Datasets:

text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
يرى فيبر أن في غياب «قوانين موضوعية»، ينبغي أن يُعاد بناء التطور العام للتاريخ انطلاقًا من مسألة الاهتمام الذاتي؛ فهو الذي يجعلنا نرى المجتمعات الحديثة حصيلة تطورات وتحولات تركيبية من حيث كيفية مسارها، سواء في مجال الدين أو في مجال الاقتصاد أو السياسة أو القانون؛ إذ عرفت هذه الدوائر مراحل تطورية منتظمة بشكل مواز أفرزت معها عملية العقلنة العامة للحياة
Anthropology-and-Sociology
كان من بين نتائج النقد الفيبري الجذري للرؤية التاريخية، إعادة النظر في بعض المفاهيم والتصورات المركزية داخل معظم الاتجاهات، بما في ذلك المدرسة التاريخية للاقتصاد السياسي والمادية التاريخية
Anthropology-and-Sociology
كيف جرى نقل الحقل والمجال الاقتصادي من مستوى الرؤية التجزيئية إلى الرؤية الشمولية؟ ما هي الخلفية الفلسفية وراء هذا القلب المنهجي للرؤية الاقتصادية؟ وأخيرًا، كيف أتاحت هذه الرؤية والمقاربة الفيبرية الشاملة للمسألة الاقتصادية الوقوف على مفهوم العقلنة؟
Anthropology-and-Sociology
من هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس، قدم فيبر تعريفه لمفهوم الاقتصاد، خصوصًا «حينما نكون أمام حاجة أو مجموعة من الحاجات، وفي المقابل تكون الوسائل وعدد الأفعال الملازمة لإشباع تلك الحاجات بحسب التقديرات الذاتية للشخص المعني محدودة جدًا؛ إذ تشمل هذه الحالة جميع السلوكات التي تأخذ بعين الاعتبار الشروط المبتكرة؛ ذلك أن ما ينشئ النشاط العقلاني الغائي هو الإحساس الذاتي بفقر الوسائل، وتوجه النشاط انطلاقًا من نقطة البداية»
Anthropology-and-Sociology
ينقلنا هذا إلى مسألة أساسية وجوهرية داخل هذا التصور الشمولي الفيبري للمسألة الاقتصادية وللخلفية التي تحكم هذا التصور
Anthropology-and-Sociology
مما لا ريب فيه أن تخصيص فصلٍ للحديث عن منهجية فيلسوف عطاؤه محط تحليل، أو مفكر إنتاجه قيد الدرس، بات تقليدًا شائعًا بين البحوث الجادة، وسنّة محمودة في الدراسات الأكاديمية
Anthropology-and-Sociology
يشكل التفهم (Verstehen) حلقة مركزية داخل المشروع المنهجي الفيبري؛ إذ إنه يُعتبر من الخصوصيات الجوهرية التي تتفرد بها موضوعات علوم الإنسان عامة والفعل الاجتماعي خاصة
Anthropology-and-Sociology
يبدو أن لهذا المفهوم تداعيات؛ إذ ما إن نسمع كلمة القيمة حتى يتبادر إلى أذهاننا كل ما هو معياري في مقابل ما هو موضوعي، حيث تأخذ القيمة صفة ذاتية في مقابل الواقع الذي يأخذ طابعًا موضوعيًا؛ فكلما انفصلت الذات عن الموضوع، تحققت درجة الموضوعية، بخلاف الأحكام الذاتية التي تتصف بطابع قدحي، وهو تصور مستفاد من التأثير الذي مارسته علوم الطبيعة - من خلال صعودها الكاسح - على المعارف الإنسانية الأخرى
Anthropology-and-Sociology
يرى فيبر أننا لا نقصد بالدلالة الثقافية الأسباب السيكولوجية لانتقاء الظواهر المتفردة كهدف للوصف التاريخي، وإنما الرجوع إلى الأسباب المعقولة، التي تشكل عنصرًا صالحًا لهذا الوصف كتقرير ومعاينة علمية للواقع الاختباري؛ إذ تُتخَذ الدلالة الثقافية غاية وهدفًا «بحيث يؤدي بنا فهم تلك الغايات إلى فهم الذهنيات»؛ وعليه، كانت كل غاية بمنزلة سبب داخل لحظة زمنية، ووفق نسيج ثقافي له سلطته في توجيه عقلية الناس والتحكم فيها
Anthropology-and-Sociology
ما هي حقيقة علاقة النمط المثالي بمنهج العقلنة؟
Anthropology-and-Sociology
- أثر المناخ العام والنقاش الدائر حول العلوم الإنسانية في القرن التاسع عشر في المنهجية الفيبرية، وهي بدورها أثّرت في تصوره لمفهوم العقلنة
Anthropology-and-Sociology
فيما نحن نفصّل القول في المنهجية الفيبرية، استوقفتنا بشكل لافت نظرية الفعل والنشاطات الإنسانية
Anthropology-and-Sociology
يبتدئ فيبر بـ الفعل العقلاني - الغائي (Zwekrational)، وهو يشكل النقطة المرجعية لباقي الأفعال الأخرى، حيث يشرح طبيعته المتمثلة في ترقبه سلوك الآخر داخل مجال معين؛ هذا الترقب الذي يُعتبر شرطًا أو وسيلة لبلوغ الفاعل غاياته المحسوبة وخطواته العقلانية
