Datasets:

text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
مع ذلك، خضع ما اتّبعه الأمراء الأمويون في الأندلس من سياسة تواصل مع الرعية وانفتاح على الجمهور وزهد بالاحتجاب، لحالات مدّ وجزر تبعًا لمحددات وعوامل تاريخية كثيرة، وبتأثير اشتراطات السياسة والثقافة والصراع على السلطة
Anthropology-and-Sociology
كان للأوضاع السياسية التاريخية الطارئة داخل قرطبة دور واضح في إعادة تشكيل العلاقة بين السلطة الأموية والجمهور، بحيث جرى القطع مع سياسة التواصل والانفتاح التي اتبعها الأمراء الأمويون الأوَل، وظهر توجه واضح نحو الحدّ من التواصل مع الرعية واتخاذ إجراءات أمنية بيروقراطية تعكس حالة توتر وعدم ثقة وقطيعة بين الطرفين
Anthropology-and-Sociology
تدعّمت هذه الإجراءات التي اتخذها الحكم الربضي ردًا مباشرًا جذريًا على أهل قرطبة، بوصول المؤثرات المشرقية (العباسية) في الإدارة وتنظيم شؤون البلاط والآداب السلطانية إلى الأندلس، مع كل ما تحمله هذه المؤثرات من مظاهر تبجيل السلطان وتعاليه وتأطير صورته بهالة من الأبهة والقداسة
Anthropology-and-Sociology
إن الوقائع التي قدمناها من قبل (العلاقة بقرطبة) بشأن التحول الذي أحدثه الحكم الربضي في نظام البلاط، والذي تمثّل في الاعتماد الكبير على الخصيان المستَرقين من الصقالبة وأسالمة أهل الذمة، تعطينا الحق في الاستنتاج بسهولة أن الإشراف في عهد الأوسط على تطبيق تلك الرسوم والإجراءات والترتيبات اليومية الميدانية في محيط القصر وداخله، بما في ذلك مهام الحجابة المعهودة، تُركا للفتيان «المعروفين بالخلفاء الأكابر»، أمثال نصر وسعدون الخصِيَّيْن
Anthropology-and-Sociology
ثمة مسار مستمر إذًا للقطيعة بين السلطان والناس في الأندلس، افتتحه الحكم الربضي إجراء موجهًا ضد أهل قرطبة تحديدًا، ثم استكملته المؤثرات العباسية في عهد عبد الرحمن الأوسط، ودفعت به نحو مستويات تذكّرنا بما كان يحدث في بغداد، ليصل إلى ذروته بعد ذلك في عهد عبد الرحمن الثالث، كما سنرى لاحقًا
Anthropology-and-Sociology
«آخرُ سعد الأندلس، وحدّ السرور بها والتأنّس»
Anthropology-and-Sociology
بدأ عبد الرحمن الناصر، بعد تولّيه الحكْم بأشهر قليلة، قيادة عمليات عسكرية واسعة ضد الثائرين في الآفاق على السلطة المركزية بقرطبة
Anthropology-and-Sociology
ورث الحَكَم المستنصر (350-366هـ) عن والده الناصر رصيدًا هائلًا من الرسوم الصارمة في ترتيب المجالس الخلافية، واستقبال الوفود والسفارات بطريقة مشهدية استعراضية تسعى لبثّ الرهبة والدهشة، وتأكيد سطوة السلطان وهيبته
Anthropology-and-Sociology
ساهم الوضع الخاص للخليفة الجديد، كونه صبيًا عاجزًا بالفعل عن القيام بأعباء منصبه، في بروز الباب عنصرًا حاسمًا في وقائع التجاذبات العنيفة للصلاحيات والسلطات، سلاحًا يمكّن صاحبه من تجريد الخصم من عوامل القوة والقدرة على الفعل والتأثير
Anthropology-and-Sociology
لم يكن الحَجْر على هشام المؤيد، من حيث هو فكرة وتطبيق، إلّا نقطة الذروة في السعي الذي بدأه ابن أبي عامر منذ وقت مبكر، وتمثّل، كما أشرت سابقًا، في تحويل السلطة وتغيير خارطة توزيعها، من خلال إزاحة مرتكزاتها السابقة، وإطاحة حامليها القدامى، وصولًا إلى تحقيق طموحه الكبير، وهو السيطرة الكاملة على الدولة
Anthropology-and-Sociology
تحقق لابن أبي عامر نتيجة ذلك كله مزيد من السلطة والقدرة على المبادرة، التي ستمكّنه أخيرًا من الشروع في تنفيذ الحجْر على الخليفة
Anthropology-and-Sociology
