poem_title
stringlengths 0
99
⌀ | poem_meter
class label 17
classes | poem_verses
sequencelengths 2
11.6k
| poem_theme
stringclasses 18
values | poem_url
stringlengths 35
346
⌀ | poet_name
stringlengths 1
44
| poet_description
stringclasses 762
values | poet_url
stringlengths 38
98
⌀ | poet_era
stringclasses 14
values | poet_location
stringclasses 20
values | poem_description
listlengths 1
290
⌀ | poem_language_type
stringclasses 5
values | text
stringlengths 44
553k
|
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
دار من تهواه دار | 3الرمل
| [
"دار من تهواه دار",
"ان تكن بالحب دار",
"اطلعت شمس المحيا",
"في الدجا شبه الثريا",
"عاذلي دعني وشأني",
"هائماً في كل دار",
"فاسقني صافي المحيا",
"من لما ذات الخمار"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=613109 | أبو الخير الجندي | نبذة
:
أبو الخير بن محمد الجندي العباسي.\nشاعر ومؤلف وسياسي ونائب. ولد ونشأ وتعلم في حمص وعلى أعلامها، وانتسب للسلك الإداري إلى أن نفي مع أعضاء من أسرته لنشاطه المعارض للتتريك. عاد إلى بلاد الشام بعد الحرب العالمية الأولى وعين متصرفاً لحوران (1920) حتى أقيل من منصبه بعد أن رماه الفرنسيون المنتدبون بالمسؤولية في قضية اغتيال علاء الدين بك الدروبي رئيس الحكومة. انتخب نائباً عن حمص في المجلس التأسيسي عام 1928م. عين متصرفاً لدير الزور والجزيرة (1929-1931).\nمن مؤلفاته: (تاريخ العترة النبوية)، و(تاريخ العباسيين)، ومصنفات بالتركية والفارسية، وله نظم وموشحات. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do;jsessionid=1F3B7BA275D7CB2D921021F581907B8E?poetId=11421 | null | null | null | null | <|meter_3|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> دار من تهواه دار <|vsep|> ان تكن بالحب دار </|bsep|> <|bsep|> اطلعت شمس المحيا <|vsep|> في الدجا شبه الثريا </|bsep|> <|bsep|> عاذلي دعني وشأني <|vsep|> هائماً في كل دار </|bsep|> </|psep|> |
يا رائد البرق يمم دارة العلم | 0البسيط
| [
"يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمِ دارَةَ العَلَمِ",
"وَاحدُ الغَمامَ ِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ",
"وَِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحاءِ فَامرِ لَها",
"أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ",
"مِنَ الغِزارِ الَّلواتي في حَوالِبِها",
"رِيُّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ",
"ِذا اِستَهَلَّت بِأَرضٍ نَمنَمَت يَدُها",
"بُرداً مِنَ النَّورِ يَكسُو عارِيَ الأَكَمِ",
"تَرى النَّباتَ بِها خُضراً سَنابِلُهُ",
"يَختالُ في حُلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ",
"أَدعُو ِلى الدَّارِ بِالسُّقيا وَبِي ظَمَأٌ",
"أَحَقُّ بِالريِّ لَكِنّي أَخُو كَرَمِ",
"مَنازِلٌ لِهَواها بَينَ جانِحَتي",
"وَدِيعَةٌ سِرُّها لَم يَتَّصِل بِفَمي",
"ِذا تَنَسَّمتُ مِنها نَفحَةً لَعِبَت",
"بِيَ الصَبابَةُ لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ",
"أَدِر عَلى السَّمعِ ذِكراها فَِنَّ لَها",
"في القَلبِ مَنزِلَةً مَرعِيَّةَ الذِمَمِ",
"عَهدٌ تَوَلّى وَأَبقى في الفُؤادِ لَهُ",
"شَوقاً يَفُلُّ شَباةَ الرَأيِ وَالهِمَمِ",
"ِذا تَذَكَّرتُهُ لاحَت مَخائِلُهُ",
"لِلعَينِ حَتّى كَأَنّي مِنهُ في حُلُمِ",
"فَما عَلى الدَهرِ لَو رَقَّت شَمائِلُهُ",
"فَعادَ بِالوَصل أَو أَلقى يَدَ السَلَمِ",
"تَكاءَدَتني خُطُوبٌ لَو رَمَيتُ بِها",
"مَناكِبَ الأَرض لَم تَثبُت عَلى قَدَمِ",
"في بَلدَةٍ مِثلِ جَوفِ العَير لَستُ أَرى",
"فيها سِوى أُمَمٍ تَحنُو عَلى صَنَمِ",
"لا أَستَقِرُّ بِها ِلّا عَلى قَلَقٍ",
"وَلا أَلَذُّ بِها ِلّا عَلَى أَلَمِ",
"ِذا تَلَفَّتُّ حَولي لَم أَجد أَثَراً",
"ِلا خَيالي وَلَم أَسمَع سِوى كَلِمي",
"فَمَن يَرُدُّ عَلى نَفسي لُبانَتَها",
"أَو مَن يُجيرُ فُؤادِي مِن يَدِ السَّقَم",
"لَيتَ القَطا حِينَ سارَت غُدوَةً حَمَلَت",
"عَنّي رَسائِلَ أَشواقي ِلى ِضَمِ",
"مَرَّت عَلَينا خِماصاً وَهيَ قارِبَةٌ",
"مَرَّ العَواصِفِ لا تَلوي عَلى ِرَمِ",
"لا تُدركُ العَينُ مِنها حينَ تَلمَحُها",
"ِلا مِثالاً كَلَمعِ البَرقِ في الظُّلَمِ",
"كَأَنَّها أَحرُفٌ بَرقِيَّةٌ نَبَضَت",
"بِالسِّلكِ فَانتَشَرَت فِي السَّهل وَالعَلَمِ",
"لا شَيءَ يَسبِقُها ِلّا ِذا اِعتَقَلَت",
"بَنانَتي في مَديحِ المُصطَفى قَلَمِي",
"مُحَمَّدٌ خاتَمُ الرُسلِ الَّذي خَضَعَت",
"لَهُ البَرِيَّةُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ",
"سَميرُ وَحيٍ وَمَجنى حِكمَةٍ وَنَدى",
"سَماحَةٍ وَقِرى عافٍ وَرِيُّ ظَمِ",
"قَد أَبلَغَ الوَحيُ عَنهُ قَبلَ بِعثَتِهِ",
"مَسامِعَ الرُسلِ قَولاً غَيرَ مُنكَتِمِ",
"فَذاكَ دَعوَةُ ِبراهيمَ خالِقَهُ",
"وَسِرُّ ما قالَهُ عِيسى مِنَ القِدَمِ",
"أَكرِم بِهِ وَبِباءٍ مُحَجَّلَةٍ",
"جاءَت بِهِ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُمِ",
"قَد كانَ في مَلَكوتِ اللَهِ مُدَّخراً",
"لِدَعوَةٍ كانَ فيها صاحِبَ العَلَمِ",
"نُورٌ تَنَقَّلَ في الأَكوانِ ساطِعُهُ",
"تَنَقُّلَ البَدرِ مِن صُلبٍ ِلى رَحِمِ",
"حَتّى اِستَقَرَّ بِعَبدِ اللَهِ فَاِنبَلَجَت",
"أَنوارُ غُرَّتِهِ كَالبَدرِ في البُهُمِ",
"وَاِختارَ مِنَةَ العَذراءَ صاحِبَةً",
"لِفَضلِها بَينَ أَهلِ الحِلِّ وَالحَرَمِ",
"كِلاهُما فِي العُلا كُفءٌ لِصاحِبِهِ",
"وَالكُفءُ في المَجدِ لا يُستامُ بِالقِيَمِ",
"فَأَصبَحَت عِندَهُ في بَيتِ مَكرُمَةٍ",
"شِيدَت دَعائِمُهُ في مَنصِبٍ سِنمِ",
"وَحِينما حَمَلَت بِالمُصطَفى وَضَعَت",
"يَدُ المَشيئَةِ عَنها كُلفَةَ الوَجَمِ",
"وَلاحَ مِن جِسمِها نُورٌ أَضاءَ لَها",
"قُصُورَ بُصرى بِأَرضِ الشَّأمِ مِن أمَمِ",
"وَمُذ أَنى الوَضعُ وَهوَ الرَّفعُ مَنزِلَةً",
"جاءَت بِرُوحٍ بِنُورِ اللَهِ مُتَّسِمِ",
"ضاءَت بِهِ غُرَّةُ الِثنَينِ وَاِبتَسَمَت",
"عَن حُسنِهِ في رَبيعٍ رَوضَةُ الحَرَمِ",
"وَأَرضَعَتهُ وَلَم تَيأَس حَليمَةُ مِن",
"قَولِ المَراضِعِ ِنَّ البُؤسَ في اليَتَمِ",
"فَفاضَ بِالدرِّ ثَدياها وَقَد غَنِيَت",
"لَيالياً وَهيَ لَم تطعَم وَلَم تَنَمِ",
"وَاِنهَلَّ بَعدَ اِنقِطاعٍ رِسلُ شارِفِها",
"حَتّى غَدَت مِن رَفِيهِ العَيشِ في طُعَمِ",
"فَيَمَّمَت أَهلَها مَملُؤَةً فَرَحاً",
"بِما أُتيحَ لَها مِن أَوفَرِ النِّعَمِ",
"وَقَلَّصَ الجَدبُ عَنها فَهيَ طاعِمَةٌ",
"مِن خَيرِ ما رَفَدَتها ثَلَّةُ الغَنَمِ",
"وَكَيفَ تَمحَلُ أَرضٌ حَلَّ ساحَتَها",
"مُحَمَّدٌ وَهوَ غَيثُ الجُودِ وَالكَرَمِ",
"فَلَم يَزَل عِندَها يَنمُو وَتَكلَؤُهُ",
"رِعايَةُ اللَهِ مِن سُوءٍ وَمِن وَصَمِ",
"حَتّى ِذا تَمَّ مِيقاتُ الرَّضاعِ لَهُ",
"حَولَينِ أَصبَحَ ذا أَيدٍ عَلَى الفُطُمِ",
"وَجاءَ كَالغُصنِ مَجدُولاً تَرِفُّ عَلى",
"جَبِينِهِ لَمحاتُ المَجدِ وَالفَهَمِ",
"قَد تَمَّ عَقلاً وَما تَمَّت رَضاعَتُهُ",
"وَفاضَ حِلماً وَلَم يَبلُغ مَدى الحُلُمِ",
"فَبَينَما هُوَ يَرعى البَهمَ طافَ بِهِ",
"شَخصانِ مِن مَلَكوتِ اللَهِ ذي العِظَمِ",
"فَأَضجَعاهُ وَشَقّا صَدرَهُ بِيَدٍ",
"رَفِيقَةٍ لَم يَبِت مِنها عَلى أَلَمِ",
"وَبَعدَ ما قَضَيا مِن قَلبِهِ وَطَراً",
"تَوَلَّيا غَسلَهُ بِالسَّلسَلِ الشَّبِمِ",
"ما عالَجا قَلبَهُ ِلّا لِيَخلُصَ مِن",
"شَوبِ الهَوى وَيَعِي قُدسِيَّةَ الحِكَمِ",
"فَيا لَها نِعمَةً لِلّهِ خَصَّ بِها",
"حَبيبَهُ وَهوَ طِفلٌ غَيرُ مُحتَلِمِ",
"وَقالَ عَنهُ بُحَيرا حِينَ أَبصَرَهُ",
"بَأَرضِ بُصرى مَقالاً غَيرَ مُتَّهَمِ",
"ِذ ظَلَّلَتهُ الغَمامُ الغُرُّ وَانهَصَرَت",
"عَطفاً عَلَيهِ فُروعُ الضَّالِ وَالسَّلَمِ",
"بِأَنَّهُ خاتَمُ الرُّسلِ الكِرامِ وَمَن",
"بِهِ تَزُولُ صُرُوفُ البُؤسِ وَالنِّقَمِ",
"هَذا وَكَم يَةٍ سارَت لَهُ فَمَحَت",
"بِنُورِها ظُلمَةَ الأَهوالِ وَالقُحَمِ",
"ما مَرَّ يَومٌ لَهُ ِلّا وَقَلَّدَهُ",
"صَنائِعاً لَم تَزَل فِي الدَّهرِ كَالعَلَمِ",
"حَتّى اِستَتَمَّ وَلا نُقصانَ يَلحَقُهُ",
"خَمساً وَعِشرِينَ سِنُّ البارِعِ الفَهِمِ",
"وَلَقَّبَتهُ قُرَيشٌ بِالأَمينِ عَلى",
"صِدقِ الأَمانَةِ وَالِيفاءِ بِالذِّمَمِ",
"وَدَّت خَديجَةُ أَن يَرعى تِجارَتَها",
"وِدادَ مُنتَهِزٍ لِلخَيرِ مُغتَنِمِ",
"فَشَدَّ عَزمَتَها مِنهُ بِمُقتَدِرٍ",
"ماضِي الجِنانِ ِذا ما هَمَّ لَم يخمِ",
"وَسارَ مُعتَزِماً لِلشَّأمِ يَصحَبُهُ",
"في السَّيرِ مَيسُرَةُ المَرضِيُّ فِي الحَشَمِ",
"فَما أَناخَ بِها حَتّى قَضى وَطَراً",
"مِن كُلِّ ما رَامَهُ في البَيعِ وَالسَّلَمِ",
"وَكَيفَ يَخسَرُ مَن لَولاهُ ما رَبِحَت",
"تِجارَةُ الدِّينِ في سَهلٍ وَفِي عَلَمِ",
"فَقَصَّ مَيسُرَةُ المَأمونُ قِصَّتَهُ",
"عَلَى خَديجَةَ سَرداً غَيرَ مُنعَجِمِ",
"وَما رَواهُ لَهُ كَهلٌ بِصَومَعَةٍ",
"مِنَ الرَّهابينِ عَن أَسلافِهِ القُدُمِ",
"في دَوحَةٍ عاجَ خَيرُ المُرسَلينَ بِها",
"مِن قَبل بعثَتِهِ لِلعُربِ وَالعَجَمِ",
"هَذا نَبِيٌّ وَلَم يَنزِل بِساحَتِها",
"ِلّا نَبيٌّ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ",
"وَسِيرَةَ المَلَكَينِ الحائِمَينِ عَلى",
"جَبِينِهِ لِيُظِلّاهُ مِنَ التّهَمِ",
"فَكانَ ما قَصَّهُ أَصلاً لِما وَصَلَت",
"بِهِ ِلى الخَيرِ مِن قَصدٍ وَمُعتَزَمِ",
"أَحسِن بِها وصلَةً في اللَّهِ قَد أَخَذَت",
"بِها عَلى الدَّهرِ عَقداً غَيرَ مُنفَصِمِ",
"فَأَصبَحا في صَفاءٍ غَير مُنقَطِعٍ",
"عَلى الزَّمانِ وَوِدٍّ غَير مُنصَرِمِ",
"وَحِينَما أَجمَعَت أَمراً قُرَيشُ عَلى",
"بِنايَةِ البَيتِ ذي الحُجّابِ وَالخَدَمِ",
"تَجَمَّعَت فِرَقُ الأَحلافِ وَاِقتَسَمَت",
"بِناءَهُ عَن تَراضٍ خَيرَ مُقتَسَمِ",
"حَتّى ِذا بَلَغَ البُنيانُ غايَتَهُ",
"مِن مَوضِعِ الرُّكنِ بَعدَ الكَدِّ وَالجشَمِ",
"تَسابَقوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِختَصَمُوا",
"فِيمَن يَشُدُّ بِناهُ كُلَّ مُختَصَمِ",
"وَأَقسَمَ القَومُ أَن لا صُلحَ يَعصِمُهُم",
"مِن اقتِحامِ المَنايا أَيّما قَسَمِ",
"وَأَدخَلوا حينَ جَدَّ الأَمرُ أَيدِيَهُم",
"لِلشَرِّ في جَفنَةٍ مَملُوءَةٍ بِدَمِ",
"فَقالَ ذُو رَأيِهِم لا تَعجَلُوا وَخُذُوا",
"بِالحَزم فَهوَ الَّذي يَشفِي مِنَ الحَزَمِ",
"لِيَرضَ كُلُّ امرِئٍ مِنّا بِأَوَّلِ مَن",
"يَأتي فَيَقسِطُ فِينا قِسطَ مُحتَكِمِ",
"فَكانَ أَوَّلَ تٍ بَعدَما اِتَّفَقُوا",
"مُحَمَّدٌ وَهوَ في الخَيراتِ ذُو قَدَمِ",
"فَقالَ كُلٌّ رَضينا بِالأَمينِ عَلَى",
"عِلمٍ فَأَكرِم بِهِ مِن عادِلٍ حَكَمِ",
"فَأَعلَمُوهُ بِما قَد كانَ وَاِحتَكَمُوا",
"ِلَيهِ في حَلِّ هَذا المُشكِلِ العَمَمِ",
"فَمَدَّ ثَوباً وَحَطَّ الرُّكنَ في وَسَطٍ",
"مِنهُ وَقالَ اِرفَعُوهُ جانِبَ الرَّضَمِ",
"فَنالَ كُلُّ امرِئٍ حَظّاً بِما حَمَلَت",
"يَداهُ مِنهُ وَلَم يَعتِب عَلى القِسَمِ",
"حَتّى ِذا اِقتَرَبوا تِلقاءَ مَوضِعِهِ",
"مِن جانب البَيتِ ذي الأَركان وَالدّعمِ",
"مَدَّ الرَّسُولُ يَداً مِنهُ مُبارَكَةً",
"بَنَتهُ في صَدَفٍ مِن باذِخٍ سَنِمِ",
"فَليَزدَدِ الرُّكنُ تِيهاً حَيثُ نالَ بِهِ",
"فَخراً أَقامَ لَهُ الدُّنيا عَلَى قَدَمِ",
"لَو لَم تَكُن يَدُهُ مَسَّتهُ حِينَ بَنَى",
"ما كانَ أَصبَحَ مَلثُوماً بِكُلِّ فَمِ",
"يا لَيتَنِي وَالأَمانِي رُبَّما صَدَقَت",
"أَحظى بِمُعتَنَقٍ مِنهُ وَمُلتَزَمِ",
"يا حَبَّذا صِبغَةٌ مِن حُسنِهِ أَخَذَت",
"مِنها الشَّبِيبَةُ لَونَ العُذرِ وَاللمَمِ",
"كَالخالِ في وَجنَةٍ زِيدَت مَحاسِنُها",
"بِنُقطَةٍ مِنهُ أَضعافاً مِنَ القِيَمِ",
"وَكَيفَ لا يَفخَرُ البَيتُ العَتيقُ بِهِ",
"وَقَد بَنَتهُ يَدٌ فَيّاضَةُ النِّعَمِ",
"أَكرِم بِهِ وازِعاً لَولا هِدايَتُهُ",
"لَم يَظهَرِ العَدلُ في أَرضٍ وَلَم يَقُمِ",
"هَذا الَّذي عَصَمَ اللَّهُ الأَنامَ بِهِ",
"مِن كُلِّ هَولٍ مِنَ الأَهوالِ مُختَرِمِ",
"وَحِينَ أَدرَكَ سِنَّ الأَربَعينَ وَما",
"مِن قَبلِهِ مَبلَغٌ لِلعِلمِ وَالحِكَمِ",
"حَباهُ ذُو العَرشِ بُرهاناً أَراهُ بِهِ",
"يات حِكمَتِهِ في عالَمِ الحُلُمِ",
"فَكانَ يَمضي لِيَرعى أُنسَ وَحشَتِهِ",
"في شاسِعٍ ما بِهِ لِلخَلقِ مِن أَرَمِ",
"فَما يمُرُّ عَلى صَخرٍ وَلا شَجَرٍ",
"ِلّا وَحَيّاهُ بِالتَّسليمِ مِن أَمَمِ",
"حَتّى ِذا حانَ أَمرُ الغَيبِ وَاِنحَسَرَت",
"أَستارُهُ عَن ضَميرِ اللَوحِ وَالقَلَمِ",
"نادى بِدَعوَتِهِ جَهراً فَأَسمَعَها",
"في كُلِّ ناحِيةٍ مَن كانَ ذا صَمَمِ",
"فَكانَ أَوَّلُ مَن في الدِّين تابَعَهُ",
"خَدِيجَةٌ وَعَلِيٌّ ثابِتُ القَدَمِ",
"ثُمَّ اِستَجابَت رِجالٌ دُونَ أُسرَتِهِ",
"وَفي الأَباعِدِ ما يُغني عَنِ الرَّحِمِ",
"وَمَن أَرادَ بِهِ الرَّحمنُ مَكرُمَةً",
"هَداهُ لِلرُّشدِ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ",
"ثُمَّ اِستَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ مُعتَزِماً",
"يَدعُو لى رَبِّهِ في كُلِّ مُلتَأَمِ",
"وَالنّاسُ مِنهُم رَشيدٌ يَستَجِيبُ لَهُ",
"طَوعاً وَمِنهُم غَوِيٌّ غَيرُ مُحتَشِمِ",
"حَتّى اِستَرابَت قُرَيشٌ وَاِستَبَدَّ بِها",
"جَهلٌ تَرَدَّت بِهِ في مارِجٍ ضَرِمِ",
"وَعَذَّبوا أَهلَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَهَكوا",
"مَحارِماً أَعقَبَتهُم لَهفَةَ النَّدَمِ",
"وَقامَ يَدعُو أَبو جَهلٍ عَشِيرَتَهُ",
"ِلى الضَّلالِ وَلَم يَجنَح ِلى سَلَمِ",
"يُبدِي خِدَاعاً ويُخفِي ما تَضَمَّنَهُ",
"ضَمِيرُهُ مِن غَراةِ الحِقد وَالسَّدَمِ",
"لا يَسلَمُ القَلبُ مِن غِلٍّ أَلَمَّ بِهِ",
"يَنقى الأَدِيمُ وَيَبقى مَوضِعُ الحَلَمِ",
"وَالحِقدُ كَالنّارِ ِن أَخفَيتَهُ ظَهَرَت",
"مِنهُ عَلائِمُ فَوقَ الوَجهِ كَالحُمَمِ",
"لا يُبصِرُ الحَقَّ مَن جَهلٌ أَحاطَ بِهِ",
"وَكَيفَ يُبصِرُ نُورَ الحَقِّ وَهوَ عَمِ",
"كُلُّ امرِئٍ وَاجِدٌ ما قَدَّمَت يَدُهُ",
"ِذا اِستَوى قائِماً مِن هُوَّةِ الأَدَمِ",
"وَالخَيرُ وَالشَّرُّ في الدُّنيا مُكافَأَةٌ",
"وَالنَّفسُ مَسؤولَةٌ عَن كُلِّ مُجتَرَمِ",
"فَلا يَنَم ظالِمٌ عَمّا جَنَت يَدُهُ",
"عَلى العِبادِ فَعَينُ اللَّهِ لَم تَنَمِ",
"وَلَم يَزَل أَهلُ دِين اللَّهِ في نَصَبٍ",
"مِمّا يُلاقُونَ مِن كَربٍ وَمِن زَأَمِ",
"حَتّى ِذا لَم يَعُد في الأَمر مَنزَعَةٌ",
"وَأَصبَحَ الشَّرُّ جَهراً غَيرَ مُنكَتِمِ",
"سارُوا ِلى الهِجرَةِ الأُولى وَما قَصَدوا",
"غَيرَ النَّجاشِيِّ مَلكاً صادِقَ الذِّمَمِ",
"فَأَصبَحُوا عِندَهُ في ظِلِّ مَملَكَةٍ",
"حَصِينَةٍ وذِمامٍ غَيرِ مُنجَذِمِ",
"هَدى بِها اللَّهُ دَوساً مِن ضَلالَتِها",
"فَتابَعَت أَمرَ داعِيها وَلَم تَهِمِ",
"وَفِي الِراشِيِّ لِلأَقوامِ مُعتَبَرٌ",
"ِذ جاءَ مَكَّةَ فِي ذَودٍ مِنَ النّعَمِ",
"فَباعَها مِن أَبي جَهلٍ فَماطَلَهُ",
"بِحَقِّهِ وَتَمادى غَيرَ مُحتَشِمِ",
"فَجاءَ مُنتَصِراً يَشكُو ظُلامَتَهُ",
"ِلى النَّبِيِّ ونِعمَ العَونُ في الِزَمِ",
"فَقامَ مُبتَدِراً يَسعى لِنُصرَتِهِ",
"وَنُصرَةُ الحَقِّ شَأنُ المَرءِ ذِي الهِمَمِ",
"فَدَقَّ بابَ أَبي جَهلٍ فَجاءَ لَهُ",
"طَوعاً يَجُرُّ عِنانَ الخائِفِ الزَّرِمِ",
"فَحِينَ لاقى رَسُولَ اللَّهِ لاحَ لَهُ",
"فَحلٌ يَحُدُّ ِلَيهِ النابَ مِن أَطَمِ",
"فَهالَهُ ما رَأى فَاِرتَدَّ مُنزَعِجاً",
"وَعادَ بِالنَّقدِ بَعدَ المَطلِ عَن رَغَمِ",
"مَن أَنكَرَ الضَّيمَ لَم يَأنَس بِصُحبَتِهِ",
"وَمَن أَحاطَت بِهِ الأَهوالُ لَم يُقِمِ",
"وَمُذ رَأى المُشرِكون الدّين قَد وضَحَت",
"سَماؤُهُ وَاِنجَلَت عَن صِمَّةِ الصِّمَمِ",
"تَأَلَّبُوا رَغبَةً في الشَّرِّ وَائتَمَرُوا",
"عَلى الصَّحيفَةِ مِن غَيظٍ وَمِن وَغَمِ",
"صَحِيفَةٌ وَسَمَت بِالغَدرِ أَوجُهَهُم",
"وَالغَدرُ يَعلَقُ بِالأَعراضِ كَالدَّسَمِ",
"فَكَشَّفَ اللَّهُ مِنها غُمَّةً نَزَلَت",
"بِالمُؤمِنينَ وَرَبِّي كاشِفُ الغُمَمِ",
"مَن أَضمَرَ السُّوءَ جازاهُ الِلَهُ بِهِ",
"وَمَن رَعى البَغيَ لَم يَسلَم مِنَ النِقَمِ",
"كَفى الطُّفَيلَ بنَ عَمرٍو لُمعَةٌ ظَهَرَت",
"فِي سَوطِهِ فَأَنارَت سُدفَةَ القَتَمِ",
"أَتِلكَ أَم حِينَ نادى سَرحَةً فَأَتَت",
"ِلَيهِ مَنشُورَةَ الأَغصانِ كَالجُمَمِ",
"حَنَت عَلَيهِ حُنُوَّ الأُمِّ مِن شَفَقٍ",
"وَرَفرَفَت فَوقَ ذاكَ الحُسنِ مِن رَخَمِ",
"جاءَتهُ طَوعاً وَعادَت حينَ قالَ لَها",
"عُودِي وَلو خُلِّيت لِلشَّوقِ لَم تَرِمِ",
"وَحَبَّذا لَيلَةُ الِسراءِ حِينَ سَرى",
"لَيلاً ِلى المَسجِدِ الأَقصى بِلا أَتَمِ",
"رَأَى بِهِ مِن كِرامِ الرُّسلِ طائِفَةً",
"فَأَمَّهُم ثُمَّ صَلَّى خاشِعاً بِهِمِ",
"بَل حَبَّذا نَهضَةُ المِعراجِ حينَ سَما",
"بِهِ ِلى مَشهَدٍ في العزِّ لَم يُرَمِ",
"سَما ِلى الفَلَك الأَعلى فَنالَ بِهِ",
"قَدراً يَجِلُّ عَن التَّشبيهِ في العِظَمِ",
"وَسارَ في سُبُحاتِ النُّورِ مُرتَقِياً",
"ِلى مَدارِجَ أَعيَت كُلَّ مُعتَزِمِ",
"وَفازَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ مِن كَلِمٍ",
"لَيسَت ِذا قُرِنَت بِالوَصفِ كَالكَلِمِ",
"سِرٌّ تَحارُ بِهِ الأَلبابُ قاصِرَةً",
"وَنِعمَةٌ لَم تَكُن في الدَّهرِ كَالنِّعَمِ",
"هَيهاتَ يَبلُغُ فَهمٌ كُنهَ ما بَلَغَت",
"قُرباهُ مِنهُ وَقَد ناجاهُ مِن أَمَمِ",
"فَيا لَها وصلَةً نالَ الحَبيبُ بِها",
"ما لَم يَنَلهُ مِنَ التَّكريمِ ذُو نَسَمِ",
"فاقَت جَميعَ اللَّيالي فَهيَ زاهِرَةٌ",
"بِحُسنِها كَزُهُورِ النّارِ في العَلَمِ",
"هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ عَلى",
"عِبادِهِ وَهَداهُم واضِحَ اللَّقَمِ",
"فَسارَعُوا نَحوَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَصَبُوا",
"ِلى العِبادَةِ لا يَألُونَ مِن سَأَمِ",
"وَلَم يَزَل سَيِّدُ الكَونَينِ مُنتَصِباً",
"لِدَعوَةِ الدِّين لَم يَفتر وَلَم يَجِمِ",
"يَستَقبِلُ النّاسَ في بَدوٍ وَفي حَضَرٍ",
"وَيَنشُرُ الدِّينَ في سَهلٍ وَفي عَلَمِ",
"حَتّى اِستَجابَت لَهُ الأَنصارُ وَاِعتَصَمُوا",
"بِحَبلِهِ عَن تَراضٍ خَيرَ مُعتَصمِ",
"فَاِستَكمَلَت بِهِمُ الدُنيا نَضارَتَها",
"وَأَصبَحَ الدينُ في جَمعٍ بِهِم تَمَمِ",
"قَومٌ أَقَرُّوا عِمادَ الحَقِّ وَاِصطَلَمُوا",
"بِيَأسِهِم كُلَّ جَبّارٍ وَمُصطَلِمِ",
"فَكَم بِهِم أَشرَقَت أَستارُ داجِيَةٍ",
"وَكَم بِهِم خَمَدَت أَنفاسُ مُختَصِمِ",
"فَحينَ وافى قُرَيشاً ذِكرُ بَيعَتِهِم",
"ثارُوا ِلى الشَّرِّ فِعلَ الجاهِلِ العَرِمِ",
"وَبادَهُوا أَهلَ دِينِ اللَهِ وَاِهتَضَمُوا",
"حُقُوقَهُم بِالتَّمادِي شَرَّ مُهتَضَمِ",
"فَكَم تَرى مِن أَسيرٍ لا حِراكَ بِهِ",
"وَشارِدٍ سارَ مِن فَجٍّ ِلى أَكَمِ",
"فَهاجَرَ الصَّحبُ ِذ قالَ الرَّسُولُ لَهُم",
"سيرُوا ِلى طَيبَةَ المَرعِيَّةِ الحُرَمِ",
"وَظَلَّ في مَكَّةَ المُختارُ مُنتَظِراً",
"ِذناً مِنَ اللَهِ في سَيرٍ وَمُعتَزَمِ",
"فَأَوجَسَت خيفَةً مِنهُ قُرَيشُ وَلَم",
"تَقبَل نَصيحاً وَلَم تَرجع ِلى فَهَمِ",
"فَاِستَجمَعَت عُصَباً في دارِ نَدوَتِها",
"تَبغي بِهِ الشَّرَّ مِن حِقدٍ وَمِن أَضَمِ",
"وَلَو دَرَت أَنَّها فِيما تُحاوِلُهُ",
"مَخذولَةٌ لَم تَسُم في مَرتَعٍ وَخِمِ",
"أَولى لَها ثُمَ أَولى أَن يَحيقَ بِها",
"ما أَضمَرَتهُ مِنَ البَأساءِ وَالشَّجَمِ",
"ِنّي لَأَعجَبُ مِن قَومٍ أُولي فِطَنٍ",
"باعُوا النُّهى بِالعَمى وَالسَّمعَ بِالصَّمَمِ",
"يَعصُونَ خالِقَهُم جَهلاً بِقُدرَتِهِ",
"وَيَعكُفُونَ عَلى الطاغُوتِ وَالصَّنَمِ",
"فَأَجمَعُوا أَمرَهُم أَن يَبغتُوهُ ِذا",
"جَنَّ الظَّلامُ وَخَفَّت وَطأَةُ القَدَمِ",
"وَأَقبَلُوا مَوهِناً في عُصبَةٍ غُدُرٍ",
"مِنَ القَبائِلِ باعُوا النَّفسَ بِالزَّعَمِ",
"فَجاءَ جِبريلُ لِلهادِي فَأَنبأَهُ",
"بِما أَسَرُّوهُ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ",
"فَمُذ رَهُم قِياماً حَولَ مَأمَنِهِ",
"يَبغُونَ ساحَتَهُ بِالشَّرِّ وَالفَقَمِ",
"نادى عَلِيّاً فَأَوصاهُ وَقالَ لَهُ",
"لا تَخشَ وَالبَس رِدائي مِناً وَنَمِ",
"وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُوُ وَهوَ مُنصَرِفٌ",
"يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفسِ مِن وَصَمِ",
"فَلَم يَرَوهُ وَزاغَت عَنهُ أَعيُنُهُم",
"وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَمِ",
"وَجاءَهُ الوَحيُ ِيذاناً بِهِجرَتِهِ",
"فَيَمَّمَ الغارَ بِالصِّدِّيقِ في الغَسَمِ",
"فَما اِستَقَرَّ بِهِ حَتّى تَبَوَّأَهُ",
"مِنَ الحَمائِمِ زَوجٌ بارِعُ الرَّنَمِ",
"بَنى بِهِ عُشَّهُ وَاِحتَلَّهُ سَكناً",
"يَأوي ِلَيهِ غَداةَ الرّيحِ وَالرّهَمِ",
"ِلفانِ ما جَمَعَ المِقدارُ بَينَهُما",
"ِلّا لِسِرٍّ بِصَدرِ الغارِ مُكتَتَمِ",
"كِلاهُما دَيدَبانٌ فَوقَ مَربأَةٍ",
"يَرعَى المَسالِكَ مِن بُعدٍ وَلَم يَنَمِ",
"ِن حَنَّ هَذا غَراماً أَو دَعا طَرَباً",
"بِاسمِ الهَديلِ أَجابَت تِلكَ بِالنَّغَمِ",
"يَخالُها مَن يَراها وَهيَ جاثِمَةٌ",
"في وَكرِها كُرَةً مَلساءَ مِن أَدَمِ",
"ِن رَفرَفَت سَكَنَت ظِلّاً وَِن هَبَطَت",
"رَوَت غَليلَ الصَّدى مِن حائِرٍ شَبِمِ",
"مَرقُومَةُ الجِيدِ مِن مِسكٍ وَغالِيَةٍ",
"مَخضُوبَةُ الساقِ وَالكَفَّينِ بِالعَنَمِ",
"كَأَنَّما شَرَعَت في قانِيءٍ سربٍ",
"مِن أَدمُعِي فَغَدَت مُحمَرَّةَ القَدَمِ",
"وَسَجفَ العَنكَبُوتُ الغارَ مُحتَفِياً",
"بِخَيمَةٍ حاكَها مِن أَبدَعِ الخِيَمِ",
"قَد شَدَّ أَطنابَها فَاِستَحكَمَت وَرَسَت",
"بِالأَرضِ لَكِنَّها قامَت بِلا دِعَمِ",
"كَأَنَّها سابِريٌّ حاكَهُ لَبِقٌ",
"بِأَرضِ سابُورَ في بحبُوحَةِ العَجَمِ",
"وَارَت فَمَ الغارِ عَن عَينٍ تُلِمُّ بِهِ",
"فَصارَ يَحكي خَفاءً وَجهَ مُلتَثِمِ",
"فَيا لَهُ مِن سِتارٍ دُونَهُ قَمَرٌ",
"يَجلُو البَصائِرَ مِن ظُلمٍ وَمِن ظُلَمِ",
"فَظَلَّ فيهِ رَسولُ اللَّهِ مُعتَكِفاً",
"كَالدُرِّ في البَحر أَو كَالشَمسِ في الغُسَمِ",
"حَتّى ِذا سَكَنَ الِرجاف وَاِحتَرقَت",
"أَكبادُ قَومٍ بِنارِ اليَأسِ وَالوَغَمِ",
"أَوحى الرَّسولُ بِِعدادِ الرَّحيلِ ِلى",
"مَن عِندَهُ السِّرُّ مِن خِلٍّ وَمِن حَشَمِ",
"وَسارَ بَعدَ ثَلاثٍ مِن مَباءَتِهِ",
"يَؤُمُّ طَيبَةَ مَأوى كُلِّ مُعتَصِمِ",
"فَحِينَ وَافى قُدَيداً حَلَّ مَوكِبُهُ",
"بِأُمِّ مَعبَدَ ذاتِ الشَّاءِ وَالغَنَمِ",
"فَلَم تَجِد لِقِراهُ غَيرَ ضائِنَةٍ",
"قَدِ اقشَعَرَّت مَراعِيها فَلَم تَسُمِ",
"فَما أَمَرَّ عَلَيها داعِياً يَدَهُ",
"حَتّى اِستَهَلَّت بِذِي شَخبينِ كَالدِّيَمِ",
"ثُمَّ اِستَقَلَّ وَأَبقى في الزَّمانِ لَها",
"ذِكراً يَسيرُ عَلَى الفاق كَالنَّسَمِ",
"فَبَينَما هُوَ يَطوي البِيدَ أَدرَكَهُ",
"رَكضاً سُراقَةُ مِثلَ القَشعَمِ الضَّرِمِ",
"حَتّى ِذا ما دَنا ساخَ الجَوادُ بِهِ",
"في بُرقَةٍ فَهَوى لِلسَّاقِ وَالقَدَمِ",
"فَصاحَ مُبتَهِلاً يَرجُو الأَمانَ وَلَو",
"مَضى عَلى عَزمِهِ لانهارَ في رَجَمِ",
"وَكَيفَ يَبلُغُ أَمراً دُونَهُ وَزَرٌ",
"مِنَ العِنايةِ لَم يَبلُغهُ ذُو نَسَمِ",
"فَكَفَّ عَنهُ رَسولُ اللَّهِ وَهوَ بِهِ",
"أَدرى وَكَم نِقَمٍ تفتَرُّ عَن نِعَمِ",
"وَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى",
"أَعلامِ طَيبَةَ ذاتِ المَنظَرِ العَمَمِ",
"أَعظِم بِمَقدَمِهِ فَخراً وَمَنقبَةً",
"لِمَعشَرِ الأَوسِ وَالأَحياءِ مِن جُشَمِ",
"فَخرٌ يَدُومُ لَهُم فَضلٌ بِذِكرَتِهِ",
"ما سارَت العِيسُ بِالزُّوّارِ لِلحَرَمِ",
"يَومٌ بِهِ أَرَّخَ الِسلامُ غُرَّتَهُ",
"وَأَدرَكَ الدِّينُ فيهِ ذِروَةَ النُّجُمِ",
"ثُمَّ اِبتَنى سَيِّدُ الكَونَينِ مَسحِدَهُ",
"بُنيانَ عِزٍّ فَأَضحى قائِمَ الدّعَمِ",
"وَاِختَصَّ فيهِ بِلالاً بِالأَذانِ وَما",
"يُلفى نَظيرٌ لَهُ في نَبرَةِ النَّغَمِ",
"حَتّى ِذا تَمَّ أَمرُ اللَّهِ وَاِجتَمَعَت",
"لَهُ القبَائِلُ مِن بُعدٍ وَمِن زَمَمِ",
"قامَ النَّبِيُّ خَطيباً فيهِمُ فَأَرى",
"نَهجَ الهُدى وَنَهى عَن كُلِّ مُجتَرَمِ",
"وَعَمَّهم بِكِتابٍ حَضَّ فيهِ عَلى",
"مَحاسِنِ الفَضلِ وَالدابِ وَالشِّيمِ",
"فَأَصبَحُوا في ِخاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ",
"عَلى الزَّمانِ وَعِزٍّ غَيرِ مُنهَدِمِ",
"وَحِينَ خى رَسُولُ اللَّهِ بَينَهُمُ",
"خى عَلِيّاً وَنِعمَ العَونُ في القُحَمِ",
"هُوَ الَّذي هَزَمَ اللَّهُ الطُغاةَ بِهِ",
"في كُلِّ مُعتَرَكٍ بِالبِيضِ مُحتَدِمِ",
"فَاِستَحكَم الدِّينُ وَاِشتَدَّت دَعائِمُهُ",
"حَتّى غَدا واضِحَ العِرنينِ ذا شَمَمِ",
"وَأَصبَحَ الناسُ ِخواناً وَعَمَّهُمُ",
"فَضلٌ مِنَ اللَّهِ أَحياهُم مِنَ العَدَمِ",
"هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الجِهادَ عَلى",
"رَسُولِهِ لِيَبُثَّ الدِّينَ في الأُمَمِ",
"فَكانَ أَوَّلُ غَزوٍ سارَ فيهِ ِلى",
"وَدّانَ ثُمَّ أَتى مِن غَيرِ مُصطَدَمِ",
"ثُمَّ اِستَمَرَّت سَرايا الدِّينِ سابِحَةً",
"بِالخَيلِ جامِحَةً تَستَنُّ بِاللُّجُمِ",
"سَرِيَّةٌ كانَ يَرعاها عُبَيدَةُ في",
"صَوبٍ وَحَمزَةُ في أُخرى ِلى التَّهَمِ",
"وَغَزوَةٌ سارَ فيها المُصطَفى قُدُماً",
"ِلى بُواطٍ بِجَمعٍ ساطِعِ القَتَمِ",
"وَمِثلَها يَمَّمَت ذاتَ العُشيرَةِ في",
"جَيشٍ لُهامٍ كَمَوجِ البَحرِ مُلتَطِمِ",
"وَسارَ سَعدٌ ِلى الخَرّارِ يَقدُمُهُ",
"سَعدٌ وَلَم يَلقَ في مَسراهُ مِن بَشَمِ",
"وَيَمَّمَت سَفَوان الخَيلُ سابِحَةً",
"بِكُلِّ مُعتَزِمٍ لِلقَرنِ مُلتَزِمِ",
"وَتابَعَ السَّيرَ عَبدُ اللَّهِ مُتَّجِهاً",
"تِلقاءَ نَخلَةَ مَصحُوباً بِكُلِّ كَمِي",
"وَحُوّلَت قِبلَةُ الِسلامِ وَقتَئِذٍ",
"عَن وِجهَةِ القُدسِ نَحوَ البَيتِ ذي العِظَمِ",
"وَيَمَّمَ المُصطَفى بَدراً فَلاحَ لَهُ",
"بَدرٌ مِنَ النَّصرِ جَلَّى ظُلمَةَ الوَخَمِ",
"يَومٌ تَبَسَّمَ فيهِ الدِّينُ وَاِنهَمَلَت",
"عَلَى الضَّلالِ عُيونُ الشِّركِ بِالسَّجَمِ",
"أَبلَى عَلِيٌّ بِهِ خَيرَ البَلاءِ بِما",
"حَباهُ ذُو العَرشِ مِن بَأسٍ وَمِن هِمَمِ",
"وَجالَ حَمزَةُ بِالصَّمصامِ يَكسؤُهُم",
"كَسأً يُفَرِّقُ مِنهُم كُلَّ مُزدَحَمِ",
"وَغادَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ جَمعَهُمُ",
"وَلَيسَ فيهِ كَمِيٌّ غَيرُ مَنهَزِمِ",
"تَقَسَّمَتهُم يَدُ الهَيجاءِ عادِلَةً",
"فَالهامُ لِلبِيض وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ",
"كَأَنَّما البِيضُ بِالأَيدي صَوالِجَةٌ",
"يَلعَبنَ في ساحَةِ الهَيجاءِ بِالقِمَمِ",
"لَم يَبقَ مِنهُم كَمِيٌّ غَيرُ مُنجَدِلٍ",
"عَلى الرّغامِ وَعُضوٌ غَيرُ مُنحَطِمِ",
"فَما مَضَت ساعَةٌ وَالحَربُ مُسعَرَةٌ",
"حَتّى غَدا جَمعُهُم نَهباً لِمُقتَسِمِ",
"قَد أَمطَرَتهُم سَماءُ الحَربِ صائِبَةً",
"بِالمَشرَفِيَّةِ وَالمُرّانِ كَالرُّجُمِ",
"فَأَينَ ما كانَ مِن زَهوٍ وَمِن صَلَفٍ",
"وَأَينَ ما كانَ مِن فَخرٍ وَمِن شَمَمِ",
"جاؤُا وِللشَّرِّ وَسمٌ في مَعاطِسِهِم",
"فَأُرغِمُوا وَالرَّدى في هَذِهِ السِّيَمِ",
"مَن عارَضَ الحَقَّ لَم تَسلَم مَقاتِلُهُ",
"وَمَن تَعَرَّضَ لِلأَخطارِ لَم يَنَمِ",
"فَما اِنقَضى يَومُ بَدرٍ بِالَّتي عَظُمَت",
"حَتّى مَضى غازِياً بِالخَيلِ في الشُّكُمِ",
"فَيَمَّمَ الكُدرَ بِالأَبطالِ مُنتَحِياً",
"بَني سُلَيمٍ فَوَلَّت عَنهُ بِالرَّغَمِ",
"وَسارَ في غَزوَةٍ تُدعى السَّويقَ بِما",
"أَلقاهُ أَعداؤُهُ مِن عُظمِ زادِهِمِ",
"ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيل ذَا أَمرٍ",
"فَفَرَّ ساكِنُهُ رُعباً ِلى الرَّقَمِ",
"وَأَمَّ فرعاً فَلَم يَثقَف بِهِ أَحَداً",
"وَمَن يُقيمُ أَمامَ العارِضِ الهَزِمِ",
"وَلَفَّ بِالجَيشِ حَيَّي قَينُقاعَ بِما",
"جَنَوا فَتَعساً لَهُم مِن مَعشَرٍ قَزَمِ",
"وَسارَ زَيدٌ بِجَمعٍ نَحوَ قَردَةَ مِن",
"مِياهِ نَجدٍ فَلَم يَثقَف سِوى النَّعَمِ",
"ثُمَّ اِستَدارَت رَحا الهَيجاءِ في أُحُدٍ",
"بِكُلِّ مُفتَرِسٍ لِلقِرنِ مُلتَهِمِ",
"يَومٌ تَبَيَّنَ فيهِ الجِدُّ وَاِتَّضَحَت",
"جَلِيَّةُ الأَمرِ بَعدَ الجَهدِ وَالسَّأَمِ",
"قَد كانَ خُبراً وَتَمحيصاً وَمَغفِرَةً",
"لِلمُؤمِنينَ وَهَل بُرءٌ بِلا سَقَمِ",
"مَضى عَلِيٌّ بِهِ قُدماً فَزَلزَلَهُم",
"بِحَملَةٍ أَورَدَتهُم مَورِدَ الشَّجَمِ",
"وَأَظهَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ بَأسَهم",
"وَالبَأسُ في الفِعلِ غَيرُ البَأسِ فِي الكَلِمِ",
"خاضُوا المَنايا فَنالُوا عِيشَةً رَغَداً",
"وَلَذَّةُ النَّفسِ لا تَأتِي بِلا أَلَمِ",
"مَن يَلزَمِ الصَّبرَ يَستَحسِن عَواقِبَهُ",
"وَالماءُ يَحسُنُ وَقعاً عِندَ كُلِّ ظَمِ",
"لَو لَم يَكُن فِي اِحتِمالِ الصَّبرِ مَنقَبةٌ",
"لَم يَظهَرِ الفَرقُ بَينَ اللُّؤمِ وَالكَرَمِ",
"فَكانَ يَوماً عَتِيدَ البَأسِ نالَ بِهِ",
"كِلا الفَريقَينِ جَهداً وَارِيَ الحَدَمِ",
"أَودى بِهِ حَمزَةُ الصِّندِيدُ فِي نَفَرٍ",
"نالوا الشَّهادَةَ تَحتَ العارِضِ الرَّزِمِ",
"أَحسِن بِها مَيتَةً أَحيَوا بِها شَرَفاً",
"وَالمَوتُ في الحَربِ فَخرُ السّادَةِ القُدُمِ",
"لا عارَ بِالقَومِ مِن مَوتٍ وَمِن سَلَبٍ",
"وَهَل رَأَيتَ حُساماً غَيرَ مُنثَلِمِ",
"فَكانَ يَوم جَزاءٍ بَعدَ مُختَبَرٍ",
"لِمَن وَفا وَجَفا بِالعِزِّ وَالرَّغَمِ",
"قامَ النَّبِيُّ بِهِ في مَأزِقٍ حَرِج",
"تَرعى المَناصِلُ فيهِ مَنبِتَ الجُمَمِ",
"فَلَم يَزَل صابِراً في الحَربِ يَفثَؤُها",
"بِالبِيضِ حَتّى اِكتَسَت ثَوباً مِنَ العَنَمِ",
"وَرَدَّ عَينَ اِبنِ نُعمان قَتادَةَ ِذ",
"سالَت فَعادَت كَما كانَت بِلا لَتمِ",
"وَقَد أَتى بَعدَ ذا يَومُ الرَّجِيعِ بِما",
"فِيهِ مِنَ الغَدرِ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ",
"وَثارَ نَقعُ المَنايا في مَعُونَةَ مِن",
"بَني سُلَيمٍ بِأَهلِ الفَضلِ وَالحِكَمِ",
"ثُمَّ اِشرَأَبَّت لِخَفرِ العَهدِ مِن سَفَهٍ",
"بَنُو النَّضيرِ فَأَجلاهُم عَنِ الأُطُمِ",
"وَسارَ مُنتَحِياً ذاتَ الرِّقاعِ فَلَم",
"تَلقَ الكَتائِبُ فيها كَيدَ مُصطَدَمِ",
"وَحَلَّ مِن بَعدِها بَدراً لِوَعدِ أَبِي",
"سُفيانَ لَكِنَّهُ وَلّى وَلَم يَحُمِ",
"وَأَمَّ دَومَةَ في جَمعٍ وَعادَ ِلى",
"مَكانِهِ وَسَماءُ النَّقعِ لَم تَغِمِ",
"ثُمَّ اِستَثارَت قُرَيشٌ وَهيَ ظالِمَةٌ",
"أَحلافَها وَأَتَت في جَحفَلٍ لَهِمِ",
"تَستَمرِئُ البَغيَ مِن جَهلٍ وَما عَلِمَت",
"أَنَّ الجَهالَة مَدعاةٌ ِلى الثَّلَمِ",
"وَقامَ فيهم أَبُو سُفيانَ مِن حَنَقٍ",
"يَدعُو ِلى الشَّرِّ مثلَ الفَحلِ ذِي القَطَمِ",
"فَخَندَقَ المُؤمِنُونَ الدّارَ وَاِنتَصَبُوا",
"لِحَربِهِم كَضَواري الأُسدِ في الأَجَمِ",
"فَما اِستَطاعَت قُرَيشٌ نَيلَ ما طَلَبَت",
"وَهَل تَنالُ الثُّرَيّا كَفُّ مُستَلِمِ",
"رامَت بِجَهلَتِها أَمراً وَلَو عَلِمَت",
"ماذَا أُعِدَّ لَها في الغَيبِ لَم تَرُمِ",
"فَخَيَّبَ اللَّهُ مَسعاها وَغادَرَها",
"نَهبَ الرَّدى وَالصَّدى وَالرِّيحِ وَالطَّسَمِ",
"فَقوَّضَت عُمُدَ التَّرحالِ وَاِنصَرَفَت",
"لَيلاً ِلى حَيثُ لَم تَسرَح وَلَم تَسُمِ",
"وَكَيفَ تَحمَدُ عُقبى ماجَنَت يَدُها",
"بَغياً وَقَد سَرَحَت في مَرتَعٍ وَخِمِ",
"قَد أَقبَلَت وَهيَ في فَخرٍ وَفي جَذَلٍ",
"وَأَدبَرَت وَهيَ في خِزيٍ وَفي سَدَمِ",
"مَن يَركَبِ الغَيَّ لا يَحمَد عَواقِبَهُ",
"وَمَن يُطِع قَلبُهُ أَمرَ الهَوى يَهِمِ",
"ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيلِ ساهِمَةً",
"بَني قُرَيظَةَ في رَجراجَةٍ حُطَمِ",
"خانُوا الرَّسُولَ فَجازاهُم بِما كَسَبُوا",
"وَفِي الخِيانَةِ مَدعاةٌ ِلى النِّقَمِ",
"وَسارَ يَنحُو بَني لِحيانَ فَاِعتَصَمُوا",
"خَوفَ الرَّدى بِالعَوالي كُلَّ مُعتَصَمِ",
"وَأَمَّ ذا قَرَدٍ في جَحفَلٍ لَجِبٍ",
"يَستَنُّ في لاحِبٍ بادٍ وَفي نَسَمِ",
"وَزارَ بِالجَيشِ غَزواً أَرضَ مُصطَلِقٍ",
"فَما اتَّقُوهُ بِغَيرِ البِيضِ في الخَدَمِ",
"وَفي الحُدَيبِيَةِ الصُّلحُ اِستَتَبَّ ِلى",
"عَشرٍ وَلَم يَجرِ فيها مِن دَمٍ هَدَمِ",
"وَجاءَ خَيبَرَ في جَأواءَ كَالِحَةٍ",
"بِالخَيلِ كَالسَّيلِ وَالأَسيافِ كَالضَّرَمِ",
"حَتّى ِذا اِمتَنَعَت شُمُّ الحُصونِ عَلى",
"مَن رامَها بَعدَ ِيغالٍ وَمُقتَحَمِ",
"قالَ النَّبِيُّ سَأُعطِي رايَتِي رَجُلاً",
"يُحِبُّنِي وَيُحِبُّ اللَّهَ ذا الكَرَمِ",
"ذا مرَّةٍ يَفتَحُ اللَّهُ الحُصونَ عَلَى",
"يَدَيهِ لَيسَ بِفَرّارٍ وَلا بَرِمِ",
"فَما بَدا الفَجرُ ِلّا وَالزَّعيمُ عَلى",
"جَيشِ القِتالِ عَلِيٌّ رافِعُ العَلَمِ",
"وَكانَ ذا رَمَدٍ فَاِرتَدَّ ذا بَصَرٍ",
"بِنَفثَةٍ أَبرَأَت عَينَيهِ مِن وَرَمِ",
"فَسارَ مُعتَزِماً حَتّى أَنافَ عَلى",
"حُصُونِ خَيبَرَ بِالمَسلُولَةِ الخُذُمِ",
"يَمضِي بِمُنصُلِهِ قُدماً فَيَلحَمُهُ",
"مَجرى الوَريدِ مِنَ الأَعناقِ وَاللِّمَمِ",
"حَتّى ِذا طاحَ مِنهُ التُّرسُ تاحَ لَهُ",
"بابٌ فَكانَ لَهُ تُرساً ِلى العَتَمِ",
"بابٌ أَبَت قَلبَهُ جَهداً ثَمانِيَةٌ",
"مِنَ الصَّحابَةِ أَهلِ الجِدِّ وَالعَزَمِ",
"فَلَم يَزَل صائِلاً في الحَربِ مُقتَحِماً",
"غَيابَةَ النَّقعِ مِثلَ الحَيدَرِ القَرِمِ",
"حَتّى تَبَلَّجَ فَجرُ النَّصرِ وَاِنتَشَرَت",
"بِهِ البَشائِرُ بَينَ السَّهلِ وَالعَلَمِ",
"أَبشِر بِهِ يَومَ فَتحٍ قَد أَضاءَ بِهِ",
"وَجهُ الزَّمانِ فَأَبدى بِشرَ مُبتَسِمِ",
"أَتى بِهِ جَعفَرُ الطَّيّارُ فَاِبتَهَجَت",
"بِعَودِهِ أَنفُسُ الأَصحابِ وَالعُزَمِ",
"فَكانَ يَوماً حَوى عِيدَينِ في نَسَقٍ",
"فَتحاً وَعَود كَرِيمٍ طاهِرِ الشِّيَمِ",
"وَعادَ بِالنَّصرِ مَولى الدِّينِ مُنصَرِفاً",
"يَؤُمُّ طَيبَةَ فِي عِزٍّ وَفِي نِعَمِ",
"ثُمَّ اِستَقامَ لِبَيتِ اللَّهِ مُعتَمِراً",
"لِنَيلِ ما فاتَهُ بِالهَديِ لِلحَرَمِ",
"وَسارَ زَيدٌ أَميراً نَحوَ مُؤتَةَ في",
"بَعثٍ فَلاقى بِها الأَعداءَ مِن كَثَمِ",
"فَعَبَّأَ المُسلِمُونَ الجُندَ وَاِقتَتَلُوا",
"قِتالَ مُنتَصِرٍ لِلحَقِّ مُنتَقِمِ",
"فَطاحَ زَيدٌ وَأَودى جَعفَرٌ وَقَضى",
"تَحتَ العَجاجَةِ عَبدُ اللَّهِ في قُدُمِ",
"لا عارَ بِالمَوتِ فَالشَّهمُ الجَرِيءُ يَرى",
"أَنَّ الرَّدى في المَعالي خَيرُ مُغتَنَمِ",
"وَحِينَ خاسَت قُرَيشٌ بِالعُهُودِ وَلَم",
"تُنصِف وَسارَت مِن الأَهواءِ في نَقَمِ",
"وَظاهَرَت مِن بَني بَكرٍ حَليفَتَها",
"عَلى خُزاعَةَ أَهلِ الصِّدقِ فِي الذِّمَمِ",
"قامَ النَّبِيُّ لِنَصرِ الحَقِّ مُعتَزِماً",
"بِجَحفَلٍ لِجُمُوعِ الشِّركِ مُختَرِمِ",
"تَبدُو بِهِ البِيضُ وَالقَسطالُ مُنتَشِرٌ",
"كَالشُّهبِ في اللَّيلِ أَو كَالنّارِ فِي الفَحَمِ",
"لَمعُ السُّيُوفِ وَتَصهالُ الخُيولِ بِهِ",
"كَالبَرقِ وَالرَّعدِ في مُغدَودِقٍ هَزِمِ",
"عَرمرَمٌ يَنسِفُ الأَرضَ الفَضاءَ ِذا",
"سَرى بِها وَيَدُكُّ الهَضبَ مِن خِيَمِ",
"فِيهِ الكُماةُ الَّتي ذَلَّت لِعِزَّتِها",
"مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل قَبلُ بِالخُطُمِ",
"مِن كُلِّ مُعتَزِمٍ بِالصَّبرِ مُحتَزِمٍ",
"لِلقِرنِ مُلتَزِمٍ في البَأسِ مُهتَزِمِ",
"طالَت بِهِم هِمَمٌ نالُوا السِّماكَ بِها",
"عَن قُدرَةٍ وَعُلُوُّ النَّفسِ بِالهِمَمِ",
"بِيضٌ أَساوِرَةٌ غُلبٌ قَساوِرَةٌ",
"شُكسٌ لَدى الحَربِ مِطعامونَ في الأُزُمِ",
"طابَت نُفُوسُهُمُ بِالمَوتِ ِذ عَلِمُوا",
"أَنَّ الحَياةَ الَّتي يَبغُونَ في العَدَمِ",
"ساسُوا الجِيادَ فَظَلَّت في أَعِنَّتِها",
"طَوعَ البَنانَةِ في كَرٍّ وَمُقتَحَمِ",
"تَكادُ تَفقَهُ لَحنَ القَولِ مِن أَدَبٍ",
"وَتَسبِقُ الوَحيَ وَالِيماءَ مِن فَهَمِ",
"كَأَنَّ أَذنابَها في الكَرِّ أَلوِيَةٌ",
"عَلَى سَفِينٍ لِأَمرِ الرِّيحِ مُرتَسِمِ",
"مِن كُلِّ مُنجَرِدٍ يَهوي بِصاحِبِهِ",
"بَينَ العَجاجِ هوِيَّ الأَجدَلِ اللَّحِمِ",
"وَالبِيضُ تَرجُفُ في الأَغمادِ مِن ظَمَأٍ",
"وَالسُّمرُ تَرعدُ في الأَيمانِ مِن قَرَمِ",
"مِن كُلِّ مُطَّرِدٍ لَولا عَلائِقُهُ",
"لَسابَقَ المَوتَ نَحوَ القِرنِ مِن ضَرَمِ",
"كَأَنَّهُ أَرقَمٌ في رَأسِهِ حُمَةٌ",
"يَستَلُّ كَيدَ الأَعادي بِابنَةِ الرَّقَمِ",
"فَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى",
"أَرباضِ مَكّةَ بِالفُرسانِ وَالبُهَمِ",
"وَلَفَّهم بِخَمِيسٍ لَو يَشُدُّ عَلى",
"أَركانِ رَضوى لَأَضحى مائِلَ الدِّعَمِ",
"فَأَقبَلوا يَسأَلُونَ الصَّفحَ حِينَ رَأَوا",
"أَنَّ اللَّجاجَةَ مَدعاةٌ ِلى النَّدَمِ",
"رِيعُوا فَذَلُّوا وَلَو طاشُوا لَوَقَّرَهُم",
"ضَربٌ يُفَرِّقُ مِنهُم مَجمَعَ اللِّمَمِ",
"ذاقُوا الرَّدى جُرَعاً فَاِستَسلَمُوا جَزَعاً",
"لِلصُّلحِ وَالحَربُ مَرقاةٌ ِلى السَّلَمِ",
"وَأَقبَلَ النَّصرُ يَتلُو وَهوَ مُبتَسِمٌ",
"المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ",
"يا حائِرَ اللُّبِّ هَذا الحَقُّ فَامضِ لَهُ",
"تَسلَم وَهَذا سَبِيلُ الرُّشدِ فَاِستَقِمِ",
"لا يَصرَعَنَّكَ وَهمٌ بِتَّ تَرقُبُهُ",
"ِنَّ التَّوَهُّمَ حَتفُ العاجِزِ الوَخِمِ",
"هَذا النَّبيُّ وَذاكَ الجَيشُ مُنتَشِرٌ",
"مِلءَ الفَضا فَاِستَبق لِلخَيرِ تَغتَنِمِ",
"فَالزَم حِماهُ تَجِد ما شِئتَ مِن أَرَبٍ",
"وَشِم نَداهُ ِذا ما البَرقُ لَم يُشَمِ",
"وَاحلُل رِحالَكَ وَانزِل نَحوَ سُدَّتِهِ",
"فَِنَّها عصمَةٌ مِن أَوثَقِ العِصمِ",
"أَحيا بِهِ اللَّهُ أَمواتَ القُلوبِ كَما",
"أَحيا النَّباتَ بِفَيضِ الوابِلِ الرَّذِمِ",
"حَتّى ِذا تَمَّ أَمرُ الصُلحِ وَاِنتَظَمَت",
"بِهِ عُقودُ الأَماني أَيَّ مُنتَظَمِ",
"قامَ النَّبِيُّ بِشُكرِ اللَّهِ مُنتَصِباً",
"وَالشُّكرُ فِي كُلِّ حالٍ كافِلُ النِّعَمِ",
"وَطافَ بِالبَيتِ سبعاً فَوقَ راحِلَةٍ",
"قَوداءَ ناجِيَةٍ أَمضى مِنَ النَّسَمِ",
"فَما أَشارَ ِلى بُدٍّ بِمِحجَنِهِ",
"ِلّا هوَى لِيَدٍ مَغلُولَةٍ وَفَمِ",
"وَفِي حُنَينٍ ِذ اِرتَدَّت هَوازِنُ عَن",
"قَصدِ السَّبيلِ وَلَم تَرجِع ِلى الحَكَمِ",
"سَرى ِلَيها بِبَحرٍ مِن مُلَملَمَةٍ",
"طامي السّراة بِمَوجِ البِيضِ مُلتَطِمِ",
"حَتّى اِستَذَلَّت وَعادَت بَعدَ نَخوَتِها",
"تُلقي ِلى كُلِّ مَن تَلقاهُ بِالسَّلَمِ",
"وَيَمَّمَ الطّائِفَ الغَنّاءَ ثُمَّ مَضى",
"عَنها لى أَجَلٍ في الغَيبِ مُكتَتَمِ",
"وَحِينَ أَوفى عَلى وادِي تَبُوكَ سَعى",
"ِلَيهِ ساكِنُها طَوعاً بِلا رَغَمِ",
"فَصالَحُوهُ وَأَدَّوا جِزيَةً وَرَضُوا",
"بِحُكمِهِ وَتَبيعُ الرُشد لَم يَهِمِ",
"أَلفى بِها عَينَ ماءٍ لا تَبِضُّ فَمُذ",
"دَعا لَها اِنفَجَرَت عَن سائِغٍ سَنِمِ",
"وَراوَدَ الغَيثَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ",
"بَعدَ الجُمودِ بِمُنهَلٍّ وَمُنسَجِمِ",
"وَأَمَّ طَيبَةَ مَسروراً بِعَودَتِهِ",
"يَطوي المَنازِلَ بِالوَخّادَةِ الرُّسُمِ",
"ثُمَّ اِستَهَلَّت وُفُودُ الناسِ قاطِبَةً",
"ِلى حِماهُ فَلاقَت وافِرَ الكَرَمِ",
"فَكانَ عامَ وُفودٍ كُلَّما اِنصَرَفَت",
"عِصابَةٌ أَقبَلَت أُخرى عَلى قَدَمِ",
"وَأَرسَلَ الرُّسلَ تَترى لِلمُلوكِ بِما",
"فِيهِ بَلاغٌ لِأَهلِ الذِّكرِ وَالفَهَمِ",
"وَأَمَّ غالِبُ أَكنافَ الكَديدِ ِلى",
"بَني المُلَوَّحِ فَاِستَولى عَلى النَّعَمِ",
"وَحِينَ خانَت جُذامٌ فَلَّ شَوكَتَها",
"زَيدٌ بِجَمعٍ لِرَهطِ الشِّركِ مُقتَثِمِ",
"وَسارَ مُنتَحِياً وادي القُرى فَمَحا",
"بَني فَزارَةَ أَصلَ اللُّؤمِ وَالقَزَمِ",
"وَأَمَّ خَيبَرَ عَبدُ اللَّهِ في نَفَرٍ",
"ِلى اليَسِير فَأَرداهُ بِلا أَتَمِ",
"وَيَمَّمَ اِبنُ أُنَيسٍ عُرضَ نَخلَةَ ِذ",
"طَغا اِبنُ ثَورٍ فَاصماهُ وَلَم يَخِمِ",
"ثُمَّ اِستَقَلَّ اِبنُ حِصنٍ فَاِحتَوَت يَدُهُ",
"عَلى بَني العَنبَرِ الطُّرّارِ وَالشُّجُمِ",
"وَسارَ عَمرو ِلى ذاتِ السَّلاسِلِ في",
"جَمعٍ لُهامٍ لِجَيشِ الشِّركِ مُصطَلِمِ",
"وَغَزوَتانِ لِعَبدِ اللَّهِ واجِدَةٌ",
"ِلى رِفاعَةَ وَالأُخرى ِلى ِضَمِ",
"وَسارَ جَمعُ اِبنِ عَوفٍ نَحوَ دَومَةَ كَي",
"يَفُلَّ سَورَةَ أَهلِ الزُّورِ وَالتُّهَمِ",
"وَأَمَّ بِالخَيلِ سيفَ البَحرِ مُعتَزِماً",
"أَبُو عُبَيدَةَ في صُيّابَةٍ حُشُمِ",
"وَسارَ عَمرو ِلى أُمِّ القُرى لِأَبي",
"سُفيانَ لَكِن عَدَتهُ مُهلَةُ القِسَمِ",
"وَأَمَّ مَديَنَ زَيدٌ فَاِستَوَت يَدُهُ",
"عَلى العَدُوِّ وَساقَ السَّبيَ كَالغَنَمِ",
"وَقامَ سالِمُ بِالعَضبِ الجُرازِ ِلى",
"أَبي عُفَيكٍ فَأَرداهُ وَلَم يَجِمِ",
"وَاِنقَضَّ لَيلاً عُمَيرٌ بِالحُسامِ عَلى",
"عَصماءَ حَتّى سَقاها عَلقَمَ العَدَمِ",
"وَسارَ بَعثٌ فَلَم يُخطِئ ثُمامَةَ ِذ",
"رَهُ فَاحتازَهُ غُنماً وَلَم يُلَمِ",
"ذاكَ الهُمامُ الَّذي لَبّى بِمَكَّة ِذ",
"أَتى بِها مُعلِناً في الأَشهُرِ الحُرُمِ",
"وَبَعثُ عَلقَمَةَ اِستَقرى العَدُوَّ ضُحىً",
"فَلَم يَجِد في خِلالِ الحَيِّ مِن أَرمِ",
"وَرَدَّ كُرزٌ ِلى العَذراءِ مَن غَدَرُوا",
"يَسارَ حَتّى لَقَوا بَرحاً مِنَ الشَّجَمِ",
"وَسارَ بَعثُ اِبنِ زَيدٍ لِلشَّمِ فَلَم",
"يَلبَث أَنِ انقَضَّ كَالبازي عَلى اليَمَمِ",
"فَهَذِهِ الغَزَواتُ الغُرُّ شامِلَةً",
"جَمعَ البُعُوثِ كَدُرٍّ لاحَ في نُظُمِ",
"نَظَمتُها راجِياً نَيلَ الشَّفاعَةِ مِن",
"خَيرِ البَرايا وَمَولى العُربِ وَالعَجَمِ",
"هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَولاهُ ما قُبِلَت",
"رَجاةُ دمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ",
"حَسبِي بِطَلعَتِهِ الغَرّاءِ مَفخَرَةً",
"لَمّا اِلتَقَيتُ بِهِ في عالَمِ الحُلُمِ",
"هُوَ الَّذي يَنعَشُ المَكرُوبَ ِذ عَلِقَت",
"بِهِ الرَّزايا وَيُغني كُلَّ ذي عَدَمِ",
"هَيهاتَ يَخذُلُ مَولاهُ وَشاعِرَهُ",
"في الحَشرِ وَهوَ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ",
"فَمَدحُهُ رَأسُ مالي يَومَ مُفتَقَرِي",
"وَحُبُّهُ عِزُّ نَفسي عِندَ مُهتَضَمِي",
"وَهَبتُ نَفسِي لَهُ حُبّا وَتَكرِمَة",
"فَهَل تَراني بَلَغتُ السُّؤلَ مِن سَلَمي",
"ِنِّي وَِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي",
"ضَيمٌ أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى أَدَمي",
"لثابِتُ العَهدِ لَم يَحلُل قُوى أَمَلِي",
"يَأسٌ وَلَم تَخطُ بِي في سَلوَةٍ قَدَمي",
"لَم يَترُكِ الدَّهرُ لي ما أَستَعِينُ بِهِ",
"عَلى التَّجَمُّلِ ِلّا ساعِدي وَفَمِي",
"وَقَد حَباني عَصاهُ فَاِعتَصَمتُ بِها",
"في كُلِّ هَولٍ فَلم أَفزَع وَلَم أَهِمِ",
"فَهيَ الَّتي كانَ يَحبُو مِثلَها كَرَماً",
"لِمَن يَوَدُّ وَحَسبِي نسبَةً بِهِمِ",
"لَم أَخشَ مِن بَعدِها ما كُنتُ أَحذَرُهُ",
"وَكَيفَ وَهيَ الَّتي تُنجي مِنَ الغُمَمِ",
"كَفى بِها نِعمَةً تَعلُو بِقيمَتِها",
"نَفسِي وَِن كُنتُ مَسلوباً مِنَ القِيَمِ",
"وَما أُبَرِّئُ نَفسي وَهيَ مِرَةٌ",
"بِالسُوءِ ما لَم تَعُقها خيفَةُ النَّدَمِ",
"فَيا نَدامَةَ نَفسي في المَعادِ ِذا",
"تَعَوَّذَ المَرءُ خَوفَ النُطقِ بِالبَكمِ",
"لَكِنَّني وَاثِقٌ بِالعَفو مِن مَلِكٍ",
"يَعفُو بِرَحمَتِهِ عَن كُلِّ مُجتَرِمِ",
"وَسَوفَ أَبلُغُ مالي وَِن عَظُمَت",
"جَرائِمي يَومَ أَلقى صاحِبَ العَلَمِ",
"هَذا يُحَبِّرُ مَدحي في الرَّسولِ وَذا",
"يَتلُو عَلى الناسِ ما أُوحيهِ مِن كَلِمِي",
"يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً ِن أَثِمتُ فَلي",
"بِحُبِّكُم صِلَةٌ تُغنِي عَنِ الرَّحِمِ",
"كَفى بِسَلمانَ لِي فَخراً ِذا انتَسَبَت",
"نَفسي لَكُم مِثلَهُ في زُمرَةِ الحَشَمِ",
"وَحسنُ ظَنِّي بِكُم ِن مُتُّ يَكلَؤُني",
"مِن هَولِ ما أَتَّقي فِي ظُلمَةِ الرَّجَمِ",
"تَاللَّهِ ما عاقَني عَن حَيِّكُم شَجَنٌ",
"لَكِنَّنِي مُوثَقٌ في رِبقَةِ السَّلَمِ",
"فَهَل ِلى زَورَةٍ يَحيا الفُؤادُ بِها",
"ذَرِيعَةٌ أَبتَغيها قَبلَ مُختَرَمِي",
"شَكَوتُ بَثِّي ِلى رَبِّي لِيُنصِفَني",
"مِن كُلِّ باغٍ عَتِيدِ الجَورِ أَوهكمِ",
"وَكَيفَ أَرهَبُ حَيفا وَهوَ مُنتَقِمٌ",
"يَهابُهُ كُلُّ جَبّارٍ وَمُنتَقِمِ",
"لا غَروَ ِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنهُ فَقَد",
"أَنزَلتُ مُعظَمَ مالي بِذي كَرَمِ",
"يا مالِكَ المُلكِ هَب لِي مِنكَ مَغفِرَةً",
"تَمحُو ذُنُوبي غَداةَ الخَوفِ وَالنَّدَمِ",
"وَاِمنُن عَلَيَّ بِلُطفٍ مِنكَ يَعصِمُني",
"زَيغَ النُّهى يَومَ أَخذِ المَوتِ بِالكَظَمِ",
"لَم أَدعُ غَيرَكَ فِيما نابَني فَقِني",
"شَرَّ العَواقِبِ وَاِحفَظنِي مِنَ التُّهَمِ",
"حاشا لِراجيكَ أَن يَخشى العِثارَ وَما",
"بَعدَ الرَّجاءِ سِوى التَّوفيقِ لِلسَّلَمِ",
"وَكَيفَ أَخشى ضَلالاً بَعدَما سَلَكَت",
"نَفسِي بِنُورِ الهُدى في مَسلَكٍ قِيَمِ",
"وَلِي بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ مَنزِلَةٌ",
"أَرجُو بِها الصَّفحَ يَومَ الدِّينِ عَن جُرُمِي",
"لا أَدَّعي عِصمَةً لَكِن يَدِي عَلِقَت",
"بِسَيِّدٍ مَن يَرِد مَرعاتَهُ يَسُمِ",
"خَدَمتُهُ بِمَديحي فَاِعتَلَوتُ عَلى",
"هامِ السِّماكِ وَصارَ السَّعدُ مِن خَدَمِي",
"وَكَيفَ أَرهَبُ ضَيماً بَعدَ خِدمَتِهِ",
"وَخادِمُ السَّادَةِ الأَجوادِ لَم يُضَمِ",
"أَم كَيفَ يَخذُلُنِي مِن بَعدِ تَسمِيَتِي",
"بِاسمٍ لَهُ في سَماءِ العَرشِ مُحتَرَمِ",
"أَبكانِيَ الدَّهرُ حَتّى ِذ لَجِئتُ بِهِ",
"حَنا عَلَيَّ وَأَبدى ثَغرَ مُبتَسِمِ",
"فَهوَ الَّذي يَمنَحُ العافِينَ ما سَأَلُوا",
"فَضلاً وَيَشفَعُ يَومَ الدِّينِ في الأُمَمِ",
"نُورٌ لِمُقتَبِسٍ ذُخرٌ لِمُلتَمِسٍ",
"حِرزٌ لِمُبتَئِسٍ كَهفٌ لِمُعتَصِمِ",
"بَثَّ الرَّدى وَالنَّدى شَطرَينِ فَاِنبَعَثا",
"فِيمَن غَوى وَهَدى بِالبُؤسِ وَالنِّعَمِ",
"فَالكُفرُ مِن بَأسِهِ المَشهورِ في حَرَبٍ",
"وَالدِّينُ مِن عَدلِهِ المَأثُورِ في حَرَمِ",
"هَذا ثَنائِي وَِن قَصَّرتُ فيهِ فَلي",
"عُذرٌ وَأَينَ السُّها مِن كَفِّ مُستَلِمِ",
"هَيهاتَ أَبلُغُ بِالأَشعارِ مدَحتَهُ",
"وَِن سَلَكتُ سَبيلَ القالَةِ القُدُمِ",
"ماذا عَسى أَن يَقُولَ المادِحُونَ وَقَد",
"أَثنى عَلَيهِ بِفَضلٍ مُنزلُ الكَلِمِ",
"فَهاكَها يا رَسُولَ اللَّهِ زاهِرَةً",
"تُهدِي ِلى النَّفسِ رَيّا السِ وَالبَرَمِ",
"وَسمتُها بِاسمِكَ العَالي فَأَلبَسنَها",
"ثَوباً مِنَ الفَخرِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ",
"غَرِيبَةٌ في ِسارِ البَينِ لَو أَنِسَت",
"بِنَظرَةٍ مِنكَ لاستغنَت عَنِ النَّسَمِ",
"لَم أَلتَزِم نَظمَ حَبّاتِ البَديعِ بِها",
"ِذ كانَ صَوغُ المَعانِي الغُرِّ مُلتَزمِي",
"وَِنَّما هِيَ أَبياتٌ رَجَوتُ بِها",
"نَيلَ المُنى يَومَ تَحيا بَذَّةُ الرِّمَمِ",
"نَثَرتُ فِيها فَرِيدَ المَدحِ فَاِنتَظَمَت",
"أَحسِن بِمُنتَثِرٍ مِنها وَمُنتَظِمِ",
"صَدَّرتُها بِنَسِيبٍ شَفَّ باطِنُهُ",
"عَن عِفَّةٍ لَم يَشِنها قَولُ مُتَّهِمِ",
"لَم أَتَّخِذهُ جُزافاً بَل سَلَكتُ بِهِ",
"فِي القَولِ مَسلَكَ أَقوامٍ ذَوي قَدَمِ",
"تابَعتُ كَعباً وَحَسّاناً وَلِي بِهِما",
"في القَولِ أُسوَةُ بَرٍّ غَيرِ مُتَّهَمِ",
"وَالشِّعرُ مَعرَضُ أَلبابٍ يُروجُ بِهِ",
"ما نَمَّقَتهُ يَدُ الدابِ وَالحِكَمِ",
"فَلا يَلُمنِي عَلى التَّشبِيبِ ذُو عَنَتٍ",
"فَبُلبُلُ الرَّوضِ مَطبُوعٌ عَلَى النَّغَمِ",
"وَلَيسَ لِي رَوضَةٌ أَلهُو بِزَهرَتِها",
"في مَعرَضِ القَولِ ِلّا رَوضَةُ الحَرَمِ",
"فَهيَ الَّتِي تَيَّمَت قَلبي وَهِمتُ بِها",
"وَجداً وَِن كُنتُ عَفَّ النَّفسِ لَم أَهِمِ",
"مَعاهِدٌ نَقَشَت في وَجنَتيَّ لَها",
"أَيدِي الهَوى أَسطُراً مِن عَبرَتِي بِدَمِ",
"يا حادِيَ العِيسِ ِن بَلَّغتَني أَمَلي",
"مِن قَصدِهِ فَاِقتَرِح ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ",
"سِر بِالمَطايا وَلا تَرفَق فَلَيسَ فَتىً",
"أَولى بِهَذا السُّرى مِن سائِقٍ حُطَمِ",
"وَلا تَخَف ضَلَّةً وَاِنظُر فَسَوفَ تَرى",
"نُوراً يُريكَ مَدَبَّ الذَّرِ فِي الأَكَمِ",
"وَكَيفَ يَخشى ضَلالاً مَن يَؤُمُّ حِمى",
"مُحَمَّدٍ وَهوَ مِشكاةٌ عَلَى عَلَمِ",
"هَذِي مُنايَ وَحَسبي أَن أَفوزَ بِها",
"بِنِعمَةِ اللَّهِ قَبلَ الشَّيبِ وَالهَرَمِ",
"وَمَن يَكُن راجِياً مَولاهُ نالَ بِهِ",
"ما لَم يَنَلهُ بِفَضلِ الجِدِّ وَالهِمَمِ",
"فاسجُد لَهُ وَاِقترِب تَبلُغ بِطاعَتِهِ",
"ما شِئتَ في الدَّهرِ مِن جاهٍ وَمِن عِظَمِ",
"هَوَ المَليكُ الَّذي ذَلَّت لِعِزَّتِهِ",
"أَهلُ المَصانِعِ مِن عادٍ وَمِن ِرَمِ",
"يُحيي البَرايا ِذا حانَ المَعادُ كَما",
"يُحيي النَّباتَ بِشُؤبوبٍ مِنَ الدِّيَمِ",
"يا غافِرَ الذَّنبِ وَالأَلبابُ حائِرَةٌ",
"في الحَشرِ وَالنارُ تَرمي الجَوَّ بِالضَّرَمِ",
"حاشا لِفَضلِكَ وَهوَ المُستَعاذُ بِهِ",
"أَن لا تَمُنَّ عَلى ذِي خَلَّةٍ عَدِمِ",
"ِنّي لَمُستَشفِعٌ بِالمُصطَفى وَكَفى",
"بِهِ شَفِيعاً لَدى الأَهوالِ وَالقُحَمِ",
"فَاقبَل رَجائِي فَمالي مَن أَلوذُ بِهِ",
"سِواكَ في كُلِّ ما أَخشاهُ مِن فَقَمِ",
"وَصَلِّ رَبِّ عَلى المُختارِ ما طَلَعَت",
"شَمسُ النَّهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الظُّلَمِ",
"وَاللِ وَالصَّحبِ وَالأَنصارِ مَن تَبِعُوا",
"هُداهُ وَاِعتَرَفوا بِالعَهدِ وَالذِّمَمِ",
"وَامنُن عَلى عَبدِكَ العانِي بِمَغفِرَةٍ",
"تَمحُو خَطاياهُ في بَدءٍ وَمُختَتَمِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=524043 | محمود سامي البارودي | نبذة
:
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.\nأول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).\nنسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.\nورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.\nالأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.\nولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.\nحيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.\nأما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.\nله (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9464 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمِ دارَةَ العَلَمِ <|vsep|> وَاحدُ الغَمامَ ِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحاءِ فَامرِ لَها <|vsep|> أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> مِنَ الغِزارِ الَّلواتي في حَوالِبِها <|vsep|> رِيُّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا اِستَهَلَّت بِأَرضٍ نَمنَمَت يَدُها <|vsep|> بُرداً مِنَ النَّورِ يَكسُو عارِيَ الأَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَرى النَّباتَ بِها خُضراً سَنابِلُهُ <|vsep|> يَختالُ في حُلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَدعُو ِلى الدَّارِ بِالسُّقيا وَبِي ظَمَأٌ <|vsep|> أَحَقُّ بِالريِّ لَكِنّي أَخُو كَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَنازِلٌ لِهَواها بَينَ جانِحَتي <|vsep|> وَدِيعَةٌ سِرُّها لَم يَتَّصِل بِفَمي </|bsep|> <|bsep|> ِذا تَنَسَّمتُ مِنها نَفحَةً لَعِبَت <|vsep|> بِيَ الصَبابَةُ لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَدِر عَلى السَّمعِ ذِكراها فَِنَّ لَها <|vsep|> في القَلبِ مَنزِلَةً مَرعِيَّةَ الذِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> عَهدٌ تَوَلّى وَأَبقى في الفُؤادِ لَهُ <|vsep|> شَوقاً يَفُلُّ شَباةَ الرَأيِ وَالهِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا تَذَكَّرتُهُ لاحَت مَخائِلُهُ <|vsep|> لِلعَينِ حَتّى كَأَنّي مِنهُ في حُلُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما عَلى الدَهرِ لَو رَقَّت شَمائِلُهُ <|vsep|> فَعادَ بِالوَصل أَو أَلقى يَدَ السَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَكاءَدَتني خُطُوبٌ لَو رَمَيتُ بِها <|vsep|> مَناكِبَ الأَرض لَم تَثبُت عَلى قَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> في بَلدَةٍ مِثلِ جَوفِ العَير لَستُ أَرى <|vsep|> فيها سِوى أُمَمٍ تَحنُو عَلى صَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> لا أَستَقِرُّ بِها ِلّا عَلى قَلَقٍ <|vsep|> وَلا أَلَذُّ بِها ِلّا عَلَى أَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا تَلَفَّتُّ حَولي لَم أَجد أَثَراً <|vsep|> ِلا خَيالي وَلَم أَسمَع سِوى كَلِمي </|bsep|> <|bsep|> فَمَن يَرُدُّ عَلى نَفسي لُبانَتَها <|vsep|> أَو مَن يُجيرُ فُؤادِي مِن يَدِ السَّقَم </|bsep|> <|bsep|> لَيتَ القَطا حِينَ سارَت غُدوَةً حَمَلَت <|vsep|> عَنّي رَسائِلَ أَشواقي ِلى ِضَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَرَّت عَلَينا خِماصاً وَهيَ قارِبَةٌ <|vsep|> مَرَّ العَواصِفِ لا تَلوي عَلى ِرَمِ </|bsep|> <|bsep|> لا تُدركُ العَينُ مِنها حينَ تَلمَحُها <|vsep|> ِلا مِثالاً كَلَمعِ البَرقِ في الظُّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّها أَحرُفٌ بَرقِيَّةٌ نَبَضَت <|vsep|> بِالسِّلكِ فَانتَشَرَت فِي السَّهل وَالعَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> لا شَيءَ يَسبِقُها ِلّا ِذا اِعتَقَلَت <|vsep|> بَنانَتي في مَديحِ المُصطَفى قَلَمِي </|bsep|> <|bsep|> مُحَمَّدٌ خاتَمُ الرُسلِ الَّذي خَضَعَت <|vsep|> لَهُ البَرِيَّةُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> سَميرُ وَحيٍ وَمَجنى حِكمَةٍ وَنَدى <|vsep|> سَماحَةٍ وَقِرى عافٍ وَرِيُّ ظَمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أَبلَغَ الوَحيُ عَنهُ قَبلَ بِعثَتِهِ <|vsep|> مَسامِعَ الرُسلِ قَولاً غَيرَ مُنكَتِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَذاكَ دَعوَةُ ِبراهيمَ خالِقَهُ <|vsep|> وَسِرُّ ما قالَهُ عِيسى مِنَ القِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَكرِم بِهِ وَبِباءٍ مُحَجَّلَةٍ <|vsep|> جاءَت بِهِ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد كانَ في مَلَكوتِ اللَهِ مُدَّخراً <|vsep|> لِدَعوَةٍ كانَ فيها صاحِبَ العَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> نُورٌ تَنَقَّلَ في الأَكوانِ ساطِعُهُ <|vsep|> تَنَقُّلَ البَدرِ مِن صُلبٍ ِلى رَحِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى اِستَقَرَّ بِعَبدِ اللَهِ فَاِنبَلَجَت <|vsep|> أَنوارُ غُرَّتِهِ كَالبَدرِ في البُهُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِختارَ مِنَةَ العَذراءَ صاحِبَةً <|vsep|> لِفَضلِها بَينَ أَهلِ الحِلِّ وَالحَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> كِلاهُما فِي العُلا كُفءٌ لِصاحِبِهِ <|vsep|> وَالكُفءُ في المَجدِ لا يُستامُ بِالقِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَصبَحَت عِندَهُ في بَيتِ مَكرُمَةٍ <|vsep|> شِيدَت دَعائِمُهُ في مَنصِبٍ سِنمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينما حَمَلَت بِالمُصطَفى وَضَعَت <|vsep|> يَدُ المَشيئَةِ عَنها كُلفَةَ الوَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاحَ مِن جِسمِها نُورٌ أَضاءَ لَها <|vsep|> قُصُورَ بُصرى بِأَرضِ الشَّأمِ مِن أمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُذ أَنى الوَضعُ وَهوَ الرَّفعُ مَنزِلَةً <|vsep|> جاءَت بِرُوحٍ بِنُورِ اللَهِ مُتَّسِمِ </|bsep|> <|bsep|> ضاءَت بِهِ غُرَّةُ الِثنَينِ وَاِبتَسَمَت <|vsep|> عَن حُسنِهِ في رَبيعٍ رَوضَةُ الحَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَرضَعَتهُ وَلَم تَيأَس حَليمَةُ مِن <|vsep|> قَولِ المَراضِعِ ِنَّ البُؤسَ في اليَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَفاضَ بِالدرِّ ثَدياها وَقَد غَنِيَت <|vsep|> لَيالياً وَهيَ لَم تطعَم وَلَم تَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِنهَلَّ بَعدَ اِنقِطاعٍ رِسلُ شارِفِها <|vsep|> حَتّى غَدَت مِن رَفِيهِ العَيشِ في طُعَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَمَّمَت أَهلَها مَملُؤَةً فَرَحاً <|vsep|> بِما أُتيحَ لَها مِن أَوفَرِ النِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَلَّصَ الجَدبُ عَنها فَهيَ طاعِمَةٌ <|vsep|> مِن خَيرِ ما رَفَدَتها ثَلَّةُ الغَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ تَمحَلُ أَرضٌ حَلَّ ساحَتَها <|vsep|> مُحَمَّدٌ وَهوَ غَيثُ الجُودِ وَالكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل عِندَها يَنمُو وَتَكلَؤُهُ <|vsep|> رِعايَةُ اللَهِ مِن سُوءٍ وَمِن وَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا تَمَّ مِيقاتُ الرَّضاعِ لَهُ <|vsep|> حَولَينِ أَصبَحَ ذا أَيدٍ عَلَى الفُطُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَجاءَ كَالغُصنِ مَجدُولاً تَرِفُّ عَلى <|vsep|> جَبِينِهِ لَمحاتُ المَجدِ وَالفَهَمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد تَمَّ عَقلاً وَما تَمَّت رَضاعَتُهُ <|vsep|> وَفاضَ حِلماً وَلَم يَبلُغ مَدى الحُلُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَبَينَما هُوَ يَرعى البَهمَ طافَ بِهِ <|vsep|> شَخصانِ مِن مَلَكوتِ اللَهِ ذي العِظَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَضجَعاهُ وَشَقّا صَدرَهُ بِيَدٍ <|vsep|> رَفِيقَةٍ لَم يَبِت مِنها عَلى أَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَعدَ ما قَضَيا مِن قَلبِهِ وَطَراً <|vsep|> تَوَلَّيا غَسلَهُ بِالسَّلسَلِ الشَّبِمِ </|bsep|> <|bsep|> ما عالَجا قَلبَهُ ِلّا لِيَخلُصَ مِن <|vsep|> شَوبِ الهَوى وَيَعِي قُدسِيَّةَ الحِكَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيا لَها نِعمَةً لِلّهِ خَصَّ بِها <|vsep|> حَبيبَهُ وَهوَ طِفلٌ غَيرُ مُحتَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ عَنهُ بُحَيرا حِينَ أَبصَرَهُ <|vsep|> بَأَرضِ بُصرى مَقالاً غَيرَ مُتَّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذ ظَلَّلَتهُ الغَمامُ الغُرُّ وَانهَصَرَت <|vsep|> عَطفاً عَلَيهِ فُروعُ الضَّالِ وَالسَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> بِأَنَّهُ خاتَمُ الرُّسلِ الكِرامِ وَمَن <|vsep|> بِهِ تَزُولُ صُرُوفُ البُؤسِ وَالنِّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا وَكَم يَةٍ سارَت لَهُ فَمَحَت <|vsep|> بِنُورِها ظُلمَةَ الأَهوالِ وَالقُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> ما مَرَّ يَومٌ لَهُ ِلّا وَقَلَّدَهُ <|vsep|> صَنائِعاً لَم تَزَل فِي الدَّهرِ كَالعَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى اِستَتَمَّ وَلا نُقصانَ يَلحَقُهُ <|vsep|> خَمساً وَعِشرِينَ سِنُّ البارِعِ الفَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَّبَتهُ قُرَيشٌ بِالأَمينِ عَلى <|vsep|> صِدقِ الأَمانَةِ وَالِيفاءِ بِالذِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَّت خَديجَةُ أَن يَرعى تِجارَتَها <|vsep|> وِدادَ مُنتَهِزٍ لِلخَيرِ مُغتَنِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَشَدَّ عَزمَتَها مِنهُ بِمُقتَدِرٍ <|vsep|> ماضِي الجِنانِ ِذا ما هَمَّ لَم يخمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ مُعتَزِماً لِلشَّأمِ يَصحَبُهُ <|vsep|> في السَّيرِ مَيسُرَةُ المَرضِيُّ فِي الحَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما أَناخَ بِها حَتّى قَضى وَطَراً <|vsep|> مِن كُلِّ ما رَامَهُ في البَيعِ وَالسَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ يَخسَرُ مَن لَولاهُ ما رَبِحَت <|vsep|> تِجارَةُ الدِّينِ في سَهلٍ وَفِي عَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَصَّ مَيسُرَةُ المَأمونُ قِصَّتَهُ <|vsep|> عَلَى خَديجَةَ سَرداً غَيرَ مُنعَجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما رَواهُ لَهُ كَهلٌ بِصَومَعَةٍ <|vsep|> مِنَ الرَّهابينِ عَن أَسلافِهِ القُدُمِ </|bsep|> <|bsep|> في دَوحَةٍ عاجَ خَيرُ المُرسَلينَ بِها <|vsep|> مِن قَبل بعثَتِهِ لِلعُربِ وَالعَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا نَبِيٌّ وَلَم يَنزِل بِساحَتِها <|vsep|> ِلّا نَبيٌّ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسِيرَةَ المَلَكَينِ الحائِمَينِ عَلى <|vsep|> جَبِينِهِ لِيُظِلّاهُ مِنَ التّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ ما قَصَّهُ أَصلاً لِما وَصَلَت <|vsep|> بِهِ ِلى الخَيرِ مِن قَصدٍ وَمُعتَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَحسِن بِها وصلَةً في اللَّهِ قَد أَخَذَت <|vsep|> بِها عَلى الدَّهرِ عَقداً غَيرَ مُنفَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَصبَحا في صَفاءٍ غَير مُنقَطِعٍ <|vsep|> عَلى الزَّمانِ وَوِدٍّ غَير مُنصَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَما أَجمَعَت أَمراً قُرَيشُ عَلى <|vsep|> بِنايَةِ البَيتِ ذي الحُجّابِ وَالخَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَجَمَّعَت فِرَقُ الأَحلافِ وَاِقتَسَمَت <|vsep|> بِناءَهُ عَن تَراضٍ خَيرَ مُقتَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا بَلَغَ البُنيانُ غايَتَهُ <|vsep|> مِن مَوضِعِ الرُّكنِ بَعدَ الكَدِّ وَالجشَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَسابَقوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِختَصَمُوا <|vsep|> فِيمَن يَشُدُّ بِناهُ كُلَّ مُختَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَقسَمَ القَومُ أَن لا صُلحَ يَعصِمُهُم <|vsep|> مِن اقتِحامِ المَنايا أَيّما قَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَدخَلوا حينَ جَدَّ الأَمرُ أَيدِيَهُم <|vsep|> لِلشَرِّ في جَفنَةٍ مَملُوءَةٍ بِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ ذُو رَأيِهِم لا تَعجَلُوا وَخُذُوا <|vsep|> بِالحَزم فَهوَ الَّذي يَشفِي مِنَ الحَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> لِيَرضَ كُلُّ امرِئٍ مِنّا بِأَوَّلِ مَن <|vsep|> يَأتي فَيَقسِطُ فِينا قِسطَ مُحتَكِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ أَوَّلَ تٍ بَعدَما اِتَّفَقُوا <|vsep|> مُحَمَّدٌ وَهوَ في الخَيراتِ ذُو قَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ كُلٌّ رَضينا بِالأَمينِ عَلَى <|vsep|> عِلمٍ فَأَكرِم بِهِ مِن عادِلٍ حَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَعلَمُوهُ بِما قَد كانَ وَاِحتَكَمُوا <|vsep|> ِلَيهِ في حَلِّ هَذا المُشكِلِ العَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَدَّ ثَوباً وَحَطَّ الرُّكنَ في وَسَطٍ <|vsep|> مِنهُ وَقالَ اِرفَعُوهُ جانِبَ الرَّضَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَنالَ كُلُّ امرِئٍ حَظّاً بِما حَمَلَت <|vsep|> يَداهُ مِنهُ وَلَم يَعتِب عَلى القِسَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا اِقتَرَبوا تِلقاءَ مَوضِعِهِ <|vsep|> مِن جانب البَيتِ ذي الأَركان وَالدّعمِ </|bsep|> <|bsep|> مَدَّ الرَّسُولُ يَداً مِنهُ مُبارَكَةً <|vsep|> بَنَتهُ في صَدَفٍ مِن باذِخٍ سَنِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَليَزدَدِ الرُّكنُ تِيهاً حَيثُ نالَ بِهِ <|vsep|> فَخراً أَقامَ لَهُ الدُّنيا عَلَى قَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم تَكُن يَدُهُ مَسَّتهُ حِينَ بَنَى <|vsep|> ما كانَ أَصبَحَ مَلثُوماً بِكُلِّ فَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا لَيتَنِي وَالأَمانِي رُبَّما صَدَقَت <|vsep|> أَحظى بِمُعتَنَقٍ مِنهُ وَمُلتَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا حَبَّذا صِبغَةٌ مِن حُسنِهِ أَخَذَت <|vsep|> مِنها الشَّبِيبَةُ لَونَ العُذرِ وَاللمَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَالخالِ في وَجنَةٍ زِيدَت مَحاسِنُها <|vsep|> بِنُقطَةٍ مِنهُ أَضعافاً مِنَ القِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ لا يَفخَرُ البَيتُ العَتيقُ بِهِ <|vsep|> وَقَد بَنَتهُ يَدٌ فَيّاضَةُ النِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَكرِم بِهِ وازِعاً لَولا هِدايَتُهُ <|vsep|> لَم يَظهَرِ العَدلُ في أَرضٍ وَلَم يَقُمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا الَّذي عَصَمَ اللَّهُ الأَنامَ بِهِ <|vsep|> مِن كُلِّ هَولٍ مِنَ الأَهوالِ مُختَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَ أَدرَكَ سِنَّ الأَربَعينَ وَما <|vsep|> مِن قَبلِهِ مَبلَغٌ لِلعِلمِ وَالحِكَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَباهُ ذُو العَرشِ بُرهاناً أَراهُ بِهِ <|vsep|> يات حِكمَتِهِ في عالَمِ الحُلُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ يَمضي لِيَرعى أُنسَ وَحشَتِهِ <|vsep|> في شاسِعٍ ما بِهِ لِلخَلقِ مِن أَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما يمُرُّ عَلى صَخرٍ وَلا شَجَرٍ <|vsep|> ِلّا وَحَيّاهُ بِالتَّسليمِ مِن أَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا حانَ أَمرُ الغَيبِ وَاِنحَسَرَت <|vsep|> أَستارُهُ عَن ضَميرِ اللَوحِ وَالقَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> نادى بِدَعوَتِهِ جَهراً فَأَسمَعَها <|vsep|> في كُلِّ ناحِيةٍ مَن كانَ ذا صَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ أَوَّلُ مَن في الدِّين تابَعَهُ <|vsep|> خَدِيجَةٌ وَعَلِيٌّ ثابِتُ القَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَجابَت رِجالٌ دُونَ أُسرَتِهِ <|vsep|> وَفي الأَباعِدِ ما يُغني عَنِ الرَّحِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَن أَرادَ بِهِ الرَّحمنُ مَكرُمَةً <|vsep|> هَداهُ لِلرُّشدِ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ مُعتَزِماً <|vsep|> يَدعُو لى رَبِّهِ في كُلِّ مُلتَأَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنّاسُ مِنهُم رَشيدٌ يَستَجِيبُ لَهُ <|vsep|> طَوعاً وَمِنهُم غَوِيٌّ غَيرُ مُحتَشِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى اِستَرابَت قُرَيشٌ وَاِستَبَدَّ بِها <|vsep|> جَهلٌ تَرَدَّت بِهِ في مارِجٍ ضَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَذَّبوا أَهلَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَهَكوا <|vsep|> مَحارِماً أَعقَبَتهُم لَهفَةَ النَّدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقامَ يَدعُو أَبو جَهلٍ عَشِيرَتَهُ <|vsep|> ِلى الضَّلالِ وَلَم يَجنَح ِلى سَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> يُبدِي خِدَاعاً ويُخفِي ما تَضَمَّنَهُ <|vsep|> ضَمِيرُهُ مِن غَراةِ الحِقد وَالسَّدَمِ </|bsep|> <|bsep|> لا يَسلَمُ القَلبُ مِن غِلٍّ أَلَمَّ بِهِ <|vsep|> يَنقى الأَدِيمُ وَيَبقى مَوضِعُ الحَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحِقدُ كَالنّارِ ِن أَخفَيتَهُ ظَهَرَت <|vsep|> مِنهُ عَلائِمُ فَوقَ الوَجهِ كَالحُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> لا يُبصِرُ الحَقَّ مَن جَهلٌ أَحاطَ بِهِ <|vsep|> وَكَيفَ يُبصِرُ نُورَ الحَقِّ وَهوَ عَمِ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ امرِئٍ وَاجِدٌ ما قَدَّمَت يَدُهُ <|vsep|> ِذا اِستَوى قائِماً مِن هُوَّةِ الأَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَيرُ وَالشَّرُّ في الدُّنيا مُكافَأَةٌ <|vsep|> وَالنَّفسُ مَسؤولَةٌ عَن كُلِّ مُجتَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلا يَنَم ظالِمٌ عَمّا جَنَت يَدُهُ <|vsep|> عَلى العِبادِ فَعَينُ اللَّهِ لَم تَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل أَهلُ دِين اللَّهِ في نَصَبٍ <|vsep|> مِمّا يُلاقُونَ مِن كَربٍ وَمِن زَأَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا لَم يَعُد في الأَمر مَنزَعَةٌ <|vsep|> وَأَصبَحَ الشَّرُّ جَهراً غَيرَ مُنكَتِمِ </|bsep|> <|bsep|> سارُوا ِلى الهِجرَةِ الأُولى وَما قَصَدوا <|vsep|> غَيرَ النَّجاشِيِّ مَلكاً صادِقَ الذِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَصبَحُوا عِندَهُ في ظِلِّ مَملَكَةٍ <|vsep|> حَصِينَةٍ وذِمامٍ غَيرِ مُنجَذِمِ </|bsep|> <|bsep|> هَدى بِها اللَّهُ دَوساً مِن ضَلالَتِها <|vsep|> فَتابَعَت أَمرَ داعِيها وَلَم تَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَفِي الِراشِيِّ لِلأَقوامِ مُعتَبَرٌ <|vsep|> ِذ جاءَ مَكَّةَ فِي ذَودٍ مِنَ النّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَباعَها مِن أَبي جَهلٍ فَماطَلَهُ <|vsep|> بِحَقِّهِ وَتَمادى غَيرَ مُحتَشِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَجاءَ مُنتَصِراً يَشكُو ظُلامَتَهُ <|vsep|> ِلى النَّبِيِّ ونِعمَ العَونُ في الِزَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقامَ مُبتَدِراً يَسعى لِنُصرَتِهِ <|vsep|> وَنُصرَةُ الحَقِّ شَأنُ المَرءِ ذِي الهِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَدَقَّ بابَ أَبي جَهلٍ فَجاءَ لَهُ <|vsep|> طَوعاً يَجُرُّ عِنانَ الخائِفِ الزَّرِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَحِينَ لاقى رَسُولَ اللَّهِ لاحَ لَهُ <|vsep|> فَحلٌ يَحُدُّ ِلَيهِ النابَ مِن أَطَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهالَهُ ما رَأى فَاِرتَدَّ مُنزَعِجاً <|vsep|> وَعادَ بِالنَّقدِ بَعدَ المَطلِ عَن رَغَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَن أَنكَرَ الضَّيمَ لَم يَأنَس بِصُحبَتِهِ <|vsep|> وَمَن أَحاطَت بِهِ الأَهوالُ لَم يُقِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُذ رَأى المُشرِكون الدّين قَد وضَحَت <|vsep|> سَماؤُهُ وَاِنجَلَت عَن صِمَّةِ الصِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَأَلَّبُوا رَغبَةً في الشَّرِّ وَائتَمَرُوا <|vsep|> عَلى الصَّحيفَةِ مِن غَيظٍ وَمِن وَغَمِ </|bsep|> <|bsep|> صَحِيفَةٌ وَسَمَت بِالغَدرِ أَوجُهَهُم <|vsep|> وَالغَدرُ يَعلَقُ بِالأَعراضِ كَالدَّسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَشَّفَ اللَّهُ مِنها غُمَّةً نَزَلَت <|vsep|> بِالمُؤمِنينَ وَرَبِّي كاشِفُ الغُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَن أَضمَرَ السُّوءَ جازاهُ الِلَهُ بِهِ <|vsep|> وَمَن رَعى البَغيَ لَم يَسلَم مِنَ النِقَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَفى الطُّفَيلَ بنَ عَمرٍو لُمعَةٌ ظَهَرَت <|vsep|> فِي سَوطِهِ فَأَنارَت سُدفَةَ القَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَتِلكَ أَم حِينَ نادى سَرحَةً فَأَتَت <|vsep|> ِلَيهِ مَنشُورَةَ الأَغصانِ كَالجُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَنَت عَلَيهِ حُنُوَّ الأُمِّ مِن شَفَقٍ <|vsep|> وَرَفرَفَت فَوقَ ذاكَ الحُسنِ مِن رَخَمِ </|bsep|> <|bsep|> جاءَتهُ طَوعاً وَعادَت حينَ قالَ لَها <|vsep|> عُودِي وَلو خُلِّيت لِلشَّوقِ لَم تَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَبَّذا لَيلَةُ الِسراءِ حِينَ سَرى <|vsep|> لَيلاً ِلى المَسجِدِ الأَقصى بِلا أَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> رَأَى بِهِ مِن كِرامِ الرُّسلِ طائِفَةً <|vsep|> فَأَمَّهُم ثُمَّ صَلَّى خاشِعاً بِهِمِ </|bsep|> <|bsep|> بَل حَبَّذا نَهضَةُ المِعراجِ حينَ سَما <|vsep|> بِهِ ِلى مَشهَدٍ في العزِّ لَم يُرَمِ </|bsep|> <|bsep|> سَما ِلى الفَلَك الأَعلى فَنالَ بِهِ <|vsep|> قَدراً يَجِلُّ عَن التَّشبيهِ في العِظَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ في سُبُحاتِ النُّورِ مُرتَقِياً <|vsep|> ِلى مَدارِجَ أَعيَت كُلَّ مُعتَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَفازَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ مِن كَلِمٍ <|vsep|> لَيسَت ِذا قُرِنَت بِالوَصفِ كَالكَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> سِرٌّ تَحارُ بِهِ الأَلبابُ قاصِرَةً <|vsep|> وَنِعمَةٌ لَم تَكُن في الدَّهرِ كَالنِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَيهاتَ يَبلُغُ فَهمٌ كُنهَ ما بَلَغَت <|vsep|> قُرباهُ مِنهُ وَقَد ناجاهُ مِن أَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيا لَها وصلَةً نالَ الحَبيبُ بِها <|vsep|> ما لَم يَنَلهُ مِنَ التَّكريمِ ذُو نَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فاقَت جَميعَ اللَّيالي فَهيَ زاهِرَةٌ <|vsep|> بِحُسنِها كَزُهُورِ النّارِ في العَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ عَلى <|vsep|> عِبادِهِ وَهَداهُم واضِحَ اللَّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَسارَعُوا نَحوَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَصَبُوا <|vsep|> ِلى العِبادَةِ لا يَألُونَ مِن سَأَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل سَيِّدُ الكَونَينِ مُنتَصِباً <|vsep|> لِدَعوَةِ الدِّين لَم يَفتر وَلَم يَجِمِ </|bsep|> <|bsep|> يَستَقبِلُ النّاسَ في بَدوٍ وَفي حَضَرٍ <|vsep|> وَيَنشُرُ الدِّينَ في سَهلٍ وَفي عَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى اِستَجابَت لَهُ الأَنصارُ وَاِعتَصَمُوا <|vsep|> بِحَبلِهِ عَن تَراضٍ خَيرَ مُعتَصمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِستَكمَلَت بِهِمُ الدُنيا نَضارَتَها <|vsep|> وَأَصبَحَ الدينُ في جَمعٍ بِهِم تَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> قَومٌ أَقَرُّوا عِمادَ الحَقِّ وَاِصطَلَمُوا <|vsep|> بِيَأسِهِم كُلَّ جَبّارٍ وَمُصطَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَم بِهِم أَشرَقَت أَستارُ داجِيَةٍ <|vsep|> وَكَم بِهِم خَمَدَت أَنفاسُ مُختَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَحينَ وافى قُرَيشاً ذِكرُ بَيعَتِهِم <|vsep|> ثارُوا ِلى الشَّرِّ فِعلَ الجاهِلِ العَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَبادَهُوا أَهلَ دِينِ اللَهِ وَاِهتَضَمُوا <|vsep|> حُقُوقَهُم بِالتَّمادِي شَرَّ مُهتَضَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَم تَرى مِن أَسيرٍ لا حِراكَ بِهِ <|vsep|> وَشارِدٍ سارَ مِن فَجٍّ ِلى أَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهاجَرَ الصَّحبُ ِذ قالَ الرَّسُولُ لَهُم <|vsep|> سيرُوا ِلى طَيبَةَ المَرعِيَّةِ الحُرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَظَلَّ في مَكَّةَ المُختارُ مُنتَظِراً <|vsep|> ِذناً مِنَ اللَهِ في سَيرٍ وَمُعتَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَوجَسَت خيفَةً مِنهُ قُرَيشُ وَلَم <|vsep|> تَقبَل نَصيحاً وَلَم تَرجع ِلى فَهَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِستَجمَعَت عُصَباً في دارِ نَدوَتِها <|vsep|> تَبغي بِهِ الشَّرَّ مِن حِقدٍ وَمِن أَضَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو دَرَت أَنَّها فِيما تُحاوِلُهُ <|vsep|> مَخذولَةٌ لَم تَسُم في مَرتَعٍ وَخِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَولى لَها ثُمَ أَولى أَن يَحيقَ بِها <|vsep|> ما أَضمَرَتهُ مِنَ البَأساءِ وَالشَّجَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي لَأَعجَبُ مِن قَومٍ أُولي فِطَنٍ <|vsep|> باعُوا النُّهى بِالعَمى وَالسَّمعَ بِالصَّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَعصُونَ خالِقَهُم جَهلاً بِقُدرَتِهِ <|vsep|> وَيَعكُفُونَ عَلى الطاغُوتِ وَالصَّنَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَجمَعُوا أَمرَهُم أَن يَبغتُوهُ ِذا <|vsep|> جَنَّ الظَّلامُ وَخَفَّت وَطأَةُ القَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَقبَلُوا مَوهِناً في عُصبَةٍ غُدُرٍ <|vsep|> مِنَ القَبائِلِ باعُوا النَّفسَ بِالزَّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَجاءَ جِبريلُ لِلهادِي فَأَنبأَهُ <|vsep|> بِما أَسَرُّوهُ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَمُذ رَهُم قِياماً حَولَ مَأمَنِهِ <|vsep|> يَبغُونَ ساحَتَهُ بِالشَّرِّ وَالفَقَمِ </|bsep|> <|bsep|> نادى عَلِيّاً فَأَوصاهُ وَقالَ لَهُ <|vsep|> لا تَخشَ وَالبَس رِدائي مِناً وَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُوُ وَهوَ مُنصَرِفٌ <|vsep|> يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفسِ مِن وَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَرَوهُ وَزاغَت عَنهُ أَعيُنُهُم <|vsep|> وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَجاءَهُ الوَحيُ ِيذاناً بِهِجرَتِهِ <|vsep|> فَيَمَّمَ الغارَ بِالصِّدِّيقِ في الغَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما اِستَقَرَّ بِهِ حَتّى تَبَوَّأَهُ <|vsep|> مِنَ الحَمائِمِ زَوجٌ بارِعُ الرَّنَمِ </|bsep|> <|bsep|> بَنى بِهِ عُشَّهُ وَاِحتَلَّهُ سَكناً <|vsep|> يَأوي ِلَيهِ غَداةَ الرّيحِ وَالرّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِلفانِ ما جَمَعَ المِقدارُ بَينَهُما <|vsep|> ِلّا لِسِرٍّ بِصَدرِ الغارِ مُكتَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> كِلاهُما دَيدَبانٌ فَوقَ مَربأَةٍ <|vsep|> يَرعَى المَسالِكَ مِن بُعدٍ وَلَم يَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِن حَنَّ هَذا غَراماً أَو دَعا طَرَباً <|vsep|> بِاسمِ الهَديلِ أَجابَت تِلكَ بِالنَّغَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَخالُها مَن يَراها وَهيَ جاثِمَةٌ <|vsep|> في وَكرِها كُرَةً مَلساءَ مِن أَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِن رَفرَفَت سَكَنَت ظِلّاً وَِن هَبَطَت <|vsep|> رَوَت غَليلَ الصَّدى مِن حائِرٍ شَبِمِ </|bsep|> <|bsep|> مَرقُومَةُ الجِيدِ مِن مِسكٍ وَغالِيَةٍ <|vsep|> مَخضُوبَةُ الساقِ وَالكَفَّينِ بِالعَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّما شَرَعَت في قانِيءٍ سربٍ <|vsep|> مِن أَدمُعِي فَغَدَت مُحمَرَّةَ القَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَجفَ العَنكَبُوتُ الغارَ مُحتَفِياً <|vsep|> بِخَيمَةٍ حاكَها مِن أَبدَعِ الخِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد شَدَّ أَطنابَها فَاِستَحكَمَت وَرَسَت <|vsep|> بِالأَرضِ لَكِنَّها قامَت بِلا دِعَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّها سابِريٌّ حاكَهُ لَبِقٌ <|vsep|> بِأَرضِ سابُورَ في بحبُوحَةِ العَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَارَت فَمَ الغارِ عَن عَينٍ تُلِمُّ بِهِ <|vsep|> فَصارَ يَحكي خَفاءً وَجهَ مُلتَثِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيا لَهُ مِن سِتارٍ دُونَهُ قَمَرٌ <|vsep|> يَجلُو البَصائِرَ مِن ظُلمٍ وَمِن ظُلَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَظَلَّ فيهِ رَسولُ اللَّهِ مُعتَكِفاً <|vsep|> كَالدُرِّ في البَحر أَو كَالشَمسِ في الغُسَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا سَكَنَ الِرجاف وَاِحتَرقَت <|vsep|> أَكبادُ قَومٍ بِنارِ اليَأسِ وَالوَغَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَوحى الرَّسولُ بِِعدادِ الرَّحيلِ ِلى <|vsep|> مَن عِندَهُ السِّرُّ مِن خِلٍّ وَمِن حَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ بَعدَ ثَلاثٍ مِن مَباءَتِهِ <|vsep|> يَؤُمُّ طَيبَةَ مَأوى كُلِّ مُعتَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَحِينَ وَافى قُدَيداً حَلَّ مَوكِبُهُ <|vsep|> بِأُمِّ مَعبَدَ ذاتِ الشَّاءِ وَالغَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم تَجِد لِقِراهُ غَيرَ ضائِنَةٍ <|vsep|> قَدِ اقشَعَرَّت مَراعِيها فَلَم تَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما أَمَرَّ عَلَيها داعِياً يَدَهُ <|vsep|> حَتّى اِستَهَلَّت بِذِي شَخبينِ كَالدِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَقَلَّ وَأَبقى في الزَّمانِ لَها <|vsep|> ذِكراً يَسيرُ عَلَى الفاق كَالنَّسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَبَينَما هُوَ يَطوي البِيدَ أَدرَكَهُ <|vsep|> رَكضاً سُراقَةُ مِثلَ القَشعَمِ الضَّرِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا ما دَنا ساخَ الجَوادُ بِهِ <|vsep|> في بُرقَةٍ فَهَوى لِلسَّاقِ وَالقَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَصاحَ مُبتَهِلاً يَرجُو الأَمانَ وَلَو <|vsep|> مَضى عَلى عَزمِهِ لانهارَ في رَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ يَبلُغُ أَمراً دُونَهُ وَزَرٌ <|vsep|> مِنَ العِنايةِ لَم يَبلُغهُ ذُو نَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَفَّ عَنهُ رَسولُ اللَّهِ وَهوَ بِهِ <|vsep|> أَدرى وَكَم نِقَمٍ تفتَرُّ عَن نِعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى <|vsep|> أَعلامِ طَيبَةَ ذاتِ المَنظَرِ العَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَعظِم بِمَقدَمِهِ فَخراً وَمَنقبَةً <|vsep|> لِمَعشَرِ الأَوسِ وَالأَحياءِ مِن جُشَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَخرٌ يَدُومُ لَهُم فَضلٌ بِذِكرَتِهِ <|vsep|> ما سارَت العِيسُ بِالزُّوّارِ لِلحَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَومٌ بِهِ أَرَّخَ الِسلامُ غُرَّتَهُ <|vsep|> وَأَدرَكَ الدِّينُ فيهِ ذِروَةَ النُّجُمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِبتَنى سَيِّدُ الكَونَينِ مَسحِدَهُ <|vsep|> بُنيانَ عِزٍّ فَأَضحى قائِمَ الدّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِختَصَّ فيهِ بِلالاً بِالأَذانِ وَما <|vsep|> يُلفى نَظيرٌ لَهُ في نَبرَةِ النَّغَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا تَمَّ أَمرُ اللَّهِ وَاِجتَمَعَت <|vsep|> لَهُ القبَائِلُ مِن بُعدٍ وَمِن زَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> قامَ النَّبِيُّ خَطيباً فيهِمُ فَأَرى <|vsep|> نَهجَ الهُدى وَنَهى عَن كُلِّ مُجتَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَمَّهم بِكِتابٍ حَضَّ فيهِ عَلى <|vsep|> مَحاسِنِ الفَضلِ وَالدابِ وَالشِّيمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَصبَحُوا في ِخاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ <|vsep|> عَلى الزَّمانِ وَعِزٍّ غَيرِ مُنهَدِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَ خى رَسُولُ اللَّهِ بَينَهُمُ <|vsep|> خى عَلِيّاً وَنِعمَ العَونُ في القُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ الَّذي هَزَمَ اللَّهُ الطُغاةَ بِهِ <|vsep|> في كُلِّ مُعتَرَكٍ بِالبِيضِ مُحتَدِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِستَحكَم الدِّينُ وَاِشتَدَّت دَعائِمُهُ <|vsep|> حَتّى غَدا واضِحَ العِرنينِ ذا شَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَصبَحَ الناسُ ِخواناً وَعَمَّهُمُ <|vsep|> فَضلٌ مِنَ اللَّهِ أَحياهُم مِنَ العَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الجِهادَ عَلى <|vsep|> رَسُولِهِ لِيَبُثَّ الدِّينَ في الأُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ أَوَّلُ غَزوٍ سارَ فيهِ ِلى <|vsep|> وَدّانَ ثُمَّ أَتى مِن غَيرِ مُصطَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَمَرَّت سَرايا الدِّينِ سابِحَةً <|vsep|> بِالخَيلِ جامِحَةً تَستَنُّ بِاللُّجُمِ </|bsep|> <|bsep|> سَرِيَّةٌ كانَ يَرعاها عُبَيدَةُ في <|vsep|> صَوبٍ وَحَمزَةُ في أُخرى ِلى التَّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَزوَةٌ سارَ فيها المُصطَفى قُدُماً <|vsep|> ِلى بُواطٍ بِجَمعٍ ساطِعِ القَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِثلَها يَمَّمَت ذاتَ العُشيرَةِ في <|vsep|> جَيشٍ لُهامٍ كَمَوجِ البَحرِ مُلتَطِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ سَعدٌ ِلى الخَرّارِ يَقدُمُهُ <|vsep|> سَعدٌ وَلَم يَلقَ في مَسراهُ مِن بَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَمَّمَت سَفَوان الخَيلُ سابِحَةً <|vsep|> بِكُلِّ مُعتَزِمٍ لِلقَرنِ مُلتَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَتابَعَ السَّيرَ عَبدُ اللَّهِ مُتَّجِهاً <|vsep|> تِلقاءَ نَخلَةَ مَصحُوباً بِكُلِّ كَمِي </|bsep|> <|bsep|> وَحُوّلَت قِبلَةُ الِسلامِ وَقتَئِذٍ <|vsep|> عَن وِجهَةِ القُدسِ نَحوَ البَيتِ ذي العِظَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَمَّمَ المُصطَفى بَدراً فَلاحَ لَهُ <|vsep|> بَدرٌ مِنَ النَّصرِ جَلَّى ظُلمَةَ الوَخَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَومٌ تَبَسَّمَ فيهِ الدِّينُ وَاِنهَمَلَت <|vsep|> عَلَى الضَّلالِ عُيونُ الشِّركِ بِالسَّجَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبلَى عَلِيٌّ بِهِ خَيرَ البَلاءِ بِما <|vsep|> حَباهُ ذُو العَرشِ مِن بَأسٍ وَمِن هِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَجالَ حَمزَةُ بِالصَّمصامِ يَكسؤُهُم <|vsep|> كَسأً يُفَرِّقُ مِنهُم كُلَّ مُزدَحَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَغادَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ جَمعَهُمُ <|vsep|> وَلَيسَ فيهِ كَمِيٌّ غَيرُ مَنهَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَقَسَّمَتهُم يَدُ الهَيجاءِ عادِلَةً <|vsep|> فَالهامُ لِلبِيض وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّما البِيضُ بِالأَيدي صَوالِجَةٌ <|vsep|> يَلعَبنَ في ساحَةِ الهَيجاءِ بِالقِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَبقَ مِنهُم كَمِيٌّ غَيرُ مُنجَدِلٍ <|vsep|> عَلى الرّغامِ وَعُضوٌ غَيرُ مُنحَطِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما مَضَت ساعَةٌ وَالحَربُ مُسعَرَةٌ <|vsep|> حَتّى غَدا جَمعُهُم نَهباً لِمُقتَسِمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أَمطَرَتهُم سَماءُ الحَربِ صائِبَةً <|vsep|> بِالمَشرَفِيَّةِ وَالمُرّانِ كَالرُّجُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَينَ ما كانَ مِن زَهوٍ وَمِن صَلَفٍ <|vsep|> وَأَينَ ما كانَ مِن فَخرٍ وَمِن شَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> جاؤُا وِللشَّرِّ وَسمٌ في مَعاطِسِهِم <|vsep|> فَأُرغِمُوا وَالرَّدى في هَذِهِ السِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَن عارَضَ الحَقَّ لَم تَسلَم مَقاتِلُهُ <|vsep|> وَمَن تَعَرَّضَ لِلأَخطارِ لَم يَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما اِنقَضى يَومُ بَدرٍ بِالَّتي عَظُمَت <|vsep|> حَتّى مَضى غازِياً بِالخَيلِ في الشُّكُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَمَّمَ الكُدرَ بِالأَبطالِ مُنتَحِياً <|vsep|> بَني سُلَيمٍ فَوَلَّت عَنهُ بِالرَّغَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ في غَزوَةٍ تُدعى السَّويقَ بِما <|vsep|> أَلقاهُ أَعداؤُهُ مِن عُظمِ زادِهِمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيل ذَا أَمرٍ <|vsep|> فَفَرَّ ساكِنُهُ رُعباً ِلى الرَّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ فرعاً فَلَم يَثقَف بِهِ أَحَداً <|vsep|> وَمَن يُقيمُ أَمامَ العارِضِ الهَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَفَّ بِالجَيشِ حَيَّي قَينُقاعَ بِما <|vsep|> جَنَوا فَتَعساً لَهُم مِن مَعشَرٍ قَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ زَيدٌ بِجَمعٍ نَحوَ قَردَةَ مِن <|vsep|> مِياهِ نَجدٍ فَلَم يَثقَف سِوى النَّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَدارَت رَحا الهَيجاءِ في أُحُدٍ <|vsep|> بِكُلِّ مُفتَرِسٍ لِلقِرنِ مُلتَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> يَومٌ تَبَيَّنَ فيهِ الجِدُّ وَاِتَّضَحَت <|vsep|> جَلِيَّةُ الأَمرِ بَعدَ الجَهدِ وَالسَّأَمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد كانَ خُبراً وَتَمحيصاً وَمَغفِرَةً <|vsep|> لِلمُؤمِنينَ وَهَل بُرءٌ بِلا سَقَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَضى عَلِيٌّ بِهِ قُدماً فَزَلزَلَهُم <|vsep|> بِحَملَةٍ أَورَدَتهُم مَورِدَ الشَّجَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَظهَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ بَأسَهم <|vsep|> وَالبَأسُ في الفِعلِ غَيرُ البَأسِ فِي الكَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> خاضُوا المَنايا فَنالُوا عِيشَةً رَغَداً <|vsep|> وَلَذَّةُ النَّفسِ لا تَأتِي بِلا أَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَن يَلزَمِ الصَّبرَ يَستَحسِن عَواقِبَهُ <|vsep|> وَالماءُ يَحسُنُ وَقعاً عِندَ كُلِّ ظَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم يَكُن فِي اِحتِمالِ الصَّبرِ مَنقَبةٌ <|vsep|> لَم يَظهَرِ الفَرقُ بَينَ اللُّؤمِ وَالكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ يَوماً عَتِيدَ البَأسِ نالَ بِهِ <|vsep|> كِلا الفَريقَينِ جَهداً وَارِيَ الحَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَودى بِهِ حَمزَةُ الصِّندِيدُ فِي نَفَرٍ <|vsep|> نالوا الشَّهادَةَ تَحتَ العارِضِ الرَّزِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَحسِن بِها مَيتَةً أَحيَوا بِها شَرَفاً <|vsep|> وَالمَوتُ في الحَربِ فَخرُ السّادَةِ القُدُمِ </|bsep|> <|bsep|> لا عارَ بِالقَومِ مِن مَوتٍ وَمِن سَلَبٍ <|vsep|> وَهَل رَأَيتَ حُساماً غَيرَ مُنثَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ يَوم جَزاءٍ بَعدَ مُختَبَرٍ <|vsep|> لِمَن وَفا وَجَفا بِالعِزِّ وَالرَّغَمِ </|bsep|> <|bsep|> قامَ النَّبِيُّ بِهِ في مَأزِقٍ حَرِج <|vsep|> تَرعى المَناصِلُ فيهِ مَنبِتَ الجُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل صابِراً في الحَربِ يَفثَؤُها <|vsep|> بِالبِيضِ حَتّى اِكتَسَت ثَوباً مِنَ العَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدَّ عَينَ اِبنِ نُعمان قَتادَةَ ِذ <|vsep|> سالَت فَعادَت كَما كانَت بِلا لَتمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَد أَتى بَعدَ ذا يَومُ الرَّجِيعِ بِما <|vsep|> فِيهِ مِنَ الغَدرِ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَثارَ نَقعُ المَنايا في مَعُونَةَ مِن <|vsep|> بَني سُلَيمٍ بِأَهلِ الفَضلِ وَالحِكَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِشرَأَبَّت لِخَفرِ العَهدِ مِن سَفَهٍ <|vsep|> بَنُو النَّضيرِ فَأَجلاهُم عَنِ الأُطُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ مُنتَحِياً ذاتَ الرِّقاعِ فَلَم <|vsep|> تَلقَ الكَتائِبُ فيها كَيدَ مُصطَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَلَّ مِن بَعدِها بَدراً لِوَعدِ أَبِي <|vsep|> سُفيانَ لَكِنَّهُ وَلّى وَلَم يَحُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ دَومَةَ في جَمعٍ وَعادَ ِلى <|vsep|> مَكانِهِ وَسَماءُ النَّقعِ لَم تَغِمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَثارَت قُرَيشٌ وَهيَ ظالِمَةٌ <|vsep|> أَحلافَها وَأَتَت في جَحفَلٍ لَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَستَمرِئُ البَغيَ مِن جَهلٍ وَما عَلِمَت <|vsep|> أَنَّ الجَهالَة مَدعاةٌ ِلى الثَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقامَ فيهم أَبُو سُفيانَ مِن حَنَقٍ <|vsep|> يَدعُو ِلى الشَّرِّ مثلَ الفَحلِ ذِي القَطَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَخَندَقَ المُؤمِنُونَ الدّارَ وَاِنتَصَبُوا <|vsep|> لِحَربِهِم كَضَواري الأُسدِ في الأَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما اِستَطاعَت قُرَيشٌ نَيلَ ما طَلَبَت <|vsep|> وَهَل تَنالُ الثُّرَيّا كَفُّ مُستَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> رامَت بِجَهلَتِها أَمراً وَلَو عَلِمَت <|vsep|> ماذَا أُعِدَّ لَها في الغَيبِ لَم تَرُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَخَيَّبَ اللَّهُ مَسعاها وَغادَرَها <|vsep|> نَهبَ الرَّدى وَالصَّدى وَالرِّيحِ وَالطَّسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقوَّضَت عُمُدَ التَّرحالِ وَاِنصَرَفَت <|vsep|> لَيلاً ِلى حَيثُ لَم تَسرَح وَلَم تَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ تَحمَدُ عُقبى ماجَنَت يَدُها <|vsep|> بَغياً وَقَد سَرَحَت في مَرتَعٍ وَخِمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أَقبَلَت وَهيَ في فَخرٍ وَفي جَذَلٍ <|vsep|> وَأَدبَرَت وَهيَ في خِزيٍ وَفي سَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> مَن يَركَبِ الغَيَّ لا يَحمَد عَواقِبَهُ <|vsep|> وَمَن يُطِع قَلبُهُ أَمرَ الهَوى يَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيلِ ساهِمَةً <|vsep|> بَني قُرَيظَةَ في رَجراجَةٍ حُطَمِ </|bsep|> <|bsep|> خانُوا الرَّسُولَ فَجازاهُم بِما كَسَبُوا <|vsep|> وَفِي الخِيانَةِ مَدعاةٌ ِلى النِّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ يَنحُو بَني لِحيانَ فَاِعتَصَمُوا <|vsep|> خَوفَ الرَّدى بِالعَوالي كُلَّ مُعتَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ ذا قَرَدٍ في جَحفَلٍ لَجِبٍ <|vsep|> يَستَنُّ في لاحِبٍ بادٍ وَفي نَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَزارَ بِالجَيشِ غَزواً أَرضَ مُصطَلِقٍ <|vsep|> فَما اتَّقُوهُ بِغَيرِ البِيضِ في الخَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَفي الحُدَيبِيَةِ الصُّلحُ اِستَتَبَّ ِلى <|vsep|> عَشرٍ وَلَم يَجرِ فيها مِن دَمٍ هَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَجاءَ خَيبَرَ في جَأواءَ كَالِحَةٍ <|vsep|> بِالخَيلِ كَالسَّيلِ وَالأَسيافِ كَالضَّرَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا اِمتَنَعَت شُمُّ الحُصونِ عَلى <|vsep|> مَن رامَها بَعدَ ِيغالٍ وَمُقتَحَمِ </|bsep|> <|bsep|> قالَ النَّبِيُّ سَأُعطِي رايَتِي رَجُلاً <|vsep|> يُحِبُّنِي وَيُحِبُّ اللَّهَ ذا الكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> ذا مرَّةٍ يَفتَحُ اللَّهُ الحُصونَ عَلَى <|vsep|> يَدَيهِ لَيسَ بِفَرّارٍ وَلا بَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما بَدا الفَجرُ ِلّا وَالزَّعيمُ عَلى <|vsep|> جَيشِ القِتالِ عَلِيٌّ رافِعُ العَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ ذا رَمَدٍ فَاِرتَدَّ ذا بَصَرٍ <|vsep|> بِنَفثَةٍ أَبرَأَت عَينَيهِ مِن وَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَسارَ مُعتَزِماً حَتّى أَنافَ عَلى <|vsep|> حُصُونِ خَيبَرَ بِالمَسلُولَةِ الخُذُمِ </|bsep|> <|bsep|> يَمضِي بِمُنصُلِهِ قُدماً فَيَلحَمُهُ <|vsep|> مَجرى الوَريدِ مِنَ الأَعناقِ وَاللِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا طاحَ مِنهُ التُّرسُ تاحَ لَهُ <|vsep|> بابٌ فَكانَ لَهُ تُرساً ِلى العَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> بابٌ أَبَت قَلبَهُ جَهداً ثَمانِيَةٌ <|vsep|> مِنَ الصَّحابَةِ أَهلِ الجِدِّ وَالعَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل صائِلاً في الحَربِ مُقتَحِماً <|vsep|> غَيابَةَ النَّقعِ مِثلَ الحَيدَرِ القَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى تَبَلَّجَ فَجرُ النَّصرِ وَاِنتَشَرَت <|vsep|> بِهِ البَشائِرُ بَينَ السَّهلِ وَالعَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبشِر بِهِ يَومَ فَتحٍ قَد أَضاءَ بِهِ <|vsep|> وَجهُ الزَّمانِ فَأَبدى بِشرَ مُبتَسِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَتى بِهِ جَعفَرُ الطَّيّارُ فَاِبتَهَجَت <|vsep|> بِعَودِهِ أَنفُسُ الأَصحابِ وَالعُزَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ يَوماً حَوى عِيدَينِ في نَسَقٍ <|vsep|> فَتحاً وَعَود كَرِيمٍ طاهِرِ الشِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَعادَ بِالنَّصرِ مَولى الدِّينِ مُنصَرِفاً <|vsep|> يَؤُمُّ طَيبَةَ فِي عِزٍّ وَفِي نِعَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَقامَ لِبَيتِ اللَّهِ مُعتَمِراً <|vsep|> لِنَيلِ ما فاتَهُ بِالهَديِ لِلحَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ زَيدٌ أَميراً نَحوَ مُؤتَةَ في <|vsep|> بَعثٍ فَلاقى بِها الأَعداءَ مِن كَثَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَبَّأَ المُسلِمُونَ الجُندَ وَاِقتَتَلُوا <|vsep|> قِتالَ مُنتَصِرٍ لِلحَقِّ مُنتَقِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَطاحَ زَيدٌ وَأَودى جَعفَرٌ وَقَضى <|vsep|> تَحتَ العَجاجَةِ عَبدُ اللَّهِ في قُدُمِ </|bsep|> <|bsep|> لا عارَ بِالمَوتِ فَالشَّهمُ الجَرِيءُ يَرى <|vsep|> أَنَّ الرَّدى في المَعالي خَيرُ مُغتَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَ خاسَت قُرَيشٌ بِالعُهُودِ وَلَم <|vsep|> تُنصِف وَسارَت مِن الأَهواءِ في نَقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَظاهَرَت مِن بَني بَكرٍ حَليفَتَها <|vsep|> عَلى خُزاعَةَ أَهلِ الصِّدقِ فِي الذِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> قامَ النَّبِيُّ لِنَصرِ الحَقِّ مُعتَزِماً <|vsep|> بِجَحفَلٍ لِجُمُوعِ الشِّركِ مُختَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَبدُو بِهِ البِيضُ وَالقَسطالُ مُنتَشِرٌ <|vsep|> كَالشُّهبِ في اللَّيلِ أَو كَالنّارِ فِي الفَحَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَمعُ السُّيُوفِ وَتَصهالُ الخُيولِ بِهِ <|vsep|> كَالبَرقِ وَالرَّعدِ في مُغدَودِقٍ هَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَرمرَمٌ يَنسِفُ الأَرضَ الفَضاءَ ِذا <|vsep|> سَرى بِها وَيَدُكُّ الهَضبَ مِن خِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهِ الكُماةُ الَّتي ذَلَّت لِعِزَّتِها <|vsep|> مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل قَبلُ بِالخُطُمِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ مُعتَزِمٍ بِالصَّبرِ مُحتَزِمٍ <|vsep|> لِلقِرنِ مُلتَزِمٍ في البَأسِ مُهتَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> طالَت بِهِم هِمَمٌ نالُوا السِّماكَ بِها <|vsep|> عَن قُدرَةٍ وَعُلُوُّ النَّفسِ بِالهِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> بِيضٌ أَساوِرَةٌ غُلبٌ قَساوِرَةٌ <|vsep|> شُكسٌ لَدى الحَربِ مِطعامونَ في الأُزُمِ </|bsep|> <|bsep|> طابَت نُفُوسُهُمُ بِالمَوتِ ِذ عَلِمُوا <|vsep|> أَنَّ الحَياةَ الَّتي يَبغُونَ في العَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ساسُوا الجِيادَ فَظَلَّت في أَعِنَّتِها <|vsep|> طَوعَ البَنانَةِ في كَرٍّ وَمُقتَحَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَكادُ تَفقَهُ لَحنَ القَولِ مِن أَدَبٍ <|vsep|> وَتَسبِقُ الوَحيَ وَالِيماءَ مِن فَهَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ أَذنابَها في الكَرِّ أَلوِيَةٌ <|vsep|> عَلَى سَفِينٍ لِأَمرِ الرِّيحِ مُرتَسِمِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ مُنجَرِدٍ يَهوي بِصاحِبِهِ <|vsep|> بَينَ العَجاجِ هوِيَّ الأَجدَلِ اللَّحِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالبِيضُ تَرجُفُ في الأَغمادِ مِن ظَمَأٍ <|vsep|> وَالسُّمرُ تَرعدُ في الأَيمانِ مِن قَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ مُطَّرِدٍ لَولا عَلائِقُهُ <|vsep|> لَسابَقَ المَوتَ نَحوَ القِرنِ مِن ضَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّهُ أَرقَمٌ في رَأسِهِ حُمَةٌ <|vsep|> يَستَلُّ كَيدَ الأَعادي بِابنَةِ الرَّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى <|vsep|> أَرباضِ مَكّةَ بِالفُرسانِ وَالبُهَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَفَّهم بِخَمِيسٍ لَو يَشُدُّ عَلى <|vsep|> أَركانِ رَضوى لَأَضحى مائِلَ الدِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَقبَلوا يَسأَلُونَ الصَّفحَ حِينَ رَأَوا <|vsep|> أَنَّ اللَّجاجَةَ مَدعاةٌ ِلى النَّدَمِ </|bsep|> <|bsep|> رِيعُوا فَذَلُّوا وَلَو طاشُوا لَوَقَّرَهُم <|vsep|> ضَربٌ يُفَرِّقُ مِنهُم مَجمَعَ اللِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> ذاقُوا الرَّدى جُرَعاً فَاِستَسلَمُوا جَزَعاً <|vsep|> لِلصُّلحِ وَالحَربُ مَرقاةٌ ِلى السَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَقبَلَ النَّصرُ يَتلُو وَهوَ مُبتَسِمٌ <|vsep|> المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا حائِرَ اللُّبِّ هَذا الحَقُّ فَامضِ لَهُ <|vsep|> تَسلَم وَهَذا سَبِيلُ الرُّشدِ فَاِستَقِمِ </|bsep|> <|bsep|> لا يَصرَعَنَّكَ وَهمٌ بِتَّ تَرقُبُهُ <|vsep|> ِنَّ التَّوَهُّمَ حَتفُ العاجِزِ الوَخِمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا النَّبيُّ وَذاكَ الجَيشُ مُنتَشِرٌ <|vsep|> مِلءَ الفَضا فَاِستَبق لِلخَيرِ تَغتَنِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَالزَم حِماهُ تَجِد ما شِئتَ مِن أَرَبٍ <|vsep|> وَشِم نَداهُ ِذا ما البَرقُ لَم يُشَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحلُل رِحالَكَ وَانزِل نَحوَ سُدَّتِهِ <|vsep|> فَِنَّها عصمَةٌ مِن أَوثَقِ العِصمِ </|bsep|> <|bsep|> أَحيا بِهِ اللَّهُ أَمواتَ القُلوبِ كَما <|vsep|> أَحيا النَّباتَ بِفَيضِ الوابِلِ الرَّذِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا تَمَّ أَمرُ الصُلحِ وَاِنتَظَمَت <|vsep|> بِهِ عُقودُ الأَماني أَيَّ مُنتَظَمِ </|bsep|> <|bsep|> قامَ النَّبِيُّ بِشُكرِ اللَّهِ مُنتَصِباً <|vsep|> وَالشُّكرُ فِي كُلِّ حالٍ كافِلُ النِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَطافَ بِالبَيتِ سبعاً فَوقَ راحِلَةٍ <|vsep|> قَوداءَ ناجِيَةٍ أَمضى مِنَ النَّسَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما أَشارَ ِلى بُدٍّ بِمِحجَنِهِ <|vsep|> ِلّا هوَى لِيَدٍ مَغلُولَةٍ وَفَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَفِي حُنَينٍ ِذ اِرتَدَّت هَوازِنُ عَن <|vsep|> قَصدِ السَّبيلِ وَلَم تَرجِع ِلى الحَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> سَرى ِلَيها بِبَحرٍ مِن مُلَملَمَةٍ <|vsep|> طامي السّراة بِمَوجِ البِيضِ مُلتَطِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى اِستَذَلَّت وَعادَت بَعدَ نَخوَتِها <|vsep|> تُلقي ِلى كُلِّ مَن تَلقاهُ بِالسَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَمَّمَ الطّائِفَ الغَنّاءَ ثُمَّ مَضى <|vsep|> عَنها لى أَجَلٍ في الغَيبِ مُكتَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَ أَوفى عَلى وادِي تَبُوكَ سَعى <|vsep|> ِلَيهِ ساكِنُها طَوعاً بِلا رَغَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَصالَحُوهُ وَأَدَّوا جِزيَةً وَرَضُوا <|vsep|> بِحُكمِهِ وَتَبيعُ الرُشد لَم يَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَلفى بِها عَينَ ماءٍ لا تَبِضُّ فَمُذ <|vsep|> دَعا لَها اِنفَجَرَت عَن سائِغٍ سَنِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَراوَدَ الغَيثَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ <|vsep|> بَعدَ الجُمودِ بِمُنهَلٍّ وَمُنسَجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ طَيبَةَ مَسروراً بِعَودَتِهِ <|vsep|> يَطوي المَنازِلَ بِالوَخّادَةِ الرُّسُمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَهَلَّت وُفُودُ الناسِ قاطِبَةً <|vsep|> ِلى حِماهُ فَلاقَت وافِرَ الكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ عامَ وُفودٍ كُلَّما اِنصَرَفَت <|vsep|> عِصابَةٌ أَقبَلَت أُخرى عَلى قَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَرسَلَ الرُّسلَ تَترى لِلمُلوكِ بِما <|vsep|> فِيهِ بَلاغٌ لِأَهلِ الذِّكرِ وَالفَهَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ غالِبُ أَكنافَ الكَديدِ ِلى <|vsep|> بَني المُلَوَّحِ فَاِستَولى عَلى النَّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِينَ خانَت جُذامٌ فَلَّ شَوكَتَها <|vsep|> زَيدٌ بِجَمعٍ لِرَهطِ الشِّركِ مُقتَثِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ مُنتَحِياً وادي القُرى فَمَحا <|vsep|> بَني فَزارَةَ أَصلَ اللُّؤمِ وَالقَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ خَيبَرَ عَبدُ اللَّهِ في نَفَرٍ <|vsep|> ِلى اليَسِير فَأَرداهُ بِلا أَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَمَّمَ اِبنُ أُنَيسٍ عُرضَ نَخلَةَ ِذ <|vsep|> طَغا اِبنُ ثَورٍ فَاصماهُ وَلَم يَخِمِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِستَقَلَّ اِبنُ حِصنٍ فَاِحتَوَت يَدُهُ <|vsep|> عَلى بَني العَنبَرِ الطُّرّارِ وَالشُّجُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ عَمرو ِلى ذاتِ السَّلاسِلِ في <|vsep|> جَمعٍ لُهامٍ لِجَيشِ الشِّركِ مُصطَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَزوَتانِ لِعَبدِ اللَّهِ واجِدَةٌ <|vsep|> ِلى رِفاعَةَ وَالأُخرى ِلى ِضَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ جَمعُ اِبنِ عَوفٍ نَحوَ دَومَةَ كَي <|vsep|> يَفُلَّ سَورَةَ أَهلِ الزُّورِ وَالتُّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ بِالخَيلِ سيفَ البَحرِ مُعتَزِماً <|vsep|> أَبُو عُبَيدَةَ في صُيّابَةٍ حُشُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ عَمرو ِلى أُمِّ القُرى لِأَبي <|vsep|> سُفيانَ لَكِن عَدَتهُ مُهلَةُ القِسَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّ مَديَنَ زَيدٌ فَاِستَوَت يَدُهُ <|vsep|> عَلى العَدُوِّ وَساقَ السَّبيَ كَالغَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقامَ سالِمُ بِالعَضبِ الجُرازِ ِلى <|vsep|> أَبي عُفَيكٍ فَأَرداهُ وَلَم يَجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِنقَضَّ لَيلاً عُمَيرٌ بِالحُسامِ عَلى <|vsep|> عَصماءَ حَتّى سَقاها عَلقَمَ العَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ بَعثٌ فَلَم يُخطِئ ثُمامَةَ ِذ <|vsep|> رَهُ فَاحتازَهُ غُنماً وَلَم يُلَمِ </|bsep|> <|bsep|> ذاكَ الهُمامُ الَّذي لَبّى بِمَكَّة ِذ <|vsep|> أَتى بِها مُعلِناً في الأَشهُرِ الحُرُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَعثُ عَلقَمَةَ اِستَقرى العَدُوَّ ضُحىً <|vsep|> فَلَم يَجِد في خِلالِ الحَيِّ مِن أَرمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدَّ كُرزٌ ِلى العَذراءِ مَن غَدَرُوا <|vsep|> يَسارَ حَتّى لَقَوا بَرحاً مِنَ الشَّجَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسارَ بَعثُ اِبنِ زَيدٍ لِلشَّمِ فَلَم <|vsep|> يَلبَث أَنِ انقَضَّ كَالبازي عَلى اليَمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهَذِهِ الغَزَواتُ الغُرُّ شامِلَةً <|vsep|> جَمعَ البُعُوثِ كَدُرٍّ لاحَ في نُظُمِ </|bsep|> <|bsep|> نَظَمتُها راجِياً نَيلَ الشَّفاعَةِ مِن <|vsep|> خَيرِ البَرايا وَمَولى العُربِ وَالعَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَولاهُ ما قُبِلَت <|vsep|> رَجاةُ دمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَسبِي بِطَلعَتِهِ الغَرّاءِ مَفخَرَةً <|vsep|> لَمّا اِلتَقَيتُ بِهِ في عالَمِ الحُلُمِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ الَّذي يَنعَشُ المَكرُوبَ ِذ عَلِقَت <|vsep|> بِهِ الرَّزايا وَيُغني كُلَّ ذي عَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَيهاتَ يَخذُلُ مَولاهُ وَشاعِرَهُ <|vsep|> في الحَشرِ وَهوَ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَدحُهُ رَأسُ مالي يَومَ مُفتَقَرِي <|vsep|> وَحُبُّهُ عِزُّ نَفسي عِندَ مُهتَضَمِي </|bsep|> <|bsep|> وَهَبتُ نَفسِي لَهُ حُبّا وَتَكرِمَة <|vsep|> فَهَل تَراني بَلَغتُ السُّؤلَ مِن سَلَمي </|bsep|> <|bsep|> ِنِّي وَِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي <|vsep|> ضَيمٌ أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى أَدَمي </|bsep|> <|bsep|> لثابِتُ العَهدِ لَم يَحلُل قُوى أَمَلِي <|vsep|> يَأسٌ وَلَم تَخطُ بِي في سَلوَةٍ قَدَمي </|bsep|> <|bsep|> لَم يَترُكِ الدَّهرُ لي ما أَستَعِينُ بِهِ <|vsep|> عَلى التَّجَمُّلِ ِلّا ساعِدي وَفَمِي </|bsep|> <|bsep|> وَقَد حَباني عَصاهُ فَاِعتَصَمتُ بِها <|vsep|> في كُلِّ هَولٍ فَلم أَفزَع وَلَم أَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهيَ الَّتي كانَ يَحبُو مِثلَها كَرَماً <|vsep|> لِمَن يَوَدُّ وَحَسبِي نسبَةً بِهِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَم أَخشَ مِن بَعدِها ما كُنتُ أَحذَرُهُ <|vsep|> وَكَيفَ وَهيَ الَّتي تُنجي مِنَ الغُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَفى بِها نِعمَةً تَعلُو بِقيمَتِها <|vsep|> نَفسِي وَِن كُنتُ مَسلوباً مِنَ القِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما أُبَرِّئُ نَفسي وَهيَ مِرَةٌ <|vsep|> بِالسُوءِ ما لَم تَعُقها خيفَةُ النَّدَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَيا نَدامَةَ نَفسي في المَعادِ ِذا <|vsep|> تَعَوَّذَ المَرءُ خَوفَ النُطقِ بِالبَكمِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّني وَاثِقٌ بِالعَفو مِن مَلِكٍ <|vsep|> يَعفُو بِرَحمَتِهِ عَن كُلِّ مُجتَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَوفَ أَبلُغُ مالي وَِن عَظُمَت <|vsep|> جَرائِمي يَومَ أَلقى صاحِبَ العَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا يُحَبِّرُ مَدحي في الرَّسولِ وَذا <|vsep|> يَتلُو عَلى الناسِ ما أُوحيهِ مِن كَلِمِي </|bsep|> <|bsep|> يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً ِن أَثِمتُ فَلي <|vsep|> بِحُبِّكُم صِلَةٌ تُغنِي عَنِ الرَّحِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَفى بِسَلمانَ لِي فَخراً ِذا انتَسَبَت <|vsep|> نَفسي لَكُم مِثلَهُ في زُمرَةِ الحَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحسنُ ظَنِّي بِكُم ِن مُتُّ يَكلَؤُني <|vsep|> مِن هَولِ ما أَتَّقي فِي ظُلمَةِ الرَّجَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللَّهِ ما عاقَني عَن حَيِّكُم شَجَنٌ <|vsep|> لَكِنَّنِي مُوثَقٌ في رِبقَةِ السَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهَل ِلى زَورَةٍ يَحيا الفُؤادُ بِها <|vsep|> ذَرِيعَةٌ أَبتَغيها قَبلَ مُختَرَمِي </|bsep|> <|bsep|> شَكَوتُ بَثِّي ِلى رَبِّي لِيُنصِفَني <|vsep|> مِن كُلِّ باغٍ عَتِيدِ الجَورِ أَوهكمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ أَرهَبُ حَيفا وَهوَ مُنتَقِمٌ <|vsep|> يَهابُهُ كُلُّ جَبّارٍ وَمُنتَقِمِ </|bsep|> <|bsep|> لا غَروَ ِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنهُ فَقَد <|vsep|> أَنزَلتُ مُعظَمَ مالي بِذي كَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا مالِكَ المُلكِ هَب لِي مِنكَ مَغفِرَةً <|vsep|> تَمحُو ذُنُوبي غَداةَ الخَوفِ وَالنَّدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِمنُن عَلَيَّ بِلُطفٍ مِنكَ يَعصِمُني <|vsep|> زَيغَ النُّهى يَومَ أَخذِ المَوتِ بِالكَظَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَم أَدعُ غَيرَكَ فِيما نابَني فَقِني <|vsep|> شَرَّ العَواقِبِ وَاِحفَظنِي مِنَ التُّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> حاشا لِراجيكَ أَن يَخشى العِثارَ وَما <|vsep|> بَعدَ الرَّجاءِ سِوى التَّوفيقِ لِلسَّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ أَخشى ضَلالاً بَعدَما سَلَكَت <|vsep|> نَفسِي بِنُورِ الهُدى في مَسلَكٍ قِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِي بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ مَنزِلَةٌ <|vsep|> أَرجُو بِها الصَّفحَ يَومَ الدِّينِ عَن جُرُمِي </|bsep|> <|bsep|> لا أَدَّعي عِصمَةً لَكِن يَدِي عَلِقَت <|vsep|> بِسَيِّدٍ مَن يَرِد مَرعاتَهُ يَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> خَدَمتُهُ بِمَديحي فَاِعتَلَوتُ عَلى <|vsep|> هامِ السِّماكِ وَصارَ السَّعدُ مِن خَدَمِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ أَرهَبُ ضَيماً بَعدَ خِدمَتِهِ <|vsep|> وَخادِمُ السَّادَةِ الأَجوادِ لَم يُضَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَم كَيفَ يَخذُلُنِي مِن بَعدِ تَسمِيَتِي <|vsep|> بِاسمٍ لَهُ في سَماءِ العَرشِ مُحتَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبكانِيَ الدَّهرُ حَتّى ِذ لَجِئتُ بِهِ <|vsep|> حَنا عَلَيَّ وَأَبدى ثَغرَ مُبتَسِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ الَّذي يَمنَحُ العافِينَ ما سَأَلُوا <|vsep|> فَضلاً وَيَشفَعُ يَومَ الدِّينِ في الأُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> نُورٌ لِمُقتَبِسٍ ذُخرٌ لِمُلتَمِسٍ <|vsep|> حِرزٌ لِمُبتَئِسٍ كَهفٌ لِمُعتَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> بَثَّ الرَّدى وَالنَّدى شَطرَينِ فَاِنبَعَثا <|vsep|> فِيمَن غَوى وَهَدى بِالبُؤسِ وَالنِّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَالكُفرُ مِن بَأسِهِ المَشهورِ في حَرَبٍ <|vsep|> وَالدِّينُ مِن عَدلِهِ المَأثُورِ في حَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا ثَنائِي وَِن قَصَّرتُ فيهِ فَلي <|vsep|> عُذرٌ وَأَينَ السُّها مِن كَفِّ مُستَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> هَيهاتَ أَبلُغُ بِالأَشعارِ مدَحتَهُ <|vsep|> وَِن سَلَكتُ سَبيلَ القالَةِ القُدُمِ </|bsep|> <|bsep|> ماذا عَسى أَن يَقُولَ المادِحُونَ وَقَد <|vsep|> أَثنى عَلَيهِ بِفَضلٍ مُنزلُ الكَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهاكَها يا رَسُولَ اللَّهِ زاهِرَةً <|vsep|> تُهدِي ِلى النَّفسِ رَيّا السِ وَالبَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسمتُها بِاسمِكَ العَالي فَأَلبَسنَها <|vsep|> ثَوباً مِنَ الفَخرِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> غَرِيبَةٌ في ِسارِ البَينِ لَو أَنِسَت <|vsep|> بِنَظرَةٍ مِنكَ لاستغنَت عَنِ النَّسَمِ </|bsep|> <|bsep|> لَم أَلتَزِم نَظمَ حَبّاتِ البَديعِ بِها <|vsep|> ِذ كانَ صَوغُ المَعانِي الغُرِّ مُلتَزمِي </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما هِيَ أَبياتٌ رَجَوتُ بِها <|vsep|> نَيلَ المُنى يَومَ تَحيا بَذَّةُ الرِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> نَثَرتُ فِيها فَرِيدَ المَدحِ فَاِنتَظَمَت <|vsep|> أَحسِن بِمُنتَثِرٍ مِنها وَمُنتَظِمِ </|bsep|> <|bsep|> صَدَّرتُها بِنَسِيبٍ شَفَّ باطِنُهُ <|vsep|> عَن عِفَّةٍ لَم يَشِنها قَولُ مُتَّهِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَم أَتَّخِذهُ جُزافاً بَل سَلَكتُ بِهِ <|vsep|> فِي القَولِ مَسلَكَ أَقوامٍ ذَوي قَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> تابَعتُ كَعباً وَحَسّاناً وَلِي بِهِما <|vsep|> في القَولِ أُسوَةُ بَرٍّ غَيرِ مُتَّهَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّعرُ مَعرَضُ أَلبابٍ يُروجُ بِهِ <|vsep|> ما نَمَّقَتهُ يَدُ الدابِ وَالحِكَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلا يَلُمنِي عَلى التَّشبِيبِ ذُو عَنَتٍ <|vsep|> فَبُلبُلُ الرَّوضِ مَطبُوعٌ عَلَى النَّغَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ لِي رَوضَةٌ أَلهُو بِزَهرَتِها <|vsep|> في مَعرَضِ القَولِ ِلّا رَوضَةُ الحَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهيَ الَّتِي تَيَّمَت قَلبي وَهِمتُ بِها <|vsep|> وَجداً وَِن كُنتُ عَفَّ النَّفسِ لَم أَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> مَعاهِدٌ نَقَشَت في وَجنَتيَّ لَها <|vsep|> أَيدِي الهَوى أَسطُراً مِن عَبرَتِي بِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا حادِيَ العِيسِ ِن بَلَّغتَني أَمَلي <|vsep|> مِن قَصدِهِ فَاِقتَرِح ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ </|bsep|> <|bsep|> سِر بِالمَطايا وَلا تَرفَق فَلَيسَ فَتىً <|vsep|> أَولى بِهَذا السُّرى مِن سائِقٍ حُطَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلا تَخَف ضَلَّةً وَاِنظُر فَسَوفَ تَرى <|vsep|> نُوراً يُريكَ مَدَبَّ الذَّرِ فِي الأَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ يَخشى ضَلالاً مَن يَؤُمُّ حِمى <|vsep|> مُحَمَّدٍ وَهوَ مِشكاةٌ عَلَى عَلَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مُنايَ وَحَسبي أَن أَفوزَ بِها <|vsep|> بِنِعمَةِ اللَّهِ قَبلَ الشَّيبِ وَالهَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَن يَكُن راجِياً مَولاهُ نالَ بِهِ <|vsep|> ما لَم يَنَلهُ بِفَضلِ الجِدِّ وَالهِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> فاسجُد لَهُ وَاِقترِب تَبلُغ بِطاعَتِهِ <|vsep|> ما شِئتَ في الدَّهرِ مِن جاهٍ وَمِن عِظَمِ </|bsep|> <|bsep|> هَوَ المَليكُ الَّذي ذَلَّت لِعِزَّتِهِ <|vsep|> أَهلُ المَصانِعِ مِن عادٍ وَمِن ِرَمِ </|bsep|> <|bsep|> يُحيي البَرايا ِذا حانَ المَعادُ كَما <|vsep|> يُحيي النَّباتَ بِشُؤبوبٍ مِنَ الدِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا غافِرَ الذَّنبِ وَالأَلبابُ حائِرَةٌ <|vsep|> في الحَشرِ وَالنارُ تَرمي الجَوَّ بِالضَّرَمِ </|bsep|> <|bsep|> حاشا لِفَضلِكَ وَهوَ المُستَعاذُ بِهِ <|vsep|> أَن لا تَمُنَّ عَلى ذِي خَلَّةٍ عَدِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي لَمُستَشفِعٌ بِالمُصطَفى وَكَفى <|vsep|> بِهِ شَفِيعاً لَدى الأَهوالِ وَالقُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاقبَل رَجائِي فَمالي مَن أَلوذُ بِهِ <|vsep|> سِواكَ في كُلِّ ما أَخشاهُ مِن فَقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَصَلِّ رَبِّ عَلى المُختارِ ما طَلَعَت <|vsep|> شَمسُ النَّهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الظُّلَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللِ وَالصَّحبِ وَالأَنصارِ مَن تَبِعُوا <|vsep|> هُداهُ وَاِعتَرَفوا بِالعَهدِ وَالذِّمَمِ </|bsep|> </|psep|> |
ما بال ورق الغضا يشدو بألحان | 0البسيط
| [
"ما بالُ ورق الغضا يشدو بألحانِ",
"تَشدو وتَشكو هواها فوق أغصانِ",
"أَراعها حادثٌ جاء الزمانُ بهِ",
"أَم هاجها ذكر لافٍ وخلّانِ",
"فأنقضت جرحَ قلبٍ كان مندملاً",
"وَجدّدت عهدَ أشواقي وأشجاني",
"من لائِمي من عذولي ن بكيت جوىً",
"مِن ذكر عهدٍ تقضّى منذ أزمانِ",
"نوح الحمائمِ أَبكاني وذكّرني",
"عصر الصِبا بعد نسياني وسلواني",
"عصر عهدناهُ ما أحلاه من زمنٍ",
"ما دارَ في خاطري لّا وأنكاني",
"أيّام يشفعُ لي عند الحسان ذا",
"حاولتُ منهنّ وصلاً شرخ ريعانِ",
"أجرُّ بين الخراد البيض مقتبلاً",
"ذيلَ التصابي ونفسي نفس جذلانِ",
"يا عاذِلي في هوى ذات الوشاحِ ألا",
"مهلاً بمكتئبٍ في حبّها ضانِ",
"وَاللّه واللّه نّي لست مرتدعاً",
"عَنها ولو بدّلت وصلي بهجرانِ",
"نجلاء ن نجلت ألحاظها قِبَلي",
"لّا وقد أرسلت لي سهمَ أجفانِ",
"شمس على غصنٍ فوق الكثيب على",
"ساقٍ يضيق به الخلخالُ ريّانِ",
"غيداء غاليةٌ ما أرخصت أبداً",
"ترشاف مبسمها لّا لغضبانِ",
"ترمي القلوبَ فتُصميها ِذا نظرت",
"بسهمِ لحظٍ غضيض الطرف وسنانِ",
"وليلة زرتها هدواً فبتُّ بها",
"أجني منَ اللثمِ ما لم يجنه الجانِ",
"في خلوةٍ لم نحاذر في التواصل من",
"ذي غيرةٍ فنداريه ولا شانِ",
"تقولُ في دلّها حدِّث وهاتِ لنا",
"ما كان في هند من عمرو بن عجلانِ",
"وَعَن أحاديث سكّان العذيب وعن",
"وادي الخزاما وعن نعم ونعمانِ",
"وَكيف أخبارُ ليلى في متيّمها",
"قيس وما كان من ميٍّ وغيلانِ",
"وَما لقيه جميلٌ من بثينة في",
"وادي نغيص بأدنى سفحهِ الدانِ",
"فبتُّ أخبرها عنهم وأنشدُها",
"منَ النشيد المحلّى لفظ سحبانِ",
"وَمُذ رَأتني خبيراً بالأمور أخا",
"لبٍّ أجول معاً في كلّ ميدانِ",
"قالت فَمن أفخر الأملاك قلتُ لها",
"أملاكُ يعرب هم أملاك قحطانِ",
"قالَت بِما أنت قد خصّيت قلت لها",
"أعني أبا العرب الزاكي ابن سلطانِ",
"فَاِستضحكت ثمّ قالت قد أتيت بما",
"تبدي الحقيقة مِن صدقٍ وتبيانِ",
"يا هَذه هَل رأيت من يشاكلُه",
"مِن جملةِ الخلقِ من عربٍ وعجمانِ",
"بحرٌ منَ الجودِ قد ساغت مشاربهُ",
"بكلِّ صادٍ ِلى جدواه ظمنِ",
"كأنّما الجودُ قد شيبت طبائعهُ",
"في المهدِ طفلاً وأسقته بألبانِ",
"لو أنّ نائلهُ غيث لأغرق أه",
"لَ الأرضِ مقتفياً نوحا لطوفانِ",
"تزري بكلّ حجا زاكي سكينته",
"حلماً وترجع ن قيست بثهلانِ",
"لا خالد في معاليه يطاولهُ",
"وَلا يطاوله ذهل بن شيبانِ",
"رقى منَ المجدِ ما لم يرقه أحدٌ",
"دارا بن دارا وخاقان بن خاقانِ",
"وصارَ في رتبةٍ شمّاء باذخةٍ",
"مِن دونها نجم بهرام وكيوانِ",
"يطيعهُ الفلكُ الأعلى وتخدمهُ ال",
"أيّام فهيَ له من خير أعوانِ",
"لَهُ كفيلٌ غداة الروع ذابله",
"بنزعِ أرواحِ أبطالٍ وفرسانِ",
"يا أسمحَ الناسِ في عسرٍ وميسرةٍ",
"وَأصدق الناس في سرّ وعلانِ",
"حزتَ المفاخر والجلال متّرثاً",
"عن الخلود وعن نصر بن زهرانِ",
"وَاِنعم بخلعة مجدٍ من لاهك لم",
"تُخلع على حمير قدما وكهلانِ",
"وعزّة ربّها عزَ يطول على",
"قابوس في رتبة العليا وحسّانِ",
"كم ية لكَ بين الناسِ قد ظهرت",
"كأنّما أنت موسى بن عمرانِ",
"وَكم لأعداكَ عند اللّه أبطله",
"كيداً حكى كيد فرعون وهامانِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=578621 | موسى بن حسين بن شوال | نبذة
:
موسى بن حسين بن شوال.\nشاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).\nله ديوان شعر مطبوع. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10153 | null | null | null | null | <|meter_4|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ما بالُ ورق الغضا يشدو بألحانِ <|vsep|> تَشدو وتَشكو هواها فوق أغصانِ </|bsep|> <|bsep|> أَراعها حادثٌ جاء الزمانُ بهِ <|vsep|> أَم هاجها ذكر لافٍ وخلّانِ </|bsep|> <|bsep|> فأنقضت جرحَ قلبٍ كان مندملاً <|vsep|> وَجدّدت عهدَ أشواقي وأشجاني </|bsep|> <|bsep|> من لائِمي من عذولي ن بكيت جوىً <|vsep|> مِن ذكر عهدٍ تقضّى منذ أزمانِ </|bsep|> <|bsep|> نوح الحمائمِ أَبكاني وذكّرني <|vsep|> عصر الصِبا بعد نسياني وسلواني </|bsep|> <|bsep|> عصر عهدناهُ ما أحلاه من زمنٍ <|vsep|> ما دارَ في خاطري لّا وأنكاني </|bsep|> <|bsep|> أيّام يشفعُ لي عند الحسان ذا <|vsep|> حاولتُ منهنّ وصلاً شرخ ريعانِ </|bsep|> <|bsep|> أجرُّ بين الخراد البيض مقتبلاً <|vsep|> ذيلَ التصابي ونفسي نفس جذلانِ </|bsep|> <|bsep|> يا عاذِلي في هوى ذات الوشاحِ ألا <|vsep|> مهلاً بمكتئبٍ في حبّها ضانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللّه واللّه نّي لست مرتدعاً <|vsep|> عَنها ولو بدّلت وصلي بهجرانِ </|bsep|> <|bsep|> نجلاء ن نجلت ألحاظها قِبَلي <|vsep|> لّا وقد أرسلت لي سهمَ أجفانِ </|bsep|> <|bsep|> شمس على غصنٍ فوق الكثيب على <|vsep|> ساقٍ يضيق به الخلخالُ ريّانِ </|bsep|> <|bsep|> غيداء غاليةٌ ما أرخصت أبداً <|vsep|> ترشاف مبسمها لّا لغضبانِ </|bsep|> <|bsep|> ترمي القلوبَ فتُصميها ِذا نظرت <|vsep|> بسهمِ لحظٍ غضيض الطرف وسنانِ </|bsep|> <|bsep|> وليلة زرتها هدواً فبتُّ بها <|vsep|> أجني منَ اللثمِ ما لم يجنه الجانِ </|bsep|> <|bsep|> في خلوةٍ لم نحاذر في التواصل من <|vsep|> ذي غيرةٍ فنداريه ولا شانِ </|bsep|> <|bsep|> تقولُ في دلّها حدِّث وهاتِ لنا <|vsep|> ما كان في هند من عمرو بن عجلانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَن أحاديث سكّان العذيب وعن <|vsep|> وادي الخزاما وعن نعم ونعمانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكيف أخبارُ ليلى في متيّمها <|vsep|> قيس وما كان من ميٍّ وغيلانِ </|bsep|> <|bsep|> وَما لقيه جميلٌ من بثينة في <|vsep|> وادي نغيص بأدنى سفحهِ الدانِ </|bsep|> <|bsep|> فبتُّ أخبرها عنهم وأنشدُها <|vsep|> منَ النشيد المحلّى لفظ سحبانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُذ رَأتني خبيراً بالأمور أخا <|vsep|> لبٍّ أجول معاً في كلّ ميدانِ </|bsep|> <|bsep|> قالت فَمن أفخر الأملاك قلتُ لها <|vsep|> أملاكُ يعرب هم أملاك قحطانِ </|bsep|> <|bsep|> قالَت بِما أنت قد خصّيت قلت لها <|vsep|> أعني أبا العرب الزاكي ابن سلطانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِستضحكت ثمّ قالت قد أتيت بما <|vsep|> تبدي الحقيقة مِن صدقٍ وتبيانِ </|bsep|> <|bsep|> يا هَذه هَل رأيت من يشاكلُه <|vsep|> مِن جملةِ الخلقِ من عربٍ وعجمانِ </|bsep|> <|bsep|> بحرٌ منَ الجودِ قد ساغت مشاربهُ <|vsep|> بكلِّ صادٍ ِلى جدواه ظمنِ </|bsep|> <|bsep|> كأنّما الجودُ قد شيبت طبائعهُ <|vsep|> في المهدِ طفلاً وأسقته بألبانِ </|bsep|> <|bsep|> لو أنّ نائلهُ غيث لأغرق أه <|vsep|> لَ الأرضِ مقتفياً نوحا لطوفانِ </|bsep|> <|bsep|> تزري بكلّ حجا زاكي سكينته <|vsep|> حلماً وترجع ن قيست بثهلانِ </|bsep|> <|bsep|> لا خالد في معاليه يطاولهُ <|vsep|> وَلا يطاوله ذهل بن شيبانِ </|bsep|> <|bsep|> رقى منَ المجدِ ما لم يرقه أحدٌ <|vsep|> دارا بن دارا وخاقان بن خاقانِ </|bsep|> <|bsep|> وصارَ في رتبةٍ شمّاء باذخةٍ <|vsep|> مِن دونها نجم بهرام وكيوانِ </|bsep|> <|bsep|> يطيعهُ الفلكُ الأعلى وتخدمهُ ال <|vsep|> أيّام فهيَ له من خير أعوانِ </|bsep|> <|bsep|> لَهُ كفيلٌ غداة الروع ذابله <|vsep|> بنزعِ أرواحِ أبطالٍ وفرسانِ </|bsep|> <|bsep|> يا أسمحَ الناسِ في عسرٍ وميسرةٍ <|vsep|> وَأصدق الناس في سرّ وعلانِ </|bsep|> <|bsep|> حزتَ المفاخر والجلال متّرثاً <|vsep|> عن الخلود وعن نصر بن زهرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاِنعم بخلعة مجدٍ من لاهك لم <|vsep|> تُخلع على حمير قدما وكهلانِ </|bsep|> <|bsep|> وعزّة ربّها عزَ يطول على <|vsep|> قابوس في رتبة العليا وحسّانِ </|bsep|> <|bsep|> كم ية لكَ بين الناسِ قد ظهرت <|vsep|> كأنّما أنت موسى بن عمرانِ </|bsep|> </|psep|> |
لا درع اوقى من اجل | 2الرجز
| [
"لا درع أَوقى مِن أَجل",
"لا شَيء أَبقى مِن مثل",
"فوّل بِما شئت يكن",
"وَهون الأَمر يهن",
"كانَ النبي المؤتمن",
"يعجبه الفال الحسن",
"قَد تحمد المكاره",
"يَوماً وَيَرضى الكاره",
"لا تكرهن ما عرض",
"فَرُبما يشفى المَرَض",
"ما أَصلح الفَصاحه",
"ما أَحسن السماحه",
"ما لسخي عَيب",
"أَصل العُيوب الشيب",
"ما لبخيل حامد",
"ما لدنيء حاسد",
"المَوت لا يبقي أَحد",
"لا والِداً وَلا وَلَد",
"كَم لذة مِن نَغصه",
"وَراحة في غَصه",
"لا تحقرن العاقبه",
"وَلا تَهون عاقبه",
"خَف مِن عَدو عاقل",
"مُؤارب مجامل",
"اصبر لأَيام المحن",
"لا تَخضعن فَتمتحن",
"لا تَصحب اللئاما",
"لا تترك الكِراما",
"لا تُكثر الكَلاما",
"لا ترهب الحماما",
"لا تطل العِتابا",
"لا تَضجر الأَصحابا",
"لا تَشمتن حرا",
"لا تنطقن هَجرا",
"لا تحقرن جَليسا",
"تَكُن لَهُ رَئيسا",
"ِياكَ وَالتَقطيبا",
"وَاللوم وَالتثريبا",
"وَكَثرة التجرم",
"وَاللوم وَالتلوم",
"فَتفسد القُلوب",
"وَينفر المَحبوب",
"انتَقد الرجالا",
"كَنقدك الأَموالا",
"فَفيهم زيوف",
"وَبَينهم صُروف"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=527734 | ابن الهبارية | نبذة
:
محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى.\nابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك.\nوله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً.\nقال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد.\nوتوفي في كرمان.\nمن كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9513 | null | null | null | null | <|meter_15|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لا درع أَوقى مِن أَجل <|vsep|> لا شَيء أَبقى مِن مثل </|bsep|> <|bsep|> فوّل بِما شئت يكن <|vsep|> وَهون الأَمر يهن </|bsep|> <|bsep|> كانَ النبي المؤتمن <|vsep|> يعجبه الفال الحسن </|bsep|> <|bsep|> قَد تحمد المكاره <|vsep|> يَوماً وَيَرضى الكاره </|bsep|> <|bsep|> لا تكرهن ما عرض <|vsep|> فَرُبما يشفى المَرَض </|bsep|> <|bsep|> ما أَصلح الفَصاحه <|vsep|> ما أَحسن السماحه </|bsep|> <|bsep|> ما لسخي عَيب <|vsep|> أَصل العُيوب الشيب </|bsep|> <|bsep|> ما لبخيل حامد <|vsep|> ما لدنيء حاسد </|bsep|> <|bsep|> المَوت لا يبقي أَحد <|vsep|> لا والِداً وَلا وَلَد </|bsep|> <|bsep|> كَم لذة مِن نَغصه <|vsep|> وَراحة في غَصه </|bsep|> <|bsep|> لا تحقرن العاقبه <|vsep|> وَلا تَهون عاقبه </|bsep|> <|bsep|> خَف مِن عَدو عاقل <|vsep|> مُؤارب مجامل </|bsep|> <|bsep|> اصبر لأَيام المحن <|vsep|> لا تَخضعن فَتمتحن </|bsep|> <|bsep|> لا تَصحب اللئاما <|vsep|> لا تترك الكِراما </|bsep|> <|bsep|> لا تُكثر الكَلاما <|vsep|> لا ترهب الحماما </|bsep|> <|bsep|> لا تطل العِتابا <|vsep|> لا تَضجر الأَصحابا </|bsep|> <|bsep|> لا تَشمتن حرا <|vsep|> لا تنطقن هَجرا </|bsep|> <|bsep|> لا تحقرن جَليسا <|vsep|> تَكُن لَهُ رَئيسا </|bsep|> <|bsep|> ِياكَ وَالتَقطيبا <|vsep|> وَاللوم وَالتثريبا </|bsep|> <|bsep|> وَكَثرة التجرم <|vsep|> وَاللوم وَالتلوم </|bsep|> <|bsep|> فَتفسد القُلوب <|vsep|> وَينفر المَحبوب </|bsep|> <|bsep|> انتَقد الرجالا <|vsep|> كَنقدك الأَموالا </|bsep|> </|psep|> |
قال سمعت ان ذئبا ابصرا | 2الرجز
| [
"قالَ سَمعتُ أن ذئباً أَبصرا",
"غَزالة ترضع خَشفاً أَحوَرَا",
"لَكنها مَريضة هَزيلة",
"وَساقَها مَكسورة عَليله",
"قَد مَسها الضر فَعادَت نضوا",
"يَحسبها الراؤون مِنها شلوا",
"فَقالَ ِن أَكلَتها لَم أَشبع",
"وَلَيسَ لَحم مثلها بمقنع",
"وَالرَأي أَن أَعلفها أَياما",
"فَِنَّها لا تَجد الطعاما",
"لَعَلَها تسمن ثُم أَعمد",
"يَومئذ لَها وَذاك أَرشَد",
"فَجاءَها مُسلما فَقالا",
"وَالذئب لا يُصادق الغَزالا",
"ِلا لِكَيد كامن وَمَكر",
"جزّ قَصير أَنفه لأَمر",
"يا أُخت ما حالك قالَت شر",
"وَغَرها وَالشهم لا يغتَر",
"وَأظهر اللطف لَها وَالرفقا",
"فَقَد رأَتهُ للشقاء حَقا",
"وَشَكَت الجُوع َلَيهِ فَبَكى",
"وَأظهر الخُشوع وَالتنَسكا",
"وَقالَ ِني تُبت مِن عداوتي",
"للوحش حَتّى انكسرَت ضَراوَتي",
"حَلفتُ لا كل جهدَ حلف",
"ِلا الَّذي يَموت حتف الأَنف",
"فَبئست الطبيعة القَساوة",
"وَالفَتك بِالنُفوس وَالضراوة",
"ِن لَم يَكُن جنسَهُم كَجنسي",
"فَِنَّما نُفوسهُم كَنَفسي",
"وَِن ِفسادي كَون صوره",
"لِشَهوة تعرض أَو ضَروره",
"ظُلم وَجَهل لَيسَ فيهِ شَك",
"وَلَستُ مِن ثم بِهِ أنفك",
"حَتّى مَتى تَبكي العُيون فَتكى",
"كَم مُقلة مِن سوء فعلي تَبكي",
"وَكَبد أَحرَقتها بالثكل",
"وَولد أيتمته بِالأَكل",
"وَقَد عَلمت وَاللبيب يَعلم",
"بالطبع لا يَرحم مَن لا يرحَم",
"فَتُبت مِن قَساوَتي وَصبوتي",
"وَقُلت أمحو حَوبَتي بِتَوبَتي",
"وَمَر مِن ساعَتِهِ فَجاءَها",
"بعلف حشت بِهِ أَحشاءَها",
"وَلَم يَزَل يعلفها وَيَجتَهد",
"كَيداً وَمَن يَعجَز عَن الأَمر يكد",
"وَلَم تَزَل تَدعو لَهُ وَتشكره",
"مُذ صدقت مِن نسكهِ ما يذكره",
"لَم تَدرِ كَيفَ قصد أَن يكيدَها",
"أَضحى يقوتها لِكي يَقودَها",
"حَتّى ِذا ما رَجعت كَالتولب",
"وَأَصبَحَت مِن شحمها كَالشوقب",
"عافصها بوثبة شَديده",
"محكماً أَنيابه الحَديده",
"وَهَكَذا لَو تَفهَمون الأنس",
"يبركم أَرفقهم لِيَقسو",
"وَأَنتُم لِقلة الأفهام",
"وَسفه العُقول وَالأَحلام",
"تَرون سوء فعلهم عَيانا",
"وَلا تَرونَ ذالِكُم عُدوانا",
"ن أَقل مَن تَرى أَذهانا",
"من حسب الِساءة الِحسانا",
"قالَ أَبو أَيوب في جَوابه",
"قَد يغلب المَرء عَلى صَوابه",
"ِنكَ ما أنصفت في المَقال",
"وَلا عَدَوت زُخرف المحال",
"لزمت للجهل قَبيح الظاهر",
"وَما نَظَرت حسن السَرائر",
"وَذاكَ فاعلم عادة الجهال",
"وَسنة الأَغمار وَالأرذال",
"ن يَقصدوا ظَواهر الأَقوال",
"بِالطعن وَالتَزييف بِالجدال",
"وَيَغفَلون عَن خَفيِّ الحكمه",
"وَلَو رَأوها لأَزالوا النهمه",
"كَم حسن ظاهر قَبيح",
"وَسمج عُنوانهُ مَليح",
"وَحكمة خافية وَمصلحه",
"للناس في مَعارض مُستقبحه",
"تخفى عَلى الجهال وَالأَغمار",
"لجهلهم بحكمة الجبار",
"من عَرَفَ اللَّه أَزال التهمه",
"وَقال كُل فعله للحكمه",
"قَد تَضرب الأُم الرؤوم طِفلَها",
"فَهَل يَذم ذو رَشاد فعلها",
"لعلمهم بِأَنَّها شَفيقه",
"عَلى بَنيها وَبِهم رَفيقه",
"وَِنَّما تَضربه لنفعه",
"وَزَجره عَن غَيهِ وَمَنعه",
"لأَنَّها أَعلَم بِالمصالح",
"مِنهُ وَأَهدى للسبيل الواضِح",
"وَِن مَن يَقصد قَلعَ ضرسه",
"لَم يَعتمد ِلا صَلاحَ نَفسه",
"وَقَد تَرى شَيخاً كَبيراً فانياً",
"عاش عَقيماً يَرهب المواليا",
"وَيَسأَلُ اللَّه تَعالى وَلَدا",
"حَتَّى ِذا رزقه ما نَشَدا",
"وَجاءهُ ابن ذكر مثل القَمَر",
"وَالشيخ ذو مال كَثير وَبَدر",
"أسلمه لِقسوة المعلم",
"ولَم يَكُن عَلَيهِ ذا ترحم",
"يَقتل في المَكتَب بِالهراجر",
"وَيَقطَع الليل بجفن ساهر",
"حَتّى ِذا ما أتقن الدابا",
"ألزمه الدكان وَالعَذابا",
"وَرُبَّما خاطر في البَحر بِهِ",
"مِن بَعدِ ما قاساه في مَكتبه",
"فَهَل يَقول قائل قَد خرف",
"ونَّهُ بِفعله ما أنصَفا",
"ِذ هُو ذو مال كَثير العَدد",
"وَما أَتاهُ غَير هَذا الوَلَد",
"فلِم بِأَصناف الأَذى يعذبه",
"المال يَكفيهِ فَلَم يهذبه",
"لِمَ لا يَكون وادِعاً في أَهله",
"مقتَنِعاً بِماله وَجَهله",
"وَهَكَذا الطبيب ِذ يُداوي",
"بِالقَطع وَالمسهل وَالمكاوى",
"وَحقنة وَكية وَقَطع",
"وَمنضج صَعب شَديد اللذع",
"وَرَبنا قَد خَلَق السِّباعا",
"وَحَشَرات خبثت طِباعا",
"وَفي الجَميع حكمة خَفيه",
"لِلَّهِ بَل ظاهِرة جَليه",
"ِن الَّذي في خَلقِهِ اِستَوَينا",
"هُوَ الَّذي فَضلهم عَلَينا",
"وَلَيسَ ذاكَ مِنهُم بِظلم",
"لأَنَّهُم يَأتونه عَن علم",
"فَقالَت العَنقاء ِن الموقا",
"ظَن الفَتى عَدوه صَدوقا",
"ِن الجَهول بَينَنا نعلمه",
"هُوَ الَّذي ينصف من يَظلمه",
"فَما تَقول الخَيل فيما قَد جَرى",
"قُلنَ صَواب كُل ما قَد ذَكَرا",
"لأَنَّهُم ملاكنا والمالك",
"لَيسَ لَهُ في أَمرِهِ مُشارك",
"يَفعَل ما شاءَ بِلا اِستثناء",
"مُختَبِراً للعبد بِالبَلاء",
"يَصبر للقَضاء أَم لا يَصبر",
"وَهوَ بِهِ من قَبل ذاكَ يخبر",
"قالَ لَهُ لَقَد جَمَعت كذبا",
"وَسَفهاً وَقَد أَتَيت عَجبا",
"زَعمت أن الِنس ملاكٌ لَكُم",
"وَمحسنون في الَّذي جاءوا بِكُم",
"وَِن رَب العَرش قَد سَلطَهُم",
"عَلَيكُم حَقاً وَقَد بَسطهم",
"مِن أَين قُلت ذاكَ يا مَسكين",
"ابن لي الحَق فَما يَبين",
"أَي دَليل لَكَ في ذي الدعوى",
"لِتَجعل الشُكر مَكان الشكوى",
"ِن قُلت قالوا قُلت دَعوى مِنهُم",
"مثلك يَرويها لمثلي عَنهُم",
"وَأَن تَقل بِالرأي وَالعُقول",
"فَِنَّهُ مُشتَرك الدليل",
"لَو كانَ مَعقولاً فَهمناه مَعاً",
"ِذ اِستَوَينا في العُقول أَجمَعا",
"ِن كانَت القُدرة حَقاً فَكَذا",
"حق عَلَيهم ما لَقوا مِن الأَذى",
"وَكُل ما يَجري عَلَيهم حَق",
"وَكُل ما يُقال فيهم صدق",
"وَلَيسَ في العالم ظلم جار",
"ِذ كل ما يَجري بِذن الباري",
"وَِن يَكونوا مَلَكوا أَفهاما",
"وَفطنةً ساسوا بِها الأَناما",
"فَذاكَ يَنهاهم عَن العُدوان",
"أَجَل وَيَدعوهم ِلى الِحسان",
"وَلَيسَ مِن عَقل الفَتى وَكَرَمه",
"ِفساد شَخص كامل لقرمه",
"وَكانَ في الخَيل حصان أَشقَر",
"لَهُ رواء حسن وَمَنظَر",
"يُدعى الصبا لرفقه وَسرعته",
"في جريه وَشده وَخفته",
"فَقالَت العَنقاء قَول منكر",
"لِقَوله ما أَنتَ ِلا مفتر",
"مُكابِرٌ مُعاند محرف",
"وَفي الجِدال ظالم لا تنصف",
"هَذا جحود ظاهر للصانع",
"وَقَصده بِالحَق وِالشرائع",
"قالَ وَما فيهِ مِن الجحود",
"وَالكُفر بِالرسل وَبِالمَعبود",
"قالَت أَما علمت أَن الصانِعا",
"أَجرى القَضاء مُعطياً وَمانِعا",
"وَموجد الخَلق عَلى النظام",
"قَصداً ِلى مَصالح الأَنام",
"مِن أَجلِهم أَوجد كُل شَيء",
"وَكُل رُشد في الوَرى وَغى",
"وَالأَرض دار لَهُم وَالفلك",
"سَقف لَهُم وَجوه وَالحبك",
"وَكُل ما في الأَرض مِن موجود",
"لَهُم بِلُطف الصانع المَعبود",
"لَما اِرتَضى الِنسان بِالتكليف",
"حَباهُ بِالِكرام وَالتشريف",
"وَاختَصهُ بِالسر وَالمُعامله",
"فَضلاً وَنَفساً للعلوم قابله",
"وَالوَحي وَالثَواب وَالعِقاب",
"وَالوَعظ وَالعِتاب وَالحِساب",
"وَالعَقل وَالنطف وَحُسن السيره",
"وَالفَهم وَالنية وَالسريره",
"فكانَ أَعلى العالمين رتبه",
"وَخَيرهم مَنزِلَة وَقربه",
"وَلَم يَكُن مَقصوده بِالخلق",
"ِلا بَني دم فَاِسمَع صدقي",
"لِيَعبُدوه وَيوحدوه",
"وَيَشكروه وَيُمَجِدوه",
"فَكانَ كُل الخَلق عَبداً لَهُم",
"وَلَستُ في مَقالتَي أتهم",
"وَكُل ما يَظهَر مِنهُم عَدل",
"لَيسَ عَلَيهم سبة وَعَذل",
"جباههم مِن أَثر السجود",
"مَوسومة في خدمة المَعبود",
"قَد نَحلوا بِالصوم وَالعِباده",
"وَرَفضوا اللذات للزهاده",
"قُلوبهُم مَعادن الِيمان",
"صُدورهم خَزائن القُرن",
"وَفيهم الِيثار وَالسخاء",
"وَالصبر وَالوَفاء وَالصفاء",
"كَم دَعوات لَهُم مُجابَه",
"تَستَنزل القطر مِن السحابه",
"وَمِنهُم مَن يَترُك الحَلالا",
"تَورعا لربِهِ تَعالى",
"وَمِنهُم من يُنفق الأَموالا",
"لوجهِهِ وَيلطف السُؤالا",
"وَمِنهُم مُجاهد بِنَفسِه",
"هادِئَةً في الروع مثل تُرسه",
"وَمَن يُذيب نَفسه للحج",
"مِن كُل فَج شاسع وَنَهج",
"وَالأَنبياء مِنهُم وَالرسل",
"وَالمال وَالسلطان وَهوَ ظل",
"وَفيهم حَزم وَعَزم وَصلف",
"وَلَيسَ بَعدَ العَقل وَالنطق شَرَف",
"وَلَهُم اللذات في المَطاعم",
"وَلبس كُل رائق وَناعم",
"لَولا بَنو دم بَينَ العالم",
"ما بانَ لِلعُقول فَضل العالم",
"وَلَم تَبن هَذي المَعالي الفاخره",
"فَِنَّما الدنيا لَهُم وَالخره",
"أَنسابهم مَحفوظة مَعروفه",
"في صُحف مَصونة مَكنوفه",
"أَسرارهم خافية لا تظهر",
"مَستورة عَن الوَرى لا تنظر",
"وَفيهم العُلوم وَالداب",
"وَلَهُم الأَحلام وَالأَلباب",
"وَِنَّما أَنتُم بِكُفر فَضلِهم",
"وَذم ما لَم تَعرِفوا مِن فعلهم",
"كَاِمرَأة التاجر ضعف عَقلها",
"وَالجَهل أَغراها بِعَيب بعلها",
"عابثة بِالفَضل وَالمَحاسن",
"لجهلها بِزائن وَشائن",
"فَقال من هَذي وَكَيفَ القصه",
"وَلم بِنا أَمثالها مُختَصه",
"قَد خلقوا في أَحسَن التقويم",
"وَفضلوا بِالقَدر وَالجسوم",
"وَِنَّما أَجسامهُم عَلى قَدر",
"لا صغرٌ يَشينها وَلا كبر",
"وَقامة سَوية مَنصوبه",
"وَصورة مَقبولة مَحبوبه",
"ثُم الصغير مِنهُم بِعَقله",
"يَقود أَلفاً مِنكُم بِحبله",
"وَيَقهر الفيل العَظيم وَالأَسَد",
"بِكَيده حَتّى يَعود كَالفَهَد",
"وَيَرصد النجوم في أَفلاكِها",
"وَيَحفَظ الجُسوم مِن هلاكِها",
"بِالطب وَالتدبير وَالمُعالجه",
"مِن الشكايا وَالبَلايا الهائِجَه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=527697 | ابن الهبارية | نبذة
:
محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى.\nابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك.\nوله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً.\nقال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد.\nوتوفي في كرمان.\nمن كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9513 | null | null | null | null | <|meter_15|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قالَ سَمعتُ أن ذئباً أَبصرا <|vsep|> غَزالة ترضع خَشفاً أَحوَرَا </|bsep|> <|bsep|> لَكنها مَريضة هَزيلة <|vsep|> وَساقَها مَكسورة عَليله </|bsep|> <|bsep|> قَد مَسها الضر فَعادَت نضوا <|vsep|> يَحسبها الراؤون مِنها شلوا </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ ِن أَكلَتها لَم أَشبع <|vsep|> وَلَيسَ لَحم مثلها بمقنع </|bsep|> <|bsep|> وَالرَأي أَن أَعلفها أَياما <|vsep|> فَِنَّها لا تَجد الطعاما </|bsep|> <|bsep|> لَعَلَها تسمن ثُم أَعمد <|vsep|> يَومئذ لَها وَذاك أَرشَد </|bsep|> <|bsep|> فَجاءَها مُسلما فَقالا <|vsep|> وَالذئب لا يُصادق الغَزالا </|bsep|> <|bsep|> ِلا لِكَيد كامن وَمَكر <|vsep|> جزّ قَصير أَنفه لأَمر </|bsep|> <|bsep|> يا أُخت ما حالك قالَت شر <|vsep|> وَغَرها وَالشهم لا يغتَر </|bsep|> <|bsep|> وَأظهر اللطف لَها وَالرفقا <|vsep|> فَقَد رأَتهُ للشقاء حَقا </|bsep|> <|bsep|> وَشَكَت الجُوع َلَيهِ فَبَكى <|vsep|> وَأظهر الخُشوع وَالتنَسكا </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ ِني تُبت مِن عداوتي <|vsep|> للوحش حَتّى انكسرَت ضَراوَتي </|bsep|> <|bsep|> حَلفتُ لا كل جهدَ حلف <|vsep|> ِلا الَّذي يَموت حتف الأَنف </|bsep|> <|bsep|> فَبئست الطبيعة القَساوة <|vsep|> وَالفَتك بِالنُفوس وَالضراوة </|bsep|> <|bsep|> ِن لَم يَكُن جنسَهُم كَجنسي <|vsep|> فَِنَّما نُفوسهُم كَنَفسي </|bsep|> <|bsep|> وَِن ِفسادي كَون صوره <|vsep|> لِشَهوة تعرض أَو ضَروره </|bsep|> <|bsep|> ظُلم وَجَهل لَيسَ فيهِ شَك <|vsep|> وَلَستُ مِن ثم بِهِ أنفك </|bsep|> <|bsep|> حَتّى مَتى تَبكي العُيون فَتكى <|vsep|> كَم مُقلة مِن سوء فعلي تَبكي </|bsep|> <|bsep|> وَكَبد أَحرَقتها بالثكل <|vsep|> وَولد أيتمته بِالأَكل </|bsep|> <|bsep|> وَقَد عَلمت وَاللبيب يَعلم <|vsep|> بالطبع لا يَرحم مَن لا يرحَم </|bsep|> <|bsep|> فَتُبت مِن قَساوَتي وَصبوتي <|vsep|> وَقُلت أمحو حَوبَتي بِتَوبَتي </|bsep|> <|bsep|> وَمَر مِن ساعَتِهِ فَجاءَها <|vsep|> بعلف حشت بِهِ أَحشاءَها </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل يعلفها وَيَجتَهد <|vsep|> كَيداً وَمَن يَعجَز عَن الأَمر يكد </|bsep|> <|bsep|> وَلَم تَزَل تَدعو لَهُ وَتشكره <|vsep|> مُذ صدقت مِن نسكهِ ما يذكره </|bsep|> <|bsep|> لَم تَدرِ كَيفَ قصد أَن يكيدَها <|vsep|> أَضحى يقوتها لِكي يَقودَها </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا ما رَجعت كَالتولب <|vsep|> وَأَصبَحَت مِن شحمها كَالشوقب </|bsep|> <|bsep|> عافصها بوثبة شَديده <|vsep|> محكماً أَنيابه الحَديده </|bsep|> <|bsep|> وَهَكَذا لَو تَفهَمون الأنس <|vsep|> يبركم أَرفقهم لِيَقسو </|bsep|> <|bsep|> وَأَنتُم لِقلة الأفهام <|vsep|> وَسفه العُقول وَالأَحلام </|bsep|> <|bsep|> تَرون سوء فعلهم عَيانا <|vsep|> وَلا تَرونَ ذالِكُم عُدوانا </|bsep|> <|bsep|> ن أَقل مَن تَرى أَذهانا <|vsep|> من حسب الِساءة الِحسانا </|bsep|> <|bsep|> قالَ أَبو أَيوب في جَوابه <|vsep|> قَد يغلب المَرء عَلى صَوابه </|bsep|> <|bsep|> ِنكَ ما أنصفت في المَقال <|vsep|> وَلا عَدَوت زُخرف المحال </|bsep|> <|bsep|> لزمت للجهل قَبيح الظاهر <|vsep|> وَما نَظَرت حسن السَرائر </|bsep|> <|bsep|> وَذاكَ فاعلم عادة الجهال <|vsep|> وَسنة الأَغمار وَالأرذال </|bsep|> <|bsep|> ن يَقصدوا ظَواهر الأَقوال <|vsep|> بِالطعن وَالتَزييف بِالجدال </|bsep|> <|bsep|> وَيَغفَلون عَن خَفيِّ الحكمه <|vsep|> وَلَو رَأوها لأَزالوا النهمه </|bsep|> <|bsep|> كَم حسن ظاهر قَبيح <|vsep|> وَسمج عُنوانهُ مَليح </|bsep|> <|bsep|> وَحكمة خافية وَمصلحه <|vsep|> للناس في مَعارض مُستقبحه </|bsep|> <|bsep|> تخفى عَلى الجهال وَالأَغمار <|vsep|> لجهلهم بحكمة الجبار </|bsep|> <|bsep|> من عَرَفَ اللَّه أَزال التهمه <|vsep|> وَقال كُل فعله للحكمه </|bsep|> <|bsep|> قَد تَضرب الأُم الرؤوم طِفلَها <|vsep|> فَهَل يَذم ذو رَشاد فعلها </|bsep|> <|bsep|> لعلمهم بِأَنَّها شَفيقه <|vsep|> عَلى بَنيها وَبِهم رَفيقه </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما تَضربه لنفعه <|vsep|> وَزَجره عَن غَيهِ وَمَنعه </|bsep|> <|bsep|> لأَنَّها أَعلَم بِالمصالح <|vsep|> مِنهُ وَأَهدى للسبيل الواضِح </|bsep|> <|bsep|> وَِن مَن يَقصد قَلعَ ضرسه <|vsep|> لَم يَعتمد ِلا صَلاحَ نَفسه </|bsep|> <|bsep|> وَقَد تَرى شَيخاً كَبيراً فانياً <|vsep|> عاش عَقيماً يَرهب المواليا </|bsep|> <|bsep|> وَيَسأَلُ اللَّه تَعالى وَلَدا <|vsep|> حَتَّى ِذا رزقه ما نَشَدا </|bsep|> <|bsep|> وَجاءهُ ابن ذكر مثل القَمَر <|vsep|> وَالشيخ ذو مال كَثير وَبَدر </|bsep|> <|bsep|> أسلمه لِقسوة المعلم <|vsep|> ولَم يَكُن عَلَيهِ ذا ترحم </|bsep|> <|bsep|> يَقتل في المَكتَب بِالهراجر <|vsep|> وَيَقطَع الليل بجفن ساهر </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا ما أتقن الدابا <|vsep|> ألزمه الدكان وَالعَذابا </|bsep|> <|bsep|> وَرُبَّما خاطر في البَحر بِهِ <|vsep|> مِن بَعدِ ما قاساه في مَكتبه </|bsep|> <|bsep|> فَهَل يَقول قائل قَد خرف <|vsep|> ونَّهُ بِفعله ما أنصَفا </|bsep|> <|bsep|> ِذ هُو ذو مال كَثير العَدد <|vsep|> وَما أَتاهُ غَير هَذا الوَلَد </|bsep|> <|bsep|> فلِم بِأَصناف الأَذى يعذبه <|vsep|> المال يَكفيهِ فَلَم يهذبه </|bsep|> <|bsep|> لِمَ لا يَكون وادِعاً في أَهله <|vsep|> مقتَنِعاً بِماله وَجَهله </|bsep|> <|bsep|> وَهَكَذا الطبيب ِذ يُداوي <|vsep|> بِالقَطع وَالمسهل وَالمكاوى </|bsep|> <|bsep|> وَحقنة وَكية وَقَطع <|vsep|> وَمنضج صَعب شَديد اللذع </|bsep|> <|bsep|> وَرَبنا قَد خَلَق السِّباعا <|vsep|> وَحَشَرات خبثت طِباعا </|bsep|> <|bsep|> وَفي الجَميع حكمة خَفيه <|vsep|> لِلَّهِ بَل ظاهِرة جَليه </|bsep|> <|bsep|> ِن الَّذي في خَلقِهِ اِستَوَينا <|vsep|> هُوَ الَّذي فَضلهم عَلَينا </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ ذاكَ مِنهُم بِظلم <|vsep|> لأَنَّهُم يَأتونه عَن علم </|bsep|> <|bsep|> فَقالَت العَنقاء ِن الموقا <|vsep|> ظَن الفَتى عَدوه صَدوقا </|bsep|> <|bsep|> ِن الجَهول بَينَنا نعلمه <|vsep|> هُوَ الَّذي ينصف من يَظلمه </|bsep|> <|bsep|> فَما تَقول الخَيل فيما قَد جَرى <|vsep|> قُلنَ صَواب كُل ما قَد ذَكَرا </|bsep|> <|bsep|> لأَنَّهُم ملاكنا والمالك <|vsep|> لَيسَ لَهُ في أَمرِهِ مُشارك </|bsep|> <|bsep|> يَفعَل ما شاءَ بِلا اِستثناء <|vsep|> مُختَبِراً للعبد بِالبَلاء </|bsep|> <|bsep|> يَصبر للقَضاء أَم لا يَصبر <|vsep|> وَهوَ بِهِ من قَبل ذاكَ يخبر </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ لَقَد جَمَعت كذبا <|vsep|> وَسَفهاً وَقَد أَتَيت عَجبا </|bsep|> <|bsep|> زَعمت أن الِنس ملاكٌ لَكُم <|vsep|> وَمحسنون في الَّذي جاءوا بِكُم </|bsep|> <|bsep|> وَِن رَب العَرش قَد سَلطَهُم <|vsep|> عَلَيكُم حَقاً وَقَد بَسطهم </|bsep|> <|bsep|> مِن أَين قُلت ذاكَ يا مَسكين <|vsep|> ابن لي الحَق فَما يَبين </|bsep|> <|bsep|> أَي دَليل لَكَ في ذي الدعوى <|vsep|> لِتَجعل الشُكر مَكان الشكوى </|bsep|> <|bsep|> ِن قُلت قالوا قُلت دَعوى مِنهُم <|vsep|> مثلك يَرويها لمثلي عَنهُم </|bsep|> <|bsep|> وَأَن تَقل بِالرأي وَالعُقول <|vsep|> فَِنَّهُ مُشتَرك الدليل </|bsep|> <|bsep|> لَو كانَ مَعقولاً فَهمناه مَعاً <|vsep|> ِذ اِستَوَينا في العُقول أَجمَعا </|bsep|> <|bsep|> ِن كانَت القُدرة حَقاً فَكَذا <|vsep|> حق عَلَيهم ما لَقوا مِن الأَذى </|bsep|> <|bsep|> وَكُل ما يَجري عَلَيهم حَق <|vsep|> وَكُل ما يُقال فيهم صدق </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ في العالم ظلم جار <|vsep|> ِذ كل ما يَجري بِذن الباري </|bsep|> <|bsep|> وَِن يَكونوا مَلَكوا أَفهاما <|vsep|> وَفطنةً ساسوا بِها الأَناما </|bsep|> <|bsep|> فَذاكَ يَنهاهم عَن العُدوان <|vsep|> أَجَل وَيَدعوهم ِلى الِحسان </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ مِن عَقل الفَتى وَكَرَمه <|vsep|> ِفساد شَخص كامل لقرمه </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ في الخَيل حصان أَشقَر <|vsep|> لَهُ رواء حسن وَمَنظَر </|bsep|> <|bsep|> يُدعى الصبا لرفقه وَسرعته <|vsep|> في جريه وَشده وَخفته </|bsep|> <|bsep|> فَقالَت العَنقاء قَول منكر <|vsep|> لِقَوله ما أَنتَ ِلا مفتر </|bsep|> <|bsep|> مُكابِرٌ مُعاند محرف <|vsep|> وَفي الجِدال ظالم لا تنصف </|bsep|> <|bsep|> هَذا جحود ظاهر للصانع <|vsep|> وَقَصده بِالحَق وِالشرائع </|bsep|> <|bsep|> قالَ وَما فيهِ مِن الجحود <|vsep|> وَالكُفر بِالرسل وَبِالمَعبود </|bsep|> <|bsep|> قالَت أَما علمت أَن الصانِعا <|vsep|> أَجرى القَضاء مُعطياً وَمانِعا </|bsep|> <|bsep|> وَموجد الخَلق عَلى النظام <|vsep|> قَصداً ِلى مَصالح الأَنام </|bsep|> <|bsep|> مِن أَجلِهم أَوجد كُل شَيء <|vsep|> وَكُل رُشد في الوَرى وَغى </|bsep|> <|bsep|> وَالأَرض دار لَهُم وَالفلك <|vsep|> سَقف لَهُم وَجوه وَالحبك </|bsep|> <|bsep|> وَكُل ما في الأَرض مِن موجود <|vsep|> لَهُم بِلُطف الصانع المَعبود </|bsep|> <|bsep|> لَما اِرتَضى الِنسان بِالتكليف <|vsep|> حَباهُ بِالِكرام وَالتشريف </|bsep|> <|bsep|> وَاختَصهُ بِالسر وَالمُعامله <|vsep|> فَضلاً وَنَفساً للعلوم قابله </|bsep|> <|bsep|> وَالوَحي وَالثَواب وَالعِقاب <|vsep|> وَالوَعظ وَالعِتاب وَالحِساب </|bsep|> <|bsep|> وَالعَقل وَالنطف وَحُسن السيره <|vsep|> وَالفَهم وَالنية وَالسريره </|bsep|> <|bsep|> فكانَ أَعلى العالمين رتبه <|vsep|> وَخَيرهم مَنزِلَة وَقربه </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَكُن مَقصوده بِالخلق <|vsep|> ِلا بَني دم فَاِسمَع صدقي </|bsep|> <|bsep|> لِيَعبُدوه وَيوحدوه <|vsep|> وَيَشكروه وَيُمَجِدوه </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ كُل الخَلق عَبداً لَهُم <|vsep|> وَلَستُ في مَقالتَي أتهم </|bsep|> <|bsep|> وَكُل ما يَظهَر مِنهُم عَدل <|vsep|> لَيسَ عَلَيهم سبة وَعَذل </|bsep|> <|bsep|> جباههم مِن أَثر السجود <|vsep|> مَوسومة في خدمة المَعبود </|bsep|> <|bsep|> قَد نَحلوا بِالصوم وَالعِباده <|vsep|> وَرَفضوا اللذات للزهاده </|bsep|> <|bsep|> قُلوبهُم مَعادن الِيمان <|vsep|> صُدورهم خَزائن القُرن </|bsep|> <|bsep|> وَفيهم الِيثار وَالسخاء <|vsep|> وَالصبر وَالوَفاء وَالصفاء </|bsep|> <|bsep|> كَم دَعوات لَهُم مُجابَه <|vsep|> تَستَنزل القطر مِن السحابه </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُم مَن يَترُك الحَلالا <|vsep|> تَورعا لربِهِ تَعالى </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُم من يُنفق الأَموالا <|vsep|> لوجهِهِ وَيلطف السُؤالا </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُم مُجاهد بِنَفسِه <|vsep|> هادِئَةً في الروع مثل تُرسه </|bsep|> <|bsep|> وَمَن يُذيب نَفسه للحج <|vsep|> مِن كُل فَج شاسع وَنَهج </|bsep|> <|bsep|> وَالأَنبياء مِنهُم وَالرسل <|vsep|> وَالمال وَالسلطان وَهوَ ظل </|bsep|> <|bsep|> وَفيهم حَزم وَعَزم وَصلف <|vsep|> وَلَيسَ بَعدَ العَقل وَالنطق شَرَف </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم اللذات في المَطاعم <|vsep|> وَلبس كُل رائق وَناعم </|bsep|> <|bsep|> لَولا بَنو دم بَينَ العالم <|vsep|> ما بانَ لِلعُقول فَضل العالم </|bsep|> <|bsep|> وَلَم تَبن هَذي المَعالي الفاخره <|vsep|> فَِنَّما الدنيا لَهُم وَالخره </|bsep|> <|bsep|> أَنسابهم مَحفوظة مَعروفه <|vsep|> في صُحف مَصونة مَكنوفه </|bsep|> <|bsep|> أَسرارهم خافية لا تظهر <|vsep|> مَستورة عَن الوَرى لا تنظر </|bsep|> <|bsep|> وَفيهم العُلوم وَالداب <|vsep|> وَلَهُم الأَحلام وَالأَلباب </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما أَنتُم بِكُفر فَضلِهم <|vsep|> وَذم ما لَم تَعرِفوا مِن فعلهم </|bsep|> <|bsep|> كَاِمرَأة التاجر ضعف عَقلها <|vsep|> وَالجَهل أَغراها بِعَيب بعلها </|bsep|> <|bsep|> عابثة بِالفَضل وَالمَحاسن <|vsep|> لجهلها بِزائن وَشائن </|bsep|> <|bsep|> فَقال من هَذي وَكَيفَ القصه <|vsep|> وَلم بِنا أَمثالها مُختَصه </|bsep|> <|bsep|> قَد خلقوا في أَحسَن التقويم <|vsep|> وَفضلوا بِالقَدر وَالجسوم </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما أَجسامهُم عَلى قَدر <|vsep|> لا صغرٌ يَشينها وَلا كبر </|bsep|> <|bsep|> وَقامة سَوية مَنصوبه <|vsep|> وَصورة مَقبولة مَحبوبه </|bsep|> <|bsep|> ثُم الصغير مِنهُم بِعَقله <|vsep|> يَقود أَلفاً مِنكُم بِحبله </|bsep|> <|bsep|> وَيَقهر الفيل العَظيم وَالأَسَد <|vsep|> بِكَيده حَتّى يَعود كَالفَهَد </|bsep|> <|bsep|> وَيَرصد النجوم في أَفلاكِها <|vsep|> وَيَحفَظ الجُسوم مِن هلاكِها </|bsep|> </|psep|> |
قلت افدنيها فقال قيلا | 2الرجز
| [
"قُلتُ أَفدنيها فَقالَ قيلا",
"وَلَيسَ كُل خَبَر عَليلا",
"كانَ بِمصر رَجُلٌ خَباز",
"يَقذفه بِالرفض مَن يَجتاز",
"وَكانَ في كُل غَداةٍ يفتح",
"دُكانَهُ بِالجسر حينَ يُصبِح",
"ثُم يَقوم قائِماً فَيَخطب",
"وَيَمدَح الحاكم ثُم يطنب",
"وَيَلعن القادر لَعناً ظاهِرا",
"وَلَم يَكُن بِذَنبِهِ مُساتِرا",
"عِشرين عاماً وَِذا ما ذَكَروا",
"بَغداد كادَ قَلبهُ يَنفَطر",
"لِبغضها وَبُغض مَن بَناها",
"وَود كُل الناس لَو يَراها",
"وَكانَ في بَغداد خَباز دبر",
"لَكنه بالنسك فيها مُشتهر",
"فَأَمر القادر حينَ أَحضَره",
"وقالَ هَذي بدرة مبدره",
"فَاِذهَب ِلى مصر وَدَع عَنكَ العلل",
"وَانصب عَلى الخَباز اشراك الحِيَل",
"عَساكَ أَن تقدمه العراقا",
"فَنَّهُ قَد شَقني شقاقا",
"فَمر ذاكَ الشَّيخ يَبغي مصرا",
"حَتَّى أَتى جيزتها وَالجسرا",
"وَصبح الخَباز ثُم دَفَعا",
"ِلَيهِ دِيناراً وَكَيداً صنعا",
"فلمح الخَباز ضَرب القادر",
"فَثارَ للغيظ كَليث خادِر",
"وَضَرب الشيخ ِلى أَن أثخنه",
"وَشَتَمَ القادر ثُم لَعنه",
"وَقذفَ الدينارَ عَن يَديه",
"تطيراً ذ اسمه عليه",
"فَجَلَسَ الشَّيخ قَريباً يَبكي",
"وَالضرب في أَضلاعِهِ وَالفَك",
"وَقالَ قَول وَاله كَئيب",
"شر الخلال بغضة الغريب",
"شَيخ غَريب بائس كوفي",
"موحد معتقد شيعي",
"ضَرَبتموه ِنَّها عَجيبه",
"مِن مثلكم في الدين مِن مُصيبه",
"قَصَدتكم للدين مِن بِلادي",
"تَبَرماً بِصُحبة الأَعادي",
"فَسَمع الخَباز ذاكَ فَبَكى",
"وَجاءَ يَسعى نَحوَهُ تَنسكا",
"مُعتَذِراً مِما جَرى عَلَيه",
"مُقبلاً لِذَنبِهِ رجليه",
"يَقول خلت الشيخ بَغداديا",
"وَلَم أَخله مُؤمِناً كوفيا",
"وَساءَني اسم ذَلِكَ اللعين",
"فَكانَ ما فعلته للدين",
"فَطَلَب التحليل مِما فَعَلَه",
"وَتابَ مِن قَسوته فَحلله",
"وَقالَ ِني مثلكُم خَباز",
"وَحَقي الكرام وَالِعزاز",
"فَاِصطَلَحا وَاِتفَقا وَاِصطَحبا",
"وَاِشتَرَكا وَاتجرا وَاِكتَسَبا",
"وَزَوج المصري مِنهُ ابنته",
"وَأعمل الشيخ عَلَيهِ حيلته",
"وَلَم يَزَل يجهَد في التشنع",
"وَكَثرَة النِفاق وَالتصَنع",
"حَتَّى ِذا حالَ عَلَيهِ الحَول",
"وَجاءَ شَعبان عراه الوَيل",
"وَلَجَّ في البُكاء وَالنحيب",
"فَقالَ ما يبكيكَ يا حَبيبي",
"قالَ لَهُ شَوقي ِلى الزياره",
"وَخدمة المَشاهد المُختاره",
"وَالبَرَكات نازِلات فيها",
"وَلَم يَزَل بِجُهده يطريها",
"وَيورِد الفاسدَ وَالصحيحا",
"مِن فَضلِها وَيُكثر المَديحا",
"حَتَّى اِشتَهى المصري أَن يَزورَها",
"وَقالَ ِني مزمِعٌ حُضورَها",
"لَكِنَّني أَخاف بَطش القادر",
"فَقَد عَرَفت بَغضه المخامري",
"وَِنَّني أسبه مُجاهِرا",
"فَحَق لي أَن أغتدى محاذِرا",
"قالَ لهُ الشيخُ وما يدريه",
"بحالنا ومن به يأتيه",
"كَم مثلنا يَزور كُل عام",
"مِن جهة الحِجاز وَالشم",
"وَذاكَ عَنهُ غافل لا يَدري",
"لأَنَّهُ مِن جَهلِهِ في سُكر",
"فَلَم يَزَل بِقَولِهِ يغره",
"وَهوَ ِلى حمامه يَجره",
"حَتَّى ِذا ما قَدم العِراقا",
"وَفارق الأَصحابَ وَالرفاقا",
"فَكاتب القادر بِالحَقيقه",
"فَأخَذَت خيولَهُ طَريقه",
"وَأحضَروه وَهوَ في وَثاقه",
"لِسوء ما قَدم مِن شَقاقه",
"حَتَّى ِذا ما صارَ عَنهُ القادر",
"أَبدى لَهُ بشر الخدوع الماكر",
"وَقالَ حلوا قَيده وَالغلا",
"وَأنكر الفعل بِهِ فحلا",
"وَبرَّهُ وَلَم يَزَل في حُجرَتِه",
"مشاهِداً وَجد في عيادته",
"ثُم حَباه لَيلة بِأَلف",
"وَزادَ في ِكرامِه وَاللطف",
"وَقالَ لا تَسب مَن لا تَعرفه",
"ِنَكَ في اِغتِيابِهِ لا تنصفه",
"وَرَدهُ مِن وَقتِهِ ِلى الوَطَن",
"وَبغضه قَد صارَ حُباً وَشجن",
"حَتَّى ِذا ما فَتَحَ الدكانا",
"وَشاهد الِخوانَ وَالجِيرانا",
"قامَ عَلى عادَتِهِ خَطيباً",
"وَلَم يَكُن في فعلِهِ مُصيبا",
"وَمَدح القادر أَي مَدح",
"مُعتَذِراً مِن جرحِهِ وَالقَدح",
"وَلَم يَزَل يَدعو لَهُ وَيَشكُره",
"وَبِالجَميل في الدعاء يَذكره",
"فَبَلَغَ الحاكم ذاكَ عَنهُ",
"فَساءهُ ما قَد أَتاه مِنه",
"وَاِشتاطَ مِما أَبلَغوه وَغَضب",
"وَأَصبَحَ الخَباز وَهوَ قَد صلب",
"وَرقعة في حَلقِهِ مُعَلقَه",
"نَحنُ صَلَبناه فَخلوا المخرقه",
"بِكَف مَن كانَ لَهُ يُوالي",
"وَذاكَ مِن مَحاسن الأَعمال",
"لا يلتحف بِثمه وَعاره",
"خَير الأُمور الصَّبر في المَكاره",
"وَالرفق في التدبير وَالتلطف",
"لما يَشا وَأَنتَ لَم تعنف",
"عادَ ِلى عادَتِهِ صَبيحُ",
"وَِنَّهُ محدث فَصيحُ",
"قالَ فَلَما شاعَت الأَخبار",
"وَاِنتَشَرَت بِذَلِكَ الثار",
"كَذبَها جَميعها الأَمير",
"بِنَقدِهِ لأَنَّهُ تَحرير",
"لَكِنَّهُ صَدقَها في الظاهر",
"تَوصلاً بِها ِلى السرائر",
"فَزين النعمة وَاِستَقصاها",
"وَمَنَّ بِالمُهجَة ِذ أَبقاها",
"وَقالَ ِن النفي خَير لي وَلَك",
"وَمَن نَفى عَن أَرضِهِ فَقَد هَلَك",
"فَجئت هَذا البَلَد الغَريبا",
"وَلَم أَجد في ربعه نَسيبا",
"قالَ لَهُ الطاووس قَد عَرَفته",
"وَكُل ما شَرَحته فَهمته",
"وَهوَ هَجين الأَصل حينَ ينسب",
"وَالعرق دَساس لَيهِ يجذب",
"كانَت لَهُ أُم من العقاعق",
"أشبهها في هَذِهِ الخَلائق",
"ِن الأُصول تَجذب الفُروعا",
"وَالعرق دَساس ذا أطيعا",
"ما طابَ فرع أَصلهُ خَبيثُ",
"وَلا زَكا مِن مَجدِهِ حَديثُ",
"قَد يَبلغون رتباً في الدنيا",
"وَيُدرِكون وَطراً مِن عليا",
"لَكِنهُم لا يَبلغون في الكَرَم",
"مَبلَغَ مَن كانَ لَهُ فيهِ قَدم",
"قالَ لَهُ البوم وَلِلبوم حكم",
"مغالطاً في قَولِهِ وَقَد ظَلَم",
"خَل الأُصول فَالكَريمُ من كرم",
"لا يُكرم الفرع ِذا الأَصل لوم",
"قالَ لَهُ الطاووس حَقاً قلتا",
"وَنعم يا صاحب ما ذَكَرتا",
"لَكنَّ مَن تَقابَلَت أَطرافه",
"في طيبِها وَكرمت أَسلافه",
"كانَ خَليقاً بِالعَلاء وَالكَرَم",
"وَبَزَغَت في أَصلِهِ خير الشيَم",
"قالَ لَهُ الطاووس خَلّ ما مَضى",
"وَذكرهُ فَِنَّهُ قَد اِنقَضى",
"واعمل لَنا في حيلة تُنجينا",
"مِن شَرِّ ما نَلقى فَقَد أردينا",
"فَقالَ عِندي حيلة عَجيبه",
"تَنجو بِها مِن هَذِهِ المُصيبه",
"نَموت فيها فَِذا رَنا",
"مَوتى بِلا مَنفَعَةٍ أَلقانا",
"وَأَقبل الصياد وَهوَ جَذل",
"فأفلتتنا مِنهُ تِلكَ الحيل",
"فَأظهرا المَوت فَألقى البوما",
"وَقالَ مَن يَأخُذ ذا المَشؤوما",
"وَنَتف الطاووس حَتّى سَمطه",
"مَحَبةً لِريشِهِ وَخرطه",
"فَلقي العناء وَالعَذابا",
"مَن شاوَرَ الأَعداء ما أَصابا",
"وَذَهَب الصياد عَنهُ وَبَقى",
"مُنطَرِحاً في حيرة لما لَقى",
"وَقالَ لَو أَني أَجدت ما جَرى",
"عَليَّ مِن جَورِ الأَنيسِ ما أَرى",
"فَِنَّهُم لا يذبَحونَ مثلي",
"قَصدهم حسني دونَ أَكلي",
"فَلم فَعلتُ ما فَعَلتُ خائِفا",
"مِنهم فَأَصبَحت سَليباً تالِفا",
"كَذاكَ مَن يَستَصحب الأَعادي",
"يردونَهُ بِالغش وَالِفساد",
"قالَ لَهُ البومُ أَخَذت ثَأري",
"مِنكَ وَبَردت غَليل صَدري",
"وَجاءهُ يَنقره وَيَضربه",
"وَلَم يَزَل مُجتَهِداً يعذبه",
"قالَ لَهُ وَيحَك ما ذَنبي أَنا",
"تَأخذني ظُلماً بِذَنب من جَنى",
"أَيؤخذُ البريُّ بالسقيم",
"وَالرجل المُحسن بِاللئيم",
"قالَ نَعم ثَأري عِندَ الجنس",
"وَلَيسَ يَشقى غَير ذاكَ نَفسي",
"قالَ جَمَعت الجَهل وَالجُبن مَعاً",
"عيبان ما ظَننت أَن يَجتَمِعا",
"جُبناً عَلى العَدو وَالجَهل عَلى",
"سِواه في القَبيح ناراً تَصطلي",
"حَتَّى ِذا أَدماهُ مرَّ عَنهُ",
"وَقَد شَفى الحقد القَديم مِنه",
"فَلَم يُطق سَعياً وَلا حِراكا",
"وَعايَن الحيرة وَالهَلاكا",
"فَجاءهُ أَبو الحصين الثَّعلب",
"وَما أَطاقَ هَرَبا فَيَهرب",
"فَاِنتاشَهُ في فَمه وَعادا",
"لِيُطعم الزوجة وَالأَولادا",
"حَتَّى ِذا جاءَ بِهِ ِلَيهم",
"أَلقاه مِن أَنيابِهِ لَدَيهِم",
"وَقد رأَي المَوت عيانا فَدَعا",
"رَباً لَطيفاً بِالوَرى قَد صَنَعا",
"لَهُ وَقَد ظَلَّ حَزيناً محرجا",
"مَن يَتقي اللَّه يُصادف مَخرَجا",
"فَقالَ لِلأُنثى أَنا عَليل",
"وَِن جِسمي فاعلمي نَحيل",
"وَعاقل لا يَأكُل العَليلا",
"تحرزاً لا سيما نَحيلا",
"فَِنَّهُ يعديهِ بِالسقام",
"وَأكثر الداء مِن الطَّعام",
"فَلَو صَبَرت مُدة عَن أَكلي",
"كَيما تَزول علَّتي وَسِلِّي",
"وَرُبَّما سَمنت أَيضاً فَالسمن",
"يطيب اللحم وَيرطب البَدَن",
"وَها أَنا لَدَيكُم أَسير",
"مثلي لا يَسعى وَلا يَطير",
"فَناجت الأُنثى بِذاكَ الذكرا",
"قالَ لها خَديعة ما ذكرا",
"فَغَضِبَت مِن قَولِهِ وَقالَت",
"أَكل العَليل علة مازالَت",
"تريد أَن تَقتُلنا بِلحمه",
"أَخاف أَن يعدينا بِسقمه",
"فَغلبته قال أَنت أَدرى",
"لَست بِدان مِنهُ حَتَّى يَبرا",
"قالَ لَها ِنِّي أَخاف غَدره",
"وَلَست بِالمن وَيك مكره",
"فَاستَحلِفيه لي بِالطلاق",
"فَرُبَّما يَصدق في المِيثاق",
"قالَت لَهُ ِحلف لأَجلي فَحَلَف",
"لا ناله مادامَ ذا سَقمٍ تلف",
"قالَ لَها خدعت وَالحَرب خدع",
"فَاستيئسي لا تَطمَعي في أَن أقَع",
"وَعادَ مَسروراً ِلى أنثاه",
"وَقَصَّ للطيور ما عاناه",
"قالَت لَهُ الأُنثى عَجيب ما جَرى",
"وَفَضله باد لِمَن تَفَكَّرا",
"يخدعك البوم زَمان المحنه",
"وَهوَ سَفيه لَيسَ فيهِ فطنه",
"وَتخدع الثعلب وَهوَ داه",
"لَيسَ بِذي جَهل وَلا سفاه",
"ِذ جاءَت الدولة وَالسَّعاده",
"تَمت لَكَ الحيلة وَالرادَه",
"وَالفَضل نَقص في زَمان الحَد",
"وَالنَّقص فَضل في أَوان الجد",
"قالَت لَهُ العَنقاء حَقاً قلتا",
"عَلمت يا هَذا وَما جهلتا",
"فَظَلَّ يَسعى نَحوَ حجر الثَّعلب",
"وَيرتَعي مِن مطعم وَمَشرَب",
"حَتَّى ِذا صَح وَطالَ ريشه",
"وَصارَ لا يُمكن من يَحوشَه",
"طارَ ِلى غُصن رَفيع فَوقَع",
"عَلَيهِ وَهوَ من أَن يتبع",
"قالَت لَهُ الأُنثى وَخافَت بَعلَها",
"وَقَد رَأَت مِما جَنَتهُ جَهلَها",
"قَد خُنت بِالعُهود وَالأَيمان",
"غَدراً وَما الغَدر مِن الأَيمان",
"فَعد ِلَينا مناً لا خائِفاً",
"فَلَست تَخشى عِندَنا المتالفا",
"فَقد أَلفناك وَعدت كَالوَلَد",
"وَلَست ما عشت لَدَينا مُضطَهد",
"لَكن في الأنس عُيوباً أُخرى",
"وَأَنتُم مني بِذاكَ أَدرى",
"كُفرهم بِرَبهم وَفسقهم",
"وَقَتلهم أَنفسهم وَحمقهم",
"وَبُخلهم وَالمال غَير باق",
"وَحرصهم وَالعَيش بِالأَرزاق",
"وَجَمعهم وَقَد دَروا بِالمَوت",
"وَحزنهم عِندَ الردى وَالفَوت",
"قالَ الصبا أَتثبت المَعبودا",
"أَم أَنتَ مِمَن يظهر الجحودا",
"قالَ وَهَل يُمكن في العُقول",
"ِنكارك الصانع يا خَليلي",
"قالَت علمت أنَّهُ حَكيم",
"وَأنَّهُ بفعلهِ عَليم",
"قالَ نَعم لا شَكَ لي في حكمته",
"وَعلمه وَحلمه وَقدرته",
"قالَ فَكُلُّ ما جَرى وَيَجري",
"بِحكمة قدرها للأمر",
"فَقالَ زدني لَيسَ هَذا يَكفي",
"ِنَّ العَليل دائِماً يَستَشفي",
"قال لَهُ ِن اختلاف الخَلق",
"وَخَبطهم في باطل وَحَق",
"دلالة واضِحة للمقدره",
"وَلَيسَ لِلمُفسد فيها مَعذِره",
"وَكُلَّما ركب في المَخلوق",
"مِن اِختِلاف الطَّبع وَالفُروق",
"يَدل أَنَّ اللَّه رَب قادِر",
"مَقدوره يَعجز عَنهُ الحاصر",
"ثُم اِبتَلاهم ناهياً وَمِرا",
"لِيَعلم الأَعمال وَالسرائِرا",
"وَمُؤمِناً مِن خَلقِهِ وَكافِرا",
"وَوافياً بِعَهدِهِ وَغادِرا",
"لِيجزِي المُؤمن بِالثَّواب",
"وَيجزِي الكافِر بِالعِقاب",
"قالَ وَما في ذاكَ قُل وأوضح",
"فَلَست لِلتكليف بِالمُستَصلِح",
"قالَ جَهلت الحَق ِن المَصلحه",
"بادية أَسرارها مُستملحه",
"لأَنَّهُ فَرَّق بَينَ الخَلق",
"في جُملة الأَحوال أَي فَرق",
"فَخَلق المَعدن وَالنباتا",
"وَالحَيوان خَلَقوا أشتاتا",
"وَالحَيوان صامت وَناطق",
"وَفائق في علقه وَمائِق",
"وَهملٌ أَهمله ما كَلفه",
"وَناطق كَلفه فَشرفه",
"كَيلا يَكون الخَلق شَيئاً وَاحِدا",
"فَتنقص القُدرة نَقصاً زائِدا",
"فَالقادِر الحَق عَلى الأطلاق",
"من أَوجد الأَضداد في الأَخلاق",
"وَجمعت صنعته الأَضدادا",
"تَصَرفا فيها كَما أَرادا",
"كَذاكَ فَاِعلَم خَلق الأَصنافا",
"جَميعها تَختَلف اِختِلافا",
"أَحسَن خَلق الفيل وَالبَعوضه",
"بِحكمة عَلى النهى مَعروضه",
"وَقتلهم نُفوسهُم فَهَكَذا",
"بَعضهم يَلقى مِن البَعض الأَذى",
"فَِن في الوحش وَفي الطيور",
"ما شِئت مِن ظُلم وَمِن شُرور",
"وَقَد مَضى جَواب ذا وَعُذره",
"وَقَد بَدا لَو اِعتبرت سرهُ",
"فَأيقن العَنقاء أَنَّ الحَقا",
"كانَ مَعَ الصبا وَقالَ صدقا",
"فَاِنقادَ للحق وَقالَ النس",
"جنس شَريف ما بِذاكَ لَبس",
"ثُم دَعاني خالياً فَاِعتَذَرا",
"وَتابَ مِن ذمهم وَاِستَغفَرا",
"وَقالَ قُل للملك العَظيم",
"قَد تبت مِن مَقالي الأَثيم",
"وَبانَ ما كانَ خَفياً عَني",
"وَخابَ في ذَم الأَنام ظَني",
"لَكِنني أعجب مِن فعاله",
"بِنصرة الأنس وَمِن جداله",
"عَنهُم وَهُم أَعداؤُهُ بِالطبع",
"وَكُلهُم يقصده بِالسبع",
"وَبَعضهُم يَنفي وجود الجن",
"وَبَعضهُم يعمهم بِاللعن",
"وَبَعضهُم يطعَن في أَخلاقِهم",
"وَبَعضهُم يَعوذ مِن طراقهم",
"وَبَعضهُم ينسب كُل نكر",
"ِلَيهم عِندَ اِحتيال الغَدر",
"وَبَعضهُم يحيل بِالذُنوب",
"عَلَيهم وَفاحش العُيوب",
"ما تَستَحق النس مِنهُ نَصرا",
"بَل اِستَحَقوا مقته وَالهَجرا",
"قالَت لَهُ خُذ الجَواب مني",
"وارو الَّذي اذكر فيهِ عَني",
"العاقِل الفاضِل لا يُجازى",
"بِسَيء فَهوى مِن المَخازي",
"ِذا فَعلت مثل فعل الجاهل",
"ساويتهُ في دقة الشَّمائل",
"أفضل عَلى النَّظير يبدُ فَضلكا",
"أَحسن ِلى المُسيء يظهر نبلكا",
"وَاِنصف المَظلوم تَدَع سَيدا",
"وَأَعطِ أَعداءك تَلقى أَمجَدا",
"وَصية النبِي صِل مَن قَطَعَك",
"فَضلاً عَلَيهِ وَأَنِل من مَنعك",
"افعل جَميلاً تَلقَهُ وَتجزَ بِه",
"فَِن فعل الناس غَير مُشتَبه",
"اصفح عَن الجاني وَعُد بحلمكا",
"يظهر خَفيَّ جَهلِهِ بِعلمِكا",
"وَنَحنُ نجزي عَنهُم في ذا اللسن",
"نُقابل القَبيح بالفعل الحَسَن",
"وَبَيننا الأَنساب أَيضاً توجب",
"غيرتنا عَلَيهم ِذ نَكَبوا",
"قالَ أَبِن لي موضحاً ذاكَ النسَب",
"فَقَد أَتيت بِالَّذي قُلت العَجَب",
"أَلستُمُ ناراً وَهُم مِن طين",
"لَيسَ الأُسود كَالظِّباء العين",
"وَشَيخكُم ِبليس تاهَ وَفخر",
"عَلى أَبيهم دم ثُم كَفَر",
"قالَ نَعم فَالنَّسَب القَريب",
"يَعرفه المحقق اللبيب",
"قرابة التكليف وَالخطاب",
"ما بَيننا أَدنى مِن الأَنساب",
"نَحنُ جَميعاً أَهل عَهد اللَّه",
"خاطبنا بِالأَمر وَالنواهي",
"وَالنطق وَالعَقل فَهل صَدقتا",
"يا ملك الطير بِما ذَكرتا",
"وَالمَرء يحيي جاهِداً أَخاه",
"وَهوَ ِذا ما عد من أَعداه",
"أَما سمعت قصة العَدلين",
"وأَنَّها صدق بِغَير مَين"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=527704 | ابن الهبارية | نبذة
:
محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى.\nابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك.\nوله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً.\nقال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد.\nوتوفي في كرمان.\nمن كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9513 | null | null | null | null | <|meter_15|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قُلتُ أَفدنيها فَقالَ قيلا <|vsep|> وَلَيسَ كُل خَبَر عَليلا </|bsep|> <|bsep|> كانَ بِمصر رَجُلٌ خَباز <|vsep|> يَقذفه بِالرفض مَن يَجتاز </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ في كُل غَداةٍ يفتح <|vsep|> دُكانَهُ بِالجسر حينَ يُصبِح </|bsep|> <|bsep|> ثُم يَقوم قائِماً فَيَخطب <|vsep|> وَيَمدَح الحاكم ثُم يطنب </|bsep|> <|bsep|> وَيَلعن القادر لَعناً ظاهِرا <|vsep|> وَلَم يَكُن بِذَنبِهِ مُساتِرا </|bsep|> <|bsep|> عِشرين عاماً وَِذا ما ذَكَروا <|vsep|> بَغداد كادَ قَلبهُ يَنفَطر </|bsep|> <|bsep|> لِبغضها وَبُغض مَن بَناها <|vsep|> وَود كُل الناس لَو يَراها </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ في بَغداد خَباز دبر <|vsep|> لَكنه بالنسك فيها مُشتهر </|bsep|> <|bsep|> فَأَمر القادر حينَ أَحضَره <|vsep|> وقالَ هَذي بدرة مبدره </|bsep|> <|bsep|> فَاِذهَب ِلى مصر وَدَع عَنكَ العلل <|vsep|> وَانصب عَلى الخَباز اشراك الحِيَل </|bsep|> <|bsep|> عَساكَ أَن تقدمه العراقا <|vsep|> فَنَّهُ قَد شَقني شقاقا </|bsep|> <|bsep|> فَمر ذاكَ الشَّيخ يَبغي مصرا <|vsep|> حَتَّى أَتى جيزتها وَالجسرا </|bsep|> <|bsep|> وَصبح الخَباز ثُم دَفَعا <|vsep|> ِلَيهِ دِيناراً وَكَيداً صنعا </|bsep|> <|bsep|> فلمح الخَباز ضَرب القادر <|vsep|> فَثارَ للغيظ كَليث خادِر </|bsep|> <|bsep|> وَضَرب الشيخ ِلى أَن أثخنه <|vsep|> وَشَتَمَ القادر ثُم لَعنه </|bsep|> <|bsep|> وَقذفَ الدينارَ عَن يَديه <|vsep|> تطيراً ذ اسمه عليه </|bsep|> <|bsep|> فَجَلَسَ الشَّيخ قَريباً يَبكي <|vsep|> وَالضرب في أَضلاعِهِ وَالفَك </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ قَول وَاله كَئيب <|vsep|> شر الخلال بغضة الغريب </|bsep|> <|bsep|> شَيخ غَريب بائس كوفي <|vsep|> موحد معتقد شيعي </|bsep|> <|bsep|> ضَرَبتموه ِنَّها عَجيبه <|vsep|> مِن مثلكم في الدين مِن مُصيبه </|bsep|> <|bsep|> قَصَدتكم للدين مِن بِلادي <|vsep|> تَبَرماً بِصُحبة الأَعادي </|bsep|> <|bsep|> فَسَمع الخَباز ذاكَ فَبَكى <|vsep|> وَجاءَ يَسعى نَحوَهُ تَنسكا </|bsep|> <|bsep|> مُعتَذِراً مِما جَرى عَلَيه <|vsep|> مُقبلاً لِذَنبِهِ رجليه </|bsep|> <|bsep|> يَقول خلت الشيخ بَغداديا <|vsep|> وَلَم أَخله مُؤمِناً كوفيا </|bsep|> <|bsep|> وَساءَني اسم ذَلِكَ اللعين <|vsep|> فَكانَ ما فعلته للدين </|bsep|> <|bsep|> فَطَلَب التحليل مِما فَعَلَه <|vsep|> وَتابَ مِن قَسوته فَحلله </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ ِني مثلكُم خَباز <|vsep|> وَحَقي الكرام وَالِعزاز </|bsep|> <|bsep|> فَاِصطَلَحا وَاِتفَقا وَاِصطَحبا <|vsep|> وَاِشتَرَكا وَاتجرا وَاِكتَسَبا </|bsep|> <|bsep|> وَزَوج المصري مِنهُ ابنته <|vsep|> وَأعمل الشيخ عَلَيهِ حيلته </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل يجهَد في التشنع <|vsep|> وَكَثرَة النِفاق وَالتصَنع </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا حالَ عَلَيهِ الحَول <|vsep|> وَجاءَ شَعبان عراه الوَيل </|bsep|> <|bsep|> وَلَجَّ في البُكاء وَالنحيب <|vsep|> فَقالَ ما يبكيكَ يا حَبيبي </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ شَوقي ِلى الزياره <|vsep|> وَخدمة المَشاهد المُختاره </|bsep|> <|bsep|> وَالبَرَكات نازِلات فيها <|vsep|> وَلَم يَزَل بِجُهده يطريها </|bsep|> <|bsep|> وَيورِد الفاسدَ وَالصحيحا <|vsep|> مِن فَضلِها وَيُكثر المَديحا </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى اِشتَهى المصري أَن يَزورَها <|vsep|> وَقالَ ِني مزمِعٌ حُضورَها </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّني أَخاف بَطش القادر <|vsep|> فَقَد عَرَفت بَغضه المخامري </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّني أسبه مُجاهِرا <|vsep|> فَحَق لي أَن أغتدى محاذِرا </|bsep|> <|bsep|> قالَ لهُ الشيخُ وما يدريه <|vsep|> بحالنا ومن به يأتيه </|bsep|> <|bsep|> كَم مثلنا يَزور كُل عام <|vsep|> مِن جهة الحِجاز وَالشم </|bsep|> <|bsep|> وَذاكَ عَنهُ غافل لا يَدري <|vsep|> لأَنَّهُ مِن جَهلِهِ في سُكر </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل بِقَولِهِ يغره <|vsep|> وَهوَ ِلى حمامه يَجره </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا ما قَدم العِراقا <|vsep|> وَفارق الأَصحابَ وَالرفاقا </|bsep|> <|bsep|> فَكاتب القادر بِالحَقيقه <|vsep|> فَأخَذَت خيولَهُ طَريقه </|bsep|> <|bsep|> وَأحضَروه وَهوَ في وَثاقه <|vsep|> لِسوء ما قَدم مِن شَقاقه </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا ما صارَ عَنهُ القادر <|vsep|> أَبدى لَهُ بشر الخدوع الماكر </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ حلوا قَيده وَالغلا <|vsep|> وَأنكر الفعل بِهِ فحلا </|bsep|> <|bsep|> وَبرَّهُ وَلَم يَزَل في حُجرَتِه <|vsep|> مشاهِداً وَجد في عيادته </|bsep|> <|bsep|> ثُم حَباه لَيلة بِأَلف <|vsep|> وَزادَ في ِكرامِه وَاللطف </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ لا تَسب مَن لا تَعرفه <|vsep|> ِنَكَ في اِغتِيابِهِ لا تنصفه </|bsep|> <|bsep|> وَرَدهُ مِن وَقتِهِ ِلى الوَطَن <|vsep|> وَبغضه قَد صارَ حُباً وَشجن </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا ما فَتَحَ الدكانا <|vsep|> وَشاهد الِخوانَ وَالجِيرانا </|bsep|> <|bsep|> قامَ عَلى عادَتِهِ خَطيباً <|vsep|> وَلَم يَكُن في فعلِهِ مُصيبا </|bsep|> <|bsep|> وَمَدح القادر أَي مَدح <|vsep|> مُعتَذِراً مِن جرحِهِ وَالقَدح </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل يَدعو لَهُ وَيَشكُره <|vsep|> وَبِالجَميل في الدعاء يَذكره </|bsep|> <|bsep|> فَبَلَغَ الحاكم ذاكَ عَنهُ <|vsep|> فَساءهُ ما قَد أَتاه مِنه </|bsep|> <|bsep|> وَاِشتاطَ مِما أَبلَغوه وَغَضب <|vsep|> وَأَصبَحَ الخَباز وَهوَ قَد صلب </|bsep|> <|bsep|> وَرقعة في حَلقِهِ مُعَلقَه <|vsep|> نَحنُ صَلَبناه فَخلوا المخرقه </|bsep|> <|bsep|> بِكَف مَن كانَ لَهُ يُوالي <|vsep|> وَذاكَ مِن مَحاسن الأَعمال </|bsep|> <|bsep|> لا يلتحف بِثمه وَعاره <|vsep|> خَير الأُمور الصَّبر في المَكاره </|bsep|> <|bsep|> وَالرفق في التدبير وَالتلطف <|vsep|> لما يَشا وَأَنتَ لَم تعنف </|bsep|> <|bsep|> عادَ ِلى عادَتِهِ صَبيحُ <|vsep|> وَِنَّهُ محدث فَصيحُ </|bsep|> <|bsep|> قالَ فَلَما شاعَت الأَخبار <|vsep|> وَاِنتَشَرَت بِذَلِكَ الثار </|bsep|> <|bsep|> كَذبَها جَميعها الأَمير <|vsep|> بِنَقدِهِ لأَنَّهُ تَحرير </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ صَدقَها في الظاهر <|vsep|> تَوصلاً بِها ِلى السرائر </|bsep|> <|bsep|> فَزين النعمة وَاِستَقصاها <|vsep|> وَمَنَّ بِالمُهجَة ِذ أَبقاها </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ ِن النفي خَير لي وَلَك <|vsep|> وَمَن نَفى عَن أَرضِهِ فَقَد هَلَك </|bsep|> <|bsep|> فَجئت هَذا البَلَد الغَريبا <|vsep|> وَلَم أَجد في ربعه نَسيبا </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الطاووس قَد عَرَفته <|vsep|> وَكُل ما شَرَحته فَهمته </|bsep|> <|bsep|> وَهوَ هَجين الأَصل حينَ ينسب <|vsep|> وَالعرق دَساس لَيهِ يجذب </|bsep|> <|bsep|> كانَت لَهُ أُم من العقاعق <|vsep|> أشبهها في هَذِهِ الخَلائق </|bsep|> <|bsep|> ِن الأُصول تَجذب الفُروعا <|vsep|> وَالعرق دَساس ذا أطيعا </|bsep|> <|bsep|> ما طابَ فرع أَصلهُ خَبيثُ <|vsep|> وَلا زَكا مِن مَجدِهِ حَديثُ </|bsep|> <|bsep|> قَد يَبلغون رتباً في الدنيا <|vsep|> وَيُدرِكون وَطراً مِن عليا </|bsep|> <|bsep|> لَكِنهُم لا يَبلغون في الكَرَم <|vsep|> مَبلَغَ مَن كانَ لَهُ فيهِ قَدم </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ البوم وَلِلبوم حكم <|vsep|> مغالطاً في قَولِهِ وَقَد ظَلَم </|bsep|> <|bsep|> خَل الأُصول فَالكَريمُ من كرم <|vsep|> لا يُكرم الفرع ِذا الأَصل لوم </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الطاووس حَقاً قلتا <|vsep|> وَنعم يا صاحب ما ذَكَرتا </|bsep|> <|bsep|> لَكنَّ مَن تَقابَلَت أَطرافه <|vsep|> في طيبِها وَكرمت أَسلافه </|bsep|> <|bsep|> كانَ خَليقاً بِالعَلاء وَالكَرَم <|vsep|> وَبَزَغَت في أَصلِهِ خير الشيَم </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الطاووس خَلّ ما مَضى <|vsep|> وَذكرهُ فَِنَّهُ قَد اِنقَضى </|bsep|> <|bsep|> واعمل لَنا في حيلة تُنجينا <|vsep|> مِن شَرِّ ما نَلقى فَقَد أردينا </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ عِندي حيلة عَجيبه <|vsep|> تَنجو بِها مِن هَذِهِ المُصيبه </|bsep|> <|bsep|> نَموت فيها فَِذا رَنا <|vsep|> مَوتى بِلا مَنفَعَةٍ أَلقانا </|bsep|> <|bsep|> وَأَقبل الصياد وَهوَ جَذل <|vsep|> فأفلتتنا مِنهُ تِلكَ الحيل </|bsep|> <|bsep|> فَأظهرا المَوت فَألقى البوما <|vsep|> وَقالَ مَن يَأخُذ ذا المَشؤوما </|bsep|> <|bsep|> وَنَتف الطاووس حَتّى سَمطه <|vsep|> مَحَبةً لِريشِهِ وَخرطه </|bsep|> <|bsep|> فَلقي العناء وَالعَذابا <|vsep|> مَن شاوَرَ الأَعداء ما أَصابا </|bsep|> <|bsep|> وَذَهَب الصياد عَنهُ وَبَقى <|vsep|> مُنطَرِحاً في حيرة لما لَقى </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ لَو أَني أَجدت ما جَرى <|vsep|> عَليَّ مِن جَورِ الأَنيسِ ما أَرى </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّهُم لا يذبَحونَ مثلي <|vsep|> قَصدهم حسني دونَ أَكلي </|bsep|> <|bsep|> فَلم فَعلتُ ما فَعَلتُ خائِفا <|vsep|> مِنهم فَأَصبَحت سَليباً تالِفا </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ مَن يَستَصحب الأَعادي <|vsep|> يردونَهُ بِالغش وَالِفساد </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ البومُ أَخَذت ثَأري <|vsep|> مِنكَ وَبَردت غَليل صَدري </|bsep|> <|bsep|> وَجاءهُ يَنقره وَيَضربه <|vsep|> وَلَم يَزَل مُجتَهِداً يعذبه </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ وَيحَك ما ذَنبي أَنا <|vsep|> تَأخذني ظُلماً بِذَنب من جَنى </|bsep|> <|bsep|> أَيؤخذُ البريُّ بالسقيم <|vsep|> وَالرجل المُحسن بِاللئيم </|bsep|> <|bsep|> قالَ نَعم ثَأري عِندَ الجنس <|vsep|> وَلَيسَ يَشقى غَير ذاكَ نَفسي </|bsep|> <|bsep|> قالَ جَمَعت الجَهل وَالجُبن مَعاً <|vsep|> عيبان ما ظَننت أَن يَجتَمِعا </|bsep|> <|bsep|> جُبناً عَلى العَدو وَالجَهل عَلى <|vsep|> سِواه في القَبيح ناراً تَصطلي </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا أَدماهُ مرَّ عَنهُ <|vsep|> وَقَد شَفى الحقد القَديم مِنه </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يُطق سَعياً وَلا حِراكا <|vsep|> وَعايَن الحيرة وَالهَلاكا </|bsep|> <|bsep|> فَجاءهُ أَبو الحصين الثَّعلب <|vsep|> وَما أَطاقَ هَرَبا فَيَهرب </|bsep|> <|bsep|> فَاِنتاشَهُ في فَمه وَعادا <|vsep|> لِيُطعم الزوجة وَالأَولادا </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا جاءَ بِهِ ِلَيهم <|vsep|> أَلقاه مِن أَنيابِهِ لَدَيهِم </|bsep|> <|bsep|> وَقد رأَي المَوت عيانا فَدَعا <|vsep|> رَباً لَطيفاً بِالوَرى قَد صَنَعا </|bsep|> <|bsep|> لَهُ وَقَد ظَلَّ حَزيناً محرجا <|vsep|> مَن يَتقي اللَّه يُصادف مَخرَجا </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ لِلأُنثى أَنا عَليل <|vsep|> وَِن جِسمي فاعلمي نَحيل </|bsep|> <|bsep|> وَعاقل لا يَأكُل العَليلا <|vsep|> تحرزاً لا سيما نَحيلا </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّهُ يعديهِ بِالسقام <|vsep|> وَأكثر الداء مِن الطَّعام </|bsep|> <|bsep|> فَلَو صَبَرت مُدة عَن أَكلي <|vsep|> كَيما تَزول علَّتي وَسِلِّي </|bsep|> <|bsep|> وَرُبَّما سَمنت أَيضاً فَالسمن <|vsep|> يطيب اللحم وَيرطب البَدَن </|bsep|> <|bsep|> وَها أَنا لَدَيكُم أَسير <|vsep|> مثلي لا يَسعى وَلا يَطير </|bsep|> <|bsep|> فَناجت الأُنثى بِذاكَ الذكرا <|vsep|> قالَ لها خَديعة ما ذكرا </|bsep|> <|bsep|> فَغَضِبَت مِن قَولِهِ وَقالَت <|vsep|> أَكل العَليل علة مازالَت </|bsep|> <|bsep|> تريد أَن تَقتُلنا بِلحمه <|vsep|> أَخاف أَن يعدينا بِسقمه </|bsep|> <|bsep|> فَغلبته قال أَنت أَدرى <|vsep|> لَست بِدان مِنهُ حَتَّى يَبرا </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَها ِنِّي أَخاف غَدره <|vsep|> وَلَست بِالمن وَيك مكره </|bsep|> <|bsep|> فَاستَحلِفيه لي بِالطلاق <|vsep|> فَرُبَّما يَصدق في المِيثاق </|bsep|> <|bsep|> قالَت لَهُ ِحلف لأَجلي فَحَلَف <|vsep|> لا ناله مادامَ ذا سَقمٍ تلف </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَها خدعت وَالحَرب خدع <|vsep|> فَاستيئسي لا تَطمَعي في أَن أقَع </|bsep|> <|bsep|> وَعادَ مَسروراً ِلى أنثاه <|vsep|> وَقَصَّ للطيور ما عاناه </|bsep|> <|bsep|> قالَت لَهُ الأُنثى عَجيب ما جَرى <|vsep|> وَفَضله باد لِمَن تَفَكَّرا </|bsep|> <|bsep|> يخدعك البوم زَمان المحنه <|vsep|> وَهوَ سَفيه لَيسَ فيهِ فطنه </|bsep|> <|bsep|> وَتخدع الثعلب وَهوَ داه <|vsep|> لَيسَ بِذي جَهل وَلا سفاه </|bsep|> <|bsep|> ِذ جاءَت الدولة وَالسَّعاده <|vsep|> تَمت لَكَ الحيلة وَالرادَه </|bsep|> <|bsep|> وَالفَضل نَقص في زَمان الحَد <|vsep|> وَالنَّقص فَضل في أَوان الجد </|bsep|> <|bsep|> قالَت لَهُ العَنقاء حَقاً قلتا <|vsep|> عَلمت يا هَذا وَما جهلتا </|bsep|> <|bsep|> فَظَلَّ يَسعى نَحوَ حجر الثَّعلب <|vsep|> وَيرتَعي مِن مطعم وَمَشرَب </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذا صَح وَطالَ ريشه <|vsep|> وَصارَ لا يُمكن من يَحوشَه </|bsep|> <|bsep|> طارَ ِلى غُصن رَفيع فَوقَع <|vsep|> عَلَيهِ وَهوَ من أَن يتبع </|bsep|> <|bsep|> قالَت لَهُ الأُنثى وَخافَت بَعلَها <|vsep|> وَقَد رَأَت مِما جَنَتهُ جَهلَها </|bsep|> <|bsep|> قَد خُنت بِالعُهود وَالأَيمان <|vsep|> غَدراً وَما الغَدر مِن الأَيمان </|bsep|> <|bsep|> فَعد ِلَينا مناً لا خائِفاً <|vsep|> فَلَست تَخشى عِندَنا المتالفا </|bsep|> <|bsep|> فَقد أَلفناك وَعدت كَالوَلَد <|vsep|> وَلَست ما عشت لَدَينا مُضطَهد </|bsep|> <|bsep|> لَكن في الأنس عُيوباً أُخرى <|vsep|> وَأَنتُم مني بِذاكَ أَدرى </|bsep|> <|bsep|> كُفرهم بِرَبهم وَفسقهم <|vsep|> وَقَتلهم أَنفسهم وَحمقهم </|bsep|> <|bsep|> وَبُخلهم وَالمال غَير باق <|vsep|> وَحرصهم وَالعَيش بِالأَرزاق </|bsep|> <|bsep|> وَجَمعهم وَقَد دَروا بِالمَوت <|vsep|> وَحزنهم عِندَ الردى وَالفَوت </|bsep|> <|bsep|> قالَ الصبا أَتثبت المَعبودا <|vsep|> أَم أَنتَ مِمَن يظهر الجحودا </|bsep|> <|bsep|> قالَ وَهَل يُمكن في العُقول <|vsep|> ِنكارك الصانع يا خَليلي </|bsep|> <|bsep|> قالَت علمت أنَّهُ حَكيم <|vsep|> وَأنَّهُ بفعلهِ عَليم </|bsep|> <|bsep|> قالَ نَعم لا شَكَ لي في حكمته <|vsep|> وَعلمه وَحلمه وَقدرته </|bsep|> <|bsep|> قالَ فَكُلُّ ما جَرى وَيَجري <|vsep|> بِحكمة قدرها للأمر </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ زدني لَيسَ هَذا يَكفي <|vsep|> ِنَّ العَليل دائِماً يَستَشفي </|bsep|> <|bsep|> قال لَهُ ِن اختلاف الخَلق <|vsep|> وَخَبطهم في باطل وَحَق </|bsep|> <|bsep|> دلالة واضِحة للمقدره <|vsep|> وَلَيسَ لِلمُفسد فيها مَعذِره </|bsep|> <|bsep|> وَكُلَّما ركب في المَخلوق <|vsep|> مِن اِختِلاف الطَّبع وَالفُروق </|bsep|> <|bsep|> يَدل أَنَّ اللَّه رَب قادِر <|vsep|> مَقدوره يَعجز عَنهُ الحاصر </|bsep|> <|bsep|> ثُم اِبتَلاهم ناهياً وَمِرا <|vsep|> لِيَعلم الأَعمال وَالسرائِرا </|bsep|> <|bsep|> وَمُؤمِناً مِن خَلقِهِ وَكافِرا <|vsep|> وَوافياً بِعَهدِهِ وَغادِرا </|bsep|> <|bsep|> لِيجزِي المُؤمن بِالثَّواب <|vsep|> وَيجزِي الكافِر بِالعِقاب </|bsep|> <|bsep|> قالَ وَما في ذاكَ قُل وأوضح <|vsep|> فَلَست لِلتكليف بِالمُستَصلِح </|bsep|> <|bsep|> قالَ جَهلت الحَق ِن المَصلحه <|vsep|> بادية أَسرارها مُستملحه </|bsep|> <|bsep|> لأَنَّهُ فَرَّق بَينَ الخَلق <|vsep|> في جُملة الأَحوال أَي فَرق </|bsep|> <|bsep|> فَخَلق المَعدن وَالنباتا <|vsep|> وَالحَيوان خَلَقوا أشتاتا </|bsep|> <|bsep|> وَالحَيوان صامت وَناطق <|vsep|> وَفائق في علقه وَمائِق </|bsep|> <|bsep|> وَهملٌ أَهمله ما كَلفه <|vsep|> وَناطق كَلفه فَشرفه </|bsep|> <|bsep|> كَيلا يَكون الخَلق شَيئاً وَاحِدا <|vsep|> فَتنقص القُدرة نَقصاً زائِدا </|bsep|> <|bsep|> فَالقادِر الحَق عَلى الأطلاق <|vsep|> من أَوجد الأَضداد في الأَخلاق </|bsep|> <|bsep|> وَجمعت صنعته الأَضدادا <|vsep|> تَصَرفا فيها كَما أَرادا </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ فَاِعلَم خَلق الأَصنافا <|vsep|> جَميعها تَختَلف اِختِلافا </|bsep|> <|bsep|> أَحسَن خَلق الفيل وَالبَعوضه <|vsep|> بِحكمة عَلى النهى مَعروضه </|bsep|> <|bsep|> وَقتلهم نُفوسهُم فَهَكَذا <|vsep|> بَعضهم يَلقى مِن البَعض الأَذى </|bsep|> <|bsep|> فَِن في الوحش وَفي الطيور <|vsep|> ما شِئت مِن ظُلم وَمِن شُرور </|bsep|> <|bsep|> وَقَد مَضى جَواب ذا وَعُذره <|vsep|> وَقَد بَدا لَو اِعتبرت سرهُ </|bsep|> <|bsep|> فَأيقن العَنقاء أَنَّ الحَقا <|vsep|> كانَ مَعَ الصبا وَقالَ صدقا </|bsep|> <|bsep|> فَاِنقادَ للحق وَقالَ النس <|vsep|> جنس شَريف ما بِذاكَ لَبس </|bsep|> <|bsep|> ثُم دَعاني خالياً فَاِعتَذَرا <|vsep|> وَتابَ مِن ذمهم وَاِستَغفَرا </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ قُل للملك العَظيم <|vsep|> قَد تبت مِن مَقالي الأَثيم </|bsep|> <|bsep|> وَبانَ ما كانَ خَفياً عَني <|vsep|> وَخابَ في ذَم الأَنام ظَني </|bsep|> <|bsep|> لَكِنني أعجب مِن فعاله <|vsep|> بِنصرة الأنس وَمِن جداله </|bsep|> <|bsep|> عَنهُم وَهُم أَعداؤُهُ بِالطبع <|vsep|> وَكُلهُم يقصده بِالسبع </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم يَنفي وجود الجن <|vsep|> وَبَعضهُم يعمهم بِاللعن </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم يطعَن في أَخلاقِهم <|vsep|> وَبَعضهُم يَعوذ مِن طراقهم </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم ينسب كُل نكر <|vsep|> ِلَيهم عِندَ اِحتيال الغَدر </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم يحيل بِالذُنوب <|vsep|> عَلَيهم وَفاحش العُيوب </|bsep|> <|bsep|> ما تَستَحق النس مِنهُ نَصرا <|vsep|> بَل اِستَحَقوا مقته وَالهَجرا </|bsep|> <|bsep|> قالَت لَهُ خُذ الجَواب مني <|vsep|> وارو الَّذي اذكر فيهِ عَني </|bsep|> <|bsep|> العاقِل الفاضِل لا يُجازى <|vsep|> بِسَيء فَهوى مِن المَخازي </|bsep|> <|bsep|> ِذا فَعلت مثل فعل الجاهل <|vsep|> ساويتهُ في دقة الشَّمائل </|bsep|> <|bsep|> أفضل عَلى النَّظير يبدُ فَضلكا <|vsep|> أَحسن ِلى المُسيء يظهر نبلكا </|bsep|> <|bsep|> وَاِنصف المَظلوم تَدَع سَيدا <|vsep|> وَأَعطِ أَعداءك تَلقى أَمجَدا </|bsep|> <|bsep|> وَصية النبِي صِل مَن قَطَعَك <|vsep|> فَضلاً عَلَيهِ وَأَنِل من مَنعك </|bsep|> <|bsep|> افعل جَميلاً تَلقَهُ وَتجزَ بِه <|vsep|> فَِن فعل الناس غَير مُشتَبه </|bsep|> <|bsep|> اصفح عَن الجاني وَعُد بحلمكا <|vsep|> يظهر خَفيَّ جَهلِهِ بِعلمِكا </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ نجزي عَنهُم في ذا اللسن <|vsep|> نُقابل القَبيح بالفعل الحَسَن </|bsep|> <|bsep|> وَبَيننا الأَنساب أَيضاً توجب <|vsep|> غيرتنا عَلَيهم ِذ نَكَبوا </|bsep|> <|bsep|> قالَ أَبِن لي موضحاً ذاكَ النسَب <|vsep|> فَقَد أَتيت بِالَّذي قُلت العَجَب </|bsep|> <|bsep|> أَلستُمُ ناراً وَهُم مِن طين <|vsep|> لَيسَ الأُسود كَالظِّباء العين </|bsep|> <|bsep|> وَشَيخكُم ِبليس تاهَ وَفخر <|vsep|> عَلى أَبيهم دم ثُم كَفَر </|bsep|> <|bsep|> قالَ نَعم فَالنَّسَب القَريب <|vsep|> يَعرفه المحقق اللبيب </|bsep|> <|bsep|> قرابة التكليف وَالخطاب <|vsep|> ما بَيننا أَدنى مِن الأَنساب </|bsep|> <|bsep|> نَحنُ جَميعاً أَهل عَهد اللَّه <|vsep|> خاطبنا بِالأَمر وَالنواهي </|bsep|> <|bsep|> وَالنطق وَالعَقل فَهل صَدقتا <|vsep|> يا ملك الطير بِما ذَكرتا </|bsep|> <|bsep|> وَالمَرء يحيي جاهِداً أَخاه <|vsep|> وَهوَ ِذا ما عد من أَعداه </|bsep|> </|psep|> |
خرجت من بعض ضروب البصره | 2الرجز
| [
"خَرَجت مِن بَعض ضُروب البَصره",
"في رفقة مِن عامر للعمره",
"حَتّى ِذا كُنا عَلى رَمل الحمى",
"وَقَد خَبطنا جَوف لَيل مظلما",
"في لَيلة باردة مطيره",
"رِياحها شَديدة كَثيرة",
"قالَ أَصيحابي اِنزلوا فعرسوا",
"فَاللَّيل داج وَالرِّفاق نعسوا",
"فَعرس القَوم بِواد ذي شَجر",
"وَلَم أَزَل أربؤهم ِلى السحر",
"في لَيلة ذات رِياح وَمَطر",
"لا نجم في سَمائِها وَلا قمر",
"حَتّى ِذا الفَجر بَدا للناظر",
"وَحانَ حينَ رحلة المُسافر",
"هَب أَصيحابي مِن الرّقاد",
"ِلى ظُهور البل وَالجِياد",
"وَثوروا وَانطلقوا خلست",
"وَقُلت لا ضير ِذا احتبسَت",
"فَظلت في أَصل كناس للحمر",
"وَقَد سكرت بِاللغوب وَالسهر",
"فَنمت للحين جَميع يَومي",
"ثَم اِنتَبَهت فَرقاً مِن نَومي",
"فَقُمت مَرعوباً مَع الأَصيل",
"جوعان عَطشان بِلا دَليل",
"اعتكر اللَّيل وَزادت حيرَتي",
"في جنحِهِ وَجوعَتي وَخيفَتي",
"وَلَم أَجد في الحَزم غَير المَكث",
"في مَوضِعي خَوف التوى وَاللبث",
"وَقُلت ِن سرت بِغَير هادي",
"ضَللت في أضواج هَذا الوادي",
"وَخِفت مِن سِباعه وَجنه",
"وَلَم أَبل مِن سَهلِهِ وَحُزنِهِ",
"ثَم هَجَمت في مَكاني جاثِماً",
"وَكُنتُ في ذاكَ الهُجوم حازِما",
"وَلَم أزَل انظُر في النَواحي",
"وَأرهب الجَرس مِن الرِّياح",
"حَتَّى بَدا شَخص فَحدقت النَّظَر",
"وَلَم أَكد أثبتهُ مِن الحَذَر",
"ثُم بَدا لي فَرَأيت رَجُلاً",
"شَيخاً يُناجي صاحِباً مكتهلا",
"قَد أَكثَرا الخِصام وَالجِدالا",
"وَأَعلَنا الشِّجار وَالمَقالا",
"وَافتخرا وَكَثرة المُفاخرة",
"تَدعو ِلى العِناد وَالمُشاجرة",
"فَكانَ قَول الشَّيخ قومي الهند",
"الحُكماء العُلماء اللد",
"لَهم علوم وَحلوم وَفطن",
"وَحكمة بالغة ِذ تمتحن",
"لَو لَم يَكُن من فضلِهم ِذ يختبر",
"فَضل الرِّجال منصف وَيعتبر",
"ِلا الَّذي أَبدوه في الشطرنج",
"لِلناس مِن علم سَديد النهج",
"جد عَظيم لَقبوه هَزلا",
"يَصير الرأي الأفين جزلا",
"فيهِ ِشارات ِلى مَواعِظِ",
"نافِعة لِكُل واع حافِظ",
"قَد رَسَموها لِلهُدى مِثالاً",
"أَن الحَكيم يَضرب الأَمثالا",
"يَعنون أن العَيش في التَدبير",
"وَلَيسَ بِالقسمة وَالتقدير",
"وَالمَرء لِلأَفعال مُستَطيع",
"مُحكم يحفَظ أَو يضيع",
"وَذَلِكَ العَدل بِلا خِلاف",
"لَو وفق الرِّجال لِلنصاف",
"قالَ لَه الكَهل وَقَومي الفرسُ",
"الحُكماء ما بِذاكَ لَبس",
"لَهُم سِياسات وَتَدبير حسن",
"كَالشّرع عَدلاً في الفُروض وَالسنَن",
"وَملكهم معتضد بِالحكمه",
"كَأَنَّهُم قَد أيدوا بالعصمه",
"لا نَعبد الأَصنام وَالأَوثانا",
"وَلا نَرى الظُلم وَلا العُدوانا",
"وَالعَيش بِالرزق وَبِالتقدير",
"وَلَيسَ بِالرَأي وَلا التدبير",
"وَقَد وضَعنا النرد لِلمثال",
"لَو فطنت بَصائر الرِّجال",
"وَما قَصدنا بِالفصوص اللعبا",
"حاشا لَنا لَكن قَصَدنا الأَدَبا",
"وَِنَّما سمى لعباً حيله",
"تَخفى بِهِ ما فيهِ مِن فَضيلَه",
"وَِنَّما يَعشقه الرِّجال",
"لأَنَّهُ لَعب كَما يُقال",