Anthropology-and-Sociology
يرجع سبب التصنيف الفيبري المتراتب للأفعال إلى مسألتين اثنتين: الأولى تتمثل في المنهجية الفردانية، وهي منهجية استنتاجية، تجتهد في استنتاج الملاحظات التاريخية انطلاقًا من أوّليات أساسها «الفعل الفردي»
Anthropology-and-Sociology
تأثر فيبر بالنزعة الاقتصادية في مقاربته للأفعال، وهي مقاربة موسعة من حيث الجذور التاريخية ترجع إلى الفلسفة الفردانية، حيث يسجل بيكر (G
Anthropology-and-Sociology
ينبغي عدم نسيان أن الترتيب الفيبري للأفعال، ابتداء من الفعل التقليدي إلى الفعل العقلاني الغائي، هو تعبير عن طبيعة عملية العقلنة الغربية ومسار هذه العملية التي توقفت ووجدت نهايتها في النظام الاقتصادي الرأسمالي
Anthropology-and-Sociology
نستخلص مما سبق أن طغيان العقلنة الأداتية بطابعها الغائي، والتي ستجد نموذجها في النظام الاقتصادي الرأسمالي، ساهم في إضعاف جميع السلوكات الطبيعية والقيمية، خصوصًا الفعل التقليدي والوجداني، وأخيرًا الفعل العقلاني القيمي
Anthropology-and-Sociology
سبقت الإشارة إلى أن نمط الفعل الفيبري للفاعل الإجرائي محدود وغير مطابق لشروط الفعل، خصوصًا الشروط الخطابية التي يتوصل الفاعل من خلالها إلى تشكيل قراراته وتكوينها؛ إذ ينبني مفهوم النشاط العقلاني انطلاقًا من منطق الفعل الفردي، وهذا يرجع إلى المنهجية الفيبرية التي أثرت في تصوره للفعل، وهو تصور فردي معزول، ربما نجد تبريرًا له في كون فيبر «كان مهمومًا بفكرة استقلالية الذات الفاعلة ولو بعزلها عن سياق العقلنة وتبعاتها»؛ فتطور عملية العقلنة من الفعل التقليدي إلى الفعل العقلاني الغائي لا يعني أن الذوات أصبحت مستقلة بالضرورة؛ ذلك أن الفرد المدمج داخل الآلة البيروقراطية الحديثة بعيد عن تحديد غاياته ووسائله لخضوعه بصفة عامة لضغوط تقنية، «لذلك لا يهم إن كان الفعل عقلانيًا غائيًا أو فعلًا عقلانيًا في مقابل القيم، لأن الخضوع يبقى هو نفسه»، في حين يرى هبرماس أن جوهر الإشكال الفيبري في ما يخص نظرية الفعل يرجع إلى طبيعة تعريفه هذا الفعل، أي ذلك السلوك الإنساني الذي يربطه الفاعل بمعنى ذاتي، «وهنا تحضر عند فيبر فحسب نظرية قصدية الوعي، مع تغييب تام للدلالة اللسانية؛ إذ إن المعنى مرتبط بمقاصد الذات الفاعلة وآرائها كذات معزولة، لا بوسيط لساني متداخل من حيث التفاهم»
Anthropology-and-Sociology
تكمن أهمية السوسيولوجيا الدينية داخل التراث الفيبري في ارتكازها على نقطتين أساسيتين: أولاهما اعتبار كل ممارسة محفزة عبر العوامل السحرية أو الدينية هي ممارسة موجهة نحو العالم الأرضي؛ إنها تستهدف تحصيل السعادة وطول العمر ونقاوة الروح، وليست كما درجت عليه السوسيولوجيا الدينية الكلاسيكية، وهي أنها ممارسة تختص بالعالم الماورائي فحسب
Anthropology-and-Sociology
ربما هناك اتفاق بين فيبر ودوركهايم على أن الكاريزمية تشكل أحد أنماط الديانات البدائية؛ حيث إنها مثلت الشكل الأولي الذي على أساسه ستتطور الديانات بشكل معقد
Anthropology-and-Sociology
يرى فيبر أن الديانة النبوية أثّرت بطريقة حاسمة في التطور الديني، حيث ما عادت «الخطايا خروجًا عن القانون وذات خصائص سحرية، وإنما باتت نقصًا في الإيمان اتجاه النبي وتعليماته وسببًا ومصدرًا لكل ألم»
Anthropology-and-Sociology
ينقلنا مفهوم التوحيد الذي دعت إليه ديانة النبوة أو عملت على تكريسه إلى بعث مجموعة من القضايا ستمثل تحديًا لديانة النبوة؛ إذ بالإجابة عنها، تكون ديانة النبوة قد ساهمت مرة أخرى في عملية العقلنة الدينية، هذه القضايا التي تدخل في إطار ما عُرف بمشكل العدالة الإلهية (Problem of Theodicy)
Anthropology-and-Sociology
لا يمكن إذًا فصل هذه الرؤية الجديدة، وهذا التصور العقلاني للعالم، عن طبيعة المصالح المادية والأخلاقية الموازية لهما
Anthropology-and-Sociology