«قد ائتمنتك على أعراضِ الغاشين لبابي، وإنما أعراضهم أقدارهم، فصُنها لهم ووفرها عليهم»
Anthropology-and-Sociology
يشير الماوردي في كتابه نصيحة الملوك إلى ضرورة أن يكون السلطان «حاذقًا» في صناعته التي هي «السياسة» من أجل ضمان «عمارة مملكته وصلاح حال رعيته»
Anthropology-and-Sociology
يطالعنا خبر متداوَل في مصادر عدة بما يلي: «حضر بابَ عمر بن الخطاب جماعةٌ من الأشراف، منهم سهيل بن عمرو وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فحُجبوا ثم خرج الآذن فنادى: أين عمار؟ أين سلمان؟ أين صهيب؟ فأدخلهم، فتمعّرت وجوه القوم، فقال سهيل بن عمرو: لمَ تتمعّر وجوهُكُم؟ دُعوا ودُعينا، فأسرعوا وأبطأنا، ولئن حسدتموهم على باب عمر اليوم لأنتم غدًا لهم أحسد»
Anthropology-and-Sociology
مرّ معنا في نص المسعودي بشأن الجدول اليومي لنشاط معاوية بن أبي سفيان (القسم الأول - الفصل الثاني)، أن الرجلَ كان يأمر أعوانه بأن يأذنوا للناس بالدخول عليه في مجلسه في قصر الخضراء «على قدر منازلهم»، فما هو المعيار الذي اعتمده معاوية في إنزال الناس منازلهم
Anthropology-and-Sociology
في العصر العباسي، ومنذ وقت مبكر، كانت المراتبية تتخلل كل شيء يتعلق بالسلطة ومجالاتها المختلفة
Anthropology-and-Sociology
إن العلامات التي يحملها المظهر الخارجي ويرسلها إلى كل داخل إلى دار الخلافة، يجب أن تتطابق مع مرتبته المقررة
Anthropology-and-Sociology
«باب المدينة يؤوّل بالحاجب وبوّاب الملك»
Anthropology-and-Sociology
لكي نضع تخطيط بغداد وبناءها في سياق تمثلات احتجاب السلطان عن الناس، لا بد من النظر إلى حادث إنشاء المدينة المستديرة، بوصفه عملية هندسة وتموْضع، حتّمتها المرحلة الجديدة في العلاقة بين السلطة السياسية والمجتمع، التي قطعت مع المراحل السابقة وخلقت بالضرورة آفاقًا جديدةً لممارسة وعي الانفصال والتمايز لدى السلطة، كجزء من اشتراطات الدولة الثيوقراطية الإمبراطورية، كما تتجلى في العمران والإدارة والثقافة
Anthropology-and-Sociology
سبق القول أن الإنجازات العسكرية الحاسمة التي حققها عبد الرحمن الناصر، كرست لديه إحساسًا بالقوة والعظمة، وجعلته - في خطوة أولى - يعلن نفسه خليفة للمسلمين في العام 316هـ
Anthropology-and-Sociology
كفّ الناصر، بعد هزيمته المروعة في موقعة الخندق في العام 327هـ، عن قيادة الحملات العسكرية بنفسه، كما كان يفعل قبل
Anthropology-and-Sociology
يمكننا إدراج أدب الوقوف على أبواب الحكام في العصر الأموي في سياق المواجهة التاريخية بين وعي البداوة وتحديداته في السلوك والثقافة وأشكال التواصل والتعبير من جهة، وعوائد الحضارة واشتراطات الدولة وسلطاتها السياسية والإدارية والثقافية من جهة أخرى
Anthropology-and-Sociology
لكن من قلب الزهو والفخر، وعلى أمواج البحر الزاخر بتمثيلات المديح المكرور، وفي عمق الشرط الوجودي والتاريخي للذات المنتشية أمام الباب المفتوح، بدأ إحساس غامض يقلق يقينَ الفخر، ويخلخل ركائزَ الصوت القديم للشاعر الذي كانت الأجواء لا تزال تردد صداه:
Anthropology-and-Sociology
حدّان بينهما - إذًا - ردات الأفعال إزاء أبواب الحكام وتمثيلاتها الأدبية في الفترة الأموية: أولهما الإصرار على الاعتداد بالذات وعدم التفريط بثوابت السلوك اللقاحي في فضاء الباب، أو القبول بأشكال المذلة والهوان في سبيل الحصول على الإذن، والفوز بدخول مجلس الأمير وتدعيم التطلع إلى آفاق أبعد انفتحت بفعل التحولات الكبرى في الدولة والمجتمع، وثانيهما الثبات على تمثيلات الجماعة أو الإصغاء لنداء الفردية الفتان
Anthropology-and-Sociology
