text
stringlengths 1
2.38k
| en_topic
stringclasses 10
values |
---|---|
- رسالة لأبي يحيى بن مسعدة (ت 572هـ/1176م) | Art-and-Literature |
رسالة أخرى يرجح أنها لابن مسعدة | Art-and-Literature |
- رسالة لأبي عمر محمد بن علي بن عبد ربه التجيبي (ت 602هـ/1206) | Art-and-Literature |
- مقامة لأبي الحجاج البلوي يوسف بن محمد بن عبد الله «ابن الشيخ» المالقي (529 - 604هـ/1135 - 1207م) | Art-and-Literature |
مفاخر البربر لمجهول, وهو يعتبر أهم صوت سجله البربر في هذا المنزع | Art-and-Literature |
وإلى جانب هذه المدونة الموجودة، هناك مدونة أخرى مفقودة، ذكرتها المصادر والمراجع، ولمّا يُعثر - حتى الآن - على نصوصها، ومن أهمها ردود أخرى على رسالة ابن غرسيه، مثل: | Art-and-Literature |
رد لأبي جعفر أحمد بن الجزار المُخاطَبِ بالرسـالة أعلاه | Art-and-Literature |
- رسالة لأبي عبد الله بن أبي الخصال (465 - 546/1073 - 1146م) | Art-and-Literature |
- رد لعبد المنعم بن محمد (ابن الفرس) (524 - 597/1130 - 1203م) | Art-and-Literature |
- رد لعلي بن أحمد بن أبي قوة من أهل دانية توفي في مراكش (608هـ/1211م) | Art-and-Literature |
- رد لأبــي العــلاء عبد الحق بن خــلف بن المفــرج (ابن الجنان)
(ت 539هـ/1145م) | Art-and-Literature |
- رد لأبي مروان وليد بن إسماعيل بن صبرة الغافقي ( القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي ) | Art-and-Literature |
- رد لأبي العلي إدريس بن محمد الأنصاري القرطبي (المتوفى في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي) | Art-and-Literature |
رد لأبي مروان عبد الملك بن محمد الأوسي | Art-and-Literature |
كتاب الاستظهار والمغالبة لمن أنكر فضل الصقالبة | Art-and-Literature |
تُضاف إلى هذه المدونة الصريحة في المفاضلة الشعوبية مدونة أخرى، تحوم نصوصها حول البُعد العرقي، من دون أن تصرح بالمفاضلة | Art-and-Literature |
غير بعيد من هذه المدونة الهامشية غير الصريحة في المفاضلات، بعض النصوص التي تتسم بالنزعة الشعوبية، إلا أنها أُدخلت في دائرة الهجاء منها في المفاضلات، مثل المقامة البربرية لأبي طاهر السرقسطي
(ت 538/1143م)، ورسالة أبي عبد الله ابن أبي الخصال (محمد بن مسعود بن طيب بن خلصة بن أبي الخصال) في هجو فلول جيش المرابطين المنهزمين أمام ابن رذمير في بلنسية، وكذلك بعض النصوص الشعرية الأخرى التي تنصب على هجو البربر في الأندلس أو في المغرب، وهي خارجة عن مدار اهتمامنا | Art-and-Literature |
تنقسم إلى محورين أساسيين: | Art-and-Literature |
(1) المفاضلات الأدبية البحتة: وهي مكرّسة للمفاضلات الأدبية تصريحًا، من دون مواربة ولا رمزية، متناولة ماهية الأدب وطبقاته وأجناسه وأساليبه وقضاياه | Art-and-Literature |
في إطار الفصيلة الأولى، يلاحَظ أن المنجز العلمي للأندلس عمومًا، والإبداعي والنقدي خصوصًا، لا يكاد يخرج منه شيء عن مناخ المفاضلة، مع الأصل المشرقي أو الجوار المغاربي، وحتى المفاضلة البينية داخل الأندلس | Art-and-Literature |
هذا عن مدينة واحدة عادية قامت على أنقاضها غرناطة، آخر عواصم الأندلس، فما بالك بأمهات حواضرها العريقة؟ ويكفيك أن أحد تلك الكتب المفقودة تضمن نيفًا وسبعمئة شاعر | Art-and-Literature |
- أحمد بن عبد ربه (246 - 327هـ/860 - 940م) في «عقده الفريد»، حيث اهتم بمعارضات الشعر المشرقي | Art-and-Literature |
- أحمد بن فـرج الجـياني (ت 365هـ/976م) في «حـدائقه» المنافسة لـ «زهرة بن داود الظاهري» | Art-and-Literature |