"وَلَو دَروا أَن المُراد الأَدَبُ",
"بِوضعِهِ وَصُنعِهِ ما لَعبوا",
"فَالحَق قَد تعلمه ثَقيل",
"يأباه ِلا نَفَر قَليل",
"وَأَنما أَخفيت المَصالح",
"وَموه القَول الشَّفيق الناصح",
"وَدَلَستُ بِظاهر اللذات",
"كَم راحة تَكمن في أَذاة",
"كَمثلما رَكبت الأَلحان",
"وَوضعت للحكمة العيدانُ",
"يَظنها الجاهل لَهواً وَلَعب",
"وَلَو دَرى بِوضعِها ماذا طُلب",
"مِن راحة الروح وَبَسط النفس",
"وَهزها لطبعها بِالأنس",
"لَم يَستَمع قط الغناء وَنَفر",
"عَنهُ لان الحَق ما فيهِ وَطر",
"قالَ لَهُ الهندي هَذي حجَتي",
"سَلَكت فيما جئته مَحجتي",
"شَطرنجنا لمثل هَذا وَضعا",
"أَول فَن في العُلوم اِخترعا",
"وَفَضله باد بِغَير مين",
"ما أَوضَح الصُّبح لذي عَينين",
"وَِن بُرهاني فيه ظاهِر",
"وَالحَق لا يَدفعه المكابِرُ",
"يَكفيك مِن شاهد ما ذكرته",
"أَمر بِعَيني هَذهِ نَظرته",
"أعدل قاض قَلد العيانُ",
"وَلَيسَ فَوقَ حُكمِهِ بُرهانُ",
"ِن الأَمير المزيديَّ صدقه",
"بِنَفسِهِ الفاضلة الموفقة",
"نالَ العُلا وَساسَ أَمر ملكه",
"حَتّى غَدا منتَظِماً في سلكه",
"وَلَيسَ شَيء غَيره يُساعده",
"بَل كُل شَيء في الوَرى يُعانده",
"الوَقت وَالقِران وَالرِّجال",
"وَهوَ بِلُطفِ رَأيهِ يَحتال",
"بِجده وَلطفه وَكَده",
"وَحذقه في كَيدِهِ لا جنده",
"فبان أَن الأَمر بِالمحاله",
"كَفى بِما ذَكَرتهُ دَلاله",
"أَول رَمز في اِعتِبار الطَّبَقه",
"لأَنَّها عِندَهُم محققه",
"لا يَلعَبنَّ أَبَداً مَع مُحسن",
"مجود فذاكَ فعل الأَرعن",
"كَذاكَ لا تُحارب القويا",
"مِن العَدو ِن تَكُن ذَكيا",
"فَِن من حارب من لا يَقوى",
"بِحَربِهِ جَر عَلَيهِ البَلوى",
"وَحارب الأَكفاء وَالأَقرانا",
"فَالمَرء لا يُحارب السلطانا",
"وَِن من رُموزِها لَو يعتبر",
"لاعبها بِأَمرِها وَيَفتَكر",
"يا أَيُّها الِنسان كُن في الدنيا",
"كَلاعب الشطرنج وانحُ المَعنى",
"محترِزاً مِن العَدو مُحتَرس",
"تَنج وَتَسلم مِن أَذاه وَتكس",
"فَالحين في الأَهوان وَالتجوز",
"وَالحَزم كُل الحَزم في التحرز",
"وَانتهز الفُرصة ِن الفُرصة",
"تَعود ِن لَم تَنتهزها غَصه",
"وَاِسبق ِلى الأَجود سَبق ناقِد",
"فَسَبقك الخَصم مِن المكابد",
"كَسَبق أَهل الشام أَصحاب عَلى",
"كَيداً ِلى ماء الفُرات السلسل",
"فَلَم يَزَل أَهل العِراق هيما",
"حَتّى جَلوا دُجى الوَغى البَهيما",
"وَالشاه لا يخضر عِندَ الشاه",
"فَِنَّها مِن أَعظَم الدَّواهي",
"وَقَد رَأينا أَمس في زَمانِنا",
"وَحَسبنا المُدرك في عياننا",
"لَما أَتى طغرلنكُ بَغذاذا",
"وَلَم يَجد مِنهُ امرؤ معاذا",
"جاءَ ِلَيهِ الملك الرحيم",
"مُستَقبلاً فَقالَ لا تريم",
"واستحضر الشطرنج للملاعبه",
"ِشارة مِنهُ ِلى المُحارَبه",
"حَتّى ِذا تَوَسطا في اللعبِ",
"جاءَ ابن ميكال بِأَمر عجب",
"صافح عَمداً شاهه بِشاهه",
"للطفه في الكَيد وَانتِباهه",
"فرد ذاكَ ابن بويه منكراً",
"فَلج طغرلنك حَتّى أَكثَرا",
"قالَ لَهُ وَغلط الرحيم",
"وَقَد لعمري يَغلط الحَكيم",
"ما جَرت العادة أن الشاها",
"يَدخل بيتَ الشاه قالَ ها",
"فَلم دخلت بَيتنا وَضحكا",
"أخطأ غرّ للرسوم تركا",
"ثُمَ أَشارَ أَن خذوه فاخذ",
"وَقامَ مِن بَين يَديهِ وَجبذ",
"فَكُن كَثير الحفظ وَالتوقى",
"وَسالِكاً فيهِ سَبيل الرفق",
"وَفتش الأُمور عَن أَسرارِها",
"كَم نكتَةٍ حتفك في ظهارها",
"لا تشرهن فَتَأخُذَن ما تَرَكا",
"وَانظر لِماذا ترك الرخ لكا",
"فَرُبَّما كانَت لَهُ مَكيده",
"في تَركِهِ عادته السديده",
"انظر وَفَكر أَبَداً في العاقبة",
"فَنَّها عَن العُقول غائِبَه",
"لا تشرهن ِلى حطام عاجِل",
"كَم أكلةٍ أَودَت بِنَفس الكل",
"وَبِئست العادة فاحذرها الشره",
"وَقس بِما رَأيته ما لَم تَره",
"وَاكرم الخيم العَفاف وَالظلف",
"وَالأُم الأَخلاق حرص وَصلف",
"وَاحذر فَكَم من سَكرة مَسمومه",
"حرص النُّفوس عادَةٌ مَذمومه",
"لا سِيما ما كانَ مِن عَدوّ",
"كَم صَبوَة جاءتكَ مِن سلو",
"لا تَفتح الدست وَلا الحَرب مَعاً",
"وَاِقنَع بسلم ما وَجَدت مقنعا",
"وَاِدفع اِساءات العِدى بِالحُسنى",
"وَلا تخل يُسراك مثل اليُمنى",
"وَاحفظ قَليل المال وَالكَثيرا",
"وَاحرس صَغير الجُند وَالكَبيرا",
"لا تحقرن راجِلاً في الفَيلَق",
"فَرُبَّما غلبته بِالبيذق",
"لا تَعطين شَيئاً بِغَير فائِدَه",
"فَِنَّها مِن السَّجايا الفاسِدَه",
"لا تَيأَسَن مِن فَرج وَلُطف",
"وَقوة تَظهر بَعدَ ضَعف",
"فَرُبَّما جاءكَ بَعد الياس",
"روح بِلا كَد وَلا التِماس",
"فَِن رَأَيت النَّصر قَد لاحَ لَكا",
"فَلا تَقصر وَاحتَرز أن تهلكا",
"وَالبَغي فَاحذره وَخيم المَرتع",
"وَالعُجب فَاتركه شَديد المَصرَع",
"عِند تَمام البَدر يَبدو نَقصه",
"ورُبَّما ضر الحَريص حِرصه",
"كَم بطرَ الغالب بَغيا فَتَرك",
"عَنهُ التوقي وَاِستَهانَ فَهلك",
"فرقع الخرق بلطف واجتهد",
"وَامكر ِذا لَم يَنفَع الصدق وَكَد",
"كَذاكَ في صَفين كانَ الأَمر",
"لَم ينج أَهل الشام ِلا المَكر",
"لَما رَموا بِالصيلم العَظيم",
"وَعَجِزوا دَعوا ِلى التَحكيم",
"وَاحرص لِتَأخذ بِالخداع ما له",
"وَلا تبق رجمة رِجاله",
"لا تحقرن مِنهم صَغيراً محتقر",
"فَرُبَّما أَسالَت النفس الأبر",
"أضعفهُ ما اِستَطَعت أن ضعفه",
"يدني وَِن طالَ مَداه حتفه",
"وَأَبذل لَهُ نَفائس الأَموال",
"تَدفع بِها شَدائد الأَهوال",
"فَالمَرء يفدي نَفسه بِوَفره",
"عَساه أَن يَنجو بِهِ مِن أَسره",
"كَذاكَ في الشطرنج يَفدى الشاه",
"بِغَيرِهِ مِن فَرط ما يَغشاه",
"وَِن أَتى في جَحفل عَظيم",
"مِن المَوالي وَمِن الصَّميم",
"فَِن تَكُن كثرتهم مجتمعه",
"لطمع في النَّهب قَد جاوا مَعَه",
"فَاشغلهم بِالنهب عَنهُ واعكر",
"عَلَيهِ وَهوَ من لَم يَشعر",
"كَذاكَ قَيس بن زُهير فعلا",
"بِل بَدر ِذ أَتوه جَحفَلا",
"فَكانَ ما دبَّر قَيس وَافترق",
"جَيش الفَزاري جَميعاً وَانطلق",
"وَجاءَهُم وَهُم عَلى الهباءة",
"فَساءَ قَيساً أعظم المساءة",
"وَرُبَّما ضرَّك بَعض مالكا",
"وَساءَكَ المحسن مِن رِجالكا",
"حَتّى تَود أنهُ لَم يَكُن",
"يَوم رَأَيت شَخصه في الزَّمَن",
"ِن اعتضاد الشاه بِالفرزان",
"مَوعِظَة في السر للسلطان",
"لِيتَقي في الخَطب بِالوَزير",
"مُفَوضاً ِلَيهِ في الأُمور",
"وَكُل ِنسان فَلا بُدَ لَه",
"مِن صاحب يَحمل ما أَثقَله",
"معاضد في رَأيهِ وَنصحه",
"موافق في حَربِهِ وَصُلحه",
"لَما أَتى حُذيفة بن بَدر",
"في عَدَد سَد فجاج البر",
"قالَ الرَّبيع عِندَها لِقَيس",
"أَشر فَأَنتَ حُوَّلٌ ذو كَيس",
"فَقالَ قَيس ناصِحاً يا عَبس",
"الحَق باد لَيسَ فيهِ لَبس",
"ما فيهم ذو حَنق عَلَينا",
"وَما لَهُم مِن برةٍ لَدَينا",
"بَل كُلُّ مَن جاءَ لحرص وَطَمع",
"وَلَو حَوى شَيئاً مِن النهب رجع",
"وَلَم يُحارب عَن بَني ذبيان",
"مخاطراً بِالنفس وَالحصان",
"فخلَّفوا الأَموال وَالأَثقالا",
"وَغادَروها لَهُم أنفالا",
"وَصاحب للسر ذي كتمان",
"مخالص في السر وَالعلان",
"وَالشاه قَد يَحمل في الأَحيان",
"وَحربهُ أغيظ للأقران",
"وَذاكَ عِندَ شدة شَديده",
"وَشَوكة وَشيكة حَديده",
"سار ابن مَروان لِحَرب مصعب",
"وَقالَ ن سارَ سِواي يغلب",
"وَالحَزم كُل الحَزم في المُطاوَلَة",
"وَالصَّبر لا في سُرعة المُزاوَلَة",
"بِذاكَ شَيخ العَرَب المُهلبُ",
"في حَربِه الشراة كانَ يغلب",
"لا تحرج الخَصم فَفي حراجِه",
"جَميع ما تكره مِن لجاجه",
"ِن عدياً ِذ تَعَدى الحَدّا",
"وَجاءَ في قَتل بَجير ِدَّا",
"واحرج الحرث لاقى شرا",
"وجر من حراجه ما جرَّا",
"وَالعقد كَالخندَق في التّحصين",
"وَضَربه العَرضي كَالكَمين",
"فَِنَّما الرِّجال بِالخوان",
"وَاليَد بِالساعد وَالبَنان",
"كَذَلِكَ السُّلطان بِالرِّجال",
"وَالمال لا ملك بِغَير مال",
"لا تَطلب الغاية بِاللجاج",
"وَكُن ِذا كَوَيت ذا نضاج",
"فَما أَتى القائم مِن أَهل اللعب",
"ذو قُوة ظاهرة ِلا غلب",
"وَقل ما يَلعَب بِالقَوائم",
"ِلا فَتى بِالحَرب غَير عالم",
"فَِنَّهُ بَغى عَلى الرِّجال",
"وَذاكَ مِن دَقائِق الخلال",
"فَالبَغي داء ما له دَواء",
"لَيسَ لملك مَعهُ بقاءُ",
"لا تَغترر فيها بِفَضل قوتك",
"فَرُبَّما وَقَعت جوف هوتك",
"قَول زُهَير ِذ بَغى لِخالد",
"عَلى الَّذي أذكر مِنهُ شاهِدي",
"قنع ِذا حارَبتَ بِالسلامة",
"وَاحذر فعالاً توجب الندامة",
"فَن رَأَيت وَجه غَلب لائِحاً",
"فَكُن لأَقفال الدسوت فاتِحا",
"فَالتاجر الكَيس في التِّجارة",
"مَن خافَ في مَتجره الخَسارة",
"يَجهَد في تَحصيل رَأس ماله",
"ثُم يَروم الربح بِاحتياله",
"وَِن هُوَ اِستَخفى عَن المُبارَزَه",
"فَأنتَ أَحظى مِنهُ بِالمناجزه",
"فَاخدعه كَي يَظهر لِلقاء",
"ِن الخِداع ية الدهاء",
"كَذلكَ المَنصور كادَ اِبنَي حسن",
"فَظَهَرا بَعد اختِفاء للمحن",
"مِن عقد الفيل أَو الفرزانا",
"أَو غَيرِهِ وَطَلب الأَمانا",
"فَكَيدُهُ حَتّى يَحل عقده",
"مفتتحاً بِيَده ما سَدَّه",
"هَذا قَليل مِن كَثير ما ذكر",
"بلعب الشطرنج فافهم وَاعتبر",
"قالَ لَهُ صاحِبه اسمع وافهم",
"فَِنَّما العُلوم بالتعلم",
"في النرد أَيضاً حكمة عَظيمة",
"تدركها الخَواطر السليمة",
"في الناس من تسعده الأَقدار",
"وَفعله جَميعه ِدبار",
"فَلا يَزال بِقَبيح خُرقِة",
"يُفسد حال جَاهه وَرزقه",
"حَتّى تَرى سعوده نحوساً",
"وَيَنثَني ذاكَ النَّعيم بوسا",
"كمثل من تسعده الفُصوص",
"وَفعله مُزيف مغموص",
"كَما جَرى في نَوبة المخلوع",
"وَقصة الطائع وَالمُطيع",
"وَمِنهُم بِعكسه اللبيب",
"الجاهد الموفق الأَديب",
"ِن كاده الدَّهر بِسوء عنفه",
"قابل بَلواه بِحُسن لطفهِ",
"فَنالَ بالرفق وَبِالتَأَني",
"ما لَم يَنَل بالحرص وَالتعني",
"فَيَغتَدي وَهوَ الفَقير ذا نَشب",
"وَعقله وَلُطفه كانَ السَّبب",
"فَلا يَبين سوء فعل دَهره",
"عَلَيهِ مِن تَدبيره في أَمره",
"مثل عَليل يَلزم الدواء",
"فَيَقهر الأَمراض وَالأَدواء",
"فَذاكَ مثل مَن يَجور الفصُّ",
"عَليهِ فَهوَ بِالأَذى مُختَص",
"وَهوَ بِحُسن اللعب وَالتَدبير",
"يَسد خرق الفَص بِالتقدير",
"يَصلح ِفساد الفُصوص حذقه",
"وَيَرقع الخرق العَظيم رفقه",
"كَذَلِكَ المَأمون في تَدبيره",
"نالَ المُنى في البُعد مِن سَريره",
"وَمِنهُم مَن يَجمَع الحالين",
"فَيَغتَدي وَهوَ سَخين العَين",
"مثل بَني بويه لَما اِنقَضَت",
"أَيامهُم ما اِصطَلَحوا حَتى مَضَت",
"فَمثل ذاكَ الجاهل المَجدود",
"وَعَكس ذاكَ العاقل المَحدودُ",
"كمحسن في نَقلِهِ وَضَربِهِ",
"مثل معين جَدِّهِ بلبه",
"مثل ابن مَنصور وَلا مثل لَهُ",
"فَلا تشبه مَجده يا أَبلَه",
"أَورثه المَجد دَبيس جده",
"ثُم أَعانَ الرث مِنهُ جده",
"فَقالَ سَيف الدَّولة المَسعود",
"كَأَنَّهُ في قَومِهِ مَعبود",
"بِرَأيهِ وَجوده وَبَأسِه",
"وَحكمه وَرفقه بِناسه",
"يَرتَبط الدَولة وَالسَعادة",
"وَيَقتَضي بِشُكرِها الزِيادة",
"فَهَذِهِ فيهِ رُموز أَربَعه",
"فَاغتاظَ مِنهُ خَصمهُ ِذ سَمِعَه",
"فَقالَ أَيضاً وَهوَ غَير فك",
"في قَولِهِ وَالصدق دين الناسك",
"في مَدحِهِ النرد وَفيهِ حكمة",
"أُخرى لِمَن كانَ بَعيد الهمة",
"لأنهم حَكوا بِهِ أَمر الفلك",
"وَالجارِيات الزهر في ذات الحبك",
"يَطلب بَعضاً فَيَنال كلا",
"كَم مكثر عادَ بِهِ مقلا",
"فَبَعضهُم يَأنيه ما يُريد",
"فمثله في أَمرِهِ السعيد",
"وَبَعضهُم يَأتيه ضد ما رَجا",
"فَيَغتَدي مِنها مُغيظاً مُحرجا",
"وَبَعضهُم في مَوضع مُستأسر",
"كَأَنَّه معتقل محير",
"فُهوَ أَسير في يَدَيها عان",
"مُحتَرق القَلب لَما يُعاني",
"وَكُلما عاتبها وَسَبها",
"غَيظاً عصته وَأطاعت رَبها",
"كَذاكَ مَن يُنكر حُكم رَبه",
"وَلا يَكون راضِياً بِكسبه",
"وخذاً ما جاءهُ بِشُكر",
"فَقَد أَتى في فعله بنكر",
"قالَ لَهُ الهندي وَهوَ صادق",
"لَكن لَنا فَضل عَلَيكُم سابق",
"تَصنيفنا كَليلة وَدمنة",
"يقضي لَنا بحكمة وَفطنة",
"كَم فيهِ مِن مَوعظَةٍ وَعلم",
"وَحكمة تعجب أَهل الفهم",
"قالَ لَهُ الفرسيُّ في سِواه",
"لَو كُنت ذا علم بِه معناه",
"قال وَما رَأَيتهُ قالَ أَجَل",
"ذاكَ لِنَقص فيك لَيسَ يحتمل",
"لَيسَ يضر البَدر في سَناه",
"أَنَّ الضَرير قَط لا يراه",
"كَم حكمة ضَجت بِها المَحافل",
"مَليحة وَأنتَ عَنها غافل",
"سَمعت بِاللَّه حَديث الناسك",
"ِذ راعَهُ اللَّيل بلص فاتك",
"فَقال لم أسمعه فاذكر أسمع",
"لا تَنفَع الأَخبار ِلا مَن يَعي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=527686 | ابن الهبارية | نبذة
:
محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى.\nابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك.\nوله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً.\nقال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد.\nوتوفي في كرمان.\nمن كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9513 | null | null | null | null | <|meter_15|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> خَرَجت مِن بَعض ضُروب البَصره <|vsep|> في رفقة مِن عامر للعمره </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا كُنا عَلى رَمل الحمى <|vsep|> وَقَد خَبطنا جَوف لَيل مظلما </|bsep|> <|bsep|> في لَيلة باردة مطيره <|vsep|> رِياحها شَديدة كَثيرة </|bsep|> <|bsep|> قالَ أَصيحابي اِنزلوا فعرسوا <|vsep|> فَاللَّيل داج وَالرِّفاق نعسوا </|bsep|> <|bsep|> فَعرس القَوم بِواد ذي شَجر <|vsep|> وَلَم أَزَل أربؤهم ِلى السحر </|bsep|> <|bsep|> في لَيلة ذات رِياح وَمَطر <|vsep|> لا نجم في سَمائِها وَلا قمر </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا الفَجر بَدا للناظر <|vsep|> وَحانَ حينَ رحلة المُسافر </|bsep|> <|bsep|> هَب أَصيحابي مِن الرّقاد <|vsep|> ِلى ظُهور البل وَالجِياد </|bsep|> <|bsep|> وَثوروا وَانطلقوا خلست <|vsep|> وَقُلت لا ضير ِذا احتبسَت </|bsep|> <|bsep|> فَظلت في أَصل كناس للحمر <|vsep|> وَقَد سكرت بِاللغوب وَالسهر </|bsep|> <|bsep|> فَنمت للحين جَميع يَومي <|vsep|> ثَم اِنتَبَهت فَرقاً مِن نَومي </|bsep|> <|bsep|> فَقُمت مَرعوباً مَع الأَصيل <|vsep|> جوعان عَطشان بِلا دَليل </|bsep|> <|bsep|> اعتكر اللَّيل وَزادت حيرَتي <|vsep|> في جنحِهِ وَجوعَتي وَخيفَتي </|bsep|> <|bsep|> وَلَم أَجد في الحَزم غَير المَكث <|vsep|> في مَوضِعي خَوف التوى وَاللبث </|bsep|> <|bsep|> وَقُلت ِن سرت بِغَير هادي <|vsep|> ضَللت في أضواج هَذا الوادي </|bsep|> <|bsep|> وَخِفت مِن سِباعه وَجنه <|vsep|> وَلَم أَبل مِن سَهلِهِ وَحُزنِهِ </|bsep|> <|bsep|> ثَم هَجَمت في مَكاني جاثِماً <|vsep|> وَكُنتُ في ذاكَ الهُجوم حازِما </|bsep|> <|bsep|> وَلَم أزَل انظُر في النَواحي <|vsep|> وَأرهب الجَرس مِن الرِّياح </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى بَدا شَخص فَحدقت النَّظَر <|vsep|> وَلَم أَكد أثبتهُ مِن الحَذَر </|bsep|> <|bsep|> ثُم بَدا لي فَرَأيت رَجُلاً <|vsep|> شَيخاً يُناجي صاحِباً مكتهلا </|bsep|> <|bsep|> قَد أَكثَرا الخِصام وَالجِدالا <|vsep|> وَأَعلَنا الشِّجار وَالمَقالا </|bsep|> <|bsep|> وَافتخرا وَكَثرة المُفاخرة <|vsep|> تَدعو ِلى العِناد وَالمُشاجرة </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ قَول الشَّيخ قومي الهند <|vsep|> الحُكماء العُلماء اللد </|bsep|> <|bsep|> لَهم علوم وَحلوم وَفطن <|vsep|> وَحكمة بالغة ِذ تمتحن </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم يَكُن من فضلِهم ِذ يختبر <|vsep|> فَضل الرِّجال منصف وَيعتبر </|bsep|> <|bsep|> ِلا الَّذي أَبدوه في الشطرنج <|vsep|> لِلناس مِن علم سَديد النهج </|bsep|> <|bsep|> جد عَظيم لَقبوه هَزلا <|vsep|> يَصير الرأي الأفين جزلا </|bsep|> <|bsep|> فيهِ ِشارات ِلى مَواعِظِ <|vsep|> نافِعة لِكُل واع حافِظ </|bsep|> <|bsep|> قَد رَسَموها لِلهُدى مِثالاً <|vsep|> أَن الحَكيم يَضرب الأَمثالا </|bsep|> <|bsep|> يَعنون أن العَيش في التَدبير <|vsep|> وَلَيسَ بِالقسمة وَالتقدير </|bsep|> <|bsep|> وَالمَرء لِلأَفعال مُستَطيع <|vsep|> مُحكم يحفَظ أَو يضيع </|bsep|> <|bsep|> وَذَلِكَ العَدل بِلا خِلاف <|vsep|> لَو وفق الرِّجال لِلنصاف </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَه الكَهل وَقَومي الفرسُ <|vsep|> الحُكماء ما بِذاكَ لَبس </|bsep|> <|bsep|> لَهُم سِياسات وَتَدبير حسن <|vsep|> كَالشّرع عَدلاً في الفُروض وَالسنَن </|bsep|> <|bsep|> وَملكهم معتضد بِالحكمه <|vsep|> كَأَنَّهُم قَد أيدوا بالعصمه </|bsep|> <|bsep|> لا نَعبد الأَصنام وَالأَوثانا <|vsep|> وَلا نَرى الظُلم وَلا العُدوانا </|bsep|> <|bsep|> وَالعَيش بِالرزق وَبِالتقدير <|vsep|> وَلَيسَ بِالرَأي وَلا التدبير </|bsep|> <|bsep|> وَقَد وضَعنا النرد لِلمثال <|vsep|> لَو فطنت بَصائر الرِّجال </|bsep|> <|bsep|> وَما قَصدنا بِالفصوص اللعبا <|vsep|> حاشا لَنا لَكن قَصَدنا الأَدَبا </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما سمى لعباً حيله <|vsep|> تَخفى بِهِ ما فيهِ مِن فَضيلَه </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّما يَعشقه الرِّجال <|vsep|> لأَنَّهُ لَعب كَما يُقال </|bsep|> <|bsep|> وَلَو دَروا أَن المُراد الأَدَبُ <|vsep|> بِوضعِهِ وَصُنعِهِ ما لَعبوا </|bsep|> <|bsep|> فَالحَق قَد تعلمه ثَقيل <|vsep|> يأباه ِلا نَفَر قَليل </|bsep|> <|bsep|> وَأَنما أَخفيت المَصالح <|vsep|> وَموه القَول الشَّفيق الناصح </|bsep|> <|bsep|> وَدَلَستُ بِظاهر اللذات <|vsep|> كَم راحة تَكمن في أَذاة </|bsep|> <|bsep|> كَمثلما رَكبت الأَلحان <|vsep|> وَوضعت للحكمة العيدانُ </|bsep|> <|bsep|> يَظنها الجاهل لَهواً وَلَعب <|vsep|> وَلَو دَرى بِوضعِها ماذا طُلب </|bsep|> <|bsep|> مِن راحة الروح وَبَسط النفس <|vsep|> وَهزها لطبعها بِالأنس </|bsep|> <|bsep|> لَم يَستَمع قط الغناء وَنَفر <|vsep|> عَنهُ لان الحَق ما فيهِ وَطر </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الهندي هَذي حجَتي <|vsep|> سَلَكت فيما جئته مَحجتي </|bsep|> <|bsep|> شَطرنجنا لمثل هَذا وَضعا <|vsep|> أَول فَن في العُلوم اِخترعا </|bsep|> <|bsep|> وَفَضله باد بِغَير مين <|vsep|> ما أَوضَح الصُّبح لذي عَينين </|bsep|> <|bsep|> وَِن بُرهاني فيه ظاهِر <|vsep|> وَالحَق لا يَدفعه المكابِرُ </|bsep|> <|bsep|> يَكفيك مِن شاهد ما ذكرته <|vsep|> أَمر بِعَيني هَذهِ نَظرته </|bsep|> <|bsep|> أعدل قاض قَلد العيانُ <|vsep|> وَلَيسَ فَوقَ حُكمِهِ بُرهانُ </|bsep|> <|bsep|> ِن الأَمير المزيديَّ صدقه <|vsep|> بِنَفسِهِ الفاضلة الموفقة </|bsep|> <|bsep|> نالَ العُلا وَساسَ أَمر ملكه <|vsep|> حَتّى غَدا منتَظِماً في سلكه </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ شَيء غَيره يُساعده <|vsep|> بَل كُل شَيء في الوَرى يُعانده </|bsep|> <|bsep|> الوَقت وَالقِران وَالرِّجال <|vsep|> وَهوَ بِلُطفِ رَأيهِ يَحتال </|bsep|> <|bsep|> بِجده وَلطفه وَكَده <|vsep|> وَحذقه في كَيدِهِ لا جنده </|bsep|> <|bsep|> فبان أَن الأَمر بِالمحاله <|vsep|> كَفى بِما ذَكَرتهُ دَلاله </|bsep|> <|bsep|> أَول رَمز في اِعتِبار الطَّبَقه <|vsep|> لأَنَّها عِندَهُم محققه </|bsep|> <|bsep|> لا يَلعَبنَّ أَبَداً مَع مُحسن <|vsep|> مجود فذاكَ فعل الأَرعن </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ لا تُحارب القويا <|vsep|> مِن العَدو ِن تَكُن ذَكيا </|bsep|> <|bsep|> فَِن من حارب من لا يَقوى <|vsep|> بِحَربِهِ جَر عَلَيهِ البَلوى </|bsep|> <|bsep|> وَحارب الأَكفاء وَالأَقرانا <|vsep|> فَالمَرء لا يُحارب السلطانا </|bsep|> <|bsep|> وَِن من رُموزِها لَو يعتبر <|vsep|> لاعبها بِأَمرِها وَيَفتَكر </|bsep|> <|bsep|> يا أَيُّها الِنسان كُن في الدنيا <|vsep|> كَلاعب الشطرنج وانحُ المَعنى </|bsep|> <|bsep|> محترِزاً مِن العَدو مُحتَرس <|vsep|> تَنج وَتَسلم مِن أَذاه وَتكس </|bsep|> <|bsep|> فَالحين في الأَهوان وَالتجوز <|vsep|> وَالحَزم كُل الحَزم في التحرز </|bsep|> <|bsep|> وَانتهز الفُرصة ِن الفُرصة <|vsep|> تَعود ِن لَم تَنتهزها غَصه </|bsep|> <|bsep|> وَاِسبق ِلى الأَجود سَبق ناقِد <|vsep|> فَسَبقك الخَصم مِن المكابد </|bsep|> <|bsep|> كَسَبق أَهل الشام أَصحاب عَلى <|vsep|> كَيداً ِلى ماء الفُرات السلسل </|bsep|> <|bsep|> فَلَم يَزَل أَهل العِراق هيما <|vsep|> حَتّى جَلوا دُجى الوَغى البَهيما </|bsep|> <|bsep|> وَالشاه لا يخضر عِندَ الشاه <|vsep|> فَِنَّها مِن أَعظَم الدَّواهي </|bsep|> <|bsep|> وَقَد رَأينا أَمس في زَمانِنا <|vsep|> وَحَسبنا المُدرك في عياننا </|bsep|> <|bsep|> لَما أَتى طغرلنكُ بَغذاذا <|vsep|> وَلَم يَجد مِنهُ امرؤ معاذا </|bsep|> <|bsep|> جاءَ ِلَيهِ الملك الرحيم <|vsep|> مُستَقبلاً فَقالَ لا تريم </|bsep|> <|bsep|> واستحضر الشطرنج للملاعبه <|vsep|> ِشارة مِنهُ ِلى المُحارَبه </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا تَوَسطا في اللعبِ <|vsep|> جاءَ ابن ميكال بِأَمر عجب </|bsep|> <|bsep|> صافح عَمداً شاهه بِشاهه <|vsep|> للطفه في الكَيد وَانتِباهه </|bsep|> <|bsep|> فرد ذاكَ ابن بويه منكراً <|vsep|> فَلج طغرلنك حَتّى أَكثَرا </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ وَغلط الرحيم <|vsep|> وَقَد لعمري يَغلط الحَكيم </|bsep|> <|bsep|> ما جَرت العادة أن الشاها <|vsep|> يَدخل بيتَ الشاه قالَ ها </|bsep|> <|bsep|> فَلم دخلت بَيتنا وَضحكا <|vsep|> أخطأ غرّ للرسوم تركا </|bsep|> <|bsep|> ثُمَ أَشارَ أَن خذوه فاخذ <|vsep|> وَقامَ مِن بَين يَديهِ وَجبذ </|bsep|> <|bsep|> فَكُن كَثير الحفظ وَالتوقى <|vsep|> وَسالِكاً فيهِ سَبيل الرفق </|bsep|> <|bsep|> وَفتش الأُمور عَن أَسرارِها <|vsep|> كَم نكتَةٍ حتفك في ظهارها </|bsep|> <|bsep|> لا تشرهن فَتَأخُذَن ما تَرَكا <|vsep|> وَانظر لِماذا ترك الرخ لكا </|bsep|> <|bsep|> فَرُبَّما كانَت لَهُ مَكيده <|vsep|> في تَركِهِ عادته السديده </|bsep|> <|bsep|> انظر وَفَكر أَبَداً في العاقبة <|vsep|> فَنَّها عَن العُقول غائِبَه </|bsep|> <|bsep|> لا تشرهن ِلى حطام عاجِل <|vsep|> كَم أكلةٍ أَودَت بِنَفس الكل </|bsep|> <|bsep|> وَبِئست العادة فاحذرها الشره <|vsep|> وَقس بِما رَأيته ما لَم تَره </|bsep|> <|bsep|> وَاكرم الخيم العَفاف وَالظلف <|vsep|> وَالأُم الأَخلاق حرص وَصلف </|bsep|> <|bsep|> وَاحذر فَكَم من سَكرة مَسمومه <|vsep|> حرص النُّفوس عادَةٌ مَذمومه </|bsep|> <|bsep|> لا سِيما ما كانَ مِن عَدوّ <|vsep|> كَم صَبوَة جاءتكَ مِن سلو </|bsep|> <|bsep|> لا تَفتح الدست وَلا الحَرب مَعاً <|vsep|> وَاِقنَع بسلم ما وَجَدت مقنعا </|bsep|> <|bsep|> وَاِدفع اِساءات العِدى بِالحُسنى <|vsep|> وَلا تخل يُسراك مثل اليُمنى </|bsep|> <|bsep|> وَاحفظ قَليل المال وَالكَثيرا <|vsep|> وَاحرس صَغير الجُند وَالكَبيرا </|bsep|> <|bsep|> لا تحقرن راجِلاً في الفَيلَق <|vsep|> فَرُبَّما غلبته بِالبيذق </|bsep|> <|bsep|> لا تَعطين شَيئاً بِغَير فائِدَه <|vsep|> فَِنَّها مِن السَّجايا الفاسِدَه </|bsep|> <|bsep|> لا تَيأَسَن مِن فَرج وَلُطف <|vsep|> وَقوة تَظهر بَعدَ ضَعف </|bsep|> <|bsep|> فَرُبَّما جاءكَ بَعد الياس <|vsep|> روح بِلا كَد وَلا التِماس </|bsep|> <|bsep|> فَِن رَأَيت النَّصر قَد لاحَ لَكا <|vsep|> فَلا تَقصر وَاحتَرز أن تهلكا </|bsep|> <|bsep|> وَالبَغي فَاحذره وَخيم المَرتع <|vsep|> وَالعُجب فَاتركه شَديد المَصرَع </|bsep|> <|bsep|> عِند تَمام البَدر يَبدو نَقصه <|vsep|> ورُبَّما ضر الحَريص حِرصه </|bsep|> <|bsep|> كَم بطرَ الغالب بَغيا فَتَرك <|vsep|> عَنهُ التوقي وَاِستَهانَ فَهلك </|bsep|> <|bsep|> فرقع الخرق بلطف واجتهد <|vsep|> وَامكر ِذا لَم يَنفَع الصدق وَكَد </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ في صَفين كانَ الأَمر <|vsep|> لَم ينج أَهل الشام ِلا المَكر </|bsep|> <|bsep|> لَما رَموا بِالصيلم العَظيم <|vsep|> وَعَجِزوا دَعوا ِلى التَحكيم </|bsep|> <|bsep|> وَاحرص لِتَأخذ بِالخداع ما له <|vsep|> وَلا تبق رجمة رِجاله </|bsep|> <|bsep|> لا تحقرن مِنهم صَغيراً محتقر <|vsep|> فَرُبَّما أَسالَت النفس الأبر </|bsep|> <|bsep|> أضعفهُ ما اِستَطَعت أن ضعفه <|vsep|> يدني وَِن طالَ مَداه حتفه </|bsep|> <|bsep|> وَأَبذل لَهُ نَفائس الأَموال <|vsep|> تَدفع بِها شَدائد الأَهوال </|bsep|> <|bsep|> فَالمَرء يفدي نَفسه بِوَفره <|vsep|> عَساه أَن يَنجو بِهِ مِن أَسره </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ في الشطرنج يَفدى الشاه <|vsep|> بِغَيرِهِ مِن فَرط ما يَغشاه </|bsep|> <|bsep|> وَِن أَتى في جَحفل عَظيم <|vsep|> مِن المَوالي وَمِن الصَّميم </|bsep|> <|bsep|> فَِن تَكُن كثرتهم مجتمعه <|vsep|> لطمع في النَّهب قَد جاوا مَعَه </|bsep|> <|bsep|> فَاشغلهم بِالنهب عَنهُ واعكر <|vsep|> عَلَيهِ وَهوَ من لَم يَشعر </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ قَيس بن زُهير فعلا <|vsep|> بِل بَدر ِذ أَتوه جَحفَلا </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ ما دبَّر قَيس وَافترق <|vsep|> جَيش الفَزاري جَميعاً وَانطلق </|bsep|> <|bsep|> وَجاءَهُم وَهُم عَلى الهباءة <|vsep|> فَساءَ قَيساً أعظم المساءة </|bsep|> <|bsep|> وَرُبَّما ضرَّك بَعض مالكا <|vsep|> وَساءَكَ المحسن مِن رِجالكا </|bsep|> <|bsep|> حَتّى تَود أنهُ لَم يَكُن <|vsep|> يَوم رَأَيت شَخصه في الزَّمَن </|bsep|> <|bsep|> ِن اعتضاد الشاه بِالفرزان <|vsep|> مَوعِظَة في السر للسلطان </|bsep|> <|bsep|> لِيتَقي في الخَطب بِالوَزير <|vsep|> مُفَوضاً ِلَيهِ في الأُمور </|bsep|> <|bsep|> وَكُل ِنسان فَلا بُدَ لَه <|vsep|> مِن صاحب يَحمل ما أَثقَله </|bsep|> <|bsep|> معاضد في رَأيهِ وَنصحه <|vsep|> موافق في حَربِهِ وَصُلحه </|bsep|> <|bsep|> لَما أَتى حُذيفة بن بَدر <|vsep|> في عَدَد سَد فجاج البر </|bsep|> <|bsep|> قالَ الرَّبيع عِندَها لِقَيس <|vsep|> أَشر فَأَنتَ حُوَّلٌ ذو كَيس </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ قَيس ناصِحاً يا عَبس <|vsep|> الحَق باد لَيسَ فيهِ لَبس </|bsep|> <|bsep|> ما فيهم ذو حَنق عَلَينا <|vsep|> وَما لَهُم مِن برةٍ لَدَينا </|bsep|> <|bsep|> بَل كُلُّ مَن جاءَ لحرص وَطَمع <|vsep|> وَلَو حَوى شَيئاً مِن النهب رجع </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يُحارب عَن بَني ذبيان <|vsep|> مخاطراً بِالنفس وَالحصان </|bsep|> <|bsep|> فخلَّفوا الأَموال وَالأَثقالا <|vsep|> وَغادَروها لَهُم أنفالا </|bsep|> <|bsep|> وَصاحب للسر ذي كتمان <|vsep|> مخالص في السر وَالعلان </|bsep|> <|bsep|> وَالشاه قَد يَحمل في الأَحيان <|vsep|> وَحربهُ أغيظ للأقران </|bsep|> <|bsep|> وَذاكَ عِندَ شدة شَديده <|vsep|> وَشَوكة وَشيكة حَديده </|bsep|> <|bsep|> سار ابن مَروان لِحَرب مصعب <|vsep|> وَقالَ ن سارَ سِواي يغلب </|bsep|> <|bsep|> وَالحَزم كُل الحَزم في المُطاوَلَة <|vsep|> وَالصَّبر لا في سُرعة المُزاوَلَة </|bsep|> <|bsep|> بِذاكَ شَيخ العَرَب المُهلبُ <|vsep|> في حَربِه الشراة كانَ يغلب </|bsep|> <|bsep|> لا تحرج الخَصم فَفي حراجِه <|vsep|> جَميع ما تكره مِن لجاجه </|bsep|> <|bsep|> ِن عدياً ِذ تَعَدى الحَدّا <|vsep|> وَجاءَ في قَتل بَجير ِدَّا </|bsep|> <|bsep|> واحرج الحرث لاقى شرا <|vsep|> وجر من حراجه ما جرَّا </|bsep|> <|bsep|> وَالعقد كَالخندَق في التّحصين <|vsep|> وَضَربه العَرضي كَالكَمين </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّما الرِّجال بِالخوان <|vsep|> وَاليَد بِالساعد وَالبَنان </|bsep|> <|bsep|> كَذَلِكَ السُّلطان بِالرِّجال <|vsep|> وَالمال لا ملك بِغَير مال </|bsep|> <|bsep|> لا تَطلب الغاية بِاللجاج <|vsep|> وَكُن ِذا كَوَيت ذا نضاج </|bsep|> <|bsep|> فَما أَتى القائم مِن أَهل اللعب <|vsep|> ذو قُوة ظاهرة ِلا غلب </|bsep|> <|bsep|> وَقل ما يَلعَب بِالقَوائم <|vsep|> ِلا فَتى بِالحَرب غَير عالم </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّهُ بَغى عَلى الرِّجال <|vsep|> وَذاكَ مِن دَقائِق الخلال </|bsep|> <|bsep|> فَالبَغي داء ما له دَواء <|vsep|> لَيسَ لملك مَعهُ بقاءُ </|bsep|> <|bsep|> لا تَغترر فيها بِفَضل قوتك <|vsep|> فَرُبَّما وَقَعت جوف هوتك </|bsep|> <|bsep|> قَول زُهَير ِذ بَغى لِخالد <|vsep|> عَلى الَّذي أذكر مِنهُ شاهِدي </|bsep|> <|bsep|> قنع ِذا حارَبتَ بِالسلامة <|vsep|> وَاحذر فعالاً توجب الندامة </|bsep|> <|bsep|> فَن رَأَيت وَجه غَلب لائِحاً <|vsep|> فَكُن لأَقفال الدسوت فاتِحا </|bsep|> <|bsep|> فَالتاجر الكَيس في التِّجارة <|vsep|> مَن خافَ في مَتجره الخَسارة </|bsep|> <|bsep|> يَجهَد في تَحصيل رَأس ماله <|vsep|> ثُم يَروم الربح بِاحتياله </|bsep|> <|bsep|> وَِن هُوَ اِستَخفى عَن المُبارَزَه <|vsep|> فَأنتَ أَحظى مِنهُ بِالمناجزه </|bsep|> <|bsep|> فَاخدعه كَي يَظهر لِلقاء <|vsep|> ِن الخِداع ية الدهاء </|bsep|> <|bsep|> كَذلكَ المَنصور كادَ اِبنَي حسن <|vsep|> فَظَهَرا بَعد اختِفاء للمحن </|bsep|> <|bsep|> مِن عقد الفيل أَو الفرزانا <|vsep|> أَو غَيرِهِ وَطَلب الأَمانا </|bsep|> <|bsep|> فَكَيدُهُ حَتّى يَحل عقده <|vsep|> مفتتحاً بِيَده ما سَدَّه </|bsep|> <|bsep|> هَذا قَليل مِن كَثير ما ذكر <|vsep|> بلعب الشطرنج فافهم وَاعتبر </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ صاحِبه اسمع وافهم <|vsep|> فَِنَّما العُلوم بالتعلم </|bsep|> <|bsep|> في النرد أَيضاً حكمة عَظيمة <|vsep|> تدركها الخَواطر السليمة </|bsep|> <|bsep|> في الناس من تسعده الأَقدار <|vsep|> وَفعله جَميعه ِدبار </|bsep|> <|bsep|> فَلا يَزال بِقَبيح خُرقِة <|vsep|> يُفسد حال جَاهه وَرزقه </|bsep|> <|bsep|> حَتّى تَرى سعوده نحوساً <|vsep|> وَيَنثَني ذاكَ النَّعيم بوسا </|bsep|> <|bsep|> كمثل من تسعده الفُصوص <|vsep|> وَفعله مُزيف مغموص </|bsep|> <|bsep|> كَما جَرى في نَوبة المخلوع <|vsep|> وَقصة الطائع وَالمُطيع </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُم بِعكسه اللبيب <|vsep|> الجاهد الموفق الأَديب </|bsep|> <|bsep|> ِن كاده الدَّهر بِسوء عنفه <|vsep|> قابل بَلواه بِحُسن لطفهِ </|bsep|> <|bsep|> فَنالَ بالرفق وَبِالتَأَني <|vsep|> ما لَم يَنَل بالحرص وَالتعني </|bsep|> <|bsep|> فَيَغتَدي وَهوَ الفَقير ذا نَشب <|vsep|> وَعقله وَلُطفه كانَ السَّبب </|bsep|> <|bsep|> فَلا يَبين سوء فعل دَهره <|vsep|> عَلَيهِ مِن تَدبيره في أَمره </|bsep|> <|bsep|> مثل عَليل يَلزم الدواء <|vsep|> فَيَقهر الأَمراض وَالأَدواء </|bsep|> <|bsep|> فَذاكَ مثل مَن يَجور الفصُّ <|vsep|> عَليهِ فَهوَ بِالأَذى مُختَص </|bsep|> <|bsep|> وَهوَ بِحُسن اللعب وَالتَدبير <|vsep|> يَسد خرق الفَص بِالتقدير </|bsep|> <|bsep|> يَصلح ِفساد الفُصوص حذقه <|vsep|> وَيَرقع الخرق العَظيم رفقه </|bsep|> <|bsep|> كَذَلِكَ المَأمون في تَدبيره <|vsep|> نالَ المُنى في البُعد مِن سَريره </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُم مَن يَجمَع الحالين <|vsep|> فَيَغتَدي وَهوَ سَخين العَين </|bsep|> <|bsep|> مثل بَني بويه لَما اِنقَضَت <|vsep|> أَيامهُم ما اِصطَلَحوا حَتى مَضَت </|bsep|> <|bsep|> فَمثل ذاكَ الجاهل المَجدود <|vsep|> وَعَكس ذاكَ العاقل المَحدودُ </|bsep|> <|bsep|> كمحسن في نَقلِهِ وَضَربِهِ <|vsep|> مثل معين جَدِّهِ بلبه </|bsep|> <|bsep|> مثل ابن مَنصور وَلا مثل لَهُ <|vsep|> فَلا تشبه مَجده يا أَبلَه </|bsep|> <|bsep|> أَورثه المَجد دَبيس جده <|vsep|> ثُم أَعانَ الرث مِنهُ جده </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ سَيف الدَّولة المَسعود <|vsep|> كَأَنَّهُ في قَومِهِ مَعبود </|bsep|> <|bsep|> بِرَأيهِ وَجوده وَبَأسِه <|vsep|> وَحكمه وَرفقه بِناسه </|bsep|> <|bsep|> يَرتَبط الدَولة وَالسَعادة <|vsep|> وَيَقتَضي بِشُكرِها الزِيادة </|bsep|> <|bsep|> فَهَذِهِ فيهِ رُموز أَربَعه <|vsep|> فَاغتاظَ مِنهُ خَصمهُ ِذ سَمِعَه </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ أَيضاً وَهوَ غَير فك <|vsep|> في قَولِهِ وَالصدق دين الناسك </|bsep|> <|bsep|> في مَدحِهِ النرد وَفيهِ حكمة <|vsep|> أُخرى لِمَن كانَ بَعيد الهمة </|bsep|> <|bsep|> لأنهم حَكوا بِهِ أَمر الفلك <|vsep|> وَالجارِيات الزهر في ذات الحبك </|bsep|> <|bsep|> يَطلب بَعضاً فَيَنال كلا <|vsep|> كَم مكثر عادَ بِهِ مقلا </|bsep|> <|bsep|> فَبَعضهُم يَأنيه ما يُريد <|vsep|> فمثله في أَمرِهِ السعيد </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم يَأتيه ضد ما رَجا <|vsep|> فَيَغتَدي مِنها مُغيظاً مُحرجا </|bsep|> <|bsep|> وَبَعضهُم في مَوضع مُستأسر <|vsep|> كَأَنَّه معتقل محير </|bsep|> <|bsep|> فُهوَ أَسير في يَدَيها عان <|vsep|> مُحتَرق القَلب لَما يُعاني </|bsep|> <|bsep|> وَكُلما عاتبها وَسَبها <|vsep|> غَيظاً عصته وَأطاعت رَبها </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ مَن يُنكر حُكم رَبه <|vsep|> وَلا يَكون راضِياً بِكسبه </|bsep|> <|bsep|> وخذاً ما جاءهُ بِشُكر <|vsep|> فَقَد أَتى في فعله بنكر </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الهندي وَهوَ صادق <|vsep|> لَكن لَنا فَضل عَلَيكُم سابق </|bsep|> <|bsep|> تَصنيفنا كَليلة وَدمنة <|vsep|> يقضي لَنا بحكمة وَفطنة </|bsep|> <|bsep|> كَم فيهِ مِن مَوعظَةٍ وَعلم <|vsep|> وَحكمة تعجب أَهل الفهم </|bsep|> <|bsep|> قالَ لَهُ الفرسيُّ في سِواه <|vsep|> لَو كُنت ذا علم بِه معناه </|bsep|> <|bsep|> قال وَما رَأَيتهُ قالَ أَجَل <|vsep|> ذاكَ لِنَقص فيك لَيسَ يحتمل </|bsep|> <|bsep|> لَيسَ يضر البَدر في سَناه <|vsep|> أَنَّ الضَرير قَط لا يراه </|bsep|> <|bsep|> كَم حكمة ضَجت بِها المَحافل <|vsep|> مَليحة وَأنتَ عَنها غافل </|bsep|> <|bsep|> سَمعت بِاللَّه حَديث الناسك <|vsep|> ِذ راعَهُ اللَّيل بلص فاتك </|bsep|> </|psep|> |
خانة للدين والدولة من قوم يزيد | 6الكامل
| [
"خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد",
"قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد",
"جدّدت فينا بنارٍ من اوارٍ كربلا",
"وبدا للناس امرٌ مبهمٌ حيرنا",
"لاقَ فيهِ انَّ عيني تسكبُ الدمعُ دما",
"لعنة اللهِ على مَن ذلك الجرم جنى",
"خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد",
"قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد",
"جُدِّدَت فينا بِنارٍ من أُوارٍ كَربُلا",
"وبدا للناس أمرٌ مبهمٌ حيَّرنا",
"لاقَ فيهِ أنَّ عيني تسكبُ الدَّمعَ دَماً",
"لَعنةُ الله على من ذلك الجرمَ جَنى",
"قد مضت خمسٌ عليهِ حِججاً دون بيان",
"واهتدى تحقيقهُ من بعد خاقان الزمان",
"ذخرنا عبد الحميد العادل العالي المكان",
"فانتفى الريب وصار الأمر في حكم العيان",
"بعض أهل الغرض الفاسد سرّاً مكروا",
"جعلوا السلطان بين الشهدا واستتروا",
"وأذاعوا بعد هذا أنهُ منتحرُ",
"لم يخافوا الله في بهتانهم لم يحذروا",
"كم منادٍ من جرا ما قد جرى واأَسفاه",
"بعض أهل الظلم ممن لم يفوزوا بانتباه",
"قتلوا السلطان من غير جناحٍ ه ه",
"ويلهم قد جاءَهم من ملك العدل بلاه",
"أسف الدنيا عَلَى المظلوم سلطان الأوان",
"الأمير العدل ذي القرنين في هذا الزمان",
"أسفاً لم ينجُ ممَّن كان باليمان مان",
"فغدا عنهُ شهيداً ن مثواهُ الجنان",
"قلبي من وجديَ في وهجِ",
"وأنا من دمعيَ في لججِ",
"فارفق يا ظبيُ بقلبٍ شجي",
"قد هامَ بمنظرك البهجِ",
"فتَّاك الناظر مرهفهُ",
"ورشيقُ القدِّ مهفههُ",
"بأَبي ما ضمّنَ مرشفهُ",
"من درِّ باهٍ ذي فلجِ",
"يزهو بمحاسنٍ طلعتهِ",
"وبصبحٍ لاحَ بغرَّتهِ",
"وبليلٍ حلَّ بطرَّتِه",
"يجلوهُ الفجرُ من البلجِ",
"مذ أجرى العاشق ادمعهُ",
"والشوقُ تولَّى اضلعهُ",
"وافاهُ واسدل برفعهُ",
"خوفاً من عاذلنا السمجِ",
"اقبح بالعاذل انسانا",
"وأَتتهُ البلوى ألوانا",
"ووقانامنهُ مولانا",
"وارانا الخلّ مع الخرُجِ",
"خرُجٌ قد حار بهِ النظرُ",
"ولهُ غرَرٌ ولهُ طرَرُ",
"وبهِ قصبٌ وبهِ درَرُ",
"تغني الانسان عن السُرجِ",
"فيهِ الدكَّان وغلتها",
"ورياضُ الشام وربوتها",
"والمرجة فيهِ ونفختها",
"والبهجة فيهِ بلا حرجِ",
"وجراب الكردي لا يذكر",
"ان جاءَ الخرجُ فذا اشهر",
"وعقود اللؤلؤء والجوهر",
"لا تغني عن ذاك الخرُجِ",
"فابعث بالخرج عَلَى عجلِ",
"فوق الاظعان او العجلِ",
"وكذا الستين بلا مهلِ",
"وفقاً للوعد بلا عوج",
"صفحاً لدهريَ عماَّ قد اتى وجنى",
"من بعد لقياكَ يا كل الهناءِ هنا",
"يا من اذا غلب عني كان في خلدي",
"لولا التقادير ما تمَّ اللقاء لنا",
"لمَّا قضى الدهر ظلماً بالنوى ونأَى",
"عنا الهنا ولقينا البؤس والحزنا",
"لبثت مكتئباً اخشى عليكَ اذًى",
"يبدو وجييش اصطباري عنك قد وهنا",
"وقد تركتك يا مولاي ذا جزعٍ",
"كادت تفارق فيهِ روحك البدنا",
"يبدي لك البأس اهوالاً منمقةً",
"فنحسب العيش طيشاً والمنون منى",
"لكن اراك ومن لي ان تكون هنا",
"لما يكون بهِ الاقبال مقترنا",
"دعا الغرام فؤادي وهو مالكهُ",
"فجئت كيما الاقي من بها افتتنا",
"حمَّلت نفسك ما يودي بها ولقد",
"ركبت فيما فعلت المركب الخشنا",
"وجئتَ ترجو الوفا من مرأة غدرت",
"فهل نسيت الشقا والحزن والشجنا",
"احذر هديت فذات الغدر ما برحت",
"تبدي الوداد وتخفي المكر والضغنا",
"عرضت نفسيَ في سوق الهوى فاذا",
"قضيت في الحب لا ابغي لها ثمنا",
"من ليس يسأَل عني",
"فلست أسأل عنهُ",
"ومن غدا الغدر يجني",
"لا ترتجِ الخير منهُ",
"الناس لاموا ومالوا",
"عن شكر صاحب منَّهُ",
"ن تحسن الفعل قالوا",
"فرضٌ عليه وسنَّه",
"لا تلمني فلا يفيد الملامُ",
"حكم الحبُّ واستثبَّ الغرامُ",
"يا أخا العدل خلِّ ذا العذل جوداً",
"انما لوم من يحبُّ حرامُ",
"أترضى بهذا هرميون وتصبرُ",
"وتثبت في حفظ الوداد ويغدرُ",
"تسوم اصطباراً كلما زاد غدرهُ",
"وتخضع في كل الأمور وتعذرُ",
"لها مقلةٌ بالدمع شكرى ومهجةٌ",
"من الغدر تشكو فهيَ تشكو وتشكرُ",
"وتدعوك ان اربى البلا مستجيرةً",
"فأنت لمن يدعوك في الضيق تنصرُ",
"واسروري لبيك يا من دعاني",
"فأنا والوفاء خير رفيقِ",
"أكثر القول طالباً كل شيء",
"واسلكن للشقاق كل طريق",
"سلامٌ ايها الملك الهمامُ",
"ودام لك ارتفاعٌ لا يرامُ",
"علوت بهمةٍ ليست تضاهى",
"واجدادٍ هم القوم الكرامُ",
"أهلاً بهم ليس المجال بعيدا",
"وأخو البسالة لا يخاف وعيدا",
"ن يقدموا فلقد تقدَّم ظلمهم",
"قبلي أبي حاميهم الصنديدا",
"سيعيد ظلمهم فتىً متظلماً",
"ولربَّ ضرٍّ قد يكون مفيدا",
"ما خلتُ أنك من طراز المخلفين",
"وعودهم والناقضين عهودا",
"لقد انتصرت لأستبدّ فكيف ارضى",
"بالخضوع وما انا رعديدا",
"ترضى بهِ طوعاً لعين حليلةٍ",
"ترنو اليك فثبلغ المقصودا",
"عينٌ بمغناطيسها لما سطت",
"جذبت فؤَادك حيث كان حديدا",
"هذه عيونٌ في الغرام اطيعها",
"لكنّ نفسي تكره التقييدا",
"خثم الكلام فسر اليها ذاكراً",
"ما قلت وارحل ان سئمت ربودا",
"دنت وقد انثنت فرنت غزالا",
"ومالت بانةً وبدت هلالا",
"تلفت بها ولو حيَّت لأَحيت",
"قتيلَ صبابةٍ الف القتالا",
"مهفهفةٌ رأت وصلي حراماً",
"يعاف وقد رأَت قتلي حلالا",
"اتت بعد الجفا من غير وعدٍ",
"تفاجئني بناظرها اغتيالا",
"فجال الدمع فيهِ وقد اراني",
"حساماً قد اجاد لهُ الصقالا",
"أبكي عَلَي ولدٍ اليف عذابِ",
"في السجن بات سمير كل مصابِ",
"ولدٌ أَراهُ كلَّ يومٍ مرَّةً",
"واقلَّة الانصار والاصحابِ",
"هذا بقيَّة مهجةٍ اتلفتها",
"في محبسٍ اتفقت فيهِ شبابي",
"فلبست ثوب السقم بعد تنعمي",
"وجعلت من دمع العيون خضابي",
"لكنما اليونان سوف يهيئون",
"لك البكا من غير هذا البابِ",
"ماذا عسى يبغون بعد قطيعتي",
"وتلهفي وتأَلمي وعذابي",
"ما ذنب طفلٍ في الاسار معذّبٍ",
"الف الشقا وتحمل الاتعاب",
"قد اهلكوا ابطالنا وحماتنا",
"وقضوا عَلَى اموالنا بنهاب",
"ماذا اجبت رسولهم مولايَ هل",
"جاريتهم فأجبت بالايجابِ",
"لا قد رفضت وقد توعدني الرسو",
"لُ ومابرحت مقاوماً بجوابي",
"ولوسف تأتيني المراكب عدةً",
"فيها صنوف مواكب الركابِ",
"عاديت قومي مثلما شاءَ الهوى",
"ورددتهم املاً بنيل طلابِ",
"عاديتهم حباً بذات ملاحةٍ",
"لما حلت جلبت مرير عذابي",
"فلعلَّ ناظرها يقوم بنصرتي",
"ولعلها تشفي الجوى بخطابِ",
"يا من اذا حاربتُ عنها راعني",
"من لحظها الفتاك رشق حرابِ",
"اني اقاتل عنكِ لا متهيباً",
"الاّ قتال بجنبٍ وتصابِ",
"هذي يدي هذا فؤَادي ها انا",
"نبدي الخضوع لحسنكِ الغلاَّبِ",
"وان كان ذنبي كلّ ذنبٍ فانهُ",
"محا الذنب كل المحو من جاء تائبا",
"تجاوزتِ حدَّ التهاجر والصدّ",
"تجاوز طرفكش في حدهِ الحدّ",
"وقد كفّر الدمع لما همى",
"ذنوباً جناها الحسام المهند",
"وادَّيت دَين الوداد وهذا",
"حساب ذنوبي بدمعى مسدّد",
"هجرت منامي بفرط غرامي",
"وسامرت بدراً حكاكِ وفرقد",
"فيا ثغر بالله فسّر غرامي",
"فانكَ تروي حديث المبرّد",
"ويا قدّ ما بال قلبك يقسو",
"وانت تكاد للينك تعقد",
"تثنَّيت لما جمعت الجمال",
"وما زلت يا جامع الحسن مفرد",
"ويا من تجنَّت عَلَى من جنت",
"عليهِ الغرام فبات مشرَّد",
"حنانيك انَّ الغرام رماني",
"فأَطلقتِ دمعي وقلبي مقيَّد",
"واني لأحمي الغلام بعزمي",
"وحزميَ حتى اموت وألحد",
"وان طال عمري ينل بحساميَ",
"عزّاً عزيزاً وملكاً موطد",
"فجودي بعطفٍ عليَّ تسودي",
"وعودي عن الظلم فالعود احمد",
"عليك دموعي جرت بانسكاب",
"تحاكي السحاب السحاب السحاب",
"فرحماك مولاي يا ذا الهمام",
"وأَنقذ غلاماً غلاماً غلام",
"يا غزالاً يروم مني سلوّاً",
"عنهُ والحبُّ في فؤاديَ لابث",
"زادني العذل في هواك ثباتاً",
"رُبَّ عذلٍ اضحى عَلَى الحبّ باعث",
"فأجرني أجارك الله من شو",
"في وكن لي من سهم عينيك غائث",
"يا لقومي صار الحبيب عذولاً",
"انَّ هذا لمن صروف الحوادث",
"أيا دهرُ ما لي في العذاب ضريبُ",
"فقد حلَّ بي يا دهر منهُ ضروبُ",
"وامرضتني لمَّا سلبت أحبتي",
"وليس لدائي في الديار طبيبُ",
"بكيت وكان الدمع من ذوب مهجتي",
"وكفّي بحنَّاءِ الدموع خضيبُ",
"فن كان لي ذنبٌ وأنت موخذٌ",
"فنيَ من ذنبي ليك أتوبُ",
"جار دهري وما من مجير",
"ونأَى بعد عزّي نصيري",
"فغذا قلبي كئيباً بالمصائب",
"وجفاني طيب أنسي",
"وتولَّى اليأسُ نفسي",
"يا لهي انت ملجا كلّ طالب",
"فأجر نفسيَ من هذه النوائب",
"دهر جورٍ لا يبالي",
"بتلافي ووبالي",
"بات جسمي منهُ بالي",
"وهوَ بالاوجال حالِ",
"قد جار بي دهري",
"فحرت في امري",
"وما من الدهر مجير",
"لا تظلموني بل ارحموني وخلصوني",
"عولوا غلامي وارعوا زمامي واشفوا وامي",
"لا تظلموا الأطفال",
"يا أيها الأبطال وانقذوني",
"أرضى بما رمتِ أَرضى",
"وليثني لستُ أرضى",
"أورست عمَّا قليل",
"يجيءُ والامر يُقضى",
"قد كان وهوَ بعيدٌ",
"لا يلتقي منكِ دحضا",
"فصارَ وهوَ قريبٌ",
"يلقى نفاراً ورفضا",
"عجبتُ مما اراهُ",
"حبٌّ تحوَّل بغضا",
"لا تعجبي فانقلابي",
"عن قبحه ليس بغضا",
"يا لدهرٍ من اذاهُ",
"طاب بالجسم بلاهُ",
"كيف أنحو من بلاهُ",
"وهوَ بالفصَّال صال",
"يا خالق الكونِ",
"كن في البلا عوني",
"فأنت لي خير نصير",
"دموعي جرت على الخدود",
"فاضرم في قلبي الوقود",
"وشمت فيَّ الحسود",
"يا ترى زماني يعود",
"فيخلو لقلبي الورود",
"واخلص من حزني",
"قابلتُ بالغدر حباً",
"قد جاءَ بالودِّ محضا",
"فن رني وحالي",
"بمثلها ليس يرضي",
"يشفي الفؤاد انتقاماً",
"وينفض الثوب نفضا",
"فلستُ أرضى بهذا",
"يا ليتني كنتُ أرضى",
"لا تنفري عن محبٍّ",
"ببعض ودّكِ يرضى",
"فليس يجفوكِ صبٌّ",
"ذو مهجةٍ منكِ مرضى",
"يرى ودادكِ ديناً",
"ويحسب الصبر فرضا",
"مناسب الان يأتَي بهِ بيلاد",
"فأُنيلهُ من لقائي المراد",
"غادريهِ وكفى ما قد جرى",
"ودعيهِ انهُ قد غدرا",
"كيف اسلوهُ وقلبي في يديه",
"انَّ روحي نزعت مني اليه",
"ليس صبري عنهُ كالصبر عليه",
"لا تلومي انَّ من ذاق درى",
"غادريهِ انهُ قد غدرا",
"ولقد ذاق ولكن ما درى",
"مهجتي من حرّ شوقي تحترق",
"وفؤادي في هواهُ تحتَ رقّ",
"وسهام الغدر قلبي تخترق",
"ووشاة الدمع تروي ما جرى",
"غادريهِ انهُ قد غدرا",
"وكفى سيدتي ما قد جرى",
"لا تقولي قد كفى ما حصلا",
"فاهجري او فاصبري صبرّا حلا",
"زادني الصبر مصاباً وبلا",
"فاز لا في الهوى من صبرا",
"لماذا تريدين تنبيه همّي",
"فنيَ أرفض علمي بعلمي",
"فقولي فديتك اني سلو",
"تُ وصوّبت نحو الاصابة سهمي",
"ترومين اني فراراً",
"هلمّي بنا للمسير هلمى",
"نسير ويبقى اسير الاسيرة",
"بين يديها واترك قسمي",
"ولكن اذا عاد عن غدرهِ",
"وعامل بالحلم من بعد ظلمِ",
"وصار الحبيب وفياً بعهدي",
"سميعاً لقولي مطيعاً لحكمي",
"ولكن اراهُ خؤُوناً فاَبقى",
"عذولة حبٍّ وسيلة غمِّ",
"أقابل بالغدر غدراً اتاهُ",
"واستلُّ للفتك صارم عزمي",
"جنيت عَلَى الابن ويلاً ومنهُ",
"سأَجني على الامّ اوفر سهمِ",
"ومن عجب الايام رؤيةُ عاشقٍ",
"تحيَّرت الافكار في امر حبهِ",
"يقرّب من لا ترتضي غير بعدهِ",
"ويبعدُ من لا تبتغي غير قربهِ",
"أهلاً بمن مسَّهُ في حبهِ السقمُ",
"شوقاً وما مسَّهُ هجرٌ ولا سأَمُ",
"ماذا دعاكَ لينا بعد فرقتنا",
"الشوق أم رحمةٌ في طيها نعمُ",
"هذا انقيادي لحبٍّ حلَّ في كبدي",
"فجئت أبديهِ علَّ الهجر ينصرمُ",
"وان اعاهد نفسي بالبقاءِ عَلَى",
"عهدي لمن غدروا ظلماً وما رحموا",
"قرَّبتهم نفروا واصلتهم هجروا",
"امنتهم غدروا خاطبتهم سئموا",
"صبراً عليهم فهم قصدي ولو سفكوا",
"دمي وطوعاً لما راموا ولو ظلموا",
"هم ارضعوني ثديَ الحبّ من صغرٍ",
"فلست عن حبهم بالصبر انفطمُ",
"يا من دعاني اليكِ الحبُّ لا تسلي",
"عن حال قلبٍ بهِ النيران تضطرمُ",
"مذ سرت عني تركت الدار ناعيةً",
"وخضت بحراً بهِ الامواج تلثطمُ",
"وكم فريت الفلا والليل معثكرٌ",
"والغيث يبكى وثغر البرق يبتسمُ",
"طلبتُ موتاً وكان العمر يطلبني",
"فازددت حزناً واضنى قلبيَ الألمُ",
"بين البرابرة القوم الاولى رغبوا",
"في قتلتي وانا بالصبر معتصمُ",
"قوم من السيت اهني صيدهم رجلٌ",
"حيٌّ واعذب شيءٍ يشربون دمُ",
"نجوت منهم وجئت اليوم مبتغياً",
"موتاً من اللحظ فهوَ المالك الحكُم",
"قضى الزمان بأَن انجو بلا طلبٍ",
"وقد سقطت على عمدٍ ولا أَجمُ",
"كنت الذبيحة للمعبود عندهمُ",
"بئس الذبيحة اذ مذبوحها عدمُ",
"وما نجاتيَ لا كي اقدّمَ في",
"هياكل الحبّ حيث المجد ينتظمُ",
"فجرَّدوا سيف لحظٍ كي يريق دمي",
"يا ظالمين وفي الاحشاءِ حبكُم",
"ن أنكر الصبُّ الهوى فدموعهُ",
"في وجنتيه تخطُّ عنهُ سطورا",
"لا تستري وجهَ الغرام ببرقعٍ",
"نَّ الزجاجة ليس تخفي النورا",
"أو أن يسلمك الغلام",
"حالاً كما صار الكلام",
"أو انني أمضي فلا",
"أرضى البقا في ذا المقام",
"لم ارضَ بعد العزّ في",
"ذلي ولا أخشى الملام",
"فاذهب وباشر ماعسى",
"يفضي لى نيل المرام",
"ليس بدعاً ذا غدوت مجيباً",
"عن سؤَالٍ عنهُ السؤَال جوابُ",
"تمَّ ما رمتُ والزمان وفى لي",
"وقد انجاب عن نهاري الضبابُ",
"ما كلما يتمنَّى المرءُ يدركهُ",
"تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ",
"كفاكَ حزناً وغماًّ",
"مولايَ فالحزنُ يضني",
"قد ذبتَ فيهِ سقاماً",
"وكاد يخفيكَ عني",
"تبعت رأيكَ لكن",
"لشقوتي لم يفدني",
"سئمت عيشي ودهري",
"كلَّ المصائب يجني",
"ولا أزال حزيناً",
"حتى أنال التمني",
"ومنيتي ذات حسنٍ",
"مذ كلمتني سبتني",
"فاعلم صديقيَ اني",
"ن لم أنلها فني",
"كيف أرضى بأَن أسير وتبقى",
"بسرورٍ وافٍ وقلبيَ يشقى",
"ضعضعت همتي مصائب تترى",
"واتاني البلاءُ غرباً وشرقا",
"كم أراعي وقتاً واكظم غيظاً",
"ومصاباً وكم من الحبّ ألقى",
"لا تلمني اذا رأيتَ اضطرابي",
"يا أَنيسي انا الذي متُّ حقا",
"متُّ حقاً لكنما بعد موتي",
"من بهِ متُّ لا يعيشُ ويبقى",
"سوف يلقى بيروس مني فتىً لا",
"يرهب الموت أي نعم سوف يلقى",
"الن أنت كما ترضى العلى رجلُ",
"يلقى الصروف بقلبٍ ما بهِ وجلُ",
"أصبت نصراً عَلَى نصرٍ وخيرهما",
"نصرٌ غريمكَ فيهِ الأعين النجلُ",
"زعمت بأَني لا أحولُ عن الوفا",
"صدقت فاني عنهُ لست أحولُ",
"لكن هجرتُ نعم هجرتُ فخلها",
"تبكي وتندب حظها وتقولُ",
"وامرُّ ما لاقيت في اسر البلا",
"قربُ الخلاص وما اليه سبيلُ",
"كالعيس في البيداءِ يقتلها الظما",
"والماءُ فوق ظهورها محمولُ",
"أجزلَ الله عليكَ النعم",
"أيها المولى الهمام",
"لا تقل لا بعد قولِ نعم",
"ليس ذا شأن الكرام",
"لا تخف يا صاح عود العنا",
"بعد ما حاذرتهُ",
"ن قلبي وهوَ قلبي أنا",
"لو جفا غادرتهُ",
"في سما الأنس لدينا",
"قمرُ الاصلاحِ لاح",
"وبما اهدى الينا",
"طائرُ الافصاحِ صاح",
"قد نأَى وجهُ العناءِ",
"ودُجى الاتراحِ راح",
"فسكرنا بالهناءِ",
"انما الافراحُ راح",
"طاب الهناءُ لنا وقد نلنا المنى",
"وبدا هلال سرورنا",
"والغمّ عنا قد نأَى ودنا الهنا",
"بدنوِّ انس نصيرنا",
"نالت مزيد الهناءِ انفسنا",
"من بعد ما كادَ يقطعُ الاملُ",
"فدمتَ يا بدرُ ياغمامةُ يا",
"عالي الذرى يا همام يا بطلُ",
"يا شهم يا سهمُ يا مهنَّدُ يا",
"ليثُ الشرى يا يا همامُ يا رجلُ",
"قد بدا لنا",
"بعد الظلام",
"ونأَى العنا",
"يا ابن الكرام",
"فدم ما انجلى",
"بدرُ التمام",
"يا من علا علَى العلى",
"بين الملا",
"واسلم ما حلا",
"حسن الختام",
"ن مسعايَ قد انالكِ فوزاً",
"وسعوداً لا زلتِ بالاسعاد",
"عادَ بيروس طالباً منكِ قرباً",
"فتهنى بالقرب بعد البعاد",
"أصبت فلا سوى حظي يلامُ",
"ولا عتبٌ عليكِ ولا ملامُ",
"واني لا ألومكِ غير اني",
"اذوبُ اسىً كما شاءَ الغرامُ",
"شكا قلبي عذاباً يلتقيهِ",
"فقلتُ اصبر كما صبر الكرامُ",
"فقال وقد أُصيب بسهم غدرٍ",
"عَلَى الدنيا وبهجتها السلامُ",
"مهلاً فاني في حماكِ ومالي",
"من ذلةٍ كي تقطعي مالي",
"وفقدت بعلي في القتال ومالي",
"والدهر لي كاسَ المذلة مالي",
"لله من ذل العزيز الغالي",
"أبكي عَلَى ولدي ودمعيَ جاري",
"كالغيث لكن ليس يطفىءُ ناري",
"سلبوا بما طلبوا يسير قراري",
"لا تسلبوه فان حفظ الجارِ",
"فرضٌ على اهلِ المقام العالي",
"قد صنتُ امكِ يوم راموها بشرّ",
"ومنعتها من ان يدانيها بَشر",
"فاحمي فتىً أَلفَ الكبة والكدر",
"حيرانَ ما بين السلامة والخطر",
"حتى غدا سقماً خيال خيالِ",
"بقلبي من اذى دهري لهيبٌ",
"لدمعي فوقهُ ايُّ انسكاب",
"فلا تطفي الدموع لهيبَ حزني",
"وغير القبر لا يطفي التهابي",
"كزيتٍ معدنيٍّ ليس يطفى",
"بماءِ وهوَ يطفأ بالتراب",
"أنوح نوحَ الثواكل",
"والدمع جارٍ وسائل",
"والقلب راجٍ وسائل",
"وما لصبري وسائل",
"في مثل هذهِ المسائل",
"سأجاريهِ وللدهر احتكام",
"وفؤَادي فيهِ من حزني ضرام",
"مقصدي برَّرلي واسطتي",
"هكذا قال لنا بعض الانام",
"للهِ مولايَ مهلاً",
"فأنت اعظم حلما",
"ان رمتَ تسليم ابني",
"سلّم معَ الابن أَمَّا",
"مولايَ كنتَ حليماً",
"لم تأتِ من قبل ظلما",
"عذَّبتَ قلبي شديداً",
"كأنني جئتُ جرما",
"فاسمح فانت كريمٌ",
"اباً وخالاً وعماَّ",
"أمولايَ رفقا فالدموع سوافحُ",
"وكاساتُ حزني بالمصاب طوافحُ",
"فسامِح اذا ما كنتُ ذات جريمةٍ",
"فأنتَ كريمٌ والكريمُ يسامحُ",
"وارحم فقد أضني الأَلم",
"جسمي واضواهُ العذاب",
"والحزن عندي قد المَّ",
"بمهجتي والقلب ذاب",
"مولايَ رفقاً بقلبي",
"واشفق على سوءِ حالي",
"فأنتَ تعلم اني",
"فقدتُ اهلي ومالي",
"رأيتُ بعلي قتيلاً",
"يجرُّ فوق الرمالِ",
"ووالدي الشهمُ ايضاً",
"قضى بذاك القتالِ",
"لم يبقَ لي غير طفلٍ",
"من اسرتي ورجالي",
"مولايَ قد ذابَ قلبي",
"مولايَ رفقاً بحالي",
"احرقَ الدهرُ بنارٍ كبدي",
"عندما راموا بشرٍّ ولدي",
"انتَ يا هكتور عزّي عضدي",
"سيدي ركني مجيري سندي",
"اقصروا اللومَ وكفوا العذَلا",
"لستُ ارضى من حبيبي بدلا",
"لا وحقّ الحبّ يا هكتور لا",
"ما قيادي يا مليكي في يدي",
"أيا دهرُ كم بالصابرين تجورُ",
"وما من نصير في بلاكَ يجيرُ",
"فسدوا حتكم واظلم وعذب كما تشا",
"فنَّ فؤادي يا زمان صبورُ",
"مهيلاً ستَقضي الأمر لهة الورى",
"وليس عليهم في الأمور عسيرُ",
"لقد ذاب يا هكتور قلبي ومهجتي",
"بها من زماني لوعةٌ وسعيرُ",
"أما كفى ما قد جرى",
"فالسقم بالجسم سرى",
"قد فاز مَن قد صبرا",
"فالصبر أولى ما أَرى",
"والدهر يبدي العبرا",
"كما يرومُ",
"لقد جنى دهري العنا",
"وحلَّ بالجسم الضنى",
"وقد نأى عنا الهنا",
"والغمُّ وافى ودنا",
"فارفق بنا يا ربنا",
"انتَ الرحيم",
"قلبي اشتفى وبدا هلالُ هنائهِ",
"فأضاءَ في ظلمات ليل عنائهِ",
"انقذت طفلاً سوف يحيي ذكرَ من",
"سلفوا ونالوا المجد من بائهِ",
"انقذتهُ ويلاهُ عزَّ تصبري",
"كيف السبيل الى حفاظ بقائهِ",
"هيا بنا نلقاهُ خر مرَّةٍ",
"ونذوق خصب البعد بعد لقائهِ",
"لا تعجبي ان كان لا",
"يفدي فؤَادي شخصهُ بوفائهِ",
"هكتور لا تجزع فلست اخون من",
"انفقتُ عمري في سبيل ولائهِ",
"هكتور يا خير الورى هكتور يا",
"ليث الشرى والمقتدى بعلائهِ",
"هكثور انت رجاءُ قلبي لا سوا",
"كَ فكيف يهنأُ بعد فقد رجائهِ",
"لبيك اني مثلما شاءَ القضا",
"اقضي وما من دافعٍ لقضائه",
"هذي يدي لقضي لبانة مهجتي",
"بمهندٍ يفري الحشا بمضائهِ",
"لا تزيدي غصتي",
"فأَنا اتبعك",
"واجعلي من حصتي",
"ان اوافي معك",
"لله ما هذا المقال",
"قد عزَّ مني الاحتمال",
"من يرحم الفؤَادا",
"بين الورى",
"اما كفى وزادا",
"ما قد جرى",
"تسائلني ان كنت صباً بحبها",
"يجيبك دمعي وهوَ منكِ صبيبُ",
"سلي حسرتي او لوعتي او تذلّلي",
"فليَ شاهدٌ مما ترينَ يجيبُ",
"تقول خليُّ البال عني وما رأت",
"خوافي فؤَادٍ حشوهنَّ عذابُ",
"سقامٌ ووجدٌ واحتراقٌ وانها",
"صنوفُ عذابٍ في الغرامِ عذابُ",
"خلَّدتَ يا حبّ ذكرَ الهمّ في خلدي",
"وكابدت منكَ انواع العنا كبدي",
"فماتَ صبري وهبَّ الدمعُ يندبهُ",
"حتى بكاهُ بكا امٍّ عَلَى ولدِ",
"ما زلتَ تطلبُ صبري غير متئدٍ",
"حتى تسلمتهُ مني يداً بيدِ",
"فليتَ شمسك لم تشرق على وطني",
"وليتَ بدركَ لم يطلع عَلَى بلدي",
"لكلِّ صابٍ عَلَى علاَّتهِ امدٌ",
"الاّ أذاكَ فلا يجري الى امدِ",
"يا من أُصيبت بسهم الهمّ مهجتهُ",
"اصبر فما في الورى خالٍ من النكدِ",
"واستوقف الدمعَ ان نالتكَ نازلةٌ",
"فانَّ دهريَ لا يبقى على احدِ",
"لله ما يفعلُ الغرامُ",
"فلا اعتذارٌ ولا ملامُ",
"صبراً على كلّ ما قضاهُ",
"للحبّ يا مهجتي احتكامُ",
"طوعاً لما رمتِ من محبٍّ",
"فانكِ القصد والمرامُ",
"فسوفَ يلقى بيروسُ مني",
"فتىً لديهِ طابَ الحمامُ",
"واليوم تبدو سوق المنايا",
"وبيننا ينصفُ الحسامُ",
"ن لم أمت في الوغى قتيلا",
"لا ندب فقديَ الكرامُ",
"تفديكِ روحي وانت روحي",
"اليَّ مني فلا أُلامُ",
"هوَ الحبُّ حتى ينفد العزمُ والصبرُ",
"وما الحبُّ الاَّ الذلُّ والهولُ والاسرُ",
"فلا منجدٌ ان جارَ وهوَ محكَّمٌ",
"ولا منقذٌ من حكمهِ ولهُ الامرُ",
"اذلّ فؤَادي وهوَ في العزِّ راتعٌ",
"واوهن عزمي بعد ما نالهُ النصر",
"ومن عجبي اني اخوضُ الوغى ولا",
"أُبالي وقد غصَّت بها البيضُ والسمرُ",
"وأغشى الظبي والموتُ رهن مضائها",
"واخشى الظبا حياً ومسكنها القفرُ",
"وهنا انا في ذا الحبِّ رهنُ احتكامهِ",
"وحيدٌ وما قولي كذا ومعي الصبرُ",
"اين المرؤة شيمة الابطالِ",
"والصدق في الاقوالِ والاعمالِ",
"اين الوفا شأنُ الكريم واين من",
"نادى انا ابنُ مُذلّل الاقيالِ",
"من كان لا يلويهِ ليثٌ رهبةً",
"عن عهدهِ يلويهِ لحظ غزالِ",
"بطلٌ تحاذرهُ الاسودُ اذا سطا",
"ويروعهُ ظبيٌ نزالِ",
"يا من اتاني بعد ان نقض الولا",
"قد هجت بلبالي ولست تبالي",
"اكبرت نفسك وهيَ صغرى بالهوى",
"ورضيت بعد العزِّ بالاذلالِ",
"عارٌ عليك عليك عارٌ دائمٌ",
"يبقى مدى الاعصارِ والاجيالِ",
"اتنكرُ حبي والمدامعُ تبديهِ",
"وينشرهُ سقمي وصدُّك يطويهِ",
"اتيتك والمالُ ملءُ خواطري",
"وقلبيَ يصفو والزمانُ يصافيهِ",
"فعاملتني بالغدرِ يا ساقط الوفا",
"واورثتني سقماً تراهُ ويرويهِ",
"وما زال قلبي وافياً وهوَ ذائبٌ",
"متى انت تشفيهِ وحتى مَ تشقيهِ",
"الامر اصبح يا ناصري",
"في خطرٍ يحذرُ من غادرِ",
"ذلكَ ما يخطر في خاطري",
"والامر في ذلكَ للمرِ",
"قد غدا خوفي عظيماً",
"ايها الملكُ الهمام",
"وأرى خطباً جسيماً",
"قاضياً بالاهتمام",
"كن بما تبدي حكيماً",
"نال ذو الرشد المرام",
"فهيَ قد زاد جواها",
"بمعاناةِ الغرام",
"واذا زاد بلاها",
"رغبت في الانتقام",
"لا تقل عزمي وحزمي",
"وجنودي والمقام",
"وذكا عقلي وعلمي",
"وثباتي في الصدام",
"كم بعوضٍ دون عزمٍ",
"اسدٌ منها يضام",
"فكرك السامي سليمُ",
"فاذا ضلَّ تلام",
"أيها المولى الكريمُ",
"احسنَ اللهُ الختام",
"أين رشدي ماذا جرى ما احتيالي",
"كيف أنجو من البلا والوبال",
"فغرامٌ غريمُ قلبٍ كليمٍ",
"وظلومٌ بنكبتي لا يبالي",
"جارَ ظلماً فحار قلبي وراح ال",
"همُّ يشقيه وهوَ ناعمُ بالِ",
"لا لعمري فسوفَ يلقى جزاهُ",
"يا الهي رفقاً بهِ وبحالي",
"كيف يقضي وحبهُ في ضميري",
"وبهِ لوعتي ومنهُ انتحالي",
"ربما عاد عادلاً بعد ظلمٍ",
"انت ترجو يا قلب عين المحالِ",
"فليمت فليمت ولكن فؤادي",
"عندهُ قد ثوى بدون ارتحال",
"كيف اقضي بقتلهِ وهوَ روحي",
"اين رشدي ماذا جرى ما احتيالي",
"لكنهُ بين المخافة والرجا",
"يسري ولا يدري فأَصبح فاكرا",
"اضحى يطالبه الغرامُ بقتلهِ",
"والرشدُ يثنيهِ فأضحى حائرا",
"يا مهجتي زاد البلا فتزلزلي",
"مما جرى غماًّ ولا تتعللي",
"بئس الحيوة فلستُ اؤَثر حفظها",
"يا مهجتي سيموتُ من لم يقتلِ",
"فلأشفينَّ النفس ثمَّ اميتها",
"فاذا اشتفت فكأنني لم افعلِ",
"رأى أُسدا ما راعها الموت في الوغى",
"يروعُ قلوب العاشقين زئيرُها",
"تدكُّ الجبال الراسيات بعزمها",
"وان سُلَّ سيفٌ تلتقيهِ صدورُها",
"واسيافها والموت رهن مضائها",
"حدادٌ مواضٍ ليس يطفى سعيرُها",
"احاطت بهِ كالعاصفات فلم يكن",
"ليدفعها ردًّا وعزمي يثيرُها",
"انا ابن الذي لا يرهب الموت قلبهُ",
"وتحمدهُ الاحياءُ وهوَ نصيرُها",
"لا كنتَ يا قاتل الشهمِ الكريمِ ولا",
"لقيت أُناً ولا ذقت السرور ولا",
"لبستَ يا فظُّ عاراً لست تنزعهُ",
"مدى الزمان فرح يا ابن الطغاة الى",
"قتلتكَ السماءُ قتل اللئامِ",
"وسقتكَ الصروف كأس الحمامِ",
"رح ودعني فلم يعُد من مرامي",
"ترك هذي الديار فهيَ مقامي",
"اما والنهى لم يبقِ دهري عَلَى رشدي",
"فمن منجدٌ قلباً اصيب عَلَى عمدِ",
"جنود الاسى قد نازلت ربع مهجتي",
"فما حال فردٍ بين ذلكمُ الجندِ",
"كأنيَ والأهوال زندٌ ودملجٌ",
"يضيق ولا ينفكُّ عن ذلكَ الزندِ",
"كأنَّ البلا جاري وقد الف الوفا",
"وعاهدني قرباً فدام عَلَى العهدِ",
"كأنَّ بنات النائمات شغفنَ بي",
"فواصلنني وصل المقيم على الوجدِ",
"يقرّب مني الدهر من لا ارومهُ",
"ويقربني ممن يطيب لهُ بعدي",
"تقلص ظلُّ الانس عني واقفرت",
"ربوعُ سروري وانقضى اجلُ السعدِ",
"مصابٌ وذنبٌ وارتياعٌ وحسرةٌ",
"تعدَّدت البلوى على واحدٍ فردِ",
"اثبّط عزماً ضعضعتهُ نوائبٌ",
"وامنعُ رشداً بالضلالة يستهدي",
"اطعت الهوى وهوَ الهوان معللاً",
"بمالهِ نفسي فخاب بهِ قصدي",
"قتلتُ مليكاً ايدتهُ يد العلى",
"وقاومت شخص العزمِ والحزمِ والمجدِ",
"وخالفت شرع الملك والوطن الذي",
"وجدت لاحمي مجدهُ في الورى جهدي",
"اني لاتبع هرميون فسر ولا",
"تنقذ اخا جرمٍ اليف جرائرِ",
"دع ذكرها مولاي واعلم انها",
"قتلت فصارت مثل امس الغابرِ",
"أجل مذ عايثت محبوبها",
"صاحت رويداً بالمليك السائرِ",
"ماذا دهاهُ فدتهُ نفسي هل قضى",
"ويعيشُ قلبي ليس عنهُ بصابرِ",
"وتسنمت صخراً ونادت قد دنا",
"يوم اللقاءِ بذي صدودٍ نافرِ",
"وبخنجرٍ طعنت حشاها طعنةً",
"فجرت دماها كالغدير لناظرِ",
"وتنهدت والموت ارعش جسمها",
"فغدت جوارحها كجنحِ الطائرِ",
"وذلك طوعاً للغرامِ وانهُ",
"غريمٌ على رغمي عدؤٌ عَلَى عمدِ",
"لكِ الله يا من ذدتُ عنها فاعرضت",
"وقد قابلتني بالتجنب والصدِّ",
"رويدكِ ما هذا الصدود وانني",
"تقمصت عارا كي اقابل بالصدِّ",
"قحمتُ المنايا والظبى تقرعُ الظبي",
"ويحمل وخزَ الشوك مقتطف الوردِ",
"فيا زمن الاهوال حسبك ما جرى",
"وقدك اجتراءً يا زمان بما تبدي",
"وياموت ما اشقى بعادك عن فتىً",
"تضيقُ عليه فسحة الغور والنجدِ",
"حنانيك جد لي باللقاء وانني",
"اليف عناً لم يبقِ دهري عَلَى رشدي",
"لا لا فقد الف البلابل خاطري",
"يا نفس لاتخشي البلا بل خاطري",
"ارشدوني اين جسم العاشقين",
"لست اطوي بيننا شقَّة بين",
"واجمعوا افئدة لم تأتلف",
"بوداد واقثلوا عيناً بعين",
"ويالقومي قد سجا ليل البلا",
"بين بلبالٍ واهوالٍ وبين",
"ما احتيالي خانئي الصبر وقد",
"بات عزمي اثراً من بعد عين",
"لا ارى غير دمٍ حولي جرى",
"اين رشدي يا اخا الارشاد اين",
"ماذا أرى بيروس عدتَ فكيف قد",
"انقذتَ نفسك كي تراني حيثما",
"هذا هوَ الجرح الاخير اجل وذا",
"دمك الذي يجري فيا لله ما",
"ذي هرميون لديَّ ضمَّت جسمهُ",
"لتذود عنهُ وهيَ تصرخ كلما",
"ترنو اليَّ بلحظ منتقمٍ كما",
"هاج المقاتل عند ما نظر الدما",
"وتقودُ من جنس الابالس عسكراً",
"واراقماً تسعى وتنفثُ عند ما",
"مهلاً بنيَّات الجحيم فانني",
"رجلٌ الى هذا العذاب تقدّما",
"لمن الاراقم فهى فوق رؤوسكن",
"فهل سعت سعياً لتلسعني كما",
"بادرنَ نحوي لاتخفنَ ممانعاً",
"اتلفنَ جسماً للعذاب مسلما",
"وافتحنَ لي باب الجحيم كفى كفى",
"عاينتهُ سجناً مخيفاً مظلما",
"سرحنَ لي هذي الاراقم علَّها",
"تقضي بقتلى فهيَ فاغرةٌ فما",
"لا لا فهذي هرميون تقدمت",
"ترمي فؤَادي من لظاها اسهما",
"ها مهجتي لا ترجعي",
"فلقد وفت قبل الفراق وبعدما",
"وناديت عفواً عن شقائي وذلتي",
"وصفحاً عن الذنب الذي أوجب النكد",
"وقلتُ لامَ ذل العذاب وذا العنا",
"فصاحت بي الاشباح هذا لى الأبد",
"حتى بدا ملك الصباح برايةٍ",
"بيضاء بين مواكبٍ وكتائبِ",
"فأقمتُ في ذاك المكان ثلثةً",
"أتلو صحيفةَ ما ارتكبت واندبُ",
"وغدا لسان الحال فيهِ قائلاً",
"اذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ",
"ان كان يرفض ما استحق من الثنا",
"كرماً فما منع الكلام الالسنا",
"لم يهزم الاعدءَ الاَّ بعدما",
"لعبت بجمعهم الصوارم والقنا",
"هذا الثنءُ احلّهُ واجلهُ",
"عندي محلاً في الجنان وموطنا",
"فثبات نفسكِ في كلامكِ شفَّ عن",
"صدقٍ ودلَّ عليهِ فيكِ وبرهنا",
"جزت الصفوف وفرقت الالوف وأر",
"غمت الانوف وجيش الموت يصطدمُ",
"افنيت اجسام اقوامٍ مركبة",
"مثلي واقدمت والارواح تنهزمُ",
"وعدت والنصر اقوامٍ مركبة",
"تبكي الفوارس من فعلي فأبتسمُ",
"وقد رأيت فتاة المجد ناظرة",
"ترنو اليَّ بلحظٍ حشوهُ كلمُ",
"ترى انتصاري بعينٍ نارها حزَنٌ",
"ومهجة نالها من حزنها المُ",
"وتسأَل الله عفواً للذين قضوا",
"في ساحةٍ قد سقاها كالغدير دمُ",
"كأنها بلسان الحال قائلة",
"معنى القتال يعيهِ السامع الفهمُ",
"شأن المقاتل جهدٌ في القتال وان",
"لا يزدهيهِ انتصار سمنهُ ورمُ",
"الا رفقاً بهِ يا خير مولىً",
"مخافةَ ان تدان كما تدين",
"أرى أن شعاع الهدى قد اخ",
"ترق ظلمات قلبك فاثبت وأقم هنا",
"جزاك الهك خير الجزا",
"ولا زلت تلقى جزيل الهنا",
"فن هداية هذا الأسير",
"أسيرُ بها بالهنا من هنا",
"ني لديك أسيرة فانعم بما",
"أرجوهُ يا مولايَ منك تكرُّما",
"كيف السبيل لى النجاة من العدى",
"يا سيدي ن سرتَ من هذا الحمى",
"ألبستني ثوب الفخار تفضلاً",
"وشملتني بالفضل يا شمس العلى",
"فتلوت في صحف الثنا بين الملا",
"يات فضلٍ منك لن تتأوَّلا",
"أنا ابنةُ من ذا طلبوهُ نادى",
"أنا ابنُ جلا وطلاَّع الثنايا",
"أبي رولان لا يخفى وأمي",
"شقيقةُ من تطيع لهُ البرايا",
"اصلحت يا بن الكرام",
"بالفضل حالي",
"فجلَّ في ذا المقام",
"قدري وحالي",
"لا زلتَ عالي المقام",
"في كلّ حالِ",
"من لي بأَن ابدي الثنا",
"عليك يا بادي السنا",
"دافعت عني محسنا",
"واعدت لي روح المنى",
"أضحت لك العليا وسام",
"يا صاحب الخلق الوسيم",
"فدمت يا عين الكرام",
"في نعمة الربّ الكريم",
"أقولُ لقلبٍ ذاب في الحبِّ شطرهُ",
"أَليف اصطبارٍ لا يذاعُ لهُ سرُّ",
"أَأَكتم اشواقاً بهِ ام ابثها",
"فقال هما امران احلاهما مرُّ",
"تجلَّى الامر واتضح الخفءُ",
"فلا كان التلبس والرياءُ",
"يظلّلها الكمال اذا تثنت",
"وان جليت يكلّلها البهءُ",
"عَلَى قلب الحليم لها ولاءٌ",
"وفوق الناظرين لها لوءُ",
"تكلّم من تكلمهُ بلحظٍ",
"هوَ الداءُ المحاذر والدواءُ",
"ولو علمت بما في القلب منها",
"اذا رقَّت لهُ فدنا الرجءُ",
"يا روبر الن ساعة الهجر",
"مدمعي هثَّان والهوى عذري",
"وني ما كان قابلا عذري",
"فأنا حيران قد وهى صبري",
"برت منها سهدي زائدٌ في الحدّ",
"وابي من وجدي عاملٌ بالضدِّ",
"ه لو يرضاهُ لزها وقتي",
"والهنا يزداد من صفا برتِ",
"عنك دع يا صاح حالة الوجدِ",
"فالهوى فضَّاح قطُّ لا يجدي",
"لا تحاول لومي لا تغيرعزمي",
"قد جفاني نومي لا تضاعف سقمي",
"نَّ بي اشجان حيرت فكري",
"واصطباري بان ه لو تدري",
"جفاني رشدي",
"فنأى سعدي",
"وأضحى قصدي",
"عَلى الضدِّ",
"فماذا أبدي",
"وماذا يجدي",
"هموماً عندي",
"بلا حدِّ",
"هيَ الأحزان",
"تزيد الأشجان",
"وحشى الولهان",
"منها في اتلافِ",
"أعظم به لقباً قد زدتهُ شرفاً",
"والسرُّ بالمرءِ ليس السرُّ باللقَبِ",
"لا يبلغ المجد لا كل مجتهدٍ",
"المجد بالجد ليس المجد بالنسبِ",
"طالع الاسعاد عاد",
"والأنس زاد للناظرين",
"خمرةٌ من عهد عاد",
"فيها المراد للشاربين",
"وافى الهنا",
"نلنا المنى",
"راحة الأرواح راج",
"والانشراح فيها كمين",
"نورها في الكأس لاح",
"مثل الصباح للناظرين",
"لا جناح",
"فذا مباح",
"روض الافراح ابدى انسى",
"فاغنم يا صاح طيب الغرسِ",
"في كأس الراح نور الشمس",
"والسعد لاح بصفا النفسِ",
"صوت الانغام يجلو سمعي",
"حسن الالحان ابهى صنعِ",
"فيهِ للناس كلّ الخيرِ",
"ورحيق الكاس منهُ سكري",
"السيف اصدقُ من تنبأَ وادَّعى",
"واعزّ من لبيَّ الكميُّ وأسرعا",
"قد كان في هذا الزمان لملكنا",
"سيفان ألباب الفوارس روَّعا",
"سيفٌ لرولان الشهير مهندٌ",
"ان هزَّ أمنَ من يشاءُ وأَفزعا",
"هذا درندال الذي اضحت لهُ",
"في ارض اندلس الاعادي خضَّعا",
"سيفٌ اذا عاينتهُ يوم الوغى",
"تلقى لهُ في كلّ هامٍ مرتعا",
"وحسامنا الثاني بقبضة شارلما",
"ن يجيبهُ يوم القتال ذا دعا",
"هذا جوليس الباتر الماضي الذي",
"لو مسَّ أجرام السماءِ لزعزعا",
"ن رامهُ او فرَّ منهُ مسرعٌ",
"كانت منيَّتهُ اليهِ اسرعا",
"نزع العدى منا درندالاً وقد",
"ابقوا اسىً بقلوبنا لن ينزعا",
"فعسى الزمان كما نريد يعيدهُ",
"كي يلمع السيفان في وقتٍ معا",
"مليكٌ يسير المجد تحت لوائهِ",
"ويخدمهُ الاقبال والفتح والنصرُ",
"مطالبهُ العليا وفكرتهُ الهدى",
"وحضرتهُ الدنيا ونائلهُ الغمرُ",
"أعد حديث الكرام",
"فالقلب يهواه",
"واملأ كؤُوس المدام",
"واستغفر الله",
"يشفي غليل النفوس",
"ذكر الكرامات",
"وخمرة في كؤُوس",
"منها الكرى مات",
"شجاعٌ ماجدٌ دانت",
"لهُ العليا",
"كريمٌ جودهُ عمَّا",
"سجاياهُ قد ازدانت",
"بها الدنيا",
"همامٌ مجدهُ نمَّا",
"هلّموا نشرب الراحا",
"بتكرارٍ",
"عَلَى ذكرٍ لهُ اسنى",
"فنجمُ الانس قد لاحا",
"بأَنوارٍ",
"حكت اخلاقهُ الحسنى",
"من مات نال جزاءهُ من ربهِ",
"عدلاً فدعهُ يا بنيَّ تأدبا",
"هيهات يجدي الميت رحمة راحمٍ",
"ن كان مغضوباً عليهِ معذّبا",
"أو تعتريه تعاسةٌ من لعنةٍ",
"ن كان في دار النعيم مقرَّبا",
"مولايَ صانكَ ربي",
"طرحت في اليأس قلبي",
"هل كان والفرض دينٌ",
"قضاء فرضيَ ذنبي",
"قد زاد فيَّ اضطرابي",
"وتاهَ بالغيظ لبي",
"هل كان غيظك مني",
"الغيظ من ظلم دهري",
"ني بما أنت قاضٍ",
"أرضى ولو عيل صبري",
"لكن تأَمل عذابي",
"وفرط غمي وقهري",
"أضحى رجاء فؤَادي",
"ما بين موتٍ ونشرِ",
"ولست أفعل خيراً",
"لا يجيءُ بشرِّ",
"حظي وانسي وسعدي",
"والحبُّ مالك امري",
"ذا كلهُ مستطاعٌ",
"ان شئت من غير نكر",
"وكلمةٌ منك تقضي",
"بجبر قلبي وكسري",
"ولست ترضى بهذا",
"واحيرتي ضاق صدري",
"ليك مني جزيل شكرٍ",
"قارنهُ المدح والثناءُ",
"قضيت بالعدل واجباتي",
"والله يقضي بما يشاءُ",
"رحلوا فلولا انني",
"أرجو اللقاءَ قضيت نحبي",
"والله ما فارقتهم",
"لكنني فارقتُ قلبي",
"أسيرُ وقلبي لديهِ اسير",
"ودمعي طليقٌ وجفني كسير",
"أتاني الرحيل وجسمي نحيل",
"ورسمي محيلٌ وصبري عسير",
"أخفيت سرك في الفؤَاد فلاح لي",
"ومن الفؤَاد الى الفؤَاد سبيلُ",
"فاشرح غرامك كي أبثّ صبابتي",
"ن اللسان عَلَى الفؤاد دليلُ",
"يا من تناجيني بمضمر سرّها",
"شرح الغرام كما علمت طويلُ",
"قد أظمعتني النفس وهيَ أبيةٌ",
"في مطلبٍ ما لي ليهِ وصولُ",
"فكثمت حتى لا يقال مملقٌ",
"وصبرت حتى لا يقال ملولُ",
"كتمت وفي فؤَادك نار وجدٍ",
"يلوح لها ولو سترت ضرامُ",
"فلا يبقى معَ الحبِّ اصطبارٌ",
"ولا يجدي معَ الوجدِ اكتثامُ",
"فما الشكوى وما بك مثل ما بي",
"فدعها او يضيق بنا المقامُ",
"فهاكَ يدي لتبرم عهد حبٍّ",
"وثيقٍ لا يكون لهُ انفصامُ",
"أعاهدها وبي للحبِّ قلبٌ",
"وفيٌّ لا يفارقهُ الغرامُ",
"ويطربني اللقا فأذوب حزناً",
"مخافةَ أن يكون لهُ انصرامُ",
"شكا قلبي غرامك وهوَ غضٌّ",
"فقلت أصبر كما صبر الكرامُ",
"فنَّ الحبَّ سلطانٌ مطاعٌ",
"تذلُّ لهُ الجبابرة العظامُ",
"بسطت لهُ امري فقال معنفاً",
"لقد رمتها جهلاً ولست لها اهلا",
"فعدت الى نفسي وقلت مراجعاً",
"بحق الهوى مهلاً فقد رمتها جهلا",
"سيعلم أن الحبَّ أعظم قدرنا",
"فحلَّ بقلبينا وأَلبسنا فضلا",
"وان لنا مستقبلاً ان بدا لهُ",
"يرى حبنا عدلا فلا يؤَثر العذلا",
"يا كارهاً ظلماً هوانا",
"والامر عنهُ سترا",
"تخاف ان تلقى هوانا",
"بالحبّ لكن سترى",
"لا تخشى يا مولايَ لائم",
"اللوم يمضي بالهوى",
"وكن عَلَى عهدي ملازم",
"شرط الهوى حفظ الهوى",
"قاوماني فكيف اطلب فوزاً",
"وضعيفان يغلبان قويَّا",
"كان خوفي عليهما من مصابٍ",
"ولعمري ما جئت شيئاً فريَّا",
"قد تولَّى الغرام قلبيكما من",
"بعد ما كان ذاك امراً قصيَّا",
"والى شارلمان مرجع هذا",
"ليس يغني عنهُ كلاميَ شيئاً",
"تولَّت فكرك الاهوال",
"وساءَت عندك الاحوال",
"وهذا مشهد قاسٍ",
"يزيد الحزن والبلبل",
"فدعنا اليوم منهُ ولا",
"تزد في قلبنا الوجلا",
"وكن مولايَ في البلوى",
"على الرحمن متكلا",
"الموت يكشف ما استتر",
"ذي عبرةٌ لمن اعتبر",
"ني لأَجهلُ حالتي",
"بل لست أدري ما الخبر",
"وأنا المليك أخا العلا",
"سامي الذرى بين البشر",
"كم قد شقيتُ وكم نعمت",
"وكم لقيتُ من الخطر",
"دمثت أخلاق البرابر",
"وهيَ أقسى من حجر",
"وفتحت أوروبا فدا",
"نت لي واسعدني القدر",
"لو كان يعلم من يعلو من البشرِ",
"مصيرهُ هجر الدنيا بلا كدرِ",
"الدهر يهبط رغماً كلّ مرتفعٍ",
"لا تقصف الريح لا عاليَ الشجرِ",
"شاب الزمان عَلَى غدر الأنامِ لذا",
"تراهُ يفجعُ بعد بالأثرِ",
"الشهم ن لاقى الهوا",
"ن بعيشهِ لا يرتضي",
"لا خير في عيش بأك",
"ناف المذلة ينقضي",
"فهلمَّ أيها الفارس لتقتل أو تُقتل",
"أبيت اللعن أن الحرب سوقٌ",
"تباع وتشتري فيهِ النفوسُ",
"سيعلم من ينازلنا بأنا",
"لنا في الحرب تتخفض الرؤُوسُ",
"نكرُّ عَلَى الخميس ولا نبالي",
"ونلقاهُ فينهزم الخميسُ",
"يا هماماً ساد فينا وملك",
"ملكٌ أنت مهابٌ أم ملك",
"فاز من بين الملا قد املك",
"والهنا بعد العنا قد امَّ لك",
"سر بحفظ الله يا هذا الهمام",
"وابلغ الامال وارجع بسلام",
"وانقذن من خصمنا ذاك الحسام",
"سر اليهِ واسقهِ كاس الحمام",
"جرال قد نال المنى",
"وقد نفى عنا العنا",
"جاءَ النصرُ وافى الاقبال",
"زالَ العسرُ نلنا المال",
"فليحي جرال البطل",
"من نال بالحرب الامل",
"فقد نفى عنا الخجل",
"ولم يخف وقع الاجل",
"جاءَ النصرُ وافى الاقبال",
"زالَ العسرُ نلنا المال",
"لا تنزع النصل دعهُ",
"في مهجتي فهيَ جرحى",
"فلست اسطيع صبرا",
"ولست اسمع نصحا",
"وقد بدا ليَ امري",
"وسوءُ ظني صحَّا",
"عرفت دائي وسرَّا",
"بهِ فؤَادي اوحى",
"فليعتبر من كان ذا نظرٍ",
"ولينتبه من نومهِ من رقد",
"ومن لهُ وسوس بليس أن",
"يعذر فلينظر بعقبى الولد",
"نَّ ذنوب الوالدين لى",
"أبنائهم تنقل يا ذا الرشد",
"من لم يذق في الناس كأس فراقِ",
"لم يدرِ كيف مصارع العشَّاقِ",
"قد كان في كأس الغرام بقيةٌ",
"فشربت وحدي كلّ ذاك الباقي",
"يا من يلوم على الاسى انَّ الهوى",
"يومان يوم نوًى ويوم تلاقِ",
"وافى النوى فجرت بوادر ادمعي",
"ومن الوداع فضيحة المشتاقِ",
"لا تحسبوا دمعاً جرى من اعيني",
"هذا فؤَادي سال من ماقي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=593187 | أديب اسحاق | نبذة
:
أَديب إسحاق الدمشقي.\nأديب، حسن الإنشاء، له نظم.\nمن مسيحي دمشق، ولد فيها وتعلم في إحدى مدارسها، وانتقل إلى بيروت كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، وتولى الإنشاء في جريدة (ثمرات الفنون) فجريدة (التقدم) البيروتيتين.\nوسافر إلى الإسكندرية فساعد سليماً النقاش في تمثيل الروايات العربية، وانتقل إلى القاهرة فأصدر جريدة أسبوعية أسماها (مصر) سنة 1877م، وعاد إلى الإسكندرية فأصدر مشتركاً مع سليم النقاش جريدة يومية سمياها (التجارة) وأقفلت الجريدتان، فرحل إلى باريس سنة 1880م فأصدر فيها جريدة عربية سماها (مصر القاهرة)، وأصيب بعلة الصدر فعاد إلى بيروت فمصر، وجعل ناظراً لديوان (الترجمة والإنشاء) بديوان المعارف في القاهرة، ثم كاتباً ثانياً لمجلس النواب، ولم يلبث أن قفل راجعاً إلى بيروت بعد نشوب الثورة العرابية، فتوفي في قرية الحدث (بلبنان).\nله: (نزهة الأحداق في مصارع العشاق - ط) رسالة، و(تراجم مصر في هذا العصر)، وروايات ترجمها عن الفرنسية، منها (رواية أندروماك)، و(رواية شارلمان)، و(الباريسية الحسناء)، وجمعت مقالاته ومنظوماته في كتاب سمى (الدرر-ط). | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10811 | null | null | null | null | <|meter_14|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد <|vsep|> قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد </|bsep|> <|bsep|> جدّدت فينا بنارٍ من اوارٍ كربلا <|vsep|> وبدا للناس امرٌ مبهمٌ حيرنا </|bsep|> <|bsep|> لاقَ فيهِ انَّ عيني تسكبُ الدمعُ دما <|vsep|> لعنة اللهِ على مَن ذلك الجرم جنى </|bsep|> <|bsep|> خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد <|vsep|> قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد </|bsep|> <|bsep|> جُدِّدَت فينا بِنارٍ من أُوارٍ كَربُلا <|vsep|> وبدا للناس أمرٌ مبهمٌ حيَّرنا </|bsep|> <|bsep|> لاقَ فيهِ أنَّ عيني تسكبُ الدَّمعَ دَماً <|vsep|> لَعنةُ الله على من ذلك الجرمَ جَنى </|bsep|> <|bsep|> قد مضت خمسٌ عليهِ حِججاً دون بيان <|vsep|> واهتدى تحقيقهُ من بعد خاقان الزمان </|bsep|> <|bsep|> ذخرنا عبد الحميد العادل العالي المكان <|vsep|> فانتفى الريب وصار الأمر في حكم العيان </|bsep|> <|bsep|> بعض أهل الغرض الفاسد سرّاً مكروا <|vsep|> جعلوا السلطان بين الشهدا واستتروا </|bsep|> <|bsep|> وأذاعوا بعد هذا أنهُ منتحرُ <|vsep|> لم يخافوا الله في بهتانهم لم يحذروا </|bsep|> <|bsep|> كم منادٍ من جرا ما قد جرى واأَسفاه <|vsep|> بعض أهل الظلم ممن لم يفوزوا بانتباه </|bsep|> <|bsep|> قتلوا السلطان من غير جناحٍ ه ه <|vsep|> ويلهم قد جاءَهم من ملك العدل بلاه </|bsep|> <|bsep|> أسف الدنيا عَلَى المظلوم سلطان الأوان <|vsep|> الأمير العدل ذي القرنين في هذا الزمان </|bsep|> <|bsep|> أسفاً لم ينجُ ممَّن كان باليمان مان <|vsep|> فغدا عنهُ شهيداً ن مثواهُ الجنان </|bsep|> <|bsep|> قلبي من وجديَ في وهجِ <|vsep|> وأنا من دمعيَ في لججِ </|bsep|> <|bsep|> فارفق يا ظبيُ بقلبٍ شجي <|vsep|> قد هامَ بمنظرك البهجِ </|bsep|> <|bsep|> فتَّاك الناظر مرهفهُ <|vsep|> ورشيقُ القدِّ مهفههُ </|bsep|> <|bsep|> بأَبي ما ضمّنَ مرشفهُ <|vsep|> من درِّ باهٍ ذي فلجِ </|bsep|> <|bsep|> يزهو بمحاسنٍ طلعتهِ <|vsep|> وبصبحٍ لاحَ بغرَّتهِ </|bsep|> <|bsep|> وبليلٍ حلَّ بطرَّتِه <|vsep|> يجلوهُ الفجرُ من البلجِ </|bsep|> <|bsep|> مذ أجرى العاشق ادمعهُ <|vsep|> والشوقُ تولَّى اضلعهُ </|bsep|> <|bsep|> وافاهُ واسدل برفعهُ <|vsep|> خوفاً من عاذلنا السمجِ </|bsep|> <|bsep|> اقبح بالعاذل انسانا <|vsep|> وأَتتهُ البلوى ألوانا </|bsep|> <|bsep|> ووقانامنهُ مولانا <|vsep|> وارانا الخلّ مع الخرُجِ </|bsep|> <|bsep|> خرُجٌ قد حار بهِ النظرُ <|vsep|> ولهُ غرَرٌ ولهُ طرَرُ </|bsep|> <|bsep|> وبهِ قصبٌ وبهِ درَرُ <|vsep|> تغني الانسان عن السُرجِ </|bsep|> <|bsep|> فيهِ الدكَّان وغلتها <|vsep|> ورياضُ الشام وربوتها </|bsep|> <|bsep|> والمرجة فيهِ ونفختها <|vsep|> والبهجة فيهِ بلا حرجِ </|bsep|> <|bsep|> وجراب الكردي لا يذكر <|vsep|> ان جاءَ الخرجُ فذا اشهر </|bsep|> <|bsep|> وعقود اللؤلؤء والجوهر <|vsep|> لا تغني عن ذاك الخرُجِ </|bsep|> <|bsep|> فابعث بالخرج عَلَى عجلِ <|vsep|> فوق الاظعان او العجلِ </|bsep|> <|bsep|> وكذا الستين بلا مهلِ <|vsep|> وفقاً للوعد بلا عوج </|bsep|> <|bsep|> صفحاً لدهريَ عماَّ قد اتى وجنى <|vsep|> من بعد لقياكَ يا كل الهناءِ هنا </|bsep|> <|bsep|> يا من اذا غلب عني كان في خلدي <|vsep|> لولا التقادير ما تمَّ اللقاء لنا </|bsep|> <|bsep|> لمَّا قضى الدهر ظلماً بالنوى ونأَى <|vsep|> عنا الهنا ولقينا البؤس والحزنا </|bsep|> <|bsep|> لبثت مكتئباً اخشى عليكَ اذًى <|vsep|> يبدو وجييش اصطباري عنك قد وهنا </|bsep|> <|bsep|> وقد تركتك يا مولاي ذا جزعٍ <|vsep|> كادت تفارق فيهِ روحك البدنا </|bsep|> <|bsep|> يبدي لك البأس اهوالاً منمقةً <|vsep|> فنحسب العيش طيشاً والمنون منى </|bsep|> <|bsep|> لكن اراك ومن لي ان تكون هنا <|vsep|> لما يكون بهِ الاقبال مقترنا </|bsep|> <|bsep|> دعا الغرام فؤادي وهو مالكهُ <|vsep|> فجئت كيما الاقي من بها افتتنا </|bsep|> <|bsep|> حمَّلت نفسك ما يودي بها ولقد <|vsep|> ركبت فيما فعلت المركب الخشنا </|bsep|> <|bsep|> وجئتَ ترجو الوفا من مرأة غدرت <|vsep|> فهل نسيت الشقا والحزن والشجنا </|bsep|> <|bsep|> احذر هديت فذات الغدر ما برحت <|vsep|> تبدي الوداد وتخفي المكر والضغنا </|bsep|> <|bsep|> عرضت نفسيَ في سوق الهوى فاذا <|vsep|> قضيت في الحب لا ابغي لها ثمنا </|bsep|> <|bsep|> من ليس يسأَل عني <|vsep|> فلست أسأل عنهُ </|bsep|> <|bsep|> ومن غدا الغدر يجني <|vsep|> لا ترتجِ الخير منهُ </|bsep|> <|bsep|> الناس لاموا ومالوا <|vsep|> عن شكر صاحب منَّهُ </|bsep|> <|bsep|> ن تحسن الفعل قالوا <|vsep|> فرضٌ عليه وسنَّه </|bsep|> <|bsep|> لا تلمني فلا يفيد الملامُ <|vsep|> حكم الحبُّ واستثبَّ الغرامُ </|bsep|> <|bsep|> يا أخا العدل خلِّ ذا العذل جوداً <|vsep|> انما لوم من يحبُّ حرامُ </|bsep|> <|bsep|> أترضى بهذا هرميون وتصبرُ <|vsep|> وتثبت في حفظ الوداد ويغدرُ </|bsep|> <|bsep|> تسوم اصطباراً كلما زاد غدرهُ <|vsep|> وتخضع في كل الأمور وتعذرُ </|bsep|> <|bsep|> لها مقلةٌ بالدمع شكرى ومهجةٌ <|vsep|> من الغدر تشكو فهيَ تشكو وتشكرُ </|bsep|> <|bsep|> وتدعوك ان اربى البلا مستجيرةً <|vsep|> فأنت لمن يدعوك في الضيق تنصرُ </|bsep|> <|bsep|> واسروري لبيك يا من دعاني <|vsep|> فأنا والوفاء خير رفيقِ </|bsep|> <|bsep|> أكثر القول طالباً كل شيء <|vsep|> واسلكن للشقاق كل طريق </|bsep|> <|bsep|> سلامٌ ايها الملك الهمامُ <|vsep|> ودام لك ارتفاعٌ لا يرامُ </|bsep|> <|bsep|> علوت بهمةٍ ليست تضاهى <|vsep|> واجدادٍ هم القوم الكرامُ </|bsep|> <|bsep|> أهلاً بهم ليس المجال بعيدا <|vsep|> وأخو البسالة لا يخاف وعيدا </|bsep|> <|bsep|> ن يقدموا فلقد تقدَّم ظلمهم <|vsep|> قبلي أبي حاميهم الصنديدا </|bsep|> <|bsep|> سيعيد ظلمهم فتىً متظلماً <|vsep|> ولربَّ ضرٍّ قد يكون مفيدا </|bsep|> <|bsep|> ما خلتُ أنك من طراز المخلفين <|vsep|> وعودهم والناقضين عهودا </|bsep|> <|bsep|> لقد انتصرت لأستبدّ فكيف ارضى <|vsep|> بالخضوع وما انا رعديدا </|bsep|> <|bsep|> ترضى بهِ طوعاً لعين حليلةٍ <|vsep|> ترنو اليك فثبلغ المقصودا </|bsep|> <|bsep|> عينٌ بمغناطيسها لما سطت <|vsep|> جذبت فؤَادك حيث كان حديدا </|bsep|> <|bsep|> هذه عيونٌ في الغرام اطيعها <|vsep|> لكنّ نفسي تكره التقييدا </|bsep|> <|bsep|> خثم الكلام فسر اليها ذاكراً <|vsep|> ما قلت وارحل ان سئمت ربودا </|bsep|> <|bsep|> دنت وقد انثنت فرنت غزالا <|vsep|> ومالت بانةً وبدت هلالا </|bsep|> <|bsep|> تلفت بها ولو حيَّت لأَحيت <|vsep|> قتيلَ صبابةٍ الف القتالا </|bsep|> <|bsep|> مهفهفةٌ رأت وصلي حراماً <|vsep|> يعاف وقد رأَت قتلي حلالا </|bsep|> <|bsep|> اتت بعد الجفا من غير وعدٍ <|vsep|> تفاجئني بناظرها اغتيالا </|bsep|> <|bsep|> فجال الدمع فيهِ وقد اراني <|vsep|> حساماً قد اجاد لهُ الصقالا </|bsep|> <|bsep|> أبكي عَلَي ولدٍ اليف عذابِ <|vsep|> في السجن بات سمير كل مصابِ </|bsep|> <|bsep|> ولدٌ أَراهُ كلَّ يومٍ مرَّةً <|vsep|> واقلَّة الانصار والاصحابِ </|bsep|> <|bsep|> هذا بقيَّة مهجةٍ اتلفتها <|vsep|> في محبسٍ اتفقت فيهِ شبابي </|bsep|> <|bsep|> فلبست ثوب السقم بعد تنعمي <|vsep|> وجعلت من دمع العيون خضابي </|bsep|> <|bsep|> لكنما اليونان سوف يهيئون <|vsep|> لك البكا من غير هذا البابِ </|bsep|> <|bsep|> ماذا عسى يبغون بعد قطيعتي <|vsep|> وتلهفي وتأَلمي وعذابي </|bsep|> <|bsep|> ما ذنب طفلٍ في الاسار معذّبٍ <|vsep|> الف الشقا وتحمل الاتعاب </|bsep|> <|bsep|> قد اهلكوا ابطالنا وحماتنا <|vsep|> وقضوا عَلَى اموالنا بنهاب </|bsep|> <|bsep|> ماذا اجبت رسولهم مولايَ هل <|vsep|> جاريتهم فأجبت بالايجابِ </|bsep|> <|bsep|> لا قد رفضت وقد توعدني الرسو <|vsep|> لُ ومابرحت مقاوماً بجوابي </|bsep|> <|bsep|> ولوسف تأتيني المراكب عدةً <|vsep|> فيها صنوف مواكب الركابِ </|bsep|> <|bsep|> عاديت قومي مثلما شاءَ الهوى <|vsep|> ورددتهم املاً بنيل طلابِ </|bsep|> <|bsep|> عاديتهم حباً بذات ملاحةٍ <|vsep|> لما حلت جلبت مرير عذابي </|bsep|> <|bsep|> فلعلَّ ناظرها يقوم بنصرتي <|vsep|> ولعلها تشفي الجوى بخطابِ </|bsep|> <|bsep|> يا من اذا حاربتُ عنها راعني <|vsep|> من لحظها الفتاك رشق حرابِ </|bsep|> <|bsep|> اني اقاتل عنكِ لا متهيباً <|vsep|> الاّ قتال بجنبٍ وتصابِ </|bsep|> <|bsep|> هذي يدي هذا فؤَادي ها انا <|vsep|> نبدي الخضوع لحسنكِ الغلاَّبِ </|bsep|> <|bsep|> وان كان ذنبي كلّ ذنبٍ فانهُ <|vsep|> محا الذنب كل المحو من جاء تائبا </|bsep|> <|bsep|> تجاوزتِ حدَّ التهاجر والصدّ <|vsep|> تجاوز طرفكش في حدهِ الحدّ </|bsep|> <|bsep|> وقد كفّر الدمع لما همى <|vsep|> ذنوباً جناها الحسام المهند </|bsep|> <|bsep|> وادَّيت دَين الوداد وهذا <|vsep|> حساب ذنوبي بدمعى مسدّد </|bsep|> <|bsep|> هجرت منامي بفرط غرامي <|vsep|> وسامرت بدراً حكاكِ وفرقد </|bsep|> <|bsep|> فيا ثغر بالله فسّر غرامي <|vsep|> فانكَ تروي حديث المبرّد </|bsep|> <|bsep|> ويا قدّ ما بال قلبك يقسو <|vsep|> وانت تكاد للينك تعقد </|bsep|> <|bsep|> تثنَّيت لما جمعت الجمال <|vsep|> وما زلت يا جامع الحسن مفرد </|bsep|> <|bsep|> ويا من تجنَّت عَلَى من جنت <|vsep|> عليهِ الغرام فبات مشرَّد </|bsep|> <|bsep|> حنانيك انَّ الغرام رماني <|vsep|> فأَطلقتِ دمعي وقلبي مقيَّد </|bsep|> <|bsep|> واني لأحمي الغلام بعزمي <|vsep|> وحزميَ حتى اموت وألحد </|bsep|> <|bsep|> وان طال عمري ينل بحساميَ <|vsep|> عزّاً عزيزاً وملكاً موطد </|bsep|> <|bsep|> فجودي بعطفٍ عليَّ تسودي <|vsep|> وعودي عن الظلم فالعود احمد </|bsep|> <|bsep|> عليك دموعي جرت بانسكاب <|vsep|> تحاكي السحاب السحاب السحاب </|bsep|> <|bsep|> فرحماك مولاي يا ذا الهمام <|vsep|> وأَنقذ غلاماً غلاماً غلام </|bsep|> <|bsep|> يا غزالاً يروم مني سلوّاً <|vsep|> عنهُ والحبُّ في فؤاديَ لابث </|bsep|> <|bsep|> زادني العذل في هواك ثباتاً <|vsep|> رُبَّ عذلٍ اضحى عَلَى الحبّ باعث </|bsep|> <|bsep|> فأجرني أجارك الله من شو <|vsep|> في وكن لي من سهم عينيك غائث </|bsep|> <|bsep|> يا لقومي صار الحبيب عذولاً <|vsep|> انَّ هذا لمن صروف الحوادث </|bsep|> <|bsep|> أيا دهرُ ما لي في العذاب ضريبُ <|vsep|> فقد حلَّ بي يا دهر منهُ ضروبُ </|bsep|> <|bsep|> وامرضتني لمَّا سلبت أحبتي <|vsep|> وليس لدائي في الديار طبيبُ </|bsep|> <|bsep|> بكيت وكان الدمع من ذوب مهجتي <|vsep|> وكفّي بحنَّاءِ الدموع خضيبُ </|bsep|> <|bsep|> فن كان لي ذنبٌ وأنت موخذٌ <|vsep|> فنيَ من ذنبي ليك أتوبُ </|bsep|> <|bsep|> جار دهري وما من مجير <|vsep|> ونأَى بعد عزّي نصيري </|bsep|> <|bsep|> فغذا قلبي كئيباً بالمصائب <|vsep|> وجفاني طيب أنسي </|bsep|> <|bsep|> وتولَّى اليأسُ نفسي <|vsep|> يا لهي انت ملجا كلّ طالب </|bsep|> <|bsep|> فأجر نفسيَ من هذه النوائب <|vsep|> دهر جورٍ لا يبالي </|bsep|> <|bsep|> بتلافي ووبالي <|vsep|> بات جسمي منهُ بالي </|bsep|> <|bsep|> وهوَ بالاوجال حالِ <|vsep|> قد جار بي دهري </|bsep|> <|bsep|> فحرت في امري <|vsep|> وما من الدهر مجير </|bsep|> <|bsep|> لا تظلموني بل ارحموني وخلصوني <|vsep|> عولوا غلامي وارعوا زمامي واشفوا وامي </|bsep|> <|bsep|> لا تظلموا الأطفال <|vsep|> يا أيها الأبطال وانقذوني </|bsep|> <|bsep|> أرضى بما رمتِ أَرضى <|vsep|> وليثني لستُ أرضى </|bsep|> <|bsep|> أورست عمَّا قليل <|vsep|> يجيءُ والامر يُقضى </|bsep|> <|bsep|> قد كان وهوَ بعيدٌ <|vsep|> لا يلتقي منكِ دحضا </|bsep|> <|bsep|> فصارَ وهوَ قريبٌ <|vsep|> يلقى نفاراً ورفضا </|bsep|> <|bsep|> عجبتُ مما اراهُ <|vsep|> حبٌّ تحوَّل بغضا </|bsep|> <|bsep|> لا تعجبي فانقلابي <|vsep|> عن قبحه ليس بغضا </|bsep|> <|bsep|> يا لدهرٍ من اذاهُ <|vsep|> طاب بالجسم بلاهُ </|bsep|> <|bsep|> كيف أنحو من بلاهُ <|vsep|> وهوَ بالفصَّال صال </|bsep|> <|bsep|> يا خالق الكونِ <|vsep|> كن في البلا عوني </|bsep|> <|bsep|> فأنت لي خير نصير <|vsep|> دموعي جرت على الخدود </|bsep|> <|bsep|> فاضرم في قلبي الوقود <|vsep|> وشمت فيَّ الحسود </|bsep|> <|bsep|> يا ترى زماني يعود <|vsep|> فيخلو لقلبي الورود </|bsep|> <|bsep|> واخلص من حزني <|vsep|> قابلتُ بالغدر حباً </|bsep|> <|bsep|> قد جاءَ بالودِّ محضا <|vsep|> فن رني وحالي </|bsep|> <|bsep|> بمثلها ليس يرضي <|vsep|> يشفي الفؤاد انتقاماً </|bsep|> <|bsep|> وينفض الثوب نفضا <|vsep|> فلستُ أرضى بهذا </|bsep|> <|bsep|> يا ليتني كنتُ أرضى <|vsep|> لا تنفري عن محبٍّ </|bsep|> <|bsep|> ببعض ودّكِ يرضى <|vsep|> فليس يجفوكِ صبٌّ </|bsep|> <|bsep|> ذو مهجةٍ منكِ مرضى <|vsep|> يرى ودادكِ ديناً </|bsep|> <|bsep|> ويحسب الصبر فرضا <|vsep|> مناسب الان يأتَي بهِ بيلاد </|bsep|> <|bsep|> فأُنيلهُ من لقائي المراد <|vsep|> غادريهِ وكفى ما قد جرى </|bsep|> <|bsep|> ودعيهِ انهُ قد غدرا <|vsep|> كيف اسلوهُ وقلبي في يديه </|bsep|> <|bsep|> انَّ روحي نزعت مني اليه <|vsep|> ليس صبري عنهُ كالصبر عليه </|bsep|> <|bsep|> لا تلومي انَّ من ذاق درى <|vsep|> غادريهِ انهُ قد غدرا </|bsep|> <|bsep|> ولقد ذاق ولكن ما درى <|vsep|> مهجتي من حرّ شوقي تحترق </|bsep|> <|bsep|> وفؤادي في هواهُ تحتَ رقّ <|vsep|> وسهام الغدر قلبي تخترق </|bsep|> <|bsep|> ووشاة الدمع تروي ما جرى <|vsep|> غادريهِ انهُ قد غدرا </|bsep|> <|bsep|> وكفى سيدتي ما قد جرى <|vsep|> لا تقولي قد كفى ما حصلا </|bsep|> <|bsep|> فاهجري او فاصبري صبرّا حلا <|vsep|> زادني الصبر مصاباً وبلا </|bsep|> <|bsep|> فاز لا في الهوى من صبرا <|vsep|> لماذا تريدين تنبيه همّي </|bsep|> <|bsep|> فنيَ أرفض علمي بعلمي <|vsep|> فقولي فديتك اني سلو </|bsep|> <|bsep|> تُ وصوّبت نحو الاصابة سهمي <|vsep|> ترومين اني فراراً </|bsep|> <|bsep|> هلمّي بنا للمسير هلمى <|vsep|> نسير ويبقى اسير الاسيرة </|bsep|> <|bsep|> بين يديها واترك قسمي <|vsep|> ولكن اذا عاد عن غدرهِ </|bsep|> <|bsep|> وعامل بالحلم من بعد ظلمِ <|vsep|> وصار الحبيب وفياً بعهدي </|bsep|> <|bsep|> سميعاً لقولي مطيعاً لحكمي <|vsep|> ولكن اراهُ خؤُوناً فاَبقى </|bsep|> <|bsep|> عذولة حبٍّ وسيلة غمِّ <|vsep|> أقابل بالغدر غدراً اتاهُ </|bsep|> <|bsep|> واستلُّ للفتك صارم عزمي <|vsep|> جنيت عَلَى الابن ويلاً ومنهُ </|bsep|> <|bsep|> سأَجني على الامّ اوفر سهمِ <|vsep|> ومن عجب الايام رؤيةُ عاشقٍ </|bsep|> <|bsep|> تحيَّرت الافكار في امر حبهِ <|vsep|> يقرّب من لا ترتضي غير بعدهِ </|bsep|> <|bsep|> ويبعدُ من لا تبتغي غير قربهِ <|vsep|> أهلاً بمن مسَّهُ في حبهِ السقمُ </|bsep|> <|bsep|> شوقاً وما مسَّهُ هجرٌ ولا سأَمُ <|vsep|> ماذا دعاكَ لينا بعد فرقتنا </|bsep|> <|bsep|> الشوق أم رحمةٌ في طيها نعمُ <|vsep|> هذا انقيادي لحبٍّ حلَّ في كبدي </|bsep|> <|bsep|> فجئت أبديهِ علَّ الهجر ينصرمُ <|vsep|> وان اعاهد نفسي بالبقاءِ عَلَى </|bsep|> <|bsep|> عهدي لمن غدروا ظلماً وما رحموا <|vsep|> قرَّبتهم نفروا واصلتهم هجروا </|bsep|> <|bsep|> امنتهم غدروا خاطبتهم سئموا <|vsep|> صبراً عليهم فهم قصدي ولو سفكوا </|bsep|> <|bsep|> دمي وطوعاً لما راموا ولو ظلموا <|vsep|> هم ارضعوني ثديَ الحبّ من صغرٍ </|bsep|> <|bsep|> فلست عن حبهم بالصبر انفطمُ <|vsep|> يا من دعاني اليكِ الحبُّ لا تسلي </|bsep|> <|bsep|> عن حال قلبٍ بهِ النيران تضطرمُ <|vsep|> مذ سرت عني تركت الدار ناعيةً </|bsep|> <|bsep|> وخضت بحراً بهِ الامواج تلثطمُ <|vsep|> وكم فريت الفلا والليل معثكرٌ </|bsep|> <|bsep|> والغيث يبكى وثغر البرق يبتسمُ <|vsep|> طلبتُ موتاً وكان العمر يطلبني </|bsep|> <|bsep|> فازددت حزناً واضنى قلبيَ الألمُ <|vsep|> بين البرابرة القوم الاولى رغبوا </|bsep|> <|bsep|> في قتلتي وانا بالصبر معتصمُ <|vsep|> قوم من السيت اهني صيدهم رجلٌ </|bsep|> <|bsep|> حيٌّ واعذب شيءٍ يشربون دمُ <|vsep|> نجوت منهم وجئت اليوم مبتغياً </|bsep|> <|bsep|> موتاً من اللحظ فهوَ المالك الحكُم <|vsep|> قضى الزمان بأَن انجو بلا طلبٍ </|bsep|> <|bsep|> وقد سقطت على عمدٍ ولا أَجمُ <|vsep|> كنت الذبيحة للمعبود عندهمُ </|bsep|> <|bsep|> بئس الذبيحة اذ مذبوحها عدمُ <|vsep|> وما نجاتيَ لا كي اقدّمَ في </|bsep|> <|bsep|> هياكل الحبّ حيث المجد ينتظمُ <|vsep|> فجرَّدوا سيف لحظٍ كي يريق دمي </|bsep|> <|bsep|> يا ظالمين وفي الاحشاءِ حبكُم <|vsep|> ن أنكر الصبُّ الهوى فدموعهُ </|bsep|> <|bsep|> في وجنتيه تخطُّ عنهُ سطورا <|vsep|> لا تستري وجهَ الغرام ببرقعٍ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الزجاجة ليس تخفي النورا <|vsep|> أو أن يسلمك الغلام </|bsep|> <|bsep|> حالاً كما صار الكلام <|vsep|> أو انني أمضي فلا </|bsep|> <|bsep|> أرضى البقا في ذا المقام <|vsep|> لم ارضَ بعد العزّ في </|bsep|> <|bsep|> ذلي ولا أخشى الملام <|vsep|> فاذهب وباشر ماعسى </|bsep|> <|bsep|> يفضي لى نيل المرام <|vsep|> ليس بدعاً ذا غدوت مجيباً </|bsep|> <|bsep|> عن سؤَالٍ عنهُ السؤَال جوابُ <|vsep|> تمَّ ما رمتُ والزمان وفى لي </|bsep|> <|bsep|> وقد انجاب عن نهاري الضبابُ <|vsep|> ما كلما يتمنَّى المرءُ يدركهُ </|bsep|> <|bsep|> تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ <|vsep|> كفاكَ حزناً وغماًّ </|bsep|> <|bsep|> مولايَ فالحزنُ يضني <|vsep|> قد ذبتَ فيهِ سقاماً </|bsep|> <|bsep|> وكاد يخفيكَ عني <|vsep|> تبعت رأيكَ لكن </|bsep|> <|bsep|> لشقوتي لم يفدني <|vsep|> سئمت عيشي ودهري </|bsep|> <|bsep|> كلَّ المصائب يجني <|vsep|> ولا أزال حزيناً </|bsep|> <|bsep|> حتى أنال التمني <|vsep|> ومنيتي ذات حسنٍ </|bsep|> <|bsep|> مذ كلمتني سبتني <|vsep|> فاعلم صديقيَ اني </|bsep|> <|bsep|> ن لم أنلها فني <|vsep|> كيف أرضى بأَن أسير وتبقى </|bsep|> <|bsep|> بسرورٍ وافٍ وقلبيَ يشقى <|vsep|> ضعضعت همتي مصائب تترى </|bsep|> <|bsep|> واتاني البلاءُ غرباً وشرقا <|vsep|> كم أراعي وقتاً واكظم غيظاً </|bsep|> <|bsep|> ومصاباً وكم من الحبّ ألقى <|vsep|> لا تلمني اذا رأيتَ اضطرابي </|bsep|> <|bsep|> يا أَنيسي انا الذي متُّ حقا <|vsep|> متُّ حقاً لكنما بعد موتي </|bsep|> <|bsep|> من بهِ متُّ لا يعيشُ ويبقى <|vsep|> سوف يلقى بيروس مني فتىً لا </|bsep|> <|bsep|> يرهب الموت أي نعم سوف يلقى <|vsep|> الن أنت كما ترضى العلى رجلُ </|bsep|> <|bsep|> يلقى الصروف بقلبٍ ما بهِ وجلُ <|vsep|> أصبت نصراً عَلَى نصرٍ وخيرهما </|bsep|> <|bsep|> نصرٌ غريمكَ فيهِ الأعين النجلُ <|vsep|> زعمت بأَني لا أحولُ عن الوفا </|bsep|> <|bsep|> صدقت فاني عنهُ لست أحولُ <|vsep|> لكن هجرتُ نعم هجرتُ فخلها </|bsep|> <|bsep|> تبكي وتندب حظها وتقولُ <|vsep|> وامرُّ ما لاقيت في اسر البلا </|bsep|> <|bsep|> قربُ الخلاص وما اليه سبيلُ <|vsep|> كالعيس في البيداءِ يقتلها الظما </|bsep|> <|bsep|> والماءُ فوق ظهورها محمولُ <|vsep|> أجزلَ الله عليكَ النعم </|bsep|> <|bsep|> أيها المولى الهمام <|vsep|> لا تقل لا بعد قولِ نعم </|bsep|> <|bsep|> ليس ذا شأن الكرام <|vsep|> لا تخف يا صاح عود العنا </|bsep|> <|bsep|> بعد ما حاذرتهُ <|vsep|> ن قلبي وهوَ قلبي أنا </|bsep|> <|bsep|> لو جفا غادرتهُ <|vsep|> في سما الأنس لدينا </|bsep|> <|bsep|> قمرُ الاصلاحِ لاح <|vsep|> وبما اهدى الينا </|bsep|> <|bsep|> طائرُ الافصاحِ صاح <|vsep|> قد نأَى وجهُ العناءِ </|bsep|> <|bsep|> ودُجى الاتراحِ راح <|vsep|> فسكرنا بالهناءِ </|bsep|> <|bsep|> انما الافراحُ راح <|vsep|> طاب الهناءُ لنا وقد نلنا المنى </|bsep|> <|bsep|> وبدا هلال سرورنا <|vsep|> والغمّ عنا قد نأَى ودنا الهنا </|bsep|> <|bsep|> بدنوِّ انس نصيرنا <|vsep|> نالت مزيد الهناءِ انفسنا </|bsep|> <|bsep|> من بعد ما كادَ يقطعُ الاملُ <|vsep|> فدمتَ يا بدرُ ياغمامةُ يا </|bsep|> <|bsep|> عالي الذرى يا همام يا بطلُ <|vsep|> يا شهم يا سهمُ يا مهنَّدُ يا </|bsep|> <|bsep|> ليثُ الشرى يا يا همامُ يا رجلُ <|vsep|> قد بدا لنا </|bsep|> <|bsep|> بعد الظلام <|vsep|> ونأَى العنا </|bsep|> <|bsep|> يا ابن الكرام <|vsep|> فدم ما انجلى </|bsep|> <|bsep|> بدرُ التمام <|vsep|> يا من علا علَى العلى </|bsep|> <|bsep|> بين الملا <|vsep|> واسلم ما حلا </|bsep|> <|bsep|> حسن الختام <|vsep|> ن مسعايَ قد انالكِ فوزاً </|bsep|> <|bsep|> وسعوداً لا زلتِ بالاسعاد <|vsep|> عادَ بيروس طالباً منكِ قرباً </|bsep|> <|bsep|> فتهنى بالقرب بعد البعاد <|vsep|> أصبت فلا سوى حظي يلامُ </|bsep|> <|bsep|> ولا عتبٌ عليكِ ولا ملامُ <|vsep|> واني لا ألومكِ غير اني </|bsep|> <|bsep|> اذوبُ اسىً كما شاءَ الغرامُ <|vsep|> شكا قلبي عذاباً يلتقيهِ </|bsep|> <|bsep|> فقلتُ اصبر كما صبر الكرامُ <|vsep|> فقال وقد أُصيب بسهم غدرٍ </|bsep|> <|bsep|> عَلَى الدنيا وبهجتها السلامُ <|vsep|> مهلاً فاني في حماكِ ومالي </|bsep|> <|bsep|> من ذلةٍ كي تقطعي مالي <|vsep|> وفقدت بعلي في القتال ومالي </|bsep|> <|bsep|> والدهر لي كاسَ المذلة مالي <|vsep|> لله من ذل العزيز الغالي </|bsep|> <|bsep|> أبكي عَلَى ولدي ودمعيَ جاري <|vsep|> كالغيث لكن ليس يطفىءُ ناري </|bsep|> <|bsep|> سلبوا بما طلبوا يسير قراري <|vsep|> لا تسلبوه فان حفظ الجارِ </|bsep|> <|bsep|> فرضٌ على اهلِ المقام العالي <|vsep|> قد صنتُ امكِ يوم راموها بشرّ </|bsep|> <|bsep|> ومنعتها من ان يدانيها بَشر <|vsep|> فاحمي فتىً أَلفَ الكبة والكدر </|bsep|> <|bsep|> حيرانَ ما بين السلامة والخطر <|vsep|> حتى غدا سقماً خيال خيالِ </|bsep|> <|bsep|> بقلبي من اذى دهري لهيبٌ <|vsep|> لدمعي فوقهُ ايُّ انسكاب </|bsep|> <|bsep|> فلا تطفي الدموع لهيبَ حزني <|vsep|> وغير القبر لا يطفي التهابي </|bsep|> <|bsep|> كزيتٍ معدنيٍّ ليس يطفى <|vsep|> بماءِ وهوَ يطفأ بالتراب </|bsep|> <|bsep|> أنوح نوحَ الثواكل <|vsep|> والدمع جارٍ وسائل </|bsep|> <|bsep|> والقلب راجٍ وسائل <|vsep|> وما لصبري وسائل </|bsep|> <|bsep|> في مثل هذهِ المسائل <|vsep|> سأجاريهِ وللدهر احتكام </|bsep|> <|bsep|> وفؤَادي