Datasets:

text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
210- إن من يريد التحدث بوضوح عن حل الحكومات، يجب عليه أولًا أن يفرق بين انحلال المجتمع وانحلال الحكم
Anthropology-and-Sociology
(مقدمة - 1): ميدان التحرير في أثناء ثورة 25 يناير يستوعب جموع الشعب المصري ويتحول إلى رمز لنضال المصريين من أجل الحرية 19
Anthropology-and-Sociology
(2-1): خريطة منطقة ميدان التحرير والقاهرة الخديوية كما ظهرت في الكتيبات السياحية في عام 1885 70
Anthropology-and-Sociology
عندما بدأت التظاهرات تتدفَّق إلى ميدان التحريرفي يوم 25 كانون الثاني/يناير 2011، لم يكن أحد يملك القدرة على التوقع أو التنبؤ بأن تلك التظاهرات سوف تتحوَّل إلى ثورة؛ إذ تضاعفت مشاركة الشعب المصري فيها بمئات الألوف في كل يوم
Anthropology-and-Sociology
بدأ اهتمامي بقضايا الفضاءات الحضرية العامة، مُمثَّلة بالميادين والساحات ودورها في حياة المجتمعات الإنسانية عامة والجماعات الشعبية خاصة، منذ سنواتي الأولى، عندما كنت طالبًا في قسم العمارة بكلية الهندسة في جامعة القاهرة
Anthropology-and-Sociology
من المهم أن نوضح أن الحديث عن ميدان التحرير وعلاقته بالثورة المصرية - بوصفه فضاءً ماديًا احتوى جموع الثوار- لم يجر تناوله في بعض ما كُتب عن ثورة 25 يناير، وأن التناول كان محدودًا ومقيَّدًا بمحدودية الفترة الزمنية من الحدث إلى النشر؛ فبمراجعة الأدبيات المنشورة حتى تاريخ نشر هذا الكتاب، تأكَّدت الحاجة الماسة إلى إلقاء الضوء على فصول جديدة من قيمة ثورة 25 يناير، وقيمة الفضاء العمراني الذي احتضنها
Anthropology-and-Sociology
أولًا: السياق العمراني العام لمدينة القاهرة؛ المدينة التي تحتوي في بنيتها العمرانية المركَّبة محور اهتمام هذا الكتاب، ومهد ثورة 25 يناير، ميدان التحرير، ورصد التحوُّلات الرئيسة في المدينة، خصوصًا إبَّان حقبة الانتقال ممّا يُسمَّى «القاهرة الأولى» الإسلامية التوجُّه والملامح (الصورة (2)) إلى «القاهرة الثانية» الغربية الطابع والأوروبية الملامح (الصورة (3))، ودور الميدان العام، وبصفة خاصة ميدان التحرير، في هذا السياق
Anthropology-and-Sociology
وسط الاضطراب الحالي في الشرق الأوسط، يعدُّ سرد قصة ميدان التحرير وفهمها مسألة تتسم بالأهمية، كما أنها تحفِّز على التفاؤل والتفكير في طرح مستقبلي أفضل؛ فمهما كانت ملامح المشهد المعاصر، وما تحتويه من ظواهر الاستقطاب والتعصُّب العرقي والديني والعنف السياسي، فإن الديمقراطية سوف تنتصر وتكون لها الغلبة في نهاية المطاف
Anthropology-and-Sociology
يتناول هذا الفصل القيمة الأكبر للفضاء الحضري العام في سياق نسيج المدينة، ويوضِّح علاقة هذا المكوِّن الجوهري بقيم الانتماء وحرية التعبير الجماعي وإثراء روح المجتمع
Anthropology-and-Sociology
يعدُّ الفضاء الحضري العام أحد المكونات الأساسية لعمران أي مدينة أو مستقرّة إنسانية؛ فهو الوعاء الذي يستوعب الحوادث الجماعية لسكَّانها، حيث يمارسون من خلاله نشاطهم واحتفالاتهم وشعائرهم، ويُعبِّرون فيه عن آرائهم ومعتقداتهم وأسلوب حياتهم؛ بل إنه المكان الذي تُولد فيه الثورات ويُعاد صوغ مستقبل الشعوب
Anthropology-and-Sociology
يوضِّح التتبُّع التاريخي لمراحل تطور تخطيط المدن في الحقبات الحضارية المختلفة أهمية دور الفضاء العام وحيويته في الحضارات السابقة، ومدى تأثيره في تشكيل مجتمعاتها وإحساسها بالانتماء إلى المكان وحريتها الجماعية في التعبير؛ فمن «الأغورا» (Agoura) في المدينة الإغريقية، و«الفورُم» (Forum) في المدينة الرومانية، مرورًا بـ «الساحة» في المدينة الإسلامية، ووصولًا إلى «الميدان» (Square) في المدينة المعاصرة، يمكن رصد الدور المهم للفضاءات العامة بوصفها المسرح الذي تتعاقب عليه دراما الحياة الجماعية لأهل المدينة بأفراحها وأحزانها، وبأبعادها الرسمية وأجوائها الشعبية
Anthropology-and-Sociology
أدى الفضاء العام (Public Space) على مدار التاريخ دورًا مهمًّا في حياة المجتمعات، وفي التعبير عن عاداتها وتقاليدها
Anthropology-and-Sociology
تبيَّن من التتبُّع التاريخي لعلاقة المجتمع والمدينة بالفضاء العام أن هذا الأخير يؤدي دورًا مهمًّا في التعبير عن مفاهيم المجتمع الأساسية ومعتقداته الحاكمة، وأنه - بصياغاته المختلفة - يمكّن الأمَّة والجماعة الإنسانية من التعبير عن نفسها، والإفصاح عن هويتها، وإبداء الرأي الجماعي في ما يخص تلك الجماعة من قضايا ومشكلات
Anthropology-and-Sociology
«تتخذ المدن شكلها من شكل الكيان السياسي للمجتمع الذي يعيش فيها، فالمدن تولد مع المجتمع وما يدين به من مبادئ، وتُساير تطور المجتمع في إطار تلك المبادئ، وتثور مع المجتمع في ثورته على المبادئ وتنحل مع انحلال تلك المبادئ»
Anthropology-and-Sociology
يمكن القول إن وجود الفضاء العام في حيز المدينة العمراني يعدُّ أمرًا مجديًا اقتصاديًا، على الرغم من استقطاعه أراضي صالحة للبناء ومرتفعة السعر، إضافةً إلى جدواه الاجتماعية والثقافية والإنسانية
Anthropology-and-Sociology
تحوَّل الفضاء العام في التكوين العمراني المعاصر للمدن المصرية، ولا سيما في العقود الخمسة الأخيرة، إلى عقدة مرورية، بمعنى أنه بؤرة جذب لحركة مرور سيارات شديدة التعقيد، إضافةً إلى تكدُّس ضخم من الجماهير بالدرجة التي تصيب تلك الفضاءات بالشلل التام في حالات الذروة، ما يؤثر في ما يرتبط بها من شبكة شوارع وطرق جانبية
Anthropology-and-Sociology
تمثّل الميادين مكونًا مهمًّا ورئيسًا من مكونات النسيج العمراني والتركيب التخطيطي للمدن المصرية، خصوصًا مدينة القاهرة
Anthropology-and-Sociology
من أهم الأمثلة التي يمكن رصدها لميادين القاهرة، وبيان حالات الإهمال والتداعي التي أصابتها، ميدان رمسيس الذي يربط بين منطقة وسط المدينة ومنطقتي العباسية ومصر الجديدة
Anthropology-and-Sociology
يعدُّ ميدان الأوبرا أحد الميادين الرئيسة في وسط القاهرة، ويعود تاريخه إلى عام 1869، حين أُنشئت فيه أول دار أوبرا في الشرق الأوسط
Anthropology-and-Sociology
كان الخديوي قد فكَّر في تقديم أوبرا مصرية خالصة، ما استلزم بناء دار يقدَّم عليها هذا العرض المصري
Anthropology-and-Sociology
من الميادين ذات القيمة التاريخية في السياق العمراني لمدينة القاهرة ميدان عابدين، الذي يعدُّ بمنزلة نقطة انطلاق لواحد من أهم محاور مدينة القاهرة، وهو شارع التحرير
Anthropology-and-Sociology
أمّا أهم ميادين مدينة القاهرة على الإطلاق، ومحور هذا الكتاب، فهو ميدان التحرير الذي يتصل بشوارع رئيسة عدة، أهمها: رمسيس والجلاء وطلعت حرب والتحرير والقصر العيني ومتفرعات من كورنيش النيل
Anthropology-and-Sociology
كما أن الميدان يمثّل المدخل الرئيس إلى منطقة وسط المدينة التي كانت تمثّل، حتى حقبة الثمانينيات، مركز القاهرة الإداري والتجاري والثقافي والترفيهي
Anthropology-and-Sociology
من جهة أخرى، يوجد في نطاق ميدان التحرير المكاني مجموعة من أهم الأبنية العامة في القاهرة، مثل المتحف المصري وجامعة الدول العربية، وكذلك المقرُّ القديم لوزارة الخارجية، وهو قصر الأميرة نعمة الله، حفيدة إسماعيل باشا، التي أهدت قصرها لوزارة الخارجية في عام 1930، ثم سمِّي لاحقًا قصر التحرير عندما أصبح مقرًّا شرفيًّا لاستقبال كبار ضيوف الخارجية المصرية، ويُستخدم حاليًا معهدًا لتدريب الدبلوماسيين الجدد
Anthropology-and-Sociology
على الرغم من أن ميدان التحرير لم يكن مصمَّمًا ليكون ممثِّلًا للفضاء العام الأكثر أهميةً في حياة الشعب المصري - خصوصًا طبقتيْه المتوسطة والبسيطة - فإن مراجعة تاريخ هذا الميدان، ولا سيما تاريخه في التعبير النضالي، تفسِّر القيمة الرمزية التي جعلت ثوار 25 يناير يختارونه مسرحًا لبطولاتهم التاريخية غير المسبوقة، ويجعلونه محور اهتمام العالم في أطول ثمانية عشر يومًا (25 كانون الثاني/يناير، يوم انطلاق الثورة - 11 شباط/فبراير، يوم تنحّي مبارك) في حياة الشعب المصري وأكثرها قيمة وأهمية