يبدو لزامًا علينا التمهيد لطبيعة المذهب البروتستانتي - المتمثل في الرؤية الدينية الكالفِنية والذي شكّل اتجاهًا داخل حركة عرفها المجتمع الديني الأوروبي ابتداء من عام 1517 وانتهاء بعام 1555، ابتدأت مع مارتن لوثر (1483-1546) مرورًا بهولدريش زوينغلي (1884-1531) وانتهاء بجون كالفِن (1509-1564) - بتبيان الإرهاصات الأولى للعلمانية، والتي ما كانت لتطفو على السطح لولا دور الإصلاح، وهي إرهاصات يلخصها بول وليام في أسباب محورية ثلاثة: نزع الصبغة الإكليروسية عن المسيحية، مع المساهمة في إضعاف السلطة الاجتماعية للإكليروس الكنسية؛ نزع الصبغة القدسية عن السلطة الدينية بما سهل نزع الصبغة القدسية عن السلطة السياسية وجعلها ذات صبغة دنيوية؛ تأكيد حقوق الفرد الدينية، وإعطاء مشروعية للتعددية، والمساهمة في الاعتراف بحرّية الوعي، والفصل بين الكنيسة والدولة
Anthropology-and-Sociology
شكّل مفهوم الخلاص عنصرًا أساسيًا في العقلنة الدينية داخل المذهب الكالفِني في ما يخص مسألة القدر، وما إذا كان الخلاص كمفهوم يتمحور حول الجواب عن السؤالين مم نريد النجاة؟ ولِمَ نريد النجاة؟
Anthropology-and-Sociology
يُطرح هنا سؤال مركزي وأساسي: إذا كانت العقلنة الدينية قد قامت بنزع الطابع السحري عن العالم عبر إقصاءجميع أشكال الممارسات الطقوسية والسحرية للعالم، فما هو موقع الفرد ومآل الذات داخل هذه العقلنة الدينية؟ هل جعلت الفرد غريبًا عن ذاته عبر الانزواء، أم أنها على العكس دفعت بالأفراد إلى الإحساس بالمسؤولية والدخول إلى عالم المؤسسة؟
Anthropology-and-Sociology
إذا كان موضوع العقلنة، كما تصورها فيبر، هو ذلك المنطق المشترك للسيرورة المتحققة - ابتداء بتصورات ورؤى العالم وانتهاء بممارسات اجتماعية في إطار ما أسماه سلوك الحياة، وانعكاساتها على مجال البِنى الاقتصادية، والمؤسسات السياسية والقانونية - فإن الأمر يقتضي، لا محالة، البحث داخل هذه الفضاءات عن مستويات هذا التحقق العملي للعقلنة
Anthropology-and-Sociology
تبرز غائية العقلنة كسيرورة تاريخية متحققة من خلال مقولة كوليو - تيلين المؤكدة من «أن مفهوم العقلنة الذي يلخص فيبر بموجبه الوقائع المشتركة لسيرورات مختلفة، اقتصادية واجتماعية وأيديولوجية وفنية، بحيث يشكل مجموعها أساس المدنية الغربية الحديثة، يبدو لنا هنا وقد لبس شكلًا، وهذا ما لا يستطيع المؤرخ التخلص منه لا لقناعة ما، بل لضرورة منهجية»
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر في تعريفه خصوصية السلوك الاقتصادي: «لا نقصد بالاقتصاد أنه دائمًا نشاط عقلاني غائي؛ فالمصلّي - مثلًا - الذي يؤدي الصلاة وسيلةً لتحقيق الخير، ولا تدبير الجهد الفكري؛ فليس لاقتصاد الوسيلة علاقة بالنشاط الاقتصادي؛ إننا نتحدث عن المردودية القصوى بوسائل اقتصادية ممكنة، ولسنا بصدد نشاط اقتصادي، إنها تقنية موجهة عقلانيًا نحو غاية ما»
Anthropology-and-Sociology
قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من الإشارة إلى أن هناك شبه قطيعة بين العوامل الداخلية المساهمة في عملية العقلنة الاقتصادية من جهة، والعناصر الخارجية من جهة أخرى، حيث ارتأى فيبر، في بداية مشروعه منهجيًا، ربط العقلنة الاقتصادية المتمثلة في الرأسمالية بمسألة تصورات العالم التي تدخل حيز الأخلاق البروتستانتية، معبّرًا عنها بعقلنة رؤية العالم وانعكاساتها على نمط سلوك الحياة، لينتقل بعد ذلك إلى المستوى الثاني، خصوصًا في كتابه الاقتصاد والمجتمع، بتركيزه على العقلنة الاقتصادية انطلاقًا من العناصر الخارجية، أو ما عبّرت عنه ماريان فيبر في مقدمة الكتاب، بالتحديدات الخارجية، بما في ذلك: التنظيم العقلاني الرأسمالي للعمل الحر؛ التمييز بين الورشة [المقاولة] والمسكن؛ الحساب والمحاسبة العقلانية
Anthropology-and-Sociology
تتمثل معايير النشاط الاقتصادي العقلاني عند فيبر، والتي تجعله متميزًا من النشاط الاقتصادي التقليدي، في النقط التالية:
Anthropology-and-Sociology
يقودنا هذا الأمر إلى أحد التجليات الكبرى للعقلنة الاقتصادية، وهي السمة الأساسية التي شكلت محور اهتمام المشروع النظري لدى فيبر: إنها الرأسمالية
Anthropology-and-Sociology