فيهِ من حزني ضرام <|vsep|> مقصدي برَّرلي واسطتي </|bsep|> <|bsep|> هكذا قال لنا بعض الانام <|vsep|> للهِ مولايَ مهلاً </|bsep|> <|bsep|> فأنت اعظم حلما <|vsep|> ان رمتَ تسليم ابني </|bsep|> <|bsep|> سلّم معَ الابن أَمَّا <|vsep|> مولايَ كنتَ حليماً </|bsep|> <|bsep|> لم تأتِ من قبل ظلما <|vsep|> عذَّبتَ قلبي شديداً </|bsep|> <|bsep|> كأنني جئتُ جرما <|vsep|> فاسمح فانت كريمٌ </|bsep|> <|bsep|> اباً وخالاً وعماَّ <|vsep|> أمولايَ رفقا فالدموع سوافحُ </|bsep|> <|bsep|> وكاساتُ حزني بالمصاب طوافحُ <|vsep|> فسامِح اذا ما كنتُ ذات جريمةٍ </|bsep|> <|bsep|> فأنتَ كريمٌ والكريمُ يسامحُ <|vsep|> وارحم فقد أضني الأَلم </|bsep|> <|bsep|> جسمي واضواهُ العذاب <|vsep|> والحزن عندي قد المَّ </|bsep|> <|bsep|> بمهجتي والقلب ذاب <|vsep|> مولايَ رفقاً بقلبي </|bsep|> <|bsep|> واشفق على سوءِ حالي <|vsep|> فأنتَ تعلم اني </|bsep|> <|bsep|> فقدتُ اهلي ومالي <|vsep|> رأيتُ بعلي قتيلاً </|bsep|> <|bsep|> يجرُّ فوق الرمالِ <|vsep|> ووالدي الشهمُ ايضاً </|bsep|> <|bsep|> قضى بذاك القتالِ <|vsep|> لم يبقَ لي غير طفلٍ </|bsep|> <|bsep|> من اسرتي ورجالي <|vsep|> مولايَ قد ذابَ قلبي </|bsep|> <|bsep|> مولايَ رفقاً بحالي <|vsep|> احرقَ الدهرُ بنارٍ كبدي </|bsep|> <|bsep|> عندما راموا بشرٍّ ولدي <|vsep|> انتَ يا هكتور عزّي عضدي </|bsep|> <|bsep|> سيدي ركني مجيري سندي <|vsep|> اقصروا اللومَ وكفوا العذَلا </|bsep|> <|bsep|> لستُ ارضى من حبيبي بدلا <|vsep|> لا وحقّ الحبّ يا هكتور لا </|bsep|> <|bsep|> ما قيادي يا مليكي في يدي <|vsep|> أيا دهرُ كم بالصابرين تجورُ </|bsep|> <|bsep|> وما من نصير في بلاكَ يجيرُ <|vsep|> فسدوا حتكم واظلم وعذب كما تشا </|bsep|> <|bsep|> فنَّ فؤادي يا زمان صبورُ <|vsep|> مهيلاً ستَقضي الأمر لهة الورى </|bsep|> <|bsep|> وليس عليهم في الأمور عسيرُ <|vsep|> لقد ذاب يا هكتور قلبي ومهجتي </|bsep|> <|bsep|> بها من زماني لوعةٌ وسعيرُ <|vsep|> أما كفى ما قد جرى </|bsep|> <|bsep|> فالسقم بالجسم سرى <|vsep|> قد فاز مَن قد صبرا </|bsep|> <|bsep|> فالصبر أولى ما أَرى <|vsep|> والدهر يبدي العبرا </|bsep|> <|bsep|> كما يرومُ <|vsep|> لقد جنى دهري العنا </|bsep|> <|bsep|> وحلَّ بالجسم الضنى <|vsep|> وقد نأى عنا الهنا </|bsep|> <|bsep|> والغمُّ وافى ودنا <|vsep|> فارفق بنا يا ربنا </|bsep|> <|bsep|> انتَ الرحيم <|vsep|> قلبي اشتفى وبدا هلالُ هنائهِ </|bsep|> <|bsep|> فأضاءَ في ظلمات ليل عنائهِ <|vsep|> انقذت طفلاً سوف يحيي ذكرَ من </|bsep|> <|bsep|> سلفوا ونالوا المجد من بائهِ <|vsep|> انقذتهُ ويلاهُ عزَّ تصبري </|bsep|> <|bsep|> كيف السبيل الى حفاظ بقائهِ <|vsep|> هيا بنا نلقاهُ خر مرَّةٍ </|bsep|> <|bsep|> ونذوق خصب البعد بعد لقائهِ <|vsep|> لا تعجبي ان كان لا </|bsep|> <|bsep|> يفدي فؤَادي شخصهُ بوفائهِ <|vsep|> هكتور لا تجزع فلست اخون من </|bsep|> <|bsep|> انفقتُ عمري في سبيل ولائهِ <|vsep|> هكتور يا خير الورى هكتور يا </|bsep|> <|bsep|> ليث الشرى والمقتدى بعلائهِ <|vsep|> هكثور انت رجاءُ قلبي لا سوا </|bsep|> <|bsep|> كَ فكيف يهنأُ بعد فقد رجائهِ <|vsep|> لبيك اني مثلما شاءَ القضا </|bsep|> <|bsep|> اقضي وما من دافعٍ لقضائه <|vsep|> هذي يدي لقضي لبانة مهجتي </|bsep|> <|bsep|> بمهندٍ يفري الحشا بمضائهِ <|vsep|> لا تزيدي غصتي </|bsep|> <|bsep|> فأَنا اتبعك <|vsep|> واجعلي من حصتي </|bsep|> <|bsep|> ان اوافي معك <|vsep|> لله ما هذا المقال </|bsep|> <|bsep|> قد عزَّ مني الاحتمال <|vsep|> من يرحم الفؤَادا </|bsep|> <|bsep|> بين الورى <|vsep|> اما كفى وزادا </|bsep|> <|bsep|> ما قد جرى <|vsep|> تسائلني ان كنت صباً بحبها </|bsep|> <|bsep|> يجيبك دمعي وهوَ منكِ صبيبُ <|vsep|> سلي حسرتي او لوعتي او تذلّلي </|bsep|> <|bsep|> فليَ شاهدٌ مما ترينَ يجيبُ <|vsep|> تقول خليُّ البال عني وما رأت </|bsep|> <|bsep|> خوافي فؤَادٍ حشوهنَّ عذابُ <|vsep|> سقامٌ ووجدٌ واحتراقٌ وانها </|bsep|> <|bsep|> صنوفُ عذابٍ في الغرامِ عذابُ <|vsep|> خلَّدتَ يا حبّ ذكرَ الهمّ في خلدي </|bsep|> <|bsep|> وكابدت منكَ انواع العنا كبدي <|vsep|> فماتَ صبري وهبَّ الدمعُ يندبهُ </|bsep|> <|bsep|> حتى بكاهُ بكا امٍّ عَلَى ولدِ <|vsep|> ما زلتَ تطلبُ صبري غير متئدٍ </|bsep|> <|bsep|> حتى تسلمتهُ مني يداً بيدِ <|vsep|> فليتَ شمسك لم تشرق على وطني </|bsep|> <|bsep|> وليتَ بدركَ لم يطلع عَلَى بلدي <|vsep|> لكلِّ صابٍ عَلَى علاَّتهِ امدٌ </|bsep|> <|bsep|> الاّ أذاكَ فلا يجري الى امدِ <|vsep|> يا من أُصيبت بسهم الهمّ مهجتهُ </|bsep|> <|bsep|> اصبر فما في الورى خالٍ من النكدِ <|vsep|> واستوقف الدمعَ ان نالتكَ نازلةٌ </|bsep|> <|bsep|> فانَّ دهريَ لا يبقى على احدِ <|vsep|> لله ما يفعلُ الغرامُ </|bsep|> <|bsep|> فلا اعتذارٌ ولا ملامُ <|vsep|> صبراً على كلّ ما قضاهُ </|bsep|> <|bsep|> للحبّ يا مهجتي احتكامُ <|vsep|> طوعاً لما رمتِ من محبٍّ </|bsep|> <|bsep|> فانكِ القصد والمرامُ <|vsep|> فسوفَ يلقى بيروسُ مني </|bsep|> <|bsep|> فتىً لديهِ طابَ الحمامُ <|vsep|> واليوم تبدو سوق المنايا </|bsep|> <|bsep|> وبيننا ينصفُ الحسامُ <|vsep|> ن لم أمت في الوغى قتيلا </|bsep|> <|bsep|> لا ندب فقديَ الكرامُ <|vsep|> تفديكِ روحي وانت روحي </|bsep|> <|bsep|> اليَّ مني فلا أُلامُ <|vsep|> هوَ الحبُّ حتى ينفد العزمُ والصبرُ </|bsep|> <|bsep|> وما الحبُّ الاَّ الذلُّ والهولُ والاسرُ <|vsep|> فلا منجدٌ ان جارَ وهوَ محكَّمٌ </|bsep|> <|bsep|> ولا منقذٌ من حكمهِ ولهُ الامرُ <|vsep|> اذلّ فؤَادي وهوَ في العزِّ راتعٌ </|bsep|> <|bsep|> واوهن عزمي بعد ما نالهُ النصر <|vsep|> ومن عجبي اني اخوضُ الوغى ولا </|bsep|> <|bsep|> أُبالي وقد غصَّت بها البيضُ والسمرُ <|vsep|> وأغشى الظبي والموتُ رهن مضائها </|bsep|> <|bsep|> واخشى الظبا حياً ومسكنها القفرُ <|vsep|> وهنا انا في ذا الحبِّ رهنُ احتكامهِ </|bsep|> <|bsep|> وحيدٌ وما قولي كذا ومعي الصبرُ <|vsep|> اين المرؤة شيمة الابطالِ </|bsep|> <|bsep|> والصدق في الاقوالِ والاعمالِ <|vsep|> اين الوفا شأنُ الكريم واين من </|bsep|> <|bsep|> نادى انا ابنُ مُذلّل الاقيالِ <|vsep|> من كان لا يلويهِ ليثٌ رهبةً </|bsep|> <|bsep|> عن عهدهِ يلويهِ لحظ غزالِ <|vsep|> بطلٌ تحاذرهُ الاسودُ اذا سطا </|bsep|> <|bsep|> ويروعهُ ظبيٌ نزالِ <|vsep|> يا من اتاني بعد ان نقض الولا </|bsep|> <|bsep|> قد هجت بلبالي ولست تبالي <|vsep|> اكبرت نفسك وهيَ صغرى بالهوى </|bsep|> <|bsep|> ورضيت بعد العزِّ بالاذلالِ <|vsep|> عارٌ عليك عليك عارٌ دائمٌ </|bsep|> <|bsep|> يبقى مدى الاعصارِ والاجيالِ <|vsep|> اتنكرُ حبي والمدامعُ تبديهِ </|bsep|> <|bsep|> وينشرهُ سقمي وصدُّك يطويهِ <|vsep|> اتيتك والمالُ ملءُ خواطري </|bsep|> <|bsep|> وقلبيَ يصفو والزمانُ يصافيهِ <|vsep|> فعاملتني بالغدرِ يا ساقط الوفا </|bsep|> <|bsep|> واورثتني سقماً تراهُ ويرويهِ <|vsep|> وما زال قلبي وافياً وهوَ ذائبٌ </|bsep|> <|bsep|> متى انت تشفيهِ وحتى مَ تشقيهِ <|vsep|> الامر اصبح يا ناصري </|bsep|> <|bsep|> في خطرٍ يحذرُ من غادرِ <|vsep|> ذلكَ ما يخطر في خاطري </|bsep|> <|bsep|> والامر في ذلكَ للمرِ <|vsep|> قد غدا خوفي عظيماً </|bsep|> <|bsep|> ايها الملكُ الهمام <|vsep|> وأرى خطباً جسيماً </|bsep|> <|bsep|> قاضياً بالاهتمام <|vsep|> كن بما تبدي حكيماً </|bsep|> <|bsep|> نال ذو الرشد المرام <|vsep|> فهيَ قد زاد جواها </|bsep|> <|bsep|> بمعاناةِ الغرام <|vsep|> واذا زاد بلاها </|bsep|> <|bsep|> رغبت في الانتقام <|vsep|> لا تقل عزمي وحزمي </|bsep|> <|bsep|> وجنودي والمقام <|vsep|> وذكا عقلي وعلمي </|bsep|> <|bsep|> وثباتي في الصدام <|vsep|> كم بعوضٍ دون عزمٍ </|bsep|> <|bsep|> اسدٌ منها يضام <|vsep|> فكرك السامي سليمُ </|bsep|> <|bsep|> فاذا ضلَّ تلام <|vsep|> أيها المولى الكريمُ </|bsep|> <|bsep|> احسنَ اللهُ الختام <|vsep|> أين رشدي ماذا جرى ما احتيالي </|bsep|> <|bsep|> كيف أنجو من البلا والوبال <|vsep|> فغرامٌ غريمُ قلبٍ كليمٍ </|bsep|> <|bsep|> وظلومٌ بنكبتي لا يبالي <|vsep|> جارَ ظلماً فحار قلبي وراح ال </|bsep|> <|bsep|> همُّ يشقيه وهوَ ناعمُ بالِ <|vsep|> لا لعمري فسوفَ يلقى جزاهُ </|bsep|> <|bsep|> يا الهي رفقاً بهِ وبحالي <|vsep|> كيف يقضي وحبهُ في ضميري </|bsep|> <|bsep|> وبهِ لوعتي ومنهُ انتحالي <|vsep|> ربما عاد عادلاً بعد ظلمٍ </|bsep|> <|bsep|> انت ترجو يا قلب عين المحالِ <|vsep|> فليمت فليمت ولكن فؤادي </|bsep|> <|bsep|> عندهُ قد ثوى بدون ارتحال <|vsep|> كيف اقضي بقتلهِ وهوَ روحي </|bsep|> <|bsep|> اين رشدي ماذا جرى ما احتيالي <|vsep|> لكنهُ بين المخافة والرجا </|bsep|> <|bsep|> يسري ولا يدري فأَصبح فاكرا <|vsep|> اضحى يطالبه الغرامُ بقتلهِ </|bsep|> <|bsep|> والرشدُ يثنيهِ فأضحى حائرا <|vsep|> يا مهجتي زاد البلا فتزلزلي </|bsep|> <|bsep|> مما جرى غماًّ ولا تتعللي <|vsep|> بئس الحيوة فلستُ اؤَثر حفظها </|bsep|> <|bsep|> يا مهجتي سيموتُ من لم يقتلِ <|vsep|> فلأشفينَّ النفس ثمَّ اميتها </|bsep|> <|bsep|> فاذا اشتفت فكأنني لم افعلِ <|vsep|> رأى أُسدا ما راعها الموت في الوغى </|bsep|> <|bsep|> يروعُ قلوب العاشقين زئيرُها <|vsep|> تدكُّ الجبال الراسيات بعزمها </|bsep|> <|bsep|> وان سُلَّ سيفٌ تلتقيهِ صدورُها <|vsep|> واسيافها والموت رهن مضائها </|bsep|> <|bsep|> حدادٌ مواضٍ ليس يطفى سعيرُها <|vsep|> احاطت بهِ كالعاصفات فلم يكن </|bsep|> <|bsep|> ليدفعها ردًّا وعزمي يثيرُها <|vsep|> انا ابن الذي لا يرهب الموت قلبهُ </|bsep|> <|bsep|> وتحمدهُ الاحياءُ وهوَ نصيرُها <|vsep|> لا كنتَ يا قاتل الشهمِ الكريمِ ولا </|bsep|> <|bsep|> لقيت أُناً ولا ذقت السرور ولا <|vsep|> لبستَ يا فظُّ عاراً لست تنزعهُ </|bsep|> <|bsep|> مدى الزمان فرح يا ابن الطغاة الى <|vsep|> قتلتكَ السماءُ قتل اللئامِ </|bsep|> <|bsep|> وسقتكَ الصروف كأس الحمامِ <|vsep|> رح ودعني فلم يعُد من مرامي </|bsep|> <|bsep|> ترك هذي الديار فهيَ مقامي <|vsep|> اما والنهى لم يبقِ دهري عَلَى رشدي </|bsep|> <|bsep|> فمن منجدٌ قلباً اصيب عَلَى عمدِ <|vsep|> جنود الاسى قد نازلت ربع مهجتي </|bsep|> <|bsep|> فما حال فردٍ بين ذلكمُ الجندِ <|vsep|> كأنيَ والأهوال زندٌ ودملجٌ </|bsep|> <|bsep|> يضيق ولا ينفكُّ عن ذلكَ الزندِ <|vsep|> كأنَّ البلا جاري وقد الف الوفا </|bsep|> <|bsep|> وعاهدني قرباً فدام عَلَى العهدِ <|vsep|> كأنَّ بنات النائمات شغفنَ بي </|bsep|> <|bsep|> فواصلنني وصل المقيم على الوجدِ <|vsep|> يقرّب مني الدهر من لا ارومهُ </|bsep|> <|bsep|> ويقربني ممن يطيب لهُ بعدي <|vsep|> تقلص ظلُّ الانس عني واقفرت </|bsep|> <|bsep|> ربوعُ سروري وانقضى اجلُ السعدِ <|vsep|> مصابٌ وذنبٌ وارتياعٌ وحسرةٌ </|bsep|> <|bsep|> تعدَّدت البلوى على واحدٍ فردِ <|vsep|> اثبّط عزماً ضعضعتهُ نوائبٌ </|bsep|> <|bsep|> وامنعُ رشداً بالضلالة يستهدي <|vsep|> اطعت الهوى وهوَ الهوان معللاً </|bsep|> <|bsep|> بمالهِ نفسي فخاب بهِ قصدي <|vsep|> قتلتُ مليكاً ايدتهُ يد العلى </|bsep|> <|bsep|> وقاومت شخص العزمِ والحزمِ والمجدِ <|vsep|> وخالفت شرع الملك والوطن الذي </|bsep|> <|bsep|> وجدت لاحمي مجدهُ في الورى جهدي <|vsep|> اني لاتبع هرميون فسر ولا </|bsep|> <|bsep|> تنقذ اخا جرمٍ اليف جرائرِ <|vsep|> دع ذكرها مولاي واعلم انها </|bsep|> <|bsep|> قتلت فصارت مثل امس الغابرِ <|vsep|> أجل مذ عايثت محبوبها </|bsep|> <|bsep|> صاحت رويداً بالمليك السائرِ <|vsep|> ماذا دهاهُ فدتهُ نفسي هل قضى </|bsep|> <|bsep|> ويعيشُ قلبي ليس عنهُ بصابرِ <|vsep|> وتسنمت صخراً ونادت قد دنا </|bsep|> <|bsep|> يوم اللقاءِ بذي صدودٍ نافرِ <|vsep|> وبخنجرٍ طعنت حشاها طعنةً </|bsep|> <|bsep|> فجرت دماها كالغدير لناظرِ <|vsep|> وتنهدت والموت ارعش جسمها </|bsep|> <|bsep|> فغدت جوارحها كجنحِ الطائرِ <|vsep|> وذلك طوعاً للغرامِ وانهُ </|bsep|> <|bsep|> غريمٌ على رغمي عدؤٌ عَلَى عمدِ <|vsep|> لكِ الله يا من ذدتُ عنها فاعرضت </|bsep|> <|bsep|> وقد قابلتني بالتجنب والصدِّ <|vsep|> رويدكِ ما هذا الصدود وانني </|bsep|> <|bsep|> تقمصت عارا كي اقابل بالصدِّ <|vsep|> قحمتُ المنايا والظبى تقرعُ الظبي </|bsep|> <|bsep|> ويحمل وخزَ الشوك مقتطف الوردِ <|vsep|> فيا زمن الاهوال حسبك ما جرى </|bsep|> <|bsep|> وقدك اجتراءً يا زمان بما تبدي <|vsep|> وياموت ما اشقى بعادك عن فتىً </|bsep|> <|bsep|> تضيقُ عليه فسحة الغور والنجدِ <|vsep|> حنانيك جد لي باللقاء وانني </|bsep|> <|bsep|> اليف عناً لم يبقِ دهري عَلَى رشدي <|vsep|> لا لا فقد الف البلابل خاطري </|bsep|> <|bsep|> يا نفس لاتخشي البلا بل خاطري <|vsep|> ارشدوني اين جسم العاشقين </|bsep|> <|bsep|> لست اطوي بيننا شقَّة بين <|vsep|> واجمعوا افئدة لم تأتلف </|bsep|> <|bsep|> بوداد واقثلوا عيناً بعين <|vsep|> ويالقومي قد سجا ليل البلا </|bsep|> <|bsep|> بين بلبالٍ واهوالٍ وبين <|vsep|> ما احتيالي خانئي الصبر وقد </|bsep|> <|bsep|> بات عزمي اثراً من بعد عين <|vsep|> لا ارى غير دمٍ حولي جرى </|bsep|> <|bsep|> اين رشدي يا اخا الارشاد اين <|vsep|> ماذا أرى بيروس عدتَ فكيف قد </|bsep|> <|bsep|> انقذتَ نفسك كي تراني حيثما <|vsep|> هذا هوَ الجرح الاخير اجل وذا </|bsep|> <|bsep|> دمك الذي يجري فيا لله ما <|vsep|> ذي هرميون لديَّ ضمَّت جسمهُ </|bsep|> <|bsep|> لتذود عنهُ وهيَ تصرخ كلما <|vsep|> ترنو اليَّ بلحظ منتقمٍ كما </|bsep|> <|bsep|> هاج المقاتل عند ما نظر الدما <|vsep|> وتقودُ من جنس الابالس عسكراً </|bsep|> <|bsep|> واراقماً تسعى وتنفثُ عند ما <|vsep|> مهلاً بنيَّات الجحيم فانني </|bsep|> <|bsep|> رجلٌ الى هذا العذاب تقدّما <|vsep|> لمن الاراقم فهى فوق رؤوسكن </|bsep|> <|bsep|> فهل سعت سعياً لتلسعني كما <|vsep|> بادرنَ نحوي لاتخفنَ ممانعاً </|bsep|> <|bsep|> اتلفنَ جسماً للعذاب مسلما <|vsep|> وافتحنَ لي باب الجحيم كفى كفى </|bsep|> <|bsep|> عاينتهُ سجناً مخيفاً مظلما <|vsep|> سرحنَ لي هذي الاراقم علَّها </|bsep|> <|bsep|> تقضي بقتلى فهيَ فاغرةٌ فما <|vsep|> لا لا فهذي هرميون تقدمت </|bsep|> <|bsep|> ترمي فؤَادي من لظاها اسهما <|vsep|> ها مهجتي لا ترجعي </|bsep|> <|bsep|> فلقد وفت قبل الفراق وبعدما <|vsep|> وناديت عفواً عن شقائي وذلتي </|bsep|> <|bsep|> وصفحاً عن الذنب الذي أوجب النكد <|vsep|> وقلتُ لامَ ذل العذاب وذا العنا </|bsep|> <|bsep|> فصاحت بي الاشباح هذا لى الأبد <|vsep|> حتى بدا ملك الصباح برايةٍ </|bsep|> <|bsep|> بيضاء بين مواكبٍ وكتائبِ <|vsep|> فأقمتُ في ذاك المكان ثلثةً </|bsep|> <|bsep|> أتلو صحيفةَ ما ارتكبت واندبُ <|vsep|> وغدا لسان الحال فيهِ قائلاً </|bsep|> <|bsep|> اذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ <|vsep|> ان كان يرفض ما استحق من الثنا </|bsep|> <|bsep|> كرماً فما منع الكلام الالسنا <|vsep|> لم يهزم الاعدءَ الاَّ بعدما </|bsep|> <|bsep|> لعبت بجمعهم الصوارم والقنا <|vsep|> هذا الثنءُ احلّهُ واجلهُ </|bsep|> <|bsep|> عندي محلاً في الجنان وموطنا <|vsep|> فثبات نفسكِ في كلامكِ شفَّ عن </|bsep|> <|bsep|> صدقٍ ودلَّ عليهِ فيكِ وبرهنا <|vsep|> جزت الصفوف وفرقت الالوف وأر </|bsep|> <|bsep|> غمت الانوف وجيش الموت يصطدمُ <|vsep|> افنيت اجسام اقوامٍ مركبة </|bsep|> <|bsep|> مثلي واقدمت والارواح تنهزمُ <|vsep|> وعدت والنصر اقوامٍ مركبة </|bsep|> <|bsep|> تبكي الفوارس من فعلي فأبتسمُ <|vsep|> وقد رأيت فتاة المجد ناظرة </|bsep|> <|bsep|> ترنو اليَّ بلحظٍ حشوهُ كلمُ <|vsep|> ترى انتصاري بعينٍ نارها حزَنٌ </|bsep|> <|bsep|> ومهجة نالها من حزنها المُ <|vsep|> وتسأَل الله عفواً للذين قضوا </|bsep|> <|bsep|> في ساحةٍ قد سقاها كالغدير دمُ <|vsep|> كأنها بلسان الحال قائلة </|bsep|> <|bsep|> معنى القتال يعيهِ السامع الفهمُ <|vsep|> شأن المقاتل جهدٌ في القتال وان </|bsep|> <|bsep|> لا يزدهيهِ انتصار سمنهُ ورمُ <|vsep|> الا رفقاً بهِ يا خير مولىً </|bsep|> <|bsep|> مخافةَ ان تدان كما تدين <|vsep|> أرى أن شعاع الهدى قد اخ </|bsep|> <|bsep|> ترق ظلمات قلبك فاثبت وأقم هنا <|vsep|> جزاك الهك خير الجزا </|bsep|> <|bsep|> ولا زلت تلقى جزيل الهنا <|vsep|> فن هداية هذا الأسير </|bsep|> <|bsep|> أسيرُ بها بالهنا من هنا <|vsep|> ني لديك أسيرة فانعم بما </|bsep|> <|bsep|> أرجوهُ يا مولايَ منك تكرُّما <|vsep|> كيف السبيل لى النجاة من العدى </|bsep|> <|bsep|> يا سيدي ن سرتَ من هذا الحمى <|vsep|> ألبستني ثوب الفخار تفضلاً </|bsep|> <|bsep|> وشملتني بالفضل يا شمس العلى <|vsep|> فتلوت في صحف الثنا بين الملا </|bsep|> <|bsep|> يات فضلٍ منك لن تتأوَّلا <|vsep|> أنا ابنةُ من ذا طلبوهُ نادى </|bsep|> <|bsep|> أنا ابنُ جلا وطلاَّع الثنايا <|vsep|> أبي رولان لا يخفى وأمي </|bsep|> <|bsep|> شقيقةُ من تطيع لهُ البرايا <|vsep|> اصلحت يا بن الكرام </|bsep|> <|bsep|> بالفضل حالي <|vsep|> فجلَّ في ذا المقام </|bsep|> <|bsep|> قدري وحالي <|vsep|> لا زلتَ عالي المقام </|bsep|> <|bsep|> في كلّ حالِ <|vsep|> من لي بأَن ابدي الثنا </|bsep|> <|bsep|> عليك يا بادي السنا <|vsep|> دافعت عني محسنا </|bsep|> <|bsep|> واعدت لي روح المنى <|vsep|> أضحت لك العليا وسام </|bsep|> <|bsep|> يا صاحب الخلق الوسيم <|vsep|> فدمت يا عين الكرام </|bsep|> <|bsep|> في نعمة الربّ الكريم <|vsep|> أقولُ لقلبٍ ذاب في الحبِّ شطرهُ </|bsep|> <|bsep|> أَليف اصطبارٍ لا يذاعُ لهُ سرُّ <|vsep|> أَأَكتم اشواقاً بهِ ام ابثها </|bsep|> <|bsep|> فقال هما امران احلاهما مرُّ <|vsep|> تجلَّى الامر واتضح الخفءُ </|bsep|> <|bsep|> فلا كان التلبس والرياءُ <|vsep|> يظلّلها الكمال اذا تثنت </|bsep|> <|bsep|> وان جليت يكلّلها البهءُ <|vsep|> عَلَى قلب الحليم لها ولاءٌ </|bsep|> <|bsep|> وفوق الناظرين لها لوءُ <|vsep|> تكلّم من تكلمهُ بلحظٍ </|bsep|> <|bsep|> هوَ الداءُ المحاذر والدواءُ <|vsep|> ولو علمت بما في القلب منها </|bsep|> <|bsep|> اذا رقَّت لهُ فدنا الرجءُ <|vsep|> يا روبر الن ساعة الهجر </|bsep|> <|bsep|> مدمعي هثَّان والهوى عذري <|vsep|> وني ما كان قابلا عذري </|bsep|> <|bsep|> فأنا حيران قد وهى صبري <|vsep|> برت منها سهدي زائدٌ في الحدّ </|bsep|> <|bsep|> وابي من وجدي عاملٌ بالضدِّ <|vsep|> ه لو يرضاهُ لزها وقتي </|bsep|> <|bsep|> والهنا يزداد من صفا برتِ <|vsep|> عنك دع يا صاح حالة الوجدِ </|bsep|> <|bsep|> فالهوى فضَّاح قطُّ لا يجدي <|vsep|> لا تحاول لومي لا تغيرعزمي </|bsep|> <|bsep|> قد جفاني نومي لا تضاعف سقمي <|vsep|> نَّ بي اشجان حيرت فكري </|bsep|> <|bsep|> واصطباري بان ه لو تدري <|vsep|> جفاني رشدي </|bsep|> <|bsep|> فنأى سعدي <|vsep|> وأضحى قصدي </|bsep|> <|bsep|> عَلى الضدِّ <|vsep|> فماذا أبدي </|bsep|> <|bsep|> وماذا يجدي <|vsep|> هموماً عندي </|bsep|> <|bsep|> بلا حدِّ <|vsep|> هيَ الأحزان </|bsep|> <|bsep|> تزيد الأشجان <|vsep|> وحشى الولهان </|bsep|> <|bsep|> منها في اتلافِ <|vsep|> أعظم به لقباً قد زدتهُ شرفاً </|bsep|> <|bsep|> والسرُّ بالمرءِ ليس السرُّ باللقَبِ <|vsep|> لا يبلغ المجد لا كل مجتهدٍ </|bsep|> <|bsep|> المجد بالجد ليس المجد بالنسبِ <|vsep|> طالع الاسعاد عاد </|bsep|> <|bsep|> والأنس زاد للناظرين <|vsep|> خمرةٌ من عهد عاد </|bsep|> <|bsep|> فيها المراد للشاربين <|vsep|> وافى الهنا </|bsep|> <|bsep|> نلنا المنى <|vsep|> راحة الأرواح راج </|bsep|> <|bsep|> والانشراح فيها كمين <|vsep|> نورها في الكأس لاح </|bsep|> <|bsep|> مثل الصباح للناظرين <|vsep|> لا جناح </|bsep|> <|bsep|> فذا مباح <|vsep|> روض الافراح ابدى انسى </|bsep|> <|bsep|> فاغنم يا صاح طيب الغرسِ <|vsep|> في كأس الراح نور الشمس </|bsep|> <|bsep|> والسعد لاح بصفا النفسِ <|vsep|> صوت الانغام يجلو سمعي </|bsep|> <|bsep|> حسن الالحان ابهى صنعِ <|vsep|> فيهِ للناس كلّ الخيرِ </|bsep|> <|bsep|> ورحيق الكاس منهُ سكري <|vsep|> السيف اصدقُ من تنبأَ وادَّعى </|bsep|> <|bsep|> واعزّ من لبيَّ الكميُّ وأسرعا <|vsep|> قد كان في هذا الزمان لملكنا </|bsep|> <|bsep|> سيفان ألباب الفوارس روَّعا <|vsep|> سيفٌ لرولان الشهير مهندٌ </|bsep|> <|bsep|> ان هزَّ أمنَ من يشاءُ وأَفزعا <|vsep|> هذا درندال الذي اضحت لهُ </|bsep|> <|bsep|> في ارض اندلس الاعادي خضَّعا <|vsep|> سيفٌ اذا عاينتهُ يوم الوغى </|bsep|> <|bsep|> تلقى لهُ في كلّ هامٍ مرتعا <|vsep|> وحسامنا الثاني بقبضة شارلما </|bsep|> <|bsep|> ن يجيبهُ يوم القتال ذا دعا <|vsep|> هذا جوليس الباتر الماضي الذي </|bsep|> <|bsep|> لو مسَّ أجرام السماءِ لزعزعا <|vsep|> ن رامهُ او فرَّ منهُ مسرعٌ </|bsep|> <|bsep|> كانت منيَّتهُ اليهِ اسرعا <|vsep|> نزع العدى منا درندالاً وقد </|bsep|> <|bsep|> ابقوا اسىً بقلوبنا لن ينزعا <|vsep|> فعسى الزمان كما نريد يعيدهُ </|bsep|> <|bsep|> كي يلمع السيفان في وقتٍ معا <|vsep|> مليكٌ يسير المجد تحت لوائهِ </|bsep|> <|bsep|> ويخدمهُ الاقبال والفتح والنصرُ <|vsep|> مطالبهُ العليا وفكرتهُ الهدى </|bsep|> <|bsep|> وحضرتهُ الدنيا ونائلهُ الغمرُ <|vsep|> أعد حديث الكرام </|bsep|> <|bsep|> فالقلب يهواه <|vsep|> واملأ كؤُوس المدام </|bsep|> <|bsep|> واستغفر الله <|vsep|> يشفي غليل النفوس </|bsep|> <|bsep|> ذكر الكرامات <|vsep|> وخمرة في كؤُوس </|bsep|> <|bsep|> منها الكرى مات <|vsep|> شجاعٌ ماجدٌ دانت </|bsep|> <|bsep|> لهُ العليا <|vsep|> كريمٌ جودهُ عمَّا </|bsep|> <|bsep|> سجاياهُ قد ازدانت <|vsep|> بها الدنيا </|bsep|> <|bsep|> همامٌ مجدهُ نمَّا <|vsep|> هلّموا نشرب الراحا </|bsep|> <|bsep|> بتكرارٍ <|vsep|> عَلَى ذكرٍ لهُ اسنى </|bsep|> <|bsep|> فنجمُ الانس قد لاحا <|vsep|> بأَنوارٍ </|bsep|> <|bsep|> حكت اخلاقهُ الحسنى <|vsep|> من مات نال جزاءهُ من ربهِ </|bsep|> <|bsep|> عدلاً فدعهُ يا بنيَّ تأدبا <|vsep|> هيهات يجدي الميت رحمة راحمٍ </|bsep|> <|bsep|> ن كان مغضوباً عليهِ معذّبا <|vsep|> أو تعتريه تعاسةٌ من لعنةٍ </|bsep|> <|bsep|> ن كان في دار النعيم مقرَّبا <|vsep|> مولايَ صانكَ ربي </|bsep|> <|bsep|> طرحت في اليأس قلبي <|vsep|> هل كان والفرض دينٌ </|bsep|> <|bsep|> قضاء فرضيَ ذنبي <|vsep|> قد زاد فيَّ اضطرابي </|bsep|> <|bsep|> وتاهَ بالغيظ لبي <|vsep|> هل كان غيظك مني </|bsep|> <|bsep|> الغيظ من ظلم دهري <|vsep|> ني بما أنت قاضٍ </|bsep|> <|bsep|> أرضى ولو عيل صبري <|vsep|> لكن تأَمل عذابي </|bsep|> <|bsep|> وفرط غمي وقهري <|vsep|> أضحى رجاء فؤَادي </|bsep|> <|bsep|> ما بين موتٍ ونشرِ <|vsep|> ولست أفعل خيراً </|bsep|> <|bsep|> لا يجيءُ بشرِّ <|vsep|> حظي وانسي وسعدي </|bsep|> <|bsep|> والحبُّ مالك امري <|vsep|> ذا كلهُ مستطاعٌ </|bsep|> <|bsep|> ان شئت من غير نكر <|vsep|> وكلمةٌ منك تقضي </|bsep|> <|bsep|> بجبر قلبي وكسري <|vsep|> ولست ترضى بهذا </|bsep|> <|bsep|> واحيرتي ضاق صدري <|vsep|> ليك مني جزيل شكرٍ </|bsep|> <|bsep|> قارنهُ المدح والثناءُ <|vsep|> قضيت بالعدل واجباتي </|bsep|> <|bsep|> والله يقضي بما يشاءُ <|vsep|> رحلوا فلولا انني </|bsep|> <|bsep|> أرجو اللقاءَ قضيت نحبي <|vsep|> والله ما فارقتهم </|bsep|> <|bsep|> لكنني فارقتُ قلبي <|vsep|> أسيرُ وقلبي لديهِ اسير </|bsep|> <|bsep|> ودمعي طليقٌ وجفني كسير <|vsep|> أتاني الرحيل وجسمي نحيل </|bsep|> <|bsep|> ورسمي محيلٌ وصبري عسير <|vsep|> أخفيت سرك في الفؤَاد فلاح لي </|bsep|> <|bsep|> ومن الفؤَاد الى الفؤَاد سبيلُ <|vsep|> فاشرح غرامك كي أبثّ صبابتي </|bsep|> <|bsep|> ن اللسان عَلَى الفؤاد دليلُ <|vsep|> يا من تناجيني بمضمر سرّها </|bsep|> <|bsep|> شرح الغرام كما علمت طويلُ <|vsep|> قد أظمعتني النفس وهيَ أبيةٌ </|bsep|> <|bsep|> في مطلبٍ ما لي ليهِ وصولُ <|vsep|> فكثمت حتى لا يقال مملقٌ </|bsep|> <|bsep|> وصبرت حتى لا يقال ملولُ <|vsep|> كتمت وفي فؤَادك نار وجدٍ </|bsep|> <|bsep|> يلوح لها ولو سترت ضرامُ <|vsep|> فلا يبقى معَ الحبِّ اصطبارٌ </|bsep|> <|bsep|> ولا يجدي معَ الوجدِ اكتثامُ <|vsep|> فما الشكوى وما بك مثل ما بي </|bsep|> <|bsep|> فدعها او يضيق بنا المقامُ <|vsep|> فهاكَ يدي لتبرم عهد حبٍّ </|bsep|> <|bsep|> وثيقٍ لا يكون لهُ انفصامُ <|vsep|> أعاهدها وبي للحبِّ قلبٌ </|bsep|> <|bsep|> وفيٌّ لا يفارقهُ الغرامُ <|vsep|> ويطربني اللقا فأذوب حزناً </|bsep|> <|bsep|> مخافةَ أن يكون لهُ انصرامُ <|vsep|> شكا قلبي غرامك وهوَ غضٌّ </|bsep|> <|bsep|> فقلت أصبر كما صبر الكرامُ <|vsep|> فنَّ الحبَّ سلطانٌ مطاعٌ </|bsep|> <|bsep|> تذلُّ لهُ الجبابرة العظامُ <|vsep|> بسطت لهُ امري فقال معنفاً </|bsep|> <|bsep|> لقد رمتها جهلاً ولست لها اهلا <|vsep|> فعدت الى نفسي وقلت مراجعاً </|bsep|> <|bsep|> بحق الهوى مهلاً فقد رمتها جهلا <|vsep|> سيعلم أن الحبَّ أعظم قدرنا </|bsep|> <|bsep|> فحلَّ بقلبينا وأَلبسنا فضلا <|vsep|> وان لنا مستقبلاً ان بدا لهُ </|bsep|> <|bsep|> يرى حبنا عدلا فلا يؤَثر العذلا <|vsep|> يا كارهاً ظلماً هوانا </|bsep|> <|bsep|> والامر عنهُ سترا <|vsep|> تخاف ان تلقى هوانا </|bsep|> <|bsep|> بالحبّ لكن سترى <|vsep|> لا تخشى يا مولايَ لائم </|bsep|> <|bsep|> اللوم يمضي بالهوى <|vsep|> وكن عَلَى عهدي ملازم </|bsep|> <|bsep|> شرط الهوى حفظ الهوى <|vsep|> قاوماني فكيف اطلب فوزاً </|bsep|> <|bsep|> وضعيفان يغلبان قويَّا <|vsep|> كان خوفي عليهما من مصابٍ </|bsep|> <|bsep|> ولعمري ما جئت شيئاً فريَّا <|vsep|> قد تولَّى الغرام قلبيكما من </|bsep|> <|bsep|> بعد ما كان ذاك امراً قصيَّا <|vsep|> والى شارلمان مرجع هذا </|bsep|> <|bsep|> ليس يغني عنهُ كلاميَ شيئاً <|vsep|> تولَّت فكرك الاهوال </|bsep|> <|bsep|> وساءَت عندك الاحوال <|vsep|> وهذا مشهد قاسٍ </|bsep|> <|bsep|> يزيد الحزن والبلبل <|vsep|> فدعنا اليوم منهُ ولا </|bsep|> <|bsep|> تزد في قلبنا الوجلا <|vsep|> وكن مولايَ في البلوى </|bsep|> <|bsep|> على الرحمن متكلا <|vsep|> الموت يكشف ما استتر </|bsep|> <|bsep|> ذي عبرةٌ لمن اعتبر <|vsep|> ني لأَجهلُ حالتي </|bsep|> <|bsep|> بل لست أدري ما الخبر <|vsep|> وأنا المليك أخا العلا </|bsep|> <|bsep|> سامي الذرى بين البشر <|vsep|> كم قد شقيتُ وكم نعمت </|bsep|> <|bsep|> وكم لقيتُ من الخطر <|vsep|> دمثت أخلاق البرابر </|bsep|> <|bsep|> وهيَ أقسى من حجر <|vsep|> وفتحت أوروبا فدا </|bsep|> <|bsep|> نت لي واسعدني القدر <|vsep|> لو كان يعلم من يعلو من البشرِ </|bsep|> <|bsep|> مصيرهُ هجر الدنيا بلا كدرِ <|vsep|> الدهر يهبط رغماً كلّ مرتفعٍ </|bsep|> <|bsep|> لا تقصف الريح لا عاليَ الشجرِ <|vsep|> شاب الزمان عَلَى غدر الأنامِ لذا </|bsep|> <|bsep|> تراهُ يفجعُ بعد بالأثرِ <|vsep|> الشهم ن لاقى الهوا </|bsep|> <|bsep|> ن بعيشهِ لا يرتضي <|vsep|> لا خير في عيش بأك </|bsep|> <|bsep|> ناف المذلة ينقضي <|vsep|> فهلمَّ أيها الفارس لتقتل أو تُقتل </|bsep|> <|bsep|> أبيت اللعن أن الحرب سوقٌ <|vsep|> تباع وتشتري فيهِ النفوسُ </|bsep|> <|bsep|> سيعلم من ينازلنا بأنا <|vsep|> لنا في الحرب تتخفض الرؤُوسُ </|bsep|> <|bsep|> نكرُّ عَلَى الخميس ولا نبالي <|vsep|> ونلقاهُ فينهزم الخميسُ </|bsep|> <|bsep|> يا هماماً ساد فينا وملك <|vsep|> ملكٌ أنت مهابٌ أم ملك </|bsep|> <|bsep|> فاز من بين الملا قد املك <|vsep|> والهنا بعد العنا قد امَّ لك </|bsep|> <|bsep|> سر بحفظ الله يا هذا الهمام <|vsep|> وابلغ الامال وارجع بسلام </|bsep|> <|bsep|> وانقذن من خصمنا ذاك الحسام <|vsep|> سر اليهِ واسقهِ كاس الحمام </|bsep|> <|bsep|> جرال قد نال المنى <|vsep|> وقد نفى عنا العنا </|bsep|> <|bsep|> جاءَ النصرُ وافى الاقبال <|vsep|> زالَ العسرُ نلنا المال </|bsep|> <|bsep|> فليحي جرال البطل <|vsep|> من نال بالحرب الامل </|bsep|> <|bsep|> فقد نفى عنا الخجل <|vsep|> ولم يخف وقع الاجل </|bsep|> <|bsep|> جاءَ النصرُ وافى الاقبال <|vsep|> زالَ العسرُ نلنا المال </|bsep|> <|bsep|> لا تنزع النصل دعهُ <|vsep|> في مهجتي فهيَ جرحى </|bsep|> <|bsep|> فلست اسطيع صبرا <|vsep|> ولست اسمع نصحا </|bsep|> <|bsep|> وقد بدا ليَ امري <|vsep|> وسوءُ ظني صحَّا </|bsep|> <|bsep|> عرفت دائي وسرَّا <|vsep|> بهِ فؤَادي اوحى </|bsep|> <|bsep|> فليعتبر من كان ذا نظرٍ <|vsep|> ولينتبه من نومهِ من رقد </|bsep|> <|bsep|> ومن لهُ وسوس بليس أن <|vsep|> يعذر فلينظر بعقبى الولد </|bsep|> <|bsep|> نَّ ذنوب الوالدين لى <|vsep|> أبنائهم تنقل يا ذا الرشد </|bsep|> <|bsep|> من لم يذق في الناس كأس فراقِ <|vsep|> لم يدرِ كيف مصارع العشَّاقِ </|bsep|> <|bsep|> قد كان في كأس الغرام بقيةٌ <|vsep|> فشربت وحدي كلّ ذاك الباقي </|bsep|> <|bsep|> يا من يلوم على الاسى انَّ الهوى <|vsep|> يومان يوم نوًى ويوم تلاقِ </|bsep|> <|bsep|> وافى النوى فجرت بوادر ادمعي <|vsep|> ومن الوداع فضيحة المشتاقِ </|bsep|> </|psep|> |
وجميل وجه دق منه الساق | 6الكامل
| [
"وجميلِ وجهٍ دَقَّ منهُ الساقُ",
"في شأنِهِ قد نافَقَ العُشَّاقُ",
"فرباطهم فيهِ ذا يبدو ون",
"يرجع سلا كلٌ ولا مشتاقُ",
"وتقولُ في وجهٍ له خيراً وفي",
"ظهرٍ له شراً وذاك نفاقُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595814 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_14|> ق <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> وجميلِ وجهٍ دَقَّ منهُ الساقُ <|vsep|> في شأنِهِ قد نافَقَ العُشَّاقُ </|bsep|> <|bsep|> فرباطهم فيهِ ذا يبدو ون <|vsep|> يرجع سلا كلٌ ولا مشتاقُ </|bsep|> </|psep|> |
يا لبيبا اراؤه مأثوره | 1الخفيف
| [
"يَا لَبِيبًا رَاؤُهُ مأثُورَه",
"وَللِي جَوَابِهِ مَنثُورَه",
"ظَبيَةٌ مَرَّت بِي تُغَازِلُ غِزلاَ",
"نَ الهِضَابِ بِمُقلَةٍ مَخمُورَه",
"حَرَّكَت سَاكِنِي الهَوَى بِلِحَاظٍ",
"فَاتِرَاتٍ جِرَاحُهَا مَشهُورَه",
"شَعُرَت أنِّي شَاعشرٌ رُبَّمَا ضَا",
"قَت قَوافٍ عَلَيهِ تَهدِمُ سُورَه",
"فَأرَتنِي بِسَاكِنِ اللَّحظِ مِنهَا",
"كَيفَ تَحرِيكُ سَاكِنٍ بِالضَّرُورَه",
"بَيدَ انِّي لَم أدرِ هَل كَانَ فِي ذَا",
"كَ اختِصَاصٌ بِصُورَةٍ دُونَ صُورَه",
"فَأجِبنِي فَأنتَ بَدرٌ مُنِيرٌ",
"فِي دُجَى المُشكِلاَتِ يُظهِرُ نُورَه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595484 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_0|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يَا لَبِيبًا رَاؤُهُ مأثُورَه <|vsep|> وَللِي جَوَابِهِ مَنثُورَه </|bsep|> <|bsep|> ظَبيَةٌ مَرَّت بِي تُغَازِلُ غِزلاَ <|vsep|> نَ الهِضَابِ بِمُقلَةٍ مَخمُورَه </|bsep|> <|bsep|> حَرَّكَت سَاكِنِي الهَوَى بِلِحَاظٍ <|vsep|> فَاتِرَاتٍ جِرَاحُهَا مَشهُورَه </|bsep|> <|bsep|> شَعُرَت أنِّي شَاعشرٌ رُبَّمَا ضَا <|vsep|> قَت قَوافٍ عَلَيهِ تَهدِمُ سُورَه </|bsep|> <|bsep|> فَأرَتنِي بِسَاكِنِ اللَّحظِ مِنهَا <|vsep|> كَيفَ تَحرِيكُ سَاكِنٍ بِالضَّرُورَه </|bsep|> <|bsep|> بَيدَ انِّي لَم أدرِ هَل كَانَ فِي ذَا <|vsep|> كَ اختِصَاصٌ بِصُورَةٍ دُونَ صُورَه </|bsep|> </|psep|> |
تثنى وماس بلدن قوام | 8المتقارب
| [
"تثنى وماس بلدنِ قوام",
"على حُسنِ مثلِهِ غنَّى الحمام",
"يُهدِّدُني لولوعي بهِ",
"بقتلٍ ويعذُبُ فيهِ الحمام",
"فجرَّدَ من جفنِ ألحاظِهِ",
"ظبى قدتِ القلبَ قدَّ السهام",
"ون جاهِلٌ لامني في الهوى",
"وخاطبني فيه قُلتُ سلام",
"وأهلُ الهوى أولعُوا بالهوى",
"وباتوا به سجداً وقيام",
"وأصلى فؤادي وعذبني",
"ون عذابهُ كانَ غرام",
"وجادَ الزمانُ بزورتِهِ",
"ولكنهُ لم يُطِل في المُقَام",
"وأسرَفَ في الهجرِ من بعد ذا",
"وكان لهُ بينَ ذاك قوام",
"ولم يَرعَ للصَّبِّ ذِمَّتَهُ",
"وفاعِلُ ذلِكَ يلقى أثام",
"غزالٌ رعى حبَّ قلبي ولم",
"يكن راضياً رَعيَ شيحِ الأكام",
"وظنَّ بأنِّي أطالبُهُ",
"به فتولى وأبدى ابتسام",
"يَقُولُ استحالَ وها مبسَمي",
"ويفتَرُّ عن مثلِ حَبِّ الغَمَام"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595656 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_5|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تثنى وماس بلدنِ قوام <|vsep|> على حُسنِ مثلِهِ غنَّى الحمام </|bsep|> <|bsep|> يُهدِّدُني لولوعي بهِ <|vsep|> بقتلٍ ويعذُبُ فيهِ الحمام </|bsep|> <|bsep|> فجرَّدَ من جفنِ ألحاظِهِ <|vsep|> ظبى قدتِ القلبَ قدَّ السهام </|bsep|> <|bsep|> ون جاهِلٌ لامني في الهوى <|vsep|> وخاطبني فيه قُلتُ سلام </|bsep|> <|bsep|> وأهلُ الهوى أولعُوا بالهوى <|vsep|> وباتوا به سجداً وقيام </|bsep|> <|bsep|> وأصلى فؤادي وعذبني <|vsep|> ون عذابهُ كانَ غرام </|bsep|> <|bsep|> وجادَ الزمانُ بزورتِهِ <|vsep|> ولكنهُ لم يُطِل في المُقَام </|bsep|> <|bsep|> وأسرَفَ في الهجرِ من بعد ذا <|vsep|> وكان لهُ بينَ ذاك قوام </|bsep|> <|bsep|> ولم يَرعَ للصَّبِّ ذِمَّتَهُ <|vsep|> وفاعِلُ ذلِكَ يلقى أثام </|bsep|> <|bsep|> غزالٌ رعى حبَّ قلبي ولم <|vsep|> يكن راضياً رَعيَ شيحِ الأكام </|bsep|> <|bsep|> وظنَّ بأنِّي أطالبُهُ <|vsep|> به فتولى وأبدى ابتسام </|bsep|> </|psep|> |
أزهر بأذيال الغصون تنسما | 5الطويل
| [
"أزهرٌ بأذيال الغُصُونِ تنسما",
"فعطرَ من أنفاسِهِ أفُقَ السَّما",
"أم المسكُ قد أضحى يضُوعُ شذاهُ من",
"ثُغُورِ الأقاحِ والأقاحُ تبسَّما",
"أم البدرُ قد أمسى بمنزلِ سعدِهِ",
"مقيماً على شمس الظهيرةِ قد سما",
"أم الصبحُ في جنبِ الغياهبِ مُسفِرٌ",
"فأوضح سبل الهدي عن طُرُقِ العمى",
"أم الحُورُ قد أرخت علينا دلالها",
"فهمنا سُكارى من جمالٍ توسَّما",
"وزاد هيامَ القلبِ فيها تولُّهي",
"فصارَ جُذاذاً في هَواها مُكلَّما",
"وخيمَ فيها الحُبُّ لما تزايدَت",
"لواعِجُ أشواقي ليها مع الظَمَا",
"فن لم تُسامِح بالكلامِ قَتيلَها",
"فلم لحظُها في لحظةٍ لِيَ كَلَّما",
"ون لم تواصِل بانعطافٍ ولم أكن",
"لأحظى لديها بالمُنى وأنعَّما",
"فلي عن هوى سلماي حُسنُ تَخَلُّصٍ",
"بمدحِ هُمَامٍ مَدحُهُ قد تَحَتَّما",
"فقيهُ الوَرَى عَبدُ الكريمِ الذي أتى",
"بختمِ خليلٍ يا لبحرٍ لهُ طَمَا",
"بمختصَرِ الحَبرِ ابن سحاقَ قد غَذا",
"يُقَرِّرُ أبحاثاً تجلُّ وَتُعتَما",
"فما حَجَبَ ابنَ الحاجِبِ اللَّحدُ في الثَّرى",
"وما غابَ ذُو الرُّشدِ ابن رُشدٍ وأعدِما",
"تحفُّ به زُهرٌ سمَت بنديِّه",
"ومن بينها قد بان بدراً مُتَمَّما",
"يَبُثُّ يواقيتاً وَطَوراً للئا",
"وحيناً جلا دُر نَفيساً مُنظَّما",
"ومن دأبِهِ تَجريدُ ما شتتَ مُتقناً",
"ون عَزَّ شكالٌ تَرَى مِنهُ ضَيغما",
"فصيحٌ بليغٌ ألمعيُّ أطاعَهُ اليَرَاعُ",
"وفي مجرى الفتاوي تَقَدَّما",
"صَفِيٌّ وفيٌّ سَيِّدٌ متواضِعٌ",
"ذكيٌّ زكيٌ حرمةَ الدين قد حمى",
"تقي نقي أريحي سميدعٌ",
"سمي سني بالعلومِ تعظما",
"به سرتِ الأكوانُ وازدادَ زهوها",
"وطابَ نعيمُ العيشِ والدهرُ أنعما",
"عليهِ سلامُ اللَهِ ما ارتاح طالبٌ",
"لنادي سماعِ العلمِ شوقاً ويمما",
"وما انتشرت أرواحُ روضٍ فأنشدت",
"أزهرٌ بأذيالِ الغُصُونِ تَنَسَّما"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595660 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_13|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أزهرٌ بأذيال الغُصُونِ تنسما <|vsep|> فعطرَ من أنفاسِهِ أفُقَ السَّما </|bsep|> <|bsep|> أم المسكُ قد أضحى يضُوعُ شذاهُ من <|vsep|> ثُغُورِ الأقاحِ والأقاحُ تبسَّما </|bsep|> <|bsep|> أم البدرُ قد أمسى بمنزلِ سعدِهِ <|vsep|> مقيماً على شمس الظهيرةِ قد سما </|bsep|> <|bsep|> أم الصبحُ في جنبِ الغياهبِ مُسفِرٌ <|vsep|> فأوضح سبل الهدي عن طُرُقِ العمى </|bsep|> <|bsep|> أم الحُورُ قد أرخت علينا دلالها <|vsep|> فهمنا سُكارى من جمالٍ توسَّما </|bsep|> <|bsep|> وزاد هيامَ القلبِ فيها تولُّهي <|vsep|> فصارَ جُذاذاً في هَواها مُكلَّما </|bsep|> <|bsep|> وخيمَ فيها الحُبُّ لما تزايدَت <|vsep|> لواعِجُ أشواقي ليها مع الظَمَا </|bsep|> <|bsep|> فن لم تُسامِح بالكلامِ قَتيلَها <|vsep|> فلم لحظُها في لحظةٍ لِيَ كَلَّما </|bsep|> <|bsep|> ون لم تواصِل بانعطافٍ ولم أكن <|vsep|> لأحظى لديها بالمُنى وأنعَّما </|bsep|> <|bsep|> فلي عن هوى سلماي حُسنُ تَخَلُّصٍ <|vsep|> بمدحِ هُمَامٍ مَدحُهُ قد تَحَتَّما </|bsep|> <|bsep|> فقيهُ الوَرَى عَبدُ الكريمِ الذي أتى <|vsep|> بختمِ خليلٍ يا لبحرٍ لهُ طَمَا </|bsep|> <|bsep|> بمختصَرِ الحَبرِ ابن سحاقَ قد غَذا <|vsep|> يُقَرِّرُ أبحاثاً تجلُّ وَتُعتَما </|bsep|> <|bsep|> فما حَجَبَ ابنَ الحاجِبِ اللَّحدُ في الثَّرى <|vsep|> وما غابَ ذُو الرُّشدِ ابن رُشدٍ وأعدِما </|bsep|> <|bsep|> تحفُّ به زُهرٌ سمَت بنديِّه <|vsep|> ومن بينها قد بان بدراً مُتَمَّما </|bsep|> <|bsep|> يَبُثُّ يواقيتاً وَطَوراً للئا <|vsep|> وحيناً جلا دُر نَفيساً مُنظَّما </|bsep|> <|bsep|> ومن دأبِهِ تَجريدُ ما شتتَ مُتقناً <|vsep|> ون عَزَّ شكالٌ تَرَى مِنهُ ضَيغما </|bsep|> <|bsep|> فصيحٌ بليغٌ ألمعيُّ أطاعَهُ اليَرَاعُ <|vsep|> وفي مجرى الفتاوي تَقَدَّما </|bsep|> <|bsep|> صَفِيٌّ وفيٌّ سَيِّدٌ متواضِعٌ <|vsep|> ذكيٌّ زكيٌ حرمةَ الدين قد حمى </|bsep|> <|bsep|> تقي نقي أريحي سميدعٌ <|vsep|> سمي سني بالعلومِ تعظما </|bsep|> <|bsep|> به سرتِ الأكوانُ وازدادَ زهوها <|vsep|> وطابَ نعيمُ العيشِ والدهرُ أنعما </|bsep|> <|bsep|> عليهِ سلامُ اللَهِ ما ارتاح طالبٌ <|vsep|> لنادي سماعِ العلمِ شوقاً ويمما </|bsep|> </|psep|> |
من كان ذا همة علياء زاحم في | 0البسيط
| [
"من كان ذا همةٍ علياءَ زاحَمَ في",
"نبيهِ المصطفى صحباً ذوي هِمَمِ",
"مستحضراً لَهُ فيما شاءَ من عَمَلٍ",
"هل كانَ عامِلَهُ أولاً ولم يَهِمِ",
"يراهُ وهوَ أمامَهُ المامَ لَهُ",
"في كُلِّ ما خاطرٍ يأتيه لم يرِمِ",
"كأنه مرٌ ناهٍ يقولُ لَهُ",
"لبيك لبيك يا ابن معتزمِ",
"ون تغب يهُ العظمى فأعظمها",
"هو الكتابُ ولم يغب ولم يغمِ",
"ون تكن شمسُ طلعةٍ له التثمت",
"فنورها من بنيه غير ملتثم",
"أو النجومُ من اصحابٍ له أفلت",
"فها ذوو العلم في الوجودِ كالنجمِ",
"قامت مقامَ رسولِ اللَهِ داعيةً",
"كأنها أنبياءُ سائرِ الأممِ",
"هم همُ القومُ لا يشقى جليسهم",
"بهم بهم سرجُ السارينَ في ظلمِ",
"تألوهم عصمةٌ فما يشينهم",
"يزين زينةَ ذات الدلِّ بالعصَمِ",
"وليسَ حرمةُ أهلِ العلمِ في حُللٍ",
"بل في حليِّ الرسولِ الطاهرِ الشيمِ",
"ون تكن لم تشاهد مجلساً له في",
"أصحابه داعياً بالوعظِ والحكمِ",
"فتي مجالسُ علمٍ دللت زهراً",
"منها لمقتطفٍ منه وملتثمِ",
"والعلم أفضلُ مجتنىً ومذخرٍ",
"لمن له نيةً سناءُ لم تصمِ",
"ون عملت بما علمت متقياً",
"نحاك ربك للأنوار عن غسمِ",
"وجللتك طرائفٌ منوعةٌ",
"من حضرة القدس لم تخطر على وهمِ",
"ون يفت سمعنا منه فها سندٌ",
"كأنه مسمعٌ للفظه بفمِ",
"عليكَ صاح بحياء العلوم ففي",
"أبوابها ما اشتهاه كل ذي همم",
"جناتُ عدنٍ علت قدراً مفتحةً",
"لهم بما رزقوا الأبوابُ من نعمِ",
"ووفِّ ما أنت واعدٌ وملتزمٌ",
"في كلِّ حينٍ به من خيرِ ملتزمِ",
"ياك نعبدُ واسرح في مسارحِها",
"بالفكر واجنِ لما دلته من حكمِ",
"اشهد شهادةَ حقٍّ مخلصاً فهماً",
"ما ضمنت من عقائدٍ لذي فهمِ",
"ون يناد المنادي بالصلاة فقم",
"لشرب كأسٍ دهاقٍ مترعٍ وقمِ",
"هي الطريقُ لى الوصول وهي عما",
"دُ الدينِ ن تقمِ العمادَ يستقمِ",
"ينبوعُ الاسرار طُهر الذنب قد فرضت",
"على الورى فوق أسمى السبع من عظمش",
"وهي الزكاة لها أخت فن وجبت",
"عليك فاسبق لى الخيرات واغتنمِ",
"واعلم بأنكَ في جميع ما ملكت",
"يداك مستخلفٌ فراعِ واحتزمِ",
"والبذلُ تزكيةٌ للنفسِ تنيمةٌ",
"لنعمةٍ سُترةٌ من أسهمِ النقمِ",
"ون أتى رمضانُ واصطفيتَ له",
"فاخلع ثيابَ الهوى وقم على قدمِ",
"هذا زمانكَ مقبلٌ ومبتسمٌ",
"بكلِّ خيرٍ تلقَّهُ بمبتسمِ",
"وصنهُ عن كلِّ ما يُرديهِ من حرمِ",
"ولتعكس النفس عكس الخيلِ باللجمِ",
"من لم يصن نفسه عن القبيح ون",
"يصم عن الأكل والشرابِ لم يصمِ",
"والصوم يجزي به الكريمُ وهو لهُ",
"فالزمهُ في غررِ الأيامِ واستدمِ",
"كفى بقدرٍ له أعلته ليلتهُ",
"بها علا قدرنا عن سائِرِ الأممِ",
"ون من غررِ الأيام عشر ليا",
"لٍ استطلن بحجٍّ كاشفِ الظلمِ",
"وحجَّ عزماً ن استطعت منصرفاً",
"بالقلب للّه لا بنيةِ الحُرَمِ",
"وعندَ ميقاتك اعتزل كأنكَ ميتٌ",
"ثوبَ دُنياك للقاءِ واعتزِم",
"واغسل بتوبةٍ الذنوبَ وائتزرن",
"بثوبي الخوفِ والرجاءِ والتزمِ",
"وصل تنه وأحرم واحترم خضعاً",
"ولبِّ مولى دعا للبيتِ واحتزمِ",
"وطف به خاشعاً للّهِ مبتهلاً",
"مبايعاً له باستلامِ مستلمِ",
"ثم اسع بينَ صفاً ومروةٍ ضرعاً",
"بالباب واسمُ لى منى منىً وحمِ",
"وسر لى عرفات عارفاً به ما",
"يَكُونُ فيه البرايا يومَ مزدحَمِ",
"أتمَّ حجاً وعمرةً وسل خشعاً",
"بكل ما موقفٍ للحجِّ واستدم",
"واسكب به العبرات فوقَ خدك واستقل",
"من العثراتِ فيه واستقمِ",
"ثم ارتحل ليمين اللَه مستلمِ الأحرارِ",
"ملتزمِ الأبرارِ واستلمِ",
"فليس تغلو زيارةُ الحبيبِ ولو",
"كانت بسعيٍ على الأحداقِ لا القدمِ",
"واذكر بها حالَ أهلِ موقفٍ حُشروا",
"له ليشفعَ فيهم يومَ مقتحَمِ",
"وأي أرضٍ بها اقتفى الفتى أثر الرسولِ",
"طابت له كالأرض من حرمِ",
"فأد أركان سلامٍ كما وجبت",
"عليكَ واتبعِ المسنونَ واعتزمِ",
"وقفها بنوافلٍ منوعةٍ",
"كالنحلِ ترعى صنوفَ الزهر والطعَمِ",
"ما لونت لك واختصت بأزمنةٍ",
"لا لتحظى من الملالِ والسأمِ",
"وزكها بالذي تنويه من حسنٍ",
"كالغيث تزكو به الأزهارُ في الأجمِ",
"فربَّ فردٍ من الأعمال تثمرُهُ",
"بنيةٍ لم يصله مكثرو الخدمِ",
"واطرب بدرس المثاني حاضراً خضعاً",
"لله واترك مثالثاً لذي الرنمِ",
"واسعفه واسعد به وسل به نظرَ الجمالِ",
"ما تقتضيه اليُ وافتهمِ",
"وفي المرورِ بنهجِ المؤمنينَ وذي النفاقِ",
"زنهُ بما لديك من سيمِ",
"ولا يكن مثل الذين مشتملاً",
"عليك واقرأ للارتقاءِ وارتسمِ",
"واذكره من كل حالةٍ تكونُ بها",
"فمنه ياتيكَ ما ياتيك من نعمِ",
"واعمر وقوتك بالأوراد واسع لى",
"نيل المرادِ برجلِ الذكرِ والخدَمِ",
"وامهر به عرباً في جنةٍ خضلت",
"وناج ربكَ في جنحٍ من الظلمِ",
"قم في الدجى وتهجد فيه نافلةً",
"عساك أن تحمدَ المقامَ ن تقمِ",
"فكم منى لمناجي الربِّ فيه أتت",
"له نسائمُ أسحارٍ بمغتنمِ",
"وكم نبيهٍ نبيلٍ فيه مطلعٌ",
"مفكرٌ في صنيع البارئ الحكمِ",
"وشد عزمك بالصبر الجميل وبالشكر",
"الجزيل على ما كان واستدمِ",
"واشكر لاهك واقدر قدر نعمته",
"أن كنت من أمةٍ غراءَ في الأمَمِ",
"من أمةٍ غبطتها الأنبياءُ بما",
"لها من الفضل والتمييز والكرمِ",
"ونما شرفُ النسان قلبهُ لا",
"جسمٌ له وهو بيت اللَهِ ذُو العظمِ",
"واضرع لى الربِّ لا تضرع لى أحدٍ",
"ولا توسل بما قدمتَ من قدمِ",
"لكن بفقرٍ وذلةٍ يريكَ غنىً",
"وعزةً لم تكن تمرُّ في وهمِ",
"الهج بياك نستعينُ ربِّ على",
"ما عاق عن طاعةٍ لنا وعن خدمِ",
"شيطانٌ أغوى وجدَّ في وساوسه",
"جداً وتزيينه الدنيا ولم يرمِ",
"ونفس سرها الهوى وأسكرها",
"وما انتهت عنه واستعصت على اللجمِ",
"ودم مجاهدَ شيطانٍ يغر ومز",
"قبيح لمته الشوهاءِ في اللممِ",
"ولا تشحَّ فن الشحَّ يُورِثُ ما",
"يُردي ومن يوقَ شحَّ النفس يغتنمِ",
"ودع لما راب منها واستزد ورعاً",
"تزدد من اللَهِ قرباً غير منجذمِ",
"وزك نفسك واحتل في رياضتها",
"وهذب الخلق وانأ عن حمى الوصمِ",
"واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ",
"فربَّ مخمصةٍ شرٌّ من التخمِ",
"وخف من الجاه والرياء مجتهداً",
"والكبر والعجبِ والغُرورِ واحتزمِ",
"يا خائضاً في هوى نفسٍ يموجُ ذا",
"هبت رياحكَ فانجُ منهُ واغتنمِ",
"ولا تدعها فن الدهرَ عادَتَهُ",
"يخونُ والعيشَ مثلُ الظلِّ لم يقمِ",
"لا عطرَ بعد عَروسِ فاغشَ باغتةً",
"تأتي وعاصِفَ ريحٍ منهُ ذا عُقُمِ",
"أنفقت عمركَ في لهوٍ وفي لعبٍ",
"نفاقَ ذي الغبنِ في بيعٍ وفي سلمِ",
"والعمرُ أغلى بضاعةٍ لمنفقه",
"فيما يقربه اللَه من خدمِ",
"وما لماضيه ن علمت من عوضٍ",
"وما لتيه ن عملت من قيمِ",
"أما ارعويت أما ن ارعواؤك عن",
"خُسرٍ فتربحٍ في الباقي بمغتنمِ",
"من تاب للّهِ زالت عنه ظلمتهُ",
"ما الشمسُ مبقيةٌ شيئاً من الظلمِ",
"من اتقى اللَه ما استطاع مدرعاً",
"بما يفل به لهاذم الدجمِ",
"لم يرعَ حولَ حمى المنهي عنهُ ولم",
"يعد دائرةً للأمرِ لم يرِمِ",
"وراقبَ اللَه في نفسٍ وصاحبه",
"وابنٍ وقومهم تقويم مرتحمِ",
"من لم يقم أودَ البنينَ في صغرٍ",
"يسوؤُهُ كبرٌ لهم على عتمِ",
"ما في زمانكَ هذا من تخاللُهُ",
"ن لم تغض عن الزلات من دجمِ",
"اللَّهُ معكَ وناظرٌ ليكَ وشا",
"هدٌ عليكَ بما يكونُ فاحتشمِ",
"أنفاسُ عُمرِك في الطاعات أنفسُ من",
"أعلى الجنانِ وأغلى منهُ في القيمِ",
"فلا تدع نفساً منها يضيعُ سُدىً",
"بلا اكتسابٍ بهِ بقيتَ ذا هِمَمِ",
"من ذاقَ طعمَةَ صابٍ من مُجاهَدَةٍ",
"يَذُق مشاهدةً بالشهدِ لم تُسَمِ",
"ويغتنم يومَ أخراهُ مشاهدةً",
"بِقَدرِ ما نالَ في دُنياهُ لم يُضَمِ",
"ونما جَنَّةُ الشُّهُودِ تحتَ ظِلا",
"لٍ من سُيُوفِ الجِهادِ الأكبرِ الفخِمِ",
"ومهرُ رفعِ الحجابِ ثَمَّ ما نَقَدَت",
"هُنا يمينُكَ فانقُد صاحِ والتَزِمِ",
"لا يستوي قاعدٌ وليسَ يُعذَرُ في",
"قُعُودِهِ ومجاهِدٌ مُراقُ دمِ",
"ومن نتائجها حُبٌّ لبارئِِها",
"والشوقُ والأنسُ والرِّضى بهِ فَقُمِ",
"من سارَ سَيراً حَقيقياً تَلُوحُ لَهُ",
"عَرُوسُ مَعرِفَةٍ باللَّهِ لم تَغِمِ",
"تُغلِي الدُنوَّ لها مِمَّن بَرَت وَلَهاً",
"بل ما غَلَت وَنَفيس الرُّوحِ من قِيَمِ",
"ولم يَذُق طَعمَ قُربٍ غيرُ مُلتَزِمٍ",
"ما يَرتَضيهِ حَبيبٌ غيرُ مُعتَرِمِ",
"ما دُمتَ طالِبَ حَظٍّ مِنهُ لم تَكُ ذا",
"حَظٍّ وَلَم تَكُ قائِماً بِمُرتَسَمِ",
"ولم يَكُن لَهُ مَطلُوبٌ وَمُلتَمَسٌ",
"سِوى عُبُوديةٍ لَهُ وَلَم يَسُمِ",
"ومن يَقِف مع أنوارٍ تَلُوحُ لَهُ",
"من الخيامِ انفرى عن ساكِني الخيمَ",
"ولم يَعُق عن قُصُورٍ للوُصُولِ سِوَى",
"قُصُورِ عَزمٍ أو الحُصُولِ في أثَمِ",
"أو تركِهِ للصِّراطِ المُستَقيمِ لَهُ",
"مُحَمَّدِ المُصطَفَى المُطَهَّرِ الشِّيَمِ",
"صِراطِ من أنعَمَ الرَّبُّ الرحيمُ عليهم",
"قَبلَ تَربيَةٍ والكونُ في رَحِمِ",
"عاليهِمُ خُلعُ الرضوانِ ضافيةً",
"مُوَصَّلُونَ على نَجائِبِ النَّعَمِ",
"مُجاوِزينَ لِمَغضُوبٍ عَلَيهِ وَمَن",
"ضلَّ الطريقَةَ ما حادا عن اللَّقَمِ",
"وَطِر لَهُ بِجَناحِ الحَمدِ فَهوَ لَهُ",
"أهلٌ ونكَ في الخِضَمِّ من أمَمِ",
"مُستَسلِماً تارِكاً للاختيار على",
"مَ أنتَ عن هُوَّةِ التَدبيرِ لم تَحُمِ",
"الخلقُ والأمرُ مِلكُهُ فما لكَ وال",
"دُخُولُ بَينهما ن كنتَ لَم تنَمِ",
"وكن مع الصادقينَ غيرَ مُنفَصِلٍ",
"فَسِلكُ ما سَلَكُوه غَيرُ مُنفَصِمِ",
"مَشوا صِراطاً وأنوارٌ تَحُفُّهُمُ",
"أرَقَّ من شعرٍ أحَدَّ من خَذِمِ",
"حتى تكونَ مُفارِقاً ون جَنَحُوا",
"لِلسِّلمِ فاجنح لها واركَب ذُرى الهِمَمِ",
"ن أنت تجري على الطاعات مُكتسباً",
"فأنتَ عن دارةِ الطاعاتِ لم تَرِمِ",
"وَرَجِّهِ ولما دَعَوتَ من مِنَنٍ",
"مِنهُ وذُو فاقَةٍ أحَقُّ بالرحُمِ",
"وخف ذُنوباً وما صححت من عَمَلٍ",
"فلستَ تامَنُ فيهِ الدهرَ من سَقَمِ",
"وادخُل لعرصَةِ أخلاصٍ لجوهرِ ما",
"عملت من زَبَد الرياءِ والوَصَمِ",
"مُهَلِّلاً وهوَ التهليلُ يُحدِثُ في",
"قلبٍ قِياماً بما يَرضاهُ ذُو القِدَمِ",
"ومن لوازِمِهِ انحياشُ باطِنِهِ",
"لما جرى به حكم اللَه ذي الحُكمِ",
"ومن كراماته أن تنتقي حكمٌ",
"تجري ينابعُها في قلبهِ لِهَمِ",
"ومن عوارضه استحلاء طاعتهِ",
"فن هي استحلتِ المرعى فلا تَسُمِ",
"وخف عقارِبَ أهواءٍ تدبُّ لى",
"قلبٍ فتلسَعَ وابحث بحثَ مُتَّهِمِ",
"واعرِف قبيلكَ من دَبيرٍ انَّه ذُو",
"نَقدٍ خبيرٌ بلا حكٍّ ولا ضرمِ",
"ما قلَّ من عَمَلٍ أخلصتَ فيه كفى",
"ورُبَّ جوهرَةٍ بالعقدِ لم تُسَمِ",
"هذي عرُوسُ مَشيبٍ منك قد جُلِيت",
"ودأيتانِ لها مُزِيلَتا اللُّثُمِ",
"ن هبَّتِ النسماتُ من صباحِ هَوى",
"عليك هزتك فاستيقظ من الدَخَمِ",
"ومِطتَ عنكَ قذىً ذى وكُلَّ أذى",
"بماءِ تَوبَتِكَ النصوحِ ذا ندَمِ",
"مستغفراً وهو الاستغفار مَرهَمُ ما",
"جرحتَ بالليلِ والنهارِ من جَرَمِ",
"ن يَسرِ في باطِنٍ تخرُج به ثمرا",
"تٌ منهُ مُختَلِفات اللونِ والطُعُمِ",
"ها الزُّهدُ حياكَ بالغنى بلا حرجٍ",
"وبالهناء فنومةَ العروسِ نَمِ",
"وقد دُفِعتَ لى مولاكَ عبدُ فَقُم",
"ولو كسيراً وشمِّر صاحِ عن خَدَمِ",
"ثم ارقَ مَقعَدَ صِدقٍ في مُعامَلَةٍ",
"له لتحظى بِرِبحٍ غيرِ مُتَّسِمِ",
"مُسَبِّحاً وَهُوَ التسبيحُ يَطرُدُ عَن",
"رَوضِ القُلُوبِ طُيُورَ الوَهمِ والسَّقَمِ",
"من جدَّ جدهُ في صدقٍ يطيبُ وما",
"يُشارُ شهدٌ بلا لسعٍ ولا أيمِ",
"ومن لوازِمِه حفظٌ لخاطِرِه",
"من خاطِرٍ مبعدٍ من حضرةِ الحكمِ",
"وميلهُ لكفافِ العيشِ ملتزماً",
"ما كان عيشُهُ فيه غير ملتزمِ",
"من اطمأن بذكرِ اللَهِ حان لَهُ",
"فتحٌ وطوبى له بوردِهِ الشبمِ",
"دأباً قُلِ اللَهَ ثُمَّ ذَرهُمُ هَملا",
"من خوضهم يلعبون واستزد وخِمِ",
"مبدا انفتاقٍ لأنوارٍ مقدسَةٍ",
"يُشَمُّ فيه نسيمُ الوصلِ والأمَمِ",
"ومن عوارضِهِ فراطُ ميلٍ لى",
"حقيقة أذهلت عن بعض مرتسمِ",
"وطبها يقظةٌ من نومِ غفلتهِ",
"ونشر ميزانِ شرعٍ خُضتَ في قُحَمِ",
"من راقب اللضه في أنفاسه حفظت",
"منه الجوارحُ في بادٍ ومنكتمِ",
"ومن نتائجها شوقٌ يطيرُ به",
"لربهِ وفناءٌ مبهجُ السدِمِ",
"بُشرى لنا معشرَ السلامِ ن لنا",
"من العناية رُكناً غيرَ مُنهدِمش",
"بُشرى لنا باتباعِ المصطفى فَبِهِ",
"تم اصطفاء وفضلٌ غير مُنصَرِمِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595676 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> من كان ذا همةٍ علياءَ زاحَمَ في <|vsep|> نبيهِ المصطفى صحباً ذوي هِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> مستحضراً لَهُ فيما شاءَ من عَمَلٍ <|vsep|> هل كانَ عامِلَهُ أولاً ولم يَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> يراهُ وهوَ أمامَهُ المامَ لَهُ <|vsep|> في كُلِّ ما خاطرٍ يأتيه لم يرِمِ </|bsep|> <|bsep|> كأنه مرٌ ناهٍ يقولُ لَهُ <|vsep|> لبيك لبيك يا ابن معتزمِ </|bsep|> <|bsep|> ون تغب يهُ العظمى فأعظمها <|vsep|> هو الكتابُ ولم يغب ولم يغمِ </|bsep|> <|bsep|> ون تكن شمسُ طلعةٍ له التثمت <|vsep|> فنورها من بنيه غير ملتثم </|bsep|> <|bsep|> أو النجومُ من اصحابٍ له أفلت <|vsep|> فها ذوو العلم في الوجودِ كالنجمِ </|bsep|> <|bsep|> قامت مقامَ رسولِ اللَهِ داعيةً <|vsep|> كأنها أنبياءُ سائرِ الأممِ </|bsep|> <|bsep|> هم همُ القومُ لا يشقى جليسهم <|vsep|> بهم بهم سرجُ السارينَ في ظلمِ </|bsep|> <|bsep|> تألوهم عصمةٌ فما يشينهم <|vsep|> يزين زينةَ ذات الدلِّ بالعصَمِ </|bsep|> <|bsep|> وليسَ حرمةُ أهلِ العلمِ في حُللٍ <|vsep|> بل في حليِّ الرسولِ الطاهرِ الشيمِ </|bsep|> <|bsep|> ون تكن لم تشاهد مجلساً له في <|vsep|> أصحابه داعياً بالوعظِ والحكمِ </|bsep|> <|bsep|> فتي مجالسُ علمٍ دللت زهراً <|vsep|> منها لمقتطفٍ منه وملتثمِ </|bsep|> <|bsep|> والعلم أفضلُ مجتنىً ومذخرٍ <|vsep|> لمن له نيةً سناءُ لم تصمِ </|bsep|> <|bsep|> ون عملت بما علمت متقياً <|vsep|> نحاك ربك للأنوار عن غسمِ </|bsep|> <|bsep|> وجللتك طرائفٌ منوعةٌ <|vsep|> من حضرة القدس لم تخطر على وهمِ </|bsep|> <|bsep|> ون يفت سمعنا منه فها سندٌ <|vsep|> كأنه مسمعٌ للفظه بفمِ </|bsep|> <|bsep|> عليكَ صاح بحياء العلوم ففي <|vsep|> أبوابها ما اشتهاه كل ذي همم </|bsep|> <|bsep|> جناتُ عدنٍ علت قدراً مفتحةً <|vsep|> لهم بما رزقوا الأبوابُ من نعمِ </|bsep|> <|bsep|> ووفِّ ما أنت واعدٌ وملتزمٌ <|vsep|> في كلِّ حينٍ به من خيرِ ملتزمِ </|bsep|> <|bsep|> ياك نعبدُ واسرح في مسارحِها <|vsep|> بالفكر واجنِ لما دلته من حكمِ </|bsep|> <|bsep|> اشهد شهادةَ حقٍّ مخلصاً فهماً <|vsep|> ما ضمنت من عقائدٍ لذي فهمِ </|bsep|> <|bsep|> ون يناد المنادي بالصلاة فقم <|vsep|> لشرب كأسٍ دهاقٍ مترعٍ وقمِ </|bsep|> <|bsep|> هي الطريقُ لى الوصول وهي عما <|vsep|> دُ الدينِ ن تقمِ العمادَ يستقمِ </|bsep|> <|bsep|> ينبوعُ الاسرار طُهر الذنب قد فرضت <|vsep|> على الورى فوق أسمى السبع من عظمش </|bsep|> <|bsep|> وهي الزكاة لها أخت فن وجبت <|vsep|> عليك فاسبق لى الخيرات واغتنمِ </|bsep|> <|bsep|> واعلم بأنكَ في جميع ما ملكت <|vsep|> يداك مستخلفٌ فراعِ واحتزمِ </|bsep|> <|bsep|> والبذلُ تزكيةٌ للنفسِ تنيمةٌ <|vsep|> لنعمةٍ سُترةٌ من أسهمِ النقمِ </|bsep|> <|bsep|> ون أتى رمضانُ واصطفيتَ له <|vsep|> فاخلع ثيابَ الهوى وقم على قدمِ </|bsep|> <|bsep|> هذا زمانكَ مقبلٌ ومبتسمٌ <|vsep|> بكلِّ خيرٍ تلقَّهُ بمبتسمِ </|bsep|> <|bsep|> وصنهُ عن كلِّ ما يُرديهِ من حرمِ <|vsep|> ولتعكس النفس عكس الخيلِ باللجمِ </|bsep|> <|bsep|> من لم يصن نفسه عن القبيح ون <|vsep|> يصم عن الأكل والشرابِ لم يصمِ </|bsep|> <|bsep|> والصوم يجزي به الكريمُ وهو لهُ <|vsep|> فالزمهُ في غررِ الأيامِ واستدمِ </|bsep|> <|bsep|> كفى بقدرٍ له أعلته ليلتهُ <|vsep|> بها علا قدرنا عن سائِرِ الأممِ </|bsep|> <|bsep|> ون من غررِ الأيام عشر ليا <|vsep|> لٍ استطلن بحجٍّ كاشفِ الظلمِ </|bsep|> <|bsep|> وحجَّ عزماً ن استطعت منصرفاً <|vsep|> بالقلب للّه لا بنيةِ الحُرَمِ </|bsep|> <|bsep|> وعندَ ميقاتك اعتزل كأنكَ ميتٌ <|vsep|> ثوبَ دُنياك للقاءِ واعتزِم </|bsep|> <|bsep|> واغسل بتوبةٍ الذنوبَ وائتزرن <|vsep|> بثوبي الخوفِ والرجاءِ والتزمِ </|bsep|> <|bsep|> وصل تنه وأحرم واحترم خضعاً <|vsep|> ولبِّ مولى دعا للبيتِ واحتزمِ </|bsep|> <|bsep|> وطف به خاشعاً للّهِ مبتهلاً <|vsep|> مبايعاً له باستلامِ مستلمِ </|bsep|> <|bsep|> ثم اسع بينَ صفاً ومروةٍ ضرعاً <|vsep|> بالباب واسمُ لى منى منىً وحمِ </|bsep|> <|bsep|> وسر لى عرفات عارفاً به ما <|vsep|> يَكُونُ فيه البرايا يومَ مزدحَمِ </|bsep|> <|bsep|> أتمَّ حجاً وعمرةً وسل خشعاً <|vsep|> بكل ما موقفٍ للحجِّ واستدم </|bsep|> <|bsep|> واسكب به العبرات فوقَ خدك واستقل <|vsep|> من العثراتِ فيه واستقمِ </|bsep|> <|bsep|> ثم ارتحل ليمين اللَه مستلمِ الأحرارِ <|vsep|> ملتزمِ الأبرارِ واستلمِ </|bsep|> <|bsep|> فليس تغلو زيارةُ الحبيبِ ولو <|vsep|> كانت بسعيٍ على الأحداقِ لا القدمِ </|bsep|> <|bsep|> واذكر بها حالَ أهلِ موقفٍ حُشروا <|vsep|> له ليشفعَ فيهم يومَ مقتحَمِ </|bsep|> <|bsep|> وأي أرضٍ بها اقتفى الفتى أثر الرسولِ <|vsep|> طابت له كالأرض من حرمِ </|bsep|> <|bsep|> فأد أركان سلامٍ كما وجبت <|vsep|> عليكَ واتبعِ المسنونَ واعتزمِ </|bsep|> <|bsep|> وقفها بنوافلٍ منوعةٍ <|vsep|> كالنحلِ ترعى صنوفَ الزهر والطعَمِ </|bsep|> <|bsep|> ما لونت لك واختصت بأزمنةٍ <|vsep|> لا لتحظى من الملالِ والسأمِ </|bsep|> <|bsep|> وزكها بالذي تنويه من حسنٍ <|vsep|> كالغيث تزكو به الأزهارُ في الأجمِ </|bsep|> <|bsep|> فربَّ فردٍ من الأعمال تثمرُهُ <|vsep|> بنيةٍ لم يصله مكثرو الخدمِ </|bsep|> <|bsep|> واطرب بدرس المثاني حاضراً خضعاً <|vsep|> لله واترك مثالثاً لذي الرنمِ </|bsep|> <|bsep|> واسعفه واسعد به وسل به نظرَ الجمالِ <|vsep|> ما تقتضيه اليُ وافتهمِ </|bsep|> <|bsep|> وفي المرورِ بنهجِ المؤمنينَ وذي النفاقِ <|vsep|> زنهُ بما لديك من سيمِ </|bsep|> <|bsep|> ولا يكن مثل الذين مشتملاً <|vsep|> عليك واقرأ للارتقاءِ وارتسمِ </|bsep|> <|bsep|> واذكره من كل حالةٍ تكونُ بها <|vsep|> فمنه ياتيكَ ما ياتيك من نعمِ </|bsep|> <|bsep|> واعمر وقوتك بالأوراد واسع لى <|vsep|> نيل المرادِ برجلِ الذكرِ والخدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وامهر به عرباً في جنةٍ خضلت <|vsep|> وناج ربكَ في جنحٍ من الظلمِ </|bsep|> <|bsep|> قم في الدجى وتهجد فيه نافلةً <|vsep|> عساك أن تحمدَ المقامَ ن تقمِ </|bsep|> <|bsep|> فكم منى لمناجي الربِّ فيه أتت <|vsep|> له نسائمُ أسحارٍ بمغتنمِ </|bsep|> <|bsep|> وكم نبيهٍ نبيلٍ فيه مطلعٌ <|vsep|> مفكرٌ في صنيع البارئ الحكمِ </|bsep|> <|bsep|> وشد عزمك بالصبر الجميل وبالشكر <|vsep|> الجزيل على ما كان واستدمِ </|bsep|> <|bsep|> واشكر لاهك واقدر قدر نعمته <|vsep|> أن كنت من أمةٍ غراءَ في الأمَمِ </|bsep|> <|bsep|> من أمةٍ غبطتها الأنبياءُ بما <|vsep|> لها من الفضل والتمييز والكرمِ </|bsep|> <|bsep|> ونما شرفُ النسان قلبهُ لا <|vsep|> جسمٌ له وهو بيت اللَهِ ذُو العظمِ </|bsep|> <|bsep|> واضرع لى الربِّ لا تضرع لى أحدٍ <|vsep|> ولا توسل بما قدمتَ من قدمِ </|bsep|> <|bsep|> لكن بفقرٍ وذلةٍ يريكَ غنىً <|vsep|> وعزةً لم تكن تمرُّ في وهمِ </|bsep|> <|bsep|> الهج بياك نستعينُ ربِّ على <|vsep|> ما عاق عن طاعةٍ لنا وعن خدمِ </|bsep|> <|bsep|> شيطانٌ أغوى وجدَّ في وساوسه <|vsep|> جداً وتزيينه الدنيا ولم يرمِ </|bsep|> <|bsep|> ونفس سرها الهوى وأسكرها <|vsep|> وما انتهت عنه واستعصت على اللجمِ </|bsep|> <|bsep|> ودم مجاهدَ شيطانٍ يغر ومز <|vsep|> قبيح لمته الشوهاءِ في اللممِ </|bsep|> <|bsep|> ولا تشحَّ فن الشحَّ يُورِثُ ما <|vsep|> يُردي ومن يوقَ شحَّ النفس يغتنمِ </|bsep|> <|bsep|> ودع لما راب منها واستزد ورعاً <|vsep|> تزدد من اللَهِ قرباً غير منجذمِ </|bsep|> <|bsep|> وزك نفسك واحتل في رياضتها <|vsep|> وهذب الخلق وانأ عن حمى الوصمِ </|bsep|> <|bsep|> واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ <|vsep|> فربَّ مخمصةٍ شرٌّ من التخمِ </|bsep|> <|bsep|> وخف من الجاه والرياء مجتهداً <|vsep|> والكبر والعجبِ والغُرورِ واحتزمِ </|bsep|> <|bsep|> يا خائضاً في هوى نفسٍ يموجُ ذا <|vsep|> هبت رياحكَ فانجُ منهُ واغتنمِ </|bsep|> <|bsep|> ولا تدعها فن الدهرَ عادَتَهُ <|vsep|> يخونُ والعيشَ مثلُ الظلِّ لم يقمِ </|bsep|> <|bsep|> لا عطرَ بعد عَروسِ فاغشَ باغتةً <|vsep|> تأتي وعاصِفَ ريحٍ منهُ ذا عُقُمِ </|bsep|> <|bsep|> أنفقت عمركَ في لهوٍ وفي لعبٍ <|vsep|> نفاقَ ذي الغبنِ في بيعٍ وفي سلمِ </|bsep|> <|bsep|> والعمرُ أغلى بضاعةٍ لمنفقه <|vsep|> فيما يقربه اللَه من خدمِ </|bsep|> <|bsep|> وما لماضيه ن علمت من عوضٍ <|vsep|> وما لتيه ن عملت من قيمِ </|bsep|> <|bsep|> أما ارعويت أما ن ارعواؤك عن <|vsep|> خُسرٍ فتربحٍ في الباقي بمغتنمِ </|bsep|> <|bsep|> من تاب للّهِ زالت عنه ظلمتهُ <|vsep|> ما الشمسُ مبقيةٌ شيئاً من الظلمِ </|bsep|> <|bsep|> من اتقى اللَه ما استطاع مدرعاً <|vsep|> بما يفل به لهاذم الدجمِ </|bsep|> <|bsep|> لم يرعَ حولَ حمى المنهي عنهُ ولم <|vsep|> يعد دائرةً للأمرِ لم يرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وراقبَ اللَه في نفسٍ وصاحبه <|vsep|> وابنٍ وقومهم تقويم مرتحمِ </|bsep|> <|bsep|> من لم يقم أودَ البنينَ في صغرٍ <|vsep|> يسوؤُهُ كبرٌ لهم على عتمِ </|bsep|> <|bsep|> ما في زمانكَ هذا من تخاللُهُ <|vsep|> ن لم تغض عن الزلات من دجمِ </|bsep|> <|bsep|> اللَّهُ معكَ وناظرٌ ليكَ وشا <|vsep|> هدٌ عليكَ بما يكونُ فاحتشمِ </|bsep|> <|bsep|> أنفاسُ عُمرِك في الطاعات أنفسُ من <|vsep|> أعلى الجنانِ وأغلى منهُ في القيمِ </|bsep|> <|bsep|> فلا تدع نفساً منها يضيعُ سُدىً <|vsep|> بلا اكتسابٍ بهِ بقيتَ ذا هِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> من ذاقَ طعمَةَ صابٍ من مُجاهَدَةٍ <|vsep|> يَذُق مشاهدةً بالشهدِ لم تُسَمِ </|bsep|> <|bsep|> ويغتنم يومَ أخراهُ مشاهدةً <|vsep|> بِقَدرِ ما نالَ في دُنياهُ لم يُضَمِ </|bsep|> <|bsep|> ونما جَنَّةُ الشُّهُودِ تحتَ ظِلا <|vsep|> لٍ من سُيُوفِ الجِهادِ الأكبرِ الفخِمِ </|bsep|> <|bsep|> ومهرُ رفعِ الحجابِ ثَمَّ ما نَقَدَت <|vsep|> هُنا يمينُكَ فانقُد صاحِ والتَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> لا يستوي قاعدٌ وليسَ يُعذَرُ في <|vsep|> قُعُودِهِ ومجاهِدٌ مُراقُ دمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن نتائجها حُبٌّ لبارئِِها <|vsep|> والشوقُ والأنسُ والرِّضى بهِ فَقُمِ </|bsep|> <|bsep|> من سارَ سَيراً حَقيقياً تَلُوحُ لَهُ <|vsep|> عَرُوسُ مَعرِفَةٍ باللَّهِ لم تَغِمِ </|bsep|> <|bsep|> تُغلِي الدُنوَّ لها مِمَّن بَرَت وَلَهاً <|vsep|> بل ما غَلَت وَنَفيس الرُّوحِ من قِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> ولم يَذُق طَعمَ قُربٍ غيرُ مُلتَزِمٍ <|vsep|> ما يَرتَضيهِ حَبيبٌ غيرُ مُعتَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> ما دُمتَ طالِبَ حَظٍّ مِنهُ لم تَكُ ذا <|vsep|> حَظٍّ وَلَم تَكُ قائِماً بِمُرتَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> ولم يَكُن لَهُ مَطلُوبٌ وَمُلتَمَسٌ <|vsep|> سِوى عُبُوديةٍ لَهُ وَلَم يَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن يَقِف مع أنوارٍ تَلُوحُ لَهُ <|vsep|> من الخيامِ انفرى عن ساكِني الخيمَ </|bsep|> <|bsep|> ولم يَعُق عن قُصُورٍ للوُصُولِ سِوَى <|vsep|> قُصُورِ عَزمٍ أو الحُصُولِ في أثَمِ </|bsep|> <|bsep|> أو تركِهِ للصِّراطِ المُستَقيمِ لَهُ <|vsep|> مُحَمَّدِ المُصطَفَى المُطَهَّرِ الشِّيَمِ </|bsep|> <|bsep|> صِراطِ من أنعَمَ الرَّبُّ الرحيمُ عليهم <|vsep|> قَبلَ تَربيَةٍ والكونُ في رَحِمِ </|bsep|> <|bsep|> عاليهِمُ خُلعُ الرضوانِ ضافيةً <|vsep|> مُوَصَّلُونَ على نَجائِبِ النَّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> مُجاوِزينَ لِمَغضُوبٍ عَلَيهِ وَمَن <|vsep|> ضلَّ الطريقَةَ ما حادا عن اللَّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَطِر لَهُ بِجَناحِ الحَمدِ فَهوَ لَهُ <|vsep|> أهلٌ ونكَ في الخِضَمِّ من أمَمِ </|bsep|> <|bsep|> مُستَسلِماً تارِكاً للاختيار على <|vsep|> مَ أنتَ عن هُوَّةِ التَدبيرِ لم تَحُمِ </|bsep|> <|bsep|> الخلقُ والأمرُ مِلكُهُ فما لكَ وال <|vsep|> دُخُولُ بَينهما ن كنتَ لَم تنَمِ </|bsep|> <|bsep|> وكن مع الصادقينَ غيرَ مُنفَصِلٍ <|vsep|> فَسِلكُ ما سَلَكُوه غَيرُ مُنفَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> مَشوا صِراطاً وأنوارٌ تَحُفُّهُمُ <|vsep|> أرَقَّ من شعرٍ أحَدَّ من خَذِمِ </|bsep|> <|bsep|> حتى تكونَ مُفارِقاً ون جَنَحُوا <|vsep|> لِلسِّلمِ فاجنح لها واركَب ذُرى الهِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> ن أنت تجري على الطاعات مُكتسباً <|vsep|> فأنتَ عن دارةِ الطاعاتِ لم تَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَجِّهِ ولما دَعَوتَ من مِنَنٍ <|vsep|> مِنهُ وذُو فاقَةٍ أحَقُّ بالرحُمِ </|bsep|> <|bsep|> وخف ذُنوباً وما صححت من عَمَلٍ <|vsep|> فلستَ تامَنُ فيهِ الدهرَ من سَقَمِ </|bsep|> <|bsep|> وادخُل لعرصَةِ أخلاصٍ لجوهرِ ما <|vsep|> عملت من زَبَد الرياءِ والوَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> مُهَلِّلاً وهوَ التهليلُ يُحدِثُ في <|vsep|> قلبٍ قِياماً بما يَرضاهُ ذُو القِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن لوازِمِهِ انحياشُ باطِنِهِ <|vsep|> لما جرى به حكم اللَه ذي الحُكمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن كراماته أن تنتقي حكمٌ <|vsep|> تجري ينابعُها في قلبهِ لِهَمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن عوارضه استحلاء طاعتهِ <|vsep|> فن هي استحلتِ المرعى فلا تَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> وخف عقارِبَ أهواءٍ تدبُّ لى <|vsep|> قلبٍ فتلسَعَ وابحث بحثَ مُتَّهِمِ </|bsep|> <|bsep|> واعرِف قبيلكَ من دَبيرٍ انَّه ذُو <|vsep|> نَقدٍ خبيرٌ بلا حكٍّ ولا ضرمِ </|bsep|> <|bsep|> ما قلَّ من عَمَلٍ أخلصتَ فيه كفى <|vsep|> ورُبَّ جوهرَةٍ بالعقدِ لم تُسَمِ </|bsep|> <|bsep|> هذي عرُوسُ مَشيبٍ منك قد جُلِيت <|vsep|> ودأيتانِ لها مُزِيلَتا اللُّثُمِ </|bsep|> <|bsep|> ن هبَّتِ النسماتُ من صباحِ هَوى <|vsep|> عليك هزتك فاستيقظ من الدَخَمِ </|bsep|> <|bsep|> ومِطتَ عنكَ قذىً ذى وكُلَّ أذى <|vsep|> بماءِ تَوبَتِكَ النصوحِ ذا ندَمِ </|bsep|> <|bsep|> مستغفراً وهو الاستغفار مَرهَمُ ما <|vsep|> جرحتَ بالليلِ والنهارِ من جَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> ن يَسرِ في باطِنٍ تخرُج به ثمرا <|vsep|> تٌ منهُ مُختَلِفات اللونِ والطُعُمِ </|bsep|> <|bsep|> ها الزُّهدُ حياكَ بالغنى بلا حرجٍ <|vsep|> وبالهناء فنومةَ العروسِ نَمِ </|bsep|> <|bsep|> وقد دُفِعتَ لى مولاكَ عبدُ فَقُم <|vsep|> ولو كسيراً وشمِّر صاحِ عن خَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ثم ارقَ مَقعَدَ صِدقٍ في مُعامَلَةٍ <|vsep|> له لتحظى بِرِبحٍ غيرِ مُتَّسِمِ </|bsep|> <|bsep|> مُسَبِّحاً وَهُوَ التسبيحُ يَطرُدُ عَن <|vsep|> رَوضِ القُلُوبِ طُيُورَ الوَهمِ والسَّقَمِ </|bsep|> <|bsep|> من جدَّ جدهُ في صدقٍ يطيبُ وما <|vsep|> يُشارُ شهدٌ بلا لسعٍ ولا أيمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن لوازِمِه حفظٌ لخاطِرِه <|vsep|> من خاطِرٍ مبعدٍ من حضرةِ الحكمِ </|bsep|> <|bsep|> وميلهُ لكفافِ العيشِ ملتزماً <|vsep|> ما كان عيشُهُ فيه غير ملتزمِ </|bsep|> <|bsep|> من اطمأن بذكرِ اللَهِ حان لَهُ <|vsep|> فتحٌ وطوبى له بوردِهِ الشبمِ </|bsep|> <|bsep|> دأباً قُلِ اللَهَ ثُمَّ ذَرهُمُ هَملا <|vsep|> من خوضهم يلعبون واستزد وخِمِ </|bsep|> <|bsep|> مبدا انفتاقٍ لأنوارٍ مقدسَةٍ <|vsep|> يُشَمُّ فيه نسيمُ الوصلِ والأمَمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن عوارضِهِ فراطُ ميلٍ لى <|vsep|> حقيقة أذهلت عن بعض مرتسمِ </|bsep|> <|bsep|> وطبها يقظةٌ من نومِ غفلتهِ <|vsep|> ونشر ميزانِ شرعٍ خُضتَ في قُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> من راقب اللضه في أنفاسه حفظت <|vsep|> منه الجوارحُ في بادٍ ومنكتمِ </|bsep|> <|bsep|> ومن نتائجها شوقٌ يطيرُ به <|vsep|> لربهِ وفناءٌ مبهجُ السدِمِ </|bsep|> <|bsep|> بُشرى لنا معشرَ السلامِ ن لنا <|vsep|> من العناية رُكناً غيرَ مُنهدِمش </|bsep|> </|psep|> |
رنت بلابل في ود من السلم | 0البسيط
| [
"رنت بلابلُ في ودٍ من السلم",
"تشدو به غزلاً في سرب ذي سلم",
"وند ليلٍ بجمرِ النجم محترقُ",
"والصبحُ لاحت به بشرى بمبتسمِ",
"وقائلٍ هذه الغزالةُ التمحت",
"فكانَ فال التماحِها من الخيمِ",
"ريمٌ رعت حب قلبي مرجها مهجٌ",
"وليس ترضى برعي الشيحِ والخزمِ",
"وما سمعتُ بريمٍ قلبها افترست",
"بنظرةٍ وتصيدُ الأسدَ في الأجَمِ",
"مثلٌ لها دميةٌ تروعُ فالتثمت",
"وربما يزدهيها الحسنُ عن لثُمِ",
"غزالةٌ سرحت ولا التفاتَ لها",
"ودميةٌ سحرت قلباً بنطقِ فِمِ",
"منها المها اكتسبت غنجَ اللحاظِ ومن",
"دُمى هي اكتسبت وقراً ولم تَهِمِ",
"ن الثريا سعت سعياً لذي رشدٍ",
"حتَّى حكت حليها المنوطَ بالحِكَمِ",
"وجدَّ جِدُّ الهِلالِ أن يقاوِمَها",
"فما تجاوَ كعبَها ولم يرِمِ",
"مَرَّت فَقالَت ظِباءُ الجَزعِ من جزعٍ",
"أظبيةٌ حُلِّيت بالقُرطِ والخَدَمِ",
"يا طبيةُ التفتي أو أعرضي فعلى",
"ما كُنتِ عِقدُ هُيامي غَيرُ مُنفَصِمِ",
"نشأتِ في حليةِ الجَمَالِ رافِلَةً",
"مَنشا بَني هاشِمٍ في حِليَةِ الكَرَمِ",
"ني لأغبطُ مرةً تُواجِهُها",
"تَرى عجائبَ صُنعِ البارِئِ الحَكَمِ",
"مُنِّي بطيفِ خَيالٍ لا بنفسِكِ كَي",
"أرى هَنِيَّ وصالٍ فاقِدَ اللُّومِ",
"نَحلتُ من أسَفٍ تَلِفتُ مِن كَمَدٍ",
"وجَمرِ هَجرٍ وما رَثَت لذي عَدَمِ",
"مالت فَقُلتُ عساها أن تميلَ لنا",
"مالت ولَكِن عن الوفاءِ بالذِّمَمِ",
"بينَ الخِلافِ وبينها مشاركةٌ",
"من أجلها لم تجُد للصَّبِّ بالطُّعَمِ",
"وقالَ لي مُؤنس أنتَ النَّسيمُ ضَنىً",
"والغُصنُ يُخشى عليه صولةُ النسَمِ",
"أهابُ ن تبدُ فاترَ الجفونِ ولا",
"أهابُ فاتِرَها ذا الوطيسُ حمي",
"وما صبرتُ على صبرِ الهوى وحلا",
"لا لتهذيبهِ بالشُّمِّ من شِيَمِ",
"صُرِعتُ عِشقاً فقالتِ الوُشاةُ بهِ",
"فلانةٌ قلتُ بل عينٌ تُرِيقُ دَمي",
"وقلت يا سروةُ اعطفي فأغضبها",
"قولي فقلتُ مُرادي سروةُ الأكَمِ",
"وقلت يا بدرُ بن في ليلةٍ حلكت",
"قالت انا الشمس ما استبنت في ظلم",
"وقلت ما مانعٌ حصدَ المنى وبما",
"ذا يزرعُ الحبُّ قالت عينك اتهِمِ",
"وقلت يا زينب ما وينُ طرف صدٍ",
"قالت بملئِهِ بالمحبوبِ للعدَمِ",
"وقلت جرحٌ بقلبي من هواهُ طمى",
"قالت فعالجهُ من هواهُ يلتحِمِ",
"وعادِلٌ لؤمُهُ بادٍ وقسطهُ لا",
"يبدو ويرغبُ أن يعرى عنِ التُهَمِ",
"يقولُ سوف يرى الغبيُّ غائلَةً",
"للحُبِّ وهو الغبي الفَاقِدُ الفَهَمِ",
"قال اصح قلت صحوتُ عن سوى كلفي",
"قال اصغ قلت لمن يغري ولم يلمِ",
"ن شاب رأسي وعاد لي الشباب أعد",
"عن الهوى وجرى السلوانُ جريَ دَمِي",
"ن لحتَ شعبان تُلحي في محبتها",
"فنني رجبٌ أذناي من حُرُمٍ",
"هبني أعرتكَ أذني يا مُلحُّ فما",
"تجديكَ أذني وقلبي عنك في صمَمِ",
"ملتكَ من عذلٍ نفسي ولو سبق ال",
"سيفُ استرحتُ به عن لا وعن نعمِ",
"ما فيك شيءٌ عن الألباب خفَّ سوى",
"ما لاح من فيكَ من خبطٍ ومن وهَمِ",
"كم ذا شتمتك ذ عذلتني فأرى",
"منك احتمالاً ولم تغضب لمهتضمِ",
"يا لائمي لست ذا ذوقٍ تذوق به",
"طعم الغرامِ فن رزقته فلم",
"من لام أغرى ومن أغرى يبث جوى",
"ومن يبث جوى أحقُّ باللومِ",
"القلبُ بالنار في صعودِ مضطرمٍ",
"والطرف بالماء في حدورِ منسجمِ",
"لي انسجام دموعٍ دون ذي طربٍ",
"وللحمامةِ تطريبٌ بلا سجمِ",
"في حادثاتِ الليالي كنتُ أعهدها",
"من غاليات اللئالي سوماً ان تسمِ",
"فأرخصت ما غلا من دُرِّها فغدا",
"يجري عقيقاً بمنثور ومنتظمِ",
"مما به شنفت أذناي ما نثرت",
"عيناي من تومٍ ودُرِّ نظمِ فمِ",
"ذا أغوصُ بحورَهُ تعطلتِ ال",
"نحُورُ تطمعُ فيما جلَّ من قيمِ",
"تي بدرٍّ ثمينٍ لستُ أقدرُهُ",
"لا بترصيعهِ في تاجِ كلِّ سمي",
"محمَّدُ الكرَمُ بنُ عبدِ مُطلِبٍ",
"حلف اطراد الندى بن هاشِمِ الهشِمِ",
"ابنِ البسيطِ ابن البسيطِ يداً",
"ما تنتهي عدداً لا لى أدمِ",
"مجلي سني كريمِ الجزع ملتفتا",
"مولى سميٍّ كريمِ الطبعِ لم يسَمِ",
"حبيبُ ربٍّ علا قدراً وخلقتُهُ",
"وخلقُهُ عليا قدراً عن السيمِ",
"ن الحبيبَ على قدرِ المحبِّ لهُ",
"في المونقين جمالِ الذاتِ والشيمِ",
"تمنت الشمسُ شيئاً من محاسنِهِ",
"أما تراها تمدُّ ساعِدَ العَدَمِ",
"بضوئه لا بضوءِ زُهرٍ او قمرٍ",
"أو برجٍ انزاح عنا السجف من ظلمِ",
"ما لاحَ لا وقيلَ النجم ضاء بلى",
"بدرٌ بلى الشمس بل كلٌّ من الخدمِ",
"من الأزاهيرِ والشقيق جسمُهُ أو",
"من ياسمينٍ ووردٍ غير ملتثمِ",
"لو لم يكن روضةً نمت أزاهرها",
"ما نمَّ عنهُ الشذا ذ سارفي اللقَمِ",
"من نشر شعره سعر المسك منتزعٌ",
"يا ليته نال أيضاً صبغة السحم",
"وما جبينٌ حلاه تحت طرتهِ",
"بل بدرُ تم سرى في الداج لم يشمِ",
"وأحسن الناس صوتاً ما الحمامة في ال",
"رياضش رنت وصوتُ سائرِ اليممِ",
"تطريز لفظه من تطريز مبسمه",
"در لمنتظمٍ في در منتظمِ",
"جميلُ عشرته ما عابه احدٌ",
"لا بتنسية الأوطانِ والحشمِ",
"لو شاء من متناقضين جمعهما",
"صار التناقضُ الاتحادَ في نظمِ",
"يجري التوسطُ في الأمورِ سائرِها",
"حسناً كلاطرفي قصد الأمورِ ذمي",
"رشدُ الرشيد أمانةُ الأمين",
"وللمأمون أمنٌ وعصمةٌ لمعتصم",
"أكرم بهِ والداً لدمٍ ولداً",
"له بطيٍّ ونشرٍ خيرُ معتصمِ",
"أصلٌ وريفٌ لكل طيبٍ فخمِ",
"فصلٌ شريفٌ لكل صيبٍ ضخمِ",
"فردٌ هو الجمع فضلاً غير متسمِ",
"جمعٌ هو الفردُ حُسناً غيرُ منقسِمِ",
"نورُ الكمالِ كمالُ النورِ منحصرٌ",
"فيهِ ومنعكسٌ منه له فسمِ",
"جنسُ الهدى به كل المهتدين هدوا",
"ودونَ جنسٍ لها الأفراد لم تقمِ",
"رأس الضاء وعين البحر بدء منى",
"وخاتمُ المجدِ بل نقشٌ من الختمِ",
"مخايلُ الحمدِ لاحت قبل تسميةٍ",
"به مجئٌ له من لفظهِ بسمِ",
"لاؤهُ ما حياتُ المسبغات كما",
"راؤهُ ما حياتٌ ليلةَ البهمِ",
"ولافظٌ له عن ختامِ معرفةٍ",
"به وفضلَهُ عن عيمةِ العيمِ",
"ولم يوسوس بفرشٍ وطئت له أو",
"وسواسِ حلي لذات القصر في الخيمِ",
"المصطفى المنتقى المبعوث خاتمةً",
"للمجد أعظم بمبعوثٍ ومختتم",
"في أمةٍ قد خلت من قبلها أممٌ",
"من فضلهِ اقتبست فضلاً على الأممِ",
"وأنه من فضيلاتٍ وبسطِ يدٍ",
"أبدى وأندى من السماءِ لم يرمِ",
"وأنملٌ له والسحابُ أسبلتا",
"لكن أنملَهُ في الشحِّ لم تسمِ",
"كأن أنمله ن لاذ قُلن لَهُ",
"نسحُّ من كرمٍ ن شحَّ منكَ رمي",
"هو الكريم الذي ما ردَّ حاجبهُ",
"ولم يشن منهُ بالمنِّ والسأمِ",
"الباسطُ الوجهَ للراجينَ منه غنىً",
"بسطاً للفظِ وكفٍّ منه منسجمِ",
"بر يداه بسيطتان لستَ ترى",
"نهراً بساحتهِ ما البحر في كرمِ",
"تعوذَ البذلَ حتى عادَ جسمهما",
"بذلاً وبذلهما جسماً من الديمِ",
"وما تحولَ عن أرضٍ لأرضِ عدى",
"لا تحولَ منها البهمُ للبهُمِ",
"وصارَ ما ألفتهُ من شجاعتها",
"جُبناً وقدامُها حجامَ منهَزِمِ",
"وزفَّ نصرٌ من اللَهِ الكريمِ لهُ",
"وجاءَ فتحٌ قريبٌ فائضُ الغنمِ",
"أجلُّ من كلِّ كوكبٍ سما شرفاً",
"في قومهِ وأحدُّ منهُ في الصرمِ",
"هو القضيبُ بسلمٍ مسقطٌ ثمراً",
"وفي الوغى مسقطُ البنانِ والغمَمِ",
"تظنهُ الأتقياءُ البانَ منعطفاً",
"والأشقياءُ سناناً فيهِ سفكُ دَمِ",
"عودٌ ففي أنفِ هذا من مبينِ شذاً",
"محيٍ وفي عينِ ذاكَ من قذىً ألمِ",
"لا تعجبنَ لظلٍّ فيهِ غائلةٌ",
"فالنارُ قد تنتضى من ناضِرِ السلمِ",
"كميٌ ان مدتَ ايديه تُسيءُ عدى",
"وكم بها سر أصدقاءهُ وكمِ",
"كم روَّعَ الأسدًَ وهو لا سلاح لهُ",
"وسارَ وحدَهُ ملكَ عسكرٍ عرِمِ",
"سل ذلكَ الجمحي سل ركانةَ كيفَ",
"كان صدعُ رسولِ اللَهِ للبهمِ",
"يوماهُ غيثٌ بسلمٍ من ندى وبحر",
"بٍ من دمٍ ذا لذي عينٍ وذا لعمِ",
"يلوحُ في الحربِ شمساً والعجاجُ دُجى",
"فالشمسُ طالعةٌ واللَّيلُ لم يرِمِ",
"شمساً ذا بزغت رَوَت بغَيثِ دمٍ",
"وما عهدنا بزوغَ الشمسِ بالسجمِ",
"ذُو أبيضٍ فرعِ أخضرٍ له طربٌ",
"للثمِ زُرقٍ وعضِّ موضعِ العِصَمِ",
"قُلوبُهُم وهو للبرقِ انتسابُهُما",
"هذا بمضطربٍ وذا بمضطرِمِ",
"ن سلَّ غادرتِ الأرواحُ من رهبِ",
"جسماً ولم يعدموا الحساس بالألم",
"وذو عوالٍ عوالٍ في القلوبِ لها",
"لدغٌ بنأتٍ ولم يشرع بمصطلم",
"تلوح خصرصانُها أنيابَ غولٍ اما",
"ترى العدى ما بها بها من اللَّمَمِ",
"أنيابُ غولٍ بها البعيدُ جُنَّ ولم",
"يُجَنَّ متعبها بالهزِّ والخدَمِ",
"خافُوهُ حتى سرى منهم لرمحهِمُ",
"خوفٌ فن مسَّ أبدى رعدةَ القصِمِ",
"لو لم يحمِّل لى الهيجاء أسلحةً",
"أغناهُ رُعبٌ له الأعدادُ لم تقمِ",
"بدرٌ أبادَهُمُ فيه وقسمهم",
"لى قتيلٍ ومأسورٍ ومنهزمِ",
"دعا ملوكاً لى رشدٍ بما نفثت",
"في وجنةِ الطرِّسِ أقلامٌ كما الخذمِ",
"يراعٌ اقطع في الأحرار من قضمٍ",
"والسيفُ أقطعُ في الأوغادِ من حُلُمِ",
"جاني هدى بدر شامٍ نيرٌ ظهرت",
"للفارسيِّ به الياتُ كالعلمِ",
"أعظِم بكوكبِهِ المبديه معجزةً",
"لشاربٍ ولضاربٍ بملتحَمِ",
"له الغزالةُ ضاءَت بعد أن غريت",
"وبينت له نُطقاً وهيَ من بُكُمِ",
"أحبَّهُ أحُدٌ ولا حياةَ بِهِ",
"وكلمتهُ ذِراعُ الشاةِ دُونَ فَمِ",
"وَرَنَّ عُودٌ له بِدُونِ نَقرِ يَدٍ",
"وجاءَ أيكٌ على ساقٍ بلا قدمِ",
"وظللتهُ غمامةٌ ومن عجبٍ",
"شمسٌ تُظللُ من شمسٍ لدى التهمِ",
"عهدتُ أني ذا رأت معالِمَهُ",
"عيني أمرِّغُ خَدِّي في الثرى وَفَمِي",
"لا شِمتُ قَطُّ بُرَيقاً من نُجَيدٍ اذا",
"وصلتُهُ ثُمَّ لا أرويهِ بالسجَمِ",
"مالي أشمُّ من الرياضِ طيبَ شذاً",
"ومثلُ طيبةَ في الرياضِ لم يشمِ",
"زُر دارَ ودٍّ أزالَ وزرَ زورِهِ",
"ودع وِدادَ رُؤى زوراءَ أو رمِ",
"لو أنهُ كانتِ الدنيا كتربتهِ",
"كانت أحبَّ لنا من جنةِ النعمِ",
"أصحابهُ كلهم بنورِ طلعتهِ",
"بدرٌ تنزهَّ عن نقصٍ وعن سحمِ",
"بل شمسُ صحوٍ مضيئةٌ ومن عجبٍ",
"أن ليسَ يكسفُ غيرُ الشانئ القَزَمِ",
"ما البيض والسمرُ والنبالُ تنفذُ في",
"طعنٍ بأنفذ منهم في حمى الصممِ",
"ثلاثة هي موتٌ في أكفهم",
"سيفٌ ورمحٌ وسهمٌ سائلاتُ دمِ",
"كم أوردوا شرقَ خمرٍ حُمرَ أقفيةٍ",
"واصدروا غربَ بيضٍ أسودَ اللِّمَمِ",
"وما هلالُ السماءِ ما نراقبهُ",
"بل قوسُهُم سهمُهُ لى العدوِّ رُمي",
"أعظم بلٍ له لُيوثُ ملحمةٍ",
"غيوثُ مسغبةٍ أنوارُ ذي ظلمِ",
"البيضُ بيضُ السُيوفِ عاشِقُون لها",
"والعشقُ للبيضِ مبطونٌ بكلِّ سَمِي",
"كواكِبٌ منهم تجلى بأنديةٍ",
"صدراً وفي رأسِ عاتٍ شعلة الرُجُمِ",
"وسمرُهُم سُقِيَت برشحِ كفِّهِمُ",
"حتى تجلت بأثمارٍ من القِمَمِ",
"حازوا جميعاً بمضمار الندى قَصباً",
"وصاحبُ الغارِ فيهم صاحِبُ العلمِ",
"تضلعوا من حقيقةٍ تفيضُ ومن",
"ظواهرِ الشَّرعِ صاغُوا سابغَ اللؤمِ",
"عصابةٌ جاهدت في اللَهِ واجتهدت",
"حتى علت رأس قومٍ عابدي الصنَمِ",
"كم أنزلوا عن ظهورِ الخيلِ من حُطُمِ",
"لكنهم أركبوهم على الدهُمِ",
"ذا امتطى الفردُ منهم متنَ مستبقٍ",
"تعدهُ أنمرُ الهيجاءِ ألفَ كمي",
"وألف لافِ ميلٍ بينَ من قصدوا",
"وبينهم شبرُ أرضٍ غيرُ ذي قُحَمِ",
"يرون لافَ محبوبٍ بيومِ عطاً",
"فرداً كذا من أعاديهم بمصطلمِ",
"الشمسُ تُدرِكُ بدراً في المسيرِ ولم",
"يلحقهُمُ أحدٌ في حلبةِ الكَرَمِ",
"فما لبدرٍ أرانا وجهَ مفتخرٍ",
"والشمسُ تلثمُ منهم موطئَ القَدَمِ",
"ن كان أفضلُ منكَ في الوجودِ يُرى",
"فأنتَ ذلكَ يا سماءَ كلِّ سمي",
"لا شيءَ شبهكَ لا أنت يا فخماً",
"لديهِ كُلُّ عظيمِ القريتينِ قمي",
"فلم يماثلكَ لا جنٌّ ولا بشرُ",
"ولا ملائكةُ السماءِ في عظمِ",
"الرسلُ أربت على الأملاكِ في شرفٍ",
"وأنتَ مُربٍ عليهم غيرُ مُزدَحَمِ",
"أقول قولكَ لا أحصي ثناءَكَ يا",
"مجيدُ أنتَ كما أثنيتَ ذا القِدَمِ",
"وليسَ يُغليكَ ذُو مدحٍ بمدحتِهِ",
"بل أنتَ مُغليهِ والمديحُ عن قِيَمِ",
"لولاكَ لم تبدُ زينةُ العروضِ لنا",
"ألستَ أنتَ الخليلَ المُبدعَ الكَلِمِ",
"يا بيتَ مجدي ويا ركني وملتزمي",
"ويا نجاتي يوم أزمةِ الزمِ",
"أريدُ تزكيةً للنفسِ تخليةً",
"لها وتحليةً من نُورِكَ العَممِ",
"حللت قلبي وبيت أنت نازلُهُ",
"حقٌّ عليك تجليه عن الغُمَمِ",
"خسرتُ ما فات من عمري بغير هدىً",
"جهلاً فوا حسرتي عليه وا ندمي",
"ذا شكونا بضرٍّ أنتَ عارِفُهُ",
"فليسَ لا لتنفيسٍ من السدمِ",
"ون دجت مشكلاتٌ فانتفت حيلي",
"ناديتُ يا نُورَ عيني فانتفت ظُلمي",
"دامَ السلامُ يُردِّدُ السلامَ لى",
"دار السلامِ عليك غيرَ منحسِمِ",
"ليكَ حمدونُ مهدٍ من عرائسه",
"بكراً لأنك مسدٍ أحسن العصمِ",
"مسك الختام بجيبٍ لاح مطلعها",
"به فبشرنا بحسن مختتم"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595658 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> رنت بلابلُ في ودٍ من السلم <|vsep|> تشدو به غزلاً في سرب ذي سلم </|bsep|> <|bsep|> وند ليلٍ بجمرِ النجم محترقُ <|vsep|> والصبحُ لاحت به بشرى بمبتسمِ </|bsep|> <|bsep|> وقائلٍ هذه الغزالةُ التمحت <|vsep|> فكانَ فال التماحِها من الخيمِ </|bsep|> <|bsep|> ريمٌ رعت حب قلبي مرجها مهجٌ <|vsep|> وليس ترضى برعي الشيحِ والخزمِ </|bsep|> <|bsep|> وما سمعتُ بريمٍ قلبها افترست <|vsep|> بنظرةٍ وتصيدُ الأسدَ في الأجَمِ </|bsep|> <|bsep|> مثلٌ لها دميةٌ تروعُ فالتثمت <|vsep|> وربما يزدهيها الحسنُ عن لثُمِ </|bsep|> <|bsep|> غزالةٌ سرحت ولا التفاتَ لها <|vsep|> ودميةٌ سحرت قلباً بنطقِ فِمِ </|bsep|> <|bsep|> منها المها اكتسبت غنجَ اللحاظِ ومن <|vsep|> دُمى هي اكتسبت وقراً ولم تَهِمِ </|bsep|> <|bsep|> ن الثريا سعت سعياً لذي رشدٍ <|vsep|> حتَّى حكت حليها المنوطَ بالحِكَمِ </|bsep|> <|bsep|> وجدَّ جِدُّ الهِلالِ أن يقاوِمَها <|vsep|> فما تجاوَ كعبَها ولم يرِمِ </|bsep|> <|bsep|> مَرَّت فَقالَت ظِباءُ الجَزعِ من جزعٍ <|vsep|> أظبيةٌ حُلِّيت بالقُرطِ والخَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> يا طبيةُ التفتي أو أعرضي فعلى <|vsep|> ما كُنتِ عِقدُ هُيامي غَيرُ مُنفَصِمِ </|bsep|> <|bsep|> نشأتِ في حليةِ الجَمَالِ رافِلَةً <|vsep|> مَنشا بَني هاشِمٍ في حِليَةِ الكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> ني لأغبطُ مرةً تُواجِهُها <|vsep|> تَرى عجائبَ صُنعِ البارِئِ الحَكَمِ </|bsep|> <|bsep|> مُنِّي بطيفِ خَيالٍ لا بنفسِكِ كَي <|vsep|> أرى هَنِيَّ وصالٍ فاقِدَ اللُّومِ </|bsep|> <|bsep|> نَحلتُ من أسَفٍ تَلِفتُ مِن كَمَدٍ <|vsep|> وجَمرِ هَجرٍ وما رَثَت لذي عَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> مالت فَقُلتُ عساها أن تميلَ لنا <|vsep|> مالت ولَكِن عن الوفاءِ بالذِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> بينَ الخِلافِ وبينها مشاركةٌ <|vsep|> من أجلها لم تجُد للصَّبِّ بالطُّعَمِ </|bsep|> <|bsep|> وقالَ لي مُؤنس أنتَ النَّسيمُ ضَنىً <|vsep|> والغُصنُ يُخشى عليه صولةُ النسَمِ </|bsep|> <|bsep|> أهابُ ن تبدُ فاترَ الجفونِ ولا <|vsep|> أهابُ فاتِرَها ذا الوطيسُ حمي </|bsep|> <|bsep|> وما صبرتُ على صبرِ الهوى وحلا <|vsep|> لا لتهذيبهِ بالشُّمِّ من شِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> صُرِعتُ عِشقاً فقالتِ الوُشاةُ بهِ <|vsep|> فلانةٌ قلتُ بل عينٌ تُرِيقُ دَمي </|bsep|> <|bsep|> وقلت يا سروةُ اعطفي فأغضبها <|vsep|> قولي فقلتُ مُرادي سروةُ الأكَمِ </|bsep|> <|bsep|> وقلت يا بدرُ بن في ليلةٍ حلكت <|vsep|> قالت انا الشمس ما استبنت في ظلم </|bsep|> <|bsep|> وقلت ما مانعٌ حصدَ المنى وبما <|vsep|> ذا يزرعُ الحبُّ قالت عينك اتهِمِ </|bsep|> <|bsep|> وقلت يا زينب ما وينُ طرف صدٍ <|vsep|> قالت بملئِهِ بالمحبوبِ للعدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وقلت جرحٌ بقلبي من هواهُ طمى <|vsep|> قالت فعالجهُ من هواهُ يلتحِمِ </|bsep|> <|bsep|> وعادِلٌ لؤمُهُ بادٍ وقسطهُ لا <|vsep|> يبدو ويرغبُ أن يعرى عنِ التُهَمِ </|bsep|> <|bsep|> يقولُ سوف يرى الغبيُّ غائلَةً <|vsep|> للحُبِّ وهو الغبي الفَاقِدُ الفَهَمِ </|bsep|> <|bsep|> قال اصح قلت صحوتُ عن سوى كلفي <|vsep|> قال اصغ قلت لمن يغري ولم يلمِ </|bsep|> <|bsep|> ن شاب رأسي وعاد لي الشباب أعد <|vsep|> عن الهوى وجرى السلوانُ جريَ دَمِي </|bsep|> <|bsep|> ن لحتَ شعبان تُلحي في محبتها <|vsep|> فنني رجبٌ أذناي من حُرُمٍ </|bsep|> <|bsep|> هبني أعرتكَ أذني يا مُلحُّ فما <|vsep|> تجديكَ أذني وقلبي عنك في صمَمِ </|bsep|> <|bsep|> ملتكَ من عذلٍ نفسي ولو سبق ال <|vsep|> سيفُ استرحتُ به عن لا وعن نعمِ </|bsep|> <|bsep|> ما فيك شيءٌ عن الألباب خفَّ سوى <|vsep|> ما لاح من فيكَ من خبطٍ ومن وهَمِ </|bsep|> <|bsep|> كم ذا شتمتك ذ عذلتني فأرى <|vsep|> منك احتمالاً ولم تغضب لمهتضمِ </|bsep|> <|bsep|> يا لائمي لست ذا ذوقٍ تذوق به <|vsep|> طعم الغرامِ فن رزقته فلم </|bsep|> <|bsep|> من لام أغرى ومن أغرى يبث جوى <|vsep|> ومن يبث جوى أحقُّ باللومِ </|bsep|> <|bsep|> القلبُ بالنار في صعودِ مضطرمٍ <|vsep|> والطرف بالماء في حدورِ منسجمِ </|bsep|> <|bsep|> لي انسجام دموعٍ دون ذي طربٍ <|vsep|> وللحمامةِ تطريبٌ بلا سجمِ </|bsep|> <|bsep|> في حادثاتِ الليالي كنتُ أعهدها <|vsep|> من غاليات اللئالي سوماً ان تسمِ </|bsep|> <|bsep|> فأرخصت ما غلا من دُرِّها فغدا <|vsep|> يجري عقيقاً بمنثور ومنتظمِ </|bsep|> <|bsep|> مما به شنفت أذناي ما نثرت <|vsep|> عيناي من تومٍ ودُرِّ نظمِ فمِ </|bsep|> <|bsep|> ذا أغوصُ بحورَهُ تعطلتِ ال <|vsep|> نحُورُ تطمعُ فيما جلَّ من قيمِ </|bsep|> <|bsep|> تي بدرٍّ ثمينٍ لستُ أقدرُهُ <|vsep|> لا بترصيعهِ في تاجِ كلِّ سمي </|bsep|> <|bsep|> محمَّدُ الكرَمُ بنُ عبدِ مُطلِبٍ <|vsep|> حلف اطراد الندى بن هاشِمِ الهشِمِ </|bsep|> <|bsep|> ابنِ البسيطِ ابن البسيطِ يداً <|vsep|> ما تنتهي عدداً لا لى أدمِ </|bsep|> <|bsep|> مجلي سني كريمِ الجزع ملتفتا <|vsep|> مولى سميٍّ كريمِ الطبعِ لم يسَمِ </|bsep|> <|bsep|> حبيبُ ربٍّ علا قدراً وخلقتُهُ <|vsep|> وخلقُهُ عليا قدراً عن السيمِ </|bsep|> <|bsep|> ن الحبيبَ على قدرِ المحبِّ لهُ <|vsep|> في المونقين جمالِ الذاتِ والشيمِ </|bsep|> <|bsep|> تمنت الشمسُ شيئاً من محاسنِهِ <|vsep|> أما تراها تمدُّ ساعِدَ العَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> بضوئه لا بضوءِ زُهرٍ او قمرٍ <|vsep|> أو برجٍ انزاح عنا السجف من ظلمِ </|bsep|> <|bsep|> ما لاحَ لا وقيلَ النجم ضاء بلى <|vsep|> بدرٌ بلى الشمس بل كلٌّ من الخدمِ </|bsep|> <|bsep|> من الأزاهيرِ والشقيق جسمُهُ أو <|vsep|> من ياسمينٍ ووردٍ غير ملتثمِ </|bsep|> <|bsep|> لو لم يكن روضةً نمت أزاهرها <|vsep|> ما نمَّ عنهُ الشذا ذ سارفي اللقَمِ </|bsep|> <|bsep|> من نشر شعره سعر المسك منتزعٌ <|vsep|> يا ليته نال أيضاً صبغة السحم </|bsep|> <|bsep|> وما جبينٌ حلاه تحت طرتهِ <|vsep|> بل بدرُ تم سرى في الداج لم يشمِ </|bsep|> <|bsep|> وأحسن الناس صوتاً ما الحمامة في ال <|vsep|> رياضش رنت وصوتُ سائرِ اليممِ </|bsep|> <|bsep|> تطريز لفظه من تطريز مبسمه <|vsep|> در لمنتظمٍ في در منتظمِ </|bsep|> <|bsep|> جميلُ عشرته ما عابه احدٌ <|vsep|> لا بتنسية الأوطانِ والحشمِ </|bsep|> <|bsep|> لو شاء من متناقضين جمعهما <|vsep|> صار التناقضُ الاتحادَ في نظمِ </|bsep|> <|bsep|> يجري التوسطُ في الأمورِ سائرِها <|vsep|> حسناً كلاطرفي قصد الأمورِ ذمي </|bsep|> <|bsep|> رشدُ الرشيد أمانةُ الأمين <|vsep|> وللمأمون أمنٌ وعصمةٌ لمعتصم </|bsep|> <|bsep|> أكرم بهِ والداً لدمٍ ولداً <|vsep|> له بطيٍّ ونشرٍ خيرُ معتصمِ </|bsep|> <|bsep|> أصلٌ وريفٌ لكل طيبٍ فخمِ <|vsep|> فصلٌ شريفٌ لكل صيبٍ ضخمِ </|bsep|> <|bsep|> فردٌ هو الجمع فضلاً غير متسمِ <|vsep|> جمعٌ هو الفردُ حُسناً غيرُ منقسِمِ </|bsep|> <|bsep|> نورُ الكمالِ كمالُ النورِ منحصرٌ <|vsep|> فيهِ ومنعكسٌ منه له فسمِ </|bsep|> <|bsep|> جنسُ الهدى به كل المهتدين هدوا <|vsep|> ودونَ جنسٍ لها الأفراد لم تقمِ </|bsep|> <|bsep|> رأس الضاء وعين البحر بدء منى <|vsep|> وخاتمُ المجدِ بل نقشٌ من الختمِ </|bsep|> <|bsep|> مخايلُ الحمدِ لاحت قبل تسميةٍ <|vsep|> به مجئٌ له من لفظهِ بسمِ </|bsep|> <|bsep|> لاؤهُ ما حياتُ المسبغات كما <|vsep|> راؤهُ ما حياتٌ ليلةَ البهمِ </|bsep|> <|bsep|> ولافظٌ له عن ختامِ معرفةٍ <|vsep|> به وفضلَهُ عن عيمةِ العيمِ </|bsep|> <|bsep|> ولم يوسوس بفرشٍ وطئت له أو <|vsep|> وسواسِ حلي لذات القصر في الخيمِ </|bsep|> <|bsep|> المصطفى المنتقى المبعوث خاتمةً <|vsep|> للمجد أعظم بمبعوثٍ ومختتم </|bsep|> <|bsep|> في أمةٍ قد خلت من قبلها أممٌ <|vsep|> من فضلهِ اقتبست فضلاً على الأممِ </|bsep|> <|bsep|> وأنه من فضيلاتٍ وبسطِ يدٍ <|vsep|> أبدى وأندى من السماءِ لم يرمِ </|bsep|> <|bsep|> وأنملٌ له والسحابُ أسبلتا <|vsep|> لكن أنملَهُ في الشحِّ لم تسمِ </|bsep|> <|bsep|> كأن أنمله ن لاذ قُلن لَهُ <|vsep|> نسحُّ من كرمٍ ن شحَّ منكَ رمي </|bsep|> <|bsep|> هو الكريم الذي ما ردَّ حاجبهُ <|vsep|> ولم يشن منهُ بالمنِّ والسأمِ </|bsep|> <|bsep|> الباسطُ الوجهَ للراجينَ منه غنىً <|vsep|> بسطاً للفظِ وكفٍّ منه منسجمِ </|bsep|> <|bsep|> بر يداه بسيطتان لستَ ترى <|vsep|> نهراً بساحتهِ ما البحر في كرمِ </|bsep|> <|bsep|> تعوذَ البذلَ حتى عادَ جسمهما <|vsep|> بذلاً وبذلهما جسماً من الديمِ </|bsep|> <|bsep|> وما تحولَ عن أرضٍ لأرضِ عدى <|vsep|> لا تحولَ منها البهمُ للبهُمِ </|bsep|> <|bsep|> وصارَ ما ألفتهُ من شجاعتها <|vsep|> جُبناً وقدامُها حجامَ منهَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> وزفَّ نصرٌ من اللَهِ الكريمِ لهُ <|vsep|> وجاءَ فتحٌ قريبٌ فائضُ الغنمِ </|bsep|> <|bsep|> أجلُّ من كلِّ كوكبٍ سما شرفاً <|vsep|> في قومهِ وأحدُّ منهُ في الصرمِ </|bsep|> <|bsep|> هو القضيبُ بسلمٍ مسقطٌ ثمراً <|vsep|> وفي الوغى مسقطُ البنانِ والغمَمِ </|bsep|> <|bsep|> تظنهُ الأتقياءُ البانَ منعطفاً <|vsep|> والأشقياءُ سناناً فيهِ سفكُ دَمِ </|bsep|> <|bsep|> عودٌ ففي أنفِ هذا من مبينِ شذاً <|vsep|> محيٍ وفي عينِ ذاكَ من قذىً ألمِ </|bsep|> <|bsep|> لا تعجبنَ لظلٍّ فيهِ غائلةٌ <|vsep|> فالنارُ قد تنتضى من ناضِرِ السلمِ </|bsep|> <|bsep|> كميٌ ان مدتَ ايديه تُسيءُ عدى <|vsep|> وكم بها سر أصدقاءهُ وكمِ </|bsep|> <|bsep|> كم روَّعَ الأسدًَ وهو لا سلاح لهُ <|vsep|> وسارَ وحدَهُ ملكَ عسكرٍ عرِمِ </|bsep|> <|bsep|> سل ذلكَ الجمحي سل ركانةَ كيفَ <|vsep|> كان صدعُ رسولِ اللَهِ للبهمِ </|bsep|> <|bsep|> يوماهُ غيثٌ بسلمٍ من ندى وبحر <|vsep|> بٍ من دمٍ ذا لذي عينٍ وذا لعمِ </|bsep|> <|bsep|> يلوحُ في الحربِ شمساً والعجاجُ دُجى <|vsep|> فالشمسُ طالعةٌ واللَّيلُ لم يرِمِ </|bsep|> <|bsep|> شمساً ذا بزغت رَوَت بغَيثِ دمٍ <|vsep|> وما عهدنا بزوغَ الشمسِ بالسجمِ </|bsep|> <|bsep|> ذُو أبيضٍ فرعِ أخضرٍ له طربٌ <|vsep|> للثمِ زُرقٍ وعضِّ موضعِ العِصَمِ </|bsep|> <|bsep|> قُلوبُهُم وهو للبرقِ انتسابُهُما <|vsep|> هذا بمضطربٍ وذا بمضطرِمِ </|bsep|> <|bsep|> ن سلَّ غادرتِ الأرواحُ من رهبِ <|vsep|> جسماً ولم يعدموا الحساس بالألم </|bsep|> <|bsep|> وذو عوالٍ عوالٍ في القلوبِ لها <|vsep|> لدغٌ بنأتٍ ولم يشرع بمصطلم </|bsep|> <|bsep|> تلوح خصرصانُها أنيابَ غولٍ اما <|vsep|> ترى العدى ما بها بها من اللَّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> أنيابُ غولٍ بها البعيدُ جُنَّ ولم <|vsep|> يُجَنَّ متعبها بالهزِّ والخدَمِ </|bsep|> <|bsep|> خافُوهُ حتى سرى منهم لرمحهِمُ <|vsep|> خوفٌ فن مسَّ أبدى رعدةَ القصِمِ </|bsep|> <|bsep|> لو لم يحمِّل لى الهيجاء أسلحةً <|vsep|> أغناهُ رُعبٌ له الأعدادُ لم تقمِ </|bsep|> <|bsep|> بدرٌ أبادَهُمُ فيه وقسمهم <|vsep|> لى قتيلٍ ومأسورٍ ومنهزمِ </|bsep|> <|bsep|> دعا ملوكاً لى رشدٍ بما نفثت <|vsep|> في وجنةِ الطرِّسِ أقلامٌ كما الخذمِ </|bsep|> <|bsep|> يراعٌ اقطع في الأحرار من قضمٍ <|vsep|> والسيفُ أقطعُ في الأوغادِ من حُلُمِ </|bsep|> <|bsep|> جاني هدى بدر شامٍ نيرٌ ظهرت <|vsep|> للفارسيِّ به الياتُ كالعلمِ </|bsep|> <|bsep|> أعظِم بكوكبِهِ المبديه معجزةً <|vsep|> لشاربٍ ولضاربٍ بملتحَمِ </|bsep|> <|bsep|> له الغزالةُ ضاءَت بعد أن غريت <|vsep|> وبينت له نُطقاً وهيَ من بُكُمِ </|bsep|> <|bsep|> أحبَّهُ أحُدٌ ولا حياةَ بِهِ <|vsep|> وكلمتهُ ذِراعُ الشاةِ دُونَ فَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَنَّ عُودٌ له بِدُونِ نَقرِ يَدٍ <|vsep|> وجاءَ أيكٌ على ساقٍ بلا قدمِ </|bsep|> <|bsep|> وظللتهُ غمامةٌ ومن عجبٍ <|vsep|> شمسٌ تُظللُ من شمسٍ لدى التهمِ </|bsep|> <|bsep|> عهدتُ أني ذا رأت معالِمَهُ <|vsep|> عيني أمرِّغُ خَدِّي في الثرى وَفَمِي </|bsep|> <|bsep|> لا شِمتُ قَطُّ بُرَيقاً من نُجَيدٍ اذا <|vsep|> وصلتُهُ ثُمَّ لا أرويهِ بالسجَمِ </|bsep|> <|bsep|> مالي أشمُّ من الرياضِ طيبَ شذاً <|vsep|> ومثلُ طيبةَ في الرياضِ لم يشمِ </|bsep|> <|bsep|> زُر دارَ ودٍّ أزالَ وزرَ زورِهِ <|vsep|> ودع وِدادَ رُؤى زوراءَ أو رمِ </|bsep|> <|bsep|> لو أنهُ كانتِ الدنيا كتربتهِ <|vsep|> كانت أحبَّ لنا من جنةِ النعمِ </|bsep|> <|bsep|> أصحابهُ كلهم بنورِ طلعتهِ <|vsep|> بدرٌ تنزهَّ عن نقصٍ وعن سحمِ </|bsep|> <|bsep|> بل شمسُ صحوٍ مضيئةٌ ومن عجبٍ <|vsep|> أن ليسَ يكسفُ غيرُ الشانئ القَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> ما البيض والسمرُ والنبالُ تنفذُ في <|vsep|> طعنٍ بأنفذ منهم في حمى الصممِ </|bsep|> <|bsep|> ثلاثة هي موتٌ في أكفهم <|vsep|> سيفٌ ورمحٌ وسهمٌ سائلاتُ دمِ </|bsep|> <|bsep|> كم أوردوا شرقَ خمرٍ حُمرَ أقفيةٍ <|vsep|> واصدروا غربَ بيضٍ أسودَ اللِّمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وما هلالُ السماءِ ما نراقبهُ <|vsep|> بل قوسُهُم سهمُهُ لى العدوِّ رُمي </|bsep|> <|bsep|> أعظم بلٍ له لُيوثُ ملحمةٍ <|vsep|> غيوثُ مسغبةٍ أنوارُ ذي ظلمِ </|bsep|> <|bsep|> البيضُ بيضُ السُيوفِ عاشِقُون لها <|vsep|> والعشقُ للبيضِ مبطونٌ بكلِّ سَمِي </|bsep|> <|bsep|> كواكِبٌ منهم تجلى بأنديةٍ <|vsep|> صدراً وفي رأسِ عاتٍ شعلة الرُجُمِ </|bsep|> <|bsep|> وسمرُهُم سُقِيَت برشحِ كفِّهِمُ <|vsep|> حتى تجلت بأثمارٍ من القِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> حازوا جميعاً بمضمار الندى قَصباً <|vsep|> وصاحبُ الغارِ فيهم صاحِبُ العلمِ </|bsep|> <|bsep|> تضلعوا من حقيقةٍ تفيضُ ومن <|vsep|> ظواهرِ الشَّرعِ صاغُوا سابغَ اللؤمِ </|bsep|> <|bsep|> عصابةٌ جاهدت في اللَهِ واجتهدت <|vsep|> حتى علت رأس قومٍ عابدي الصنَمِ </|bsep|> <|bsep|> كم أنزلوا عن ظهورِ الخيلِ من حُطُمِ <|vsep|> لكنهم أركبوهم على الدهُمِ </|bsep|> <|bsep|> ذا امتطى الفردُ منهم متنَ مستبقٍ <|vsep|> تعدهُ أنمرُ الهيجاءِ ألفَ كمي </|bsep|> <|bsep|> وألف لافِ ميلٍ بينَ من قصدوا <|vsep|> وبينهم شبرُ أرضٍ غيرُ ذي قُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> يرون لافَ محبوبٍ بيومِ عطاً <|vsep|> فرداً كذا من أعاديهم بمصطلمِ </|bsep|> <|bsep|> الشمسُ تُدرِكُ بدراً في المسيرِ ولم <|vsep|> يلحقهُمُ أحدٌ في حلبةِ الكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> فما لبدرٍ أرانا وجهَ مفتخرٍ <|vsep|> والشمسُ تلثمُ منهم موطئَ القَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ن كان أفضلُ منكَ في الوجودِ يُرى <|vsep|> فأنتَ ذلكَ يا سماءَ كلِّ سمي </|bsep|> <|bsep|> لا شيءَ شبهكَ لا أنت يا فخماً <|vsep|> لديهِ كُلُّ عظيمِ القريتينِ قمي </|bsep|> <|bsep|> فلم يماثلكَ لا جنٌّ ولا بشرُ <|vsep|> ولا ملائكةُ السماءِ في عظمِ </|bsep|> <|bsep|> الرسلُ أربت على الأملاكِ في شرفٍ <|vsep|> وأنتَ مُربٍ عليهم غيرُ مُزدَحَمِ </|bsep|> <|bsep|> أقول قولكَ لا أحصي ثناءَكَ يا <|vsep|> مجيدُ أنتَ كما أثنيتَ ذا القِدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وليسَ يُغليكَ ذُو مدحٍ بمدحتِهِ <|vsep|> بل أنتَ مُغليهِ والمديحُ عن قِيَمِ </|bsep|> <|bsep|> لولاكَ لم تبدُ زينةُ العروضِ لنا <|vsep|> ألستَ أنتَ الخليلَ المُبدعَ الكَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> يا بيتَ مجدي ويا ركني وملتزمي <|vsep|> ويا نجاتي يوم أزمةِ الزمِ </|bsep|> <|bsep|> أريدُ تزكيةً للنفسِ تخليةً <|vsep|> لها وتحليةً من نُورِكَ العَممِ </|bsep|> <|bsep|> حللت قلبي وبيت أنت نازلُهُ <|vsep|> حقٌّ عليك تجليه عن الغُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> خسرتُ ما فات من عمري بغير هدىً <|vsep|> جهلاً فوا حسرتي عليه وا ندمي </|bsep|> <|bsep|> ذا شكونا بضرٍّ أنتَ عارِفُهُ <|vsep|> فليسَ لا لتنفيسٍ من السدمِ </|bsep|> <|bsep|> ون دجت مشكلاتٌ فانتفت حيلي <|vsep|> ناديتُ يا نُورَ عيني فانتفت ظُلمي </|bsep|> <|bsep|> دامَ السلامُ يُردِّدُ السلامَ لى <|vsep|> دار السلامِ عليك غيرَ منحسِمِ </|bsep|> <|bsep|> ليكَ حمدونُ مهدٍ من عرائسه <|vsep|> بكراً لأنك مسدٍ أحسن العصمِ </|bsep|> </|psep|> |
