id
int32
0
61k
text
stringlengths
4
31.7k
text_type
stringclasses
7 values
context
stringlengths
4
31.7k
context_type
stringclasses
6 values
source_language_name
stringclasses
1 value
source_language_code
stringclasses
1 value
source_title
stringlengths
0
80
source_url
stringlengths
0
620
3,300
وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق.
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,301
وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع.
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,302
في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال).
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,303
أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب".
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,304
ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل.
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,305
وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى".
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,306
ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية.
paragraph
أظهر القائمة الرئيسية Navigation menu اضغط هنا للبحثsearch # ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه الرقصات التراثية المغربية رقصات الشعبية رقصة أحواش تحمل الرقصات التراثية بالمغرب رسائل عن النصر واستعراض القوة (الجزيرة) 13/7/2020 يزخر الفن التقليدي الشعبي في المغرب بمخزون من الألوان الغنائية والتعبيرية لتعدد روافده الثقافية وتنوعها. وتعتبر الرقصات التراثية لونا من الألوان الفنية التي حافظت على خصوصيتها وتدافعت من أجل البقاء. تاسكوين، كناوة، ركادة، أحيدوس، أحواش، الكدرة وغيرها من الرقصات الشعبية المتوارثة التي اعتمدت على إيقاعات ذات دلالة، عبّرت بها التجمعات المحلية عن واقعها، وعكست من خلالها اهتماماتها وحاجاتها. وتعتبر الرقصات التراثية في المغرب خزانا تلقائيا لثقافة السكان المحليين، وذخيرة للرقص التعبيري الذي يجعل من حركات الجسد طاقة تعبيرية يغني مدلولها البصري عن الكلمات، وهي اليوم تشكل مشتَلا لخصائص هذه التجمعات وتعكس عراقتها وأصالتها. ## تنوع و امتداد تحمل الرقصات التراثية في المغرب رسائل وإيحاءات متنوعة، منها الذي يعبر عن النصر واستعراض القوة في الرقصات ذات الأصل العسكري، ومنها التي طالبت بالتحرر وناهضت الاستبداد، ورقصات احتفت بالوفرة والخصب، بينما كرست بعض الرقصات ثقافة البوح وكسرت المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة بشكل مرمز. يقول الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد إن الرقص التراثي بالمغرب واحد من أقدم اللغات التعبيرية، وإن الرقصات التراثية يصعب جردها، إذ يفوق عددها 50 رقصة ترتبط كل واحدة منها بنمط غنائي تراثي معين. ويوضح نسيم حداد -في حديث مع الجزيرة نت- أن الرقصات التراثية تتميز بخصائص تجعلها منفردة، وتتوزع بحسب جغرافية قبلية، وجل الرقصات التراثية المغربية أمازيغية في الأصل. رقصات مغربية تراثيةحافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر الأجيال(الجزيرة) ## أشكال تعبيرية أصيلة حافظت الرقصات التراثية على خصوصياتها المجالية والثقافية عبر توريث نمط أدائها من جيل لآخر، وعبر حرصها على اللون الأصيل لها وتأديتها بملابس محلية تعكس البعد الهوياتي والثقافي لكل رقصة ولكل منطقة.‬ ويعتبر الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض أن الرقصات التراثية المغربية عبارة عن أشكال تعبيرية يصعب اختزالها في تعبير رقص معزول. وعن السياق الإنثروبولوجي للرقصات التراثية التعبيرية، يقول العيوض إنها "ولدت في رحم البادية، وترتبط بطقوس وبحياة اجتماعية، ويجب النظر إليها من خلال المحيط العام الذي أنتجها". ويرى العيوض أن بعض هذه الأشكال التعبيرية التراثية ترتبط بالموسم الفلاحي، وتنظم احتفاءً بنهايته، وتأخذ شكلا احتفاليا جماعيا تحضره جميع  مكونات المجتمع المحلي. ويضيف المتحدث ذاته للجزيرة نت أن "الرقصات التراثية مرتبطة بأشكال التضامن في وسط يقدس العمل الجماعي وينغمس فيه". من جانبه، يعتقد نسيم حداد أن الرقص التراثي المغربي يرتبط بالأساس بالأعراف والتقاليد، ولا يخرج عن سياق الفكر المحافظ، ويشير