- أبو عبد الله بن الكتاني (ت 420/ 1029م) في «التشبيهات» الأندلسية المتميزة في منزعها | Art-and-Literature |
- أبو الوليد الحميري (ت 440 - 1048م) في «بديعه» المتمحض لإبداع الأندلسيين | Art-and-Literature |
- ابن حزم (ت 456هـ/1064م) في «طوق حمامته» المخصص للتجربة الأندلسية في الحب | Art-and-Literature |
- ابن بسام (ت 542هـ/1147م) في «ذخيرته» المعتزة بأدب جزيرته الأندلسية ومحاسنها | Art-and-Literature |
- ابن دحية (ت 633هـ/1236م) في «مُطْرِبِه» الذي رد به على تجاهل الشرق إبداع قومه | Art-and-Literature |
- ابن سعيد في «مُغْرِبِه» الذي انبعث من المناخ ذاته | Art-and-Literature |
أمّا النصوص الأدبية المفردة، فهناك ما لا ينحصر من القصائد والمقاطع والأبيات والفقرات النثرية والشذرات التي استخرجناها من الكتب السابقة، وغيرها من مراجع الأدب الأندلسي، وأثثنا بها فضاء الأطروحة المترامي الأطراف | Art-and-Literature |
- رسالة التوابع والزوابع لأبي عامر بن شهيد (ت 426هـ/1035م) | Art-and-Literature |
- مقامة ابن فتوح (ت 430هـ/1039م)، في المفاضلة بين أربعة شعراء أندلسيين | Art-and-Literature |
- بادرة العصر وفائدة المصر للجزار السرقسطي | Art-and-Literature |
- مقامة الشعراء لأبي الطاهر السرقسطي | Art-and-Literature |
مقامة النظم والنثر لأبي الطاهر السرقسطي | Art-and-Literature |
- فصل في الترجيح بينهما ضمن إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي (ت 543هـ/1448م) | Art-and-Literature |
- رسالة أبي محمد بن القاسم الفهري (المتوفى في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي) في تفضيل البديع على الصابي | Art-and-Literature |
- رد أبي عبد الله بن أبي الخصال مفضلًا الصابي على البديع | Art-and-Literature |
- روضة الأديب في التفضيل بين المتنبي وحبيب، لابن لبال الشريشي (582هـ/1186م) | Art-and-Literature |
- تحكيم ابن رشيق المرسي (626 - 696/1237 - 1297م) بين قصيدتين أندلسيتين | Art-and-Literature |
(2) المفاضلات الأدبية الرمزية التي تدور حول المفاضلات بين الألوان والأزاهير والأشجار والأدوات والمهن، ترميزًا لخلفيات عرقية وسياسية واجتماعية وحضارية، مثل: | Art-and-Literature |
- رسالة أبي مروان بن إدريس الجزيري (ت 394/1004م) في تفضيل البنفسج | Art-and-Literature |
- رسالة ابن برد الأصغر (ت 445/1053م) في تفضيل الورد، ردًا على ابن الرومي | Art-and-Literature |
- رسالة أبي الوليد الحميري، في تفضيل البهار، ردًا على ابن برد | Art-and-Literature |
- رسالة أبي عمر الباجي (القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي) على لسان البهار | Art-and-Literature |
- رسالة أبي الفضل بن حسداي (القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي) على لسان النرجس | Art-and-Literature |
- مقامة أبي الحسن النباهي (ت 792/1390م) في المفاضلة بين النخلة والكرمة | Art-and-Literature |
- رسالة المفاضلة بين السيف والقلم لابن برد الأصغر | Art-and-Literature |
- رسالة في المفاضلة بين أهب الشاء وغيرها لابن برد نفسه | Art-and-Literature |
- قصيدة تفاضل بين الشعر والجزارة ليحيى الجزار السرقسطي | Art-and-Literature |
- قصيدة تفاضل بين الجزارة والفِرَاءة للشاعر ذاته | Art-and-Literature |