منذ بداية تأسيس الدولة العباسية وبناء بغداد، ظهر أن احتجابَ الخليفة عن الجمهور سيكون الشكلَ السائد في تنظيم علاقة السلطة السياسية بالمجتمع
Anthropology-and-Sociology
بينما كانت «أقوال الحكماء في الوصول إلى المراد» تردد - في تداولٍ واسع مزدهر - حِكمًا ونصائحَ من نوع «لا يواظب أحدٌ على باب السلطان فيلقي عن نفسه الأنفة ويحتمل الأذى ويكظم الغيظ، إلّا وصل إلى حاجته»، أو «مَنْ أدمن قرع الباب يوشك أن يُفتح له»، أو «أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته، ومدمنِ القرع للأبـــواب أن يلجا» 
Anthropology-and-Sociology
كان من المقرر المتداوَل على نطاق واسع في أوساط الكتّاب والشعراء والمثقفين عمومًا في الفترة العباسية، أن «السلطان سوق يُجلَب إليها ما ينفق فيها»
Anthropology-and-Sociology
تلبية لأهم متطلبات «نظام الاحتراف الشعري»، وهو النجاح في الاقتراب من السلطان وأعوانه قدر الإمكان، ساد في الشعر العباسي التعبير عن التصاغر والقبول بذل الانتظار الطويل على باب السلطان/السوق، كما طالعناه في شعر البحتري على سبيل المثال
Anthropology-and-Sociology
لا بد أخيرًا من إضاءة سريعة على جانب مهم في تمثيلات الباب السلطاني في العصر العباسي، يتعلق على نحوٍ بمآلات صورة السلطان نفسها داخل كثير من أنساق التفكير والتعبير في الثقافة العربية - الإسلامية
Anthropology-and-Sociology
إن أثر الحجابة في الكتابة العربية يذهب أبعد من مجرد استلهامها في أغراض القصيدة، من مدح وفخر وهجاء وعتاب 
Anthropology-and-Sociology
في غضون القرنين الثاني والثالث للهجرة بشكل خاص، انتشر نمط من الحكايات العربية القصيرة، تقوم في بنيتها الفنية والدلالية على هدف مركزيّ يتمثل في ترتيب لقاء/مواجهة بين الشخصية الرئيسة في الحكاية والخليفة، وما يستتبعه ذلك من حوار بين الطرفين، ووقائع تحدث خلال اللقاء
Anthropology-and-Sociology
رأينا في المجموعة الأولى من الحكايات أن أبطالها مختارون ممن يمتلكون القدرة على الوصول إلى مجلس السلطان بسهولة ويسر، بفضل كلام جريء يجهرون به، أو ادعاء غريب يدعونه لأنفسهم، أو قدرات خارقة مخصوصة يمتلكونها، متجاوزين جميع الحجب والقيود والموانع، وصولًا إلى مجلس السلطان، الفضاء المركزي في الحكاية، حيث ترتفع كلمة البطل بإدانة السلطان وهجاء السلطة
Anthropology-and-Sociology
من الواضح أن المحدّدات التاريخية - السياسية والثقافية - التي ساهمت في ظهور هذه الأنماط السردية وانتشارها تتعلق بشكل مباشر بمسألة «الحجابة» وانتشار ظاهرة الاحتجاب في أوساط رجال الدولة وأصحاب الوظائف العالية والسلطات الوجاهية والمالية والأدبية، على خلفية مراتبية اجتماعية صارمة تبدو في أقصى فاعليتها من خلال تطبيق مبدأ إنزال الناس منازلهم على باب السلطان، وترتيبهم مراتبهم داخل مجلسه
Anthropology-and-Sociology
لما لم يكن في وسع أي حزب، في العصر الحاضر، أن يدعم نفسه كما ينبغي من دون خطة فلسفية أو تأملية من المبادئ يُلحقها بخطته السياسية أو العملية، فإننا، بناء على ذلك، نجد أن كلًّا من الحزبين اللذين انقسمت إليهما هذه الأمة قد كوّن نسيجًا لخطة من النوع الأول ليحمي بها خطته فيما يعمل على تحقيقه ويدعمها
Anthropology-and-Sociology
ولد الإنسان حرًا، لكنه في كل مكان مكبل بالأغلال
Anthropology-and-Sociology
إن أقدم المجتمعات جميعًا - والمجتمع الطبيعي الوحيد - هو مجتمع الأسرة
Anthropology-and-Sociology
مهما بلغ الإنسان من القوة فإنه لا يمكن مطلقًا أن يبلغ منها حدًا يبقيه سيدًا باستمرار، إلا إذا حول «القوة» إلى «حق» و«الطاعة» إلى «واجب»
