id
int32
0
61k
text
stringlengths
4
31.7k
text_type
stringclasses
7 values
context
stringlengths
4
31.7k
context_type
stringclasses
6 values
source_language_name
stringclasses
1 value
source_language_code
stringclasses
1 value
source_title
stringlengths
0
80
source_url
stringlengths
0
620
1,700
الألوان الطبيعية: تتميز الغابة بألوانها الطبيعية الجميلة، مثل اللون الأخضر والأزرق والأصفر.
sentence
الألوان الطبيعية: تتميز الغابة بألوانها الطبيعية الجميلة، مثل اللون الأخضر والأزرق والأصفر. هذه الألوان لها تأثير إيجابي على النفس، حيث تبعث في النفس الراحة والهدوء.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,701
هذه الألوان لها تأثير إيجابي على النفس، حيث تبعث في النفس الراحة والهدوء.
sentence
الألوان الطبيعية: تتميز الغابة بألوانها الطبيعية الجميلة، مثل اللون الأخضر والأزرق والأصفر. هذه الألوان لها تأثير إيجابي على النفس، حيث تبعث في النفس الراحة والهدوء.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,702
الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
paragraph
### بحث إدارابيا العربية # موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة ### موضوع حول الغابة الغابة هي مساحة واسعة تنتشر فيها أنواع مختلفة من الاشجار والمساحات الحرجية بحيث تغظي مساحات جيدة وشاسعة في بعض المناطق فتكون اكثر من اي مناطق اخرى . تلعب الغابة دورا كبير الاهمية في البيئة وتنظيم النظام البيئي لا سيما فيما يخص بضخ كمية الاوكسجين فمعروف ان الاشجار تسحب ثاني اوكسيد الكربون وتطلق الاوكسجين مما يعزز الهواء الطبيعي للاستنشاق بالاضافة الى وجود العدد الكبير من الحيوانات الذي يحافظ على توازن بيئي مع الكائنات النباتية أنواع الغابات هناك انواع مختلفة من الغابات من حيث التضاريس والمساحات ونوعية الكائنات التي توجد فيها، ومن أهم أنواع الغابات: - الغابات الاستوائية المطيرة: تتميز بكثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وتوجد في المناطق الاستوائية مثل أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا. - الغابات المعتدلة: تتميز بتساقط الأمطار على مدار العام، وتوجد في المناطق المعتدلة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. - الغابات الصنوبرية: تتميز بأشجار الصنوبر والأرز، وتوجد في المناطق الباردة مثل شمال أمريكا وأوروبا وآسيا. - الغابات الجافة: تتميز بقلة الأمطار، وتوجد في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية. أهمية الغابات كما سبق وقلنا بأن الغابات تلعب دورًا مهمًا في المحافظة على النظام البيئي الكوني وذلك من خلال، : - موطن لأنواع عديدة من النباتات والحيوانات: تعيش في الغابات أنواع عديدة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب والطحالب والفطريات والحيوانات البرية مثل الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات. - تساعد في تجديد الهواء: تساعد الغابات في المحافظة على نظام بيئي من خلال انها تسحب  ثاني أكسيد الكربون وتستبدله ب الأكسجين، كما أنها تساعد في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة ومناسبة. - تحمي التربة من الانجراف: تساعد الغابات في عدم انجراف التربة وذلك عن طريق جعلها ثابتة والذي يساعد بذلك هو الجذور - توفر مصادر للغذاء والدواء: تستخدم الأخشاب من الغابات في بناء المنازل والأثاث، كما تستخدم النباتات الطبية من الغابات في صناعة الأدوية. التهديدات التي تواجه الغابات تواجه الغابات العديد من التهديدات، من أهمها: - هدم الغابات: ان ما تتعرض له الغابات من تقطيع الأشجار بهدف الحصول على اخشابها واستخدامها في شتى انواع التجارات او للاستخدام الشخصي  ما يجعل الغابات تستنزف ويخفف من وجودها الذي يؤثر على التوازن البيئي و يؤدي إلى التدهور البيئي . - التغير المناخي: يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع درجة الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تغير الموائل الطبيعية للنباتات والحيوانات. - الحرائق: ان اندلاع الحرائق تساهم في القضاء على الغابات والى احداث خلل في التنوع البيولوجي. الغابات هي ثروة طبيعية وجمال أخاذ يجب الحفاظ عليها، فهي تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي، وتساهم في توفير سبل العيش للإنسان. ### الكائنات التي تعيش في الغابة الكائنات التي تعيش في الغابة هي: - النباتات: الأشجار والشجيرات والأعشاب والطحالب والفطريات. - الحيوانات: الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات. النباتات في الغابة تختلف النباتات والاشجار في الغابات بحسب المناخ الذي تتواجد فيه الغابات، ومن بعض الامثلة للنباتات الموجودة في الغابات: - الأشجار: مثل الصنوبر والسرو والبلوط والزيتون والمانجو. - الشجيرات: مثل الورد والياسمين والصفصاف والتوت. - الأعشاب: مثل القمح والشعير والذرة والأرز. - الطحالب: مثل الطحالب الخضراء والأرجوانية والبنية. - الفطريات: مثل الفطر والكمأة. تتفاعل الكائنات الموجودة في الغابة مع بعضها البعض في نظام بيئي معقد، حيث تعتمد كل كائن على الآخر للبقاء على قيد الحياة. التفاعلات بين الكائنات الحية في الغابة: - تتغذى الحيوانات على النباتات، مما يساعد على توزيع البذور وانتشار النباتات. - اما الفطريات فتساعد على تحلل المواد العضوية، وهذا ما يغذي النباتات والاشجار. - تتواجد الحشرات في الغابة مما يشكل تواجد غذاء للحيوانات الموجودة في الغابة. - تتغذى الحيوانات المفترسة على الحيوانات العاشبة، مما يساعد على الحفاظ على التوازن البيئي. من المهم الحفاظ على الغابات، حيث أنها توفر موطنًا للعديد من الكائنات الحية، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي. ### كيف هي الغابة مفيدة للبيئة؟ الغابات مفيدة للبيئة بعدة طرق، منها: - تساعد في تنظيم المناخ: تلعب الغابات دورًا مهمًا في تنظيم المناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما أنها تساعد في تنظيم درجة الحرارة والرطوبة. - توفر مصادر للغذاء والدواء: تستخدم الأخشاب من الغابات في بناء المنازل والأثاث، كما تستخدم النباتات الطبية من الغابات في صناعة الأدوية. - توفر موطنًا للعديد من الكائنات الحية: تعيش في الغابات أنواع عديدة من النباتات والحيوانات، مما يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي. - تساعد في مكافحة التلوث: تساعد الغابات في إزالة الملوثات من الهواء والماء، كما أنها تساعد في تقليل الضوضاء. ### هل هناك انواع من الغابات؟ نعم، هناك العديد من أنواع الغابات، تختلف حسب المناخ والتربة والتضاريس. فيما يلي بعض من أكثر أنواع الغابات شيوعًا: - الغابات الاستوائية المطيرة: تتميز بكثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وتوجد في المناطق الاستوائية مثل أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا. - الغابات المعتدلة: تتميز بتساقط الأمطار على مدار العام، وتوجد في المناطق المعتدلة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. - الغابات الصنوبرية: تتميز بأشجار الصنوبر والأرز، وتوجد في المناطق الباردة مثل شمال أمريكا وأوروبا وآسيا. - الغابات الجبلية: وهي موجودة في الجبال المرتفعة ذات الحرارة المنخفضة. - الغابات الساحلية: تقع بالقرب من السواحل، وتتميز بمناخها الرطب والمعتدل. بالإضافة إلى هذه الأنواع الرئيسية، هناك أيضًا العديد من أنواع الغابات الأخرى، مثل الغابات المدارية الموسمية والغابات المطيرة الجبلية والغابات المتساقطة الأوراق. من المهم الحفاظ على الغابات، حيث أنها توفر العديد من الفوائد للبيئة والإنسان. ### كيف يمكننا الحفاظ على الغابة؟ الحفاظ على الغابة هو بمنع هدم الغابات وذلك من خلال تقطيع الاشجار والحفاظ على جمال الغابة يتم من خلال المحافظة على تواجدها دائما الشيء الذي يجعل البيئة متوازنة والنظام البيئي اكثر تفاعل جمال الغابة الغابة هي لوحة فنية رائعة، رسمها الخالق بألوانه الزاهية، وأشكاله المتناسقة، وأصواته الجميلة. هي موطن لأشجار خضراء يانعة، وأزهار ملونة براقة، وحيوانات متنوعة الأشكال والألوان. في الغابة، نجد أشجارًا طويلة شامخة، ترتفع إلى السماء، وتمد جذورها إلى أعماق الأرض. هذه الأشجار هي مصدر الأكسجين الذي نتنفسه، وهي أيضًا مصدر الطعام للحيوانات. ونجد في الغابة أيضًا أزهارًا جميلة، بألوانها المتعددة، وأشكالها الرائعة. هذه الأزهار هي مصدر الغذاء للنحل، الذي يصنع منها العسل اللذيذ. وتعد الغابة موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات، مثل الطيور، والحيوانات البرية، والأسماك. هذه الحيوانات تعيش في انسجام تام مع بعضها البعض، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي. وإذا دخلت الغابة يومًا، فسوف تستمتع بأصواتها الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات تبعث في النفس الراحة والطمأنينة. الغابة هي مكان رائع للراحة والاسترخاء، فهي تهيئ للإنسان جوًا من الهدوء والسكينة. كما أنها مكان رائع للتعلم، فهي تكشف للإنسان عظمة الخالق، وتنوع خلقه. ولذلك، يجب علينا أن نحافظ على الغابات، وأن نحميها من التلوث والقطع الجائر. فالغابات هي مصدر الحياة، وهي ثروة وطنية يجب علينا أن نحافظ عليها للأجيال القادمة. نصائح للحفاظ على الغابات هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها الحفاظ على الغابات، ومن أهم هذه الطرق: عدم قطع الأشجار دون داعٍ. عدم حرق الغابات. عدم إلقاء النفايات في الغابات. التوعية بأهمية الغابات. إذا قمنا بتطبيق هذه النصائح، فسوف نساهم في الحفاظ على الغابات، وحماية هذه الثروة الطبيعية الهامة. الغابة هي مكان نستمد منه الطاقة الايجابية والاسترخاء نعم، الغابة مكان نستمد منه الطاقة الإيجابية وهدوء النفس. فهي مكان مليء بالجمال الطبيعي، الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة. عند دخول الغابة، نشعر بالهدوء والسكينة، بعيدًا عن صخب المدينة والضوضاء. نشعر بالانتعاش والسعادة، عندما نرى الأشجار الخضراء، والأزهار الملونة، والحيوانات البرية. الغابة هي مكان مثالي للاسترخاء والتخلص من التوتر. فهي تساعد على خفض ضغط الدم، وتحسين المزاج، وتعزيز الشعور بالسعادة. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الغابة مكانًا رائعًا لاستمداد الطاقة الإيجابية وهدوء النفس، ومن أهم هذه الأسباب: الألوان الطبيعية: تتميز الغابة بألوانها الطبيعية الجميلة، مثل اللون الأخضر والأزرق والأصفر. هذه الألوان لها تأثير إيجابي على النفس، حيث تبعث في النفس الراحة والهدوء. الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر. الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات. هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم. لذلك، من المهم أن نحرص على زيارة الغابة بين الحين والآخر، للاستمتاع بجمالها الطبيعي، واستمداد الطاقة الإيجابية وهدوء النفس. بواسطة: Mona Fakhro ### مقالات ذات صلة الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. ##### الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائدها لحياتنا ##### 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائد... 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائد... بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية عن طاقة المستقبل ##### بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية ... بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية ... تعرف على 9 معلومات عن الفطريات ##### تعرف على 9 معلومات عن الفطريات تعرف على 9 معلومات عن الفطريات ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف عليها ##### ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف ... ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف ... 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود ##### 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة الأرض ##### بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة... بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة... 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية ##### 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية ### اضف تعليق ### إلغاء الرد لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * Δ ### اختر الفئة أنهار وبحيرات البترول ومشتقاته التلوث البيئي المجموعة الشمسية بحار ومحيطات ثروات طبيعية جبال ووديان زراعة زراعة الخضراوات والفواكه ظواهر طبيعية منوعات عن الطبيعة ### مدونة شعبية إيد أرابيا هو الدليل التعليمى الأول بالشرق الأوسط والذى يمكن الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من المقارنة لأختيار أفضل المؤسسات التعليمية ارابيا جميع الحقوق محفوظة © إيد أرابيا 2024
article
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,703
الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية.
sentence
الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,704
هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
sentence
الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,705
الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات. هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم.
paragraph
### بحث إدارابيا العربية # موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة ### موضوع حول الغابة الغابة هي مساحة واسعة تنتشر فيها أنواع مختلفة من الاشجار والمساحات الحرجية بحيث تغظي مساحات جيدة وشاسعة في بعض المناطق فتكون اكثر من اي مناطق اخرى . تلعب الغابة دورا كبير الاهمية في البيئة وتنظيم النظام البيئي لا سيما فيما يخص بضخ كمية الاوكسجين فمعروف ان الاشجار تسحب ثاني اوكسيد الكربون وتطلق الاوكسجين مما يعزز الهواء الطبيعي للاستنشاق بالاضافة الى وجود العدد الكبير من الحيوانات الذي يحافظ على توازن بيئي مع الكائنات النباتية أنواع الغابات هناك انواع مختلفة من الغابات من حيث التضاريس والمساحات ونوعية الكائنات التي توجد فيها، ومن أهم أنواع الغابات: - الغابات الاستوائية المطيرة: تتميز بكثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وتوجد في المناطق الاستوائية مثل أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا. - الغابات المعتدلة: تتميز بتساقط الأمطار على مدار العام، وتوجد في المناطق المعتدلة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. - الغابات الصنوبرية: تتميز بأشجار الصنوبر والأرز، وتوجد في المناطق الباردة مثل شمال أمريكا وأوروبا وآسيا. - الغابات الجافة: تتميز بقلة الأمطار، وتوجد في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية. أهمية الغابات كما سبق وقلنا بأن الغابات تلعب دورًا مهمًا في المحافظة على النظام البيئي الكوني وذلك من خلال، : - موطن لأنواع عديدة من النباتات والحيوانات: تعيش في الغابات أنواع عديدة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب والطحالب والفطريات والحيوانات البرية مثل الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات. - تساعد في تجديد الهواء: تساعد الغابات في المحافظة على نظام بيئي من خلال انها تسحب  ثاني أكسيد الكربون وتستبدله ب الأكسجين، كما أنها تساعد في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة ومناسبة. - تحمي التربة من الانجراف: تساعد الغابات في عدم انجراف التربة وذلك عن طريق جعلها ثابتة والذي يساعد بذلك هو الجذور - توفر مصادر للغذاء والدواء: تستخدم الأخشاب من الغابات في بناء المنازل والأثاث، كما تستخدم النباتات الطبية من الغابات في صناعة الأدوية. التهديدات التي تواجه الغابات تواجه الغابات العديد من التهديدات، من أهمها: - هدم الغابات: ان ما تتعرض له الغابات من تقطيع الأشجار بهدف الحصول على اخشابها واستخدامها في شتى انواع التجارات او للاستخدام الشخصي  ما يجعل الغابات تستنزف ويخفف من وجودها الذي يؤثر على التوازن البيئي و يؤدي إلى التدهور البيئي . - التغير المناخي: يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع درجة الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تغير الموائل الطبيعية للنباتات والحيوانات. - الحرائق: ان اندلاع الحرائق تساهم في القضاء على الغابات والى احداث خلل في التنوع البيولوجي. الغابات هي ثروة طبيعية وجمال أخاذ يجب الحفاظ عليها، فهي تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي، وتساهم في توفير سبل العيش للإنسان. ### الكائنات التي تعيش في الغابة الكائنات التي تعيش في الغابة هي: - النباتات: الأشجار والشجيرات والأعشاب والطحالب والفطريات. - الحيوانات: الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات. النباتات في الغابة تختلف النباتات والاشجار في الغابات بحسب المناخ الذي تتواجد فيه الغابات، ومن بعض الامثلة للنباتات الموجودة في الغابات: - الأشجار: مثل الصنوبر والسرو والبلوط والزيتون والمانجو. - الشجيرات: مثل الورد والياسمين والصفصاف والتوت. - الأعشاب: مثل القمح والشعير والذرة والأرز. - الطحالب: مثل الطحالب الخضراء والأرجوانية والبنية. - الفطريات: مثل الفطر والكمأة. تتفاعل الكائنات الموجودة في الغابة مع بعضها البعض في نظام بيئي معقد، حيث تعتمد كل كائن على الآخر للبقاء على قيد الحياة. التفاعلات بين الكائنات الحية في الغابة: - تتغذى الحيوانات على النباتات، مما يساعد على توزيع البذور وانتشار النباتات. - اما الفطريات فتساعد على تحلل المواد العضوية، وهذا ما يغذي النباتات والاشجار. - تتواجد الحشرات في الغابة مما يشكل تواجد غذاء للحيوانات الموجودة في الغابة. - تتغذى الحيوانات المفترسة على الحيوانات العاشبة، مما يساعد على الحفاظ على التوازن البيئي. من المهم الحفاظ على الغابات، حيث أنها توفر موطنًا للعديد من الكائنات الحية، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي. ### كيف هي الغابة مفيدة للبيئة؟ الغابات مفيدة للبيئة بعدة طرق، منها: - تساعد في تنظيم المناخ: تلعب الغابات دورًا مهمًا في تنظيم المناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما أنها تساعد في تنظيم درجة الحرارة والرطوبة. - توفر مصادر للغذاء والدواء: تستخدم الأخشاب من الغابات في بناء المنازل والأثاث، كما تستخدم النباتات الطبية من الغابات في صناعة الأدوية. - توفر موطنًا للعديد من الكائنات الحية: تعيش في الغابات أنواع عديدة من النباتات والحيوانات، مما يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي. - تساعد في مكافحة التلوث: تساعد الغابات في إزالة الملوثات من الهواء والماء، كما أنها تساعد في تقليل الضوضاء. ### هل هناك انواع من الغابات؟ نعم، هناك العديد من أنواع الغابات، تختلف حسب المناخ والتربة والتضاريس. فيما يلي بعض من أكثر أنواع الغابات شيوعًا: - الغابات الاستوائية المطيرة: تتميز بكثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وتوجد في المناطق الاستوائية مثل أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا. - الغابات المعتدلة: تتميز بتساقط الأمطار على مدار العام، وتوجد في المناطق المعتدلة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. - الغابات الصنوبرية: تتميز بأشجار الصنوبر والأرز، وتوجد في المناطق الباردة مثل شمال أمريكا وأوروبا وآسيا. - الغابات الجبلية: وهي موجودة في الجبال المرتفعة ذات الحرارة المنخفضة. - الغابات الساحلية: تقع بالقرب من السواحل، وتتميز بمناخها الرطب والمعتدل. بالإضافة إلى هذه الأنواع الرئيسية، هناك أيضًا العديد من أنواع الغابات الأخرى، مثل الغابات المدارية الموسمية والغابات المطيرة الجبلية والغابات المتساقطة الأوراق. من المهم الحفاظ على الغابات، حيث أنها توفر العديد من الفوائد للبيئة والإنسان. ### كيف يمكننا الحفاظ على الغابة؟ الحفاظ على الغابة هو بمنع هدم الغابات وذلك من خلال تقطيع الاشجار والحفاظ على جمال الغابة يتم من خلال المحافظة على تواجدها دائما الشيء الذي يجعل البيئة متوازنة والنظام البيئي اكثر تفاعل جمال الغابة الغابة هي لوحة فنية رائعة، رسمها الخالق بألوانه الزاهية، وأشكاله المتناسقة، وأصواته الجميلة. هي موطن لأشجار خضراء يانعة، وأزهار ملونة براقة، وحيوانات متنوعة الأشكال والألوان. في الغابة، نجد أشجارًا طويلة شامخة، ترتفع إلى السماء، وتمد جذورها إلى أعماق الأرض. هذه الأشجار هي مصدر الأكسجين الذي نتنفسه، وهي أيضًا مصدر الطعام للحيوانات. ونجد في الغابة أيضًا أزهارًا جميلة، بألوانها المتعددة، وأشكالها الرائعة. هذه الأزهار هي مصدر الغذاء للنحل، الذي يصنع منها العسل اللذيذ. وتعد الغابة موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات، مثل الطيور، والحيوانات البرية، والأسماك. هذه الحيوانات تعيش في انسجام تام مع بعضها البعض، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي. وإذا دخلت الغابة يومًا، فسوف تستمتع بأصواتها الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات تبعث في النفس الراحة والطمأنينة. الغابة هي مكان رائع للراحة والاسترخاء، فهي تهيئ للإنسان جوًا من الهدوء والسكينة. كما أنها مكان رائع للتعلم، فهي تكشف للإنسان عظمة الخالق، وتنوع خلقه. ولذلك، يجب علينا أن نحافظ على الغابات، وأن نحميها من التلوث والقطع الجائر. فالغابات هي مصدر الحياة، وهي ثروة وطنية يجب علينا أن نحافظ عليها للأجيال القادمة. نصائح للحفاظ على الغابات هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها الحفاظ على الغابات، ومن أهم هذه الطرق: عدم قطع الأشجار دون داعٍ. عدم حرق الغابات. عدم إلقاء النفايات في الغابات. التوعية بأهمية الغابات. إذا قمنا بتطبيق هذه النصائح، فسوف نساهم في الحفاظ على الغابات، وحماية هذه الثروة الطبيعية الهامة. الغابة هي مكان نستمد منه الطاقة الايجابية والاسترخاء نعم، الغابة مكان نستمد منه الطاقة الإيجابية وهدوء النفس. فهي مكان مليء بالجمال الطبيعي، الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة. عند دخول الغابة، نشعر بالهدوء والسكينة، بعيدًا عن صخب المدينة والضوضاء. نشعر بالانتعاش والسعادة، عندما نرى الأشجار الخضراء، والأزهار الملونة، والحيوانات البرية. الغابة هي مكان مثالي للاسترخاء والتخلص من التوتر. فهي تساعد على خفض ضغط الدم، وتحسين المزاج، وتعزيز الشعور بالسعادة. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الغابة مكانًا رائعًا لاستمداد الطاقة الإيجابية وهدوء النفس، ومن أهم هذه الأسباب: الألوان الطبيعية: تتميز الغابة بألوانها الطبيعية الجميلة، مثل اللون الأخضر والأزرق والأصفر. هذه الألوان لها تأثير إيجابي على النفس، حيث تبعث في النفس الراحة والهدوء. الأصوات الطبيعية: تحتوي الغابة على العديد من الأصوات الطبيعية الجميلة، مثل صوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وصوت المياه الجارية. هذه الأصوات لها تأثير مهدئ على النفس، حيث تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر. الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات. هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم. لذلك، من المهم أن نحرص على زيارة الغابة بين الحين والآخر، للاستمتاع بجمالها الطبيعي، واستمداد الطاقة الإيجابية وهدوء النفس. بواسطة: Mona Fakhro ### مقالات ذات صلة الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. ##### الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. الى عشاق فصل الشتاء، اهدي كلماتي هذه.. 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائدها لحياتنا ##### 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائد... 9 من أهم أنواع الأشجار وأسماؤها .. تعرف على فوائد... بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية عن طاقة المستقبل ##### بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية ... بحث عن الطاقة المتجددة .. 5 معلومات وحقائق علمية ... تعرف على 9 معلومات عن الفطريات ##### تعرف على 9 معلومات عن الفطريات تعرف على 9 معلومات عن الفطريات ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف عليها ##### ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف ... ما هي أهم عناصر المناخ؟ 6 عناصر هامة للمناخ تعرف ... 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود ##### 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود 6 حقائق علمية حول الثقب الأسود بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة الأرض ##### بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة... بحث حول غابة الأمازون .. 6 معلومات جغرافية عن رئة... 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية ##### 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية 4 حقائق علمية حول أنواع الصخور الرسوبية ### اضف تعليق ### إلغاء الرد لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * Δ ### اختر الفئة أنهار وبحيرات البترول ومشتقاته التلوث البيئي المجموعة الشمسية بحار ومحيطات ثروات طبيعية جبال ووديان زراعة زراعة الخضراوات والفواكه ظواهر طبيعية منوعات عن الطبيعة ### مدونة شعبية إيد أرابيا هو الدليل التعليمى الأول بالشرق الأوسط والذى يمكن الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من المقارنة لأختيار أفضل المؤسسات التعليمية ارابيا جميع الحقوق محفوظة © إيد أرابيا 2024
article
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,706
الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات.
sentence
الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات. هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,707
هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم.
sentence
الهواء النقي: تحتوي الغابة على هواء نقي خالٍ من الملوثات. هذا الهواء النقي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يساعد على تحسين التنفس، وتعزيز الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم.
paragraph
Arabic
ar
موضوع عن الغابة وكائناتها وأهمية وجودها في البيئة - Edarabia
https://www.edarabia.com/ar/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
1,708
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
title
ما هي فوائد الغابات للبيئة؟
query
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,709
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
title
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,710
روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,711
وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,712
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,713
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا.
sentence
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,714
ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد.
sentence
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,715
ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب.
sentence
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,716
ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
sentence
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,717
وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب".
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,718
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,719
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه.
sentence
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,720
كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل.
sentence
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,721
كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
sentence
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,722
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,723
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا.
sentence
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,724
فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات.
sentence
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,725
وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
sentence
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,726
تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,727
كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,728
وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية".
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,729
وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي.
sentence
وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,730
ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية".
sentence
وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية".