كنت نورا وكان ثم عماء | 1الخفيف
| [
"كُنتَ نُوراً وكَانَ ثَمَّ عَماءُ",
"وَنَبِيّاً وليس طِينٌ وَماءُ",
"وِذا كانَ مِن عُلاكَ العَلاءُ",
"كيفَ تَرقى رُقِيَّكَ الأنبياءُ",
"يا سماءً ما طاوَلَتها سَماءُ",
"ولكَ الكَونُ كانَ ِذ كُنتَ فَتحاً",
"ثُمَّ خَتماً لَهُ ولَم تَألُ نُصحَا",
"وِذَا الأنبياءُ سَاوَوكَ مَدحَا",
"لَم يُساوُوكَ في عُلاكَ وقَدحَا",
"لَ سنىً مِنكَ دُونَهُم وَسَنَاءُ",
"هُم عُيونٌ وأنتَ ِنسانٌ اسنَى",
"هُم قَصِيدٌ وَأنتَ بَيتُهُ حُسنَا",
"هُم رِياضٌ وَأنتَ زَهرُهُ تُجنَى",
"ِنَّمَا مَثَّلوا صِفاتِكَ لِلنَّا",
"سِ كَمَا مثَّلَ النُّجومَ الماءُ",
"أنتَ أصلُ الأكوانِ أنتَ بِهَا القَصدُ",
"وَمِنكَ استَمَدَّ مَن كَانَ مُخلَص",
"أنتَ ظِلُّ الرَّحمَنِ لَم يَتَقَلَّص",
"أنتَ مِصبَاحُ كلِّ فَضلٍ فَمَا تَص",
"دُرُ لاَّ عَن ضَوئِكَ الأضوَاءُ",
"لَكَ فِى وَجهِ دَمٍ كَانَ قَد حَيَّا",
"المُحَيِّي لَولاَكَ يَا رُوحُ لاَ حَي",
"لَكَ فِيهِ يَا كَعبَةً سَجَدَ الحَي",
"لَكَ ذَاتُ العُلومِ مِن عالِمِ الغَي",
"بِ ومِنهَا لدَمَ الأسمَاءُ",
"أنتَ صَفوٌ مِنَ الصَّفلاءِ انتُخِبتَا",
"فِى جِنانِ النَّعِيمِ مِن قَبلُ طِبتَا",
"مِن لَدُن دَمٍ وَنَجلِهِ شِيثَا",
"لَم تَزَل فِي ضَمَائِرِ الكَونِ تُختَا",
"رُ لَكَ الأمَّهضاتُ والبَاءُ",
"كُلُّ مَبعُوثٍ للأنَامِ تَجَلَّى",
"أخَذَ اللهُ مِنهُ عَهداً وَِلاَّ",
"أن يُذِيعَ فِي قَومِهِ مِنكَ فَضلاً",
"مَا مَضَت فَترَةٌ مِنَ الرُّسلِ لاَّ",
"بَشرَّت قَومَهَابِكَ الأنبِياءُ",
"بِك دريسُ فِي المَعَالِي أشَمُّ",
"بِكَ نُوحٌ نَجَا وَقَد طَمَّ يَمُّ",
"بِكَ سَامٌ سَما لِقَدرِهِ نَجمُ",
"تَتَبَاهَى بِكَ العُصُورُ وَتَسمُو",
"بِكَ عَليَاءُ بَعدَهَا عَليَاءُ",
"بِكَ برَاهِيمٌ كَفاهُ العَلِيمُ",
"فَاستَحَالَت ِلَى الجِنَانِ الجَحِيمُ",
"وَفَدَى ابنَهُ مِنهُ ذِبحٌ عَظِيمُ",
"وَبَدا لِلوُجُودِ ِلَى الجِنَانِ الجَحيمُ",
"مِن كَرِيمٍ باؤُهُ كُرَمَاءُ",
"نَسَبٌ طَاهِرٌ حَبَاهُ الِلاَهُ",
"بِكَ يا زَينُ كُلُّ شَينٍ خَلاَهُ",
"نَسَبٌ مِن حُلاَكَ نِيطَ طُلاَهُ",
"نَسَبٌ تَحسِبُ العُلاَ بِحُلاَهُ",
"قَلَّدَتهَا نُجُومَهَا الجَوزَاءُ",
"حَبَّذَا فَرعٌ مُبرِزٌ لِثِمَارِ",
"بِنِجَارٍ مِن خِندِفٍ وَنِزَارِ",
"حَبَّذَا مِعصَمٌ زَهَا بِسوَارِ",
"حَبَّذَا عِقدُ سُؤدَدٍ وَفَخَارِ",
"أنتَ فِيهِ اليَتِيمَةُ العَصمَاءُ",
"حَبَّذَا نُورٌ ضَاءَ مَعك نَجِيءُ",
"فِي هُدَاهُ المُهدَى لَنَا وَنَفِيءُ",
"وَبِكَ ارجَاءُ القُلُوبِ تُبضِيءُ",
"وَمُحَيّاً كَالشَّمسِ مِنكَ مُضِيءُ",
"أسفَرَت عَنهُ لَيلَةُ غَرَّاءُ",
"لَيلَةً فَتَّقَت لَنَا غُصنَ مَجدِ",
"عَبقٍ مُعبِقٍ لِغَورٍ وَنَجدِ",
"حَرَّكتَ فِي الكَونَين سَاكِنَ وَجدِ",
"لَيلَةُ المَولِدِ الَّذِي كَانَ لِلدِّي",
"نِ سُرُورٌ بِيَومِهِ وَازدِهَا",
"لَيلَةٌ أشرَفَت بِهَا الحُورُ تَشهَد",
"طَلعَةً فِي مِرتِهَا الحُسنُ يُشهَد",
"وَأفَاضُوا نَجمُ النَّبِيِّ تَوَقَّد",
"وَتَوَالَت بُشرَى الهَواتِفِ أن قَد",
"وُلِدِ المُصطَفَى وَحُقَّ الهَنَاءُ",
"صَأحِبُ الدَّولَةِ الَّذِي كُلُ دَولا",
"تِ رَعَايَاهُ لَيسَ غَيرُهُ مَولَى",
"وَتَلاَ لِلطَّاغُوتِ أولَى فَأولَى",
"وَتَدَاعَى ِيوَانُ كِسرَى وَلَولاَ",
"يَةٌ مِنكَ مَا تَدَاعَى البِنَاءُ",
"عَلَمُ اليُمنِ سَعدُ مَن يَرتضِيهِ",
"وَيَقُومُ رُشداً بِمَا يَقتَضِيهِ",
"أُزلِفَت جَنَّةٌ لِمَن يَقتَفِيهِ",
"وَغَدَا كُلُّ بَيتِ بِمَا يَقتَضِيهِ",
"كُربَةٌ مِن خُمُودِهَا وَبلاَءُ",
"وَرَأى المُوبَذَانُ فِي النَّومِ مُلكَا",
"قَاطِعاً دِجلَةً ومَا احتَاجَ فُلكَا",
"مُنذِراً أنَّ مَن يُنَاوِيهِ هَلكَى",
"وَعُيُونٌ لِلفُرسِ غَارَت فَهَل كَا",
"نَ لِنِيرَانِهِم بِهَا طفَاءُ",
"مَولِدٌ جَنَّةُ المُنَى نُزهَةُ النَّف",
"سِ بِهِ ذَانُ المُحِبِّ تُشَنَّف",
"لاَحَ فَضلٌ لَهُ وَالأورَاقُ تَخصَف",
"مَولِدٌ كانَ مِنهُ فِي طَالِعِ الكُف",
"رِ وبَالٌ عَلَيهِمُ وَوَبَاءُ",
"مَولِدٌ دَائمُ النَّدَى رَوضُهُ الخَض",
"لُ بِهِ أرحَامُ الكَمَالش تَمَخَّض",
"لم يَكُن مَن لَهُ أُضِيفَ لِيُخفَض",
"فَهنِيئاً مِنهُ لمِنَةَ الفَض",
"لُ الذِي شُرِّفَت بِهِ حَوَّاءُ",
"رَحمَةُ اللهُ رَبُّكَ يفتَح",
"زَهرَةٌ شُمَّت قَبلَ أن تَتَفَتَّح",
"وشَذَاهَا لِصَاحِبِ الفِيلِ ألفَح",
"مَن لِحَوَّاءَ أنَّهَا حَمَلَت أح",
"مَدَ أو أنَّهَا بِهِ نُفَسَاءُ",
"يَومَ لاحَ الفَخَارُ مِن لِ كَعبِ",
"وَعَلاَ كَعبُهُم عَلَى كُلِّ كَعبِ",
"وَجَلاَ سَعدُ طَيرِهِم كُلَّ لَهبِ",
"يَومَ نَالَت بِوَضعِهِ ابنَةُ وَهبِ",
"مِن فَخَارٍ مَا لَم تَنلهُ النِّسَاءُ",
"وَضَعَتهُ بَدراً مُنِيراً أشَمَّا",
"فَتَجَلَّى ضَوءُ الصَّبَاحِ وَعَمَّا",
"وَاختَفَى مِنهُ البَدرُ وَهوَ استَتَمَّا",
"وَأتَت قَومَهَا بِأفضَلَ مِمَّا",
"حَمَلَت قَبلُ مَريَمُ العَذرَاءُ",
"رَفَعَتهُ الأملاَكُ ِذ عَرَفَتهُ",
"فِي المُحَيَّا مِن دَمٍ وَرَعَتهُ",
"ثُمَّ عَأدَت ذ أمُّهُ أضجَعَتهُ",
"شَمَّتَتهُ الأملاَكُ ِذ وضَعَتهُ",
"وَشَفَتنَا بِقَولِهَا الشَّفَّاءُ",
"قَابِضاً قَبضَةً مِنَ الأرضِ بِالكَف",
"ف وَفِي ذاَك القَبضِ زُهدٌ تَعَرَّف",
"واعتِلاَءٌ بِهَا تَصَرَّف",
"رَافِعاًُ رَاسَهُ وَفِي ذَلِكَ الرَّف",
"عِ ِلَى كُلِّ سُؤدَدٍ يمَاءُ",
"وَلِسرَائِهِ لِرَبٍّ وَن مَا",
"لَهُ وَجهٌ لِغَيرِ وَجهِهِ يُنمَى",
"وَتَرَقِّيهِ فِي المَعَارِفِ أو مَا",
"رَامِقاً طَرفُهُ السَّمَاءَ ومَرمَى",
"عَينِ مَن شَأنُهُ العُلوُّ العَلاَءُ",
"وَلِكَونِهِ قَاسِماً بِيَدَيهِ",
"مِفتَحُ الكَونِ والأمَانِي لَدَيهِ",
"نَزَلَت أملاَكُ السَّمَاءِ عَلَيهِ",
"وَتَدَلَّت زُهرُ النُّجُومِ ِلَيهِ",
"فأضَاءَت بِضَوئِهَا الأرجَاءُ",
"ولِكَونِهِ نُورَ أعيُنِنَا رُو",
"حَ جُسُومٍ بالرَّوحِ مَنهُ استَمَرُّوا",
"طَوَّفُوهُ بَراً وَبَحراً وَمَرُّوا",
"وَتَرَاءَت قُصُورُ قَيصَرَ بِالرُّو",
"مِ يَرَاهَا مَن دَارُهُ البَطحَاءُ",
"بِجَمِيعِ الأطوَارِ لاَحَت سِمَاتُ",
"وَثِيابٌ مِنَ الهُدَى مُعلَمَاتُ",
"وبِوَضعٍ يٌ لَهُ بَارزَاتُ",
"وَبَدَت فِي رَضَاعِهِ مُعجِزَاتُ",
"لَيسَ فِيهَا عَنِ العُيُونِ خَفَاءُ",
"هُوَ عَصمَاءُ العِقدِ كَانَت وَفَاةُ",
"لأبِيهِ بِهَا اسّتَتَمَّت صِفَاتُ",
"حُرِمَت خَيرَ كَنزِهِ مُعرِضَاتُ",
"ِذ أَبَتهُ لِيُتمِهِ مُرضِعَاتُ",
"قُلنً مَا فِي اليَتِيمِ عَنَّا غَنَاءُ",
"ما دَرَت أن مِنهُ تُنَالُ الصِّلاَتُ",
"وَلَهُ لاَ لِلسُّحبِ تُؤتَى الصَّلاَةُ",
"أخطَأتهَا مِن أجلِ شُؤمٍ هِبَاتُ",
"فأَتَتهُ مِن لِ سَعدٍ فَتَاةُ",
"قَد أبَتهَا لِفَقرِهَا الرُّضَعَاءُ",
"جَبَرَ اللهُ صَدعَهَا وَوَقَتهَا",
"خَيبَةَ السَّعدِ نِيَّةٌ صَدَقَتهَا",
"أيُّمَا رُتبَةٍ بِهَا لَحِقِتهَا",
"أرضَعَتهُ لِبَانَهَا فَسَقَتهَا",
"وَبَنِيهَا ألبَانَهُنَّ الشَّاءُ",
"سُحبُ خَيرٍ بِنَشرِ رِيحِهِ سَحَّت",
"وَدقَ سعَادٍ وَالسَّمَاواتُ شَحَّت",
"عِندَمَا دَرَّ ثَديُهَا الشَّاءُ دَرَّت",
"أصبَحَت شُوَّلاً عِجَافاً وَأمسَت",
"مَا بِهَا شَائِلٌ وَلاَ عَجفَاءُ",
"مَا رَعَت مَرعىً غَيرَ مُخضَرِّ فَضلِ",
"وَنَبَاتٍ مِنَ السَّعَادَةِ خَضلِ",
"عَبِقَ النَّشرُ مِنهُ فِي كُلِّ رَحلِ",
"أخصَبَ العَيشُ عِندهَا بَعدَ مَحلِ",
"ِذ غَذَا لِلنَّبِىِّ مِنهَا غِذَاءُ",
"ِذ رَأتهُ تَيَقَّنَت أنَّهُ نَج",
"مُ هُدىً لاَمِعُ السَّنَا يَتَوَهَّج",
"وَبِوَحدَةِ اللهِ وَالحَقُّ أبلَج",
"يَا لَهَا مِنَّةً لَقَد ضُوعِفَ الأج",
"رُ عَلَيهَا مِن جِنسِهَا وَالجزَاءُ",
"وكَسَت أرضَ ل سًَعدٍ لِبَاسَا",
"مِن نَبَاتٍ لَم يَبقَ فِيهِ بَاسَا",
"حَيثُ كَانُوا مَثوىً لَهُ وكِنَاسَا",
"وِذَا سَخَّرَ الِلاَهُ أنَاسَا",
"لِسَعِيدٍ فَِنَّهُم سُعَدَاءُ",
"دَرَّ ثَدي ابنِهَا وَمِن قَبلُ مَا مَص",
"وَثُدِيُّ الِيمَانِ وَالنَ حَصَحَص",
"وكَذَاكَ الذي لِفِعلهِ أخلَص",
"حَبَّةٌ أنبَتَت سَنَابِلَ وَالعَص",
"فُ لَدَيهِ يَستشرِفُ الضُّعَفَاءُ",
"شَبَّ أنقَى مِن زَهرِ رَوضٍ جَلَتهُ",
"يَدُ سُحبٍ وَبَهجَةٌ شَمَلَتهُ",
"وَبِهِ كُلُّ مَا اشتَهَت وَصَلَتهُ",
"وَأتَت جَدَّهُ وَقَد فَصَلَتهُ",
"وَبِهَا مِن فِصَالِهِ البُرَحَاءُ",
"مَا دَرَتهُ عَن كُلِّ سُوءٍ تَخَلَّى",
"وَبِكُلِّ الخَيرَاتِ مِنهُ تَحَلَّى",
"وازدَرَى نُورُهُ بِبَدرٍ تَجَلَّى",
"ِذ أحَاطَت بِهِ مَلاَئكَةُ الل",
"هِ فَظنَّت بِأنَّهُم قُرنَاءُ",
"وَرَهَا لَم تَسلُ عَن رُؤيَةٍ",
"وَجهاً بِهِ أسرَارُ الجَمَالِ تَمَوَّج",
"وبِتَاجٍ مِنَ الجَلاَلِ مُتَوِّج",
"وَرَأى وَجدَها بِهِ وَمِنَ الوَج",
"دِ لَهِيبٌ تَصلَى بِهِ الأحشَاءُ",
"سَعِدَت سَعدٌ مُنذُ زُفَّ ِلَيهَا",
"وَأضَاءَت شُمُوسُ حُسنٍ عَلَيهَأ",
"رَقَّصَتهُ شَيمَاؤُهُ بِيَدَيهَا",
"فَارَقَتهُ كُرهاً وكَانَ لَدَيهَا",
"ثَاوِياً لاَ يُمَلُّ مِنهُ الثَّوَاءُ",
"أيُّ شَيءٍ بَدرُ الدُّجَىن لَهُ يخفَض",
"صَانَ أسرَارَهُ الخِتَامُ فَلاَ الفَض",
"ضُ مُلِمٌّ بِهِ وَلاَ الِفضَاءُ",
"يَا لَها مِن مُقَدِّمَاتٍ مِنَ الخُلَّةِ",
"وَالحُبِّ قَلبَهُ تَتَخَلَّل",
"وَتَدَلَّت قُطوفُهَا تَتَهَدَّل",
"ألِفَ النُّسكَ والعِبَادَةَ والخَل",
"وَةَ طِفلاً وَهَكَذَا النُّجَبَاءُ",
"طَهَّرَ اللهُ مِنهُ ذَاتاً وَجَيبَا",
"لَم يَرَ القَومُ مِنهُ مُذ كَان رَيبَا",
"ودَعوَهُ الأمِينَ سِراً وَغَيبَا",
"وَِذَا حَلَّتِ الهِدَايَةُ قَلبَا",
"نَشِطَت فِي العِبَادَةِ الأعضَاءُ",
"سَيِّدٌ كُلُّ سُؤدَدٍ كَانَ عَنهُ",
"مَاجِدٌ لَم يُدرَك لِمَجدِهِ كُنهُ",
"يَرجَحُ الكَونَ كُلَّهُ ن يَزِنهُ",
"شُقَّ عَن قَلبِهِ وَأخرِجَ مَنهُ",
"مُضغَةٌ عِندَ غَسلِهِ سَوداءُ",
"قَبَّلُوه وَبَشَّرُوهُ بِأن أو",
"تِيَ مَا لَم يُؤتَ الذين استَضَاءُوا",
"لَم يَجِد مَسّا لَم يَرعِ حِينَ جَاءُوا",
"خَتَمَتهُ يُمنَى الأمينِ وَقَد أو",
"دعِ مَا لَم تُذَع لَهُ أنبَاءُ",
"أيُّ سِرٍّ أسرَارُهُ لَم تُقَوَّض",
"أيُّ مِسكٍ وَأيُّ عِطرٍ تَخَوَّض",
"ذ أتَى الشّامَ شَامَ أعلاَمُهُ الرُّهبَانُ",
"هَزَّ عَطفَي خَدِيجَةَ خُبرُه",
"وَضَعَ الرُكنَ وَهوَ فِى البَيتِ سِرُّه",
"بَعَثَ اللهُ عِندَ مَبعَثِهِ الشُّه",
"بَ حِرَاساً وضَاقَ عَنهَا الفَضَاءُ",
"وَدَهَى القَومَ مَا رَأتهُم وَقد هَمَّهُمُ",
"أمرُهَا الغَرِيبُ وَألَّم",
"لَم تَكُن بِانتِشَارِهَا قَبلُ تُعلَم",
"تَطرُدُ الجِنَّ عَن مَقَاعِدَ لِلسَّم",
"عِ كَمَا تَطردُ الذِّئَابَ الرِّعَاءُ",
"دَافِعَاتٌ ذُبَابَهُ عَن مَرَايَا",
"وَحيِ صِدقٍ ِلَى أجَلِّ البَرَايَا",
"أحمَدَ المَاحِي الكُفرَ سَيفاً وَيَا",
"فَمَحَت يَةَ الكَهَانَةِ يَا",
"تُ مِنَ الوَحيِ مَا لَهُنَّ امِّحَاءُ",
"عَلَمُ الحُسنِ بِالبَهَاءِ تَطرَّز",
"مَا حَوَى السَّبقَ غَيرُ مَن لَهُ أحرَز",
"ثَالِثٌ لِلبَدرَينِ ِذ رِيءَ عَزَّز",
"وَرَأتهُ خضدِجَةٌ والتُّقَى والز",
"هدُ فِيهِ سَجِيَّةٌ وَالحَيَاءُ",
"وَلَهُ أملاَكٌ تُظَلِّلُ وَالحضرُّ يَصُدُّ",
"الحِربَاءَ والشَّمسُ مِجمَر",
"تَالِياً يَةَ الخَلِيلِ وَأبهَر",
"وَأتَاهَا أنَّ الغَمَامَةَ وَالسَّر",
"حَ أظلَّتهُ مِنهُمَا أفيَاءُ",
"وَسُجُودٌ مِنَ الجَمَادِ وَما بال",
"عَينِ مِن شُكلَةٍ مُزِيلَةِ مُشكِل",
"وَبِخَتمٍ في الظَّهر لِلعِلمِ مُكمِل",
"وَأَحادِيثُ أنَّ وَعدَ رَسُولِ الل",
"ه بالبَعثِ حَانَ مِنهُ الوَفَاءُ",
"فاستخَفَّت شَوقاً لِمَا هُوَ أنجَح",
"وَهيَ مِن رَضوَى فِي الرَّزَانَةِ أرجح",
"وَلَهَا طَيرُ سَعدِهِ كَانَ يَسنَح",
"فَدَعَتهُ ِلَى الزَّوَاجِ وَمَا أح",
"سَنَ مَا يَبلُغُ المنَى الأذكيَّاءُ",
"كَانَ مِنهُ لَهَا عَلَيهِ دَلِيلُ",
"نَّهُ جَنَّةٌ وَظِلٌ ظَلِيلُ",
"وَنَبِيٌّ وَمَجتَبىً ورَسُولُ",
"وَأتَاهُ فِي بَيتِهَا جَبرَئِيلُ",
"وَلِذِي اللُّبِّ في الأمُورِ ارتِيَاءُ",
"بَل تَمَنَّت بِالعَينِ ثلاَجَ صَدرِ",
"فَأمَاطَت عَنهَا الخِمَارَ لِتَدرِي",
"أهُوَ الوَحيُ أم هُوَ الِغمَاءُ",
"بَعدَ قَولٍ لِلمُصطَفَى أئتِ بِأمرِي",
"فَخِدَيَّ اليُمنَى فَيُسرَى فَحِجرِي",
"هَل تَرَى قَالَ أي وَلا مِثلَ بَدرِ",
"فَاختَفَى عِندَ كَشفِهَا الرَّأسَ جِبرِي",
"لُ فَمَا عَادَ أو أعِيدَ الغِطَاءُ",
"احتِرَاماً لِلمُصطَفَى وَلَهُ أن",
"يَتَبَدَّى لَهُ وَسِرُّ تَبَيَّن",
"أو يُرَى لاَّ بِالَّتِي هِيَ أحسَن",
"فَاستَبَانَت خَدِيجَةُ أنَّهُ الكَن",
"زُ الذي حَاوَلَتهُ والكِيمِيَاءُ",
"فَتَرَ الرُّوحُ فَترةً كَادَ يَصلَى",
"مِنهُ شوقاً لِلأنسِ ثُمَّ تَجَلَّى",
"فَدَعَا سِراً لَم يَدُم مَن تَوَلَّى",
"ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ يَدعُو لَى الل",
"هِ وفِي الكُفرِ نَجدَةٌ وَِبَاءُ",
"ِذ أتَاهُ اصدَع جَاءَهُم نَاشِباً ظُفرَ",
"ازدِرءٍ بِهِم وَلَم يَكُ يَضعُف",
"لَبِسُوا جِلدَ النَّمرِ مِن قَولِهِ أف",
"أمَماً أشرِبَت قُلُوبُهُم الكُف",
"رَ فَدَاءُ الضَّلاَلِ فِيهِم عَيَاءُ",
"وَأجَابَتهُ أمَّةٌ مَا طَ غَينَا",
"عَنهُمُ نُورُهُ بِهم قَرَّ عَينَا",
"أيُّ نُورٍ بِذَاكَ ضَاءَ لَدَينَا",
"وَرَأينَا ياتهِ فَاهتدَينَا",
"وَِذَا الحَقُّ جَاءَ زَالَ المِرَاءُ",
"مَحضُ فَضلٍ سَاقَتهُ أيدِي العِنَايَا",
"تِ لَنَا قَبلَ كَونِ كُلِّ البَرَايَا",
"عَزَّ عَن أن يُنَالَ عَقلاً وَرَأيَا",
"رَبِّ نَّ الهُدَى هُدَاكَ وَيَا",
"تُكَ نُورٌ تَهدِي بِهِ مَن تَشَاءُ",
"وَلَكَ الحَمدُ دَائِماً وَلَكَ المُلك",
"وكُلٌّ فِي ثَوبِ فَضلِكَ يَرفُل",
"جَلَّ حُكمُ الزَالِ عَن أن يُعَلَّل",
"كَم رَأينَا مَا لَيسَ يُعقَلُ قَد أل",
"هِمًَ مَا لَيسَ يُلهَمُ العُقلاَءُ",
"جَاءَ ذُو الفِيلِ في جُيُوشٍ بِظِلفِ",
"بَحَثَت عَن حَتفٍ فَصَارَت كَعَصفِ",
"وَنَمَى أمنُ الخَمسِ مِن كُلِّ خَوفِ",
"ِذ أبَى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي",
"لِ ولَم يَنفَعِ الحِجَا والذَّكَاءُ",
"طَارَ ذُو الفِيلِ هَادِماً كَعبَةً فِي",
"جَيشٍ هوَ لَم يَدرِ مَا مِنهُ يُلفِي",
"فَحَمَتهُ طَيرٌ لِنَارِهِ تُطفِي",
"ِذ أبَى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي",
"لِ ولَم يَنفَع الحِجَا والذَّكَاءُ",
"أسجَدَتهُ الأنوَارُ فِي شَيبَةٍ تُخجِلُ",
"شَمساً وَظُلمَةُ اللَّيلِ تُسلَخ",
"وَبِمِسكٍ مِنَ السَّلَامِ تَضَمَّخ",
"والجَمَادَاتُ أفصَحَت بِالذى أخ",
"رِسَ عَنهُ لأحمَدَ الفُصَحَاءُ",
"كَلَّمَتهُ الأحجَارُ جَاءَت لِعَرضِ",
"لِسَلاَمٍ مُؤَدِّيَاتٍ لفَرضِ",
"خَاطَبَتهُ عُجمٌ خِطَاباً لِمُرضِ",
"وَيحَ قَومٍ جَفَوا نَبِيّا بِأرضِ",
"ألِفَتهُ ضِبَابُهَا والظِّبَاءُ",
"حَرَمٌ قَامضت الجِمَالُ لَدَيهِ",
"شَاكِيَاتٍ تَخِرُّ بَينَ يَديهِ",
"وَنَفَوهُ وَحَامَ طَيرٌ عَلَيهِ",
"وَسَلَوهُ وَحَنَّ جِذعٌ َلَيهِ",
"وَقَلَوهُ وَوَدَّهُ الغُرَبَاءُ",
"مَكَرُوا مَكرَهُم بِهِ واستَشَاروا",
"لُسِعُوا بِالذِي جَنَوهُ وشَارُوا",
"ذ دَهَتهُم مَذَلَّةٌ وَصَغَارُ",
"أخرَجُوهُ مِنهَا ووَاهُ غَارُ",
"وَحَمَتهُ حَمَامَةٌ وَرَقَاءُ",
"سَارَ عَنهُم وَمَن لَهُ مَلكُوتُ",
"نَاظِرٌ لَم يَعلَق بِهِ رَهبُوتُ",
"ِنَّهُ أوهَنُ البُيُوتِ بُيُوتُ",
"وَكَفَتهُ بِنَسجِهَا عَنكُبوتُ",
"مَا كَفَتهُ الحَمَامَةُ الحَصداءُ",
"حَلَّ فِي الغَارِ مِناً مِنهُمُ ",
"مَن مِن طَيرِ البَيتِ لَم يَخشَ سُوءَا",
"وَقَفَوهُ والنَّفسُ بِالغَيظِ مَلى",
"واختَفَى مِنهُمُ عَلَى قُربِ مَر",
"هُ ومِن شِدَّةِ الظُّهُورِ الخَفَاءُ",
"قَد سَعَوا فِي ِطفَاءِ نُورِهِ وَاحتَا",
"لُوا وَهَضمُ البُدُورِ لاَ يَتَأتَّى",
"ثُمَّ عَادَت جُمُوعُهُم عَنهُ شَتَّى",
"وَنَحَا المُصطَفَى المَدِينَةَ واشتَأ",
"قَت ِلَيهِ مِن مَكَّةَ الأنحَاءُ",
"حَلَّ بَيتاً للأمِّ مَعبَدَ فَارتَا",
"حَت لِوَصفِ مُحيٍ بِنَشرِهِ مَوتَى",
"وَمُلِينٍ مَن كَانَ قَلبُهُ أعتَى",
"وَتَغَنَّت بِمَدحِهِ الجِنُّ حَتَّى",
"أطرَبَ النسَ مِنهُ ذَاكَ الغِنَاءُ",
"كُلُّ ذِي حُسنٍ فِي مَطَارِفِ نَخوَه",
"يَزدَهِي بِالسُّجُودِ أومَأ نَحوَه",
"بِحُلىً مِنهُ النسُ والجِنُّ نَوَّه",
"وَاقتَفَى ِثرَهُ سُرَقَةُ فاستَه",
"وَتهُ فِي الأرضِ صَافِنٌ جَردَاءُ",
"غَرِقَت فِي الثّرى سَبُوحُهُ لولاَ السِّرُّ",
"مِمَّن قَفَاهُ لَم تَكُ تُحبَس",
"كَونُهُ رَحمَةً بِهَا الأمنُ يُؤنَس",
"ثُمَّ نَادَاهُ بَعدَمَا سِيمَتِ الخَس",
"فَ وقَد يُنجِدُ الغَرِيقَ النِّدَاءُ",
"هِجرةٌ قَد جَلَت لَهُ مَا السَّمَاوَا",
"تُ جَلَتهُ فَسِرُّهُنَّ تَسَاوَى",
"ِذ سَرَى بِهِ جَبرَئِيلُ وَوَى",
"فَطَوَى الأرضَ سَائِراً وَالسَّمَاوَا",
"تِ العُلاَ فَوقَهَا لَهُ سرَاءُ",
"خَدَمَتهُ الأملاَكُ أمَّ بِمَن أخلَصَ",
"مِمَّن بِهِ الأمَاجِدُ تَصرُخ",
"لَيلَةٌ كُلُّ المَجدِ مِنهَا تَأرَّخ",
"فَصِفِ اللَّيلَةَ التي كَان للمُخ",
"تارِ فيهَا عَلَى البُرَاقِ استِوَاءُ",
"مُسرَجاً مُلجَماً أتَوهُ بِهِ كَي",
"يُصطَفَى وَالمِعرَاجُ لَم يَرَهُ حَي",
"ثُمَّ جَاءُوا بِرَفرَفٍ بَاهِرِ الزِّي",
"وَتَرَقَّى بِهِ ِلَى قَابِ قَوسَي",
"نِ وَتِلكَ السِّيَادَةُ القَعسَاءُ",
"كَشَفَ اللهُ عَن عُيُونِهِ سِتراً",
"فَرَهُ بِعَينِ رَأسِهِ جَهرَا",
"سَامِعاً وَحياً لَيسَ يُدرَك سِرَّا",
"رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَانِي حَسرَى",
"دُونَهَا مَا وَرَاءَ هُنَّ وَرَاءُ",
"عَادَ مِن ذَلِكَ الحِمَى جَلَّ قَدرَا",
"وَعَينُ شَمسٍ واللَّيلُ لَم يُبدِ فَجرَا",
"وَشَذَى القُدسِ نَاشِرٌ مِنهُ عِطرَا",
"ثُمَّ وافَى يُحَدِّثُ الناسَ شُكرَا",
"ِذ أتَتهُ مِن ربّهِ النَّعمَاءُ",
"أيُّ شَمسٍ لَيسَت بِذَاتِ ضَرِيبِ",
"تَتَجَلَّى مِنهُ بِذِهنِ أرِيبِ",
"ذ بَدا مُتحِفاً لِكُلِّ قَرِيبِ",
"وَتَحَدَّى فَارتَابَ كُلُّ مُرِيبِ",
"أوَ يَبقَى مَعَ السُّيُول الغُثاءُ",
"أيُّ عِطرٍ مِن ذَلِكَ الرَّوضِ يَعبَق",
"بِهِ عِطرُ النِّسرِينِ والوَردِ يَعلَق",
"بِشَذّى خُلقِهِ النَّسِيمُ تَخَلَّق",
"وهوَ يَدعُو ِلى الِلاَهِ وِن شَق",
"قَ عَلًَيهِ كُفرٌ بِهِ وَازدرَاءُ",
"وَرَمَوهُ بِالسِّحرِ حِينَ تَرَوَّوا",
"مَا تَوَلَّى عَن رُشدِهِم ِذ تَوَلَّوا",
"وَيُهَدِّي لِلذِّكرِ لَولاَهُ أصغَوا",
"ويَدُلُّ الوَرَى عَلَى اللهِ بِالتَّو",
"حِيدِ وهوَ المحجَّةُ البَيضَاءُ",
"لَهُ فِي كُلِّ الخَافِقَينِ استَبَانَت",
"بَيِّنَاتٌ بِهَا القُساةُ استَلاَنَت",
"وَتَوَالَت مِن بَعدِ مَا قَد تَوَالَت",
"فَبِمَا رَحمَةٍ مِنَ اللهِ لاَنَت",
"صَخرَةٌ مِن ِبَائهِم صَمَّاءُ",
"أشرَقَت مِنهُم نَيِّرَاتٌ بِنُجحِ",
"مِن دُجى الكُفرِ فَاستَحَالَت لِرَوحِ",
"جَنَحَت مِن بَعدِ اعتِزَازٍ لِصُلحِ",
"واستَجَابَت لَهُ بِنَصرٍ وَفَتحِ",
"بَعدَ ذَاكَ الخَضرَاءُ والغَبرَاءُ",
"وَأتَتهُ الوُفُودُ تهرَعُ مِن شَر",
"قٍ وغَربٍ كُلٌّ لَهُ السَّيفُ أنذَر",
"بَعدَ عُسرٍ أتَاهُ يُسرٌ وَأزَّر",
"وأطَاعَت لأمرِهِ العَرَبُ العَر",
"بَاءُ والجَاهِلِيَّةُ الجَهلاَءُ",
"لَم تَزَل شَمسُ يِهِ فِيهِمُ تُبدِي عُجَاباً",
"لَهُم وَلَم تَكُ تَغرُب",
"وَقَنَاهُ فِي صَدرِ مَن حَادَ تُعرِب",
"وَتَوَالَت للمُصطفَى اليةُ الكُب",
"رَى عَلَيهِم والغَارَةُ الشَّعوَاءُ",
"فَلَكُم يةٍ عَلَيهِمُ تُتلَى",
"مُدنِياتٍ مَن قَد نَأى وَتَوَلَّى",
"وَلَكَم رَايَةٍ لَدَيهِمُ تُجلى",
"فَِذَا مَا تَلاَ كِتَاباً مِنَ الل",
"هِ تَلَتهُ كَتِيبَةٌ خَضرَاءُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595327 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_0|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> كُنتَ نُوراً وكَانَ ثَمَّ عَماءُ <|vsep|> وَنَبِيّاً وليس طِينٌ وَماءُ </|bsep|> <|bsep|> وِذا كانَ مِن عُلاكَ العَلاءُ <|vsep|> كيفَ تَرقى رُقِيَّكَ الأنبياءُ </|bsep|> <|bsep|> يا سماءً ما طاوَلَتها سَماءُ <|vsep|> ولكَ الكَونُ كانَ ِذ كُنتَ فَتحاً </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ خَتماً لَهُ ولَم تَألُ نُصحَا <|vsep|> وِذَا الأنبياءُ سَاوَوكَ مَدحَا </|bsep|> <|bsep|> لَم يُساوُوكَ في عُلاكَ وقَدحَا <|vsep|> لَ سنىً مِنكَ دُونَهُم وَسَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> هُم عُيونٌ وأنتَ ِنسانٌ اسنَى <|vsep|> هُم قَصِيدٌ وَأنتَ بَيتُهُ حُسنَا </|bsep|> <|bsep|> هُم رِياضٌ وَأنتَ زَهرُهُ تُجنَى <|vsep|> ِنَّمَا مَثَّلوا صِفاتِكَ لِلنَّا </|bsep|> <|bsep|> سِ كَمَا مثَّلَ النُّجومَ الماءُ <|vsep|> أنتَ أصلُ الأكوانِ أنتَ بِهَا القَصدُ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنكَ استَمَدَّ مَن كَانَ مُخلَص <|vsep|> أنتَ ظِلُّ الرَّحمَنِ لَم يَتَقَلَّص </|bsep|> <|bsep|> أنتَ مِصبَاحُ كلِّ فَضلٍ فَمَا تَص <|vsep|> دُرُ لاَّ عَن ضَوئِكَ الأضوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَكَ فِى وَجهِ دَمٍ كَانَ قَد حَيَّا <|vsep|> المُحَيِّي لَولاَكَ يَا رُوحُ لاَ حَي </|bsep|> <|bsep|> لَكَ فِيهِ يَا كَعبَةً سَجَدَ الحَي <|vsep|> لَكَ ذَاتُ العُلومِ مِن عالِمِ الغَي </|bsep|> <|bsep|> بِ ومِنهَا لدَمَ الأسمَاءُ <|vsep|> أنتَ صَفوٌ مِنَ الصَّفلاءِ انتُخِبتَا </|bsep|> <|bsep|> فِى جِنانِ النَّعِيمِ مِن قَبلُ طِبتَا <|vsep|> مِن لَدُن دَمٍ وَنَجلِهِ شِيثَا </|bsep|> <|bsep|> لَم تَزَل فِي ضَمَائِرِ الكَونِ تُختَا <|vsep|> رُ لَكَ الأمَّهضاتُ والبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ مَبعُوثٍ للأنَامِ تَجَلَّى <|vsep|> أخَذَ اللهُ مِنهُ عَهداً وَِلاَّ </|bsep|> <|bsep|> أن يُذِيعَ فِي قَومِهِ مِنكَ فَضلاً <|vsep|> مَا مَضَت فَترَةٌ مِنَ الرُّسلِ لاَّ </|bsep|> <|bsep|> بَشرَّت قَومَهَابِكَ الأنبِياءُ <|vsep|> بِك دريسُ فِي المَعَالِي أشَمُّ </|bsep|> <|bsep|> بِكَ نُوحٌ نَجَا وَقَد طَمَّ يَمُّ <|vsep|> بِكَ سَامٌ سَما لِقَدرِهِ نَجمُ </|bsep|> <|bsep|> تَتَبَاهَى بِكَ العُصُورُ وَتَسمُو <|vsep|> بِكَ عَليَاءُ بَعدَهَا عَليَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِكَ برَاهِيمٌ كَفاهُ العَلِيمُ <|vsep|> فَاستَحَالَت ِلَى الجِنَانِ الجَحِيمُ </|bsep|> <|bsep|> وَفَدَى ابنَهُ مِنهُ ذِبحٌ عَظِيمُ <|vsep|> وَبَدا لِلوُجُودِ ِلَى الجِنَانِ الجَحيمُ </|bsep|> <|bsep|> مِن كَرِيمٍ باؤُهُ كُرَمَاءُ <|vsep|> نَسَبٌ طَاهِرٌ حَبَاهُ الِلاَهُ </|bsep|> <|bsep|> بِكَ يا زَينُ كُلُّ شَينٍ خَلاَهُ <|vsep|> نَسَبٌ مِن حُلاَكَ نِيطَ طُلاَهُ </|bsep|> <|bsep|> نَسَبٌ تَحسِبُ العُلاَ بِحُلاَهُ <|vsep|> قَلَّدَتهَا نُجُومَهَا الجَوزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَبَّذَا فَرعٌ مُبرِزٌ لِثِمَارِ <|vsep|> بِنِجَارٍ مِن خِندِفٍ وَنِزَارِ </|bsep|> <|bsep|> حَبَّذَا مِعصَمٌ زَهَا بِسوَارِ <|vsep|> حَبَّذَا عِقدُ سُؤدَدٍ وَفَخَارِ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ فِيهِ اليَتِيمَةُ العَصمَاءُ <|vsep|> حَبَّذَا نُورٌ ضَاءَ مَعك نَجِيءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي هُدَاهُ المُهدَى لَنَا وَنَفِيءُ <|vsep|> وَبِكَ ارجَاءُ القُلُوبِ تُبضِيءُ </|bsep|> <|bsep|> وَمُحَيّاً كَالشَّمسِ مِنكَ مُضِيءُ <|vsep|> أسفَرَت عَنهُ لَيلَةُ غَرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَيلَةً فَتَّقَت لَنَا غُصنَ مَجدِ <|vsep|> عَبقٍ مُعبِقٍ لِغَورٍ وَنَجدِ </|bsep|> <|bsep|> حَرَّكتَ فِي الكَونَين سَاكِنَ وَجدِ <|vsep|> لَيلَةُ المَولِدِ الَّذِي كَانَ لِلدِّي </|bsep|> <|bsep|> نِ سُرُورٌ بِيَومِهِ وَازدِهَا <|vsep|> لَيلَةٌ أشرَفَت بِهَا الحُورُ تَشهَد </|bsep|> <|bsep|> طَلعَةً فِي مِرتِهَا الحُسنُ يُشهَد <|vsep|> وَأفَاضُوا نَجمُ النَّبِيِّ تَوَقَّد </|bsep|> <|bsep|> وَتَوَالَت بُشرَى الهَواتِفِ أن قَد <|vsep|> وُلِدِ المُصطَفَى وَحُقَّ الهَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَأحِبُ الدَّولَةِ الَّذِي كُلُ دَولا <|vsep|> تِ رَعَايَاهُ لَيسَ غَيرُهُ مَولَى </|bsep|> <|bsep|> وَتَلاَ لِلطَّاغُوتِ أولَى فَأولَى <|vsep|> وَتَدَاعَى ِيوَانُ كِسرَى وَلَولاَ </|bsep|> <|bsep|> يَةٌ مِنكَ مَا تَدَاعَى البِنَاءُ <|vsep|> عَلَمُ اليُمنِ سَعدُ مَن يَرتضِيهِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُومُ رُشداً بِمَا يَقتَضِيهِ <|vsep|> أُزلِفَت جَنَّةٌ لِمَن يَقتَفِيهِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَا كُلُّ بَيتِ بِمَا يَقتَضِيهِ <|vsep|> كُربَةٌ مِن خُمُودِهَا وَبلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأى المُوبَذَانُ فِي النَّومِ مُلكَا <|vsep|> قَاطِعاً دِجلَةً ومَا احتَاجَ فُلكَا </|bsep|> <|bsep|> مُنذِراً أنَّ مَن يُنَاوِيهِ هَلكَى <|vsep|> وَعُيُونٌ لِلفُرسِ غَارَت فَهَل كَا </|bsep|> <|bsep|> نَ لِنِيرَانِهِم بِهَا طفَاءُ <|vsep|> مَولِدٌ جَنَّةُ المُنَى نُزهَةُ النَّف </|bsep|> <|bsep|> سِ بِهِ ذَانُ المُحِبِّ تُشَنَّف <|vsep|> لاَحَ فَضلٌ لَهُ وَالأورَاقُ تَخصَف </|bsep|> <|bsep|> مَولِدٌ كانَ مِنهُ فِي طَالِعِ الكُف <|vsep|> رِ وبَالٌ عَلَيهِمُ وَوَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مَولِدٌ دَائمُ النَّدَى رَوضُهُ الخَض <|vsep|> لُ بِهِ أرحَامُ الكَمَالش تَمَخَّض </|bsep|> <|bsep|> لم يَكُن مَن لَهُ أُضِيفَ لِيُخفَض <|vsep|> فَهنِيئاً مِنهُ لمِنَةَ الفَض </|bsep|> <|bsep|> لُ الذِي شُرِّفَت بِهِ حَوَّاءُ <|vsep|> رَحمَةُ اللهُ رَبُّكَ يفتَح </|bsep|> <|bsep|> زَهرَةٌ شُمَّت قَبلَ أن تَتَفَتَّح <|vsep|> وشَذَاهَا لِصَاحِبِ الفِيلِ ألفَح </|bsep|> <|bsep|> مَن لِحَوَّاءَ أنَّهَا حَمَلَت أح <|vsep|> مَدَ أو أنَّهَا بِهِ نُفَسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يَومَ لاحَ الفَخَارُ مِن لِ كَعبِ <|vsep|> وَعَلاَ كَعبُهُم عَلَى كُلِّ كَعبِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَلاَ سَعدُ طَيرِهِم كُلَّ لَهبِ <|vsep|> يَومَ نَالَت بِوَضعِهِ ابنَةُ وَهبِ </|bsep|> <|bsep|> مِن فَخَارٍ مَا لَم تَنلهُ النِّسَاءُ <|vsep|> وَضَعَتهُ بَدراً مُنِيراً أشَمَّا </|bsep|> <|bsep|> فَتَجَلَّى ضَوءُ الصَّبَاحِ وَعَمَّا <|vsep|> وَاختَفَى مِنهُ البَدرُ وَهوَ استَتَمَّا </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت قَومَهَا بِأفضَلَ مِمَّا <|vsep|> حَمَلَت قَبلُ مَريَمُ العَذرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَفَعَتهُ الأملاَكُ ِذ عَرَفَتهُ <|vsep|> فِي المُحَيَّا مِن دَمٍ وَرَعَتهُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ عَأدَت ذ أمُّهُ أضجَعَتهُ <|vsep|> شَمَّتَتهُ الأملاَكُ ِذ وضَعَتهُ </|bsep|> <|bsep|> وَشَفَتنَا بِقَولِهَا الشَّفَّاءُ <|vsep|> قَابِضاً قَبضَةً مِنَ الأرضِ بِالكَف </|bsep|> <|bsep|> ف وَفِي ذاَك القَبضِ زُهدٌ تَعَرَّف <|vsep|> واعتِلاَءٌ بِهَا تَصَرَّف </|bsep|> <|bsep|> رَافِعاًُ رَاسَهُ وَفِي ذَلِكَ الرَّف <|vsep|> عِ ِلَى كُلِّ سُؤدَدٍ يمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلِسرَائِهِ لِرَبٍّ وَن مَا <|vsep|> لَهُ وَجهٌ لِغَيرِ وَجهِهِ يُنمَى </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَقِّيهِ فِي المَعَارِفِ أو مَا <|vsep|> رَامِقاً طَرفُهُ السَّمَاءَ ومَرمَى </|bsep|> <|bsep|> عَينِ مَن شَأنُهُ العُلوُّ العَلاَءُ <|vsep|> وَلِكَونِهِ قَاسِماً بِيَدَيهِ </|bsep|> <|bsep|> مِفتَحُ الكَونِ والأمَانِي لَدَيهِ <|vsep|> نَزَلَت أملاَكُ السَّمَاءِ عَلَيهِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَدَلَّت زُهرُ النُّجُومِ ِلَيهِ <|vsep|> فأضَاءَت بِضَوئِهَا الأرجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ولِكَونِهِ نُورَ أعيُنِنَا رُو <|vsep|> حَ جُسُومٍ بالرَّوحِ مَنهُ استَمَرُّوا </|bsep|> <|bsep|> طَوَّفُوهُ بَراً وَبَحراً وَمَرُّوا <|vsep|> وَتَرَاءَت قُصُورُ قَيصَرَ بِالرُّو </|bsep|> <|bsep|> مِ يَرَاهَا مَن دَارُهُ البَطحَاءُ <|vsep|> بِجَمِيعِ الأطوَارِ لاَحَت سِمَاتُ </|bsep|> <|bsep|> وَثِيابٌ مِنَ الهُدَى مُعلَمَاتُ <|vsep|> وبِوَضعٍ يٌ لَهُ بَارزَاتُ </|bsep|> <|bsep|> وَبَدَت فِي رَضَاعِهِ مُعجِزَاتُ <|vsep|> لَيسَ فِيهَا عَنِ العُيُونِ خَفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ عَصمَاءُ العِقدِ كَانَت وَفَاةُ <|vsep|> لأبِيهِ بِهَا اسّتَتَمَّت صِفَاتُ </|bsep|> <|bsep|> حُرِمَت خَيرَ كَنزِهِ مُعرِضَاتُ <|vsep|> ِذ أَبَتهُ لِيُتمِهِ مُرضِعَاتُ </|bsep|> <|bsep|> قُلنً مَا فِي اليَتِيمِ عَنَّا غَنَاءُ <|vsep|> ما دَرَت أن مِنهُ تُنَالُ الصِّلاَتُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ لاَ لِلسُّحبِ تُؤتَى الصَّلاَةُ <|vsep|> أخطَأتهَا مِن أجلِ شُؤمٍ هِبَاتُ </|bsep|> <|bsep|> فأَتَتهُ مِن لِ سَعدٍ فَتَاةُ <|vsep|> قَد أبَتهَا لِفَقرِهَا الرُّضَعَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جَبَرَ اللهُ صَدعَهَا وَوَقَتهَا <|vsep|> خَيبَةَ السَّعدِ نِيَّةٌ صَدَقَتهَا </|bsep|> <|bsep|> أيُّمَا رُتبَةٍ بِهَا لَحِقِتهَا <|vsep|> أرضَعَتهُ لِبَانَهَا فَسَقَتهَا </|bsep|> <|bsep|> وَبَنِيهَا ألبَانَهُنَّ الشَّاءُ <|vsep|> سُحبُ خَيرٍ بِنَشرِ رِيحِهِ سَحَّت </|bsep|> <|bsep|> وَدقَ سعَادٍ وَالسَّمَاواتُ شَحَّت <|vsep|> عِندَمَا دَرَّ ثَديُهَا الشَّاءُ دَرَّت </|bsep|> <|bsep|> أصبَحَت شُوَّلاً عِجَافاً وَأمسَت <|vsep|> مَا بِهَا شَائِلٌ وَلاَ عَجفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مَا رَعَت مَرعىً غَيرَ مُخضَرِّ فَضلِ <|vsep|> وَنَبَاتٍ مِنَ السَّعَادَةِ خَضلِ </|bsep|> <|bsep|> عَبِقَ النَّشرُ مِنهُ فِي كُلِّ رَحلِ <|vsep|> أخصَبَ العَيشُ عِندهَا بَعدَ مَحلِ </|bsep|> <|bsep|> ِذ غَذَا لِلنَّبِىِّ مِنهَا غِذَاءُ <|vsep|> ِذ رَأتهُ تَيَقَّنَت أنَّهُ نَج </|bsep|> <|bsep|> مُ هُدىً لاَمِعُ السَّنَا يَتَوَهَّج <|vsep|> وَبِوَحدَةِ اللهِ وَالحَقُّ أبلَج </|bsep|> <|bsep|> يَا لَهَا مِنَّةً لَقَد ضُوعِفَ الأج <|vsep|> رُ عَلَيهَا مِن جِنسِهَا وَالجزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وكَسَت أرضَ ل سًَعدٍ لِبَاسَا <|vsep|> مِن نَبَاتٍ لَم يَبقَ فِيهِ بَاسَا </|bsep|> <|bsep|> حَيثُ كَانُوا مَثوىً لَهُ وكِنَاسَا <|vsep|> وِذَا سَخَّرَ الِلاَهُ أنَاسَا </|bsep|> <|bsep|> لِسَعِيدٍ فَِنَّهُم سُعَدَاءُ <|vsep|> دَرَّ ثَدي ابنِهَا وَمِن قَبلُ مَا مَص </|bsep|> <|bsep|> وَثُدِيُّ الِيمَانِ وَالنَ حَصَحَص <|vsep|> وكَذَاكَ الذي لِفِعلهِ أخلَص </|bsep|> <|bsep|> حَبَّةٌ أنبَتَت سَنَابِلَ وَالعَص <|vsep|> فُ لَدَيهِ يَستشرِفُ الضُّعَفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> شَبَّ أنقَى مِن زَهرِ رَوضٍ جَلَتهُ <|vsep|> يَدُ سُحبٍ وَبَهجَةٌ شَمَلَتهُ </|bsep|> <|bsep|> وَبِهِ كُلُّ مَا اشتَهَت وَصَلَتهُ <|vsep|> وَأتَت جَدَّهُ وَقَد فَصَلَتهُ </|bsep|> <|bsep|> وَبِهَا مِن فِصَالِهِ البُرَحَاءُ <|vsep|> مَا دَرَتهُ عَن كُلِّ سُوءٍ تَخَلَّى </|bsep|> <|bsep|> وَبِكُلِّ الخَيرَاتِ مِنهُ تَحَلَّى <|vsep|> وازدَرَى نُورُهُ بِبَدرٍ تَجَلَّى </|bsep|> <|bsep|> ِذ أحَاطَت بِهِ مَلاَئكَةُ الل <|vsep|> هِ فَظنَّت بِأنَّهُم قُرنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَرَهَا لَم تَسلُ عَن رُؤيَةٍ <|vsep|> وَجهاً بِهِ أسرَارُ الجَمَالِ تَمَوَّج </|bsep|> <|bsep|> وبِتَاجٍ مِنَ الجَلاَلِ مُتَوِّج <|vsep|> وَرَأى وَجدَها بِهِ وَمِنَ الوَج </|bsep|> <|bsep|> دِ لَهِيبٌ تَصلَى بِهِ الأحشَاءُ <|vsep|> سَعِدَت سَعدٌ مُنذُ زُفَّ ِلَيهَا </|bsep|> <|bsep|> وَأضَاءَت شُمُوسُ حُسنٍ عَلَيهَأ <|vsep|> رَقَّصَتهُ شَيمَاؤُهُ بِيَدَيهَا </|bsep|> <|bsep|> فَارَقَتهُ كُرهاً وكَانَ لَدَيهَا <|vsep|> ثَاوِياً لاَ يُمَلُّ مِنهُ الثَّوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أيُّ شَيءٍ بَدرُ الدُّجَىن لَهُ يخفَض <|vsep|> صَانَ أسرَارَهُ الخِتَامُ فَلاَ الفَض </|bsep|> <|bsep|> ضُ مُلِمٌّ بِهِ وَلاَ الِفضَاءُ <|vsep|> يَا لَها مِن مُقَدِّمَاتٍ مِنَ الخُلَّةِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحُبِّ قَلبَهُ تَتَخَلَّل <|vsep|> وَتَدَلَّت قُطوفُهَا تَتَهَدَّل </|bsep|> <|bsep|> ألِفَ النُّسكَ والعِبَادَةَ والخَل <|vsep|> وَةَ طِفلاً وَهَكَذَا النُّجَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَهَّرَ اللهُ مِنهُ ذَاتاً وَجَيبَا <|vsep|> لَم يَرَ القَومُ مِنهُ مُذ كَان رَيبَا </|bsep|> <|bsep|> ودَعوَهُ الأمِينَ سِراً وَغَيبَا <|vsep|> وَِذَا حَلَّتِ الهِدَايَةُ قَلبَا </|bsep|> <|bsep|> نَشِطَت فِي العِبَادَةِ الأعضَاءُ <|vsep|> سَيِّدٌ كُلُّ سُؤدَدٍ كَانَ عَنهُ </|bsep|> <|bsep|> مَاجِدٌ لَم يُدرَك لِمَجدِهِ كُنهُ <|vsep|> يَرجَحُ الكَونَ كُلَّهُ ن يَزِنهُ </|bsep|> <|bsep|> شُقَّ عَن قَلبِهِ وَأخرِجَ مَنهُ <|vsep|> مُضغَةٌ عِندَ غَسلِهِ سَوداءُ </|bsep|> <|bsep|> قَبَّلُوه وَبَشَّرُوهُ بِأن أو <|vsep|> تِيَ مَا لَم يُؤتَ الذين استَضَاءُوا </|bsep|> <|bsep|> لَم يَجِد مَسّا لَم يَرعِ حِينَ جَاءُوا <|vsep|> خَتَمَتهُ يُمنَى الأمينِ وَقَد أو </|bsep|> <|bsep|> دعِ مَا لَم تُذَع لَهُ أنبَاءُ <|vsep|> أيُّ سِرٍّ أسرَارُهُ لَم تُقَوَّض </|bsep|> <|bsep|> أيُّ مِسكٍ وَأيُّ عِطرٍ تَخَوَّض <|vsep|> ذ أتَى الشّامَ شَامَ أعلاَمُهُ الرُّهبَانُ </|bsep|> <|bsep|> هَزَّ عَطفَي خَدِيجَةَ خُبرُه <|vsep|> وَضَعَ الرُكنَ وَهوَ فِى البَيتِ سِرُّه </|bsep|> <|bsep|> بَعَثَ اللهُ عِندَ مَبعَثِهِ الشُّه <|vsep|> بَ حِرَاساً وضَاقَ عَنهَا الفَضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَدَهَى القَومَ مَا رَأتهُم وَقد هَمَّهُمُ <|vsep|> أمرُهَا الغَرِيبُ وَألَّم </|bsep|> <|bsep|> لَم تَكُن بِانتِشَارِهَا قَبلُ تُعلَم <|vsep|> تَطرُدُ الجِنَّ عَن مَقَاعِدَ لِلسَّم </|bsep|> <|bsep|> عِ كَمَا تَطردُ الذِّئَابَ الرِّعَاءُ <|vsep|> دَافِعَاتٌ ذُبَابَهُ عَن مَرَايَا </|bsep|> <|bsep|> وَحيِ صِدقٍ ِلَى أجَلِّ البَرَايَا <|vsep|> أحمَدَ المَاحِي الكُفرَ سَيفاً وَيَا </|bsep|> <|bsep|> فَمَحَت يَةَ الكَهَانَةِ يَا <|vsep|> تُ مِنَ الوَحيِ مَا لَهُنَّ امِّحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> عَلَمُ الحُسنِ بِالبَهَاءِ تَطرَّز <|vsep|> مَا حَوَى السَّبقَ غَيرُ مَن لَهُ أحرَز </|bsep|> <|bsep|> ثَالِثٌ لِلبَدرَينِ ِذ رِيءَ عَزَّز <|vsep|> وَرَأتهُ خضدِجَةٌ والتُّقَى والز </|bsep|> <|bsep|> هدُ فِيهِ سَجِيَّةٌ وَالحَيَاءُ <|vsep|> وَلَهُ أملاَكٌ تُظَلِّلُ وَالحضرُّ يَصُدُّ </|bsep|> <|bsep|> الحِربَاءَ والشَّمسُ مِجمَر <|vsep|> تَالِياً يَةَ الخَلِيلِ وَأبهَر </|bsep|> <|bsep|> وَأتَاهَا أنَّ الغَمَامَةَ وَالسَّر <|vsep|> حَ أظلَّتهُ مِنهُمَا أفيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَسُجُودٌ مِنَ الجَمَادِ وَما بال <|vsep|> عَينِ مِن شُكلَةٍ مُزِيلَةِ مُشكِل </|bsep|> <|bsep|> وَبِخَتمٍ في الظَّهر لِلعِلمِ مُكمِل <|vsep|> وَأَحادِيثُ أنَّ وَعدَ رَسُولِ الل </|bsep|> <|bsep|> ه بالبَعثِ حَانَ مِنهُ الوَفَاءُ <|vsep|> فاستخَفَّت شَوقاً لِمَا هُوَ أنجَح </|bsep|> <|bsep|> وَهيَ مِن رَضوَى فِي الرَّزَانَةِ أرجح <|vsep|> وَلَهَا طَيرُ سَعدِهِ كَانَ يَسنَح </|bsep|> <|bsep|> فَدَعَتهُ ِلَى الزَّوَاجِ وَمَا أح <|vsep|> سَنَ مَا يَبلُغُ المنَى الأذكيَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> كَانَ مِنهُ لَهَا عَلَيهِ دَلِيلُ <|vsep|> نَّهُ جَنَّةٌ وَظِلٌ ظَلِيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَنَبِيٌّ وَمَجتَبىً ورَسُولُ <|vsep|> وَأتَاهُ فِي بَيتِهَا جَبرَئِيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذِي اللُّبِّ في الأمُورِ ارتِيَاءُ <|vsep|> بَل تَمَنَّت بِالعَينِ ثلاَجَ صَدرِ </|bsep|> <|bsep|> فَأمَاطَت عَنهَا الخِمَارَ لِتَدرِي <|vsep|> أهُوَ الوَحيُ أم هُوَ الِغمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَعدَ قَولٍ لِلمُصطَفَى أئتِ بِأمرِي <|vsep|> فَخِدَيَّ اليُمنَى فَيُسرَى فَحِجرِي </|bsep|> <|bsep|> هَل تَرَى قَالَ أي وَلا مِثلَ بَدرِ <|vsep|> فَاختَفَى عِندَ كَشفِهَا الرَّأسَ جِبرِي </|bsep|> <|bsep|> لُ فَمَا عَادَ أو أعِيدَ الغِطَاءُ <|vsep|> احتِرَاماً لِلمُصطَفَى وَلَهُ أن </|bsep|> <|bsep|> يَتَبَدَّى لَهُ وَسِرُّ تَبَيَّن <|vsep|> أو يُرَى لاَّ بِالَّتِي هِيَ أحسَن </|bsep|> <|bsep|> فَاستَبَانَت خَدِيجَةُ أنَّهُ الكَن <|vsep|> زُ الذي حَاوَلَتهُ والكِيمِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَ الرُّوحُ فَترةً كَادَ يَصلَى <|vsep|> مِنهُ شوقاً لِلأنسِ ثُمَّ تَجَلَّى </|bsep|> <|bsep|> فَدَعَا سِراً لَم يَدُم مَن تَوَلَّى <|vsep|> ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ يَدعُو لَى الل </|bsep|> <|bsep|> هِ وفِي الكُفرِ نَجدَةٌ وَِبَاءُ <|vsep|> ِذ أتَاهُ اصدَع جَاءَهُم نَاشِباً ظُفرَ </|bsep|> <|bsep|> ازدِرءٍ بِهِم وَلَم يَكُ يَضعُف <|vsep|> لَبِسُوا جِلدَ النَّمرِ مِن قَولِهِ أف </|bsep|> <|bsep|> أمَماً أشرِبَت قُلُوبُهُم الكُف <|vsep|> رَ فَدَاءُ الضَّلاَلِ فِيهِم عَيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأجَابَتهُ أمَّةٌ مَا طَ غَينَا <|vsep|> عَنهُمُ نُورُهُ بِهم قَرَّ عَينَا </|bsep|> <|bsep|> أيُّ نُورٍ بِذَاكَ ضَاءَ لَدَينَا <|vsep|> وَرَأينَا ياتهِ فَاهتدَينَا </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا الحَقُّ جَاءَ زَالَ المِرَاءُ <|vsep|> مَحضُ فَضلٍ سَاقَتهُ أيدِي العِنَايَا </|bsep|> <|bsep|> تِ لَنَا قَبلَ كَونِ كُلِّ البَرَايَا <|vsep|> عَزَّ عَن أن يُنَالَ عَقلاً وَرَأيَا </|bsep|> <|bsep|> رَبِّ نَّ الهُدَى هُدَاكَ وَيَا <|vsep|> تُكَ نُورٌ تَهدِي بِهِ مَن تَشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكَ الحَمدُ دَائِماً وَلَكَ المُلك <|vsep|> وكُلٌّ فِي ثَوبِ فَضلِكَ يَرفُل </|bsep|> <|bsep|> جَلَّ حُكمُ الزَالِ عَن أن يُعَلَّل <|vsep|> كَم رَأينَا مَا لَيسَ يُعقَلُ قَد أل </|bsep|> <|bsep|> هِمًَ مَا لَيسَ يُلهَمُ العُقلاَءُ <|vsep|> جَاءَ ذُو الفِيلِ في جُيُوشٍ بِظِلفِ </|bsep|> <|bsep|> بَحَثَت عَن حَتفٍ فَصَارَت كَعَصفِ <|vsep|> وَنَمَى أمنُ الخَمسِ مِن كُلِّ خَوفِ </|bsep|> <|bsep|> ِذ أبَى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي <|vsep|> لِ ولَم يَنفَعِ الحِجَا والذَّكَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَارَ ذُو الفِيلِ هَادِماً كَعبَةً فِي <|vsep|> جَيشٍ هوَ لَم يَدرِ مَا مِنهُ يُلفِي </|bsep|> <|bsep|> فَحَمَتهُ طَيرٌ لِنَارِهِ تُطفِي <|vsep|> ِذ أبَى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي </|bsep|> <|bsep|> لِ ولَم يَنفَع الحِجَا والذَّكَاءُ <|vsep|> أسجَدَتهُ الأنوَارُ فِي شَيبَةٍ تُخجِلُ </|bsep|> <|bsep|> شَمساً وَظُلمَةُ اللَّيلِ تُسلَخ <|vsep|> وَبِمِسكٍ مِنَ السَّلَامِ تَضَمَّخ </|bsep|> <|bsep|> والجَمَادَاتُ أفصَحَت بِالذى أخ <|vsep|> رِسَ عَنهُ لأحمَدَ الفُصَحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كَلَّمَتهُ الأحجَارُ جَاءَت لِعَرضِ <|vsep|> لِسَلاَمٍ مُؤَدِّيَاتٍ لفَرضِ </|bsep|> <|bsep|> خَاطَبَتهُ عُجمٌ خِطَاباً لِمُرضِ <|vsep|> وَيحَ قَومٍ جَفَوا نَبِيّا بِأرضِ </|bsep|> <|bsep|> ألِفَتهُ ضِبَابُهَا والظِّبَاءُ <|vsep|> حَرَمٌ قَامضت الجِمَالُ لَدَيهِ </|bsep|> <|bsep|> شَاكِيَاتٍ تَخِرُّ بَينَ يَديهِ <|vsep|> وَنَفَوهُ وَحَامَ طَيرٌ عَلَيهِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَلَوهُ وَحَنَّ جِذعٌ َلَيهِ <|vsep|> وَقَلَوهُ وَوَدَّهُ الغُرَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مَكَرُوا مَكرَهُم بِهِ واستَشَاروا <|vsep|> لُسِعُوا بِالذِي جَنَوهُ وشَارُوا </|bsep|> <|bsep|> ذ دَهَتهُم مَذَلَّةٌ وَصَغَارُ <|vsep|> أخرَجُوهُ مِنهَا ووَاهُ غَارُ </|bsep|> <|bsep|> وَحَمَتهُ حَمَامَةٌ وَرَقَاءُ <|vsep|> سَارَ عَنهُم وَمَن لَهُ مَلكُوتُ </|bsep|> <|bsep|> نَاظِرٌ لَم يَعلَق بِهِ رَهبُوتُ <|vsep|> ِنَّهُ أوهَنُ البُيُوتِ بُيُوتُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَفَتهُ بِنَسجِهَا عَنكُبوتُ <|vsep|> مَا كَفَتهُ الحَمَامَةُ الحَصداءُ </|bsep|> <|bsep|> حَلَّ فِي الغَارِ مِناً مِنهُمُ <|vsep|> مَن مِن طَيرِ البَيتِ لَم يَخشَ سُوءَا </|bsep|> <|bsep|> وَقَفَوهُ والنَّفسُ بِالغَيظِ مَلى <|vsep|> واختَفَى مِنهُمُ عَلَى قُربِ مَر </|bsep|> <|bsep|> هُ ومِن شِدَّةِ الظُّهُورِ الخَفَاءُ <|vsep|> قَد سَعَوا فِي ِطفَاءِ نُورِهِ وَاحتَا </|bsep|> <|bsep|> لُوا وَهَضمُ البُدُورِ لاَ يَتَأتَّى <|vsep|> ثُمَّ عَادَت جُمُوعُهُم عَنهُ شَتَّى </|bsep|> <|bsep|> وَنَحَا المُصطَفَى المَدِينَةَ واشتَأ <|vsep|> قَت ِلَيهِ مِن مَكَّةَ الأنحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَلَّ بَيتاً للأمِّ مَعبَدَ فَارتَا <|vsep|> حَت لِوَصفِ مُحيٍ بِنَشرِهِ مَوتَى </|bsep|> <|bsep|> وَمُلِينٍ مَن كَانَ قَلبُهُ أعتَى <|vsep|> وَتَغَنَّت بِمَدحِهِ الجِنُّ حَتَّى </|bsep|> <|bsep|> أطرَبَ النسَ مِنهُ ذَاكَ الغِنَاءُ <|vsep|> كُلُّ ذِي حُسنٍ فِي مَطَارِفِ نَخوَه </|bsep|> <|bsep|> يَزدَهِي بِالسُّجُودِ أومَأ نَحوَه <|vsep|> بِحُلىً مِنهُ النسُ والجِنُّ نَوَّه </|bsep|> <|bsep|> وَاقتَفَى ِثرَهُ سُرَقَةُ فاستَه <|vsep|> وَتهُ فِي الأرضِ صَافِنٌ جَردَاءُ </|bsep|> <|bsep|> غَرِقَت فِي الثّرى سَبُوحُهُ لولاَ السِّرُّ <|vsep|> مِمَّن قَفَاهُ لَم تَكُ تُحبَس </|bsep|> <|bsep|> كَونُهُ رَحمَةً بِهَا الأمنُ يُؤنَس <|vsep|> ثُمَّ نَادَاهُ بَعدَمَا سِيمَتِ الخَس </|bsep|> <|bsep|> فَ وقَد يُنجِدُ الغَرِيقَ النِّدَاءُ <|vsep|> هِجرةٌ قَد جَلَت لَهُ مَا السَّمَاوَا </|bsep|> <|bsep|> تُ جَلَتهُ فَسِرُّهُنَّ تَسَاوَى <|vsep|> ِذ سَرَى بِهِ جَبرَئِيلُ وَوَى </|bsep|> <|bsep|> فَطَوَى الأرضَ سَائِراً وَالسَّمَاوَا <|vsep|> تِ العُلاَ فَوقَهَا لَهُ سرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَدَمَتهُ الأملاَكُ أمَّ بِمَن أخلَصَ <|vsep|> مِمَّن بِهِ الأمَاجِدُ تَصرُخ </|bsep|> <|bsep|> لَيلَةٌ كُلُّ المَجدِ مِنهَا تَأرَّخ <|vsep|> فَصِفِ اللَّيلَةَ التي كَان للمُخ </|bsep|> <|bsep|> تارِ فيهَا عَلَى البُرَاقِ استِوَاءُ <|vsep|> مُسرَجاً مُلجَماً أتَوهُ بِهِ كَي </|bsep|> <|bsep|> يُصطَفَى وَالمِعرَاجُ لَم يَرَهُ حَي <|vsep|> ثُمَّ جَاءُوا بِرَفرَفٍ بَاهِرِ الزِّي </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَقَّى بِهِ ِلَى قَابِ قَوسَي <|vsep|> نِ وَتِلكَ السِّيَادَةُ القَعسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كَشَفَ اللهُ عَن عُيُونِهِ سِتراً <|vsep|> فَرَهُ بِعَينِ رَأسِهِ جَهرَا </|bsep|> <|bsep|> سَامِعاً وَحياً لَيسَ يُدرَك سِرَّا <|vsep|> رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَانِي حَسرَى </|bsep|> <|bsep|> دُونَهَا مَا وَرَاءَ هُنَّ وَرَاءُ <|vsep|> عَادَ مِن ذَلِكَ الحِمَى جَلَّ قَدرَا </|bsep|> <|bsep|> وَعَينُ شَمسٍ واللَّيلُ لَم يُبدِ فَجرَا <|vsep|> وَشَذَى القُدسِ نَاشِرٌ مِنهُ عِطرَا </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ وافَى يُحَدِّثُ الناسَ شُكرَا <|vsep|> ِذ أتَتهُ مِن ربّهِ النَّعمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أيُّ شَمسٍ لَيسَت بِذَاتِ ضَرِيبِ <|vsep|> تَتَجَلَّى مِنهُ بِذِهنِ أرِيبِ </|bsep|> <|bsep|> ذ بَدا مُتحِفاً لِكُلِّ قَرِيبِ <|vsep|> وَتَحَدَّى فَارتَابَ كُلُّ مُرِيبِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ يَبقَى مَعَ السُّيُول الغُثاءُ <|vsep|> أيُّ عِطرٍ مِن ذَلِكَ الرَّوضِ يَعبَق </|bsep|> <|bsep|> بِهِ عِطرُ النِّسرِينِ والوَردِ يَعلَق <|vsep|> بِشَذّى خُلقِهِ النَّسِيمُ تَخَلَّق </|bsep|> <|bsep|> وهوَ يَدعُو ِلى الِلاَهِ وِن شَق <|vsep|> قَ عَلًَيهِ كُفرٌ بِهِ وَازدرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَرَمَوهُ بِالسِّحرِ حِينَ تَرَوَّوا <|vsep|> مَا تَوَلَّى عَن رُشدِهِم ِذ تَوَلَّوا </|bsep|> <|bsep|> وَيُهَدِّي لِلذِّكرِ لَولاَهُ أصغَوا <|vsep|> ويَدُلُّ الوَرَى عَلَى اللهِ بِالتَّو </|bsep|> <|bsep|> حِيدِ وهوَ المحجَّةُ البَيضَاءُ <|vsep|> لَهُ فِي كُلِّ الخَافِقَينِ استَبَانَت </|bsep|> <|bsep|> بَيِّنَاتٌ بِهَا القُساةُ استَلاَنَت <|vsep|> وَتَوَالَت مِن بَعدِ مَا قَد تَوَالَت </|bsep|> <|bsep|> فَبِمَا رَحمَةٍ مِنَ اللهِ لاَنَت <|vsep|> صَخرَةٌ مِن ِبَائهِم صَمَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> أشرَقَت مِنهُم نَيِّرَاتٌ بِنُجحِ <|vsep|> مِن دُجى الكُفرِ فَاستَحَالَت لِرَوحِ </|bsep|> <|bsep|> جَنَحَت مِن بَعدِ اعتِزَازٍ لِصُلحِ <|vsep|> واستَجَابَت لَهُ بِنَصرٍ وَفَتحِ </|bsep|> <|bsep|> بَعدَ ذَاكَ الخَضرَاءُ والغَبرَاءُ <|vsep|> وَأتَتهُ الوُفُودُ تهرَعُ مِن شَر </|bsep|> <|bsep|> قٍ وغَربٍ كُلٌّ لَهُ السَّيفُ أنذَر <|vsep|> بَعدَ عُسرٍ أتَاهُ يُسرٌ وَأزَّر </|bsep|> <|bsep|> وأطَاعَت لأمرِهِ العَرَبُ العَر <|vsep|> بَاءُ والجَاهِلِيَّةُ الجَهلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم تَزَل شَمسُ يِهِ فِيهِمُ تُبدِي عُجَاباً <|vsep|> لَهُم وَلَم تَكُ تَغرُب </|bsep|> <|bsep|> وَقَنَاهُ فِي صَدرِ مَن حَادَ تُعرِب <|vsep|> وَتَوَالَت للمُصطفَى اليةُ الكُب </|bsep|> <|bsep|> رَى عَلَيهِم والغَارَةُ الشَّعوَاءُ <|vsep|> فَلَكُم يةٍ عَلَيهِمُ تُتلَى </|bsep|> <|bsep|> مُدنِياتٍ مَن قَد نَأى وَتَوَلَّى <|vsep|> وَلَكَم رَايَةٍ لَدَيهِمُ تُجلى </|bsep|> </|psep|> |
أمبتغيا شيخا به يتقوم | 5الطويل
| [
"أمبتغياً شيخاً به يتقوَّمُ",
"لسيرٍ وَيَهدي للتي هي أقومُ",
"فهذا كتابُ اللَه أي خليفةٍ",
"عن المصطفى من بعدِهِ ومحكمُ",
"كما أطلعتهُ البكرُ في مطلعٍ وفي",
"نظائرها من ذاك ما ليس يُكتمُ",
"هُدى كل نوعٍ منه هادٍ لما هدى",
"له روضةٌ أزهارها تتنسمُ",
"وجلهُ في الزهراءِ يزهرُ وجههُ",
"يلوحُ لمن يرى ولا يتلثم",
"وها ذي أحاديثُ الرسولِ مبنيةٌ",
"له ولأدواءِ الجهالةِ مرهَمُ",
"كأنَّ كتابَ اللَهِ منسوجُ سندسٍ",
"ولفظَ رسولِ اللَهِ طرزٌ معلمُ",
"كأنَّ كتابَ الله مرقومُ عجسدٍ",
"ولفظَ رسولِ اللَهِ غنجٌ منمنم",
"وذلك في تاجٍ بتومةٍ انجلَت",
"وفي شبهِ تاجٍ منهُ دُرٌّ منظمُ",
"وليس رُسوخُ علمٍ الا بها ومن",
"يزغ زاغَ قلباً قلما منه يسلم",
"هما شاهدا صدقٍ على النكتِ التي",
"تحلُّ بقلبِ السالكين وترسَمُ",
"لتوراةٍ انجيلٌ أتت مثلما أتى",
"لذكرٍ حديثٌ وهو في ويعلمُ",
"هما الشهدُ والزبدُ الذي نطقت بهِ",
"سحابٌ أظلت من لظى تتحطَّمُ",
"وحبلٌ تدلى منهما كانَ نسجُهُ",
"وفي اعتصموا به بدا وهو مُبرَمُ",
"هما كفتانِ للقياس مناطِ الاج",
"هاطِ بهِ يبدو الذي هو مبهمُ",
"هما والقياسُ والقياسُ جناهما",
"أصولٌ لجماعٍ وقد تتلثمُ",
"وذلك في النسا لمن كان ذا ائتسا",
"ترتب عقداً مثله ليس يفصمُ",
"به عملٌ لأهلِ طيبةَ ملحقٌ",
"ذرى الخلفاءِ الراشدين وهم هُمُ",
"كما في وما تاكمُ شمسهُ انجلَت",
"لنا وهي من غيرٍ بدت تتلثمُ",
"هو الدينُ شقةٌ كتابٌ وسنةٌ",
"سداهُ ولحمةٌ قياسٌ متمم",
"فقد قيلَ لي بنومٍ البكرُ سورةٌ",
"لربٍّ وسورةُ القديمِ تقدمُ",
"وتاج لتاجِ الرسلِ أعلاهمُ هدى",
"وما بعدها بسورةِ الناسِ تُوسَمُ",
"وشموتُ به واللَه ناسجَ شقةٍ",
"يُلقى من السماءِ ما به يلحم",
"وجيءَ بها لي وهي مختومةٌ وما",
"لها طرفٌ تراه عينٌ فيختمُ",
"وشمتُ به ظرفاً من اللبن امتلا",
"وخر يعلو الزبدُ فيه وينجُمُ",
"طعمنا من اولٍ وقال الذي أتى",
"به زد وهذا العلم والله أعلمُ",
"وهذه أركان احتجاج لديننا",
"بها كمل الدينُ القويمُ المقومُ",
"وبعد اهتداء اعتداءٌ وقد أتى",
"له ناهياً لا تسألوا لا تحرموا",
"ولا اقتداءٌ واقتفاءٌ لذي عمى",
"عليه قرينه امتطى وهو ملجمُ",
"هما صاحِ ميزابا العلومِ التي أتى",
"بها فارتوى معلمٌ ومعلمُ",
"هما صاحِ ينبوعٌ لأنهارِ جنةٍ",
"وعندَ ورودكَ الجنانَ ستعلمُ",
"وباقي العلوم لةٌ أو نتيجةٌ",
"ولا ضلالات بها القلب يظلمُ",
"وفي طلبٍ للعلم جاءت أثارةٌ",
"من العلم منها عن معاذٍ تعلموا",
"هم العلماء الوارثون نبيهم",
"ولا سيما من كان أقرب منهم",
"وعصمتهم حفظٌ من الله صانهم",
"بفضله عما شانهُم وهو أرحَمُ",
"ويتهم ما اللَهُ مكرمهُم بهِ",
"ذا سلكوا سبلَ الهُدى وهو أعلمُ",
"وهل من كرامةٍ ترى كاستقامةٍ",
"وعلمٍ لمن أعلاه ربكَ الاكرمُ",
"ولا عالمٌ لا الذي كانَ عاملاً",
"بعلمٍ له وهو الولي المعظمُ",
"مجلوهم ومكرموهم لربه",
"وخيرةِ رسلهِ مجلٌ ومكرمُ",
"ولا سيما الراوونَ عنه حديثَهُ",
"فكلهم خليفةٌ عنه يحكُمُ",
"هم أهلهُ أهلُ الرسولِ ولهُ",
"وذلك أعلى ما يكون وأعظمُ",
"ونهم أولى به في قيامةٍ",
"لكثةرِ ما صلوا عليه وسلموا",
"متى ما جرى ذكر له بكتابةٍ",
"ونطقٍ يضع طرسٌ به ويضع فَمُ",
"صلاةٌ وتسليمٌ عليه متممٌ",
"لها ما بها بدرُ القلوبِ متممُ",
"وفي نضر اللَه امرأ أي قسمةٍ",
"تصيرُ لهم ذ قاسمُ العلمِ يقسِمُ",
"مقالتُهُ وهو الصدوقُ بفعلِهِ",
"فتقريرُهُ كدرِّ عقدٍ ينظمُ",
"هي السنة الغراءُ أقسامٌ انجلت",
"ب فاتبعوني مثلما انجلت انجمُ",
"ومنها ترى لزومَ تصديقِ مسندٍ",
"لنا عنه وهو بالأمانةِ يُوسَمُ",
"فصحبُهُ خيرُ أمةٍ أخرجت لنا",
"عدولٌ ومجهولٌ كمن هو يعلمُ",
"ومنهم مكثرُ الحديثِ ومنهُمُ",
"مقلٌّ وكلٌّ سالِمٌ ومسلمُ",
"ومن بعد للرجالِ فيهِ مباحِثٌ",
"تميزُ الخبيضَ من ذوي الطيبِ منهُمُ",
"ومعرفَةُ التاريخِ ألزم لازمٍ",
"لمن طلبَ الحديثَ وهو المقدمُ",
"وفي ن أولى الناس أن ولايةً",
"له باتباعٍ فهو أصلٌ ميممُ",
"ومستمعوهُ لازمٌ لقلوبهم",
"حضورٌ ليحفظوا الحديث ويفهمُوا",
"ولا قدحَ لا بالذي هو قادحٌ",
"وكم طاعِنٍ طعنٌ له ليسَ يكلِمُ",
"كطعنِ ذوي كفرٍ بما ليسَ ثابتاً",
"ولا بما لا وضمَ فيهِ وقد عَمُوا",
"ون شئتَ فتحَ نورِ ما قلتُهُ ففي",
"مقدمةٍ للفتحِ نورُهُ يبسِمُ",
"فقد أسقمت قومٌ أحاديثَ صُحِّحَت",
"وكم عائِبٍ قولاً من الفهمِ يسقَمُ",
"وللانجُمِ الزهرِ استموا بلسانِهِم",
"ومن ذا الذي من ألسنِ الخلقِ يسلَمُ",
"وما عابَ تيانٌ لذي مُلكٍ استوى",
"ولا خذمَةٌ ن كانَ بالصدقِ يخدِمُ",
"ولكن أحسنَ الحُلى لذوي العلا",
"تحليهم بأن يتيهوا عليهم",
"وعيب عليهم قبض أجر حديثهِم",
"ومن كان ذا وجهٍ له القبض سلموا",
"ونقرٌ لطنبورٍ ولحن قراءةٍ",
"وما بعدولٍ جرحٌ أن يتغموا",
"وأكثر قدحٍ بابتداعٍ ونما",
"يضر ذا دعوا وربكَ يعصِمُ",
"كمرجئةٍ قد أرجأوا عملاً عن اع",
"تبارٍ وعن وعيدِ ربِّهم عمُوا",
"وسبطُ عليٍّ من محمدٍ ابنهِ",
"هُوَ الحسنُ الملفُوفُ في الحلمِ منهُمُ",
"ومنهمُ ذر وابنه عمر الذي",
"يذر دموع العينِ ذ يتكلم",
"ومنهم عمروٌ بن مرةٍ الذي",
"به لذ رجاءٌ لناسٍ وأقدموا",
"وكالشيعة الذين قد حق حبهم",
"عليا ولكن قد تغالوا وقدموا",
"وسبطُ عليٍّ من محمدٍ ابنهِ",
"أبو هاشمٍ منهم وقد كان يهشمُ",
"ومنهم أبو نعيمٍ الفضلُ فضلُهُ",
"بدا في امتحانٍ نارهُ تتضرمُ",
"كذا عبد رزاقٍ وقد ضربت له",
"بطونُ رواحلٍ تنص وترسمُ",
"ونحوهم النحوي يحيى بن يعمرٍ",
"من اولهم لكنه به يختَمُ",
"وكالناصبية الذين بعكس من",
"أحب ويا بيس الذي به قد رموا",
"ومنهم سحاقُ السويدي ولم يسد",
"ونصبٌ له خفضٌ ولا رفعَ يجزمُ",
"ومنهم حريزٌ بن عثمانَ كان لا",
"محالةَ ثم تابَ واللَه أرحمُ",
"ويظلمُ هذا ما جلته تراجمُ",
"لهم لابن هارونَ بضدٍّ تترجمُ",
"ومنهم على ما قيل قيسٌ وقيلَ لا",
"ولكن لذي النورين كان يقدِّمُ",
"ومثل الخوارجِ الذين قد انكروا",
"عليهم لتحكيمٍ وبالسيفِ أحكموا",
"ومولى ابن عباسٍ نموهُ ليهمُ",
"ومن كلِّ باسٍ في الحقيقه يسلمُ",
"ولابن كثيرٍ الوليد رموا به",
"وما بأثيرٍ من بذلك يوصمُ",
"ومنهم عمران بن حطان حطهُ",
"مقالٌ أهانهُ وما له مكرمُ",
"وكالقدرية الذين عقودهم",
"عليها شهودٌ أنها ليس تبرمُ",
"ومنهم ثورانِ ابن زيدٍ وما يمي",
"نُ وابن يزيدٍ نطحه خافت انجمُ",
"كذا ابن أبي ذيبٍ ويل مُبَرَّأ",
"براءةَ ذيبٍ حيثُ لم يستبن دمُ",
"كذا ابن دعامةٍ وقد كان أكمها",
"ولكنه بالصدقِ كان يدعمُ",
"كذا الدستوائي غير أنه حجةٌ",
"أميرٌ حديثاً حاكمٌ ومحكمُ",
"وكالمقتفي جهماً ذا ابيضت اوجهٌ",
"بيوم اللقاء وجهه يتجهم",
"ومنهم بشر بن السري وحالهُ",
"عن الضدِّ مما قيل فيه تبسمُ",
"ومنهم نعيمٌ بن حمادٍ اولاً",
"لى أن قرا الحديث لم يك ينعمُ",
"ونالوا الذي نال الثريا تنزلت",
"له ابن المديني مثله ليس يحلم",
"وما عابهُ ما قاله وهو يتقي",
"كما ابن معينٍ لم يعب وهو يندمُ",
"وكم قالها من متقٍ وهو متقٍ",
"لهم مبطنٌ خلاف ما يتكلمُ",
"ولكن من يصبر وللصبر أجمل ال",
"وجوه وأعلاها فدينه أسلم",
"وعيب ذوو التدليس لم يقبلوا لهم",
"حديثاً ولم يثبت سماع محتمُ",
"كثيرون ضاق النظم عن عدةٍ لهم",
"وفيهم شموسٌ أو بدورٌ أو انجم",
"ولكنهم لا بد من ذكر بعضهم",
"بذكرهم ورق الرياضِ ترنمُ",
"فمنهم ثوريٌّ هو البدر طالعاً",
"بثورٍ وزهري له الزهرُ تخدُمُ",
"ومنهم حبيبٌ بن قيسٍ تهذلت",
"له شجرُ الفتيا فيجني ويطعمُ",
"ومنهم حفصٌ بن غياثٍ الذي",
"به ختم القضاء يندى ويكرمُ",
"ومنهم سليمان بن مهران فاقهُ",
"بتركهِ منصورٌ فكان يُقدمُ",
"ومنهم سليمان بن طرخان قانتٌ",
"لكرامِ مولاه له هو مقسمُ",
"ومنهم الاوزاعي ريحانةٌ بدت",
"بغربٍ وبدر الشامِ لم يك يُظلمُ",
"كذا ابن جريجٍ ن أتى في حديثه",
"بقال فشبه الريح لا شيء يعلمُ",
"وعمرو السبيعي طال عمرُهُ في تقىً",
"وبراهم التيمي المهدى المقدمُ",
"سوى ابن عيينةٍ لما استقرؤا لهُ",
"ومثلهُ في هذا حميدٌ فيلزمُ",
"وقام مقاماً للسماعِ روايةً",
"لمن يشبه القطان يصغى ويعلمُ",
"نعم باتفاقِ السمِ منهمُ مُبهَمُ",
"كما لمحمدٍ لما ليسَ يُبهَمُ",
"وعلم اتفاقٍ وافتراقٍ محتمٌ",
"على طالبٍ به يلوحُ المكتمُ",
"كسحاقٍ بن برهامَ أصابعٌ",
"وسيارةٌ بها المحدثُ يُقسمُ",
"والاسودِ عدةٌ كأركانِ كعبةٍ",
"ونجلِ يزيدٍ أسعدٌ هو يلثمُ",
"وثابتٍ البنانِ وابنِ عياض واب",
"نِ عجلانَ كُلٌّ تابعٌ ومقدمُ",
"وأولهم هو الذي قيلَ كاسمِهِ",
"وقام بقبرٍ للصلاةِ يزمزم",
"وفي الحسنِ الذي قد اغفله خلا",
"فٌ ابن شُجاعٍ وابن صباحٍ اقومُ",
"وحمادٍ ان يكن سليمان بن حر",
"بٍ اغفلهُ فهو ابن زيدٍ مقدَّمُ",
"ون حفيدَ درهَمٍ معتلٍ على",
"حفيدٍ لدينارٍ بما ليس يكتَمُ",
"ون أغفلوا سفيانهم عن معلمٍ",
"فما قبلهُ أو بعد لاحَ يعلمُ",
"كذلك عبد الله فابن مباركٍ",
"لأهلِ خُراسانٍ ذُكى ما تلثمُ",
"كذاك محمد بن يوسف فرقدا",
"شيوخِ البخاري ساقِطٌ ما يغيمُ",
"سماكا سماءٍ ذاك أعزل مُطلعاً",
"لبدرٍ وذاك رامحٌ ما له دَمُ",
"سمى ابن أبي يزيدٍ الرشكِ وهو من",
"نمت لحيةٌ له وقيلَ المقسِّمُ",
"سُمى لابن هارونَ الذي لاحَ قدرُه",
"بقبرِهِ نومةَ العَرُوسِ ينوَّمُ",
"وحبانُ مفتوحاً ومكسوراً اولاً",
"بباءٍ وحيانٌ من الحينِ يُرسَمُ",
"أبٌ للضريرِ خازِمٌ خاءٌ أعجمَت",
"له وسواهُ حازمٌ ليسَ يُعجَمُ",
"حريزٌ موافقٌ جريراً مُخالفٌ",
"له فاحترِز عن مثلٍ ان شئتَ تُكرَمُ",
"سليمُ بنُ حَيَّانٍ سواهُ مُصغرٌ",
"وكلٌّ كبيرٌ سالمٌ ومسلَّمُ",
"وكابنِ سلامٍ وابن سلامٍ انجلى",
"خفيفُهُ من ضدٍّ لمن يتكلَّمُ",
"وياكَ والتصحيفَ كم من فتىً لهُ",
"بهِ سقطةٌ بها بدا يتألَّمُ",
"ويعقوبُ حيثُ لم يعقب بواسمٍ",
"فقيل ابن كاسِبٍ وبالضعفِ يُوسَمُ",
"وذلك تدليسٌ خفيفٌ وقائلٌ",
"هو الدروقي كما بذلك يرسمُ",
"فترك علاماتٍ لهم من علامةٍ",
"كجيمٍ وحاءٍ والعلاماتُ تُعلَمُ",
"كذلك علم الائتلافِ والاختلا",
"فِ ألزمُ شيءٍ للمحدثِ يلزمُ",
"بذاكَ من التصحيف يسلم قارئٌ",
"ولا يكن فقلما منه يسلمُ",
"بريد اكتسى به ابن سبطٍ للاشعري",
"مضاهي يزيدٍ اكتست به أنجُمُ",
"سمى ابن زريعٍ كان ريحانةً تُشمُّ",
"وابن أبي حبيبٍ الروض يَبسَمُ",
"ومعرفةُ الكُنى بها تُدرِكُ المُنَى",
"وتنجُو من العَنَا وتغنى وتغنَمُ",
"وكانَ كثيرٌ منهمُ يُرسلُونَ في",
"حديثِهِم أي يقطعُونَ فيوهِمُ",
"ومنهُ خفيٌّ مثلما في مُوطٍ",
"عن ابنِ مُسيبٍ ولا يتلثَّمُ",
"وما سالمٌ منهُ سوى شعبةَ العلي",
"وقد قربَ القطانُ من ذاك يَسلَمُ",
"ومنهُمُ براهيمٌ النخعيُّ من",
"لهُ علمٌ في التابعينَ مُعَلَّمُ",
"كذا الحسنُ البصريُّ مُرتَكبٌ لهُ",
"على فضلِهِ في العلمِ واللَهُ أعلمُ",
"كفى المرء نُبلاً أن تعدَّ معائِبٌ",
"له وابن معدانٍ على ذاك يقدمُ",
"وخالدٌ الحذاءُ وابن بشيرٍ أي",
"هشيمٌ له البشيرُ جازى فيكرَمُ",
"وما للبخاري غير مقطوعِ صحةٍ",
"عليهِ اعتمادٌ وهو للجرح مرهمُ",
"فقد كان من أوعى الرجال مبلغاً",
"لما بلغوا كأنه للنبي فم",
"وفي الحفظِ أقوامٌ تسامت وما سموا",
"كما قد سمى حفاظهُ وتسنمُوا",
"وقد كان من أدرى الرجالِ لما رووا",
"تلفهُ عن سر ذلك تبسمُ",
"وفي الفهم أقوامٌ تعالوا وما علوا",
"كما قد علا فهامهُ وتسلموا",
"وذلك نتجٌ لاتباعِهِ للذي",
"علامةُ حبِّ اللَهِ نهجُهُ الاقومُ",
"وقد رئ نوماً ن خطا المصطفى خطا",
"وتعبيرُ ذاك هديهُ المتحتمُ",
"وأقرأهُ السلامَ يا للسلامِ عن",
"نبيِّ الهُدى صلوا عليهِ وسلموا",
"وبشرنا به بقوله ناله",
"رجالٌ عموماً ذو اللواءِ المقدمُ",
"و أو رجلٌ روايةٌ دنت به",
"خصوصاً وهذا الفضل أزكى وأعظمُ",
"وذلك فضل الله يوتيهِ من يشا",
"ء والله ذو الفضل العظيمِ يعظمُ",
"خراسانُ ثارٍ وبدرٌ لشامها",
"وروضٌ لجانٍ سيبهُ ليس يُفصَمُ",
"دجى علمي الورى كتابٍ وحكمةٍ",
"أنارهُ لا يغشى نهاره مظلمُ",
"معلمهُ الكتابَ والحكمةَ التي",
"أبانت رسول اللَهِ وهو المعلمُ",
"مُعلمُ خلقِ اللَهِ في أولٍ لَهُ",
"وفي خرِ رضيعُهُ ليسَ يُفطَمُ",
"لنقلِ الثقاتِ عنهُ وهو كتابهُ",
"أعزُّ كتابٍ في الحديثِ وأحكمُ",
"بهِ بشرَ الحبيبُ وهو مبينٌ",
"لتبشيرِ مولاهُ وما الشمسُ تُكتمُ",
"كذلك بشرَ الخليلُ به كما",
"رأت أمهُ حلماً ولم تلكُ تحلمُ",
"يُشيرُ لى أن حالهُ مثلُ حالهِ",
"به يَقتدي وهو المامُ المُيَمَّمُ",
"وأنهُ يُبتلى بنارِ العدى ومن",
"لظاها ببردٍ من رضى الربِّ يَسلَمُ",
"ويخرجُ من أرضٍ لأرضٍ مطوفاً",
"له كادت الأقطارُ تسعى وتقدمُ",
"فطوراً عراقياً وطوراً حجازياً",
"به كلُّ شادٍ منهُمُ يترنمُ",
"وشيمَ بشامٍ بدرُهُ وبمصرِهِ",
"حفيظاً عليماً سيب جانٍ يتيمُ",
"قد امتحنته أهل بغداد فاعتلى",
"وعندَ امتحانِ المرءِ ن عزَّ يُكرَمُ",
"وأهلُ سمرقندٍ تجمعَ جمعهم",
"عسى أن يغالطوه واللَهُ يعصِمُ",
"كما امتحنت أئمةٌ بعدَهُ ولم",
"تزل يَةٌ تُتلى من اللَهِ فيهِمُ",
"وأبصر منهُ أهلُ بصرةَ ما دهى",
"فكانَ غُبارُ موطئٍ منه يُلثمُ",
"وفاضَ بنيسابور يما مُيَمَّما",
"وكان له فيها عليهم تقدُّمُ",
"وفي خر اشياخها حسدوا الفتى",
"لأن لم ينالوا سعيه فتبرموا",
"وفي اللفظِ بالقرنِ محنتهم جرَت",
"عليهِ ولا شكالَ واللهُ أعلمُ",
"وما زالَ الامتحانُ باللفظِ موقداً",
"بطورٍ وطوراً خامداً ليس يُضرَمُ",
"كما امتحنوا في أصل هذا ابن حنبلٍ",
"وما زال يخفى نجم ذاك وينجمُ",
"ليثاره الحلالَ ثرَهُ الجلا",
"لُ جل ومثلما طعمته تُطعمُ",
"بدا خاشياً لاههُ متحلياً",
"برضوان رب وهو خيرٌ وأعظمُ",
"وباذلَ أموالٍ لهُ الكفُّ مطلقٌ",
"وماسكَ أقوالٍ له الفمُ مُلجَمُ",
"وقد لطفت أخلاقهُ وتأرجت",
"شمائلهُ منها الصبا تتعلَّمُ",
"مُزكِّي نيةٍ متممَ ما نوى",
"عفيفاً له ربٌّ معفٌّ ومُكرِمُ",
"على ساقِ جدٍّ في العبادةِ قامَ ما",
"أقامَ وحُرمَةَ الحَرامِ يُعَظِّمُ",
"وعظمَ علماً لم يدنسهُ ذاهباً",
"لوالٍ فلم يزل بذلك يعظمُ",
"وفي يوم عيد الفطر سار لربهِ",
"وقد صامَ عن دُنياً له الربُّ مُطعِمُ",
"وكانت وفاتُهُ بنورٍ لذاكَ قد",
"بدا فوقَ قبرٍ منه نورٌ مُخيِّمُ",
"ومن صدقِهِ وكثرةٍ لصلاتهِ",
"على المصطفى مسكُ الضريحِ مُختَّمُ",
"فيا قبرُ نشرُهُ تضوعَ هادياً",
"لمن ضلَّ عنهُ قبلَهُ فتيمَّموا",
"ويا قبر يستشفى الغمامُ به لقد",
"كتمتهُ لو شذاً من المسك يُكتَمُ",
"شذا مسكِ أخلاقٍ تضوع فيه أو",
"ثناءٌ عليه لم يكن قطُّ يفصمُ",
"فقد تركَ اللَّهُ الثناءَ بخرٍ",
"عليهِ فبادي مدحهِ ليس يختِمُ",
"ويكفي ثناءً جامعاً جامعٌ لهُ",
"صحيحٌ به تُهدى الطريقُ وتعلمُ",
"رأى في منامٍ أنهُ عن نبينا",
"يذبُّ فكانَ ما أتى به يحكُمُ",
"كتابُ رسولِ اللَّهِ يا ما أجلَّهُ",
"كأنَّهُ فيه ملهمٌ ومكلَّمُ",
"كتناب به يستنزل القطرُ كاشِفٌ",
"غموماً به يهذو فصيحٌ وأعجَمُ",
"تقدمَ كل الكتبِ في صحةٍ ولا",
"نظيرَ لهُ كل برفعِهِ يجزِمُ",
"ومن قالَ ما تحتَ السماءِ أصحُّ من",
"كتابٍ لمسلمٍ بدت له لوَّمُ",
"وقالُوا خلافٌ غيرُ معتبرٍ ومن",
"تأوَّلهُ لم يدرِ معنى من اظلمُ",
"لا أنه فضلُ البخاري مسلَّمٌ",
"لدى مسلمٍ ما شكَّ في الفضلِ مُسلِمُ",
"وتقبيلُهُ رجليهِ أعلنَ أنهُ",
"بفنِّهِ أعلى منهُ أعلمُ أفهَمُ",
"وها فتحُ بارٍ فاتِحٌ كل مغلقٍ",
"مقدمةٌ منه لذاكَ تُقدمُ",
"تقول البخاري زاد شرطَ توثقٍ",
"فما عروةٌ وثقى له قطُّ تفصَمُ",
"ومن طعنوا ممن رووا عنه فيهما",
"فما في البخاري غير ما قلَّ منهمُ",
"وغالبهم ما كان لا شيوخهُ",
"وحالُ الشيوخِ عنه ما كان يبهَمُ",
"ومسلمُ أدنى رتبةً في رواتِهِ",
"وأعلاهما نقداً أتى بهِ مُسلِمُ",
"ون فاقَ في حسنِ الصناعةِ مُسلِمٌ",
"ففقهُ تراجمِ البخاري مترجِمُ",
"مترجمٌ أنَّهُ الرياضُ تفتقت",
"أزاهرَ شمها الذي هو أخشمُ",
"ويا ليتَ شعري كيف لا تسقطُ الجنى",
"وفي روضةِ الجنَّاتِ كانَت تُتَرجَمُ",
"وما زالتِ الأفكارُ تفتحُ كنزها",
"ويا ربَّ كنزٍ لاح وهو مطلسمُ",
"فتلك بتي تقاوما فتساقطا",
"وزاد البخاري ما به دانَ أخصُمُ",
"ومن ذاك ذكرهُ ليٍ مفصلا",
"لها بحديثٍ فهي كأسٌ مختمُ",
"نمزاجهُ من تسنيمٍ اشرب وطب بهِ",
"منافسَ ذي كاسٍ بشربهِ يندَمُ",
"واسندَهُ غضاً طرياً أئمةٌ",
"بشرقٍ وغربٍ نشرُ كلٍّ ميممُ",
"وأسناهُ ما بالغربِ طلعةُ شمسِهِ",
"وسهُ في أرجائِهِ يتنسَّمُ",
"عن ابن سعادةَ الذي له نسخةٌ",
"بها كلُّ قراءٍ البخاري ترنموا",
"ومن غضَّ من روايةٍ له زاعماً",
"بأنها وجادةٌ فقط لا يكلَّمُ",
"لخرقهِ لاجماعِ من أهلِ مغربٍ",
"وأندلسٍ والحقُّ لا يتلثمُ",
"سمعنا ولكن بعضه بقراءةٍ",
"على شيخنا الاذكى من الرةض يبسمُ",
"هو الطيبُ الذي سرى طيبُ علمهِ",
"بغربٍ وشرقٍ عرفُهُ يتنسَّمُ",
"هو الباز الاشهبُ الذي طار صائداً",
"أوابدَ علمٍ منه تروى وتعلمُ",
"رواهُ عن الزهني الذي ازدادَ بسطةً",
"بعلمٍ وجسمٍ وهوَ علمٌ مجسمُ",
"وشيخهِ ابن سودةٍ لاحَ سُؤدَدٌ",
"له بحواشٍ للبخاري تترجَمُ",
"وشيخهِ بناني الذي صعت به",
"حواشٍ وغارت من صعودهِ أنجمُ",
"وكلٌّ عن البحر المفيض ابن قاسمٍ",
"للئهُ في كتبه تتقسمُ",
"رواهُ عن الشهيد وهو قريبُهُ",
"كقدامهِ أسدُ الشرى ليسَ تقدِمُ",
"وعن شارحِ اكتفاءٍ ازدادَ ثالثٌ",
"وثانٍ عن ابن الحاج بدرٌ متممُ",
"عن العلمِ الأسمى أبي الفيضِ في سمى",
"ووسمٍ له أسمى به الزهرُ توسَمُ",
"روى عن أبي زيدٍ أخي جدِّهِ الذي",
"حواشيه عن عرفانهِ تتبسَّمُ",
"ويا له من أصلٍ كثير الجنى له",
"بملّةِ سلامٍ يدٌ ليسَ تحسَمُ",
"رواهُ عن القصارِ شقَّةُ علمِهِ",
"مطرازٌ ومعلَمُ",
"روى عن أبي النعيمِ رضوانَ سيِّدٌ",
"بجنةِ رضوانٍ له الربُّ منعِمُ",
"يحدِّثُ عن سقينٍ العاصِمِيِّ من",
"بدا وهو كفٌّ للحديثٍ ومعصمُ",
"عن المهلِ الأصفى ابن غازي الذي انجلى",
"جنى روضِهِ الهتونِ للكلِّ يطعِمُ",
"رواهُ عن السراجِ وهو رواهُ عن",
"أبٍ وهو عن أبٍ ثلاثةٌ انجمُ",
"رواهُ عن ابن الحاج واحدُ أنجمٍ",
"جوارٍ بغربٍ سعدها دام ينجُمُ",
"عن ابن الزبيرِ ربِّ بُرهانٍ انجلت",
"به سُورُ القرنِ كالروضِ تبسِمُ",
"روى عن أبي الخطابِ سبطِ خليلٍ ان",
"جلى عن خليلٍ كنيةٌ له تعلمُ",
"وذاك أبو الخطابِ وهو ابن واجبٍ",
"وهذا الذي يجلى به المتلثمُ",
"وما في فهارسٍ يخالفُ ما ترى",
"فبعضٌ به قطعٌ وبعضٌ توهمُ",
"روى عن محمدِ بن يوسفَ سيدٍ",
"له ثوبُ سعدٍ بالجلالة معلمُ",
"عن الصدفي يرويه فوهُ لفيهِ يا",
"لقومي لدرٍّ كان عنه ينظِّمُ",
"عن المنتقي الباجي المامِ الذي غدا",
"به الغربُ شرقاً من علومٍ تعلمُ",
"عن الهرويِّ عن شيوخٍ ثلاثةً",
"عن الذروةِ العليا علوا وتسنموا",
"كوردٍ بأغصانٍ روايتهم بدت",
"تبسمُ في وجهٍ لمن يتنسمُ",
"عن المطري رياضهم قد تبسمت",
"ومن عنه يروي حقُّهُ يتبسمُ",
"عن الفارسي الشهم ذي المذهب الذي",
"بدا من كتابٍ عنه يعلى ويعلَم",
"ولم يك ذا تقليدٍ الا لجيدنا",
"بما من للٍ عنه كانت تنظمُ",
"عن اشياخه روى وهم فرطٌ بدوا",
"وكل مهدى في الثقاتِ مترجمُ",
"وطيباً ثلاثياته قد تضوعت",
"به وبها ثوبُ الكتابِ مُسهَّمُ",
"وكم سندٍ عالٍ به وهو نازِلٌ",
"وخر عكسِهِ بدا يتقدَّمُ",
"وكم من أسانيدٍ علت بمتابعٍ",
"على قدمٍ لها مجيءٌ فيحكمُ",
"وفي سندٍ له اللطائفُ تجتني",
"يمر عليها معرضٌ ليسَ يَفهمُ",
"معلقهُ قلائدٌ قد تعلقَت",
"بأجياد أملاحٍ فشمها تنظَّمُ",
"مكررهُ يزدادُ فيه حلاوةٌ",
"كأنه سجعٌ للحمامِ ترنَّمُ",
"عن امثالِهِم رووا أو امثل منهمُ",
"عن الرحمةِ التي بها الله يرحَمُ",
"نبيُّ الهدى رأسُ الثقاتِ وتاجهم",
"رسولٌ به الرُّسلُ الكرامُ تختمُوا",
"رسولٌ لكلِّ الرسلِ ربهُ مرسِلٌ",
"وجامِعُ أسرارٍ حجابهُ الاعظَمُ",
"تقدمَ كلَّ الرسلِ في الخلقِ نُورُهُ",
"فما منهُمُ لا بهِ متقدِّمُ",
"وفي ليلةِ السراءِ أمهُمُ وهم",
"بدارِهِمُ فهوَ المامُ الميممُ",
"وفي يوم نشرٍ ينشرُ اللهُ فضلَهُ",
"ببعثِهِ ذا اللواءِ تحتهُ دمُ",
"وقدامه على الشفاعةِ في الورى",
"جميعاً ذا الرسلُ الأكابرُ أحجمُوا",
"وفي الجنةِ العليا تكونُ وسيلةٌ",
"له لا لغيرٍ فهو ذو الأمرِ منهُمُ",
"وكوثرُهُ الأنهارُ منهُ تفجرت",
"فيا طيبَ من بشربها يتنعمُ",
"ومن دارِهِ طوبى وعينٌ تفجرت",
"لى دورِ كلِّ المُرسلينَ لينعمُوا",
"عن الروحِ جبريلَ الرسولِ الكريمِ في",
"ذا الشمس تعديلٌ له ليسَ يُبهَمُ",
"عن الربِّ ذي العرشِ المجيدِ تقدَّسَت",
"صفاتُهُ عن علمٍ ومن أين تعلمُ",
"يدبرُ أمرَ الخلقِ من عرشِهِ لى",
"ثراهُ له خلقٌ وأمرٌ مسلمُ",
"تباركَ ربُّ العالمينَ برحمَةٍ",
"عليهِ استوى لرحمةٍ منهُ يقسِمُ",
"لندعوهُ موجهينَ قلوبنا",
"لى من علا عن وجهِهِ تتوسَّمُ",
"قريبٍ من العبدِ المنيبِ لربِهِ",
"بحسانهِ موصلٌ له مكرمُ",
"ولا محسنٌ لا الذي لرسولِهِ",
"على قدمٍ فيما اتى يتقدمُ",
"على قدرِ طيبِ النفسِ طيبُ نياتِها",
"فطب صاحِ واسأل زيدَ طيبٍ تنمنمُ",
"ومن طيبنا صلاتنا وسلامنا",
"على من به ببدا الكلامُ ويختمُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595647 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_13|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أمبتغياً شيخاً به يتقوَّمُ <|vsep|> لسيرٍ وَيَهدي للتي هي أقومُ </|bsep|> <|bsep|> فهذا كتابُ اللَه أي خليفةٍ <|vsep|> عن المصطفى من بعدِهِ ومحكمُ </|bsep|> <|bsep|> كما أطلعتهُ البكرُ في مطلعٍ وفي <|vsep|> نظائرها من ذاك ما ليس يُكتمُ </|bsep|> <|bsep|> هُدى كل نوعٍ منه هادٍ لما هدى <|vsep|> له روضةٌ أزهارها تتنسمُ </|bsep|> <|bsep|> وجلهُ في الزهراءِ يزهرُ وجههُ <|vsep|> يلوحُ لمن يرى ولا يتلثم </|bsep|> <|bsep|> وها ذي أحاديثُ الرسولِ مبنيةٌ <|vsep|> له ولأدواءِ الجهالةِ مرهَمُ </|bsep|> <|bsep|> كأنَّ كتابَ اللَهِ منسوجُ سندسٍ <|vsep|> ولفظَ رسولِ اللَهِ طرزٌ معلمُ </|bsep|> <|bsep|> كأنَّ كتابَ الله مرقومُ عجسدٍ <|vsep|> ولفظَ رسولِ اللَهِ غنجٌ منمنم </|bsep|> <|bsep|> وذلك في تاجٍ بتومةٍ انجلَت <|vsep|> وفي شبهِ تاجٍ منهُ دُرٌّ منظمُ </|bsep|> <|bsep|> وليس رُسوخُ علمٍ الا بها ومن <|vsep|> يزغ زاغَ قلباً قلما منه يسلم </|bsep|> <|bsep|> هما شاهدا صدقٍ على النكتِ التي <|vsep|> تحلُّ بقلبِ السالكين وترسَمُ </|bsep|> <|bsep|> لتوراةٍ انجيلٌ أتت مثلما أتى <|vsep|> لذكرٍ حديثٌ وهو في ويعلمُ </|bsep|> <|bsep|> هما الشهدُ والزبدُ الذي نطقت بهِ <|vsep|> سحابٌ أظلت من لظى تتحطَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وحبلٌ تدلى منهما كانَ نسجُهُ <|vsep|> وفي اعتصموا به بدا وهو مُبرَمُ </|bsep|> <|bsep|> هما كفتانِ للقياس مناطِ الاج <|vsep|> هاطِ بهِ يبدو الذي هو مبهمُ </|bsep|> <|bsep|> هما والقياسُ والقياسُ جناهما <|vsep|> أصولٌ لجماعٍ وقد تتلثمُ </|bsep|> <|bsep|> وذلك في النسا لمن كان ذا ائتسا <|vsep|> ترتب عقداً مثله ليس يفصمُ </|bsep|> <|bsep|> به عملٌ لأهلِ طيبةَ ملحقٌ <|vsep|> ذرى الخلفاءِ الراشدين وهم هُمُ </|bsep|> <|bsep|> كما في وما تاكمُ شمسهُ انجلَت <|vsep|> لنا وهي من غيرٍ بدت تتلثمُ </|bsep|> <|bsep|> هو الدينُ شقةٌ كتابٌ وسنةٌ <|vsep|> سداهُ ولحمةٌ قياسٌ متمم </|bsep|> <|bsep|> فقد قيلَ لي بنومٍ البكرُ سورةٌ <|vsep|> لربٍّ وسورةُ القديمِ تقدمُ </|bsep|> <|bsep|> وتاج لتاجِ الرسلِ أعلاهمُ هدى <|vsep|> وما بعدها بسورةِ الناسِ تُوسَمُ </|bsep|> <|bsep|> وشموتُ به واللَه ناسجَ شقةٍ <|vsep|> يُلقى من السماءِ ما به يلحم </|bsep|> <|bsep|> وجيءَ بها لي وهي مختومةٌ وما <|vsep|> لها طرفٌ تراه عينٌ فيختمُ </|bsep|> <|bsep|> وشمتُ به ظرفاً من اللبن امتلا <|vsep|> وخر يعلو الزبدُ فيه وينجُمُ </|bsep|> <|bsep|> طعمنا من اولٍ وقال الذي أتى <|vsep|> به زد وهذا العلم والله أعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وهذه أركان احتجاج لديننا <|vsep|> بها كمل الدينُ القويمُ المقومُ </|bsep|> <|bsep|> وبعد اهتداء اعتداءٌ وقد أتى <|vsep|> له ناهياً لا تسألوا لا تحرموا </|bsep|> <|bsep|> ولا اقتداءٌ واقتفاءٌ لذي عمى <|vsep|> عليه قرينه امتطى وهو ملجمُ </|bsep|> <|bsep|> هما صاحِ ميزابا العلومِ التي أتى <|vsep|> بها فارتوى معلمٌ ومعلمُ </|bsep|> <|bsep|> هما صاحِ ينبوعٌ لأنهارِ جنةٍ <|vsep|> وعندَ ورودكَ الجنانَ ستعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وباقي العلوم لةٌ أو نتيجةٌ <|vsep|> ولا ضلالات بها القلب يظلمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي طلبٍ للعلم جاءت أثارةٌ <|vsep|> من العلم منها عن معاذٍ تعلموا </|bsep|> <|bsep|> هم العلماء الوارثون نبيهم <|vsep|> ولا سيما من كان أقرب منهم </|bsep|> <|bsep|> وعصمتهم حفظٌ من الله صانهم <|vsep|> بفضله عما شانهُم وهو أرحَمُ </|bsep|> <|bsep|> ويتهم ما اللَهُ مكرمهُم بهِ <|vsep|> ذا سلكوا سبلَ الهُدى وهو أعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وهل من كرامةٍ ترى كاستقامةٍ <|vsep|> وعلمٍ لمن أعلاه ربكَ الاكرمُ </|bsep|> <|bsep|> ولا عالمٌ لا الذي كانَ عاملاً <|vsep|> بعلمٍ له وهو الولي المعظمُ </|bsep|> <|bsep|> مجلوهم ومكرموهم لربه <|vsep|> وخيرةِ رسلهِ مجلٌ ومكرمُ </|bsep|> <|bsep|> ولا سيما الراوونَ عنه حديثَهُ <|vsep|> فكلهم خليفةٌ عنه يحكُمُ </|bsep|> <|bsep|> هم أهلهُ أهلُ الرسولِ ولهُ <|vsep|> وذلك أعلى ما يكون وأعظمُ </|bsep|> <|bsep|> ونهم أولى به في قيامةٍ <|vsep|> لكثةرِ ما صلوا عليه وسلموا </|bsep|> <|bsep|> متى ما جرى ذكر له بكتابةٍ <|vsep|> ونطقٍ يضع طرسٌ به ويضع فَمُ </|bsep|> <|bsep|> صلاةٌ وتسليمٌ عليه متممٌ <|vsep|> لها ما بها بدرُ القلوبِ متممُ </|bsep|> <|bsep|> وفي نضر اللَه امرأ أي قسمةٍ <|vsep|> تصيرُ لهم ذ قاسمُ العلمِ يقسِمُ </|bsep|> <|bsep|> مقالتُهُ وهو الصدوقُ بفعلِهِ <|vsep|> فتقريرُهُ كدرِّ عقدٍ ينظمُ </|bsep|> <|bsep|> هي السنة الغراءُ أقسامٌ انجلت <|vsep|> ب فاتبعوني مثلما انجلت انجمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنها ترى لزومَ تصديقِ مسندٍ <|vsep|> لنا عنه وهو بالأمانةِ يُوسَمُ </|bsep|> <|bsep|> فصحبُهُ خيرُ أمةٍ أخرجت لنا <|vsep|> عدولٌ ومجهولٌ كمن هو يعلمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم مكثرُ الحديثِ ومنهُمُ <|vsep|> مقلٌّ وكلٌّ سالِمٌ ومسلمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن بعد للرجالِ فيهِ مباحِثٌ <|vsep|> تميزُ الخبيضَ من ذوي الطيبِ منهُمُ </|bsep|> <|bsep|> ومعرفَةُ التاريخِ ألزم لازمٍ <|vsep|> لمن طلبَ الحديثَ وهو المقدمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي ن أولى الناس أن ولايةً <|vsep|> له باتباعٍ فهو أصلٌ ميممُ </|bsep|> <|bsep|> ومستمعوهُ لازمٌ لقلوبهم <|vsep|> حضورٌ ليحفظوا الحديث ويفهمُوا </|bsep|> <|bsep|> ولا قدحَ لا بالذي هو قادحٌ <|vsep|> وكم طاعِنٍ طعنٌ له ليسَ يكلِمُ </|bsep|> <|bsep|> كطعنِ ذوي كفرٍ بما ليسَ ثابتاً <|vsep|> ولا بما لا وضمَ فيهِ وقد عَمُوا </|bsep|> <|bsep|> ون شئتَ فتحَ نورِ ما قلتُهُ ففي <|vsep|> مقدمةٍ للفتحِ نورُهُ يبسِمُ </|bsep|> <|bsep|> فقد أسقمت قومٌ أحاديثَ صُحِّحَت <|vsep|> وكم عائِبٍ قولاً من الفهمِ يسقَمُ </|bsep|> <|bsep|> وللانجُمِ الزهرِ استموا بلسانِهِم <|vsep|> ومن ذا الذي من ألسنِ الخلقِ يسلَمُ </|bsep|> <|bsep|> وما عابَ تيانٌ لذي مُلكٍ استوى <|vsep|> ولا خذمَةٌ ن كانَ بالصدقِ يخدِمُ </|bsep|> <|bsep|> ولكن أحسنَ الحُلى لذوي العلا <|vsep|> تحليهم بأن يتيهوا عليهم </|bsep|> <|bsep|> وعيب عليهم قبض أجر حديثهِم <|vsep|> ومن كان ذا وجهٍ له القبض سلموا </|bsep|> <|bsep|> ونقرٌ لطنبورٍ ولحن قراءةٍ <|vsep|> وما بعدولٍ جرحٌ أن يتغموا </|bsep|> <|bsep|> وأكثر قدحٍ بابتداعٍ ونما <|vsep|> يضر ذا دعوا وربكَ يعصِمُ </|bsep|> <|bsep|> كمرجئةٍ قد أرجأوا عملاً عن اع <|vsep|> تبارٍ وعن وعيدِ ربِّهم عمُوا </|bsep|> <|bsep|> وسبطُ عليٍّ من محمدٍ ابنهِ <|vsep|> هُوَ الحسنُ الملفُوفُ في الحلمِ منهُمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهمُ ذر وابنه عمر الذي <|vsep|> يذر دموع العينِ ذ يتكلم </|bsep|> <|bsep|> ومنهم عمروٌ بن مرةٍ الذي <|vsep|> به لذ رجاءٌ لناسٍ وأقدموا </|bsep|> <|bsep|> وكالشيعة الذين قد حق حبهم <|vsep|> عليا ولكن قد تغالوا وقدموا </|bsep|> <|bsep|> وسبطُ عليٍّ من محمدٍ ابنهِ <|vsep|> أبو هاشمٍ منهم وقد كان يهشمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم أبو نعيمٍ الفضلُ فضلُهُ <|vsep|> بدا في امتحانٍ نارهُ تتضرمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا عبد رزاقٍ وقد ضربت له <|vsep|> بطونُ رواحلٍ تنص وترسمُ </|bsep|> <|bsep|> ونحوهم النحوي يحيى بن يعمرٍ <|vsep|> من اولهم لكنه به يختَمُ </|bsep|> <|bsep|> وكالناصبية الذين بعكس من <|vsep|> أحب ويا بيس الذي به قد رموا </|bsep|> <|bsep|> ومنهم سحاقُ السويدي ولم يسد <|vsep|> ونصبٌ له خفضٌ ولا رفعَ يجزمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم حريزٌ بن عثمانَ كان لا <|vsep|> محالةَ ثم تابَ واللَه أرحمُ </|bsep|> <|bsep|> ويظلمُ هذا ما جلته تراجمُ <|vsep|> لهم لابن هارونَ بضدٍّ تترجمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم على ما قيل قيسٌ وقيلَ لا <|vsep|> ولكن لذي النورين كان يقدِّمُ </|bsep|> <|bsep|> ومثل الخوارجِ الذين قد انكروا <|vsep|> عليهم لتحكيمٍ وبالسيفِ أحكموا </|bsep|> <|bsep|> ومولى ابن عباسٍ نموهُ ليهمُ <|vsep|> ومن كلِّ باسٍ في الحقيقه يسلمُ </|bsep|> <|bsep|> ولابن كثيرٍ الوليد رموا به <|vsep|> وما بأثيرٍ من بذلك يوصمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم عمران بن حطان حطهُ <|vsep|> مقالٌ أهانهُ وما له مكرمُ </|bsep|> <|bsep|> وكالقدرية الذين عقودهم <|vsep|> عليها شهودٌ أنها ليس تبرمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم ثورانِ ابن زيدٍ وما يمي <|vsep|> نُ وابن يزيدٍ نطحه خافت انجمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا ابن أبي ذيبٍ ويل مُبَرَّأ <|vsep|> براءةَ ذيبٍ حيثُ لم يستبن دمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا ابن دعامةٍ وقد كان أكمها <|vsep|> ولكنه بالصدقِ كان يدعمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا الدستوائي غير أنه حجةٌ <|vsep|> أميرٌ حديثاً حاكمٌ ومحكمُ </|bsep|> <|bsep|> وكالمقتفي جهماً ذا ابيضت اوجهٌ <|vsep|> بيوم اللقاء وجهه يتجهم </|bsep|> <|bsep|> ومنهم بشر بن السري وحالهُ <|vsep|> عن الضدِّ مما قيل فيه تبسمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم نعيمٌ بن حمادٍ اولاً <|vsep|> لى أن قرا الحديث لم يك ينعمُ </|bsep|> <|bsep|> ونالوا الذي نال الثريا تنزلت <|vsep|> له ابن المديني مثله ليس يحلم </|bsep|> <|bsep|> وما عابهُ ما قاله وهو يتقي <|vsep|> كما ابن معينٍ لم يعب وهو يندمُ </|bsep|> <|bsep|> وكم قالها من متقٍ وهو متقٍ <|vsep|> لهم مبطنٌ خلاف ما يتكلمُ </|bsep|> <|bsep|> ولكن من يصبر وللصبر أجمل ال <|vsep|> وجوه وأعلاها فدينه أسلم </|bsep|> <|bsep|> وعيب ذوو التدليس لم يقبلوا لهم <|vsep|> حديثاً ولم يثبت سماع محتمُ </|bsep|> <|bsep|> كثيرون ضاق النظم عن عدةٍ لهم <|vsep|> وفيهم شموسٌ أو بدورٌ أو انجم </|bsep|> <|bsep|> ولكنهم لا بد من ذكر بعضهم <|vsep|> بذكرهم ورق الرياضِ ترنمُ </|bsep|> <|bsep|> فمنهم ثوريٌّ هو البدر طالعاً <|vsep|> بثورٍ وزهري له الزهرُ تخدُمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم حبيبٌ بن قيسٍ تهذلت <|vsep|> له شجرُ الفتيا فيجني ويطعمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم حفصٌ بن غياثٍ الذي <|vsep|> به ختم القضاء يندى ويكرمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم سليمان بن مهران فاقهُ <|vsep|> بتركهِ منصورٌ فكان يُقدمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم سليمان بن طرخان قانتٌ <|vsep|> لكرامِ مولاه له هو مقسمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهم الاوزاعي ريحانةٌ بدت <|vsep|> بغربٍ وبدر الشامِ لم يك يُظلمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا ابن جريجٍ ن أتى في حديثه <|vsep|> بقال فشبه الريح لا شيء يعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وعمرو السبيعي طال عمرُهُ في تقىً <|vsep|> وبراهم التيمي المهدى المقدمُ </|bsep|> <|bsep|> سوى ابن عيينةٍ لما استقرؤا لهُ <|vsep|> ومثلهُ في هذا حميدٌ فيلزمُ </|bsep|> <|bsep|> وقام مقاماً للسماعِ روايةً <|vsep|> لمن يشبه القطان يصغى ويعلمُ </|bsep|> <|bsep|> نعم باتفاقِ السمِ منهمُ مُبهَمُ <|vsep|> كما لمحمدٍ لما ليسَ يُبهَمُ </|bsep|> <|bsep|> وعلم اتفاقٍ وافتراقٍ محتمٌ <|vsep|> على طالبٍ به يلوحُ المكتمُ </|bsep|> <|bsep|> كسحاقٍ بن برهامَ أصابعٌ <|vsep|> وسيارةٌ بها المحدثُ يُقسمُ </|bsep|> <|bsep|> والاسودِ عدةٌ كأركانِ كعبةٍ <|vsep|> ونجلِ يزيدٍ أسعدٌ هو يلثمُ </|bsep|> <|bsep|> وثابتٍ البنانِ وابنِ عياض واب <|vsep|> نِ عجلانَ كُلٌّ تابعٌ ومقدمُ </|bsep|> <|bsep|> وأولهم هو الذي قيلَ كاسمِهِ <|vsep|> وقام بقبرٍ للصلاةِ يزمزم </|bsep|> <|bsep|> وفي الحسنِ الذي قد اغفله خلا <|vsep|> فٌ ابن شُجاعٍ وابن صباحٍ اقومُ </|bsep|> <|bsep|> وحمادٍ ان يكن سليمان بن حر <|vsep|> بٍ اغفلهُ فهو ابن زيدٍ مقدَّمُ </|bsep|> <|bsep|> ون حفيدَ درهَمٍ معتلٍ على <|vsep|> حفيدٍ لدينارٍ بما ليس يكتَمُ </|bsep|> <|bsep|> ون أغفلوا سفيانهم عن معلمٍ <|vsep|> فما قبلهُ أو بعد لاحَ يعلمُ </|bsep|> <|bsep|> كذلك عبد الله فابن مباركٍ <|vsep|> لأهلِ خُراسانٍ ذُكى ما تلثمُ </|bsep|> <|bsep|> كذاك محمد بن يوسف فرقدا <|vsep|> شيوخِ البخاري ساقِطٌ ما يغيمُ </|bsep|> <|bsep|> سماكا سماءٍ ذاك أعزل مُطلعاً <|vsep|> لبدرٍ وذاك رامحٌ ما له دَمُ </|bsep|> <|bsep|> سمى ابن أبي يزيدٍ الرشكِ وهو من <|vsep|> نمت لحيةٌ له وقيلَ المقسِّمُ </|bsep|> <|bsep|> سُمى لابن هارونَ الذي لاحَ قدرُه <|vsep|> بقبرِهِ نومةَ العَرُوسِ ينوَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وحبانُ مفتوحاً ومكسوراً اولاً <|vsep|> بباءٍ وحيانٌ من الحينِ يُرسَمُ </|bsep|> <|bsep|> أبٌ للضريرِ خازِمٌ خاءٌ أعجمَت <|vsep|> له وسواهُ حازمٌ ليسَ يُعجَمُ </|bsep|> <|bsep|> حريزٌ موافقٌ جريراً مُخالفٌ <|vsep|> له فاحترِز عن مثلٍ ان شئتَ تُكرَمُ </|bsep|> <|bsep|> سليمُ بنُ حَيَّانٍ سواهُ مُصغرٌ <|vsep|> وكلٌّ كبيرٌ سالمٌ ومسلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وكابنِ سلامٍ وابن سلامٍ انجلى <|vsep|> خفيفُهُ من ضدٍّ لمن يتكلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وياكَ والتصحيفَ كم من فتىً لهُ <|vsep|> بهِ سقطةٌ بها بدا يتألَّمُ </|bsep|> <|bsep|> ويعقوبُ حيثُ لم يعقب بواسمٍ <|vsep|> فقيل ابن كاسِبٍ وبالضعفِ يُوسَمُ </|bsep|> <|bsep|> وذلك تدليسٌ خفيفٌ وقائلٌ <|vsep|> هو الدروقي كما بذلك يرسمُ </|bsep|> <|bsep|> فترك علاماتٍ لهم من علامةٍ <|vsep|> كجيمٍ وحاءٍ والعلاماتُ تُعلَمُ </|bsep|> <|bsep|> كذلك علم الائتلافِ والاختلا <|vsep|> فِ ألزمُ شيءٍ للمحدثِ يلزمُ </|bsep|> <|bsep|> بذاكَ من التصحيف يسلم قارئٌ <|vsep|> ولا يكن فقلما منه يسلمُ </|bsep|> <|bsep|> بريد اكتسى به ابن سبطٍ للاشعري <|vsep|> مضاهي يزيدٍ اكتست به أنجُمُ </|bsep|> <|bsep|> سمى ابن زريعٍ كان ريحانةً تُشمُّ <|vsep|> وابن أبي حبيبٍ الروض يَبسَمُ </|bsep|> <|bsep|> ومعرفةُ الكُنى بها تُدرِكُ المُنَى <|vsep|> وتنجُو من العَنَا وتغنى وتغنَمُ </|bsep|> <|bsep|> وكانَ كثيرٌ منهمُ يُرسلُونَ في <|vsep|> حديثِهِم أي يقطعُونَ فيوهِمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهُ خفيٌّ مثلما في مُوطٍ <|vsep|> عن ابنِ مُسيبٍ ولا يتلثَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وما سالمٌ منهُ سوى شعبةَ العلي <|vsep|> وقد قربَ القطانُ من ذاك يَسلَمُ </|bsep|> <|bsep|> ومنهُمُ براهيمٌ النخعيُّ من <|vsep|> لهُ علمٌ في التابعينَ مُعَلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> كذا الحسنُ البصريُّ مُرتَكبٌ لهُ <|vsep|> على فضلِهِ في العلمِ واللَهُ أعلمُ </|bsep|> <|bsep|> كفى المرء نُبلاً أن تعدَّ معائِبٌ <|vsep|> له وابن معدانٍ على ذاك يقدمُ </|bsep|> <|bsep|> وخالدٌ الحذاءُ وابن بشيرٍ أي <|vsep|> هشيمٌ له البشيرُ جازى فيكرَمُ </|bsep|> <|bsep|> وما للبخاري غير مقطوعِ صحةٍ <|vsep|> عليهِ اعتمادٌ وهو للجرح مرهمُ </|bsep|> <|bsep|> فقد كان من أوعى الرجال مبلغاً <|vsep|> لما بلغوا كأنه للنبي فم </|bsep|> <|bsep|> وفي الحفظِ أقوامٌ تسامت وما سموا <|vsep|> كما قد سمى حفاظهُ وتسنمُوا </|bsep|> <|bsep|> وقد كان من أدرى الرجالِ لما رووا <|vsep|> تلفهُ عن سر ذلك تبسمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي الفهم أقوامٌ تعالوا وما علوا <|vsep|> كما قد علا فهامهُ وتسلموا </|bsep|> <|bsep|> وذلك نتجٌ لاتباعِهِ للذي <|vsep|> علامةُ حبِّ اللَهِ نهجُهُ الاقومُ </|bsep|> <|bsep|> وقد رئ نوماً ن خطا المصطفى خطا <|vsep|> وتعبيرُ ذاك هديهُ المتحتمُ </|bsep|> <|bsep|> وأقرأهُ السلامَ يا للسلامِ عن <|vsep|> نبيِّ الهُدى صلوا عليهِ وسلموا </|bsep|> <|bsep|> وبشرنا به بقوله ناله <|vsep|> رجالٌ عموماً ذو اللواءِ المقدمُ </|bsep|> <|bsep|> و أو رجلٌ روايةٌ دنت به <|vsep|> خصوصاً وهذا الفضل أزكى وأعظمُ </|bsep|> <|bsep|> وذلك فضل الله يوتيهِ من يشا <|vsep|> ء والله ذو الفضل العظيمِ يعظمُ </|bsep|> <|bsep|> خراسانُ ثارٍ وبدرٌ لشامها <|vsep|> وروضٌ لجانٍ سيبهُ ليس يُفصَمُ </|bsep|> <|bsep|> دجى علمي الورى كتابٍ وحكمةٍ <|vsep|> أنارهُ لا يغشى نهاره مظلمُ </|bsep|> <|bsep|> معلمهُ الكتابَ والحكمةَ التي <|vsep|> أبانت رسول اللَهِ وهو المعلمُ </|bsep|> <|bsep|> مُعلمُ خلقِ اللَهِ في أولٍ لَهُ <|vsep|> وفي خرِ رضيعُهُ ليسَ يُفطَمُ </|bsep|> <|bsep|> لنقلِ الثقاتِ عنهُ وهو كتابهُ <|vsep|> أعزُّ كتابٍ في الحديثِ وأحكمُ </|bsep|> <|bsep|> بهِ بشرَ الحبيبُ وهو مبينٌ <|vsep|> لتبشيرِ مولاهُ وما الشمسُ تُكتمُ </|bsep|> <|bsep|> كذلك بشرَ الخليلُ به كما <|vsep|> رأت أمهُ حلماً ولم تلكُ تحلمُ </|bsep|> <|bsep|> يُشيرُ لى أن حالهُ مثلُ حالهِ <|vsep|> به يَقتدي وهو المامُ المُيَمَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وأنهُ يُبتلى بنارِ العدى ومن <|vsep|> لظاها ببردٍ من رضى الربِّ يَسلَمُ </|bsep|> <|bsep|> ويخرجُ من أرضٍ لأرضٍ مطوفاً <|vsep|> له كادت الأقطارُ تسعى وتقدمُ </|bsep|> <|bsep|> فطوراً عراقياً وطوراً حجازياً <|vsep|> به كلُّ شادٍ منهُمُ يترنمُ </|bsep|> <|bsep|> وشيمَ بشامٍ بدرُهُ وبمصرِهِ <|vsep|> حفيظاً عليماً سيب جانٍ يتيمُ </|bsep|> <|bsep|> قد امتحنته أهل بغداد فاعتلى <|vsep|> وعندَ امتحانِ المرءِ ن عزَّ يُكرَمُ </|bsep|> <|bsep|> وأهلُ سمرقندٍ تجمعَ جمعهم <|vsep|> عسى أن يغالطوه واللَهُ يعصِمُ </|bsep|> <|bsep|> كما امتحنت أئمةٌ بعدَهُ ولم <|vsep|> تزل يَةٌ تُتلى من اللَهِ فيهِمُ </|bsep|> <|bsep|> وأبصر منهُ أهلُ بصرةَ ما دهى <|vsep|> فكانَ غُبارُ موطئٍ منه يُلثمُ </|bsep|> <|bsep|> وفاضَ بنيسابور يما مُيَمَّما <|vsep|> وكان له فيها عليهم تقدُّمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي خر اشياخها حسدوا الفتى <|vsep|> لأن لم ينالوا سعيه فتبرموا </|bsep|> <|bsep|> وفي اللفظِ بالقرنِ محنتهم جرَت <|vsep|> عليهِ ولا شكالَ واللهُ أعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وما زالَ الامتحانُ باللفظِ موقداً <|vsep|> بطورٍ وطوراً خامداً ليس يُضرَمُ </|bsep|> <|bsep|> كما امتحنوا في أصل هذا ابن حنبلٍ <|vsep|> وما زال يخفى نجم ذاك وينجمُ </|bsep|> <|bsep|> ليثاره الحلالَ ثرَهُ الجلا <|vsep|> لُ جل ومثلما طعمته تُطعمُ </|bsep|> <|bsep|> بدا خاشياً لاههُ متحلياً <|vsep|> برضوان رب وهو خيرٌ وأعظمُ </|bsep|> <|bsep|> وباذلَ أموالٍ لهُ الكفُّ مطلقٌ <|vsep|> وماسكَ أقوالٍ له الفمُ مُلجَمُ </|bsep|> <|bsep|> وقد لطفت أخلاقهُ وتأرجت <|vsep|> شمائلهُ منها الصبا تتعلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> مُزكِّي نيةٍ متممَ ما نوى <|vsep|> عفيفاً له ربٌّ معفٌّ ومُكرِمُ </|bsep|> <|bsep|> على ساقِ جدٍّ في العبادةِ قامَ ما <|vsep|> أقامَ وحُرمَةَ الحَرامِ يُعَظِّمُ </|bsep|> <|bsep|> وعظمَ علماً لم يدنسهُ ذاهباً <|vsep|> لوالٍ فلم يزل بذلك يعظمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي يوم عيد الفطر سار لربهِ <|vsep|> وقد صامَ عن دُنياً له الربُّ مُطعِمُ </|bsep|> <|bsep|> وكانت وفاتُهُ بنورٍ لذاكَ قد <|vsep|> بدا فوقَ قبرٍ منه نورٌ مُخيِّمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن صدقِهِ وكثرةٍ لصلاتهِ <|vsep|> على المصطفى مسكُ الضريحِ مُختَّمُ </|bsep|> <|bsep|> فيا قبرُ نشرُهُ تضوعَ هادياً <|vsep|> لمن ضلَّ عنهُ قبلَهُ فتيمَّموا </|bsep|> <|bsep|> ويا قبر يستشفى الغمامُ به لقد <|vsep|> كتمتهُ لو شذاً من المسك يُكتَمُ </|bsep|> <|bsep|> شذا مسكِ أخلاقٍ تضوع فيه أو <|vsep|> ثناءٌ عليه لم يكن قطُّ يفصمُ </|bsep|> <|bsep|> فقد تركَ اللَّهُ الثناءَ بخرٍ <|vsep|> عليهِ فبادي مدحهِ ليس يختِمُ </|bsep|> <|bsep|> ويكفي ثناءً جامعاً جامعٌ لهُ <|vsep|> صحيحٌ به تُهدى الطريقُ وتعلمُ </|bsep|> <|bsep|> رأى في منامٍ أنهُ عن نبينا <|vsep|> يذبُّ فكانَ ما أتى به يحكُمُ </|bsep|> <|bsep|> كتابُ رسولِ اللَّهِ يا ما أجلَّهُ <|vsep|> كأنَّهُ فيه ملهمٌ ومكلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> كتناب به يستنزل القطرُ كاشِفٌ <|vsep|> غموماً به يهذو فصيحٌ وأعجَمُ </|bsep|> <|bsep|> تقدمَ كل الكتبِ في صحةٍ ولا <|vsep|> نظيرَ لهُ كل برفعِهِ يجزِمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن قالَ ما تحتَ السماءِ أصحُّ من <|vsep|> كتابٍ لمسلمٍ بدت له لوَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وقالُوا خلافٌ غيرُ معتبرٍ ومن <|vsep|> تأوَّلهُ لم يدرِ معنى من اظلمُ </|bsep|> <|bsep|> لا أنه فضلُ البخاري مسلَّمٌ <|vsep|> لدى مسلمٍ ما شكَّ في الفضلِ مُسلِمُ </|bsep|> <|bsep|> وتقبيلُهُ رجليهِ أعلنَ أنهُ <|vsep|> بفنِّهِ أعلى منهُ أعلمُ أفهَمُ </|bsep|> <|bsep|> وها فتحُ بارٍ فاتِحٌ كل مغلقٍ <|vsep|> مقدمةٌ منه لذاكَ تُقدمُ </|bsep|> <|bsep|> تقول البخاري زاد شرطَ توثقٍ <|vsep|> فما عروةٌ وثقى له قطُّ تفصَمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن طعنوا ممن رووا عنه فيهما <|vsep|> فما في البخاري غير ما قلَّ منهمُ </|bsep|> <|bsep|> وغالبهم ما كان لا شيوخهُ <|vsep|> وحالُ الشيوخِ عنه ما كان يبهَمُ </|bsep|> <|bsep|> ومسلمُ أدنى رتبةً في رواتِهِ <|vsep|> وأعلاهما نقداً أتى بهِ مُسلِمُ </|bsep|> <|bsep|> ون فاقَ في حسنِ الصناعةِ مُسلِمٌ <|vsep|> ففقهُ تراجمِ البخاري مترجِمُ </|bsep|> <|bsep|> مترجمٌ أنَّهُ الرياضُ تفتقت <|vsep|> أزاهرَ شمها الذي هو أخشمُ </|bsep|> <|bsep|> ويا ليتَ شعري كيف لا تسقطُ الجنى <|vsep|> وفي روضةِ الجنَّاتِ كانَت تُتَرجَمُ </|bsep|> <|bsep|> وما زالتِ الأفكارُ تفتحُ كنزها <|vsep|> ويا ربَّ كنزٍ لاح وهو مطلسمُ </|bsep|> <|bsep|> فتلك بتي تقاوما فتساقطا <|vsep|> وزاد البخاري ما به دانَ أخصُمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن ذاك ذكرهُ ليٍ مفصلا <|vsep|> لها بحديثٍ فهي كأسٌ مختمُ </|bsep|> <|bsep|> نمزاجهُ من تسنيمٍ اشرب وطب بهِ <|vsep|> منافسَ ذي كاسٍ بشربهِ يندَمُ </|bsep|> <|bsep|> واسندَهُ غضاً طرياً أئمةٌ <|vsep|> بشرقٍ وغربٍ نشرُ كلٍّ ميممُ </|bsep|> <|bsep|> وأسناهُ ما بالغربِ طلعةُ شمسِهِ <|vsep|> وسهُ في أرجائِهِ يتنسَّمُ </|bsep|> <|bsep|> عن ابن سعادةَ الذي له نسخةٌ <|vsep|> بها كلُّ قراءٍ البخاري ترنموا </|bsep|> <|bsep|> ومن غضَّ من روايةٍ له زاعماً <|vsep|> بأنها وجادةٌ فقط لا يكلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> لخرقهِ لاجماعِ من أهلِ مغربٍ <|vsep|> وأندلسٍ والحقُّ لا يتلثمُ </|bsep|> <|bsep|> سمعنا ولكن بعضه بقراءةٍ <|vsep|> على شيخنا الاذكى من الرةض يبسمُ </|bsep|> <|bsep|> هو الطيبُ الذي سرى طيبُ علمهِ <|vsep|> بغربٍ وشرقٍ عرفُهُ يتنسَّمُ </|bsep|> <|bsep|> هو الباز الاشهبُ الذي طار صائداً <|vsep|> أوابدَ علمٍ منه تروى وتعلمُ </|bsep|> <|bsep|> رواهُ عن الزهني الذي ازدادَ بسطةً <|vsep|> بعلمٍ وجسمٍ وهوَ علمٌ مجسمُ </|bsep|> <|bsep|> وشيخهِ ابن سودةٍ لاحَ سُؤدَدٌ <|vsep|> له بحواشٍ للبخاري تترجَمُ </|bsep|> <|bsep|> وشيخهِ بناني الذي صعت به <|vsep|> حواشٍ وغارت من صعودهِ أنجمُ </|bsep|> <|bsep|> وكلٌّ عن البحر المفيض ابن قاسمٍ <|vsep|> للئهُ في كتبه تتقسمُ </|bsep|> <|bsep|> رواهُ عن الشهيد وهو قريبُهُ <|vsep|> كقدامهِ أسدُ الشرى ليسَ تقدِمُ </|bsep|> <|bsep|> وعن شارحِ اكتفاءٍ ازدادَ ثالثٌ <|vsep|> وثانٍ عن ابن الحاج بدرٌ متممُ </|bsep|> <|bsep|> عن العلمِ الأسمى أبي الفيضِ في سمى <|vsep|> ووسمٍ له أسمى به الزهرُ توسَمُ </|bsep|> <|bsep|> روى عن أبي زيدٍ أخي جدِّهِ الذي <|vsep|> حواشيه عن عرفانهِ تتبسَّمُ </|bsep|> <|bsep|> ويا له من أصلٍ كثير الجنى له <|vsep|> بملّةِ سلامٍ يدٌ ليسَ تحسَمُ </|bsep|> <|bsep|> رواهُ عن القصارِ شقَّةُ علمِهِ <|vsep|> مطرازٌ ومعلَمُ </|bsep|> <|bsep|> روى عن أبي النعيمِ رضوانَ سيِّدٌ <|vsep|> بجنةِ رضوانٍ له الربُّ منعِمُ </|bsep|> <|bsep|> يحدِّثُ عن سقينٍ العاصِمِيِّ من <|vsep|> بدا وهو كفٌّ للحديثٍ ومعصمُ </|bsep|> <|bsep|> عن المهلِ الأصفى ابن غازي الذي انجلى <|vsep|> جنى روضِهِ الهتونِ للكلِّ يطعِمُ </|bsep|> <|bsep|> رواهُ عن السراجِ وهو رواهُ عن <|vsep|> أبٍ وهو عن أبٍ ثلاثةٌ انجمُ </|bsep|> <|bsep|> رواهُ عن ابن الحاج واحدُ أنجمٍ <|vsep|> جوارٍ بغربٍ سعدها دام ينجُمُ </|bsep|> <|bsep|> عن ابن الزبيرِ ربِّ بُرهانٍ انجلت <|vsep|> به سُورُ القرنِ كالروضِ تبسِمُ </|bsep|> <|bsep|> روى عن أبي الخطابِ سبطِ خليلٍ ان <|vsep|> جلى عن خليلٍ كنيةٌ له تعلمُ </|bsep|> <|bsep|> وذاك أبو الخطابِ وهو ابن واجبٍ <|vsep|> وهذا الذي يجلى به المتلثمُ </|bsep|> <|bsep|> وما في فهارسٍ يخالفُ ما ترى <|vsep|> فبعضٌ به قطعٌ وبعضٌ توهمُ </|bsep|> <|bsep|> روى عن محمدِ بن يوسفَ سيدٍ <|vsep|> له ثوبُ سعدٍ بالجلالة معلمُ </|bsep|> <|bsep|> عن الصدفي يرويه فوهُ لفيهِ يا <|vsep|> لقومي لدرٍّ كان عنه ينظِّمُ </|bsep|> <|bsep|> عن المنتقي الباجي المامِ الذي غدا <|vsep|> به الغربُ شرقاً من علومٍ تعلمُ </|bsep|> <|bsep|> عن الهرويِّ عن شيوخٍ ثلاثةً <|vsep|> عن الذروةِ العليا علوا وتسنموا </|bsep|> <|bsep|> كوردٍ بأغصانٍ روايتهم بدت <|vsep|> تبسمُ في وجهٍ لمن يتنسمُ </|bsep|> <|bsep|> عن المطري رياضهم قد تبسمت <|vsep|> ومن عنه يروي حقُّهُ يتبسمُ </|bsep|> <|bsep|> عن الفارسي الشهم ذي المذهب الذي <|vsep|> بدا من كتابٍ عنه يعلى ويعلَم </|bsep|> <|bsep|> ولم يك ذا تقليدٍ الا لجيدنا <|vsep|> بما من للٍ عنه كانت تنظمُ </|bsep|> <|bsep|> عن اشياخه روى وهم فرطٌ بدوا <|vsep|> وكل مهدى في الثقاتِ مترجمُ </|bsep|> <|bsep|> وطيباً ثلاثياته قد تضوعت <|vsep|> به وبها ثوبُ الكتابِ مُسهَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وكم سندٍ عالٍ به وهو نازِلٌ <|vsep|> وخر عكسِهِ بدا يتقدَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وكم من أسانيدٍ علت بمتابعٍ <|vsep|> على قدمٍ لها مجيءٌ فيحكمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي سندٍ له اللطائفُ تجتني <|vsep|> يمر عليها معرضٌ ليسَ يَفهمُ </|bsep|> <|bsep|> معلقهُ قلائدٌ قد تعلقَت <|vsep|> بأجياد أملاحٍ فشمها تنظَّمُ </|bsep|> <|bsep|> مكررهُ يزدادُ فيه حلاوةٌ <|vsep|> كأنه سجعٌ للحمامِ ترنَّمُ </|bsep|> <|bsep|> عن امثالِهِم رووا أو امثل منهمُ <|vsep|> عن الرحمةِ التي بها الله يرحَمُ </|bsep|> <|bsep|> نبيُّ الهدى رأسُ الثقاتِ وتاجهم <|vsep|> رسولٌ به الرُّسلُ الكرامُ تختمُوا </|bsep|> <|bsep|> رسولٌ لكلِّ الرسلِ ربهُ مرسِلٌ <|vsep|> وجامِعُ أسرارٍ حجابهُ الاعظَمُ </|bsep|> <|bsep|> تقدمَ كلَّ الرسلِ في الخلقِ نُورُهُ <|vsep|> فما منهُمُ لا بهِ متقدِّمُ </|bsep|> <|bsep|> وفي ليلةِ السراءِ أمهُمُ وهم <|vsep|> بدارِهِمُ فهوَ المامُ الميممُ </|bsep|> <|bsep|> وفي يوم نشرٍ ينشرُ اللهُ فضلَهُ <|vsep|> ببعثِهِ ذا اللواءِ تحتهُ دمُ </|bsep|> <|bsep|> وقدامه على الشفاعةِ في الورى <|vsep|> جميعاً ذا الرسلُ الأكابرُ أحجمُوا </|bsep|> <|bsep|> وفي الجنةِ العليا تكونُ وسيلةٌ <|vsep|> له لا لغيرٍ فهو ذو الأمرِ منهُمُ </|bsep|> <|bsep|> وكوثرُهُ الأنهارُ منهُ تفجرت <|vsep|> فيا طيبَ من بشربها يتنعمُ </|bsep|> <|bsep|> ومن دارِهِ طوبى وعينٌ تفجرت <|vsep|> لى دورِ كلِّ المُرسلينَ لينعمُوا </|bsep|> <|bsep|> عن الروحِ جبريلَ الرسولِ الكريمِ في <|vsep|> ذا الشمس تعديلٌ له ليسَ يُبهَمُ </|bsep|> <|bsep|> عن الربِّ ذي العرشِ المجيدِ تقدَّسَت <|vsep|> صفاتُهُ عن علمٍ ومن أين تعلمُ </|bsep|> <|bsep|> يدبرُ أمرَ الخلقِ من عرشِهِ لى <|vsep|> ثراهُ له خلقٌ وأمرٌ مسلمُ </|bsep|> <|bsep|> تباركَ ربُّ العالمينَ برحمَةٍ <|vsep|> عليهِ استوى لرحمةٍ منهُ يقسِمُ </|bsep|> <|bsep|> لندعوهُ موجهينَ قلوبنا <|vsep|> لى من علا عن وجهِهِ تتوسَّمُ </|bsep|> <|bsep|> قريبٍ من العبدِ المنيبِ لربِهِ <|vsep|> بحسانهِ موصلٌ له مكرمُ </|bsep|> <|bsep|> ولا محسنٌ لا الذي لرسولِهِ <|vsep|> على قدمٍ فيما اتى يتقدمُ </|bsep|> <|bsep|> على قدرِ طيبِ النفسِ طيبُ نياتِها <|vsep|> فطب صاحِ واسأل زيدَ طيبٍ تنمنمُ </|bsep|> </|psep|> |
