Datasets:

text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
حين نضع النماذج في صميم التحليل الوضعي البوبري، فإننا نعيد توظيف هذا الأخير في ضوء ما وصفه بوبر بالتطور المهم في تفكيره الفلسفي اللاحق؛ والمقصود تحديدًا أطروحة العوالم الثلاثة، التي تُعدّ نماذجُ التحليل الوضعي فيها (أسوةً بالبناءات المجردة كالفرضيات والنظريات والبنى الفنية 
Anthropology-and-Sociology
إنّ الحديث عن الموقف الطبيعي (Naturalism)، سواء عبر التاريخ أو في الوقت الراهن، يعني الحديث عن مجموعة من الأطروحات ومشاريع البحث، ذات الطابع الفلسفي أو العلمي، التي لا تشكّل بالضرورة كلًّا موحَّدًا ولا منسجمًا
Anthropology-and-Sociology
أصبح الربط الذي أشرنا إليه، بين العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلوم الطبيعة، أمرًا ممكنًا بفضل المكتسبات الحديثة الهائلة في العلوم المعرفية التي أصبحت تؤهلها للانطباق في المجال الإنساني - الاجتماعي؛ إلى جانب تطورات الموقف الطبيعي التي ارتبطت بذلك في الفلسفة (وفلسفة الذهن) والتي تنبأ بها فلاسفة على رأسهم ويلارد فان أورمان كواين، الذي كتب في ستينيات القرن الماضي أنّ "المعرفة والذهن والمعنى" كيانات تشكّل "جزءًا من العالم نفسه الذي تتعامل معه، وأنه يجب أن تتم دراستها بالروح التجريبي نفسه الذي يبعث الحياة في العلم الطبيعي"
Anthropology-and-Sociology
نستدلّ في هذه الفقرة على بعض مظاهر اندماج اللسانيات المعرفية الحديثة في الأنموذج المعرفي بتقديم أمثلة عن التفاعل عبر الوِجَاهات (Interfaces) بين مكونات النسق اللغوي، ونخص "الدلالة اللغوية"، وبقية الأنساق الإدراكية والتصورية التي تُشَكِّل بنيةَ الذهن/ الدماغ الشاملة وتختصّ علوم مختلفة، كالتي ذكرناها في مستهلّ هذا البحث، بدراستها
Anthropology-and-Sociology
من الملاحظات التي تكاد تكون بديهية في استعمالاتنا اللغوية اليومية، قدرتنا على الحديث عما نراه ونسمعه ونشمه ونلمسه ونذوقه ونستقبله بحسّنا العميق (وقدرتنا أيضًا على رؤية وسماع ما نتحدث عنه)
Anthropology-and-Sociology
يمكننا أن نطرح بخصوص الأنساق التصورية السؤال نفسه الذي طرحناه بخصوص الأنساق الإدراكية؛ فنتساءل عن الكيفية التي نستخدم بها اللغة بصفة تلقائية للتعبير عن تصوراتنا وتصورات شركائنا في التفاعل الاجتماعي، أي للتعبير باللغة عما نسميه "فكرًا" على العموم
Anthropology-and-Sociology
حاولنا في هذا البحث أن نوضح أنّ الأنموذج المعرفي، وليدَ مكتسبات العلوم المعرفية المعاصرة، يمكن أن يشكّل إطارًا لاندماج نتائج العلوم المادية والذهنية، على أساس وحدة منهجية عامة لهذه العلوم، وترابط موضوعاتها السببي و/أو العضوي؛ وذلك من خلال محورين:
Anthropology-and-Sociology
على امتداد عقدٍ من الزمن أو يزيد قليلًا قضاها الباحث في تدريس نظريات التصميم وتاريخه، كثيرًا ما شدّه ظاهرة عزوف بعض الطلبة عن الانخراط الفعلي في الدروس والإقبال عليها بالحماس المأمول
Anthropology-and-Sociology
في علاقة وظيفية بفرضية البحث الأساسية الساعية لتبيّن مدى تجذّر البحوث الكيفية ضمن السياقات الاجتماعية والثقافية التي تنجز في إطارها، فضل البحث الاعتماد في مرحلة أولى على تقنية الاستبيان
Anthropology-and-Sociology