Anthropology-and-Sociology
لما لم يكن لإنسان سلطة طبيعية على أقرانه، ولما كانت «القوة» لا تنتج «حقًا»، فإن الأساس الوحيد الباقي للسلطة الشرعية في المجتمعات البشرية هو الاتفاق
Anthropology-and-Sociology
وحتى إذا سلمت بكل ما فندته حتى الآن، فإن أنصار الحكم الاستبدادي لن يكونوا في مركز أفضل
Anthropology-and-Sociology
إني أفترض، جدلًا، أن الناس قد وصلوا إلى حدٍّ تغلبت فيه العقبات، التي تحول دون الاستمرار في حالة الطبيعة، على القوى التي يستطيع كل فرد أن يستعملها بقصد الاستمرار في هذه الحالة
Anthropology-and-Sociology
يتضح من الصيغة السابقة أن عقد الاتحاد ينطوي على التزام متبادل بين المجموع والأفراد، وأن كل فرد كأنما يتعاقد مع نفسه ويترتب عليه التزام مزدوج: بوصفه عضوًا في المجموع صاحب السيادة قبل الأفراد من المواطنين، وبوصفه مواطنًا عضوًا في الدولة قبل المجموع صاحب السيادة
Anthropology-and-Sociology
أدى الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المدنية إلى تغييرات واضحة حقيقةً في الفرد
Anthropology-and-Sociology
إن كل عضو في المجتمع يهب نفسه له بمجرد تكوينه، وهو يهب نفسه كما هو في تلك اللحظة بكل ما يملك من قوى ومنها ما في حيازته من ممتلكات
Anthropology-and-Sociology
إن أولى النتائج المترتبة على المبادئ المقررة آنفًا وأهمها، هي أن الإرادة العامة وحدها هي التي تستطيع توجيه قوى الدولة نحو تحقيق الهدف من إنشائها، وهو الخير المشترك؛ لأنه إذا كان تعارض المصالح الخاصة هو الذي جعل إنشاء المجتمعات ضروريًا، فإن اتفاق هذه المصالح نفسها هو الذي يجعلها في حيز الإمكان؛ إذ إن ما في هذه المصالح المختلفة من عنصر مشترك هو ما يكوّن الرابطة الاجتماعية، ولو لم يكن هناك شيء من الاتفاق بين جميع هذه المصالح لما قامت مجتمعات مطلقًا
Anthropology-and-Sociology
إن السيادة لا تتجزأ لنفس الأسباب التي تجعلها غير قابلة للتنازل، لأن الإرادة إما أن تكون عامة وإما ألا تكون كذلك: فهي إما إرادة الشعب في مجموعه، وإما إرادة جزء منه فقط
Anthropology-and-Sociology
ينبني على ما تقدم أن الإرادة العامة على صواب دائمًا وتهدف إلى النفع العام باستمرار؛ ولكن لا ينبني عليه أن مداولات الشعب تتسم دائمًا بهذا السداد
Anthropology-and-Sociology
إذا كانت الدولة أو المدينة السياسية مجرد شخص معنوي تقوم حياته على اتحاد أعضائه، وإذا كان أهم واجباتها هي المحافظة على سلامتها، فإنه يجب أن تكون لديها قوة إكراه عامة تستطيع بوساطتها توجيه كل جزء من أجزائها بما يتفق وأكثر فائدة للمجموع
Anthropology-and-Sociology
وقد يتساءل البعض كيف يستطيع الأفراد أن ينقلوا حقًا ليس لهم على حياتهم إلى معقد السيادة
Anthropology-and-Sociology
لقد مُنحنا بالميثاق الاجتماعي كيانًا للجسد السياسي، ويبقى الآن أن نمنحه الحركة والإرادة بوساطة التشريع؛ إذ إن العمل الأول الذي تكوّن بمقتضاه هذا الجسد واتحد لا يحدد ما يجب عمله بعد ذلك حتى يستمر بقاؤه
Anthropology-and-Sociology
يتطلب اكتشاف أفضل قواعد المجتمع، التي تتلاءم مع طبيعة الأمم، عقلًا ممتازًا يرى كل أهواء الناس على ألا يتعرض هو نفسه لأي منها؛ عقل لا صلة له بطبيعتنا البشرية ولكنه يدرك جذورها؛ وأن تكون سعادته مستقلة عن سعادتنا ولكنه مع ذلك يهتم بسعادتنا؛ وأخيرًا يتطلب الأمر أن يرنو هذا العقل ببصره إلى المستقبل البعيد وينتظر يوم مجده في عهد لم يأت بعد، أي أن يزرع في قرن ويحصد الثمار في قرن آخر
Anthropology-and-Sociology