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,731
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,732
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات.
sentence
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,733
وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day.
sentence
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,734
وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
sentence
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,735
وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية.
paragraph
يكتشف العربية English中文FrançaisРусскийEspañolItaliano - عن المنظمة Loading... - الأخبار Loading... - الوسائط الإعلامية المتعددة Loading... - الموضوعات الرئيسية Loading... - الإحصائيات Loading... - الدول الأعضاء Loading... - المطبوعات Loading... ##### شارك غلق # اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها ©FAO/Giulio Napolitano 21/03/2023 روما –  في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات. وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ. وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة". وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب". وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على ال تخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان. غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات. مشاركة رفيعة المستوى تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة. كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي. وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية". جائزة مدن الأشجار في العالم أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية. وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية. وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo. التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات. ##### للمزيد عن هذا الموضوع ##### للاتصال Food and Agriculture Organization of the United Nations ###### اتبعنا مكاتب حول العالم
article
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,736
وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج.
sentence
وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,737
وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية.
sentence
وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية.
paragraph
Arabic
ar
اليوم الدولي للغابات 2023 حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان ...
https://www.fao.org/newsroom/detail/international-day-of-forests-2023-global-event-highlights-importance-of-forests-for-environmental-and-human-health/ar
1,738
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
title
ما هي فوائد الغابات للبيئة؟
query
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,739
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
title
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,740
تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,741
تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟
sentence
تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة.
paragraph
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,742
الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,743
على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,744
على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية.
sentence
على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
paragraph
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,745
وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
sentence
على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
paragraph
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,746
تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم:
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,747
تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,748
تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,749
تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,750
تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,751
تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,752
هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية.
paragraph
## Main navigation بحث # ما أهمية الغابات المطيرة؟ 2024-03-31 31-مارس-2024 أهمية الغابات المطيرة (freepik) تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم تتنوع التضاريس الطبيعية على سطح الأرض بشكل كبير، فهناك الجبال والسهول والصحارى والتلال والبحار والأنهار، بالإضافة إلى الغابات المطيرة؛ فهل مر عليكَ هذا المصطلح من قبل؟ وماذا تعرف عنه؟ وما أهمية الغابات المطيرة؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة. ## ما أهمية الغابات المطيرة؟ تًعتبر الغابات المطيرة مكونًا رئيسيًا في النظام البيئي للكرة الأرضية، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أهمية الغابات المطيرة: 1. مناطق التنوع البيولوجي: الغابات المطيرة غنية بشكل لا يصدق بالتنوع البيولوجي، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، فهي تعتبر نقاطًا غنية للتنوع البيولوجي، حيث تدعم مجموعة واسعة من أشكال الحياة، والعديد منها فريد من نوعه ومعرض للانقراض ولا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. 2. تنظيم المناخ: تلعب الغابات المطيرة دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض وتحديد الأرصاد الجوية، فهي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تطلق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. 3. دورة المياه: الغابات المطيرة ضرورية للحفاظ على دورة المياه في الكوكب، فهي بمثابة إسفنجات عملاقة تمتص مياه الأمطار وتطلقها تدريجيًا في الأنهار والجداول، مما يساعد على تنظيم تدفق المياه ومنع الفيضانات، كما تلعب الغابات المطيرة أيضًا دورًا في خلق أنماط الطقس المحلية وتوليد الأمطار. 4. الموارد الطبية: العديد من أنواع النباتات الموجودة في الغابات المطيرة لها خصائص طبية وتُستخدم في الطب التقليدي والحديث، حيث ساهمت نباتات الغابات المطيرة في تطوير أدوية لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والملاريا والتهاب المفاصل. 5. القيمة الاقتصادية: توفر الغابات المطيرة موارد قيمة مثل الأخشاب والفواكه والمكسرات والزيوت والتوابل، والتي تدعم الاقتصادات المحلية وسبل العيش المختلفة لدى الأفراد، كما أنها تجذب السياح وتدر الدخل من خلال أنشطة السياحة البيئية كمشاهدة الحياة البرية وجولات السفاري الطبيعية. 6. موئل الشعوب الأصلية: الغابات المطيرة هي موطن للعديد من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية لتعزيز وجودهم الثقافي والروحي والاقتصادي، ولهذه المجتمعات روابط عميقة بالأرض وتعتمد على مواردها في الغذاء والمأوى والأدوية التقليدية. 7. التحكم في التآكل: تساعد النباتات الكثيفة للغابات المطيرة على منع تآكل التربة عن طريق تثبيتها مع أنظمتها الجذرية. وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التربة الخصبة ومنع الترسيب في الأنهار والمجاري المائية. 8. القدرة على الصمود أمام تغير المناخ: تساهم الغابات المطيرة في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحماية من تأثيرات الظواهر الجوية المفاجئة مثل الأعاصير والزلازل والجفاف، إذ إنها توفر الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية على وجه الخصوص. 9. تخزين الكربون: تعتبر الغابات المطيرة بمثابة حاضنات كبيرة للكربون، حيث تخزن كميات هائلة منه في أشجارها ونباتاتها وتربتها، ولذلك فإن حماية الغابات أمرٌ ضروري للتخفيف من تغير المناخ من خلال الحفاظ على مخزون الكربون ومنع إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي جراء ممارسات إزالة الغابات وتدهور الأراضي. 10. البحث والتعليم: تعتبر الغابات المطيرة مواقع قيمة للبحث العلمي والتعليم، إذ توفر فرصًا لدراسة العمليات البيئية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ وممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مما يساهم في فهمنا للعالم الطبيعي وتوجيه جهود الباحثين في المكان السليم. ## ما هي الغابات المطيرة؟ وما خصائصها؟ الغابات المطيرة عبارة عن غابات كثيفة ومورقة تتميز بكثرة هطول الأمطار بالإضافة إلى مستويات عالية من التنوع البيولوجي، وتوجد هذه النظم البيئية في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أستراليا. وتشتهر الغابات المطيرة بأشجارها الشاهقة والحياة النباتية والحيوانية المتنوعة والنظم البيئية المعقدة، والتي تشمل الخصائص الآتية على وجه التحديد: - هطول الأمطار الغزيرة: حيث تتلقى الغابات المطيرة عادةً كمية كبيرة من الأمطار على مدار العام، وغالبًا ما تتجاوز 80 بوصة (2000 ملم) سنويًا، وتساهم هذه الرطوبة المستمرة في نمو النباتات المورقة ودعم النظم البيئية المتنوعة. - التنوع البيولوجي الغني: تعد الغابات المطيرة من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث تضم ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. فهي توفر موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع، والتي لا يوجد الكثير منها في أي مكان آخر على هذا الكوكب. - الأشجار الطويلة والنباتات الكثيفة: تتميز الغابات المطيرة بمظلة كثيفة من الأشجار الطويلة التي تشكل طبقة خضراء متواصلة فوق رؤوسنا، مما يمنع وصول الكثير من ضوء الشمس إلى أرضية الغابة. - النظم البيئية المعقدة: تعد الغابات المطيرة موطنًا لشبكات معقدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي يتفاعل بعضها مع بعض ومع بيئتها بطرق معقدة، وتتميز هذه النظم البيئية بأنها متوازنة بشكل جيد، ويمكن أن يكون للاضطرابات فيها عواقب بعيدة المدى على الغابة بأكملها. على الرغم من أهميتها، فإن الغابات المطيرة معرضة للتهديد من مختلف الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة وقطع الأشجار والتعدين وتطوير البنية التحتية. وتبذل الجهات المعنية الكثير من الجهود لحماية هذه النظم البيئية الحيوية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. اقرأ/ي أيضًا: ## أشهر الغابات المطيرة تتوزع الغابات المطيرة في أنحاءٍ مختلفة حول العالم، وخاصة في القارات المعتدلة الحرارة، إذ يساهم التغير في المناخ في إثراء الغطاء النباتي فيها، وفيما يلي بعض من أشهر الغابات المطيرة في العالم: 1. ### غابات الأمازون المطيرة تقع غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتغطي أجزاء من البرازيل والبيرو وكولومبيا والعديد من البلدان الأخرى، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له ودورها الحيوي في تنظيم المناخ العالمي. 2. ### غابات حوض الكونغو المطيرة تقع غابات حوض الكونغو المطيرة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم بعد غابات الأمازون، فهي موطن لأنواع متنوعة، بما في ذلك الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وفيلة الغابات، والعديد من الحشرات والكائنات الدقيقة. 3. ### غابات جنوب شرق آسيا المطيرة تشمل هذه المنطقة الغابات المطيرة في دول متعددة مثل إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديد،  ومن أهم الأمثلة البارزة عليها؛ غابات بورنيو المطيرة، وغابات سومطرة المطيرة، وغابات بابوا المطيرة، وتشتهر هذه الغابات بحياتها البرية الفريدة، بما في ذلك الشامبانزي و النمور السنورية وأنواع الطيور المختلفة. 4. ### غابات دينتري المطيرة تقع غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند في أستراليا، وهي واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 180 مليون سنة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الرائع والنباتات والحيوانات المتعددة السلالات والأنواع. 5. ### غابة تونغاس الوطنية تقع غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر غابة وطنية في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الغابات المطيرة المعتدلة في العالم، وتشتهر بالنباتات المورقة والحياة البرية الوفيرة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية. اقرأ/ي أيضًا: دلالات: المزيد من الترا لايت اشترك الآن في النشرة البريدية اشترك الآن 2024 © ultra جميع الحقوق محفوظة ل صوت × #### هل ترغب في تفعيل الإشعارات؟ محتوى صحفيّ عربيّ يهمّك، تابع كل جديد اشتركلا
article
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,753
هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية.
sentence
هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية.
paragraph
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,754
أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية.
sentence
هذه مجرد أمثلة قليلة من الغابات المطيرة الأكثر شهرة في العالم، ولكل منها نظمها البيئية الفريدة، والتنوع البيولوجي، والأهمية الثقافية. أصبح من المعلوم الآن كم للغابات المطيرة من أهمية كبيرة في تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي الغني، والاستفادة في الموارد الطبية، وتخزين الكربون، وغايات البحث العلمي، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية.
paragraph
Arabic
ar
ما أهمية الغابات المطيرة؟ - الترا صوت
https://www.ultrasawt.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA
1,755
تاريخ الفن التجريدي
subject
الفن
topic
Arabic
ar
1,756
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
title
تاريخ الفن التجريدي
query
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,757
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
title
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,758
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,759
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ.
sentence
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,760
فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق.
sentence
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,761
كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما.
sentence
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,762
تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
sentence
ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,763
اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,764
اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش.
sentence
اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,765
واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها.
sentence
اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,766
تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل.
sentence
اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,767
يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير».