تظهر من خلال هذه التعريفات خصوصية الرأسمالية الحديثة المتمثلة في السعي نحو الربح، بخلاف الوحدات المنزلية التي تسعى إلى تلبية حاجاتها بانحصارها داخل اقتصاد الكفاف، في حين تخرج الرأسمالية الحديثة عن هذا الإطار إلى مستوى اقتصاد التبادل، علمًا بأن هذا التحول تطلب «أ) فصل العمل المنزلي عن المؤسسة، الذي ساد في الحياة الاقتصادية الحديثة؛ ب) المحاسبة العقلانية، وهي مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا»
Anthropology-and-Sociology
نجد فيبر يحدد طبيعة النظام الاقتصادي الرأسمالي انطلاقًا من مقارنته بالدولة الحديثة وخصوصية الوسائل
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر، جوابًا عن السؤال المطروح أعلاه: «إذا كان تطور العقلانية الاقتصادية مرتبطًا بالتقنية وبالقانون العقلانيين، فهو مرتبط أيضًا بالقدرات وبالكفاءات التي يتمتع بها الإنسان ليعتمد بعض أشكال السلوك العقلاني العملي»؛ فالحديث عن قدرات الإنسان الرأسمالي وكفاءاته هو حديث عن أشياء معنوية؛ إنه يقودنا إلى الحديث عن روح الرأسمالية الحديثة كمجال لتحقيق ذاتية الإنسان، انطلاقًا من رؤية للعالم وتصوره
Anthropology-and-Sociology
تتمثل خصوصية النظام الرأسمالي في التنظيم الرأسمالي للعمل، مع تحويل كل شيء إلى مادة للتجارة، فما هو محوري هو تطور رأسمالية المؤسسة البرجوازية مع التنظيم العقلاني الحر
Anthropology-and-Sociology
إنها قضية ولادة الطبقة البرجوازية بسِماتها وخصائصها المميزة؛ فحينما يتحدث فيبر عن الرأسمالية المؤسسة على المقاولة والمبنية على التنظيم العقلاني الصوري للعمل الحر، فإننا نجده يضيف إلى هذا التعريف البرجوازية التي هي «شريحة اجتماعية ذات وضعية اجتماعية كإرادة وروح، ذات ذهنية اقتصادية خاصة؛ إنها ذهنية الترقب، فهي سيدة الموقف في مقابل ذهنية الفلاحين والحرفيين
Anthropology-and-Sociology
بعد أن تعرفنا إلى خصوصية الفئة الحاملة للمشروع الرأسمالي، نرجع إلى العوامل الأساسية الأخرى في بروز الرأسمالية الحديثة، متمثلة في العمل الحر الذي يتطلب أشخاصًا أحرارًا
Anthropology-and-Sociology
يرى فيبر أن هناك عوامل داخلية وخارجية ساهمت في تفكك بنية العمل المنزلي، وفي انتقاله إلى مستوى الورشة أو المقاولة
Anthropology-and-Sociology
إذا تجسدت العقلنة السياسية في نمط الهيمنة العقلاني، فذلك يعني احتياج مشروعية القيادة إلى قواعد مؤسسة عقلانيًا عبر القانون، بقدر ما تستلزم مشروعية المؤسسة السياسية دستورًا مقننًا ومعايير معلومة
Anthropology-and-Sociology
قبل الإجابة عن هذين السؤالين، لا بد من التمييز بين ما يُعرف بالعقدية القانونية، والسوسيولوجيا القانونية؛ إذ تحاول العقدية القانونية أن تؤسس نظرية في القانون، وما يهمها هو التماسك الداخلي مقارنة بالقوانين والنظريات الأخرى
Anthropology-and-Sociology
إذا رجعنا إلى الشروط الخارجية لعقلنة القانون، والمتمثلة في السلطة السياسية، نجد أن فيبر يؤكد علاقة تأثير أشكال الهيمنة السياسية في الخصائص الصورية للقانون
Anthropology-and-Sociology
إذا نظرنا إلى طبيعة العناصر الداخلية، يمكن القول إن الممارسة القانونية عرفت تطورًا داخليًا أدى إلى نضجها
Anthropology-and-Sociology
انطلقت العقلنة القانونية من وضع مفاهيم قانونية تقنية مرتبطة بدقةِ لسان الناطق باسم الآلهة
Anthropology-and-Sociology
ما هي إذًا المفاهيم المكوِّنة للقانون العقلاني الحديث؟
Anthropology-and-Sociology
إذا كان فيبر قد ميز بين العقلنة على المستوى الاقتصادي والعقلنة على المستوى القانوني - «لِما للقانون من علاقة متميزة بعملية العقلنة في مقابل السوق، ولِما لاختلافهما من أهمية من حيث موقعه، وضبطه الأبعاد المختلفة التي يجب من خلالها أن يتمأسس العقل» - فهل صحيح أن عقلنة القانون لا تسمح بالمزج بين عقلنة أداتية ضيقة والسلطة، كما هي الحال في السلوك الاقتصادي؟ وهل صحيح أن السلوك القانوني يقوم على الحرية الإنسانية والاختيار برفضه جميع أشكال الإكراه؟
Anthropology-and-Sociology