في السياق ذاته إلى أن جلّ الرقصات التراثية الأصيلة لا تخرج عن اللغة التعبيرية. ويخلص نسيم إلى كون الرقص التراثي خزانا وقاعدة أساسية لأساليب كوريغرافية (فن حركة الجسد)، يمكن أن تُطور إلى أسلوب تعبيري حديث خاص قاعدته الرقصات التراثية الشعبية. ‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩‎⁨فرق شابة تحافظ على الموروث الفني المغربي⁩ (الجزيرة) ## تراث إنساني وتمثل الرقصات الشعبية قيمة ثقافية بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها، وتشكل جزءا من الهوية ومن التراث المغربي غير المادي، ومنها رقصات أدرجت في قائمة التراث الثقافي الإنساني لدى الأمم المتحدة. ومن الرقصات التراثية المغربية التي صنفت تراثا ثقافيا إنسانيا رقصة "تاسكيوين" ومفردها "تاسكاوت" وتعني القرن الصغير، وتعرفها الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بأنها رقصة عسكريّة مشهورة في جبال الأطلس الكبير، اكتسبت اسمها من القرون الصغيرة التي يربطها الراقصون على أكتافهم، وتتميز بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير. وينبه موقع التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة إلى أن "هذه الرقصة مهدّدة من قبل عدّة عوامل، مثل العولمة وزيادة نفور الشباب من الممارسات التراثية التقليديّة". و‫بالإضافة إلى التاسكيوين، انضمت رقصة "كناوة" إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي من الرقصات والتعبيرات التي دخلت المغرب نهاية القرن 16 الميلادي من أفريقيا جنوب الصحراء. وتجمع موسيقى ورقصة كناوة -بحسب نص التصنيف في قائمة التراث الإنساني العالمي- بين نداء الحرية الذي حفز الأفارقة على الرقص والغناء والجهر بالكرامة، وبين العمق الصوفي والروحاني الذي يضمن للأعمال الفنية الموسيقية إحساسها الأصيل وسموها المحلق. ## لكل منطقة رقصاتها الخاصة وتختلف الاحتفالات بين المناطق الجبلية والسهلية، وبين الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، لكل منطقة رقصة تراثية تعبيرية ترتبط بنمط موسيقي وتحتفظ بمميزات خاصة من لباس وآلات مستعملة وإيقاع. في منطقة الأطلس الكبير، حدثنا خالد العيوض عن أنماط سائدة منها تاسكيوين التي تعتمد على القوة البدنية وتمتاز بالقرن الأحمر الذي كان يحمل بالبارود قديما، ورقصة أجماك التي تحترم لباسا موحدا يتكون من البلغة والرزة والجلابة، وفي التزيين يحمل المشارك خنجرا يكون فضيا في الغالب ومربوطا بخيوط الحرير، و تقام بأعداد كثيرة، وتعتمد على حركات بسيطة واللعب باليدين وفق إيقاع معين، ويدير الرقصة قائد، وتمتاز بحضور شاعرين يبدعان في شعر اللحظة (الارتجال). رقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربيةرقصة كناوة من الموروثات الفنية المغربية (الجزيرة) أما أغيات" أو "العواد" -بحسب العيوض- فهي رقصة حربية، لباسها مختلف، وتمتاز بوجود الناي والناقوس الذي يصدر صوتا حادا يضبط الإيقاع، ويديرها قائد أيضا يسمى "الحراب". أغلبية الرقصات يؤديها الرجال، ويوجد في الأطلس الصغير نمط آخر من أحواش تؤديه النساء اللواتي ينتظمن في صف يغطى بغطاء جماعي لا يظهر وجوههن. وفي الأطلس المتوسط، تقدم رقصة "أحيدوس" في شكل صفوف تتقارب وتتباعد تقابلا أو توازيا، يديرها قائد يسمى المعلم أو الرايس‬‬. ومن الرقصات التراثية المغربية التي تغوص في عمق الرقص التعبيري، نجد رقصة ذات أصول صحراوية معروفة جنوب المغرب تسمى "الكدرة"، تؤديها النساء، وتعتمد على حركات الأيدي والأنامل. وكذلك رقصة "الركادة" التي تعتبر ‬من أبرز معالم التراث الفني في المغرب الشمال الشرقي، وتحديدا بوجدة، وهي رقصة فنية خاصة بالرجال، تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة التنسيق، في حين تنتشر الرقصات الجبلية في شمال غرب المغرب وتكون مرفقة بموسيقى الطقطوقة الجبلية، أما مناطق الوسط فتمتاز بـ"الهيت" ورقصات "عبيدات الرمى". ويجزم نسيم الحداد أن الحفاظ على موروث الرقصات التراثية المغربية ضرورة ملحة لا تكتمل إلا بالدراسة الأكاديمية، وبالتفات المعنيين إليه كإحدى ركائز الثقافة المغربية. المصدر : الجزيرة aj-logo aj-logo aj-logo إعلان تابع الجزيرة نت على: شعار شبكة الجزيرة الإعلامية جميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية
article
Arabic
ar
ناهضت الاستبداد واحتفت بالنصر.. ما لا تقوله الكلمات وتعبر عنه ...
