وكل تواضع الوداعة، فلا يتشامخ ولا يتكبر ولا يتكلم في حق أى إنسان. 6ـ فينبغي أن يغصب الإنسان نفسه إلى كل الأشياء إن كان يريد أن يرضى المسيح ويسر قلبه، حتى أن الرب عندما يرى غيرته وعزم قلبه في غصب نفسه هكذا إلى كل الصلاح والبساطة والرحمة والتواضع والمحبة والصلاة وكيف أنه يسوق نفسه إليها جميعا بالقوة، فإن الرب يعطيه ذاته ـ أى أن الرب نفسه بالحق يعمل فيه كل هذه الأشياء بنقاوة وبدون تعب أو تغصب، هذه الأشياء التي لم يكن يستطيع قبلا أن يعملها حتى بالتغصب وذلك بسبب الخطية التي كانت ساكنة فيه، وتصير كل أعمال الفضيلة هذه طبيعة فيه. لأن الرب حينما يأتي ويسكن فيه وهو يسكن في الرب. فإن الرب نفسه يتمم فيه وصاياه بدون تعب مالئًا إياه بثمار الروح. وأما أن غصب إنسان نفسه إلى الصلاة فقط لكي ينال موهبتها من الله ولكنه لا يغصب نفسه بنفس الطريقة ويلزم ويعود نفسه على كل هذه الأمور الأخرى، فإنه لا يستطيع أن يتمم هذه الأشياء بالحق، وبنقاوة وبلا عيب. فينبغي أن يعد نفسه بهذه الطريقة إلى ما هو صالح بأقصى طاقته، فإن النعمة الإلهية تأتيه أحيانا وقت السؤال والصلاة والتضرعات. لأن الله صالح ورحيم والذين يسألون يعطيهم ما يسألون، وأما من كان خاليا من الأشياء التي قد تكلمنا عنها ولم يعود أو يكيف نفسه عليها مقدمًا، فإنه حتى إذا نال النعمة، فسيفقدها ويسقط بكبرياء أو على الأقل فهو لا يتقدم وينمو ويزداد في النعمة التي وهبت له، لأنه لم يسلم نفسه إلى وصايا الرب بإرادته. لأن مكان سكنى الروح القدس وراحته هو التواضع والمحبة والوداعة وكل وصايا الرب الأخرى. طاعة الوصية والمداومة على الصلاة : 7 ـ لذلك فكل من يريد أن يرضى الله بالحق وأن ينال منه نعمة الروح القدس السماوية، وأن ينمو ويكمل في الروح القدس ينبغي له أن يغصب نفسه إلى كل وصايا الله ويخضع لها قلبه مهما كان رافضًا، كما هو مكتوب ” لأجل هذا بازاء كل وصاياك تقومت وكل طريق شر أبغضت” (مز128:119)، فكما يغصب الإنسان نفسه ويلزمها بالمثابرة في الصلاة إلى أن ينجح في ذلك هكذا بنفس الطريقة، إن أراد فقط، فإنه يستطيع أن يغصب ويلزم نفسه بكل ممارسات الفضيلة ويعود نفسه عادة حسنة، وهكذا إذ يداوم على الصلاة والسؤال من الرب وبحصوله على ما يطلب ونواله مذاقة الله وإذ يصير شريكا في الروح القدس فإنه يجعل الموهبة التي منحت له تنمو وتزدهر، إذ يستريح مستقرًا في تواضعه، وفي المحبة والوداعة. 8 ـ والروح نفسه يمنحه هذه الأشياء، ويعلّمه الصلاة الحقيقية، والمحبة الحقيقية، والوداعة الحقيقية، التي كان قبلاً يغصب نفسه إليها، وكان يطلبها ويهتم بها ويتأمل فيها، والآن أعطيت له، ولأنه نما هكذا وتكمل في الله، فإنه يحسب أهلاً أن يصير وارثًا للملكوت. فالمتواضع لا يسقط أبدًا. وإلى أين يسقط إذا كان هو تحت الكل؟ أما القلب المتشامخ فهو انحطاط عظيم، والقلب المتواضع هو ارتفاع عظيم وكرامة ومجد. طلب الروح والصلاة بالروح وثمار الروح : لذلك فلنغصب نفوسنا ونلزمها بالتواضع حتى ولو كان قلبنا غير راغب في ذلك، ونغصبها إلى الوداعة، وإلى المحبة، مصلين ومتوسلين إلى الله بالإيمان، والرجاء، والمحبة، وبلا انقطاع، وبانتظار وثبات، أن يرسل روحه إلى قلوبنا، حتى نصلى ” ونسجد لله بالروح والحق” (يو24:4). 9ـ ولكيما يصلى الروح نفسه فينا، لكيما يعلمنا الروح بنفسه تلك الصلاة الحقيقية ـ التي لم نحصل عليها حتى الآن رغم أننا نغصب أنفسنا إليها، ويعلمنا التواضع الحقيقي الذي لا نستطيع الآن أن نصل إليه، حتى بالتغصب، ولكي يعلمنا أن نثمر بالحق أحشاء رأفات (كو12:3)، وشفقة، وكل وصايا الرب بدون تعب أو تغصب، كما يعرف الروح نفسه كيفية ذلك حين يملأنا بثماره. وهكذا إذ نتمّم وصايا الرب بواسطة روحه، الذي هو وحده يعرف مشيئة الرب، وإذ يكمّلنا الروح في ذاته وهو نفسه يكمل فينا حينما نتطهر من كل دنس ولطخة الخطية، فإنه يحضر نفوسنا طاهرة وبلا عيب، كعرائس جميلات إلى المسيح، ونستريح في الله في ملكوته، ويستريح الله فينا إلى دهر الدهور. فالمجد لتعطفاته، ورحمته ومحبته لأنه أعطى لجنس البشر مثل هذه الكرامة والمجد، وأنعم عليهم أن يصيروا أبناء للآب السماوي ودعاهم أخوة له خاصة. له المجد إلى الأبد آمين. العظة العشرون لباس الروح “المسيح، الطبيب الحقيقي للإنسان الداخلي، وهو يستطيع وحده أن يخلّص النفس، ويزيّنها بثوب النعمة “ 1 ـ إن كان أحد عريانًا لقلة الملابس الإلهية السماوية التي هي قوة الروح القدس كقول الرسول ” إن كان أحد ليس له روح المسيح فهو ليس من خاصته” (رو9:8). فليبك ويتوسل إلى الرب حتى ينال الثوب الروحاني الذي من السماء ويأخذ غطاءً لنفسه العارية من القوة الإلهية لأن الإنسان غير المكسو بكساء الروح هو مكسو بالعيب العظيم: عيب الأهواء الدنيئة. لأنه كما في الأشياء المنظورة إن كان أحد عريانا يحل به خزي وفضيحة عظيمة بل إن الأصدقاء ينصرفون عن أصدقائهم العرايا والأقارب عن أهاليهم. بل أن من البنين من رأوا أباهم عريانًا وصرفوا عنه وجوههم لكيلا يعاينوا جسد أبيهم العريان، وإنما رجعوا على أعقابهم وستروه. ولذلك ارتفعت عنه عيونهم. كذلك ينصرف الله عن النفوس غير المكسوة بلباس الروح في ملء ثقة الإيمان لكونها لم تلبس الرب يسوع (رو14:13). بالقوة والحق. خطورة العرى الروحي : 2ـ ثم أن الإنسان الأول لما رأى نفسه عريانًا خجل. فما أعظم فضيحة العرى. فإذا كان من جهة الجسد يعتبر العرى فضيحة كبرى، فكم بالحري النفس العارية من القوة الإلهية التي لا تكتسي ولا تلبس اللباس الأبدي الروحاني غير الموصوف وهو الرب يسوع نفسه بالحق ـ وهي مغطاة بالخجل والأهواء الرديئة، وكذلك كل من كان غير مكتسى بذلك المجد الإلهي يجب عليه أن يستحى ويقر بفضيحته كما استحى آدم من عرى جسده. ومع أنه ستر نفسه بورق التين فلم يزل خجله مصاحبًا له لعلمه بفقره وعريه جدًا. فعلى هذه النفس أن تطلب من المسيح الذي يعطى المجد لكى يكسوها بالمجد في النور الذي لا يوصف، بدون أن تعمل لنفسها غطاء من الأفكار الباطلة أو تنخدع بزعمها أنها بارة من نفسها وأنها تملك لباس الخلاص. المسيح هو بر الله لنا : 3 ـ فإنه أن استند أحد على بره ولم يتطلع إلى بر الله، هذا البر الذي هو الرب يسوع ” الذي صار لنا برًا وفداءً” (اكو30:1). كما يقول الرسول، فإن تعبه يصبح باطلا لا ثمرة له، لأن كل زعمه ببره يظهر في اليوم الأخير كلا شيء بل يكون مثل خرقة نجسة كما قال أشعياء النبى ” كخرقة الحائض كل برنا” (انظر إش6:64). فلنطلب إذن من الله ونتوسل إليه أن يلبسنا لباس الخلاص وهو الرب يسوع المسيح، النور الفائق الوصف الذي إذا لبسته النفوس لا تخلعه قط، بل تتمجد أجسادهم أيضا في القيامة بمجد ذلك النور الذي تلبسه النفوس الأمينة الفاضلة منذ الآن حسب قول الرسول ” إن ذلك الذي أقام المسيح من بين الأموات سيحيى أجسادهم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم” (رو11:8). فالمجد لمراحمه المتعطفة ولرأفته التي تفوق كل وصف وكل تعبير. 4ـ وأيضا كما أن المرأة التي كانت معتلّة بنزف الدم لما صارت مؤمنة بالحق، ولمست طرف ثوب ربنا شفيت حالاً وانقطع نزيف دمها النجس، كذلك كل نفس فيها جرح الخطية الذي لا شفاء له، وينبوع الأفكار الخبيثة النجسة، إن هي أتت فقط إلى المسيح وصلت إليه بإيمان صحيح فإنها تعود إلى الصحة وتخلص من ينبوع الأهواء الفاسدة الذي لم يكن له علاج. وذلك الينبوع الذي يخرج أفكارًا نجسة لا ينقطع ويجف إلا بقوة المسيح فقط، وليس لأحد غيره قدره على شفاء هذا الجرح. لأن العدو كان محتالا للغاية في معصية آدم حتى أنه جرح الإنسان الباطن وأظلمه أى العقل المرشد الذي ينظر الله. فمالت عيناه بعد ذلك إلى الخطية والأهواء وكانت مغلقة عن رؤية خيرات السماء. المسيح وحده هو الذي يخلص ويشفي النفس مجانًا: 5 ـ فهذه كانت شدة جرح آدم حتى أنه لم يستطع أن يشفه منه غير الرب وحده. فهذا مستطاع عنده وحده. ولهذا فقد جاء ” ورفع خطية العالم” (يو29:1)، أى جفف الينبوع النجس. ينبوع أفكار النفس. لأنه كما أن تلك المرأة التي كانت مريضة بنزف الدم كانت قد صرفت كل ما كان لديها على الذين وعدوها بالشفاء ولم يشفها أحد، إلى أن أتت إلى الرب بإيمان صادق ولمست طرف ثوبه فشعرت حينئذ بالشفاء في الحال، ووقف نزف الدم. كذلك هو حال النفس التي جرحت منذ البدء بجرح أهواء الخطية الذي لا شفاء له، فلم يقدر أن يعالجه أحد من الأبرار. كلا ولا الآباء ولا البطاركة. 6ـ ولقد أتى موسى ولكنه لم يقدر أن يعطى شفاءً كاملاً. والكهنة والعطايا والعشور والسبوت والأهلة والغسلات والذبائح والمحرقات وسائر تفرعات البر كانت تحفظ جميعها بالدقة تحت الناموس. ومع ذلك لم يمكن بها شفاء النفس وتطهيرها من الينبوع النجس أى ينبوع أفكار الخطية. وكل بر النفس لم ينفع لشفاء الإنسان إلى أن أتى المخلص نفسه الطبيب الحقيقي الذي يشفي مجانا فبذل نفسه فداء لجنس البشر. فهو وحده صنع فداء النفس العظيم وخلاصها وشفاءها، وهو ذاته الذي حرّرها من العبودية وأخرجها من الظلمة ممجدًا إياها بنوره الخاص. فهو حقا جفف ينبوع الأفكار النجسة الذي كان فيها لأن الكتاب المقدس يقول ” هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو29:1). الدواء الوحيد : 7 ـ لأن أدوية النفس التي كانت من الأرض، يعنى أفعالها البارة لم تقدر أن تعالجها وتشفيها من هذه الضربة العظيمة غير المنظورة بل يتم الشفاء بالطبيعة السماوية الإلهية التي لموهبة الروح القدس. فإنه بواسطة هذا الدواء فقط يمكن للإنسان أن يجد الشفاء ويحصل على الحياة إذ يتطهر في قلبه بالروح القدس. ولكن كما أن تلك المرأة، بالرغم من أنها لم تكن قد شُفيت بعد وكان مرضها فيها، إلاّ أنها جاءت بقدميها إلى الرب، وعند مجيئها نالت الشفاء. وكما أن الأعمى أيضًا الذي لم يقدر أن يمشى ليأتي إلى الرب، بسبب عماه، صرخ إليه صرخة شديدة وصل بها إلى الرب لأنه قال ” ارحمني يا ابن داود” (مز 47:10) وبإيمانه نال الشفاء إذ أن الرب أتاه بنفسه وجعله يبصر بوضوح. كذلك النفس ولو أنها جرحت بجروح الأهواء الفاسدة وعميت بظلمة الخطية فمع ذلك لا تزال فيها الإرادة أن تصرخ إلى يسوع وتناديه ليأتي ويصنع لها فداءً أبديًا . ضرورة المجيء إلى المسيح بثقة الإيمان : 8ـ لأنه كما أن الأعمى لو لم يصرخ إلى الرب، والمرأة التي كان بها النزف الدموي لو لم تأتِ إليه لما وجدا الشفاء، كذلك الآن إن لم يأت الإنسان إلى الرب بإرادته وبكل نية قلبه ويطلب منه بثقة الإيمان التامة فلا يشفي أبدًا. فلماذا شفي هذان الاثنان للوقت بإيمانهما، ونحن لم يعد إلينا بصرنا بالحقيقة ولم نشف من أمراضنا الخفيّة؟. إن الرب يهتم ويعتني بالنفس غير المائتة أكثر من الجسد، لأنها إن انفتحت عينيها، كما يقول ” افتح عيني” (مز 18:119) فلا تعمى أبدًا فيما بعد. وإن شفيت فلا تعود تنجرح أبدًا. فإنه إن كان الرب عند مجيئه على الأرض اعتنى بالأجساد الفاسدة، فكم بالحري يعتني بالنفس غير المائتة المصنوعة على شبهه؟ ولكن بسبب قلة إيماننا وانقسام قلوبنا وعدم محبتنا له من كل القلب، وعدم إيماننا به حقيقة ، لذلك لم نجد بعد الشفاء الروحي والخلاص. فلنؤمن به إذن ولنأت إليه بالحقيقة لكى يتم فينا حالاً عمل الشفاء الحقيقي لأنه وعد بأنه يعطى للذين يسألونه روحه القدوس ويفتح للذين يقرعون وبأن الذين يطلبونه يجدونه. فالذي وعد لا يمكن أن يكذب له المجد والقدرة إلى الأبد آمين. العظة الثالثة عشر أولاد الله ” الثمرة التي ينتظرها الله من المسيحيين” ثمر العهد الجديد : 1ـ كل الأشياء المنظورة قد خلقها الله، وأعطاها للبشر لأجل فرحهم وتنعمهم، وقد أعطاهم أيضًا ناموسًا للبر. ولكن منذ أن جاء المسيح إلى العالم، فإن الله يطلب ثمرة أخرى. وبرًا آخر، ونقاوة قلب وضميرًا صالحًا، وكلمات محبة وشفقة، وأفكارًا مقدسة صالحة ، وكل تدبير سيرة القديسين. فالرب يقول ” إن لم يزد بركم عن الكتبة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السموات” (مت20:5) “مكتوب في الناموس، لا تزن، أما أنا فأقول لكم: لا تشتهى، ولا تغضب” فمن يريد أن يكون صديقًا لله، وأخًا وابنًا للمسيح ينبغي أن يفعل شيئًا يفوق بقية الناس، أى أن يكرس قلبه وعقله (لله)، ويرفع إليه أفكاره. وبهذه الطريقة فإن الله يعطى لقلبه ـ في الخفاء ـ حياة وعونًا، بل أن الله يستودع ذاته عينها لهذا الإنسان. فحينما يقدم الإنسان أموره الخفية لله، أى عقله وأفكاره، بحيث لا يشغل نفسه في أى اتجاه آخر، ولا يتحول بعيدًا عنه، بل يغصب نفسه لينحصر في الرب، فإن الرب حينئذ يحسبه أهلاً للأسرار السماوية بأعظم قداسة ونقاوة، ويعطيه الطعام السماوي والشراب الروحاني. الخدم والأولاد : 2 ـ وكما يحدث أن إنسانًا عنده خيرات عظيمة، وله أولاد كما أن عنده خدم، فهو يعطى للخدم نوعًا من الطعام يختلف عن الطعام الذي يعطيه لأولاده المولودين منه، لأن الأولاد هم ورثة أبيهم، ويأكلون معه، لأنهم يشبهون آبائهم. هكذا المسيح أيضًا، رب البيت الحقيقي، الذي خلق كل الأشياء بنفسه، فإنه ينعم على الأشرار وغير الشاكرين. وأما الأولاد، الذين ولدهم من ذاته، والذين منحهم نعمته، والذين يتصور هو فيهم، هؤلاء يزودهم ـ أفضل من الآخرين ـ بتنعم وغذاء مخصوص طعامًا وشرابًا. وإذ يذهبون مع يسوع والدهم في كل مكان، فإنهم يعطيهم ذاته، كما يقول الرب ” من يأكل جسدي ، ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه” وأيضا “لا يرى الموت” (يو56:6 ، 51:8) . فأولئك الذين يمتلكون الميراث الحقيقي، قد ولدوا كبنين للآب السماوي، ويقيمون في بيت أبيهم، كما يقول الرب ” العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد” (يو35:8) . 3 ـ فإذا أردنا إذا أن نُولد من الآب السماوي، فينبغي أن نفعل شيئًا يفوق ما يفعله سائر البشر، بالاجتهاد والجد والغيرة والمحبة، والسيرة الصالحة، وأن نكون في الإيمان ومخافة الرب، كأناس يشتهون الحصول على خيرات عظيمة بهذا المقدار، وأن نرث الله نفسه. كما يقول الكتاب ” الرب هو نصيب ميراثي وكأسى” (مز5:16). وهكذا إذ ينظر الرب قصدنا الصالح وصبرنا وثباتنا، فإنه يسكب رحمته علينا ويطهرنا من دنس الخطية، ومن تلك النار الأبدية التي في داخلنا ويجعلنا مناسبين وملائمين للملكوت. والمجد لحنانه الرقيق، وللمسرة الصالحة التي ظهرت من الآب والابن والروح القدس. آمين. العظة الرابعة عشر حلول المسيح في الإنسان أرض اللاهوت “أولئك الذين يسلمون أفكارهم وعقلهم لله، يفعلون ذلك على رجاء أن تستنير عيون قلوبهم، وأن يعطيهم الله أسراره في أعظم قداسة ونقاوة. ويمنحهم من نعمته. ما يجب أن نفعله نحن الذين نرغب في الحصول على الخيرات السماوية. مقارنة الرسل والأنبياء بأشعة الشمس التي تدخل من النافذة. تعلّم العظة أيضًا عن ما هي “أرض الشيطان” وما هي “أرض الملائكة”. وأن كلتيهما لا تُلمسان ولا تُنظران إلاّ لعيون القلب الروحانيين”. التعب والزرع على رجاء : 1ـ كل الأعمال المنظورة التي تعمل في العالم، إنما تُعمل على رجاء الاشتراك والانتفاع بنتائج هذه الأعمال، ولولا الثقة والتيقن من التمتع بثمار التعب فلا تكون هناك فائدة تكسب . فالزارع يبذر البذار على رجاء الثمار، وهذا الرجاء يسنده ويشدده في احتمال مشقات كثيرة. كما يقول الرسول ” إن الحراث يحرث على رجاء” (1كو 10:9) والذي يأخذ زوجة، إنما يفعل ذلك على رجاء أن يكون له ورثة، والتاجر يسلم نفسه للبحر ولخطر الموت بهدف الربح. هكذا أيضًا فيما يخص ملكوت السموات، فإن الإنسان يسلم نفسه للرب برجاء أن تستنير عيون قلبه (أف18:1) منصرفًا عن أمور هذه الحياة، ويحفظ نفسه حرًا، ليكون انشغاله بالصلوات والتضرعات ناظرًا إلى الرب ومنتظرًا إياه حين يأتى ويكشف نفسه له ، وأيضًا حين يطهره من الخطية الساكنة فيه . رجاء حلول الرب بملء اختبار الروح : 2ـ وهو مع ذلك لا يضع ثقته في أتعابه، وطريقة حياته، إلى أن يحصل على الأشياء التي يترجاها، أى إلى أن يأتي الرب ويحل فيه بملء اختبار الروح وفاعليته. وحينما يتذوق صلاح الرب ويبتهج بثمار الروح، وحينما يُرفع عنه ستار الظلمة، ويضيء عليه نور المسيح ويعمل فيه بفرح لا ينطق به، فحينئذ يشبع ويرضى تماما إذ يكون حاصلا على الرب معه في محبة عظيمة، كما يفرح التاجر ـ كما ذكرنا في المثل ـ حينما يحصل على الربح ولكن لا يزال عنده خوف من اللصوص ـ أرواح الشر ـ لئلا يتكاسل ويضيع تعبه، قبل أن يدخل ملكوت السموات في أورشليم العليا . 3ـ لذلك فلنتوسل إلى الله أن ينزع منا الإنسان العتيق ويجرّدنا منه، ويلبسنا المسيح السماوي، هنا ومن هذه اللحظة الحاضرة، حتى إذ نكون في فرح وبهجة، وإذ نكون منقادين بروحه، فإننا سنكون في هدوء وسلام عظيم. وإن الرب الذي يريد أن يملأنا ويشبعنا بتذوق الملكوت، يقول ” بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا” (يو5:15). الرسل أنوار للعالم : وقد عرف الرب كيف ينير كثيرين بواسطة الرسل. فالرسل كانوا هم أنفسهم خلائق مثل غيرهم، ولكنهم ربّوا وغذوا العبيد رفقائهم. وبسيرتهم الصالحة وتعاليمهم أحيوا وأقاموا عقول الناس التي كانت مائتة وفاسدة. فمن الممكن أن يقوم أحد المخلوقات بتغذية وإحياء مخلوق آخر. فالسحب، والمطر والشمس، بحسب أمر الله، تُحيى بذار القمح والشعير، رغم أنها مجرد خلائق فقط، ومثل النور الذي يأتي من خلال النافذة، في حين أن الشمس ترسل أشعتها على العالم كله، هكذا كان الأنبياء هم أنوار بيتهم الخاص ـ أى على إسرائيل ـ وليس أكثر، وأما الرسل فهم شموس يسطعون بأشعتهم في كل أركان وأرجاء العالم. ” أرض الشياطين ” و ” أرض اللاهوت ”: 4ـ هناك “أرض” تسكنها الوحوش، وهناك “أرض” أخرى في الهواء تتحرك فيها الطيور وتعيش. فإذا أرادت الطيور أن تقف أو تسير على الأرض فإن الصيادين يصطادونها. والأسماك أيضًا لها “أرض” وهى مياه البحر. والمكان الذي يولد فيه أى كائن، سواء على الأرض أو في الهواء، ففيه يعيش، وفيه يقتات ويجد لذته وراحته. وبنفس الطريقة فهناك “أرض” وبيت للشياطين، حيث تعيش قوات الظلمة وأرواح الشر، وهناك تتحرك وتجد راحتها، كما توجد “أرض” نورانية هى أرض اللاهوت، حيث معسكرات الملائكة والأرواح المقدسة تصعد وتهبط وتجد راحتها. فتلك الأرض المظلمة لا يمكن أن تُرى بعيون هذا الجسد ولا أن تُلمس، وكذلك الأرض النورانية أرض اللاهوت، لا تُلمس ولا تُرى بالعيون الجسدية. أما بالنسبة للروحانيين فإن “الأرض” الشيطانية، و”أرض” اللاهوت كلاهما تنكشفان لعيون قلوبهم. 5 ـ فإن كانت أسطورة أولئك الذين من خارج، تقول: إنه توجد جبال نارية، لأن النار متقدة فيها، وإنه توجد فيها حيوانات مثل الأغنام. وأن الذين يصطادونها يصنعون لهم عجلات حديدية، ويطرحون خطاطيفهم ويلقونها في النار، لأن تلك الحيوانات تقتات على النار، والنار هى شرابها وهى لذتها وبها تنمو وتحيا. فالنار بالنسبة لها هى كل شيء. فإن أتيت بها إلى هواء آخر فإنها تموت. وحينما يتسخ صوفها فإنها لا تُغسل في الماء، بل في النار، فتُنظف وتُبيّضّ أكثر. هكذا المسيحيون عندهم النار السماوية كطعام لهم. وهى لذتهم تنعمهم. وهى تنظف قلوبهم وتغسلها وتقدسها. وهى تُنميهم. وهى هواؤهم وحياتهم. فإن خرجوا يهلكهم الروح الشرير، كما أن الحيوانات في الأسطورة ـ تموت حينما تترك النار، وكما يموت السمك حينما يخرج من الماء، وكما أن الوحوش ـ ذوات الأربع ـ تغرق إذا طُرحت في البحر، وكما أن الطيور إذا سقطت على الأرض يصطادها الصيادون، كذلك النفس التي لا تقيم في تلك “الأرض”، فإنها تختنق وتهلك، وإذا لم تكن تلك النار الإلهية هي طعامها وشرابها ولباسها، وهى تطهير لقلبها، وهى تقديس للنفس، فإن الأرواح الشريرة تأخذها وتدمرها. أما بالنسبة لنا، فلنفحص بغيرة وإخلاص، هل نحن قد تم زرعنا في تلك “الأرض” غير المنظورة وطُعمنا في الكرمة السماوية أم لا ؟. والمجد لمراحمه. آمين. العظة الخامسة عشر القداسة والنقاوة “هذه العظة تعلّم بالتفصيل، كيف ينبغي على النفس أن تسعى بالقداسة والطهارة والنقاوة نحو عريسها يسوع المسيح مخلّص العالم. وتحتوى أيضا على بعض مناقشات مملوءة بفوائد عظيمة مثل: هل تقوم جميع الأعضاء في القيامة كاملة؟ وعن الشر، وعن الإرادة الحرة وعن كرامة الطبيعة البشرية “ خطبة المسيح للنفس : 1ـ إذا كان إنسان غنيًا جدًا وهو ملك عظيم، ويضع قلبه على امرأة فقيرة لا تملك شيئا سوى نفسها. ويصير محبا لها ويرغب أن يأخذها لتعيش معه عروسا له فحينئذ، إن هي أظهرت كل سخاء وخير ومحبة زوجها، مخصصةً أيضًا حبها له، فإن تلك المرأة الفقيرة المسكينة التي لم تكن تملك شيئا تصير سيدة مالكة لكل ما يخص زوجها. ومن الناحية الأخرى، فإنها إذا تصرفت ضد ما هو واجب وضد الالتزام والمسئولية، وسلكت بما لا يليق في بيت زوجها، فإنها حينئذ تُطرد خارجًا في خزي ومهانة وعار، واضعة يديها على رأسها كما يقول العهد القديم بالرمز عن الزوجة التي لا تسلك بلياقة في الغنى العظيم الذي سقطت منه وأي مجد قد ضاع منها، وكيف تجردت من كرامتها بسبب حماقتها. واجب النفس التي يخطبها المسيح العريس السماوي : 2 ـ وبنفس الطريقة فإن النفس التي يخطبها المسيح العريس السماوي لنفسه لأجل شركته السرية الإلهية، والتي قد تذوقت الغنى السماوي، يجب عليها بكل اجتهاد وإخلاص، أن ترضى المسيح حبيبها وتتمم كل ما هو واجب ولائق، خدمة الروح التي أُستؤمنت عليها، وأن تُرضى الله في كل شئ، ولا تحزن الروح في أى شيء وتحفظ التواضع والمحبة بحسب ما هو واجب نحوه هو الذي فيه يكمن الكمال، وتسلك حسنا في بيت الملك السماوي بكل سخاء وخير وشكر قلب لأجل النعمة التي أعطيت لها. فمثل هذه النفس تصير سيدة ومتولّية على كل خيرات الرب وحتى جسد مجد لاهوته يصير لها. ولكن إن سقطت، وسلكت ضد الواجب في خدمتها له ولم تفعل الأشياء التي ترضيه، ولم تتبع إرادته ولا تعاونت مع نعمة الروح الحاضر معها، فإنها حينئذ تحرم من كرامتها وتصير في خزي ومهانة، وتنفي من الحياة، كأنها غير نافعة وغير مناسبة لشركة الملك السماوي. حينئذ يكون غم وبكاء ورثاء على هذه النفس من كل الأرواح القديسة غير المنظورة: فالملائكة والقوات، والرسل والأنبياء والشهداء يبكون عليها. 3 ـ فإنه كما قال الرب ” يكون فرح في السماء” (لو7:15)، كذلك يكون أسف وبكاء في السماء على نفس واحدة تسقط من الحياة الأبدية. وكما أنه حينما يموت إنسان غنى، على الأرض، فإنه يُشيَّع بالموسيقى، والألحان الحزينة والولولة (العويل) من أخوته وأقاربه وأصدقائه ومعارفه، هكذا فإن جميع القديسين ينتحبون بألحان حزينة ومراثى على تلك النفس. وهذا هو نفس ما يقوله الكتاب المقدس في موضع آخر بلغة رمزية “ولول يا سرو لأن الأرز سقط” (زكريا 2:11) . فكما أن إسرائيل، حينما كان يظن فيه أن يرضى الرب ـ مع أنه لم يرض الرب أبدا كما ينبغي ـ كان لهم عمود سحاب يظللهم، وعمود نار يضيء عليهم، وقد رأوا البحر ينقسم أمامهم، والماء الصفي يخرج من الصخرة، ولكن حينما تحوّل قلبهم وقصدهم عن الله، أهلكتهم الحيّات وسُلّموا لأيدي أعدائهم فاقتيدوا إلى أسر مؤلم وعذبوا بعبودية مرة. وهذا ما يعلنه الروح سرّيًا بحزقيال النبى أيضًا، قائلاً عن مثل هذه النفس كأنها أورشليم ” وجدتك عريانة في البرية فغسلتك من ماء نجاستك، وألبستك ثوبا، ووضعت عليك أساور في يدك وطوقا في عنقك وأقراطا في أذنيك. فخرج لك اسم بين جميع الأمم وأكلت السميذ والعسل والزيت، وبعد كل هذا نسيت خيراتي، وذهبت وراء عاشقيك وزنيت بخزي وعار” (أنظر حزقيال7:16ـ17). لنتمم خلاصنا بخوف ورعدة : 4 ـ هكذا بالمثل فإن الروح يحذر النفس التي تعرف الله من خلال النعمة، بعد أن تتطهر من خطاياها السالفة وتتزين بزينة الروح القدس، وتصير شريكة في الطعام الإلهي السماوي، ولا تسلك كما يجب بتمييز وتحفظ، ولا تحافظ كما يجب على التوقير والحب للمسيح العريس السماوي، وهكذا تُرفض وتُطرد من الحياة التي كانت شريكة فيها قبلاً. فإن الشيطان يمكن أن يقوم وينتهز فرصة حتى ضد أولئك الذين وصلوا إلى قامات مثل هذه، وحتى ضد أولئك الذين قد عرفوا الله في نعمة وقوة، فإن الخطية لا تزال ترفع رأسها وتسعى أن تسقطهم. لذلك ينبغي أن نجتهد، ونسهر على نفوسنا بتبصر وحكمة، وأن ” نتمم خلاصنا بخوف ورعدة” كما هو مكتوب (في12:2)، فمهما كنتم أنتم الذين صرتم شركاء في روح المسيح، فانظروا أن لا تسلكوا بازدراء أو عدم اهتمام في أى شئ، صغيرًا كان أم كان كبيرًا ولا تزدروا بنعمة الروح، حتى لا تُبعدوا من الحياة التي قد صرتم شركاء فيها. 5 ـ وسأكرر هذا بمثل آخر. فإذا جاء خادم إلى قصر الملك ليستخدم الأوانى الموجودة هناك، فهو يأخذ من الخيرات الخاصة بالملك ـ فهو لم يحضر معه شيئًا ـ ويخدم الملك بأوانى الملك الخاصة. هذا الخادم يحتاج هنا إلى حكمة كثيرة وبصيرة وتمييز، حتى لا يرتكب خطأ في الخدمة، كأن يحضر إلى المائدة الملوكية نوع من الأطباق غير الذي كان يجب أن يحضره، بل ينبغي أن يرتب الأوانى على المائدة بنظام من الأول إلى الآخر بالترتيب السليم فإذا كان بسبب الجهل وعدم التمييز، لا يخدم الملك بالنظام السليم وبترتيب، فإنه يفقد مكانه ومعيشته في القصر. وبنفس الطريقة فإن النفس التي تخدم الله بالنعمة والروح يلزمها تبصر كثير ومعرفة لكى لا ترتكب خطأ في أوانى الله، أى في خدمة الروح ـ بعدم حفظ إرادتها الخاصة في توافق مع النعمة. فإنه من الممكن في مجال خدمة الروح التي تتم سرًا بواسطة الإنسان الباطن، أن تقوم النفس بخدمة الرب في أوان من عندها، أى بروحها هي، ولكن الله لا يمكن أن يُخدم بغير أوانى الله أى بغير النعمة حتى ترضيه وتعمل مشيئته في كل شئ. الحاجة إلى الحكمة والتمييز : 6 ـ وحينما ينال الإنسان النعمة، فإنه يكون حينئذ في حاجة شديدة إلى الفهم والحكمة والتمييز ـ وهذه العطايا هي نفسها تُعطى من الله للنفس التي تطلبها منه ـ لكى يُعبد الله عبادة مقبولة بالروح الذي ناله الإنسان، ولا تهاجمه الخطية بغتة فيخطئ، ولا يُغوى بالجهالة والطياشة والإهمال ويسلك ضد ما تطلبه مشيئة الرب، لأن نتيجة هذه الأشياء العقاب والموت، والبكاء لمثل هذه النفس. فالرسول القديس يقول ” لئلا بعد ما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضًا” (1كو27:9) وها أنتم تنظرون أى حذر وخوف كان عنده، مع أنه كان رسول الله، لذلك فلنتوسل إلى الله، نحن الذين حصلنا على نعمة الله، لكى نعبد عبادة الروح حسب مشيئته بأكثر مما هو معتاد، ولا يكون لنا شركة مع أفكار الاحتقار والعصيان، حتى إذا ما عشنا بطريقة مرضية للرب وعبدناه عبادة روحية حسب مشيئته فإننا إذ نحيا هكذا نرث الحياة الأبدية. أعضاء الجسم وأعضاء النفس : 7 ـ هناك البعض عندهم عاهات في أجسامهم، فقد يحدث أن إنسانًا تكون بعض أعضائه صحيحة، كعيناه مثلاً، أو غيرها من الأعضاء، ولكن بقية أعضائه عاجزة، هكذا أيضا في العالم الروحي فقد يكون إنسان سليمًا وصحيحًا في ثلاثة أعضاء من روحه ولكن لا يكون كاملاً. فأنتم ترون كم للروح من مراحل ودرجات، وكيف أن الخطية يتم تصفيتها والتنقية منها على مراحل متتالية وليس دفعة واحدة، وأن عناية الله كلها وتدبيره للخليقة، وإشراق الشمس، وكل ما خلقه هذه جميعها إنما هي لأجل الملكوت الذي سيرثه المختارون لأجل تكوين ملكوت السلام والوئام. نقاوة القلب وعدم إدانة الغير : 8 ـ لذلك يجب على المسيحيين أن يجتهدوا على الدوام، ولا يدينوا أحدا بالمرة ـ ولا يدينوا حتى الزانية في الشارع ولا الأثمة المشهورين بخطاياهم والمتمردين ـ بل وأن ينظروا إلى كل البشر ببساطة النية ونقاوة العين، حين يصير الأمر هكذا كقانون ثابت في الطبيعة أن لا يحتقر أحدًا، ولا يدين أحدًا، ولا يمقت أحدًا حتى ولا يجعل تمييزًا بين أشخاص الناس. فإن رأيت إنسانا بعين واحدة، فلا تنقسم في داخل قلبك، بل انظر إليه وراعيه كما لو كان صحيحًا تمامًا. والإنسان الأقطع (ذو يد واحدة) انظر إليه كما لو كان بيدين، والأعرج تنظر إليه كالذي يسير معتدلاً، والمشلول كالصحيح. هذه هي نقاوة القلب، أنك حينما ترى خطاة أو مرضى، أن تشفق عليهم وترثى لحالهم، وتكون حنونًا ومحبًا من نحوهم[1] ويحدث أحيانا أن قديسي الرب يجلسون في المراصد، وينظرون ضلال العالم وخداعه. فبحسب الإنسان الباطن هم يتخاطبون مع الله، ويصلون من أجل العالم ولكن بحسب الإنسان الخارجي فإنهم يظهرون للناس كأنهم يتأملون ما يحدث في العالم. 