نعني بها جميع الكتابات المنبثقة من أجواء السجال بين المِلل والمذاهب والنِّحل في البلاد الأندلسية، وتبدو هذه الخلفية هي الأقل نصيبًا في مدونة أطروحتنا، إلا أنها لن تشذ هي الأخرى عن التوزع بين الكتب المجملة، والنصوص المفردة، فهناك كتب نقد الأديان والمقارنة بينها، مثل: | Art-and-Literature |
- أعمال ابن حزم رائد هذا الاتجاه في الأندلس، حيث يتأطر كتابه الأشهر الفصل بين المِلل والأهواء والنِّحل، والرد على ابن النغريلة اليهودي، وغيرهما من مناظراته الدينية الكثيرة | Art-and-Literature |
- مقامع الصلبان لأحمد بن عبد الصمد الخزرجي (ت 582/ 1186م) | Art-and-Literature |
- الإعلام، لأبي عبد الله القرطبي (ت 671هـ/1258م) | Art-and-Literature |
إلى غير ذلك ممّا يندرج في تضاعيف هذه الكتب، من مؤلفات ونصوص، ذات صبغة جدلية عقائدية، تمثّل أصوات المِلل الأخرى التي كان الإسلام هناك يكفل لها أن تحاوره وتساوره بكل حرية | Art-and-Literature |
إلى جانب تلك المؤلفات الموجودة والمفقودة، هناك زمرة من النصوص الجدلية الأبعد دخولًا في مجال الأدب مثل: | Art-and-Literature |
- قصيدة لابن حزم في الرد على أخرى منحولة لنقفور ملك الأرمن، وقصيـدة لـه أيضًا في الـدفـاع عن مذهبـه الظـاهــري | Art-and-Literature |
- رسالة راهب فرنسا إلى المقتدر بن هود (ت 474/1081م) صاحب سرقسطة ورد أبي الوليد الباجي (ت 474هـ/1081م) عليها | Art-and-Literature |
- قصيدة لأبي إسحاق الإلبيري (ت 495هـ/1102م) في شأن أزمة ابن النغريله | Art-and-Literature |
- تقييد لأبي سعيد بن لب (ت 782هـ/1380م) في القضاء والقدر، ردًا على يهودي | Art-and-Literature |
- مقطعات شعرية لأبي حفص بن عمر السلمي (ت 603هـ/1207م)، وابن جبير اليحصبي (المتوفى في القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي)، و أبي يحيى بن عاصم (ت857هـ/1453م)، وغيرهم، في الرد على الزمخشري المعتزلي (ت 538هـ/1143م) في شأن قضية «البلكفة»، دفاعًا عن «أهل السنّة والجماعة» | Art-and-Literature |
إن ما نريد أن نخلص إليه من خلال تنامي هذه المدونة زمنيًا، هو أن فكرة أطروحة «المفاضلات» الأدبية رافقت هذا الأدب الأندلسي - عبر سيرورة عصوره الزاخرة، المنيفة على الثمانمئة عام، مسجلة تفاعل المكان والإنسان والزمان والبيان والإيمان، عبر جدلية الفعل الخلاق المتميز، في هذه البيئة المتميزة النزّاعة إلى الأفضل دائمًا | Art-and-Literature |
هكذا، عندما نرجع إلى مدونة «المفاضلات» التي حددناها سابقًا، نجد أن كتّابها يتوزعون – في حيواتهم – على هذه القرون كلها، إذ إن فكرة «المفاضلات» نبتت في الأندلس بالتزامن مع نشأة الأندلس ذاتها، مواكبة نتاجها الأدبي عبر الحقب المختلفة، بدءًا بالقرنين الثاني والثالث، أي عهدي الولاة (95 - 138هـ/700 - 912م) والإمارة (138 - 300هـ/912 - 1031م) اللذين كانا مليئين بالصراعات بين العرب والعرب، وبين العرب وغيرهم من عناصر السكان الآخرين، إلا أن تلك الصراعات – للأسف – كُتبت بالسيف أكثر ممّا كُتبت بالقلم، فخلّفت من الفتن والدماء والأموات أكثر ممّا خلّفت من القصائد والرسائل والمؤلفات، الأمر الذي جعل هذين القرنين يكادان يخرجان من دائرة المفاضلات الأدبية، لولا وجود نصوص قليلة ذات نزعة شعوبية فرضت على التاريخ ألا يطغى على نشيدها صليل السيوف في حومات الوغى، ومثالها قصائد لسعيد بن جودي ولدت في هذا الجو، ونقائض أخرى متبادلة بين الأسدي شاعر العرب والعبلى شاعر الموالي وكذلك نصوص أخرى ذات نزعة مفاضلاتية كتبها أمراء بني أمية أو كُتبت لهم، مع أنها لا تكاد تخرج عن سياق الفخر أو المدح | Art-and-Literature |