https://www.aljazeera.net/arts/2020/7/13/%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D8%A9
3,307
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
title
ما هي أشهر الرقصات الفلكلورية في المغرب؟
query
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,308
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
title
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,309
يقسم من ناحية جنس المشاركين فيه إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,310
يقسم من ناحية جنس المشاركين فيه إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا.
sentence
يقسم من ناحية جنس المشاركين فيه إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,311
ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
sentence
يقسم من ناحية جنس المشاركين فيه إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,312
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,313
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات.
sentence
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,314
يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون.
sentence
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,315
ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,316
ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها.
sentence
ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,317
ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره...
sentence
ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,318
يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,319
يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة.
sentence
يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,320
وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين.
sentence
يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,321
وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة...
sentence
يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,322
إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,323
إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية.
sentence
إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,324
ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا...
sentence
إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,325
أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,326
أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية.
sentence
أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,327
وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا.
sentence
أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,328
وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات.
sentence
أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,329
وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,330
جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1).
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,331
جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه.
sentence
جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1).
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,332
وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1).
sentence
جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1).
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,333
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,334
ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية...
sentence
عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,335
يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,336
يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا.
sentence
يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,337
إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,338
إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط.
sentence
إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,339
ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها.
sentence
إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,340
وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم.
sentence
إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,341
جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,342
جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به.
sentence
جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,343
إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري...
sentence
جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,344
كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,345
كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها.
sentence
كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,346
ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره.
sentence
كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,347
ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,348
ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد.
sentence
ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,349
ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا.
sentence
ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,350
كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,351
وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله:
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,352
وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم.
sentence
وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله:
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,353
هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله:
sentence
وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله:
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,354
كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي:
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,355
ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,356
ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5).
sentence
ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,357
وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة...
sentence
ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,358
تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,359
تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها.
sentence
تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,360
من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة.
sentence
تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,361
تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,362
تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا.
sentence
تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,363
يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض.
sentence
تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,364
يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,365
يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا.
sentence
يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,366
يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص.
sentence
يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,367
تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس.
sentence
يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,368
توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,369
تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي.
sentence
توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,370
تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء.
sentence
توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,371
وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق.
sentence
توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,372
يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,373
يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص.
sentence
يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,374
وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع...
sentence
يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,375
بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة.
sentence
يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,376
إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,377
إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش.
sentence
إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,378
يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما.
sentence
إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,379
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,380
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى.
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,381
أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى.
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,382
ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية.
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,383
في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم.
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,384
تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس.
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,385
حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته...
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,386
فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
sentence
يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا...
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,387
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,388
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار.
sentence
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,389
عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة.
sentence
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,390
وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية.
sentence
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,391
وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
sentence
تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,392
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,393
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها.
sentence
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,394
ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية.
sentence
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,395
وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية.
sentence
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,396
أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة.
sentence
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,397
وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
sentence
تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف..