Anthropology-and-Sociology
مدينة القاهرة هي موطن ميدان التحرير المكاني والجغرافي، ومن أكثر مدن العالم - إلى جانب مدن أخرى مثل روما واسطنبول - تعبيرًا عن طبقات معقَّدة من تداخلات وتراكمات ثقافية وحضارية متعددة
Anthropology-and-Sociology
سرعان ما أدرك الحكام، وبصورة خاصة مع تداعيات الحروب الصليبية، أهمية اتخاذ القلاع التي شُيِّدت على الجبال أو على سفوح الهضاب مقارَّ للحُكم، ما يُفسِّر اتجاه صلاح الدين الأيوبي إلى تشييد قلعة الجبل مقرًّا لحكمه
Anthropology-and-Sociology
عندما انكمش نهر النيل شرقًا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، كشف عن مسطَّحات كبرى تحوَّلت لاحقًا إلى المناطق المعروفة حاليًا بالقصر العيني وغاردن سيتي والمُنيرة وميدان التحرير
Anthropology-and-Sociology
تفسر الكاتبة التحوُّل في عمران القاهرة بحالة الانبهار التي عاشها الخديوي إسماعيل في علاقته بمدينته المفضَّلة باريس، منذ كان طالبًا فيها وحتى زيارته التاريخية التي شهد فيها ملامح ثورتها المعمارية والعمرانية التي قادها المُخطِّط هاوسمان في أثناء المعرض الدولي في عام 1867، تلك الثورة المبهرة التي أعادت صوغ علوم التخطيط والعمران في أوروبا؛ إذ عاد الخديوي إلى مصر وفي نيته أن القاهرة تستحق الانتقال إلى أفق جديد، فسارع إلى تكليف وزير أشغاله علي مبارك بتولّي التنسيق لأعمال تخطيط القاهرة الجديدة، تاركًا القاهرة الإسلامية، ماديًّا ومعنويًّا، تتوارى وتختفي خلف أسوارها العالية
Anthropology-and-Sociology
في حالة القاهرة، عُهد بمسؤولية التخطيط الجديد إلى أهم تلاميذ هاوسمان، وهو المخطط الفرنسي باريل دو شامب
Anthropology-and-Sociology
افتُتح كوبري قصر النيل في عام 1872، ووضِع على مدخليه أربعة تماثيل برونزية لأسود (تمثالان على كل مدخل) نُحتت في إيطاليا
Anthropology-and-Sociology
مع انتقال مركز الحُكم من قلعة صلاح الدين إلى قصر عابدين، وعجز المدينة القديمة التقليدية على التوافق مع متطلبات الاقتصاد الجديد، واستقطاب المجتمعات والجوالي الأوروبية المؤثِّرة في الحياة والاقتصاد المصريين، أصبحت قاهرة الخديوي إسماعيل تمثِّل الانتقال المثالي من القاهرة التقليدية والإسلامية النشأة والهوية إلى القاهرة الحديثة الغربية التوجُّه والهوية في شخصيتها وعمارتها، وأحيائها السكنية، وتنظيمها الفضائي والعمراني، وميادينها الأوروبية الطابع، ومن بينها ميدان التحرير
Anthropology-and-Sociology
لإضفاء مزيد من الدّلالات التغريبية والاستعمارية في قلب القاهرة الخديوية الجديدة، أنشئ على حافة ميدان التحرير المتحف المصري ليكون مقرًّا لائقًا لعرض كنوز الحضارة الفرعونية التي توالت اكتشافاتها
Anthropology-and-Sociology
أُنشئ ميدان التحرير في خضم الثورة العمرانية التي قادها الخديوي إسماعيل، ونسَّق لها ونقلها إلى الواقع علي مبارك، الوزير وصديق دراسة الخديوي
Anthropology-and-Sociology
ثم كانت انتفاضة الطلاب في عام 1935 أحد المشاهد التاريخية التي عرفها الميدان باعتبارها ردَّة فعل على تصريح وزير خارجية إنكلترا، وبعد تعطيل الملك فؤاد للدستور، ورفض العودة إلى دستور عام 1923
Anthropology-and-Sociology
بعد ذلك، منعت الثورة التظاهرات، خصوصًا في هذا الميدان الحيوي، إلى أن سُمح بها مرة أخرى بعد هزيمة عام 1967، حيث شهد ميدان التحرير في يومي 9 و10 حزيران/يونيو 1967 نزول الشعب في حالة هستيرية لاستجداء الحاكم المسحوق بسبب الهزيمة
Anthropology-and-Sociology
غرقت مشروعات تحديث البلاد في دَين هائل، وطردت القواتُ الأجنبية الخديوي إسماعيل في عام 1879 نتيجة تعدُّد المشروعات وتنوّعها في تحديث مصر، والقاهرة خصوصًا، وبسبب الطموح المشروع - غير المدروس - سرعان ما تلا ذلك الاحتلال الإنكليزي الذي استمرَ حتى منتصف القرن العشرين
Anthropology-and-Sociology