يمثّل هذا القسم الثاني عوْدًا نقديًّا على أهمّ النتائج التي انتهى إليها في القسم الأول، ونظرًا في أهمّ استتباعاتها الإبستيمولوجية والمنهجية التي يمكن تكثيفها في الأسئلة الثلاثة التالية: سؤال المعنى، وسؤال الموضوعية، وسؤال الحقيقة العلمية ومنزلتها بين المحلية والكونية والخصوصية والكلية
Anthropology-and-Sociology
بتوسّط المسألة التي انشغلنا بها في القسم الأول من هذا البحث، حاولنا الكشف عن المكانة المركزية التي بات يضطلع بها المعنى ضمن المناهج الكيفية
Anthropology-and-Sociology
لطالما مثّلت الموضوعية ضمن سياقها الوضعي حلًّا وطريقًا ملكيًّا نحو العلمية
Anthropology-and-Sociology
لا شكّ في أنّ اعتماد المعنى في فهم الفعل، وما اقتضاه من تداخلٍ جدلي متين بين الذات والموضوع، قد فرض مراجعةً عميقة لمفهوم الموضوعية في اتجاه التسليم بحضور متزايد للذات، بما يفرض علينا مساءلةً نقدية لمنزلة الحقيقة بين المحلّية والكلّية
Anthropology-and-Sociology
من خلال البحث في المعاني والدلالات التي بنى من خلالها طلبة الفنون بجامعة قابس تصوّراتهم للممارسة النحتية، والنظر في كيفية سَمْيَأَتِها، وربطها بمقتضيات التسييق الاجتماعي والتسنين الثقافي، ومن خلال التأمّل في أهم الاستتباعات المنهجية والإبستيمولوجية والنقدية المترتبة عليها، يمكن أن نخلص إلى أنّ المنعطف الكيفي الذي تشهده العلوم الإنسانية اليوم قد بات يمثّل أفقًا حقيقيًّا أمام تطورها، وتحديًا جديًّا لها في الوقت ذاته
Anthropology-and-Sociology
لا خلاف في أنّ العلوم الاجتماعية والإنسانية قد بلغت اليوم شأنًا بعيد المدى في إنتاجها المعرفي؛ فالدراسات التي تُعنى بالسلوك البشري، في مختلف أبعاده الكبرى: البيولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والأنثروبولوجية، ومركباتها الثنائية، نحو: علم النفس التكويني، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم العلاج النفسي (Psychothérapie)، وعلم النفس المعرفي (Psychologiecognitive)، والأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، والعلوم المعرفية وتفرعاتها المجهرية، كالماكروسوسيولوجيا (Macrosociologie) والميكروسوسيولوجيا (Microsociologie) والميزوسوسيولوجيا (Mésociologie)، وغير ذلك من الاختصاصات، كلها قد مضت قدمًا في التوالد والتشعب، والتداخل، وصارت تشهد نموًا معرفيًّا شجريَّ البناء، والشكل المنقطع النظير
Anthropology-and-Sociology
إذا صحّ أنّ العلوم الفيزيائية الحديثة قد نجحت في دراسة الظواهر الطبيعية، فلِمَ لا تصح معها دراسة الشأن الإنساني دراسة علمية، فيتحقق بها فتح جديد يُضاف إلى ذلك النجاح الأول؟ فليس من المعقول أن يَقْبل العالم العاقل اليوم باستكانة الإنسان لأوهام موروثة واعتقادات أسطورية مشبوهة، تقف حائلًا دون معرفة طبيعة انفعالاته، وحقيقة حالاته المرضية النفسية والاجتماعية، وأزماته الاقتصادية، وتركيبات بناه الذهنية الاجتماعية والثقافية
Anthropology-and-Sociology
يذهب أنصار العلم، من طبيعانيين وماديين وفيزيائيين، في خصومتهم المنهجية بينهم وأنصار الفلسفة العقلانية والروحانية، إلى ضرورة الاحتذاء بأنموذج العلوم الطبيعية في دراسة السلوك البشري، فرديًّا كان أو جماعيًّا
Anthropology-and-Sociology
إنّ الذين ينتصرون للفلسفة، وإن كانوا يقرون للعلم الوضعي بقدرته على صياغة قوانين الظواهر الطبيعية، ومن ثم نبذ كل خطاب فلسفي مفهومي ميتافيزيقي لاهوتي مجرد، فإنهم ينطلقون من فرضية أنطولوجية فحواها أنّ الظواهر الملحوظة إنما هي مظهر لوجود حقيقي هو وجود الروح