كما أن المهندس المعماري يفحص الأرض التي سيقيم عليها بناءه ويختبرها قبل أن يشيد بناء كبيرًا حتى يرى [ما] إذا كانت ستحمل ثقله، كذلك يجب على المشرع الحكيم ألا يبدأ بوضع القوانين الصالحة في ذاتها، ولكنه يبحث أولًا ما إذا كان الشعب الذي يضعها من أجله يستطيع أن يتحملها
Anthropology-and-Sociology
كما وضعت الطبيعة حدًا لما يبلغه الرجل الحسن البناء من حجم، فإذا زاد عنه أو قل يكون إما عملاقًا وإما قزمًا، فكذلك أيضًا هناك حدود للدول إذا تجاوزتها لا تستطيع الحصول على أفضل دستور لها، بحيث لا تكون في حجمها أكبر مما يتفق وحسن الإدارة، أو أصغر مما ينبغي حتى تدبر أمورها بنفسها
Anthropology-and-Sociology
يستطيع المرء أن يقيس الجسد السياسي بطريقتين: باتساع إقليمه وبعدد أفراد الشعب؛ وبين هذين المعيارين توجد علاقة منها تستمد الدولة عظمتها الحقيقية
Anthropology-and-Sociology
إذا بحثنا عما يتكون منه بالضبط أكبر قدر من الخير للجميع، وهو ما ينبغي أن يكون هدف كل نظام تشريعي، سنجد أنه يتلخص في شيئين رئيسيين: الحرية والمساواة
Anthropology-and-Sociology
يتطلب حسن تنظيم الشئون العامة مراعاة عدة علاقات
Anthropology-and-Sociology
قبل أن نتحدث عن الصور المختلفة للحكم، سنحاول أن نحدد المعنى الدقيق لهذا اللفظ (الحكم) الذي لم يحظ حتى الآن بتفسير سليم تمامًا
Anthropology-and-Sociology
لا بد لتوضيح السبب العام لهذه الاختلافات من التمييز هنا بين الأمير والحكومة، كما ميزت من قبل بين الدولة ومعقد السيادة
Anthropology-and-Sociology
لقد رأينا في الفصل السابق لماذا نميز بين أنواع الحكومات المختلفة أو صورها على أساس عدد الأعضاء الذين تتألف منهم، ويبقى أمامنا أن نرى في هذا الفصل كيف يتم هذا التقسيم
Anthropology-and-Sociology
إن من يضع القوانين هو خير من يعرف كيف تنفذ وتفسر
Anthropology-and-Sociology
لدينا هنا شخصان معنويان متميزان تمامًا أحدهما عن الآخر: الحكومة، ومعقد السيادة
Anthropology-and-Sociology
لقد تناولنا «الأمير» حتى الآن باعتباره شخصًا معنويًا وجماعيًا - توحده قوة القوانين - وأمينًا على السلطة التنفيذية في الدولة
Anthropology-and-Sociology
لا يوجد هناك حكم بسيط بمعنى الكلمة؛ فرئيس الدولة إذا كان فردًا، فلا بد له من حكام تابعين له، وإذا كان الحكم شعبيًا، فلا بد له من رئيس
Anthropology-and-Sociology
لما كانت الحرية ثمرة لا تنبت في جميع الأجواء، فإنها ليست في متناول جميع الشعوب
Anthropology-and-Sociology
وهكذا، عندما يسأل الإنسان بصفة مطلقة أي أنواع الحكم هو أصلحها جميعًا، فإنه يسأل سؤالًا لا جواب عليه بقدر ما هو سؤال غير محدد، أو بعبارة أخرى إذا شئنا، إنه سؤال له من الأجوبة بقدر ما هناك من تنوعات ممكنة للأوضاع المطلقة والنسبية للشعوب
Anthropology-and-Sociology
كما تعمل الإرادة الخاصة بلا انقطاع ضد الإرادة العامة، تبذل الحكومة كذلك جهودها ضد السيادة باستمرار
Anthropology-and-Sociology
تجد جميع الحكومات، حتى أفضلها تنظيمًا، نفسها في هذا المنحدر بصورة طبيعية وحتمية
Anthropology-and-Sociology
لما لم يكن لمعقد السيادة سوى السلطة التشريعية، فإنه لا يعمل إلا بقوانين، ولما لم تكن القوانين إلا التصرفات القانونية الحقيقية للإرادة العامة، فإن معقد السيادة لا يعمل إلا إذا اجتمع «الشعب»، بيد أنه سيقال لي إن فكرة جمع «الشعب» كله مجرد وهم، والحقيقة التي لا مراء فيها أنها كذلك اليوم، ولكنها لم تكن كذلك منذ ألفي سنة، فهل تغيرت الطبيعة البشرية؟
Anthropology-and-Sociology