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,768
يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش.
sentence
يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير».
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,769
حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا.
sentence
يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير».
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,770
تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير».
sentence
يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير».
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,771
هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,772
هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات.
sentence
هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,773
بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية.
sentence
هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,774
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,775
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى.
sentence
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,776
في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك.
sentence
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,777
فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية.
sentence
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,778
غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
sentence
وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,779
عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,780
مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,781
انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,782
انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط.
sentence
انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,783
يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته.
sentence
انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,784
بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما.
sentence
انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,785
تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,786
تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.
sentence
تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,787
إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره.
sentence
تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,788
«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,789
في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,790
في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور».
sentence
في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,791
تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة.
sentence
في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,792
أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت.
sentence
في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,793
من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,794
من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع.
sentence
من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,795
في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي.
sentence
من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,796
لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,797
لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة.
sentence
لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,798
ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا.
paragraph
لا توجد منتجات في سلة المشتريات. No Result عرض جميع النتائج الثلاثاء, سبتمبر 10, 2024 No Result عرض جميع النتائج No Result عرض جميع النتائج # الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر ## ترجمة: أنطونيوس نادر AA AA إعادة تعيين فنٌ مليء بالتحديات ثمّة خطٌ رفيع يفصل بين الفن التجريدي ومجرد الزخرفة، ولوحة «رقم 32» (نُشرت عام 1950)، لجاكسون بولوك تتأرجح بين هذا الخطّ. فهي لا تشير إلى معنىً واضح، ولكن لا يمكن القول إنّها بلا معنى على الإطلاق. كما أنّها ليست معبّرة بشكلٍ مباشر، ولا يعني هذا أنها لا تعبّر عن مدلولٍ ما. تحمل هذه اللوحة الكثير من المضامين عن الفن الغربي بالنسبة إلى شخصٍ خبيرٍ في تاريخ الفن؛ أما بالنسبة إلى شخصٍ عادي، فقد يراها عملًا مبتذلًا بالكاد يعبّر عن أمرٍ ما. اللوحة شبكة من الخطوط وبقعٍ من الألوان، رُسمت عن طريق صبّ طلاءٍ رخيص بعشوائيةٍ مباشرة على القماش. تتكون اللوحة من طلاءٍ أسود فقط وقماشٍ خام. واللوحة ضخمة؛ إذ يبلغ طولها تسعة أقدام وعرضها خمسة عشر قدمًا، وتغطي مجال رؤية المشاهد أثناء اقترابه منها. تقليديًّا، حتى اللوحات التجريدية تتكون من أجزاءٍ مترابطة مع بؤر تركيز (emphases) وعمقٍ يُنقل من خلال اللون والظلال، ولكن «رقم 32» ليس لها أجزاء؛ إنّها تتكون من تعالقات، والبؤرة فيها تكمن عبر امتداد سطح القماش المستطيل. يمنحها ما سبق عمقًا سطحيًا، وربما لا عمق فيها: مجرّد طلاء على قماش. إنّها عبث بالشكل واللون. حتى اسمها، ببساطة رقمٌ معيّن – رقم 32 – يجعلها تنأى بنفسها عن أي فكرة مفادها أنها تعكس مدلولًا محدّدًا. تشير عناوين أعمال بولوك الأخرى إلى نوعٍ من الاختبار الشخصي، وإلى الاستخدام السمفوني المتعدد الطبقات للون والملمس؛ خذ مثلًا لوحاته التي تحمل اسم: «إيقاع الخريف»، و«الضباب الأرجواني»، و«الأقطاب الزرقاء»، و«انعكاس الدنقلة الكبير». هذا لا ينطبق على لوحة «رقم 32»؛ شكلها الخام وبساطتها دليل على أنّ الفنان لم يخطط مسبقًا لرسمها؛ أيّ أنّه لم ينتق الألوان ولا الطبقات. يبدو بولوك هنا أكثر حضورًا، من خلال لمساته الحادة. بالنسبة إلى مؤيديّ عمل بولوك، تختصر هذه اللوحة خلاصة نظرة الفنان الجمالية. أما بالنسبة للبعض الآخر، فهي لوحة مبتذلة. وصف جوزيف بويس -النحات الألماني في فترة ما بعد الحرب- الفنَّ التجريدي الأمريكي بأنه مجرد «تغليف»، أيّ سطح بلا محتوى. في هذا الصدد، قد يتفق البعض أن لوحة «رقم 32» تجسد فراغ الفكر والشعور ذاك. فقد رأى الروائي والناقد الفني روبرت كوتس أن فن بولوك لم يكن سوى «انفجارات» غير منظمة من الطاقة العشوائية. غير أنّ طائفة كبيرة من متذوقي الفن التجريدي لا تروق إليهم أعمال بولوك ويرونها فنًّا محيرًا، حتى إنّ بعضهم يراها إهانةً للذوق أو الحسّ السليم. عُرف بولوك بلقب: «جاك فنان النقط» (Jack the Dripper) [1] في الأوساط الإعلامية المشككة بعمله حيث ادعى كثر أن أيّ شخص يمكنه أن يرسم كما يرسم بولوك إلّا أنّ أحدًا لم يتجرأ على فعل ذلك. «رقم 32» - جاكسون بولوك«رقم 32» – جاكسون بولوك بيد أنّ هذا هو مغزى الفن التجريدي في التقليد الغربي: إنّه تحدّ. وفي ظل الكثير هذه التحديات، تُعد لوحة « رقم 32» اللوحة الأكثر تمثيلًا لهذا الفن. قصة الفنّ التجريدي مسار قصة الفن التجريدي مضمّنة في الدراسات التاريخية الفنية، إلّا أنّ المحطات الرئيسة لهذا المسار كانت محط تغييرات مفاجئة كلما اكتشف مؤرخوّ الفن حقائق جديدة. انطلق مسار الفن التجريدي بدءًا من القرن التاسع عشر وما تلاه؛ حيث استفاد الفنانون من مادة الطلاء والجوانب الشكلية للرسم مثل اللون والدرجة والخطوط. يُعرف هذا الانشغال بالجوانب غير التمثيلية (non-representative) للفن باسم «الشكلانية»، لأنّه انشغال «بالشكل»، أيّ بتوسل شكل المحتوى بدلًا من المحتوى في ذاته. بالنسبة إلى الفنانين في القرن التاسع عشر، صُنّف الفن التجريدي على أنّه «فنٌّ من أجل الفنّ»، وكانت الفكرة الشائعة مفادها أنّ المتذوق للفن يمكنه الاستمتاع بالعمل دون اللجوء إلى معنى أو حتى أي شيء آخر يمثل أمرًا ما. تمثّل لوحة «الموسيقى الهادئة باللّونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872)، للفنان جيمس مكنيل ويسلر هذا الاتجاه الذي تبلور لاحقًا في الفن التجريدي.  