Anthropology-and-Sociology
لقد وضحنا، في ما تقدم، كيف أنّ الخصومة المنهجية في العلوم الاجتماعية والإنسانية قد كشفت في بدايتها عن نزعتين فكريتين متعارضتين تميلان إلى إنشاء أنموذج كلي هرمي (The Pyramid Model): أحدهما روحي يعتبر "تحت الأنا ذات الحالات المحددة والمتمايزة، 'أنا' أخرى فيها من التتابع ما ينطوي على التداخل والتنظيم والامتزاج"
Anthropology-and-Sociology
معلوم أنّ كل خطاب علمي لا يخلو من فرضيات توجهه، فما فرضيات تعدد اختصاصات العلوم الاجتماعية والإنسانية؟ نُجمل القول فيها في ثلاث فرضيات أساسية:
Anthropology-and-Sociology
مفاد هذه الفرضية أنّ الإنسان كائن طبيعي حي يتحيز، من حيث طبيعته الجسدية البشرية، في هذا العالم الخارجي المادي الذي يحيط به من كل جانب، ويشارك سائر الموجودات الأخرى من جمادات ونباتات وحيوانات في هذه الخاصية التحيزية المادية، وإن على نحو مختلف في الهيئة
Anthropology-and-Sociology
هي فرضية ناتجة من الأولى، نحتاج إليها في دراسة واقع العلوم الاجتماعية المتأزم في الوطن العربي أكثر من غيره، وفحواها أنّ الشروط الإبستيمولوجية لقيام العلوم الاجتماعية والإنسانية وأدواتها الإجرائية تظل إرثًا علميًّا إنسانيًّا مشتركًا بين الأمم، وإن تنوعت موضوعاته الثقافية وتباينت
Anthropology-and-Sociology
فحوى هذه الفرضية أنّ الإنسان كائنٌ اعتقادي يعتقد أنه حر، وقصدي يقصد في وجوده تحقيق إنسانيته
Anthropology-and-Sociology
إنّ المتمعّن في العلوم الاجتماعية والإنسانية لا يجد كبير عناء في أن يدرك أنّ تفرعها إلى اختصاصات مثنى وثلاث، إنما يرجع الفضل فيه إلى تعاضد العلوم الرياضية والمنطقية، والفيزيائية الكمومية، والعلوم المعرفية جميعًا، ومن ثم نشأت مقاربات إبستيمولوجية تتوسل بأنموذجين علميين: الأنموذج الفيزيائي الكمومي، والأنموذج العصبوني، للتحلّل من الأخطاء المنطقية، نحو خطأ المقولة (Category Mistake) على حد عبارة جيلبرت رايل النقدية للنحو الميكانيكي (The Grammar of Mechanics) القائم على الثنائية الديكارتية حينًا، والتخلص من الفروض الفلسفية الزائدة على اللزوم، شيئًا فشيئًا، نحو فرضية الظواهر المصاحبة مثلًا، حينًا آخر
Anthropology-and-Sociology
تظهر لنا في المفاهيم التي تشترك في البادئة: الميكرو، والماكرو، والميزو، كما أشرنا إلى ذلك في مستهل الفصل؛ وهو ما يعني أنّ المفهوم العلمي قد يرتحل من مجال علمي إلى مجال علمي آخر؛ فيكسب العالم قدرة على مفهمة مجال بحثه
Anthropology-and-Sociology
فحوى هذه التناسبات أنّ الخصومة المنهجية بين علوم الطبيعة وعلوم الإنسان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت تقوم على فصل قطعي أنطولوجي بين موضوعات البحث، وتنعقد عند التعارض الجذري بين منهج التفسير والفهم
Anthropology-and-Sociology
لقد قضى اكتشاف العلوم الفيزيائية المعاصرة، والعلوم الاجتماعية والإنسانية لاتجاه الزمن، بعودة الأفق الغائي والتقويم الأخلاقي والتدبير السياسي
Anthropology-and-Sociology