بحسب فيبر، تكمن العوائق القانونية التي حالت دون تشكّل جهاز بيروقراطي، كما عرفه الغرب الحديث، في الاحتفاظ بسياق الإجراءات والطرق المرتبطة والمكرسة لتقاليد الإلهامات النبوية الملموسة، وكذلك مزاولة الكهانة والسحر، أو عبر ما سمّي العدالة الكاريزمية
Anthropology-and-Sociology
رأينا في الفصل الرابع العقلنة رؤيةً للعالم، متمثلة في وحدة المعنى من خلال نزع الطابع السحري عن العالم، كيف وظف فيبر هذا المفهوم انطلاقًا من الأخلاق البروتستانتية وما تضمنته من رؤية نسقية للكون والحياة، وانعكاس ذلك على السلوك الفردي المنهجي
Anthropology-and-Sociology
يمكن القول إن الموقف الفيبري المتشكك في مآل العقلنة كفقدان للمعنى، يرجع أساسًا إلى طبيعة فهمه صراع دوائر القيم وتوجهاتها؛ إذ يرى أن دوائر القيم التي تشكلت وبنيت بطريقة عقلانية متسقة، نادرًا ما توجد في الواقع، ولكن يمكنها أن «تتمظهر في داخله وفي مسارات تاريخية مهمة
Anthropology-and-Sociology
يجيبنا فيبر: «أصبحت الحياة في هذا العالم موقتة فحسب داخل الوجود الأرضي؛ فالفعل في هذا العالم موجَّه إلى ما وراء العالم، كما أن المشكل الأساسي هو طبيعة العلاقة التي تربط الله بالعالم، إضافة إلى الضغوط التي تمارَس على الفكر»، والناتج من هذا توتر بين حياة الإنسان الباطنية كما هي، وحياته في إطار علاقاته بالعالم
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر: «تتبع النزعات البدائية كلها، المتأثرة بالروح، مصلحة خاصة؛ فهي تحارب كل الثراء والحياة الطويلة والبذخ، حيث إنها تخزن هذه الأشياء للآخرة، والديانات السامية للخلاص صعّدت من التوتر في علاقتها بالاقتصاد المعقلن، لأن الاقتصاد العقلاني وظيفة تنظيمية موجَّهة نحو المال/السعر، الذي يجد أصله في صراع مصلحة الإنسان داخل السوق؛ فالحساب غير ممكن من دون تقدير للسعر وتنافس السوق وصراعها
Anthropology-and-Sociology
أما إذا انتقلنا إلى دائرة القيم السياسية، فسنجدها عالمًا من النشاطات والممارسات مختلفًا ومتميزًا جدًا من الدوائر الأخرى، وله قوانينه الداخلية المحايثة التي ينبثق من خلالها بعض المعايير والقيم؛ فإن نحن قارنّا بين الدائرة الاقتصادية والدائرة السياسية، سنجد طبيعة العقلنة الخاصة بالنشاط الاقتصادي مخالفة لطبيعة العقلنة داخل المجال السياسي؛ إذ يقف النشاط الاقتصادي في الأساس على خاصية إشباع الحاجات، مثل الربح والثروة وتحصيل المال كغايات تحدد التنظيم العقلاني للسلوك، في حين يرتكز النشاط السياسي على خاصية الهيمنة المنظَّمة من شخص أو بعض الأشخاص على باقي الأفراد، فالأول يعتمد التنافس السلمي، والثاني يلجأ في المقابل إلى استعمال العنف، بل يعد العنف الرمزي والمنظم ركيزة مهمة يقوم عليها؛ وبهذا، فهما يختلفان نوعيًا، لكن هذا لا يعني أنهما يتناقضان
Anthropology-and-Sociology
ما عادت الممارسة الاقتصادية والممارسة السياسية تخضعان لمنطق العلاقات الشخصية، سواء كانت دينية أو أخلاقية أو قرابية؛ ذلك أن المنطق العقلاني الذي يخضعان له جعلهما مرتبطتين بالمؤسسة أكثر من ارتباطهما بالأشخاص
Anthropology-and-Sociology
ترتب ظهور العنف عن استقلالية الدوائر ومجالاتها، خصوصًا دائرة النشاط السياسي
Anthropology-and-Sociology
كان من نتائج عملية العقلنة هذا الامتداد إلى سيادة الحساب في علاقته بسلطة العقل؛ ذلك أن هذا الامتداد يرجع أساسًا إلى الشكل المتفرد لبنية الممارسة داخل الحضارة الغربية، ولاستقلالية الدوائر التي تفرز نمطًا من الوظائف الموائمة لها؛ فاستقلالية الدوائر أعطت - بفعل عملية العقلنة - القدرة على إنتاج خاصية الحساب، بل إن الحساب يصبح الخاصية المشتركة بين جميع الدوائر العقلانية
Anthropology-and-Sociology
بقدر ما أصبحت الدائرتان الجمالية والجنسية مستقلتين، فإنهما دخلتا توترًا مستمرًا مع الدائرة الأخلاقية، ودخلتا في الوقت نفسه صراعًا مع الدائرتين الاقتصادية والسياسية كأحد مكونات الحياة العقلانية
Anthropology-and-Sociology
إذا كانت هذه هي حال الفن والإستطيقا، فما هي حال الدائرة الجنسية؟ وما هو سبب صراعها هي الأخرى مع الأخلاق الدينية؟
Anthropology-and-Sociology