أمّا القرن الرابع، فقد شهد ميلاد المفاضلات الأدبية التي انتعشت على يد ابن عبد ربه في عقده الفريد، وابن فرج الجياني في حدائقه، إضافة إلى المفاضلات الزهرية المبتكرة على يد أبي مروان الجزيري في ظل الدولة العامرية التي أولى روادها عناية بهذا المنحى، فكثرت المفاضلات الشعرية بين صاعد البغدادي (ت417هـ/1026م)، ومعاصريه من شعراء الأندلس | Art-and-Literature |
في هذا القرن انفجرت المفاضلات المكانية بشكل أعمق وأوسع على يد أبي المغيرة بن حزم وأبي محمد بن حزم في ردهما على ابن الربيب التميمي القيراوني، إضافة إلى المفاضلات الدينية التي تمثّلها ردود أبي محمد بن حزم وأبي الوليد الباجي | Art-and-Literature |
في موازاة مسارات المفاضلات تلك – عبر القرن الخامس – انفجرت المفاضلات الشعوبية بمسار جديد نقلها من التراشق الشعري الآنف الذكر إلى مدار الكتابة النثرية المتأنية، فتناسلت الرسائل في هذا الميدان، انطلاقًا من رسالة ابن غرسيه مشعلة هذه الشرارة، إلى الرد عليها من جانب ابن الدودين البلنسي و ابن منّ الله القروي، وغيرهما | Art-and-Literature |
عبر مسار آخر تعمقت المفاضلات النقدية خصوصًا، والأدبية عمومًا، على يد ابن شهيد في توابعه وابن فتوح في مقامته، والجزار السرقسطي في نادرة العصر | Art-and-Literature |
في القرن السادس، واصلت المفاضلات تصاعد مؤشرها إلى الذروة عبر مختلف مساراتها السابقة، إذ استمرت المفاضلات المكانية على أيدي ابن مغاور الشاطبي وأبي بحر التجيبي وعبد الرحمن بن محمد السُّلمي «المكناسي» في رسالة مفاضلة بين العدوتين، لا تزال مفقودة | Art-and-Literature |
قبل هؤلاء كلهم كان أبو الطاهر السرقسطي في المقامة البربرية، ضمن مقاماته اللزومية، يمثّل مسارًا آخر من مسارات المفاضلة الشعوبية، ولو بشكل ضمني، يلمح سياق المفاضلات فيه، ولا يصرح به | Art-and-Literature |
بعد هذين القرنين (الخامس/ السادس الهجري - الحادي عشر/ الثاني عشر الميلادي) اللذين شكّلا ذروة الثراء في المفاضلات الأدبية في الأندلس، أخذ مؤشر هذه الظاهرة ينحدر إلى قاعدة هرم تطورها، عبر الفضاء الزمني، مسايرة في ذلك منحنى ثراء الثقافة الأندلسية وضمورها في سيرورتها عبر التاريخ، إذ لم يشهد القرن السابع من كتّاب مدونة المفاضلات الأندلسية الموجودة إلا ابن سعيد وأبا بكر القلوسي القضاعي من أصحاب المدونة المفقودة | Art-and-Literature |
أمّا القرن الثامن، فأهم كتّاب مدونة المفاضلات فيه على المستوى المكاني أساسًا هو ابن الخطيب، بينما سُجلت لمعاصره ابن خاتمة رسالة مفقودة في تفضيل المرية | Art-and-Literature |
لا نكاد نجد في القرن التاسع إلا مقامة الوباء للفقيه عمر الزجال وهي التي تدخل في سياق المفاضلات المكانية، إضافة إلى نصوص تنتمي إلى فترة سقوط الأندلس في أواخر القرن التاسع الهجري، وهي لابن جبير اليحصبي وابن عاصم، في المفاضلات المذهبية الدينية، ردًا على الزمخشري المعتزلي | Art-and-Literature |
أول ما يلاحَظ أن هذا الجرد السريع لم يركز إلاعلى بعض النصوص المتمحضة للمفاضلات التي هيمنت عليها صبغة النثر، بدل نصوص الشعر التي تتأبى على الحصر الدقيق، مع العلم أن عشرات النصوص المـذكورة - ما بين موجودها ومفقودها - تغطي الأجناس الأدبية التي تتأطر ضمنها ظاهرة المفاضلات، حيث تتوزع نثريًا بين الرسالة والمقامة والكتاب، وشعريًا بين القصيدة والأرجوزة والموشحة | Art-and-Literature |
هكذا يتبدى من خلال هذه المعطيات والملاحظات أن عنوان هذا الكتاب يرتكز على صدقية مكينة، إذ يجد مسوغه في مادة المدونة وتنوعها داخل أجناس الأدب وموضوعاته، وفي أطرها الحضارية مكانًا وزمانًا وإنسانًا وبيانًا وإيمانًا | Art-and-Literature |