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,398
1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 24 Folk Culture and IOV # فـي الرقص الشعبي المغربي ###### العدد 24 - موسيقى وأداء حركي فـي الرقص الشعبي المغربي كاتب من المغرب إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... يقسم _من ناحية جنس المشاركين فيه_ إلى رقص ذكوري، لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي، لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط، يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، فكان تعبيرًا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرًا للآلهة، وتعبدًا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره... يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي، ورقصة أَحَيْدُوس، ورقصة أَحْوَاش، ورقصة الكَدْرَة. وتمارس بطرق متنوعة، منها أحواش التي تستعرض بطريقتين اثنتين. وتتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني المستعصية، والمضامين المستغلقة على كل من هب ودب، والرموز، والاستيهامات، والخصوبة... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... أما في ما يتعلق بالمنهجية التي سلكتها في هاته المقالة، فقد تناولت في العنصر الأول الرقص - عامة -  تعريفا، ونشأة، وأقساما، ووظيفة، ورمزية. وعالجت في العنصر الثاني الرقص الشعبي المغربي - خاصة - أنواعا، وبعض طرق ممارسة، متخذا رقصة (أحْوَاش) أنموذجا. وذيلت الدراسة بملحقين اثنين، تضمن أولهما بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي، وحوى ثانيهما صورًا لمختلف الرقصات. وقد استعنت ببعض المناهج العلمية، منها المنهج الأسطوري (الميثولوجي)، والمنهج الأنَاسِيُّ (الأنثروبولوجي)، والمنهج الوصفي (المورفولوجي)، والمنهج الاجتماعي (السوسيولوجي)، والمنهج التاريخي... أولا: الرقص أ - تعريفه جاء في معجم (لسان العرب) لصاحبه (محمد بن منظور):“رقص:الرقص والرَّقَصَان: الخبب، وفي التهذيب:ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا؛ عن سيبويه، وأرقصه. ورجل مِرْقَص:كثير الخبب (...). قال أبو بكر:والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون”(1). إن الرقص لغة بلا كلام، ولغة دون الكلام، ولغة ما بعد الكلام، وتفجير لغريزة الحياة التواقة إلى التخلص من الازدواجية... ب-نشأته عرفته الحضارات الغابرة على مر العصور، وهو ذاكرة تاريخية مهمة جدا، ومجال ثري لعدة أبحاث ودراسات. يعد من بين أقدم الأشكال التي لجأ إليها الإنسان للتفريج عن انفعالاته، ويعتبر اللبنة الأولى في بناء صرح الفنون. ولقد أرجعه اليونانيون إلى بداية نشأة الكون، إذ اعتمدت رقصات الإنسان الأولى تناغم الكواكب، والنجوم، ومورست طقوس على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فتحرك الراقصون بشكل حلزوني بغية محاكاة حركات الكون، والأفلاك السماوية... ج-أقسامه يقسم -من ناحية جنس المشاركين فيه- إلى رقص ذكوري لا تشارك فيه الأنثى، ورقص أنثوي لا يشترك فيه الذكر، ورقص مختلط يجمع الجنسين معا. ومن ناحية عددهم، إلى فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، وغير محدود العدد. د-وظيفته، ورمزيته إنه