أيقظت زهر ربوة زهراء | 1الخفيف
| [
"أيقَظَت زَهرَ رَبوَةٍ زَهرَاءُ",
"أم أرِيجٌ نَمَّت بِهِ الزَّورَاءُ",
"وبُرُوقٌ مِن رَامَةٍ لَمَعَت أم",
"ألمَحَتنَا مِن وَجهِهَا العَذرَاءُ",
"كُلَّمَا فَاحَ نَشرٌ او لاَحَ بَرقٌ",
"هَشَّ قَلبِي وبَشَّتِ الأعضَاءُ",
"ومَتَى رَنَّتِ الحَمَامُ بِعُودٍ",
"وَأغَنَّتهَا الرَّوضَةُ الغَنَّاءُ",
"طَابَ نَوحِي وَطَالَ مِنِّي نَحِيبُ",
"لَو نَحِيبُ المَشُوقِ فِيهِ غَنَاءُ",
"وَعَلَى مِثلِي حَقَّ نَوحٌ ونَحب",
"ولِمِثلِ الحَمَامِ حَقَّ الغِنَاءُ",
"طَائِرٌ مِن أزَاهِرٍ بِرِياضٍ",
"لِمَعِينِ الحِيَاضِ كَيفَ يَشَاءُ",
"طَاهِرُ الجَيبِ ظَاهِرُ اليُمنِ ِذ مَا",
"لَوَّثتهُ الأدوَاءُ والأهوَاءُ",
"ما عَلَيهِ كَمَا عَلَينَا رَقِيبٌ",
"كاتِبٌ كُلَّ ما اقتَضَاهُ القَضاءُ",
"لَم يَرُعهُ المُقامُ بَينَ يَدَي",
"رَبِّ جَلِيلٍ عَنَت لَهُ الوُجَهاءُ",
"وَلَوَ أنَّهُ كانَ طَوقٌ لَهُ مِن",
"طَوقِنَا لاستدامَ مِنهُ البُكاءُ",
"قد حَمَلنا أمانَةَ اللهِ جَهلاً",
"لَيتَنَا قَد طِبنَا فَطابَ الأداءُ",
"أينَ ودِّيَ يَومَ يُكشَفُ عَن سا",
"قٍ يَزولُ عَمَّا جَنَينَا الغِطاءُ",
"لا تُضِع أنفاسا بِأنفاسِ عُمرٍ",
"فِي سَوَى تَقوى اللهِ فهيَ الوِقاءُ",
"ما تَبَقَّى مِن عُمرِكَ اصرِفهُ فِي طا",
"عاتِ مَولاكَ طالَ مِنك البَقَاءُ",
"لا تُسَوِّف لا عِطرَ بَعدَ عَرُوسٍ",
"لَستَ تَدري متَى يكُونُ اللِّقَاءُ",
"قُلتُ ما لضم أفعَل وَفِي كلِّ وَادٍ",
"هِمتُ غَيّاً وهكَذَا الشُّعَراءُ",
"عَمَلِي سَيِّىءُ وَلَكِن بِمَدحِي",
"أشرَفَ الخَلقِ حاطَنِي استثِنَاءُ",
"يا رَسُولَ اللاَهِ فِيكَ وَِلاَّ",
"ليسَ يَحلُو الِنشادُ والِنشاءُ",
"قد تَرَقَّيتَ فِي علاءٍ بِقُدسٍ",
"حَيثُ لا أينٌ بل هُناكَ عَماءُ",
"وَتَسَنَّمتَ صَهوَةَ العِزِّ فِي مَقعَدِ",
"صِدقٍ وذَا الوُجودُ هَباءُ",
"وتَجَلَّيتَ فِي الفَضاءِ عَروسَ المُلكِ",
"تُجَلَّى فَضَاءَ مِنكَ الفَضاءُ",
"وتجَلَّت شَمسُ النُّبُوءةِ فِي أفقِكَ",
"حَيثُ لاَ طِينَةٌ لاَ مَاءُ",
"لَم يَكُ الكَونُ قَبلَ أن كُنتَ شَيئاً",
"ثُمَّ كانَت مِن نُورِكَ الأشياءُ",
"أنتَ بَيتُ التَّمَامِ أنتَ تَمامُ البَيتِ",
"أنتَ أُساسُهُ والبِنَاءُ",
"أنتَ مِسكُ الخِتام أنتَ خِتامُ المِسكِ",
"فيهِ تَنافَسَ الكُبَراءُ",
"أنتَ جِنسُ الهُدَى وأنتَ هَيُولاَ",
"هُ وَأنتَ انتِهاؤُهُ وابتِدَاءُ",
"أنتَ هَادٍ لِكُلِّ بَادٍ وَلَولاَ",
"كَ لَمَا كانَ للأنامِ اهتِداءُ",
"أنتَ بَدرٌ مِنكَ البُدُورُ استَنارَت",
"واستَعارَت أنوارُهَا الأنواءُ",
"أنتَ بَحرٌ مِنكَ البُحُورُ استَمَدَّت",
"غَمَرَتهَأ مِن كَفِّكَ الأندَاءُ",
"أنتَ تَاجُ السِّيَادَةِ المُتَلالِي",
"بِسَنى أنتَ قُرطُهَا الّلالاءُ",
"كُلُّ سِمطٍ مِنَ الفَخارِ نَفِيسٍ",
"أنتَ وُسطاهُ التُّومَةُ الغَرَّاءُ",
"لم تَزَل مَحفوظاً بقُدسٍ وَمَحفُو",
"فاً وِعاءٌ يَحميكَ بَعدُ وِعاءُ",
"مِن أبٍ لأمٍّ حَلِيفَي عَفافٍ",
"نَيِّرَي أفلاكِ العُصورِ تُجاءُ",
"مِن لَدُن دَمٍ ِلَى ابنَةِ وَهبٍ",
"تُنتَقى أينَ تُوضعُ الحُسَباءُ",
"لُحتَ نُوراً بِدَمٍ فَسَما أسمَى",
"سَماءٍ ونيلّتِ الأسماءُ",
"وبشيثٍ ومِنهُ مُذ أفرَدَتهُ",
"دُرَّةُ العِقدِ أمُّنا حَوَّاءُ",
"وَبَِدريسٍ فَارتَقَى بِمَكانٍ",
"مُتَراقٍ تَرنُو بِهِ الحَوراءُ",
"وَبِنُوحٍ وَلاحتِوائِهِ فِي الفُل",
"كِ عَلَى الجُودِي استَبَانَ استِواءُ",
"وبِسامٍ سَمَا فَيَحسِبُهُ رَا",
"ئِيهِ بَدراً والوَجهُ مِنهُ سَماءُ",
"وَبِبراهِيمٍ ثَوَى فَغَدَت نَا",
"رُ عَدُوٍّ رَوضاً وطابَ الثَّواءُ",
"وبسماعِيلٍ فَنَجَّاهُ مِن ذَبحٍ",
"بِذِبحٍ ورنَتِ الدَّهماءُ",
"وبليَاسٍ كانض تَسمَعُ تَلبِيَّةَ حَجٍّ",
"مِن صُلبِهِ الدَّهماءُ",
"وَبِهاشِمٍ كانَ لَم يَبقَ شَيءٌ",
"بِهِ مَرَّ ِلاَّ لُهُ يمَاءُ",
"وبِشَيبَةِ الحَمدِ أصبَحَ يَوماً",
"فَائِحاً مَكحولاً لَهُ سِيماءُ",
"وَبَعَبدِ اللهِ الَّذِي راودَتهُ",
"حَيثُ شامَتهُ يَستَنِيرُ النساءُ",
"وَحَماهُ مِن كَيدِها ما حَمَى يُو",
"سُفَ مِنهُ فَلَم تَقَع فَحشاءُ",
"عِندَما حَلَّ بُرجَ مِنَةٍ حَلَّ",
"أمَانٌ بِهِ وَعَمَّ نِداءُ",
"اشرَفَت مِن مَساكِنِ الخُلدِ حُورٌ",
"قُلِّدَت مِن نُحورِهَا الشُّرَفاءُ",
"في سُرُورٍ أملاَكٌ اضحَت وَأمسَت",
"سُرُرٌ لِلمُلكِ اعتَراها دَاءُ",
"أصبَحَت أصنامُ الضَّلالَةِ مَنكُو",
"سَةَ رَأسٍ أصَابَهَا استِحيَاءُ",
"حَمَلَتهُ حَملاً خَفِيفاً فمرَّت",
"بِهِ لَم تَحمِل مِثلَهُ نُفَسَاءُ",
"وبِشَهرِ الرَّبِيعِ في فَصلِهِ ألقَت",
"رَبِيعاً تَحيَا بِهِ البُصَرَاءُ",
"لاحَ يَومَ الثنَينِ مُفرَدَ مَجدٍ",
"بِهِ تَسمُو الأزمَانُ والأنحَاءُ",
"قُربَ فَجرٍ تَفَجَّرَت بِهِ أضوَا",
"ءُ بِها تُمحَى اللَّيلَةُ اللَّيلاَءُ",
"أشرَقَت مِنهَا الأرضُ والشّامُ شِيِمَت",
"ذ لَها بَعدَ البِعثَةِ السراءُ",
"خِذاً قَبضَةً مِنَ الأرضِ أي مُلكُ",
"الثَّرَى لِي وَلِي بِرَبِّي ثَراءُ",
"رافِعاً لِلسَّماءِ طَرفَهُ أي عَليَاءُ",
"شَأني لَم تُعطَهُ العَليَاءُ",
"فاهَ بِالحَمدِ حَيثُ أقبَلَ مِن",
"حَضرَةِ رَبٍّ وَحَفَّتِ الَّلالاءُ",
"شَمَّتَتهُ الأملاكُ طَافَت به المَشرِقَ",
"يَا طِيبَ ما رَوت شَفَّاءُ",
"حَضَرَتهُ عِينٌ وَسيةُ وابنَةُ",
"عِمرانَ مَريَمُ العَذراءُ",
"وتَدانَت مِنهُ نُجُومٌ فَمَا أبهَى",
"هِلاَلاً نُجُومُهُ قُرَبَاءُ",
"وَبَدَت شُهبٌ مِن بَنِي ثُعَلٍ أر",
"مَى أذيبَت بِنَارها القُرَنَاءُ",
"كَشَفَت ذِي النُّجُومُ والشُّهبُ عَن حا",
"لِ صِحابٍ تُشوَى بِهَا الأعداءُ",
"أطفِئَت نَارُ قُرسٍ ارتَجَّ صَرحٌ",
"قُضِيَ الأمرُ فِيهِ غِيضَ الماءُ",
"هَتَفَت أحبارٌ وَجِنُّ بِأخبا",
"رِ وِلاَدٍ كَأنَّها وَرقاءُ",
"هَذِهِ لَيلَةٌ مُبَدِّلةُ الأترَاحِ",
"أفراحاً حَقَّ فِيهَا الهَناءُ",
"فِي لَيالِي قَدرٍ كَليلَةِ قَدرٍ",
"فِي اللَّيالِي تَبِينُ لَيسَ بَدَاءُ",
"نَشتَهِي أن نُمِدَّهَا بِسَوادِ العَينِ",
"مِنَّا لَيتَ السَّوادَ سَواءُ",
"أطلَعَت بَدرَها لَنَا فِي صَباحٍ",
"لاَ تَقُل هَذِي اللَّيلَةُ الدَّرعاءُ",
"بَدرُ هَذِهِ دائِمٌ فِي ازديادٍ",
"من كَمالٍ لاَ يعتَريهِ خَفاءُ",
"رِيءَ فِي مَهدِهِ مُنَاغِيُهُ بَد",
"رٌ تَمامٌ وذَلِكَ استِدنَاءُ",
"حَرَّكَت مَهدَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ",
"اختِدَاماً يَا حَبَّذَا الخُدَماءُ",
"وأتَتهُ حَليمَةٌ ذَاتُ سَعدٍ",
"لِسَعِيدٍ تُرِشَّ السُّعَدَاءُ",
"فَتَلَقَّاهَا بِابتِسامٍ وبِشرٍ",
"طَلقَ وَجهٍ وهَكَذا الفُضَلاءُ",
"مِن يَمِينِ الثَّدييَنِ مَصَّ ومَا مَسَّ",
"يَساراً بَل دامَ مِنهُ باءُ",
"نَظَراً لِلشَّرِيكِ ألهِمَ عَدلاً",
"وَبِهِ فِيهِ لِلأنَامِ ائتِساءُ",
"وأَتَت بِهِ قَومَهَا تَحمِلُ المَجدَ",
"أتَانٌ أخفَّهَا الزدِهاءُ",
"وَأوَت خَيراتٌ ِلَيهَا وحَلَّت",
"وَرَوتهَا شِياهُهَا العَجفاءُ",
"شاؤُها دُونَ الشَّاء تَأتِي شِباعاً",
"حُفَّلاً تَرعَى حَيثُ يُرعِي الرِّعاءُ",
"قَد رَعَت خِصبَ اليُمنِ في سَنَةٍ شَه",
"باءَ والأرضُ كُلُّهَا جَرداءٌ",
"شَبَّ أنقَى مِن زَهرٍ انمَى شَبابٍ",
"وَعَجِيبٌ مَا شَامَتِ الشَّيماءُ",
"حَدَّثَت أن غَمامَةٌ فِي هَجِيرٍ",
"حَيثُ مَا سَار كَانَ مِنهَا وِقاءُ",
"شَمسَ حُسنٍ مِن شَمسِ أفقٍ أظَلَّت",
"ألأصلٍ مِن فَرعِهِ بُرَحاءُ",
"وأتَت بِهِ عِندَمَا فَطَمَتهُ",
"ظِئرُهُ والفُؤادُ فِيهِ اصطِلاءُ",
"رَغِبَت فِيهِ حتَّى بَت وَباءَت",
"بِهِ ذ بِالبَطحَاءِ يُخشَى الوَباءُ",
"وَأتَتهُ لأن تُنَقِّيَ قَلباً",
"بِطَهُورٍ مَلاَئِكٌ نُزَهاءُ",
"شُقَّ عَنهُ ولَم يُشَقَّ عَلَيهِ",
"رُمِيَت مِنهُ مُضغَةٌ سَودَاءُ",
"خَتَمَتهُ مِن بَعدِ أن مَلأتهُ",
"بِحُلِيِّ النُبُوءَةِ الكُرَماءُ",
"فَتَبَدَّى بِخَاتَمٍ فِي مَحَلٍّ",
"مِنهُ يَأتِيهِ الوَحيُ وَاللقاءُ",
"مِنهُ نَمّ مِسكُ الخِتامِ كَما نَمَّت",
"بِأزهَارِ الرَّوضِ رِيحٌ رُخاءُ",
"خَشِيَت ِذ رَأتهُ مُنتَقِعَ اللَّو",
"نِ حَلِيمَةُ أنَّهُم قُرَناءُ",
"أسرَعَت بِهِ نَحوَ مِنَةٍ فَاء",
"تَنَسَت نَّ أنسَنَا الأبناءُ",
"لَم يَزَل خَسفُهَا ِلى أن تَوَارَت",
"بِحِجَابٍ حَفَّت بِهَا الأبواءُ",
"حَضَنَتهُ أمُّ الظِّبَاءِ رَشاً لَم",
"يَحكِهِ فِي رَقِيقِ حُسنٍ طَلاءُ",
"ظَمِئَت فَارتَوَت بِدَلوٍ مِنَ الأفقِ",
"بِيُمنٍ بِهِ وَطَابَ ارتِواءُ",
"وجَلاهُ بِعَاتِقٍ شَيبَةٌ طا",
"لِبَ سَحٍّ فَسَحَّتِ الأرماءُ",
"شَكَرَتهُ قُرَيشُ شُكرَ بِطاحٍ",
"صَيِّباً أنعَمَت بِهِ الأسمَاءُ",
"وأتى بِهِ عَمُّهُ بَعدَ هَذا",
"مِثلَ شَمسٍ عَنهَا انجَلَت ظَلمَاءُ",
"لاذَ بِاللهِ لِلأنامِلِ يُبدِي",
"فَتَبَدَّت وَدِيقَةٌ غَرَّاءُ",
"خَجِلَت مِن أنَامِلٍ فَأراقَت",
"عَرَقاً يَا حَياً أرَاهُ حَيَاءُ",
"وبِأنوارِهَا تَبَرَّجَتِ الأر",
"ضُ وَشَتهَا بِلاَ يَدٍ أنواءُ",
"أبيَضٌ يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجهٍ",
"مِنهُ فِيهِ عَن شَأنِهِ أنبَاءُ",
"أسفَرَت عَنهُ سَفرَتاهُ لِشَامٍ",
"حَيثُ شِيمَت نُعوتُهُ الشَّمَاءُ",
"ودَعَتهُ خَدِيجَةٌ تَبتَغِي عَصمَتَهُ",
"وَهيَ الدُّرَّةُ العَصمَاءُ",
"زَهرُ رَوضٍ ما زَالَ فِي كُمِّهِ تا",
"قَت وَحَنَّت لِشَمِّهِ زَهرَاءُ",
"قَامَ فِي قَومِهِ عَفِيفاً أمِيناً",
"نُسِيَت عِندَ ذِكرِهِ الأمَناءُ",
"جدَّدُوا الكَعبَةَ الشَّرِيفَةَ كُلٌّ",
"مِنهُمُ فِي نفَاقِهِ أسخِياءُ",
"ثُمَّ شَحُّوا فِي وَاضِعِ الرُّكنِ مِنهُم",
"وَبِمِثلِهِ تَبخَلُ الأسرِيَاءُ",
"فأبَانَ حُكماً بِأن يَرفَعُوهُ",
"فِي كِسَاءٍ وَتَمَّ مِنهُ البِنَاءُ",
"رَاجِحُ الذِّهنِ قَد تَدَرَّبَ للوَحيِ",
"بِرُؤياً تَجِيءُ وَهيَ ذُكَاءُ",
"بَينَمَا هُوَ يَعبُدُ اللهَ فِي غا",
"رِ حِرَاءٍ ِذ جاءَهُ الِيحَاءُ",
"مضجمَعٌ لِلعُلُومِ مَظهَرُ أسرَا",
"رِ غُيُوبٍ عَنَت لَهُ اللُّطَفاءُ",
"حَلَّتِ النُّطقَ والمَسَامِعَ والقَلبَ",
"وَصَبراً ياتُهُ المَزَّاءُ",
"فدَعاهُم سِراً بِهِ لِرَشادٍ",
"واستَجابَت لما دَعا رُشدَاءُ",
"وأتَاهُ مِن بَعدِ ذَا اصدَع بِأمرٍ",
"فَتَصَدَّعَت مِنهُمُ الأحشاءُ",
"سَبَّ أوثَانَهُم فَطارَت قُلوبٌ",
"بِنَكِيرٍ وَثَارَتِ الشَّحناءُ",
"فَاحتَمى مِنهُم بِرُكنٍ شَدِيدٍ",
"مِن أبِي طَالِبٍ لَهُ ِيوَاءُ",
"ظَلَمُوا المُؤمنِينَ مُستَضعَفِيهِم",
"وَبِرَبٍّ حَلاَ لَهُم ِيذَاءُ",
"ثُمَّ سَارُوا ِلَى النَّجَاشِيِّ صَارُوا",
"فِي حِمَى كُلَيبٍ بِهِ لَم يُسَاؤُا",
"وَجَدُوهَا كَمَا أشَارَ وَهَل يَبقَى",
"مضعَ الحَقِّ بَاطِلٌ وَجُفَاءُ",
"وَغَداً كَاتِبُ القَطِيعَةِ مَقطُو",
"عاً بَغِيضاً لَهُ يَدٌ شَلاَّءُ",
"وَقَضَى عَمُّهُ وَزَوجَتُه فَاشتَدَّ",
"غَمٌ ذ مَاتَتِ الوُزَرَاءُ",
"لاحتِمَاءٍ أتَى ثَقِيفاً فَلَم تُشقَق",
"بِهِم نُصرَةٌ لَهُ وَاحتِظَاءُ",
"بَل أذَوهُ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ",
"مِنهُمُ سَبُّوا نَّهُم سُفَهَاءُ",
"فَجَرى طَائِعاً لَهُ مَلَكٌ يَملِكُ",
"أمرَ الجِبَالِ فِيمَا يَشَاءُ",
"فَرَجَا أن يَكُونَ مِن صُليِهِم عَا",
"بِدُ رَبٍّ مَا خَابَ مِنهُ الرَّجَاءُ",
"وَعَفَا عَنهُم ن مَلَكتَ فَأسجِح",
"مِثلَ هَذَا فَليَحلمِ الحُلَمَاءُ",
"وَمَشَى جَسَّاسُ بِمَكرٍ وَلَكِن",
"لَم يَنَل خَيراً لاَ احتَظَى مَشَّاءُ",
"واهتَدَى الحَفصُ حَمزَةٌ وَأبُو حَفصٍ",
"فَأضحَى الهُدَى لَهُ فشَاءُ",
"أجمَعَت قَتلَةَ الرَّسُولِ قُرَيشٌ",
"فَحَمَاهُ عِصَابَةٌ حُزَمَاءُ",
"فَجَلَت فِي صَحِيفَةٍ قَطعَهُم لاَ",
"غَيرَ سلاَمِهِ ِلَيهَا رِفَاءُ",
"فَبقُوا مَحصُورِينَ فِي الشَّعبِ حَتَّى",
"جَهِدُوا وَمسَّتهُمُ البَأسَاءُ",
"قَامَ فِي نَقضِهَا رِجَالٌ ثَنَتهُم",
"رَحَمَاتٌ هُم أنجُمٌ عَوَّاءُ",
"فأشَارَ النَّبِيُّ أن مَا سِوَى اسمِ اللهِ",
"مَحوٌ لَم يَبقَ فِيهَا خَفَاءُ",
"صَمَّتِ النسُ عَنهُ وَاستَمَعَت جِنّ",
"لِقُرنٍ واستُجِيبَ الدُّعَاءُ",
"صَدَّتَ أحيَاءٌ عَنهُ واشتَاقَتَ اموَا",
"تُ لَيهِ لَهَا بِهِ حيَاءُ",
"أنبِياءٌ تَاقَت لِلُقيَاهُ لَمَّا",
"كَانَ مِنهُ لِرَبِّهِ سرَاءُ",
"سَارَ لَيلاً وَالبَدرُ بِاللَّيلِ يَسرِي",
"وَهوَ وَقتٌ لِلوَصلِ فِيهِ انتِقَاءُ",
"فَجَأتهُ زِيارَةٌ دُونَ وَعدٍ",
"فَاستَزَادَت حُسناً وَزَانَ التِقَاءُ",
"حَضَرَتهُ الأملاَكُ يا خَيرَ الخَلقِ",
"لَى الرَّبِّ جَلَّ مِنكَ ارتِقَاءُ",
"أنقَتِ القَلبِ مِنهُ ألقَت بِهِ",
"سِرّا وَطابَ النقَاءُ واللقَاءُ",
"وَلَدَى قبَالٍ لِحَضرَةِ مَلكٍ",
"وَزِيَارَتٍ تُستَجَدُّ النَّقَاءُ",
"وَأتَت بالبُرَاقِ يَركَبُهُ فَاهتَزَّ",
"سُكراً بِهِ وَحُقَّ ازدِهَاءُ",
"قَالَ جِبرِيلُ يَا بُرَاقُ تأدَّب",
"فَاعتَرَاهُ مِن فِعلِهِ استِحيَاءُ",
"أركَبتهُ وَأمسَكَت بِرِكَابٍ",
"وَعِنَانٍ وهَكَذَا الوُزَرَاءُ",
"ثُمَّ سَارَت بِهِ لَى المَسجِدِ الأقصَى",
"فَصَلَّى والأسرِيَاءُ وَرَاءُ",
"وَأتَت بالمِعرَاجِ يَعرُجُ فِيهِ",
"لِطِبَاقٍ سَبعٍ بَدَا الِرقَاءُ",
"وَتَلَقَّتهُ فِي السَّمَاوَاتِ بالتَّر",
"حِيبِ أملاَكُ القُدسِ وَالأنبِيَاءُ",
"سِدرَةُ المُنتَهَى تَغَشَّت بِحُسنٍ",
"ِذ أتَاهَا وَلَيسَ مِنهُ انتِهَاءُ",
"بَل أتَى المُستَوَى بِهِ سَمِعَ الأقلاَمَ",
"كَانَ مِنهُ عَلَيهِ استِوَاءُ",
"جَازَ مَا لَم يَجُز لَيهِ سِوَاهُ",
"لَيسَ يَرضَى الجَوزَاءَ وَهيَ وِطَاءُ",
"زَجَّ فِي النُّورِ مُفرَداً خَارِقاً حُجبَ",
"جَمَالٍ لَهَا الجَلاَلُ غِطاءُ",
"ثُمَّ أدنَاهُ رَبُّهُ وَحَبَاهُ",
"بِهِبَاتٍ وَزَالَ عَنهُ الغِشَاءُ",
"نَالَ أسرَاراً لَم تُكَيَّف بِلُبٍّ",
"وَلِهَذَا قَد أبهِمَ الِحيَاءُ",
"لَم تَزَل فِي أستَارِهَا بَاطِناتٍ",
"مَا جَلاَهَا نُطقٌ وَلاَ ِيمَاءُ",
"وَأطَالَ الرُّجُوعَ لِلَّهِ فِي الخَمسِينَ",
"عَادَت خَمساً وَدَامَ الجَزَاءُ",
"أظهَرَ البَعضَ حِينَ بَ فَزَادَ القَومُ",
"بُغضاً وارتَدَّتِ الرُّذَلاَءُ",
"لَم يَجِد فِيهِمُ كَفِيلاً ِلَى أن",
"لَقِيَتهُ أنصَارُهُ الكُفَلاءُ",
"بَايَعَتهُ وَبَاعَتِ الرُّوح مِنهُ",
"طَابَ بَيعٌ لَهَا وَطَابَ الشَّرَاءُ",
"هَاجَرَ المصطَفَى ِلَيهِمُ لَمَّا",
"أن أحَاطَت لِقَتلِهِ حُرَسَاءُ",
"سَارَ عَنهُم وَقَد أدرَّ تُرَاباً",
"بِرُؤوُسٍ أودَت بِهَا رُؤَسَاءُ",
"وَعَلِيُّ كَانَ الفِداءَ بِنَومٍ",
"فِي فِرَاشٍ شِلواً عَلَيهِ الرِّدَاءُ",
"وَأبُو بَكرٍ سَارَ مَعهُ رَفِيقاً",
"وَشَفِيقاً تُنسَى بِهِ الرُّفَقَاءُ",
"دخَلَ الغَارَ قَبلَهُ وَاقِياً نَفسَ",
"حَبِيبٍ وَهَكَذَا الأصدِقَاءُ",
"لَسَعَتهُ حَيَّاتُ جُحرٍ بِرِجلٍ",
"سَدَّهُ نَفثُ المُصطَفَى استِشفَاءُ",
"عَمِيَت كُفَّارٌ قَفَتهُ فَوَلَّت",
"بِيَدٍ مِنهَا تُصفَعُ الأقفَاءُ",
"رَفرَفَت أملاَكٌ بِأجنِحَةٍ وَا",
"قِيَةٍ مِثلَمَا وَقَتهُ الرَّاءُ",
"رَاٌ ارخَت عَلَى فَمِ الغَارِ أكمَا",
"ماً أرَت مِثلَمَا أرَت عَنكَبَاءُ",
"عَنكَبَاءُ أبدَت مَطارِفَ نَسجٍ",
"فَحَمَت مِثلَمَا حَمَت وَرقَاءُ",
"وَضَعَت بَيضَهَا بِهِ امَّنَتهُ",
"وَلَهَا الأمنُ فِي الحَرَامِ كِفَاءُ",
"سَارَ عَنهُ فِي ذِمَّةِ اللهِ مَحفُو",
"ظاً بِهِ تُحدَى النَّاقَةُ الأدمَاءُ",
"رَافِلاً فِي أذيَالِ عِزَّةِ رَبٍّ",
"فَرَشَت خَدَّهَا لَهُ الجَوزَاءُ",
"حَلَّ فِي خَيمَةٍ لِعَاتِكَةٍ سَعدَ",
"سُعُودٍ فَدَرَّتِ العَجفَاءُ",
"مِن بَقَايَا وَضُوئِهِ أطعِمَت عَو",
"سَجَةٌ وَانجَلَت لَهَا أفيَاءُ",
"وَتَلاَهُ سُرَاقَةٌ بِهِ سَاخَت",
"سَابِحٌ لَم يُنقِدهُ ِلاَّ التِجَاءُ",
"أشبَهَت ِيوَاناً لِكِسرَى لِهَذَا",
"بِسَوَارِيهِ كَانَ مِنهُ اجتِلاَءُ",
"بَشَّرَت نَسمَةُ الصَّبَا بِصَبَاحٍ",
"مِن رَسُولٍ فاستَيقَظَت نُدَمَاءُ",
"أضرَمَت فِي جَوانِحِ الصَّحبِ نَارَ الشَّوقِ",
"والصَّبُّ يَعتَرِيهِ الصِّلاَءُ",
"وَأمَالَت جَوَارِحاً للرتقَابٍ",
"وَارتِقَابُ الحَبِيبِ فِيهِ ارتِقَاءُ",
"طَلَعَت طَلعَةٌ لَهُ كَهِلاَلِ العِيدِ",
"ضَاءَت بِالنُّورِ مِنهُ قُبَاءُ",
"عِندَمَا حَلَّ طَيبَةً حَلَّ فِيهَا",
"طِيبُ عَيشٍ لَم تُعطَهُ صَنعَاءُ",
"زَالَ عَجمُ الشُّرُورِ عَنهَا فَعَادَت",
"لِسُرُورٍ وَدَامَتِ السَّرَّاءُ",
"وَبنَاتُ النَّجَّارِ قَد صَنَعَت مِنبَرَ",
"مَجدٍ لَم تَرقَهُ الخُطَبَاءُ",
"أنشَدَت فِي القُدُومِ نَحن جَوَارٍ",
"مِن بَنِي النَّجَّارِ الهَنَاءُ الهَنَاءُ",
"بِالجِوَارِ استَعلَت وَيَا حَبَّذَا",
"مُحَمَّدٌ مِن جَارٍ بِهِ استِعلاَءُ",
"أسَّسَ المَسجِدَ الشَّرِيفَ وخَى",
"بَينَ صَحبٍ فَطَابَ مِنهُم ِخَاءُ",
"نَّمَا هُم يَدٌ عَلَى مَن سِوَاهُم",
"ضَرَّرَ الكُفرُ بَينَهُم رُحمَاءُ",
"فِي أعَادٍ سَرَت سَرَايَاهُ مِنهُم",
"مِثلَمَا فِي عَادٍ سَرَت نَكبَاءُ",
"وَأتَاهُم مهَنَّدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ",
"مَسلُولٌ لَم يَخُنهُ المَضَاءُ",
"يَومَ بَدرٍ كَأنَّهُ شَمسُ صَحوٍ",
"قَد أذِيبَت بِحَرِّهَا الأمعَاءُ",
"دُونَ وَعدٍ لِيَقضِيَ اللهُ أمراً",
"كَانَ مَفعُولاً لَم يُرَدَّ القَضَاءُ",
"حَصَبَتهُم يُمنَاهُ شَاهَت وُجُوهٌ",
"وَعَجِيبٌ مَا أبدَتِ الحَصبَاءُ",
"حَصَدتَهُم وَأورَقَت شَجَرُ مِن سُيُوفٍ",
"كَانَ مِنهَا عَلَى الرُّؤُوسِ عَلاَءُ",
"ظَلَّتَ أعنَأقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ انتَثَرَت",
"مِنهُمُ بِهَا الكِبرِيَاءُ",
"قَاتَلَتهُم جُنُودُ رَبٍّ بِأرضٍ",
"وَسَمَاءٍ وَغَرَّتِ الجِبرِيَاءُ",
"فَهُم قَتلَى كُبكِبُوا فِي قَلِيبٍ",
"أو أسَارَى فِي قَيدِهَا ألقَاءُ",
"أو نَجِيٌّ بِالنَّفسِ مَنزُوقُ فِعلٍ",
"عَينُهُ بِالتِفَاتِهِ حَولاَءُ",
"مَا لبلِيسِهِم عَلَى عَقِبِيهِ",
"نَاكِصٌ لَم يَبِن لَهُ ِبفَاءُ",
"خَانَ عَهداً نَّ الخَبِيثَ لِمَن وَا",
"لاَهُ غَدَّارٌ مَا عَلَيهِ اتِّكَاءُ",
"لَبِسُوا جِلدَ النَّمرِ بَعدُ وَجَاءُوا",
"أحُداً هَيَّجَتهُمُ الهَيجَاءُ",
"نَفَخَت فِي الخَيشُومِ مِنهُم شَياطِينُهُمُ",
"أغضَبَتهُمُ الأرزَاءُ",
"خَرَجَ المُصطفَى ِلَيهِمُ فِي صَحبٍ",
"يَوَدُّونَ أنَّهُم شُهَدَاءُ",
"جَاشَت اسدٌ عَلَى ذِئَابِ الأعَادِي",
"فَأعِلَّت بِمَا أرَاقَت ظِبَاءُ",
"بَل بُزَاةٌ ِذَا تَحُومُ عَلَى وَكرِ",
"رُؤُوسٍ غَرَابُهُ أشلاَءُ",
"ثُمَّ صَبُّوا عَلَيهِمُ حَملَةً حَسَّتهُمُ",
"وَاشتَدَّت بِهِم بَأسَاءُ",
"بِبُرُوقٍ مِنَ السُّيُوفِ ِذَا شِيمَت",
"وَلَكِن أمطَارُهُنَ دِمَاءُ",
"ذ أزِلَّ الرُّمَاةُ عَن مَركَزٍ لَمَّا",
"رَأت أنَّ الغتِنَامَ اغتِنَاءُ",
"لَسَعَت شَوكَةُ الأعَادِي وَفِي ذَ",
"لِكَ لِلَّهِ حِكمَةٌ ورَبَاءُ",
"جُرِحَت وَجنَةُ النَّبِيِّ وَشُجَّت",
"جَبهَةٌ زَهرٌ زَالَ عَنهُ الغِشَاءُ",
"كُسِرَت سَنُّهُ فَيَا حُسنَ عِقدٍ",
"زَادَ بِالنَّقشِ حُسنُهُ وَالبَهَاءُ",
"خَانَ عَهداً بَنُو النَّضِيرِ فَأجلُوا",
"وَخَلاَءُ الأوطَانِ فِيهِ البَلاَءُ",
"فِي مُرَيسِيعٍ بَعضُ أعدَائِهِ",
"قَتلَى وَبَعضٌ غَنِيمَةٌ وَسِبَاءُ",
"وَأتَت أحزَابٌ تَخُبُّ لِحَربٍ",
"رَجَعُوا خَاسِئِينَ مِن حَيثُ جَاءُوا",
"دَهَمَتهُم مِنَ السَّمَاءِ جُنُودٌ",
"وَلِنَارِهِم أخمَدَت حَدرَاءُ",
"وكَفَى اللهُ المُؤمنِينَ قِتَالاً",
"بَعدَ أن زُلزِلُوا وكَانَ ابتِلاَءُ",
"سُنَّةُ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوا مِن",
"قَبلُ سَرَّاءً تَعقُبُ الضَّرَّاءُ",
"ِذ قُرَيظَةُ سَنبَلَت بِاختِيانٍ",
"حُمُرٌ فِي كُفرٍ أضَلُّوا وَبَاءُوا",
"حَصَدَتهُم مَنَاجِلٌ مِن سُيُوفٍ",
"يَا وَبَالٌ سَرَى لَهُم وَوَبَاءُ",
"وَرَأى صُلحاً فِي حُدَيبِيَةٍ ذ",
"كَانَ فِيهِ لأمرِهِ بدَاءُ",
"بَايَعَتهُ الأصحَابُ فِيهَا وَبَت",
"وَعَلَيهَا مِنَ الجَلِيلِ رِضَاءُ",
"يَا لَهَا خِلعَةٌ لَقَد رَضِي اللهُ",
"عَنِ المُؤمِنينَ فِيهَا الجَلاَءُ",
"خُصَّ عُثمَانُ حَيثُ بَايَعَ عَنهُ المُصطَفى",
"لِلخَواصِ خِصِّيصَاءُ",
"خَرِبَت خَيبَرٌ وَمَا مَعقَلٌ ِلا",
"وَألقَى مِفتَاحَهُ لاَ بَاءُ",
"صَعبُهَا لَم يَصعُب وَمَا شَقَّ شَقٌّ",
"وَبَدَا فِيهَأ مِن عَلِيٌّ عَلاَءُ",
"جَاءَهُ مَرحَبٌ فَقَالَ لَهُ لاَ",
"مَرحَباً بالّذِي أتَاهُ القَضَاءُ",
"يَومَ فضحٍ قَد اشرَقَت وَجنَة مِن",
"مَكَّةٍ وافتَرَّت كُدًى وكَدَاءُ",
"ذ تَجَلَّى بَدرُ الدُّجُنَّةِ فِي هَا",
"لَةِ صَحبٍ ضاءت به الأرجَاءُ",
"وَلَو أنَّهُ لَيسَ خَالِصَ جُودٍ",
"طَحَنَت قُريشاُ لَه أرحَاءُ",
"ِذا أحَاطَت بِهِم جُيُوشٌ وَدَارَت",
"بِدِيارٍ ضَاقَت بِهَا الأنحَاءُ",
"بِسُيُوفٍ تُنِيرُ لَيلَ عَجَاجٍ",
"لِخُيُولٍ تَبدُو بِهَا خُيَلاَءُ",
"بَل رِياحٍ تُثِيرُ سُحباً صَهِيلٌ",
"رَعدُهُ قَدحٌ بَرقُهُ اللألاَءُ",
"وَغَذَا المُصطَفَى بِصَفحٍ جَمِيلٍ",
"أيُّ فَضلٍ خَبَّت بِهِ القَصوَاءُ",
"قالَ لِلقَومِ حِينَ أزعَجَهُم خَو",
"فُهُ سيرُوا فَأنتُمُ الطُّلَقَاءُ",
"عَجَباً لِلأوثَانِ كَيفَ بِنَخسٍ",
"كَانَ مِنهَا عَلَى الثَّرَى لقَاءُ",
"بِحُنَينٍ عَلَى هَوَازِنَ كَانَت",
"خِرَ الأمرِ وَقعَةٌ قَرعَاءُ",
"ذ حُمُوا وَاحمَرَّ الوَطِيسُ وَوَلَّت",
"عَن رَسُولٍ كَتِيبَةٌ خَضرَاءُ",
"هَزَمَتهُم يَدُ الرَّسُولِ وكَم تَهزِمُ",
"زُرقاً تِلكَ اليَدُ البَيضَاءُ",
"أثخَنَتهُم حُمرُ العَمَائِمِ أملاَ",
"كُ سَمَاءٍ سَرَت بِهَا الغَبرَاءُ",
"جَبَرَ اللهُ الصَّدعَ مِن بَعدِ كَسرِ القَلبِ",
"والجَبرُ بَعدَ كَسرٍ يُجَاءُ",
"ثُمَّ جَاءُوا بَعدَ اقتِسامِ غَنِيما",
"تِهِمُ مُسلِمِينَ لِلَّهِ فَاءُوا",
"رَاغِبِينَ والعَفوُ عِندَ رَسُولِ اللهِ",
"مأمُولٌ لَم يُخَيَّب رَجَاءُ",
"فِي تَبُوكٍ تَبَدَّتَ يٌ وَبَانَت",
"قَاصِعَاءُ النِّفَاقِ والنَّافِقَاءُ",
"وَلَدَى أوبَةٍ لِطَيبَةَ هَبَّت",
"لِتَلَقٍّ وِلدَانُهَا والنِّسَاءُ",
"أنشَدَت ذَاتَ بَهجَةٍ طَلَعَ البَد",
"رُ عَلَينَا لَهُ سَنًى وسَنَاءُ",
"وَانثَنَت ذَاتَ بَهجَةٍ مِن ثَنِيَّا",
"تِ الوَدَاعِ تَقُولُ طَابَ اللِّقَاءُ",
"اسبَغَ اللهُ نِعمَةً وَجَبَ الشُّكرُ",
"عَلَينَا وَحَقَّ مِنَّا الثَّنَاءُ",
"وعَلَيكَ مِن رَبِّنَا ما دَعَا لِلَّهِ",
"دَاعٍ صَلاَتُهُ السَّحَّاءُ",
"قَد أتَيناكَ رَغبَةً أيُّهَا المَبعُوثُ",
"فِينَا وَحَقَّتِ الرَّغباءُ",
"نَحَنُ سَمعٌ وطَاعَةٌ جِئتَ بالأمرِ",
"المُطَاعِ فَمَا بِنَا استِعصَاءُ",
"استَمالَ القُلُوبض حُبًّا ودَاعي الحُبِّ",
"فِي المُصطَفَى لَهُ استِيفَاءُ",
"أحسَنُ النَّاسِ خَلقاً أحسَنُهُم خُلقاً",
"وعَنهُ استَفَاضَتِ النَّعمَاءُ",
"طَبقَاتٌ لِلحُسنِ فِيهِ تَسامَت",
"وَبَهَاءٌ لَهُ البَهاءُ وِقاءُ",
"ولَوَ أنَّ الأحدَاقَ مِن كُلِّ شَيءٍ",
"أحدَقَت بِهِ لَم يَكُ استقِصاءُ",
"لَيِّنُ العَطفِ فيهِ هامَت غُصونٌ",
"فتَبَدَّى مِنها عَلَيهِ انثِناءُ",
"رَبعَةٌ غَيرَ أنَّهُ لَم تُقَارِنهُ",
"طشوالٌ لاّ وَهُم قُصَرَاءُ",
"ومِنِ اكرامِهِ عَلَى رَبِّهِ أنَّهُ",
"لَم تَستَبِن لَهُ أفياءُ",
"هُوَ نُورُ الأنوارِ مَملُوءٌ انوا",
"راً فَمِن أينَ لِلظَّلاَمِ انتِهَاءُ",
"أزهَرُ اللَّونِ صِيغَ مِن ذَوبِ دُرٍّ",
"مَازَجَتهُ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ",
"بَل نَسيجُ مِن وَردِ جُورَ وَنِسرِينِ",
"نَصِيبِينَ لُحمَةٌ وسَدَاءُ",
"رَشحُهُ العِطرُ كَانَ مِن عَرَقٍ",
"يَعصِرُهُ لِلمُطَيِّبِ استِغنَاءُ",
"أغيَدٌ لَكِن ذُو مُماسَكَةٍ قَد",
"عَدِمَتهَا الهَيفاءُ والغَيدَاءُ",
"وَلَدَى فَرقِهِ تَبَيَّنض فَجرٌ",
"بِهِ تُبدِيهِ اللَّيلَةُ الدَّأدَاءُ",
"وَجهُهُ شَمسُ الحُسنِ أوقِفَتِ",
"الشَّمسُ لَهُ وَرُدَّت فَطالَ مَساءُ",
"ولَهُ قَوسُ حاجِبٍ جلَّ عَن رَهنٍ",
"بِبَدرِ الجَبِينِ مِنهُ اجتِلاءُ",
"شُقَّ مِنهُ بَدرٌ يَحُلُّ بِقَوسٍ",
"لِهِلاَلَينِ كَي يَكُونَ استِوَاءُ",
"أهدَبُ الشَّفرِ أشكَلُ الطَّرفِ أحوَى",
"ِثمِدُ الرَّاءِي عَينُهُ الكَحلاَءُ",
"أشبَهَتهُ الغِزلانُ فِي بَعضِ مَعنًى",
"وَبِهِ كَانَ لِلغَزَالِ احتِمَاءُ",
"أنفُهُ أقنَى يَعتَلِيهِ ضِيَاءٌ",
"بُهتَت فِي جَمالِهِ الأوضِيَاءُ",
"كَادَ يَحكِي أسِيلَ خَدِّهِ وَردٌ",
"فِي قَضِيبٍ لَو طَالَ مِنهُ البَقَاءُ",
"وَلَوِ الزَّهرُ فِي الأفانِينِ مُبدِي",
"شَنَبٍ كَانَ للثَّنَايَا كَفاءُ",
"لِثَنَايَا ثَغرٍ تَتِينُ عَلَى الجُد",
"رَانِ مِنهُ بَرقٌ لَهُ أضوَاءُ",
"لَهُ قَد ذُلِّلَت نُجُومٌ نوَشدَّت",
"لاختِدَامٍ نِطاقَهَا الجَوزَاءُ",
"جِيدُهُ برِيقُ اللُّجَينِ طِلاَهُ",
"ذَهَبٌ لم تَظفَر بِهِ جَيدَاءُ",
"يَدُهُ مِثلُ الخَزِّ لِيناً ومِثلُ المِسكِ",
"رِيحاً وَلَمسُهَا استِشفَاءُ",
"صَدرُهُ قِرطَاسٌ بِهِ سَطرُ مِسكٍ",
"قَرَأتهُ بِلَحظِهَا القُرَّاءُ",
"أخمِصُ الرِّجلِ قَد تَماسَكَ رَملٌ",
"وَطِئَتهُ وَلانَتِ الصَّفوَاءُ",
"مُنتَقىً عَينُهُ فُرَارُهُ لاَحَت",
"كالضُّحَى مِنهُ شِيمَةٌ شَمَّاءُ",
"أرجَحُ النَّاسِ عَقلاً أنجَحَهُم عِلماً",
"وَمِن فَيضِهِ ارتَوَى العُلَمَاءُ",
"كاشِفٌ لِلنِّقابِ عَن لَدُنِيَّا",
"تِ عُلُومٍ لَم تَدرِهَا الأذكِياءُ",
"أفصَحُ النَّاسِ نُطقاً أبلَغُهُم فِي",
"كَلِمَاتٍ عَنَت لَهَا الفُصَحَاءُ",
"هِيَ فَصلُ الخِطَابِ يَشفِي يَشفِي غَلِيلاً",
"مَا شَفَتهُ بِرِيقِهَا لَميَاءُ",
"مُستَثِيرٌ أصحابَهُ بَاذِراً فِيهِمُ",
"حُبّاً وَالسُّنبُلاَتُ اقتِفاءُ",
"جاذِبٌ للقَلبِ الحَدِيدِ بِمِغنا",
"طِيسِ طَبعٍ تُنسَى بِهِ الأقرِباءُ",
"صَفحَةُ الوَجهِ مِنهُ فِيهَا اصفَحِ الصَّفحَ",
"الجَمِيلَ مَكتُوبَةٌ لاَ انمِحاءُ",
"سَالِكٌ في مَناهِجٍ وَسَطاً فِي السِّلمِ",
"ظِلٌّ وَفِي الوَغَى رَمضاءُ",
"نَّمَا يُوضَعُ الهَنا مَوضِعَ النُّق",
"بِ وَحَيثُ يُرجَى بِوَضعٍ شِفاءُ",
"مُظهِرٌ بِشراً بِالمُحَيَّا وَقَد يُب",
"دِي مِزاحاً طَابَت بِهِ الخُلَصاءُ",
"فِي وقَارٍ وَفِي حَياءٍ شَدِيدٍ",
"ما اكتَسَتهُ فِي خشدرها عَذراءُ",
"وِذَا الحَربُ أسفَرَت عَن عَبُوسِ الوَجهِ",
"فَهوَ الضَّحَّاكُ وَالأتَّاءُ",
"باسِمٌ في وَجهِ العُفاةِ مُنِيلٌ",
"عَن عَطائِهِ قَد رَوَت أسماءُ",
"وِذَا أقلَعَت وَبَانَ لَهَا كَفٌّ",
"رَوَى الخَلقَ كَفُّهُ المِعطاءُ",
"أجمَلَ اللهُ خُلقَهُ ولِهَذَا",
"أحجَمَت عَن تَفصِيلِهِ البُلغاءُ",
"كُلُّ سَامٍ مِنَ المَقاماتِ يَسمُو",
"لَهُ فِيهِ مَكانَةٌ قَعسَاءُ",
"مَنُّهُ وَافِرٌ وقَد دامَ قَطفٌ",
"لِجَنَاهُ وَلًم يَسُمهُ انقِضاءُ",
"مُسفِرٌ عَن أثمارِ أفنانِ هَديٍ",
"هَصَرَتها الأنامِلُ الرَّخصَاءُ",
"وأتَتهُ مِن كُلِّ فَجٍّ وُفُودُ السُّودِ",
"والحُمرِ كُلُّهُم حُنَفاءُ",
"فَرَأى النَّاسَ يَدخُلُونَ بِدِينِ اللهِ",
"افواجاً واستَوَت عَوجاءُ",
"قَد أقِيمَت بِالمَاضِيَينِ لَهُ سَي",
"فٍ وحُجَّاتٍ مَا بِهَا حَوجاءُ",
"تَمّ قَصدٌ مِن بَعثِهِ فَدَعَاهُ",
"رَبُّهُ لِلَّذِي لَهُ استِبقاءُ",
"وسَجَى ظَاهِرُ البَسِيطةِ لمّا",
"صارَ فِي باطِنٍ بِهِ يُستَضاءُ",
"طابَ حَيّاً وَمَيِّتاً فَهوَ في غَيبٍ",
"وَفِي شاهِدٍ بِهِ الِحياءُ",
"هُوَ رُوحٌ وَسائِرُ الكَونِ جِسمٌ",
"مَا لِجِسمٍ بِدُونِ رُوحٍ بَهاءُ",
"وَحَياةٌ لِلعالَمِينَ تَسَامَت",
"وَبِهَا أحياءُ الوَرَى أحياءُ",
"مَفزَعُ الكُلِّ يَومَ حَشرٍ وَنَشرٍ",
"ن أحاطَت مَلاَئِكٌ أقوِياءُ",
"مَلجَأ العاصِي نِ تَطايَرَتِ الصُّحفُ",
"وَفِيهَا ما كانَ مِنهُ وَفاءُ",
"وتُرِيهِ ما خَالَهُ حَسَناتٍ",
"حَسراتٍ ما مِثلُها شَوهاءُ",
"كُلَّمَا ألَمَّت أمُورٌ أغَمَّت",
"نُودِيَ المُصطَفَى فَبانَ انجِلاءُ",
"بِكَ أحظَى رَسُولَ رَبِّي وَأحبى",
"بِسَنى تَنجَلِي بِهِ الظَّلمَاءُ",
"وبِنَفسِي لَيكَ أعظَمُ حاجا",
"تٍ وَعَن ذِكرِهَا كَفَانِي الثَّنَاءُ",
"أعجَزَ اللُّسنَ بَعضُ بَعضِ مَعانِي",
"كَ وَمِن أينَ لِلحَصَى الِحصاءُ",
"صَلَواتٌ عَلَيكَ ما وَدَّ سَمعٌ",
"انَّ خَتمَ المَدِيحِ فِيكَ ابتِداءُ",
"وَتَحِيَّاتٌ فائِحٌ نَشرُهَا مَا",
"أيقَظَت زَهرَ رَبوَةٍ زَهراءُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=595328 | حمدون بن الحاج السلمي | نبذة
:
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.\nأديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.\nله كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.\nولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10849 | null | null | null | null | <|meter_0|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أيقَظَت زَهرَ رَبوَةٍ زَهرَاءُ <|vsep|> أم أرِيجٌ نَمَّت بِهِ الزَّورَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وبُرُوقٌ مِن رَامَةٍ لَمَعَت أم <|vsep|> ألمَحَتنَا مِن وَجهِهَا العَذرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُلَّمَا فَاحَ نَشرٌ او لاَحَ بَرقٌ <|vsep|> هَشَّ قَلبِي وبَشَّتِ الأعضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ومَتَى رَنَّتِ الحَمَامُ بِعُودٍ <|vsep|> وَأغَنَّتهَا الرَّوضَةُ الغَنَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَابَ نَوحِي وَطَالَ مِنِّي نَحِيبُ <|vsep|> لَو نَحِيبُ المَشُوقِ فِيهِ غَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَى مِثلِي حَقَّ نَوحٌ ونَحب <|vsep|> ولِمِثلِ الحَمَامِ حَقَّ الغِنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَائِرٌ مِن أزَاهِرٍ بِرِياضٍ <|vsep|> لِمَعِينِ الحِيَاضِ كَيفَ يَشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَاهِرُ الجَيبِ ظَاهِرُ اليُمنِ ِذ مَا <|vsep|> لَوَّثتهُ الأدوَاءُ والأهوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ما عَلَيهِ كَمَا عَلَينَا رَقِيبٌ <|vsep|> كاتِبٌ كُلَّ ما اقتَضَاهُ القَضاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَرُعهُ المُقامُ بَينَ يَدَي <|vsep|> رَبِّ جَلِيلٍ عَنَت لَهُ الوُجَهاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَوَ أنَّهُ كانَ طَوقٌ لَهُ مِن <|vsep|> طَوقِنَا لاستدامَ مِنهُ البُكاءُ </|bsep|> <|bsep|> قد حَمَلنا أمانَةَ اللهِ جَهلاً <|vsep|> لَيتَنَا قَد طِبنَا فَطابَ الأداءُ </|bsep|> <|bsep|> أينَ ودِّيَ يَومَ يُكشَفُ عَن سا <|vsep|> قٍ يَزولُ عَمَّا جَنَينَا الغِطاءُ </|bsep|> <|bsep|> لا تُضِع أنفاسا بِأنفاسِ عُمرٍ <|vsep|> فِي سَوَى تَقوى اللهِ فهيَ الوِقاءُ </|bsep|> <|bsep|> ما تَبَقَّى مِن عُمرِكَ اصرِفهُ فِي طا <|vsep|> عاتِ مَولاكَ طالَ مِنك البَقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لا تُسَوِّف لا عِطرَ بَعدَ عَرُوسٍ <|vsep|> لَستَ تَدري متَى يكُونُ اللِّقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُ ما لضم أفعَل وَفِي كلِّ وَادٍ <|vsep|> هِمتُ غَيّاً وهكَذَا الشُّعَراءُ </|bsep|> <|bsep|> عَمَلِي سَيِّىءُ وَلَكِن بِمَدحِي <|vsep|> أشرَفَ الخَلقِ حاطَنِي استثِنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يا رَسُولَ اللاَهِ فِيكَ وَِلاَّ <|vsep|> ليسَ يَحلُو الِنشادُ والِنشاءُ </|bsep|> <|bsep|> قد تَرَقَّيتَ فِي علاءٍ بِقُدسٍ <|vsep|> حَيثُ لا أينٌ بل هُناكَ عَماءُ </|bsep|> <|bsep|> وَتَسَنَّمتَ صَهوَةَ العِزِّ فِي مَقعَدِ <|vsep|> صِدقٍ وذَا الوُجودُ هَباءُ </|bsep|> <|bsep|> وتَجَلَّيتَ فِي الفَضاءِ عَروسَ المُلكِ <|vsep|> تُجَلَّى فَضَاءَ مِنكَ الفَضاءُ </|bsep|> <|bsep|> وتجَلَّت شَمسُ النُّبُوءةِ فِي أفقِكَ <|vsep|> حَيثُ لاَ طِينَةٌ لاَ مَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَكُ الكَونُ قَبلَ أن كُنتَ شَيئاً <|vsep|> ثُمَّ كانَت مِن نُورِكَ الأشياءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ بَيتُ التَّمَامِ أنتَ تَمامُ البَيتِ <|vsep|> أنتَ أُساسُهُ والبِنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ مِسكُ الخِتام أنتَ خِتامُ المِسكِ <|vsep|> فيهِ تَنافَسَ الكُبَراءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ جِنسُ الهُدَى وأنتَ هَيُولاَ <|vsep|> هُ وَأنتَ انتِهاؤُهُ وابتِدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ هَادٍ لِكُلِّ بَادٍ وَلَولاَ <|vsep|> كَ لَمَا كانَ للأنامِ اهتِداءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ بَدرٌ مِنكَ البُدُورُ استَنارَت <|vsep|> واستَعارَت أنوارُهَا الأنواءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ بَحرٌ مِنكَ البُحُورُ استَمَدَّت <|vsep|> غَمَرَتهَأ مِن كَفِّكَ الأندَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ تَاجُ السِّيَادَةِ المُتَلالِي <|vsep|> بِسَنى أنتَ قُرطُهَا الّلالاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ سِمطٍ مِنَ الفَخارِ نَفِيسٍ <|vsep|> أنتَ وُسطاهُ التُّومَةُ الغَرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> لم تَزَل مَحفوظاً بقُدسٍ وَمَحفُو <|vsep|> فاً وِعاءٌ يَحميكَ بَعدُ وِعاءُ </|bsep|> <|bsep|> مِن أبٍ لأمٍّ حَلِيفَي عَفافٍ <|vsep|> نَيِّرَي أفلاكِ العُصورِ تُجاءُ </|bsep|> <|bsep|> مِن لَدُن دَمٍ ِلَى ابنَةِ وَهبٍ <|vsep|> تُنتَقى أينَ تُوضعُ الحُسَباءُ </|bsep|> <|bsep|> لُحتَ نُوراً بِدَمٍ فَسَما أسمَى <|vsep|> سَماءٍ ونيلّتِ الأسماءُ </|bsep|> <|bsep|> وبشيثٍ ومِنهُ مُذ أفرَدَتهُ <|vsep|> دُرَّةُ العِقدِ أمُّنا حَوَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبَِدريسٍ فَارتَقَى بِمَكانٍ <|vsep|> مُتَراقٍ تَرنُو بِهِ الحَوراءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبِنُوحٍ وَلاحتِوائِهِ فِي الفُل <|vsep|> كِ عَلَى الجُودِي استَبَانَ استِواءُ </|bsep|> <|bsep|> وبِسامٍ سَمَا فَيَحسِبُهُ رَا <|vsep|> ئِيهِ بَدراً والوَجهُ مِنهُ سَماءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبِبراهِيمٍ ثَوَى فَغَدَت نَا <|vsep|> رُ عَدُوٍّ رَوضاً وطابَ الثَّواءُ </|bsep|> <|bsep|> وبسماعِيلٍ فَنَجَّاهُ مِن ذَبحٍ <|vsep|> بِذِبحٍ ورنَتِ الدَّهماءُ </|bsep|> <|bsep|> وبليَاسٍ كانض تَسمَعُ تَلبِيَّةَ حَجٍّ <|vsep|> مِن صُلبِهِ الدَّهماءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبِهاشِمٍ كانَ لَم يَبقَ شَيءٌ <|vsep|> بِهِ مَرَّ ِلاَّ لُهُ يمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وبِشَيبَةِ الحَمدِ أصبَحَ يَوماً <|vsep|> فَائِحاً مَكحولاً لَهُ سِيماءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبَعَبدِ اللهِ الَّذِي راودَتهُ <|vsep|> حَيثُ شامَتهُ يَستَنِيرُ النساءُ </|bsep|> <|bsep|> وَحَماهُ مِن كَيدِها ما حَمَى يُو <|vsep|> سُفَ مِنهُ فَلَم تَقَع فَحشاءُ </|bsep|> <|bsep|> عِندَما حَلَّ بُرجَ مِنَةٍ حَلَّ <|vsep|> أمَانٌ بِهِ وَعَمَّ نِداءُ </|bsep|> <|bsep|> اشرَفَت مِن مَساكِنِ الخُلدِ حُورٌ <|vsep|> قُلِّدَت مِن نُحورِهَا الشُّرَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> في سُرُورٍ أملاَكٌ اضحَت وَأمسَت <|vsep|> سُرُرٌ لِلمُلكِ اعتَراها دَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أصبَحَت أصنامُ الضَّلالَةِ مَنكُو <|vsep|> سَةَ رَأسٍ أصَابَهَا استِحيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَمَلَتهُ حَملاً خَفِيفاً فمرَّت <|vsep|> بِهِ لَم تَحمِل مِثلَهُ نُفَسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وبِشَهرِ الرَّبِيعِ في فَصلِهِ ألقَت <|vsep|> رَبِيعاً تَحيَا بِهِ البُصَرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لاحَ يَومَ الثنَينِ مُفرَدَ مَجدٍ <|vsep|> بِهِ تَسمُو الأزمَانُ والأنحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قُربَ فَجرٍ تَفَجَّرَت بِهِ أضوَا <|vsep|> ءُ بِها تُمحَى اللَّيلَةُ اللَّيلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> أشرَقَت مِنهَا الأرضُ والشّامُ شِيِمَت <|vsep|> ذ لَها بَعدَ البِعثَةِ السراءُ </|bsep|> <|bsep|> خِذاً قَبضَةً مِنَ الأرضِ أي مُلكُ <|vsep|> الثَّرَى لِي وَلِي بِرَبِّي ثَراءُ </|bsep|> <|bsep|> رافِعاً لِلسَّماءِ طَرفَهُ أي عَليَاءُ <|vsep|> شَأني لَم تُعطَهُ العَليَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فاهَ بِالحَمدِ حَيثُ أقبَلَ مِن <|vsep|> حَضرَةِ رَبٍّ وَحَفَّتِ الَّلالاءُ </|bsep|> <|bsep|> شَمَّتَتهُ الأملاكُ طَافَت به المَشرِقَ <|vsep|> يَا طِيبَ ما رَوت شَفَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَضَرَتهُ عِينٌ وَسيةُ وابنَةُ <|vsep|> عِمرانَ مَريَمُ العَذراءُ </|bsep|> <|bsep|> وتَدانَت مِنهُ نُجُومٌ فَمَا أبهَى <|vsep|> هِلاَلاً نُجُومُهُ قُرَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبَدَت شُهبٌ مِن بَنِي ثُعَلٍ أر <|vsep|> مَى أذيبَت بِنَارها القُرَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كَشَفَت ذِي النُّجُومُ والشُّهبُ عَن حا <|vsep|> لِ صِحابٍ تُشوَى بِهَا الأعداءُ </|bsep|> <|bsep|> أطفِئَت نَارُ قُرسٍ ارتَجَّ صَرحٌ <|vsep|> قُضِيَ الأمرُ فِيهِ غِيضَ الماءُ </|bsep|> <|bsep|> هَتَفَت أحبارٌ وَجِنُّ بِأخبا <|vsep|> رِ وِلاَدٍ كَأنَّها وَرقاءُ </|bsep|> <|bsep|> هَذِهِ لَيلَةٌ مُبَدِّلةُ الأترَاحِ <|vsep|> أفراحاً حَقَّ فِيهَا الهَناءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي لَيالِي قَدرٍ كَليلَةِ قَدرٍ <|vsep|> فِي اللَّيالِي تَبِينُ لَيسَ بَدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> نَشتَهِي أن نُمِدَّهَا بِسَوادِ العَينِ <|vsep|> مِنَّا لَيتَ السَّوادَ سَواءُ </|bsep|> <|bsep|> أطلَعَت بَدرَها لَنَا فِي صَباحٍ <|vsep|> لاَ تَقُل هَذِي اللَّيلَةُ الدَّرعاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَدرُ هَذِهِ دائِمٌ فِي ازديادٍ <|vsep|> من كَمالٍ لاَ يعتَريهِ خَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> رِيءَ فِي مَهدِهِ مُنَاغِيُهُ بَد <|vsep|> رٌ تَمامٌ وذَلِكَ استِدنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَرَّكَت مَهدَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ <|vsep|> اختِدَاماً يَا حَبَّذَا الخُدَماءُ </|bsep|> <|bsep|> وأتَتهُ حَليمَةٌ ذَاتُ سَعدٍ <|vsep|> لِسَعِيدٍ تُرِشَّ السُّعَدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَتَلَقَّاهَا بِابتِسامٍ وبِشرٍ <|vsep|> طَلقَ وَجهٍ وهَكَذا الفُضَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> مِن يَمِينِ الثَّدييَنِ مَصَّ ومَا مَسَّ <|vsep|> يَساراً بَل دامَ مِنهُ باءُ </|bsep|> <|bsep|> نَظَراً لِلشَّرِيكِ ألهِمَ عَدلاً <|vsep|> وَبِهِ فِيهِ لِلأنَامِ ائتِساءُ </|bsep|> <|bsep|> وأَتَت بِهِ قَومَهَا تَحمِلُ المَجدَ <|vsep|> أتَانٌ أخفَّهَا الزدِهاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأوَت خَيراتٌ ِلَيهَا وحَلَّت <|vsep|> وَرَوتهَا شِياهُهَا العَجفاءُ </|bsep|> <|bsep|> شاؤُها دُونَ الشَّاء تَأتِي شِباعاً <|vsep|> حُفَّلاً تَرعَى حَيثُ يُرعِي الرِّعاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَد رَعَت خِصبَ اليُمنِ في سَنَةٍ شَه <|vsep|> باءَ والأرضُ كُلُّهَا جَرداءٌ </|bsep|> <|bsep|> شَبَّ أنقَى مِن زَهرٍ انمَى شَبابٍ <|vsep|> وَعَجِيبٌ مَا شَامَتِ الشَّيماءُ </|bsep|> <|bsep|> حَدَّثَت أن غَمامَةٌ فِي هَجِيرٍ <|vsep|> حَيثُ مَا سَار كَانَ مِنهَا وِقاءُ </|bsep|> <|bsep|> شَمسَ حُسنٍ مِن شَمسِ أفقٍ أظَلَّت <|vsep|> ألأصلٍ مِن فَرعِهِ بُرَحاءُ </|bsep|> <|bsep|> وأتَت بِهِ عِندَمَا فَطَمَتهُ <|vsep|> ظِئرُهُ والفُؤادُ فِيهِ اصطِلاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَغِبَت فِيهِ حتَّى بَت وَباءَت <|vsep|> بِهِ ذ بِالبَطحَاءِ يُخشَى الوَباءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَتهُ لأن تُنَقِّيَ قَلباً <|vsep|> بِطَهُورٍ مَلاَئِكٌ نُزَهاءُ </|bsep|> <|bsep|> شُقَّ عَنهُ ولَم يُشَقَّ عَلَيهِ <|vsep|> رُمِيَت مِنهُ مُضغَةٌ سَودَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَتَمَتهُ مِن بَعدِ أن مَلأتهُ <|vsep|> بِحُلِيِّ النُبُوءَةِ الكُرَماءُ </|bsep|> <|bsep|> فَتَبَدَّى بِخَاتَمٍ فِي مَحَلٍّ <|vsep|> مِنهُ يَأتِيهِ الوَحيُ وَاللقاءُ </|bsep|> <|bsep|> مِنهُ نَمّ مِسكُ الخِتامِ كَما نَمَّت <|vsep|> بِأزهَارِ الرَّوضِ رِيحٌ رُخاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَشِيَت ِذ رَأتهُ مُنتَقِعَ اللَّو <|vsep|> نِ حَلِيمَةُ أنَّهُم قُرَناءُ </|bsep|> <|bsep|> أسرَعَت بِهِ نَحوَ مِنَةٍ فَاء <|vsep|> تَنَسَت نَّ أنسَنَا الأبناءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَزَل خَسفُهَا ِلى أن تَوَارَت <|vsep|> بِحِجَابٍ حَفَّت بِهَا الأبواءُ </|bsep|> <|bsep|> حَضَنَتهُ أمُّ الظِّبَاءِ رَشاً لَم <|vsep|> يَحكِهِ فِي رَقِيقِ حُسنٍ طَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> ظَمِئَت فَارتَوَت بِدَلوٍ مِنَ الأفقِ <|vsep|> بِيُمنٍ بِهِ وَطَابَ ارتِواءُ </|bsep|> <|bsep|> وجَلاهُ بِعَاتِقٍ شَيبَةٌ طا <|vsep|> لِبَ سَحٍّ فَسَحَّتِ الأرماءُ </|bsep|> <|bsep|> شَكَرَتهُ قُرَيشُ شُكرَ بِطاحٍ <|vsep|> صَيِّباً أنعَمَت بِهِ الأسمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وأتى بِهِ عَمُّهُ بَعدَ هَذا <|vsep|> مِثلَ شَمسٍ عَنهَا انجَلَت ظَلمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لاذَ بِاللهِ لِلأنامِلِ يُبدِي <|vsep|> فَتَبَدَّت وَدِيقَةٌ غَرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَجِلَت مِن أنَامِلٍ فَأراقَت <|vsep|> عَرَقاً يَا حَياً أرَاهُ حَيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وبِأنوارِهَا تَبَرَّجَتِ الأر <|vsep|> ضُ وَشَتهَا بِلاَ يَدٍ أنواءُ </|bsep|> <|bsep|> أبيَضٌ يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجهٍ <|vsep|> مِنهُ فِيهِ عَن شَأنِهِ أنبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أسفَرَت عَنهُ سَفرَتاهُ لِشَامٍ <|vsep|> حَيثُ شِيمَت نُعوتُهُ الشَّمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ودَعَتهُ خَدِيجَةٌ تَبتَغِي عَصمَتَهُ <|vsep|> وَهيَ الدُّرَّةُ العَصمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> زَهرُ رَوضٍ ما زَالَ فِي كُمِّهِ تا <|vsep|> قَت وَحَنَّت لِشَمِّهِ زَهرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَامَ فِي قَومِهِ عَفِيفاً أمِيناً <|vsep|> نُسِيَت عِندَ ذِكرِهِ الأمَناءُ </|bsep|> <|bsep|> جدَّدُوا الكَعبَةَ الشَّرِيفَةَ كُلٌّ <|vsep|> مِنهُمُ فِي نفَاقِهِ أسخِياءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ شَحُّوا فِي وَاضِعِ الرُّكنِ مِنهُم <|vsep|> وَبِمِثلِهِ تَبخَلُ الأسرِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فأبَانَ حُكماً بِأن يَرفَعُوهُ <|vsep|> فِي كِسَاءٍ وَتَمَّ مِنهُ البِنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَاجِحُ الذِّهنِ قَد تَدَرَّبَ للوَحيِ <|vsep|> بِرُؤياً تَجِيءُ وَهيَ ذُكَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَينَمَا هُوَ يَعبُدُ اللهَ فِي غا <|vsep|> رِ حِرَاءٍ ِذ جاءَهُ الِيحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مضجمَعٌ لِلعُلُومِ مَظهَرُ أسرَا <|vsep|> رِ غُيُوبٍ عَنَت لَهُ اللُّطَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَلَّتِ النُّطقَ والمَسَامِعَ والقَلبَ <|vsep|> وَصَبراً ياتُهُ المَزَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> فدَعاهُم سِراً بِهِ لِرَشادٍ <|vsep|> واستَجابَت لما دَعا رُشدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وأتَاهُ مِن بَعدِ ذَا اصدَع بِأمرٍ <|vsep|> فَتَصَدَّعَت مِنهُمُ الأحشاءُ </|bsep|> <|bsep|> سَبَّ أوثَانَهُم فَطارَت قُلوبٌ <|vsep|> بِنَكِيرٍ وَثَارَتِ الشَّحناءُ </|bsep|> <|bsep|> فَاحتَمى مِنهُم بِرُكنٍ شَدِيدٍ <|vsep|> مِن أبِي طَالِبٍ لَهُ ِيوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ظَلَمُوا المُؤمنِينَ مُستَضعَفِيهِم <|vsep|> وَبِرَبٍّ حَلاَ لَهُم ِيذَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ سَارُوا ِلَى النَّجَاشِيِّ صَارُوا <|vsep|> فِي حِمَى كُلَيبٍ بِهِ لَم يُسَاؤُا </|bsep|> <|bsep|> وَجَدُوهَا كَمَا أشَارَ وَهَل يَبقَى <|vsep|> مضعَ الحَقِّ بَاطِلٌ وَجُفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَغَداً كَاتِبُ القَطِيعَةِ مَقطُو <|vsep|> عاً بَغِيضاً لَهُ يَدٌ شَلاَّءُ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى عَمُّهُ وَزَوجَتُه فَاشتَدَّ <|vsep|> غَمٌ ذ مَاتَتِ الوُزَرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لاحتِمَاءٍ أتَى ثَقِيفاً فَلَم تُشقَق <|vsep|> بِهِم نُصرَةٌ لَهُ وَاحتِظَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَل أذَوهُ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ <|vsep|> مِنهُمُ سَبُّوا نَّهُم سُفَهَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَجَرى طَائِعاً لَهُ مَلَكٌ يَملِكُ <|vsep|> أمرَ الجِبَالِ فِيمَا يَشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَرَجَا أن يَكُونَ مِن صُليِهِم عَا <|vsep|> بِدُ رَبٍّ مَا خَابَ مِنهُ الرَّجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَعَفَا عَنهُم ن مَلَكتَ فَأسجِح <|vsep|> مِثلَ هَذَا فَليَحلمِ الحُلَمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَمَشَى جَسَّاسُ بِمَكرٍ وَلَكِن <|vsep|> لَم يَنَل خَيراً لاَ احتَظَى مَشَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> واهتَدَى الحَفصُ حَمزَةٌ وَأبُو حَفصٍ <|vsep|> فَأضحَى الهُدَى لَهُ فشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أجمَعَت قَتلَةَ الرَّسُولِ قُرَيشٌ <|vsep|> فَحَمَاهُ عِصَابَةٌ حُزَمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَجَلَت فِي صَحِيفَةٍ قَطعَهُم لاَ <|vsep|> غَيرَ سلاَمِهِ ِلَيهَا رِفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَبقُوا مَحصُورِينَ فِي الشَّعبِ حَتَّى <|vsep|> جَهِدُوا وَمسَّتهُمُ البَأسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَامَ فِي نَقضِهَا رِجَالٌ ثَنَتهُم <|vsep|> رَحَمَاتٌ هُم أنجُمٌ عَوَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> فأشَارَ النَّبِيُّ أن مَا سِوَى اسمِ اللهِ <|vsep|> مَحوٌ لَم يَبقَ فِيهَا خَفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَمَّتِ النسُ عَنهُ وَاستَمَعَت جِنّ <|vsep|> لِقُرنٍ واستُجِيبَ الدُّعَاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَدَّتَ أحيَاءٌ عَنهُ واشتَاقَتَ اموَا <|vsep|> تُ لَيهِ لَهَا بِهِ حيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنبِياءٌ تَاقَت لِلُقيَاهُ لَمَّا <|vsep|> كَانَ مِنهُ لِرَبِّهِ سرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> سَارَ لَيلاً وَالبَدرُ بِاللَّيلِ يَسرِي <|vsep|> وَهوَ وَقتٌ لِلوَصلِ فِيهِ انتِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَجَأتهُ زِيارَةٌ دُونَ وَعدٍ <|vsep|> فَاستَزَادَت حُسناً وَزَانَ التِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَضَرَتهُ الأملاَكُ يا خَيرَ الخَلقِ <|vsep|> لَى الرَّبِّ جَلَّ مِنكَ ارتِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنقَتِ القَلبِ مِنهُ ألقَت بِهِ <|vsep|> سِرّا وَطابَ النقَاءُ واللقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَدَى قبَالٍ لِحَضرَةِ مَلكٍ <|vsep|> وَزِيَارَتٍ تُستَجَدُّ النَّقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت بالبُرَاقِ يَركَبُهُ فَاهتَزَّ <|vsep|> سُكراً بِهِ وَحُقَّ ازدِهَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ جِبرِيلُ يَا بُرَاقُ تأدَّب <|vsep|> فَاعتَرَاهُ مِن فِعلِهِ استِحيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أركَبتهُ وَأمسَكَت بِرِكَابٍ <|vsep|> وَعِنَانٍ وهَكَذَا الوُزَرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ سَارَت بِهِ لَى المَسجِدِ الأقصَى <|vsep|> فَصَلَّى والأسرِيَاءُ وَرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت بالمِعرَاجِ يَعرُجُ فِيهِ <|vsep|> لِطِبَاقٍ سَبعٍ بَدَا الِرقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَتَلَقَّتهُ فِي السَّمَاوَاتِ بالتَّر <|vsep|> حِيبِ أملاَكُ القُدسِ وَالأنبِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> سِدرَةُ المُنتَهَى تَغَشَّت بِحُسنٍ <|vsep|> ِذ أتَاهَا وَلَيسَ مِنهُ انتِهَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَل أتَى المُستَوَى بِهِ سَمِعَ الأقلاَمَ <|vsep|> كَانَ مِنهُ عَلَيهِ استِوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جَازَ مَا لَم يَجُز لَيهِ سِوَاهُ <|vsep|> لَيسَ يَرضَى الجَوزَاءَ وَهيَ وِطَاءُ </|bsep|> <|bsep|> زَجَّ فِي النُّورِ مُفرَداً خَارِقاً حُجبَ <|vsep|> جَمَالٍ لَهَا الجَلاَلُ غِطاءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ أدنَاهُ رَبُّهُ وَحَبَاهُ <|vsep|> بِهِبَاتٍ وَزَالَ عَنهُ الغِشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> نَالَ أسرَاراً لَم تُكَيَّف بِلُبٍّ <|vsep|> وَلِهَذَا قَد أبهِمَ الِحيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم تَزَل فِي أستَارِهَا بَاطِناتٍ <|vsep|> مَا جَلاَهَا نُطقٌ وَلاَ ِيمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأطَالَ الرُّجُوعَ لِلَّهِ فِي الخَمسِينَ <|vsep|> عَادَت خَمساً وَدَامَ الجَزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أظهَرَ البَعضَ حِينَ بَ فَزَادَ القَومُ <|vsep|> بُغضاً وارتَدَّتِ الرُّذَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَجِد فِيهِمُ كَفِيلاً ِلَى أن <|vsep|> لَقِيَتهُ أنصَارُهُ الكُفَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَايَعَتهُ وَبَاعَتِ الرُّوح مِنهُ <|vsep|> طَابَ بَيعٌ لَهَا وَطَابَ الشَّرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> هَاجَرَ المصطَفَى ِلَيهِمُ لَمَّا <|vsep|> أن أحَاطَت لِقَتلِهِ حُرَسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> سَارَ عَنهُم وَقَد أدرَّ تُرَاباً <|vsep|> بِرُؤوُسٍ أودَت بِهَا رُؤَسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلِيُّ كَانَ الفِداءَ بِنَومٍ <|vsep|> فِي فِرَاشٍ شِلواً عَلَيهِ الرِّدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأبُو بَكرٍ سَارَ مَعهُ رَفِيقاً <|vsep|> وَشَفِيقاً تُنسَى بِهِ الرُّفَقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> دخَلَ الغَارَ قَبلَهُ وَاقِياً نَفسَ <|vsep|> حَبِيبٍ وَهَكَذَا الأصدِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَسَعَتهُ حَيَّاتُ جُحرٍ بِرِجلٍ <|vsep|> سَدَّهُ نَفثُ المُصطَفَى استِشفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> عَمِيَت كُفَّارٌ قَفَتهُ فَوَلَّت <|vsep|> بِيَدٍ مِنهَا تُصفَعُ الأقفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَفرَفَت أملاَكٌ بِأجنِحَةٍ وَا <|vsep|> قِيَةٍ مِثلَمَا وَقَتهُ الرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَاٌ ارخَت عَلَى فَمِ الغَارِ أكمَا <|vsep|> ماً أرَت مِثلَمَا أرَت عَنكَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> عَنكَبَاءُ أبدَت مَطارِفَ نَسجٍ <|vsep|> فَحَمَت مِثلَمَا حَمَت وَرقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَضَعَت بَيضَهَا بِهِ امَّنَتهُ <|vsep|> وَلَهَا الأمنُ فِي الحَرَامِ كِفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> سَارَ عَنهُ فِي ذِمَّةِ اللهِ مَحفُو <|vsep|> ظاً بِهِ تُحدَى النَّاقَةُ الأدمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَافِلاً فِي أذيَالِ عِزَّةِ رَبٍّ <|vsep|> فَرَشَت خَدَّهَا لَهُ الجَوزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَلَّ فِي خَيمَةٍ لِعَاتِكَةٍ سَعدَ <|vsep|> سُعُودٍ فَدَرَّتِ العَجفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مِن بَقَايَا وَضُوئِهِ أطعِمَت عَو <|vsep|> سَجَةٌ وَانجَلَت لَهَا أفيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَتَلاَهُ سُرَاقَةٌ بِهِ سَاخَت <|vsep|> سَابِحٌ لَم يُنقِدهُ ِلاَّ التِجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أشبَهَت ِيوَاناً لِكِسرَى لِهَذَا <|vsep|> بِسَوَارِيهِ كَانَ مِنهُ اجتِلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> بَشَّرَت نَسمَةُ الصَّبَا بِصَبَاحٍ <|vsep|> مِن رَسُولٍ فاستَيقَظَت نُدَمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أضرَمَت فِي جَوانِحِ الصَّحبِ نَارَ الشَّوقِ <|vsep|> والصَّبُّ يَعتَرِيهِ الصِّلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأمَالَت جَوَارِحاً للرتقَابٍ <|vsep|> وَارتِقَابُ الحَبِيبِ فِيهِ ارتِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَلَعَت طَلعَةٌ لَهُ كَهِلاَلِ العِيدِ <|vsep|> ضَاءَت بِالنُّورِ مِنهُ قُبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> عِندَمَا حَلَّ طَيبَةً حَلَّ فِيهَا <|vsep|> طِيبُ عَيشٍ لَم تُعطَهُ صَنعَاءُ </|bsep|> <|bsep|> زَالَ عَجمُ الشُّرُورِ عَنهَا فَعَادَت <|vsep|> لِسُرُورٍ وَدَامَتِ السَّرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَبنَاتُ النَّجَّارِ قَد صَنَعَت مِنبَرَ <|vsep|> مَجدٍ لَم تَرقَهُ الخُطَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنشَدَت فِي القُدُومِ نَحن جَوَارٍ <|vsep|> مِن بَنِي النَّجَّارِ الهَنَاءُ الهَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِالجِوَارِ استَعلَت وَيَا حَبَّذَا <|vsep|> مُحَمَّدٌ مِن جَارٍ بِهِ استِعلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> أسَّسَ المَسجِدَ الشَّرِيفَ وخَى <|vsep|> بَينَ صَحبٍ فَطَابَ مِنهُم ِخَاءُ </|bsep|> <|bsep|> نَّمَا هُم يَدٌ عَلَى مَن سِوَاهُم <|vsep|> ضَرَّرَ الكُفرُ بَينَهُم رُحمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي أعَادٍ سَرَت سَرَايَاهُ مِنهُم <|vsep|> مِثلَمَا فِي عَادٍ سَرَت نَكبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَاهُم مهَنَّدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ <|vsep|> مَسلُولٌ لَم يَخُنهُ المَضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يَومَ بَدرٍ كَأنَّهُ شَمسُ صَحوٍ <|vsep|> قَد أذِيبَت بِحَرِّهَا الأمعَاءُ </|bsep|> <|bsep|> دُونَ وَعدٍ لِيَقضِيَ اللهُ أمراً <|vsep|> كَانَ مَفعُولاً لَم يُرَدَّ القَضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَصَبَتهُم يُمنَاهُ شَاهَت وُجُوهٌ <|vsep|> وَعَجِيبٌ مَا أبدَتِ الحَصبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> حَصَدتَهُم وَأورَقَت شَجَرُ مِن سُيُوفٍ <|vsep|> كَانَ مِنهَا عَلَى الرُّؤُوسِ عَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> ظَلَّتَ أعنَأقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ انتَثَرَت <|vsep|> مِنهُمُ بِهَا الكِبرِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَاتَلَتهُم جُنُودُ رَبٍّ بِأرضٍ <|vsep|> وَسَمَاءٍ وَغَرَّتِ الجِبرِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَهُم قَتلَى كُبكِبُوا فِي قَلِيبٍ <|vsep|> أو أسَارَى فِي قَيدِهَا ألقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أو نَجِيٌّ بِالنَّفسِ مَنزُوقُ فِعلٍ <|vsep|> عَينُهُ بِالتِفَاتِهِ حَولاَءُ </|bsep|> <|bsep|> مَا لبلِيسِهِم عَلَى عَقِبِيهِ <|vsep|> نَاكِصٌ لَم يَبِن لَهُ ِبفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَانَ عَهداً نَّ الخَبِيثَ لِمَن وَا <|vsep|> لاَهُ غَدَّارٌ مَا عَلَيهِ اتِّكَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَبِسُوا جِلدَ النَّمرِ بَعدُ وَجَاءُوا <|vsep|> أحُداً هَيَّجَتهُمُ الهَيجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> نَفَخَت فِي الخَيشُومِ مِنهُم شَياطِينُهُمُ <|vsep|> أغضَبَتهُمُ الأرزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَرَجَ المُصطفَى ِلَيهِمُ فِي صَحبٍ <|vsep|> يَوَدُّونَ أنَّهُم شُهَدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جَاشَت اسدٌ عَلَى ذِئَابِ الأعَادِي <|vsep|> فَأعِلَّت بِمَا أرَاقَت ظِبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَل بُزَاةٌ ِذَا تَحُومُ عَلَى وَكرِ <|vsep|> رُؤُوسٍ غَرَابُهُ أشلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ صَبُّوا عَلَيهِمُ حَملَةً حَسَّتهُمُ <|vsep|> وَاشتَدَّت بِهِم بَأسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِبُرُوقٍ مِنَ السُّيُوفِ ِذَا شِيمَت <|vsep|> وَلَكِن أمطَارُهُنَ دِمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ذ أزِلَّ الرُّمَاةُ عَن مَركَزٍ لَمَّا <|vsep|> رَأت أنَّ الغتِنَامَ اغتِنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَسَعَت شَوكَةُ الأعَادِي وَفِي ذَ <|vsep|> لِكَ لِلَّهِ حِكمَةٌ ورَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جُرِحَت وَجنَةُ النَّبِيِّ وَشُجَّت <|vsep|> جَبهَةٌ زَهرٌ زَالَ عَنهُ الغِشَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُسِرَت سَنُّهُ فَيَا حُسنَ عِقدٍ <|vsep|> زَادَ بِالنَّقشِ حُسنُهُ وَالبَهَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَانَ عَهداً بَنُو النَّضِيرِ فَأجلُوا <|vsep|> وَخَلاَءُ الأوطَانِ فِيهِ البَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي مُرَيسِيعٍ بَعضُ أعدَائِهِ <|vsep|> قَتلَى وَبَعضٌ غَنِيمَةٌ وَسِبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت أحزَابٌ تَخُبُّ لِحَربٍ <|vsep|> رَجَعُوا خَاسِئِينَ مِن حَيثُ جَاءُوا </|bsep|> <|bsep|> دَهَمَتهُم مِنَ السَّمَاءِ جُنُودٌ <|vsep|> وَلِنَارِهِم أخمَدَت حَدرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وكَفَى اللهُ المُؤمنِينَ قِتَالاً <|vsep|> بَعدَ أن زُلزِلُوا وكَانَ ابتِلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> سُنَّةُ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوا مِن <|vsep|> قَبلُ سَرَّاءً تَعقُبُ الضَّرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> ِذ قُرَيظَةُ سَنبَلَت بِاختِيانٍ <|vsep|> حُمُرٌ فِي كُفرٍ أضَلُّوا وَبَاءُوا </|bsep|> <|bsep|> حَصَدَتهُم مَنَاجِلٌ مِن سُيُوفٍ <|vsep|> يَا وَبَالٌ سَرَى لَهُم وَوَبَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأى صُلحاً فِي حُدَيبِيَةٍ ذ <|vsep|> كَانَ فِيهِ لأمرِهِ بدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَايَعَتهُ الأصحَابُ فِيهَا وَبَت <|vsep|> وَعَلَيهَا مِنَ الجَلِيلِ رِضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يَا لَهَا خِلعَةٌ لَقَد رَضِي اللهُ <|vsep|> عَنِ المُؤمِنينَ فِيهَا الجَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> خُصَّ عُثمَانُ حَيثُ بَايَعَ عَنهُ المُصطَفى <|vsep|> لِلخَواصِ خِصِّيصَاءُ </|bsep|> <|bsep|> خَرِبَت خَيبَرٌ وَمَا مَعقَلٌ ِلا <|vsep|> وَألقَى مِفتَاحَهُ لاَ بَاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَعبُهَا لَم يَصعُب وَمَا شَقَّ شَقٌّ <|vsep|> وَبَدَا فِيهَأ مِن عَلِيٌّ عَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> جَاءَهُ مَرحَبٌ فَقَالَ لَهُ لاَ <|vsep|> مَرحَباً بالّذِي أتَاهُ القَضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يَومَ فضحٍ قَد اشرَقَت وَجنَة مِن <|vsep|> مَكَّةٍ وافتَرَّت كُدًى وكَدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ذ تَجَلَّى بَدرُ الدُّجُنَّةِ فِي هَا <|vsep|> لَةِ صَحبٍ ضاءت به الأرجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو أنَّهُ لَيسَ خَالِصَ جُودٍ <|vsep|> طَحَنَت قُريشاُ لَه أرحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ِذا أحَاطَت بِهِم جُيُوشٌ وَدَارَت <|vsep|> بِدِيارٍ ضَاقَت بِهَا الأنحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِسُيُوفٍ تُنِيرُ لَيلَ عَجَاجٍ <|vsep|> لِخُيُولٍ تَبدُو بِهَا خُيَلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> بَل رِياحٍ تُثِيرُ سُحباً صَهِيلٌ <|vsep|> رَعدُهُ قَدحٌ بَرقُهُ اللألاَءُ </|bsep|> <|bsep|> وَغَذَا المُصطَفَى بِصَفحٍ جَمِيلٍ <|vsep|> أيُّ فَضلٍ خَبَّت بِهِ القَصوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> قالَ لِلقَومِ حِينَ أزعَجَهُم خَو <|vsep|> فُهُ سيرُوا فَأنتُمُ الطُّلَقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> عَجَباً لِلأوثَانِ كَيفَ بِنَخسٍ <|vsep|> كَانَ مِنهَا عَلَى الثَّرَى لقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِحُنَينٍ عَلَى هَوَازِنَ كَانَت <|vsep|> خِرَ الأمرِ وَقعَةٌ قَرعَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ذ حُمُوا وَاحمَرَّ الوَطِيسُ وَوَلَّت <|vsep|> عَن رَسُولٍ كَتِيبَةٌ خَضرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> هَزَمَتهُم يَدُ الرَّسُولِ وكَم تَهزِمُ <|vsep|> زُرقاً تِلكَ اليَدُ البَيضَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أثخَنَتهُم حُمرُ العَمَائِمِ أملاَ <|vsep|> كُ سَمَاءٍ سَرَت بِهَا الغَبرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جَبَرَ اللهُ الصَّدعَ مِن بَعدِ كَسرِ القَلبِ <|vsep|> والجَبرُ بَعدَ كَسرٍ يُجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ جَاءُوا بَعدَ اقتِسامِ غَنِيما <|vsep|> تِهِمُ مُسلِمِينَ لِلَّهِ فَاءُوا </|bsep|> <|bsep|> رَاغِبِينَ والعَفوُ عِندَ رَسُولِ اللهِ <|vsep|> مأمُولٌ لَم يُخَيَّب رَجَاءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي تَبُوكٍ تَبَدَّتَ يٌ وَبَانَت <|vsep|> قَاصِعَاءُ النِّفَاقِ والنَّافِقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَدَى أوبَةٍ لِطَيبَةَ هَبَّت <|vsep|> لِتَلَقٍّ وِلدَانُهَا والنِّسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنشَدَت ذَاتَ بَهجَةٍ طَلَعَ البَد <|vsep|> رُ عَلَينَا لَهُ سَنًى وسَنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَانثَنَت ذَاتَ بَهجَةٍ مِن ثَنِيَّا <|vsep|> تِ الوَدَاعِ تَقُولُ طَابَ اللِّقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> اسبَغَ اللهُ نِعمَةً وَجَبَ الشُّكرُ <|vsep|> عَلَينَا وَحَقَّ مِنَّا الثَّنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وعَلَيكَ مِن رَبِّنَا ما دَعَا لِلَّهِ <|vsep|> دَاعٍ صَلاَتُهُ السَّحَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَد أتَيناكَ رَغبَةً أيُّهَا المَبعُوثُ <|vsep|> فِينَا وَحَقَّتِ الرَّغباءُ </|bsep|> <|bsep|> نَحَنُ سَمعٌ وطَاعَةٌ جِئتَ بالأمرِ <|vsep|> المُطَاعِ فَمَا بِنَا استِعصَاءُ </|bsep|> <|bsep|> استَمالَ القُلُوبض حُبًّا ودَاعي الحُبِّ <|vsep|> فِي المُصطَفَى لَهُ استِيفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أحسَنُ النَّاسِ خَلقاً أحسَنُهُم خُلقاً <|vsep|> وعَنهُ استَفَاضَتِ النَّعمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> طَبقَاتٌ لِلحُسنِ فِيهِ تَسامَت <|vsep|> وَبَهَاءٌ لَهُ البَهاءُ وِقاءُ </|bsep|> <|bsep|> ولَوَ أنَّ الأحدَاقَ مِن كُلِّ شَيءٍ <|vsep|> أحدَقَت بِهِ لَم يَكُ استقِصاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَيِّنُ العَطفِ فيهِ هامَت غُصونٌ <|vsep|> فتَبَدَّى مِنها عَلَيهِ انثِناءُ </|bsep|> <|bsep|> رَبعَةٌ غَيرَ أنَّهُ لَم تُقَارِنهُ <|vsep|> طشوالٌ لاّ وَهُم قُصَرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> ومِنِ اكرامِهِ عَلَى رَبِّهِ أنَّهُ <|vsep|> لَم تَستَبِن لَهُ أفياءُ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ نُورُ الأنوارِ مَملُوءٌ انوا <|vsep|> راً فَمِن أينَ لِلظَّلاَمِ انتِهَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أزهَرُ اللَّونِ صِيغَ مِن ذَوبِ دُرٍّ <|vsep|> مَازَجَتهُ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ </|bsep|> <|bsep|> بَل نَسيجُ مِن وَردِ جُورَ وَنِسرِينِ <|vsep|> نَصِيبِينَ لُحمَةٌ وسَدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> رَشحُهُ العِطرُ كَانَ مِن عَرَقٍ <|vsep|> يَعصِرُهُ لِلمُطَيِّبِ استِغنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أغيَدٌ لَكِن ذُو مُماسَكَةٍ قَد <|vsep|> عَدِمَتهَا الهَيفاءُ والغَيدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَدَى فَرقِهِ تَبَيَّنض فَجرٌ <|vsep|> بِهِ تُبدِيهِ اللَّيلَةُ الدَّأدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَجهُهُ شَمسُ الحُسنِ أوقِفَتِ <|vsep|> الشَّمسُ لَهُ وَرُدَّت فَطالَ مَساءُ </|bsep|> <|bsep|> ولَهُ قَوسُ حاجِبٍ جلَّ عَن رَهنٍ <|vsep|> بِبَدرِ الجَبِينِ مِنهُ اجتِلاءُ </|bsep|> <|bsep|> شُقَّ مِنهُ بَدرٌ يَحُلُّ بِقَوسٍ <|vsep|> لِهِلاَلَينِ كَي يَكُونَ استِوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أهدَبُ الشَّفرِ أشكَلُ الطَّرفِ أحوَى <|vsep|> ِثمِدُ الرَّاءِي عَينُهُ الكَحلاَءُ </|bsep|> <|bsep|> أشبَهَتهُ الغِزلانُ فِي بَعضِ مَعنًى <|vsep|> وَبِهِ كَانَ لِلغَزَالِ احتِمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أنفُهُ أقنَى يَعتَلِيهِ ضِيَاءٌ <|vsep|> بُهتَت فِي جَمالِهِ الأوضِيَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كَادَ يَحكِي أسِيلَ خَدِّهِ وَردٌ <|vsep|> فِي قَضِيبٍ لَو طَالَ مِنهُ البَقَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَوِ الزَّهرُ فِي الأفانِينِ مُبدِي <|vsep|> شَنَبٍ كَانَ للثَّنَايَا كَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> لِثَنَايَا ثَغرٍ تَتِينُ عَلَى الجُد <|vsep|> رَانِ مِنهُ بَرقٌ لَهُ أضوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> لَهُ قَد ذُلِّلَت نُجُومٌ نوَشدَّت <|vsep|> لاختِدَامٍ نِطاقَهَا الجَوزَاءُ </|bsep|> <|bsep|> جِيدُهُ برِيقُ اللُّجَينِ طِلاَهُ <|vsep|> ذَهَبٌ لم تَظفَر بِهِ جَيدَاءُ </|bsep|> <|bsep|> يَدُهُ مِثلُ الخَزِّ لِيناً ومِثلُ المِسكِ <|vsep|> رِيحاً وَلَمسُهَا استِشفَاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَدرُهُ قِرطَاسٌ بِهِ سَطرُ مِسكٍ <|vsep|> قَرَأتهُ بِلَحظِهَا القُرَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> أخمِصُ الرِّجلِ قَد تَماسَكَ رَملٌ <|vsep|> وَطِئَتهُ وَلانَتِ الصَّفوَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مُنتَقىً عَينُهُ فُرَارُهُ لاَحَت <|vsep|> كالضُّحَى مِنهُ شِيمَةٌ شَمَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> أرجَحُ النَّاسِ عَقلاً أنجَحَهُم عِلماً <|vsep|> وَمِن فَيضِهِ ارتَوَى العُلَمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> كاشِفٌ لِلنِّقابِ عَن لَدُنِيَّا <|vsep|> تِ عُلُومٍ لَم تَدرِهَا الأذكِياءُ </|bsep|> <|bsep|> أفصَحُ النَّاسِ نُطقاً أبلَغُهُم فِي <|vsep|> كَلِمَاتٍ عَنَت لَهَا الفُصَحَاءُ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ فَصلُ الخِطَابِ يَشفِي يَشفِي غَلِيلاً <|vsep|> مَا شَفَتهُ بِرِيقِهَا لَميَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مُستَثِيرٌ أصحابَهُ بَاذِراً فِيهِمُ <|vsep|> حُبّاً وَالسُّنبُلاَتُ اقتِفاءُ </|bsep|> <|bsep|> جاذِبٌ للقَلبِ الحَدِيدِ بِمِغنا <|vsep|> طِيسِ طَبعٍ تُنسَى بِهِ الأقرِباءُ </|bsep|> <|bsep|> صَفحَةُ الوَجهِ مِنهُ فِيهَا اصفَحِ الصَّفحَ <|vsep|> الجَمِيلَ مَكتُوبَةٌ لاَ انمِحاءُ </|bsep|> <|bsep|> سَالِكٌ في مَناهِجٍ وَسَطاً فِي السِّلمِ <|vsep|> ظِلٌّ وَفِي الوَغَى رَمضاءُ </|bsep|> <|bsep|> نَّمَا يُوضَعُ الهَنا مَوضِعَ النُّق <|vsep|> بِ وَحَيثُ يُرجَى بِوَضعٍ شِفاءُ </|bsep|> <|bsep|> مُظهِرٌ بِشراً بِالمُحَيَّا وَقَد يُب <|vsep|> دِي مِزاحاً طَابَت بِهِ الخُلَصاءُ </|bsep|> <|bsep|> فِي وقَارٍ وَفِي حَياءٍ شَدِيدٍ <|vsep|> ما اكتَسَتهُ فِي خشدرها عَذراءُ </|bsep|> <|bsep|> وِذَا الحَربُ أسفَرَت عَن عَبُوسِ الوَجهِ <|vsep|> فَهوَ الضَّحَّاكُ وَالأتَّاءُ </|bsep|> <|bsep|> باسِمٌ في وَجهِ العُفاةِ مُنِيلٌ <|vsep|> عَن عَطائِهِ قَد رَوَت أسماءُ </|bsep|> <|bsep|> وِذَا أقلَعَت وَبَانَ لَهَا كَفٌّ <|vsep|> رَوَى الخَلقَ كَفُّهُ المِعطاءُ </|bsep|> <|bsep|> أجمَلَ اللهُ خُلقَهُ ولِهَذَا <|vsep|> أحجَمَت عَن تَفصِيلِهِ البُلغاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ سَامٍ مِنَ المَقاماتِ يَسمُو <|vsep|> لَهُ فِيهِ مَكانَةٌ قَعسَاءُ </|bsep|> <|bsep|> مَنُّهُ وَافِرٌ وقَد دامَ قَطفٌ <|vsep|> لِجَنَاهُ وَلًم يَسُمهُ انقِضاءُ </|bsep|> <|bsep|> مُسفِرٌ عَن أثمارِ أفنانِ هَديٍ <|vsep|> هَصَرَتها الأنامِلُ الرَّخصَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وأتَتهُ مِن كُلِّ فَجٍّ وُفُودُ السُّودِ <|vsep|> والحُمرِ كُلُّهُم حُنَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَرَأى النَّاسَ يَدخُلُونَ بِدِينِ اللهِ <|vsep|> افواجاً واستَوَت عَوجاءُ </|bsep|> <|bsep|> قَد أقِيمَت بِالمَاضِيَينِ لَهُ سَي <|vsep|> فٍ وحُجَّاتٍ مَا بِهَا حَوجاءُ </|bsep|> <|bsep|> تَمّ قَصدٌ مِن بَعثِهِ فَدَعَاهُ <|vsep|> رَبُّهُ لِلَّذِي لَهُ استِبقاءُ </|bsep|> <|bsep|> وسَجَى ظَاهِرُ البَسِيطةِ لمّا <|vsep|> صارَ فِي باطِنٍ بِهِ يُستَضاءُ </|bsep|> <|bsep|> طابَ حَيّاً وَمَيِّتاً فَهوَ في غَيبٍ <|vsep|> وَفِي شاهِدٍ بِهِ الِحياءُ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ رُوحٌ وَسائِرُ الكَونِ جِسمٌ <|vsep|> مَا لِجِسمٍ بِدُونِ رُوحٍ بَهاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَحَياةٌ لِلعالَمِينَ تَسَامَت <|vsep|> وَبِهَا أحياءُ الوَرَى أحياءُ </|bsep|> <|bsep|> مَفزَعُ الكُلِّ يَومَ حَشرٍ وَنَشرٍ <|vsep|> ن أحاطَت مَلاَئِكٌ أقوِياءُ </|bsep|> <|bsep|> مَلجَأ العاصِي نِ تَطايَرَتِ الصُّحفُ <|vsep|> وَفِيهَا ما كانَ مِنهُ وَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> وتُرِيهِ ما خَالَهُ حَسَناتٍ <|vsep|> حَسراتٍ ما مِثلُها شَوهاءُ </|bsep|> <|bsep|> كُلَّمَا ألَمَّت أمُورٌ أغَمَّت <|vsep|> نُودِيَ المُصطَفَى فَبانَ انجِلاءُ </|bsep|> <|bsep|> بِكَ أحظَى رَسُولَ رَبِّي وَأحبى <|vsep|> بِسَنى تَنجَلِي بِهِ الظَّلمَاءُ </|bsep|> <|bsep|> وبِنَفسِي لَيكَ أعظَمُ حاجا <|vsep|> تٍ وَعَن ذِكرِهَا كَفَانِي الثَّنَاءُ </|bsep|> <|bsep|> أعجَزَ اللُّسنَ بَعضُ بَعضِ مَعانِي <|vsep|> كَ وَمِن أينَ لِلحَصَى الِحصاءُ </|bsep|> <|bsep|> صَلَواتٌ عَلَيكَ ما وَدَّ سَمعٌ <|vsep|> انَّ خَتمَ المَدِيحِ فِيكَ ابتِداءُ </|bsep|> </|psep|> |
أعاذ الله طرفك ان | 16الوافر
| [
"أعاذ اللَه طرفكَ أن",
"يرى دَمعاً ولا سَهرا",
"وقلبكَ أن يلمَّ به ال",
"هوى لو يعرفَ الفِكَرا",
"ألستَ لمُقلتي شمساً",
"نهاراً والدجى قَمَرا",
"أعاذ اللَهُ مما نا",
"لَني من رقَّ أو عذرا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=514447 | خالد الكاتب | نبذة
:
خالد بن يزيد البغدادي أبو الهيثم.\nشاعر غزل، من الكتاب ، أصله من خراسان، ومولده بها، عاش وتوفي في بغداد، كان أحد كتاب الجيش في أيام المعتصم العباسي.\nوكان يهاجي أبا تمام ، وغلبت عليه السوداء، وعاش عمراً طويلاً حتى دق عظمه ورق جلده.\nشعره رقيق أكثره غزل. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9351 | null | null | null | null | <|meter_6|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أعاذ اللَه طرفكَ أن <|vsep|> يرى دَمعاً ولا سَهرا </|bsep|> <|bsep|> وقلبكَ أن يلمَّ به ال <|vsep|> هوى لو يعرفَ الفِكَرا </|bsep|> <|bsep|> ألستَ لمُقلتي شمساً <|vsep|> نهاراً والدجى قَمَرا </|bsep|> </|psep|> |
صيرك الحسن امير الوجود | 4السريع
| [
"صيّركَ الحسن أميرَ الوجود",
"والشعر من درّاته كَلَّلَك",
"مستلهماً منك معاني الخلود",
"فكل تاجٍ في العلى منك لك",
"فَنَاهِبٌ برق الثنايا العذاب",
"وسارقٌ ياقوتةً من فمك",
"وكل تغريد الهوى والشباب",
"أغنيّةٌ حامت على مبسمك",
"وذلك الماس الرفيع السنا",
"والجوهر الغالي الذي صِدتُهُ",
"أرفع من فكر الورى مَعدِنا",
"وكل فضلي أنني صُغتُهُ",
"لا فكر لي عشتُ على فكرتك",
"أقبس ما أقبس من غُرَّتك",
"ودمعتي تقتات من عبرتك",
"فانظر بمرتي لى صورتك",
"أشقانيَ الحبُّ وقلبي سعيد",
"يَعُدُّ هذا الدمع من أنعمك",
"أجزلُ ما كافأ هذا الشهيد",
"بلوغُه المجد على سُلَّمك",
"لا شيء من يوم النَّوى منقذي",
"ني امرؤٌ عنك وشيك المسير",
"وأنت باقٍ والجمال الذي",
"غنّى به شعري ليومي الأخير",
"انظر لى يات هذا الجمال",
"ترتدُّ عنها عاديات البلى",
"عاجزةَ الباع ويأبى الزوال",
"لوردةٍ من عَدن أن تذبلا",
"للأنفس الظمأى ِليك التفات",
"ولهفةٌ ملءَ اللّحاظ الجياع",
"ولي التفاتٌ لسري الصّفات",
"واللؤلؤِ اللّماح خلف القناع",
"قلبي مع الناس وفكري شَرود",
"في عالمٍ رَحب بعيد الشِّعاب",
"عيني على سرٍّ وراء الوجود",
"وبغيتي عرشٌ وراء السحاب",
"كم طرت بي واجتزت سور الضباب",
"والضوء ملء القلب مِلء الرحاب",
"وعدت بي للأرض أرض السَّراب",
"والليل جهمٌ كجناح الغراب",
"أريتَني الغيب الذي لا يُرى",
"كشفتَ لي ما لا يراه البصر",
"ثم انحدرنا نستشفُّ الثرى",
"علّ وراء التُّرب سرَّ السفر",
"صدري وسادٌ زاخرٌ بالحنان",
"تصوُّري أعجب ما في الزمان",
"موج على لُجَّته خافقان",
"قَرَّا على أرجوحةٍ من أمان",
"كمركب في البحر يومَ اغتراب",
"ما أبعد المحنة بعد اقتراب",
"هيهات يُنجِي من شطوط العذاب",
"لا عبابٌ دافقٌ في عباب",
"ملأتُ كأسي وانتظرت النديم",
"فما لساقي الرُّوح لا يُقبل",
"شوقي جحيمٌ وانتظاري جحيم",
"أقلُّ ما في لفحِهِ يقتل",
"أنت كريم الودّ حُلو الوفاء",
"فما الذي عَاقَكَ هذا المساء",
"وما الذي أخَّر هذا اللقاء",
"وحرَّم النبع وصدَّ الظِماء",
"أذمّ هذا الوقت في بُطئِهِ",
"خرهُ يعثُر في بَدئِهِ",
"لله ما أحمل من عِبئِهِ",
"وما يُعاني القلب من رُزئِهِ",
"تدقُّ فيه ساعةٌ لا تدور",
"ون تَدُر فهو صراعُ اللُّغوب",
"رنينُها يُقلق صُمَّ الصدور",
"وطَرقُها يقرع باب القلوب",
"يا ذاهباً لم يَشفِ مني الغليل",
"ما أسرع العقربَ عند الرحيل",
"هتفتُ قف لم يبق لا القليل",
"وكل حيٍّ سائرٌ في سبيل",
"يومٌ تولّى أو ظلامٌ سجا",
"كلاهما بالقرب منك انتصار",
"أأحمد اليوم تلاه الدُّجى",
"أم أحمد الليل تلاه النهار",
"ن نَوَّر النجم به مرَّةً",
"فن شراقَك لي مرّتان",
"وكيف يُبقى الشكُّ لي حيرةً",
"ولي على برج المنى نجمتان",
"فهذه تلمع في خاطري",
"مِلءُ دمي شراقُها والبهاء",
"وهذه تُومِئُ للساهر",
"والليلُ صافٍ وأديم السماء",
"وهذه تجلو كثيف الغيوم",
"وهذه تَدرَأُ عني الهموم",
"وتَمحق الحزن وتَأسُو الكلوم",
"فما الذي أجرَى دموع النجوم",
"هيهات أنسى دُرَّة الأنجم",
"ِليَّ من فاقها ترتمي",
"وفي جريحٍ أعزلٍ تحتمي",
"من أي هولٍ هي لم تعلمِ",
"نَّ ضلوعاً تحتمي في ضلوع",
"مقادرٌ ليس بها من رجوع",
"أخلدُ أصفاد الجوى والنزوع",
"هوى الحزانى وعناق الدموع",
"رضيت بالدهر على ما جَنَى",
"وأُبتُ بالحكمة بعد الجنون",
"ومرّ يومي هادئاً ساكناً",
"وأيُّ شيءٍ خادع كالسكون",
"أرنو لى الصحراء حيث الرمال",
"نامت كأنَّ اللفح فيها ظلال",
"يا ليت لي والدهر حالٌ وحال",
"من وقدة الِحساس بعض الكلال",
"فأقبلُ الدنيا على حالها",
"مسلِّماً بالغدر في لها",
"وراضياً عنها بأغلالها",
"محتملاً وطأة أثقالها",
"الرُّعبُ سيَّان بها والأمان",
"والحسن زادٌ سائغٌ للزمان",
"والوهم في حالاتها كالعِيان",
"والحبُّ والكره بها توأمان",
"وَدِدتُ لو قلبي كهذي القفار",
"أصمُّ لا يسمع ما في الديار",
"أعمى عن الليل بها والنهار",
"وددت لو قلبي كهذي القفار",
"وددتُ لو عنديَ جهل الثرى",
"تَعمُر أو تُقفر هذي البيوت",
"غفلان لا يعنيه أمرٌ جرى",
"أيُولَد الحيُّ بها أم يموت",
"وليلةٍ تمضي وأخرى وما",
"جئتَ فهل ألهاك عني أحد",
"ما ضاء من ليلاتنا أظلما",
"والسبت خَدَّاعٌ بها كالأحد",
"يمتلئ السطح على ضيقه",
"والوقت عندي كانفساح الأبد",
"حسدته والقلبُ في ضيقه",
"أنا الذي لم أدرِ طعم الحسد",
"وذلك الجاز وهذا النغم",
"منتقلاً بين الرضا والألم",
"يحمل لي طيف خيالٍ قَدِم",
"تراه عيني في ثنايا حُلُم",
"في واحةٍِ يرسو عليها الغريب",
"فكلُّ ما فيها لديه غريب",
"وهكذا الدنيا خداعٌ عجيب",
"ذا خلت أيامها من حبيب",
"وهكذا يومٌ ويومٌ سواه",
"ينكرها القلب الصَّبور الحمول",
"وهكذا يذهب طِيب الحياه",
"بين التمنّي واعتذار الرسول",
"هنا مِهاد الحب هل تذكرين",
"وها هنا بالأمس طاب السمر",
"وتلك أحلام الهوى والسنين",
"يحملها التَّيار فوق النَّهَر",
"والقمر الفضيُّ بين الغيوم",
"يخفق كالمنديل عند الوداع",
"يا حسرتا هل صوَّرته الهموم",
"كالزورق الغارق لا شراع",
"قد جلَّلته غيمةٌ عابرة",
"تسحب أذيال الأسى والندم",
"وأغرقته موجةٌ غامرة",
"فأطبق الصمت وَرَانَ العدم",
"ضممت أضلاعي على نعشه",
"فلم يزل فيها لهاوٍ شعاع",
"لأي غورٍ زال عن عرشه",
"وغاص في اللجِّ لى أيِّ قاع",
"أرثي لحظّ الأُفق وهو الذي",
"يرمقني بالنظرة الساخره",
"وتهرب الأنجم هذي وَذِي",
"ويجثم الليل على القاهره",
"ويزحف الكون على خاطري",
"كأنه في مقلة الساهر",
"سَدٌّ من الرُّعب بلا خر",
"يعبُّ عبَّ الأبد الزاخر",
"وفي ظلال الموت موتِ الوجود",
"وخلفَ أطلال البِلى والهمود",
"وبين أنفاس الرَّدى والخمود",
"وتحت سُحبٍ عابساتٍ وسود",
"تدفعني عاصفةٌ عاتيه",
"تقصف من خلفي وقُدَّاميه",
"قد مزّقت روحي وماليه",
"وقرَّبت لي طرَف الهاويه",
"تلمع في الظلمة أحداقها",
"قد رحَّبَت باليأس أعماقها",
"شافيةُ النفس وترياقها",
"مشتاقةٌ أقبل مشتاقها",
"قد كان لي عندك عزُّ الذليل",
"وكان للمال ومضٌ ضئيل",
"يلمع في ظَنِّيَ قبل الرحيل",
"فانطفأ النور ومات القليل",
"فداك يا جاهلةً ما بيه",
"قلبي وأنفاسي الحِرار الظِّماء",
"وكيف أنسى ليلتي الداميه",
"ولهفتي أَلهَثُ خلف القطار",
"وعودتي أجرع كأس الحياة",
"مُعاقِراً سُمَّ الفناء البطيء",
"أُنكِرُ أو أفزع ممن أراه",
"سيان من يذهب أو من يجيء",
"وليلةٍ فاضت بوسواسها",
"تعجب من لفَين بين البَشَر",
"ذلك يعدو خلف أنفاسها",
"وهذه تتبع سير القمر",
"تتبعه بين الرُّبى والشِّعاب",
"تتبعه يسري خلال السحاب",
"كم هلَّلت وهو يضيء الرِّحاب",
"والتفتَت محسورةً حين غاب",
"وذلك الطفل اللهيف الغيور",
"في فَلَكٍ من ضوء ليلى يدور",
"يقفو خطاها وهي بين الطيور",
"لها جناحان مراحٌ ونور",
"كزورقٍ يعبر بحر الوجود",
"له شراعان ولحظٌ شَرُود",
"كم شرَّقا أو غرَّبا في صعود",
"وارتفعا حتى كأن لن يعود",
"ليلى ارجعي ني شقيّ كئيب",
"أهتف مفقودَ الهُدَى والقرار",
"يا هاته الأوطان ني غريب",
"وعالمي ليس هنا يا ديار",
"تركتني وحدي وخلَّفتني",
"أرزح تحت المُبكيات الثِّقال",
"أنكرتِ ميثاقي وأنكرتني",
"أَكُلُّ ماضينا وليد الخيال",
"فرغت من أحلامه وانطوى",
"بِمُرِّهِ وارتحتُ من عذبه",
"الأمرُ ما شئت فذنب الهوى",
"على الذي يكفر يوماً به",
"كان لى الله سبيلي وما",
"كان لى الِيمان دَربٌ سواه",
"وكان في جُرح الهوى بلسما",
"وكان عندي منحة من له",
"مهما تكن ناري فنّ الجحيم",
"أرأفُ بي من ظلم هذا البعاد",
"وربّ همّ مُقعِدٍ أو مقيم",
"قد لطَّفَته نسمات الوداد",
"فخفَّت النار وقرَّ الهشيم",
"وعاودتني الذِّكَرُ الغابره",
"والنيل يجري هادئاً والنسيم",
"معربدٌ في الخُصَل الثائره",
"كم تهتف الأيام خانت فَخُن",
"ويح حياتي ن تَخُن أمسها",
"ن هنتُ هذا عهدها لم يَهُن",
"ولا لياليها ون تنسها",
"تُهيبُ بي الفرصةُ قبل الفوات",
"ويعرض الصَّيد فلا أقنصُ",
"ني امرؤ زادي على الذكريات",
"وما غلا عندي لا يرخصُ",
"ومطلب في العمر ولَّى وفات",
"وكان همِّي أنه لا يفوت",
"كأن فجراً ضاحكاً فيَّ مات",
"وملءُ نفسي مغربٌ لا يموت",
"وبدَّد الوهم وفضَّ الخداع",
"بَردُ المنايا وشحوب الفناء",
"وَأسِفَ القلبُ لكنزي الذي",
"غَصَّت به أفئدة الحُسَّدِ",
"صحوت من وهمي ولا كنز لي",
"قد صَفِرت منها ومنه يدي",
"أين زمانٌ مُكتسٍ يومُه",
"بالحبِّ مَوشِيٌّ بحُلم الغد",
"من هاته الأيام محرومةً",
"عريانةَ المال والموعد",
"قد قتل الدهرُ هنائي كما",
"ماتت بثغري ضحكات السعيد",
"وربما رقَّ زمانٌ قسا",
"فانعطف الجافي ولان الحديد",
"محقّق المال أو واعدٌ",
"بفرحةٍ يوم لقاء وعيد",
"في السَّأم الحيِّ الذي لا يَبيد",
"والأملِ الطاغي بأن ترجعي",
"أجدِّدُ العيش وما من جديد",
"وأدّعي السّلوان ما أدّعي",
"كم خانني الحظ ولا أنثني",
"أقضي زماني كلَّه في لعل",
"وتُقسم المرة لي أنني",
"رَقَّعتُ بالمال ثوب الأجل",
"قد فاتني الصيف وخان الربيع",
"وكان همّي كلًُّه في الخريف",
"وما شكاتي حين شملي جميع",
"وأنت لي أيكٌ وظلٌّ وريف",
"والن قد مزّق عندي القناع",
"موتُ الأباطيل وزحف الشتاء",
"فن يَعدِني ثار شكِّي به",
"كأنما وعد الليالي وعيد",
"واأسفاً هذا سجلٌّ كُتِب",
"خَطَّتهُ كفُّ القدَر المحتجب",
"ففيم عَودِي لقديم الحِقَب",
"وفيم تَسألي عمَّا ذهب",
"ضاقت بنا مصرُ وضقنا بها",
"وكلُّ سهلٍ فوقها اليوم ضاق",
"وضاقت الدنيا على رحبها",
"أين نداماي وأين الرفاق",
"كفٌّ تَلُمُّ العمر والعُمر راح",
"وقبضةٌ تجمع شمل الرياح",
"لا حَبَبٌ باقٍ ولا ظل راح",
"ليلٌ تولَّى وتولَّى صباح",
"هذا نهار مات يا لَلنَّهار",
"كل مساءٍ مصرعٌ وانهيار",
"مال جدار النون بعد انحدار",
"وغابت الشمس وراء الجدار",
"وذا مساءٌ صبغته الهموم",
"بلونها القاني وهذي غيوم",
"تحوم والظلمة فيها تحوم",
"تبسط مهداً ليّناً للنجوم",
"كأن ثوباً في السماء احترق",
"فلم يزل حتى استحال الأفق",
"ظلّ دخان أو بقايا رمق",
"ولم يعُد لا ذيولُ الشفق",
"وتزحف الظلماء زحف المُغير",
"حاجبة ما دونها كالسِّتار",
"وكل حيٍّ وادعٌ أو قرير",
"ما اختلف الشأن ولا الحظ دار",
"العيش أمرٌ تافهٌ والمنون",
"والحكمةُ الكبرى بها كالجنون",
"وهكذا نمضي وتمضي السنون",
"وهكذا دارت رحاها الطحون",
"في شَجِّها حيناً وفي طَعنِها",
"سينقضي العمرُ وأين الفرار",
"وثورةُ الشاكين من طحنها",
"نوحُ الشظايا وعتابُ الغُبار"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=606042 | ابراهيم ناجي | نبذة
:
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.\nطبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: \nفيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقم\nوفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.\nله (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.\nعانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11200 | null | null | null | null | <|meter_16|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> صيّركَ الحسن أميرَ الوجود <|vsep|> والشعر من درّاته كَلَّلَك </|bsep|> <|bsep|> مستلهماً منك معاني الخلود <|vsep|> فكل تاجٍ في العلى منك لك </|bsep|> <|bsep|> فَنَاهِبٌ برق الثنايا العذاب <|vsep|> وسارقٌ ياقوتةً من فمك </|bsep|> <|bsep|> وكل تغريد الهوى والشباب <|vsep|> أغنيّةٌ حامت على مبسمك </|bsep|> <|bsep|> وذلك الماس الرفيع السنا <|vsep|> والجوهر الغالي الذي صِدتُهُ </|bsep|> <|bsep|> أرفع من فكر الورى مَعدِنا <|vsep|> وكل فضلي أنني صُغتُهُ </|bsep|> <|bsep|> لا فكر لي عشتُ على فكرتك <|vsep|> أقبس ما أقبس من غُرَّتك </|bsep|> <|bsep|> ودمعتي تقتات من عبرتك <|vsep|> فانظر بمرتي لى صورتك </|bsep|> <|bsep|> أشقانيَ الحبُّ وقلبي سعيد <|vsep|> يَعُدُّ هذا الدمع من أنعمك </|bsep|> <|bsep|> أجزلُ ما كافأ هذا الشهيد <|vsep|> بلوغُه المجد على سُلَّمك </|bsep|> <|bsep|> لا شيء من يوم النَّوى منقذي <|vsep|> ني امرؤٌ عنك وشيك المسير </|bsep|> <|bsep|> وأنت باقٍ والجمال الذي <|vsep|> غنّى به شعري ليومي الأخير </|bsep|> <|bsep|> انظر لى يات هذا الجمال <|vsep|> ترتدُّ عنها عاديات البلى </|bsep|> <|bsep|> عاجزةَ الباع ويأبى الزوال <|vsep|> لوردةٍ من عَدن أن تذبلا </|bsep|> <|bsep|> للأنفس الظمأى ِليك التفات <|vsep|> ولهفةٌ ملءَ اللّحاظ الجياع </|bsep|> <|bsep|> ولي التفاتٌ لسري الصّفات <|vsep|> واللؤلؤِ اللّماح خلف القناع </|bsep|> <|bsep|> قلبي مع الناس وفكري شَرود <|vsep|> في عالمٍ رَحب بعيد الشِّعاب </|bsep|> <|bsep|> عيني على سرٍّ وراء الوجود <|vsep|> وبغيتي عرشٌ وراء السحاب </|bsep|> <|bsep|> كم طرت بي واجتزت سور الضباب <|vsep|> والضوء ملء القلب مِلء الرحاب </|bsep|> <|bsep|> وعدت بي للأرض أرض السَّراب <|vsep|> والليل جهمٌ كجناح الغراب </|bsep|> <|bsep|> أريتَني الغيب الذي لا يُرى <|vsep|> كشفتَ لي ما لا يراه البصر </|bsep|> <|bsep|> ثم انحدرنا نستشفُّ الثرى <|vsep|> علّ وراء التُّرب سرَّ السفر </|bsep|> <|bsep|> صدري وسادٌ زاخرٌ بالحنان <|vsep|> تصوُّري أعجب ما في الزمان </|bsep|> <|bsep|> موج على لُجَّته خافقان <|vsep|> قَرَّا على أرجوحةٍ من أمان </|bsep|> <|bsep|> كمركب في البحر يومَ اغتراب <|vsep|> ما أبعد المحنة بعد اقتراب </|bsep|> <|bsep|> هيهات يُنجِي من شطوط العذاب <|vsep|> لا عبابٌ دافقٌ في عباب </|bsep|> <|bsep|> ملأتُ كأسي وانتظرت النديم <|vsep|> فما لساقي الرُّوح لا يُقبل </|bsep|> <|bsep|> شوقي جحيمٌ وانتظاري جحيم <|vsep|> أقلُّ ما في لفحِهِ يقتل </|bsep|> <|bsep|> أنت كريم الودّ حُلو الوفاء <|vsep|> فما الذي عَاقَكَ هذا المساء </|bsep|> <|bsep|> وما الذي أخَّر هذا اللقاء <|vsep|> وحرَّم النبع وصدَّ الظِماء </|bsep|> <|bsep|> أذمّ هذا الوقت في بُطئِهِ <|vsep|> خرهُ يعثُر في بَدئِهِ </|bsep|> <|bsep|> لله ما أحمل من عِبئِهِ <|vsep|> وما يُعاني القلب من رُزئِهِ </|bsep|> <|bsep|> تدقُّ فيه ساعةٌ لا تدور <|vsep|> ون تَدُر فهو صراعُ اللُّغوب </|bsep|> <|bsep|> رنينُها يُقلق صُمَّ الصدور <|vsep|> وطَرقُها يقرع باب القلوب </|bsep|> <|bsep|> يا ذاهباً لم يَشفِ مني الغليل <|vsep|> ما أسرع العقربَ عند الرحيل </|bsep|> <|bsep|> هتفتُ قف لم يبق لا القليل <|vsep|> وكل حيٍّ سائرٌ في سبيل </|bsep|> <|bsep|> يومٌ تولّى أو ظلامٌ سجا <|vsep|> كلاهما بالقرب منك انتصار </|bsep|> <|bsep|> أأحمد اليوم تلاه الدُّجى <|vsep|> أم أحمد الليل تلاه النهار </|bsep|> <|bsep|> ن نَوَّر النجم به مرَّةً <|vsep|> فن شراقَك لي مرّتان </|bsep|> <|bsep|> وكيف يُبقى الشكُّ لي حيرةً <|vsep|> ولي على برج المنى نجمتان </|bsep|> <|bsep|> فهذه تلمع في خاطري <|vsep|> مِلءُ دمي شراقُها والبهاء </|bsep|> <|bsep|> وهذه تُومِئُ للساهر <|vsep|> والليلُ صافٍ وأديم السماء </|bsep|> <|bsep|> وهذه تجلو كثيف الغيوم <|vsep|> وهذه تَدرَأُ عني الهموم </|bsep|> <|bsep|> وتَمحق الحزن وتَأسُو الكلوم <|vsep|> فما الذي أجرَى دموع النجوم </|bsep|> <|bsep|> هيهات أنسى دُرَّة الأنجم <|vsep|> ِليَّ من فاقها ترتمي </|bsep|> <|bsep|> وفي جريحٍ أعزلٍ تحتمي <|vsep|> من أي هولٍ هي لم تعلمِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ ضلوعاً تحتمي في ضلوع <|vsep|> مقادرٌ ليس بها من رجوع </|bsep|> <|bsep|> أخلدُ أصفاد الجوى والنزوع <|vsep|> هوى الحزانى وعناق الدموع </|bsep|> <|bsep|> رضيت بالدهر على ما جَنَى <|vsep|> وأُبتُ بالحكمة بعد الجنون </|bsep|> <|bsep|> ومرّ يومي هادئاً ساكناً <|vsep|> وأيُّ شيءٍ خادع كالسكون </|bsep|> <|bsep|> أرنو لى الصحراء حيث الرمال <|vsep|> نامت كأنَّ اللفح فيها ظلال </|bsep|> <|bsep|> يا ليت لي والدهر حالٌ وحال <|vsep|> من وقدة الِحساس بعض الكلال </|bsep|> <|bsep|> فأقبلُ الدنيا على حالها <|vsep|> مسلِّماً بالغدر في لها </|bsep|> <|bsep|> وراضياً عنها بأغلالها <|vsep|> محتملاً وطأة أثقالها </|bsep|> <|bsep|> الرُّعبُ سيَّان بها والأمان <|vsep|> والحسن زادٌ سائغٌ للزمان </|bsep|> <|bsep|> والوهم في حالاتها كالعِيان <|vsep|> والحبُّ والكره بها توأمان </|bsep|> <|bsep|> وَدِدتُ لو قلبي كهذي القفار <|vsep|> أصمُّ لا يسمع ما في الديار </|bsep|> <|bsep|> أعمى عن الليل بها والنهار <|vsep|> وددت لو قلبي كهذي القفار </|bsep|> <|bsep|> وددتُ لو عنديَ جهل الثرى <|vsep|> تَعمُر أو تُقفر هذي البيوت </|bsep|> <|bsep|> غفلان لا يعنيه أمرٌ جرى <|vsep|> أيُولَد الحيُّ بها أم يموت </|bsep|> <|bsep|> وليلةٍ تمضي وأخرى وما <|vsep|> جئتَ فهل ألهاك عني أحد </|bsep|> <|bsep|> ما ضاء من ليلاتنا أظلما <|vsep|> والسبت خَدَّاعٌ بها كالأحد </|bsep|> <|bsep|> يمتلئ السطح على ضيقه <|vsep|> والوقت عندي كانفساح الأبد </|bsep|> <|bsep|> حسدته والقلبُ في ضيقه <|vsep|> أنا الذي لم أدرِ طعم الحسد </|bsep|> <|bsep|> وذلك الجاز وهذا النغم <|vsep|> منتقلاً بين الرضا والألم </|bsep|> <|bsep|> يحمل لي طيف خيالٍ قَدِم <|vsep|> تراه عيني في ثنايا حُلُم </|bsep|> <|bsep|> في واحةٍِ يرسو عليها الغريب <|vsep|> فكلُّ ما فيها لديه غريب </|bsep|> <|bsep|> وهكذا الدنيا خداعٌ عجيب <|vsep|> ذا خلت أيامها من حبيب </|bsep|> <|bsep|> وهكذا يومٌ ويومٌ سواه <|vsep|> ينكرها القلب الصَّبور الحمول </|bsep|> <|bsep|> وهكذا يذهب طِيب الحياه <|vsep|> بين التمنّي واعتذار الرسول </|bsep|> <|bsep|> هنا مِهاد الحب هل تذكرين <|vsep|> وها هنا بالأمس طاب السمر </|bsep|> <|bsep|> وتلك أحلام الهوى والسنين <|vsep|> يحملها التَّيار فوق النَّهَر </|bsep|> <|bsep|> والقمر الفضيُّ بين الغيوم <|vsep|> يخفق كالمنديل عند الوداع </|bsep|> <|bsep|> يا حسرتا هل صوَّرته الهموم <|vsep|> كالزورق الغارق لا شراع </|bsep|> <|bsep|> قد جلَّلته غيمةٌ عابرة <|vsep|> تسحب أذيال الأسى والندم </|bsep|> <|bsep|> وأغرقته موجةٌ غامرة <|vsep|> فأطبق الصمت وَرَانَ العدم </|bsep|> <|bsep|> ضممت أضلاعي على نعشه <|vsep|> فلم يزل فيها لهاوٍ شعاع </|bsep|> <|bsep|> لأي غورٍ زال عن عرشه <|vsep|> وغاص في اللجِّ لى أيِّ قاع </|bsep|> <|bsep|> أرثي لحظّ الأُفق وهو الذي <|vsep|> يرمقني بالنظرة الساخره </|bsep|> <|bsep|> وتهرب الأنجم هذي وَذِي <|vsep|> ويجثم الليل على القاهره </|bsep|> <|bsep|> ويزحف الكون على خاطري <|vsep|> كأنه في مقلة الساهر </|bsep|> <|bsep|> سَدٌّ من الرُّعب بلا خر <|vsep|> يعبُّ عبَّ الأبد الزاخر </|bsep|> <|bsep|> وفي ظلال الموت موتِ الوجود <|vsep|> وخلفَ أطلال البِلى والهمود </|bsep|> <|bsep|> وبين أنفاس الرَّدى والخمود <|vsep|> وتحت سُحبٍ عابساتٍ وسود </|bsep|> <|bsep|> تدفعني عاصفةٌ عاتيه <|vsep|> تقصف من خلفي وقُدَّاميه </|bsep|> <|bsep|> قد مزّقت روحي وماليه <|vsep|> وقرَّبت لي طرَف الهاويه </|bsep|> <|bsep|> تلمع في الظلمة أحداقها <|vsep|> قد رحَّبَت باليأس أعماقها </|bsep|> <|bsep|> شافيةُ النفس وترياقها <|vsep|> مشتاقةٌ أقبل مشتاقها </|bsep|> <|bsep|> قد كان لي عندك عزُّ الذليل <|vsep|> وكان للمال ومضٌ ضئيل </|bsep|> <|bsep|> يلمع في ظَنِّيَ قبل الرحيل <|vsep|> فانطفأ النور ومات القليل </|bsep|> <|bsep|> فداك يا جاهلةً ما بيه <|vsep|> قلبي وأنفاسي الحِرار الظِّماء </|bsep|> <|bsep|> وكيف أنسى ليلتي الداميه <|vsep|> ولهفتي أَلهَثُ خلف القطار </|bsep|> <|bsep|> وعودتي أجرع كأس الحياة <|vsep|> مُعاقِراً سُمَّ الفناء البطيء </|bsep|> <|bsep|> أُنكِرُ أو أفزع ممن أراه <|vsep|> سيان من يذهب أو من يجيء </|bsep|> <|bsep|> وليلةٍ فاضت بوسواسها <|vsep|> تعجب من لفَين بين البَشَر </|bsep|> <|bsep|> ذلك يعدو خلف أنفاسها <|vsep|> وهذه تتبع سير القمر </|bsep|> <|bsep|> تتبعه بين الرُّبى والشِّعاب <|vsep|> تتبعه يسري خلال السحاب </|bsep|> <|bsep|> كم هلَّلت وهو يضيء الرِّحاب <|vsep|> والتفتَت محسورةً حين غاب </|bsep|> <|bsep|> وذلك الطفل اللهيف الغيور <|vsep|> في فَلَكٍ من ضوء ليلى يدور </|bsep|> <|bsep|> يقفو خطاها وهي بين الطيور <|vsep|> لها جناحان مراحٌ ونور </|bsep|> <|bsep|> كزورقٍ يعبر بحر الوجود <|vsep|> له شراعان ولحظٌ شَرُود </|bsep|> <|bsep|> كم شرَّقا أو غرَّبا في صعود <|vsep|> وارتفعا حتى كأن لن يعود </|bsep|> <|bsep|> ليلى ارجعي ني شقيّ كئيب <|vsep|> أهتف مفقودَ الهُدَى والقرار </|bsep|> <|bsep|> يا هاته الأوطان ني غريب <|vsep|> وعالمي ليس هنا يا ديار </|bsep|> <|bsep|> تركتني وحدي وخلَّفتني <|vsep|> أرزح تحت المُبكيات الثِّقال </|bsep|> <|bsep|> أنكرتِ ميثاقي وأنكرتني <|vsep|> أَكُلُّ ماضينا وليد الخيال </|bsep|> <|bsep|> فرغت من أحلامه وانطوى <|vsep|> بِمُرِّهِ وارتحتُ من عذبه </|bsep|> <|bsep|> الأمرُ ما شئت فذنب الهوى <|vsep|> على الذي يكفر يوماً به </|bsep|> <|bsep|> كان لى الله سبيلي وما <|vsep|> كان لى الِيمان دَربٌ سواه </|bsep|> <|bsep|> وكان في جُرح الهوى بلسما <|vsep|> وكان عندي منحة من له </|bsep|> <|bsep|> مهما تكن ناري فنّ الجحيم <|vsep|> أرأفُ بي من ظلم هذا البعاد </|bsep|> <|bsep|> وربّ همّ مُقعِدٍ أو مقيم <|vsep|> قد لطَّفَته نسمات الوداد </|bsep|> <|bsep|> فخفَّت النار وقرَّ الهشيم <|vsep|> وعاودتني الذِّكَرُ الغابره </|bsep|> <|bsep|> والنيل يجري هادئاً والنسيم <|vsep|> معربدٌ في الخُصَل الثائره </|bsep|> <|bsep|> كم تهتف الأيام خانت فَخُن <|vsep|> ويح حياتي ن تَخُن أمسها </|bsep|> <|bsep|> ن هنتُ هذا عهدها لم يَهُن <|vsep|> ولا لياليها ون تنسها </|bsep|> <|bsep|> تُهيبُ بي الفرصةُ قبل الفوات <|vsep|> ويعرض الصَّيد فلا أقنصُ </|bsep|> <|bsep|> ني امرؤ زادي على الذكريات <|vsep|> وما غلا عندي لا يرخصُ </|bsep|> <|bsep|> ومطلب في العمر ولَّى وفات <|vsep|> وكان همِّي أنه لا يفوت </|bsep|> <|bsep|> كأن فجراً ضاحكاً فيَّ مات <|vsep|> وملءُ نفسي مغربٌ لا يموت </|bsep|> <|bsep|> وبدَّد الوهم وفضَّ الخداع <|vsep|> بَردُ المنايا وشحوب الفناء </|bsep|> <|bsep|> وَأسِفَ القلبُ لكنزي الذي <|vsep|> غَصَّت به أفئدة الحُسَّدِ </|bsep|> <|bsep|> صحوت من وهمي ولا كنز لي <|vsep|> قد صَفِرت منها ومنه يدي </|bsep|> <|bsep|> أين زمانٌ مُكتسٍ يومُه <|vsep|> بالحبِّ مَوشِيٌّ بحُلم الغد </|bsep|> <|bsep|> من هاته الأيام محرومةً <|vsep|> عريانةَ المال والموعد </|bsep|> <|bsep|> قد قتل الدهرُ هنائي كما <|vsep|> ماتت بثغري ضحكات السعيد </|bsep|> <|bsep|> وربما رقَّ زمانٌ قسا <|vsep|> فانعطف الجافي ولان الحديد </|bsep|> <|bsep|> محقّق المال أو واعدٌ <|vsep|> بفرحةٍ يوم لقاء وعيد </|bsep|> <|bsep|> في السَّأم الحيِّ الذي لا يَبيد <|vsep|> والأملِ الطاغي بأن ترجعي </|bsep|> <|bsep|> أجدِّدُ العيش وما من جديد <|vsep|> وأدّعي السّلوان ما أدّعي </|bsep|> <|bsep|> كم خانني الحظ ولا أنثني <|vsep|> أقضي زماني كلَّه في لعل </|bsep|> <|bsep|> وتُقسم المرة لي أنني <|vsep|> رَقَّعتُ بالمال ثوب الأجل </|bsep|> <|bsep|> قد فاتني الصيف وخان الربيع <|vsep|> وكان همّي كلًُّه في الخريف </|bsep|> <|bsep|> وما شكاتي حين شملي جميع <|vsep|> وأنت لي أيكٌ وظلٌّ وريف </|bsep|> <|bsep|> والن قد مزّق عندي القناع <|vsep|> موتُ الأباطيل وزحف الشتاء </|bsep|> <|bsep|> فن يَعدِني ثار شكِّي به <|vsep|> كأنما وعد الليالي وعيد </|bsep|> <|bsep|> واأسفاً هذا سجلٌّ كُتِب <|vsep|> خَطَّتهُ كفُّ القدَر المحتجب </|bsep|> <|bsep|> ففيم عَودِي لقديم الحِقَب <|vsep|> وفيم تَسألي عمَّا ذهب </|bsep|> <|bsep|> ضاقت بنا مصرُ وضقنا بها <|vsep|> وكلُّ سهلٍ فوقها اليوم ضاق </|bsep|> <|bsep|> وضاقت الدنيا على رحبها <|vsep|> أين نداماي وأين الرفاق </|bsep|> <|bsep|> كفٌّ تَلُمُّ العمر والعُمر راح <|vsep|> وقبضةٌ تجمع شمل الرياح </|bsep|> <|bsep|> لا حَبَبٌ باقٍ ولا ظل راح <|vsep|> ليلٌ تولَّى وتولَّى صباح </|bsep|> <|bsep|> هذا نهار مات يا لَلنَّهار <|vsep|> كل مساءٍ مصرعٌ وانهيار </|bsep|> <|bsep|> مال جدار النون بعد انحدار <|vsep|> وغابت الشمس وراء الجدار </|bsep|> <|bsep|> وذا مساءٌ صبغته الهموم <|vsep|> بلونها القاني وهذي غيوم </|bsep|> <|bsep|> تحوم والظلمة فيها تحوم <|vsep|> تبسط مهداً ليّناً للنجوم </|bsep|> <|bsep|> كأن ثوباً في السماء احترق <|vsep|> فلم يزل حتى استحال الأفق </|bsep|> <|bsep|> ظلّ دخان أو بقايا رمق <|vsep|> ولم يعُد لا ذيولُ الشفق </|bsep|> <|bsep|> وتزحف الظلماء زحف المُغير <|vsep|> حاجبة ما دونها كالسِّتار </|bsep|> <|bsep|> وكل حيٍّ وادعٌ أو قرير <|vsep|> ما اختلف الشأن ولا الحظ دار </|bsep|> <|bsep|> العيش أمرٌ تافهٌ والمنون <|vsep|> والحكمةُ الكبرى بها كالجنون </|bsep|> <|bsep|> وهكذا نمضي وتمضي السنون <|vsep|> وهكذا دارت رحاها الطحون </|bsep|> <|bsep|> في شَجِّها حيناً وفي طَعنِها <|vsep|> سينقضي العمرُ وأين الفرار </|bsep|> </|psep|> |