بلغ هذا التوتر ذروته مع استقلالية الدائرة المعرفية والثقافية؛ ففي البدء، كانت لديانة النبوة علاقة حميمية مع الفكر العقلاني، وذلك في حاجة الدين كمذهب إلى أساليب عقلانية للدفاع عن نفسه، ما جعل ديانة النبوة تتصف بكونها ديانة كتاب ومذهب، لتميزها بحرية فكرية عقلانية متعالية عن كل مراقبة كهنوتية
Anthropology-and-Sociology
بعد أن وقفنا على طبيعة الصراع والتناقض بين دوائر القيم، توصلنا إلى أن لكل دائرة قوانينها المحايثة، وأن لكل دائرة عقلانيتها الموضوعية الخاصة بها؛ إنها بمنزلة بناءات أكسيومية يقتضي الدخول في مجال دائرة قيم معينة التسليم بمعاييرها ومقاييسها المختلفة تمامًا عن معايير الدوائر الأخرى
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر: «كلما استحال توحيد هذه العناصر بفعل فظاظتها داخل هذا العالم، صار البحث عن الخلاص والحكمة ضعيفًا أمام تجذّر تعدد الآلهة بفعل الحرب، والتي ستؤدي لا محالة، تحت علامة القوى غير المشخصة، إلى العقل الذاتي، ذلك لأنها انسلخت عن محتواها الأسطوري»
Anthropology-and-Sociology
يقول غولدمان: «صحيح أن العقلنة الغربية نتاج غير متوقع ولا مقصود للنظام والضبط الذاتي للطهرية، حيث إنها زودتنا بروحٍ عملت على تقوية الفرد تجاه عقلنة العالم أمام واجبه المقدس، لكن بقدر ما وعدت هذه العقلنة بالتحكم في العالم، تراجعت لكي تتحكم في الذات التي عملت على إنشائها وتشكيلها
Anthropology-and-Sociology
قبل أن نجيب عن هذا السؤال الإشكالي، لا بد من تعريفٍ محدد لمفهوم العلمنة
Anthropology-and-Sociology
كان من بين نتائج عملية العقلنة حدوث هوة سحيقة بين الرأسمالية والثقافة، خصوصًا بعد موت الاعتقادات الدينية المهزومة بفعل الحضارة المادية؛ إذ أصبح الإنتاج مرتبطًا بالاستهلاك المبني على أسس ودعائم آلية، واختزال رغبات الفرد إلى طموحات دنيوية باللهفة وراء اللذة والاستمتاع
Anthropology-and-Sociology
لا أحد يستطيع إنكار ما للأوضاع التي أحاطت بحياة فيبر من وطأة وتأثير، خصوصًا في المرحلة الممتدة بين عامي 1900 و1920، وبالضبط في مرحلة إقامته في قرية أسكونا السويسرية، وهي بمنزلة منتجع وملجأ لأولئك الذين يتجنبون الخدمة العسكرية، حيث لم يسلم فيبر من التأثر بالأفكار الطوباوية والعدمية والفوضوية الجنسية، بل جعلته ينحو المنحى الليبرالي أو ما بعد الحداثي؛ ولكي نتمثل هذه الثقافة الفوضوية، يلزم الاقتراب من تلك القرية الهادئة، التي تخفي أجواء فكرية ساخنة؛ إذ تأثر فيبر بالمحلل النفسي وداعية التحرر الجنسي أوتو غروس، إذ «عُرف عنه العنف، مع أنه غير قادر على ممارسته، كما أنه فوضوي، ويضحّي من أجل مرضاه عبر تقديم المال والملابس لهم، فاعتُبر بمكانة بطل رواية دوستويفسكي المعنونة بـ الأبله»؛ رفع هذا الأخير شعار الثورة الجنسية إلى مستوى برنامج سياسي للقوى الثورية، إيمانًا منه بفعالية هذا الدواء لتحويل المجتمع، كما شكّل هذا المطلب علامة على إرادة التحرر من عقال القفص الفولاذي؛ فبخلاف التيارات الألمانية التي قبلت بهذا القفص وبتحديث الدولة بيروقراطيتها وإكراهاتها كقدر لا مفر منه، نجد أن فيبر رفض هذا القدر من خلال التأثر بغروس كمتحمس عاطفي وكعدمي للقدر الدرامي بدعوته للحب الجنسي
Anthropology-and-Sociology
نلفي الأمر عينه مع الدائرة الجمالية - الإستطيقية - إذ وقفت في وجه رتابة العالم العقلاني، وهي عنوان عالم اللاعقلانية، الذي يحمل جميع مؤشرات الخلاص مجسَّمة في الإبداعات الفنية من موسيقى ورسم ونحت ومسرح
Anthropology-and-Sociology
جوابًا عن الأزمة الثقافية، ربط كارل ليفي الاختيار الفيبري للحل الأخلاقي بمرحلة النضج الفكري الفيبري وتجاوز تلك الأفكار الفوضوية؛ إذ أصبح فيبر مقتنعًا بالحل الأخلاقي تجاه الأزمة الثقافية، حيث كتب قائلًا «أن الجنسية تعني اللانظام ونفيها للعالم، إذ هي ضد النظام الحيوي للعقلانية الغربية؛ فهي تتظاهر وتتصنع بحس الارتباط ودعم الإنسان»
Anthropology-and-Sociology
اعتمد فيبر وصفًا دقيقًا لخصوصية العقلنة الغربية ومآلها، قائلًا: «إن عملية التثقيف والعقلنة المتزايدة لا تعني إطلاقًا معرفة عامة متزايدة عن الظروف التي نعيش في كنفها