أكثر متعة لمن يمارسه ويؤديه منه لمن يكتفي بمشاهدته فقط. ولقد أكد العلماء والباحثون النظرية التي مُفادها أن بعض حركات الحيوانات والطيور هي مصدر  الرقص، وبوادره، لأن الإنسان البدائي كان يراقبها، ويقلد حركاتها. وهو شكل فني يتم فيه خلق الصور الفنية عن طريق الحركات والإيماءات أو الإشارات من لدن الراقصين بواسطة أوضاع أجسادهم. جاء نتيجة مختلف الحركات والإيماءات المرتبطة بأعمال الإنسان، وبانفعالاته وانطباعاته عن العالم المحيط به. إنه أحد أعرق تجليات الإبداع الشعبي، فقد كان في بداية الأمر متصلا بالأغنية والكلمة، ثم امتلك شخصيته المستقلة بذاتها، وتتم عن طريقه ممارسة التأثير العاطفي والفكري... كان تعبيرا طبَعيا عن الشعور بالفرح، وشكرا للآلهة، وتعبدا لها. ثم تطور بتطور الحياة الاجتماعية، وتنوع بتنوع مناسباتها، ليصير إيقاعيا مع إيقاعات الصنوج، والتصفيقات، ومحاكاتيا يحاكي مظاهر الحياة العملية، ودينيا، وغيره. ويحمل دلالاتٍ ورموزًا معينة، فالرقص الجماعي “عند بعض الدارسين يمثل العاصفة بما يصاحبها من ريح ورعد ومطر، إذ إن تحريك الجسم بما عليه من حلي وثياب يحكي صوت الريح، في حين يحكي الضرب بالأقدام على الأرض صوت الرعد. أما التصفيق فيقلد صوت المطر في حال نزوله. ثم يأتي الصياح إعلاما ببشرى نزول الغيث وإعلانا للفرح بذلك”(2)، ويعد لغة يتضرع بواسطتها الإنسان إلى الإله، ويهدئه، ويجعل حضوره محسوسا. كانت قفْزات الراقص إلى أعلى تعين على نمو الكائنات الحية والنباتات، وتنضج المحاصيل الزراعية، وكانت صرخاته وجذباته تطرد القوى الخفية، وتبعد الأرواح الشريرة الخبيثة التي تهدد كيانه. وكانت العذارى العربيات في الجاهلية ترقصن رقصة حول أصنام آلهة العرب، لينالوا رضاها، ويستعطفوها في أن تهبهم الخير والغيث، وتوفر محاصيلهم، وترفع شدائدهم، وتخلصهم من القحط والجفاف، وتبعد الأذى والأمراض عنهم، وتحقق مختلف رغباتهم. هاته الرقصة تسمى الدّوار بفتح الدال وضمها، ولقد أشار الشاعر (امرؤ القيس بن حجر الكندي) إليها في قوله: فَعَنَّ لنَا سِرْبُُ كَأنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَُوَاٍر فِي المُلاءِ المُذَيَّلِ(3)(4) كما أنه يكون مناسبة يتعرف أثناءها الشباب العزب الفتيات العذارى، ويرقصون معا، ويتزاجون، ومناسبة يتجاوز فيها الإنسان بعض المحظورات مثل كشف الوجه بالنسبة للمرأة، يقول المثل الشعبي المغربي: اَللِّي كَيشْطحْ مَا كَيْدَرَّكْـ وَجْهُو ويرى الهنود أن الرقص يجبر أرواحَ المرض على أن تنضمَّ إلى الراقصين، وتشاركَهم رقصهم، فينهكها ذلك، وتطلب العفو، وتنسحب(5). وهناك رقصات مثل رقصة الأسد في إفريقيا، ورقصة الدب في اليابان، ورقصة المهر بأندونيسيا، تهدف إلى تهدئة الأرواح الشريرة... ثانيا:-الرقص الشعبي المغربي أ-أنواعه يعرف المغرب عدة رقْصات، يمكن إجمالها في أربعة أنواع، هي: أ - 1 - رقصة العْلاَِوي والمَنْكوشِي تسود شمال المغرب وشمال شرقه، وتحديدا مدن الحُسَيْمَة، وتازَة، ووَجْدَة، والمناطق المجاورة لها. من خصائصها أنها تشبه التدريب العسكري، ويتجلى ذلك في اعتمادها الصيحات دون الغناء، وكذا البندقية التي قد تعوض بالعصا أحيانا، إضافة إلى الضرب بالأرجل على الأرض، وتحريك الأكتاف بقوة. وهي حكر على الرجل دون