إذا كانت العلوم الفيزيائية والكيمائية، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، قد أطلعتنا على كثرة الاختصاصات نتيجة موضوعاتها المركبة بين الظاهر والخفي، والثابت والمتحول، بحكم اتجاهها الزمني نحو المستقبل، فإن السؤال الإبستيمولوجي الذي تطرحه اليوم على العلماء والإبستيمولوجيين يدور على وحدة هذه الاختصاصات؛ ما مصدرها؟ وما شروطها؟ وما مقاصدها؟ أتحملنا الثورات العلمية الحديثة والمعاصرة، الطبيعية والإنسانية، إلى فوضى الاختصاصات، بعد أن حطمت ذاك التحالف القديم الإحيائي والأسطوري ونظرته الكلية الجامعة، أم تدفعنا إلى البحث عن أساس أنطولوجي جديد نابع من الممارسات العلمية نفسها؟
Anthropology-and-Sociology
من مفارقة البحوث العلمية المعاصرة أنها تدفعنا إلى تفتيت الوقائع المدروسة إلى مجالات أشبه بغرف طوابق متراكبة البناء تقابل حدودها الظاهرة حدود اختصاصاتنا العلمية، ثم تجبرنا على الالتزام بالبحث عن التفاعلات والآليات المشتركة بينها، بغية إنشاء وحدة ناظمة للاختصاصات جميعًا
Anthropology-and-Sociology
إنّ وحدة الاختصاصات العلمية في العلوم الاجتماعية والإنسانية لا يمكن أن تظهر لنا إلا إذا ترجمنا ذلك الأنموذج الشجري المعرفي المتنوع المذكور سلفًا إلى حزم معرفية ثلاث، هي:
Anthropology-and-Sociology
لما تقرر أنّ إشكالية مناهج العلوم الاجتماعية والإنسانية أصبحت تبسط وفق أنموذج علمي معاصر يقيم، بدلًا من القطيعة والفصل، علاقات تناسبية، مفهومية ومنهجية وإيتيقية بين العلوم؛ بهدف توسيع نطاق البحث العلمي، وإكساب الإنسان الأسباب الحقيقية للتحرر من الوهم نظريًّا، ومن العجز عمليًّا، ترتب على ذلك أنّ وحدة الاختصاصات العلمية، وإن استمدت مبدأ وحدتها من الوجود الإنساني أنطولوجيًّا ومن خصائص الخطاب العلمي إبستيمولوجيًّا، فإنها لا تكتسب قيمتها المعرفية إلا إذا انتقلنا من وظائف مناهجها العلاجية الموضوعية إلى وظائفها الاستراتيجية الذاتية لتحقيق مقاصد إنسانية
Anthropology-and-Sociology
إذا انطلقنا من تلك الحزم المعرفية المذكورة سلفًا، أدركنا أنّ صفة الموضوعية قد أصبحت تشمل اختصاصات العلوم الاجتماعية والإنسانية، لأنها لم تفقد شرط التوسل بمناهج دقيقة الصياغة ومعلومة الإنجاز، تساعدها على حسن التعامل مع ما يظهر من الحالات المرضية النفسية، والأزمات الاجتماعية، والاقتصادية، ولم تخل من إصابة هدفها العلاجي بكل موضوعية، وإن على نحو مؤقت
Anthropology-and-Sociology
لما كان النقص الوجودي عند الإنسان لا يقتصر على وجهه الطبيعي الذي يُتَغلب عليه بوظيفة مناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية العلاجية، بل يضم في صميمه نقصًا وجوديًّا قيميًّا أيضًا، احتاج إلى مقاربة استراتيجية
Anthropology-and-Sociology
في ختام هذا الفصل، نستخلص ما يلي: لقد طرحت إشكالية مناهج العلوم الاجتماعية والإنسانية منذ تأسيسها إلى اليوم في ضوء أنموذجين علميين
Anthropology-and-Sociology
الطبيعة البشرية طبيعة اجتماعية؛ فالكائن البشري، بخلاف الحيوان، يولد وينمو داخل نسق اجتماعي، حيث يخضع لسيرورة تثقيف معقّدة يتلقى عبرها جملةً من القواعد والمعايير والقيم
Anthropology-and-Sociology
كان للثورة العلمية منذ القرن السابع عشر دور كبير في تكريس العلم الطبيعي، باعتباره نموذجًا للمعرفة الصحيحة؛ لأنه ظلّ ينتج بصورة مطردة معرفةً موثوقة عن العالم الفيزيقي
Anthropology-and-Sociology
يُميَّز العلم بطبيعته "التقدمية"؛ ذلك أن فلاسفة العلم ومؤرخوه يعتقدون "أنه يمكن فصل العلم فعليًّا عن الدين، والفن، والفلسفة، والسياسة بالرجوع إلى منهجه؛ إذ يُتصوَّر أنّ هذا المنهج كاف ليضمن التقدم المستمر للعلم أو على الأقل يمنح معايير واضحة لتعرُّف التطور 'التقدمي' داخل العلم"