Anthropology-and-Sociology
يظهر التمايز بين الأفعال من خلال التصنيف الفيبري لها، ابتداء بالفعل التقليدي المحتكم إلى العادات والفعل الوجداني المرتبط بالأحاسيس، وهما فعلان ينضويان داخل خانة اللاعقلانية، ثم يأتي الفعل العقلاني القيمي، وأخيرًا الفعل العقلاني الغائي
Anthropology-and-Sociology
تظهر محدودية العقلنة انطلاقًا من التوتر والصراع داخل صنف الفعل العقلاني ذاته، أي بين الفعل العقلاني القيمي والفعل العقلاني الغائي
Anthropology-and-Sociology
بالانتقال إلى المستوى الثاني من الحدود الموضوعية للعقلنة، أي العقلنة كتطبيق وممارسة اجتماعية، نشير إلى أنه قبل أن يقف فيبر على محدودية العقلنة كسيرورة اجتماعية وتجسيد عملي داخل بِنى المجتمع، فإنه عمل على تقديم الصورة التي آل إليها المجتمع من جراء تحقق عملية العقلنة، والتي يمكن إجمالها في ثلاثة مظاهر أساسية
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر في هذا السياق: «حمل التجمع الاقتصادي العقلاني معه نزع كل صبغة شخصية، واستحالت إذ ذاك مراقبة عالم النشاط العقلاني الأداتي عبر صيحات الرحمة»؛ فالنظام الاقتصادي العقلاني يقاوم كل تدخّل للقيم والعواطف التي تُعتبر مرتعًا للعلاقات الشخصية، محوِّلًا إياها إلى علاقات مجردة حسابيًا؛ فبعد تكميمٍ للرأسمالية، تستغني عن أي سند أو دعم وظيفي من هذه المفاهيم القيمية
Anthropology-and-Sociology
يقول فيبر في هذا الإطار: «إن التنظيمات العمومية والخاصة كلها مرتبطة بنسق من الطوابير، ونظام رسمي يقتضي الاجتهاد والتعود على الطاعة داخل دائرة الفعل المعتاد»
Anthropology-and-Sociology
جعل فيبر الحياة الاقتصادية أرقى تعبير عن العقلنة الصورية، لما يحمله الفعل الاقتصادي من امتداد للحساب الكمي، وإمكانية تقنية ذات صلاحية تطبيقية؛ إذ توحي هذه العقلنة بأنها مجرد وسيلة لضبط استعمال كلمة عقلاني داخل هذا المجال
Anthropology-and-Sociology
كان من نتائج فك سحر العالم الانسلاخ التدريجي عن المعرفة الأسطورية السحرية ثم الدينية، بإحلال العقل داخل الطبيعة والمجتمع، استنادًا إلى المعرفة العلمية المتمثلة في العلم الاختباري والتكنولوجيا، خصوصًا بعد اتخاذ هذا النمط المعرفي دلالة كونية
Anthropology-and-Sociology
كان لصورنة العلاقات الاجتماعية والإنسانية بقوالبها المجردة ردات فعل عنيفة داخل الإبيستيمولوجيا المعاصرة
Anthropology-and-Sociology
بمتابعتنا الفكر الفيبري عامة وأطروحته بشأن العقلنة خاصة، نستطيع القول إن آراءه وتصوراته، تاريخية أكانت أم اجتماعية أم اقتصادية، هي ذات نفحة فلسفية تستمد جذورها من مخاضات تاريخ الفلسفة الألمانية، ولا سيما الكانطية منها والنيتشية؛ هذه الروح التي لم تقتصر على تشخيص مسار الوعي الغربي، بقدر ما ساهمت في تنويره، تارة عبر نقده، وتارة أخرى عبر توجيهه وترميمه
Anthropology-and-Sociology
يقر فيبر بالمسار التعددي للعقلنة، معترفًا بأن العقلنة الوحيدة القابلة لأن تقود إلى الدلالة الحقيقية للظاهرة الملموسة، هي تلك المرتبطة بالفاعل
Anthropology-and-Sociology
حدثت قطيعة أنطولوجية في مفهوم المعنى تمثلت في الانتقال من مفهوم معنى العالم - كتشخيص لمرحلة طبعت العقلنة والتي وجدت سندها في الأخلاق البروتستانتية - إلى مفهوم معنى الحياة داخل العالم، كتجاوز لمرحلة فقدان المعنى
Anthropology-and-Sociology
يقول إرنست ترولتش: «لا توجد أخلاق مسيحية مطلقة يكفي أن نكتشفها»
Anthropology-and-Sociology
مقدمة: مواجهة الثقافة : مدخل إلى علم الاجتماع   11
Anthropology-and-Sociology
قبل أن نبدأ بكتابة مقدمة هذا الكتاب، كنا (نحن المؤلفيْن) أمام التلفاز نشاهد نشرة الأخبار، التي كان أهمها آنذاك ما حصل قبل بضعة أيام في بالي، حيث شهدت الجزيرة انفجارًا في حانة، ذهبَ ضحيته حوالى مئتي شخص
Anthropology-and-Sociology