لا يكفي أن يجتمع الشعب مرة لتحديد الدستور بإعلانه موافقته على مجموعة من القوانين، ولا يكفي أن ينشئ حكومة دائمة، أو أن يكفل وسيلة انتخاب الحكام مرة وينتهي الأمر بذلك؛ فإلى جانب الاجتماعات الاستثنائية التي قد تتطلبها الحالات العاجلة، يجب أن تكون هناك اجتماعات دورية محددة لا يستطيع شيء منعها أو تأخيرها، بحيث أن الشعب يجتمع في يوم معين بقوة القانون ودون حاجة إلى انتظار دعوة رسمية بالاجتماع
Anthropology-and-Sociology
بمجرد أن يجتمع الشعب اجتماعًا شرعيًا بوصفه هيئة سياسية، تقف جميع اختصاصات الحكومة، وتتوقف السلطة التنفيذية، ويصبح شخص أقل مواطن مقدسًا وذا حرمة مثل أكبر حاكم، لأنه عندما يوجد الأصل لا محل لمن يمثله
Anthropology-and-Sociology
بمجرد أن تكف الخدمة العامة عن أن تكون الشاغل الرئيسي للمواطنين، ويفضلون الخدمة بمالهم على الخدمة بأشخاصهم، تكون الدولة قد قربت من الدمار
Anthropology-and-Sociology
عندما يتم تأسيس السلطة التشريعية على نحو جيد، يتبقى بعد ذلك أمر تأسيس السلطة التنفيذية أيضًا، لأن هذه الأخيرة لما كانت لا تعمل إلا بوساطة تصرفات خاصة، فهي ليست من نفس جوهر الأولى، ومن ثم يجب فصلها عنها
Anthropology-and-Sociology
كيف ننظر إذن إلى التصرف الذي يتم بمقتضاه تكوين الحكومة؟ أقول بادئ ذي بدء إن مثل هذا التصرف مركب، مكون من تصرفين: وضع القانون، وتنفيذه
Anthropology-and-Sociology
يتضح من هذه المناقشة - تأييدًا لما جاء في الفصل السادس عشر - أن التصرف الذي تتكون الحكومة بمقتضاه ليس عقدًا، بل قانونًا؛ وأن من عهد إليهم بالسلطة التنفيذية ليسوا سادة الشعب ولكن موظفيه؛ وأنه يستطيع تعيينهم أو عزلهم كما يشاء، وأن الوضع بالنسبة لهم ليس مسألة تعاقد، بل مسألة طاعة؛ وأنهم بقيامهم بالمهام التي تكلفهم بها الدولة إنما يؤدون واجبهم بوصفهم مواطنين، دون أن يكون لهم أي حق في مناقشة الشروط
Anthropology-and-Sociology
إذا اعتبر عدد من الناس مجتمعين أنفسهم جسدًا واحدًا، لا تكون لهم إلا إرادة واحدة تنصب على المحافظة عليهم وعلى رفاهيتهم
Anthropology-and-Sociology
يتبين من الفصل السابق أن الطريقة التي تعالج بها الشئون العامة يمكن أن تكون دليلًا كافيًا على الحالة الفعلية للأخلاق وما يتمتع به الجسد السياسي من صحة
Anthropology-and-Sociology
فيما يتعلق بانتخابات الأمير والحكام، وهي من التصرفات المركّبة كما قلت من قبل، توجد طريقتان يمكن اتباعهما، وهما الاختيار «والقرعة»
Anthropology-and-Sociology
ليست لدينا أي آثار مؤكدة عن العهود الأولى في روما، والظاهر يدل بوضوح على أن معظم ما يروى عن هذه الحقبة مجرد قصص
Anthropology-and-Sociology
عندما يتعذر إيجاد تناسب سليم بين الأجزاء المختلفة التي تتكون منها الدولة، أو إذا وجدت عوامل لا يمكن القضاء عليها تؤدي باستمرار إلى تغيير هذه الصلات، عندئذٍ يجب إنشاء وظيفة خاصة، لا تتحد مع أي من الوظائف الأخرى، تعمل على رد كل علاقة إلى وضعها الأصلي، وتكون حلقة اتصال أو وسيطًا بين الأمير ومعقد السيادة، أو بين الأمير والشعب، أو تقوم بالعمليتين معًا في نفس الوقت إذا لزم الأمر
Anthropology-and-Sociology
إن صلابة القوانين، التي تمنعها من التكيف مع الأحداث، قد تؤدي إلى جعلها مضرة في بعض الحالات، وتسبب ضياع الدولة في أزمتها
Anthropology-and-Sociology
كما أن إعلان الإرادة العامة يتم بوساطة القانون، يتم إعلان الحكم العام بوساطة الرقابة
Anthropology-and-Sociology
لم يكن للناس في أول الأمر ملوك سوى الآلهة، ولا حكومة سوى الحكم الديني