الشدة عنوان الفرج | 7المتدارك
| [
"الشدّة عنوان الفرجِ",
"فاحذر يا صاح من اللَجَجِ",
"برقادك ليس الخير يجي",
"قم نحو حماه وابتهجِ",
"وعلى ذاك المحيا فعُجِ",
"ما خاب عُبيدٌ قد طرقا",
"باباً ما قط قد انغلقا",
"فادخل للباب كمن سبقا",
"ودع الأكوان وقم غسقا",
"واصدق بالشوق وباللهج",
"ولجذع النخلة فادنُ وهُزْ",
"واقطف ثمراتِ القصد وحُزْ",
"وطريق الحقّ عليه فجُزْ",
"والزم باب الأستاذ تفُزْ",
"وتكون بذلك خلّ نجي",
"من جدّ لوصلٍ قد وجدا",
"وسنا القبال له وردا",
"فاخلع نعليك بطور هدى",
"واخرج عن كلّ هوىً أبدا",
"ودع التلفيق من الهرج",
"وفروضك جمّلها بسننْ",
"طه المختارِ وجدِّ حَسَنْ",
"ومن المولى ن رمت مننْ",
"يّاك أخيَّ ترافقُ منْ",
"لم ينهك عن طرق العوج",
"فبمن يهديك له فلذا",
"واحذر تغدو مع من نُبذا",
"ومن الدنيا ن تخش أذى",
"فاقنع وازهد واذكره كذا",
"ك بباب سواه لا تلج",
"أمريد الحيّ ليه تصلْ",
"ن كنت بفعل الخير تصلْ",
"وانف الأغيار وعنك أزل",
"وادخل للحان خليلِ وملْ",
"نحو الخمّار أبي السرج",
"واكرع راحاً للصفو حوى",
"فبه لظماء القلب روا",
"واطفئ بالكأس لهيب جوى",
"واشرب واطرب لا تخش سوى",
"يّاك تمل عن ذا النهج",
"ولدمع العين الدمَّ أرقْ",
"وعلى فقراء الخلق فَرِقْ",
"وارجع لله وفيه فثق",
"كم أنت كذا لم تصح أفق",
"ولى الأبواب فقم ولج",
"كن عن تأخيرك معتذرا",
"واخضع بالذلّ لتنتصرا",
"كرّر في الليل ذا اعتكرا",
"مولاي أتيتك منكسرا",
"ولغيرك شوقي لم يهج",
"واسأله بمن للعاص ضمِنْ",
"حاشاه به للراج يضِنْ",
"وقل استغفرتك ربّ فحن",
"وأتيت ليك خليّاً من",
"صومي وصلاتي مع حِججي",
"وارحم منّا وأزل وجلي",
"بمحمّدنا ختم الرسل",
"فرجوتك معدوم الحيل",
"وكذا علمي وكذا عملي",
"وكذاك دليلي مع حُججي",
"أعضائي الذنبُ لقد هدّمْ",
"وخميس الخطب فقد أدهمْ",
"والفقر بحاراً أجرى الدمْ",
"لا أملك شيئاً غير الدمْ",
"ع مخافة أن يغشى وهَجي",
"ما غيرك نوّلني الأملا",
"فضلاً ولغيم الهمّ جلا",
"أنت الوهّاب لمن سألا",
"هل غير جنابك يقصد لا",
"وجمالِك ذي الحسن البهِج",
"أنا لست سواءك متّخذاً",
"ربّاً ذ غيرك صرف أذىً",
"كن أنت بحقّك لي عوَذاً",
"من يقصد غيرك فهو ذن",
"بظلام البعد تراه فُجِي",
"كم لي بالقرب لديك أملْ",
"لا شكّ بفضلٍ منك أُعَلْ",
"فأزل عنّي كرباً ووجلْ",
"من أنت تضلّ فذاك من الْ",
"هُلّاك ومن تهدي فنجي",
"وشراب الوصل تذوّقني",
"ذ بالأسماء تحقّقني",
"ما هول الحال يرافقني",
"ودموع العين تسابقني",
"من خوفك تجري كاللجج",
"كم يشفي ذكرك كلّ وجعْ",
"وسناه في الأحشاء سطعْ",
"ناديت بأشواقٍ وولعْ",
"يا عاذل قلبي ويك فدعْ",
"عذلي واقصر عن ذا الحرج",
"أسرار الحكمة خذ عنّي",
"لترى معنى صافي الدنِّ",
"فاقصر وارجع لا تشغلني",
"كم تعذلني لم تعذرني",
"دعني في البسط وفي الفرج",
"لجمالك روحي سائرةٌ",
"وبهاؤك فيه حائرةٌ",
"وعن الأغيار فلاهيةٌ",
"أذني لحبيبي صاغيةٌ",
"صمّت عند الواشي السمج",
"فالصبّ بفضل الحبّ يقرْ",
"وبراح الروح القلب يقرْ",
"فالذوق من الممزوج يفرْ",
"يا صاحب حان الخمر أدرْ",
"صرفاً واترك للممتزج",
"للقلب شراب الصرف نفعْ",
"وعناء القسوة عنه رفعْ",
"فأذقني منه ثلاث جرعْ",
"وأدر كأس الأسرار ودعْ",
"ني أصير به من ذي الهمج",
"فالسكر طلاه قد أخذا",
"منّا الأرواح وطاب شذا",
"بحبيبٍ نهجَ الحقّ حذا",
"مولاي بسرّ الجمع كذا",
"ك وجمع الجمع وكلّ شجي",
"بجمالٍ أبهر كلّ حسن",
"وبه أهل التقريب فتن",
"بصفاتٍ قد جلّت ومنن",
"بالذات بسرّ السرّ بمن",
"أفضالك ربّي منك رَجِ",
"وبنور الذكر وبالكتْبِ",
"وشؤون الساكن في القلبِ",
"بمظاهر أسماء الحبِّ",
"بحقيقتك العظمى ربّي",
"وبنور النور المنبلجِ",
"بسناءٍ فيه أتى مثَلا",
"وبكنزٍ مخفيٍّ وجلا",
"وبما قلنا في العهد بلى",
"بعماءٍ كنت به أزلا",
"بمحمّد من جا بالبلجِ",
"يده بالخير عليك تَصُبْ",
"وبه الولهان ليه قَرُبْ",
"وبنورٍ فيه أتى بكتُبْ",
"وبسرّ القرب كذاك الحب",
"ب وأهل الجذب المنعرجِ",
"وبمن طرقَ الحُسنَى يهوى",
"وبمن يتقوَّى بالتقوى",
"وبمن عنه المثلى تروى",
"وبما أوجدت من الأكوا",
"ن بما فيهنّ من الأرجِ",
"وبأهل الحقّ وحُجّتهم",
"وبأهل الصدق وبُلجتهم",
"وبأهل الذكر ولهجتهم",
"وبأهل الحيّ وبهجتهم",
"وببحر القدرة والمرَجِ",
"بسنا الرضوان وجنّته",
"ومريد السير وقبلته",
"وبخمر الحان ونشوته",
"وبطيب الوصل ولذّته",
"ببساط الأنس المنتسجِ",
"وبفيض الجود لمن قصدا",
"وبنيل الفوز لمن عبدا",
"وبحادٍ في معناك حدا",
"وبقلبٍ في بلواك غدا",
"وحياتك ليس بمنزعجِ",
"بأبي الضيفان وراحمه",
"وكليم الطور وخادمه",
"وبعيسى الروح ودمه",
"بتجلّي الليل وعالمه",
"وظلام الكون كما السبجِ",
"وبنوح الداع ومن نُبذا",
"وبدعوته أمرٌ نفذا",
"وبما قد فاح بطيب شذا",
"بمنازل أفلاكٍ وكذا",
"بمطالعها ثمّ البرجِ",
"وبكلّ الرسل وصحبهم",
"وذوي الرشاد وحزبهم",
"وبأهل القرب وحبّهم",
"بالل بصحب من بهم",
"كلّ الخيرات لينا تجي",
"وبسرٍّ عنّا قد غمضا",
"وبنورٍ فيه الكون أضا",
"وبمن في الحبّ قد انتهضا",
"يسّر واجبر كسري برضا",
"ليكون بوصلك مبتهجي",
"للمؤمن ورد الذكر حلا",
"ولنيل القصد به وصلا",
"فاكشف عنّا كرباً نزلا",
"واخلع خلع الرضوان على",
"صبٍّ في حبّك حبُّ هجي",
"بالاسم الأعظم ما جُليا",
"وكتاب الله وما تُليا",
"زدني من نور هداك ضيا",
"وامنح قلبي نفحاتك يا",
"مولاي وعجّل بالفرج",
"يا ربّ عُبيدك قد أجرمْ",
"فالويل له ن لم ترحمْ",
"ونذير الموت له يمّمْ",
"واحسرة قلبي ن لم تم",
"ح خطايا الذنب من الدرجِ",
"يسّر مولاي لراقمِها",
"ومخمِّسها ومداومها",
"وامنن كرماً بخواتمها",
"واغفر يا ربّ لناظمها",
"وله رقّ أعلى الدرجِ",
"ما الألسنُ في الأسحار شدَتْ",
"ونفس القوم بها سعدَتْ",
"أنعم يا ربّ بما قصدت",
"واسمح للسامع ما نُشدت",
"قم نحو حماه وابتهجِ",
"وتحياتٌ من موجدنا",
"لمحمّدنا ولأحمدنا",
"ما فاح أقاحٌ في المرج",
"أو ضاء الكون ببعثتهِ",
"أو ساد الرسل بطلعتهِ",
"أو ما فزنا بمحبّته",
"وعلى الصديق خليفته",
"وكذا الفاروق وكلّ نجي",
"وعلى الأنصار مع الشُهدا",
"ولمن في بدرٍ قد شهدا",
"ولمن في الدين قد اجتهدا",
"وعلى عثمان شهيد الدا",
"ر وفَى فسمَا أعلى الدرجِ",
"فبها الخيرات لنا تبدو",
"وبموردها فاح الوردُ",
"ما الصبّ بحانتها يشدو",
"أو ما حادٍ سحراً يحدو",
"الشدّة أودت بالمهجِ",
"أنعم يا ربّ بمدادي",
"فرّج لي غيهبَ أنكادي",
"بنبيٍّ قال به الشادي",
"وصلاة الله على الهادي",
"وسلامٌ يُهدى في الحججِ",
"لمكمّلنا ولسيّدنا",
"ولناصحنا ولمرشدنا",
"ولباب العلم ومن أولى",
"لذوي فقر منه طَولا",
"وهو الكرار كذا المولى",
"وأبى الحسنين مع الأولا",
"د كذا الأزواج وكلّ شجي",
"وعلى من قام بنصرته",
"وعلى الساري بطريقته",
"من بعد جميع قرابته",
"وعلى المهديّ وعترته",
"المشبع في زمن الوأَجِ",
"وعلى من بالتقرير رضي",
"وعليه بحكم الحبّ قُضي",
"وعلى الولهان المنتهضِ",
"وعلى من مهّد للأرضي",
"ن كما قد برّح في الحبجِ",
"ما أعلى الله سموَّهُمُ",
"أو أذهب عنهم سهوَهمُ",
"فأدم يا ربّ علوّهمُ",
"ما مال محبٌّ نحوهمُ",
"أو سار الركب على السرجِ",
"أو ما نشروا فينا الطَولا",
"وبه عنّا كشفوا الهَولا",
"أو ما راعٍ صدق القَولا",
"أو ما داعٍ يدعو المولى",
"يرجو للنصر مع الفرجِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=564926 | عمر اليافي | نبذة
:
عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين.\nشاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق.\nله (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع). | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9996 | null | null | null | null | <|meter_11|> ج <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> الشدّة عنوان الفرجِ <|vsep|> فاحذر يا صاح من اللَجَجِ </|bsep|> <|bsep|> برقادك ليس الخير يجي <|vsep|> قم نحو حماه وابتهجِ </|bsep|> <|bsep|> وعلى ذاك المحيا فعُجِ <|vsep|> ما خاب عُبيدٌ قد طرقا </|bsep|> <|bsep|> باباً ما قط قد انغلقا <|vsep|> فادخل للباب كمن سبقا </|bsep|> <|bsep|> ودع الأكوان وقم غسقا <|vsep|> واصدق بالشوق وباللهج </|bsep|> <|bsep|> ولجذع النخلة فادنُ وهُزْ <|vsep|> واقطف ثمراتِ القصد وحُزْ </|bsep|> <|bsep|> وطريق الحقّ عليه فجُزْ <|vsep|> والزم باب الأستاذ تفُزْ </|bsep|> <|bsep|> وتكون بذلك خلّ نجي <|vsep|> من جدّ لوصلٍ قد وجدا </|bsep|> <|bsep|> وسنا القبال له وردا <|vsep|> فاخلع نعليك بطور هدى </|bsep|> <|bsep|> واخرج عن كلّ هوىً أبدا <|vsep|> ودع التلفيق من الهرج </|bsep|> <|bsep|> وفروضك جمّلها بسننْ <|vsep|> طه المختارِ وجدِّ حَسَنْ </|bsep|> <|bsep|> ومن المولى ن رمت مننْ <|vsep|> يّاك أخيَّ ترافقُ منْ </|bsep|> <|bsep|> لم ينهك عن طرق العوج <|vsep|> فبمن يهديك له فلذا </|bsep|> <|bsep|> واحذر تغدو مع من نُبذا <|vsep|> ومن الدنيا ن تخش أذى </|bsep|> <|bsep|> فاقنع وازهد واذكره كذا <|vsep|> ك بباب سواه لا تلج </|bsep|> <|bsep|> أمريد الحيّ ليه تصلْ <|vsep|> ن كنت بفعل الخير تصلْ </|bsep|> <|bsep|> وانف الأغيار وعنك أزل <|vsep|> وادخل للحان خليلِ وملْ </|bsep|> <|bsep|> نحو الخمّار أبي السرج <|vsep|> واكرع راحاً للصفو حوى </|bsep|> <|bsep|> فبه لظماء القلب روا <|vsep|> واطفئ بالكأس لهيب جوى </|bsep|> <|bsep|> واشرب واطرب لا تخش سوى <|vsep|> يّاك تمل عن ذا النهج </|bsep|> <|bsep|> ولدمع العين الدمَّ أرقْ <|vsep|> وعلى فقراء الخلق فَرِقْ </|bsep|> <|bsep|> وارجع لله وفيه فثق <|vsep|> كم أنت كذا لم تصح أفق </|bsep|> <|bsep|> ولى الأبواب فقم ولج <|vsep|> كن عن تأخيرك معتذرا </|bsep|> <|bsep|> واخضع بالذلّ لتنتصرا <|vsep|> كرّر في الليل ذا اعتكرا </|bsep|> <|bsep|> مولاي أتيتك منكسرا <|vsep|> ولغيرك شوقي لم يهج </|bsep|> <|bsep|> واسأله بمن للعاص ضمِنْ <|vsep|> حاشاه به للراج يضِنْ </|bsep|> <|bsep|> وقل استغفرتك ربّ فحن <|vsep|> وأتيت ليك خليّاً من </|bsep|> <|bsep|> صومي وصلاتي مع حِججي <|vsep|> وارحم منّا وأزل وجلي </|bsep|> <|bsep|> بمحمّدنا ختم الرسل <|vsep|> فرجوتك معدوم الحيل </|bsep|> <|bsep|> وكذا علمي وكذا عملي <|vsep|> وكذاك دليلي مع حُججي </|bsep|> <|bsep|> أعضائي الذنبُ لقد هدّمْ <|vsep|> وخميس الخطب فقد أدهمْ </|bsep|> <|bsep|> والفقر بحاراً أجرى الدمْ <|vsep|> لا أملك شيئاً غير الدمْ </|bsep|> <|bsep|> ع مخافة أن يغشى وهَجي <|vsep|> ما غيرك نوّلني الأملا </|bsep|> <|bsep|> فضلاً ولغيم الهمّ جلا <|vsep|> أنت الوهّاب لمن سألا </|bsep|> <|bsep|> هل غير جنابك يقصد لا <|vsep|> وجمالِك ذي الحسن البهِج </|bsep|> <|bsep|> أنا لست سواءك متّخذاً <|vsep|> ربّاً ذ غيرك صرف أذىً </|bsep|> <|bsep|> كن أنت بحقّك لي عوَذاً <|vsep|> من يقصد غيرك فهو ذن </|bsep|> <|bsep|> بظلام البعد تراه فُجِي <|vsep|> كم لي بالقرب لديك أملْ </|bsep|> <|bsep|> لا شكّ بفضلٍ منك أُعَلْ <|vsep|> فأزل عنّي كرباً ووجلْ </|bsep|> <|bsep|> من أنت تضلّ فذاك من الْ <|vsep|> هُلّاك ومن تهدي فنجي </|bsep|> <|bsep|> وشراب الوصل تذوّقني <|vsep|> ذ بالأسماء تحقّقني </|bsep|> <|bsep|> ما هول الحال يرافقني <|vsep|> ودموع العين تسابقني </|bsep|> <|bsep|> من خوفك تجري كاللجج <|vsep|> كم يشفي ذكرك كلّ وجعْ </|bsep|> <|bsep|> وسناه في الأحشاء سطعْ <|vsep|> ناديت بأشواقٍ وولعْ </|bsep|> <|bsep|> يا عاذل قلبي ويك فدعْ <|vsep|> عذلي واقصر عن ذا الحرج </|bsep|> <|bsep|> أسرار الحكمة خذ عنّي <|vsep|> لترى معنى صافي الدنِّ </|bsep|> <|bsep|> فاقصر وارجع لا تشغلني <|vsep|> كم تعذلني لم تعذرني </|bsep|> <|bsep|> دعني في البسط وفي الفرج <|vsep|> لجمالك روحي سائرةٌ </|bsep|> <|bsep|> وبهاؤك فيه حائرةٌ <|vsep|> وعن الأغيار فلاهيةٌ </|bsep|> <|bsep|> أذني لحبيبي صاغيةٌ <|vsep|> صمّت عند الواشي السمج </|bsep|> <|bsep|> فالصبّ بفضل الحبّ يقرْ <|vsep|> وبراح الروح القلب يقرْ </|bsep|> <|bsep|> فالذوق من الممزوج يفرْ <|vsep|> يا صاحب حان الخمر أدرْ </|bsep|> <|bsep|> صرفاً واترك للممتزج <|vsep|> للقلب شراب الصرف نفعْ </|bsep|> <|bsep|> وعناء القسوة عنه رفعْ <|vsep|> فأذقني منه ثلاث جرعْ </|bsep|> <|bsep|> وأدر كأس الأسرار ودعْ <|vsep|> ني أصير به من ذي الهمج </|bsep|> <|bsep|> فالسكر طلاه قد أخذا <|vsep|> منّا الأرواح وطاب شذا </|bsep|> <|bsep|> بحبيبٍ نهجَ الحقّ حذا <|vsep|> مولاي بسرّ الجمع كذا </|bsep|> <|bsep|> ك وجمع الجمع وكلّ شجي <|vsep|> بجمالٍ أبهر كلّ حسن </|bsep|> <|bsep|> وبه أهل التقريب فتن <|vsep|> بصفاتٍ قد جلّت ومنن </|bsep|> <|bsep|> بالذات بسرّ السرّ بمن <|vsep|> أفضالك ربّي منك رَجِ </|bsep|> <|bsep|> وبنور الذكر وبالكتْبِ <|vsep|> وشؤون الساكن في القلبِ </|bsep|> <|bsep|> بمظاهر أسماء الحبِّ <|vsep|> بحقيقتك العظمى ربّي </|bsep|> <|bsep|> وبنور النور المنبلجِ <|vsep|> بسناءٍ فيه أتى مثَلا </|bsep|> <|bsep|> وبكنزٍ مخفيٍّ وجلا <|vsep|> وبما قلنا في العهد بلى </|bsep|> <|bsep|> بعماءٍ كنت به أزلا <|vsep|> بمحمّد من جا بالبلجِ </|bsep|> <|bsep|> يده بالخير عليك تَصُبْ <|vsep|> وبه الولهان ليه قَرُبْ </|bsep|> <|bsep|> وبنورٍ فيه أتى بكتُبْ <|vsep|> وبسرّ القرب كذاك الحب </|bsep|> <|bsep|> ب وأهل الجذب المنعرجِ <|vsep|> وبمن طرقَ الحُسنَى يهوى </|bsep|> <|bsep|> وبمن يتقوَّى بالتقوى <|vsep|> وبمن عنه المثلى تروى </|bsep|> <|bsep|> وبما أوجدت من الأكوا <|vsep|> ن بما فيهنّ من الأرجِ </|bsep|> <|bsep|> وبأهل الحقّ وحُجّتهم <|vsep|> وبأهل الصدق وبُلجتهم </|bsep|> <|bsep|> وبأهل الذكر ولهجتهم <|vsep|> وبأهل الحيّ وبهجتهم </|bsep|> <|bsep|> وببحر القدرة والمرَجِ <|vsep|> بسنا الرضوان وجنّته </|bsep|> <|bsep|> ومريد السير وقبلته <|vsep|> وبخمر الحان ونشوته </|bsep|> <|bsep|> وبطيب الوصل ولذّته <|vsep|> ببساط الأنس المنتسجِ </|bsep|> <|bsep|> وبفيض الجود لمن قصدا <|vsep|> وبنيل الفوز لمن عبدا </|bsep|> <|bsep|> وبحادٍ في معناك حدا <|vsep|> وبقلبٍ في بلواك غدا </|bsep|> <|bsep|> وحياتك ليس بمنزعجِ <|vsep|> بأبي الضيفان وراحمه </|bsep|> <|bsep|> وكليم الطور وخادمه <|vsep|> وبعيسى الروح ودمه </|bsep|> <|bsep|> بتجلّي الليل وعالمه <|vsep|> وظلام الكون كما السبجِ </|bsep|> <|bsep|> وبنوح الداع ومن نُبذا <|vsep|> وبدعوته أمرٌ نفذا </|bsep|> <|bsep|> وبما قد فاح بطيب شذا <|vsep|> بمنازل أفلاكٍ وكذا </|bsep|> <|bsep|> بمطالعها ثمّ البرجِ <|vsep|> وبكلّ الرسل وصحبهم </|bsep|> <|bsep|> وذوي الرشاد وحزبهم <|vsep|> وبأهل القرب وحبّهم </|bsep|> <|bsep|> بالل بصحب من بهم <|vsep|> كلّ الخيرات لينا تجي </|bsep|> <|bsep|> وبسرٍّ عنّا قد غمضا <|vsep|> وبنورٍ فيه الكون أضا </|bsep|> <|bsep|> وبمن في الحبّ قد انتهضا <|vsep|> يسّر واجبر كسري برضا </|bsep|> <|bsep|> ليكون بوصلك مبتهجي <|vsep|> للمؤمن ورد الذكر حلا </|bsep|> <|bsep|> ولنيل القصد به وصلا <|vsep|> فاكشف عنّا كرباً نزلا </|bsep|> <|bsep|> واخلع خلع الرضوان على <|vsep|> صبٍّ في حبّك حبُّ هجي </|bsep|> <|bsep|> بالاسم الأعظم ما جُليا <|vsep|> وكتاب الله وما تُليا </|bsep|> <|bsep|> زدني من نور هداك ضيا <|vsep|> وامنح قلبي نفحاتك يا </|bsep|> <|bsep|> مولاي وعجّل بالفرج <|vsep|> يا ربّ عُبيدك قد أجرمْ </|bsep|> <|bsep|> فالويل له ن لم ترحمْ <|vsep|> ونذير الموت له يمّمْ </|bsep|> <|bsep|> واحسرة قلبي ن لم تم <|vsep|> ح خطايا الذنب من الدرجِ </|bsep|> <|bsep|> يسّر مولاي لراقمِها <|vsep|> ومخمِّسها ومداومها </|bsep|> <|bsep|> وامنن كرماً بخواتمها <|vsep|> واغفر يا ربّ لناظمها </|bsep|> <|bsep|> وله رقّ أعلى الدرجِ <|vsep|> ما الألسنُ في الأسحار شدَتْ </|bsep|> <|bsep|> ونفس القوم بها سعدَتْ <|vsep|> أنعم يا ربّ بما قصدت </|bsep|> <|bsep|> واسمح للسامع ما نُشدت <|vsep|> قم نحو حماه وابتهجِ </|bsep|> <|bsep|> وتحياتٌ من موجدنا <|vsep|> لمحمّدنا ولأحمدنا </|bsep|> <|bsep|> ما فاح أقاحٌ في المرج <|vsep|> أو ضاء الكون ببعثتهِ </|bsep|> <|bsep|> أو ساد الرسل بطلعتهِ <|vsep|> أو ما فزنا بمحبّته </|bsep|> <|bsep|> وعلى الصديق خليفته <|vsep|> وكذا الفاروق وكلّ نجي </|bsep|> <|bsep|> وعلى الأنصار مع الشُهدا <|vsep|> ولمن في بدرٍ قد شهدا </|bsep|> <|bsep|> ولمن في الدين قد اجتهدا <|vsep|> وعلى عثمان شهيد الدا </|bsep|> <|bsep|> ر وفَى فسمَا أعلى الدرجِ <|vsep|> فبها الخيرات لنا تبدو </|bsep|> <|bsep|> وبموردها فاح الوردُ <|vsep|> ما الصبّ بحانتها يشدو </|bsep|> <|bsep|> أو ما حادٍ سحراً يحدو <|vsep|> الشدّة أودت بالمهجِ </|bsep|> <|bsep|> أنعم يا ربّ بمدادي <|vsep|> فرّج لي غيهبَ أنكادي </|bsep|> <|bsep|> بنبيٍّ قال به الشادي <|vsep|> وصلاة الله على الهادي </|bsep|> <|bsep|> وسلامٌ يُهدى في الحججِ <|vsep|> لمكمّلنا ولسيّدنا </|bsep|> <|bsep|> ولناصحنا ولمرشدنا <|vsep|> ولباب العلم ومن أولى </|bsep|> <|bsep|> لذوي فقر منه طَولا <|vsep|> وهو الكرار كذا المولى </|bsep|> <|bsep|> وأبى الحسنين مع الأولا <|vsep|> د كذا الأزواج وكلّ شجي </|bsep|> <|bsep|> وعلى من قام بنصرته <|vsep|> وعلى الساري بطريقته </|bsep|> <|bsep|> من بعد جميع قرابته <|vsep|> وعلى المهديّ وعترته </|bsep|> <|bsep|> المشبع في زمن الوأَجِ <|vsep|> وعلى من بالتقرير رضي </|bsep|> <|bsep|> وعليه بحكم الحبّ قُضي <|vsep|> وعلى الولهان المنتهضِ </|bsep|> <|bsep|> وعلى من مهّد للأرضي <|vsep|> ن كما قد برّح في الحبجِ </|bsep|> <|bsep|> ما أعلى الله سموَّهُمُ <|vsep|> أو أذهب عنهم سهوَهمُ </|bsep|> <|bsep|> فأدم يا ربّ علوّهمُ <|vsep|> ما مال محبٌّ نحوهمُ </|bsep|> <|bsep|> أو سار الركب على السرجِ <|vsep|> أو ما نشروا فينا الطَولا </|bsep|> <|bsep|> وبه عنّا كشفوا الهَولا <|vsep|> أو ما راعٍ صدق القَولا </|bsep|> </|psep|> |
صب تعلله زورا امانيه | 0البسيط
| [
"صب تعلله زوراً أمانيه",
"بذكر أيامكم طابت لياليه",
"ذا يهش لى الاصباح عاوده",
"ليل من الهم تغشاه غواشيه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=583289 | جواد البلاغي | نبذة
:
الشيخ جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم البلاغي الربعي النجفي.\nمن أشهر علماء عصره، مؤلف كبير وشاعر مجيد.\nولد في النجف، ونشأ بها وأتم درسه على أعلام زمانه، ثم رحل إلى سامراء ثم الكاظمية، وعاد إلى مسقط رأسه النجف، حيث توفي فيها، وقد كان له مراسلات ومحاورات شعرية.\nله: الهدى إلى دين المصطفى، أنوار الهدى، نصائح الهدى. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10457 | null | null | null | null | <|meter_4|> ي <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> صب تعلله زوراً أمانيه <|vsep|> بذكر أيامكم طابت لياليه </|bsep|> </|psep|> |
زار السحاب ربوعا كنت الفها | 0البسيط
| [
"زار السحاب ربوعاً كنت ألفها",
"من الغري وحيته عزاليه",
"وروضته الغوادي المزن واعتلجت",
"مفوفات باه من أقاحيه",
"له حنيني ومنه لوعتي ولى",
"مغناه شوقي وأعلاق الهوى فيه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=583290 | جواد البلاغي | نبذة
:
الشيخ جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم البلاغي الربعي النجفي.\nمن أشهر علماء عصره، مؤلف كبير وشاعر مجيد.\nولد في النجف، ونشأ بها وأتم درسه على أعلام زمانه، ثم رحل إلى سامراء ثم الكاظمية، وعاد إلى مسقط رأسه النجف، حيث توفي فيها، وقد كان له مراسلات ومحاورات شعرية.\nله: الهدى إلى دين المصطفى، أنوار الهدى، نصائح الهدى. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10457 | null | null | null | null | <|meter_4|> ي <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> زار السحاب ربوعاً كنت ألفها <|vsep|> من الغري وحيته عزاليه </|bsep|> <|bsep|> وروضته الغوادي المزن واعتلجت <|vsep|> مفوفات باه من أقاحيه </|bsep|> </|psep|> |
أيا علماء العصر يا من لهم خبر | 5الطويل
| [
"أيا علماء العصر يا من لهم خبر",
"بكل دقيق حار في مثله الفكر",
"لقد حار مني الفكر في القائم الذي",
"تنازع فيه الناس والتبس الأمر",
"فمن قائل في القشر لبّ وجوده",
"ومن قائل قد ذب عن لبه القشر",
"وأول هذين الذين تقررا",
"به العقل يقضي والعيان ولا نكر",
"وكيف وهذا الوقت داع لمثله",
"ففيه توالى الظلم وانتشر الشر",
"وان قيل من خوف الطغاة قد اختفى",
"فذاك لعمري لا يجوزه الحجر",
"وان قيل من خوف الأذاة قد اختفى",
"فذلك قول عن معايب يفتر",
"ومن عيب هذا القول لا شك أنه",
"يؤول لى جبن الامام وينجر",
"وان قيل ان الاختفاء بأمر من",
"له الأمر في الأكوان والحمد والشكر",
"فذلك أدهى الداهيات ولم يقل",
"به أحد لا أخو السفه الغمر",
"أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه",
"على غيرهم حاشا فهذا هو الكفر",
"وما أسعد السرداب في سر من رأى",
"له الفضل عن أم القرى وله الفخر"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=583278 | جواد البلاغي | نبذة
:
الشيخ جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم البلاغي الربعي النجفي.\nمن أشهر علماء عصره، مؤلف كبير وشاعر مجيد.\nولد في النجف، ونشأ بها وأتم درسه على أعلام زمانه، ثم رحل إلى سامراء ثم الكاظمية، وعاد إلى مسقط رأسه النجف، حيث توفي فيها، وقد كان له مراسلات ومحاورات شعرية.\nله: الهدى إلى دين المصطفى، أنوار الهدى، نصائح الهدى. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10457 | null | null | null | null | <|meter_13|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أيا علماء العصر يا من لهم خبر <|vsep|> بكل دقيق حار في مثله الفكر </|bsep|> <|bsep|> لقد حار مني الفكر في القائم الذي <|vsep|> تنازع فيه الناس والتبس الأمر </|bsep|> <|bsep|> فمن قائل في القشر لبّ وجوده <|vsep|> ومن قائل قد ذب عن لبه القشر </|bsep|> <|bsep|> وأول هذين الذين تقررا <|vsep|> به العقل يقضي والعيان ولا نكر </|bsep|> <|bsep|> وكيف وهذا الوقت داع لمثله <|vsep|> ففيه توالى الظلم وانتشر الشر </|bsep|> <|bsep|> وان قيل من خوف الطغاة قد اختفى <|vsep|> فذاك لعمري لا يجوزه الحجر </|bsep|> <|bsep|> وان قيل من خوف الأذاة قد اختفى <|vsep|> فذلك قول عن معايب يفتر </|bsep|> <|bsep|> ومن عيب هذا القول لا شك أنه <|vsep|> يؤول لى جبن الامام وينجر </|bsep|> <|bsep|> وان قيل ان الاختفاء بأمر من <|vsep|> له الأمر في الأكوان والحمد والشكر </|bsep|> <|bsep|> فذلك أدهى الداهيات ولم يقل <|vsep|> به أحد لا أخو السفه الغمر </|bsep|> <|bsep|> أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه <|vsep|> على غيرهم حاشا فهذا هو الكفر </|bsep|> </|psep|> |
براعتي في امتداحي منهل النعم | 0البسيط
| [
"براعتي في امتداحي منهل النعمِ",
"قد استهلّت بديع النظم كالعلمِ",
"قد هام قلبي بتركيب الغرام فقل",
"بي ما تشا مطلقاً لم تقتصر هممي",
"كم ضلَّ لاحٍ بلفظٍ ظل ينشدهُ",
"والقلب ما مال لمَّا لام للندمِ",
"في المنهل العذب لا يختار منع ظما",
"مضنىً بتلفيق ما يرويه من عظم",
"مذ صاح داعي الهوى تممت دعوتهُ",
"وزد أيا صاحِ تطريفي ولم أُلَم",
"ان ذيل الحبُّ حبل الوصل منه بلا",
"فصل لحقتُ بنيل الجود والكرم",
"وقد تصحف حبُّ الغيد عندي كما",
"تحرّف القلب عن ذا القسم بالقسم",
"وملت نحو ابن نون المعنوي عسى",
"يصير لي كابن رعدٍ أو أبي الأُمم",
"مستطرداً خلفه خيل الغرام ولم",
"أخشَ النكال ولو فيه يراق دمي",
"وحرتُ في حبه والافتتان بهِ",
"انعى زماناً مضى هدراً بغيرهم",
"وقد تخيَّرت موتي في محبتهم",
"ولو طلبتُ سواهُ متُّ من ندمي",
"صدر المعالي لهم ترتدُّ راجعة",
"كردّ عجز مناويهم لصدرهم",
"قد اوجبوا القول اني عن محبتهم",
"قد ملت قلت الى الاتلاف والعدم",
"وطال تذييل سهدي في الغرام وقد",
"نام الخليّ ومضنى الحبَّ لم ينم",
"ومذ ناوا عن عياني عدت ملتفتاً",
"سيروا الهوينا بقلبي وارحموا سقمي",
"ساروا بخيل غرامي عندما استعرت",
"نار الجوى في ضميري يوم بينهم",
"واستخدموا في الدجى نجماً ليرشدهم",
"وقد رعتهُ ضحى انعام سربهم",
"وما اكتفيت بتمهيد الطريق لهم",
"بل رمت تشتيت منها شمل كل كمي",
"طابقتُ ان بدلوا قربي ببعدهم",
"ولا اطابق ان شحُّوا بوصلهم",
"ناقضتهم ان نووا هجري ولو بدلت",
"حالي وعدت رضيعاً غير منفطم",
"قابلت ذلي وفقري شقوتي نَعمي",
"بعزّهم والغنى والسعد والنعم",
"صبرت في الحب حتى قلت ممتثلاً",
"من حاول الكيَّ فليصبر على الأَلم",
"جعلت حبَّهم في الناس ملتزمي",
"وعن هوى غيرهم أعدو كمنهزمِ",
"بهم تشابه أَطراف حلت بهم",
"بهم أَهيم ولو طال المدى بهم",
"قال المناوي تناسَ حبهم رسلاً",
"فقلت مستدركاً لكن على ضرم",
"واربتُ مذ لامني اللاحي وقلتُ لهُ",
"حُييتَ يا سمج الأَخلاق والشيم",
"بالجدّ هازَلَني صحبي بقولهمِ",
"يهنيه أخصب جسماً مذ رأوا ورمي",
"وأَبهم النصح عذالي بشقشقةٍ",
"وليت شقَّ الحشى من قبل نصحهم",
"لما اختبرتُ أُموراً منهمُ صدرت",
"نزَّهتُ قلبي بحق عن ودادهم",
"يهجو بمعرض مدحٍ عاذلي شرفي",
"يقول سدتم بحمل الذلّ والتِّهم",
"فقلت متهكماًُ للمبتغي شرفاً",
"قد عشتَ معتبراً بُشراك بالندم",
"تغايروا في مديح الجاه وافتخروا",
"وكم رمى أهلهُ بالذل والنقم",
"فلا افتخار بغير الفضل ان به",
"سولةً تجعل الشان الوضيع سمي",
"اعمل صلاحا اهمل كل صالحةٍ",
"ودع كلام عدوَ الله كالعدم",
"جمع الكلام اذا ما لم يفد أدباً",
"لم تكتسب من جناه لذة الحكم",
"كلم اخا دعةٍ تعد اخا ملك",
"فيستوي منك قلبٍ غير منسقم",
"ن شكَّكت عينك اليمنى فقلعَها",
"والقها تقتبس نوراً وأَنت عمي",
"فمن توجه نحو الله منتصباً",
"بكسرة القلب يبنيه كما العلم",
"اذا تزاوج ذنبي واعترفت لهُ",
"نفى عذابي وكافاني على الندم",
"وما رجعت الى نفسي أُؤبنها",
"نعم رجعت ولكن عند منهرمي",
"يا نفس اصغي لعتبي واقبليه كفى",
"كم تلزميني بفعل غير محتشم",
"فهل يبررني تسليم خدعتك",
"فلا لعمري ولو عدت الى العدم",
"لا كنتُ حياً ولا بُلغت نيل مُنًى",
"ان كنت اُصغي لدعواكِ وذا قسمي",
"حتى استعين على حسن التخلص مم",
"ما قد جنيت بمدحي معدن الكرم",
"يسوع بكر الاله ابن البتولة نج",
"لُ الأنبياءِ وربٌّ في اطّرادهم",
"نور الوجود وجود النور منهُ بدا",
"في الكون يا عكس شعب عن سناهُ عمي",
"فردٌ بهِ كل اجزاء الورى انحصرت",
"وذاته علة الاكوان من عدم",
"طبعٌ تثلَّث والتفسير جاءَ أبٌ",
"وابنٌ وروح لهٍ غير منقسم",
"فالأب أولدهُ والروح أيَّدهُ",
"والخلق تعبدهُ مماثلي الخدم",
"ومذهبي في كلامي عن تجسده",
"لو لم يكن ما تخلَّصنا من النقم",
"لمَّا بدا لاح تشريع الخلاص لنا",
"حزنا الفدا وهدانا أوضح اللقم",
"شيئان قد اشبها شيئين حين بدا",
"وجودهُ في الدنى كالنور في الظلم",
"ناسوتُه طاهرٌ والبُّر ناسبهُ",
"لاهوتهُ ظاهرٌ والسرُّ كالعلم",
"وافى لينقذ حوَّا من خطيئتها",
"وتمم الفضل اذ أَوفى عن الامم",
"قد ردَّ مجد أَبيه في ولادتهِ",
"وقد رضي الله بعد الغيظ والندم",
"فهو الجليل وفي أرض الجليل بدا",
"جليل ترديده في غاية الحكم",
"تعليمهُ عذب ما شانهُ كذبٌ",
"تنبيك عن حكمٍ تشطير محتكم",
"ومن اشارتهِ في وعظهِ رجعت",
"جمع الخلائق عما في نفوسهم",
"قد أَوغل السير بالتبشير مجتهداً",
"على هدى شعبه بل سائر الامم",
"تؤلف الوزن والمعنى بشارُتهُ",
"لأَنها قد أَتت في غاية الحكَم",
"توشيع ياتهِ مذ اعلنت فضحت",
"ضلالة الملحدين ابليس والصنم",
"تقسميهُ معجزات في ذوي عللٍ",
"كالبرص والصمّ والعميان والبكم",
"ايجاز أوصاف ما اَبدت يداهُ يُرى",
"في الارض والبحر والافلاك والنسم",
"نوادر الجود فاضت من يديه ولم",
"تكف حتى الدما اَجرتها كالديم",
"وقد تعوَّد بسط الكف مبتهجاً",
"حتى على العود أَعطاها بلا ندمِ",
"جمعٌ تقسَّم في لامهِ قِسماً",
"فالنفس في نعمٍ والجسمب في ألمِ",
"وجسمهُ من نحولٍ كالخلال غدا",
"وقد تشبه نور الوجه بالظلم",
"حتى تجاهل فيه الناس معرفةً",
"قالوا بهِ سقمٌ أم بالنبال رُمي",
"وقد توارى جمال الوجه مستتراً",
"لما عراهُ الحيا في ضيقة الرجم",
"في موتهِ قد تساوى في الأنام وفي",
"نهوضهِ أَظهر اللاهوت كالعلم",
"جلَّت قيامتهُ بالانتصار وقد",
"عزت قلوباً من التوهيم في غمم",
"صعودهُ اخترع النهج القويم لنا",
"كي نرتقيه بجنحي البرّ والنعم",
"رقىعلى السحب بل فوق الكواكب بل",
"فوق السماء باضرابِ عن الاكم",
"وأرسل الروح من تلقاهُ منسجماً",
"على تلاميذه كالسن الضرم",
"وقال سيروا أَنا معكم بلا جزعٍ",
"تسهموا الأرض وادعوا سائر الأمم",
"فمن تركتم خطاياه لهُ تركت",
"ومن عقدتم عليه الحرم ينحرم",
"فارقوا كلَّ ماوى الحب وانعطفوا",
"نحو الذي مات حباً في خلاصهم",
"تمكنوا في وصاياه وقد طفقوا",
"يسعون بين الذباب الخطف كالغنم",
"توزعوا منزعين العجز وانتزعوا",
"باعِلزَبولاً وعزَّتهُ بعزمهم",
"الباذلو الحب بذل النفس يوم وغى",
"مستتبعين الهدى بالحفظ للذمم",
"مذ اودعوا الحب قد لذت نفوسهم",
"في ما النفوس تراهُ غاية الأَلم",
"دماهمُ رشت البيداء مذ نزعوا",
"رواية الكفر في تصحيح قولهم",
"غطوا السماءَ بدمع بالدما اشتركا",
"سما الربى لا سما الاجرام والديم",
"كم صرَّعوا حاسديهم في رواتهم",
"كم ابرأوا قاصديهم في صلاتهم",
"فالفضل مؤتلف منهم ومختلفٌ",
"لأن بطرس يسمو فوق كلهم",
"قد قام منهم امامٌ فاق اخوتهُ",
"وهو الصفا موضح الاشكال للامم",
"ايمان بطرس عين الحق معتقدي",
"نكت على من عصا بل عن سناهُ عمي",
"من يخسر العمر والدنيا بهم ربح",
"الدارين في حبه حسن اتباعهم",
"أو يعطف القلب يوماً نحو حبهم",
"يتعطفون بهِ في يوم دينهم",
"تؤلف اللفظ والمعنى رسالتهم",
"تألُّف الوعظ باليات والحكم",
"كم رصعوا حِكَماً من درّ وعظهم",
"كم فرَّعوا نعماً من برّ لفظهم",
"فاللفظ كالدرّ والعقيان مؤتلف",
"باللفظ فيهم كمنثور ومنتظم",
"سمّط عقودهمُ وارفع بنودهمُ",
"واخمد حسودهمُ بالذل والغمم",
"فما الملائك في بر وفي ثقةٍ",
"يوماً باطهر من تفريع برّهم",
"طهر النفوس اتساع الرأي خُصَّ بهم",
"بيض القلوب حسان الخلق والشيم",
"نحل الجسوم قريحو الجفون وهي",
"تكني عن النسك والاسهار والندم",
"تنسيق مجدهم تتميق مدحهم",
"توفيق سعدهم بنبي عن العظم",
"تلقى الهياكل في اعيادهم عقدت",
"فرائد الدرّ من ألحان مدحهم",
"تألف الوزن بالألفاظ جانسهُ",
"حسن النشائد بالحسان والنعم",
"سجعي بمدحهم قد صار من قسمي",
"اذ فيه مغتنمي في موقف الحكم",
"جزَّيت من كلمي روَّيت من قلمي",
"ابديت من حكمي اهديت كل عمي",
"مدحي بمعرض ذمٍ قد يخص بهم",
"لا عيب فيهم سوى كرام ربهم",
"من قد أعدَّ لهم ملكاًب وكمّلهُ",
"مذ خصَّهم أن يدينوا سائر الأمم",
"مخلّص رام تخليص العباد وقد",
"وافى وخلَّصهم بعد انشقاقهم",
"قد أبدع العدل في شرعٍ سما فنما",
"واينع الفضل فرعاً في حماهُ حمي",
"وفلك نوحٍ اتت عنوان بيعتهِ",
"فمن يلجها نجا من لجة العَرَم",
"كم هدَّ ركن ضلال حين أسسها",
"وكم ترشح منها الخير كالديم",
"تمليح انوارها أمست مشعشعة",
"ضاهت وَرَشليمهُ العلياءَ في الظلم",
"وحيدة جمعت قدس الرسالة في",
"ترتيب انذارها للعرب والعجم",
"لي منهلٌ من ينابيع الحياة بها",
"يطفي أُوامي بتجريدي من النقم",
"أهل الهدى قد أطاعوا شرع بيعتهِ",
"وقد عصاه العدى من فرط كفرهمِ",
"ما رام بالسيف يحمي حقّ مذهبهِ",
"ولا تعرَّض للِلزام والرغمِ",
"وداعةٌ واتضاعٌ مع تقى ونقا",
"قد جمعتهم سجاياه مع الكرم",
"تعديد أَوصافهِ ربَّ الوجود سما",
"مولى عظيماً الهاً بارىء النسم",
"طيٌ ونشرٌ وتقريب بهِ وجفا",
"للغدر والودّ والافضال والامم",
"لو لم يُقم أُمَّهُ ملجا لأُمتهِ",
"لما تعلَّل انقاذي من النقم",
"بها مجازي الى دار النعيم وهي",
"باب السماء وبيت الحق والحكم",
"وهي النجاة لكل المؤمنين وقل",
"كل الانام وان بالغت لم تُلَم",
"فلو ترى توبة الشيطان ممكنةً",
"لأغرقتُه بتيار من النعم",
"كادت تردُّ زماناً فيه قد سقطت",
"كل الانام لكي تغلو بحفظ",
"حلٌّ وغلٌّ لهُ للمعنيين غدا",
"تالف نحو مأسورٍ ومحتكم",
"لا ينتفي منه ايجاب الجميل ولا",
"يعطي بشحٍ ومن يقصدهُ يغتنم",
"كرّر وسل شيم المستحسن الشيم",
"المستحسن الشيم المستحسن الشيم",
"وابكِ ونح وانتحب وامنح وجُد وأنل",
"فوّف وسرَّ وابتهج واطلب وسل ورُم",
"واصغي لقولي اذا حاجيت ملتفتاً",
"من جاز بحراً فهل يحصيه بالقدم",
"واعطِ ليومك ما يحتاج من اسف",
"واطرح لما فيه تلقَ حلَّ لغزهم",
"من شام تلويح لهام وجدَّ على",
"تحصيله وجد السلوان في الغمم",
"لقد تبَّين لي حسن البيان وقد",
"تظاهر الحق والبرهان كالعلم",
"قالوا هي العرش والتفريق",
"العرش موطى وهي ترقاه بالقدم",
"تأديب سيرتها الحسناء يخبرنا",
"عن حسن تهذيبها للطبع والشيم",
"فان توشحت الاكرام لا عجبٌ",
"لأنها أُم عين الجود والكرم",
"من كان نسبتهُ نعتاً لأُمتهِ",
"فتلك أَنصاره حسب اتفاقهم",
"شغلي بتطريز مدحي فيه مغتَنَمي",
"يا خير مغتنمٍ يا خير مغتنِمي",
"يداهُ كالبحر في تفريق ما جمعت",
"وفيضهُ البحر كم روَّى فؤاد ظمي",
"يعطي بشحٍّ وسحٍ ثم يوضحهُ",
"شحٍّ لمستغنم سحٍّ لذي كرم",
"مذ شام طرفي بروقاً من سناه أَضت",
"راعى النظير بدمع فاض كالديم",
"وابيض اسود خطي حين دَّبج في",
"صفر الخدود مجاري مدمعي العتم",
"لذاك قد جيت يا مولاي معترفاً",
"بما تفضَّل من ذلي ومجترمي",
"فلو سمحت بعتقي لستُ معترضاً",
"حزت النجاة وكم سامحت ذا وصم",
"سلبت نعماك عدلاً من ذوي كسلِ",
"وزدت محترساً فضلاً على النعم",
"تُشاكل الخير خيراً والمسيءَ اسى",
"والشر شرَّاً وذا الاحسان بالكرم",
"فاعضد بنيك ولو ابقيت مندمجاً",
"بذلتي غير جود قط لم أرم",
"سلبت كل رجاءٍ في الانام وقد",
"أوجبت فيك الرجا يا عين مغتنمي",
"غادرت كلاًّ وما استثنيت من أحدٍ",
"الاَّك يا منقذي في يوم محتكمي",
"فاحنن عسى القلب يحظى قبل غايته",
"بعاطف منك لولا نورهُ لعمي",
"أنا الطبيب المرجي عف ذنبيَ",
"ابراهيم مستشهد دمعي على الندم",
"أرجوك من بعد مدحي والتخلُّص من",
"تاريخه ان تنجيني من الضرم",
"براعتي اظهرت ما فيَّ من طلب",
"فلا احتياج الى التصريح بالكلم",
"من قبل بدء حسابي يوم محتكمي",
"ارجو الخلاص وأُعطي حسن مختتمي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=608335 | إبراهيم الحكيم | نبذة
:
إبراهيم الحكيم الحلبي.\nشاعر، ناثر، من أهل حلب وأحد أقارب الأسقف مكسيموس الحكيم، هرب من حلب إلى مصر بسبب اضطهاد البطريرك سلفستروس القبرصي للروم الملكيين الكاثوليك حيث عين له أسقفاً يدعى فيليمون الذي اتسع الكتبة في وصف أخلاقه السيئة مما اضطر كثيرين منهم أن يخرجوا من بلدهم.\nوقد عثر عيسى إسكندر المعلوف على ديوان بخط الحكيم مزقت أوراق كثيرة من أوله وآخره. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11232 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> براعتي في امتداحي منهل النعمِ <|vsep|> قد استهلّت بديع النظم كالعلمِ </|bsep|> <|bsep|> قد هام قلبي بتركيب الغرام فقل <|vsep|> بي ما تشا مطلقاً لم تقتصر هممي </|bsep|> <|bsep|> كم ضلَّ لاحٍ بلفظٍ ظل ينشدهُ <|vsep|> والقلب ما مال لمَّا لام للندمِ </|bsep|> <|bsep|> في المنهل العذب لا يختار منع ظما <|vsep|> مضنىً بتلفيق ما يرويه من عظم </|bsep|> <|bsep|> مذ صاح داعي الهوى تممت دعوتهُ <|vsep|> وزد أيا صاحِ تطريفي ولم أُلَم </|bsep|> <|bsep|> ان ذيل الحبُّ حبل الوصل منه بلا <|vsep|> فصل لحقتُ بنيل الجود والكرم </|bsep|> <|bsep|> وقد تصحف حبُّ الغيد عندي كما <|vsep|> تحرّف القلب عن ذا القسم بالقسم </|bsep|> <|bsep|> وملت نحو ابن نون المعنوي عسى <|vsep|> يصير لي كابن رعدٍ أو أبي الأُمم </|bsep|> <|bsep|> مستطرداً خلفه خيل الغرام ولم <|vsep|> أخشَ النكال ولو فيه يراق دمي </|bsep|> <|bsep|> وحرتُ في حبه والافتتان بهِ <|vsep|> انعى زماناً مضى هدراً بغيرهم </|bsep|> <|bsep|> وقد تخيَّرت موتي في محبتهم <|vsep|> ولو طلبتُ سواهُ متُّ من ندمي </|bsep|> <|bsep|> صدر المعالي لهم ترتدُّ راجعة <|vsep|> كردّ عجز مناويهم لصدرهم </|bsep|> <|bsep|> قد اوجبوا القول اني عن محبتهم <|vsep|> قد ملت قلت الى الاتلاف والعدم </|bsep|> <|bsep|> وطال تذييل سهدي في الغرام وقد <|vsep|> نام الخليّ ومضنى الحبَّ لم ينم </|bsep|> <|bsep|> ومذ ناوا عن عياني عدت ملتفتاً <|vsep|> سيروا الهوينا بقلبي وارحموا سقمي </|bsep|> <|bsep|> ساروا بخيل غرامي عندما استعرت <|vsep|> نار الجوى في ضميري يوم بينهم </|bsep|> <|bsep|> واستخدموا في الدجى نجماً ليرشدهم <|vsep|> وقد رعتهُ ضحى انعام سربهم </|bsep|> <|bsep|> وما اكتفيت بتمهيد الطريق لهم <|vsep|> بل رمت تشتيت منها شمل كل كمي </|bsep|> <|bsep|> طابقتُ ان بدلوا قربي ببعدهم <|vsep|> ولا اطابق ان شحُّوا بوصلهم </|bsep|> <|bsep|> ناقضتهم ان نووا هجري ولو بدلت <|vsep|> حالي وعدت رضيعاً غير منفطم </|bsep|> <|bsep|> قابلت ذلي وفقري شقوتي نَعمي <|vsep|> بعزّهم والغنى والسعد والنعم </|bsep|> <|bsep|> صبرت في الحب حتى قلت ممتثلاً <|vsep|> من حاول الكيَّ فليصبر على الأَلم </|bsep|> <|bsep|> جعلت حبَّهم في الناس ملتزمي <|vsep|> وعن هوى غيرهم أعدو كمنهزمِ </|bsep|> <|bsep|> بهم تشابه أَطراف حلت بهم <|vsep|> بهم أَهيم ولو طال المدى بهم </|bsep|> <|bsep|> قال المناوي تناسَ حبهم رسلاً <|vsep|> فقلت مستدركاً لكن على ضرم </|bsep|> <|bsep|> واربتُ مذ لامني اللاحي وقلتُ لهُ <|vsep|> حُييتَ يا سمج الأَخلاق والشيم </|bsep|> <|bsep|> بالجدّ هازَلَني صحبي بقولهمِ <|vsep|> يهنيه أخصب جسماً مذ رأوا ورمي </|bsep|> <|bsep|> وأَبهم النصح عذالي بشقشقةٍ <|vsep|> وليت شقَّ الحشى من قبل نصحهم </|bsep|> <|bsep|> لما اختبرتُ أُموراً منهمُ صدرت <|vsep|> نزَّهتُ قلبي بحق عن ودادهم </|bsep|> <|bsep|> يهجو بمعرض مدحٍ عاذلي شرفي <|vsep|> يقول سدتم بحمل الذلّ والتِّهم </|bsep|> <|bsep|> فقلت متهكماًُ للمبتغي شرفاً <|vsep|> قد عشتَ معتبراً بُشراك بالندم </|bsep|> <|bsep|> تغايروا في مديح الجاه وافتخروا <|vsep|> وكم رمى أهلهُ بالذل والنقم </|bsep|> <|bsep|> فلا افتخار بغير الفضل ان به <|vsep|> سولةً تجعل الشان الوضيع سمي </|bsep|> <|bsep|> اعمل صلاحا اهمل كل صالحةٍ <|vsep|> ودع كلام عدوَ الله كالعدم </|bsep|> <|bsep|> جمع الكلام اذا ما لم يفد أدباً <|vsep|> لم تكتسب من جناه لذة الحكم </|bsep|> <|bsep|> كلم اخا دعةٍ تعد اخا ملك <|vsep|> فيستوي منك قلبٍ غير منسقم </|bsep|> <|bsep|> ن شكَّكت عينك اليمنى فقلعَها <|vsep|> والقها تقتبس نوراً وأَنت عمي </|bsep|> <|bsep|> فمن توجه نحو الله منتصباً <|vsep|> بكسرة القلب يبنيه كما العلم </|bsep|> <|bsep|> اذا تزاوج ذنبي واعترفت لهُ <|vsep|> نفى عذابي وكافاني على الندم </|bsep|> <|bsep|> وما رجعت الى نفسي أُؤبنها <|vsep|> نعم رجعت ولكن عند منهرمي </|bsep|> <|bsep|> يا نفس اصغي لعتبي واقبليه كفى <|vsep|> كم تلزميني بفعل غير محتشم </|bsep|> <|bsep|> فهل يبررني تسليم خدعتك <|vsep|> فلا لعمري ولو عدت الى العدم </|bsep|> <|bsep|> لا كنتُ حياً ولا بُلغت نيل مُنًى <|vsep|> ان كنت اُصغي لدعواكِ وذا قسمي </|bsep|> <|bsep|> حتى استعين على حسن التخلص مم <|vsep|> ما قد جنيت بمدحي معدن الكرم </|bsep|> <|bsep|> يسوع بكر الاله ابن البتولة نج <|vsep|> لُ الأنبياءِ وربٌّ في اطّرادهم </|bsep|> <|bsep|> نور الوجود وجود النور منهُ بدا <|vsep|> في الكون يا عكس شعب عن سناهُ عمي </|bsep|> <|bsep|> فردٌ بهِ كل اجزاء الورى انحصرت <|vsep|> وذاته علة الاكوان من عدم </|bsep|> <|bsep|> طبعٌ تثلَّث والتفسير جاءَ أبٌ <|vsep|> وابنٌ وروح لهٍ غير منقسم </|bsep|> <|bsep|> فالأب أولدهُ والروح أيَّدهُ <|vsep|> والخلق تعبدهُ مماثلي الخدم </|bsep|> <|bsep|> ومذهبي في كلامي عن تجسده <|vsep|> لو لم يكن ما تخلَّصنا من النقم </|bsep|> <|bsep|> لمَّا بدا لاح تشريع الخلاص لنا <|vsep|> حزنا الفدا وهدانا أوضح اللقم </|bsep|> <|bsep|> شيئان قد اشبها شيئين حين بدا <|vsep|> وجودهُ في الدنى كالنور في الظلم </|bsep|> <|bsep|> ناسوتُه طاهرٌ والبُّر ناسبهُ <|vsep|> لاهوتهُ ظاهرٌ والسرُّ كالعلم </|bsep|> <|bsep|> وافى لينقذ حوَّا من خطيئتها <|vsep|> وتمم الفضل اذ أَوفى عن الامم </|bsep|> <|bsep|> قد ردَّ مجد أَبيه في ولادتهِ <|vsep|> وقد رضي الله بعد الغيظ والندم </|bsep|> <|bsep|> فهو الجليل وفي أرض الجليل بدا <|vsep|> جليل ترديده في غاية الحكم </|bsep|> <|bsep|> تعليمهُ عذب ما شانهُ كذبٌ <|vsep|> تنبيك عن حكمٍ تشطير محتكم </|bsep|> <|bsep|> ومن اشارتهِ في وعظهِ رجعت <|vsep|> جمع الخلائق عما في نفوسهم </|bsep|> <|bsep|> قد أَوغل السير بالتبشير مجتهداً <|vsep|> على هدى شعبه بل سائر الامم </|bsep|> <|bsep|> تؤلف الوزن والمعنى بشارُتهُ <|vsep|> لأَنها قد أَتت في غاية الحكَم </|bsep|> <|bsep|> توشيع ياتهِ مذ اعلنت فضحت <|vsep|> ضلالة الملحدين ابليس والصنم </|bsep|> <|bsep|> تقسميهُ معجزات في ذوي عللٍ <|vsep|> كالبرص والصمّ والعميان والبكم </|bsep|> <|bsep|> ايجاز أوصاف ما اَبدت يداهُ يُرى <|vsep|> في الارض والبحر والافلاك والنسم </|bsep|> <|bsep|> نوادر الجود فاضت من يديه ولم <|vsep|> تكف حتى الدما اَجرتها كالديم </|bsep|> <|bsep|> وقد تعوَّد بسط الكف مبتهجاً <|vsep|> حتى على العود أَعطاها بلا ندمِ </|bsep|> <|bsep|> جمعٌ تقسَّم في لامهِ قِسماً <|vsep|> فالنفس في نعمٍ والجسمب في ألمِ </|bsep|> <|bsep|> وجسمهُ من نحولٍ كالخلال غدا <|vsep|> وقد تشبه نور الوجه بالظلم </|bsep|> <|bsep|> حتى تجاهل فيه الناس معرفةً <|vsep|> قالوا بهِ سقمٌ أم بالنبال رُمي </|bsep|> <|bsep|> وقد توارى جمال الوجه مستتراً <|vsep|> لما عراهُ الحيا في ضيقة الرجم </|bsep|> <|bsep|> في موتهِ قد تساوى في الأنام وفي <|vsep|> نهوضهِ أَظهر اللاهوت كالعلم </|bsep|> <|bsep|> جلَّت قيامتهُ بالانتصار وقد <|vsep|> عزت قلوباً من التوهيم في غمم </|bsep|> <|bsep|> صعودهُ اخترع النهج القويم لنا <|vsep|> كي نرتقيه بجنحي البرّ والنعم </|bsep|> <|bsep|> رقىعلى السحب بل فوق الكواكب بل <|vsep|> فوق السماء باضرابِ عن الاكم </|bsep|> <|bsep|> وأرسل الروح من تلقاهُ منسجماً <|vsep|> على تلاميذه كالسن الضرم </|bsep|> <|bsep|> وقال سيروا أَنا معكم بلا جزعٍ <|vsep|> تسهموا الأرض وادعوا سائر الأمم </|bsep|> <|bsep|> فمن تركتم خطاياه لهُ تركت <|vsep|> ومن عقدتم عليه الحرم ينحرم </|bsep|> <|bsep|> فارقوا كلَّ ماوى الحب وانعطفوا <|vsep|> نحو الذي مات حباً في خلاصهم </|bsep|> <|bsep|> تمكنوا في وصاياه وقد طفقوا <|vsep|> يسعون بين الذباب الخطف كالغنم </|bsep|> <|bsep|> توزعوا منزعين العجز وانتزعوا <|vsep|> باعِلزَبولاً وعزَّتهُ بعزمهم </|bsep|> <|bsep|> الباذلو الحب بذل النفس يوم وغى <|vsep|> مستتبعين الهدى بالحفظ للذمم </|bsep|> <|bsep|> مذ اودعوا الحب قد لذت نفوسهم <|vsep|> في ما النفوس تراهُ غاية الأَلم </|bsep|> <|bsep|> دماهمُ رشت البيداء مذ نزعوا <|vsep|> رواية الكفر في تصحيح قولهم </|bsep|> <|bsep|> غطوا السماءَ بدمع بالدما اشتركا <|vsep|> سما الربى لا سما الاجرام والديم </|bsep|> <|bsep|> كم صرَّعوا حاسديهم في رواتهم <|vsep|> كم ابرأوا قاصديهم في صلاتهم </|bsep|> <|bsep|> فالفضل مؤتلف منهم ومختلفٌ <|vsep|> لأن بطرس يسمو فوق كلهم </|bsep|> <|bsep|> قد قام منهم امامٌ فاق اخوتهُ <|vsep|> وهو الصفا موضح الاشكال للامم </|bsep|> <|bsep|> ايمان بطرس عين الحق معتقدي <|vsep|> نكت على من عصا بل عن سناهُ عمي </|bsep|> <|bsep|> من يخسر العمر والدنيا بهم ربح <|vsep|> الدارين في حبه حسن اتباعهم </|bsep|> <|bsep|> أو يعطف القلب يوماً نحو حبهم <|vsep|> يتعطفون بهِ في يوم دينهم </|bsep|> <|bsep|> تؤلف اللفظ والمعنى رسالتهم <|vsep|> تألُّف الوعظ باليات والحكم </|bsep|> <|bsep|> كم رصعوا حِكَماً من درّ وعظهم <|vsep|> كم فرَّعوا نعماً من برّ لفظهم </|bsep|> <|bsep|> فاللفظ كالدرّ والعقيان مؤتلف <|vsep|> باللفظ فيهم كمنثور ومنتظم </|bsep|> <|bsep|> سمّط عقودهمُ وارفع بنودهمُ <|vsep|> واخمد حسودهمُ بالذل والغمم </|bsep|> <|bsep|> فما الملائك في بر وفي ثقةٍ <|vsep|> يوماً باطهر من تفريع برّهم </|bsep|> <|bsep|> طهر النفوس اتساع الرأي خُصَّ بهم <|vsep|> بيض القلوب حسان الخلق والشيم </|bsep|> <|bsep|> نحل الجسوم قريحو الجفون وهي <|vsep|> تكني عن النسك والاسهار والندم </|bsep|> <|bsep|> تنسيق مجدهم تتميق مدحهم <|vsep|> توفيق سعدهم بنبي عن العظم </|bsep|> <|bsep|> تلقى الهياكل في اعيادهم عقدت <|vsep|> فرائد الدرّ من ألحان مدحهم </|bsep|> <|bsep|> تألف الوزن بالألفاظ جانسهُ <|vsep|> حسن النشائد بالحسان والنعم </|bsep|> <|bsep|> سجعي بمدحهم قد صار من قسمي <|vsep|> اذ فيه مغتنمي في موقف الحكم </|bsep|> <|bsep|> جزَّيت من كلمي روَّيت من قلمي <|vsep|> ابديت من حكمي اهديت كل عمي </|bsep|> <|bsep|> مدحي بمعرض ذمٍ قد يخص بهم <|vsep|> لا عيب فيهم سوى كرام ربهم </|bsep|> <|bsep|> من قد أعدَّ لهم ملكاًب وكمّلهُ <|vsep|> مذ خصَّهم أن يدينوا سائر الأمم </|bsep|> <|bsep|> مخلّص رام تخليص العباد وقد <|vsep|> وافى وخلَّصهم بعد انشقاقهم </|bsep|> <|bsep|> قد أبدع العدل في شرعٍ سما فنما <|vsep|> واينع الفضل فرعاً في حماهُ حمي </|bsep|> <|bsep|> وفلك نوحٍ اتت عنوان بيعتهِ <|vsep|> فمن يلجها نجا من لجة العَرَم </|bsep|> <|bsep|> كم هدَّ ركن ضلال حين أسسها <|vsep|> وكم ترشح منها الخير كالديم </|bsep|> <|bsep|> تمليح انوارها أمست مشعشعة <|vsep|> ضاهت وَرَشليمهُ العلياءَ في الظلم </|bsep|> <|bsep|> وحيدة جمعت قدس الرسالة في <|vsep|> ترتيب انذارها للعرب والعجم </|bsep|> <|bsep|> لي منهلٌ من ينابيع الحياة بها <|vsep|> يطفي أُوامي بتجريدي من النقم </|bsep|> <|bsep|> أهل الهدى قد أطاعوا شرع بيعتهِ <|vsep|> وقد عصاه العدى من فرط كفرهمِ </|bsep|> <|bsep|> ما رام بالسيف يحمي حقّ مذهبهِ <|vsep|> ولا تعرَّض للِلزام والرغمِ </|bsep|> <|bsep|> وداعةٌ واتضاعٌ مع تقى ونقا <|vsep|> قد جمعتهم سجاياه مع الكرم </|bsep|> <|bsep|> تعديد أَوصافهِ ربَّ الوجود سما <|vsep|> مولى عظيماً الهاً بارىء النسم </|bsep|> <|bsep|> طيٌ ونشرٌ وتقريب بهِ وجفا <|vsep|> للغدر والودّ والافضال والامم </|bsep|> <|bsep|> لو لم يُقم أُمَّهُ ملجا لأُمتهِ <|vsep|> لما تعلَّل انقاذي من النقم </|bsep|> <|bsep|> بها مجازي الى دار النعيم وهي <|vsep|> باب السماء وبيت الحق والحكم </|bsep|> <|bsep|> وهي النجاة لكل المؤمنين وقل <|vsep|> كل الانام وان بالغت لم تُلَم </|bsep|> <|bsep|> فلو ترى توبة الشيطان ممكنةً <|vsep|> لأغرقتُه بتيار من النعم </|bsep|> <|bsep|> كادت تردُّ زماناً فيه قد سقطت <|vsep|> كل الانام لكي تغلو بحفظ </|bsep|> <|bsep|> حلٌّ وغلٌّ لهُ للمعنيين غدا <|vsep|> تالف نحو مأسورٍ ومحتكم </|bsep|> <|bsep|> لا ينتفي منه ايجاب الجميل ولا <|vsep|> يعطي بشحٍ ومن يقصدهُ يغتنم </|bsep|> <|bsep|> كرّر وسل شيم المستحسن الشيم <|vsep|> المستحسن الشيم المستحسن الشيم </|bsep|> <|bsep|> وابكِ ونح وانتحب وامنح وجُد وأنل <|vsep|> فوّف وسرَّ وابتهج واطلب وسل ورُم </|bsep|> <|bsep|> واصغي لقولي اذا حاجيت ملتفتاً <|vsep|> من جاز بحراً فهل يحصيه بالقدم </|bsep|> <|bsep|> واعطِ ليومك ما يحتاج من اسف <|vsep|> واطرح لما فيه تلقَ حلَّ لغزهم </|bsep|> <|bsep|> من شام تلويح لهام وجدَّ على <|vsep|> تحصيله وجد السلوان في الغمم </|bsep|> <|bsep|> لقد تبَّين لي حسن البيان وقد <|vsep|> تظاهر الحق والبرهان كالعلم </|bsep|> <|bsep|> قالوا هي العرش والتفريق <|vsep|> العرش موطى وهي ترقاه بالقدم </|bsep|> <|bsep|> تأديب سيرتها الحسناء يخبرنا <|vsep|> عن حسن تهذيبها للطبع والشيم </|bsep|> <|bsep|> فان توشحت الاكرام لا عجبٌ <|vsep|> لأنها أُم عين الجود والكرم </|bsep|> <|bsep|> من كان نسبتهُ نعتاً لأُمتهِ <|vsep|> فتلك أَنصاره حسب اتفاقهم </|bsep|> <|bsep|> شغلي بتطريز مدحي فيه مغتَنَمي <|vsep|> يا خير مغتنمٍ يا خير مغتنِمي </|bsep|> <|bsep|> يداهُ كالبحر في تفريق ما جمعت <|vsep|> وفيضهُ البحر كم روَّى فؤاد ظمي </|bsep|> <|bsep|> يعطي بشحٍّ وسحٍ ثم يوضحهُ <|vsep|> شحٍّ لمستغنم سحٍّ لذي كرم </|bsep|> <|bsep|> مذ شام طرفي بروقاً من سناه أَضت <|vsep|> راعى النظير بدمع فاض كالديم </|bsep|> <|bsep|> وابيض اسود خطي حين دَّبج في <|vsep|> صفر الخدود مجاري مدمعي العتم </|bsep|> <|bsep|> لذاك قد جيت يا مولاي معترفاً <|vsep|> بما تفضَّل من ذلي ومجترمي </|bsep|> <|bsep|> فلو سمحت بعتقي لستُ معترضاً <|vsep|> حزت النجاة وكم سامحت ذا وصم </|bsep|> <|bsep|> سلبت نعماك عدلاً من ذوي كسلِ <|vsep|> وزدت محترساً فضلاً على النعم </|bsep|> <|bsep|> تُشاكل الخير خيراً والمسيءَ اسى <|vsep|> والشر شرَّاً وذا الاحسان بالكرم </|bsep|> <|bsep|> فاعضد بنيك ولو ابقيت مندمجاً <|vsep|> بذلتي غير جود قط لم أرم </|bsep|> <|bsep|> سلبت كل رجاءٍ في الانام وقد <|vsep|> أوجبت فيك الرجا يا عين مغتنمي </|bsep|> <|bsep|> غادرت كلاًّ وما استثنيت من أحدٍ <|vsep|> الاَّك يا منقذي في يوم محتكمي </|bsep|> <|bsep|> فاحنن عسى القلب يحظى قبل غايته <|vsep|> بعاطف منك لولا نورهُ لعمي </|bsep|> <|bsep|> أنا الطبيب المرجي عف ذنبيَ <|vsep|> ابراهيم مستشهد دمعي على الندم </|bsep|> <|bsep|> أرجوك من بعد مدحي والتخلُّص من <|vsep|> تاريخه ان تنجيني من الضرم </|bsep|> <|bsep|> براعتي اظهرت ما فيَّ من طلب <|vsep|> فلا احتياج الى التصريح بالكلم </|bsep|> </|psep|> |
بنور تجلى وجه قدسك دهشتي | 5الطويل
| [
"بنور تجلى وجه قدسك دهشتي",
"وفيك على أن لا خفا بك حيرتي",
"فيا أقرب الأشياء من كل نظرة",
"لأبعد شيء أنت عن كل رؤية",
"ظهرت فلما أن بهرت تجليا",
"بطنت بطوناً كاد يقضي بردتي",
"فأوقعت بين العقل والحس عندما",
"خفيت خلافا لا يزول بصلحه",
"ذا ما أدعى عقل وجودك منكراً",
"على الحس ما ينفيه قال له أثبت",
"فمن ها هنا منشأ الخلاف ويص",
"عب الوفاق بخلف في اقتضاء الجبلة",
"فنت قلت لم أبصرك في كل صورة",
"أراها أحالت ذاك عين بصيرتي",
"ون قلت أني مبصر لك أنكرت",
"مقالي ولم تشهد بذلك مقلتي",
"تجليت مني في حتى ظهرت لي",
"خفيت خفاء دق عن كل فكرة",
"على أنه لم يبق لي جبل رأى",
"تجليك لي ألا ودك بصعقة",
"وناجيتني في السر مني فأصبحت",
"وقد طويت عما سواك طويتي",
"فما في فضل عنك يخطر فيه لي",
"سواك فوقتي فيك غير موقت",
"وديعة روح القدس نفسك ردها",
"فمن واجبات العقل رد الوديعة",
"وما ردها لا بتكميلها بما",
"يليق بها من كسب كل فضيلة",
"فمهما تجلت من كدورات عالم",
"الطبيعة شفت جوهراً وتجلت",
"نصحتك جهدي أن قبلت فلا تكن",
"على حكم غشى حاملاً لنصيحة",
"وعابة مقدوري فقلت ونما",
"قبولك مما ليس في وسعد قدرتي",
"وهل ممكن سعاد من كل قد جرى",
"له قلم في اللوح يوماً بشقوة",
"يظن الفتى لذات دنياه نعمة",
"وما هي لا نقمة في الحقيقة",
"ويبلغ منه الجهل ما ليس يبلغ",
"العدو بحد السيف عند الحضيضة",
"ونفسك فاحفظها وصنها فنما",
"سعادتها في فعل كل مشقة",
"وخالف هواها ما استطعت فأنه",
"عدو لها يبغي لها كل نكبة",
"لعمري لقد أنذرت نذار مشفق",
"وجاوزت في اليضاح حد الوصية",
"فقم واسع وانهض واجتهد وابغ مطلقاً",
"بداك على ما فيك شر صنيعة",
"فنك من نور مضيء وكظلمة",
"بما فيك من جسم ونفس نفيسة",
"تسوس الحياة الجسم وهي مسوسة",
"بما فيك من أسرار علم مصونة",
"فشيطان رجم أنت أو ملك بما",
"تعانيه من فعل قبيح وعفة",
"ألا أن لي بالنفس مني شاغلاً",
"به تم لي ما دمع من ملكية",
"جلت شبهة الأعراض عني بديهة",
"توقد كالمصباح في جوهريتي",
"رأيت بها النور اللهي لائحاً",
"وراء ستور للأمور دقيقة",
"فحققت ما قد كنت فيه مشككاً",
"وعاينت ما قد كان في سر خفية",
"وأدركت ما المقصود من بدأتي وما",
"المراد بحيائي وموتي ورجعتي",
"بمرة نفس لاح في صقالها",
"المقابل للكونين كل حقيقة",
"ولم يبق عندي ريبة في الذي استرا",
"ب منه أناس في أمور كثيرة",
"فألقت عصاها النفس مني وأيقنت",
"بأن سفرت عن وجه نجعي سفرتي",
"يدل على ما قلته حالة الكرى",
"ذا ركد الحساس منك برقدةٍ",
"فما شفيت نفس أطاعته رهبة",
"وما سعدت نفس عصته لرغبة",
"ولكن بنور العلم تسلم هذه",
"وتعطب جهلاً تيك أقبح عطبه",
"فيا عجباً ممن يروم لنفسه",
"خلاصاً ولم يرغب بها عن جريرة",
"ومن تائب من ذلة لا ترى له",
"دموع كأفواه الغمام المكبة",
"ومن مخبر لا يعجز اللَه قدره",
"عليه ولا يخشى بوادر نقمة",
"ومن أشرقت أنوار مرة عقله",
"على ظلمات الطبع منه تجلت",
"وثبت غرس العقل في القلب مثمراً",
"لباغي الحيا استقباح كل رذيلة",
"وما وصلت نفس لى عالم الصفا",
"بما دون تحصيل العلوم الجلية",
"وتمييزها عن نوعها بمعارف",
"يروجها في عالم البشرية",
"وقد يملأ الأناء فيمتلئ",
"به الماء حتى لا مزيد لقطرة",
"فأخرجتني عني بدخال محنة",
"وأوحشتني مني بأنس محبة",
"وأسقيتني من خمر حبك شربة",
"خماري بها باق لى يوم بعثتي",
"محاني بها سكري واثبتني معاً",
"فأعجب شيء أن ما حي مثبتي",
"وأقربتني من رمز طرسي أسطراً",
"فتمت بها تفصيل عقدك جملتي",
"وأقررتني مني على بأنني",
"صحيفة سر طيها فيه نشرتي",
"وأفشيت بي سري لي فأصبحت",
"وقد أعربت ذ أفصحت عنه عجمتي",
"وأفهمتني مني بأن ليس موطني",
"مكاناً به في عالم الحس نشأتي",
"فأبهت ما أفهمت ذ ليس مدرك",
"لذلك لا من خصصت بحكمة",
"ومن ذا الذي خصصت منك بحكمة",
"ولم تك قد عممت منك برحمة",
"فكم أظهرت تلك الشارات خافيا",
"ون عزبت عن فهم قومٍ ودقت",
"وما لاح ذاك البرق لا ليهتدي",
"به الركب لكن ظلمة الجهل أعمت",
"لقد سمع الواعي وقل الذي وعى",
"لسكرٍ به أهوى أصمت فأصمت",
"وكم لك داع منك فيك مبصر",
"لعقلك لكن لست تصغي لدعوة",
"وكل مريض الجسم يمكن برؤه",
"ويعجز أن يشفى مريض البديهة",
"ويستبعد الجهال كوناً بموطن",
"ذ كان لا في جنب منبت شعبة",
"ولو علموا ما عالم العقل منهم",
"وأنهم بالحس في دار غربة",
"ذا ولد المولود سروا بفرحة",
"ومن حقه أن يبدلوها بترحة",
"ويبكونه عند الممات جهالة",
"ومن حقه أطهار كل مسرة",
"ولم يعلموا أن الولادة غربة",
"أبيحت له عن خير دار وأسرة",
"وموتته عود له نحو أهله",
"وأوطانه الأصلية المستلذة",
"وأعجم من هذا مقال جميعهم",
"ترى عابدي الأوثان أجهل أمة",
"وما عظم الأوثان من كان قلبهم",
"كتعظيم أجسام لهم مضمحلة",
"فكل غدا معبوده الجسم فاستووا",
"ولكنهم لم يستووا عند نية",
"لقد وقعوا مع علمهم في ظلالة",
"ذا اعتبرت أربت على كل ضلة",
"فيا ليت شعري كيف صمت عقولهم",
"وداعيك فيهم مسمع من كل كل فطنة",
"وكل فعال لم أكن متقرباً",
"لي به أعظمت فيه خطيتي",
"فقربي به بعد وربحي خسارة",
"وعزي به ذل ونفعي مضري",
"لأني فيه قمت غير موجه",
"لدى فعله وجهي لى وجه وجهتي",
"فدنت بأمر حرمته شريعتي",
"وأحييت حكماً قد أماتته سنتي",
"فكانت بتركي في مناهيه غفلتي",
"نهاية تأديبي وفرط عقوبتي",
"تشتت عقلي فيك بعد تجمع",
"كما اجتمعت بلواي بعد تشتت",
"هوىً فيك لي لا منتهى لامتداده",
"لدي ولا منه خلاص بلوة",
"أزيد بلىً ذ يستجد ولم يكن",
"بتجديد صبري فيه أبىل بليتي",
"ويبدي أولا منه وخر",
"فقد شف جسمي سر عودٍ وبدأةٍ",
"ألا لا تلمني أن شطحت فنه",
"قليل لسكر حل بي منك شطحتي",
"ولا تنهني أن تهت سكراً معربداً",
"فأنت الذي استحسنت فيك هنيكتي",
"ولا تلحأن غنيت فيك تطرباً",
"فلو وجدت وجدي الجبال لغنت",
"ومن عجب حمل الجبال هوى به",
"طلعت وعن حملي قديماً تأبت",
"فمن قيس ليلى العامرية في الهوى",
"ومن قيس لبنى أو كثير عزة",
"ذا تليت ذكري فقابل ال",
"مجنون ذكري بالسجود لحرمتي",
"وأوجب كل منهم الوقف عندما",
"وسلم أن لا قصة مثل قصتي",
"فمن فضل كاسي شرب غيري ولم يكن",
"يقاس بسكري سكر شارب فضلتي",
"يبلبل بالي لا لنوح حمامة",
"وينهل دمعي لا ليماض برقة",
"لو كنت محتاجاً للتنمم باعث",
"يحرك أشجاني لبانت نقيصتي",
"ولكنني مني وفي نواعش",
"تحركني في كل سرٍ وجهرة",
"فلا رقدة تغدو علي بفترةٍ",
"ولا يقظة تغدو علي بغفلة",
"فمن يشك يوماً في هواه فنني",
"لي الشكر أولى في الهوى من شكيتي",
"تسترت جهدي في هواك وطاقتي",
"فلما منعت الصبر أبديت صفحتي",
"فأعلنت ما أسررت فيك فلم يكن",
"بقول ولا فعل سواك فضيحتي",
"فما لاشتياقي في افتضاحي مدخل",
"ولا لدموع فيك لي مستهلة",
"وقد كان لي في الصبر ستر على الهوى",
"بهتكك ستر الصبر أظهرت عورتي",
"فلا تذهب في الحب يشبه مذهبي",
"ولا ملة فيه تقاس بملتي",
"بكل لساني عن صفاتي ونما",
"يعبر عني أنني ذات وحدة",
"فكل نعيم دون وصلي شقوة",
"وكل ملذ مؤلم عند لذتي",
"وكل سبيل ليس يفضي سلوكه",
"لي فقد أفضى لى كل خيبة",
"ولالا هوىً لي فيك يحملني على",
"حنوي لم أعهد ليك بلفظة",
"وكنت ذا زلت بك النعل هاوياً",
"أقول ألا فاذهب لى حيث ألقت",
"ولكن ما ينجيك ينجي هويتي",
"كما أن ما يؤذيك نفس أذيتي",
"وهل أنا لا أنت ذاتاً ووحدة",
"وهل أنت لا نفس عين هويتي",
"ولولا اعتبار الجسم بالنسبة التي",
"ليه له ما صح عني سيرتي",
"ولست بذي شكل فيوجب كثرة",
"لذاتي ولا جزءاً فتمكن قسمتي",
"ويقع ما بيني وبينك نسبة",
"يظن بها غيري لموضع شبهة",
"وني لم أهبط لى الأرض يبتغي",
"بذلك وضعي بل هبوطي ورفعتي",
"وتقرير هذا أن دعيت خليفة",
"وما كنت أدعى قبل ذا بخليفة",
"وصير ملكي عالم الجسم محنة",
"لغاية تدبيري ومبلغ حلمتي",
"فن أنا أحسنت الولاية أحسنت",
"لى العالم العلوي عودي وعزلتي",
"وعاينت ما لا عاينت مقلة ولا",
"أحاطت به أذن وعت حس سمعة",
"وثرت لذاتي ونيل مربي",
"واتبعت نفسي كل شيءٍ أحبت",
"سددت على نفسي سبيل تخلصي",
"لى الملأ الأعلى الذي هو نزهتي",
"وأوقعتها في أسر من لا يرى لها",
"مكاناً ولا يحنو عليها بعطفة",
"فلا ندم يجزي ولا حسرة يرى",
"بها فرج يرجى لكشف لشدة",
"فيا ويح نفس ثرت طيب زائل",
"على طيب باق لا يحد بمدة",
"يموت الفتى بالجهل من قبل موته",
"ويحيى بروح العلم من بعد ميتة",
"فما مات حي العلم يوماً ولم يكن",
"بحي ممات الجهل مقدار لحظة",
"ولو قايسوا بالحسن بيني وبينها",
"لكانت لديهم لا تسام بحبة",
"وشق القلب الجاهلات التي بها",
"محبتها قالت بهم عن محبتي",
"وما ذاك شيء يسقط العذر لامرئ",
"أطاع الهوى وانقاد عبداً لشهوةٍ",
"وهل نافع شق الفؤاد ندامة",
"لذي قدمٍ زلت ولم تتشبت",
"فكيف يليق الوصل مني لمؤثر",
"على طيب وصل وصل من هي عبدتي",
"ذا رضيت عنه يهون عليه في",
"رضاها وأدنى ذاك تسهيل غصة",
"على أنها أعدى عداه ترتبت",
"له حيلة منها لا مكان فرصة",
"فهام بها عشقاً وثر وصلها",
"فزل فنادمته لى ألف لعنة",
"وانظر أحوال الرجال وقوفهم",
"على برزخ ما بين نار وجنة",
"فأما لى لام نفس خبيئة",
"وأما لى لذات نفس نفيسة",
"فلام تلك الترك في دار غربة",
"ولذات هذا العود من بعد غربة",
"وهل حسرة في النفس أعظم غصة",
"من البعد عن أهل ودار وجيرة",
"كما أنه لا شيء أعظم لذة",
"لذي غربة من ملتقى بعد فرقة",
"كأني لم أحجب بها وكأنما",
"هي احتجبت بي فازدهى الناس عشقتي",
"وغودرت لا يثني على حسن فعلي ال",
"جميل ولا يلوي على حسن طلعتي",
"ولولا الشقا والجهل ما ثر العدى",
"رضاها وجانب طيب وصل الأحبة",
"وهل أمني بالفضل مثلي ونما",
"بمثل طباع السوء نحو الدنية",
"وتأبى الطباع الفاضلات ارتكابها",
"الأمور التي تفضي لى حط رتبة",
"فكم حسرات في نفوس يثيرها",
"بعادي ذا ما العيس للبين ذمت",
"وكم عبرة تجري علي تأسفاً",
"وقد فات ما لا يسترد بعبرة",
"وكم قارع سناً علي ندامة",
"وخر مكوي بنيران حسرة",
"وكم أنةٍ تغدو علي ورنة",
"بروح ذا ما استشعر القوم فرقتي",
"وهل هاجري وجداً بغيري بالغ",
"رضاي لصب طالب دار هجرة",
"لشتان من بين المقامين نما",
"المبرز من لاهمه غير عشرتي",
"ألم تر أني منتهي قصد مبدعي",
"ولم تبدع الأشياء لا لخدمتي",
"ون لكرامي وتعظيم حرمتي",
"أشار لى الأملاك نحوي بسجدة",
"وصير ما في عالم الكون كله",
"بحكم راداتي وطوع مشيتي",
"فن كنت في وصل دعيت فلا تمل",
"لى وصل غيري واغتنم وصل صحبتي",
"وخذ جانباً من رفقة بك وكلوا",
"ببعدك عن وصلي وثبات جفوتي",
"فعند ارتفاع الحجب ما بيننا ترى",
"محاسن وجه الغانيات وبهجتي",
"ولا عجنت لا بحبك طينتي",
"ولا لهجت لا بكذرك لهجتي",
"وردت ورود الهيم فيك من الهوى",
"شريعة حب هيجت لي غلتي",
"ولا عجب ن هيجت لي غلة",
"فما تملك منك أولا محنة",
"ذا كان بي أمر أرى فيه لي أذى",
"رضاك فما أحلاه في قلب ذلتي",
"لذاك ما أرضاك مني فعلته",
"ولو غضبت منه كرام عشيرتي",
"وما بعت فيك النفس لا لعل أن",
"أفوز بوصلٍ منك تربح صفقتي",
"فن أنت أمضيت التبايع بيننا",
"فبعت ون لم تمض أكسدت سلعتي",
"وما قدر نفس لي لديك حقيرة",
"فأجعلها مهراً لأشرف وصلة",
"ولكن مقل بادل فيك جهده",
"أحق بوصل من أخي كل ثروة",
"توحشت من أبناء نوعي ولم يكن",
"لشيء سوى أنسي بقربك وحشتي",
"تغربت عن أهلي ليك ونني",
"ليعذب لي في طيب أنسك غربتي",
"فكم خلوة قد فزت فيها بجلوة",
"خرجت بها عني ليك بفرحة",
"وطلقت فيها عالم الحس بتة",
"لتعلم أني لا أقول برجعة",
"وفارقت أوطاني وأهل وجيرتي",
"لتعلم أني باذل فيك مهجتي",
"ولولا دخولي في رضاك بكل ما أس",
"تطعت لعزت فيك عني خرجتي",
"وكان بودي لو قبلت تقربي",
"ليك ولكن لست أهلاً لقربة",
"وهل أنا ألا نطفة من سلالة",
"لطين وما مقدار قيمة نطفة",
"لعمري لقد حاولت أمراً مرامه",
"عزيز ولكن أنت أهل العطية",
"وليس اعترافي باتضاعي بمانعي",
"سؤالك أمراً دونه قدر قيمتي",
"وليس على قدر سؤال فنني",
"أرى أن قدري دون مقدار ذرة",
"ولكن على مقدار حسانك الذي",
"عممت به تخصيص كوني بخلقتي",
"ولا أنا مما يخجل الطرد وجهه",
"فيأنف من عود مخافة طردة",
"على كل ليس لي عنك مذهب",
"فيصرفني عن جعل بابك قبلتي",
"فما شئت فاصنع وارض عني فنني",
"أرى كل صنع منك سباغ نعمة",
"كفاني اعترافي توبة",
"وحسبي رضاً على قبولك توبتي",
"وهل أنا لا دوحة قد غرستها",
"فن لم يصبها وابل منك جفت",
"ذا حصلت لي كيف ما كان نسبة",
"ليك فلا أخشى ضياعاً لنسبتي",
"فيا حيرتي كم حيرة فيك لي غدت",
"مخصصة بي ما به منك عمت",
"وكم نعمة أسبغت من سر حكمة",
"أنرت بها من ناطق كل ظلمتي",
"وأحببت مني ما أماتت جهالتي",
"حياةً محال بموتتي",
"ومن حييت من موتة الجهل نفسه",
"بعلم نجت من قطع كل منية",
"وكم مرجة من بحر علم أثرتها",
"لدي بريح منك أجرت سفينتي",
"فمرت تشق الكون حين مهبها",
"ملححة حتى أفادت معيتي",
"وأدركت معنى خراً دق فهمه",
"أريد بوضع الصورة الألفية",
"ومن لم يحط علماً بمعنى وصورة",
"له فبصير العين أعمى البصيرة",
"فزرع ولكن لم يفد حصد حبه",
"ومخض ولكن لم يفد مخض زبدة",
"ذا جهل النسان تحقيق أمره",
"فكيف بتحقيق الأمور الغريبة",
"فيا عجباً للمرء يجهل نفسه",
"ويطمع في فهم المعاني البعيدة",
"وما ناهض بالنفس يزداد رتبة",
"من العلم تسميها كوان مقوت",
"وما موقظ من رقدة الجهل عقله",
"لتحصيله تكميلها مثل ميت",
"ذا كملت نفس الفتى بصفاته ال",
"جميلة من قول وفعل ترقت",
"وأصبح يدعي عالم العقل عالماً",
"لها وتخطت نفسه كل خطة",
"وبالعلم بالنفس النفيسة يدرك ال",
"محصل فهم العلة الأولية",
"ومن لم يحط علماً بذاك فنه",
"ون كان حيا حكمه حكم ميت",
"وما الحي عن العقل من كان غالباً",
"على نفسه حكم القوى البدنية",
"ولكنه من شرفت قدره على",
"بني نوعه أوصاف نفس زكية",
"ففي العالم العلوي ذا ملك وذا",
"لدى العالم السفلي شيطان جنة",
"وما اختلفا بالنوع حتى يظن ما",
"به اختلفا فعلاً لخلق الغريزة",
"وكل أبوه دم ويخص ذا",
"لذا خص ذا من سر معنى النبوة",
"ومن أعجب الأشياء فرعاً أرومة",
"وما اتحدا بالطبع في الثمرية",
"بأي لسان أوثر الشكر مثنياً",
"عليك بما أوليتني من فضلة",
"وأكملت من عقلي ووصفي وصورتي",
"وفهمي وأحشائي وحولي وقوتي",
"وصفحك عني أن عصيت تكرماً",
"ووعدك لي عن طاعتي بالمثوبة",
"وهل ممكن حصاء ذرات كلما",
"على الأرض من كثبان رمل مهيلة",
"وأحصاء ما في البحر من كل قطرة",
"بحيث يحيط المحصي منها بعدة",
"وذلك أمر مستحيل وكلما اس",
"تحال فمنفي لحكم الضرورة",
"وما كل هذا لو أتيت بضعفه",
"من الشكر أدنى شكر أصغر حبة",
"فكيف بشكري كل عضو وقوة",
"جعلت لنفعي عند تأليف بنيتي",
"وشكر التي قد حجبت بي وأنها",
"لأظهر لي من نور شمس تبدت",
"بعيدة أطلال الديار قريبة",
"وأعجب شيء بعد دار قريبة",
"بها مثل ما بي من هواها وعندها",
"من الود ما ليس دون مودتي",
"وقد أدركتها رقة لي أطمعت",
"بنيل المنى لولا مخافة وفقتي",
"وقلت لها مني علي بنظرة",
"أنا بها من حسن وجهك منيتي",
"ألم تعلمي ما حل بي منك من جوى",
"وكابدت من أشجان قلب ولوعة",
"فن الجبال الشم وهي رواسخ",
"لو احتملت بعض الذي بي لدكت",
"فأحزان قلبي لا تجود بسلوة",
"وأجفان عيني لا تسح بدمعة",
"ولولا حنيني لم تحن مطية",
"ولولا نواحي لم تنح ورق أيكة",
"ولولا خطابي لم يقع عين عابد",
"علي لما مني الصبابة أبلت",
"فلا ماء لا بعض فيض مدامعي",
"ولا نار لا دون أنفاس زفرتي",
"فقالت بعيني ما لقيت ونه",
"ليؤلم قلبي أن تشاك بشوكة",
"وني على ما في من صلف لها",
"لراغبة في الوصل أعظم رغبة",
"ولكن وشاة السوء فيك كثيرة",
"وليست مع الواشين تمكن رؤيتي",
"وأنت فعغرى بالحسان ونني",
"لأكره ما بي أن أرى وجه ضرتي",
"ومن لم يصني صنت وجهي ببرقه",
"وصور فيه صورة دون صورتي",
"ليمتحن الخطاب لي ذ يرونها",
"أيلهون عني أم يتمنون خطبتي",
"وما هي لا عبدة لي جميلة",
"تظن وما أفعالها بجميلة",
"فما كان لا أن رأى الناس وجهها",
"فهاموا بها في فج وجه ووجهة",
"ويعلم ما قد كان بالأمس والذي",
"يكون غداً أو كائن بعد برهة",
"ويخبر بالأمر المغيب مثل ما",
"يخبر عن ما كان منك بحضرة",
"ويعلم ما مفهوم معنى معبر",
"لسامعة عنه بوحي النبوة",
"وما الوحي لا خلع نفس قوية",
"ملابس أحساس على العقل غطت",
"وأنى لها نحو المحيط بذاتها",
"على عالم العقل الذي عنه شبت",
"ودراك ما يلقى ليها هناك من",
"شارات رمز للعقول دقيقة",
"وأفهام أفهام النفوس لطائف ال",
"معاني التي ذاتها قد تهيت",
"وما أطرب الأرواح منا لدى الفنا",
"سوى نغمات أدركتها قديمة",
"وذلك أن النفس قبل اتصالها",
"بتدبيرها الجسم الذي قد تولت",
"وعى سمعها من طيب ألحان نغمة",
"ينغمها الأفلاك أعظم لذة",
"ذا أقبلت أجرامها بأصكاكها",
"يرجعها في قطعها كل ذروة",
"وشذت لبعد العهد عنها فلم تكن",
"تذكرها لا بتجديد نغمة",
"فلما أحست بالسماع بمثلها",
"تذكرت العهد القديم فحنت",
"وحاولت التجريد عن عالم الفنا",
"لى العالم الباقي الذي عنه شذت",
"فجاذبها الجسم الزمام وأقبلت",
"تجاذب فاهتزت لذاك برقصة",
"ولا شك في أن العقول محيلة ال",
"سامع والأبصار للحس رنت",
"فن لم يكن في عالم العقل ما يرى",
"ويسمع كانت تلك غير مفيدة",
"وذلك تعطيل وليس بحكمة",
"يعطلها عماله قد أعدت",
"وقد يطرب الدولاب عند حنينه",
"فكيف حنين النغمة الفلكية",
"وناهيك أن الطفل عند بكائه",
"يغني فيغشاه سكينة سكتة",
"ويذهل عما كان فيه من الأذى",
"وتبدو لنا منه مخايل طربة",
"ولولا دكار النفس منه لدى الغنى",
"عهوداً قديمات لها ما استلذت",
"وقد تطرب العجماء عند استماعها ال",
"غناء وتنسى عنده كل غمة",
"ولا فما بال المطي ذا ونت",
"عن السير هيجت في الفلاة بحدوة",
"فتصغي بالحادي بأسماعها كما",
"يكون استماع العاقل المتنصت",
"وتوسع مد الخطو حتى كأنها",
"سفائن بحر مقلعات بلجة",
"ويرتاح بعض الطير عند سماعه",
"تجاوب أوتار ذا هي خشت",
"وما ذاك لا أن أفلاكها على",
"مراكزها لما استدارت فعنت",
"فصارت بحكم الطبع تشتاق ما به",
"يخصصها من دون كل مصوت",
"فلا تحسب الأشياء مهملة كما",
"توهم أصحاب العقول الضعيفة",
"وللحوت بل للدود في العود بل لما",
"سوى ذاك أفلاك عليها أديرت",
"وفيها لها فاق جو فسيحة",
"عليها نراها نحن غير فسيحة",
"فما خص نوع لا يتم سواه من",
"مراكز أفلاك وأوضاع هيئة",
"وكل له عقل يسدده لى",
"مقاصد أفعال وترك شديدة",
"وما النحل في أوضاعها لبيوتها",
"مسدسة من حكمة بخيلة",
"وقد يعجز المرء المهندس وضعها",
"بلاته الحكمية الهندسية",
"وجعل لعاب العنكبوت لصيده ال",
"ذباب شباكاً ليس لا لخبرة",
"ويفهم بعض الذر مقصود بعضه",
"بقوة دراك لنفس زكية",
"وحسبك ألف النوع بالنوع شاهد",
"بمعرفة في طبعه مستحثة",
"فن ازدواج الشكل بالشكل مشعر",
"بقوة تمييز وصحة فطرة",
"ولو لم يكن ألا تفاهمها ذا",
"تناغت بأصوات لها أعجمية",
"لكان لنا فيه دليل يدلنا",
"على أن ذا لا عن نفوس بليدة",
"فمن ظن شيئاً غير هذا فنه",
"لتقصيره عن فكرة مستقيمة",
"وقد شهد الذكر الحكيم بأنها",
"مسبحة والذكر أعظم حجة",
"وهل يصدق التسبيح من غير عاقل",
"ولكن عيون الجهل غير بصيرة",
"تأمل صلاة الشمس عند وقوفها",
"لدى الظهر في وسط السماء بخشية",
"وثباتها وقت الزوال بركعة",
"وتمامها عند الغروب بسجدة",
"كذا جملة الأفلاك راكعة بما",
"جرت سجدة للَه في كل طرفة",
"وما الذي أعمى عيون قلوبهم",
"ونورك فيهم مستطير الأشعة",
"لقد عظمت تلك الرزية موقعاً",
"لدى كل ذي عقل سليم وجلت",
"أرى كل ذي سكر سيصحو من الهوى",
"سواي فصحوي فيك علة سكرتي",
"فما اتفقت لي مذ عرفتك خلوة",
"بنفسي لا همت فيك بجلوة",
"ولا عرضت لي في دجى الفكر هجمة",
"فأغفيت لا فزت فيك بيقظة",
"ولا استغرقتني في المحاسن بهتة",
"فثارت بحسن غير حسنك بهتتي",
"ولا سنحت في باطن القلب خشية",
"فكانت لشيء غير هجرك خشيتي",
"ولا خضعت نفسي لأمر ترومه",
"فكانت لشيء غير وصالك خضعتي",
"ولا استقبلتني من جنابك نفحة",
"أسرت حديثاً عنك لا وسرت",
"وأصغي لى تحصيله في مسامع ال",
"مشاعر من كل منبت شعرة",
"وأحسست في نفسي بلطف دبيب ما",
"سقطت من محيا الحب لما تمشت",
"وهل شارب كأساً من الحب جاهل",
"بما أحدثت في عقله حين دبت",
"فقد حقق الدعوى القياس وأين من",
"كثافة جسم الخمر لطف المحبة",
"ذا غبت عني كنت عندك حاضراً",
"ومن عجب أن غيبتي فيك حضرتي",
"فيا با طناً ألقاه في كل ظاهر",
"ويا أولا ما زال خر فكرتي",
"تشابه علاني وسري ومشهدي",
"وغيبي وستري في هواك وشهرتي",
"تجمع الأضداد في ولم يكن",
"بمستغرب لي في الهوى كل بدعة",
"فنوعي في شخصي لأني نتيجة",
"لشكل قياس عن ضروب عقيمة",
"ملأت جهاتي الست منك فأنت لي",
"محيط وأيضاً أنت مركز نقطتي",
"فصرت ذا وجهت وجهي مصلياً",
"فرايض أوقاتي فنفسي كعبتي",
"فصار صيامي لي ونسكي وطاعتي",
"ونحري وتعريفي وحجي وعمرتي",
"وحولي طوافي واجب وخلاله اس",
"تلامي لركني من مناسك حجتي",
"وذكري وتسبيحي وحمدي وقربتي",
"لنفسي وتقديسي وصفو سيرتي",
"ولو هم مني خاطر بالتفاتة",
"لم كان لي لا ألي تلفتي",
"ولو لم أود الفرض مني ألي لم",
"يصح بوجه لي ولم تبر ذمتي",
"وكنت على أني أوحد ظاهراً",
"ففي باطني قد دنت بالثنوية",
"كذا من يكن قد صح عقد وداده",
"ولم يتهم يوماً بسقم عقيدة",
"وينفي اتصال النفس بالعقل واقفاً",
"على حس ما في عالم الحس أبلت",
"فن قهرت فيه قوى الجسم ألحقت",
"بعالمها مملوءة بالمسرة",
"وتبقى كما قد جاء تهوى وليتها",
"هوت ما هوت ثم ارعوت واستقرت",
"ولكنها تبقى بنيران حسرة ال",
"بعاد تقاسي ضيق أغلال كرية",
"مذبذبة لا عالم العقل أدركت",
"ولا عالم الأجسام فيه تبقت",
"فترجع لى أحدى الحنين حنينها",
"لى عالم العقل الذي عنه صدت",
"وهيهات أن يطوي لسير حنينها",
"لي الذي قد حال من بعد شقة",
"وأنى لها والحس قد حال بينها",
"وبين حماه أن تفوز بنظرة",
"ذا ذكرته هز هامس طائف",
"من الشوق لو هز الجبال لهدت",
"وما ذاك بالمدني ليه ولا الذي",
"ذا لم يكن يدني فربح بوقفة",
"أسى كلما قيل انقضت منه لوعة",
"أعيدت بأخرى مثلها مستحثة",
"تزول الجبال الشم وهي مقيمة",
"على حالة منكوسة مستمرة",
"وذلك أمر نسأل اللَه عصمة",
"منجية منه ومن كل حيرة",
"ألم يك فيما نال دم عبرة",
"ومتعظ للعاقل المتثبت",
"على قربه من ربه واصطفائه",
"ومنحته ياه أعظم منحة",
"وبعاده من بعد ذاك وصده",
"وتجريعه ياه أعظم غصة",
"ولم يأت ذنباً عامداً غير أنه",
"بأول حكم اللَه طالب رخصة",
"فأخطأ في التأويل جهلاً فحطمه",
"لى الأرض من أعلى الجنان المنيفة",
"ولم يخف ما لا قى ذا انحط هابطاً",
"لى الأرض من هول الأمور العظيمة",
"وما زال يدعو اللَه سراً وجهرةً",
"وحاول منه العفو عنه بتوبة",
"وكيف بمن يأتي ذنوباً كثيرةً",
"ويقضي وما وافى بتوبة مخبت",
"وكم جاهل لم يزدجر الذي جرى",
"على دم من فعله كل خزية",
"لقد شمل الخير الوجود بأسره",
"فما كان من نشر فذاك لندرة",
"ولم يكن المقصود بالذات نما",
"أتى بطريق الضمن والتبعية",
"ألم أن الغيث خير وأنه",
"ليحصل منه وكف بعض الأكنة",
"ون لهيب النار المثوب محرق",
"ويحصل منه نضج كل معيشة",
"فقد يتبع الخير الكثير الذي نرى",
"لنا فيهما شر يسير المضرة",
"ولو روعي الضر الذي فيهما لنا",
"ولم يخلقنا لاختل نظم الخليقة",
"وكان هلاك الحرث والنسل عاجلاً",
"وذاك بلا شك خراب البسيطة",
"ولم يك لا عالم الأمر وحده",
"ولم يخف ما في ذاك من نقص خلقة",
"وفي الحشرات الساقطات منافع",
"يحيط بها أهل العقول السليمة",
"ولو لم تكن ما عاش من نوعنا امرؤ",
"لفضل بخارات الهيولي الردية",
"فمن ذلك الفضل الردي تكونت",
"وفي مدخل الأوساخ في الأرض حلت",
"وغودر ما نلقيه منا غذاؤنا",
"لصفو الهوى من شوب كل أذية",
"لتنتعش الأرواح منا بطيبة",
"ويصفو لنا ورد الحياة الهنية",
"وقد ركب الأجسام منا وكل ما",
"تركب منحل ولو بعد برهة",
"وألبس منا كل جزء بحيز",
"لأركاننا الذاتية العنصرية",
"وما جمعنا بعد افتراق بمعجز",
"وهل خر يخلو عن الأولية",
"ون معاد الشيء بعد انعدامه",
"لأسهل من نشاء نشاء بدأة",
"ومطلع شمس النفس من مشرق الخلا",
"سيطلعها من مغرب العدمية",
"سبحان من يحيى بقدرته الذي",
"يميت كما أحياه أول مرة"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=570800 | أبو حامد الغزالي | نبذة
:
محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد.\nحجة الإسلام، فيلسوف، متصوف، له نحو مئتي مصنف بعضها بالفارسية، مولده ووفاته في الطابران (قصبة طوس، بخراسان) رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشام فمصر، وعاد إلى بلدته.\nنسبته إلى صناعة الغزل (عند من يقوله بتشديد الزاي) أو ألى غَزَالة (من قرى طوس) لمن قال بالتخفيف.\nمن أشهر كتبه (إحياء علوم الدين -ط) و (تهافت الفلاسفة ) رد عليه الفيلسوف ابن رشد بكتاب : (تهافت التهافت)، (محك النظر -ط)، و(معارج القدس في أحوال النفس -خ)، و(الفرق بين الصالح وغير الصالح-خ)، و(مقاصد الفلاسفة -ط)، و(المضنون به على غير أهله-ط) وفي نسبته إليه كلام، و(الوقف والابتداء -خ) في التفسير، و(البسيط -خ) في الفقه، و(المعارف العقلية -خ)، و(المنقذ من الضلال -ط)، و(بداية الهداية -ط). | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10066 | null | null | null | null | <|meter_13|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> بنور تجلى وجه قدسك دهشتي <|vsep|> وفيك على أن لا خفا بك حيرتي </|bsep|> <|bsep|> فيا أقرب الأشياء من كل نظرة <|vsep|> لأبعد شيء أنت عن كل رؤية </|bsep|> <|bsep|> ظهرت فلما أن بهرت تجليا <|vsep|> بطنت بطوناً كاد يقضي بردتي </|bsep|> <|bsep|> فأوقعت بين العقل والحس عندما <|vsep|> خفيت خلافا لا يزول بصلحه </|bsep|> <|bsep|> ذا ما أدعى عقل وجودك منكراً <|vsep|> على الحس ما ينفيه قال له أثبت </|bsep|> <|bsep|> فمن ها هنا منشأ الخلاف ويص <|vsep|> عب الوفاق بخلف في اقتضاء الجبلة </|bsep|> <|bsep|> فنت قلت لم أبصرك في كل صورة <|vsep|> أراها أحالت ذاك عين بصيرتي </|bsep|> <|bsep|> ون قلت أني مبصر لك أنكرت <|vsep|> مقالي ولم تشهد بذلك مقلتي </|bsep|> <|bsep|> تجليت مني في حتى ظهرت لي <|vsep|> خفيت خفاء دق عن كل فكرة </|bsep|> <|bsep|> على أنه لم يبق لي جبل رأى <|vsep|> تجليك لي ألا ودك بصعقة </|bsep|> <|bsep|> وناجيتني في السر مني فأصبحت <|vsep|> وقد طويت عما سواك طويتي </|bsep|> <|bsep|> فما في فضل عنك يخطر فيه لي <|vsep|> سواك فوقتي فيك غير موقت </|bsep|> <|bsep|> وديعة روح القدس نفسك ردها <|vsep|> فمن واجبات العقل رد الوديعة </|bsep|> <|bsep|> وما ردها لا بتكميلها بما <|vsep|> يليق بها من كسب كل فضيلة </|bsep|> <|bsep|> فمهما تجلت من كدورات عالم <|vsep|> الطبيعة شفت جوهراً وتجلت </|bsep|> <|bsep|> نصحتك جهدي أن قبلت فلا تكن <|vsep|> على حكم غشى حاملاً لنصيحة </|bsep|> <|bsep|> وعابة مقدوري فقلت ونما <|vsep|> قبولك مما ليس في وسعد قدرتي </|bsep|> <|bsep|> وهل ممكن سعاد من كل قد جرى <|vsep|> له قلم في اللوح يوماً بشقوة </|bsep|> <|bsep|> يظن الفتى لذات دنياه نعمة <|vsep|> وما هي لا نقمة في الحقيقة </|bsep|> <|bsep|> ويبلغ منه الجهل ما ليس يبلغ <|vsep|> العدو بحد السيف عند الحضيضة </|bsep|> <|bsep|> ونفسك فاحفظها وصنها فنما <|vsep|> سعادتها في فعل كل مشقة </|bsep|> <|bsep|> وخالف هواها ما استطعت فأنه <|vsep|> عدو لها يبغي لها كل نكبة </|bsep|> <|bsep|> لعمري لقد أنذرت نذار مشفق <|vsep|> وجاوزت في اليضاح حد الوصية </|bsep|> <|bsep|> فقم واسع وانهض واجتهد وابغ مطلقاً <|vsep|> بداك على ما فيك شر صنيعة </|bsep|> <|bsep|> فنك من نور مضيء وكظلمة <|vsep|> بما فيك من جسم ونفس نفيسة </|bsep|> <|bsep|> تسوس الحياة الجسم وهي مسوسة <|vsep|> بما فيك من أسرار علم مصونة </|bsep|> <|bsep|> فشيطان رجم أنت أو ملك بما <|vsep|> تعانيه من فعل قبيح وعفة </|bsep|> <|bsep|> ألا أن لي بالنفس مني شاغلاً <|vsep|> به تم لي ما دمع من ملكية </|bsep|> <|bsep|> جلت شبهة الأعراض عني بديهة <|vsep|> توقد كالمصباح في جوهريتي </|bsep|> <|bsep|> رأيت بها النور اللهي لائحاً <|vsep|> وراء ستور للأمور دقيقة </|bsep|> <|bsep|> فحققت ما قد كنت فيه مشككاً <|vsep|> وعاينت ما قد كان في سر خفية </|bsep|> <|bsep|> وأدركت ما المقصود من بدأتي وما <|vsep|> المراد بحيائي وموتي ورجعتي </|bsep|> <|bsep|> بمرة نفس لاح في صقالها <|vsep|> المقابل للكونين كل حقيقة </|bsep|> <|bsep|> ولم يبق عندي ريبة في الذي استرا <|vsep|> ب منه أناس في أمور كثيرة </|bsep|> <|bsep|> فألقت عصاها النفس مني وأيقنت <|vsep|> بأن سفرت عن وجه نجعي سفرتي </|bsep|> <|bsep|> يدل على ما قلته حالة الكرى <|vsep|> ذا ركد الحساس منك برقدةٍ </|bsep|> <|bsep|> فما شفيت نفس أطاعته رهبة <|vsep|> وما سعدت نفس عصته لرغبة </|bsep|> <|bsep|> ولكن بنور العلم تسلم هذه <|vsep|> وتعطب جهلاً تيك أقبح عطبه </|bsep|> <|bsep|> فيا عجباً ممن يروم لنفسه <|vsep|> خلاصاً ولم يرغب بها عن جريرة </|bsep|> <|bsep|> ومن تائب من ذلة لا ترى له <|vsep|> دموع كأفواه الغمام المكبة </|bsep|> <|bsep|> ومن مخبر لا يعجز اللَه قدره <|vsep|> عليه ولا يخشى بوادر نقمة </|bsep|> <|bsep|> ومن أشرقت أنوار مرة عقله <|vsep|> على ظلمات الطبع منه تجلت </|bsep|> <|bsep|> وثبت غرس العقل في القلب مثمراً <|vsep|> لباغي الحيا استقباح كل رذيلة </|bsep|> <|bsep|> وما وصلت نفس لى عالم الصفا <|vsep|> بما دون تحصيل العلوم الجلية </|bsep|> <|bsep|> وتمييزها عن نوعها بمعارف <|vsep|> يروجها في عالم البشرية </|bsep|> <|bsep|> وقد يملأ الأناء فيمتلئ <|vsep|> به الماء حتى لا مزيد لقطرة </|bsep|> <|bsep|> فأخرجتني عني بدخال محنة <|vsep|> وأوحشتني مني بأنس محبة </|bsep|> <|bsep|> وأسقيتني من خمر حبك شربة <|vsep|> خماري بها باق لى يوم بعثتي </|bsep|> <|bsep|> محاني بها سكري واثبتني معاً <|vsep|> فأعجب شيء أن ما حي مثبتي </|bsep|> <|bsep|> وأقربتني من رمز طرسي أسطراً <|vsep|> فتمت بها تفصيل عقدك جملتي </|bsep|> <|bsep|> وأقررتني مني على بأنني <|vsep|> صحيفة سر طيها فيه نشرتي </|bsep|> <|bsep|> وأفشيت بي سري لي فأصبحت <|vsep|> وقد أعربت ذ أفصحت عنه عجمتي </|bsep|> <|bsep|> وأفهمتني مني بأن ليس موطني <|vsep|> مكاناً به في عالم الحس نشأتي </|bsep|> <|bsep|> فأبهت ما أفهمت ذ ليس مدرك <|vsep|> لذلك لا من خصصت بحكمة </|bsep|> <|bsep|> ومن ذا الذي خصصت منك بحكمة <|vsep|> ولم تك قد عممت منك برحمة </|bsep|> <|bsep|> فكم أظهرت تلك الشارات خافيا <|vsep|> ون عزبت عن فهم قومٍ ودقت </|bsep|> <|bsep|> وما لاح ذاك البرق لا ليهتدي <|vsep|> به الركب لكن ظلمة الجهل أعمت </|bsep|> <|bsep|> لقد سمع الواعي وقل الذي وعى <|vsep|> لسكرٍ به أهوى أصمت فأصمت </|bsep|> <|bsep|> وكم لك داع منك فيك مبصر <|vsep|> لعقلك لكن لست تصغي لدعوة </|bsep|> <|bsep|> وكل مريض الجسم يمكن برؤه <|vsep|> ويعجز أن يشفى مريض البديهة </|bsep|> <|bsep|> ويستبعد الجهال كوناً بموطن <|vsep|> ذ كان لا في جنب منبت شعبة </|bsep|> <|bsep|> ولو علموا ما عالم العقل منهم <|vsep|> وأنهم بالحس في دار غربة </|bsep|> <|bsep|> ذا ولد المولود سروا بفرحة <|vsep|> ومن حقه أن يبدلوها بترحة </|bsep|> <|bsep|> ويبكونه عند الممات جهالة <|vsep|> ومن حقه أطهار كل مسرة </|bsep|> <|bsep|> ولم يعلموا أن الولادة غربة <|vsep|> أبيحت له عن خير دار وأسرة </|bsep|> <|bsep|> وموتته عود له نحو أهله <|vsep|> وأوطانه الأصلية المستلذة </|bsep|> <|bsep|> وأعجم من هذا مقال جميعهم <|vsep|> ترى عابدي الأوثان أجهل أمة </|bsep|> <|bsep|> وما عظم الأوثان من كان قلبهم <|vsep|> كتعظيم أجسام لهم مضمحلة </|bsep|> <|bsep|> فكل غدا معبوده الجسم فاستووا <|vsep|> ولكنهم لم يستووا عند نية </|bsep|> <|bsep|> لقد وقعوا مع علمهم في ظلالة <|vsep|> ذا اعتبرت أربت على كل ضلة </|bsep|> <|bsep|> فيا ليت شعري كيف صمت عقولهم <|vsep|> وداعيك فيهم مسمع من كل كل فطنة </|bsep|> <|bsep|> وكل فعال لم أكن متقرباً <|vsep|> لي به أعظمت فيه خطيتي </|bsep|> <|bsep|> فقربي به بعد وربحي خسارة <|vsep|> وعزي به ذل ونفعي مضري </|bsep|> <|bsep|> لأني فيه قمت غير موجه <|vsep|> لدى فعله وجهي لى وجه وجهتي </|bsep|> <|bsep|> فدنت بأمر حرمته شريعتي <|vsep|> وأحييت حكماً قد أماتته سنتي </|bsep|> <|bsep|> فكانت بتركي في مناهيه غفلتي <|vsep|> نهاية تأديبي وفرط عقوبتي </|bsep|> <|bsep|> تشتت عقلي فيك بعد تجمع <|vsep|> كما اجتمعت بلواي بعد تشتت </|bsep|> <|bsep|> هوىً فيك لي لا منتهى لامتداده <|vsep|> لدي ولا منه خلاص بلوة </|bsep|> <|bsep|> أزيد بلىً ذ يستجد ولم يكن <|vsep|> بتجديد صبري فيه أبىل بليتي </|bsep|> <|bsep|> ويبدي أولا منه وخر <|vsep|> فقد شف جسمي سر عودٍ وبدأةٍ </|bsep|> <|bsep|> ألا لا تلمني أن شطحت فنه <|vsep|> قليل لسكر حل بي منك شطحتي </|bsep|> <|bsep|> ولا تنهني أن تهت سكراً معربداً <|vsep|> فأنت الذي استحسنت فيك هنيكتي </|bsep|> <|bsep|> ولا تلحأن غنيت فيك تطرباً <|vsep|> فلو وجدت وجدي الجبال لغنت </|bsep|> <|bsep|> ومن عجب حمل الجبال هوى به <|vsep|> طلعت وعن حملي قديماً تأبت </|bsep|> <|bsep|> فمن قيس ليلى العامرية في الهوى <|vsep|> ومن قيس لبنى أو كثير عزة </|bsep|> <|bsep|> ذا تليت ذكري فقابل ال <|vsep|> مجنون ذكري بالسجود لحرمتي </|bsep|> <|bsep|> وأوجب كل منهم الوقف عندما <|vsep|> وسلم أن لا قصة مثل قصتي </|bsep|> <|bsep|> فمن فضل كاسي شرب غيري ولم يكن <|vsep|> يقاس بسكري سكر شارب فضلتي </|bsep|> <|bsep|> يبلبل بالي لا لنوح حمامة <|vsep|> وينهل دمعي لا ليماض برقة </|bsep|> <|bsep|> لو كنت محتاجاً للتنمم باعث <|vsep|> يحرك أشجاني لبانت نقيصتي </|bsep|> <|bsep|> ولكنني مني وفي نواعش <|vsep|> تحركني في كل سرٍ وجهرة </|bsep|> <|bsep|> فلا رقدة تغدو علي بفترةٍ <|vsep|> ولا يقظة تغدو علي بغفلة </|bsep|> <|bsep|> فمن يشك يوماً في هواه فنني <|vsep|> لي الشكر أولى في الهوى من شكيتي </|bsep|> <|bsep|> تسترت جهدي في هواك وطاقتي <|vsep|> فلما منعت الصبر أبديت صفحتي </|bsep|> <|bsep|> فأعلنت ما أسررت فيك فلم يكن <|vsep|> بقول ولا فعل سواك فضيحتي </|bsep|> <|bsep|> فما لاشتياقي في افتضاحي مدخل <|vsep|> ولا لدموع فيك لي مستهلة </|bsep|> <|bsep|> وقد كان لي في الصبر ستر على الهوى <|vsep|> بهتكك ستر الصبر أظهرت عورتي </|bsep|> <|bsep|> فلا تذهب في الحب يشبه مذهبي <|vsep|> ولا ملة فيه تقاس بملتي </|bsep|> <|bsep|> بكل لساني عن صفاتي ونما <|vsep|> يعبر عني أنني ذات وحدة </|bsep|> <|bsep|> فكل نعيم دون وصلي شقوة <|vsep|> وكل ملذ مؤلم عند لذتي </|bsep|> <|bsep|> وكل سبيل ليس يفضي سلوكه <|vsep|> لي فقد أفضى لى كل خيبة </|bsep|> <|bsep|> ولالا هوىً لي فيك يحملني على <|vsep|> حنوي لم أعهد ليك بلفظة </|bsep|> <|bsep|> وكنت ذا زلت بك النعل هاوياً <|vsep|> أقول ألا فاذهب لى حيث ألقت </|bsep|> <|bsep|> ولكن ما ينجيك ينجي هويتي <|vsep|> كما أن ما يؤذيك نفس أذيتي </|bsep|> <|bsep|> وهل أنا لا أنت ذاتاً ووحدة <|vsep|> وهل أنت لا نفس عين هويتي </|bsep|> <|bsep|> ولولا اعتبار الجسم بالنسبة التي <|vsep|> ليه له ما صح عني سيرتي </|bsep|> <|bsep|> ولست بذي شكل فيوجب كثرة <|vsep|> لذاتي ولا جزءاً فتمكن قسمتي </|bsep|> <|bsep|> ويقع ما بيني وبينك نسبة <|vsep|> يظن بها غيري لموضع شبهة </|bsep|> <|bsep|> وني لم أهبط لى الأرض يبتغي <|vsep|> بذلك وضعي بل هبوطي ورفعتي </|bsep|> <|bsep|> وتقرير هذا أن دعيت خليفة <|vsep|> وما كنت أدعى قبل ذا بخليفة </|bsep|> <|bsep|> وصير ملكي عالم الجسم محنة <|vsep|> لغاية تدبيري ومبلغ حلمتي </|bsep|> <|bsep|> فن أنا أحسنت الولاية أحسنت <|vsep|> لى العالم العلوي عودي وعزلتي </|bsep|> <|bsep|> وعاينت ما لا عاينت مقلة ولا <|vsep|> أحاطت به أذن وعت حس سمعة </|bsep|> <|bsep|> وثرت لذاتي ونيل مربي <|vsep|> واتبعت نفسي كل شيءٍ أحبت </|bsep|> <|bsep|> سددت على نفسي سبيل تخلصي <|vsep|> لى الملأ الأعلى الذي هو نزهتي </|bsep|> <|bsep|> وأوقعتها في أسر من لا يرى لها <|vsep|> مكاناً ولا يحنو عليها بعطفة </|bsep|> <|bsep|> فلا ندم يجزي ولا حسرة يرى <|vsep|> بها فرج يرجى لكشف لشدة </|bsep|> <|bsep|> فيا ويح نفس ثرت طيب زائل <|vsep|> على طيب باق لا يحد بمدة </|bsep|> <|bsep|> يموت الفتى بالجهل من قبل موته <|vsep|> ويحيى بروح العلم من بعد ميتة </|bsep|> <|bsep|> فما مات حي العلم يوماً ولم يكن <|vsep|> بحي ممات الجهل مقدار لحظة </|bsep|> <|bsep|> ولو قايسوا بالحسن بيني وبينها <|vsep|> لكانت لديهم لا تسام بحبة </|bsep|> <|bsep|> وشق القلب الجاهلات التي بها <|vsep|> محبتها قالت بهم عن محبتي </|bsep|> <|bsep|> وما ذاك شيء يسقط العذر لامرئ <|vsep|> أطاع الهوى وانقاد عبداً لشهوةٍ </|bsep|> <|bsep|> وهل نافع شق الفؤاد ندامة <|vsep|> لذي قدمٍ زلت ولم تتشبت </|bsep|> <|bsep|> فكيف يليق الوصل مني لمؤثر <|vsep|> على طيب وصل وصل من هي عبدتي </|bsep|> <|bsep|> ذا رضيت عنه يهون عليه في <|vsep|> رضاها وأدنى ذاك تسهيل غصة </|bsep|> <|bsep|> على أنها أعدى عداه ترتبت <|vsep|> له حيلة منها لا مكان فرصة </|bsep|> <|bsep|> فهام بها عشقاً وثر وصلها <|vsep|> فزل فنادمته لى ألف لعنة </|bsep|> <|bsep|> وانظر أحوال الرجال وقوفهم <|vsep|> على برزخ ما بين نار وجنة </|bsep|> <|bsep|> فأما لى لام نفس خبيئة <|vsep|> وأما لى لذات نفس نفيسة </|bsep|> <|bsep|> فلام تلك الترك في دار غربة <|vsep|> ولذات هذا العود من بعد غربة </|bsep|> <|bsep|> وهل حسرة في النفس أعظم غصة <|vsep|> من البعد عن أهل ودار وجيرة </|bsep|> <|bsep|> كما أنه لا شيء أعظم لذة <|vsep|> لذي غربة من ملتقى بعد فرقة </|bsep|> <|bsep|> كأني لم أحجب بها وكأنما <|vsep|> هي احتجبت بي فازدهى الناس عشقتي </|bsep|> <|bsep|> وغودرت لا يثني على حسن فعلي ال <|vsep|> جميل ولا يلوي على حسن طلعتي </|bsep|> <|bsep|> ولولا الشقا والجهل ما ثر العدى <|vsep|> رضاها وجانب طيب وصل الأحبة </|bsep|> <|bsep|> وهل أمني بالفضل مثلي ونما <|vsep|> بمثل طباع السوء نحو الدنية </|bsep|> <|bsep|> وتأبى الطباع الفاضلات ارتكابها <|vsep|> الأمور التي تفضي لى حط رتبة </|bsep|> <|bsep|> فكم حسرات في نفوس يثيرها <|vsep|> بعادي ذا ما العيس للبين ذمت </|bsep|> <|bsep|> وكم عبرة تجري علي تأسفاً <|vsep|> وقد فات ما لا يسترد بعبرة </|bsep|> <|bsep|> وكم قارع سناً علي ندامة <|vsep|> وخر مكوي بنيران حسرة </|bsep|> <|bsep|> وكم أنةٍ تغدو علي ورنة <|vsep|> بروح ذا ما استشعر القوم فرقتي </|bsep|> <|bsep|> وهل هاجري وجداً بغيري بالغ <|vsep|> رضاي لصب طالب دار هجرة </|bsep|> <|bsep|> لشتان من بين المقامين نما <|vsep|> المبرز من لاهمه غير عشرتي </|bsep|> <|bsep|> ألم تر أني منتهي قصد مبدعي <|vsep|> ولم تبدع الأشياء لا لخدمتي </|bsep|> <|bsep|> ون لكرامي وتعظيم حرمتي <|vsep|> أشار لى الأملاك نحوي بسجدة </|bsep|> <|bsep|> وصير ما في عالم الكون كله <|vsep|> بحكم راداتي وطوع مشيتي </|bsep|> <|bsep|> فن كنت في وصل دعيت فلا تمل <|vsep|> لى وصل غيري واغتنم وصل صحبتي </|bsep|> <|bsep|> وخذ جانباً من رفقة بك وكلوا <|vsep|> ببعدك عن وصلي وثبات جفوتي </|bsep|> <|bsep|> فعند ارتفاع الحجب ما بيننا ترى <|vsep|> محاسن وجه الغانيات وبهجتي </|bsep|> <|bsep|> ولا عجنت لا بحبك طينتي <|vsep|> ولا لهجت لا بكذرك لهجتي </|bsep|> <|bsep|> وردت ورود الهيم فيك من الهوى <|vsep|> شريعة حب هيجت لي غلتي </|bsep|> <|bsep|> ولا عجب ن هيجت لي غلة <|vsep|> فما تملك منك أولا محنة </|bsep|> <|bsep|> ذا كان بي أمر أرى فيه لي أذى <|vsep|> رضاك فما أحلاه في قلب ذلتي </|bsep|> <|bsep|> لذاك ما أرضاك مني فعلته <|vsep|> ولو غضبت منه كرام عشيرتي </|bsep|> <|bsep|> وما بعت فيك النفس لا لعل أن <|vsep|> أفوز بوصلٍ منك تربح صفقتي </|bsep|> <|bsep|> فن أنت أمضيت التبايع بيننا <|vsep|> فبعت ون لم تمض أكسدت سلعتي </|bsep|> <|bsep|> وما قدر نفس لي لديك حقيرة <|vsep|> فأجعلها مهراً لأشرف وصلة </|bsep|> <|bsep|> ولكن مقل بادل فيك جهده <|vsep|> أحق بوصل من أخي كل ثروة </|bsep|> <|bsep|> توحشت من أبناء نوعي ولم يكن <|vsep|> لشيء سوى أنسي بقربك وحشتي </|bsep|> <|bsep|> تغربت عن أهلي ليك ونني <|vsep|> ليعذب لي في طيب أنسك غربتي </|bsep|> <|bsep|> فكم خلوة قد فزت فيها بجلوة <|vsep|> خرجت بها عني ليك بفرحة </|bsep|> <|bsep|> وطلقت فيها عالم الحس بتة <|vsep|> لتعلم أني لا أقول برجعة </|bsep|> <|bsep|> وفارقت أوطاني وأهل وجيرتي <|vsep|> لتعلم أني باذل فيك مهجتي </|bsep|> <|bsep|> ولولا دخولي في رضاك بكل ما أس <|vsep|> تطعت لعزت فيك عني خرجتي </|bsep|> <|bsep|> وكان بودي لو قبلت تقربي <|vsep|> ليك ولكن لست أهلاً لقربة </|bsep|> <|bsep|> وهل أنا ألا نطفة من سلالة <|vsep|> لطين وما مقدار قيمة نطفة </|bsep|> <|bsep|> لعمري لقد حاولت أمراً مرامه <|vsep|> عزيز ولكن أنت أهل العطية </|bsep|> <|bsep|> وليس اعترافي باتضاعي بمانعي <|vsep|> سؤالك أمراً دونه قدر قيمتي </|bsep|> <|bsep|> وليس على قدر سؤال فنني <|vsep|> أرى أن قدري دون مقدار ذرة </|bsep|> <|bsep|> ولكن على مقدار حسانك الذي <|vsep|> عممت به تخصيص كوني بخلقتي </|bsep|> <|bsep|> ولا أنا مما يخجل الطرد وجهه <|vsep|> فيأنف من عود مخافة طردة </|bsep|> <|bsep|> على كل ليس لي عنك مذهب <|vsep|> فيصرفني عن جعل بابك قبلتي </|bsep|> <|bsep|> فما شئت فاصنع وارض عني فنني <|vsep|> أرى كل صنع منك سباغ نعمة </|bsep|> <|bsep|> كفاني اعترافي توبة <|vsep|> وحسبي رضاً على قبولك توبتي </|bsep|> <|bsep|> وهل أنا لا دوحة قد غرستها <|vsep|> فن لم يصبها وابل منك جفت </|bsep|> <|bsep|> ذا حصلت لي كيف ما كان نسبة <|vsep|> ليك فلا أخشى ضياعاً لنسبتي </|bsep|> <|bsep|> فيا حيرتي كم حيرة فيك لي غدت <|vsep|> مخصصة بي ما به منك عمت </|bsep|> <|bsep|> وكم نعمة أسبغت من سر حكمة <|vsep|> أنرت بها من ناطق كل ظلمتي </|bsep|> <|bsep|> وأحببت مني ما أماتت جهالتي <|vsep|> حياةً محال بموتتي </|bsep|> <|bsep|> ومن حييت من موتة الجهل نفسه <|vsep|> بعلم نجت من قطع كل منية </|bsep|> <|bsep|> وكم مرجة من بحر علم أثرتها <|vsep|> لدي بريح منك أجرت سفينتي </|bsep|> <|bsep|> فمرت تشق الكون حين مهبها <|vsep|> ملححة حتى أفادت معيتي </|bsep|> <|bsep|> وأدركت معنى خراً دق فهمه <|vsep|> أريد بوضع الصورة الألفية </|bsep|> <|bsep|> ومن لم يحط علماً بمعنى وصورة <|vsep|> له فبصير العين أعمى البصيرة </|bsep|> <|bsep|> فزرع ولكن لم يفد حصد حبه <|vsep|> ومخض ولكن لم يفد مخض زبدة </|bsep|> <|bsep|> ذا جهل النسان تحقيق أمره <|vsep|> فكيف بتحقيق الأمور الغريبة </|bsep|> <|bsep|> فيا عجباً للمرء يجهل نفسه <|vsep|> ويطمع في فهم المعاني البعيدة </|bsep|> <|bsep|> وما ناهض بالنفس يزداد رتبة <|vsep|> من العلم تسميها كوان مقوت </|bsep|> <|bsep|> وما موقظ من رقدة الجهل عقله <|vsep|> لتحصيله تكميلها مثل ميت </|bsep|> <|bsep|> ذا كملت نفس الفتى بصفاته ال <|vsep|> جميلة من قول وفعل ترقت </|bsep|> <|bsep|> وأصبح يدعي عالم العقل عالماً <|vsep|> لها وتخطت نفسه كل خطة </|bsep|> <|bsep|> وبالعلم بالنفس النفيسة يدرك ال <|vsep|> محصل فهم العلة الأولية </|bsep|> <|bsep|> ومن لم يحط علماً بذاك فنه <|vsep|> ون كان حيا حكمه حكم ميت </|bsep|> <|bsep|> وما الحي عن العقل من كان غالباً <|vsep|> على نفسه حكم القوى البدنية </|bsep|> <|bsep|> ولكنه من شرفت قدره على <|vsep|> بني نوعه أوصاف نفس زكية </|bsep|> <|bsep|> ففي العالم العلوي ذا ملك وذا <|vsep|> لدى العالم السفلي شيطان جنة </|bsep|> <|bsep|> وما اختلفا بالنوع حتى يظن ما <|vsep|> به اختلفا فعلاً لخلق الغريزة </|bsep|> <|bsep|> وكل أبوه دم ويخص ذا <|vsep|> لذا خص ذا من سر معنى النبوة </|bsep|> <|bsep|> ومن أعجب الأشياء فرعاً أرومة <|vsep|> وما اتحدا بالطبع في الثمرية </|bsep|> <|bsep|> بأي لسان أوثر الشكر مثنياً <|vsep|> عليك بما أوليتني من فضلة </|bsep|> <|bsep|> وأكملت من عقلي ووصفي وصورتي <|vsep|> وفهمي وأحشائي وحولي وقوتي </|bsep|> <|bsep|> وصفحك عني أن عصيت تكرماً <|vsep|> ووعدك لي عن طاعتي بالمثوبة </|bsep|> <|bsep|> وهل ممكن حصاء ذرات كلما <|vsep|> على الأرض من كثبان رمل مهيلة </|bsep|> <|bsep|> وأحصاء ما في البحر من كل قطرة <|vsep|> بحيث يحيط المحصي منها بعدة </|bsep|> <|bsep|> وذلك أمر مستحيل وكلما اس <|vsep|> تحال فمنفي لحكم الضرورة </|bsep|> <|bsep|> وما كل هذا لو أتيت بضعفه <|vsep|> من الشكر أدنى شكر أصغر حبة </|bsep|> <|bsep|> فكيف بشكري كل عضو وقوة <|vsep|> جعلت لنفعي عند تأليف بنيتي </|bsep|> <|bsep|> وشكر التي قد حجبت بي وأنها <|vsep|> لأظهر لي من نور شمس تبدت </|bsep|> <|bsep|> بعيدة أطلال الديار قريبة <|vsep|> وأعجب شيء بعد دار قريبة </|bsep|> <|bsep|> بها مثل ما بي من هواها وعندها <|vsep|> من الود ما ليس دون مودتي </|bsep|> <|bsep|> وقد أدركتها رقة لي أطمعت <|vsep|> بنيل المنى لولا مخافة وفقتي </|bsep|> <|bsep|> وقلت لها مني علي بنظرة <|vsep|> أنا بها من حسن وجهك منيتي </|bsep|> <|bsep|> ألم تعلمي ما حل بي منك من جوى <|vsep|> وكابدت من أشجان قلب ولوعة </|bsep|> <|bsep|> فن الجبال الشم وهي رواسخ <|vsep|> لو احتملت بعض الذي بي لدكت </|bsep|> <|bsep|> فأحزان قلبي لا تجود بسلوة <|vsep|> وأجفان عيني لا تسح بدمعة </|bsep|> <|bsep|> ولولا حنيني لم تحن مطية <|vsep|> ولولا نواحي لم تنح ورق أيكة </|bsep|> <|bsep|> ولولا خطابي لم يقع عين عابد <|vsep|> علي لما مني الصبابة أبلت </|bsep|> <|bsep|> فلا ماء لا بعض فيض مدامعي <|vsep|> ولا نار لا دون أنفاس زفرتي </|bsep|> <|bsep|> فقالت بعيني ما لقيت ونه <|vsep|> ليؤلم قلبي أن تشاك بشوكة </|bsep|> <|bsep|> وني على ما في من صلف لها <|vsep|> لراغبة في الوصل أعظم رغبة </|bsep|> <|bsep|> ولكن وشاة السوء فيك كثيرة <|vsep|> وليست مع الواشين تمكن رؤيتي </|bsep|> <|bsep|> وأنت فعغرى بالحسان ونني <|vsep|> لأكره ما بي أن أرى وجه ضرتي </|bsep|> <|bsep|> ومن لم يصني صنت وجهي ببرقه <|vsep|> وصور فيه صورة دون صورتي </|bsep|> <|bsep|> ليمتحن الخطاب لي ذ يرونها <|vsep|> أيلهون عني أم يتمنون خطبتي </|bsep|> <|bsep|> وما هي لا عبدة لي جميلة <|vsep|> تظن وما أفعالها بجميلة </|bsep|> <|bsep|> فما كان لا أن رأى الناس وجهها <|vsep|> فهاموا بها في فج وجه ووجهة </|bsep|> <|bsep|> ويعلم ما قد كان بالأمس والذي <|vsep|> يكون غداً أو كائن بعد برهة </|bsep|> <|bsep|> ويخبر بالأمر المغيب مثل ما <|vsep|> يخبر عن ما كان منك بحضرة </|bsep|> <|bsep|> ويعلم ما مفهوم معنى معبر <|vsep|> لسامعة عنه بوحي النبوة </|bsep|> <|bsep|> وما الوحي لا خلع نفس قوية <|vsep|> ملابس أحساس على العقل غطت </|bsep|> <|bsep|> وأنى لها نحو المحيط بذاتها <|vsep|> على عالم العقل الذي عنه شبت </|bsep|> <|bsep|> ودراك ما يلقى ليها هناك من <|vsep|> شارات رمز للعقول دقيقة </|bsep|> <|bsep|> وأفهام أفهام النفوس لطائف ال <|vsep|> معاني التي ذاتها قد تهيت </|bsep|> <|bsep|> وما أطرب الأرواح منا لدى الفنا <|vsep|> سوى نغمات أدركتها قديمة </|bsep|> <|bsep|> وذلك أن النفس قبل اتصالها <|vsep|> بتدبيرها الجسم الذي قد تولت </|bsep|> <|bsep|> وعى سمعها من طيب ألحان نغمة <|vsep|> ينغمها الأفلاك أعظم لذة </|bsep|> <|bsep|> ذا أقبلت أجرامها بأصكاكها <|vsep|> يرجعها في قطعها كل ذروة </|bsep|> <|bsep|> وشذت لبعد العهد عنها فلم تكن <|vsep|> تذكرها لا بتجديد نغمة </|bsep|> <|bsep|> فلما أحست بالسماع بمثلها <|vsep|> تذكرت العهد القديم فحنت </|bsep|> <|bsep|> وحاولت التجريد عن عالم الفنا <|vsep|> لى العالم الباقي الذي عنه شذت </|bsep|> <|bsep|> فجاذبها الجسم الزمام وأقبلت <|vsep|> تجاذب فاهتزت لذاك برقصة </|bsep|> <|bsep|> ولا شك في أن العقول محيلة ال <|vsep|> سامع والأبصار للحس رنت </|bsep|> <|bsep|> فن لم يكن في عالم العقل ما يرى <|vsep|> ويسمع كانت تلك غير مفيدة </|bsep|> <|bsep|> وذلك تعطيل وليس بحكمة <|vsep|> يعطلها عماله قد أعدت </|bsep|> <|bsep|> وقد يطرب الدولاب عند حنينه <|vsep|> فكيف حنين النغمة الفلكية </|bsep|> <|bsep|> وناهيك أن الطفل عند بكائه <|vsep|> يغني فيغشاه سكينة سكتة </|bsep|> <|bsep|> ويذهل عما كان فيه من الأذى <|vsep|> وتبدو لنا منه مخايل طربة </|bsep|> <|bsep|> ولولا دكار النفس منه لدى الغنى <|vsep|> عهوداً قديمات لها ما استلذت </|bsep|> <|bsep|> وقد تطرب العجماء عند استماعها ال <|vsep|> غناء وتنسى عنده كل غمة </|bsep|> <|bsep|> ولا فما بال المطي ذا ونت <|vsep|> عن السير هيجت في الفلاة بحدوة </|bsep|> <|bsep|> فتصغي بالحادي بأسماعها كما <|vsep|> يكون استماع العاقل المتنصت </|bsep|> <|bsep|> وتوسع مد الخطو حتى كأنها <|vsep|> سفائن بحر مقلعات بلجة </|bsep|> <|bsep|> ويرتاح بعض الطير عند سماعه <|vsep|> تجاوب أوتار ذا هي خشت </|bsep|> <|bsep|> وما ذاك لا أن أفلاكها على <|vsep|> مراكزها لما استدارت فعنت </|bsep|> <|bsep|> فصارت بحكم الطبع تشتاق ما به <|vsep|> يخصصها من دون كل مصوت </|bsep|> <|bsep|> فلا تحسب الأشياء مهملة كما <|vsep|> توهم أصحاب العقول الضعيفة </|bsep|> <|bsep|> وللحوت بل للدود في العود بل لما <|vsep|> سوى ذاك أفلاك عليها أديرت </|bsep|> <|bsep|> وفيها لها فاق جو فسيحة <|vsep|> عليها نراها نحن غير فسيحة </|bsep|> <|bsep|> فما خص نوع لا يتم سواه من <|vsep|> مراكز أفلاك وأوضاع هيئة </|bsep|> <|bsep|> وكل له عقل يسدده لى <|vsep|> مقاصد أفعال وترك شديدة </|bsep|> <|bsep|> وما النحل في أوضاعها لبيوتها <|vsep|> مسدسة من حكمة بخيلة </|bsep|> <|bsep|> وقد يعجز المرء المهندس وضعها <|vsep|> بلاته الحكمية الهندسية </|bsep|> <|bsep|> وجعل لعاب العنكبوت لصيده ال <|vsep|> ذباب شباكاً ليس لا لخبرة </|bsep|> <|bsep|> ويفهم بعض الذر مقصود بعضه <|vsep|> بقوة دراك لنفس زكية </|bsep|> <|bsep|> وحسبك ألف النوع بالنوع شاهد <|vsep|> بمعرفة في طبعه مستحثة </|bsep|> <|bsep|> فن ازدواج الشكل بالشكل مشعر <|vsep|> بقوة تمييز وصحة فطرة </|bsep|> <|bsep|> ولو لم يكن ألا تفاهمها ذا <|vsep|> تناغت بأصوات لها أعجمية </|bsep|> <|bsep|> لكان لنا فيه دليل يدلنا <|vsep|> على أن ذا لا عن نفوس بليدة </|bsep|> <|bsep|> فمن ظن شيئاً غير هذا فنه <|vsep|> لتقصيره عن فكرة مستقيمة </|bsep|> <|bsep|> وقد شهد الذكر الحكيم بأنها <|vsep|> مسبحة والذكر أعظم حجة </|bsep|> <|bsep|> وهل يصدق التسبيح من غير عاقل <|vsep|> ولكن عيون الجهل غير بصيرة </|bsep|> <|bsep|> تأمل صلاة الشمس عند وقوفها <|vsep|> لدى الظهر في وسط السماء بخشية </|bsep|> <|bsep|> وثباتها وقت الزوال بركعة <|vsep|> وتمامها عند الغروب بسجدة </|bsep|> <|bsep|> كذا جملة الأفلاك راكعة بما <|vsep|> جرت سجدة للَه في كل طرفة </|bsep|> <|bsep|> وما الذي أعمى عيون قلوبهم <|vsep|> ونورك فيهم مستطير الأشعة </|bsep|> <|bsep|> لقد عظمت تلك الرزية موقعاً <|vsep|> لدى كل ذي عقل سليم وجلت </|bsep|> <|bsep|> أرى كل ذي سكر سيصحو من الهوى <|vsep|> سواي فصحوي فيك علة سكرتي </|bsep|> <|bsep|> فما اتفقت لي مذ عرفتك خلوة <|vsep|> بنفسي لا همت فيك بجلوة </|bsep|> <|bsep|> ولا عرضت لي في دجى الفكر هجمة <|vsep|> فأغفيت لا فزت فيك بيقظة </|bsep|> <|bsep|> ولا استغرقتني في المحاسن بهتة <|vsep|> فثارت بحسن غير حسنك بهتتي </|bsep|> <|bsep|> ولا سنحت في باطن القلب خشية <|vsep|> فكانت لشيء غير هجرك خشيتي </|bsep|> <|bsep|> ولا خضعت نفسي لأمر ترومه <|vsep|> فكانت لشيء غير وصالك خضعتي </|bsep|> <|bsep|> ولا استقبلتني من جنابك نفحة <|vsep|> أسرت حديثاً عنك لا وسرت </|bsep|> <|bsep|> وأصغي لى تحصيله في مسامع ال <|vsep|> مشاعر من كل منبت شعرة </|bsep|> <|bsep|> وأحسست في نفسي بلطف دبيب ما <|vsep|> سقطت من محيا الحب لما تمشت </|bsep|> <|bsep|> وهل شارب كأساً من الحب جاهل <|vsep|> بما أحدثت في عقله حين دبت </|bsep|> <|bsep|> فقد حقق الدعوى القياس وأين من <|vsep|> كثافة جسم الخمر لطف المحبة </|bsep|> <|bsep|> ذا غبت عني كنت عندك حاضراً <|vsep|> ومن عجب أن غيبتي فيك حضرتي </|bsep|> <|bsep|> فيا با طناً ألقاه في كل ظاهر <|vsep|> ويا أولا ما زال خر فكرتي </|bsep|> <|bsep|> تشابه علاني وسري ومشهدي <|vsep|> وغيبي وستري في هواك وشهرتي </|bsep|> <|bsep|> تجمع الأضداد في ولم يكن <|vsep|> بمستغرب لي في الهوى كل بدعة </|bsep|> <|bsep|> فنوعي في شخصي لأني نتيجة <|vsep|> لشكل قياس عن ضروب عقيمة </|bsep|> <|bsep|> ملأت جهاتي الست منك فأنت لي <|vsep|> محيط وأيضاً أنت مركز نقطتي </|bsep|> <|bsep|> فصرت ذا وجهت وجهي مصلياً <|vsep|> فرايض أوقاتي فنفسي كعبتي </|bsep|> <|bsep|> فصار صيامي لي ونسكي وطاعتي <|vsep|> ونحري وتعريفي وحجي وعمرتي </|bsep|> <|bsep|> وحولي طوافي واجب وخلاله اس <|vsep|> تلامي لركني من مناسك حجتي </|bsep|> <|bsep|> وذكري وتسبيحي وحمدي وقربتي <|vsep|> لنفسي وتقديسي وصفو سيرتي </|bsep|> <|bsep|> ولو هم مني خاطر بالتفاتة <|vsep|> لم كان لي لا ألي تلفتي </|bsep|> <|bsep|> ولو لم أود الفرض مني ألي لم <|vsep|> يصح بوجه لي ولم تبر ذمتي </|bsep|> <|bsep|> وكنت على أني أوحد ظاهراً <|vsep|> ففي باطني قد دنت بالثنوية </|bsep|> <|bsep|> كذا من يكن قد صح عقد وداده <|vsep|> ولم يتهم يوماً بسقم عقيدة </|bsep|> <|bsep|> وينفي اتصال النفس بالعقل واقفاً <|vsep|> على حس ما في عالم الحس أبلت </|bsep|> <|bsep|> فن قهرت فيه قوى الجسم ألحقت <|vsep|> بعالمها مملوءة بالمسرة </|bsep|> <|bsep|> وتبقى كما قد جاء تهوى وليتها <|vsep|> هوت ما هوت ثم ارعوت واستقرت </|bsep|> <|bsep|> ولكنها تبقى بنيران حسرة ال <|vsep|> بعاد تقاسي ضيق أغلال كرية </|bsep|> <|bsep|> مذبذبة لا عالم العقل أدركت <|vsep|> ولا عالم الأجسام فيه تبقت </|bsep|> <|bsep|> فترجع لى أحدى الحنين حنينها <|vsep|> لى عالم العقل الذي عنه صدت </|bsep|> <|bsep|> وهيهات أن يطوي لسير حنينها <|vsep|> لي الذي قد حال من بعد شقة </|bsep|> <|bsep|> وأنى لها والحس قد حال بينها <|vsep|> وبين حماه أن تفوز بنظرة </|bsep|> <|bsep|> ذا ذكرته هز هامس طائف <|vsep|> من الشوق لو هز الجبال لهدت </|bsep|> <|bsep|> وما ذاك بالمدني ليه ولا الذي <|vsep|> ذا لم يكن يدني فربح بوقفة </|bsep|> <|bsep|> أسى كلما قيل انقضت منه لوعة <|vsep|> أعيدت بأخرى مثلها مستحثة </|bsep|> <|bsep|> تزول الجبال الشم وهي مقيمة <|vsep|> على حالة منكوسة مستمرة </|bsep|> <|bsep|> وذلك أمر نسأل اللَه عصمة <|vsep|> منجية منه ومن كل حيرة </|bsep|> <|bsep|> ألم يك فيما نال دم عبرة <|vsep|> ومتعظ للعاقل المتثبت </|bsep|> <|bsep|> على قربه من ربه واصطفائه <|vsep|> ومنحته ياه أعظم منحة </|bsep|> <|bsep|> وبعاده من بعد ذاك وصده <|vsep|> وتجريعه ياه أعظم غصة </|bsep|> <|bsep|> ولم يأت ذنباً عامداً غير أنه <|vsep|> بأول حكم اللَه طالب رخصة </|bsep|> <|bsep|> فأخطأ في التأويل جهلاً فحطمه <|vsep|> لى الأرض من أعلى الجنان المنيفة </|bsep|> <|bsep|> ولم يخف ما لا قى ذا انحط هابطاً <|vsep|> لى الأرض من هول الأمور العظيمة </|bsep|> <|bsep|> وما زال يدعو اللَه سراً وجهرةً <|vsep|> وحاول منه العفو عنه بتوبة </|bsep|> <|bsep|> وكيف بمن يأتي ذنوباً كثيرةً <|vsep|> ويقضي وما وافى بتوبة مخبت </|bsep|> <|bsep|> وكم جاهل لم يزدجر الذي جرى <|vsep|> على دم من فعله كل خزية </|bsep|> <|bsep|> لقد شمل الخير الوجود بأسره <|vsep|> فما كان من نشر فذاك لندرة </|bsep|> <|bsep|> ولم يكن المقصود بالذات نما <|vsep|> أتى بطريق الضمن والتبعية </|bsep|> <|bsep|> ألم أن الغيث خير وأنه <|vsep|> ليحصل منه وكف بعض الأكنة </|bsep|> <|bsep|> ون لهيب النار المثوب محرق <|vsep|> ويحصل منه نضج كل معيشة </|bsep|> <|bsep|> فقد يتبع الخير الكثير الذي نرى <|vsep|> لنا فيهما شر يسير المضرة </|bsep|> <|bsep|> ولو روعي الضر الذي فيهما لنا <|vsep|> ولم يخلقنا لاختل نظم الخليقة </|bsep|> <|bsep|> وكان هلاك الحرث والنسل عاجلاً <|vsep|> وذاك بلا شك خراب البسيطة </|bsep|> <|bsep|> ولم يك لا عالم الأمر وحده <|vsep|> ولم يخف ما في ذاك من نقص خلقة </|bsep|> <|bsep|> وفي الحشرات الساقطات منافع <|vsep|> يحيط بها أهل العقول السليمة </|bsep|> <|bsep|> ولو لم تكن ما عاش من نوعنا امرؤ <|vsep|> لفضل بخارات الهيولي الردية </|bsep|> <|bsep|> فمن ذلك الفضل الردي تكونت <|vsep|> وفي مدخل الأوساخ في الأرض حلت </|bsep|> <|bsep|> وغودر ما نلقيه منا غذاؤنا <|vsep|> لصفو الهوى من شوب كل أذية </|bsep|> <|bsep|> لتنتعش الأرواح منا بطيبة <|vsep|> ويصفو لنا ورد الحياة الهنية </|bsep|> <|bsep|> وقد ركب الأجسام منا وكل ما <|vsep|> تركب منحل ولو بعد برهة </|bsep|> <|bsep|> وألبس منا كل جزء بحيز <|vsep|> لأركاننا الذاتية العنصرية </|bsep|> <|bsep|> وما جمعنا بعد افتراق بمعجز <|vsep|> وهل خر يخلو عن الأولية </|bsep|> <|bsep|> ون معاد الشيء بعد انعدامه <|vsep|> لأسهل من نشاء نشاء بدأة </|bsep|> <|bsep|> ومطلع شمس النفس من مشرق الخلا <|vsep|> سيطلعها من مغرب العدمية </|bsep|> </|psep|> |