«حيز هذا الميدان، الذي كان مكانًا مميزًا خاصًا للمستعمرين الأجانب والصفوة المصرية أجنبية الطباع، تعرَّض لتغيُّرات درامية منذ قيام ثورة 1952»، بحسب قول جانيت أبو لُغد؛ تلك الثورة التي جاءت استجابة لحالة البؤس الجماعي التي عاشتها مصر، ووصلت إلى مداها في منتصف القرن العشرين، بعد أن سيطر عليها ثالوث الجهل والمرض والفقر، إلى درجة أن أكثر سكان القاهرة كانوا يمشون حفاةً في شوارعها، وكانت كلُّ حكومة تصل إلى كرسي إدارة البلاد تضع مشروعًا قوميًّا لمكافحة الحفاء على رأس أولوياتها
Anthropology-and-Sociology
ثم بدأ عبد الناصر تأكيد المشروع القومي الوحدوي للعالم العربي من خلال التشديد على فكرة القاهرة عاصمة القومية العربية
Anthropology-and-Sociology
لتأكيد بزوغ حقبة جديدة في حياة المواطن المصري بعد ثورة تموز/يوليو 1952، والرغبة في تسهيل أموره الحياتية، جُمع كثير من المصالح الحكومية في مبنى آخر مهم بإطلالة مباشرة على الميدان، وهو مبنى مجمَّع التحرير الذي صُمِّم على شكل هلالي مُتسع لمحاولة تأكيد التشكيل الفضائي للميدان
Anthropology-and-Sociology
إلى جوار مجمَّع التحرير يقع مسجد عمر مكرم، وهو المسجد الذي تقلَّص دوره الروحاني بالتدريج وتحولت ساحاته الخارجية إلى مواقف للسيارات تستوعب وفود القادمين للعزاء بعد أن تحول المسجد إلى دار عزاء لعلية القوم ورجال السياسة والمال، خصوصًا في العقد الأخير
Anthropology-and-Sociology
يقع مسجد عمر مكرم إلى جوار مجمَّع التحرير، كما يوجد في الحديقة القريبة منه تمثال للزعيم نفسه، الذي استظل به كثير من الثوار، وأقاموا بالقرب منه خيام الاعتصام
Anthropology-and-Sociology
هناك أيضًا مبنى فندق شيراتون الجزيرة، من تصميم المعماري المصري صلاح شحاته
Anthropology-and-Sociology
ثم يلي ذلك مبنى نادي وفندق نقابة المهن التعليمية، وأمامه حديقة الأندلس والواجهة النهرية المخصَّصة للعامة، ثم مبنى برج القاهرة، أحد أهم العلامات البصرية المؤثِّرة في سماء مدينة القاهرة
Anthropology-and-Sociology
يرتبط الحي من طريق القصر العيني بمباني الوزارات، ومجلس الشيوخ والنواب، ومجلس الأمة، وهي المقار التي تحوَّلت لاحقًا إلى مجلسي الشعب والشورى، ثم مبنى رئاسة مجلس الوزراء
Anthropology-and-Sociology
في بداية السبعينيات، ومع تولِّي السادات مقاليد الحكم، مبشِّرًا بعهد جديد من الحرية والعدالة للشعب المصري، بدأه بما سُمِّي ثورة التصحيح في عام 1971، تبلورت فكرة الميدان حديقةً عامة للشعب، وأُنشئ لسكان القاهرة موقف رئيس للحافلات، بما ساهم في أن يكون الميدان مقصدًا لعشرات الألوف من الناس، وبُنيت نافورة مياه عملاقة في قلب الميدان شجعت مزيدًا من رواد المكان على التنزُّه، خصوصًا مع إنشاء جسر حديدي للمشاة أحاط بالميدان كلّه، في محاولة يائسة للفصل بين حركة المشاة والسيارات، بهدف تخفيف الاختناقات المرورية
Anthropology-and-Sociology
في وقت لاحق، وبعد حركة نقدية احتجاجية من المعماريين والمخطِّطين والفنانين والمثقَّفين، أزيل الجسر الحديدي الذي تسبَّب في إحداث تلوث بصري بَخَس من القيمة التشكيلية لعمران الميدان، الذي يتميز برصيد كبير من العمارات السكنية والمكتبية التي تفردَّت بها القاهرة الخديوية، إلى جانب المباني العامة المتميزة، ومنها المباني السكنية التي صمَّمها المعماري أنطوان سليم نحَّاس، وأشهرها عمارتا الإسماعيلية على الحافة الشرقية للميدان
Anthropology-and-Sociology
بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979، والتي سبقها توقيع اتفاق كامب ديفيد في عام 1978، تأثرت عمارة الميدان وعمرانه بسياسة الانفتاح الاقتصادي التي اعتمدها السادات
Anthropology-and-Sociology
يضاف إلى ذلك أيضًا أن مجتمع ما بعد الانفتاح الذي انتشر فيه الفساد، ممثَّلًا في النشاط الطفيلي السائد، كالسَّمْسرة والتهريب والخدمات غير المشروعة، شهد انتشار كارثة لامبالاة شبه مُطلَقة بالعمل العام بين أفراد المجتمع، أكان هذا العمل سياسيًّا أم اجتماعيًّا أم ثقافيًّا، أم غير ذلك من المجالات العامة في حياة أي مجتمع، ولا سيما مع انزواء الثقافة في الهامش