Anthropology-and-Sociology
بعد أن وضعنا المبادئ الحقيقية للقانون السياسي وحاولنا إقامة الدولة على أسسها، يبقى بعد ذلك أن ندعها بصلاتها الخارجية، وهذا يتضمن قانون الأمم والتجارة وحق الحرب والغزو والقانون العام والأحلاف والمفاوضات والمعاهدات
Anthropology-and-Sociology
1- لقد انتهينا من البحث السابق إلى أنه:
Anthropology-and-Sociology
4- لكي نفهم القوة السياسية فهمًا صحيحًا ونستمدها من أصولها، يجب أن نفكر فيما هي الحالة التي عليها الناس بالطبيعة، وهذا يعني، حالة الحرية الكاملة في تنظيم أفعالهم والتصرف في ممتلكاتهم وأشخاصهم كما يتراءى لهم، في حدود قانون الطبيعة، دون استئذان أو الاعتماد على إرادة أي شخص آخر
Anthropology-and-Sociology
16- إن حالة الحرب حالة عداء وتدمير، ومن ثم فإنه إذا أعلن شخص ما، بالقول أو الفعل - الهادئ المترصد، وليس في انفعال وعجلة - نواياه الاعتدائية على حياة شخص آخر، فإن ذلك يجعله في حالة حرب مع الشخص الذي أعلن ضده مثل هذه النوايا، وهكذا يعرّض حياته لسلطة الآخر يقضي عليها هو أو أي إنسان آخر يشترك معه في الدفاع عن نفسه ويتبنى قضيته، حيث إنه من المعقول ومن العدل أن يكون لي الحق في القضاء على ما يهددني بالقضاء عليّ، إذ أنه لما كان القانون الأساسي للطبيعة يقضي بالمحافظة على الجنس البشري، فإنه يجب وضع المحافظة على سلامة البريء في المكان الأول، بقدر الإمكان، عندما يكون من غير الممكن المحافظة على الجميع
Anthropology-and-Sociology
22- إن حرية الإنسان الطبيعية هي ألا يكون خاضعًا لأي قوة عليا على الأرض، وألا يقع تحت إرادة إنسان أو سلطته التشريعية، وألا يكون لديه سوى قانون الطبيعة قاعدة يعمل بها
Anthropology-and-Sociology
25- سواء احتكمنا إلى العقل الطبيعي الذي يدلنا على أن الناس لهم الحق، بمجرد أن يولدوا، في البقاء، وبالتالي الحق في المأكل والشراب وتلك الأشياء الأخرى التي تهيئها الطبيعة لبقائهم، أو احتكمنا إلى الإلهام الذي يعدد لنا ما أسبغ الله على آدم من نعم هذه الأرض، وعلى نوح وأولاده، فإنه من الجلي أن الله، كما يقول داود الملك (سفر المزامير، الأصحاح 115: 16): «أما الأرض فأعطاها لبني آدم» منحها للجنس البشري مشاعًا
Anthropology-and-Sociology
52- قد يقوم اعتراض على الانتقاص من بعض الكلمات والمسميات التي احتلت في العالم وضعًا سائدًا باعتبار أن هذا الانتقاص في بحث من هذا النوع يكون نقدًا خارجًا عن الحد
Anthropology-and-Sociology
76- إن الله إذ جعل من الإنسان ذلك المخلوق الذي - كما رأى بحكمته - لا تصلح له الوحدة، فرض عليه التزامات من الضرورة والملاءمة والميول، تدفعه إلى تكوين مجتمع؛ كما وهبه الفهم واللغة ليستمر في المجتمع ويتمتع به
Anthropology-and-Sociology
94- لما كان الناس، كما قلنا من قبل، بالطبيعة جميعًا أحرارًا ومتساوين ومستقلين، فلا يمكن انتزاع أي شخص من حالته وإخضاعه للسلطة السياسية لشخص آخر إلا برضاه، ويتم ذلك باتفاقه مع أشخاص آخرين على أن ينضموا إلى بعضهم البعض ويتّحدوا في مجتمع لراحتهم وسلامتهم وعيشهم في سلام، كل واحد منهم قريب للآخرين، يتمتع بما يملك مطمئنًا وبقدر أكبر من الأمن ضد أي اعتداء من الخارج
Anthropology-and-Sociology
122- إذا كان الإنسان يتمتع، كما قلنا، في حالة الطبيعة بكل هذه الحرية، وإذا كان هو السيد المطلق على شخصه وممتلكاته، مساويًا لأعظم الناس ولا يخضع لأحد، فلماذا إذن يتنازل عن حريته؟ لماذا يسلم في هذه السيادة ويخضع نفسه، لسيطرة أي سلطة أخرى وإشرافها؟ والجواب الواضح على ذلك: إنه رغم كونه يتمتع في حالة الطبيعة بمثل هذا الحق، فإن تمتعه به غير مؤكد ومعرض باستمرار لاعتداء الآخرين، لأنه لما كان الجميع ملوكًا مثله وكل إنسان مساوٍ [مساويًا] له، وهم في الغالب لا يراعون بدقة حقوق المساواة والعدالة، فإن تمتعه بممتلكاته في هذه الحالة يكون غير مأمون وغير مستقر إلى حدٍّ بعيد جدًا