9 ـ إن أهل العالم هم تحت تأثير روح الشر الواحد، وهو يجعلهم يهتمون بالأمور الأرضية، أما المسيحيون فلهم هدف آخر، وفكر واهتمام آخر، فهم من عالم آخر ومدينة أخرى. إن روح الله له شركة مع نفوسهم، وهم يدوسون العدو تحت أقدامهم. فإنه مكتوب ” آخر عدو يبطل هو الموت” (1كو26:15). فالأتقياء هم سادة لكل الأشياء، أما أولئك المتراخون في الإيمان والخطاة فهم عبيد لكل الأشياء، والنار تحرقهم، والحجر والسيف يقتلانهم وأخيرًا تتسلط عليهم الشياطين. قيامة الأجساد : 10 ـ سؤال: هل تقوم كل أعضاء (الجسم)، في القيامة؟ جواب: إن كل شيء سهل على الله، وهو قد وعد بالقيامة، رغم أن هذا يبدو مستحيلاً بالنسبة إلى الضعف البشرى والفكر البشرى، لأنه كما أن الله أخذ من التراب ومن الأرض وكوّن الجسد بطبيعة أخرى مختلفة وغير مشابهة بالمرة للأرض، وجعل فيه أنواع أعضاء وعناصر كثيرة، مثل الشعر، والجلد، والعظام، والأوتار، أو كما أن الإبرة إذا طرحت في النار، يتغير لونها وتصير نارًا، رغم أن طبيعة الحديد (المصنوعة منه الإبرة) لا تنتزع بل تظل قائمة، كذلك أيضا في القيامة، فإن جميع الأعضاء تقوم، وحتى شعرة واحدة لا تهلك، كما هو مكتوب (لو18:21) وكل الأعضاء تصير مثل النور، وكلها تكون مغمورة في النور والنار، وتتغير تغييرًا حقيقيًا، ولكنها لا تتحلل وتصير نارًا خالصة كما يقول البعض، فلا يتبقى من قوامها الطبيعي شيء بالمرة على حسب ذلك الرأي، لا بل إن بطرس يظل هو بطرس، وبولس يظل هو بولس، وفيلبس هو فيلبس. وكل واحد يظل في طبيعته الخاصة وشخصيته ولكنه يكون مملوءً بالروح. وأما إن قلت إن الطبيعة تتحلل وتفنى، فعندئذ لا يكون هناك وجود لبطرس أو بولس، أو أى شخص، ولا الذين ذهبوا إلى جهنم يحسون بعذابهم، ولا الذين دخلوا إلى الملكوت يشعرون بالغبطة والسعادة. 11ـ فإن قلنا إن هناك بستان زُرع فيه كل أنوع أشجار الفواكه، وكان فيه الكمثرى والتفاح والعنب، أشجارًا بثمارها وأوراقها، وهذا البستان تغيّر وكل الأشجار وأوراقها تحولت إلى طبيعة أخرى وصارت مثل النور، هكذا أيضًا فإن البشر يتغيرون في القيامة، وتتقدس أعضاؤهم وتصير مثل النور (نورانية). الصبر واحتمال الاضطهاد : 12ـ فيجب إذن على رجال الله أن يَعدّوا أنفسهم للحرب والقتال فكما أن الشاب الشجاع يحتمل الضربات التي تأتى عليه في مباراة المصارعة ويردها ثانية، كذلك يجب على المسيحيين أن يتحملوا الشدائد التي من الخارج، والحروب التي من الداخل، لكيما ينتصروا بواسطة الصبر رغم أنهم يُضربون، فهذا هو المسيحي. لأنه حيثما يكون الروح القدس، فهناك يتبعه الاضطهاد والحرب كظل له. فأنت ترى الأنبياء، كيف اضطهدهم أقرباؤهم من الأول إلى الآخر، بينما كان الروح القدس يعمل فيهم. وانظر كيف أن الرب، الذي هو الطريق والحق، كان مُضطهدًا ليس من أمة أخرى، بل من خاصته. وخاصته ـ أى شعب إسرائيل ـ هم الذين اضطهدوه وصلبوه. كذلك كان الأمر مع الرسل. ومنذ أن جاء الصليب نُزع الروح المعزى من محلة إسرائيل، وانتقل إلى المسيحيين وحلّ عليهم. ولم يُضطهد اليهود بعد ذلك، وصار المسيحيون وحدهم هم الشهداء. لهذا السبب فلا ينبغي أن يستغرب المسيحيون ذلك. فلابد للحق أن يُضطَهد. الخطية وقلب الإنسان : 13 ـ سؤال: يقول البعض إن الشر يدخل من الخارج وإن الإنسان يستطيع أن يمنعه من الدخول إذا أراد ويطرده عنه. جواب: كما أن الحية تحدثت إلى حواء وبسبب إذعانها دخلت إلى داخلها، هكذا أيضًا إلى هذا اليوم فإن الخطية التي هي خارج الإنسان تدخل إلى داخله برضى وإذعان منه. فالخطية لها السلطان والحرية أن تدخل إلى القلب. لأن أفكارنا ليست خارجية بالنسبة لنا بل هي تأتى وتنبع من القلب في الداخل. فالرسول يقول: ” فأريد أن يصلى الرجال في كل مكان رافعين أيادى طاهرة بدون غضب ولا مجادلات[2] رديئة”. لأن هناك ” أفكار تخرج من القلب” كما يقول الإنجيل (مت19:15). فأدخل للصلاة وافحص قلبك وعقلك، وقرر في نفسك أن ترفع صلاتك نقيّة لله، وانظر جيدا ألاّ يكون هناك شيء يعوق صلاتك، وأن تكون صلاتك طاهرة، وانظر هل عقلك منشغل تمامًا بالرب، كما ينشغل الزارع بزراعته، والعريس بعروسه، والتاجر بتجارته، أم أنك بينما تحنى ركبتيك للصلاة يقوم آخرون بتشتيت أفكارك وسحبها بعيدًا. إمكانية الخطية بعد المعمودية : 14ـ ولكنك قد تقول أن الرب قد جاء ودان الخطية بالصليب (رو 3:8) وأن الخطية لم تعد بعد ذلك موجودة في الداخل. ولكن إذا فرضنا أن أحد الجنود وضع عربته في داخل بيت أحد الناس، أفلا يكون له الحرية أن يدخل ذلك البيت ويخرج منه كما يريد. هكذا فإن الخطية لها حرية أن تجادل في داخل القلب. إنه مكتوب أن الشيطان ” دخل إلى قلب يهوذا” (يو27:13) وأما إذا قلت أن الخطية قد أدينت بمجئ المسيح، وأن الشر ليس له الحرية ـ بعد المعمودية ـ أن ينازع في داخل القلب، أفلا تعرف أنه منذ مجىء الرب إلى هذا اليوم، وكل الذين قد اعتمدوا، تحاربهم أفكار شريرة في بعض الأوقات؟. وألم يتحول البعض منهم إلى المجد الباطل، وإلى الزنى، أو إلى الشراهة؟. وهل كل الناس الذين هم في داخل حدود الكنيسة، لهم قلوب نقية وبلا عيب. وألا نجد أن هناك خطايا كثيرة ترتكب بعد المعمودية، وأن كثيرين يعيشون في الخطية، إذن فحتى بعد المعمودية، فإن السارق “الشيطان” له حرية أن يدخل ويفعل ما يشاء. محبة الله من كل القلب : 15ـ أنه مكتوب ” تحب الرب إلهك من كل قلبك” (تث5:16) وأنت تقول “إنى أحب الله، وعندى الروح القدس فهل عندك تذّكر مستمر للرب، ومحبة مشتعلة، وشوق حار إلى الرب؟. وهل أنت ملتصق ومرتبط بالرب بهذه الطريقة نهارًا وليلاً؟. فإن كان عندك محبة مثل هذه، فإنك تكون نقيًا، ولكن إن لم تكن لك، فحينئذ ينبغي أن تفحص باستمرار: إذا أتت في طريقك الأشغال الأرضية أو الأفكار الدنيئة الشريرة، هل يكون لديك ميل إليها، وهل تنجذب نفسك إلى المحبة والاشتياق لله باستمرار. إن أفكار العالم تُحدر العقل إلى الأمور الأرضية الفاسدة ولا تدعه يحب الله أو يتذكر الرب. وقد يحدث من الناحية الأخرى أن إنسانا أميًّا يذهب إلى الصلاة، ويحنى ركبتيه ويدخل عقله إلى الراحة وعلى قدر ما يحفر ويتعمق، فإن سور الخطية ينهدم أمامه ويدخل إلى الرؤيا والاستعلان والحكمة، حيث لا يقدر العظماء والحكماء والفصحاء أن يدخلوا إلى هناك ليفهموا ويعرفوا حالة عقله السامية، إذ أنه يكون مستغرقًا ومشغولاً بالأسرار الإلهية، والذي ليس له خبرة في تمييز القلوب لا يعرف كيف يقيّمها ويقدّرها، بسبب نقص الخبرة. والمسيحيون ينفرون من الأمجاد الأرضية ويحسبونها نفاية (في 8:3) بالمقارنة بعظمة وسمو تلك الأشياء، تلك العظمة التي تعمل بتأثيرها وفاعليتها فيهم. النعمة والسقوط : 16 ـ سؤال: هل من الممكن أن يسقط الإنسان الذي له موهبة النعمة؟. جواب: إن أهمل، فإنه يسقط، فالأعداء لا يتراخون أبدًا ولا يتوقفون عن الحرب، فكم بالأكثر جدًا ينبغي عليك أنت ألاّ تكف عن طلب الله. لأن الخسارة التي تحصل لك نتيجة الإهمال هي خسارة عظيمة جدًا، حتى لو ظننت في نفسك، أنك متدرب ولك خبرة في سر النعمة ذاته. 17 ـ سؤال : هل تبقى النعمة في الإنسان بعد سقوطه ؟ . جواب: إن مشيئة الله هي أن يرد الإنسان ثانية إلى الحياة ويحركه ليعود إلى البكاء والتوبة. فإن كانت النعمة تظل باقية، فإنما غرضها من ذلك أن تجعلك عاملاً جادًا بعزم شديد في توبتك عن تلك الأشياء التي سبق أن أخطأت فيها. الكاملون ومحاربات الشيطان : 18ـ سؤال: هل الكاملون معرّضون لأن تحل بهم صعوبات أو حروب، أم أنهم أحرار تماما من كل هم وقلق؟. جواب: إن العدو لا يكف أبدا عن المحاربة. إن الشيطان عديم الرحمة في كراهيته للبشر، لذلك فهو لا يتوقف أبدا عن المحاربة ضد كل إنسان.. ولكن الظاهر أنه لا يهاجم الجميع بنفس الدرجة، فإن حكام الولايات والنبلاء في البلاط الملكي يدفعون الجزية للإمبراطور، والإنسان الذي في هذا المركز له ثقة في ثروته من الذهب والفضة، حتى أنه يدفع الضريبة من فائض دخله، ولا يشعر بأي خسارة. والإنسان الذي يعطى صدقة لا يشعر بأنه يخسر. وكذلك فإن الشيطان يعتبر هذا الأمر (أى عدم مهاجمته للبعض) أنه فضلّة وزيادة وأنه ليس بالأمر الخطير[3]. ولكن قد يكون هناك إنسان فقير، معدم حتى من القوت اليومي. وهو يُضرب ويُعذب لأنه لا يستطيع أن يدفع الضريبة، وقد يصرف وقته في احتمال الجلدات والانتهاكات المتكررة ويسوقونه أمامهم بالقوة، ولكنه لا يموت، بينما هناك إنسان آخر يصدر الأمر بقطع رأسه ويهلك في لحظة واحدة ـ وهكذا الأمر بين المسيحيين فالبعض منهم يحاربون بشدة ويُضيّق عليهم بالخطية، ومع ذلك يصيرون أكثر ثباتا وحكمة وتمرنا على الحروب. ويحتقرون قوة العدو، ولا يكونون في خطر من هذه الناحية، لأنهم يكونون محفوظين من السقوط ومتيقنين من خلاصهم، لأنهم قد تمرنوا كثيرا في الحرب ضد الخطية والشر واكتسبوا خبرة عظيمة، ولأنهم حاصلون على حضور الله معهم، فإنه يقودهم ويكونون في راحة. 19ـ إلاّ أن البعض الآخر، الذين لم يتمرنوا بعد، فهؤلاء إن سقطوا في شدة واحدة وثارت عليهم الحرب، فإنهم يقعون في الخراب والهلاك. انشغال القلب بالمسيح وحده : ومثل المسافرون الذين يدخلون إلى مدينة ما، قاصدين أن يروا أحباءهم ومعارفهم، فحينما يقابلون أناسًا كثيرين في أسواق المدينة فإنهم لا يتوقفون بسببهم، وذلك لأن غايتهم هي أن يجدوا أصدقاءهم. وحينما يقرعون على باب أحبائهم من الخارج وينادون عليهم فإن أصدقاءهم الأعزاء يفتحون لهم بفرح، ولكنهم إن تلكأوا في الأسواق، وانخدعوا أو تعوّقوا بسبب أولئك الذين يقابلونهم فإن الباب يغلق ولا يفتح لهم أحد، وهكذا أولئك الذين يسعوّن إلى الأمام ليصلوا إلى ربنا المسيح المحبوب الحقيقي، فينبغي أن يغضوا النظر عن كل من هم سواه ولا ينشغلوا بهم. فإن النبلاء والحكام، الذين يدخلون القصر إلى الملك، يكونون في خوف شديد من جهة ما يجاوبون به وكيف يتكلمون لئلا بسبب خطأ في إجابتهم عن أنفسهم ينتهي الأمر بهم إلى محاكمتهم وعقابهم، وأما عامة الشعب البسطاء، الذين لم تقع عيونهم قط على أمير، فإنهم يصرفون أيامهم بلا قلق أو همّ. وهذا هو الحال مع هذا العالم الأرضي الذي تحت السماء ـ من الملك إلى أفقر الناس ـ فإذ لا يعرفون شيئا عن مجد المسيح ـ فهم يهتمون فقط بأمور هذه الحياة الأرضية ولا يوجد بينهم حتى ولا واحد يتفكر في يوم الدينونة. أما أولئك الذين يأتون بأفكارهم أمام كرسي دينونة المسيح، حيث يكون عرشه، ويصرفون حياتهم في حضرته فإنهم يكونون في خوف ورعدة باستمرار، لكى لا يصنعوا أى خطأ من جهة وصاياه المقدسة. تملّك النعمة على القلب : 20ـ وكما أن أغنياء الأرض حينما يحضرون ثمارًا كثيرة إلى مخازنهم، فإنهم يعملون أكثر فأكثر كل يوم ليحضروا ثمارًا أكثر، ليكون عندهم وفرة عظيمة، ولا يكون عندهم تناقص. فلو أنهم اعتمدوا على الغنى المخزون في المخازن ولم يهتموا أن يضيفوا إليه وبدأوا يستعملون ما سبق أن خزنوا، فإنهم بعد فترة يقعون في الفقر والحاجة ولذلك فإنه يلزمهم أن يسعوا وأن يعملوا ويزيدوا دخلهم كثيرًا، لكى لا يتخلفوا. وهكذا الأمر في المسيحية، حينما نتذوق نعمة الله كما يقول ” ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب” (مز8:34). فهذا التذوق هو قوة فعّالة من الروح في ملء الثقة، بحسب خدمة الروح في داخل القلب. لأن كل الذين هم أبناء النور، ومن خدمة العهد الجديد في الروح القدس فهؤلاء لا يتعلمون شيئا من الناس، بل هم يتعلمون من الله (يو45:6، 1تس9:4) فالنعمة نفسها تكتب على قلوبهم قوانين الروح. لذلك فلا ينبغي أن يتكلموا فقط على الكتب المكتوبة بالحبر، فإن نعمة الله تكتب قوانين الروح وأسرار السماء على “ألواح القلب” أيضًا (2كو3:3). لأن القلب يحكم ويملك على كل حركات الجسد، وحينما تملك النعمة على مراعى القلب، فإنها بذلك تملك على كل الأعضاء والأفكار لأنه هناك ـ أى في القلب ـ يوجد العقل، وكل ملكات النفس وكل آمالها، لذلك فإن النعمة تنفذ أيضا إلى كل أعضاء الجسد (عن طريق القلب). تملّك الخطية على القلب : 21 ـ ومن الجهة الأخرى، فإن كل أبناء الظلمة، تملك الخطية على قلوبهم، وتنفذ إلى كل أعضائهم ” لأن من القلب تخرج الأفكار الشريرة” (مت19:15) وهكذا إذ تنتشر الأفكار الشريرة تجعل الإنسان في ظلمة. وأولئك الذين يقولون أن الشر لا يتولد في الإنسان وينمو في داخله، ربما لا يهتمون من جهة الغد، وقد لا تحاربهم شهوة، لأن الشر يكف فترة من الوقت عن إزعاجهم بتحريك نوع من الشهوة في داخلهم، حتى أن الإنسان يتجاسر على أن يقسم “إن هذه الشهوة لم تعد تهاجمني”. ولكن بعد فترة وجيزة يشتعل بالشهوة، حتى أنه يوجد حانثًا في القسم الذي أقسمه. وكما أن الماء يجرى في الأنابيب، هكذا تسرى الخطية في القلب والأفكار، وكل الذين ينكرون هذا فإن الخطية نفسها تدحضهم وتهزأ بهم، حتى ولو كانت الخطية لا تفكر في الانتصار عليهم، لأن الشر يحاول أن يكون مستترًا ومتخفيا في داخل عقل الإنسان. المحبة لله وكرامة الإنسان : 22 ـ إن كان أحد يحب الله، فإن الله أيضا يخلط محبته بهذا الإنسان وإذا أؤتمن الإنسان مرة على محبة الله، فإن الله يزيد عليه من الإيمان السماوي ويصير الإنسان كائنا متكاملاً. فكل جزء من نفسك تقدمه لله، فإنه يخلط بنفسك شئ مثله من نفسه، حتى أن كل ما تفعله يُعمل بنقاوة، ويصير حبك نقيا وصلاتك نقية. عظيمة هي كرامة الإنسان، فانظر عظمة السموات والأرض، والشمس والقمر، ولكن الرب لم يسر أن يستريح في هذه المخلوقات بل في الإنسان فقط. لذلك فالإنسان له قيمة أعظم من كل المخلوقات ولعلى أتجاسر وأقول ليس فقط المخلوقات المنظورة بل وأيضا أعظم من المخلوقات غير المنظورة، وأعظم حتى من ” الأرواح الخادمة” (عب 4:1). فلم يقل الكتاب عن ميخائيل وجبرائيل رؤساء الملائكة ” لنخلقهم على صورتنا كشبهنا” (تك26:1) بل قال هذا على الجوهر الروحي للإنسان، وأنا أعنى نفسه غير المائتة. لأنه مكتوب “إن ملائكة الرب تعسكر حول خائفيه” (مز6:34). الاختلاف بين الإنسان والمخلوقات المادية 23 ـ إن المخلوقات المادية مرتبطة بطبيعتها التي خُلقت عليها. فالسماء خُلقت لأجل الخير وكذلك الشمس والقمر والأرض ـ ولم تكن مسرة الرب فيها، رغم أنها لا تستطيع أن تتغير عن ما خُلقت عليه، كما أنها ليست لها أى إرادة. وأما أنت أيها الإنسان، أنت مخلوق على صورة الله ومثاله، لأنه كما أن الله له السيادة في نفسه ويفعل ما يشاء ـ فإذا أراد فله السلطان أن يرسل الأبرار إلى جهنم والأشرار إلى الملكوت ولكنه لا يُسرّ بأن يفعل هذا، ولا يقبل مجرد هذا الفكر، لأن الرب عادل وبار ـ وهكذا أنت أيضا فإنك سيد نفسك، فإذا اردت أن تهلك فيمكنك أن تفعل ذلك. وإذا اخترت أن تجدف أو أن تخلط سموما لكى تقتل إنسانا ما فلن يمنعك أو يعوقك أحد. فإذا أراد الإنسان يمكنه أن يخضع لله ويسير في طريق البر ويضبط شهواته. فإن عقلنا هذا هو قوة متوازنة وقد أُعطِيت له القدرة أن يُخضع حركات وشهوات الخطية المخجلة. ينبغي محاربة الشر الساكن فينا : 24ـ وكما أنه في بيت عظيم، حيث توجد أوان من الذهب والفضة وأنواع ملابس مختلفة وأموال كثيرة، فإن الشبان والشابات الذين يعملون هناك يقمعون عقولهم رغم أن طبيعتهم ـ بسبب الخطية الساكنة فيهم ـ تشتهي كل هذه الأشياء. ولكن بسبب الخوف البشرى من سادتهم فإنهم يلجمون رغباتهم، فكم بالحرى جدًا حيث يوجد خوف الله ، فينبغي على الإنسان أن يحارب ويقاوم الشر الساكن فيه. فإن الله وضع عليك كل ما يمكن أن تفعله. أن طبيعة الحيوانات غير العاقلة هي طبيعة مقيدة. فطبيعة الحية طبيعة مرة وسامة وهكذا تكون كل الحيات. والذئب طبيعته مفترسة، وكل الذئاب لها نفس الطبيعة. ووداعة الحمل تجعل منه فريسة وكل الحملان لها نفس الطبيعة، والحمامة ليس فيها غدر وإيذاء، وهكذا طبيعة كل الحمام. وأما الإنسان فليس مثل هذا. فهناك إنسان ما مثل ذئب مفترس، وآخر مثل حمل، ولذلك يكون فريسة، وكلاهما يصدران من أصل الطبيعة البشرية. الطبيعة الإنسانية المتغيرة : 25 ـ فهناك إنسان لا يكتفي بزوجته ويسلك في الزنا بينما هناك إنسان آخر لا يحتمل حتى مجرد تحرّك الشهوة في قلبه. هناك إنسان ينهب ما لقريبه، وإنسان آخر يعطى كل ما عنده حبا لله. فها أنت ترى كم أن الطبيعة الإنسانية متغيرة. فإنك تجدها تميل إلى الشر، وتجدها تميل أيضا إلى الخير. وفي الحالتين تكون في وضع بحيث توافق وترضى بهذا العمل أو ذاك حسبما تشاء. فالطبيعة الإنسانية إذن قابلة للخير والشر، قابلة إما للنعمة الإلهية أو للقوة المعادية، ولكنها ليست تحت اضطرار أن تقبل هذه أو تلك. إن آدم نفسه لما كان في حالة النقاوة كانت له السيادة على عقله، وجابه جبالاً من المصاعب لا يمكن احتمالها، ولكن منذ أن تعدى وصية الله اختلطت أفكار الشر بعقله فصارت كأنها أفكاره، مع أنه ولا واحدة من هذه الأفكار هي أفكاره أصلاً، لأن هذه الأفكار هي تحت سيادة الشرير. الأفكار النقيّة هي الأفكار الطبيعية : 26ـ فينبغي إذن أن تطلب وتسعى للحصول على مصباح منير لكي تستطيع أن تجد الأفكار النقيّة. فتلك الأفكار هي الأفكار الطبيعية التي صنعها الله. فالناس الذين ينشأون على شاطئ البحر يتعلمون السباحة، وحينما تثور العواصف وتتلاطم الأمواج، فإنهم لا يندهشون منها، وأما أولئك الذين لم يعتادوا هذه الأشياء، فإن أتت عليهم زوبعة ولو ضئيلة فإنهم يرتعبون ويغرقون في البحر. وهكذا الأمر أيضا مع المسيحيين. فكما أن عقل الطفل في سن الثالثة لا يستطيع أن يتابع أو يفهم عقل الرجل البالغ المفكر، بسبب وجود فرق كبير في السن بينهما، هكذا المسيحيون فإنهم ينظرون إلى العالم مثل الأطفال، وعيونهم مرفوعة ومثبتة على قوة النعمة المعطاة لهم. إنهم غرباء بالنسبة لهذا العالم، ومدينتهم ومكان راحتهم ليست في هذا العالم، فالمسيحيون لهم عزاء وروح ودموع وحزن وتنهد، وحتى الدموع هي راحة وتمتع لنفوسهم. ويوجد عندهم خوف أيضا، في وسط الفرح والتهليل، ولذلك فهم مثل أناس يحملون دمهم في أيديهم، ولا يضعون ثقتهم في أنفسهم ولا يعتبرون أنفسهم أنهم شئ، بل هم محتقرون ومرذولون أكثر من كل الناس. أي شيء لك لم تأخذه ؟ 27 ـ فإذا افترضنا أن ملكًا أودع كنزه عند إنسان فقير. فالإنسان الذي أخذ مسئولية حفظ الكنز لا يتمسك به كأنه ملكه بل يعترف دائما بفقره ولا يتجاسر أن يبذّر ويصرف من كنز غيره. ويضع دائما في عقله، ليس فقط أن الكنز ليس ملكه، بل أيضا “أن الذي أودع الكنز عندى هو ملك مقتدر قوى، وحينما يشاء فإنه يأخذه منى” كذلك ينبغي على أولئك الذين ينالون نعمة الله أن يعتبروا أنفسهم هكذا، وأن يكونوا ذوى عقل متضع، ويعترفوا بفقرهم. وكما أن الإنسان الفقير الذى، أودع الملك الكنز عنده، إذا اعتمد على الكنز الذي لغيره وتفاخر به كأنه كنزه وبدأ عقله يتشامخ، فإن الملك يأخذ منه الكنز، ويصير الإنسان الذي كان عنده الكنز فقيرًا كما كان سابقًا، هكذا الذين يحصلون على النعمة إذا استكبروا وانتفخوا، فإن الرب يأخذ نعمته منهم ، ويرجعون إلى ما كانوا عليه قبل نوال النعمة من الرب. خداع الخطية وثمرة الجهاد ضدها : 28 ـ وهناك كثيرون، بالرغم من أن النعمة حاضرة معهم، فإنهم ينخدعون بالخطية بدون أن يلاحظوا. فإذا افترضنا أنه كان في أحد البيوت فتاة عذراء، وكان هناك شاب أيضًا، فيحتال الشاب عليها ويتملقها حتى ترضى وتوافقه على شهواته، فتسقط وتفقد عفتها. كذلك الحيّة المرعبة، حيّة الخطية فهي تحضر دائما مع النفس، تداعبها وتغريها، فإذا وافقت النفس ورضيت، فإن النفس غير الجسدانية تدخل في ارتباط مع الشر غير الجسدانى الذي لذلك الروح (الشرير)، فالروح تدخل في ارتباط مع روح. والذي يرضى بإغواء الشرير، فإنه يزنى في قلبه، إذ يكون قد قَبِلَ ورضى بإيحاءات (الروح) الخبيث. فهذه هي إذن درجة جهادك، أن لا ترتكب هذه الخطية في أفكارك، بل تقاومها بعقلك، وتحارب وتجاهد في الداخل، ولا تذعن لفكر الشر، ولا تعطى مكانا في أفكارك للتلذذ بما هو خاطئ، فإذا وَجَدَ الرب فيك هذا الميل والاستعداد فهو بلا شك، يأخذك إليه في ملكوته في اليوم الأخير. الرب يسمح بالتجارب لامتحان الإيمان : 29ـ إن هناك أشياء يأمر بها الرب لكى لا يترك نفسه بلا شهادة من نعمته الإلهية ودعوته، وهناك أشياء أخرى يأذن بها الرب على سبيل السماح، لأجل امتحان الإنسان وتدريبه، لكى تظهر وتتضح حرية إرادته وتقريره وعزمه. فأولئك الذين هم في الشدائد والتجارب، إذا احتملوا وصبروا لا يسقطون من ملكوت السموات، لذلك فإن المسيحيين لا يقلقون ولا يكتئبون في ظروف الضيق. وإذا امتحنوا بالفقر أو الآلام، فلا ينبغي أن يستغربوا ذلك، بل بالحرى أن يفرحوا بالفقر ويحسبوه كالغنى، وبالصوم ويحسبوه كالوليمة، وبالهوان وعدم الشهرة ويحسبونه مجدًا. ومن الجهة الأخرى، إذا وقعوا في ظروف وأحوال مبهجة ومجيدة في هذه الحياة، قد تميل بهم إلى الراحة العالمية، أو الغنى أو المجد، أو الترف أو التنعم، فلا ينبغي أن يفرحوا بهذه الأشياء. بل أن يتجنبوها كما يتجنبون النار. محبة الله ـ كرامة الإنسان ـ تدبير الخلاص : 30ـ وفي العالم الذي حولنا، إذا أثارت أمة صغيرة الحرب ضد الإمبراطور، فهو لا يهتم أن يدخل المعركة بنفسه، ولكنه يرسل جنودًا مع ضباطهم وهم يقومون بالقتال. ولكن إن كانت الأمة التي تثير الحرب ضده هي أمة عظيمة جدًا، وقوية لدرجة أنها تستطيع أن تخرب مملكته فإن الإمبراطور يضطر أن يخوض المعركة بنفسه ومعه رؤساء قصره وأبطال جنوده محركًا إياهم بنفسه في المعركة. فانظر إذًا مقدار كرامتك (أيها الإنسان). فإن الله بنفسه قد تحرك بصحبة قواته ـ وإنما أعنى الملائكة والأرواح المقدسة ـ وجاء من أجلك بنفسه، ليحميك وينقذك من الموت. لذلك اهتم بنفسك جيدًا، وتأمل في نفسك ما أعظم التدبير الذي صنعه الرب لأجلك، ونستعمل توضيحا من هذه الحياة في العالم إذ أننا لا نزال نحيا في وسطها، فإذا افترضنا أن هناك ملكًا عظيمًا، يبحث ويفتش ليجد إنسانا في فقر ومعاناة، وهو لا يخجل منه، بل يعالج جروحه بأدوية شافية، ويحضره إلى قصره، ويلبسه الأرجوان والتاج الملكى ويجعله شريكا في مائدته الملكية، فهكذا أيضا المسيح الملك السمائي جاء إلى الإنسان المجروح وشفاه وجعله شريكا في المائدة الملوكية، وذلك بدون أن يغتصب إرادته، بل بواسطة الحث والإقناع يجعله في مثل هذه الكرامة العظيمة. الرب أعد لنا الملكوت ويدعونا لنرثه : 31 ـ إنه مكتوب في الإنجيل أن الرب أرسل عبيده، ليدعوا أولئك الذين يرغبون ويعلن لهم أن الغذاء قد أُعد، ولكن الذين دعوا بدأوا يستعفون فقال أحدهم ” قد اشتريت خمسة أزواج بقر” وقال آخر ” إنى تزوجت بامرأة” (لو16:14ـ20). فها أنت ترى أن الداعي كان مستعدًا، ولكن المدعوين رفضوا دعوته فهم وحدهم المسئولون عن رفض الدعوة. إن كرامة المسيحيين هي عظيمة جدا فتأمل كيف أن الرب قد أعد لهم الملكوت، ودعاهم ليدخلوا فيه، وهم لا يريدون. ومن جهة الهبة التي سيرثونها، فيمكننا أن نقول إنه لو جاهد كل واحد من الناس منذ خليقة آدم إلى نهاية العالم، لو جاهد الجميع ضد الشيطان واحتملوا الشدائد فإنهم لا يفعلون شيئا بالمقارنة بالمجد الذي سيرثه كل واحد منهم، لأنه سيملك مع المسيح إلى دهور لا نهاية لها، فالمجد لذلك الذي أحب النفس هكذا. المجد له لأنه أعطى نفسه وأعطى نعمته لها واستودعهما لهذا الشخص!.. فالمجد لعظمته!. الاختلاف بين الإنسان الباطن والظاهر : 32 ـ بحسب كل المظاهر الخارجية، فنحن الأخوة جميعا الذين نجلس هنا الآن لنا صورة واحدة ووجه واحد وهي التي لآدم. حسنا، ولكن هل لنا في الخفاء أيضًا، في الأمور الداخلية، قصد واحد بيننا جميعًا، وقلب واحد؟ هل نحن جميعا واحد، في الصلاح والتقوى؟ أم أن البعض منا لهم شركة مع المسيح وملائكته والبعض الآخر لهم شركة مع الشيطان والأرواح الشريرة؟ ومع ذلك نحن جميعا ونحن نجلس معًا ظاهرين مثل إنسان واحد، وكل واحد منا يحمل نفس وجه آدم. فها أنت ترى الفرق الكبير بين الجوهر غير المنظور، أى الإنسان الباطن وبين الإنسان الخارجي لأننا جميعا نشبه إنسانًا واحدًا، ومع ذلك فالبعض هم مع المسيح ، وملائكته والبعض مع الشيطان والأرواح النجسة. فالقلب له عمق لا قرار له. ففيه توجد غرف استقبال، وغرف للنوم، وأبواب وأروقة ومكاتب كثيرة، وممرات، وفيه يوجد معمل البر، أو معمل الشر. فيه الموت، وفيه الحياة، فيه توجد التجارة الصالحة وما هو ضدها أيضًا. المسيح يقيم ملكوته في القلب : 33 ـ فإذا افترضنا أن هناك قصر عظيم جدًا، وهذا القصر أصبح مهجورًا، وامتلأ بكل رائحة رديئة وبجثث ميتة كثيرة. هكذا فإن القلب هو قصر المسيح، وهو مملوء بكل نجاسة وبجموع كثيرة من الأرواح الشريرة، فينبغي إذن إعادة تأسيسه وإعادة بنائه، وإعادة تنظيم مخازنه وغرف النوم التي فيه، لأن الملك نفسه أى المسيح يأتي إلى هناك هو والملائكة والأرواح المقدسة. ليستريح وليسكن وليتمشى هناك ويقيم فيه ملكوته. وأنى أخبرك أن القلب هو مثل سفينة مزودة بكمية وافرة من حبال الأشرعة والبكرات، وفيها قبطان يدبر الكل، ويحدّد لكل واحد مهمته، ويصلح خطأ البعض منهم، ويبين لغيرهم ما هو الطريق، فالقلب أيضا له قبطان في العقل، وهو الضمير الذي يقوم دائما بمحاكمتنا، ” والأفكار فيما بينها مشتكية أو محتجة” (رو15:2) . الضمير وملكات القلب : 34ـ فأنت ترى أن الضمير لن يهمل أو يترك الأفكار التي تستجيب للخطية ، بل يحكم عليها في الحال. وهو لا يكذب، بل يشهد بما ينبغي أن يقوله أمام الله في يوم الدينونة، كأنه يقوم بمحاكمتنا بصفة مستمرة. فإذا افترضنا أن هناك مركبة ولجم، فإذا الخيل وكل جهاز العربة إنما هي تحت سيطرة سائق واحد فحينما يشاء فإنه يجعل المركبة تحمله بسرعة عظيمة، ومتى شاء فإنه يستطيع أن يوقفها. وأي طريق يريد أن يميل إليها فإن المركبة تسير معه حسب ما يوجهها فالمركبة هي تحت سلطان السائق. وبنفس الطريقة فإن القلب له ملكات طبيعية كثيرة مرتبطة به، فالعقل والضمير هما الذان يوبخان القلب ويقودانه، ويوقظان الملكات الطبيعية التي تنبع في القلب. إن النفس لها أعضاء كثيرة، رغم أنها هي واحدة. 