Anthropology-and-Sociology
يكشف التقدم في مجال العلوم الطبيعية مظهرين متضافرين: الأول أنّ هناك تطورًا تراكميًّا مطردًا في مخزون معرفتنا بالعناصر والأشياء والعلائق المشكلة للطبيعة، علاوةً على زيادة معرفتنا بالاطرادات والقوانين التي تحكم الأشياء
Anthropology-and-Sociology
يمضي التغير العلمي في العلوم الطبيعية على نسقٍ واضح؛ إذ ننتقل من طورٍ إلى آخر، وتتراكم المعارف في خطٍ متصل الحلقات
Anthropology-and-Sociology
تخلَّقت أطروحة "علم حقيقي" للمجتمع والسلوك الإنساني في ظلّ تيارٍ جارف يعلن استقلال العقل، ويعُدُّ مناهج العلوم الطبيعية القائمة على الملاحظة منهجًا وحيدًا ومصدرًا موثوقًا للمعرفة
Anthropology-and-Sociology
على مدى القرون القليلة الماضية، تطورت طريقة معينة لتصور ومقاربة دراسة البشر وعالمهم، ومارست تأثيرًا متزايدًا وانتشرت في مناطق واسعة من الكوكب
Anthropology-and-Sociology
يَعرِضُ هذا الكتابُ نتائجَ بحثي في نشأةِ المفهوم الحديث للمجتمع وعمليةِ تَشكُّله
Anthropology-and-Sociology
أصبحت الفردانيةُ في عشرينيات القرن التاسع عشر موضوعًا لنقاش متزايد وهدفًا لنقد متكرر
Anthropology-and-Sociology
أدى النقدُ النظري والإبستيمولوجي للفردانية إلى صوغ مفهومِ المجتمع الحديث
Anthropology-and-Sociology
اشتمل المفهومُ الحديثُ للمجتمع في صياغته الأولى على نظرية للفعل البشري
Anthropology-and-Sociology
رأينا في الفصل السابق أن المفهومَ الحديثَ للمجتمع تَشَكَّلَ بالكامل في عشرينيات القرن التاسع عشر
Anthropology-and-Sociology
بالفعل، تندرج الانتقاداتُ الأولى التي وجّهها ماركس وإنغلز إلى الليبرالية الاقتصادية الكلاسيكية ضمن حركةِ ردة الفعل النظرية الداخلية التي تتألف من الفردانيين الطوباويين والليبراليين النقديين والتي غذّاها الإحباطُ المتكرّرُ من التوقعات
Anthropology-and-Sociology
تصف الفصولُ السابقةُ كيف تَشكَّلَ المفهومُ الحديث للمجتمع
Anthropology-and-Sociology
لم يكن لمفهوم المجتمع خلال العقود الأولى من حياته سوى تأثير ضئيل للغاية، مقصور على بعض الدوائر الصغيرة من المثقفين والأيديولوجيين السياسيين والنشطاء
Anthropology-and-Sociology
تؤكد الأنثروبولوجيا السياسية المعاصرة تغلغل السياسة والقوة في جميع مناحي الحياة، وتُعتبر حساسية الأنثروبولوجيا إزاء شمولية القوة والسياسي وتخللهما إحدى نقاط قوة هذا الفرع
Anthropology-and-Sociology
ظل الأنثروبولوجيون بعيدين فترة طويلة عن التنظير الاجتماعي للفعل الجمعي أو الاجتماعي
Anthropology-and-Sociology
عُرّفت الحركات الاجتماعية وأُعيد تعريفها عبر الزمن
Anthropology-and-Sociology
تقتضي المقاربة المنظمة للدور الذي تؤديه الأنثروبولوجيا في دراسات الحركات الاجتماعية استيضاح نطاق دراسات الحركات الاجتماعية، وذلك لتحديد أبعاد الدراسات التي يمكن أن تساهم فيها الأنثروبولوجيا الثقافية الاجتماعية، وأنثروبولوجيا الحركات الاجتماعية
Anthropology-and-Sociology
النظرية إطار تفسيري؛ نسق من الافتراضات المنظَّمة والمستمَدّة من الملاحظة، وهي توجه البحث الإمبيريقي؛ إذ إن الاتجاه النظري الذي يعتمده الباحث يساعد في تحديد المشكلة وكيفية معالجتها، وتوفر النظرية عن طريقه إطارًا لتحليل البيانات الكيفية وتفسيرها وتأويلها، كما أنها تمنح القدرة على اختزال الواقع إلى مجموعة من المبادئ المجردة