المرأة. أ - 2 - رقصة أَحَيْدُوس تنتشر وسط المغرب من المحيط الأطلسي غربا إلى مدينة الرَّاِشِديَّة شرقا، ومن سهل الغرب شمالا حتى سهول الرحَامنَة وهضاب الشيَاضْمَة وعَبْدَة جنوبا. تعتمد لونا واحدا من الآلات الموسيقية هو البندير. يمارسها الرجال والنساء معا مصطفين، مسندين أكتافهم بعضا إلى بعض. أ - 3 - رقصة أَحْوَاش(6) يقع مجالها الجغرافي في الجنوب الشمالي للمغرب، المحصور بين مدينتي الصَِّويرَة ومُرَّاكُش شمالا والصحراء جنوبا، والمحيط الأطلسي غربا وإقليم وَرْزَازَات شرقا. يمارس هذا النوع الجنسان على حد سواء، وتستخدم فيه آلة البَنْدِير على وجه الخصوص. تنقسم هذه الرقصة إلى أقسام ستة، هي:أحواش الرجال، وأحواش السيدات، وأحواش الأوانس، وأحواش الرجال والسيدات، وأحواش الرجال والأوانس، وأحواش العزاب والأوانس. أ - 4 - رقصة الكَدْرَة(7) توجد في منطقة الصحراء بالجنوب المغربي. تعتمد أساسًا آلة طبل (الكدرة) أي القِدْر، والتصفيق الجماعي بالأيدي. تعرف برقصة الرجال الزرق لكون الراقصين يرتدون ألبسة زرقاء. وتشارك فيها المرأة أيضا، ففي مدينة طَاطَا على سبيل المثال،  يضرب رجل بآلة تشبه العصا من حجم صغير على طبل الكدرة، وتشرع جماعة من النساء في التصفيق، وتتوسط الحفل امرأة تلبس ثوبا أزرق اللون إلى درجة أنه لا يظهر شيء من جسدها، ولا عضو من أعضائها، ثم تشرع في الرقص مقلدة بحركات جسدها كل نغمة من نغمات الطبل والتصفيق. تتميز رقصتا أحواش والكدرة بكونهما رقصتين ساحرتين جميلتين، وبكونهما تمثلان كتابًا مفتوحًا مثقلا بالمعاني والرموز والاستيهامات والخصوبة والجنسية... إن الأقسام الثلاثة الأخيرة (أحيدوس، وأحواش، والكدرة) تختلف عن القسم الأول (لعلاوي والمنكوشي) بكونها تجمع بين الاستمتاع بالغناء من جهة، والرقص من جهة ثانية. ويشارك فيها الرجل والمرأة، زيادة على أنها ذات غرض أو طابع مدني، باستثناء رقصة الخنجر بإقليم حاحا مثلا... ب-بعض طرق ممارسته:-رقصةأحواش أنموذجًا(8) يُمَارَس الرقصُ المغربي بطرق شتى، وتختلف إيقاعاته وأداءاته من منطقة إلى أخرى. فرقصة أحواش مثلا تتم بطريقتين اثنتين، هما: ب - 1 - الطريقة الأولى يُبْدَأ وغروبَ الشمس بكنس ساحة كبيرة بأحد الدواوير، وتنظف جيدا، ثم ترش بالماء لئلا تثير الغبار أثناء عملية الرقص. وحين يرخي الليل سدوله تنار الساحة بمصابيح كهربائية، ويحضر بعض شباب القبيلة أدوات إقامة مشروب الشاي، فتوضع قنينة غاز أو أكثر في قلب القاعة، وإلى جانبها صحون كبيرة بها عدد كثير من الكؤوس، يتوسطها إبريق كبير (البراد) في حجم المغلاة (الغَلاَّي)، هذا إضافة إلى علب الشاي، وقوالب السكر، وكمية كبيرة من نبات النعناع... بعد ذلك، تقبل جماعة من الذكور رجالا وإناثا، يتصدرهم رئيسهم، يرتدون عباءات بيضاء وعمامات صفراء، وينتعلون أحذية ونعالا متباينة الألوان، يغلب عليها اللون الأسود، وبين أياديهم بنادير مختلفة الأحجام، ثم يتوسطون الساحة. إثر ذلك، يتدفق الجمهور على المكان وافدا إليه من الدواوير المجاورة، ومن مركز المدينة أيضا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تغص جنبات الساحة بالراغبين في تمتيع العين، والأذن، وبقية الجوارح، بإيقاع رقصة أحواش. يشمل هذا الجنسين معا: النساء والفتيات كبيرات وصغيرات