35ـ ومن الوقت الذي فيه تعدى آدم الوصية، دخلت الحية إلى الداخل وجعلت نفسها سيدة البيت وصارت كأنها نفس ثانية إلى جانب النفس. لأن الرب يقول ” من لا ينكر نفسه، ومن لا يبغض نفسه، فلا يكون لي تلميذًا” (لو26:14، 23:9) وأيضا “من يحب نفسه فسيهلكها” (مت39:10). النقاوة والقداسة : فالخطية لما دخلت إلى النفس صارت مثل عضو للنفس، واتحدت بالإنسان الجسدانى، ولذلك فإن أفكارًا نجسة كثيرة تنشأ في القلب. فذلك الذي يعمل رغبات نفسه، فإنه يعمل رغبات الشر لأن الشر مختلط وممتزج بالنفس. والذي يجذب نفسه إلى الخضوع والطاعة، ويغضب مع نفسه وضد الرغبات التي تتحرك فيه، فهو مثل الذي يخضع مدينة العدو ويحكمها. وهذا الإنسان يحسب أهلا للوصول إلى درجات الروح الصالحة ويكافأ بواسطة قوة الله بأن يصير إنسانًا نقيًا، ويجعله الله أعظم من نفسه (أعظم مما كان)، لأن مثل هذا الإنسان يؤله، ويصير ابنا لله، إذ يحصل على الختم السماوي على نفسه، لأن مختارى الله يمسحون بدهن القداسة ويصيرون أناسا ذوى مراتب بل وملوكًا. 36 ـ وهكذا هي طبيعة البشر. فمن عمق الخبث وعبودية الخطية قد يتحول الإنسان إلى الصلاح وقد يكون هناك إنسان مرتبط بالروح القدس وسكرانًا بالأمور السماوية ومع ذلك ففي استطاعته إذا أراد أن يتحول إلى الشر. ومثل امرأة تلبس الثياب الرثة، وتعانى الجوع وهي كلها قذرة، قد تصل بجهد كثير إلى المرتبة الملوكية، وتلبس الأرجوان والتاج، وتصير عروسا للملك. فهي تتذكر أحيانا حالتها السابقة القذرة وتخاف أن ترجع إلى حالتها القديمة، ولكنها لا تختار بإرادتها أن ترجع إلى عارها السابق، لأن ذلك يكون حماقة عظيمة، وهكذا أولئك الذين قد ذاقوا نعمة الله وصاروا شركاء الروح القدس إذا لم يحترسوا لأنفسهم (يأخذوا حذرهم) فإنهم ينطفئون ويصيرون أردأ مما كانوا عليه قبلاً حينما كانوا في العالم. وليس معنى هذا أن الله متغير أو غير قادر أن يحفظهم، أو أن الروح نفسه هو الذي “ينطفئ” (1تس19:5)، بل أن الأشخاص أنفسهم هم الذين لا يوافقون النعمة ولا يتجاوبون معها، ولهذا السبب فإنهم يخفقون ويسقطون في شرور كثيرة. لأن أولئك الذين قد ذاقوا تلك النعمة، يكون حاضرًا معهم كل من الفرح أو العزاء والخوف أو الرعدة، أى البهجة والحزن معًا. إنهم ينوحون لأجل نفوسهم ولأجل كل جنس آدم (إذ أن الجنس البشرى كله هو واحد) وأن دموع مثل هؤلاء الأشخاص هي خبزهم وبكاءهم وحزنهم هو حلاوة وإنعاش لهم. خطورة الكبرياء الانتفاخ : 37 ـ فإذا رأيت إنسانا متكبرا ومنتفخا بسبب ما ناله من نعمة فهذا الإنسان حتى لو صنع العجائب وأقام الموتى، ولكنه لم يعتبر نفسه أنه غير مستحق بل مزدرى، ويستمر مسكينًا بالروح ويبغض نفسه فإن الخطية تخدعه دون أن يدرى وحتى إن كان يصنع العجائب فلا يمكنك أن تصدقه، لأن علامة المسيحية هي هذه، أن يكون الشخص ممدوحًا من الله بينما هو يسعى باجتهاد لتجنب ملاحظة الناس له وحتى إذا كان عنده جميع كنوز الملك فإنه يخفيها، ويقول باستمرار “إن هذه الكنوز ليست ملكي بل إن شخصًا غيري قد وضعها بين يدي. وأما أنا فإنسان فقير، وحينما يشاء صاحبها فإنه يأخذها منى، فإذا قال أحد “أنا غنى وعندي الكثير وقد ربحت كثيرا ولا أحتاج إلى شيء أكثر” فهذا الإنسان ليس مسيحيًا، بل هو إناء للضلالة والشيطان. إن التمتع بالله إناء لا يشبع منه، فبقدر ما يذوق الإنسان منه ويأكل، فإنه يجوع أكثر. ومثل هؤلاء الأشخاص لهم حرارة ومحبة لله لا يمكن حصرها، وكلما سعوا للتقدم والنمو، كلما اعتبروا أنفسهم فقراء، كأولئك الذين هم في غاية الحاجة ولا يملكون شيئًا. وهذا ما يقولونه. “أنا لست أهلا لإشراق هذه الشمس على” وهذه هي علامة المسيحية ـ هذا التواضع ، وأما إن قال أحد “أنا قد شبعت وامتلأت” فهو خادع وكاذب. التجلي وتمجيد الأجساد : 38 ـ وكما أن جسد الرب كان قد تمجد حينما صعد إلى الجبل وتجلى بالمجد الإلهي وبالنور غير المحدود، فهكذا ستتمجد أجساد القديسين وتضيء مثل البرق. فالمجد الذي كان في داخل المسيح فاض على جسده وأضاء، وبنفس هذه الطريقة ما يحدث في القديسين، فإن قوة المسيح التي في داخلهم ستنسكب في ذلك اليوم على أجسادهم من الخارج. فإنهم منذ الآن يشتركون في جوهره وطبيعته في عقولهم، لأنه مكتوب ” الذي يقدس والذين يتقدسون جميعهم من واحد” (عب11:2). وأيضا ” وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني” (يو22:17). وكما أن مصابيحًا كثيرة توقد من نار واحدة هكذا أجساد القديسين إذ هي أعضاء المسيح فإنها بالضرورة تصير مثل المسيح نفسه وليس شيئًا آخر. الموت والحياة وحرية الاختيار : 39 ـ سؤال: ما هي أفضلية المسيحيين على آدم الأول؟ فإنه كان غير مائت وغير فاسد في الجسد وفي النفس معا، بينما المسيحيون يموتون ويأتون إلى الفساد. جواب: الموت الحقيقي هو في الداخل، في القلب، وهو مختفي، والإنسان الباطن هو الذي يهلك، ولذلك فإذا انتقل أحد ” من الموت إلى الحياة” (يو24:5) في ذلك المكان الخفي، فإنه يحيا حقيقة إلى الأبد ولا يموت أبدًا. ورغم أن أجساد مثل هؤلاء الناس تتحلل إلى فترة من الزمن، إلا أنهم يقومون ثانيةً في مجد، لأنهم مقدسون. لهذا السبب نحن نسمى موت المسيحيين رقادًا وراحةً. فلو أن الإنسان كان غير قابل للموت، وجسده محفوظ من التحلّل، فإن العالم كله حينئذ حينما يرون هذه الحقيقة الغريبة أن أجساد المسيحيين غير قابلة للفساد، فإنهم يأتون إلى فعل الخير بنوع من الإجبار وليس بحرية الاختيار. 40ـ فلكي تظهر حرية الإرادة وتظل ثابتة، تلك الحرية التي منحها الله للإنسان منذ البدء، لهذا السبب فإن العناية نظمت هذه الأمور، وجعلت تحلل الأجساد (أى الفساد) أمرًا واقعًا حتى يكون الأمر متروكًا لاختيار الإنسان وتمييزه أن يتحول إلى الخير أو إلى الشر. لأنه حتى الإنسان المتأصل في الشر والمتعمق في الخطية، والذي يجعل نفسه أداة للشيطان ليتسلط عليه تمامًا، فحتى هذا الإنسان ليس مربوطًا بأي اضطرار، بل إن له الحرية أن يصير ” إناء مختار” (أع15:9)، إناء للحياة. وبنفس الطريقة، فمن الناحية الأخرى أولئك الذين يتشربون باللاهوت، ولو كانوا مملوئين بالروح القدس وهم تحت سيادته، فإنهم ليسوا مُقيدين بأي اضطرار، بل لهم حرية الاختيار أن يتحولوا ويفعلوا ما يشاءون في العالم الحاضر. النمو في النعمة بالتدريج : 41ـ سؤال:هل الشر يتناقص ويُستأصل بالتدريج، وهل يتقدم الإنسان في النعمة بالتدريج، أم أن الشر يُستأصل مرة واحدة حينما ينال الإنسان افتقادًا من النعمة؟. جواب: كما أن الجنين في رحم أمه لا يتشكل إلى إنسان كامل مرة واحدة، بل تتكون فيه الصورة بالتدريج إلى أن يولد وحتى عند ولادته لا يكون رجلاً كامل النمو، بل يحتاج إلى سنوات لينمو، ويصير رجلاً، وأيضًا كما أن حبوب القمح أو الشعير لا تتأصل في الأرض بمجرد أن تلقى البذار فيها، بل تعبر عليها العواصف والرياح، وبعد ذلك تنبت السنابل في أوانها، والإنسان الذي يزرع شجرة كمثرى لا يأخذ من ثمارها في الحال، هكذا أيضا في الأمور الروحانية فإن فيها حكمة ودقة عظيمة، والإنسان ينمو رويدًا رويدًا إلى أن يصل ” إلى إنسان كامل، إلى القامة التامة” (اف13:4) وليس كما يقول البعض، يخلعون معطفًا ويلبسون آخر بدله. 42 ـ والذي يريد أن يصير إنسانًا متعلمًا فإنه يبدأ أولاً بتعلم الحروف وحينما يتقنها فإنه يلتحق بالمدرسة الابتدائية في أول صفوفها وحينما يصل إلى آخر صف فيها، فإنه ينتقل إلى المدرسة المتقدمة كمبتدئ فيها وبعد ذلك حينما يصير “طالبًا باحثًا” فإنه يصير مبتدئًا بين المترافعين أمام القضاء وآخر واحد فيهم، وبعد ذلك حينما يرتفع إلى القمة بينهم فإنه يصير حاكمًا أو قاضيًا، وحينما يصل إلى درجة رئيس قضاة فيحق له أن يتخذ معاونا يساعده. فإذا كان في عالم الفكر توجد مثل هذه الدرجات من الارتقاء، فكم بالأولى يكون للأسرار السماوية درجاتها وارتقاءاتها، ويزداد عدد الدرجات، ثم بعد التمرن الكثير والامتحان فإن الإنسان الذي يجوز التجارب ويحتملها يصل إلى الكمال. فالمسيحيون الذين ذاقوا النعمة حقا، وحملوا علامة الصليب في عقلهم وقلبهم. فهؤلاء ـ من الملك حتى الشحاذ ـ يعتبرون كل الأشياء التي في هذا العالم كنفاية ورائحة كريهة. وهؤلاء يستطيعون أن يعرفوا أن العالم الأرضى كله، وكنوز الملك، وكل غناه ومجده، وكل علوم الحكمة ليست إلا مظهرًا باطلاً، ليس له أساس ثابت، بل هو يعبر سريعًا، ويزدرون بسهولة بكل ما هو تحت السماء فإنهم يزدرون به بسهولة. كرامة الإنسان العظيمة : 43ـ والسبب في ذلك هو أن الأشياء التي فوق السموات هي غريبة جدًا وعجيبة ولا يوجد منها في كنوز الملوك، ولا في حكمة الكلام، ولا في المجد العالمي والكرامات والغنى ـ إنما الغنى الحقيقي يملكه هؤلاء الذين يمتلكون الرب خالق كل الأشياء في عمق إنسانهم الباطن، وهو النصيب الذي لا يضمحل أو ينزع أو يعبر، بل يثبت ويبقى إلى الأبد. إن المسيحيين يعرفون جيدا أن النفس هي أثمن من جميع الأشياء المخلوقة، فإن الإنسان وحده هو الذي صنع على صورة الله ومثاله. انظر إلى السماء، ما أوسعها وانظر إلى الأرض وما فيها من مخلوقات ثمينة وأجسادها العظيمة، إلا أن الإنسان هو أعظم قدرًا من كل هذه الأجساد فهو وحده الذي سُرّ به الرب، حتى وإن كانت حيتان البحر، والجبال، والوحوش أعظم من الإنسان في مظهرها الخارجي (إلا أن الإنسان أعظم من جميع المخلوقات) فتأمل في كرامتك وقدرك العظيم، حتى أن الله جعلك فوق الملائكة، لأنه لأجل معونتك وخلاصك جاء هو بنفسه شخصيًا إلى الأرض. 44ـ إن الله وملائكته قد جاءوا[4] لأجل خلاصك. فالملك، ابن الملك تشاور مع أبيه، ولهذا أرسل الكلمة، ولبس لباس الجسد وحجب لاهوته الخاص لكى يخلّص المثيل بالمثيل (أى يخلص الإنسان بالإنسان) وبذل حياته على الصليب. فما أعظم محبة الله للإنسان. فإن غير المائت اختار أن يصلب لأجلك فانظر إذن إلى أى درجة ” أحب الله العالم”، لأنه ” بذل ابنه الوحيد لأجلهم” (يو16:3) ” فكيف لا يهبنا معه كل شئ” (رو32:8) وفي موضع آخر يقول ” الحق أقول لكم، إنه يقيمه على جميع أمواله” (مت47:24) وفي مكان آخر يبين بوضوح أن الملائكة هم خدام للقديسين، فحينما كان إليشع في الجبل وأتى عليه الغرباء، قال له خادمه أن كثيرين قد أتوا علينا ونحن وحدنا ـ حينئذ أجابه إليشع ألا تبصر المعسكرات وجماهير الملائكة التي تحيط بنا وتحمينا (انظر 2مل15:6ـ18) وهكذا فإن الرب نفسه مع جموع الملائكة يحضرون مع عبيده، فما أعظم النفس، وما أكرمها عند الله، لأن الله نفسه وملائكته يطلبونها لأجل الشركة معهم ولأجل الملكوت!. وأما الشيطان وقواته فإنهم يسعون وراءها لكى يجذبونها إلى ناحيتهم. 45ـ وكما أنه في العالم الطبيعي لا يقوم بخدمة الملوك أشخاص غير مهذبين أجلاف إنما يقوم بخدمتهم أناس حسنو المنظر مهذبون، هكذا في القصر السماوي فإن الذين يخدمون الملك السماوي هم أولئك الذين بلا عيب، وبلا لوم والأنقياء القلب. وكما أنه بالقصر الأرضي يقوم بخدمة الملوك عذارى جميلات، ليس فيهن عيب بل هن أكثر النساء وسامة، هكذا أيضا في الأمور الروحانية فالنفوس التي تتزين بكل سيرة صالحة وقداسة هي التي تكون في صحبة الملك السمائي. وفي العالم المنظور حينما يذهب ملك ليقيم في مكان ما، فإذا حدث أن ذلك المكان كان فيه شيء غير نظيف، فإنه حالاً يُنظف ويُنظم بنظافة ونظام كامل وتسكب فيه الروائح العطرة الكثيرة، فكم بالأكثر جدًا يحتاج بيت النفس، الذي يستريح فيه الرب إلى تطهير وتنقية، ليستطيع الرب أن يدخل فيه ويستريح هناك فإنه هو بلا عيب ولا دنس. وفي مثل هذا القلب المُطَهر يستريح الله وكل الكنيسة السماوية. الله يعطينا أمجاده الخاصة : 46 ـ وفي عالم البشر، إن كان أب له أملاك كثيرة وعنده تيجان وأحجار كريمة فإنه يخفيها في مخازن البيت محتفظًا بها لابنه الحبيب، ولهذا الابن يعطى كل كنوزه. هكذا فإن الله قد ائتمن النفس على ما عنده، وعلى كل أمجاده الخاصة الثمينة. وفي العالم، إذا ثارت حرب، وجاء الملك بجيشه للقتال ووجد أنه أضعف في العدد أو في القوة من الجانب الآخر، فإنه يرسل في الحال رسولاً ليطلب شروط الصلح (لو32:14). وأما إذا قامت أمة عظيمة جدا في الحرب مقابل أمة عظيمة معادلة لها وملك عظيم في مقابل ملك مثله ـ مثل ملك الفرس مثلاً ضد ملك الرومان ـ فحينئذ يضطر الملكان أن يتحركا بكل قواتهما في هذه الحرب . فانظر إذن عظمة كرامتك أن الله قد تحرك مع كل قواته أى الملائكة والأرواح ـ لمحاربة العدو لكى ما يخلصك من الموت. فالله إذن إنما جاء من أجلك. ما فعله الله لأجل خلاصنا : 47ـ وإذا افترضنا أن ملكًا وجد إنسانًا فقيرًا مملوءًا بالبرص في كل جسده، ولم يخجل منه بل وضع أدوية على جروحه وشفي قروحه، ثم أخذه إلى المائدة الملوكية وألبسه الأرجوان وجعله ملكًا، فهذا هو ما فعله الله مع جنس البشر. إنه غسل جروحهم وشفاهم، وأتى بهم إلى حجاله السماوية. فما أعظم كرامة المسيحيين حتى أنها لا يمكن مقارنتها بشيء آخر. ولكن إذا تكبّر المسيحي وسمح للخطية أن تسرقه فإنه يكون مثل مدينة لا سور لها فيدخل اللصوص إليها من أى ناحية يريدون، دون أن يعوقهم شئ، فيخربونها ويحرقونها. لذلك، إذا كنت تأخذ الأمور باستهانة ولا تحترس لنفسك فإن أرواح الشر تأتى عليك وتظلم عقلك وتخرّبه وتشتت أفكارك في أمور هذا العالم الحاضر. 48ـ إن كثير من الناس هم مثقفون جدا من جهة الأشياء الخارجية ولهم معرفة وعلم ويعتنون بنظام معيشتهم وآداب الحياة، ويعتبرون أن ذلك هو الكمال، دون أن ينظروا نظرة عميقة في داخل قلوبهم، ودون أن يروا الشرور التي تحبس النفس . وبحسب المعنى الداخلي للشر فهو جذر مختفي في داخل القلب وفي الأعضاء. والسارق موجود في داخل البيت وأعنى به القوة المعادية وهي قوة متحدية غير منظورة، فإذا لم يضع الإنسان في نفسه أن يحارب الخطية، فإن الشر المختفي في الداخل ينتشر تدريجيًا، ويزداد ويتكاثر حتى يجعل الإنسان يرتكب الخطايا ظاهرًا وعلانية. إن عنصر الشر يفور إلى أعلى مثل عين الينبوع. فاهتم إذن أن توقف مجارى الخطية، وإلا فإنك ستسقط في آلاف من الأشياء الخاطئة وتصير مثل إنسان في حالة غيبوبة. فإذا افترضنا أن هناك أحد النبلاء يعيش في رخاء ووفرة ثم قام جنود الوالي وخدامه بالقبض عليه وحملوه إلى الحاكم قائلين “إنك متهم اتهامات خطيرة وأنك في خطر قطع رأسك. فبسبب هذه الأخبار المخيفة، يفقد توازن عقله ويصير مثل إنسان في حالة غيبوبة. سبب الحيرة والاضطراب في حياة الناس : 49ـ فافهم إذن، أن هذا هو ما تفعله أرواح الشر ضد الإنسان. إن العالم الذي تراه حولك، ابتداءً من الملك حتى الشحاذ، جميعهم في حيرة واضطراب وفتنة وليس أحد منهم يعرف السبب في ذلك، مع أن السبب هو ظهور الشر الذي دخل داخل الإنسان عن طريق معصية آدم، وأعنى به ” شوكة الموت” (1كو56:15). لأن الخطية التي زحفت إلى الداخل، إذ هي نوع من القوة غير المنظورة من الشيطان، وهي قوة حقيقية، قد زرعت في الإنسان كل أنواع الشر. وهي تعمل سرًا في الإنسان الباطن دون أن يلاحظها أحد، وتعمل في العقل، وتحارب ضد الأفكار؛ ولكن الناس لا يدركون أنهم يفعلون الشرور بتأثير قوة غريبة تعمل فيهم، وهم يظنون أن ما يفعلونه هو أشياء طبيعية، وأنهم إنما يفعلون هذه الأشياء باختيارهم. وأما أولئك الذين حصلوا على سلام المسيح في عقولهم وحصلوا على نوره في داخلهم، فإنهم يعرفون جيدا منبع كل هذه الحركات الشريرة. 50 ـ إن العالم مستعبد لشهوة الخطية، وهو لا يدرى، وهناك نار نجسة تشعل القلب وتنتشر إلى كل الأعضاء، وتحث الناس على فعل الشهوات، وعلى آلاف خطايا أخرى. فأولئك الذين يدعون أنفسهم أو يسمحون لأنفسهم أن تداعبها الخطية فيبتهجون بها، إنما يرتكبون الخطية داخليًا في القلب. وهكذا يجد الشر مكانًا له فيهم، إلى أن يسقطوا في النجاسة المكشوفة ـ ولاحظ أن نفس هذا الأمر هو حقيقي. كذلك فيما يخص محبة المال، والمجد الباطل والكبرياء والحسد والغضب. وإذا دُعي إنسان إلى وليمة ووضعت أمامه أنواع أطعمة كثيرة، فإن الخطية تقترح عليه أنه ينبغي أن يأكل منها جميعًا، وهكذا فإن نفسه تسر بهذا الإيحاء وتثقل بأثقال فوق طاقتها. فإن الشهوات هي كجبال ثقيلة لا تحتمل وتوجد في وسطها أنهار من التنانين والوحوش السامة والثعابين. وكما يبتلع الحوت إنساًنا في بطنه، هكذا تبتلع الخطية النفوس. إنها لهب نار حارقة وسهام ملتهبة من الشرير. فالرسول يقول ” لكى تقدروا أن تطفئوا سهام الشرير الملتهبة” (أف16:6) لأن الخطية وجدت لها مكانا في النفس. ووضعت أساساتها حول النفس. حالة الحكماء بالروح : 51ـ وأما الذين صاروا حكماء بالروح، فإذا تحركت الشهوات فيهم، فإنهم لا يستسلمون لها البتة بل يغضبون على الرغبات الشريرة ويصيرون أعداء لأنفسهم ويبغضونها. لأن الشيطان يشتهي كثيرا أن يستريح في النفس ويوسع دائرته في داخلها وهو ينزعج ويتضايق حينما ترفض النفس الإذعان له. إن بعض الأشخاص هم تحت سيادة القوة الإلهية، هؤلاء الذين إذا رأوا فتى مع امرأة فربما يفكرون قليلاً، ولكن عقلهم لا يتنجس البتة، ولا يخطئون في داخل قلوبهم، ومع ذلك فليس من الممكن أن يطمئن الإنسان ويثق في جسده في هذه الحالة. ويوجد آخرون يكون أصل الشر فيهم منطفئا ويابسًا أى قد انتهي منهم، ولكن هذه هي درجات العظماء بالنعمة حقا. وكما أن الناس في مجال تجارة اللآلئ يغوصون عراة في أعماق البحر في أعماق المياه، ليجدوا هناك اللآلئ التي تصلح لزينة التيجان الملوكية والأرجوان الملوكي، هكذا أولئك الذين يعتنقون طريق الحياة التوحدية، يخرجون عراة من العالم، وينزلون إلى أعماق بحر الشر وإلى هاوية الظلمة، ومن تلك الأعماق يخرجون حجارة كريمة مناسبة لتاج المسيح وللكنيسة السماوية، وللعالم الجديد، ولمدينة النور، ولمحفل الملائكة. 52ـ وكما أن الشبكة تجمع أنوعًا كثيرة من السمك فتطرح الأصناف الرديئة في البحر ثانية، هكذا فإن شبكة النعمة تنتشر على الكل وتطلب القبول والرضا، ولكن كثيرًا من الناس لا يوافقونها، ولذلك فإنهم يطرحون ثانية إلى هوة الظلمة العميقة. وكما أن الذهب يوجد بعد أن ينقى من وسط رمل كثير، على شكل ذرات صغيرة، هكذا فإنه من وسط كثيرين يوجد قليلون يثبتون مع التمحص. فأولئك الذين لهم عمل الملكوت هم ظاهرون وكذلك أولئك الذين يلبسون فقط كلمة الملكوت هم ظاهرون أيضًا. والمُمَلحون بالملح السماوي يصيرون ظاهرين وكذلك الذين يمتلئون من كنوز الروح. وكذلك فالأواني التي يسر الله بها هي ظاهرة أيضًا، وهو يعطيهم نعمته الخاصة، وآخرون، بالصبر الكثير ينالون قوة التقديس بأنواع مختلفة كما يشاء الرب. فذلك الذي يتكلم، إذا لم يكن منقادًا ومُرشدًا بالنور والحكمة السماوية، فإنه لا يستطيع أن يرضى ويشبع عقول الجميع، إذ أنه توجد أغراض كثيرة مختلفة، والبعض يكون في حالة حرب والبعض في راحة. تطهير القلب والبناء الجديد : 53 ـ وإذا كانت هناك مدينة خربة وأراد أحد الناس أن يعيد بناءها من جديد فإن أول شيء يفعله، هو أن يهدم تماما كل الأشياء المتهدمة الساقطة وهكذا يبدأ في الحفر ويضع الأساسات وهكذا يرتفع البناء رغم أنه لا يكون قد تم بناء بيت واحد بعد. وذلك الذي يريد أن يقيم حديقة جميلة في مكان قفر كريه الرائحة فإنه يبدأ أولا في تنظيف المكان وعمل سياج حوله وإعداد قنوات المياه، ثم بعد ذلك يغرس البستان، فتنمو الأشجار وهكذا بعد وقت طويل يأتي البستان بالثمر، وهكذا قلوب البشر منذ السقوط ،قد جفت وصارت خربة ومملوءة بالأشواك. لقد قال الله للإنسان ” شوكا وحسكا تنبت لك الأرض” (تك18:3). لذلك فالأمر يحتاج تعبًا كثيرًا وجهدًا لكى يطلب الإنسان الأساسات ويضعها، إلى أن تأتى النار إلى قلوب الناس، وتبتدئ في اقتلاع الأشواك وتنقية القلوب، وهكذا يبتدئون أن يتقدسوا فيمجدون الآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين. ________________________________________ [1] قارن بالعظة الثامنة فقرة6 . [2] الكلمة المترجمة “مجادلات” في الأصل اليوناني في1تيمو8:2 هي نفس الكلمة المترجمة “أفكار” في إنجيل متى 19:15 . [3] القديس مقاريوس يقصد أن الشيطان يمكنه أن يحتمل أن يترك البعض بدون حرب، وهذه تكون بالنسبة للشيطان مثل الضريبة بالنسبة للغنى، أو الصدقة بالنسبة للمحسن فهي لا تشكل أى خسارة بالنسبة له. [4] المقصود بمجىء الملائكة لخلاص الإنسان هو خدمتهم للعتيدين أن يرثوا الخلاص لأنهم “أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص”(عب14:1) (المعرب) . العظة السادسة عشر أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب “الأشخاص الروحانيون يتعرضون لتجارب وشدائد مصدرها الخطيئة الأولى” خُلقنا في حالة البراءة ـ الشر نتج من حرية الإرادة : 1ـ كل الجواهر الروحانية، أى الملائكة والنفوس البشرية والشياطين، كل هؤلاء قد خلقهم الخالق في حالة البراءة والبساطة التامة. أما كون البعض منهم قد تحولوا إلى الشر فهذا ناتج من حرية إرادتهم. فباختيارهم حادوا عن طريق التفكير السليم. فإذا قلنا أن الله خلقهم هكذا أشرارًا، فإننا بذلك نجعل الله قاضيا ظالما بإرسال الشيطان إلى النار. إن بعض الهراطقة قد قالوا أن المادة أزلية أى ليس لها بداية، وأن المادة هي أصل كل الأشياء. وأن هذا الأصل هو القوة، وهي قوة كافية بذاتها. وهذا الكلام نجيب عليه قائلين: “أية قوة إذن هي القوة الغالبة؟. هي بالتأكيد قوة الله، إذن فالمغلوب ليس معادلا للغالب لا في القوة ولا في الزمن”. وأولئك الذين يقولون أن الشر هو جوهر حقيقي، لا يعرفون شيئًا. فبالنسبة إلى الله ليس هناك شر جوهري وذلك لأن الله حسب طبيعته الإلهية غير قابل للشهوات والأهواء ، أما نحن فإن الشر يعمل فينا بقوة كاملة ويجعل نفسه محسوسًا ويوحي بكل الشهوات الرديئة ولكن الشر ليس مختلطًا بنا، كاختلاط الخمر بالماء كما يقول البعض، ولكنه مثل الزوان مع القمح فالقمح وحده والزوان وحده، رغم أنهما موجودان في نفس الحقل، كما أنه في بيت واحد قد يوجد اللص في جزء منه، ورب البيت في جزء آخر. اختلاط الخطية بالنفس : 2ـ إن ينبوع الماء ينبع ماءًا صافيًا رغم أنه يوجد طين أسفل الينبوع تحت الماء. فلو أن أحدًا حرك الطين، فإن الينبوع كله يتعكر. وهكذا النفس حينما تثار فإنها تتنجس وتختلط بالشر، ويصير الشيطان واحدا مع النفس، كروحين متفقين، في فعل الزنا أو في القتل. لهذا السبب ” فالذي يلتصق بزانية هو جسد واحد” (1كو16:6) ولكن في لحظة أخرى تكون النفس قائمة بذاتها، تائبة عما فعلته من خطية، وتبكى وتصلى وتتذكر الله، لأنه لو كانت النفس غارقة دائما في الشر فكيف يمكنها أن تفعل ذلك؟ إذ أن الشيطان لا يريد أبدا أن يقبل الناس إلى التوبة. لأنه خال من كل رحمة أو شفقة. شركة الروح القدس مع النفس : والزوجة باتفاقها مع زوجها تصير واحدا معه ، ولكنهما في لحظة أخرى يفترقان، لأنه قد يحدث أن أحدهما يموت والآخر يعيش. وعلى مثال هذه الشركة تكون شركة الروح القدس مع النفس. فيصيران روحًا واحدًا ” لأن من التصق بالرب فهو روح واحد” (1كو17:6) وهذا الأمر يحدث عندما يمتلئ الإنسان بالنعمة فتحيطه من كل ناحية. 3ـ ولكن يوجد البعض من الذين حصلوا على تذوق الله، ولكنهم لا يزالون خاضعين لتأثير العدو، وهم يستغربون بسبب نقص خبرتهم، أنه بعد افتقاد الله لهم بالنعمة فإنهم لا يزالون معرضين للتشكيك في أسرار الإيمان المسيحي. وأما أولئك الذين نضجوا فلا يستغربون هذا الأمر. وكما أن الفلاحين المهرة بسبب طول الخبرة، فإنهم في زمن الرخاء لا يزال عندهم حذر وحرص، وينظرون إلى أوقات القحط والغلاء، ومن الجهة الأخرى فحينما تأتى أوقات الغلاء والقحط فإنهم لا يتضجرون وييأسون لأنهم يتوقعون تغير الحال إلى الأفضل في المستقبل، وهكذا هو الحال في الأمور الروحية حينما ” تقع النفس في تجارب متنوعة” (يع2:1). فحينما تقع النفس في تجارب متنوعة، فهي لا تعتبره أمرًا غريبًا من ناحية، ومن الناحية الأخرى لا تيأس لأنها تعلم أن التجارب تأتى بسماح لأجل امتحانها وتهذيبها بالشر الذي يقابلها. ومن الناحية الأخرى فحينما تكون في غنى كثير واطمئنان فإنها لا تتخلى عن اليقظة والحذر، بل تضع في اعتبارها احتمالات تغير الحال في المستقبل. إن الشمس التي هي جسم مخلوق، تضئ في الأماكن ذات الرائحة الرديئة، حيث يوجد الوحل والقاذورات، دون أن تصاب الشمس بأى أذى أو نجاسة، فكم بالحرى جدا يحتفظ الروح القدس النقى بشركته مع النفس، حينما تكون تحت تأثير من الشرير، دون أن يصبه (أى الروح القدس) أى شيء من هذا الشر. “والنور يضئ في الظلمة والظلمة لا تدركه” (يو5:1). الرجاء الثابت وعدم اليأس : 4ـ لذلك فحينما يكون الإنسان في عمق (الروح)، وهو غنى بالنعمة، لا يزال فيه بقية من الشر موجودة معه. ولكن يوجد له معين قريب منه ليسعفه ويعينه. لذلك فحينما يكون الإنسان في الشدائد وتثور عليه موجات عظيمة من الأهواء فلا ينبغي أن ييأس، لأن اليأس يجعل الخطية تزدهر وتجد فرصة أكثر للتملك على الإنسان. ولكن حينما يكون للإنسان رجاء مستمر ثابت في الله، فإن الخطية تتناقص وتذوى وتجف. إن الشلل والتشوهات، والحمى أو الأمراض، هذه كلها ناتجة عن الخطية. لأن الخطية هي أصل كل الشرور، وكل الشهوات الناتجة عن أهواء النفس أو من أفكار الشر، إنما ترجع كلها إلى الخطية. فإن كان هناك نبع ماء جارى ـ وتحيط به مستنقعات وأراض رطبة موحلة، ومع ذلك فحينما يأتي عليه الحر، فإن النبع وما يحيط به من أراض ـ يجف تمامًا، هكذا الحال مع عبيد الله الذين تفيض فيهم النعمة وتزداد، فإن هذه النعمة تجفف الشهوة سواء كانت من العدو الشرير، أو من الطبيعة (طبيعتهم البشرية)، فإن رجال الله الآن، أعظم من آدم الأول. الله في كل مكان : 5 ـ إن الله غير محدود وغير مدرك وهو يُظهر نفسه في كل مكان، في الجبال، وفي البحر، وفي الأعماق، ولكن بدون أن ينتقل من مكان إلى آخر مثل الملائكة الذين ينزلون من السماء إلى الأرض. فهو في السماء، وهو هنا على الأرض. ولكنك ستقول لي “كيف يمكن أن يكون الله في الجحيم ؟ أو كيف يمكن أن يكون في الظلمة، أو في الشيطان، أو في الأماكن الفاسدة؟ “فأجيبك أن الله غير قابل للتأثر بالشر ويحوى كل الأشياء، لأنه غير محدود، وأما الشيطان الذي هو خليقة الله، فهو مقيد. أما طبيعة الصلاح (الله) فلا تؤثر فيها النجاسة أو تلوثها كما أن الظلمة لا تستطيع أن تجعله مظلما. فإذا قلت إنه لا يحوى كل الأشياء بما فيها الجحيم والشيطان، فإنك بذلك تجعله محدودًا من جهة المكان الذي يوجد فيه العدو الشرير، وعلى هذا الأساس يقتضى البحث عن إله آخر أعلى منه. فالله إذن يلزم أن يكون في كل مكان. ولكن اللاهوت له طبيعة سامية ونقية جدًا حتى أن الظلمة، لا تستطيع أن تدركه أو تفهمه، ولا يستطيع الشرير أن يشترك في نقاوته رغم أنه موجود فيه. وبالنسبة لله لا يوجد شر جوهري حيث إن الشر لا يستطيع أن يصيبه بأي أذى. لنحول أفكارنا إلى المسيح : 6ـ أما بالنسبة لنا، فالشر حقيقي، لأنه يسكن في القلب ويعمل فيه إذ أنه يوحى بالأفكار الشريرة والمنجسة، ولا يدعنا نصلى نقاوة، بل يجذب عقولنا إلى العبودية لهذا العالم، وقد جعل النفوس ملبسًا له وتغلغل حتى إلى عظامنا ولمسها مع أعضائنا. فكما أن الشيطان موجود في الهواء، وكما أن الله موجود هناك، فإن الله لا يصاب بأي أذى نتيجة وجوده مع الشيطان في الهواء. وهكذا فإن الخطية موجودة في النفس ونعمة الله موجودة فيها كذلك دون أن تصاب نعمة الله بأى أذى وكما أن الخادم الذي يكون بجوار سيده هو في خوف مستمر بسبب قربه من سيده، وهو لا يفعل شيئا بدون سيده. هكذا يجب علينا أن نحول أفكارنا إلى سيدنا المسيح ونكشفها له، وهو الذي يعرف القلب، وليكن في داخلنا رجاء وثقة أنه هو “مجدي، وهو أبى، وهو غناي”. ينبغى أن يكون لك في قلبك حرص ومخافة. فحتى إذا لم يكن الإنسان حاصلاً على نعمة الله مغروسة وثابتة فيه بشدة حتى أنها تقوده وتوقظه وتحثه على الأشياء الصالحة ليلاً ونهارًا وبلا انقطاع وتكون مرتبطة بنفسه كما برابطة طبيعية، فعلى الأقل، ينبغى أن يكون له الحرص، والخوف والاجتهاد، وانسحاق القلب، ثابتة فيه باستمرار كأنها حقيقة طبيعية غير متغيرة. النعمة تنشئ المحبة الإلهية وتغير القلوب : 7ـ ومثل نحلة تصنع قرصًا من العسل داخل الخلية، هكذا النعمة تنشئ المحبة الإلهية سرًا في القلوب وتغيرها من المرارة إلى الحلاوة ومن الخشونة إلى الرقة واللطف، وكما أن الصائغ والنقاش حينما يحفرون أو ينقشون لوحة، فإنه يغطى أجزاء من الصور التي ينقشها على اللوحة، ولكنه حينما ينهي عمله، فإنه يظهرها لامعة بالنور، هكذا الرب الصائغ والفنان الحقيقي يحفر على قلوبنا وينقشها، ويجددها في صمت وسكون إلى أن يأتي يوم خروجها من الجسد، وحينئذ يظهر جمال النفس بوضوح. وأولئك الذين يريدون أن يصنعوا أواني، ويصوروا فيها صور حيوانات فإنهم يصنعون تصميمهم أولا على الشمع (قالب)، ثم يصبون المعدن على القالب، وهكذا يكتمل العمل على حسب التصميم الموضوع أصلاً. هكذا الخطية، رغم أنها ليس لها جسد ، ولكن لها صورة وهي تتخذ أشكالا كثيرة، وبنفس الطريقة فإن الإنسان الباطن هو مثل واحد من هذه الحيوانات (التي ترسم) فإن له صورة وله شكل لأن الإنسان الباطن هو على مثال الإنسان الخارجي. وما أعظم هذا الإناء وما أثمنه إذ أنه هو الإناء الوحيد الذي سر الرب به من بين جميع المخلوقات. وأفكار النفس الصالحة هي كحجارة ثمينة ودرر، وأما الأفكار النجسة فهي مملوءة “عظام أموات وكل نجاسة ” ورائحة رديئة (مت27:23). من هم المسيحيون بالحق ؟ : 8ـ فالمسيحيون إذن هم من عالم آخر وهم أولاد آدم السماوي، جنس جديد، أولاد الروح القدس وأخوة المسيح المضيئين، مثل أبيهم آدم السماوي المضيء. وهم من تلك المدينة، ومن ذلك النسب، ومن تلك القوة (السماوية)، إنهم ليسوا من هذا العالم ، بل من عالم آخر، والرب نفسه يقول ” أنتم لستم من هذا العالم كما أنى أنا لست من هذا العالم” (يو16:17). ولكن كما أن التاجر الذي كان في رحلة طويلة لأجل تنمية تجارته ويكون قد سبق قبل عودته وأرسل لأصدقائه ليهيئوا له منازل وحدائق وملابس بحسب ما يلزمه وحينما يعود إلى بلدته فإنه يحضر معه أموالاً كثيرة ويلاقيه أصحابه وأقرباؤه بفرح عظيم، كذلك في الأمور الروحانية فالذين يجعلون الغنى السماوي هو موضوع عملهم وانشغالهم فإن أصدقاءهم وأهل بلدتهم، أى أرواح الصديقين القديسين والملائكة يعرفون عملهم واهتمامهم، ويقولون بفرح وإعجاب: “إن اخوتنا الذين على الأرض قد أتوا بغنى عظيم”. فهؤلاء عند رحيلهم من العالم يكون الرب معهم ويسببون فرحا عظيما لأولئك الذين هم خاصة الرب في السماء، يستقبلونهم مجهزين لهم بيوتا وبساتين وملابس كلها لامعة وثمينة جدًا. الحاجة للاعتدال والإفراز : 9ـ إننا نحتاج إلى الاعتدال والتبصر في كل الأمور، حتى لا تتحول الأشياء الصالحة التي تبدو أننا قد امتلكناها، إلى ضرر لنا. فإن الذين هم رحومين بطبيعتهم، إذا لم يحفظوا أنفسهم فقد ينزلقون تدريجيًا إلى الضلال عن طريق نفس شفقتهم ورحمتهم، وأولئك الذين عندهم حكمة يمكن أن تخدعهم حكمتهم. فيجب على الإنسان أن يكون معتدلاً ومتزنًا معًا في جميع الاتجاهات: بأن يجمع الشفقة مع الشدة، والحكمة مع حرية التصرف، والقول مع العمل، وفي كل شيء يضع ثقته في الرب لا في نفسه. لأن الفضيلة تُتَبل بتوابل متنوعة كثيرة، كما أن طعامنا الضروري يُتَبل بأنواع من البهارات ـ ليس بالعسل فقط، بل بالفلفل أحيانًا ـ وهكذا يصير صالحًا ومناسبًا للأكل . 10ـ وأولئك الذين يقولون أن الخطية غير موجودة في الإنسان هم مثل أناس مغمورين تحت مياه كثيرة فائضة، ومع ذلك لا يقرون بأن المياه تغمرهم، بل يقولون، “إننا سمعنا صوت المياه سماعًا” ورغم أنهم يكونون مغمورين في عمق أمواج الشر، فمع ذلك يقولون أن الخطية غير موجودة في عقلهم أو أفكارهم. الفرق بين الفكر النظري وبين الدخول للكنوز السماوية : يوجد فرق عظيم بين أولئك الذين لهم فكر نظري وقدره على الكلام، ولكنهم غير مُملّحين بالملح السمائي ـ الذين يتحدثون عن المائدة الملكية دون أن يكونوا قد ذاقوا منها شيئا أو تمتعوا بها وبين إنسان يرى الملك نفسه، وقد كشفت له الكنوز السماوية وقد دخل إليها، وصار وارثًا لها، وهو يأكل ويشرب من المأكولات السماوية الثمينة. الحرص وانسحاق القلب وعناية النعمة : 11 ـ وإن كان لأم ابن وحيد، وسيم جدًا، وعاقل وحكيم، ومزّين بكل الصفات الصالحة، وقد وضعت كل آمالها فيه فإذا مات هذا الابن ودفنته فإنها تصاب بأحزان لا نهاية لها وبكاء ونحيب حتى أنها لا تستطيع أن تتعزى. هكذا أيضا ينبغي على العقل أن يحزن ويبكى حينما تموت النفس عن الله ويكون له كآبة كثيرة وقلب منسحق، ويكون في خوف وحرص، وفي نفس الوقت يكون له جوع وعطش باستمرار إلى كل ما هو صالح، فمثل هذا الإنسان تأخذه يدى نعمة الله والرجاء الإلهي لتعتني به النعمة فلا يعود يحزن أيضًا، بل يبتهج ويفرح كمن وجد كنزًا عظيمًا، ولكنه يرتعد خوفًا أيضًا لئلا يفقد الكنز. لأن اللصوص يحضرون كثيرًا للهجوم عليه. ومثل إنسان تعرض لخسائر كثيرة من اللصوص واستطاع أن ينجو منهم بصعوبة شديدة وبعد هذا حصل على غنى وفير وخيرات كثيرة، فإنه لا يعود يخشى تأثير الخسارة عليه بسبب ثرائه الوفير، هكذا الرجال الروحانيون فإنهم يتعرضون أولا لتجارب وضيقات مخيفة، ولكنهم حين يمتلئون بالنعمة ويفيضون بالصالحات ، فإنهم لا يعودون يخافون من أولئك الذين يريدون أن يسرقوهم ، بسبب أن غناهم صار عظيمًا، ولكنهم يخافون ـ ليس خوف المبتدئ من أرواح الشر، بل لهم خوف وحرص كيف يستثمرون المواهب الروحية التي ائتمنوا عليها. النعمة تغرس التواضع في النفس : 12ـ والواحد من هؤلاء الروحانيين، يعتبر نفسه أحقر من جميع الخطاة، ويتأصل فيه هذا الفكر حتى يصير كجزء من طبيعته وكلما تقدم في معرفة الله، بقدر ذلك يحسب نفسه جاهلاً تمامًا، وكلما تعلم فإنه يحسب نفسه أنه يعرف أقل. إن النعمة هي التي تقوم بهذا التأثير في النفس وتجعله كجزء من الطبيعة في النفس. ومثل الطفل الذي يحمله شاب قوى، والذي يحمله يأخذه إلى حيث يشاء، هكذا النعمة التي تعمل في أعماق النفس فإنها تحملها وترفعها إلى السموات، إلى العالم الكامل، والراحة الأبدية. الراحة وعدم الراحة : ولكن النعمة فيها درجات ورتب. إذ أن رئيس العسكر الذي يحق له الدخول إلى الملك يختلف عن الضباط. وكما أن البيت الذي يمتلئ بالدخان يفرغ الدخان أيضا إلى الفضاء الخارجي هكذا الخطية المخزونة في النفس تخرج إلى الخارج وتنتج ثمارها. وكما أن أولئك الذين كلفوا بحكم إحدى الولايات أو كلفوا بإدارة الخزانة الملكية هم دائمًا في قلق وحذر لئلا يسيئوا إلى الملك، هكذا أولئك الذين استؤمنوا على العمل الروحاني هم دائمًا في حذر وحرص رغم أنهم يكونون في راحة إلا أنهم لفترة من الوقت يكونون كأنهم لم يحصلوا على الراحة بعد. لأن مملكة الظلمة التي دخلت إلى مدينة النفس والقوات الغريبة التي سيطرت على مراعيها هي في طريقها أن تطرد خارج النفس. 13ـ والمسيح الملك يرسل لينتقم للمدينة ويقيد الظالمين بالسلاسل، وتعسكر الجنود السماوية وجيش الأرواح المقدسة هناك كأنهم في السموات، وحينئذ فإن الشمس تضئ في القلب وتخترق أشعتها وتدخل إلى كل الأعضاء، وهكذا يملك سلام عميق ويصير هو القوة المسيطرة هناك. استمرار الصراخ إلى الله : ولكن عزيمة الإنسان في الحرب والجهاد وقيمته الحقيقية وإرادته الصالحة من نحو الله، كل هذه تظهر حينما تتأخر النعمة ولكنه يظل شجاعا ويستمر يصرخ إلى الله. إنك حينما تسمع أن هناك أنهار بها تنانين، وأفواه أسود وقوات مظلمة تحت السماء ونار تحرق الأعضاء فإنك لا تفكر فيها، غير عالم أنك إن لم تنل عربون ” الروح القدس” (2كو22:1)، فإن هذه كلها تمسك بنفسك عند خروجها من الجسد ولا تدعوك تصعد إلى السماء. أتى هو بشخصه ليدعوك إلى فوق : وبنفس الطريقة، حينما تسمع عن كرامة النفس وكيف أن جوهرها العاقل ثمين جدًا، فإنك لا تفهم أن الله لم يقل عن الملائكة، بل عن الطبيعة البشرية ” لنصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تك26:1). وأن السماء والأرض تزولان ولكنك أنت قد دعيت إلى الخلود، والتبني، والأخوة للملك، ولتكون عروسًا له. في هذا العالم الذي حولنا كل ما هو للعريس يصير للعروس، وهكذا كل ما هو للرب، مهما كان فإنه يودعه إياك. لقد أتى هو بشخصه إلى معونتك، ليدعوك إلى فوق، وأنت لا تقدر ولا تفهم مقدار كرامتك. لذلك فالمرنم الملهم يبكى على سقطتك قائلا: ” إنسان في كرامة ولا يفهم، فهو مثل البهائم بلا عقل، وهو يُشبّه بها” (مز20:49). فليكن المجد للآب وللابن، وللروح القدس. إلى الأبد آمين العظة الثانية عشر حالة الإنسان قبل السقوط وبعده مريم ومرثا والنصيب الصالح “عن حالة آدم قبل تعدية وصية الله، وحالته بعد أن فقد صورته السماوية.. وتحتوى هذه العظة أيضا على بعض أسئلة نافعة جدًا “. 1ـ إن آدم بتعديه الوصية، حدثت له كارثة مزدوجة.. فهو فقد نقاوة طبيعته التي كان حاصلاً عليها، والتي كانت جميلة على صورة الله ومثاله، ومن الجهة الأخرى فقد أيضا تلك الصورة عينها التي كان سيرث بها كل الميراث السماوي بحسب الوعد.. فإذا افترضنا أن عملة ذهبية، عليها صورة الملك، قد ختمت بختم مزيف، فإن العملة الذهبية تُعَدّ زائفة، والصورة التي كانت عليها تصبح بلا قيمة. هكذا كانت الكارثة التي حلت بآدم.. وإذا تصورنا ضيعة كبيرة تدر خيرات كثيرة: في أحد أركانها كرم مزدهر، وفي مكان آخر منها حقول مثمرة، وفي غيره مواشى وقطعان غنم، وفي موضع آخر ذهب وفضة، هكذا كانت ضيعة آدم ـ ثمينة جدًا قبل العصيان، وأقصد بالضيعة، إناء آدم الخاص.. ولكنه حينما قبل مقاصد وأفكار الشر ورحب بها، هلك من أمام الله .. 2ـ ولكننا مع ذلك لا نقول إن كل شيء قد ضاع وتلاشى ومات.. بل أنه مات عن الله، ولكنه ظل حيًا بالنسبة إلى طبيعته.. فها عالم البشر كله كما نراه، يسعى في الأرض، يشتغل ويعمل.. ولكن الله ينظر إلى أفكارهم وتصوراتهم فيصرف النظر عنهم وليس له شركة معهم، لأنهم لا يفكرون فيما يرضى الله، وكما أن الأتقياء إذا مروا أمام البيوت ذات السمعة القبيحة، والأماكن التي ترتكب فيها الفحشاء والفسق، فإنهم ينفرون منها ويرفضون مجرد النظر ناحيتها ـ لأن هذه الأمور هي موت في نظرهم ـ هكذا فإن الله يغض النظر عن أولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينيه عليهم ولكنه لا يكون في شركة معهم.. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة في داخل أفكارهم.. النعمة والمسكنة بالروح : 3ـ سؤال: كيف يستطيع الإنسان أن يكون مسكينًا بالروح وخاصة حينما يشعر في نفسه أن حياته قد تغيرت وحصل له نمو روحي، وحصل على معرفة وفهم لم يكن يملكها قبل ذلك؟. الجواب: قبل أن يحصل الإنسان على هذه البركات وينمو في النعمة لا يكون مسكينًا بالروح.. ولكنه يظن أنه شيء، ولكن حينما يأتي إلى الفهم الروحي وينمو ويتقدم فإن النعمة نفسها تعلمه أن يكون مسكينا بالروح، وهذا معناه أن هذا الإنسان رغم كونه بارًا ومختارًا من الله، فهو لا يحسب نفسه شيئًا، بل يحفظ نفسه في اتضاع وإنكار لذاته، كأنه لم يعرف شيئا ولا يملك شيئا رغم أنه يعرف ويملك.. وهذا قانون طبيعي ثابت في عقل البشر.. ألا ترى كيف أن أبانا إبراهيم، المختار من الله وصف نفسه بأنه ” تراب ورماد” (تك18: 27)، وداود بعدما مسح ملكًا، وكان الله معه ماذا قال؟ لقد قال: ” أما أنا كدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب” (مز22: 6).. روح واحد وطريق واحد : لذلك أولئك الذين يريدون أن يكونوا وارثين مع هؤلاء ومواطنين معهم في المدينة السماوية، وأن يكونوا ممجدين معهم، ينبغي أن يكون لهم تواضع العقل هذا، ولا يظنوا أنفسهم شيئا بل يحتفظوا بقلب منسحق.. ورغم أن النعمة تعمل بطريقة خاصة في كل مسيحي على حدة، وتعمل أعمالا متنوعة في الأعضاء، إلاّ أن جميع الأعضاء هم من مدينة واحدة، ولهم فكر واحد وقلب واحد، ولسان واحد، ويعرفون بعضهم بعضًا.. وكما أن الجسد له أعضاء كثيرة، ولكن نفسًا واحدة تعمل في جميع الأعضاء وتحركها، كذلك أيضًا فإن الروح الواحد يعمل أعمالاً متنوعة في جميع الأعضاء ويحركها، ولكنهم جميعًا من مدينة واحدة، وطريق واحد.. فكل الأبرار سلكوا الطريق الضيق الكرب، واضطهدوا وعذبوا وشتموا، “وطافوا في جلود غنم وجلود ماعز تائهين في مغاير وشقوق الأرض”(عب11: 37،38).. والرسل أيضًا قالوا ” إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونُعرى ونُلكم وليس لنا إقامة” (1كو11:4)، والبعض منهم قُطعت رؤوسهم وبعضهم صُلبوا وآخرون عُذبوا بطرق مختلفة.. بل أن الرب نفسه ـ رب الأنبياء والرسل ـ كيف كانت سيرته في هذا العالم.. لقد سلك وكأنه قد نسى مجده الإلهي.. وصار مثالا لنا، وألبسوه إكليل الشوك باستهزاء وعار، واحتمل البصق واللطم والصلب.. 5 ـ فإن كان الله قد سلك هكذا على الأرض فينبغي عليك أنت أن تتمثل به.. والرسل والأنبياء هكذا سلكوا أيضا، ونحن إذا أردنا أن نكون مبنيين على أساس الرب ورسله، فينبغى أن نتمثل بهم، فقد قال الرسول بالروح القدس: ” تمثلوا بي، كما أنا أيضا بالمسيح” (1كو 11: 1).. ولكن إن كنت تحب كرامات البشر، وتود أن يسجد لك الناس وتطلب الراحة، فإنك تتحول تماما عن الطريق.. أنه يليق بك أن تُصلب مع المصلوب، وتتألم مع ذلك الذي تألم لكى تتمجد أيضا معه.. لأنه لابد للعروس أن تتألم مع العريس، وهكذا تصير شريكة ووارثة مع المسيح.. بدون الآلام وبغير الضيقة الكربة، لا يكون دخول إلى مدينة القديسين حيث الوجود في الراحة والمُلك مع المَلك ذاته إلى أبد الدهور.. الروح القدس وخلقة الإنسان : 6ـ سؤال: لقد قلت إن آدم فقد صورته الخاصة والصورة السماوية أيضا.. فهل كان فيه الروح القدس حينئذ لأنه كان مشتركًا في الصورة السماوية؟ .. الجواب: طالما أن كلمة الله كان معه وكانت له الوصية، فقد كان له كل شيء.. والكلمة نفسه كان ميراثا له، وكان لباسا له، وكان هو (الكلمة) مجده الذي يغطيه ويستره (إش4: 5).. وكان هو معلمه.. فقد ألهمه أن يعطى أسماء لكل الأشياء “تدعو هذه السماء، وهذه الشمس، وهذا القمر، وهذه الأرض، وهذا طير، وذلك وحش، وهذه شجرة” وكما كان آدم يتعلّم من الكلمة هكذا سَمّى الأشياء جميعها.. 7ـ سؤال: ولكن هل كان لآدم اختبار الروح وشركته؟. الجواب: الكلمة نفسه بحضوره مع آدم، كان كل شيء بالنسبة له، سواء كان معرفة أو اختبارًا، أو ميراثًا أو تعليمًا وإرشادًا.. إذ ماذا يقول يوحنا عن الكلمة؟ ” في البدء كان الكلمة” فأنت ترى أن الكلمة هو كل شيء وكائن قبل كل شيء.. فإن كان لآدم (قبل السقوط) مجد خارجي حاضر معه فلا نستغرب أو نعثر من ذلك عندما يقول الكتاب: أنهما كانا عريانين وهما لا يخجلان فلما تعديا الوصية انفتحت أعينهما ورأيا أنهما عريانان فخجلا واختبئا من الله (تك2: 25ـ3: 7،10).. 8ـ سؤال: فهل كانا قبل السقوط لابسين مجد الله عوضًا عن ثوب؟ الجواب: كما كان الروح يجرى عمله في الأنبياء ويعلّمهم وكان في داخلهم ويظهر لهم من الخارج، هكذا أيضا كان الحال مع آدم.. فالروح، حسبما يشاء، كان يحضر معه ويعلّمه، ويشير عليه “تكلم هكذا” وهكذا كان يسير ويتكلم.. لأن الكلمة كان له كل شئ، وطالما كان ثابتًا في الوصية فقد كان صديقًا لله.. ولكن لماذا نستغرب أنه بالرغم من كل هذه الأحوال التي كان فيها آدم، فقد تعدّى الوصية؟ فإن أولئك الذين يمتلئون الآن بالروح القدس، لا تزال تأتيهم أفكار من طبيعتهم، ولهم الإرادة أن يطيعوها، فكذلك آدم رغم أنه كان حاضرًا مع الله في الفردوس فقد تعدّى الوصية بإرادته وأطاع الجانب الشرير.. ولكن بعد عصيانه لا تزال عنده معرفة.. المعرفة بعد السقوط : 9ـ سؤال : أى نوع من المعرفة هذه؟ الجواب: حينما يحضر المجرم إلى ساحة القضاء وتبدأ المحاكمة ويسأله القاضي قائلا “حينما ارتكبت هذه الشرور ألم تكن تعلم أنك ستكون معرضًا لأن تجازى عنها ويحكم عليك بالموت؟ “.. فإنه لا يكون له وجه أن يقول لا.. فإنه كان يعرف، وحينما تبدأ العقوبة يتذكر كل شيء ويقر به جهرًا، والزاني أيضًا ألاّ يعرف أنه يفعل شرًا؟ والسارق ألاّ يعلم أن ما يفعله خطيئة؟ إذن فحتى من خارج الكتب المقدسة يعرف الناس بالضمير الطبيعي الذي فيهم أن الله موجود.. إنهم لا يستطيعون أن يقولوا في ذلك اليوم (يوم الدينونة) “نحن لم نكن نعرف أنك أنت الإله” فهو يقول لهم: ” ألم تعرفوا البروق والرعود التي من السماء، وإنه يوجد إله فوق كل الخليقة؟” وإلا فلماذا إذن تصرخ الشياطين ” أنت هو ابن الله لماذا أتيت قبل الوقت لتعذبنا؟” (مت11:3ـ29:8) وحتى الآن فإن الشياطين يصرخون عند قبور الشهداء قائلين “أنتم تحرقوننا، أنتم تحرقوننا” فآدم وحواء قبل السقوط لم يكونا قد عرفا شجرة معرفة الخير والشر، ولكن معصية آدم جعلت له هذه المعرفة.. 10ـ أن كل واحد يبدأ أن يسأل ويستقصى عن حالة آدم التي كان فيها قبل سقوطه، وماذا حدث له؟ إن آدم نفسه نال معرفة الخير والشر.. فنحن نعرف من الكتاب المقدس، إنه كان في حالة كرامة ونقاوة، ولكنه بتعدّى الوصية طُرد من الفردوس وحل عليه غضب الله.. وهكذا بدأ يتعلم ما هي الأشياء الصالحة له وما هي الأشياء الشريرة لكى يحترس منها، حتى لا يعود يخطئ أكثر ويسقط في دينونة الموت.. والآن نحن نعرف أن كل الخليقة هي تحت حكم الله.. فهو الذي خلق السماء والأرض والحيوانات والزحافات والوحوش.. ونحن نرى كل هذه المخلوقات، ولكننا لا نعرف عددها.. وأي إنسان يستطيع أن يعرف عددها؟ إن الله وحده الذي هو في كل شيء هو يعرف حتى أجنة الحيوانات التي لم تولد بعد، أفلا يعرف بالأحرى الأشياء التي تحت الأرض والتي فوق السموات؟.. عجز العقل عن إدراك أعماق الله : 11ـ فلنترك إذًا هذه الأمور، ونطلب بالحري ـ مثل التجارـ كيف نحصل على الميراث السماوي ونمتلكه، ونحصل على النصيب والميراث الذي لا يضيع أو ينزع منا، بل يدوم معنا.. فإن كنت وأنت مجرد إنسان تفتش في أفكار الله لتفحصه وتقول “لقد اكتشفت شيئا وأدركته” فبذلك تجعل عقلك البشرى فائقا على أفكار الله.. ولكنك في هذا الأمر تخطئ خطأً عظيمًا، وبقدر ما تشتهي أن تبحث وتفتش لتدخل إلى أعماق المعرفة، بقدر ذلك تخرج من العمق وتفشل في أن تفهم شيئًا.. إن هذه التساؤلات التي تتحرك في عقلك من نحو العمل، الذي يعمله الله يوما فيوما وكيف يعمله، إنما هي أمور تفوق كل تعبير وكل إدراك، وأنك لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى أن تقبل عطاياه بقلب شاكر وبإيمان.. هل استطعت أن تعرف شيئا عن روحك منذ وقت ولادتك حتى الآن؟.. أن كان كذلك فأعلن لي الأفكار التي تنبع في داخلك من أول الصباح إلى المساء.. أخبرني بأفكارك كلها خلال ثلاثة أيام متتالية.. إنك لا تستطيع هذا.. فإن كنت لا تستطيع أن تدرك أفكار نفسك الخاصة، فكيف تستطيع أن تفحص وتدرك أفكار الله وعقله.. 12ـ أتريد أن تأكل خبزًا كثيرًا بقدر ما تجد فأذهب إذن وكُل وأترك الأرض الواسعة لحال سبيلها، اذهب إلى شاطئ النهر وأشرب قدر ما تحتاج، وأمضى في طريقك، ولا تطلب أن تعرف من أين يأتي النهر أو كيف يتدفق ويفيض؟.. اِسع بكل جهدك لتشفي قدمك أو مرض عينك، لكى تستطيع أن ترى نور الشمس ولا تفحص عن مقدار النور الذي تحتويه الشمس ولا إلى أى علو في السماء ترتفع.. واتخذ من الحيوانات ما هو نافع ومفيد لحاجتك، ولا تتجول في الجبال لتبحث عن الحمير الوحشية أو غيرها من الوحوش الساكنة هناك.. ألا ترى الطفل وهو يقترب من ثدي أمه فيرضع اللبن ويشبع ولكنه لا يفتش عن مصدر اللبن ولا من أين ينبع.. فإنه يرضع اللبن ويفرغ الثدي، وبعد مرور فترة من الوقت يمتلئ الثدي ثانية، فالطفل لا يعرف شيئا عن كيفية حدوث هذا الأمر ولا حتى الأم، مع أن اللبن يؤخذ من دمها وجميع أعضائها.. الله في كل مكان وفي داخلنا : فإن كنت تطلب الرب في العمق فهناك تجده.. وأن طلبته في المياه فهناك تجده “صانعًا عجائب” (خر11:15) وأن فتشت عنه في الجب فهناك تجده حارسًا لدانيال البار وسط الأسود، وأن فتشت عنه في النار فهناك تجده حافظًا عبيده الفتية الثلاثة.. وإن سألت عنه على الجبل فهناك تجده مع إيليا وموسى.. فهو في كل مكان تحت الأرض وفوق السموات بل وفي داخلنا أيضًا.. نعم إنه في كل مكان.. كما أن نفسك أيضًا هي قريبة منك، في داخلك وفي خارجك، لأنك إلى حيث تشاء أن تذهب إلى بلاد بعيدة فهناك يكون عقلك، سواء ناحية الغرب أو ناحية الشرق أو نحو السماء فهناك يذهب عقلك.. النصيب الذي تختاره الآن يظهر يوم الدينونة : 13ـ فلنسع ولنهتم فوق كل شيء أن يكون لنا سمة وختم الرب مطبوعًا على قلوبنا في الداخل، لأنه في يوم الدينونة حينما يستعلن غضب الله وتجتمع كل قبائل الأرض، أى أن كل جنس البشر يجتمعون معا، فحينئذ يدعو الراعي الصالح رعيّته الخاصة، وكل الذين لهم السمة والختم في داخلهم سيعرفون راعيهم، والراعي يعرف أولئك الذين فيهم ختمه، ويجمعهم معا من كافة الأمم.. فهؤلاء الذين هم له، أى خاصته، يسمعون صوته ويتبعونه.. أن العالم ينقسم إلى قسمين، قطيع مظلم يمضى إلى النار الأبدية، وقطيع ممتلئ نورًا ويذهب إلى الراحة السماوية.. فما نختاره ونمتلكه ويكون نصيبنا من الآن في داخل نفوسنا هو بنفسه الذي سيضيء ويظهر ويستعلن ويكسو أجسادنا بالمجد في اليوم الأخير.. 14ـ وكما أنه في موسم شهر نيسان (أبريل أى فصل الربيع) تُخرج الجذورالمدفونة في الأرض ثمارها، وتظهر أزهارها بجمال عظيم، وتظهر الجذور الجيدة التي تحمل الثمار والزهور، كما تظهر تلك الجذور التي تخرج شوكًا، هكذا أيضا في ذلك اليوم، يظهر على جسد كل إنسان واضحا ما كان يعيش فيه ويفعله وهو في الجسد.. الأشياء الصالحة والشريرة كلاهما يظهران في ذلك اليوم.. وعلى هذا الأساس تكون الدينونة والمجازاة .. الطعام السماوي : يوجد طعام آخر غير هذا الطعام المنظور.. فحينما صعد موسى على الجبل صام أربعين يوما وهو لم يكن أكثر من إنسان، ولكنه نزل من الجبل ممتلئا بالله.. وها نحن نرى في أنفسنا أننا إذا لم نسند الجسد بالأطعمة فأنه يضعف خلال فترة وجيزة، ومع ذلك حينما صام موسى أربعين يوما نزل من على الجبل وهو مملوء قوة أكثر من جميع الشعب.. وذلك لأنه كان يتغذى من الله وكان جسده يقتات بطعام آخرـ طعام سماوي.. إن كلمة الله صار طعامًا له ونال منه مجدًا أضاء في وجه موسى .. وهذا الذي حدث لموسى كان مثالاً ورمزًا.. فهذا المجد الإلهي يضئ الآن في داخل قلوب المسيحيين، ثم في القيامة ستتغطى أجسادهم بكساء مجد إلهي، وتقتات بطعام سماوي.. معنى تغطية الرأس في الصلاة: 15ـ سؤال: ما معنى أن المرأة لا تصلى إلا ورأسها مغطى؟ الجواب: في عصر الرسل كانت عادة النساء (عند الأمم) أن يتركن شعور رؤوسهن محلولة كبرقع أو كغطاء، ولهذا لما جاء الرب ورسله إلى الناس علموهم الوقار والتعقل بأن تغطى المرأة رأسها وقت الصلاة.. كما أن المرأة يقصد بها هنا أن تكون رمزًا للكنيسة.. فبينما كانت النساء في تلك الأيام يرخين شعورهن بدلا من البرقع فأن الكنيسة تكسو أولادها بملابس وأغطية إلهية مجيدة.. وفي العهد القديم (في كنيسة إسرائيل) كانت الجماعة واحدة وكان الروح يغطى الخيمة بمجد رغم أنهم هم أنفسهم لم يكونوا حسب الروح، أما الآن فأن كلمة “كنيسة” تستعمل عن النفس بمفردها كما تستعمل عن الجماعة، لأن النفس تجمع كل أفكارها وملكاتها وتصير كنيسة لله. فالنفس جُعلت وكُونت لتليق لعِشرة العريس السماوي وتكون لها شركة مع الإله السماوي، وهذا ينبغي أن يفهم عن النفس بمفردها كما على الكنيسة بجملتها. ولذلك يقول النبى عن أورشليم: “وجدتك مطروحة وعارية وألبستك مطرّزة” (حز7:16ـ10) وهكذا يتكلم كأنه يخاطب شخصًا واحدًا.. مريم ومرثا والنصيب الصالح: 16 ـ سؤال: ما معنى قول مرثا للرب عن مريم ” إني مجتهدة في خدمة كثيرة بينما هي جالسة عند قدميك” (لو39:10، 40) ؟ الجواب: إن ما كان يجب أن تجيب به مريم مرثا، سبق الرب وأجابها به وقال إنها قد تركت كل شيء وجلست عند قدمي الرب، وصرفت النهار كله في تسبيح الله، وهكذا فإن جلوسها كان بسبب المحبة. ولكن لكى تتضح كلمة الله أكثر، أنصتوا لما أقول. إن أى إنسان يحب يسوع، ويلازمه بغيرة وبحب وليس بطريقة عابرة، بل يلتصق به ويثبت فيه بمحبة شديدة، فإن الله يسبق ويرتب لمثل هذه النفس، لتنال جزاءً لمحبتها، رغم أن الإنسان لا يكون قد عرف حينئذ ما الذي سيناله من الله، أو ما هو النصيب الذي سيهبه الله للنفس. فحينما أحبته مريم جلست عند قدميه فإن العطية التي وُهبت لها لم تكن موهبة مؤقتة، بل قد أفاض في داخلها نعمة خفية من ذات طبيعته، والكلمات التي تكلم بها، في سلام، إلى مريم كانت كلها روحًا، وقوة، ولما دخلت هذه الكلمات في قلبها، صارت نفسًا في نفسها وروحًا في روحها، وملأت القوة الإلهية قلبها، وحيثما تحل هذه القوة فهي تبقى هناك على الدوام، كميراث ونصيب لا يمكن أن يُنزع، لهذا السبب، فإن الرب الذي يعرف عطيته لها قال: ” إن مريم اختارت النصيب الصالح الذي لا يُنزع منها” (لو42:10) ولكن بعد ذلك بفترة، فإن ما فعلته مرثا بغيرة واجتهاد في طريق الخدمة، أدخلها كذلك إلى نفس تلك النعمة. فنالت هي أيضًا تلك القوة الإلهية في نفسها. الحق يُظهر ذاته للنفوس المؤمنة : 17ـ ولماذا نتعجب من أولئك الذين أتوا إلى الرب واتصلوا به شخصيًا فنالوا قوته، إذ أن الرسل حينما كانوا يبشرون بالكلمة، كان الروح القدس يحلّ على أولئك الذين يؤمنون، وكرنيليوس نال القوة من الكلمة التي سمعها، فكم بالحري جدًا حينما يتكلم الرب إلى مريم، أو إلى زكا، أو إلى المرأة الخاطئة، التي حلت شعرها ومسحت قدمى الرب، أو إلى المرأة السامرية أو اللص، أفلا تخرج القوة من الرب ويعمل الروح القدس في نفوسهم. وحتى الآن فأولئك الذين يحبون الله ويتركون كل الأشياء لأجله، ويواظبون على الصلاة، فإن الروح يعلمهم سرًا الأمور التي لم يكونوا يعرفونها. والحق نفسه يظهر لهم، بحسب اشتياقهم ورغبتهم فيه، ويعلمهم قائلاً: ” أنا هو الحق ” (يو6:14). إن الرسل أنفسهم قبل الصليب، بملازمتهم للرب، رأوا آيات عظيمة ـ كيف كان البرص يتطهرون، والموتى يقومون، ولكنهم لم يكونوا يعرفون حينئذ، كيف تدخل القوة الإلهية وتخرج وتعمل عملها في القلب، وكيف يولدون ثانية بالروح، ويشتركوا مع الروح السماوي ويصيروا خليقة جديدة. ولكنهم أحبوا الرب بسبب ما لمسوه من تأثير وآيات. والرب قال لهم: ” لماذا تتعجبون من الآيات، إني أعطيكم ميراثًا عظيمًا لا يملك العالم كله مثله”. 18 ـ إن كلماته كانت تبدو غريبة بالنسبة لهم، إلى أن قام من بين الأموات وصعد بالجسد إلى أعلا السموات من أجلنا، وبعد ذلك انسكب الروح المعزى ودخل في نفوسهم، واختلط بهم، والحق نفسه يظهر ذاته في النفوس المؤمنة، والإنسان السماوي ـ أى الرب ـ يأتي ليكون مع الإنسان الذي هو أنت. ويصير في شركة معك . فجميع الذين يعطون أنفسهم ليخدموا، وبغيرة يفعلون كل شيء باجتهاد وإيمان ومحبة لله، فإن نفس هذه الخدمة تدخلهم، بعد فترة من الوقت، إلى معرفة الحق ذاته. لأن الرب ينكشف لنفوسهم، ويعلمهم طرق الروح القدس.. فالمجد والسجود للآب والابن والروح القدس، إلى الأبد. آمين.