Anthropology-and-Sociology
القاهرة مدينة متعددة الأوجه ومتتالية القصص؛ مدينة تتباين طموحاتها وتتمايز بعد أن كانت عاصمة الشرق الأوسط
Anthropology-and-Sociology
مدينة القاهرة، التي احتكرت الرِّيادة فترة طويلة من الزمان في المجالات كافة، ومثَّلت الأنموذج لجميع المدن العربية الأخرى، تفقد اليوم نفوذها لمصلحة عواصم جديدة بازغة، أهمها مدن الخليج، ولا سيما دبي والدوحة وأبو ظبي؛ فهي تتخبَّط بين رؤى تتنافس فيها مع دبي، فتبني الأبراج والتجمُّعات السكنية المغلقة الأسوار تارة، أو تدَّعي الاهتمام بالمجتمع المحلي ومحدودي الدخل تارة أخرى، ثم تقف عاجزةً أمام سيل من مظاهر التداعي التي كانت الرغبة في إخفائها تقف دائمًا وراء فقَّاعات المجمَّعات السكنية المغلقة بأسمائها الأميركية الرنانة مثل بيفرلي هيلز، وماونتن فيو، وغولف هايتس
Anthropology-and-Sociology
تحولت مدينة القاهرة، في وعي مبارك وابنه جمال ورفاقه من رجال الأعمال، إلى مدينة نيوليبرالية تُعنى بالسوق ومتطلباته، ولا تلتفت إلى الجماهير وإشكالياتهم ومعاناتهم، بل تعتبرهم عوائق أمام أعمال التطوير والتنمية
Anthropology-and-Sociology
إن المدخل الأكثر شيوعًا في الفكر التخطيطي والعمراني في مصر، والمطالِب بالقضاء على العشوائيات التى تشوِّه صورة المدينة، هو فكر محدود ثبت فشله على مدار خمسة عقود؛ فهذه المناطق ليست عشوائية، لكنها ضرورية لأنها تؤوي ثلثي سكان القاهرة، وبالتالي لا يوجد إمكان للقضاء عليها، ولا سيما أنها ظهرت نتيجة غياب الدولة
Anthropology-and-Sociology
كان ميدان التحرير، وبصورة دائمة، تجسيدًا ماديًّا للتوجُّهات السياسية التي تبلورت في حقبات تاريخ مصر والقاهرة، ولا سيما أن حقبة مبارك تميَّزت بتكثيف الدولة سياسات التقسيم والتفتيت والتسوير للتعامل مع ميدان التحرير ومكوناته
Anthropology-and-Sociology
الحال أنه لم يدُر في خُلد أي من أنصار الرؤية الأمنية لنظام مبارك أن الشرايين المتعددة التي تتفرَّع من هذا القلب على شكل أشعة ممتدَّة في عمران القاهرة، ستقلب جميعَ النظريات الأمنية ومحاولات حصار الجماهير؛ فالميدان - وعبر تلك الشرايين - يظل على اتصال دائم بأهم شوارع القاهرة، وعلى رأسها: شارع رمسيس وشارع طلعت حرب وشارع الجلاء وشارع القصر العيني
Anthropology-and-Sociology
قبل ثورة 25 يناير، كانت السيطرة على المدينة تمثّل أداة رئيسة لسيطرة النظام الحاكم
Anthropology-and-Sociology
جرى توثيق أيام الثورة ولياليها توثيقًا فوتوغرافيًّا متكاملًا بداية من المعارك الأولى بين المتظاهرين وقوات الأمن ومكافحة الشغب الباطشة، حتى معركة الجمل مع البلطجية المأجورين لفض اعتصام الثورة، إلى احتفالات النصر وطاقة الإلهام في حرص الثوار على تنظيف الميدان وتقديم أنموذج للتحضُّر والرقي الإنساني المكاني غير المعتاد في الفضاءات والأماكن العامة المصرية، ثمَّ أخيرًا في احتفالات الشعب بعد لحظة الذروة مستمعين إلى خطاب التنحي الذي استغرق دقائق معدودة
Anthropology-and-Sociology
تسبَّبت صفحة على موقع «فيسبوك» في إطلاق شرارة ثورة 25 يناير في مصر، وتجسَّدت في الفضاءات الافتراضية وفي الشوارع على حدٍّ سواء
Anthropology-and-Sociology
يمكننا، من خلال تحليل الأدبيات المنشورة، أن نرصد المؤلَّفات التي اختبرت فكرة تأثير التقنيات الرقمية الجديدة في علاقة المجتمع بالفضاء العام، وفي مقدمها كتاب هيناف Public Space and Democracy (الفضاء العام والديمقراطية)، الذي يلقي الضوء على الكيفية التي تؤثِّر بها التكنولوجيات الجديدة في الحياة العامة وعلاقات السلطة
Anthropology-and-Sociology