بما أنَ «الثقافة» هي الأفكار والمعتقدات والقيم، فلا بدَّ أنّها تتضمن مجموعة هائلة ومتنوعة من القضايا، من ردود أفعال الأفراد حول حدث ما إلى وجهات النظر الأخلاقية المجسّدة في ديانة معينة أو في رواية أدبية ما
Anthropology-and-Sociology
لتجنب الالتباس، علينا توضيح ما نعنيه بـ «الثقافة» منذ البداية
Anthropology-and-Sociology
بما أنّ هذا الكتاب يتناول الطرق السوسيولوجية في فهم الثقافة، وبما أنّ السوسيولوجيا معنيّة بصورة رئيسة بالعوامل «الاجتماعية» مثلما هي معنية بالعوامل الثقافية، فلا بد لنا هنا من توضيح ما نعنيه بـ «المجتمع» وبـ «الاجتماعي»
Anthropology-and-Sociology
تركّز أغلبية الفصول في هذا الكتاب على تطوّر مجموعة معيّنة من موضوعات سوسيولوجيا الثقافة عبر الزمن في أحد السياقات القومية الأربعة: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة
Anthropology-and-Sociology
من الصعب فهم القضايا والنقاشات والخلافات المعاصرة عند دراسة سوسيولوجيا الثقافة ما لم نأخذ بالاعتبار أولًا المساهمات التي قدمها لنا السوسيولوجيون، في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين
Anthropology-and-Sociology
إنَّ مصطلح «السوسيولوجيا الكلاسيكية» مصطلح استُحدِث مؤخرًا نسبيًا، فالسوسيولوجيون في القرن العشرين وما قبله لم يكونوا ينظرون إلى مساعيهم على أنَّها «كلاسيكية»، لأنَّ هذه الكلمة تصِف عادة ما عفّى عليه الزمن أو ما هو أثري، ولا تصف ما هو مفعم بالحياة
Anthropology-and-Sociology
اهتمت السوسيولوجيا المُستمدة من مبادئ التنويرية، التي ظهرت في فرنسا، بالمسائل المتعلقة بعلاقات القوى الاجتماعية بشكل رئيس، أكثر من نظيرتها في ألمانيا (مع العلم، كما سنناقش لاحقًا، أنّ العالم الألماني ماكس فيبر (Max Weber) وضع علاقات القوى في محور دراسته السوسيولوجية)
Anthropology-and-Sociology
يُعدّ كارل ماركس (Karl Marx) (1818 - 1883) أحد أبرز السوسيولوجيين الأوائل، مع أنّه لم ينظر إلى نفسه على أنّه متخصّص بهذا العلم
Anthropology-and-Sociology
نتج من موقف إنغلز هذا، وإن قُصد به أن يكون البيان الختامي لهذه المسائل، جدلٌ يشبه الجدل الذي نتج من أفكار ماركس عندما تحدّث عن البنية التحتية والبنية الفوقية
Anthropology-and-Sociology
شكّل التوتر الذي نشأ بين المنهجين المادي والمثالي في دراسة الثقافة والمجتمع أساسًا لأعمال إميل دوركهايم (1858 - 1917) الذي يُعد أحد الشخصيات المؤسسة للسوسيولوجيا
Anthropology-and-Sociology
رأينا أنّ أعمال دوركهايم الأولى كانت تتسم بأنها «مادية»، بينما كانت أعماله اللاحقة أكثر «مثالية»
Anthropology-and-Sociology
يهدف هذا الفصل إلى دراسة النقاشات التي ميّزت الدراسات السوسيولوجية للثقافة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
Anthropology-and-Sociology
كان المفكّرون المنتمون إلى مدرسة فرانكفورت من بين العلماء الأوائل الذين انشغلوا على نحو جدّي ومنهجي بالشؤون الثقافية المستجدّة في القرن العشرين
Anthropology-and-Sociology
سنتناول في هذا الفصل ما يسمّى أحيانًا بمدرسة فرانكفورت الأولى
Anthropology-and-Sociology
انشغل كل من أدورنو وهوركهايمر بشكل خاص قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها وبعدها بمشروع إنتاج شكل جديد للماركسية أطلقا عليه اسم «النظرية النقدية»
Anthropology-and-Sociology
كان أحد الادعاءات الرئيسة لمن صاغوا النظرية النقدية أنها تعاملت مع الموضوعات الثقافية بطريقة أفضل من ماركسية الأحزاب الشيوعية
Anthropology-and-Sociology
يُعدّ الفصل المعنون بـ «الثقافة باعتبارها صناعة: التنويرية كخداع جماهيري» في كتاب أدورنو وهوركهايمر جدلية التنوير حجر أساس دراستهما للثقافة الجماهيرية
Anthropology-and-Sociology
عندما يتحدّث أدورنو وهوركهايمر عن الإنتاج الموحد للسلع الثقافية فإن ما يدور في ذهنيهما بالتحديد هو إنتاج الأفلام السينمائية الحديثة
Anthropology-and-Sociology
الآن، وبعد أن اطلعنا على إنتاج الثقافة باعتبارها صناعة للسلع، سنرى كيف تمّ استهلاك هذه السلع بحسب وجهة نظر أدورنو وهوركهايمر
Anthropology-and-Sociology