Anthropology-and-Sociology
يلوذ الباحثون بنظرية الحركة الاجتماعية الجديدة (NSMT) لتفسير دور الحركات الاجتماعية في المجتمعات ما بعد الصناعية
Anthropology-and-Sociology
يتمثل العامل الرئيس المميز للحركات الاجتماعية الجديدة في وجهة نظرها الأيديولوجية، ومن هذا الاختلاف تنحدر جميع الاختلافات الأخرى
Anthropology-and-Sociology
تميل الحركات الاجتماعية الجديدة إلى تغيير القيم الاجتماعية والثقافية، خصوصًا تلك المتعلقة بالاستقلال الفردي، وذلك بدرجة أكبر من ميلها إلى تغيير البنى الاجتماعية ككل
Anthropology-and-Sociology
تتأسس الحركات السياسية التقليدية في الطبقة الاجتماعية، بينما الحركات الاجتماعية الجديدة في جماعات أخرى، مثل النساء أو الشبان
Anthropology-and-Sociology
تتبرأ الحركات الاجتماعية الجديدة من جميع أشكال التنظيم الرسمي والبيروقراطي، وتفضّل الأشكال الفضفاضة والمرنة، والتي تضم أعضاء عاديين بصورة فعالة
Anthropology-and-Sociology
لا تستعمل الحركات الاجتماعية الجديدة الوسائل السياسية التقليدية الخاصة بالتأثير في الدولة، بل تعوّل على التعبئة الجماهيرية بقصد تغيير القيم والاتجاهات
Anthropology-and-Sociology
تميل الحركات الاجتماعية التقليدية، كالحركات العمالية، إلى التركيز على الاهتمامات والتفاوتات الاقتصادية، فتنشغل بالصراع الطبقي وتنخرط فيه
Anthropology-and-Sociology
تؤكد نظرية الحركة الاجتماعية الجديدة، على حد تعبير كانيل (Canel)، الطابع الثقافي للحركات الجديدة، وتعتبرها صراعات أو نضالات للسيطرة على تشكيل هويات جمعية جديدة، وإنتاج المعنى، بما يعني أن الحركات الاجتماعية الجديدة تنصب بدرجة أكبر على المعاني الثقافية مقارنة بالحركات الاجتماعية القديمة
Anthropology-and-Sociology
تركز الحركات الاجتماعية الجديدة على قضايا الهوية، وهي وظفت فكرة الهوية الجمعية لتفسير تشكل الفاعلين الجمعيين
Anthropology-and-Sociology
تنتمي نظرية الحركة الاجتماعية الجديدة إلى نسق نظري بيني عريض يُعرف بنظرية الحركة الاجتماعية (Social Movement Theory)، التي انطلقت في نهاية القرن التاسع عشر، وتشير إلى دراسة التعبئة الاجتماعية (Social Mobilization)، بما في ذلك مظاهرها وتجلياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية، ونتائجها
Anthropology-and-Sociology
تطورت في الستينيات نظرية تعبئة الموارد (Resource Mobilization) في مواجهة نظرية السلوك الجمعي (التي دافع عنها إميل دوركهايم (Émile Durkheim) وبلومر) ورفْضها لها
Anthropology-and-Sociology
تعكس نظرية تأطير الحركة الاجتماعية (Social Movement Framing Theory) الاندماج والتشابك بين الثقافة السائدة والفعل الجمعي
Anthropology-and-Sociology
ركز كثير من الدراسات النسوية المبكرة على تفسير الخضوع الأنثوي (الذي اعتبره بعض الباحثين إحدى العموميات الثقافية)، بينما قاربت الدراسات الأكثر حداثة التركيب الاجتماعي للنوع، والاختلافات بين جماعات النساء، والكيفية التي من خلالها يؤثر النوع في القوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
Anthropology-and-Sociology
في ما يلي مقاربة لأبرز المفهومات التي يستند إليها هذا البحث، وبحوث ثقافة الحركة الاجتماعية بعامة:
Anthropology-and-Sociology