ومتوسطات الأعمار، يتمركزن في جانب واحد، والرجال والشباب والأطفال، يستقرون في جانب آخر، دون أن يحدث اختلاط بينهما. يُؤْذَن بالانطلاقة، فيغني أحدهم بصوت حاد مرتفع، ويصدح الرئيس آلة البندير، ويكرر الآخرون الكلام نفسه، ويشكلون دائرة تتحرك في اتجاه اليسار، ويشرعون في الرقص بدفع أرجلهم اليمنى إلى الأمام، ثم يقربون منها اليسرى. أما أجسادهم فيتمايلون بها إلى الأمام تارة، وإلى الوراء تارة أخرى. ويستمر الرقص والغناء إلى أن يبلغا ذروتهما، فلا تسمع إلا أصوات المغنين والبنادير الحادة القوية. في هذه اللحظات يعد الشاي، وتتوقف المجموعة عن الرقص والغناء، ويوزع على الحاضرين كلهم بشكل منتظم. تستريح الفرقة بعد أن يحتسي أفرادها الشاي، ثم تستأنف نشاطها من جديد، وهكذا دواليك إلى أن يوشك الصبح أن يتنفس. حينئذ تستسلم للراحة، بعد أن يكون التعب قد أخذ منها مأخذا، وفعل فيها فعلته... فيتفرق الجمهور وقد رَانَ به النعاس، راجيا تجدد المناسبة في وقت قريب جدا... ب - 2 - الطريقة الثانية تكنس الساحة بعناية، وترش بالماء، وتوضع في جنباتها أكوام من العشب اليابس والحطب لتغذية النار. عند حلول الظلام تحضر جماعة من الرجال حاملين بنادير كبيرة، رصعت جوانب بعضها بصفائح نحاسية مستديرة، ثم تتبعهم جماعات من النساء ترتدين لباس الحفلات والأعياد، وتضعن فوق قفاطينهن الملونة كساء شفافا أبيض اللون، نقط بنقط مطرزة، وقد لفت جدائل شعورهن في خمر ذات ألوان صارخة، تكشف عن آذانهن، وتتدلى خلفهن، وعصبت جباههن بشريط ثوبي داكن مخطط بالأحمر والأخضر والبنفسجي، وهو طويل ملقى على ظهورهن، يصل حدود الخصر منتهيا بخمائل طويلة. وزينت أعناقهن بقلادات كبيرة ذات صفوف متعددة الطول، وقد رصعت فيها كرات من اللبان مختلفة الأحجام، تفصلها عقيقات زجاجية، وقطع نحاسية صغيرة، وأخرى نقدية فضية. وأخذن زينتهن كاملة:فالحواجب مرصوفة، وعليها خطوط أفقية من مسحوق الكحل، وعلى كل خد ثلاث نقط من الحناء مستديرة، وعلى الذقن وشم تقليدي، ويرتدين أحذية حضرية مطرزة، ونعالا حمراء مدورة من صنع محلي.      تعطى إشارة البدء، فيغني رجل بصوت مرتفع، وينقر رئيس الجوقة البندير، ويردد الرجال الجملة نفسها. ثم تنشطر النساء إلى مجموعتين، تردد الأولى الجملة الغنائية، وتردد الثانية اللازمة الختامية. وبعد ذلك، تشرع المجموعة كلها جمعاء في التحرك حول النار في اتجاه اليمين، وتكون الحركة مضبوطة، إذ تلقي كل راقصة رجلها اليمنى حوالي عشرين سنتمترا، ثم تقرب رجلها اليسرى من اليمنى في المرحلة الموالية. أما الرجال فيكونون واقفين أول الأمر، ثم يقعدون حين تأخذ النساء في الرقص، ولا يرقصون، بل يكتفون بالضرب على البنادير رافعين أيديهم اليمنى إلى مستوى الرأس، موقعينها بكل قوة. وعندما يحمى وطيس الإيقاع يقلدون النساء، فيلقون بأجسادهم إلى الأمام، ثم إلى الخلف.. الملاحق بعض المصطلحات ذات الصلة بالرقص الشعبي *-الرَّكَّاصَة راقصة تصطحبها المجموعة الموسيقية معها. ترقص وسط الجمع مرتدية ألبسة مثيرة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن ن تبرعات المتفرجين. *-الزَّعْبُولة محفظة صغيرة تصنع من الجلد، يشدها الراقص بخيط إلى أحد كتفيه، ويتزين بها أثناء عملية الرقص، وغالبا ما تكون صفراء اللون. *-الدَّرْبُوكة