مهما يكن الأمر، فإن هذه ربما تكون أول مرة يتعايش فيها هذا الكم الهائل من النصوص تحت سقف أطروحة واحدة، هي ظاهرة المفاضلات، بعدما عاش قرونًا من الغربة والتشتت بين سياقات ومظنات مختلفة، لم تكن تتجه به في هذا المنحى، ولا تسمح له بأن يعطي هذه النتائج الحضارية والأدبية عن الأندلس، بجميع مكوناتها، وعبر مختلف حقبها | Art-and-Literature |
بعد مراكمة هذا الكم الهائل بشيء من المواد الأولية التي تحتاج الأطروحة إليها لتشييد معماره المنشود، يشعر الباحث عادة بشيء من الحيرة، في المقاربة الموائمة، حين يبدأ الجدل بين المدونة والمنهج: أيهما يتحكم في الآخر؟ هل يُسَلَّط عليها من خارجها، بشكل مُبَيَّت، ومع سبق الإصرار والترصد، كما يفعل بعض الباحثين؟ أم تمليه هي، فينبثق من صميم مقتضياتها الداخلية، كما يحدث أحيانًا؟ | Art-and-Literature |
أجنح في الحقيقة دائمًا إلى الخيار الثاني، لأن علاقتي بالمناهج ليست علاقة ولاء أيديولوجي، كما هو شأن بعض الباحثين، وإنما أنظر إليها باعتبارها مجرد وسيلة لا غاية في حد ذاتها، يحتفى بها، ويُشتغل بها، أكثر من الموضوع المدروس نفسه؛ فحين أفكر في إنجاز بحث ما، أبدأ في تصور أمثل الطرائق لتحقيق الفرضية التي أنطلق منها، وفق ما يقترحه العنــوان، وتسعف به المدونة، ولا أفكر مسبقًا في منهج بعينه، لأني لا أعاني هوس المناهج، وتدجين الذوات والنصوص لسلطتها المهيمنة، إذ ينبــغي أن يكون العكس هو الصحيح، لأن المنـاهـــج كلهــا تولّدت مـن قراءات شخصية لنصوص أو ظـواهر معـيّنة | Art-and-Literature |
هكذا أجدني دائمًا لا أفكر في المنهج إلا عند هذا المطلب المتَّبع في مقدمات الأطروحات | Art-and-Literature |
انسجامًا مع هذا التقليد، أرى أن هذا الكتاب - في تكاثر مادته وتعدد عناصرها - لا يكاد يحيط بها منهج محــدد، لأنــي أتصور الموضوع المدروس - أي موضوع - دائرة مغلقة، والمناهج مداخل افتراضية متعددة لمقاربته | Art-and-Literature |
مهما يبدُ ذلك مقبولًا في عهود كانت تكرس استقلال الأقطاب والكيانات والمعارف والرؤى والمناهج، فإن الأمر - في ظل العولمة الطاغية - بات ضربًا من العبث، إذ تهاوت الحدود بين هاتيك المستويات كلها، واستحال الفصل بينها وصلًا | Art-and-Literature |
المفاضلة هي مؤشر البوصلة في هذه الأطروحة، مهما تلبست بسياقاتها المتعددة، ومهمة المقاربة هي اقتناص روح المفاضلات السارية في نسغ المدونة بجميع مكوناتها وأبعادها السابقة | Art-and-Literature |
التزمت في هذه المقاربة - تحريًا لصدقية القراءة - ألا أعتمد أي باحث وسيطًا بيني وبين مدونتي ما لم أتأكد من تطابق رؤاه مع نتائج استنطاقي المباشر لهذه المدونة، لأن تجربتي المتواضعة في البحث علمتني أن النصوص تقول في سياق ما لا تقوله في آخر، وتبوح لقارئ بما لم تبح به لغيره، وهو ما يجعل الاقتباس التفويضي مظنة للجنوح عن جادة الصواب | Art-and-Literature |
بعد اصطراع المدونة مع المنهج، تبدأ في جدل آخر مع المنهجية، فيبدو أن التحكم في بناء بحث على هذه الدرجة من التنوع والثراء ليس بالأمر الهين، بل إنه يتطلب مستوى عاليًا من إحكام التصورالعام حوله، والإدراك العميق لنسقه الداخلي، في تمفصلاته وتداخلاته، وهذا ما جعلني أعيش رحلة طويلة في سيرورة تصوري لهذه المنهجية، وتغير مخططها في عناصر بنائه، وعنونته، بحيث تعدّدت - في النهاية - أطروحة متعددة الأطروحات، روعي في صوغ عناوينها أقصى ما يمكن من الدقة في التعبير عن الإشكالات الجزئية التي تتكاثر من نواة الفرضية الكبرى لأطروحة المفاضلات الأم، مع مراعاة التجانس بين مختلف عناصر البنية العامة للبحث، تمسكًا بالخيط الرفيع الناظم لشتات وحداتها | Art-and-Literature |