ليس ثمة اتفاق بين الأنثروبولوجيين على مفهوم واحد للثقافة؛ فهناك كثرة هائلة من التعريفات المطروحة والمعاني التي اكتسبها المفهوم وصار يعني أشياء عديدة لكثير من الباحثين عبر الزمن
Anthropology-and-Sociology
نشأت الحركات الاجتماعية، كما نعرفها، متزامنة مع نمو الدول القومية الحديثة، وتطورت إلى وسائل مألوفة للمطالبات الضاغطة
Anthropology-and-Sociology
ثمة اعتراضات على اعتبار الاحتجاج سمة أساسية تميز الحركات الاجتماعية، وذلك انطلاقًا من الدور الهامشي الذي يؤديه الاحتجاج العام في الحركات المهتمة بالتغير الشخصي والثقافي، والحركات الدينية، وأشباهها
Anthropology-and-Sociology
يستعمل منظّرو الحركات الاجتماعية الجديدة مصطلح الهوية الجمعية (Collective Identity)، وهو مصطلح أكثر عمومية من مصطلح الوعي الطبقي، ويُطبَّق على مدى واسع من التحديات المعاصرة الموجهة إلى السياسات الحياتية، وكذا السياسة التحررية
Anthropology-and-Sociology
إن فكرة تحليل الإطار مستقاة من أعمال غوفمان، الذي أوضح أن الأفراد يؤطرون خبراتهم بقصد تنظيم العالم من حولهم وفهمه
Anthropology-and-Sociology
انبثقت دراسات النوع من مقاربات النشاط (Activism) التي ميزت، على امتداد فترة طويلة، دراسات المرأة، ودراسات السياسات النسوية ودراسات النوع المرتبطة بها
Anthropology-and-Sociology
يتطلب فهم حركة اجتماعية معيّنة بحث السمات الواقعية والثقافية التي ميزت ظروف ما قبل تشكُّل الحركة (Premovement)، وأسباب ظهورها وتشكّلها على نحو من الأنحاء
Anthropology-and-Sociology
مكث حسني مبارك في سدة الحكم قرابة ثلاثة عقود، وحكم تحت مظلة قانون الطوارئ منذ عام 1981
Anthropology-and-Sociology
بسكان تجاوز عددهم 85 مليون نسمة (داخل الجمهورية) في كانون الثاني/يناير 2014، تُعتبر مصر أكثر بلدان الشرق الأوسط كثافة سكانية
Anthropology-and-Sociology
يخضع معظم بلدان الشرق الأوسط لنظم حكم استبدادية قمعية
Anthropology-and-Sociology
نشأت حركة الاشتراكيين الثوريين في مصر خلال السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضي، وفيها تلقت تيارات اليسار المحلي والعالمي ضربة موجعة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي تسبب في حالة من الإحباط والتخبط النظري والتنظيمي في صفوف الحركات والأحزاب اليسارية
Anthropology-and-Sociology
على الرغم من اختلاف حركة شباب 6 أبريل عن كفاية من حيث الاستراتيجيا، فإنها متجذرة فيها ومنبثقة من رحمها
Anthropology-and-Sociology
يطور الأفراد داخل الجماعات والتنظيمات أنماطًا خاصة بهم من قيم ومعايير وسلوكيات يومية، وذلك إلى جانب ثقافة المجتمع العامة السائدة (Mainstream)
Anthropology-and-Sociology
تعتمد الأنثروبولوجيا السياسية ما بعد الحداثية تصورًا للسياسة يعتبرها مجموعة من العمليات المتضمنة أو المستخدمة في تحديد أهداف عامة وتنفيذها، والإنجاز الفارق واستعمال أعضاء الجماعة للقوة لتحقيق هذه الأهداف
Anthropology-and-Sociology
يصعب فهم الحركات الاجتماعية من دون مقاربة المعتقدات الأيديولوجية، وحاجة هذه الحركات إلى تكوين هوية جمعية وتشكيلها، وإلى محاولة إقناع أتباعها وتعبئتهم بقصد تأطير المشكلات التي يعتبرونها مهمة
Anthropology-and-Sociology
القيم هي من الركائز المحورية التي تستند إليها ثقافة أي جماعة
Anthropology-and-Sociology
يمكن وصف ثقافة حركة 6 أبريل بأنها "ثقافة ارتياب سياسي" (Political Mistrust)