آلة إيقاع تصنع من الطين أوالخشب أوالمعدن، وتغطى بجلد حيوان. يستعملها الموسيقي جالسا متأبطا إياها، ويقرعها إما بأصابع يده وإما بكفه. *-الكَصْبَة تصنع أساسا من القصب بنحت تجاويفها. وهي أنواع: -الثلاثية -الخماسية -الكبْلِي -السّْبُولَة -المَخَّزْنِي. *-البَنْدِير دف دائري الشكل مصنوع من الخشب، وهو يشبه الغربال. يلصق عليه جلد ماعز أو غنم سميك، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان، يساعدان على تفخيم الصوت. *-الكَلاَّل تعريجة صغيرة مصنوعة من الطين على شكل لولب. يغلف أحد مخرجيها جلد، ينقر عليه بأصابع اليد. وإذا كانت هاته الآلة من الحجم الصغير فإنها تسمى (أكوَّال). *-الغَايْطَة مزمار خشبي له فتحة ضيقة في الأمام وفتحة واسعة في الخلف. تجعل في الفتحة الأمامية زمارة صغيرة، ينفخ فيها العازف ألحانا تنسجم وإيقاع البندير. *-الخْمَاسِي ناي ذو ست ثقب، مع ثقب في الجهة المقابلة لها. *-الرَّزَّة عمامة يضعها الشيخ فوق رأسه بشكل دائري دقيق جدا، يغلب عليها اللون الأصفر، وقد تكون بيضاء. *-ألُّون -تَالُّونْت (باللغة الأمازيغية) يصنع في الغالب من جلد الماعز، وهو موتر، على شكل دائرة خشبية عرضها حوالي خمسة سنتيمترات. تختلف مساحة دائرته من مكان إلى آخر. *-تَاغْريت (باللغة الأمازيغية) هي الزغردة، وتصدر من النساء اعترافا منهن بأنهن أعجبن بما يشاهدنه من رقص، وما يسمعنه من غناء، أو إيقاع. الهوامش 1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43. 2 - عباس الجراري:في الإبداع الشعبي. الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط-المغرب رجب 1408هـ-مارس 1988م، ص:115. 3 - ديوان امرئ القيس. تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم. ذخائر العرب:24، نشر:دار المعارف، الطبعة الخامسة، طبع:مطابع دار المعارف، القاهرة-مصر، بدون تاريخ، ص:22. أثبتت كلمة (دوار) بفتح حرف الدال. 4 - ديوان امرئ القيس. حققه، وبوبه، وشرحه، وضبط بالشكل أبياته:حنا الفاخوري، بمؤازرة:وفاء الباني. سلسلة الموارد والمصادر، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 1409هـ- 1989م، ص:49. أثبتت لفظة (دوار) بضم حرف الدال، وجاءت كلمتا (ملاء) و(مذيل) نكرتين. 5 - ألفرد ميترو وآخرون:السحر من منظور إثنولوجي. ترجمة:محمد أسليم. الطبعة الأولى، مؤسسة سندي للطباعة والنشر، مكناس-المغرب 1999م، ص:53. 6 - لقد حضرتُ هاته الرقصةَ بدوار )الجديد(بمدينة)طاطا( ما بين:1999م- 2001م، وحضرتها أيضا بدوار ( تِغْرَمْتْ) بالمدينة نفسها فجرَ يوم الجمعة 03 فبراير 2012م. 7 - لقد شاهدت هذه الرقصة كذلك بمدينة طاطا ما بين:1999م- 2001م. 8 - اِعتمادًا ما شاهدته بمدينة طاطا. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455
3,399
الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43.
sentence
1 - محمد بن منظور:لسان العرب. الطبعة الأولى:1410هـ - 1990م، الطبعة الثانية:1412هـ - 1992 م، الطبعة الثالثة:1414هـ- 1994م، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، المجلد السابع، مادة:رقص، صص:42-43.
paragraph
Arabic
ar
فـي الرقص الشعبي المغربي - الثقافة الشعبية
https://folkculturebh.org/ar/?issue=24&page=article&id=455