<urn:uuid:67143603-9fef-4a41-884c-88d0fefd1c1c>
CC-MAIN-2015-32
https://biblicaleducation.wordpress.com/
2015-07-30T06:05:21Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042987135.9/warc/CC-MAIN-20150728002307-00065-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.924787
Arab
29
{"arb_Arab_score": 0.9247870445251465, "ary_Arab_score": 0.04762939736247063, "ars_Arab_score": 0.02055560052394867}
تصريح إقامة يبت في كافة قضايا اللجوء على أساس شخصي. ويمنح طالب اللجوء أحد أنواع تصريحات الإقامة التالية: اللجوء يحق لطالب اللجوء الحصول على وضعية اللجوء إذا كان يخشى، لأسباب ذات أساس راسخ، أن تضطهده السلطات أو غيرها في بلده. وقد تكون أسباب الاضطهاد مبنية على أسس عرقية أو دينية أو قومية أو بسبب العضوية في فئة اجتماعية معينة أو بسبب قناعات سياسية معينة. والاضطهاد يعني انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أو تعديات خطيرة أخرى. والخوف الذي يستند على أساس راسخ يعني وجود خطر حقيقي من وقوع مثل تلك الانتهاكات. عندما يُمنح الإنسان حق اللجوء فأنه يحصل على حالة اللاجئ ويستلم رخصة الإقامة تصريح عمل. ويستمر مفعول التصريح لمدة سنة للمرة الواحدة ويجب تجديده. ويمنح الشخص وثيقة سفر اللاجئين كذلك. وهذه الوثيقة لا تصلح للسفر إلى البلد الأصلي للاجئ. وينبغي أن يحمل الطفل وثيقة سفره الشخصية. الإقامة لأسباب الحماية إذا لم يمنح وضع اللجوء لطالبه ولكن على أية حال كانت عودته إلى بلده غير مأمونة العواقب عندئذ يمكن أن يمنح تصريح الإقامة لأسباب الحماية. ويمكن أن تشمل هذه الأسباب الاضطراب العام في بلده، أو إذا كان معرضـًا لخطر التعذيب أو لمعاملة غير إنسانية. تتألف أكبر مجموعات طالبي اللجوء الذين منحوا تصاريح الإقامة في النرويج من الأشخاص الذين تلقوا الموافقة على البقاء لأسباب الحماية. وتمنح مثل تلك الموافقات عادة على شكل تصاريح الإقامة والعمل. ويستمر مفعول التصريح لمدة سنة واحدة للمرة الواحدة قابلة للتجديد. وإذا لم يتمكن الشخص من الحصول على جواز سفر من بلده يمكنه تقديم طلب للحصول على جواز سفر اللاجئين. الإقامة لأسباب إنسانية من المحتمل أن يمنح طالب اللجوء تصريح إقامة لأسباب إنسانية. وبإمكان الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية خطيرة في بعض الظروف الحصول على مثل هذه التصاريح. وفي ظروف خاصة تمنح تصاريح الإقامة تلك أيضـًا لاعتبارات تتعلق بالأطفال. وتمنح مثل تلك الموافقات عادة على شكل تصاريح الإقامة والعمل. ويستمر مفعول التصريح للمرة الواحدة لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد. وإذا لم يتمكن الشخص من الحصول على جواز سفر من بلده، يمكنه تقديم طلب للحصول على جواز سفر اللاجئين. رخصة عمل مؤقتة يمكن أن يمنح طالب اللجوء رخصة عمل مؤقتة بينما تقوم مديرية الهجرة النرويجية (UDI) بفحص طلبه الخاص باللجوء. لن تمنح رخصة العمل المؤقتة لطالب اللجوء إذا كان طلبه لا يقوم على أساس راسخ، أو إذا وُجدت شكوك بشأن هويته. يمكنك مطالعة المزيد عن مختلف أنواع تصريح الإقامة في موقع مديرية الهجرة النرويجية على الإنترنت. ويمكنك العثور على مزيد من المعلومات عن سياسة الهجرة واللجوء على موقع Bip.no على الإنترنت. جمع شمل الأسرة © Ingun A. Mæhlum/Dagbladet/All Over Press©Ingun A. Mæhlum/Dagbladet/All Over Press بإمكان أحد أفراد الأسرة تقديم طلب جمع شمل الأسرة مع فرد واحد أو أكثر من أفراد الأسرة ممن يعيشون في النرويج. إن جمع شمل الأسرة يعني منح فرد واحد من أفراد الأسرة تصريح للإقامة في النرويج. وتقع مسؤولية طلب جمع شمل الأسرة على فرد الأسرة الذي يرغب في المجيء إلى النرويج أو أفراد الأسرة الذين يرغبون في المجيء إلى النرويج. ويقدم الطلب إلى أقرب سفارة أو بعثة أجنبية. وبإمكان الموظفين في البعثة الأجنبية تقديم المساعدة في تكملة نموذج الطلب. وفي معظم الحالات لا يجوز لمقدم الطلب أن يسافر إلى النرويج قبل الموافقة على طلبه. ويتحمل مقدمو الطلب تكاليف سفرهم إلى النرويج. يجب أن يحمل فرد أو أفراد الأسرة في النرويج ما يلي: * الجنسية النرويجية أو جنسية بلد آخر من البلدان الشمالية * رخصة توطين في النرويج * تصريح إقامة الذي يمكن أن يؤدي إلى الحصول على رخصة توطين وينبغي على فرد الأسرة أن يكون قادرا أيضـًا على تقديم أدلة وثائقية تثبت مقدرته على إعالة الشخص أو الأشخاص الذين يطلبون جمع شمل الأسرة. ويجب أيضـًا أن يكون للشخص المعني مكانـًا للسكن. يشمل جمع شمل الأسرة عادة أفراد الأسرة المقربين. أفراد الأسرة المقربون هم: * الأطفال دون الـ 18 عامـًا من العمر * قرين أو شريك مسجل * شخص مقيم خارج النرويج عاشره الشخص المقيم فيه لمدة سنتين على الأقل من الجائز لأفراد أسرة آخرين أن يقدموا طلبـًا لجمع شمل الأسرة مع أحد أفراد أسرة في النرويج. ويشمل ذلك الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الـ 18 عامـًا والوالدين وآخرين. بإمكان مديرية الهجرة النرويجية (UDI) أو أية بعثة خارجية نرويجية تقديم معلومات إضافية في هذا الشأن. وبإمكانك مطالعة المزيد عن جمع شمل الأسرة في موقع مديرية الهجرة النرويجية على الإنترنت.
<urn:uuid:0c7b60cf-e97e-4d26-88b4-4c042f072a26>
CC-MAIN-2015-32
http://www.alitaliya.net/2011-05-30-11-18-32/2011-05-30-11-19-02/813-2011-04-22-07-25-56.html
2015-08-03T02:34:38Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989443.69/warc/CC-MAIN-20150728002309-00287-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.995097
Arab
29
{"arb_Arab_score": 0.9950966238975525}
- أنواع البحوث التسويقية يمكن تقسيم بحوث التسويق إلى الأنواع الآتية: 1- من حيث المنهج العام للبحث تنقسم البحوث التسويقية إلى نوعين هما البحوث القياسية والبحوث الاستقرائية - البحوث القياسية: تقوم على أساس استخدام نتائج الكلية أو العامة للوصول إلى نتائج جزئية أو خاصة مثال منتجات منظمة المراعي لصناعة الألبان ذات جودة عالية وتفكر الشركة في طرح منتج جديد أو صنف جديد. إذ يمكن الاستنتاج بان المنتج الجديد أو الصنف الجديد سيكون ذات جودة عالية. - البحوث الاستقرائية: تقوم على أساس استخدام النتائج الجزئية أو الخاصة للوصول إلى نتائج كلية أو عامة مثال، تقوم إدارة بحوث التسويق في منظمة نادك Nadak بدراسة عينة من الزبائن للتعرف على مدى رضاهم عن سياسة المنظمة السعرية، وقد قامت المنظمة بدراسة المستهلكين لمنتج واحد فقط من منتجات المنظمة التي تبلغ عشر منتجات، وكانت النتيجة وجود رضا من المستهلكين عن سياسة المنظمة السعرية، ولما كانت المنظمة تتبع سياسة سعرية واحدة لكافة المنتجات فإنه يمكن الاستنتاج أو الاستقراء بوجود رضا عام من المستهلكين عن سياسة المنظمة السعرية. 2- من حيث هدف البحث تنقسم البحوث التسويقية إلى نوعين هما: بحوث استكشافية (استطلاعية) وبحوث استنتاجية. - البحوث الاستكشافية (الاستطلاعية): تقوم بتقديم فهم أولي ومحدود عن مشكلة البحث محل الدراسة وكذلك تكوين بعض الفرضيات التي قد تفسر الظاهرة موضوع البحث وتتميز هذه البحوث بأنها غير مكلفة وسهلة الاستخدام من الباحثين قبل الشروع مباشرة في إجراء البحوث فهي تدل على وجود جوانب أخرى للمشكلة مختلفة عما هو متصور بداية من الباحثين. - البحوث الاستنتاجية: تقوم بدراسة مشكلة البحث ووضع الفرضيات واختبارها والمتعلقة بها والخروج بنتائج وتوصيات لمعالجة المشكلة وتنقسم هذه البحوث إلى: -- البحوث الوصفية: تعتمد على كل من دراسة الحالات والطريقة الإحصائية، إذ تقوم دراسة الحالات بدراسة متعمقة لعدد محدود من مفردات مجتمع البحث، فمثلاً دراسة حالة منتج من منتجات المنظمة أو عدد محدود من المنتجات، او دراسة نشاط معين من أنشطة الترويج (الإعلان، البيع الشخصي، تنشيط المبيعات، الدعاية، التسويق المباشر، العلاقات العامة). أما الطريقة الإحصائية فتقوم على أساس دراسة عدد كبير من الحالات أو المفردات وذلك بأخذ عينة من مجتمع البحث، وجمع البيانات عنها باستخدام الاستبيان (الاستقصاء) ومعالجة البيانات إحصائياً باستخدام الأساليب الإحصائية المعروفة مثل مقاييس النزعة المركزية (ما هي؟) ومقاييس التشتت (ما هي؟) والارتباط وغيرها. فمثلاً يتم جمع بيانات عن الزبائن فيما يتعلق بجودة المنتج ومدى رضاهم عن الأسعار أو شروط الائتمان وغيرها. -- البحوث التجريبية: تهدف إلى قياس اثر متغير معين على متغير أو عدة متغيرات أخرى، فمثلاً ما تأثير السعر على مبيعات منتج معين؟ ما تأثير الإعلان على مبيعات منتج معين؟ ما تأثير حجم المنتج على مبيعات منتج معين؟، وتتعامل هذه البحوث مع السلوك البشري والتي تعد من أصعب البحوث التسويقية. 3- من حيث نوع البيانات تنقسم البحوث التسويقية إلى نوعين هما: البحوث المكتبية والبحوث الميدانية. - البحوث المكتبية: تقوم على أساس جمع البيانات الثانوية من مصادرها المختلفة داخلياً وخارجياً. - البحوث الميدانية: تقوم على أساس جمع البيانات الأولية من خلال استمارة الاستبيان والملاحظة والتجارب التسويقية. موضوعات ذات علاقة أحدث المرفقات الكلمات الدلالية
<urn:uuid:4da3d217-113b-4aec-8cd5-d6213a94217a>
CC-MAIN-2015-32
http://www.tas-wiki.com/tw7871.html
2015-08-03T02:32:17Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989443.69/warc/CC-MAIN-20150728002309-00287-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.982386
Arab
32
{"arb_Arab_score": 0.9823855757713318, "ary_Arab_score": 0.012866645120084286}
هربرت ماركوزه |جزء من سلسلة حول| مدرسة فرانكفورت |أعمال مهمة |منظرون مهمون |مفاهيم مهمة ولد في برلين لعائلة يهودية، خدم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى ودرس في جامعتها وحصل على الدكتوراه من جامعة فرايبورغ عام 1922 وعمل بعدها لغاية عام 1928 في بيع الكتب ثم انضم إلى مساعدة مارتن هايدجر في دراساته، وكان منتسباً لمعهد الدراسات الاجتماعية في فرانكفورت (حيث انه كان يشكل جماعة فكرية ذات توجه ماركسي) لغاية عام 1933، حيث بعد استلام الحزب الاشتراكي القومي (الحزب النازي) السلطة قام الحزب بإغلاق المعهد وسافر ماركوزه بعدها إلى سويسرا لمدة عام ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وانضم إلى معهد الدراسات الاجتماعية هناك في جامعة كولومبيا عام 1934. عمل خلال الحرب العالمية الثانية في أجهزة الاستخبارات الحربية الأمريكية (مكتب المعلومات الحربية ومكتب الخدمات الاستراتيجية) حيث عمل في الدعاية المضادة للنازية وتفكيك النازية. خلال الخمسينات درّس الفلسفة والسياسة بشكل متتابع في جامعات كولمبيا وهارفارد وبرانديس وفي جامعتي كاليفورنيا. رغم أن ماركوزه غادر ألمانيا إلا أنه بقي عضواً في جماعة فرانكفوت الثقافية مع ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو وكان يمثل الجناح اليساري فيها. تأثير ماركوزه على القيادات الطلابية ظهر في الاحتجاجات الطلابية التي عمت جامعات أميركا وأوروبا خلال أواخر عقد الستينات، وقد ركز في كتاباته على نقد الرأسمالية وتجديد الأطروحات الماركسية مثل أن أهم تهديد للأنظمة القائمة سيأتي من الطلاب والأقليات في المجتمع وليس من طبقة العمال التي تطويعها من خلال النمط الاستهلاكي وتحقيق احتياجتها السطحية لتكون خاضعة للأوضاع القائمة والتركيز على البعد الفردي خلال النسق الماركسي. كتب مجموعة من المقالات في الثلاثينيات من القرن الماضي، وخاصة كتابه: "العقل والثورة" (1941م)، داعيا إلى نظرية اجتماعية جدلية مناقضة للعلم الاجتماعي الوضعي كما عند أوجست كونت، وشتال، وفون شتاين خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي؛ لأنها كانت تماثل بين دراسة المجتمع ودراسة الطبيعة. وما يلاحظ على ماركوز أنه بنى نظريته الجدلية على أفكار هيجل، وحول فكر ماركس إلى هيجيلية راديكالية، فحصر اهتمامه في نقد أصول الفلسفة الوضعية والعلم الاجتماعي. وقد عرف ماركوز بعدائه الشديد للهيمنة التقنية، وكان يعتبر العقل المنغلق سببا في استلاب الإنسان، وتحويله إلى آلة انتاجية ليس إلا. ومن ثم، فقد بلور ماركوز فلسفة تشاؤمية بسبب اغتراب الإنسان في المجتمع الصناعي الحديث الذي تغلب عليه التقنية، ويضيع فيه الإنسان باعتباره ذاتا وكينونة ووجودا، وهي نفس النزعة التشاؤمية الموجودة عند ماكس فيبر، و يرجع هذا التشاؤم إلى شعور فئة معينة من المجتمع.أي: الشريحة العليا المثقفة من الطبقة الوسطى، أوالصفوة المثقفة بالإحباط وخيبة الأمل. وقد بين ماركوز في كتابه: "إنسان البعد الواحد" باختفاء الدور التاريخي الفعال للطبقة البورجوازية والطبقة البروليتارية على حد سواء، و هناك قوة واحدة مخفية متحكمة في مسار هاتين الطبقتين معا هي العقلانية العلمية التقنية. وليست هناك طبقة معارضة، فقد تم استيعاب الطبقة العاملة واسترضاؤها من خلال تحفيزات مادية استهلاكية، وترشيد عملية الإنتاج ذاتها. وقد أثارت أفكار ماركوز:"استجابة سريعة لدى حركة الطلبة الأمريكية في أواخر الستينيات بمعارضتها للنظام، ولدى حركات طلابية أخرى في دول أوروبية شتى إلى حدما. لكن الحركات الاجتماعية في ذلك الوقت كانت جميعها واقعة تحت تأثير تحليلات متنوعة عن البنية الطبقية المتغيرة، وعن مغزى التكنوقراطية والبيروقراطية، التي قدم علماء الاجتماع إسهامات ملحوظة بصددها".[9] وتتركز أفكار هربرت ماركوز سياسيا حول ثلاث قضايا شائكة: دور الطلاب في العالم الرأسمالي، والحركة الطلابية في فرنسا عام1968م، ودور الطبقة العاملة الحديثة في الغرب. هذا، وقد آمن ماركوز بقوى ثورية جديدة ستظهر في المستقبل داخل المجتمع الحديث، وسيتم التحرر الاجتماعي عن طريق الإشباع الجنسي كما يبين ذلك في كتابه: "الحب والحضارة". وقد برهن فيه سيكولوجيا : "بأن تجاوز الندرة المادية في المجتمعات الصناعية المتقدمة، سيخلق الشروط المناسبة لإحراز البشر هدفهم في السعادة من خلال التحرر الجنسي، وتفوق مبدأ المتعة، الذي تصوره كأساس للانعتاق الشامل المؤثر في كافة العلاقات الاجتماعية. عبر ماركوز عن آرائه في الفلسفة الاجتماعية من خلال أهم كتبه: - العقل والثورة (بالإنكليزية: Reason and Revolution) 1941 - الحضارة والرغبة 1955 (بالإنكليزية: Eros and civilization) - الماركسية السوفياتية (بالإنكليزية: Soviet Marxism) 1958 في هذا الكتاب انتقد ماركوز التطبيق السوفياتي للماركسية واشار إلى اتجاهات تحررية داخل النظام السوفياتي تححققت في الثمانينات في عهد غورباتشوف. - الإنسان ذو البعد الواحد One Dimentional Man 1964، وهو أهم أعماله على الإطلاق بحيث وجه فيه نقداً مشتركاً للمجتمعات الرأسمالية والشيوعية بحيث ان المجتمعات الصناعية الحديثة خلقت احتياجات وهمية للإنسان ومن خلال أجهزة الاعلام والإعلانات تم توجيه جميع الأفراد للفكر اللاستهلاكي. فلسفة النفي[عدل] امتاز ماركوزه منذ بداية أعماله الفلسفية باتجاه عقلاني صارم، فكانت النظرية النقدية في مواجهة المثالية والذاتية والبرجوازية محاربة إياها في أكثر المواضيع خصوصية مثل:الماهية والوجود، العقلاني واللاعقلاني، المادية والمثالية. وجوهر النقد التاريخي لفلفسة ماركوزه الثورية :نظام الإنتاج الرأسمالي والعلاقات الاجتماعية فيه. - بوابة ألمانيا - بوابة فلسفة - بوابة علم الاجتماع - بوابة الولايات المتحدة - بوابة السياسة - بوابة اشتراكية - بوابة شيوعية
<urn:uuid:4b5d4f00-41d7-4e02-9382-e9f7e7dbb228>
CC-MAIN-2015-32
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%B1%D8%AA_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%88%D8%B2%D9%87
2015-08-05T04:29:45Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438043060830.93/warc/CC-MAIN-20150728002420-00055-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.808428
Arab
71
{"arb_Arab_score": 0.8084279894828796, "ary_Arab_score": 0.11927346885204315, "arz_Arab_score": 0.053645312786102295, "ars_Arab_score": 0.012070356868207455}
تقوم طيران الإمارات بإصدار مجلتين تُوزّع على متن طائراتها، وتمثل كل منها فرصة عظيمة للوصول إلى بعض أكثر القراء رقيَاً بين المسافرين. وتتولى شركتي موتيفايت بابلشينج وسبافاكس إدارة الإعلانات. يرجى إتباع الروابط الموجودة في الأسفل للحصول على معلومات الاتصال ومزيد من التفاصيل. الأجواء المفتوحة "Open Skies" هي أحدى مجلات الرحلات التي تصدرها شركة طيران الإمارات والتي صوت لها قراء مجلة "اكسيكيتيف ترافيل" مرتين على أنها الأفضل عالمياً، مما يعكس تميز وتنوّع شريحة القراء الذين تصلهم مجلتنا. تحتوي المجلة على مقالات حول السيرة الذاتية لبعض الشخصيات الهامة والمثيرة بالإضافة إلى مجموعة من المقالات المتعلقة بالسفر والتكنولوجيا والصحة وقطاع الأعمال، وتنقسم المجلة إلى جزئين أحدهما باللغة العربية والآخر بالإنجليزية. تعرف على المزيد حول الإعلان في مجلة الأجواء المفتوحة "Open Skies" بورتفوليو "Portfolio" بورتفوليو هي مجلة متخصّصة في قطاع الأعمال متوفرة حصرياً لمسافري الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال. وتتضمن هذه المجلة بالأعمدة الخاصة والمقابلات والملفات التي تتناول موضوعات قطاع الأعمال إلى جانب آخر الأخبار الاقتصادية. تعرف على المزيد حول الإعلان في مجلة بورتفوليو "Portfolio" الإعلان في التلفزيون توفر الوسائل السمعية والبصرية على متن الطائرة بيئة "أحادية الخلية" فريدة من نوعها، متفوقة بذلك على الأشكال الأخرى من الوسائل السمعية والبصرية المعروفة. تلقى الخدمات الترفيهية في الأجواء شعبية كبيرة بين مسافرينا وتعتبر جزءاً لا يتجزّأ من تجربة السفر مع طيران الإمارات، وخير دليل على ذلك حصولها على جوائز سكايتراكس المتتالية لخطوط الطيران المتميزة، والتي حصدت طيران الإمارات معها بجائزة أفضل خدمات ترفيهية في الأجواء من العام 2005 وحتى العام 2008 على التوالي. يوفر الإعلان التلفزيوني في طيران الإمارات طريقة فعالة للوصول إلى الملايين من الأشخاص. تعرف على المزيد عن الإعلان في نظام التلفزيون في الأجواء
<urn:uuid:3eb79afb-5028-4af1-9f64-e16d3b72d670>
CC-MAIN-2015-32
http://www.emirates.com/ma/arabic/about/inflight_advertising.aspx
2015-07-30T12:32:27Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042987174.71/warc/CC-MAIN-20150728002307-00036-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.908993
Arab
274
{"arb_Arab_score": 0.9089934229850769, "ary_Arab_score": 0.038765132427215576, "ars_Arab_score": 0.02893334999680519}
الى اصدقاء الموقع من الذين خاضوا في عدة دوائر اذا كان احدكم قد عمل ضمن هذا المجال وهو تصميم وعمل دائرة ترددات عالية بحدود 38كيلو هرتز تعمل هذه الترددات على اخافة الحشرات والفئران ولكن الانسان لا يسمعها وهي تجعل المكان او البيئة غير مناسبة لمثل هذه الحشرات كالصراصير والجرذ والفار المشكلة اني اجريت اختبارات وكانت النتيجة عكسية فازداد الفار ولقيت مشكلة في التخلص منه على عكس ما تقول الدائرة من خلال الشرح والتقصي خلال النت عن شركات مصنعة لمثل هذه الاجهزة المنزلية المهمة فهل هناك سر ما في تصميم هذه الاجهزة واذا كان احد الاصدقاء في الموقع مهتم في هذا الموضوع ليراسلني لاعطيه ما عندي من تصاميم واذا كان متوفر مثل هذه الاجهزة في بلده فليحاول شراء واحد والتفاهم معه ينقل التكنولوجيا لي والله الموفق .
<urn:uuid:f30198b2-f152-4844-80f1-da6081cb9496>
CC-MAIN-2015-32
http://www.tkne.net/vb/t9884.html
2015-07-30T12:08:19Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042987174.71/warc/CC-MAIN-20150728002307-00036-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.882876
Arab
18
{"arb_Arab_score": 0.882875919342041, "ars_Arab_score": 0.06284674257040024, "ajp_Arab_score": 0.02008563093841076, "ary_Arab_score": 0.019846709445118904}
ماهو نظام المعلومات الجغرافية عبارة عن علم لجمع,وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الاخطأ), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني واحصائى), وعرضها على شاشة الحاسوب أوعلى ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية. وتساعد نظم المعلومات الجغرافية فى الإجابة على كثير من التسأولات مثل التى تخص التحديد (ما هذا) ,القياسات ( المسافات, والزاويا-الاتجاهات, والمساحات), والموقع (أين تقع مدينة صنعاء), والشرط (ماهى مدن الجمهورية التى عدد سكانها أكثر من 300000 نسمة), والتغير (ماهو التغير الذي حصل لمدينة صنعاء منذ عام 1980), والتوزيع النمطي (ماهى العلاقة بين توزيع السكان ومناطق تواجد المياه), وأنسب الطرق (ماهو انسب طريق بين مدينة حدة وصنعاء القديمة), والسيناريوهات (ماذا يحصل إذا زاد عدد سكان مدينة صنعاء 2000000 نسمة). لمحة تاريخية بنظرة تاريخية خاطفة نجد أن نظم المعلومات الجغرافية بداءت في كندا عام 1964 على يد روجر توملنسون ويلقب أحيانا بأب نظم المعلومات الجغرافية وخلال فترة السبعينيات زاد عدد الشركات المتخصصة في برمجيات نظم المعلومات الجغرافية وشهدت فترة الثمانينات زيادة في الميزانية المرصودة للهائيات الحكومية والشركات الخاصة لنظم المعلومات الجغرافية, وكذلك زيادة في عدد المتخصصين وانخفاض في أسعار أجهزة الحاسوب والبرمجيات. و شهدت حقبة التسعينيات تحسن في البرمجيات وإمكانية برنامج واحد القيام بأعمال كانت في الماضي تحتاج لأكثر من برنامج. وبتطور أجهزة الحاسوب خلال الألفية الثالثة بداْ استخدام الوسائط المتعددة وشبكة الانترنت وسوف تشهد الفترة القادمة ثورة في استخدام الخرائط المتحركة وذلك بفضل التحسن الملحوظ في أجهزة الحاسوب المحمولة يدويا ((Palm PC, الانترنت, والاتصال اللاسلكي(WAP). نظام المعلومات الجغرافي نظام المعلومات الجغرافي و المشتهر اختصارا ( GIS ) هو وسيلة أو أداة تعتمد على الحاسب (الكمبيوتر) لتوصيل و تحليل الأشياء التي توجد على الأرض و كذلك الأحداث التي تحصل عليها و تجمع تقنية المعلومات الجغرافية (GIS) بين عمليات قواعد المعلومات الشائعة مثل "البحث" و "التحليل الإحصائي" و بين الفوائد الفريدة التي تقدمها الخرائط من التصور و التحليل الجغرافي . و تميز هذه القدرات بين نظام المعلومات الجغرافي (GIS) و أنظمة المعلومات الأخرى و تجعله ذات قيمة عالية لشريحة واسعة من الجمهور و الشركات الخاصة لشرح الأحداث و تخمين ما سيحدث و فهم إستراتيجيات التخطيط الصحيح. إذا كنت تبحث في إنشاء مشروع تجاري جديد أو تبحث عن أحسن تربة لزراعة البرتقال أو تبحث عن أقصر الطرق لسيارة الإسعاف أو تبحث في المشكلات المحلية فإن جميعها لها عنصر جغرافي . و بذلك فإن نظام المعلومات الجغرافي (GIS) سوف يعطيك القوة لتكوين الخرائط و تكامل المعلومات و تصور السيناريوهات المختلفة و حل المشكلات المعقدة و تقديم الأفكار القوية و تطوير حلول ناجحة لم تكن ممكنة من قبل يعتبر نظام المعلومات الجغرافي (GIS) وسيلة تستخدم من قبل الأفراد و المنظمات و المدارس و الحكومات و الباحثين عن الفرص التجارية الخلاقة لحل مشكلاتهم جميعاً. تعتبر صناعة الخرائط و التحليل الجغرافي ليس جديدة ، و لكن نظام المعلومات الجغرافي (GIS) يقوم بعمل تلك المهمات أفضل و أسرع من الطرق اليدوية القديمة . قبل ظهور نظام المعلومات الجغرافي (GIS) مجموعة قليلة من الناس لديها المهارات اللازمة لإستخدام المعلومات الجغرافية للمساعدة في أخذ القرار و حل المشكلات و تقدر صناعة أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) اليوم بالبلايين من الدولارات و توظف مئات الآلاف من الناس عالمياً كما أنها تدرس في المدارس و الكليات و الجامعات في مختلف أنحاء العالم يتزآيد إهتمام و معرفة المحترفين في كل التخصصات بالمزايا التي يمكن الحصول عليها عند التفكير و العمل جغرافيا عناصر نظم المعلومات الجغرافي يجمع نظام المعلومات الجغرافي (GIS) بين خمسة عناصر أساسية ألا و هي جهاز الحاسب الآلي و البرامج التي تعمل عليها و البيانات التي تستخدم في الإدخال والإخراج والناس الذين يستخدمونها و الطرق الفنية المتبعة في عمليات التحليل واتخاذ القرار يخزن نظام المعلومات الجغرافي (GIS) المعلومات عن العالم كمجموعة من الطبقات الرئيسية و التي يمكن الاتصال بها جميعاً باستخدام الجغرافيا . لقد أثبت هذا المبداء السهل و لكنه فائق القوة و المتنوع أنه لا يقدر بثمن لحل المشكلات الحقيقية مثل متابعة شاحنات التوصيل المتعددة للشركة و تحتوي المعلومات الجغرافية إما على مرجع جغرافي واضح مثل خط الطول و العرض أو إحداثي الشبكة المحلية ، و إما تحتوي على مرجع ضمني مثل العنوان و الرمز البريدي . تستخدم عملية آلية تعرف بالترميز هي عملية آلية تستخدم لتكوين مراجع جغرافية واضحة (متعددة المواقع) من مراجع ضمنية (أوصاف مثل العناوين) . تسمح لك هذه المراجع الجغرافية في تحديد مزايا مثل موقع تجاري أو أحداث كالزلازل على سطح الأرض للتحليل. يتعامل نظام المعلومات الجغرافي (GIS) مع نوعين مختلفين جوهرياً من النماذج الجغرافية ألا و هي الكمية المتجهة و الصورة الممسوحة ضوئياً. باستخدام نموذج الكميات المتجه فإن المعلومات حول النقاط و الخطوط و المضلعات تشفر و من ثم تخزن كمجموعة من الإحداثيات السينية و الصادية ، و عليه فإن موقع نقطة ما يمكن و صفه بإحداثي سيني و صادي واحد . المواقع الخطية مثل الطرق و الأنهار يمكن تخزينها كمجموعة من إحداثيات النقاط . المواقع المضلعة (عديدة الأضلاع) مثل مواقع البيع يمكن تخزينها كإحداثيات حلقة مغلقة . و لذلك فإن نموذج الكمية المتجه شديد الفائدة في وصف المعالم المتقطعة و قليل الفائدة في وصف المعالم المستمرة التغير مثل نوع تربة أو تكلفة العلاج في المستشفيات . أما نموذج الصورة الممسوحة ضوئياً فيمكنها وصف المعالم المستمرة التغير . و تتكون الصورة الممسوحة ضوئياً من مجموعة من الخلايا الشبكية المتعامد كتصوير ورقة في آلة التصوير أو إرسال ورقة عبر الفاكس و كلا النموذجين لها مزايا و عيوب في تخزين المعلومات الجغرافية . و أنظمة المعلومات الحديثة لها القدرة على التعامل مع كلا النموذجين . بيانات نظام المعلومات الجغرافي ما هو نوع البيانات الخرائطية الذي أحتاجه ؟ إذا لم تكن ذو معرفة بالبيانات الخرائطية ، فكر أولاً كيف تريد أن تستخدم البيانات الخرائطية . يمكن مقابلة حاجة العديد من المشاريع بالأنواع الشائعة من البيانات الخرائطية التالية : خرائط القاعدة : و تشمل الشوارع و الطرق السريعة و الحدود و الأماكن البريدية و السياسة و الأنهار و البحيرات و الحدائق و العلامات البارزة و أسماء الأماكن . خرائط الأعمال و البيانات: و تشمل البيانات المتعلقة بالتعداد السكاني و الديموغرافية و تشمل منتجات المستهلكين و الخدمات المالية و العناية الصحية و العقارات و الاتصالات التلفونية و الاستعدادات للطوارئ و الجرائم و الإعلان و إنشاء الأعمال و النقل . خرائط البيئة و البيانات : و تشمل البيانات المتعلقة بالبيئة و الطقس و المخاطر البيئية و صور الأقمار الصناعية و الطبوغرافية و المصادر الطبيعية خرائط المراجع العامة : و تشمل خرائط العالم و الدول و البيانات الممكن أن تكون مؤسسة لقواعد معلوماتك . أجهزة الحاسب الالى شهدت السنوات الماضية تطورا ملحوظا فى مقدرات وحدات الحاسب الالى خاصة فى السرعة (2000 ميفاهرتز و أكثر), السعة التخزينية (120 قيقابايت وأكثر), و الذاكرة اللحظية ( 512 ميغابايت وأكثر). هذا التطور ادى إلى سرعة أنجاز كثير من عمليات التحليل المكاني فى وقت قصير. وكذلك بالنسبة لأجهزة الإدخال والإخراج أصبحت أكثر دقة وأكثر ألوانا وأصبح استخدام الوسائط المتعددة جزاء منها. واستخدام الوسائط المتعددة من تكامل صوت و صورة و فديو له أهمية خاصة فى فهم كثير من الظواهر الجغرافية. بالإضافة إلى التطور فى أجهزة الحاسب الالى نجد إن أسعارها قد انخفضت بكثير عما كان عليه فى الماضي . مبادئ نظام المعلومات الجغرافية مازالت الخرائط وسيلة هامة لإيصال الأفكار وتخطيط المشاريع وتنفيذها، فهي الأداة الأساسية لرسم الواقع كما نعيشه، أو كما نحب أن نعيشه. ولكن هذه الخرائط تتطلب زمناً طويلاً وجهداً شاقاً لرسمها، كما أنها ساكنة ولاتعكس التغييرات التي تطرأ من حولنا. ولذلك نلقي الضوء في هذه الدراسة على نظام المعلومات الجغرافية، وهو تقنية حاسوبية حديثة نسبياً، وأداة هامة للمهندسين ومتخذي القرار ومخططي المدن و أخصائيي البيئة والموارد الطبيعية. وونبين أنواع البيانات التي يعمل معها، والوظائف التي يقدمها، لإنشاء بيئة خرائط مبتكرة، زاخرة بالحياة. يُعرّف نظام المعلومات الجغرافية (Geographic Information System: GIS) بأنه نظام حاسوبي لجمع وإدارة ومعالجة وتحليل البيانات ذات الطبيعة المكانية. ويُقصد بكلمة مكانية (spatial) أن تصف هذه البيانات معالم (features) جغرافية على سطح الأرض، سواء أ كانت هذه المعالم طبيعية كالغابات والأنهار أم اصطناعية كالمباني والطرق والجسور والسدود. يستخدم مصطلح معالم للإشارة أيضاً إلى الظواهر الطبيعية والبيئية مثل المد والجزر والتلوث وغيرها. لكن هذا التعريف لا يعني أن نقيد استخدام نظام المعلومات الجغرافية بالمساحات الكبيرة، لأنه يمكن أن يستخدم في دراسة حيّ تكون المعالم الجغرافية فيه مؤلفة من عدد صغير من المنازل وشبكة الهاتف والكهرباء والمياه، أو في شركة واحدة تكون شبكة الحواسيب أحد المعالم فيها. الشكل (1): يجمع نظام المعلومات الجغرافية تقنيات سابقة، ورث عنها بعض وظائفها وخصائصها لعلك سمعت – اخى المستخدم – عن التطبيقات المشهورة لنظام المعلومات الجغرافية، مثل استخدامه في المواصلات لمعرفة أفضل الطرق بين موقعين في المدينة، أو استخدامه في مؤسسات الكهرباء لتوضيح مواقع مراكز التحويل وكيفية وصول الكهرباء إلى المناطق السكنية واكتشاف مصادر الأعطال بسرعة، أو استخدام الحكومات المحلية له في إدارة وتحديث حدود ملكية العقارات. لكن هذا النظام يمكن استخدامه تقريباً في أي شيء، فالتخطيط الجيد للخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم الابتدائي يمكن إنجازه عبر نظام المعلومات الجغرافية، لما يتمتع به هذا النظام من قدرة على تحليل توزّع السكان ودراسة كيفية وصولهم إلى تلك المراكز الخدمية، وبالإضافة إلى ذلك يزداد استخدام نظام المعلومات الجغرافية باطّراد في مساعدة الأعمال التجارية على تحديد أسواقها المرتقبة والاهتمام بزبائنها. يمكننا إذاً أن نُعرّف نظام المعلومات الجغرافية بأنه مجموعة من المبادئ والتقنيات المستخدمة لإنجاز أحد الهدفين التاليين أو كليهما: العثور على المواقع المناسبة لإنجاز هدف ما، اعتماداً على شروط ومعايير محددة، مثل العثور على أفضل موقع لإنشاء مطار، أو أفضل موقع لافتتاح مركز تجاري. ويمكن القيام بذلك باستخدام عدد من العمليات المنطقية. الاستعلام عن خصائص معالم الخريطة، مثل معرفة الكثافة السكانية لمنطقة إدارية، أو سرعة المركبة المسموح بها على طريق، أو اسم صاحب العقار. وتنجز هذه العمليات في الأغلب بالنقر على المعلم الجغرافي (المنطقة الإدراية أو الطريق أو العقار) فيقوم نظام المعلومات الجغرافية باستخراج سماته من قاعدة البيانات المرافقة ويعرضها. تخزّن بيانات نظام المعلومات الجغرافية في أكثر من طبقة (layer) واحدة، وذلك للتغلب على المشاكل التقنية الناجمة عن معالجة كميات كبيرة من المعلومات دفعة واحدة. وتستخدم بعض البرامج مصطلح theme أي موضوع بدلاً من طبقة، ولكنها في طريقها إلى العودة إلى استخدام مصطلح طبقة. إن التغلب على مشكلة في طبقة الطرق، مثلاً، أفضل من معالجتها في كامل النظام، وتعتبر هذه السمة أساسية في نظام المعلومات الجغرافية. قياساً على ذلك يتألف مشروع نموذجي لنظام المعلومات الجغرافية لقرية من عدة طبقات، تشمل أولها طبقة حدود ملكية الأراضي الزراعية، وتُمثل هذه الطبقة بمجموعة من المضلعات المغلقة، لأن المضلعات هي الشكل الهندسي الأنسب لتمثيلها، بينما تخصّص الطبقة الثانية لبيوت القرية، والثالثة للمراكز الحكومية كالمدارس والمستشفيات وتُمثل هاتان الطبقتان بمجموعة من المضلعات أيضاً. وتتضمن الطبقة الرابعة الآبار، وتُمثل بمجموعة من النقاط. في حين تضم الطبقة الأخيرة الطرق المارة في تلك القرية وتُمثل بمجموعة من الخطوط. الشكل (2): تتألف خريطة ضاحية سكنية في مشروع GIS من طبقة حدود العقارات (مضلعات فارغة بنية)، والمباني السكنية (مضلعات مصمتة زرق)، والمراكز الخدمية (مضلعات مصمتة حمر)، ، والطرق (خطوط زرق)، والهواتف العمومية (نقاط سود). يعرض GIS هذه الطبقات معاً ولكنه يتيح التحكم بكل طبقة على حدة. يمتلك نظام المعلومات الجغرافية إمكانيات خاصة لربط عدة طبقات من البيانات المكانية وتحليلها وإنشاء الخرائط التي تمثل نتائج ذلك التحليل، مثل ربط طبقة الأراضي الزراعية بطبقة الطريق المقترح إنشاؤها لاكتشاف أي الأراضي الزراعية تتأثر بمرور الطريق الجديدة فيها، والمساحة المطلوب شراؤها من المالك. أو ربط طبقة الأراضي الزراعية بطبقة الآبار لمعرفة عدد الآبار في كل أرض، واستخدام نتائج هذا الربط في دراسة تهدف إلى ضبط إجراءات ترخيص حفر آبار جديدة في القرية. البيانات المكانية والوصفية يتطلب فهم نظام المعلومات الجغرافية واستخدامه معرفة البيانات المكانية والبيانات الو صفية التي تؤلف قوام هذا النظام. تتضمن البيانات المكانية (Spatial Data) معلومات عن موقع وشكل المعالم الجغرافية وتخزن عادة في إحداثيات، كما يمكن أن تتضمن معلومات أخرى عن علاقات تلك المعالم بعضها ببعض، مثل علاقتي الجوار والاتصال. بينما تتضمن البيانات الو صفية وهي السمات أو الأوصاف (attributes) الخصائص المرتبطة بتلك المعالم، وتخزن في جداول منفصلة عادة. وهكذا تتألف البيانات المكانية للآبار في مثال القرية السابق من إحداثيات س و ع تمثلان موقع البئر، وتتألف البيانات الو صفية أو السمات من اسم المالك، ورقم الترخيص، وعمق البئر. ويتميز نظام المعلومات الجغرافية بقدرته على ضم البيانات المكانية والسمات معاً. الشكل (3): تتألف البيانات المكانية لطبقة الأشجار المعمرة في محمية طبيعية من جدول يتضمن رقماً فريداً وإحداثي س وإحداثي ع. أما السمات أو البيانات الوصفية فتتألف من جدول آخر يتضمن الرقم الفريد ذاته ونوع الشجرة وعمرها وارتفاعها (انظر الجدوليين التاليين). تمثَّل البياناتُ المكانية في نظام المعلومات الجغرافية عادة في هيئتين، أولاهما البيانات المتّجهة (vector data) وهي أشكال معرّفة هندسياً، وتتألف من النقاط والخطوط والمضلعات، وثانيتهما البيانات المتسامتة أو النقطية (raster data)، وهي الصور الجوية وصور الأقمار الاصطناعية، ويطلق عليها أيضاً بيانات الشبكة (grid data) لأنها مؤلفة من شبكة من الخلايا. ويمتلك كل نموذج من هذين النموذجين نقاط قوة ونقاط ضعف، ولذلك يجب اختيار أحد هذين النموذجين حسب طبيعة المشروع والبيانات المتوفرة، مع العلم بأن الصور كثيراً ما تستخدم كخلفية للبيانات المتجهة، ولا تكون في هذه الحالة جزءاً مهماً من بيانات مشروع نظام المعلومات الجغرافية. الشكل (4): يمكن تمثيل المنطقة (في الأسفل) ببيانات متجهة (vector) في أربع طبقات (في الوسط)، أو ببيانات متسامتة (raster) من 400 خلية في أربعة ألوان (في الأعلى). تكمن الفائدة الرئيسية في هيئة البيانات المتجهة في قدرتها على تمثيل المعالم الجغرافية تمثيلاً دقيقاً، وهذا يجعلها مفيدةً في مهام التحليل المكاني التي تتطلب تحديد المواقع بدقة، كما في التطبيقات الهندسية والمساحية. كما أن هذا النوع من البيانات يسمح بتعريف العلاقات المكانية بين المعالم، مثل علاقة الجوار بين عقارين وعلاقة اتصال شارع بآخر، أي إمكانية الانتقال من هذا الشارع إلى ذاك. ويعرف ذلك باسم الطوبولوجيا (topology)، وهي مهمة جداً في تحليل الشبكة مثل إيجاد أفضل الطرق بين موقعين في شبكة طرق معقدة. تعرّف طوبولوجيّة الطريق في البيانات المتجهة نقطة بدايته ونهايته، ما يسمح لنظام المعلومات الجغرافية بفهم معنى "على يمين ويسار الطريق". أما البيانات المتسامتة أو الصور فلا يمكنها تمثيل العلاقات الطوبولوجية بين المعالم الجغرافية، لأنها تتألف من شبكة من خلايا الصور أو البكسلات المنفصلة. ولكنها في المقابل مناسبة لتمثيل التدرّج أو التغيير المستمر في ظاهرة، مثل خريطة نوع التربة في الأراضي الزراعية، بينما تكون حدود التربة منفصلة عند تمثيلها في هيئة بيانات متجهة، لأن حدود المضلعات تكون واضحة وحادة. وتعتمد دقة هذا النوع من البيانات على حجم الخلية، وهو مساحة المنطقة من سطح الأرض الذي تمثله تلك الخلية، وكلما مثلت الخلية مساحة أصغر، كلما كان وضوح البيانات المتسامتة عالياً. ويمكن استخدام الصور الجوية وصور الأقمار الاصطناعية مباشرة في برمجيات نظام المعلومات الجغرافية القادرة على التعامل مع البيانات المتسامية. ولكن كلما زاد وضوح الصور كلما ازداد حجم الملف، وهذه إحدى المشاكل والقيود التي تحد من استخدام البيانات المتسامية. تعتمد مسألة اختيار هذا النوع أو ذاك من البيانات، إذاً، على طبيعة وهدف مشروع نظام المعلومات الجغرافية. ويتوقف نوع البيانات أساساً على طبيعة البيانات وحجمها وسهولة تحليلها والدقة المطلوبة. وعموماً تعتبر البيانات المتجهة اقتصادية، وتوفّر مستوى عال من الدقة، ولكن استخدامها في الحسابات الرياضية صعب نسبياً. ومن ناحية أخرى تميل بيانات الشبكة إلى استهلاك مساحات تخزين كبيرة، وتتميز بوضوح منخفض، لكنها أسهل أثناء تنفيذ الحسابات الرياضية. لا يستطيع نظام المعلومات الجغرافية تحليل المعلومات في خريطة، إذا لم تكن هذه البيانات في هيئة رقمية يستطيع الحاسوب قراءتها، وهي البيانات المتجهة أو البيانات المتسامية. لذلك تستخدم عدة طرق لتحويل الخرائط الو رقية إلى خرائط رقمية. يُستخدم الترقيم (digitizing) لإنشاء نموذج حاسوبي للخريطة الو رقية مؤلف من بيانات متجهة، وتنجز عملية الترقيم هذه بتتبّع معالم الخريطة بواسطة الفأرة أو القلم فوق سطح خاص لجمع إحداثياتها. كما يُستخدم المسح (scanning) أيضاً للحصول على بيانات متسامية من الخريطة الو رقية. يمكن استخدامها مباشرة، عندما يكون نظام المعلومات الجغرافية قادراً على تحليل البيانات المتسامية، أو استخدامها كخلفية للمشروع إذا كان يعتمد على بيانات متجهة. يمكن أيضاً تحويل البيانات المتسامية إلى بيانات متجهة باستخدام برامج خاصة للتحويل بين هيئتي البيانات هذه، وتسمى هذه البرامج باسم اختصاراً لعبارة Raster to Vector. الشكل (6): تحويل خريطة ورقية لمنطقة في مدينة حلب القديمة في سوريا ترقى إلى العام 1938، إلى خريطة رقمية في CAD ،GIS العام 1998، باستخدام برامج R2V. برمجيات نظام المعلومات الجغرافية تصنف برمجيات GIS في عدة أصناف وذلك تبعاً لطبيعة البيانات التي تستطيع التعامل معها، ومستوى الوظائف التي تقدمها، والبيئة التي تعمل فيها،. تعريفات GIS نظام معلومات جغرافية مجموعة منظمة من الحواسيب والعتاد والبرمجيات والبيانات الجغرافية والموظفين، مصممة لالتقاط وتخزين وتحديث ومعالجة وتحليل وعرض البيانات ذات الأساس الجغرافي. GPS نظام تحديد المواقع العالمي نظام مؤلف من أقمار اصطناعية وأجهزة استقبال، يستخدم لتحديد المواقع على الأرض. CAD التصميم بالحاسوب نظام مؤتمت لتصميم ورسم وعرض المعلومات ذات الأساس المتجهي (vector). Base Map خريطة الأساس خريطة تتضمن المعالم الجغرافية (الطرق، مثلاً) المستخدمة لتمثيل المواقع. أضاف نظام تحديد المواقع العالمي GPS إمكانية جديدة لتجميع البيانات المتجهة وهو نظام يعتمد على الأقمار الاصطناعية للحصول على إحداثيات النقطة الذي يقف المستخدم عندها بدقة قد تصل إلى أجزاء المتر، مع إمكانية تجميع البيانات الوصفية أو السمات مباشرة، وتخزينها في جداول سابقة التعريف، تنقل هذه الخرائط والجداول فيما بعد إلى الحاسوب، ويمكن تصديرها إلى معظم الهيئات الشائعة في نظام المعلومات الجغرافية. معالجة البيانات المكانية توفر برمجيات نظام المعلومات الجغرافية عدة وظائف تقليدية لمعالجة وتحليل البيانات المكانية، وهي استرجاع المعلومات، والقياس المكاني، والتراكب، والتوليد المكاني، وإنشاء الحريم (أو الحاجز) والممرات، وتحليل الشبكة، وإسقاط الخريطة، وتحليل نموذج التضاريس الرقمي. وسنلقي في هذه الدراسة نظرة سريعة على كل وظيفة من هذه الوظائف التي توضح أيضاً الأسباب التي جعلت من نظام المعلومات الجغرافية يزداد أهمية، يوم بعد يوم، في مساعدة صانعي القرار على اتخاذ قراراتهم بسرعة وحكمة: يستطيع المستخدم الحصول على المعلومات الخاصة بمعلم من معالم الخريطة من نظام إدارة قواعد البيانات الذي يحتفظ بتلك المعلومات، وذلك بالنقر على ذلك المعلم. وما يزيد من أهمية نظام المعلومات الجغرافية قدرته على إنشاء تقارير مخصّصة بالمعلومات التي يسترجعها المستخدم. يستطيع نظام المعلومات الجغرافية إنتاج خرائط موضوعية للمعالم الجغرافية، ويعني ذلك إظهار السمات أو البيانات الو صفية في أسلوب رسومي، ويؤدي تغيير مظهر المعالم إلى جعل المعلومات أكثر وضوحاً، بتغيير لون المعلم أو نمط الخط المرسوم به أو ترميزه برمز خاص، أو حتى كتابة إحدى قيم البيانات الو صفية لكل معلم من المعالم على الخريطة. يمكن مثلاً استخدام دوائر أكبر لترميز المدن ذات عدد السكان الأكبر، أو استخدام خطوط عريضة لترميز الطرق ذات الكثافة المرورية العالية، أو استخدام اللون الأزرق لترميز أنابيب المياه التي مر على تركيبها أكثر من 20 عاماً. الشكل (7): يستطيع نظام المعلومات الجغرافية استخدام سمة عدد السكان مثلاً من بين السمات لترميز الدول بالألوان المختلفة تبعاً لعدد السكان فيها، وتسمى هذه الخرائط بالخرائط الموضوعية. القياس المكاني (spatial measurement): يسهّل نظام المعلومات الجغرافية أداء القياسات المكانية، وقد تكون هذه القياسات بسيطة مثل قياس مسافة بين نقطتين وقياس مساحة مضلع أو طول خط، ويمكن أن تكون معقدة مثل قياس مساحة المنطقة المشتركة بين عدة مضلعات موجودة في عدة خرائط. التراكب (overlay): وهو إجراء هام في تحليل نظام المعلومات الجغرافية، ويتطلب تركيب طبقتين أو أكثر لإنتاج طبقة جديدة على الخريطة. مثال على التراكب: ينمو نوع من القمح المعدّل وراثياً أفضل ما ينمو في البيئة الجافة في فصول النمو الطويلة والتربة القلوية. فإذا توفرت بيانات كافية عن طول فصل النمو ونظام الرطوبة وقلوية التربة في منطقة زراعية مترامية الأطراف فما هو أفضل مكان لزراعة ذلكم النوع من القمح. الجواب: يمكن معرفة أفضل مكان لزراعة ذلك النوع من القمح بتركيب عدة طبقات (خرائط) لتلك المنطقة تُظهر أولاها المخزون المائي وتبين الأخرى طول فصل النمو، بينما تتضمن الثالثة معلومات عن درجة حموضة التربة (pH). ويستطيع نظام المعلومات الجغرافية اختبار تلك الطبقات معاً لإنشاء طبقة جديدة تمثل أجزاء محددة من المنطقة الزراعية تفي بكافة شروط التربة المناسبة لنمو ذلك النوع من القمح. التوليد المكاني (spatial interpolation): يمكن استخدام نظام المعلومات الجغرافي لدراسة خصائص التضاريس أو الشروط البيئية من عدد محدود من القياسات الحقلية. على سبيل المثال يمكن إنشاء خريطة الهطول المطري انطلاقاً من عدد محدود من القياسات المطرية المأخوذة في مواقع مختلفة على الخريطة، كما يمكن إنشاء خريطة التضاريس انطلاقاً من عدد محدود من قياسات الارتفاع في الخريطة. ومن البدهي أن تتوقف دقة البيانات المولّدة على عدد القياسات المأخوذة. الشكل (8): يستطيع GIS إضافة طبقة منحنيات التسوية بتوليدها آلياً من سمات في طبقة نقاط أخرى باستخدام وظيفة التوليد المكاني. إنشاء الحرم والممرات (buffer and corridors): إنشاء الحرم والممرات (buffer and corridors): يستعمل الحاجز – أو الحرم و الحريم كما يطلق عليه في المصادر العربية، والكلمة الصحيحة الحريم – عندما تعتمد عملية التحليل ومعرفة المنطقة التي سيشملها حدث ما على قياس مسافة محددة انطلاقاً من نقطة أو خط أو مضلع. وهكذا يستطيع نظام المعلومات الجغرافية إنشاء دائرة تمثل منطقة التخريب الناجم عن انفجار مصنع كيميائي بمعرفة نصف قطر التخريب ورسم دائرة بحيث يكون ذلكم المصنع في مركزها. الشكل (9): لا تسمح القوانين بافتتاح صيدلية في الموقع A لأن الصيدلية C لا تبعد عنها بالمسافة المطلوبة، ولكن الموقع B مناسب لذلك. يقوم GIS باكتشاف ذلك القرار بمفرده عبر عدة خطوات، ومن دون تدخل المستخدم. يستطيع نظام المعلومات الجغرافية معالجة مشاكل الشبكة المعقدة، مثل تحليل شبكة الطرق، لمعرفة زمن الرحلة بين النقطة أ والنقطة ب على الخريطة عند سلوك طريق ما، أو تحديد الطرق التي يمكن أن تقود إلى النقطة ب انطلاقاً من النقطة أ. ويمكن استخدام تحليل الشبكة في أمور أكثر تعقيداً، مثل تقديم النصيحة إلى شركة النقليات بشأن الطريق الذي يجب أن تسلكه شاحنات الشركة عندما تنقل البضائع إلى عدة أمكنة، وتوقيت انطلاقها واستراحتها الخ. ومن الأمور التي يمكن استخدام تحليل الشبكة فيها إصلاح أعطال شبكة الهاتف والكهرباء والمياه. يعتبر إسقاط الخريطة مكوناً أساسياً في فن صناعة الخرائط. والإسقاط نموذج هندسي يقوم بتحويل مواقع المعالم على سطح الأرض الكروية ثلاثية الأبعاد إلى ما يقابلها من مواقع على سطح الخريطة ثنائية الأبعاد. وبما أنه من المستحيل إسقاط الشكل الكروي بدقة على مستو، فقد تصدت بعض أنواع الإسقاط للمحافظة على الشكل، بينما اشتهرت أنواع أخرى من الإسقاط بالمحافظة على المساحة أو المسافة أو الاتجاه. وتستخدم أنواع مختلفة من الإسقاط لأنواع الخرائط المختلفة لأن كل نوع من أنواع الإسقاط مناسب لاستخدام محدد. يستطيع نظام المعلومات الجغرافية بناء نماذج ثلاثية الأبعاد للموقع الجغرافي عندما يمكن تمثيل طبوغرافية هذا الموقع بنموذج بيانات (إحداثيات) س وَ ع وَ ص، يعرف باسم نموذج التضاريس أو الارتفاع الرقمي (Digital Terrain or Elevation Model)، ويشار إليه اختصاراً بالأحرف DTM أو DEM. تمثل بيانات س وَ ع مواقع على المستوي الأفقي، بينما تمثل ص ارتفاعات هذه المواقع. وكما يبدو في الشكل فإن هذه البيانات يمكن تمثيلها على شكل مصفوفة DEM (خلايا الشبكة) أو على شكل شبكة مثلثة غير منتظمة (Triangulated Irregular Network: TIN). الشكل (10): يستطيع GIS بناء نموذج التضاريس الرقمي من مجموعة من إحداثيات س و ع وص. ويمكن استخدام البيانات المشنقة من نموذج التضاريس الرقمي في تحليل الظواهر البيئية أو المشاريع الهندسية التي تتأثر دراستها بالارتفاعات أو الميول، كما في دراسات الغابات والطمي النهري. وتسمح إمكانيات الإظهار البصري في الحواسيب بعرض نموذج التضاريس الرقمي في شكل ثلاثي الأبعاد، من أية زاوية مطلوبة. مثال: يستطيع المهندسون المدنيون استخدام نموذج الارتفاع الرقمي لمعرفة أنسب الأساليب في حجب منشأ جديد عن التضاريس المحيطة (مثل منجم مفتوح)، وتقدير كمية الحجب الإضافي اللازمة لإخفاء المنشأة أو تقليل مستويات الضجيج الناجمة عنه. تطبيقات أنظمة المعلومات الجغرافية إن مصطلح GIS هو اختصار لعبارة "أنظمة المعلومات الجغرافية"، وفيما يلي نورد لكم في إيجاز بعض أهم ما توصف به أنظمة المعلومات الجغرافية : 1 – نظام حاسب آلي للتحكم، الحفظ، الاسترداد، التحليل والعرض للبيانات المكانية. 2 – سلسلة متكاملة من المكونات لإنشاء البيانات المكانية ومعالجتها وحفظها وإدارتها. 3 – توليفة منسقة من مكونات جهاز الحاسب الآلي والتطبيقات والبيانات الجغرافية والكوادر الفنية التي تتولى القيام بتكوين، حفظ، تحديث، معالجة، تحليل وعرض كافة تصنيفات المعلومات الجغرافية، حيث أصبح متاحاً باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية إمكانية بعمليات معالجة المعلومات الجغرافية وتتسم هذه العمليات بالتعقيد والصعوبة وتستهلك الكثير من الوقت. 4 – نظام لمعالجة وتحليل البيانات مبني على حزم من البيانات ذات بعدين موزعة مكانياً، وحزم البيانات هذه قد تشتمل على العناصر التي تشكل الخريطة نفسها عندما تتضمن بيانات ذات علاقة نوعية تخص منطقة ما ويتم تسجيلها على هيئة نقاط، خطوط، مضلعات، وغالباً ما تكون حزم البيانات هذه ذات علاقة كمية تمثل خلية في شبكة مستطيلة وتكون عادة على هيئة صورة وتعرف أيضاً بإسم نظام المعلومات المرمز جغرافياً. الخريطة الرقمية : الخريطة الرقمية هي تشكيل المعالم الخرائطية في صيغة تتيح حفظ قيم العناصر التي تكونها رقمياً على الحاسب الآلي ومعالجتها وعرضها وطباعتها، والخريطة الرقمية هي أيضاً قاعدة البيانات أو الملف الذي يحتوي على عناصر تتحول إلى خريطة عند معالجته وعرضه وطباعته بإستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية. الترقيم : الترقيم : الترقيم هو عملية تحويل خريطة ورقية مطبوعة إلى الهيئة الرقمية ليمكن قراءتها على الحاسب الآلي، وذلك بإدخال الإحداثيات الجغرافية للمعالم الجغرافية بإستخدام طاولة الترقيم أو تطبيقات خاصة على الحاسب الآلي، ويتم حفظ هذه الإحداثيات وعناصرها في قاعدة بيانات الخرائط التى ترسم بطريقة المتجهات الخرائط التي ترسم بطريقة المتجهات هي عبارة عن رسومات دقيقة تشتمل على ثلاثة عناصر هي (1) نقاط : يتم إستخدامها لتمثيل موقع أو معلم من المعالم التي يتم تثميلها على هيئة نقاط مثل آبار البترول، مواقع المدن، الخدمات والمعالم الهامة. (2) خطوط : تبدأ وتنتهي بشكل مستقيم أو منحنى ويتم إستخدامها لتمثيل الطرق، الحدود السياسية، الأنهار، …إلخ. (3) مضلعات : مضلعات مغلقة تمثل العناصر المكانية مثل الإقليم، المناطق الزراعية، البلكات السكنية والمناطق المعمورة، البحار، الحدائق، …إلخ. الخريطة التى ترسم بطريقة النقاط : الخريطة التى ترسم بطريقة النقاط : هي عبارة عن صورة أو رسم أصلي يمثل خريطة، والمكون الرئيسي للخريطة المرسومة بطريقة RASTER هي مربعات متناهية الصغر تسمى PIXELS وعادة ما يكون طول ضلعها عشر المليمتر مما يجعلها غير مرئية بالعين المجردة، ويتم الحصول على هذا النوع من الخرائط عن طريق عملية المسح الضوئي للخرائط المطبوعة أو مصورات الأقمار الصناعية والمصورات الجوية، ويعود المصطلح "نظام معالجة البيانات الصورية" للتطبيقات المتخصصة في معالجة وإدارة هذا النوع من البيانات. حلول انظمة المعلومات الجغرافية : حلول انظمة المعلومات الجغرافية : نتيجة للتطور والتقدم الكبير والمتسارع الذي يشهده مجال الحاسب الآلي والتصميمات الجرافيكية ونظراً للحاجة المتنامية لخفض التكلفة والجهد والوقت للتمكن من المنافسة في أسواق سريعة التقلب وشديدة المنافسة، وجدنا أنه من الضروري توفير حلول أنظمة معلومات جغرافية على مستوى عال من الدقة والشمولية لعملائنا من الجهات الحكومية والخاصة مما يؤدي لسرعة الحصول على المعلومات اللازمة وتحليلها لإجراء الدراسات والأبحاث ووضع الخطط، وذلك لمساعدة المسئولين وصانعي القرار والمخططين والإستشاريين في مهامهم التعامل مع الظروف الطارئة. ماهى الاستخدامات الممكنة لأنظمة المعلومات الجغرافية باعتبارها تقنية تستخدم على أجهزة الحاسب الآلي المكتبي والأجهزة الخادمة، أصبحت أنظمة المعلومات الجغرافية تتميز بفاعلية أكثر كما أصبحت منتشرة ومتاحة للجميع، وهناك عوامل عدة تشكل الاحتياج إلى أنظمة المعلومات الجغرافية، فهناك الحاجة المتنامية لأنظمة المعلومات الجغرافية لمواجهة ضغط النمو السكاني المتزايد ودراسة وتحليل إحتياجات السكان وتوظيف إمكانيات وقدرات الموارد البشرية، وكذلك تنظيم تطور ونمو النطاق العمراني للمدن القائمة والمدن الجديدة ومعالجة البنية الأساسية فيها وفقاً لأحدث الأساليب العلمية، وكذلك استكشاف مصادر الثروات الطبيعية وحصرها لتحقيق الاستفادة المثلي منها، كم أن تحديات العولمة والأوضاع الاقتصادية تحتم استغلال هذه الأنظمة والاستفادة منها لمسايرة الإيقاع البالغ السرعة للحركة الاقتصادية العالمية، وهلم جراً، وفي هذا السياق فإن استخدامات أنظمة المعلومات الجغرافية المتاحة لا حصر لها، حيث تعتبر أنظمة المعلومات الجغرافية واحدة من أهم التقنيات لتوظيف ونقل المعلومات. تم بحمد الله الدرس الاول النقاط الأساسية: - ما هو نظام المعلومات الجغرافية GIS - ما هو برنامج ArcView® GIS - ماذا في ArcView - ما هو نظام المعلومات الجغرافية المكتبي (Desktop GIS) - كيف يعمل نظام المعلومات الجغرافية المكتبي - مصطلحات تهمك ما هو نظام المعلومات الجغرافية GIS ليس هناك تعريف ثابت لنظام المعلومات الجغرافية (Geographic Information System)، بسبب تعدد التطبيقات والاختلاف الناشئ حول تحديد وتصنيف أهداف هذا النظام، ومن هذه التعاريف: - تعريف دويكر (DUEKER 1979): "نظام المعلومات الجغرافية هو حالة خاصة من نظام المعلومات تحتوي على قواعد بيانات تعتمد على دراسة التوزيع المكاني للظواهر والأنشطة والأهداف التي يمكن تحديدها في المحيط المكاني مثل النقاط والخطوط والمساحات، حيث يقوم نظام المعلومات الجغرافية بمعالجة البيانات المرتبطة بتلك النقاط أو الخطوط أو المساحات لجعل البيانات جاهزة لاسترجاعها من أجل تحليلها أو الاستعلام عن بيانات من خلالها". - تعريف باروغ (BURROUGH 1986): "نظام المعلومات الجغرافية هو مجموعة من رزم البرمجيات التي تمتاز بقدرتها على إدخال وتخزين واستعادة ومعالجة وعرض بيانات مكانية لجزء من سطح الأرض.". - تعريف مولر (MULLER 1991): "نظام المعلومات الجغرافية تفهم عادة بأنها عمليات تهتم بالخرائط كبيرة المقياس وتعتمد على مصادر مالية كبيرة، والتي تنتج بواسطة الحكومات والأقسام الإدراية والبلديات، حيث أن الهدف الأساسي منها هو دعم السياسيين والإداريين لاتخاذ قرارات متوازنة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والبشرية". ولكن التعريف التالي يجمع مكونات نظام المعلومات الجغرافية ووظائفه. فالمكونات المطلوبة لإنجاز مهام نظام المعلومات الجغرافية تتضمن مايلي: - الأشخاص: وهذا أهم مكونات نظام المعلومات الجغرافية. فالأشخاص يطورون الإجراءات ويعرّفون مهام نظام المعلومات الجغرافية. - البيانات: تؤثر دقة البيانات وتوفرها على نتائج أي استعلام أو تحليل. - العتاد: تؤثر إمكانيات العتاد على سرعة المعالجة وسهولة الاستخدام ونوع الخرج المتوفر. - البرمجيات: وهذا لا يتضمن برنامج نظام المعلومات الجغرافي فقط، ولكنه يتضمن برمجيات قواعد البيانات ورسوم التصميم بالحاسوب وهكذا. - الإجراءات: يتطلب التحليل طريقة معرّفة جيداً ومتماسكة لإنتاج نتائج صحيحة وقابلة لإعادة الإنتاج. راجع أيضاً: ما هو برنامج ArcView® GIS هو نظام معلومات جغرافية مكتبي مزوّد بواجهة رسومية سهلة الاستخدام، تسمح بتحميل البيانات المكانية (spatial) والجدولية (tabular)، ما يسمح بعرض البيانات كخرائط وجداول ومخططات بيانية. يزوّد ArcView الأدوات التي يحتاجها المستخدم للاستعلام عن البيانات وتحليلها وعرض النتائج في خرائط بجودة العروض التقديمية. يأتي برنامج ArcView GIS من شركة ESRI (اختصار لعبارة "معهد أبحاث أنظمة البيئة")، وهي شركة تقوم بتطوير برامج نظام معلومات جغرافية تغطي كافة المجالات، بدءاً بالمهام المكتبية لإعداد الخرائط وانتهاءً بالتطبيقات الكبيرة المستعملة في الأبحاث العلمية. الشكل (1): نافذة إقلاع ArcView. ماذا في ArcView - وظائف نظام معلومات جغرافية من الفئة المكتبية، مع واجهة تطبيقية سهلة الاستخدام. - إنشاء الخرائط الموضوعية. - إنشاء وتحرير البيانات. - التحليل المكاني. - التشفير الجغرافي (geocoding) للعناوين. - الوصول إلى قواعد البيانات الخارجية: يمكن باستخدام أداة التحكم SQL Connect® الاتصال بأنظمة إدارة قواعد البيانات العلائقية مثل ORACLE® و™SYBASE و™INGRES وMicrosoft® Access و™INFORMIX. - التخصيص باستخدام Avenue: يمكن تخصيص قوائم وأزرار وأدوات ArcView (أي تعديلها حسب الحاجة) باستخدام لغة البرمجة Avenue. امتدادات (برامج ملحقة) توفر وظائف نظام معلومات جغرافية إضافية: مثل كاتب التقرير (Report Writer) وقارئ التصميم بالحاسوب (CAD Reader) ومصمم صناديق الحوار (Dialog Designer) وأداة مفتاح الخريطة (Legend Tool)…الخ. الشكل (2): القوائم وأشرطة الأدوات. ما هو نظام المعلومات الجغرافية المكتبي هو نظام قوي لإعداد الخرائط، يعمل على الحواسيب المكتبية. وهو برنامج يربط المواقع بمعلومات عنها بحيث تتمكن من: - عرض المعلومات كخرائط. - تحليل المواقع. - العثور على المواقع المحتملة، بالاعتماد على مجموعة من المعايير. - عرض المعلومات البشرية في خريطة، وذلك لمعرفة أين توجد الأسواق وأين يعيش الزبائن؟ - دمج الخرائط مع معلومات مأخوذة من مصادر متعددة. تطوير الخرائط بسهولة. الشكل (4): يؤدي انتقاء سوريا على الخريطة إلى انتقاء السجل الخاص بها في جدول الصفات. كما يؤدي انتقاء ذلك السجل إلى انتقاء سوريا على الخريطة لأن معالم الخريطة مربوطة بصفاتها. معالم (features):الكائنات المعروضة على الخريطة، سواء الطبيعية أو الاصطناعية. لكل معلم موقع، وشكل يعرض من خلاله، ورمز يعرض واحدة أو أكثر من خصائصه. - صفات أو سمات (attribute): يخزن نظام المعلومات الجغرافية المعلومات المتعلقة بالمعالم في قاعدة بيانات ويربط هذه المعلومات بمعالم الخريطة. يشار إلى هذه المعلومات بالصفات أو السمات. يمكن أن تتضمن صفات المبنى اسم المالك ونوع المبنى والحجم ورقم رخصة البناء. - مواضيع (themes): وهي تماثل الطبقات في برامج التصميم بالحاسوب. وهي الوحدة التي تضم مجموعة من المعالم الشبيهة (الشوارع مثلاً) مع صفاتها. قاعدة بيانات نظام معلومات جغرافية (GIS Database): مجموعة المواضيع في منطقة جغرافية. الدرس الثاني النقاط الأساسية: - استكشاف نافذة التطبيق - مستندات ArcView - نافذة المشروع استكشاف نافذة التطبيق تتألف نافذة التطبيق من واجهة المستخدم الرسومية (GUI). ويمكن نقل وتحجيم وتصغير وتكبير هذه النافذة مثل كل النوافذ في برنامج ArcView. تتألف واجهة المستخدم من أدوات تحكم تدعى القوائم Menus (رقم 1) والأدوات (رقم 2) والأزرار (رقم 3) مرتبة في ثلاثة صفوف في أعلى نافذة التطبيق. يوفر شريط القوائم إمكانية الوصول إلى وظائف ArcView. ويوفر شريط الأزرار طريقاً مختصراً إلى الوظائف الأكثر استخداماً في البرنامج. بينما يحتوي شريط الأدوات على الأدوات التي تنجز المهام باستخدام الفأرة، وعندما تنقر على أداة من هذه الأدوات يتغير المؤشر تبعاً لهذه الأداة. تتألف نافذة التطبيق أيضاً من نافذة مشروع (project Window) واحدة. (رقم 4). وتعرض نافذة المشروع أسماء كل المستندات الموجودة في مشروع ArcView. يحظى كل نوع من المعلومات المستخدمة أثناء العمل في البرنامج بنافذة مستند (Document window) خاصة (رقم 5)، وتختلف واجهة المستخدم الرسومية تبعاً لنوع نافذة المستند النشطة. عندما تنقل المؤشر فوق خيار من خيارات قائمة أو زر أو أداة يعرض شريط الحالة (رقم 6) شرحاً فورياً عن الوظيفة التي يؤديها. كما يبين شريط الحالة المسافات والقدر المنجز من العمليات التي تستهلك وقتاً طويلاً نسبياً. الشكل (1): نافذة التطبيق في برنامج ArcView. مستندات ArcView يدعم ArcView مجموعة كبيرة من مصادر البيانات ويعرض كل منها في نافذة خاصة به تسمى نافذة المستند. وكما ذكرنا فإن واجهة المستخدم الرسومية تتغير تلقائياً تبعاً لنوع نافذة المستند النشطة، لتوفر الأدوات والأزرار والقوائم التي تحتوي على الوظائف المستخدمة مع هذا النوع أو ذاك من المعلومات. يمكنك في ArcView فتح عدة نوافذ معاً، ولكنك لن تستطيع العمل إلا على واحدة منها فقط، تسمى هذه النافذة بالنافذة النشطة أو الحالية. ويمكن جعل إحدى النوافذ نافذة نشطة بالنقر فوق شريط العنوان (المساحة الزرقاء في أعلى النافذة) أو بانتقائها من قائمة "النافذة" (Window). يعرض المشهد (view) مواضيع (themes) المعلومات المكانية، مثل الدول والتقسيمات الإدارية والمدن والأنهار والطرق والمدارس والعقارات والمصارف والفنادق. يعرض الجدول (table) المعلومات التي تصف المعالم (features) التي تشاهدها ضمن المشهد. مثل أسماء الدول والشوارع وعدد السكان وعدد الحسابات المفتوحة في مصرف ما. يُعتبر الرسم البياني (chart) وسيلة بصرية لتمثيل البيانات في الجدول. يسمح ArcView للمستخدم بإنشاء ستة أنواع مختلفة من الرسوم البيانية. يسمح التخطيط (layout) للمستخدم بدمج المستندات (مشاهد وجداول ورسوم بيانية) والعناصر الرسومية الأخرى في نافذة واحدة وذلك لإنشاء خرائط تقديمية عالية الجودة مناسبة للطباعة. النصوص البرمجية هي برامج تكتب بلغة برمجة تدعى Avenue. يمكن استخدام هذه اللغة لتخصيص الواجهة التطبيقية في برنامج ArcView ولأتمتة مهام GIS الشائعة ولإنشاء تطبيقات كاملة. تُنجز المهام في برنامج ArcView ضمن مشروع. والمشروع هو مجموعة من المستندات المترابطة التي تعمل معاً خلال جلسة العمل في ArcView. يمكن أن يحتوي المشروع خمسة أنواع من المستندات هي المشاهد والجداول والرسوم البيانية والتخطيطات والنصوص البرمجية. ينظم مشروع ArcView ويخزن حالة المستندات التي يحتويها، بما في ذلك الكيفية والمكان التي يتم عرضها فيه، ومجموعة الانتقاء الحالية ومظهر نافذة التطبيق. ويشبه حفظ المشروع عملية التقاط صورة لحالة ArcView لحظة حفظه. تُخزّن معلومات المشروع في ملف يدعى ملف المشروع (project window). وهو ملف بهيئة آسكي (ASCII) بالامتداد APR، مثل الملف asia.apr. تعرض نافذة المشروع في شريط العنوان اسم المشروع، وتسرد في لائحة خاصة أسماء كل مستندات المشروع وتستخدم كنقطة للعبور إلى كل المستندات في المشروع (الحالي طبعاً). الدرس الثالث النقاط الأساسية: - نظرة أقرب على المشاهد والمواضيع - العمليات الشائعة على المواضيع - نظرة أقرب على الجداول - نظرة أقرب على الرسوم البيانية - نظرة أقرب على التخطيطات - نظرة أقرب على النصوص البرمجية استخدام نظام التعليمات في ArcView نظرة أقرب على المشاهد والمواضيع يربط ArcView مجموعة المعالم (features) وسماتها في وحدة منطقية تدعى موضوعاً (theme)، ويتيح إدارة هذه الموضوعات في وحدة أكبر تدعى مشهداً (view). يمثل الموضوع مجموعة من كائنات العالم الحقيقي مثل الأنهار في العالم، مصحوبة بسماتها، مثل أسماء هذه الأنهار. ويمتلك كل موضوع اسماً خاصاً به، ويستخدم رمزاً واحداً أو أكثر لعرض معالمه. ويمكن عرض عدة مواضيع للمنطقة الجغرافية ذاتها في المشهد ذاته. يمثل الشكل التالي مشهداً يتضمن موضوع مدن العالم وموضوع الأنهار وموضوع البحيرات وموضوع الدول. الشكل (1): يتألف المشهد من أربعة مواضيع ظاهرة في جدول المحتويات . تتألف نافذة المشهد من جزئين هما جدول المحتويات (الجزء 1) وشاشة الخريطة (الجزء 2). يسرد جدول المحتويات المواضيع ويعرض مفاتيح الخريطة لكل منها، وتُظهر شاشة الخريطة المعالم الموجودة في كافة المواضيع. وتحتوي واجهة الاستخدام الخاصة بنافذة المشهد (الجزء 3) القوائم والأزرار والأدوات التي تُستخدم لإنجاز العمليات على المشهد والمواضيع. العمليات الشائعة على المواضيع يسمح البرنامج بتنفيذ عدة عمليات على المواضيع، ومن أكثر هذه العمليات شيوعاً تمكين الموضوع وتعطيله، وتفعيل الموضوع (active)، وتغيير ترتيب عرض (display order) الموضوع. تمكين وتعطيل الموضوع: لجعل الموضوع ظاهراً في المشهد يجب تمكين الموضوع وذلك بالنقر على مربعه في جدول المحتويات. بينما يؤدي النقر على مربع موضوع ظاهر مرة ثانية إلى تعطيله. وعندما يكون الموضوع ممكّناً يقوم ArcView برسمه في شاشة الخريطة، وعندما لا يكون كذلك لا يقوم ArcView برسمه في شاشة الخريطة. ومن المهم أن تعلم أن تعطيل الموضوع يؤثر على عرضه فقط، ولا يعني حذف المعالم الموجودة فيه. ومن المهم أن تعلم أيضاً أن ArcView لا يشترط أن يكون الموضوع ممكّناً قبل تنفيذ العمليات عليه. تفعيل الموضوع: تعمل معظم الوظائف على المواضيع الفعّالة فقط. عندما يكون الموضوع فعّالاً، فإنه يظهر مرتفعاً في جدول المحتويات. يعني هذا أنه يسمح بتنفيذ العمليات عليه. ويمكنك تفعيل الموضوع بالنقر عليه في جدول المحتويات. ولتفعيل أكثر من موضوع معاً، اضغط مفتاح Shift وانقر فوق المواضيع التي ترغب بتفعيلها. ترتيب عرض الموضوع: يرسم ArcView المواضيع بالترتيب بدءاً من الموضوع في أسفل جدول المحتويات، وانتهاءً بالموضوع في أعلى جدول المحتويات. ولتغيير ترتيب عرض أحد المواضيع، اجعل المؤشر فوق الموضوع في جدول المحتويات، واضغط ضغطاً متواصلاً بزر الفأرة الأيسر، ثم اسحب الموضوع إلى الموقع الجديد (إلى الأعلى أو الأسفل). نظرة أقرب على الجداول: يستخدم الجدول في ArcView لعرض البيانات الجدولية. ويحتوي الجدول معلومات وصفية عن المعالم في الخريطة مثل الدول والزبائن والعقارات موزعة في صفوف وأعمدة. ويعرّف كل صف أو سجل (record) كل السمات التابعة لمعلم واحد من معالم الخريطة. بينما يُعرّف كل عمود أو حقل (field) سمة واحدة لكل معالم الخريطة. الشكل (4): نافذة الجدول في برنامج ArcView، لاحظ واجهة الاستخدام الخاصة بالجداول. تسمح الجداول بالعمل على بيانات مأخوذة من مصادر متنوعة. وباستخدام ArcView يمكنك الوصول إلى أية مصادر للبيانات الجدولية. يمكن عرض المعلومات في الجدول، والاستعلام عنها، وتحليلها. وإذا كان الجدول يتضمن معلومات عن مواقع معالم ما (إحداثيات آبار النفط، أو عناوين الزبائن مثلاً)، فإنه يمكنك عرض هذه البيانات في المشهد مباشرة. تتضمن جداول المواضيع معلومات وصفية (سمات) عن المعالم الجغرافية في موضوع. ويمكنك الوصول إلى سمات الموضوع من المشهد مباشرة. يقوم ArcView تلقائياً بإدارة العلاقة بين المواضيع وجداول سماتها، بحيث لا يضطر المستخدم إلى تحميل هذه الجداول في ArcView بشكل منفصل، كلما قام بتحميل موضوع ما. نظرة أقرب على الرسوم البيانية: تُعتبر الرسوم البيانية أسلوباً بصرياً لعرض البيانات الجدولية. فهي تشير إلى جدول موجود في ArcView. ويحدد نوع الرسم البياني كيفية عرضه. الشكل (5): نافذة الرسوم البيانية في برنامج ArcView. يمكنك استخدام الرسوم البيانية لعرض السمات ومقارنتها والاستعلام عنها. فمثلاً يمكن النقر على أحد الجزء الأحمر من الرسم البياني الدائري لعرض المعلومات في السجل (صف كم جدول) الذي يشير إليه ذلك الجزء. تعتبر الرسوم البيانية ديناميكية لأنها تعرض تعكس الحالة الراهنة للبيانات في الجدول، ويؤدي أي تغيير في بيانات الجدول إلى عكسها تلقائياً في الرسم البياني. ويسمح ArcView للمستخدم باختيار نوع الرسم البياني من ستة أنواع موجودة هي الدائري (pie) والمساحي (area) والشريطي (bar) والعمودي (column) والخطي (line) و س ع المبعثر (xy scattered) يمكنك في مستند التخطيط ضم عدة مستندات ArcView مثل المشاهد والرسوم البيانية، وعدة مكونات أخرى مثل سهم الشمال ومفتاح الخريطة ومقياس الخريطة وشعار الشركة، وذلك لإنشاء خريطة ذات جودة طباعة عالية. فمثلاً يمكن أن يتضمن التخطيط مشهدين ورسماً بيانياً للمقارنة وسهم شمال لتوجيه الشخص الذي يقرأ الخريطة وعنواناً يخبره عن غرض إنشاء هذه الخريطة. الشكل (6): نافذة التخطيطات في برنامج ArcView. وبعد إنشاء التخطيط يمكن إرساله إلى طابعة أو راسمة، كما يمكن تصديره إلى هيئة ملفات رسومية أخرى لمعالجته في برنامج آخر، ويمكن أيضاً حفظ التخطيط كقالب للاستعانة به على إنشاء تخطيطات أخرى. نظرة أقرب على النصوص البرمجية: تشبه نافذة محرر النصوص البرمجية محررات النصوص الأخرى، ويستخدم لكتابة نصوص Avenue البرمجية. ونصوص Avenue البرمجية هي برامج تسمح للمستخدم بأتمتة المهام وإضافة إمكانيات جديدة إلى ArcView وبناء التطبيقات المختلفة. الشكل (7): نافذة النصوص البرمجية في برنامج ArcView. استخدام نظام التعليمات في ArcView: يعتبر نظام التعليمات في ArcView أداة ثمينة لتعلم البرنامج وإنجاز العمل، مثل أنظمة التعليمات في البرامج الأخرى. ويجعل نظام التعليمات من التنقل بين المواضيع وتتبع الخطوات والإرشادات عملية سهلة. كما يتضمن معجماً بمصطلحات ArcView ونظام المعلومات الجغرافية. يمكن الوصول إلى المعلومات المطلوبة بعدة طرق، هي استخدام لسان تبويب "المحتويات" (Contents) لاستعراض محتويات نظام التعليمات في ArcView وهي منظمة على شكل كتب. أو استخدام لسان تبويب "الفهرس" (Index) وكتابة كلمة تشير إلى الموضوع الذي ترغب بمعرفة المزيد عنه، حيث يقوم نظام المساعدة بعرض لائحة من المواضيع التي تتعلق بالكلمة التي كتبتها. أو استخدام لسان تبويب "البحث" (Find) للعثور على المواضيع التي ترد فيها كلمة أو عبارة محددة. الدرس الرابع النقاط الأساسية: - إنشاء المشاهد والمواضيع - أنواع المعالم في الموضوع - مصادر البيانات المكانية للمواضيع - مصادر أخرى للبيانات إنشاء المشاهد والمواضيع المشهد – كما تعلمت في الدروس السابقة – خريطة تفاعلية تعرض مواضيع themes (أي طبقات) المعلومات الجغرافية. ويمكن أن يتضمن المشروع عدة مشاهد تقوم بعرض مواضيع من مصادر متنوعة للبيانات. وهذه المشاهد العدة في المشروع قد تكون لمنطقة جغرافية واحدة (المملكة العربية السعودية)، أو لمناطق جغرافية متعددة (اليمن وسوريا وفلسطين). الشكل (1): يتضمن هذا المشروع ثلاثة مشاهد لمناطق جغرافية مختلفة. أما الموضوع فهو مجموعة متميزة من المعالم الجغرافية، كالدول أو الشوارع أو المباني أو الأنهار، مع سمات (أي أوصاف) هذه المعالم. ويمكن إنشاء المواضيع انطلاقاً من مصادر بيانات مختلفة، كالخرائط الرقمية (ملفات أوتوكاد مثلاً) والصور وملفات جداول البيانات. تمثل معالم الموضوع كائنات جغرافية باستخدام ثلاثة أشكال أساسية هي النقاط والخطوط والمضلعات. وكمثال على ذلك: يمثل الموضوع الطرق الرئيسية باستخدام الخطوط، والفنادق باستخدام النقاط، والدول باستخدام المضلعات. أنواع المعالم في الموضوع : تمثل المعالم كائنات من العالم الحقيقي. وتمتلك كل منها موقعاً، وشكلاً يمثلها (نقطة أو خط أو مضلع) ينتقى حسب مقياس الخريطة، ورمزاً (symbol) يساعد على تحديد هويتها والمعلومات المتعلقة بها. - تمثل النقاط الكائنات التي لها موقع مميز، وتكون أصغر من أن تمثل باستخدام المضلعات، كالآبار ومحطات القطار والمدارس. - تمثل الخطوط الكائنات التي لها طول، ولكنها أضيق من أن تمثل باستخدام المضلعات، كالطرق والأنهار والسكك الحديدية. تمثل المضلعات الكائنات الكبيرة، التي يصعب تمثيلها باستخدام النقاط والخطوط، مثل العقارات والحدود الإدارية بين المحافظات والدول. الشكل (1): يتضمن هذا المشروع ثلاثة مشاهد لمناطق جغرافية مختلفة. ثمة رموز خاصة بالنقاط، وأخرى خاصة بالخطوط وثالثة خاصة بالمضلعات: - يبدو رمز النقطة (علامة النقطة point marker) غالباً مثل المعالم التي تمثلها، فرمز المطار يمكن أن يكون على شكل طائرة صغيرة، ورمز محطة الوقود على شكل الجهاز المستخدم في ملأ الوقود. - يتضمن رمز الخط (نمط الخط line style) خطوطاً رفيعة أو ثخينة، مستمرة أو متقطعة، وفي عدة ألوان. يتضمن رمز المضلع (نقش تعبئة المضلع polygon fill pattern) ألواناً ونقوشاً تستخدم في تعبئة شكل المضلع. وقد يكون لهذه الألوان علاقة بطبيعة المعالم التي تمثلها، كاللون الأزرق عندما يستخدم في ترميز (symbology) المضلعات التي تمثل البحار. الشكل (1): يتضمن هذا المشروع ثلاثة مشاهد لمناطق جغرافية مختلفة. مصادر البيانات المكانية للمواضيع البيانات المكانية (spatial data) هي بيانات جغرافية تخزّن مواقع وأشكال المعالم الجغرافية، مع معلومات السمات التي تصف ما تمثله هذه المعالم. - ملف الأشكال (shapefile): هو هيئة ملفات ArcView تستخدم في تخزين مواقع وأشكال وسمات المعالم الجغرافية. ويمكن إنشاء ملفات الأشكال في ArcView انطلاقاً من البيانات المكانية لمواضيع موجودة، أو إنشاء ملفات أشكال فارغة بحيث تضاف إليها المعام فيما بعد باستخدام أدوات الرسم. يعرض ArcView ملفات الأشكال بسرعة، ويسمح بتحريرها. - التغطية (coverage): هي هيئة ملفات ARC/INFO، وهي هيئة شائعة الاستخدام في تطبيقات نظام المعلومات الجغرافية، ويمكن إضافتها إلى ArcView كموضوع. وحتى تتمكن من تحرير تغطية، عليك أولاً تحويلها إلى ملف أشكال. وسنناقش هذا لاحقاً. - يمكنك استعراض مكتبات (libraries) من ARC/INFO أو ArcStorm في ArcView بإضافة أي من طبقاتها كموضوع. - يمكنك إضافة ملفات التصميم بالحاسوب (CAD) باستخدام ملحق قارئ التصميم بالحاسوب (CAD Reader) في ArcView. وتستطيع باستخدام هذا الملحق إضافة موضوع جديد مبني على ملفات أوتوكاد بنوعيها DWG وDXF، وملفات مايكروستيشن (ملفات DGN في نسخة ويندوز فقط). يستطيع محرك قواعد البيانات المكانية (Spatial Database Engine: SDE) ، وهو من منتجات ESRI، استرجاع المعالم الجغرافية المخزنة في جداول قواعد البيانات العلاقيّة. ويمكنك باستخدام ملحق الوصول إلى قواعد البيانات (Database Access) عرض طبقة معالم SDE كموضوع. مصادر أخرى للبيانات يمكنك – بالإضافة إلى مصادر البيانات المكانية – إنشاء مواضيع في ArcView انطلاقاً من الصور وجداول البيانات. بيانات الصور: هي بيانات تعتمد على الخلايا (cells)، ويكون فيها لكل خلية أو بكسل (pixel) قيمة محددة. ومن الأمثلة الشائعة على هذا النوع من البيانات الصور الجوية وصور الأقمار الاصطناعية والصور الممسوحة (scanned) أي الصور الرقمية المأخوذة عن أوراق باستخدام الماسحة (scanner). يمكنك إضافة الصور إلى ArcView كمواضيع. مع العلم أن الصور غالباً ما تستخدم كخلفية لعرض البيانات المكانية الأخرى مثل المباني والطرق، أو لرسم هذه البيانات في موضوع بمساعدة الصورة. ويدعم ArcView هيئات الصور التالية: - TIFF وTIFF/LZW المضغوطة. - ERDAS وIMAGINE (باستخدام ملحق IMAGINE Image في ArcView). - BSQ وBIL وBIP. - Sun Rasterfiles. - BMP. - ملفات Run-length المضغوطة. - JPEG (باستخدام ملحق JPEG Image في ArcView). - Image Catalogs. - ARC GRID البيانات الجدولية: ويمكن أن تتضمن تقريباً أي نوع من المعلومات. وهي غالباً تتضمن بيانات وصفية (سمات) عن معالم الخريطة. وبإرفاق هذه البيانات في موضوع، يمكن توسيع البيانات الوصفية المتوفرة. قد تتضمن بعض الجداول معلومات عن مواقع المعالم، ويمكن في هذه الحالة عرضها في موضع مستقل مباشرة، مثل الجداول التي تتضمن بيانات إحداثيات (x وy) لمحطات الحافلات في المدينة. تم بحمد الله
<urn:uuid:29c18f3c-26f8-4244-a52d-990c8a9a6c78>
CC-MAIN-2015-32
http://houssembazmi.blogspot.com/2011/10/gis_09.html
2015-08-03T08:34:29Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989790.89/warc/CC-MAIN-20150728002309-00258-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.963228
Arab
75
{"arb_Arab_score": 0.9632282853126526, "ary_Arab_score": 0.012675576843321323, "arz_Arab_score": 0.010671681724488735, "ars_Arab_score": 0.010153045877814293}
من غير المرجح ان يتم التوصل لحل دائم لنزع العراق مع اقليمه كردستان حتى اذا افضت المحادثات الاخيرة بين الجانبين الى استئناف الصادرات النفطية من الاقليم شبه المستقل. وجرت العادة على نقل الخام الكردي إلى الأسواق العالمية عن طريق خط انابيب تسيطر عليه بغداد لكن الصادرات عبر هذه الوسيلة توقفت في ديسمبر كانون الأول الماضي بسبب خلاف بشأن المدفوعات للشركات النفطية التي تعمل في الاقليم الشمالي. واشتد الخلاف في مارس آذار عندما أقر البرلمان العراقي ميزانية البلاد لعام 2013 على الرغم من مقاطعة النواب الأكراد الذين انسحبوا احتجاجا على المقدار المخصص لهم من الميزانية. وعاد النواب الأكراد إلى بغداد أمس الإثنين في إطار اتفاق يشمل تعديل الميزانية وتشكيل لجنة لدراسة قانون النفط والغاز الذي لا يزال معلقا في البرلمان منذ سنوات بسبب غياب التوافق في الرأي بشأنه. وقال النائب الكردي محمود عثمان لرويترز “لقد كانت زيارة لكسر الجليد ولبدء مرحلة جديدة من المحادثات الجادة. “لم يتم التوصل بعد لاتفاق نهائي لاستئناف صادرات النفط من اقليم كردستان لكن بوسعي أن أؤكد أن كلا الجانبين يقتربان جدا من حل المشكلة في القريب العاجل.” وفي السنوات الاخيرة اغضب الأكراد الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة بتوقيع اتفاقيات وفقا لشروطهم الخاصة مع شركات النفط الدولية ومن بينها اكسون موبيل وتوتال وشيفرون كورب. وتقول بغداد انها وحدها لها الحق في السيطرة على استكشاف وتصدير رابع اكبر الاحتياطيات النفطية في العالم بينما يصر الأكراد على أن حقهم في فعل ذلك منصوص عليه في الدستور الاتحادي للعراق الذي وضع في اعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. ولم تسفر الجهود السابقة لحل الخلافات بين الجانبين عن شيء. وقال مصدر بصناعة النفط مقيم في كردستان “ابرمنا اتفاق بعد اتفاق ولا تحرك بشأن التنفيذ. لذلك فحتى اذا وقعنا اتفاقا فعلينا ان نكون متشككين استنادا الى التاريخ في انه سينفذ.” وحتى اذا جرى التوصل لتسوية فإن كردستان تتبع الفعل سياسة نفطية تزداد استقلالا وتبني المرحلة الاخيرة من خط انابيب خاص بها للتصدير في تحد لبغداد والولايات المتحدة التي تخشى في ان تعجل بتفكك العراق. وفي مؤتمر صحفي في اربيل عقب اللقاءات قال رئيس الوزراء الكردي نيجيرفان برزاني انه لا يتوقع دفن الخلافات مع بغداد “بين عشية وضحاها” وان الاكراد لديهم بدائل اذا لم تكلل المفاضات بالنجاح. واضاف “آمل ان نتمكن من حلها مع بغداد وهذا ما نفضله لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولدينا خيارات أخرى.” وقالت مصادر بوزارة النفط العراقية ان وفدا فنيا من حكومة اقليم كردستان بينهم مسؤولون في الشؤون المالية وشؤون الطاقة سيلتقون بنظرائهم في بغداد هذا الاسبوع. وقال مسؤول بالحكومة العراقية شريطة عدم الكشف عن هويته “المدفوعات النفطية للاقليم الكردي سيكون لها الاولوية في المحادثات قبل التوصل لاتفاق لاستئناف الصادرات ..هذه هي الرسالة التي تلقيناها من المسؤولين الاكراد.” ومن المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ايضا بزيارة الى كردستان الذي كانت آخر زيارة له للاقليم في 2010 مما أدى إلى “اتفاق اربيل” الذي مهد الطريق له لتشكيل حكومة اقتسام للسلطة بعد اشهر من الخلاف. وعلى الرغم من ان هذا الاتفاق لم يصمد شأنه شأن اتفاقات أخرى يقول الساسة والمحللون ان الظروف ربما تكون مواتية في الوقت الحالي للتقارب بين بغداد واربيل ولو على الأمد القصير على الاقل وربما حتى الانتخابات البرلمانية العام المقبل. وفي ظل مواجهتها انتفاضة من الأقلية السنية في العراقية فقد تكون حكومة المالكي التي يقودها الشيعة اكثر استعدادا لتقديم تنازلات للاكراد لتقوية موقفها. وقال مصدر بحكومة كردستان “شيعة العراق لا يمكن ان يقاتلوا على جبهتين في وقت واحد (السنة والاكراد) ومن مصلحتهم نزع فتيل أحدهما حتى ولو مؤقتا.” وقالت مصادر سياسية إن ايران الشيعية شجعت على الحوار في الفترة الأخيرة لتعزيز موقف المالكي في مواجهة آثار الصراع في سوريا حيث يخوض مقاتلو المعارضة واغلبهم من السنة للاطاحة بزعيم مدعوم من ايران. واعرب وثيق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية ومقرها بغداد عن شكوكه في امكانية التغلب على “تاريخ الشك” بين بغداد واربيل وقال ان الاتفاق سينهار بالتأكيد اذا شعر المالكي بأنه أقل ضعفا.
<urn:uuid:520fcd0d-9dd2-4b9e-8ce0-940911847fb2>
CC-MAIN-2015-32
http://www.cnbcarabia.com/?p=86680
2015-08-03T08:34:19Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989790.89/warc/CC-MAIN-20150728002309-00258-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.972561
Arab
44
{"arb_Arab_score": 0.9725605249404907, "ary_Arab_score": 0.020533356815576553}
الاستثمار الأجنبي المباشر هو صافي تدفقات الاستثمار الوافدة للحصول على حصة دائمة في الإدارة (نسبة 10 في المائة أو أكثر من الأسهم المتمتعة بحقوق التصويت) في مؤسسة عاملة في اقتصاد غير اقتصاد المستثمر. وهو عبارة عن مجموع رأس مال حقوق الملكية والعائدات المعاد استثمارها وغير ذلك من رأس المال طويل الأجل ورأس المال قصير الأجل، كما هو مبين في ميزان المدفوعات. وتوضح هذه السلسلة صافي التدفقات (صافي تدفقات الاستثمارات الجديدة مخصوماً منها الاستثمارات التي يتم سحبها) في البلد المعني من المستثمرين الأجانب. والبيانات معبر عنها بالقيمة الحالية للدولار الأمريكي. مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ـ دليل الإحصاءات وملفات البيانات، وصندوق النقد الدولي ـ الإحصاءات المالية الدولية.
<urn:uuid:326f4463-2ad4-490c-9870-1631bb9b3f0a>
CC-MAIN-2015-32
http://data.albankaldawli.org/indicator/BX.KLT.DINV.CD.WD/countries/1W-CA?display=map
2015-08-05T10:41:56Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438044160065.87/warc/CC-MAIN-20150728004240-00026-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.993774
Arab
502
{"arb_Arab_score": 0.9937736392021179}
تعلن كلية التقنية بالخرج ممثلة بمركز خدمة المجتمع والتدريب المستمر عن بدء التسجيل في الدورة التدريبية تحت عنوان ( الموارد البشرية ). وتشتمل عناصر الدورة على : أساسيات الإدارة ، إدارة الموارد البشرية وعلاقتها بالوظائف الإدارية ، تخطيط الموارد البشرية ، الاستقطاب والتعيين ، تنمية الموارد البشرية ، السلوك التنظيمي للموارد البشرية ، إدارة الوقت. نظام العمل والعمال ، تقييم الأداء وقياس العمل ، الاتجاهات الحديثة ، برمجة وظائف الموارد البشرية ، وتأتي الدورة ضمن سلسة البرامج والدورات التدريبية التي ينظمها المركز الهادفة لأثراء المعرفة وتلبية الاحتياجات التدريبية لمختلف الأجهزة الحكومية في الخرج إلى جانب القطاع الخاص بما يسهم في تطوير القوى العاملة الوطنية ويزيد من تأهيلها. ودعت الكلية الراغبين في التسجيل مراجعة مركز خدمة المجتمع والتدريب المستمر بمقر الكلية في حي المصيف شرق مدينة السيح ويمكن زيارة موقع المركز على الشبكة العنكبوتية www.cs-kst.com
<urn:uuid:8c0c187d-e0f2-40fb-8b5c-60f53c814528>
CC-MAIN-2015-32
http://www.tvtc.gov.sa/Arabic/TrainingUnits/CollegesOfTechnology/kct/MediaCenter/News/Pages/news_de20.aspx
2015-07-29T17:54:13Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042986615.83/warc/CC-MAIN-20150728002306-00123-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.998373
Arab
37
{"arb_Arab_score": 0.9983728528022766}
اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) { اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } كما صبر مَنْ قبلك من الرسل، فإن قولهم لا يضر الحق شيئا، ولا يضرونك في شيء، وإنما يضرون أنفسهم.{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } لما أمر اللّه رسوله بالصبر على قومه، أمره أن يستعين على الصبر بالعبادة للّه وحده، ويتذكر حال العابدين، كما قال في الآية الأخرى: { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } ومن أعظم العابدين، نبي اللّه داود عليه الصلاة والسلام { ذَا الْأَيْدِ } أي: القوة العظيمة على عبادة اللّه تعالى، في بدنه وقلبه. { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: رجَّاع إلى اللّه في جميع الأمور بالإنابة إليه، بالحب والتأله، والخوف والرجاء، وكثرة التضرع والدعاء، رجاع إليه عندما يقع منه بعض الخلل، بالإقلاع والتوبة النصوح.
<urn:uuid:4d41792c-f47b-425a-ba4f-db4738263050>
CC-MAIN-2015-32
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura38-aya17.html
2015-07-31T15:22:12Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988308.23/warc/CC-MAIN-20150728002308-00234-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.871987
Arab
34
{"arb_Arab_score": 0.8719870448112488, "arz_Arab_score": 0.06379956752061844, "ary_Arab_score": 0.020115017890930176, "ars_Arab_score": 0.017048096284270287, "aeb_Arab_score": 0.0115101533010602}
الاتصالات السعودية: احذروا مكالمات مدعي الفوز بالجوائز الوهمية جددت الاتصالات السعودية تحذيرها لعملائها من مكالمات محلية ودولية ترد من قبل أشخاص مجهولين يضللون العميل بانه قد فاز بجائزة مالية ، وللحصول عليها يتوجب عليه القيام بتحويل رصيد لرقم معين، أو إرسال رقم بطاقة تعبئة رصيد أو الكشف عن بعض المعلومات الشخصية مثل رمز التعريف الشخصي الخاص بتحويل الرصيد، أو رقم الحساب. واوضح المهندس نواف بن سعد الشعلاني مدير عام الشئون الاعلامية بمجموعة الاتصالات السعودية, أن مثل تلك المكالمات و التي قد حذرت الاتصالات السعودية منها سابقا, هي مكالمات مُضللة، وأنه يتوجب على العملاء محاربتها والوقوف ضدها وعدم الكشف عن معلوماتهم الشخصية لأشخاص غير معروفين عبر مكالمات هاتفية، أو رسائل نصية قصيرة, مضيفاً ان تحذيرات الاتصالات السعودية المتكررة جاءت, بعد بلاغات تلقتها من بعض عملاءها الذين تعرضوا فعليا لحالات استغلال من قبل متصلين مجهولين، ابتزوا منهم مبالغ مالية بمجرد انسياقهم واستجابتهم لمثل تلك الاتصالات التي وردتهم من منتحلين لشخصية مندوبي شركات. مؤكداً ان الاتصالات السعودية تتبع آلية واضحة وموحدة لترويج خدماتها واشهار عروضها التسويقية المقدمة للعملاء من خلال وسائل الاعلام المتاحة و المعروفة ، او من خلال الموزعين المعتمدين لديها والذين تم اختيارهم وفق ضوابط وشروط وضعت من قبل المجموعة لضمان عدم المزايدة بالأسعار أو خفضها او التلاعب بمصالح العملاء.
<urn:uuid:936a9fdb-1a5a-432f-bb0c-419c1227c560>
CC-MAIN-2015-32
http://www.ajel.sa/local/1174041
2015-08-02T16:23:53Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989142.82/warc/CC-MAIN-20150728002309-00002-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.904042
Arab
34
{"arb_Arab_score": 0.9040415287017822, "ars_Arab_score": 0.045786675065755844, "ary_Arab_score": 0.03460408374667168}
انقر هنا لمعرفة السبب وقت صلاة العصر متى ينتهي وقتُ صلاة العصر الاختِياريُّ بالتوقيت المعاصر (الساعات والدَّقائق) صيفًا وشتاءً - ولو بِالتَّقريب-؟ واصفِرارُ الشَّمس متَى نعرِفُه تَحديدًا؟ الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإنَّ وقت العصر يبدأُ إذا صار ظِلُّ كلّ شيءٍ مثلَه وينتهي بغروب الشمس، وبين هذيْنِ الوَقْتَيْن يوجدُ وقتُ اختِيارٍ لِصلاةِ العصر ووقتُ اضطِرار، فوقْتُها الاختِياريّ يستمرّ إلى أن يَصيرَ ظلّ كلّ شيء مِثْليْه؛ لحديث جابرٍ رضِيَ الله عنه في إمامة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عند البيت مرتين وفيه: "ثُمَّ جاءَه العصر، فقال: قُم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيءٍ مِثْله"... قال: "ثم جاءه العصر -يعني من اليوم الثَّاني- فقال: قم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيء مثليْه" إلى أن قال له: "ما بين هذين وقت" الحديثَ؛ (رواه الترمذي والنسائي). وذهبَ بعضُ أهلِ العلم إلى أنَّ وقتَ صلاةِ العصرِ الاختِياري ينتهي باصفِرار الشَّمس؛ لِما روى مسلمٌ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "ووقتُ العَصْرِ ما لم تصفرَّ الشَّمس". 4أمَّا وقتُ الاضطِرار فمِنِ اصفِرار الشَّمس إلى غُروبها، ولا يَجوز تأخير العصر إلى تِلك السَّاعة إلا لِلضَّرورة، فإنْ صلاها في ذلك الوقْتِ فقدْ أدَّاها في الوقت ولكن يأثَم إن كان التَّأخير لغَيْرِ عُذر. وقد وردَ في "صحيح مسلم" عنِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: "تلكَ صلاةُ المُنافق؛ يرقُب الشمسَ حتَّى إذا كانت بين قَرْنَي شيطانٍ قام فنقر أربعًا لا يذكُر الله فيها إلا قليلاً". قال النَّووي في شرح مسلم: "قال أصحابُنا: للعَصْرِ خَمسةُ أوقاتٍ: وقت فضيلة واختيار وجواز بلا كراهة وجواز مع كراهة ووقت عذر؛ فأمَّا وقت الفضيلة فأوَّل وقتها، ووقتُ الاختيار يمتدّ إلى أن يَصيرَ ظِلّ الشيء مِثْلَيْه، ووقتُ الجواز إلى الاصفِرار، ووقْتُ الجوازِ مع الكراهة حال الاصفِرار إلى الغُروب، ووقتُ العُذْر وهو وقت الظّهر في حقّ مَن يَجمع بين العصْر والظُّهر لسفرٍ أو مطر، ويكونُ العصرُ في هذه الأوقات الخمسةِ أداءً، فإذا فاتت كلُّها بغروبِ الشَّمس صارت قضاءً" انتهى. وأمَّا تَحديدُ وقت الاختِيار بالدَّقائِق والسَّاعات، فإنَّه يَختلف من بلدٍ إلى آخَر، ومن فصلٍ من فُصول السَّنة إلى آخر، وتَحديد ذلك للأفراد قد لا يكون ميسورا، وإن كان هذا العمل سهلًا لِهيئات الأرصاد في كلّ بلد، فالرجوع للعلامات أسهل فما دمت ترى الشمس بيضاء نقية فأنت في وقت اختيار، مع العلم أنَّ الواجب الاعتِماد على العلامات الشرعية في ذلك،، والله أعلم.