تحكمت خطية وحدات العنوان، وترتيبها المنطقي - من الأخص إلى الخاص إلى العام - في بناء أبواب البحث، حيث تَمَحَّضَ القسم الأول للمفاضلات تأسيسًا للأطروحة، عبر تصنيف شبكة مصطلحاتها، مَصْفُوفاتٍ شبه متمايزة، في حقولها الدلالية، المتدرجة من مستوى المشاركات الأدنى، إلى مستوى المفاضلات الأعلى، ثم ترسيم خلفياتها العميقة التي تكمن وراء تجلياتها المتعددة المظاهر والظواهر، انتهاء بخلاصة لهذا التأسيس، تتلمس أهم الملامح المميزة للشخصية الأندلسية، المجبولة على المفاضلة ذهنية وسلوكًا، وقد انفرد القسم الثاني للأدب مضمارًا للعبقريات، حيث يتفاوت فيه الإبداع والمبدعون، عبر هرمية طبقات الأدب والأدباء، وتتفاضل الأجناس والأساليب والمدارس، وتتسابق الملكات في «بدائع البدائه» والارتجال، وتتنافس العبقريات في لعبة الخطاب بين المُظْهَر والمُضْمَر، تصريحًا وتلويحًا، بينما خُصِّص القسم الثالث للأندلس فضاء الهويات المتفاعلة، حيث يفاضل المكانُ المكانَ، وينافس الإنسانُ الإنسانَ، ويباهي الزمانُ الزمانَ، ويجادل الإيمانُ الإيمانَ، ويساجل العرفانُ العرفانَ، وكأن في هذا البناء إيحاءً بأن المفاضلات ثمرة يانعة، والأدب غصنها النضير، والأندلس جذعها الراسخ الذي يمدها بالخصوبة والنماء | Art-and-Literature |
اندرج تحت الأقسام الثلاثة أحد عشر فصلًا، توزعت على سبعة وأربعين مبحثًا، كل عنوان منها يمثل أطروحة مستقلة | Art-and-Literature |
إمعانًا في البرهنة على تناغم هذا البناء الأكاديمي - على الرغم من تكاثر وحداته الكبرى والوسطى والصغرى - وضعتُ بين يـدي جميع عناوين الأقسام والفصول والمباحث عتبات مؤسسة، ، تتمثّل في قبسات منتخَبة من صميم المدونة، تعبرعن روح كل عنوان، وعن النواة الصلبة لأطروحته، فجاءت شذراتها الإحدى والستون كـلها أندلسـية، باستثناء أربع منها، موزعة بين ابن الربيب القيرواني، والحصري، وابن فضل الله العمري، والمقري، والأول والأخير لم يلجا التاريخ إلا من بــابه الأندلسي، بينما الثاني هو أحد الوافدين على الأندلس من العدوة التونسية، والثالث مؤرخ متورط في المفاضلة بين المشرق والأندلس | Art-and-Literature |
يسعى كتاب المُفاضلات في الأدب الأندلسي/الذهنية والأنساق إلى مقاربة الأندلس - انطلاقًا من تراثها الأدبي بصورة خاصة ومن ثم الإنساني بصورة عامة - مقاربةً نسَقية، تستكْنه أبعاد بنيتها العميقة، وتُفكِّك ذرات نسيجها، وتلملم أشتات مُنْجَز إبداعها البياني المُنْدَاح عبْر فضائها المكاني المُنْتَبِذ موقعًا قَصِيًا في شبه الجزيرة الإيبرية، وعبْر فضائها الزماني الممتد أكثر من ثمانية قرون، وعبْر فضائها الإنساني المركَّب الإثْنِيات والثقافات والخلْفيات، وحتى عبْر جَدَلِها الإيماني المتعدِّد «المِلَلِ والأهْواء والنِّحَلِ»، وذلك كله تَتَبُّعًا لروح الأطروحة المندسة في صميم الذهنية الأندلسية، وجميع الأنساق المنبثقة منها، نظرًا إلى اعتقادي المبدئي بأن فاعلية فرضية «المُفاضلات» كانت حاضرة بقوة وراءَ المُنْجَز الأندلسي بحقوله المختلفة، وأن اتخاذ منظور المُفاضلة آليةً لمقاربة مُجْمَل هذا المُنْجَز يُعتَبر مدخلًا دراسيًا جديدًا جديرًا بالاهتمام، إذ يُفترض أنْ يُفْضِي إلى نتائج جديدة وعميقة ومركَّبة، تساهم في تسليط الضوء على أسرار هذه الظاهرة، وملاحَقة تجليّاتها، وتشْييد مِعْمَارية هَرَمِها، على أسُس أكاديمية ركينة، منافية للملاحظات السريعة الجزئية، المنبثّة هنا وهناك، والمنبثقة عن المداخل الدراسية الضيقة المألوفة في الأعمال السابقة التي لم تتخذ المُفاضلات مَرْكزًا لأطروحتها الأساسية | Art-and-Literature |