Anthropology-and-Sociology
ثمة من يعتبر الرمزية مرادفة للثقافة، التي توصف أحيانًا بأنها الأبعاد الرمزية التعبيرية للحياة الإنسانية
Anthropology-and-Sociology
تمثل معيّنات الهوية (Identifiers) العناصر التي تحدد هوية الحركة وتعيّنها؛ إذ يبتكر كثير من تنظيمات الحركة الاجتماعية صورة ممثِّلة أو تمثيلًا تصويريًا (Logo) لافتًا للنظر، ويحقق نقل هوية التنظيم بصورة مباشرة وعاجلة
Anthropology-and-Sociology
تتحدى الحركات الاجتماعية الجديدة الشفرات الثقافية (Cultural Codes) لعلاقات القوة المتمأسسة
Anthropology-and-Sociology
بتعبير آخر، تفيد الحركة، إلى جانب ثقافة الحركة الفرعية، الثقافة الرئيسة وترفدها، وتتخذ منها صندوق عُدّة تستمد منه أدوات تدعم ممارساتها الاحتجاجية
Anthropology-and-Sociology
أطلق عدد من الباحثين مصطلحات مختلفة على فكرة البيئة الثقافية، منها: "الشفرات" (Codes)؛ "النصوص" (Scripts)، "صندوق العُدّة" (Tool Kits)؛ "العقليات أو الذهنيات" (Mentalities)؛ "السياق الخطابي" (Discursive Context)؛ "البناء الثقافي" (Cultural Structure)؛ "بنية الفرصة الثقافية" (Cultural Opportunity Structure)
Anthropology-and-Sociology
يشير التعريف القاموسي والمعجمي لكلمة "ذخيرة" إلى المسرحيات أو المسرحيات الموسيقية التي تستعد فرقة معيّنة لأدائها، أو إلى قائمة من المهارات التي يمتلكها فرد أو جماعة معيّنة، أو إلى ذخيرة كاملة من الأدوات والمقومات التي تُستعمل في مجال معيّن أو في ممارسة معيّنة
Anthropology-and-Sociology
تتوسل حركة شباب 6 أبريل بأساليب ووسائل الفعل غير العنيف (Nonviolent Action) التي تتوافق مع أيديولوجية الحركة
Anthropology-and-Sociology
إن ذخائر النضال أو الذخائر التكتيكية مكون رئيس من مكونات ثقافة الحركة الاجتماعية، ومضمونها ثقافي؛ ففي معرض السعي للتأثير في قضايا سياسية معيّنة، تعبّئ الحركة، إلى جانب الموارد الاقتصادية والسياسية والاتصالية، موارد ثقافية تشمل المعرفة الضمنية المتعلقة بإنجاز مهمات معيّنة، مثل تنظيم نشاط احتجاجي أو عقد مؤتمر صحافي، أو إجراء التعبئة عن طريق الإنترنت؛ ذلك أن تعبئة الموارد تعتمد على أساليب من مثل مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني المباشر
Anthropology-and-Sociology
تتسلّط البحوث والدراسات المعاصرة التي تقارب الحركات الاجتماعية على نمو الهوية الجمعية للحركة وتشكّلها
Anthropology-and-Sociology
تُطور تنظيمات الحركة الاجتماعية أطرًا استراتيجية، وتدعم تشكّل هويات جمعية تدفع الأعضاء إلى الانخراط في فعل جمعي
Anthropology-and-Sociology
تتشكل الهويات الجمعية داخل مجتمعات الحركة الاجتماعية، ولكنها تتشكل بعوامل داخلية وخارجية تتفاعل في تشكيل مسار الحركة، والعلاقات بين أعضائها، والهوية السياسية
Anthropology-and-Sociology
توضح التفاعلات وأنساق المعنى في جماعة الحركة عمليات بناء الهوية
Anthropology-and-Sociology
تنشأ الهوية من عمليات التحديد الذاتي (Self-Identification) والإدراك الخارجي
Anthropology-and-Sociology
تفرز الحركة رؤى للعالم توجه ناشطي الحركة، وتشكل وعيًا جمعيًا
Anthropology-and-Sociology
في ما يتعلق بميكانيزم التفاوض، تشترك الحركات مع فاعلين سياسيين آخرين، وتفرض أو تمثل هويتها المشتركة بصورة متواصلة، وتعمل على التأثير في المعاني الرمزية
Anthropology-and-Sociology