<urn:uuid:c1181918-0194-4798-874a-5854b3c35534>
CC-MAIN-2015-32
http://ar.islamway.net/fatwa/38341/%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1
2015-07-30T18:12:49Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042987552.57/warc/CC-MAIN-20150728002307-00007-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.974885
Arab
47
{"arb_Arab_score": 0.9748853445053101, "arz_Arab_score": 0.012296555563807487}
الحقوق المتروكة : الواقع المثالي بقلم ريشارد ستالمان كل قرار يقوم به الإنسان ينبع من قيمه وأهداف. و للناس أهداف وقيم مختلفة ؛ الشهرة الربح، الحب، البقاء على قيد الحياة، المرح، الحرية، و هذه ليست سوى بعض من الأهداف التي قد يمتلكها شخص جيد. عندما يكون الهدف هو مسألة مبدأ، فإننا ندعو تلك المثالية. الدافع وراء عملي في البرمجيات الحرة هدفا مثاليا : نشر الحرية والتعاون. أريد أن أشجع البرمجيات الحرة للتوسع، لتحل محل البرمجيات الاحتكارية التي تحظر التعاون، وبالتالي جعل مجتمعنا أفضل. هذا هو السبب الأساسي لكتابة رخصة جنو العمومية على هذا النحو —بمثابة حقوق متروكة. كل رمز يضاف لبرنامج يقع تحت غطاء الجي بي ال يجب أن يكون برنامج حر ، حتى إذا تم وضعها في ملف منفصل. أجعل برمجتي متوفرة للاستخدام في البرمجيات الحرة ، وليس لاستخدامها في البرمجيات المسجلة الملكية، من أجل تشجيع الآخرين الذين يكتبون البرمجيات لجعلها خالية كذلك. اعتقد انه بما أن مطوري البرمجيات الاحتكارية يستخدمون حقوق النشر لمنعنا من المشاركة ، نحن المتعاونين و باستخدام حقوق الطبع والنشر نعطي المتعاونين الأخرين ميزة خاصة بهم : انهم يمكنهم استخدام البرمجة الخاصة بنا ليس كل من يستخدم رخصة غنو العمومية لديه هذا الهدف. قبل سنوات عديدة، طلب من صديق لي إعادة إصدار برنامج متروكة الحقوق وفقا لشروط غير متروكة الحقوق، وتجاوب نوعاً ما مع هذا الطلب: “أعمال أحياناً على برامج حرة، وأحياناً على برامج احتكاريه—لكن عندما أعمال على برامج محتكرة، اتوقع أن يدفع لي.” كان على استعداد لتقاسم عمله مع المجتمع الذي يسهم البرماج ، ولكن لا يرى أي سبب لإعطاء صدقة إلى مصنعي المنتجات التجارية التي من شأنها أن تكون خارج المتطلبات لمجتمعنا. وكان هدفه مختلفا عن هدفي، لكنه قرر أن غنو جي بي إل كانت مفيدة للغاية لهدفهأيضاً. إذا كنت تريد تحقيق شيء في العالم ، المثالية ليست كافية، تحتاج إلى اختيار الأسلوب الذي يعمل على تحقيق هذا الهدف. وبعبارة أخرى ، تحتاج إلى أن تكون “واقعي.”. هل الترخيص عملي؟ دعونا ننظر في نتائجها. لننظر إلى جنو سي + +. لماذا لدينا مجمع سي + + مجاني؟ فقط لأن جنو جي بي إل قال انه يجب ان يكون حرا. وقد وضعت جنو سي + + من قبل كونسورتيوم الصناعة ، ومؤسسة تحدي الألفية، بدءا من مجمع جنو سي. مركز عملائي عادة يجعل عملها في الملكية كما يمكن أن يكون. ولكن جعلوا سي + + الواجهة الأمامية للبرمجيات الحرة ، لأن جنو جي بي إل قال إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن الإفراج عنها. سي + + شملت الواجهة الأمامية ملفات جديدة كثيرة ، ولكن منذ كان من المفترض أن تكون مرتبطة مع دول مجلس التعاون الخليجي، تتطبق ترخيص جي بي إل عليهم. الفائدة لمجتمعنا واضحه. لننظر إلى غنو هدف سي.أرادة نيكست في البداية جعل هذه الملكية الأمامية؛ واقترحوا لتحريرها كملفات .o ، والسماح للمستخدمين ربطها مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، هذا التفكير قد يكون وسيلة حول.متطلبات الترخيص. لكن محامينا قال أن هذا لن يمحي المتطلبات، وأنه كان غير مسموح به. وبالتالي جعلوا برمجة سي الوجهة الاماميه للبرامج الحرة. هذه الأمثلة حدثت قبل سنوات، ولكن رخصة غنو العمومية لا تزال تجلب لنا المزيد من البرمجيات الحرة. العديد من مصطلحات برمجة غنو تغطى من قبل غنو الصغرى رخصة جنو العمومية، ولكن ليس كلها. مصطلح واحد من غنو يغطيه رخصة غنو العمومية العادية هو ريدلاين، الذي ينفذ الأوامر خط التحرير. وجدت مرة برنامج غير حر و كان مصمم ليستخدم ريدلاين، وقلت للمطور أن هذا غير مسموح بذلك. كان بإمكانه أخذ الأوامر من خط تحرير البرنامج ، ولكن ما فعله كان فعلا إعادة الإصدار بموجب ترخيص جي بي ال. الآن هو من البرمجيات الحرة. المبرمجين الذين يكتبون إدخال تحسينات على جمع محول غنو (أو ايماكس، أو باش، أو لينكس، أو أي برنامج تحت الجي بي إل) غالباً ما يوظفون من قبل الشركات أو الجامعات. عندما يريد المبرمج رد تحسينات للمجتمع، ونرى رمزه في الإصدار التالي، قد يقول رئيسه،, “توقف عندك—هذا الرمز الخاص ينتمي لنا! نحن لا نريد لتشاركه؛ قررنا تحويل إصدار الجديد إلى منتج برمجيات احتكارية ". هنا تأتي رخصة جنو للانقاذ. يظهر المبرمج لرئيسه أن هذا المنتج من البرمجيات الاحتكارية سيكون متعدي على حق المؤلف، و يدرك الرئيس أن ليس لديه سوى خيارين : الافراج عن رمز جديد تحت البرمجيات الحرة ، أو لاشيء على الاطلاق. دائما تقريبا انه يتيح للمبرمج يفعل ما أراد أن يفعل، ويطلق البرنامج تحت إصدار جديد مقبل. ليست رخصة غنو السيد الطيف. تقول لا لبعض الأمور التي يريد أن يرتكبها الناس. يوجد مستخدمين يقولون أن هذا شيء سيئ— أن ألجي بي ال “تستبعد” بعض مبرمجي البرامج الملكية “الذين تحتاج خبرتهم في مجتمع البرامج الحرة.” ولكننا لسنا نستبعدهم من مجتمعنا، بل هم يختارون عدم الدخول. قرارهم جعل البرمجيات الاحتكارية هو قرار على البقاء بعيدا عن مجتمعنا. أن تكون في مجتمعنا يعني الانضمام و التعاون معنا، ونحن لا يمكن أنt “أن نضمهم إلى مجتمعنا” اذا كانوا لا يرغبون في الانضمام. ما يمكننا فعله هو أن نقدم لهم حافزاً للإنضمام. إن رخصة غنو جي بي ال مصممة لقيام وضع تحفيز من برامجنا الحالية “إذا قررت أن يكون برنامجك حر، يمكنك إستخدام هذا الرمز” أكيد، لن يربحهم جميعهم، لكن يربح بعض الوقت. تطوير برمجيات الملكية لا يسهم في مجتمعنا، ولكن المطورين غالبا ما يرغبون نشرات منا. يمكن لمستخدمي البرمجيات الحرة في تقديم تنازلات مجانية مطوري البرمجيات للاعتراف بين—التقدير والامتنان—، ولكن يمكن أن يكون مغريا جدا عندما يخبرك التاجر “اتركوا لنا وضع الحزمة الخاصة بك في برنامجنا الملكية، وسيتم استخدام البرنامج من قبل العديد من الآلاف من الناس!” يمكن أن يكون الإغراء قوي ، ولكن على المدى البعيد ونحن جميعا أفضل حالا إذا قاومناه. الإغراء والضغط هما أصعب تجاوزهم عندما يوجهنا مباشرة، عبر منظمات البرامج أحرى التي تبنت قرار إنتباه من البرامج الملكية. إن كونسورتيوم أكس (والذي بعده، الفريق المفتوح) يقدم مثالاً : ممولين من قبل الشركات التي صنعت برامج ملكية، يطمحون عبر الوقت أن يقنعون المبرمجين عدم إستخدم البرامج الحقوق المتروكة. عندما حاول الفريق المفتوح أن يجعل برنامج X11R6.4 غير حر,،الذين منا حاربوا هذا الضغط كانوا سعيدين أنهم قاموا بذلك في أيلول 1998 بعد عدة أشهر من صدور X11R6.4 تحت توزيع غير حر, قام الفريق المفتوح بعكس قراره و قام بإصدار البرنامج تحت ذات عدم البرامج الإحتكارية الرخصة الحرة التي استخدمت X11R6.3. شكراً للفريق المفتوح— لكن هذا العكس لا يعكس الخلاصات التي توصلنا إليها عن حقيقة إضافة المحدودات كانت ممكنة . بأسلوب عملي ، التفكير حول الأهداف الأكبر الطويلة الأجل وتعزز إرادتك لمقاومة هذا الضغط. إذا ركزت عقلك على الحريةو المجتمع إنه يمكنك البناء من خلال البقاء حاسماً، وسوف تجد القوة للقيام بذلك. “ الوقوف لشيء، أو سوف تقع لأي شيء.” وإذا كانت الحرية سخرية الساخرين، سخرية المجتمع…إذا “الواقعيين الشاقين” يقولون أن الربح هو المثالي الوحيد…تجاهلهم، واستخدام الحقوق المتروكة. تم نشر هذا المقال في البرمجيات الحرة، المجتمع الحر : المقالات المختارة لريتشارد ستالمان.
<urn:uuid:f03129c1-c83d-4340-8bf2-d2466cb6f853>
CC-MAIN-2015-32
http://www.gnu.org/philosophy/pragmatic.ar.html
2015-07-30T18:29:53Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042987552.57/warc/CC-MAIN-20150728002307-00007-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.94154
Arab
52
{"arb_Arab_score": 0.9415402412414551, "ary_Arab_score": 0.03153815120458603, "ars_Arab_score": 0.014476004056632519}
فجوة الفقر عند خط الفقر في المناطق الحضرية هو متوسط التحدر أسفل خط الفقر (بحساب أن غير الفقراء ليس لديهم مستوى تحدر)، معبراً عنها كنسبة مئوية من خط الفقر الوطني في المناطق الحضرية. يعكس هذا القياس عمق الفقر وانتشاره. الفريق العامل المعني بأوضاع الفقر في العالم. تستند البيانات إلى تقييمات البنك الدولي لأوضاع الفقر في البلدان المعنية والإستراتيجيات القطرية لتخفيض أعداد الفقراء.
<urn:uuid:e5df1e84-549a-4286-9a8a-bad9ac329f2b>
CC-MAIN-2015-32
http://data.albankaldawli.org/indicator/SI.POV.URGP/countries/EG?display=graph
2015-07-30T00:06:43Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042986806.32/warc/CC-MAIN-20150728002306-00094-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.998815
Arab
419
{"arb_Arab_score": 0.9988147020339966}
من كان روميل حقا؟... سؤال ما يزال يحير العديد من علماء التاريخ. فما بين مقاوم مقاتل وتابع لهتلر تتذبذب الآراء حول الرجل الذي لقب بثعلب الصحراء، والذي أعيد النقاش حوله بعد فيلم تلفزيوني يتناول سيرة حياته. شمال فرنسا، 09 يوليو/ تموز 1944: حديث على مستوى عال يدور بين الضابط سيزار فون هوفاكر والمارشال إرفين روميل. ينتمي هوفاكر إلى دائرة منفذي خطة 09 يوليو/ تموز 1944، والتي كانت تسعى لاغتيال هتلر. حاول هوفاكر أن يستميل روميل إلى صفه وقال له:" هل يمكنك أن تناضل من أجل ألمانيا؟" ويرد روميل:" لكني أناضل من أجل ألمانيا." فيستدرك هوفاكر بدقة أكثر:" أقصد من أجل ألمانيا أخرى، وقيادة أخرى". في هذا المشهد من الفيلم لم يتم التطرق عن قصد لإجابة روميل. يطرح الفيلم سؤالين محوريين في حياة المارشال روميل: هل اشترك المارشال في خطة محاولة اغتيال هتلر في 20 يوليو/تموز 1944؟ وما موقف روميل من رجال المقاومة العسكرية التابعة للضابط كلاوس فون شتاوفنبيرغ؟ للإجابة عن السؤالين قضى علماء التاريخ عقودا. في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عُرض فيلم يتناول سيرة روميل على التلفزيون الألماني الأول (ARD). وقد استطاع الفيلم أن يحقق 6.4 مليون مشاهد، وهو رقم قياسي في ذلك المساء. بعض وسائل الإعلام مدحت الفيلم واعتبرته" وثائقيا دقيقا" بينما انتقدت وسائل إعلام أخرى البعد الإنساني المبالغ فيه في شخصية روميل، والذي تم تقديمه في الفيلم. أما على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" فقد اختلفت التعليقات من "دعاية للنازية" إلى " فيلم ممتاز". كانت العلاقة التي تربط هتلر وروميل مطبوعة بالإعجاب المتبادل اختلاف حول عملية اغتيال هتلر هل كان روميل تابعا لهتلر كما أظهره الفيلم؟ " نعم، الفيلم يظهر تأويلا محتملا لشخصيته" ،يقول طوماس فوغل عالم متخصص من مكتب الأبحاث المتخصص في التاريخ العسكري في مدينة بوتسدام. ويتابع فوغل:" كان من الممكن أن يتم تناول شخصيته بشكل أكثر سلبية، فقد ظل روميل لسنوات معجبا بهتلر". إذاً هناك تأويلات متعددة لشخصية روميل وليس واحدة، وكلها لا تتوفر على أدلة على صحتها. ويضيف فوغل: "حتى الجوانب الإيجابية كقربه من المقاومة كان من الممكن أن تكون لها تأكيدات أيضا". وحسب فوغل لم يشترك روميل في مخطط اغتيال هتلر" لكن رجال شتاوفنبيرغ اتصلوا به باعتباره شخصا متفتحا. وتصريحات كثيرة تؤكد فرضية أنه وضع نفسه تحت إمرة الثائرين في حال نجاح عملية الاغتيال". وكما هو معروف فقد فشل مخطط اغتيال هتلر وأعدم الضباط والجنرالات المشتركين في العملية. أما روميل فقد أقدم على الانتحار في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك بسبب شك في تواطئه في العملية. روميل في خدمة الدعاية النازية حتى بعد نهاية الحرب استمرت أسطورة روميل لقد امتد مسار روميل من البطولة إلى التواطؤ في اغتيال هتلر، الذي كان يعتبره جنراله المفضل. لقد وصفت الدعاية النازية روميل ببطل الحرب وقائد حملة رائعة في شمال افريقيا ضد البريطانيين والأمريكيين. وكان الانتحار القسري نهاية مسار لا مثيل له في الرايخ الثالث. يقول طوماس فوغل:" لقد كانت العلاقة التي تربط هتلر وروميل مطبوعة بالإعجاب المتبادل". لقد كان روميل يُرجع الفضل إلى هتلر في صعوده الصاروخي في الرايخ الثالث. أما البعد الإجرامي للإيديولوجيا النازية، فقد كان يتغاضى عنها. وكان هتلر يعتبره رجلا شجاعا وابن الشعب، وهو الأمر الذي كان يخدم الدعاية النازية أيضا. كما خدم روميل الدعاية النازية في وقت كان النازيون قد بدأوا فيه القتل الجماعي الممنهج لليهود في أوروبا. غير أن روميل بدأ يأخذ مسافة من هتلر في وقت متأخر. وقد قالت عالمة التاريخ والمتخصصة في روميل كورنيليا هيشت:"التحول الحقيقي لروميل في تقييمه لهتلر والنازية بدأ ما بين اجتياح النورماندي في 6 من يونيو/ حزيران ومنتصف يوليو/ تموز 1944. وقد قال في أحد أحاديثه:" من هم فوق ليسوا نظيفين". استمرار الأسطورة قال روميل:" من هم فوق ليسوا نظيفين". حتى بعد نهاية الحرب استمرت أسطورة روميل. ففي الجمهورية الاتحادية الألمانية تم تسمية بعض الثكنات العسكرية باسم "روميل" باعتباره رمزا "للدفاع النقي" ، "وهو الذي أضفى شرعية أخلاقية على تأسيس الجيش الألماني في الخمسينات" كما يقول طوماس فوغل. وفي انجلترا تم تمجيد روميل باعتباره " الخصم المثالي"، وهو الأمر الذي كان أسهل من تفسير الهزيمة في شمال افريقيا. تقول عالمة التاريخ كورنيليا هيشت عن روميل:" لقد كان روميل من جانب محط فخر هتلر والنازية ومن جانب آخر كان يمثل اللامبالاة الأخلاقية". في نهاية الفيلم يحمل جنديان روميل إلى بيته بعد تناوله للسم، وبوجه متحجر يودع زوجته وابنه ويقول لهما:" خلال ربع ساعة سأكون ميتا". لقد كان يبدو وكأنما كان ينبغي عليه تحمل مسؤولية التشارك مع هتلر. DW.DE
<urn:uuid:272e303c-a080-4ea8-a8d4-7b596d7622d8>
CC-MAIN-2015-32
http://1janeere.blogspot.com/2012/11/blog-post_2093.html
2015-07-31T21:25:02Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988312.76/warc/CC-MAIN-20150728002308-00205-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.889311
Arab
36
{"arb_Arab_score": 0.8893110156059265, "ary_Arab_score": 0.048034604638814926, "arz_Arab_score": 0.02969970926642418, "ars_Arab_score": 0.018377721309661865, "aeb_Arab_score": 0.011661697179079056}
[ قراءة: 13581 | طباعة: 438 | إرسال لصديق: 0 | عدد المقيمين: 9 ] السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيراً على إتاحة الفرصة لي لاستشارتكم في موضوعي: عندي بقعٌ بيضاء تنتشر بكثرة في الكتفين والظهر، وذهبت لدكتور جلدية فقال لي بأنها (تينيا)، وأخذت علاجاً وصفه لي الطبيب ولكن لم يأتِ بفائدة، وأود أن تذهب هذه البقع، فهل لديكم علاج لهذه الحالة؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Doaa حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فاعتماداً على تشخيص زملائنا الأطباء سنعتبر أن ما عندكِ هو (تينا) أي فطريات الجلد، والنوع الذي يصيب هذا الموضع حسب الوصف هو النخالية المبرقشة، فالنخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون، وتشبه البودرة، وتكون واضحة أكثر بعد سحجها بالظفر، وهي تأخذ أشكالاً عديدة ومتنوعة ومختلفة، وتنتشر إن لم تُعالج، وتكثر في الفصول الحارة، وعلى البشرة الدهنية، وتشخص بالفحص المجهري المباشر، ورؤية ما يسمى بالخيوط الفطرية والبذور، وأما عن علاجها فتعالج الحالة الفعَّالة بمضادات الفطريات الموضعية إن كانت خفيفة أو متوسطة مثل (البيفاريل كريم) أو (الكانستين كريم) بمعدل مرتين يومياً وإلى أن تختفي، وقد يطول ذلك إن توافرت الظروف الملائمة لاستمرارها، أو تعالج بالحبوب الفموية مثل (السبورانوكس) إن كانت شديدة، وذلك بأخذ حبتين يومياً ولمدة أسبوع واحد فقط ولكن تحت إشراف الطبيب. وأما البقع البيضاء التالية للنخالية والتي لا يوجد فيها بودرة فتُعالج بمحرضات التصبغ، وعلى رأسها التعرض للأشعة فوق البنفسجية بمراكز خاصة، أو بالتعرض الدوري المتزايد لأشعة الشمس، علماً بأن المرحلة التي فيها قشور هي معدية، والمرحلة التي ليس فيها قشور ليست معدية، والعلاج فيها يكون لأسباب تجميلية فقط، وقد يعود اللون تلقائياً، ولكن بعد فترة يتفاوت بين الناس المرض غالباً بسبب عوامل بيئية شخصية، وبسبب القابلية الفردية للعدوى، ولذلك ننصح بالاستحمام اليومي أو شبه اليومي بالماء والصابون، ويُفضل صابون (S s soap) أي الصابون الكبريتي الصفصافي. وبالله التوفيق.
<urn:uuid:04d5e7d6-6771-453e-930b-27a6b8bc6367>
CC-MAIN-2015-32
http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=262751
2015-07-31T21:26:59Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042988312.76/warc/CC-MAIN-20150728002308-00205-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.799925
Arab
19
{"arb_Arab_score": 0.7999252080917358, "ary_Arab_score": 0.10055042058229446, "ars_Arab_score": 0.06742691248655319, "arz_Arab_score": 0.017472872510552406}
ما حكمُ الرسومِ المتحركةِ التي تُعرَضُ للأطفالِ ؟ وهل هي من التصويرِ المحرمِ شرعاً ؟ . الحمد لله أولاً : لا يخفى أنَّ الشريعةَ جاءت بتحريمِ تصويرِ ورسمِ ونحتِ كل ما فيه روحٌ من خلقِ اللهِ تعالى ، بل جاء التشديدُ والوعيدُ الشديد على من فعل ذلك . كقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ ) رواه البخاري (5950) ومسلم (2109) . وقد استثنت الشريعة من التحريم : الصور التي يلعب بها الأطفال . فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت : ( قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ أو خيبر ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ، فَهَبَّت رِيحٌ ، فَكَشَفَت نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَن بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ ، لُعَب . فَقَالَ : مَا هَذا يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَت : بَنَاتِي . وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَه جَنَاحَانِ مِن رِقَاعٍ . فَقَال : مَا هَذَا الذِي أَرَى وَسطَهن ؟ قَالت : فَرَسٌ . قَالَ : وَمَا هَذا الذي عَليه ؟ قَالَت : جَنَاحَانِ . قَالَ : فَرَسٌ لَه جَناحانِ ؟ ! قَالَت : أَمَا سَمِعتَ أَنَّ لِسُلَيمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ ! قَالَت : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيتُ نَوَاجِذَه ) . رواه أبو داود (4932) وصححه العراقي في تخريج الإحياء (2/344) والألباني في "صحيح أبو داود" . قالَ الحافظُ ابنُ حجر في "فتح الباري" (10/527) : " واستُدلَّ بهذا الحديثِ على جوازِ اتخاذِ صورِ البناتِ واللعب ، من أجلِ لَعِبِ البناتِ بهن ، وخُصَّ ذلك من عمومِ النهي عن اتخاذِ الصور ، وبه جزمَ عياضٌ ، ونقله عن الجمهورِ ، وأنهم أجازوا بيعَ اللعبِ للبناتِ لتدريبهن من صغرِهن على أمرِ بيوتهِن وأولادهن " انتهى . وسُئلَ الشيخ ابن عثيمين : ما حكمُ صورِ الكرتونِ التي تخرج في التلفزيون ؟ فأجابَ : " أمَّا صورُ الكرتونِ التي ذكرتم أنها تخرجُ في التلفزيون : فإن كانت على شكلِ آدميٍّ : فحكمُ النظرِ فيها محلُّ ترددٍ ، هل يُلحقُ بالصورِ الحقيقية أو لا ؟ والأقربُ أنه لا يُلحَقُ بها . وإن كانت على شكلِ غيرِ آدمي : فلا بأس بمشاهدتِها ، إذا لم يصحبها أمرٌ منكَرٌ ، من موسيقى أو نحوِها ، ولم تُلهِ عن واجبٍ " انتهى . "مجموع الفتاوى" (2/سؤال رقم 333) . ثانياً : إن موضوعَ الرسومِ المتحركةِ وأفلام الكرتون من أخطرِ المواضيعِ التربويةِ وأعظمِها ، وذلك للأثرِ الهائلِ الذي تتركهُ تلك الأفلامُ في نفوسِ الناشئةِ من الأطفال ، ولأنها غدت مصدرَ التلقي والتربية الأول في كثير من دولِ العالمِ اليوم . وفي هذه المرحلةِ يكونُ عقلُ الطفلِ وقلبُهُ كالصفحةِ البيضاء ، لا تمر بها عوارضُ إلا انتقشت عليها وثبتت . يقولُ ابن القيّم رحمه الله في "تحفة المودود" (240) : " ومما يحتاجُ إليهِ الطفلُ غايةَ الاحتياج الاعتناء بأمرِ خلْقهِ ، فإنهُ ينشأ على ما عوّدهُ المربي في صغره ، فيصعبُ عليه في كبرهِ تلافي ذلك ، وتصيرُ هذهِ الأخلاق صفاتٍ وهيئاتٍ راسخةً له ، فلو تحرّزَ منها غايةَ التحرزِ فضحته ولا بد يومًا ما " انتهى . وهذه بعض الإيجابيات من مشاهدة الطفل لهذه البرامج : 1- تزوّد الطفل بمعلوماتٍ ثقافيةٍ كبيرة وبشكلٍ سهلٍ محبوب : فبعضُ أفلامِ الرسوم المتحركة تُسلِطُ الضوءَ على بيئاتٍ جغرافيةٍ معينة ، والبعضُ الآخر يسلطُ الضوءَ على قضايا علمية - كعمل أجهزةِ جسم الإنسان المختلفة - ، الأمر الذي يُكسِبُ الطفلَ معارفَ متقدمة في مرحلةٍ مبكرة . 2- تنميةُ خيالِ الطفل ، وتغذيةُ قدراتِهِ ، وتنميةُ الخيالِ من أكثر ما يساعدُ على نموّ العقل ، وتهيئتهِ للإبداع ، ويعلّمهُ أساليبَ مبتكرةً ومتعددةً في التفكيرِ والسلوك . 3- تعليم اللغةِ العربيةِ الفصحى والّتي غالباً لا يسمعُها الطفلُ في بيته ولا حتى في مدرسته ، ومن المعلومِ أنّ تقويمَ لسانِ الطفلِ على اللغةِ السليمةِ مقصدٌ من مقاصدِ العلمِ والتربية . يقولُ ابنُ تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/207) : " واعلم أنّ اعتيادَ اللغةِ يؤثرُ في العقلِ والخلقِ والدّين تأثيرًا قويًا بيّنًا ، ويؤثرُ أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيدُ العقلَ والدّينَ والخُلُق ، وأيضًا فإنّ نفسَ اللغة العربية من الدّين ، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ " انتهى . 4- تلبيةُ بعضِ الحاجاتِ والغرائزِ النفسيةِ النافعة : كالرحمة والمودة وبرِّ الوالدين والمنافسة والسعي للنجاح ومواجهة التحديات . . . . وغير ذلك كثير من المعاني الإيجابيةِ التي يُمكنُ غرسُها في ثنايا حلقاتِ أفلامِ الكرتون . وهناك أيضاً مجموعة من السلبيات المترتبة على مشاهدة هذه البرامج : 1- السلبياتُ المترتبةُ على مشاهدةِ التلفاز بشكلٍ عام ، وهي سلبياتٌ كثيرة ، منها : الإضرارُ بصحةِ العينين ، وتعويد الكسل والخمول ، وتعويد التلقي وعدم المشاركة ، وبذلك تعيقُ النموَّ المعرفيّ الطبيعيّ ، وذلك أنّ العلمَ بالتعلمِ والبحثِ والطلب ، والتلفاز ينتقلُ بالمتابع منَ البحثِ إلى التلقي فقط ، كما أنّ في متابعةِ التلفازِ إضعافًا لروحِ المودةِ بينَ أفرادِ الأسرة ، وذلك حين ينشغلونَ بالمتابعةِ عن تبادلِ الحديثِ مع بعضهم البعض . يقولُ ابن القيم في معرض الحديث عما يجب على الولي من التربية في "تحفة المودود" (241) : " ويُجنبهُ الكسلَ والبطالةَ والدعةَ والراحةَ ، بلْ يأْخذهُ بأضدادها ، ولا يُريحهُ إلا بما يجمُ نفسَهُ وبدنه للشغلِ ، فإنّ الكسلَ والبطالةَ عواقبُ سوءٍ ، ومغبةُ ندمٍ ، وللجدّ والتعبِ عواقبُ حميدةٌ ، إمّا في الدنيا ، وإما في العُقبى ، وإمّا فيهما " انتهى . 2- تقديمُ مفاهيم عقدية وفكرية وعمليّة مخالفة للإسلام : وذلك حين تنغرسُ في بعضِ الأفلام مفاهيمُ الاختلاط والتبرجِ المحرّم ، وبعضُ أفلام الكرتون مثل ما يُعرَف بـِ (توم و جيري) تحوي مفاهيمَ محرفةً عن الآخرة ، والجنة والنار والحساب ، كما أنّ بعضَها يحتوي قصصًا مشوَّهةً للأنبياءِ والرسل ، وبعضُها الآخر يحتوي على سخريةٍ من الإسلامِ والمسلمين ، وأفلامٌ أخرى (مثل ما يعرف بـ البوكيمون) تحوي عقائد لدياناتٍ شرقية وثنية . . . . وغير ذلك كثير , وإن لم تحملْ ما يخالف الإسلام مخالفة ظاهرة ، فهي تحملُ في طيّاتها ثقافة غربيةً غريبةً عن مجتمعاتِنا وديننا . يقول الدكتور وهبة الزحيلي في "قضية الأحداث" (6) : " أمّا برامجُ الصغارِ وبعضُ برامجِ الكبار ، فإنها تَبثّ روحَ التربيةِ الغربية ، وتروّجُ التقاليدَ الغربية ، وتُرغّبُ بالحفلات والأنديةِ الغربيةِ " انتهى . ومن التّأثر المقيت بهذه الثقافة ، اتخاذ القدوة المثالية الوهمية ، بدلاً من أن يكون القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء الربانيين والمجاهدين ، فتجدُ الأطفالَ يقلّدون (الرجل الخارق Super man) و( الرجل الوطواط Bat man ) و (الرجل العنكبوت SPIDER MAN) ونحو ذلك من الشخصياتِ الوهمية التي لا وجود لها ، فتضيعُ القدوة في خضم القوةِ الخيالية المجردة من الإيمان . انظر : "وسائل الإعلام والأطفال : وجهة نظر إسلامية" أبو الحسن صادق ، "مقال : أثر الرسوم المتحركة على الأطفال" نزار محمد عثمان . بعد تبيّن هذه الإيجابيات والسلبيات ، يبدو الموقفُ الشرعيّ بعدَ ذلك واضحًا إن شاءَ الله تعالى ، فكلما وجدت السلبياتُ أكثر اقتربَ الحكمُ إلى التحريمِ أكثر ، وما أمكنَ فيه تجنبُّ هذه السلبيات اقتربَ إلى الجواز ، وهذا يدلنا على ضرورةِ السعي لإيجاد شركاتِ إنتاجٍ لأفلامِ الكرتونِ الإسلاميةِ ، بحيث تُغرَسُ فيها جميعُ الفضائل ، وتُنفَى عنها جميع المضار والرذائل . والله أعلم .
<urn:uuid:bc57c9e3-a25e-46bb-895b-3a338ace10e6>
CC-MAIN-2015-32
http://islamqa.info/ar/71170
2015-08-02T20:38:46Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989234.2/warc/CC-MAIN-20150728002309-00316-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.990692
Arab
54
{"arb_Arab_score": 0.9906920194625854}
المديرة العامة لليونسكو تحث القوات العسكرية على حماية المواقع الثقافية خلال الأعمال الحربية الجارية وجَّهت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، نداءً إلى جميع القوات العسكرية العاملة في مالي، حيث قالت "إنني أطلب من القوات المسلحة أن تبذل كل ما وسعها لحماية التراث الثقافي لهذا البلد الذي سبق له أن تعرض لأضرار جسيمة". واستناداً إلى اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح والبروتوكولين الملحقين بها، أرسلت إيرينا بوكوفا خطاباً إلى السلطات المعنية في مالي وفرنسا تدعوها فيه إلى الالتزام بهذه الاتفاقية، ولاسيما إلى التقيد بالمادة الرابعة التي تدعو إلى أن :"تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة باحترام الممتلكات الثقافية (...) وذلك بامتناعها عن استعمال هذه الممتلكات (...) لأغراض قد تعرضها للتدمير أو التلف (...) وبامتناعها عن أي عمل عدائي إزاءها". وتضيف إيرينا بوكوفا قائلة:"إن تراث مالي الثقافي هو تحفة رائعة ينبغي للإنسانية جمعاء حمايته.وهذا التراث هو خير لنا جميعاً، ومن ثم فلا يمكن بحال من الأحوال أن يمسه أي ضرر. فهو حامل لهوية وقيم شعب بأكمله. إن أعمال التدمير التي تعرضت لها مواقع للتراث في مالي عام 2012، ولاسيما تحطيم الأضرحة في تومبكتو، أثارت عن وجه حق موجة من السخط والغضب في جميع أرجاء العالم، وهو ما أسهم في الوقوف على الأوضاع الهشة للسكان. وينبغي أن يتيح التدخل العسكري هناك حماية السكان وتأمين التراث الثقافي في مالي". وتحسباً للعمليات الحربية، قامت اليونسكو بتزويد القيادات العسكرية المعنية بعناصر طوبوغرافية تخص أمكنة المواقع الثقافية، فضلاً عن كتيبات لكل فرد تشمل معلومات موجهة للجنود، وذلك لاتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع وقوع أضرار للتراث الثقافي. وقد تم تزويد قوات الشرطة وعمال الإغاثة الإنسانية بهذه المعلومات. وقد حشدت المديرة العامة صندوق الطوارئ الخاص باليونسكو وصندوق التراث العالمي من أجل تعزيز حماية الممتلكات الثقافية في مالي. وصرحت في هذا الصدد قائلة:"إنني أتوجه بالشكر إلى النرويج وكرواتيا وموريشيوس لما أسهمت به هذه البلدان في ما يخص اتخاذ تدابير وقائية وتوفير أنشطة تدريبية للقوات المسلحة لتمكينها من منع الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، واقتران ذلك بتعبئة طاقات البلدان المجاورة". وترمي هذه الجهود إلى دعم تنفيذ القرارات الثلاثة التي اعتمدها مجلس الأمن في عام 2012 بشأن الوضع في مالي والتي أدانت جميعها تدمير التراث الثقافي، ودعت في الوقت عينه إلى حمايته، وهو ما يضعه بالتالي في مكانة الصدارة. وأكدت المديرة العامة أن:"حماية التراث الثقافي تشكل عنصراً أساسياً في أي جهد يرمي بصفة مستدامة إلى بناء السلام واحترام حقوق الإنسان". هذا، وتجدر الإشارة إلى أن مالي تمتلك أربعة مواقع مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويشهد هذا التراث الاستثنائي على الإنجازات التي حققتها عبقرية الإبداع البشري في هذه المنطقة، كما أنه يُعتبر رمزاً للحوار بين الثقافات وممارسة العقائد الدينية على نحو يتسم بالتسامح والسلمية. ويمثل هذا التراث الثقافي وما يقترن به على وجه الخصوص من عوامل التنمية والتعليم الجيد دعامة تستند إليها عملية بناء السلام والمجتمع في مالي. واختتمت المديرة العامة نداءها قائلة:"إن اليونسكو على أهبة الاستعداد لتقديم مساهمتها في هذا الشأن، كما أننا نتابع الأوضاع بصورة متواصلة. وإني أدعو جميع الدول الأعضاء في المنظمة إلى أن تدعم تمويل العمليات المستقبلية، ولاسيما تلك التي تتعلق بأنشطة التقييم وإعادة البناء والإصلاح، وذلك من خلال الصندوق الخاص الذي أنشئ بناء على طلب لجنة التراث العالمي". العودة إلى --> شعبة العمليات في أوضاع النزاع وما بعد النزاع
<urn:uuid:acb1ffba-11d9-4124-9362-a96937d99b08>
CC-MAIN-2015-32
http://www.unesco.org/new/ar/no_cache/unesco/themes/pcpd/dynamic-content-single-view/news/la_directrice_generale_de_lunesco_exhorte_les_forces_militaires_a_proteger_les_sites_culturels_au_mali_lors_des_raids_aeriens_et_interventions_terrestres/
2015-08-02T21:05:24Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042989234.2/warc/CC-MAIN-20150728002309-00316-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.996662
Arab
75
{"arb_Arab_score": 0.9966623187065125}
قد تدخل مطعماً أو نادي وفيه تلفزيون يعرض برنامج ممل أو تجد الصوت مرتفع جداً وتحس بالإحراج من طلب التغيير أو خفض الصوت ، لدينا الحل لذلك مع جهاز التحكم الصغير هذا والذي يأتي على شكل ميدالية . يمنحك هذا الجهاز القدرة على التحكم بأي نوع من أنواع التلفزيونات ، تستطيع رفع /خفض الصوت ، تغيير القناة ، تشغيل /إيقاف تشغيل التلفاز ، التحويل بين وضع التلفزيون والفيديو . قيمة هذا الريموت 9 دولار .
<urn:uuid:962b6902-518e-4638-8e0b-92f69396297b>
CC-MAIN-2015-32
http://gadgets4pro.com/2008/03/22/control-any-tv-with-micro-spy-remote/
2015-08-04T21:54:07Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042992201.62/warc/CC-MAIN-20150728002312-00084-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.987455
Arab
36
{"arb_Arab_score": 0.9874553680419922}
ما حكم الزواج باليهودية أو النصرانية ؟ وهل نعتبر نصراني و يهودي هذا العصر كتابيا أم مشركا . الحمد لله الزواج من اليهودية أو النصرانية جائز في قول جماهير أهل العلم ، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (7/99) : ( ليس بين أهل العلم , بحمد الله , اختلاف في حل حرائر نساء أهل الكتاب . وممن روي عنه ذلك عمر , وعثمان , وطلحة , وحذيفة وسلمان , وجابر , وغيرهم . قال ابن المنذر : ولا يصح عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك . وروى الخلال , بإسناده , أن حذيفة , وطلحة , والجارود بن المعلى , وأذينة العبدي , تزوجوا نساء من أهل الكتاب . وبه قال سائر أهل العلم ) اهـ . والأصل في ذلك قوله سبحانه : ) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين َ) المائدة/5 والمراد بالمحصنة هنا : الحرة العفيفة ، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : ( وهو قول الجمهور ههنا ، وهو الأشبه ؛ لئلا يجتمع فيها أن تكون ذمية وهي مع ذلك غير عفيفة فيفسد حالها بالكلية ويتحصل زوجها على ما قيل في المثل : حشف وسوء كيل ، والظاهر من الآية أن المراد بالمحصنات : العفيفات عن الزنا ، كما قال تعالى في الآية الأخرى : ( مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان ٍ) النساء/25 . انتهى . والنصارى واليهود كفار مشركون بنص القرآن ، لكن إباحة نسائهم مخصص لقوله سبحانه : ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) البقرة/221 وهذا أظهر الوجوه في الجمع بين الآيتين . وقد وصفهم الله بالشرك في قوله : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31 فهم كفار مشركون ، لكن الله تعالى أحل ذبائحهم ونساءهم إذا كن محصنات ، وهذا تخصيص لعموم آية البقرة . لكن ينبغي أن يعلم أن الأولى والأسلم ترك نكاح الكتابيات ، لاسيما في هذا الزمن ، قال ابن قدامة رحمه الله : ( إذا ثبت هذا , فالأولى أن لا يتزوج كتابية ; لأن عمر قال للذين تزوجوا من نساء أهل الكتاب : طلقوهن . فطلقوهن إلا حذيفة , فقال له عمر : طلقها . قال : تشهد أنها حرام ؟ قال : هي جمرة , طلقها . قال : تشهد أنها حرام ؟ قال : هي جمرة . قال : قد علمت أنها جمرة , ولكنها لي حلال . فلما كان بعدُ طلقها , فقيل له : ألا طلقتها حين أمرك عمر ؟ قال : كرهت أن يرى الناس أني ركبت أمرا لا ينبغي لي . ولأنه ربما مال إليها قلبه ففتنته , وربما كان بينهما ولد فيميل إليها ) اهـ . المغني 7/99 قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( فإذا كانت الكتابية معروفة بالعفة والبعد عن وسائل الفواحش جاز ؛ لأن الله أباح ذلك وأحل لنا نساءهم وطعامهم . لكن في هذا العصر يُخشى على من تزوجهن شر كثير ، وذلك لأنهن قد يدعونه إلى دينهن وقد يسبب ذلك تنصر أولاده ، فالخطر كبير ، والأحوط للمؤمن ألا يتزوجها ، ولأنها لا تؤمن في نفسها في الغالب من الوقوع في الفاحشة ، وأن تعلّق عليه أولادا من غيره ... لكن إن احتاج إلى ذلك فلا بأس حتى يعف بها فرجه ويغض بها بصره ، ويجتهد في دعوتها إلى الإسلام ، والحذر من شرها وأن تجره هي إلى الكفر أو تجر الأولاد ) اهـ . فتاوى إسلامية 3/172 والله أعلم .
<urn:uuid:13c1bf7e-c572-407f-a7a6-8929680f958d>
CC-MAIN-2015-32
http://islamqa.info/ar/44695
2015-08-04T22:00:55Z
s3://commoncrawl/crawl-data/CC-MAIN-2015-32/segments/1438042992201.62/warc/CC-MAIN-20150728002312-00084-ip-10-236-191-2.ec2.internal.warc.gz
arb
0.97973
Arab
75
{"arb_Arab_score": 0.9797303080558777, "arz_Arab_score": 0.01762603409588337}