الحقيقة أن تعدُّد هذه الأبعاد، ورحابة الأطر، وتَلَوُّن التجليات، وضآلة الرصيد البحثي الماهد في هذا المجال، كلُّها عوامل - من بين أخرى - انتصبت عوائقَ أما مسرعة تَحَقُّق الأطروحة على الوجْه المرغوب فيه، وأطالتْ أمد مَخاضها العسير ثَمَانِي حِجَج دَأْبًا، عانى الباحث فيها تَطاوُل التنْقيب نفْضًا لرفوف المكتبة الأندلسية، أينما أتِيح له التقصّي فيها، داخل موريتانيا والمغرب، وحتى بعض دول الخليج، وهو ما أسفر عن مراكمة مواد كثيرة وغنية ومتنوعة، وَرَّطَتْه في حيْرَة، طال فيها جَدَلُ المُدَوَّنَة والمَنْهَج والمنهجية، إذ بدا من شبه المستحيل هضم هذا الكَمِّ الهَائل من المعلومات، وإنْضاج تَصَوُّر حَصِيف في شأنه، يستوعب خيوطَ شبكة الأطروحة، ويتحكّم في بنائها، وفق مِعْمار ملائم، يصوغ ملامحها المتعدِّدة، ويُصَمِّم عناصر هيكلها المركَّب، بما يتطلبه ذلك من قوة استشعار عالية الحساسية في التقاط خيط «المُفاضلات» الناظم لهذا الشتات، أينما انْدَس في ركام المُدَوَّنَة التي اخترقتْ الأجناس الأدبية كلها، جامعةً عشرات النصوص الشعرية: قصيدًا ورجزًا، وموشَّحًا وزجلًا، وعشرات النصوص النثرية: رسائلَ ومَقاماتٍ وخُطَبًا، وعشرات الشَّذَرات التي تجاوزت التصنيف التقليدي للمُدوَّنة الأدبية، فتلَمَّسَتْ روحَ المفاضلة - خارج النص - حتى في المظهر والموقف والمبدأ والحادث والتصَوُّر | Art-and-Literature |
هذا مع استدراج ما يناهز الخمسمئة من الأمراء والعلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين، من أعماق التراث الأندلسي، ليشكّلوا معي فريقًا استثنائيًا - في كمه وكيفه - تشرفتُ بقيادته لتأسيس هذه الأطروحة، فكانت آراؤهم ورُؤاهم عُمْدَة المواد العضوية التي من أمشاجها تخلّقت هذه الأطروحة، مع ملاحظة أن تتبّعي ترجماتهم، التزامًا بتأريخ وفياتهم أينما ذكروا داخل متن البحث، عمَّق علاقتي بهذا الفريق، ووَثَّق مقتبساتي منه، وبصرني بمواقعها الملائمة، إذ لم أكن أقترض ما لا أدرك كنهه، ممن لا أعرف شخصه، كما يفعل بعض الدارسين | Art-and-Literature |
أمام هذا التنامي غير المحدود لجميع مكوّنات الأطروحة وأُطرها المتوسعة بشكل غير متناه، يتضح مدى صعوبة القبض على ناصية الموضوع، وتَعذُّر السيطرة على مساره الجامح | Art-and-Literature |
من خلال التمرّس ببحث هذه الظاهرة، تبدّى أن هذا المعجم الثري والجهاز المفاهيمي الغني لم ينشآ من فراغ، بل إن الخلفيات الكامنة وراء المُفاضلات كثيرة ومتنوعة، إذ تنبثق من مرجعيات: دينية ونفسية وثقافية واجتماعية وسياسية، وفق المباحث الخمسة التي بنينا عليها الفصل الثاني من القسم الأول لهذه الأطروحة | Art-and-Literature |
لم يكن تناولنا لها في هذا الموقع من بناء البحث، إلا لأننا نعتبرها خلاصة لما تقدم من تأسيس لملامح الأطروحة، ومقدمة لما سيأتي بعدها، من تَحَقُّقات المُفاضلات في جميع أطُرها الأندلسية: أدبيًا وحضاريًا، بحسب القسمين التاليين، فكان عنوان القسم الثاني الأدب: مضمار العبقريات، انطلاقًا من أن كل ممارَسة إبداعية تستبطن إرادة المُفاضلة، وتتغَيَّاها، أصرَّحت بذلك أم أضمرتْه | Art-and-Literature |