أدى ظهور وسائل الإعلام الرقمية إلى بروز أشكال جديدة من المشاركة الشعبية، لكن ترجمة هذه المشاركة إلى امتداد مستقرٍّ للديمقراطية شكَّلت تحديًّا؛ إذ مكَّنت ثورة المعلومات قطاعات عريضة من الشعوب من الحصول على كمٍ مذهل من المعلومات في إطار زمني شبه لحْظي، ومن دون إمكان فرض أي رقابة مؤثرة
Anthropology-and-Sociology
قامت ثورة 25 يناير بمبادرة من الشباب العاجز عن تحقيق أحلامه، وبمساندة من الطبقة العاملة الكادحة المحبطة، وهذا ما دفع ساري حنفي (2011) إلى أن يُفسِّر ملاءمة شعار الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» لمتطلبات المبادرين بالثورة
Anthropology-and-Sociology
إن أهمية تخطيط المدينة والتصميم العمراني المتوازن لفضاءاتها العامة وشوارعها وحدائقها وميادينها، تكمن في أن ذلك لا ينمي نوعية الحياة فيها فحسب، بل يقوم أيضًا بتطوير الفعل الديمقراطي
Anthropology-and-Sociology
إن القيمة الكبرى لكلِّ ما تداعى أمامنا من حوادث تتمثّل في التغيير الجديد في ما يخصُّ علاقة الإنسان بالمكان، نتيجة اندلاع ثورة 25 يناير
Anthropology-and-Sociology
يناقش هذا الفصل حالة ميدان التحرير الذهنية الجديدة التي أنتجتها ثورة 25 يناير 2011، كما يناقش دور المجتمع المصري في رسم ملامح مستقبل هذ الميدان، ويبلور تحديات صوغ رؤية مستقبلية للميدان، ومنهجية تأكيد قيمته بوصفه رمزًا للحرية وميدانًا للشعب
Anthropology-and-Sociology
أصبح ميدان التحرير رمزًا لطاقة الشعوب الفريدة في الإصرار على الحرية وتقديم الحياة ثمنًا لها، على نحو ما فعل الشباب المصري خلال أيام الثورة العظيمة؛ فالثورة تعدُّ حدثًا مولِّدًا لطاقة إيجابية فريدة لا تماثلها إلا الطاقة التي يولدها الدِّين في عقول المؤمنين وقلوبهم، فيرى أن تلك الطاقة - التي تشترك فيها الثورة مع الدِّين - هي الأقدر على تغيير المجتمعات وتوجيه حركة التاريخ
Anthropology-and-Sociology
يقول الشاعر نزار قباني: «أوَّل ما رأيت لحظة ولادتي لافتةً مكتوب عليها ممنوع الصُراخ، وفي يوم المدرسة الأوَّل، استقبلني المُعلِّم بعصًا شديدة الغلظة، وعندما شببتُ وذهبتُ أُدلي بصوتي الانتخابي قيل لي: صوتك المسجَّل يكفي»
Anthropology-and-Sociology
بعد تنحي الرئيس مبارك، توالت الأفكار والمقالات والاجتهادات نحو منهجية صوغ مستقبل فضاء ميدان التحرير
Anthropology-and-Sociology
ربما نكون متأخرين في ادعائنا أن تلك الفترة شهدت مؤشِّرات عمرانية وتخطيطية مهَّدت، أو ألمحت، لما حدث في 25 كانون الثاني/يناير 2011
Anthropology-and-Sociology
لكن المشروع الذي اتسم بالسرية اكتُشف عند تسريب بعض أفكاره التخطيطية ليتبين أنه ينطوي على نقل ملايين من السكان، بل التخلص منهم تمامًا ودفعهم إلى مناطق هامشية، أو تقديم تعويضات لهم
Anthropology-and-Sociology
في مخطط «القاهرة 2050»، كانت النيات واضحة باتجاه تحويل وسط القاهرة إلى منطقة تتميز بناطحات سحاب وحدائق كبيرة
Anthropology-and-Sociology
ركَّزت وسائل الإعلام العالمية على ميدان التحرير فضاءً خاصًا بثورة 25 يناير
Anthropology-and-Sociology
يتضح من خلال متابعة ردات فعل المعماريين والعمرانيين من الشباب على إشكالية تنظيم مسابقة التحرير، ومن خلال تحليل انطباعاتهم على صفحة المسابقة على «فيسبوك»، يتضح النضج الكبير في فهم أن الثورة لم تنته ولم تكتمل، وبالتالي، فإن أي سيناريو لإعادة تخطيط مكان ما زال في قيد التشكّل، سيمثل بالقطع إخفاقًا
Anthropology-and-Sociology
لا يمكن أن تكتمل القصة الإنسانية والمكانية والمعمارية والعمرانية لميدان التحرير من دون التحليل العميق للمشاهد التي تمَّت في حياة الميدان على مدار الأعوام السبعة الأخيرة، وبالتحديد من 25 كانون الثاني/يناير 2011 وحتى اللحظة المعاصرة
Anthropology-and-Sociology
«أين الأحزاب السياسية التي ظلت سنوات تطالب بالحرية
Anthropology-and-Sociology