Anthropology-and-Sociology
131- لما كانت الأغلبية تملك، كما بيّنا، كل سلطة المجتمع بالطبيعة عندما بدأ الناس يتّحدون في مجتمعات، فإن لها أن تستخدم كل هذه السلطة في سن القوانين للمجتمع بين الفينة والفينة، وفي تنفيذ هذه القوانين بواسطة موظفين تعينهم
Anthropology-and-Sociology
133- لما كان الهدف الأكبر لدخول الناس في المجتمع هو التمتع بما يخصهم في سلام وأمن، ولما كانت الوسيلة الكبرى لذلك هي القوانين المقررة في المجتمع، فإن القانون الوضعي والأساسي الأول في جميع المجتمعات المنظمة هو تكوين السلطة التشريعية
Anthropology-and-Sociology
142- إن سلطة التشريع هي تلك التي لها الحق في تحديد كيفية استعمال قوة المجتمع للمحافظة عليه وعلى أعضائه
Anthropology-and-Sociology
148- رغم أنه لا يمكن أن يوجد في المجتمع المنظم، الذي يقوم على أسسه الخاصة ويعمل طبقًا لطبيعته الخاصة، أي يعمل للمحافظة على الجماعة، سوى سلطة عليا واحدة، هي السلطة التشريعية التي تتبعها، ويجب أن تتبعها، كل السلطات الأخرى، فإنه مع ذلك لما كانت السلطة التشريعية مجرد سلطة مكلفة بالعمل على تحقيق بعض الأهداف المعينة، فإن الشعب تبقى فيه سلطة عليا في إزالة المشرع أو تغييره عندما يرى أن المشرع يعمل ضد الأمانة الموكولة إليه؛ لأن كل سلطة تسلم أمانة بقصد تحقيق هدف تكون محدودة بهذا الهدف، ومن ثم عندما يظهر بوضوح أن هذا الهدف أُهمل أو أن ما يحدث هو عكسه، كان في ذلك إهدار للأمانة يؤدي بالضرورة إلى سحبها، وتعود السلطة إلى أيدي أولئك الذين سلموها، ولهم أن يسلموها من جديد إلى من يعتقدون أنه الأفضل لسلامتهم وأمنهم
Anthropology-and-Sociology
158- عندما تكون السلطتان التشريعية والتنفيذية في أيدي [أيدٍ] مختلفة كما هو الحال في جميع الملكيات المعتدلة وصور الحكم السليمة، يتطلب خير المجتمع ترك عدة أمور لفطنة من بيده السلطة التنفيذية
Anthropology-and-Sociology
168- رغم أنه كانت لدي فرصة الحديث عن هذه السلطات كل على حدة من قبل، إلا أنه لما كانت الأخطاء الكبرى التي سادت مؤخرًا عن الحكم قد نشأت، فيما أعتقد، عن الخلط بين هذه السلطات المتميزة بعضها عن بعض، فلعله يكون من المفيد أن ننظر فيها هنا مجتمعة
Anthropology-and-Sociology
174- وإن كانت الحكومات لا يمكن أن تنشأ إلا كما ذكرنا من قبل، ولا يمكن أن تؤسس المجتمعات السياسية إلا على قبول الناس، إلا أن الاختلال الذي ترتب على الطمع ملأ الدنيا بحيث إن ضجة الحرب التي تستغرق قسمًا كبيرًا من تاريخ الجنس البشري، جعلت الناس لا تلقي بالًا إلى ذلك القبول إلا قليلًا
Anthropology-and-Sociology
196- كما يمكن أن نطلق على الغزو اغتصابًا أجنبيًا، فكذلك الاغتصاب نوع من الغزو المحلي، مع ذلك الفرق: إن الحق لا يمكن أن يكون إلى جانب المغتصب، حيث إنه لا يكون هناك اغتصاب إلا عندما يستولي شخص على ما لشخص آخر الحق فيه
Anthropology-and-Sociology
198- كما أن الاغتصاب هو ممارسة سلطة لشخص آخر الحق فيها، كذلك الطغيان هو ممارسة سلطة تتجاوز الحق، وهو الأمر الذي لا يحق لأحد أن يفعله؛ وذلك هو استغلال أي شخص للسلطة التي في يديه، لا لمصلحة أولئك الذين يخضعون لها، ولكن لمصلحته هو الخاصة المنفصلة
Anthropology-and-Sociology