هكذا ارتكز الفصل الرابع على أربعة مباحث تمثّل مُدَرَّجَهُ الطبقي، ابتداء من «طبقات الأدباء»، بحسب «مراتب المواهب»، وتدرجًا إلى «طبقات الشعراء»: بين الدَّعِي والحَرِيِّ، مرورًا بـ «طبقات الكلام»: من درجة الصفر | Art-and-Literature |
إذا كان الفصل الرابع خُصّص للنقد الأندلسي، من زاوية اشتغاله بالعمل على نحْتِ هَرَمِ طَبَقِي للإبداع، على اعتبار أن فكرة الطبقية هناك متجذِّرة في صميم روح المفاضلة المتحكمة في الذهنية الأندلسية، فإن الفصل الخامس تمَحْوَرَ حول مُحاكمة الأجناس والأساليب الأدبية، حيث قاربَ مشْغَلًا آخر لذلك النقد، يتمثّل في ترصّد النصوص الأندلسية المنتجة في مَعْمَعَانِ المحاكمَات بين الأنواع والأساليب، والمدارس الأدبية، باعتبارها مظهرًا من مظاهر إشكالية المُفاضلات في الأدب الأندلسي، مُؤسِّسِين أول مباحث الفصل على جدل «الشعر والنثر من التفاضل إلى التعادل»، باعتبار هذه الثنائية أمًّا لكل الازدواجات المُؤَثِّثَة لبقية مباحثه، لأنَّها تختزل مفهوم الأدب الذي لا يَخرج عن طَرَفَيْ الشِّعْر والنثر | Art-and-Literature |
بهذا تكامل البناء الداخلي لأركان هذا الفصل المُخصّص لأصداء المحاكَمات النقدية في الأندلس، وعَزَّزَ تماسُكَ هذا البناء أن النطق بالحُكْم في حَقِّ النصَّيْن كان مرتبطًا أيضًا بمناط المفاضلة السابقة بين أبي تمام والمتنبي، لأن ابن رشيق المرسي نقل المفاضلة عبر القصيدتين الأندلسيتين، إلى مدار التفاضل بين الطائيين، أبي تمام والبحتري، جاعلًا كل واحدة من القصيدتين تنتمي إلى مدرسة أحد القطبين، مرجِّحًا مَنْزَع الطائي الأكبر | Art-and-Literature |
تجاوزنا ملمح المُفاضلات الأدبية المتمثّل في هذه المحاكمات النوعية، إلى الفصل السادس «المبادهات الأندلسية: رهان البيان»، حيث كانت المعارضات أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن المُفاضلات في الأدب، باعتبارها (أي المعارضات) أكثر هذا الباب شيوعًا وتداولًا وتناولًا، خصوصًا في الأدب الأندلسي | Art-and-Literature |
إلا أنني تنكّبت عنها لهذه الأسباب ذاتها، ويَمَّمْت وجْهي شطْر زاوية معيّنة من المُفاضلات، هي «المبادهات» الأدبية، تَجَافِيًا عن المستهلَك المكرور، ومراوَدَةً لمناطق البحث الأكثر جدة وجدارة بالتنقيب وإعادة التركيب، إذ إن المبادهات تلامس أكثر أوتار المفاضلة حساسية، إذ تنخرط العبقريات ضمنها في مسابقات مباغِتة، لم تمهّدْ لها شروطُها الموضوعية والذاتية، قبل اقتحام الحَلَبَة، إمْعانًا في اختبار القدرات الإبداعية للأديب الأندلسي في شعره ونثره، باستفزاز طاقاته الكامنة | Art-and-Literature |
هكذا أُسست رباعية مباحث هذا الفصل على نواة صلبة، هي: «البديهة والروية: تراجح الكفتين»، إذ لكلِّ واحد من طرفيْ هذه الثنائية موقعه ومقتضياته في عملية الإبداع، ولكلٍّ منهما أنصاره، وهو ما يفتح باب المُفاضَلة بينهما واسعًا، ثم فرَّعْناها إلى «مُبادهات الشعراء: سباق النشيد والقصيد»، مرورًا بـ «مبادهات الخطباء: جَدَلِ الخَطْب والخُطَب»، وانتهاءً إلى «مبادهات المُتَرَسِّلِين:سباق الكلِم والقلم» | Art-and-Literature |
بهذا برْهَنَت المُبادهة في الأدب الأندلسي على كونها ظاهرة متحكّمة في ذهنية القوم، باعتبارها مظهرًا من مظاهر المُفاضلات المتجذّرة في نفوسهم النَّزَّاعَة إلى الأفضل، حيث طاولت هذه الظاهرة كتاباتِ المُترَسِّلِين، كما تغلغلت في قصائد الشعراء، وخُطَب الخطباء، بحسب ما أسْلفنا | Art-and-Literature |
Subsets and Splits
No saved queries yet
Save your SQL queries to embed, download, and access them later. Queries will appear here once saved.