إن الحقيقة الراسخة تتمثّل في أن المصريين ألهموا إبَّان ثورتهم قوى التحرر في العالم كله، كما اتضح من خلال تصريحات كبار زعماء العالم، مثل أوباما وساركوزي وبيرلسكوني، وغيرهم؛ فتأمُّل مقولات هؤلاء القادة والمفكِّرين وكبار الصحافيين بشأن ثورة 25 يناير، وتذكّرها أمران مهمان لإنعاش ذاكرة الشعب المصري الجماعية، علمًا أن جزءًا منه فضّل أن يُسقط هذا الفصل من ذاكرة الأمَّة
Anthropology-and-Sociology
يبدأ الطرح التحليلي للمشاهد المتعاقبة في سردية ميدان التحرير خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بالتوقُّف مليًّا أمام تفسيرين شديدي التناقض للصورة الفوتوغرافية ذاتها؛ هذه الصورة التي تتضمن مجموعة من الشباب والشابات يجلسون معًا على رصيف أحد الأبنية المحيطة بميدان التحرير، وقد أسندوا ظهورهم إلى جُدُر المبنى، وتغلبت ابتسامات نشوة النضال وفرحة المقاومة على إجهاد الأجساد واستنزاف الطاقات
Anthropology-and-Sociology
مستغلًّا تفتُّت الثوار وتردُّد النخبة وسذاجة العامة المنتشين برحيل مبارك، انساب الجيش المصري، ممثَّلًا بالمجلس العسكري، إلى السلطة، وأحكم قبضته الفولاذية عليها، وعلى عُنق البلاد عمومًا، وعلى ميدان التحرير خصوصًا، وبإصرار مدروس ومتعمَّد، بعد أن جمَّل تلك القبضة وزيَّنها وغلَّفها بأعلام مصر وبشعار: «الجيش والشعب إيد واحدة»
Anthropology-and-Sociology
في أول صلاة عيد تقام في الميدان، بعد تولِّي المجلس العسكري السلطة، رصدنا أوَّل ملمح لنية كسر إرادة استعمال فضاء الميدان، حتى في أكثر التصرفات قداسة للمصريين، وهي فعل الصلاة
Anthropology-and-Sociology
بعد تهيئة الرأي العام بالحديث عن الثوار المدمنين والمنحلين، بل والمثليين جنسيًّا، شنت وحدات من قوات الجيش المصري هجومًا مروعًا على ميدان التحرير، وتعرض الثوار والمعتصمون للضرب والقتل، وسُحلت «فتاة العباءة السوداء» الشهيرة، وجُرّ قتلى من فروات رؤوسهم، وقُذف بهم إلى جانب صناديق القمامة
Anthropology-and-Sociology
كان الأكثر إثارة أن الجنود لم يكتفوا بمعاقبة الثوار، بل أحرقوا الخيام أيضًا، ثمَّ انقضوا على إي كيان مادي في الميدان، بما في ذلك الأشجار ومناضد الطعام وأكشاك الشاي، وحتى الدراجات البخارية
Anthropology-and-Sociology
رافق الهجومَ على الميدان من جميع الشوارع المؤدِّية إليه في وقت واحد، قيامُ الجيش بمباغتة المعتصمين ومطاردتهم في الشوارع الجانبية بالغازات والخرطوش
Anthropology-and-Sociology
انتهت حوادث محمد محمود بخطوة غير مسبوقة في تاريخ ميدان التحرير وفي تاريخ الفضاءات العامة في مصر والعالم؛ ففي 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، بدأ الجيش المصري يقيم جدارًا عازلًا من الكتل الخرسانية في شارع يؤدي إلى وزارة الداخلية، ثمَّ بُني مزيد من الجُدُر لاحقًا لتضييق الخناق على الميدان
Anthropology-and-Sociology
يجدر ذكر أن بعض المصورين الفوتوغرافيين المصريين والأجانب اهتم بتوثيق الجداريات التي ظهرت منذ اندلاع الثورة، ونُشرت النتائج الموثَّقة في مؤلفات عديدة، من أهمها: كتاب الجدران تهتف: جرافيتي الثورة المصرية (2012)، وأرض أرض: حكاية ثورة الجرافيتي (2012)، للمصور الفوتوغرافي شريف عبد المجيد
Anthropology-and-Sociology
بصورة منسقة، وبإيقاع جماعي يثير العجب، تغاضى الجميع - حكومة وشعبًا - عن غزو الميدان من المشردين وقطَّاع الطرق واللصوص والقوادين وتجَّار المخدرات بالتجزئة وبلطجية الشاي والقهوة؛ فهؤلاء جميعًا كانوا بمنزلة الجنود المجهولين في رسم الصورة الذهنية التي تآمر الجميع لترسيخها في وعي المصريين، صورة الميدان الجديدة: الميدان المدنَّس
Anthropology-and-Sociology
تعمَّدت القوى كافة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إنهاء الطاقة الثورية من ميدان التحرير، بحيث أصبح الميدان خاليًا، يعاني حقيقة هجره حتى في أحلك الأزمات والمواجهات
Anthropology-and-Sociology
نجحت الصورة الذهنية الجديدة في إلهاء المصريين عن التزامهم المقدَّس بميدان التحرير
Anthropology-and-Sociology