إنّ مشهد ويسلر الغامض من الناحية المكانيّة يقترب إلى التجريد، وذلك بمحاولته نقل الشعور أو الانطباع الخاص بالمشهد بدلًا من إعادة إنتاجه بحذافيره. «الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي - الصاروخ الساقط» (1872-1877) - جيمس أبوت مكنيل ويسلير«الموسيقى الهادئة باللونين الأسود والذهبي – الصاروخ الساقط» (1872-1877) – جيمس أبوت مكنيل ويسلير في عام 1877، انتقد جون روسكين – أبرز نقّاد بريطانيا في ذلك الوقت – عمل ويسلير هذا نقدًا لاذعًا فشبهه «بمن قام برمي الطلاء في وجه الجمهور». تأثر ويسلر بهذا الكلام، فرفع دعوى قضائية ضد روسكين، بيد أنّه خسرها لأن المسؤولين عرضوا اللوحة -خطأً- مقلوبةً على المحكمة. أفلس ويسلير بسبب هذه القضية، لكن مسيرة تطور الفن التجريدي استمرت. من ناحيةٍ أخرى، تحديد أول فنان تجريدي في العالم موضوع نزاع. في نظر أبحاث تاريخ الفن التقليدية، كان فاسيلي كاندينسكي – فنان روسي الجنسية رسم لوحات تجريدية بالكامل في مطلع عام 1911- هو أول فنان تجريدي. لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 .لم ينل الفن التجريدي الرائد لهيلما أف كلينت تقديرًا إلا قبل سنوات قريبة. هذه صورة للمعرض الشهير في  متحف غاغينهايم، عام 2018 . ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا. ولعل الجدال حول هوية أول من مارس الفن التجريدي سيستم، لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين قد توصّلوا في أعمالهم إلى التجريد بحلول الحرب العالمية الأولى. لقد وجد كل منهم طريقته الخاصة في التخلي عن الفن التشخيصي (figurative painting). وجديرٌ بالذكر أنّه لم تكن هناك حركة «تجريدية» دولية ذات رؤية أو بيان مشترك. في ضوء ذلك، فإن السؤال الملحّ حقًا هو: لمَ لمْ يتبنى الفنانون الغربيون الفن التجريدي على امتداد قرون عديدة؟ لماذا كان التجريد غير ضروري أو لا معنى له أو غير مناسب أو حتى لا يمكن تقبّله لقرونٍ متوالية في الفن الغربي؟ ظهرت العديد من التفسيرات لشرح ذلك. إحدى النظريات الأكثر وضوحًا هي أن ظهور التصوير الفوتوغرافي بوصفه شكلًا من أشكال الفن، إضافةً إلى تطور الفن الحديث، سببان رئيسان لإزاحة الرسم التشخيصي. ثمّة إجابات أخرى غير ملموسة لاستكشاف الأسباب: ربما عندما أصبحت الأعمال الفنية قابلة للاستهالاك بشكل متزايد، مثل السلع، بات من السهولة فصل اللوحات والمنحوتات عن التجارب المحددة لمبدعيها. ربما أدت الحداثة في الغرب إلى إفراغ الفن من المحتوى التشخيصي؛ مما دفع الفنانين أيضًا إلى التخلي عن التمثيل التشخيصي. كل من هذه الإجابات معقدة وتتطلب الكثير من الشرح، ولا يمكن إلا أن تكون تخمينات. لا توجد إجابة واضحة لهذه المسألة. ربما يكون من الأفضل طرح السؤال حول سبب تقبّل الفن التجريدي فنًّا من الفنون الرسمية في تاريخ الفن الغربي في مرحلة معينة على علماء الأنثروبولوجيا بدلًا من طرحها على مؤرخي الفن. فما هو واضح أن الفن التجريدي كان موجودًا دائمًا في مناطق أخرى من العالم. ما جعل الفن التجريدي فنًّا حديثًا على وجه التحديد في العالم الغربي هو نظام المعارض، الذي أعطى القيمة الفنية للأعمال المعروضة. وكما هو واضح فقد ازدهر التجريد لآلاف السنين المناطق الشرقية والجنوبية من العالم، دون عناء التحقق من مكانة الأعمال المعروضة في الصالونات [والمعارض، كما هو في العالم الغربي]. الواقع الافتراضي و«الافتراضية» يتبنى بيبي كرمل وهو مؤرخ فني، في كتابه « الفن التجريدي: تاريخ عالمي»، فكرة أنّ الفن التجريدي كان دائمًا موجودًا بشكل طبيعي عندما ننظر إليه نظرة شاملة وعالمية، بيد أنّه يتحاشى طرح نظرية عن تطور الفن التجريدي. بالنسبة إلى كرمل، فإنّ هذا الفنّ متجذر في العالم الحقيقي، وهو ليس فنًّا «مجردًا» على الإطلاق، كما أنّه تقليد عالمي وليس محليًا. في دراسته حول الفن التجريدي يقسم العمل الفني إلى خمس فئات واسعة تنتمي إلى العالم الحقيقي: الأجسام، والمناظر الطبيعية، والكون، والبنى، والعلامات والأنماط. من خلال فحص الفن التجريدي بهذه الطريقة، يرى كرمل في اللوحات التجريدية موضوعات قابلة للتحليل، بعكس النقاد والمؤرخين الأرثوذكسيين الذين رأوا فيها مجرّد توليفات شكلية مكوّنة من لون وشكل. ربما يكون من الأفضل أن يطلق على الفن التجريدي: فن ما تم تجريده (abstracted art)؛ لأنّ الفنانين التجريديين عادةً ما يستخلصون ويجرّدون تعبيرات التجارب في شكل ولون،  أكثر من كونها توليفات مكونة من شكل ولون. ومرّد ذلك الطبيعة الجوهرية للرسم والنحت؛ فهما (الشكل اللّون) وسيطان للتعبير، مثل الشاشة أو المسرح لخيال الفنان. كما هو الحال في المسرح أو السينما، فإنّ جمهور اللوحة أو المنحوتة يعلّق معتقداته من أجل أن يتقبل المشهد. من المفيد التفكير في اللوحة التشخيصية التقليدية أو النحت على أنها حقيقة افتراضية. إذْ استخدم الفنانون لقرون عديدة الحيل البصرية -مثل المنظور الخطي، والتقصير المسبق، والتظليل- لمحاكاة الطريقة التي ندرك بها الأشياء في الفضاء الحقيقي. إنّ المشاهد تُنشأ في فضاء افتراضي – سواء كانت القاعدة التي تدعم التمثال أو القماش – ليراها المشاهدون بوصفها خدعة بصرية. «القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة.«القديس بطرس شفاء أحد الأشخاص وبعث تابيثا من الموت» ماسولينو دي بانيكال. اعتمد الرسم الغربي قبل القرن العشرين على الحيل البصرية لخلق واقع افتراضي. إحدى هذه الحيل هي المنظور الخطي، وهذه اللوحة هي أول مثال لاستخدام نقطة تلاشٍ متسقة. يستمتع مشاهدوّ الأعمال الفنية العظيمة معنى ما يُرسم، ويقدرون الطريقة التي يتجلّى فيها الوهم عبر تمازج اللون والشكل. يبقى الفن التجريدي، إلى حدٍ ما، ضمن إطار التجربة الجمالية. فقد سعت حركات الفن الحديث التي أدت إلى التجريد -أيّ «مدارس الفن»، مثل الانطباعية والفاوفية والتكعيبية- إلى تمثيل العالم بشكل مختلف عن كل الفنون التي سبقتها. إذْ ادعوا الاقتراب من الحقيقة الذاتية عبر تهميش جميع الحيل الوهمية التقليدية التي حاولت إعادة إنتاج الواقع بحذافيره كحقيقة موضوعية. «الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي.«الأحمر والأصفر والأزرق» (1925) واسيلي كاندينسكي.  كان كاندينسكي يعدّ لفترةٍ طويلة أب الرسم التجريدي الغربي. بالنسبة إلى هذه المدارس، أصبح الفن أقل من أن يوصف بأنّه واقع افتراضي، لكنه مع ذلك احتفظ بالافتراضية، وأصبح افتراضيًا. لقد أخذ الفن التجريدي مسار التطور هذا إلى أقصاه: من الواقع الافتراضي إلى الافتراضية. ماذا تعني «الافتراضية» هنا؟ إنّها الوجود كجوهر وتأثير، ولكن بدون اللجوء إلى الواقع. اللوحة التجريدية التي رسمها كاندينسكي، على سبيل المثال، ما زالت تُعدّ علاقة متبادلة بين الشكل واللون، و تعتمد على الرسم كمستوى تخطيطي: إنها نافذة تطلّ على «الواقع» الفردي الذي تصوّره كاندينسكي. وما تزال العناصر في لوحات كاندينسكي تحظى بعلاقة متبادلة، كما هو الحال في فضاء الواقع الافتراضي للوحة التشخيصية؛ فجوهر الرسم سليم إذ إنّ ذلك الفضاء الافتراضي ما زال موجودًا. عندما يكون الفن التجريدي بناءً خالصًا، ويتخلص من المساحة الافتراضية الملازمة للرسم والنحت، يصبح متميزًا عنهما. وصف دونالد جود الفنان التخفيفي (minimalist) مثل هذه الأعمال الفنية بأنها «أجسام محدّدة» (Specific Objects). إنّه مصطلح غير دقيق، ولكنه يصلح لإظهار أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست رسمًا ولا نحتًا، ولكنها فئة أخرى تمامًا. رأى دونالد جود أن أعماله وأعمال العديد من معاصريه تشغل مساحة هجينة، لا هي لوحات ولا هي نحت. عمل دون عنوان لدونالد جود. استخدم جود هذا المصطلح لوصف أعماله الخاصة، ولكنه ينطبق على لوحات كازيمير ماليفيتش وفرانك ستيلا أحادية اللون، والتي تجعل اللوحة تندمج مع نفسها بالكامل، من أجل الوصول للتأثير الذي يأمل العمل في تحقيقه. في مثل هذه الأعمال، لم يعد قماش اللّوحة (أو القاعدة) سطحًا تتفاعل فيه الأشكال والألوان في الفضاء الافتراضي. بدلاً من ذلك، تتفاعل الأشكال والألوان في الفضاء الحقيقي، في فضائنا. تختلف معايير النجاح أو الفشل لهذه الأعمال عن الخصائص التقليدية للرسم والنحت. رأى جود أنّ خصائص الرسم والنحت تقف في طريق ما أراد تحقيقه من خلال اللون والشكل. في رأيه، كان لـ «أجسامه المحددة» تأثيرًا أحدّ من غيرها. الواقع والأشكال الجديدة للإدراك الحسّي الرسم نفسه له ثلاثة أنواع عامة من التجريد؛ أولًا، ثمّة أسلوب تعبيري تُرسم فيه الأشكال بحركاتٍ غير مقيدة؛ ثم هناك التجريد الهندسي حيث يتم هيكلة الأشكال؛ أما النوع الثالث، فهو تجريد مجال اللون حيث يتم عرض مساحات من الألوان بطريقةٍ لا شكل واضح لها. لم تكن هذه «الأنماط» (styles) أنماطًا عرضيةً أو تعتمد على ذوق أو ميل الرسام كوسيلة لتحقيق هدفٍ ما من البحث الفني. وخير مثال على ذلك هو الفنان الذي غالبًا ما ينظر إلى عمله على أنّه ذروة التجريد الهندسي: بيت موندريان. إنّ لوحات بيت موندريان المكونة من شبكات (grids) ذات الخطوط السوداء والأجزاء الملونة على خلفية بيضاء؛ تهدف إلى استحضار «حقيقة أعلى». بالنسبة إلى موندريان، كان الفن في جوهره معارضًا للواقع؛ «لأن الواقع يتعارض مع الروحي». بغض النظر عن هذه اللوحة الأشهر لموندريان، فإنّ جوانب الرسم التي تهم هذا الفنان حقًا لم تكن الجوانب المحددة للموضوع -أيّ ماذا أو ما يتم تصويره في اللوحة مثلًا- بل الجوانب القابلة للفهم عالميًا للشكل والخط واللون. إنّ لوحات موندريان، مثلها مثل لوحات الفنانين الآخرين، هي محاولة لاستخلاص الشكل واللون من أجل الاقتراب من ذلك الجوهر العالمي والروحي للفن. عبّر موندريان عن رغبته في الوصول إلى «أساس» الأشياء من خلال الحدس، كالعديد من الفنانين التجريديين الآخرين في النصف الأول من القرن العشرين الذين رغبوا في الوصول إلى قوى غير مرئية حولنا، ولكنها معروفة أو محدوسة. «التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) - بيت موندريان«التكوين الثاني باللون الأحمر والأزرق والأصفر» (1930) – بيت موندريان في أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ العلماء بشكلٍ أفضل مما سبق القوى غير المرئية مع انتشار التقنيات الجديدة، وأصبح من الواضح أن العالم أرحب مما يبدو للعين. في الوقت نفسه، ظهرت حركات روحية بديلة جمعت بين الأفكار الأفلاطونية والتصوف. كان كلينت وموندريان من بين العديد من الفنانين الذين انغمسوا في أشكال الروحانية خارج العوالم التقليدية للدين. اعتقدت كلينت أن لوحاتها هي وحي عالم روحي، وأن مهمتها كانت العمل «على مستوى روحاني» لتمثيل روح الإنسان، بدلًا من صورته الفانية. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت نظرية فرويد عن للعقل البشري قد تغلغلت أيضًا في عالم الفن.  كذلك السريالية، وهي حركة منظمة بإحكام بدأت مع بعض الفنانين الذين سعوا إلى التنقيب عن الإمكانات الإبداعية للعقل الباطن، وهي الحركة الثقافية التي كانت سائدة في أوروبا بين الحربين العالميتين. لم تكن السريالية دوغمائية في محاولتها لاستكشاف اللاوعي، ولذلك ظهر عدد من الأساليب والطرق لمحاولة إخراج اللاوعي إلى السطح. إحدى هذه الأساليب كان الرسم الآلي (Automatism)، وهي عملية يتخلى فيها الفنان عن السيطرة الواعية لليد التي ترسم  أو تصور. في هذا المجال، تبنى الفنانون مثل أندريه ماسون وخوان ميرو الفرصة لبناء صورهم باستخدام حركات حرّة، وحتى إلقاء الطلاء على القماش. طور أرشيل غوركي -هو مهاجر أرمني عاش في الولايات المتحدة- أسلوبًا في الرسم يدمج بين الرسم الآلي وتجريد مجال الألوان. لوحاته في الأربعينيات حجمُها ضخم – ومرد ذلك تأثره بأعماله السابقة كفنان جداري مُعيّن من الدولة خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير – لكنها معبّرة وغنائية في الرسم بالفرشاة. ألهم إدماج غوركي للأنماط جيلًا واسعًا من الفنانين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب لاحتضان التجريد الواسع النطاق. ما نسميه الآن «التعبيرية التجريدية»، وكان ذاك الجيل في الواقع مجموعة فضفاضة من الفنانين الذين يستخدمون أنماطًا متعدّدة من أنماط التجريد. ربما كان القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين – على الأقل في السنوات الأولى – هو دعم جيل جديد من النقاد بقيادة كليمنت غرينبيرغ، الذي كان يعتقد أن التجريد هو التعبير الأسمى للفن الغربي. «الكبد هو مشط الديك» (1944) - أرشيل جوركي.«الكبد هو مشط الديك» (1944) – أرشيل جوركي. الحداثة ومصير الفنّ الغربي كان يُعتقد في بعض الأوساط الفكرية المؤثرة أنّ الفن يتقدم نحو هدف؛ وهذا المضمون يشتمل عليه مصطلح «الطليعية» (Avant-garde)، الذي يُوصف به الفنّانون الذين يبتكرون أرضية جمالية جديدة. أصل المصطلح فرنسي يُطلق على الجنود الذين يتقدمون إلى مناطق جديدة. بالنسبة إلى غرينبيرغ، لم يكن هؤلاء الفنّانون يوسّعون حدود إمكانات الفن؛ بل كانوا يتقدمون نحو الهدف الحقيقي والمفرد لكل شكل فني. يُعدّ غرينبيرغ شخصية مهمة في تاريخ الفن التجريدي، وذلك لأمرين: بوصفه مناصرًا رائدًا في مسألة تفوق الفن التجريدي على غيره من أنواع الرسم، وتأكيده للقوة التي امتلكها هذا الفن. كان ناقدًا في اللجنة الأمريكية للحريّة الثقافية التي تمولها الدولة، وهي مجموعة تم إنشاؤها لتعزيز الفن الأمريكي على المستوى الدولي. أصبحت أفكار غرينبيرغ مؤثرة عندما كانت الولايات المتحدة جزءًا من الحرب على الفاشية والنازية، وخلال الحرب الباردة اللاحقة ضد الشيوعية السوفيتية. كانت معايير الفن الفاشي والسوفياتي واضحة، وهي ما تحددها السلطات الثقافية أنها كذلك، بيد أنّه ما لم يكن واضحًا هو معايير الفن «الجيد» وتحديدًا في الغرب الديمقراطي. كان الماركسيون هم من تعاطف مع غرينبيرغ في البداية، لكن ارتبط تفكيره بشكلٍ متزايد بالهيمنة الثقافية الأمريكية. بالنسبة إليه، كان التجريد في أعمال بولوك فنًا مثاليًا لمجتمع ديمقراطي. تتجلى الحداثة في الفن، وفقًا لغرينبيرغ، في إطار التنوير الأوروبي؛ أيّ في فترة ازدهار الأفكار الفلسفية والعلمية التي أعطت الأولوية للعقل. في مقالته المؤثرة « الرسم الحداثي» (1961)، وصفَ غرينبيرغ إيمانويل كانط – الفيلسوف الألماني في عصر التنوير – بأنّه «أول حداثي حقيقي». كان أسلوب كانط في «النقد» هو استخدام العقل لنقد العقل بغرض توضيحه، ومنحه استقلالية عن أنواع التفكير الأخرى. «أولمبيا» - إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد.«أولمبيا» – إدوارد مانيه (1863). بالنسبة إلى كليمنت غرينبيرغ، كان مانيه أول رسام حداثي. لقد رسم مانيه لوحاته بأسلوبٍ مسطّح بشكلٍ متعمد. بالطريقة نفسها، كان الرسامون الحداثيون – من إدوارد مانيه في القرن التاسع عشر إلى موريس لويس، وهو رسام يعمل ينتمي إلى رسامي أسلوب مجال ألوان في الولايات المتحدة في الوقت الذي كتب فيه غرينبيرغ مقالته – يعملون على ترسيخ الفن التعبيري «بشكل صارم في مجال تخصصه». رأى غرينبيرغ أن وضوح الفن التجريدي -الذي كان صادقًا بالنسبة إلى الوسيط الذي يُعبّر من خلاله- معارضٌ لـ«الفن الشعبي المبتذل [الكيتش]» الذي ينُتج على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. إن إزالة «الكيتش» كانت مسألة استجلاء وتوضيح تحتاجها جميع الفنون لكي تصبح تعبيرًا عن إمكاناتها الجمالية الكامنة. اللوحات مسطّحة، وإيهام العمق الذي نجده في معظم الفن الغربي كان انحرافًا عن جوهر فن الرسم ذاته. كانت استقلالية الشكل الفني في جميع خصائصه دون أن تتلوث بأشكال فنية أخرى. وفقًا لغرينبيرغ، يعدّ الشكل واللون من أهم خصائص الرسم، و أفضل تمثيل لها يكون بشكلٍ مسطّح. وهكذا دافع غرينبيرغ عن «التسطيح» الذي تجلّى في لوحات الفنانين الأمريكيين التجريدية مثل جاكسون بولوك باعتباره تحقيقًا لهذا الوضوح الحداثي. لقد ضم هؤلاء الفنانين معًا ضمن فريق واحد، وهم يمثّلون المرحلة التالية في الحداثة، وقد حلّت رؤيتهم الأمريكية المميزة محلّ الفن الأوروبي الطليعي. وفي الوقت الذي أصبح فيه الفن التجريدي الأمريكي مهيمنًا، تراجعت هيمنة غرينبيرغ النقدية، وظهرت أشكال جديدة من الفن الطليعي، مستوحاة مباشرة من الثقافة الجماهيرية، وحلّت محلّ التعبيرية التجريدية في المخيال العام. تبنى فنانوّ «البوب» مثل: آندي وارهول، وريتشارد هاميلتون هذا النوع من «الفن الشعبي المبتذل» الذي رآه غرينبيرغ تلويثًا للفن الحقيقي. استمرت الأعمال الفنية التجريدية، ولكن تخلّى الفنّانون التجريديون الأكثر جرأة عن الفكرة الصارمة «للنقد الحداثي»، وعن الوضوح المتعلق بخصوصية الوسيط الفني، وذلك لصالح أشكال أخرى من التعبير. نظر فنانوّ «ما بعد الحداثة» إلى السخرية وعملية الرسم نفسها، كطرق لتجاوز الطريق المسدود للحداثة. تبنى الألماني غيرهارد ريختر كلا النهجين؛ فبعض أعماله التجريدية في الستينيات كانت مصنوعة بممسحاتٍ بدلًا من الفرشاة، حتى يتمكن من لفت الانتباه إلى عملية صنع اللوحة نفسها. كانت «اللوحات التجريدية» البارزة الأخرى التي رسمها ريختر في الواقع صورًا واقعية مرسومة بعناية تعكس لوحاته التجريدية الأخرى. أصبحت طلائعية الرسم التجريدي مفهومية أكثر، ما جعل ضمنيًّا قضية الرسم تحظى باستقلالية أقل مما كان كان يعتقد النقاد الحداثيون. قلّد فنانوّ «نيو جيو»، مثل: الرسام بيتر هالي، والنحات أشلي بيكرتون اللغة البصرية للتجريد الهندسي، لكنهما دمجاها مع السلع الاستهلاكية بألوانٍ تجارية فاتحة وأحيانًا فلورية. منذ ذلك الجيل ما بعد الحداثي من الرسامين والنحاتين الممتد من الستينيات إلى التسعينيات، ازدهر التجريد متفرّعًا إلى عددٍ لا يُحصى من الأساليب والمقاربات بجوار الفن التشخيصي. هنا يمكن القول إنّ التجريد المتحرّر من عبء التوقعات الحداثية هو ببساطة نهج للتعبير مثل أيّ نهج آخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفنانين التجريديين استخدموا الحيل البصرية المستعملة في الفن التشخيصي – مثل المنظور والتظليل – في لوحاتهم. ولاستخدامهم هذا أهداف فريدة و غالبًا لا تهتم بالنظرية. قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب».قلّد فنانوّ «ما بعد الحداثة» مثل: بيتر هالي اللغة البصرية المستعملة في الفن التجريدي الحديث (في حالة بيتر، التجريد الهندسي)، للتعليق على طبيعة الفن والمعنى نفسه. تمثّل هذه الكتل الملونة «الخلايا» و«الأنابيب». هذا هو التحرّر نحو الأفضل بين الرسامين التجريديين الذين يمكنهم الالتزام برؤيةٍ فريدة بالرسم على القماش. لكن فكّ ارتباط الفن التجريدي عن إطاره الفلسفي الأوسع أدى أيضًا إلى انتشارٍ يثير التساؤل لأعمال تجريدية متنوعة قابلة للاستهلاك – بمعنى أنّها فقدت قيمتها، وباتت تُباع وتُشترى سريعًا بأسعارٍ مربحة – يشتريها المشترون المتضاربون. دفع هذا التحول الناقد جيري سالتز إلى كتابة: « الزومبي على الجدران: لماذا يبدو الكثير من التجريد الجديد متشابهًا؟». وقد شبه اللّوحات التجريدية بصورة «الزومبي»، تحقيرًا لأعمال عددٍ من الرسامين التجريديين البارزين، الذين استخدموا الفنّ وجماليته لتقديم أعمال مبتذلة. ومن المفارقات أن هؤلاء الفنانين نظروا إلى الشكلانية بوصفها فنًّا حداثيًّا متبنّين منظور غرينبيرغ، لكنهم بالطبع قدّموا أعمالًا في ظلّ فراغ تاريخي وبعد فترةٍ طويلة حين لم يُصبح التجريد مثيرًا للاهتمام أو راديكاليًا بأي وجه من الوجوه. في الواقع، لم يصل مشروع الحداثة  في الفن التجريدي إلى نهايته، بل النقد. إنّ النقد -أيّ الإطار الفلسفي الواسع الذي يصادق على الأعمال الفنية ويثمّنها لأهميتها الثقافية والتاريخية- هو ما فقد التوجه والسلطة. كان مسار الفن الغربي منذ عصر التنوير يتأرجح بين قطبي الدوغمائية النقدية والإبداع. تكمن المشكلة أنه في العقود الأخيرة، وفي ظلّ غياب أي مشروع نقدي متماسك، انجرف الفن نحو إرضاء اهتمامات دقيقة ومتنوعة تزداد باستمرار. في حين كانت هناك «حركات» و«مدارس» فنية -مصطلحان يشيران إلى الوجهة والانضباط- لم يعد لدينا الآن سوى «مشاهد». هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. ولكن في عالم حيث «كل شيء مقبول – anything goes»، لا يوجد مجال لهذا النوع من الابتكار والتجاوز الذي أدى إلى ظهور الفن التجريدي في الغرب، وهذا ما جعل الفن الحديث فنًّا مثيرًا للغاية. من الصعب في هذه اللحظة التاريخية أن ندرك ما الذي جعل لوحة بولوك «رقم 32» مثيرة للانقسام، ومخلخلةً جدًا للمعايير، وفي الوقت نفسه محتفظةً بقيمةٍ عالية جدًا لأولئك الذين يعتقدون أن للفنِّ مكانًا في المجتمع يتجاوز المتعة. [divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″] [1] واللقب كذلك يُلمح إلى القاتل المتسلسل في لندن آخر القرن التاسع عشر: جاك السفّاح Jack the ripper (مدير التحرير). ### خارج عقلك | توم تشاتفيلد – ت: محمد السعيد                  عندما يكون هاتفي النقال بين يديّ، هل أكون أنا الشخص نفسه لو كان الهاتف في غرفة أخرى؟ من ناحية،... ### الدراما في التعليم: مقاربات وتطبيقات | نعيم حيماد افتتاحيّة حظي استخدام الدراما في التعليمفي السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل نخبة من المنظرين والممارسين للدراما في مجال التعليم.... ### الحقائق المخفية | دي بي سي بيير – ت: محمد السعيد       يحمل جبل كلسي خشن في غرب إيران عددًا من النقوش البارزة، من بينها لوحة طولها خمسة وعشرين مترًا منقوشة... ### التغلُّب على كاشف الكذب | كلاريسا سيباغ-مونتِنفيوري – ت: محمد السعيد          حين  اتُّهِمَتْ مربية الأطفال البريطانية لويز وودورد بهزِّ رضيع حتى الموت في مدينة نيوتن بولاية ماساتشوستس، لم تكتفِ بإعلان... ### عن منصة معنى «معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف. ### روابط سريعة ### التصنيفات ### مرحبا بك! قم بتسجيل الدخول إلى حسابك تذكرني ### قم بإنشاء حساب جديد! املأ النموذج أدناه للتسجيل ### طلب إعادة تعيين كلمة المرور يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك. ### Add New Playlist - Select Visibility -PublicPrivate No Result عرض جميع النتائج - 00:00 00:00 - 00:00 00:00
article
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/
1,799
ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية.
sentence
ولكن في الآونة الأخيرة، وبفضل المعرض الرائد في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 1986 الذي حمل اسم «الروحانية في الفن: الرسم التجريدي 1890 – 1985»، وقع الاختيار على هيلما أف كلينت كأول رسامة تجريدية. بدأت كلينت في رسم لوحات تجريدية بدءًا من عام 1906، وحملت مجموعتها عنوان «الفوضى البدائية». كانت الفنانة متكتمة في ما يتعلق بأعمالها التجريدية، ولم تُعرض أيّ منها في معارض عامة، وبقيت غير معروفة حتى أزيح عنها الستار مؤخرًا.
paragraph
Arabic
ar
الفنّ التجريدي: بين الماضي والحاضر - منصة معنى الثقافية
https://mana.net/abstract-art/