أمَّا الإعلام، فإنه ترك المصريين مخدَّرين بوهم امتلاء الميدان واستمرار الاعتصام وتزايد عدد الخيام وتدفق الثوار
Anthropology-and-Sociology
حتى محاولات إعطاء الميدان البُعد الثوري الاحتفالي بصورة مصطنعة لم يُكتب لها النجاح، منها، مثلًا، استعداد النظام المصري في عام 2013 للاحتفال بذكرى الانتصار في حرب 1973، ولا سيما بعد إزاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي، بالسماح لفئات معيّنة بدخول الميدان للتدليل على رسالة نيات العنف والتخريب التي سوّق لها الإعلام المصري، بينما قُتل العشرات وهم يحاولون الاقتراب من الميدان، خصوصًا من جهة كوبري الجلاء
Anthropology-and-Sociology
(1) النصب التذكاري، إفلاس الرمز والحياة قصيرة جدًا: في محاولة بائسة لإعادة الحياة إلى ميدان التحرير - ولو على المستوى الرمزي - وتحت رعاية القوات المسلحة ومحافظة القاهرة، تبلورت فكرة النصب التذكاري الذي أُسدل الستار عنه في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، وهو التاريخ المرتبط في وجدان المصريين والقوى الثورية بمذبحة محمد محمود
Anthropology-and-Sociology
هذه العشوائية لا يمارسها من نُطلق عليهم البلطجية فحسب، بل راح المواطنون العاديون أيضًا يمارسونها في أفعال العنف والانتقام، التي أصبحت من الظواهر السائدة الآن في مجتمعنا
Anthropology-and-Sociology
أصبح النظام، وبصورة معلنة، يخشى «الساحات العامة»
Anthropology-and-Sociology
ما عاد خافيًا على أحد أن هناك جهدًا منظمًا لإعادة تشكيل الوعي المصري حتى يُسقط تمامًا أي قيمة، معنوية أكانت أم إنسانية أم نضالية، لثورة 25 يناير
Anthropology-and-Sociology
- المتحف المصري وانتقاله إلى متحف جديد على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، وتحوُّل المقرِّ الحالي للمتحف إلى ثكنة عسكرية أمنية طاردة لأهل المدينة
Anthropology-and-Sociology
ننتقل الآن من دائرة ميدان التحرير المباشرة إلى سياقه ومحيطه العمراني، فنحلل هنا مشهد هدم مبنى المقر القديم للحزب الوطني من دون تحديد رؤية واضحة لأسباب الهدم، أو ما سيجري عمله في موقع المقر بعد هدمه، ثمَّ هدم أحد أهم مباني الجامعة الأمريكية المطل مباشرة على ميدان التحرير، وهدم السور الخارجي للجامعة المطل على الميدان بتوثيقه الغرافيتي المبهر لحوادث ثورة 25 يناير وشهدائها
Anthropology-and-Sociology
السيناريو نفسه في التعامل مع أي محاولة للاحتجاج الشعبي، تبلور بوضوح بعد إشكالية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية؛ إذ اتبع النظام أولًا استراتيجية المنع الكامل لوصول المتظاهرين، مهما كان عددهم، إلى مداخل الميدان البعيدة
Anthropology-and-Sociology
الإبراشي، مي
Anthropology-and-Sociology
ينطلق عالِم الاجتماع زيغمونت باومان في أشهر كتبه، كتاب الحداثة والهولوكوست (1989)، من اكتشافه «وهمًا» وقع ضحيته، وهو أن كارثة إبادة يهود أوروبا (الهولوكوست) هي استثناء أو انقطاع في سيرورة الحداثة، وربما التاريخ بشكل عام، أو هي نوبة جنون أو شذوذ أصابت فئات من المجتمع الحديث
Anthropology-and-Sociology
إن رواية قصة الحداثة وفهم المجتمعات الحديثة والمجتمعات الأخرى من خلال ذلك يمكن عدَّهما سردية كبرى ساهمت في نسجها مقاربات نظرية مختلفة، أهمها:
Anthropology-and-Sociology
إن الاعتقاد أن الهولوكوست هي استمرار للعنصرية الشعبوية الألمانية أو غير الألمانية، أو أنها فيضان موسمي لهذه العنصرية، أو نتيجتها الحتمية، غير صحيح إطلاقًا؛ فمنذ وصول النازية إلى السلطة، وخلال عمليات الإبادة نفسها، لم يحدث هيجان شعبي هاجم فيه ألمان جيرانهم اليهود كما كان يحدث أحيانًا في العصور الوسطى
Anthropology-and-Sociology
ينتقل باومان إلى معالجة العامل الذي يعدّه الأكثر أهمية في الهولوكوست وهو «الأنماط النماذجية للعمل البيروقراطي التكنولوجي الحديث، والعقلية التي تؤسسها وتولّدها وتعززها وتحافظ على استمراريتها»
Anthropology-and-Sociology