هجرت غضوب وحب من يتحبب | 6الكامل
| [
"هَجَرَت غَضوبُ وَحُبَّ مَن يَتَحَبَّبُ",
"وَعَدَت عَوادٍ دونَ وَليِكَ تَشعَبُ",
"وَمِنَ العَوادي أَن تَقَتكَ بِبِغضَةٍ",
"وَتَقاذُفٍ مِنها وَأَنَّكَ تُرقَبُ",
"شابَ الغُرابُ وَلا فُؤادُكَ تارِكٌ",
"ذِكرَ الغَضوبِ وَلا عِتابُكَ يُعتَبُ",
"وَكَأَنَّما وافاكَ يَومَ لَقيتَها",
"مِن وَحشِ وَجرَةَ عاقِدٌ مُتَرَبَّبُ",
"خَرِقٌ غَضيضُ الطَرِف أَحوَرُ شادِنٌ",
"ذو حُوَّةٍ أُنُفُ المَسارِبِ أَخطَبُ",
"بِشَرَبَّةٍ دَمَث الكَثيبِ بِدورِهِ",
"أَرطى يَعوذُ بِهِ ِذا ما يُرطَبُ",
"يَتَقي بِهِ نَفيانَ كُلِّ عَشِيَّةٍ",
"فَالماءُ فَوقَ مُتونِهِ يَتَصَبَّبُ",
"يَقرو أَبارِقَهُ وَيَدنو تارَةً",
"لِمَدافِىءٍ مِنها بِهِنَّ الحُلَّبُ",
"ِنّي وَأَيديها وَكُلِّ هَدِيَّةٍ",
"مِمّا تَثُجُّ لَها تَرائِبُ تَثعَبُ",
"وَمُقامِهِنَّ ِذا حُبِسنَ بِمَأزِمٍ",
"ضَيقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأَخشَبُ",
"حَلِفَ اِمرىءٍ بَرٍّ سَرِفتِ يَمينَهُ",
"وَلِكُلِّ ما تُبدي النُفوسُ مُجَرَّبُ",
"ِنّي لَأَهواها وَفيها لِاِمرىءٍ",
"جادَت بِنائِلِها ِلَيهِ مَرغَبُ",
"وَلَقَد نَهَيتُكَ أَن تَكَلَّفَ نائِياً",
"مِن دونِهِ فَوتٌ عَلَيكَ وَمَطلَبُ",
"أَفَمِنكِ لا بَرقٌ كَأَنَّ وَميضَهُ",
"غابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرامٌ مُثقَبُ",
"سادٍ تَجَرَّمَ في البَضيعِ ثَمانِياً",
"يُلوى بِعَيقاتِ البِحارِ وَيُجنَبُ",
"لَمّا رَأَى عَمقاً وَرَجَّعَ عَرضُهُ",
"رَعداً كَما هَدَرَ الفَنيقُ المُصعَبُ",
"لَمّا رَأَى نَعمانَ حَلَّ بِكَرفِىءِ",
"عَكَرَ كَما لَبَجَ النُزولَ الأَركُبُ",
"وَالسِدرُ مُختَلَجٌ وَأُنزِلَ طافِياً",
"ما بَينَ عَينَ ِلى نَباةَ الأَثأَبُ",
"وَالأَثلُ مِن سَعيا وَحَليَةَ مُنزَلٌ",
"وَالدَومُ جاءَ بِهِ الشُجونُ وَفَعُليَبُ",
"ثُمَّ اِنتَهى بَصَري وَأَصبَحَ جالِساً",
"مِنهُ لِنَجدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ",
"وافَت بِأَسحَمَ فاحِمٍ لا ضَرَّهُ",
"قَصَرٌ وَلا حَرِقُ المَفارِقِ أَشيَبُ",
"كَذَوائِبِ الحَفَأِ الرَطيبِ غَطا بِهِ",
"غَيلٌ وَمَدَّ بِجانِبَيهِ الطُحلُبُ",
"وَمُنَصَّبٍ كَالأُقحُوانِ مُنَطَّقُ",
"بِالظُلمِ مَصلوتِ العَوارِضِ أَشنَبُ",
"كَسُلافَةِ العِنَبِ العَصيرِ مِزاجُهُ",
"عودٌ وَكافورٌ وَمِسكٌ أَصهَبُ",
"خَصِرٌ كَأَنَّ رُضابَهُ ِذ ذُقتَهُ",
"بَعدَ الهُدوءِ وَقَد تَعالى الكَوكَبُ",
"أَريُ الجَوارِسِ في ذُؤابَةِ مُشرِفٍ",
"فيهِ النُسورُ كَما تَحَبّى المَوكِبُ",
"مِن كُلِّ مُعنِقَةٍ وَكُلِّ عِطافَةٍ",
"مِمّا يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزعَبُ",
"مِنها جَوارِسُ لِلسَّراةِ وَتَأتَري",
"كَرَباتِ أَمسِلَةٍ ِذا تَتَصَوَّبُ",
"فَتَكَشَّفَت عَن ذي مُتونٍ نَيِّرٍ",
"كَالرَيطِ لا هِفٌّ وَلا هُوَ مُخرَبُ",
"وَكَأَنَّ ما جَرَسَت عَلى أَعضادِها",
"حينَ اِستَقَلَّ بِها الشَرائِعُ مَحلَبُ",
"حَتّى أُشِبَّ لَها وَطالَ ِيابُها",
"ذو رُجلَةٍ شَثنُ البَراثِنِ جَحنَبُ",
"مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَملَهُ",
"صُفنٌ وَأَخراصٌ يَلُحنَ وَمِسأَبُ",
"صَبَّ اللَهيفُ لَها السُبوبَ بِطَغيَةٍ",
"تُنبي العُقابَ كَما يُلَطُّ المُجنَبُ",
"وَكَأَنَّهُ حينَ اِستَقَلَّ بَريدِها",
"مِن دونِ وَقبَتِها لَقاً يَتَذَبذَبُ",
"فَقَضى مَشارَتَهُ وَحَطَّ كَأَنَّهُ",
"خَلَقٌ وَلَم يَنشَب بِما يَتَسَبسَبُ",
"فَأَزالَ ناصِحَها بِأَبيَضَ مُفرَطٍ",
"مِن ماءِ أَلهابٍ عَلَيهِ التَألَبُ",
"وَمِزاجُها صَهباءُ فَتَّ خِتامَها",
"قَرِطٌ مِنَ الخُرسِ القِطاطِ مُثَقَّبُ",
"فَكَأَنَّ فاها حينَ صُفِّيَ طَعمُهُ",
"وَاللَهِ أَو أَشهى ِلَيَّ وَأَطيَبُ",
"فَاليَومَ ِمّا تُمسِ فاتَ مَزارُها",
"مِنّا وَتُصبِح لَيسَ فيها مَأرَبُ",
"فَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ",
"أَنَسٌ لَفيفٌ ذو طَوائِفَ حَوشَبُ",
"في مَجلِسٍ بيضِ الوُجوهِ يَكُنُّهُم",
"غابٌ كَأَشطانِ القَليبِ مُنَصَّبُ",
"مُتَقارِبٌ أَنسابُهُم وَأَعِزَّةٌ",
"توقى بِمِثلِهِمُ الظُلامُ وَتُرهَبُ",
"فَِذا تُحومِيَ جانِبٌ يَرعَونَهُ",
"وَِذا يَجيءُ نَذيرُهُ لَم يَهرُبوا",
"بُذَخاءُ كُلُّهُمُ ِذا ما نوكِروا",
"يُتقى كَما يُتقى الطَلِيُّ الأَجرَبُ",
"ذو سَورَةٍ يَحمي المُضافَ وَيَحتَمي",
"مَصِعٌ يَكادُ ِذا يُساوَرُ يَكلَبُ",
"بَيناهُمُ يَوماً كَذلِكَ راعَهُم",
"ضَبرٌ لِباسُهُم الحَديدُ مُؤَلَّبُ",
"تَحميهُمُ شَهباءُ ذاتُ قَوانِسٍ",
"رَمّازَةٌ تَأبى لَهُم أَن يُحرَبوا",
"مِن كُلِّ فَجٍّ تَستَقيمُ طِمِرَّةٌ",
"شَوهاءُ أَو عَبلُ الجُزارَةِ مِنهَبُ",
"خاظي البَضيعِ لَهُ زَوافِرُ عَبلَةٌ",
"عوجٌ وَمَتنٌ كَالجَديلَةِ سَلهَبُ",
"وَحَوافِرٌ تَقَعُ البَراحَ كَأَنَّما",
"أَلِفَ الزِماعَ بِها سِلامٌ صُلَّبُ",
"يَهتَزُّ في طَرَفِ العِنانِ كَأَنَّهُ",
"جِذعٌ ِذا فَرَعَ النَخيلَ مُشَذَّبُ",
"فَحَبَت كَتيبَتُهُم وَصَدَّقَ رَوعَهُم",
"مِن كُلِّ فَجٍّ غارَةٌ لا تَكذِبُ",
"لا يُكتَبونَ وَلا يُكَتُّ عَديدُهُم",
"حَفَلَت بِجَيشِهِمُ كَتائِبُ أَوعَبوا",
"وَِذا يَجيءُ مُصَمِّتٌ مِن غارَةٍ",
"فَيَقولُ قَد نَستُ هَيجاً فَاِركَبوا",
"طاروا بِكُلِّ طِمِرَّةٍ مَلبونَةٍ",
"جَرداءَ يَقدُمُها كُمَيتٌ شَرجَبُ",
"فُرُموا بِنَقعٍ يَستَقِلُّ عَصائِباً",
"في الجَوِّ مِنهُ ساطِعٌ وَمُكَثَّبُ",
"فَتَعاوَروا ضَرباً وَأُشرِعَ بَينَهُم",
"أَسَلاتُ ما صاغَ القُيونُ وَرَكَّبوا",
"مِن كُلِّ أَظمى عاتِرٍ لا شانَهُ",
"قِصَرٌ وَلا راشُ الكُعوبِ مُعَلَّبُ",
"خِرقٍ مِن الخَطِّيِّ أُغمِضَ حَدُّهُ",
"مِثلِ الشِهابِ رَفَعتَهُ يَتَلَهَّبُ",
"مِمّا يُتَرَّصُ في الثِقافِ يَزينُهُ",
"أَخذى كَخافِيَةِ العُقابِ مُحَرَّبُ",
"لَذٍّ بِهَزَّ الكَفِّ يَعسِلُ مَتنُهُ",
"فيهِ كَما عَسَلَ الطِريقَ الثَعلَبُ",
"فَأَبارَ جَمعَهُمُ السُيوفُ وَأَبرَزوا",
"عَن كُلِّ راقِنَةٍ تُجَرُّ وَتُسلَبُ",
"وَاِستَدبَروهُم يُكفِئونَ عُروجَهُم",
"مَورَ الجَهامِ ِذا زَفَتهُ الأَزيَبُ",
"يا لَيتَ شِعري أَلا مَنجى مِنَ الهَرَمِ",
"أَم هَل عَلى العَيش بَعدَ الشَيبِ مِن نَدَمِ",
"وَالشَيبُ داءٌ نَجيسٌ لا دَواءَ لَهُ",
"لِلمَرءِ كانَ صَحيحاً صائِبَ القُحَمِ",
"وَسنانُ لَيسَ بِقاضٍ نَومَةً أَبَداً",
"لَولا غَداةُ يَسيرُ الناسُ لَم يَقُمِ",
"في مَنكِبَيهِ وَفي الأَصلابِ واهِنَةٌ",
"وَفي مَفاصِلِهِ غَمزٌ مِنَ العَسَمِ",
"ِن تَأتِهِ في نَهارِ الصَيفِ لا تَرَهُ",
"ِلّا يُجَمِّعُ ما يَصلى مِنَ الحُجَمِ",
"حَتّى يُقالَ وَراءَ البَيتِ مُنتَبِذاً",
"قَم لا أَبا لَكَ سارَ الناسُ فَاِحتَزِمِ",
"فَقامَ تُرعَدُ كَفّاهُ بِمِحجَنِهِ",
"قَد عادَ رَهباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ",
"تَاللَهِ يَبقى عَلى الأَيّامِ ذو حِيَدٍ",
"أَدفى صَلودٌ مِنَ الأَوعالِ ذو خَدَمِ",
"يَأوي ِلى مُشمَخِرّاتٍ مُصَعِّدَةٍ",
"شُمٍّ بِهِنَّ قُروعُ القانِ وَالنَشَمِ",
"مِن فَوقِهِ شَعَفٌ قَرٌّ وَأَسفَلُهُ",
"جِىٌّ تَنَطَّقَ بِالظَيّانِ وَالعَتَمِ",
"مُوَكَّلٌ بِشُدوفِ الصَومِ يَنظُرُها",
"مِنَ المَغارِبِ مَخطوفُ الحَشا زَرمُ",
"حَتّى أُتيحَ لَهُ رامٍ بِمُجدَلَةٍ",
"جَشءٍ وَبيضٍ نَواحيهِنَّ كَالسَجَمِ",
"فَظَلَّ يَرقُبُهُ حَتّى ِذا دَمَسَت",
"ذاتُ العِشاءِ بِأَسدافٍ مِنَ الغَسَم",
"ثُمَّ يَنوشُ ِذا دَ النَهارُ لَهُ",
"بَعدَ التَرَقُّبِ مِن نيمٍ وَمِن كَتَمِ",
"دَلّى يَدَيهِ لَهُ سَيراً فَأَلزَمَهُ",
"نَفّاحَةً غَيرَ ِنباءٍ وَلا شَرِمِ",
"فَراغَ مِنهُ بِجَنبِ الرَيدِ ثُمَّ كَبا",
"عَلى نَضِىٍّ خِلالَ الصَدرِ مُنحَطِم",
"وَلا صُوارٌ مُذَرّاةٌ مَناسِجُها",
"مِثلُ الفريدِ الَّذي يَجرى مِنَ النُظُمِ",
"ظَلَّت صَوافِنَ بِالأَرزانِ صادِيَةً",
"في ماحِقٍ مِن نَهارِ الصَيفِ مُحتَدِمِ",
"قَد أوبِيَت كُلَّ ماءٍ فَهِيَ طاوِيَةٌ",
"مَهما تُصِب أُفُقاً مِن بارِقٍ تَشِمِ",
"حَتّى شَها كَليلٌ مَوهِناً عَمِلٌ",
"باتَت طِراباً وَباتَ اللَيلَ لَم يَنَمِ",
"كَأَنَّ ما يَتَجَلّى عَن غَوارِبِهِ",
"بَعدَ الهُدوءِ تَمَشّي النارُ في الضَرَمِ",
"حَيرانُ يَركَبُ أَعلاهُ أَسافِلَهُ",
"يُخفى جَديدَ تُرابِ الأَرضِ مُنهَزِمُ",
"فَأَسأَدَت دَلَجاً تُحيى لِمَوقِعِهِ",
"لَم تَنتَشِب بوعوثِ الأَرضِ وَالظُلَمِ",
"حَتّى ِذا ما تَجَلّى لَيلُها فَزِعَت",
"مِن فارِسٍ وَحَليفِ الغَربِ مُلتَئِمِ",
"فَاِفتَنَّها في فَضاءِ الأَرضِ يَأفِرُها",
"وَأَصحَرَت عَن قِفافٍ ذاتِ مُعتَصَمِ",
"أَنحى عَلَيها شُراعِيّاً فَغادَرَها",
"لَدى المَزاحِفِ تَلّى في نُضوخِ دَمِ",
"فَكانَ حَتفاً بِمِقدارٍ وَأَدرَكَها",
"طولُ النَهارِ وَلَيلٌ غَيرُ مُنصَرِمِ",
"هَل اِقتَنى حَدَثانُ الدَهرِ مِن أَنَسٍ",
"كانوا بِمَعيَطَ لا وَخشٍ وَلا قَزَمِ",
"كَيداً وَجَمعاً بِناسٍ كَأَنَّهُمُ",
"أَفنادُ كَبكَبَ ذاتُ الشَثِّ وَالخَزَمِ",
"يُهدى اِبنُ جُعشُمٍ الأَنباءَ نَحوَهُمُ",
"لا مُنتَأَى عَن حِياضِ المَوتِ وَالحُمَمِ",
"يَخشى عَلَيهِم مِنَ الأَملاكِ بائِجَةً",
"مِنَ البَوائِجِ مِثلَ الخادِرِ الرُزَمِ",
"ذا جُرأَةٍ تُسقِطُ الأَحبالَ رَهبَتُهُ",
"مَهما يَكُن مِن مَسامٍ مَكرَهٍ يَسُمِ",
"يُدعَونَ حُمساً وَلَم يَرتَع لَهُم فَزَعٌ",
"حَتّى رَأَوهُم خِلالَ السَبيِ وَالنَعَمِ",
"بِمُقرَباتٍ بِأَيديهِم أَعِنَّتُها",
"خوصٍ ِذا فَزِعوا أُدغِمنَ في اللُجُمِ",
"يوشونَهُنَّ ِذا ما نابَهُم فَزَعٌ",
"تَحتَ السَنَوَّرَ بِالأَعقابِ وَالجِذَمِ",
"فَأَشرَعوا يَزَنِّياتٍ مُحَرَّبَةً",
"مِثلَ الكَواكِبِ يَسّاقَونَ بِالسِمَمِ",
"كَأَنَّما يَقَعُ البُصرِيُّ بَينَهُمُ",
"مِنَ الطَوائِفِ وَالأَعناقِ بِالوَذَمِ",
"يُجَدَّلونَ مُلوكاً في طَوائفِهِم",
"ضَرباً خَراديلَ كَالتَشقيقِ في الأُدَمِ",
"ماذا هُنالِكَ مِن أَسوانَ مُكتَئِبٍ",
"وَساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعدَةٍ حِطَمِ",
"وَخِضرِمٍ زاخِرٍ أَعراقُهُ تَلِفٍ",
"يُؤوي اليَتيمَ ِذا ما ضُنَّ بِالذِمَمِ",
"وَشَرجَبٍ نَحرُهُ دامٍ وَصَفحَتُهُ",
"يَصيحُ مِثلَ صِياحِ النَسرِ مُنتَحِمِ",
"مُطَرِّفٍ وَسطَ أولى الخَيلِ مُعتَكِرٍ",
"كَالفَحلِ قَرقَرَ وَسطَ الهَجمَةِ القَطِمِ",
"وَحُرَّةٍ مِن وَراءِ الكورِ وارِكَةٌ",
"في مَركَبِ الكُرهِ أَو تَمشي عَلى جَشَمِ",
"يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً",
"يَرفُلنَ بَعدَ ثِيابِ الخالِ في الرُدُمِ",
"فَاِستَدبَروهُم فَهاضوهُم كَأَنَّهُم",
"أَرجاءُ هارٍ زَفاهُ اليَمُّ مُنثَلِمِ",
"فَجَلَّزوا بِأُسارى في زِمامِهِمُ",
"وَجامِلٍ كَحَريمِ الطَودِ مُقتَسَمِ",
"وَما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَسقى دَبوبَها",
"دُفاقٌ فَعَروانُ الكَراثِ فَضيمُها",
"أُتيحَ لَها شَثنُ البَنانِ مُكَدَّمٌ",
"أَخو حُزَنٍ قَد وَقَّرَتهُ كُلومُها",
"قَليلُ تِلادِ المالِ ِلّا مَسائِباً",
"وَأَخراصَهُ يَغدو بِها وَيُقيمُها",
"رَأى عارِضاً يَهوى ِلى مُشمَخِرَّةٍ",
"قَد أَحجَمَ عَنها كُلُّ شَيءٍ يَرومُها",
"فَما بَرِحَ الأَسبابُ حَتّى وَضَعنَهُ",
"لَدَى الثَولِ يَنفي جَثَّها وَيَؤومُها",
"فَلَمّا دَنا الِبرادُ حَطَّ بِشَورِهِ",
"ِلى فَضَلاتٍ مُستِحيرٍ جُمومُها",
"ِلى فَضَلاتٍ مِن حِبِىٍّ مُجَلجِلٍ",
"أَضَرَّت بِهِ أَضواجُها وَهُضومُها",
"فَشَرَّجَها حَتّى اِستَمَرَّ بِنُطفَةٍ",
"وَكانَ شِفاءً شَوبُها وَصَميمُها",
"فَذلِكَ ما شَبَّهتُ فا أُمِّ مَعمَرٍ",
"ِذا ما تَوالي اللَيلِ غارَت نُجومُها",
"أَلا قالَت أُمامَةُ ِذ رَأَتني",
"لِشانِئِكَ الضَراعَةُ وَالكُلولُ",
"تَحَوَّبُ قَد تَرى أَنّي لَحِملٌ",
"عَلى ما كانَ مُرتَقَبٌ ثَقيلُ",
"وَلَو أَمسَت لَهُ أُدمٌ صَفايا",
"تُقَرقِرُ في طَوائِفِها الفُحولُ",
"مُصَعِّدَةٌ حَوارِكُها تَراها",
"ِذا تَمشي يَضيقُ بِها المَسيلُ",
"ِذا ما زارَ مُجنَأَةً عَلَيها",
"ثِقالُ الصَخرِ وَالخَشَبُ القَطيلُ",
"وَغودِرَ ثاوِياً وَتَأَوَّبَتهُ",
"مُذَرَّعَةٌ أُمَيمَ لَها فَليلُ",
"لَها خُفّانِ قَد ثُلِبا وَرَأسٌ",
"كَرَأسِ العَودِ شَهبَرَةٌ نَؤولُ",
"تَبيتُ اللَيلَ لا يَخفى عَلَيها",
"حِمارٌ حَيثُ جُرَّ وَلا قَتيلُ",
"كَمَشيِ الأَقبَلِ الساري عَلَيها",
"عِفاءٌ كَالعَباءَةِ عَفشَليلُ",
"فَذاحَت بِالوَتائِرِ ثُمَّ بَدَّت",
"يَدَيها عِندَ جانِبِهِ تَهيلُ",
"جَمالَكِ ِنَّما يُجديكِ عَيشٌ",
"أُمَيمَ وَقَد خَلا عُمري قَليلُ",
"وَِنّي يا أُمَيمَ لَيَجتَديني",
"بِنُصحَتِهِ المُحَسَّبُ وَالدَخيلُ",
"وَلا نَسَبٌ سَمِعتُ بِهِ قَلاني",
"أُخالِطُهُ أُمَيمَ وَلا خَليلُ",
"أَنِدُّ مِنَ القِلى وَأَصونُ عِرضي",
"وَلا أَذَأُ الصَديقَ بِما يَقولُ",
"وَِنّي لِاِبنُ أَقوامٍ زِنادي",
"زَواخِرُ وَالغُصونُ لَها أُصولُ",
"وَما ِن يَتَّقي مِن لا تَقيهِ",
"مَنِيَّتُهُ فَيُقصِرُ أَو يُطيلُ",
"وَما يُغَني اِمرِأً وَلدٌ أَحَمَّت",
"مَنِيَّتُهُ وَلا مالٌ أَثيلُ",
"هُنالِكَ حينَ يَترُكُهُ وَيَغدو",
"سَليباً لَيسَ في يَدِهِ فَتيلُ",
"وَلَو أَنَّ الذَّي يُتقى عَلَيهِ",
"بِضَحيانٍ أَشَمَّ بِهِ الوُعولُ",
"عَذاةٍ ظَهرَهُ نَجدٌ عَلَيهِ",
"ضَبابٌ تَنتَحيهِ الريحُ ميلُ",
"ِذا سَبَلُ الغَمامِ دَنا عَلَيهِ",
"يَزِلُّ بِرَيدِهِ ماءٌ زَلولُ",
"كَأَنَّ شُؤونَهُ لَبّاتُ بُدنٍ",
"خِلافَ الوَبلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُ",
"لَبَتهُ الحَوادِثُ أَو لَأَمسى",
"بِهِ فَتقٌ رَوادِفُهُ تَزولُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=510824 | ساعِدَة بن جُؤَيَّة الهذلي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9191 | null | null | null | null | <|meter_14|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هَجَرَت غَضوبُ وَحُبَّ مَن يَتَحَبَّبُ <|vsep|> وَعَدَت عَوادٍ دونَ وَليِكَ تَشعَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَوادي أَن تَقَتكَ بِبِغضَةٍ <|vsep|> وَتَقاذُفٍ مِنها وَأَنَّكَ تُرقَبُ </|bsep|> <|bsep|> شابَ الغُرابُ وَلا فُؤادُكَ تارِكٌ <|vsep|> ذِكرَ الغَضوبِ وَلا عِتابُكَ يُعتَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأَنَّما وافاكَ يَومَ لَقيتَها <|vsep|> مِن وَحشِ وَجرَةَ عاقِدٌ مُتَرَبَّبُ </|bsep|> <|bsep|> خَرِقٌ غَضيضُ الطَرِف أَحوَرُ شادِنٌ <|vsep|> ذو حُوَّةٍ أُنُفُ المَسارِبِ أَخطَبُ </|bsep|> <|bsep|> بِشَرَبَّةٍ دَمَث الكَثيبِ بِدورِهِ <|vsep|> أَرطى يَعوذُ بِهِ ِذا ما يُرطَبُ </|bsep|> <|bsep|> يَتَقي بِهِ نَفيانَ كُلِّ عَشِيَّةٍ <|vsep|> فَالماءُ فَوقَ مُتونِهِ يَتَصَبَّبُ </|bsep|> <|bsep|> يَقرو أَبارِقَهُ وَيَدنو تارَةً <|vsep|> لِمَدافِىءٍ مِنها بِهِنَّ الحُلَّبُ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي وَأَيديها وَكُلِّ هَدِيَّةٍ <|vsep|> مِمّا تَثُجُّ لَها تَرائِبُ تَثعَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَمُقامِهِنَّ ِذا حُبِسنَ بِمَأزِمٍ <|vsep|> ضَيقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأَخشَبُ </|bsep|> <|bsep|> حَلِفَ اِمرىءٍ بَرٍّ سَرِفتِ يَمينَهُ <|vsep|> وَلِكُلِّ ما تُبدي النُفوسُ مُجَرَّبُ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي لَأَهواها وَفيها لِاِمرىءٍ <|vsep|> جادَت بِنائِلِها ِلَيهِ مَرغَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد نَهَيتُكَ أَن تَكَلَّفَ نائِياً <|vsep|> مِن دونِهِ فَوتٌ عَلَيكَ وَمَطلَبُ </|bsep|> <|bsep|> أَفَمِنكِ لا بَرقٌ كَأَنَّ وَميضَهُ <|vsep|> غابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرامٌ مُثقَبُ </|bsep|> <|bsep|> سادٍ تَجَرَّمَ في البَضيعِ ثَمانِياً <|vsep|> يُلوى بِعَيقاتِ البِحارِ وَيُجنَبُ </|bsep|> <|bsep|> لَمّا رَأَى عَمقاً وَرَجَّعَ عَرضُهُ <|vsep|> رَعداً كَما هَدَرَ الفَنيقُ المُصعَبُ </|bsep|> <|bsep|> لَمّا رَأَى نَعمانَ حَلَّ بِكَرفِىءِ <|vsep|> عَكَرَ كَما لَبَجَ النُزولَ الأَركُبُ </|bsep|> <|bsep|> وَالسِدرُ مُختَلَجٌ وَأُنزِلَ طافِياً <|vsep|> ما بَينَ عَينَ ِلى نَباةَ الأَثأَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَالأَثلُ مِن سَعيا وَحَليَةَ مُنزَلٌ <|vsep|> وَالدَومُ جاءَ بِهِ الشُجونُ وَفَعُليَبُ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اِنتَهى بَصَري وَأَصبَحَ جالِساً <|vsep|> مِنهُ لِنَجدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ </|bsep|> <|bsep|> وافَت بِأَسحَمَ فاحِمٍ لا ضَرَّهُ <|vsep|> قَصَرٌ وَلا حَرِقُ المَفارِقِ أَشيَبُ </|bsep|> <|bsep|> كَذَوائِبِ الحَفَأِ الرَطيبِ غَطا بِهِ <|vsep|> غَيلٌ وَمَدَّ بِجانِبَيهِ الطُحلُبُ </|bsep|> <|bsep|> وَمُنَصَّبٍ كَالأُقحُوانِ مُنَطَّقُ <|vsep|> بِالظُلمِ مَصلوتِ العَوارِضِ أَشنَبُ </|bsep|> <|bsep|> كَسُلافَةِ العِنَبِ العَصيرِ مِزاجُهُ <|vsep|> عودٌ وَكافورٌ وَمِسكٌ أَصهَبُ </|bsep|> <|bsep|> خَصِرٌ كَأَنَّ رُضابَهُ ِذ ذُقتَهُ <|vsep|> بَعدَ الهُدوءِ وَقَد تَعالى الكَوكَبُ </|bsep|> <|bsep|> أَريُ الجَوارِسِ في ذُؤابَةِ مُشرِفٍ <|vsep|> فيهِ النُسورُ كَما تَحَبّى المَوكِبُ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ مُعنِقَةٍ وَكُلِّ عِطافَةٍ <|vsep|> مِمّا يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزعَبُ </|bsep|> <|bsep|> مِنها جَوارِسُ لِلسَّراةِ وَتَأتَري <|vsep|> كَرَباتِ أَمسِلَةٍ ِذا تَتَصَوَّبُ </|bsep|> <|bsep|> فَتَكَشَّفَت عَن ذي مُتونٍ نَيِّرٍ <|vsep|> كَالرَيطِ لا هِفٌّ وَلا هُوَ مُخرَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأَنَّ ما جَرَسَت عَلى أَعضادِها <|vsep|> حينَ اِستَقَلَّ بِها الشَرائِعُ مَحلَبُ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى أُشِبَّ لَها وَطالَ ِيابُها <|vsep|> ذو رُجلَةٍ شَثنُ البَراثِنِ جَحنَبُ </|bsep|> <|bsep|> مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَملَهُ <|vsep|> صُفنٌ وَأَخراصٌ يَلُحنَ وَمِسأَبُ </|bsep|> <|bsep|> صَبَّ اللَهيفُ لَها السُبوبَ بِطَغيَةٍ <|vsep|> تُنبي العُقابَ كَما يُلَطُّ المُجنَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأَنَّهُ حينَ اِستَقَلَّ بَريدِها <|vsep|> مِن دونِ وَقبَتِها لَقاً يَتَذَبذَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَقَضى مَشارَتَهُ وَحَطَّ كَأَنَّهُ <|vsep|> خَلَقٌ وَلَم يَنشَب بِما يَتَسَبسَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَأَزالَ ناصِحَها بِأَبيَضَ مُفرَطٍ <|vsep|> مِن ماءِ أَلهابٍ عَلَيهِ التَألَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَمِزاجُها صَهباءُ فَتَّ خِتامَها <|vsep|> قَرِطٌ مِنَ الخُرسِ القِطاطِ مُثَقَّبُ </|bsep|> <|bsep|> فَكَأَنَّ فاها حينَ صُفِّيَ طَعمُهُ <|vsep|> وَاللَهِ أَو أَشهى ِلَيَّ وَأَطيَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَاليَومَ ِمّا تُمسِ فاتَ مَزارُها <|vsep|> مِنّا وَتُصبِح لَيسَ فيها مَأرَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ <|vsep|> أَنَسٌ لَفيفٌ ذو طَوائِفَ حَوشَبُ </|bsep|> <|bsep|> في مَجلِسٍ بيضِ الوُجوهِ يَكُنُّهُم <|vsep|> غابٌ كَأَشطانِ القَليبِ مُنَصَّبُ </|bsep|> <|bsep|> مُتَقارِبٌ أَنسابُهُم وَأَعِزَّةٌ <|vsep|> توقى بِمِثلِهِمُ الظُلامُ وَتُرهَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَِذا تُحومِيَ جانِبٌ يَرعَونَهُ <|vsep|> وَِذا يَجيءُ نَذيرُهُ لَم يَهرُبوا </|bsep|> <|bsep|> بُذَخاءُ كُلُّهُمُ ِذا ما نوكِروا <|vsep|> يُتقى كَما يُتقى الطَلِيُّ الأَجرَبُ </|bsep|> <|bsep|> ذو سَورَةٍ يَحمي المُضافَ وَيَحتَمي <|vsep|> مَصِعٌ يَكادُ ِذا يُساوَرُ يَكلَبُ </|bsep|> <|bsep|> بَيناهُمُ يَوماً كَذلِكَ راعَهُم <|vsep|> ضَبرٌ لِباسُهُم الحَديدُ مُؤَلَّبُ </|bsep|> <|bsep|> تَحميهُمُ شَهباءُ ذاتُ قَوانِسٍ <|vsep|> رَمّازَةٌ تَأبى لَهُم أَن يُحرَبوا </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ فَجٍّ تَستَقيمُ طِمِرَّةٌ <|vsep|> شَوهاءُ أَو عَبلُ الجُزارَةِ مِنهَبُ </|bsep|> <|bsep|> خاظي البَضيعِ لَهُ زَوافِرُ عَبلَةٌ <|vsep|> عوجٌ وَمَتنٌ كَالجَديلَةِ سَلهَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَحَوافِرٌ تَقَعُ البَراحَ كَأَنَّما <|vsep|> أَلِفَ الزِماعَ بِها سِلامٌ صُلَّبُ </|bsep|> <|bsep|> يَهتَزُّ في طَرَفِ العِنانِ كَأَنَّهُ <|vsep|> جِذعٌ ِذا فَرَعَ النَخيلَ مُشَذَّبُ </|bsep|> <|bsep|> فَحَبَت كَتيبَتُهُم وَصَدَّقَ رَوعَهُم <|vsep|> مِن كُلِّ فَجٍّ غارَةٌ لا تَكذِبُ </|bsep|> <|bsep|> لا يُكتَبونَ وَلا يُكَتُّ عَديدُهُم <|vsep|> حَفَلَت بِجَيشِهِمُ كَتائِبُ أَوعَبوا </|bsep|> <|bsep|> وَِذا يَجيءُ مُصَمِّتٌ مِن غارَةٍ <|vsep|> فَيَقولُ قَد نَستُ هَيجاً فَاِركَبوا </|bsep|> <|bsep|> طاروا بِكُلِّ طِمِرَّةٍ مَلبونَةٍ <|vsep|> جَرداءَ يَقدُمُها كُمَيتٌ شَرجَبُ </|bsep|> <|bsep|> فُرُموا بِنَقعٍ يَستَقِلُّ عَصائِباً <|vsep|> في الجَوِّ مِنهُ ساطِعٌ وَمُكَثَّبُ </|bsep|> <|bsep|> فَتَعاوَروا ضَرباً وَأُشرِعَ بَينَهُم <|vsep|> أَسَلاتُ ما صاغَ القُيونُ وَرَكَّبوا </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ أَظمى عاتِرٍ لا شانَهُ <|vsep|> قِصَرٌ وَلا راشُ الكُعوبِ مُعَلَّبُ </|bsep|> <|bsep|> خِرقٍ مِن الخَطِّيِّ أُغمِضَ حَدُّهُ <|vsep|> مِثلِ الشِهابِ رَفَعتَهُ يَتَلَهَّبُ </|bsep|> <|bsep|> مِمّا يُتَرَّصُ في الثِقافِ يَزينُهُ <|vsep|> أَخذى كَخافِيَةِ العُقابِ مُحَرَّبُ </|bsep|> <|bsep|> لَذٍّ بِهَزَّ الكَفِّ يَعسِلُ مَتنُهُ <|vsep|> فيهِ كَما عَسَلَ الطِريقَ الثَعلَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَأَبارَ جَمعَهُمُ السُيوفُ وَأَبرَزوا <|vsep|> عَن كُلِّ راقِنَةٍ تُجَرُّ وَتُسلَبُ </|bsep|> <|bsep|> وَاِستَدبَروهُم يُكفِئونَ عُروجَهُم <|vsep|> مَورَ الجَهامِ ِذا زَفَتهُ الأَزيَبُ </|bsep|> <|bsep|> يا لَيتَ شِعري أَلا مَنجى مِنَ الهَرَمِ <|vsep|> أَم هَل عَلى العَيش بَعدَ الشَيبِ مِن نَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشَيبُ داءٌ نَجيسٌ لا دَواءَ لَهُ <|vsep|> لِلمَرءِ كانَ صَحيحاً صائِبَ القُحَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَسنانُ لَيسَ بِقاضٍ نَومَةً أَبَداً <|vsep|> لَولا غَداةُ يَسيرُ الناسُ لَم يَقُمِ </|bsep|> <|bsep|> في مَنكِبَيهِ وَفي الأَصلابِ واهِنَةٌ <|vsep|> وَفي مَفاصِلِهِ غَمزٌ مِنَ العَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> ِن تَأتِهِ في نَهارِ الصَيفِ لا تَرَهُ <|vsep|> ِلّا يُجَمِّعُ ما يَصلى مِنَ الحُجَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى يُقالَ وَراءَ البَيتِ مُنتَبِذاً <|vsep|> قَم لا أَبا لَكَ سارَ الناسُ فَاِحتَزِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقامَ تُرعَدُ كَفّاهُ بِمِحجَنِهِ <|vsep|> قَد عادَ رَهباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللَهِ يَبقى عَلى الأَيّامِ ذو حِيَدٍ <|vsep|> أَدفى صَلودٌ مِنَ الأَوعالِ ذو خَدَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَأوي ِلى مُشمَخِرّاتٍ مُصَعِّدَةٍ <|vsep|> شُمٍّ بِهِنَّ قُروعُ القانِ وَالنَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> مِن فَوقِهِ شَعَفٌ قَرٌّ وَأَسفَلُهُ <|vsep|> جِىٌّ تَنَطَّقَ بِالظَيّانِ وَالعَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> مُوَكَّلٌ بِشُدوفِ الصَومِ يَنظُرُها <|vsep|> مِنَ المَغارِبِ مَخطوفُ الحَشا زَرمُ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى أُتيحَ لَهُ رامٍ بِمُجدَلَةٍ <|vsep|> جَشءٍ وَبيضٍ نَواحيهِنَّ كَالسَجَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَظَلَّ يَرقُبُهُ حَتّى ِذا دَمَسَت <|vsep|> ذاتُ العِشاءِ بِأَسدافٍ مِنَ الغَسَم </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ يَنوشُ ِذا دَ النَهارُ لَهُ <|vsep|> بَعدَ التَرَقُّبِ مِن نيمٍ وَمِن كَتَمِ </|bsep|> <|bsep|> دَلّى يَدَيهِ لَهُ سَيراً فَأَلزَمَهُ <|vsep|> نَفّاحَةً غَيرَ ِنباءٍ وَلا شَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَراغَ مِنهُ بِجَنبِ الرَيدِ ثُمَّ كَبا <|vsep|> عَلى نَضِىٍّ خِلالَ الصَدرِ مُنحَطِم </|bsep|> <|bsep|> وَلا صُوارٌ مُذَرّاةٌ مَناسِجُها <|vsep|> مِثلُ الفريدِ الَّذي يَجرى مِنَ النُظُمِ </|bsep|> <|bsep|> ظَلَّت صَوافِنَ بِالأَرزانِ صادِيَةً <|vsep|> في ماحِقٍ مِن نَهارِ الصَيفِ مُحتَدِمِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أوبِيَت كُلَّ ماءٍ فَهِيَ طاوِيَةٌ <|vsep|> مَهما تُصِب أُفُقاً مِن بارِقٍ تَشِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى شَها كَليلٌ مَوهِناً عَمِلٌ <|vsep|> باتَت طِراباً وَباتَ اللَيلَ لَم يَنَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ ما يَتَجَلّى عَن غَوارِبِهِ <|vsep|> بَعدَ الهُدوءِ تَمَشّي النارُ في الضَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَيرانُ يَركَبُ أَعلاهُ أَسافِلَهُ <|vsep|> يُخفى جَديدَ تُرابِ الأَرضِ مُنهَزِمُ </|bsep|> <|bsep|> فَأَسأَدَت دَلَجاً تُحيى لِمَوقِعِهِ <|vsep|> لَم تَنتَشِب بوعوثِ الأَرضِ وَالظُلَمِ </|bsep|> <|bsep|> حَتّى ِذا ما تَجَلّى لَيلُها فَزِعَت <|vsep|> مِن فارِسٍ وَحَليفِ الغَربِ مُلتَئِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِفتَنَّها في فَضاءِ الأَرضِ يَأفِرُها <|vsep|> وَأَصحَرَت عَن قِفافٍ ذاتِ مُعتَصَمِ </|bsep|> <|bsep|> أَنحى عَلَيها شُراعِيّاً فَغادَرَها <|vsep|> لَدى المَزاحِفِ تَلّى في نُضوخِ دَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ حَتفاً بِمِقدارٍ وَأَدرَكَها <|vsep|> طولُ النَهارِ وَلَيلٌ غَيرُ مُنصَرِمِ </|bsep|> <|bsep|> هَل اِقتَنى حَدَثانُ الدَهرِ مِن أَنَسٍ <|vsep|> كانوا بِمَعيَطَ لا وَخشٍ وَلا قَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَيداً وَجَمعاً بِناسٍ كَأَنَّهُمُ <|vsep|> أَفنادُ كَبكَبَ ذاتُ الشَثِّ وَالخَزَمِ </|bsep|> <|bsep|> يُهدى اِبنُ جُعشُمٍ الأَنباءَ نَحوَهُمُ <|vsep|> لا مُنتَأَى عَن حِياضِ المَوتِ وَالحُمَمِ </|bsep|> <|bsep|> يَخشى عَلَيهِم مِنَ الأَملاكِ بائِجَةً <|vsep|> مِنَ البَوائِجِ مِثلَ الخادِرِ الرُزَمِ </|bsep|> <|bsep|> ذا جُرأَةٍ تُسقِطُ الأَحبالَ رَهبَتُهُ <|vsep|> مَهما يَكُن مِن مَسامٍ مَكرَهٍ يَسُمِ </|bsep|> <|bsep|> يُدعَونَ حُمساً وَلَم يَرتَع لَهُم فَزَعٌ <|vsep|> حَتّى رَأَوهُم خِلالَ السَبيِ وَالنَعَمِ </|bsep|> <|bsep|> بِمُقرَباتٍ بِأَيديهِم أَعِنَّتُها <|vsep|> خوصٍ ِذا فَزِعوا أُدغِمنَ في اللُجُمِ </|bsep|> <|bsep|> يوشونَهُنَّ ِذا ما نابَهُم فَزَعٌ <|vsep|> تَحتَ السَنَوَّرَ بِالأَعقابِ وَالجِذَمِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَشرَعوا يَزَنِّياتٍ مُحَرَّبَةً <|vsep|> مِثلَ الكَواكِبِ يَسّاقَونَ بِالسِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّما يَقَعُ البُصرِيُّ بَينَهُمُ <|vsep|> مِنَ الطَوائِفِ وَالأَعناقِ بِالوَذَمِ </|bsep|> <|bsep|> يُجَدَّلونَ مُلوكاً في طَوائفِهِم <|vsep|> ضَرباً خَراديلَ كَالتَشقيقِ في الأُدَمِ </|bsep|> <|bsep|> ماذا هُنالِكَ مِن أَسوانَ مُكتَئِبٍ <|vsep|> وَساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعدَةٍ حِطَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِضرِمٍ زاخِرٍ أَعراقُهُ تَلِفٍ <|vsep|> يُؤوي اليَتيمَ ِذا ما ضُنَّ بِالذِمَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَشَرجَبٍ نَحرُهُ دامٍ وَصَفحَتُهُ <|vsep|> يَصيحُ مِثلَ صِياحِ النَسرِ مُنتَحِمِ </|bsep|> <|bsep|> مُطَرِّفٍ وَسطَ أولى الخَيلِ مُعتَكِرٍ <|vsep|> كَالفَحلِ قَرقَرَ وَسطَ الهَجمَةِ القَطِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَحُرَّةٍ مِن وَراءِ الكورِ وارِكَةٌ <|vsep|> في مَركَبِ الكُرهِ أَو تَمشي عَلى جَشَمِ </|bsep|> <|bsep|> يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً <|vsep|> يَرفُلنَ بَعدَ ثِيابِ الخالِ في الرُدُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَاِستَدبَروهُم فَهاضوهُم كَأَنَّهُم <|vsep|> أَرجاءُ هارٍ زَفاهُ اليَمُّ مُنثَلِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَلَّزوا بِأُسارى في زِمامِهِمُ <|vsep|> وَجامِلٍ كَحَريمِ الطَودِ مُقتَسَمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَسقى دَبوبَها <|vsep|> دُفاقٌ فَعَروانُ الكَراثِ فَضيمُها </|bsep|> <|bsep|> أُتيحَ لَها شَثنُ البَنانِ مُكَدَّمٌ <|vsep|> أَخو حُزَنٍ قَد وَقَّرَتهُ كُلومُها </|bsep|> <|bsep|> قَليلُ تِلادِ المالِ ِلّا مَسائِباً <|vsep|> وَأَخراصَهُ يَغدو بِها وَيُقيمُها </|bsep|> <|bsep|> رَأى عارِضاً يَهوى ِلى مُشمَخِرَّةٍ <|vsep|> قَد أَحجَمَ عَنها كُلُّ شَيءٍ يَرومُها </|bsep|> <|bsep|> فَما بَرِحَ الأَسبابُ حَتّى وَضَعنَهُ <|vsep|> لَدَى الثَولِ يَنفي جَثَّها وَيَؤومُها </|bsep|> <|bsep|> فَلَمّا دَنا الِبرادُ حَطَّ بِشَورِهِ <|vsep|> ِلى فَضَلاتٍ مُستِحيرٍ جُمومُها </|bsep|> <|bsep|> ِلى فَضَلاتٍ مِن حِبِىٍّ مُجَلجِلٍ <|vsep|> أَضَرَّت بِهِ أَضواجُها وَهُضومُها </|bsep|> <|bsep|> فَشَرَّجَها حَتّى اِستَمَرَّ بِنُطفَةٍ <|vsep|> وَكانَ شِفاءً شَوبُها وَصَميمُها </|bsep|> <|bsep|> فَذلِكَ ما شَبَّهتُ فا أُمِّ مَعمَرٍ <|vsep|> ِذا ما تَوالي اللَيلِ غارَت نُجومُها </|bsep|> <|bsep|> أَلا قالَت أُمامَةُ ِذ رَأَتني <|vsep|> لِشانِئِكَ الضَراعَةُ وَالكُلولُ </|bsep|> <|bsep|> تَحَوَّبُ قَد تَرى أَنّي لَحِملٌ <|vsep|> عَلى ما كانَ مُرتَقَبٌ ثَقيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو أَمسَت لَهُ أُدمٌ صَفايا <|vsep|> تُقَرقِرُ في طَوائِفِها الفُحولُ </|bsep|> <|bsep|> مُصَعِّدَةٌ حَوارِكُها تَراها <|vsep|> ِذا تَمشي يَضيقُ بِها المَسيلُ </|bsep|> <|bsep|> ِذا ما زارَ مُجنَأَةً عَلَيها <|vsep|> ثِقالُ الصَخرِ وَالخَشَبُ القَطيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَغودِرَ ثاوِياً وَتَأَوَّبَتهُ <|vsep|> مُذَرَّعَةٌ أُمَيمَ لَها فَليلُ </|bsep|> <|bsep|> لَها خُفّانِ قَد ثُلِبا وَرَأسٌ <|vsep|> كَرَأسِ العَودِ شَهبَرَةٌ نَؤولُ </|bsep|> <|bsep|> تَبيتُ اللَيلَ لا يَخفى عَلَيها <|vsep|> حِمارٌ حَيثُ جُرَّ وَلا قَتيلُ </|bsep|> <|bsep|> كَمَشيِ الأَقبَلِ الساري عَلَيها <|vsep|> عِفاءٌ كَالعَباءَةِ عَفشَليلُ </|bsep|> <|bsep|> فَذاحَت بِالوَتائِرِ ثُمَّ بَدَّت <|vsep|> يَدَيها عِندَ جانِبِهِ تَهيلُ </|bsep|> <|bsep|> جَمالَكِ ِنَّما يُجديكِ عَيشٌ <|vsep|> أُمَيمَ وَقَد خَلا عُمري قَليلُ </|bsep|> <|bsep|> وَِنّي يا أُمَيمَ لَيَجتَديني <|vsep|> بِنُصحَتِهِ المُحَسَّبُ وَالدَخيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَلا نَسَبٌ سَمِعتُ بِهِ قَلاني <|vsep|> أُخالِطُهُ أُمَيمَ وَلا خَليلُ </|bsep|> <|bsep|> أَنِدُّ مِنَ القِلى وَأَصونُ عِرضي <|vsep|> وَلا أَذَأُ الصَديقَ بِما يَقولُ </|bsep|> <|bsep|> وَِنّي لِاِبنُ أَقوامٍ زِنادي <|vsep|> زَواخِرُ وَالغُصونُ لَها أُصولُ </|bsep|> <|bsep|> وَما ِن يَتَّقي مِن لا تَقيهِ <|vsep|> مَنِيَّتُهُ فَيُقصِرُ أَو يُطيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَما يُغَني اِمرِأً وَلدٌ أَحَمَّت <|vsep|> مَنِيَّتُهُ وَلا مالٌ أَثيلُ </|bsep|> <|bsep|> هُنالِكَ حينَ يَترُكُهُ وَيَغدو <|vsep|> سَليباً لَيسَ في يَدِهِ فَتيلُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو أَنَّ الذَّي يُتقى عَلَيهِ <|vsep|> بِضَحيانٍ أَشَمَّ بِهِ الوُعولُ </|bsep|> <|bsep|> عَذاةٍ ظَهرَهُ نَجدٌ عَلَيهِ <|vsep|> ضَبابٌ تَنتَحيهِ الريحُ ميلُ </|bsep|> <|bsep|> ِذا سَبَلُ الغَمامِ دَنا عَلَيهِ <|vsep|> يَزِلُّ بِرَيدِهِ ماءٌ زَلولُ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ شُؤونَهُ لَبّاتُ بُدنٍ <|vsep|> خِلافَ الوَبلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُ </|bsep|> </|psep|> |
ومستنبح يخشى القواء ودونه | 5الطويل
| [
"وَمُستَنبِحٍ يَخشى القَواءَ وَدونَهُ",
"مِنَ اللَيلِ بابا ظُلمَةٍ وَسُتورُها",
"رَفَعتُ لَهُ ناري فَلَمّا اِهتَدى بِها",
"زَجَرتُ كِلابي أَن يَهِرَّ عَقورُها",
"فَلا تَسئَليني واِسئَلي عَن خَليقَتي",
"ِذا رَدَّ عافي القِدرِ مَن يَستَعيرُها",
"وَكانوا قُعوداً حَولها يَرقُبونَها",
"وَكانَت فَتاةُ الحَيِّ مِمَّن يُنيرُها",
"تَرى أَنَّ قِدري لا تَزالُ كَأَنَّها",
"لِذي الفَروَةِ المَقرورِ أُمٌّ يَزورُها",
"مُبرَّزَةٌ لا يُجعَلُ السِترُ دُونَها",
"ِذا أُخمِدَ النيرانُ لاحَ بَشيرُها",
"ِذا الشَولُ راحَت ثم لَم تَفدِلَحمَها",
"بأَلبانِها ذاقَ السِنانَ عَقيرُها",
"وَِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد بَدا",
"ثَراها مِن المَولى فَلا أَستَشيرُها",
"مَخافَةَ أَن تَجني عَليَّ وَِنَّما",
"يَهيجُ كَبيراتِ الأُمورِ صَغيرُها",
"تَسوقُ صُرَيمٌ شاءَها مِن جُلاجِلٍ",
"ِليَّ وَدوني ذاتُ كَهفٍ وَقورُها",
"ِذا قيلَتِ العَوراءُ وَلَّيتُ سَمعَها",
"سِوايَ وَلَم أَسئَل بِها ما دَبيرُها",
"فَماذا نَقِمتُم مِن بَنينَ وَسادَةٍ",
"بَريءٌ لكم مِن كُلّ غِمرٍ صُدورُها",
"هُمُ رَفَعوكم لِلسَماءِ فَكِدتُمُ",
"تَنالونَها لَو أَنَّ حَيّاً يَطورُها",
"مُلوكٌ عَلي أَنَّ التَحيَّةَ سوقَةٌ",
"أَلاياهُمُ يوفى بِها وَنُذورُها",
"فَِلّا يَكُن مِنّي ابنُ زَحر وَرَهطُهُ",
"فَمِنّي رياحٌ عُرفُها وَنكيرُها",
"وَكَعبٌ فَِنّي لابنُها وَحَليفُها",
"وَناصِرُها حَيثُ استَمَرَّ مَريرُها",
"لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومَ عُنَيزَةٍ",
"عَلى رَغبَةٍ لَو شَدَّ نَفساً ضَميرُها",
"وَلكنَّ هُلكَ الأَمرِ أَن لا تُمرَّهُ",
"وَلا خَيرَ في ذي مِرَّة لا يُغيرُها"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=510749 | عوف بن الأحوص | نبذة
:
عوف بن الأحوص بن جعفر العامري من بني كلاب\nبن عامر بن صعصعة أبو يزيد.\nشاعر جاهلي، كان في أيام حرب الفجار وهو القائل:\nوإني وقيساً كالمسمن كلبه فتخدشه أنيابه وأظافره | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9178 | null | null | null | null | <|meter_13|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> وَمُستَنبِحٍ يَخشى القَواءَ وَدونَهُ <|vsep|> مِنَ اللَيلِ بابا ظُلمَةٍ وَسُتورُها </|bsep|> <|bsep|> رَفَعتُ لَهُ ناري فَلَمّا اِهتَدى بِها <|vsep|> زَجَرتُ كِلابي أَن يَهِرَّ عَقورُها </|bsep|> <|bsep|> فَلا تَسئَليني واِسئَلي عَن خَليقَتي <|vsep|> ِذا رَدَّ عافي القِدرِ مَن يَستَعيرُها </|bsep|> <|bsep|> وَكانوا قُعوداً حَولها يَرقُبونَها <|vsep|> وَكانَت فَتاةُ الحَيِّ مِمَّن يُنيرُها </|bsep|> <|bsep|> تَرى أَنَّ قِدري لا تَزالُ كَأَنَّها <|vsep|> لِذي الفَروَةِ المَقرورِ أُمٌّ يَزورُها </|bsep|> <|bsep|> مُبرَّزَةٌ لا يُجعَلُ السِترُ دُونَها <|vsep|> ِذا أُخمِدَ النيرانُ لاحَ بَشيرُها </|bsep|> <|bsep|> ِذا الشَولُ راحَت ثم لَم تَفدِلَحمَها <|vsep|> بأَلبانِها ذاقَ السِنانَ عَقيرُها </|bsep|> <|bsep|> وَِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد بَدا <|vsep|> ثَراها مِن المَولى فَلا أَستَشيرُها </|bsep|> <|bsep|> مَخافَةَ أَن تَجني عَليَّ وَِنَّما <|vsep|> يَهيجُ كَبيراتِ الأُمورِ صَغيرُها </|bsep|> <|bsep|> تَسوقُ صُرَيمٌ شاءَها مِن جُلاجِلٍ <|vsep|> ِليَّ وَدوني ذاتُ كَهفٍ وَقورُها </|bsep|> <|bsep|> ِذا قيلَتِ العَوراءُ وَلَّيتُ سَمعَها <|vsep|> سِوايَ وَلَم أَسئَل بِها ما دَبيرُها </|bsep|> <|bsep|> فَماذا نَقِمتُم مِن بَنينَ وَسادَةٍ <|vsep|> بَريءٌ لكم مِن كُلّ غِمرٍ صُدورُها </|bsep|> <|bsep|> هُمُ رَفَعوكم لِلسَماءِ فَكِدتُمُ <|vsep|> تَنالونَها لَو أَنَّ حَيّاً يَطورُها </|bsep|> <|bsep|> مُلوكٌ عَلي أَنَّ التَحيَّةَ سوقَةٌ <|vsep|> أَلاياهُمُ يوفى بِها وَنُذورُها </|bsep|> <|bsep|> فَِلّا يَكُن مِنّي ابنُ زَحر وَرَهطُهُ <|vsep|> فَمِنّي رياحٌ عُرفُها وَنكيرُها </|bsep|> <|bsep|> وَكَعبٌ فَِنّي لابنُها وَحَليفُها <|vsep|> وَناصِرُها حَيثُ استَمَرَّ مَريرُها </|bsep|> <|bsep|> لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومَ عُنَيزَةٍ <|vsep|> عَلى رَغبَةٍ لَو شَدَّ نَفساً ضَميرُها </|bsep|> </|psep|> |
هدمت الحياض فلم يغادر | 16الوافر
| [
"هُدِّمَتِ الحياضُ فَلَم يُغادَر",
"لِحَوضٍ مِن نَصائِبِهِ ِزاءُ",
"لِخَولةَ ِذ هُمُ مَغنىً وَأَهلي",
"وَأَهلُكِ ساكِنونَ مَعاً رِئاءُ",
"فَلأياً ما تَبينُ رُسومُ دارٍ",
"وَما أَبقى مِن الحَطَبِ الصِلاءُ",
"وَِنّي وَالَّذي حَجَّت قُرَيشٌ",
"مَحارِمَهُ وَما جَمعَت حِراءُ",
"وَشَهرِ بَني أُمَيَّةَ وَالهَدايا",
"ِذا حُبِسَت مُضَرِّجَها الدِماءُ",
"أَذُمُّكِ ما تَرَقرَقَ ماءُ عَيني",
"عَليَّ ِذاً مِن اللَهِ العَفاءُ",
"أُقِرُّ بِحُكمِكُم ما دُمتُ حَيّاً",
"وَأَلزَمُهُ وَِن بُلِغَ الفَناءُ",
"فَلا تَتَعَوَّجوا في الحُكمِ عَمداً",
"كَما يَتَعَوَّجُ العودُ السَراءُ",
"وَلا تي لكم مِن دونِ حَقٍّ",
"فأُبطِلَهُ كَما بَطَلَ الحِجاءُ",
"فَِنَّكَ وَالحكومةَ يا بنَ كَلبٍ",
"عليَّ وَأَن تُكَفِّنَني سَواءُ",
"خذوا دأباً بِما أَثأَيتُ فيكُم",
"فَلَيسَ لَكُم عَلى دأبٍ عَلاءُ",
"وَلَيسَ لِسوقَةٍ فَضلٌ عَلَينا",
"وَفي أَشياعِكُم لَكُمُ بَواءُ",
"فَهَل لَكَ في بَني حُجرِ بن عَمروٍ",
"فَتَعلَمَهُ وَأَجهَلَهُ وَلاءُ",
"أَو العَنقاءِ ثَعلَبَةَ بنِ عَمروٍ",
"دِماءُ القَومِ لِلكَلبي شِفاءُ",
"وَما ِن خِلتُكُم من لِ نَصرٍ",
"مُلوكاً وَالمُلوكُ لهم غَلاءُ",
"وَلكن نِلتُ مَجدَ أَبٍ وَخالٍ",
"وَكانَ ِليهما يَنمي العَلاءُ",
"أَبوكَ بُجَيِّدٌ وَالمَرءُ كَعبٌ",
"فَلَم تَظلِم بأَخذِكَ ما تَشاءُ",
"وَلكن مَعشَرٌ مِن جِذم قَيسٍ",
"عُقولُهُمُ الأَباعِرُ وَالرعاءُ",
"وَقَد شَجيَت ِن اِستَمكَنتُ منها",
"كَما يَشجي بِمِسعَرِهِ الشِواءُ",
"قَناةُ مُذَرَّبٍ أَكرَهتُ فيها",
"شُراعيّاً مَقالِمُهُ ظِماءُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=510748 | عوف بن الأحوص | نبذة
:
عوف بن الأحوص بن جعفر العامري من بني كلاب\nبن عامر بن صعصعة أبو يزيد.\nشاعر جاهلي، كان في أيام حرب الفجار وهو القائل:\nوإني وقيساً كالمسمن كلبه فتخدشه أنيابه وأظافره | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9178 | null | null | null | null | <|meter_6|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هُدِّمَتِ الحياضُ فَلَم يُغادَر <|vsep|> لِحَوضٍ مِن نَصائِبِهِ ِزاءُ </|bsep|> <|bsep|> لِخَولةَ ِذ هُمُ مَغنىً وَأَهلي <|vsep|> وَأَهلُكِ ساكِنونَ مَعاً رِئاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَلأياً ما تَبينُ رُسومُ دارٍ <|vsep|> وَما أَبقى مِن الحَطَبِ الصِلاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَِنّي وَالَّذي حَجَّت قُرَيشٌ <|vsep|> مَحارِمَهُ وَما جَمعَت حِراءُ </|bsep|> <|bsep|> وَشَهرِ بَني أُمَيَّةَ وَالهَدايا <|vsep|> ِذا حُبِسَت مُضَرِّجَها الدِماءُ </|bsep|> <|bsep|> أَذُمُّكِ ما تَرَقرَقَ ماءُ عَيني <|vsep|> عَليَّ ِذاً مِن اللَهِ العَفاءُ </|bsep|> <|bsep|> أُقِرُّ بِحُكمِكُم ما دُمتُ حَيّاً <|vsep|> وَأَلزَمُهُ وَِن بُلِغَ الفَناءُ </|bsep|> <|bsep|> فَلا تَتَعَوَّجوا في الحُكمِ عَمداً <|vsep|> كَما يَتَعَوَّجُ العودُ السَراءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلا تي لكم مِن دونِ حَقٍّ <|vsep|> فأُبطِلَهُ كَما بَطَلَ الحِجاءُ </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّكَ وَالحكومةَ يا بنَ كَلبٍ <|vsep|> عليَّ وَأَن تُكَفِّنَني سَواءُ </|bsep|> <|bsep|> خذوا دأباً بِما أَثأَيتُ فيكُم <|vsep|> فَلَيسَ لَكُم عَلى دأبٍ عَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ لِسوقَةٍ فَضلٌ عَلَينا <|vsep|> وَفي أَشياعِكُم لَكُمُ بَواءُ </|bsep|> <|bsep|> فَهَل لَكَ في بَني حُجرِ بن عَمروٍ <|vsep|> فَتَعلَمَهُ وَأَجهَلَهُ وَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> أَو العَنقاءِ ثَعلَبَةَ بنِ عَمروٍ <|vsep|> دِماءُ القَومِ لِلكَلبي شِفاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَما ِن خِلتُكُم من لِ نَصرٍ <|vsep|> مُلوكاً وَالمُلوكُ لهم غَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلكن نِلتُ مَجدَ أَبٍ وَخالٍ <|vsep|> وَكانَ ِليهما يَنمي العَلاءُ </|bsep|> <|bsep|> أَبوكَ بُجَيِّدٌ وَالمَرءُ كَعبٌ <|vsep|> فَلَم تَظلِم بأَخذِكَ ما تَشاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَلكن مَعشَرٌ مِن جِذم قَيسٍ <|vsep|> عُقولُهُمُ الأَباعِرُ وَالرعاءُ </|bsep|> <|bsep|> وَقَد شَجيَت ِن اِستَمكَنتُ منها <|vsep|> كَما يَشجي بِمِسعَرِهِ الشِواءُ </|bsep|> </|psep|> |
الحمد لله الذي بحمده | 2الرجز
| [
"الحمد لله الذي بحمده",
"يدوم ما خوَلنا من عنده",
"ثم صلاتي كل يوم وغدٍ",
"على السراج المستنير أحمد",
"نحنُ ركيب من رجال المشرق",
"أكارم الأنفس لُدّ المُنطق",
"مالت بنا الأيام نحو المغرب",
"مهما يشرق كوكب نغرب",
"والمرء قد يُزيحه عن الوطن",
"حبُّ العلى أو نبوة من الزمن",
"يا ربّ حرّ ماجد تغرّبا",
"شرَّق في كسب العلى وغربا",
"وكم نبيء تارك أوطانه",
"شدَّ الله بعد ذا سلطانه",
"فلتسألونا واحداً فواحدا",
"لتعرفوا الفروع والمحامدا",
"فكلنا قرم أب وخالٍ",
"ذو حسب عِدّ وفخر عالِ",
"وناشئ في سُرر الأمصار",
"بين المياه الزرق والأنهار",
"وكلنا رامٍ مجيد فارسُ",
"تصعق من سوراتنا الفوارسُ",
"وكلنا أمواله وذائم",
"بذلا وهداء وذاك دائم",
"وكل مخطوط من الهجاء",
"حواه ما نحوي من الأسماء",
"كذلك اسم الأب واسم الخال",
"وغير ذا من بلد ولِ",
"ومركب وقنَص مرميّ",
"وشجر السهام والقسي",
"كذاك ما نهدي من أشلاءِ القنص",
"وما لقوت النفس منها قد خلص",
"وما نزجيه لى الحبائب",
"خلاَّتنا في أزمن الشبائب",
"وما به من عَلَم يُسمينا",
"ذا دعوناهنّ أو يُكنينا",
"وكل ما نهديه من نشيد",
"لهنّ أو ينشدن من قصيد",
"في كل ذاك من حروف المعجم",
"ما لا يدور غيره على فمي",
"ن تسألوا باسمي فني أحمد",
"في كل لأواء الزمان أحمد",
"ووالدي أربد الهمامُ",
"في كل أنواع العلى مامُ",
"ونسبي في عنصري أياد",
"أهل التقى والبأس والأيادي",
"وبلدي من أرفع البلدان",
"مدُ داري وقرى أُسوان",
"أما الذي أركبه فالبلُ",
"أو أُتُن تعنو لهنّ السبلُ",
"ن الأتان للقلوص ثانية",
"لا سيما أن أصبحت يمانيه",
"وقد أبان الفضل تلك الببغا",
"وكان حبرا واجداً لما ابتغى",
"أما قسيي فهي من ألاءِ",
"وربما تخذتها من ءِ",
"واسهمي من حائط الأراك",
"ليس لمن تغشاه من حراك",
"وربما استجدتها من أثأبِ",
"تعجل من أرمي عن التثاؤب",
"وربما كانت من الأمطي",
"منبتها في العانك الوطي",
"أما الذي اقتص فالأوز",
"أو الأنوق فهي نعم البر",
"أنحي عن الألية والبهام",
"منها ويغدو بطها طعامي",
"ثمت أُهدي بعد ذاك أبطا",
"لى فتاة من ظباء الأرطى",
"ذات دلال اسمها أمامه",
"تمشي الهوينا مشية الغمامه",
"أنشدها بأحسن النشيدِ",
"ما يبعث الوُرق على التغريدِ",
"أما لجنح الليل من صباحِ",
"أما يزال ضافي الجناح",
"فعند ذاك تنشد الحسناء",
"ما أذني عن غيره صماء",
"ل عديّ ازمعوا الرواحا",
"فودعت أجسامنا الأرواحا",
"واسمي ن تسأل بذاك يُشكرُ",
"ووالدي مَلك الملوك يعصر",
"ونسبي في بيته اليحامد",
"أهل الندى والبأس والمحامد",
"ولي خال في بني يربوع",
"في فَدك حلّ وفي ينبوعِ",
"أما الذي أركبه فيَعمله",
"ما ن تزال في الفيافي مُعمله",
"أما قسيي فمن اليَنبُوت",
"منها معاشي واجتلاب قوتي",
"أما سهامي فمن اليَعضيد",
"نحتُّها من غصن خضيد",
"وربما كانت من الينتون",
"أصلب عيداناً من الزيتون",
"أما الذي اصطاد فاليعقوبُ",
"حيزومه باسمهي منقوبُ",
"أُصيب من جميعها اليافوخا",
"من غير أن أحنو لها الفخوخا",
"كل منه يده اليمينا",
"ذا وجدت لحمه سمينا",
"تمت أهدي يده اليسارا",
"ولا أعدّ فقدها خسارا",
"لى فتاة اسمها يمامه",
"قد ألفت حدائق اليمامه",
"تُغذي من الرقلة والسحوق",
"مما تنميه بنو صعفوق",
"يُجبي ليها الرطب السقيط",
"والناس المثمر الربيط",
"والماء بين راحتيها جاري",
"من كل عذب خصر النجار",
"تُخال في ملاعب البستان",
"حوراء من كواعب الجنان",
"قلت لها وادمعي دماء",
"يوم النوى وأضلعي صِلاء",
"يمٌّ غرقتُ فيه من هواكِ",
"ذ أسفرت عن وجهها نواكِ",
"قالت وقد أصغت لى كلامي",
"بعد الذي أهدت من السلام",
"يوم لنوى معترك العُشَّاقِ",
"بني يد التوديع والفراق",
"وبلدي يثرب خيرُ دار",
"مأوى المهاجرين والأنصار",
"حيث ثوى قبر النبي أحمدِ",
"أكرِم بترب أرضهِ وأحمدِ",
"نوافج المسك ونشر العنبر",
"بين تراب قبره والمنبر",
"صلى عليه ربّنا وسلما",
"وصانه في عرشه وكرّما",
"وله وصحبه الكرام",
"والحمد لله على التمام",
"واسمي ن تسأل به نعمانُ",
"ومولدي ومنشائي نعمانُ",
"أعني بذاك وادي الأراكِ",
"والاسم قد يعم باشتراك",
"ووالدي نُسيبة ابن نائل",
"طلق المحيَّا سَبطِ الأنامل",
"لم يُعتمَر بسؤدُدٍ فِناءُ",
"منذ نفى وجوده الفَناء",
"أبكي عليه بدموع ما تني",
"ليت الزمان قبله أماتني",
"ولعنة الله على أناسِ",
"يخفون غير ما بدا للناس",
"وقد وعظتُ فاقبلِ المواعظا",
"ن كنت من نفسك تُلفي واعظا",
"ن تسألوا باسمي فني ناصرُ",
"ووالدي خِدن المعالي تامرُ",
"وحسبي ونسبي في ناجيه",
"قبيلة من كل سوء ناجيه",
"ولي خال في بني النجار",
"ممتنع الدار عزيز الجارِ",
"وقد أطلت القول ن وعظ نفع",
"وُفق من بصادق الوعظ انتفع",
"الحمد لله العلي الشان",
"سيَّان عندي وامِقٌ وشاني",
"ولعنة الله على أملاكٍ",
"يكفّرون كلّ حبر زاكِ",
"من كل مفتوق المعاء بطنه",
"ليس له في غير ظلم فطنه",
"رخو الوِكاء غير ذي غَناءِ",
"لا لذي القهوة والغِناء",
"ثعلب ليلٍ ونهاراً جيفه",
"تخفق رايات حشاه خيفه",
"ذا رأى القتام مستطيرا",
"يكاد منه القلب ن يطيرا",
"ون يرى الثريد فهو ليث",
"فيه ليمنى راحتيه غيثُ",
"يأكل في سبع من الأمعاء",
"كما دحشت الثوب في الوعاء",
"فحظه من الله شحط",
"عليه لعنٌ دائم وسخط",
"لكن ولي أمرنا علي",
"في كل مجد جدّه علي",
"وُفِق للعدل وللرشاد",
"فهو فتى السؤدد ذي السداد",
"مضمر الكشح اشمّ المنكب",
"واضحة غرّته كالكواكب",
"ونسبي من الأنام لحمُ",
"سماء عزّ وطراف ضخم",
"صحبت خير ملك مجاهدا",
"وكان في جمع العلوم جاهدا",
"ولم أزل بشغله سميرا",
"فما أفدت عنده قطميرا",
"لكنما سليله أبو الحسن",
"قد ظلت منه في ذرى عيش حسن",
"ن لم يُقيض لي هناك حاسد",
"ذ كل ذي صدر علي حاقد",
"قد بار سوق الفهم لا عند من",
"فاق الورى نجل العلى أبي الحسن",
"علي ابن الملك الموفَّقِ",
"لولاه سوقُ أدب لم ينفق",
"يأوي لى حضرتهِ أهلُ السُنَن",
"والحكمة الغراء والذهن الحسن",
"وحاملو القرن والدابِ",
"في كنف منه وفي جناب",
"يسقيهم وابله وطلَّه",
"وينشر الدهرَ عليهم ظلّه",
"يكرمهم بالقصد واللمام",
"فعلَ أبيه الملك الهمام",
"يوسعهم رفقاً ذا ما أخطأوا",
"ولا يزجيهم ذا ما أبطأوا",
"لا بمألوف من الحباءِ",
"كذاك فعل الأب بالأبناء",
"ما لهم من بعده من وي",
"كل الورى عمرو وهم كالواو",
"ون تشأ فاختبر الأملاكا",
"فلست تُلفي فيهم ملاكا",
"ما منهم لا أخو طنبور",
"وجالس لى ذرى تنور",
"ذا رأى مغنياً مأمونا",
"كساه ديباجاً وسقلاطونا",
"مسدداً لى ذراه عُرفه",
"بكفّه لا برئت من عرفه",
"ون رأى ذا أدب فقيها",
"أهدى له نخامة يُلقيها",
"يرميه بعاداً له بالزندقة",
"وهو الغبي لا يحاكي منطقه",
"وأوقح الناس ملوك فاسقه",
"تقول للأحبار يا زنادقه",
"وأينا أشد عن رشد عمى",
"فلا عدتهُ لعنة من السما",
"لو قد تركتم يا بني المُصنّة",
"ثلبي ثنيت عنكم الأسنه",
"لا زينت هامتكم قلانسُ",
"ولا اللحى فنها مكانسُ",
"ولا احتمال الكتب في الكمامِ",
"فذاك ضد النَور في الأكمامِ",
"ولا تردّيكم ببيض الأرديه",
"وما تصدرتم له في الأنديه",
"يا رب لصّ قد يُسمَّى قاضي",
"والله من نجواه غير راضِ",
"ورب من تدعوه بالفقيهِ",
"ومُحصنات الحيّ تتّقيهِ",
"ورب نكس لا أريد ذكره",
"لم اعتقل في هجوه لفكره",
"فكيف يُلحى عالم قد مَهَرا",
"ألا حياءٌ من هلال بَهَرا",
"لتخس الكلاب عن هلالِ",
"لا يرهب النقص على كمالِ",
"ذا اطمأنّ بالهي قلبي",
"فما أبالي بنباح كلبِ",
"يا عجبا من قمر محسود",
"هل فيه مرجى ليد الحسودِ",
"وغير ذا من غامض الطبيعه",
"مغمزة في هذه الشريعه",
"لو شئت يا ذا الصفح والغفرانِ",
"عمَّمت بالسخط أو الرضوان",
"وفي الغنى سوّيت أو في الفقرِ",
"ولم تعذّب مُعدماً بمثرِ",
"كوّنت أشياءً ذوات حسن",
"ثم تُعفَى سِبرَها وتُفني",
"ولو تشاء دام ما كوَّنتا",
"لا عالم بالسر لا أنتا",
"قد أهل الجهل بالأموالِ",
"وبالبنين الحسّد الرجالِ",
"تكسوهم الديباج والحريرا",
"ويُمنحون التاج والسريرا",
"وتحرم النبيل قوت ليله",
"تتركه لضيعة وعيله",
"يحسدني من لا ينال سعي",
"فمشربي من عرضه ورَعيي",
"دَعهُ وما يختاره لنفسه",
"ثم أرضني لأُختِه وعرسهِ",
"يظن قوم دأبي السكوتا",
"كأنني أرهب ن أموتا",
"متى أحدت في اللئام نطقي",
"فليقطع السيف سواءً عرقي",
"في عرسهِ والأم ثم الأختِ",
"ونفسه فذاك أخزى مقتِ",
"لا تَعبَأن مقالة الفلاسفه",
"فنها للغيب غير كاشفه",
"ون تنل منها فحدّ المنطقِ",
"أو الحساب أو بطبّ فاعلُقِ",
"وربما وهبته ناثا",
"معريّات عُطّلاً غِراثى",
"وربما صاهر في الأرذال",
"لثقل الظهر وعدم المالِ",
"الفقير باكي الألحاظِ",
"ون غدا مبتسم الألفاظ",
"تحمله شماتة الأقارب",
"ن يغتذي من حُمة العقارب",
"ولو يطيق لاك أُفعوانا",
"ولا يوافي لاخٍ خِوانا",
"هذا ذا ما كان ذا مروَّه",
"ومُعرقاً في طيب الأبوَّه",
"هوَ الذئاب واشنِ الأقاربا",
"وواصلِ الحيَّات والعقاربا",
"شرُّ قرين للكريم أقربه",
"ذلك أفعاه وذاك عقربه",
"شرّهم العمُّ ونجل العمِ",
"والخال والخالة وابن الأمّ",
"واشنأ الناس لك ابن أختِكا",
"فامقته فهو خذ في مقتكا",
"ثن على الصدّيق والفاروقِ",
"فنه من أوكد الحقوق",
"ولا تضع تلوهما عثماناً",
"خير امرئ بعدهما قد كانا",
"ولا تؤَخّر ذا العلى عليَّا",
"الهاشمي البطلَ الكميَّا",
"ومن يكُ يقدحُ في معاويه",
"فذاك كلب من كلاب عاويه",
"ابتع الحبر الأجلّ مالكا",
"ون تبعت غيره فذلكا",
"كالشافعي وأبي حنيفة",
"كلاهما ذو ورع وخيفه",
"قرأتُ بالوحي وسنّي أربع",
"وقبل ستٍ تمّ عندي أجمعُ",
"حتى ذا حليت بالتنزيلِ",
"نظرت في حقائق التأويلِ",
"ولم أدع لعالم تحبيرا",
"لا وقد ظَلت بها خبيرا",
"فلا ابن عباس أضعت وضعه",
"ولا ابن سلاَّم تركت جمعه",
"ولا كتاب ابن حميدٍ عبدٍ",
"غلا اذَّخرت كل ذاك عندي",
"حتى ذا استضلعت بالحِجاجِ",
"قرأت كتب كل حبر ناجِ",
"كتب أبي سحق ذي المعاني",
"أوضِح به لمشكل القرن",
"وكل ما أحمله من سند",
"عن الفقيه الطَلَمنكي أحمد",
"ثم قرأت كتب الموط",
"عليه دون كسل مُستبط",
"ثمت اشبعت من البخاري",
"رواية فتم لي فخاري",
"ولم أُضِع كتب أبي عبيدِ",
"جميعها في ربقتي وقيدي",
"ثم قرأت علم سيبويهِ",
"لبّ الفؤاد فهماً عليهِ",
"على أبي عثمان شيخي نافعِ",
"وكان فيه جد حبر بارعِ",
"ثمت فأوهت أبا العلاءِ",
"في كتب الصفات والأسماءِ",
"روَاني الغريب والِصلاحا",
"حتى أنار فجرها ولاحا",
"ثمت رقَّاني لى الألفاظِ",
"رواية فعدت في الحفَّاظِ",
"وقد قرأت كتب المجازِ",
"عليه من قرموطة الشيرازي",
"بعد سماعه عن الفقيهِ",
"أحمد ذي التفهيم والتفقيهِ",
"ثم قرأت كتب الرمَّاني",
"والفارسي وابنه عثمان",
"أعني ابن جنيّ فنه بنُ",
"له ون كان أباه الحسنُ",
"فنه خرَّجه وأدَّبه",
"وقد تقول للشقيق يا أبَه",
"وغر قوما هذه البنوة",
"فمنحوا الهنا الأبوه",
"سبحان ذاك الواحد العدل الصمد",
"لم يتخذ صاحبةً ولا ولد",
"كل كتاب لغة وعيتُ",
"وكل شعر لهم رويتُ",
"ثم تأملت حدود المنطق",
"فمن يُرم حقيقةً فلينطقِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=612294 | ابن سيده | نبذة
:
علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، أبو الحسن.\nإمام في اللغة وآدابها، ولد بمرسية (في شرق الأندلس) وانتقل الى دانية فتوفي بها، كان ضريراً (وكذلك أبوه) واشتغل بنظم الشعر مدة، وانقطع للأمير أبي الجيش مجاهد العامري، ونبغ في آداب اللغة ومفرداتها، ويعد كتابه (المخصص- ط) من أثمن كنوز العربية و(كتابه المحكم) لا يقل عنه إحاطة وشأناً.\nمن مؤلفاته: (المخصص- ط)، و(المحكم والمحيط الأعظم- خ) ثمانية عشر جزءاً، و(شرح ما أشكل من شعر المتنبي- خ)، و(الأنيق) في شرح حماسة أبي تمام، ست مجلدات، وغير ذلك. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11402 | null | null | null | null | <|meter_15|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> الحمد لله الذي بحمده <|vsep|> يدوم ما خوَلنا من عنده </|bsep|> <|bsep|> ثم صلاتي كل يوم وغدٍ <|vsep|> على السراج المستنير أحمد </|bsep|> <|bsep|> نحنُ ركيب من رجال المشرق <|vsep|> أكارم الأنفس لُدّ المُنطق </|bsep|> <|bsep|> مالت بنا الأيام نحو المغرب <|vsep|> مهما يشرق كوكب نغرب </|bsep|> <|bsep|> والمرء قد يُزيحه عن الوطن <|vsep|> حبُّ العلى أو نبوة من الزمن </|bsep|> <|bsep|> يا ربّ حرّ ماجد تغرّبا <|vsep|> شرَّق في كسب العلى وغربا </|bsep|> <|bsep|> وكم نبيء تارك أوطانه <|vsep|> شدَّ الله بعد ذا سلطانه </|bsep|> <|bsep|> فلتسألونا واحداً فواحدا <|vsep|> لتعرفوا الفروع والمحامدا </|bsep|> <|bsep|> فكلنا قرم أب وخالٍ <|vsep|> ذو حسب عِدّ وفخر عالِ </|bsep|> <|bsep|> وناشئ في سُرر الأمصار <|vsep|> بين المياه الزرق والأنهار </|bsep|> <|bsep|> وكلنا رامٍ مجيد فارسُ <|vsep|> تصعق من سوراتنا الفوارسُ </|bsep|> <|bsep|> وكلنا أمواله وذائم <|vsep|> بذلا وهداء وذاك دائم </|bsep|> <|bsep|> وكل مخطوط من الهجاء <|vsep|> حواه ما نحوي من الأسماء </|bsep|> <|bsep|> كذلك اسم الأب واسم الخال <|vsep|> وغير ذا من بلد ولِ </|bsep|> <|bsep|> ومركب وقنَص مرميّ <|vsep|> وشجر السهام والقسي </|bsep|> <|bsep|> كذاك ما نهدي من أشلاءِ القنص <|vsep|> وما لقوت النفس منها قد خلص </|bsep|> <|bsep|> وما نزجيه لى الحبائب <|vsep|> خلاَّتنا في أزمن الشبائب </|bsep|> <|bsep|> وما به من عَلَم يُسمينا <|vsep|> ذا دعوناهنّ أو يُكنينا </|bsep|> <|bsep|> وكل ما نهديه من نشيد <|vsep|> لهنّ أو ينشدن من قصيد </|bsep|> <|bsep|> في كل ذاك من حروف المعجم <|vsep|> ما لا يدور غيره على فمي </|bsep|> <|bsep|> ن تسألوا باسمي فني أحمد <|vsep|> في كل لأواء الزمان أحمد </|bsep|> <|bsep|> ووالدي أربد الهمامُ <|vsep|> في كل أنواع العلى مامُ </|bsep|> <|bsep|> ونسبي في عنصري أياد <|vsep|> أهل التقى والبأس والأيادي </|bsep|> <|bsep|> وبلدي من أرفع البلدان <|vsep|> مدُ داري وقرى أُسوان </|bsep|> <|bsep|> أما الذي أركبه فالبلُ <|vsep|> أو أُتُن تعنو لهنّ السبلُ </|bsep|> <|bsep|> ن الأتان للقلوص ثانية <|vsep|> لا سيما أن أصبحت يمانيه </|bsep|> <|bsep|> وقد أبان الفضل تلك الببغا <|vsep|> وكان حبرا واجداً لما ابتغى </|bsep|> <|bsep|> أما قسيي فهي من ألاءِ <|vsep|> وربما تخذتها من ءِ </|bsep|> <|bsep|> واسهمي من حائط الأراك <|vsep|> ليس لمن تغشاه من حراك </|bsep|> <|bsep|> وربما استجدتها من أثأبِ <|vsep|> تعجل من أرمي عن التثاؤب </|bsep|> <|bsep|> وربما كانت من الأمطي <|vsep|> منبتها في العانك الوطي </|bsep|> <|bsep|> أما الذي اقتص فالأوز <|vsep|> أو الأنوق فهي نعم البر </|bsep|> <|bsep|> أنحي عن الألية والبهام <|vsep|> منها ويغدو بطها طعامي </|bsep|> <|bsep|> ثمت أُهدي بعد ذاك أبطا <|vsep|> لى فتاة من ظباء الأرطى </|bsep|> <|bsep|> ذات دلال اسمها أمامه <|vsep|> تمشي الهوينا مشية الغمامه </|bsep|> <|bsep|> أنشدها بأحسن النشيدِ <|vsep|> ما يبعث الوُرق على التغريدِ </|bsep|> <|bsep|> أما لجنح الليل من صباحِ <|vsep|> أما يزال ضافي الجناح </|bsep|> <|bsep|> فعند ذاك تنشد الحسناء <|vsep|> ما أذني عن غيره صماء </|bsep|> <|bsep|> ل عديّ ازمعوا الرواحا <|vsep|> فودعت أجسامنا الأرواحا </|bsep|> <|bsep|> واسمي ن تسأل بذاك يُشكرُ <|vsep|> ووالدي مَلك الملوك يعصر </|bsep|> <|bsep|> ونسبي في بيته اليحامد <|vsep|> أهل الندى والبأس والمحامد </|bsep|> <|bsep|> ولي خال في بني يربوع <|vsep|> في فَدك حلّ وفي ينبوعِ </|bsep|> <|bsep|> أما الذي أركبه فيَعمله <|vsep|> ما ن تزال في الفيافي مُعمله </|bsep|> <|bsep|> أما قسيي فمن اليَنبُوت <|vsep|> منها معاشي واجتلاب قوتي </|bsep|> <|bsep|> أما سهامي فمن اليَعضيد <|vsep|> نحتُّها من غصن خضيد </|bsep|> <|bsep|> وربما كانت من الينتون <|vsep|> أصلب عيداناً من الزيتون </|bsep|> <|bsep|> أما الذي اصطاد فاليعقوبُ <|vsep|> حيزومه باسمهي منقوبُ </|bsep|> <|bsep|> أُصيب من جميعها اليافوخا <|vsep|> من غير أن أحنو لها الفخوخا </|bsep|> <|bsep|> كل منه يده اليمينا <|vsep|> ذا وجدت لحمه سمينا </|bsep|> <|bsep|> تمت أهدي يده اليسارا <|vsep|> ولا أعدّ فقدها خسارا </|bsep|> <|bsep|> لى فتاة اسمها يمامه <|vsep|> قد ألفت حدائق اليمامه </|bsep|> <|bsep|> تُغذي من الرقلة والسحوق <|vsep|> مما تنميه بنو صعفوق </|bsep|> <|bsep|> يُجبي ليها الرطب السقيط <|vsep|> والناس المثمر الربيط </|bsep|> <|bsep|> والماء بين راحتيها جاري <|vsep|> من كل عذب خصر النجار </|bsep|> <|bsep|> تُخال في ملاعب البستان <|vsep|> حوراء من كواعب الجنان </|bsep|> <|bsep|> قلت لها وادمعي دماء <|vsep|> يوم النوى وأضلعي صِلاء </|bsep|> <|bsep|> يمٌّ غرقتُ فيه من هواكِ <|vsep|> ذ أسفرت عن وجهها نواكِ </|bsep|> <|bsep|> قالت وقد أصغت لى كلامي <|vsep|> بعد الذي أهدت من السلام </|bsep|> <|bsep|> يوم لنوى معترك العُشَّاقِ <|vsep|> بني يد التوديع والفراق </|bsep|> <|bsep|> وبلدي يثرب خيرُ دار <|vsep|> مأوى المهاجرين والأنصار </|bsep|> <|bsep|> حيث ثوى قبر النبي أحمدِ <|vsep|> أكرِم بترب أرضهِ وأحمدِ </|bsep|> <|bsep|> نوافج المسك ونشر العنبر <|vsep|> بين تراب قبره والمنبر </|bsep|> <|bsep|> صلى عليه ربّنا وسلما <|vsep|> وصانه في عرشه وكرّما </|bsep|> <|bsep|> وله وصحبه الكرام <|vsep|> والحمد لله على التمام </|bsep|> <|bsep|> واسمي ن تسأل به نعمانُ <|vsep|> ومولدي ومنشائي نعمانُ </|bsep|> <|bsep|> أعني بذاك وادي الأراكِ <|vsep|> والاسم قد يعم باشتراك </|bsep|> <|bsep|> ووالدي نُسيبة ابن نائل <|vsep|> طلق المحيَّا سَبطِ الأنامل </|bsep|> <|bsep|> لم يُعتمَر بسؤدُدٍ فِناءُ <|vsep|> منذ نفى وجوده الفَناء </|bsep|> <|bsep|> أبكي عليه بدموع ما تني <|vsep|> ليت الزمان قبله أماتني </|bsep|> <|bsep|> ولعنة الله على أناسِ <|vsep|> يخفون غير ما بدا للناس </|bsep|> <|bsep|> وقد وعظتُ فاقبلِ المواعظا <|vsep|> ن كنت من نفسك تُلفي واعظا </|bsep|> <|bsep|> ن تسألوا باسمي فني ناصرُ <|vsep|> ووالدي خِدن المعالي تامرُ </|bsep|> <|bsep|> وحسبي ونسبي في ناجيه <|vsep|> قبيلة من كل سوء ناجيه </|bsep|> <|bsep|> ولي خال في بني النجار <|vsep|> ممتنع الدار عزيز الجارِ </|bsep|> <|bsep|> وقد أطلت القول ن وعظ نفع <|vsep|> وُفق من بصادق الوعظ انتفع </|bsep|> <|bsep|> الحمد لله العلي الشان <|vsep|> سيَّان عندي وامِقٌ وشاني </|bsep|> <|bsep|> ولعنة الله على أملاكٍ <|vsep|> يكفّرون كلّ حبر زاكِ </|bsep|> <|bsep|> من كل مفتوق المعاء بطنه <|vsep|> ليس له في غير ظلم فطنه </|bsep|> <|bsep|> رخو الوِكاء غير ذي غَناءِ <|vsep|> لا لذي القهوة والغِناء </|bsep|> <|bsep|> ثعلب ليلٍ ونهاراً جيفه <|vsep|> تخفق رايات حشاه خيفه </|bsep|> <|bsep|> ذا رأى القتام مستطيرا <|vsep|> يكاد منه القلب ن يطيرا </|bsep|> <|bsep|> ون يرى الثريد فهو ليث <|vsep|> فيه ليمنى راحتيه غيثُ </|bsep|> <|bsep|> يأكل في سبع من الأمعاء <|vsep|> كما دحشت الثوب في الوعاء </|bsep|> <|bsep|> فحظه من الله شحط <|vsep|> عليه لعنٌ دائم وسخط </|bsep|> <|bsep|> لكن ولي أمرنا علي <|vsep|> في كل مجد جدّه علي </|bsep|> <|bsep|> وُفِق للعدل وللرشاد <|vsep|> فهو فتى السؤدد ذي السداد </|bsep|> <|bsep|> مضمر الكشح اشمّ المنكب <|vsep|> واضحة غرّته كالكواكب </|bsep|> <|bsep|> ونسبي من الأنام لحمُ <|vsep|> سماء عزّ وطراف ضخم </|bsep|> <|bsep|> صحبت خير ملك مجاهدا <|vsep|> وكان في جمع العلوم جاهدا </|bsep|> <|bsep|> ولم أزل بشغله سميرا <|vsep|> فما أفدت عنده قطميرا </|bsep|> <|bsep|> لكنما سليله أبو الحسن <|vsep|> قد ظلت منه في ذرى عيش حسن </|bsep|> <|bsep|> ن لم يُقيض لي هناك حاسد <|vsep|> ذ كل ذي صدر علي حاقد </|bsep|> <|bsep|> قد بار سوق الفهم لا عند من <|vsep|> فاق الورى نجل العلى أبي الحسن </|bsep|> <|bsep|> علي ابن الملك الموفَّقِ <|vsep|> لولاه سوقُ أدب لم ينفق </|bsep|> <|bsep|> يأوي لى حضرتهِ أهلُ السُنَن <|vsep|> والحكمة الغراء والذهن الحسن </|bsep|> <|bsep|> وحاملو القرن والدابِ <|vsep|> في كنف منه وفي جناب </|bsep|> <|bsep|> يسقيهم وابله وطلَّه <|vsep|> وينشر الدهرَ عليهم ظلّه </|bsep|> <|bsep|> يكرمهم بالقصد واللمام <|vsep|> فعلَ أبيه الملك الهمام </|bsep|> <|bsep|> يوسعهم رفقاً ذا ما أخطأوا <|vsep|> ولا يزجيهم ذا ما أبطأوا </|bsep|> <|bsep|> لا بمألوف من الحباءِ <|vsep|> كذاك فعل الأب بالأبناء </|bsep|> <|bsep|> ما لهم من بعده من وي <|vsep|> كل الورى عمرو وهم كالواو </|bsep|> <|bsep|> ون تشأ فاختبر الأملاكا <|vsep|> فلست تُلفي فيهم ملاكا </|bsep|> <|bsep|> ما منهم لا أخو طنبور <|vsep|> وجالس لى ذرى تنور </|bsep|> <|bsep|> ذا رأى مغنياً مأمونا <|vsep|> كساه ديباجاً وسقلاطونا </|bsep|> <|bsep|> مسدداً لى ذراه عُرفه <|vsep|> بكفّه لا برئت من عرفه </|bsep|> <|bsep|> ون رأى ذا أدب فقيها <|vsep|> أهدى له نخامة يُلقيها </|bsep|> <|bsep|> يرميه بعاداً له بالزندقة <|vsep|> وهو الغبي لا يحاكي منطقه </|bsep|> <|bsep|> وأوقح الناس ملوك فاسقه <|vsep|> تقول للأحبار يا زنادقه </|bsep|> <|bsep|> وأينا أشد عن رشد عمى <|vsep|> فلا عدتهُ لعنة من السما </|bsep|> <|bsep|> لو قد تركتم يا بني المُصنّة <|vsep|> ثلبي ثنيت عنكم الأسنه </|bsep|> <|bsep|> لا زينت هامتكم قلانسُ <|vsep|> ولا اللحى فنها مكانسُ </|bsep|> <|bsep|> ولا احتمال الكتب في الكمامِ <|vsep|> فذاك ضد النَور في الأكمامِ </|bsep|> <|bsep|> ولا تردّيكم ببيض الأرديه <|vsep|> وما تصدرتم له في الأنديه </|bsep|> <|bsep|> يا رب لصّ قد يُسمَّى قاضي <|vsep|> والله من نجواه غير راضِ </|bsep|> <|bsep|> ورب من تدعوه بالفقيهِ <|vsep|> ومُحصنات الحيّ تتّقيهِ </|bsep|> <|bsep|> ورب نكس لا أريد ذكره <|vsep|> لم اعتقل في هجوه لفكره </|bsep|> <|bsep|> فكيف يُلحى عالم قد مَهَرا <|vsep|> ألا حياءٌ من هلال بَهَرا </|bsep|> <|bsep|> لتخس الكلاب عن هلالِ <|vsep|> لا يرهب النقص على كمالِ </|bsep|> <|bsep|> ذا اطمأنّ بالهي قلبي <|vsep|> فما أبالي بنباح كلبِ </|bsep|> <|bsep|> يا عجبا من قمر محسود <|vsep|> هل فيه مرجى ليد الحسودِ </|bsep|> <|bsep|> وغير ذا من غامض الطبيعه <|vsep|> مغمزة في هذه الشريعه </|bsep|> <|bsep|> لو شئت يا ذا الصفح والغفرانِ <|vsep|> عمَّمت بالسخط أو الرضوان </|bsep|> <|bsep|> وفي الغنى سوّيت أو في الفقرِ <|vsep|> ولم تعذّب مُعدماً بمثرِ </|bsep|> <|bsep|> كوّنت أشياءً ذوات حسن <|vsep|> ثم تُعفَى سِبرَها وتُفني </|bsep|> <|bsep|> ولو تشاء دام ما كوَّنتا <|vsep|> لا عالم بالسر لا أنتا </|bsep|> <|bsep|> قد أهل الجهل بالأموالِ <|vsep|> وبالبنين الحسّد الرجالِ </|bsep|> <|bsep|> تكسوهم الديباج والحريرا <|vsep|> ويُمنحون التاج والسريرا </|bsep|> <|bsep|> وتحرم النبيل قوت ليله <|vsep|> تتركه لضيعة وعيله </|bsep|> <|bsep|> يحسدني من لا ينال سعي <|vsep|> فمشربي من عرضه ورَعيي </|bsep|> <|bsep|> دَعهُ وما يختاره لنفسه <|vsep|> ثم أرضني لأُختِه وعرسهِ </|bsep|> <|bsep|> يظن قوم دأبي السكوتا <|vsep|> كأنني أرهب ن أموتا </|bsep|> <|bsep|> متى أحدت في اللئام نطقي <|vsep|> فليقطع السيف سواءً عرقي </|bsep|> <|bsep|> في عرسهِ والأم ثم الأختِ <|vsep|> ونفسه فذاك أخزى مقتِ </|bsep|> <|bsep|> لا تَعبَأن مقالة الفلاسفه <|vsep|> فنها للغيب غير كاشفه </|bsep|> <|bsep|> ون تنل منها فحدّ المنطقِ <|vsep|> أو الحساب أو بطبّ فاعلُقِ </|bsep|> <|bsep|> وربما وهبته ناثا <|vsep|> معريّات عُطّلاً غِراثى </|bsep|> <|bsep|> وربما صاهر في الأرذال <|vsep|> لثقل الظهر وعدم المالِ </|bsep|> <|bsep|> الفقير باكي الألحاظِ <|vsep|> ون غدا مبتسم الألفاظ </|bsep|> <|bsep|> تحمله شماتة الأقارب <|vsep|> ن يغتذي من حُمة العقارب </|bsep|> <|bsep|> ولو يطيق لاك أُفعوانا <|vsep|> ولا يوافي لاخٍ خِوانا </|bsep|> <|bsep|> هذا ذا ما كان ذا مروَّه <|vsep|> ومُعرقاً في طيب الأبوَّه </|bsep|> <|bsep|> هوَ الذئاب واشنِ الأقاربا <|vsep|> وواصلِ الحيَّات والعقاربا </|bsep|> <|bsep|> شرُّ قرين للكريم أقربه <|vsep|> ذلك أفعاه وذاك عقربه </|bsep|> <|bsep|> شرّهم العمُّ ونجل العمِ <|vsep|> والخال والخالة وابن الأمّ </|bsep|> <|bsep|> واشنأ الناس لك ابن أختِكا <|vsep|> فامقته فهو خذ في مقتكا </|bsep|> <|bsep|> ثن على الصدّيق والفاروقِ <|vsep|> فنه من أوكد الحقوق </|bsep|> <|bsep|> ولا تضع تلوهما عثماناً <|vsep|> خير امرئ بعدهما قد كانا </|bsep|> <|bsep|> ولا تؤَخّر ذا العلى عليَّا <|vsep|> الهاشمي البطلَ الكميَّا </|bsep|> <|bsep|> ومن يكُ يقدحُ في معاويه <|vsep|> فذاك كلب من كلاب عاويه </|bsep|> <|bsep|> ابتع الحبر الأجلّ مالكا <|vsep|> ون تبعت غيره فذلكا </|bsep|> <|bsep|> كالشافعي وأبي حنيفة <|vsep|> كلاهما ذو ورع وخيفه </|bsep|> <|bsep|> قرأتُ بالوحي وسنّي أربع <|vsep|> وقبل ستٍ تمّ عندي أجمعُ </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا حليت بالتنزيلِ <|vsep|> نظرت في حقائق التأويلِ </|bsep|> <|bsep|> ولم أدع لعالم تحبيرا <|vsep|> لا وقد ظَلت بها خبيرا </|bsep|> <|bsep|> فلا ابن عباس أضعت وضعه <|vsep|> ولا ابن سلاَّم تركت جمعه </|bsep|> <|bsep|> ولا كتاب ابن حميدٍ عبدٍ <|vsep|> غلا اذَّخرت كل ذاك عندي </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا استضلعت بالحِجاجِ <|vsep|> قرأت كتب كل حبر ناجِ </|bsep|> <|bsep|> كتب أبي سحق ذي المعاني <|vsep|> أوضِح به لمشكل القرن </|bsep|> <|bsep|> وكل ما أحمله من سند <|vsep|> عن الفقيه الطَلَمنكي أحمد </|bsep|> <|bsep|> ثم قرأت كتب الموط <|vsep|> عليه دون كسل مُستبط </|bsep|> <|bsep|> ثمت اشبعت من البخاري <|vsep|> رواية فتم لي فخاري </|bsep|> <|bsep|> ولم أُضِع كتب أبي عبيدِ <|vsep|> جميعها في ربقتي وقيدي </|bsep|> <|bsep|> ثم قرأت علم سيبويهِ <|vsep|> لبّ الفؤاد فهماً عليهِ </|bsep|> <|bsep|> على أبي عثمان شيخي نافعِ <|vsep|> وكان فيه جد حبر بارعِ </|bsep|> <|bsep|> ثمت فأوهت أبا العلاءِ <|vsep|> في كتب الصفات والأسماءِ </|bsep|> <|bsep|> روَاني الغريب والِصلاحا <|vsep|> حتى أنار فجرها ولاحا </|bsep|> <|bsep|> ثمت رقَّاني لى الألفاظِ <|vsep|> رواية فعدت في الحفَّاظِ </|bsep|> <|bsep|> وقد قرأت كتب المجازِ <|vsep|> عليه من قرموطة الشيرازي </|bsep|> <|bsep|> بعد سماعه عن الفقيهِ <|vsep|> أحمد ذي التفهيم والتفقيهِ </|bsep|> <|bsep|> ثم قرأت كتب الرمَّاني <|vsep|> والفارسي وابنه عثمان </|bsep|> <|bsep|> أعني ابن جنيّ فنه بنُ <|vsep|> له ون كان أباه الحسنُ </|bsep|> <|bsep|> فنه خرَّجه وأدَّبه <|vsep|> وقد تقول للشقيق يا أبَه </|bsep|> <|bsep|> وغر قوما هذه البنوة <|vsep|> فمنحوا الهنا الأبوه </|bsep|> <|bsep|> سبحان ذاك الواحد العدل الصمد <|vsep|> لم يتخذ صاحبةً ولا ولد </|bsep|> <|bsep|> كل كتاب لغة وعيتُ <|vsep|> وكل شعر لهم رويتُ </|bsep|> </|psep|> |
حكم المحبة ثابت الأركان | 6الكامل
| [
"حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ",
"مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ",
"أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها",
"فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ",
"وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه",
"حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الِحسانِ",
"فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد",
"فَسخُ الوُشَاةِ لَيهِ مِن سُلطَانِ",
"وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال",
"أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ",
"وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي",
"حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ",
"ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس",
"تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن",
"فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً",
"بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ",
"وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ",
"فاسمع ذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ",
"حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ",
"نَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ",
"وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ",
"أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان",
"شتَّان بين الحالتَينِ فَِن تُرِد",
"جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ",
"يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ",
"ذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان",
"أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً",
"بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ",
"أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ",
"أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ",
"وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال",
"أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان",
"وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ",
"مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ",
"ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ",
"وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ",
"هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ",
"بالنَّجمِ هَمَّ ليهِ بالطَّيرانِ",
"لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف",
"عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ",
"قَطَعَت بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت",
"مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلعَ الِيمان",
"وأتَت على وادي العَقيقِ فجاوزت",
"مِيقَاتَهُ حِلاًّ بِلا نُكرانِ",
"وَأتَت على وَادِي الأرَاكِ وَلَم يَكُن",
"قَصداً لَها فألاً بِأن سَتَرانِي",
"وأتَت عَلى عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ",
"وَمِنًى فَكَم نَحَرَته من قُربَانِ",
"وأتَت عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَت",
"ذاتَ السُّتُورِ وَرَبةَ الأركَانِ",
"هَذَا وما طَافَت ولا استَلمت ولا",
"رَمَتِ الجمارَ ولا سَعت لِقِرَانِ",
"وَرَقَت على أعلَى الصَّفَا فَتَيمَّمَت",
"دَاراً هنالِكَ لِلمُحِبِّ العَانِي",
"أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثوَابَهُ",
"والرِّيحَ أعطَتها مِنَ الخَفَقَانِ",
"واللهِ لَو أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها",
"ما كانَ ذلِك مِنهُ في امكَانِ",
"هذا وَلو سَارَت مِسِيرَ الريحِ مَا",
"وصَلَت بِه لَيلاً لى نُعمَانِ",
"سَارَت وَكان دَليلُها في سَيرِها",
"سَعدَ السُّعُودِ وَلَيسَ بِالدَّبَرَانِ",
"وَرَدَت جِفَارَ الدَّمعِ وَهي غَزِيرَةٌ",
"فَلِذَاك ما احتَاجَت وُرُودَ الضَّانِ",
"وَعَلت عَلى مَتنِ الهَوَى وتزودَت",
"ذِكرَ الحبيبِ وَوَصلَهُ المَتدَانِ",
"وَعَدَت بِزَورَتِها فَأوفَت بِالذي",
"وعَدَت وَكَانَ بمُلتَقَى الأجفَانِ",
"لَم يَفجَأِ المُشتَاقَ لا وَهي دا",
"خِلةُ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا استئِذَانِ",
"قَالَت وَقَد كَشَفَت نِقابَ الحُسن ما",
"بالصَّبرِ لي عَن أن أرَاكَ يَدانِ",
"وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه",
"صِدقاً وَقَد كَذَبَت بِه العينانِ",
"فَعجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه",
"طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانِي",
"ن كًنتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثتِني",
"فَعلَيكَ ثمُ الكَاذِبِ الفَتَّانِ",
"جَهمِ بنِ صفوانٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى",
"جَحَدُوا صِفضاتِ الخالِقِ الديَّانِ",
"بل عَطَّلوا مِنهُ السَّمواتِ العُلَى",
"والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرحمن",
"ونَفَوا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَقَضَوا لَهُ بالخَلقِ والحِدثَانِ",
"قالوا وليس لِرَبِّنَا سَمعٌ وَلاَ",
"بَصَرٌ وَلاَ وَجهٌ فَكَيفَ يدان",
"وكذاك لَيسَ لربّنَا مِن قُدرةٍ",
"وَرَادَةٍ أو رحمَةٍ وَحَنَانٍ",
"كلاَّ ولا وَصفٌ يقومُ به سِوَى",
"ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ بِغَيرِ مَعَأن",
"وحياتهُ هي نفسُه وكَلاَمُه",
"هوَ غيرُه فاعجَب لِذَا البُهتَانِ",
"وكَذاكَ قَالُوا مَا لَهُ مِن خَلقِه",
"أحَدٌ يَكُونُ خَلِيلَهُ النَّفسَانِ",
"وخَليلُهُ المُحتَاجُ عِندهُمُ وفي",
"ذَا الوصفِ يدخُلُ عابدُو الأوثانِ",
"فَالكُلُّ مفتقرٌ ليه لذاتِه",
"في أسرِ قَبضتِهِ ذَليلٌ عَانِ",
"وَلأجلِ ذَا ضَحَّى بجعدٍ خالدُ ال",
"قَسرِيُّ يَومَ ذَبائِحِ القُربَانِ",
"ذ قَالَ برَاهِيمُ ليسَ خِليلَهُ",
"كلا ولا مُوسى الكليمَ الداني",
"شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ",
"للهِ درُّكَ مِن أخِي قُربَانِ",
"وَالعبدُ عندهُمُ فَليسَ بِفَاعلٍ",
"بَل فعلُهُ كَتَحرُّكِ الرَّجفَانِ",
"وهَبُوبِ ريحٍ أو تحرُّكِ نائمٍ",
"وتحرُّكِ الأشجَارِ للمَيَلاَنِ",
"واللهُ يُصليهِ على مَا لَيس مِن",
"أفعالِهِ حَرَّ الحَمِيمِ النِ",
"لَكِن يُعاقِبُهُ على أفعَالِهِ",
"فيهِ تعالَى اللهُ ذُو الِحسَانِ",
"والظُّلمُ عِندَهُمُ المحالُ لذاتِهِ",
"أنيَّ ينزَّه عَنهُ ذُو السُّلَطانِ",
"ويكونُ مَدحاً ذَلِكَ التنزيهُ ما",
"هَذا بِمَعقولٍ لِذِي الأذهَانِ",
"وَكَذاكَ قالُوا مَا لَهُ مِن حِكمَةٍ",
"هي غَايَةٌ للأمرِ والتقَانِ",
"ما ثَمَّ غيرُ مَشِيئةٍ قد رَجَّحَت",
"مِثلاً على مِثلِ بِلاَ رُجحَانِ",
"هَذا وَمَا تِلكَ المَشِيئةُ وَصفَهُ",
"بَل ذَاتُه أو فِعلُهُ قَولاَنِ",
"وكلامُهُ مُذ كَانَ غَيراً كَانَ مَخ",
"لُوقاً لَهُ مِن جُملَةِ الأكوَانِ",
"قَالُوا وقرَارُ العِبَادِ بِأنَّه",
"خلاَّقُهُم هُوَ مُنتهَى اليمَانِ",
"والناسُ في الِيمانِ شيءٌ واحدٌ",
"كالمِشطِ عِندَ تَماثُلِ الأسنَانِ",
"فاسأل أبا جَهلٍ وشيعتَهُ وَمَن",
"وَالأهُمُ مِن عَابِدِي الأوثَانِ",
"وسَلِ اليهُودَ وكُلَّ أقلَفَ مُشرِكٍ",
"عَبدَ المَسيحَ مُقَبِّلَ الصُّلبَانِ",
"وَاسأل ثَمُودَ وعادَ بل سَل قَبلَهُم",
"أعدَاءَ نُوحٍ أُمَّةَ الطُّوفَانِ",
"واسأل أبَا الجنِّ اللعينَ أتعرفُ ال",
"خَلاَّقَ م أصبَحتَ ذَا نُكرَانِ",
"وَاسأل شِرارَ الخلقِ أعني أُمَّةً",
"لُوطِيَّةً همُ ناكِحُو الذُّكرَانِ",
"وَاسأل كَذَاكَ مَامَ كُلِّ مُعطَّلٍ",
"فِرعَونَ مَع قَارُونَ مَع هَامَانِ",
"هل كانَ فيهِم مُنكرٌ للخالِقِ الرَّ",
"بِّ العظيمِ مكوِّن الأكوانِ",
"فليَبشِرُوا ما فيهِمُ مِن كافِرٍ",
"هُم عندَ جَهمٍ كَامِلو الِيمانِ",
"وَقَضَى بِأنَّ اللهَ كَانَ مُعطَّلاً",
"والفِعلُ مُمتنِعٌ بلا امكَانِ",
"ثُمَّ استَحَالَ وَصَارَ مَقدُوراً لَهُ",
"مِن غَيرِ أمرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ",
"بَل حَالُهُ سُبحَانَه في ذَاتِه",
"قَبلَ الحُدوثِ وَبَعدَهُ سِيَّانِ",
"وَقَضَى بِأنَّ النَّارَ لَم تُخلَق وَلاَ",
"جَنَّاتُ عَدنٍ بَل هُمَا عَدَمَانِ",
"فَذَا هُمَا خُلِقَا ليومِ مَعَادِنَا",
"فَهُمَا عَلى الأوقَاتِ فَانِيَتَانِ",
"وَتلَطَّفَ العَلاّفُ مِن أتبَاعِه",
"فَأتى بِضِحكَةِ جَاهِلٍ مَجَّانِ",
"قالَ الفَنَاءُ يكونُ في الحركَاتِ لا",
"في الذَّاتِ وَاعجَباً لِذَا الهذَيانِ",
"أيَصيرُ أهلُ الخُلدِ في جَنَّاتهم",
"وجَحِيمِهِم كحِجَارَةِ البُنيَانِ",
"ما حَالُ مَن قَد كَانَ يَغشَى أهلَه",
"عِندَ انقضاءِ تحرُّكِ الحَيَوانِ",
"وكذاكَ مَا حَالُ الذي رَفَعَت يدَا",
"هُ أكلَةً مِن صَفحَةِ وخِوَانِ",
"فَتَنَاهَتِ الحركَاتُ قَبلَ وصُولِها",
"لِلفَمِّ عِندَ تفتُّح الأسنَانِ",
"وكذاكَ مَا حَالُ الذِي امتدَّت يَدٌ",
"مِنهُ لى قِنوٍ مِن القِنوانِ",
"فَتنَاهَتِ الحَرَكاتُ قَبلَ الأخذِ هَل",
"يَبقَى كَذلِكَ سَائِرَ الأزمَانِ",
"تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَنها",
"واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ",
"تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على ال",
"ثارِ والأخبَارِ والقُرنِ",
"وَقَضَى بِأنَّ اللهَ يَجعَلُ خَلقَهُ",
"عَدَماً ويقلِبُهُ وُجُوداً ثَانش",
"العَرشُ والكُرسِيُّ والأرواحُ وال",
"أملاكُ والأفلاكُ والقَمَرَانِ",
"والأرضُ والبَحرُ المحيطُ وسائِرُ ال",
"أكوَانِ مِن عَرَضٍ وَمِن جُثمَانِ",
"كُلٌّ سَيُفنِيهِ الفنَاءَ المَحضَ لا",
"يَبقَى لَهُ أثَرٌ كَظِلٍّ فَانِ",
"ويُعِيدُ ذَا المَعدُومَ أيضاً ثانياً",
"مَحضَ الوجودِ عَادَةً بِزَمَانِ",
"هذا المعادُ وَذلِكَ المَبدَا لَدَى",
"جَهمٍ وقد نَسَبُوه للقرنِ",
"هَذا الذِي قَأدَ ابنَ سينَا والألَى",
"قَالُوا مَقَالَتَه لى الكُفرَانِ",
"لَم تَقبَلِ الأذهانُ ذَا وتَوهَّمُوا",
"أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بِالِيمانِ",
"هَذا كِتابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا",
"أو عَبدُهُ المبعُوث بالبُرهَان",
"أو صَحبُه مِن بعدِهِ أو تَابِعٌ",
"لَهمُ عَلى الِيمانِ والِحسَانِ",
"بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ",
"حقًّا عَلى الِيمانِ والحسَانِ",
"بَل صَحبُه من بعدِه أو تَابشعٌ",
"لَهُم عَلى الِيمانِ والحسَانِ",
"بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ",
"حقًّا مُغَيِّرُ هَذه الأكوَانِ",
"فَيَبَدِّلُ اللهُ السَّمواتِ العُلَى",
"والأرضَ أيضاً ذَاتَ تَبديلانِ",
"وهمَا كَتَبديلِ الجُلودِ لِسَاكِني النِّ",
"يرانِ عِندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ",
"وَكَذَاكَ يَقبِضُ أرضَهُ وَسَمَاءَهُ",
"بِيدَيهِ مَا العَدَمَانِ مقبُوضَانِ",
"وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بِهَا",
"أخبَارَها في الحَشرِ للرَّحمنِ",
"وتَظَلُّ تَشهَدُ وَهيَ عَدلٌ بِالذِي",
"مِن فَوقِهَا قَد أحدَثَ الثَّقَلاَنِ",
"أفيِشهَدُ العَدَمُ الذِي هُوَ كاسمِهِ",
"لا شيءَ هذا لَيسَ في الِمكَانِ",
"لَكِن تُسَوَّى ثُمَّ تُبسَطُ ثُمَّ تَش",
"هَدُ ثم تُبدَل وَهِي ذَاتُ كِيانِ",
"وتُمدُّ أيضا مِثلَ مَدِّأدِيمِنَا",
"مِن غيرِ أودِيَةٍ ولا كُثبَانِ",
"وَتقيءُ يَومَ العَرضِ مِن أكبَادِهَا",
"كَالأُسطُوَانِ نَفائِسَ الأثمَانِ",
"كُلُّ يَرَاهُ بِعَينِهِ وعِيَانِهِ",
"مَا لاِمرىءٍ بِالأخذِ مِنه يَدَانِ",
"وَكَذا الجبالُ تُفَتُّ فَتًّا مُحكَماً",
"فَتَعُودُ مِثلَ الرَّملِ ذِي الكُثبَانِ",
"وتَكُونُ كالعِهنِ الَّذِي ألوَانُه",
"وصِبَاغُهُ مِن سائِرِ الألوَانِ",
"وَتُبَسُّ بَسًّا مِثلَ ذَاكَ فَتنثَنِي",
"مِثلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر النسَانِ",
"وَكَذا البِحَارُ فَِنَّهَا مسجورَةٌ",
"قَد فُجِّرَت تَفجِيرَ ذِي سُلطَانِ",
"وكذَلِك القَمَرَانِ يَأذَنُ رَبُّنَا",
"لَهُمَا فيجتَمِعَانِ يَلتَقِيَانِ",
"هَذِي مُكوَّرَةٌ وَهَذا خَاسِفٌ",
"وكِلاَهُمَا في النَّارِ مَطروحَانِ",
"وَكَوَاكِبُ الأفلاَكِ تُنثَرُ كُلَّهَا",
"كللِىءٍ نُثِرَت عَلَى مَيدَانِ",
"وَكَذا السَّمَاءُ تُشَقُّ شَقًّا ظَاهِراً",
"وَتَمورُ أيضاً أيَّمَا مَوَرَانِ",
"وتصيرُ بَعدَ الانشِقَاقِ كَمِثلِ هَ",
"ذَا المُهلِ أو تَكُ وردةً كَدِهَانِ",
"والعَرشُ وَالكُرسيُّ لا يُفنِيهمَا",
"أيضاً وَنَّهُمَا لَمخلُوقَانِ",
"لَكِنَّهَا مِن بَعضِ أعرَاضٍ بِهَا",
"قَامَت وَذَا في غَايَةِ البُطلاَنِ",
"فالشَّأنُ للأرواحِ بَعدَ فراقِهَا",
"أبدَانَها وَاللهِ أعظَمُ شَانِ",
"مَّا عذَابٌ أو نَعِيمٌ دَائِمٌ",
"قَد نُعِّمت بِالرَّوحِ والرَّيحَانِ",
"وتصيرُ طيراً سَارِحاً مَع شكلِهَا",
"تجني الثِّمارَ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ",
"وَتَظَلُّ وَاردَةً لأنهَارٍ بِها",
"حَتَّى تَعُودَ لِذَلِكَ الجثمَانِ",
"لَكِنَّ أرواحَ الذينَ استُشهِدُوا",
"فِي جَوفِ طَيرٍ أخضَرٍ رَيَّانِ",
"فلهُم بذَاكَ مزيَّةٌ في عَيشِهِم",
"ونَعِيمِهِم لِلرُّوحِ والأبدَانِ",
"بَذَلُوا الجُسُومَ لربِّهِم فأعَاضَهُم",
"أجسَامَ تلكَ الطَّيرِ بالحسَانِ",
"والحورُ لا تَفنَى كَذلِكَ جَنَّةُ ال",
"مأوَى وَمَا فِيهَا مِنَ الوِلدَانِ",
"ولأجلِ هَذَا قالَ جَهمٌ نَّهَا",
"عدَمٌ وَلَم تُخلَق لَى ذَا النِ",
"والأنبِياءُ فَنَّهُم تَحتَ الثَّرَى",
"أجسَامُهُم حُفِظَت مِن الدِّيدَانِ",
"ما للبَلى بِلُحُومِهِم وجُسومِهِم",
"أبَداً وَهُم تَحتَ التُّرَابِ يَدَانِ",
"وَكذاكَ عَجبُ الظَّهرِ لاَ يبلَى بَلَى",
"مِنهُ تُرَكَّبُ خِلقَةُ النسَانِ",
"وَكَذلِكَ الأروَاحُ لاَ تَبلَى كَمَا",
"تَبلَى الجُسُومُ وَلاَ بِلَى اللَّحمَانِ",
"وَلأجلِ ذَلِكَ لم يُقِرَّ الجَهمُ بال",
"أروَاحِ خَارِجَةً عَنِ الأبدَانِ",
"وَلَهَا قَنَادِيلٌ ليهَا تَنتَهِي",
"مَأوَى لَهَا كَمَسَاكِنِ الِنسَانِ",
"فالرُّوحُ بَعدَ الموتِ أكمَلُ حَالَةٍ",
"منهَا بِهَذِي الدَّارِ في جُثمَانِ",
"وَعذَابُ أشقَاهَا أشدُّ مِنَ الذِي",
"قد عَاينَت أبصَارُهَا بِعِيَانِ",
"والقَائِلُونَ بِأنَّهَا عَرَضٌ أبَوا",
"ذَا كُلَّهُ تَبًّا لِذِي نُكرانِ",
"وذَا أرَادَ اللهُ خرَاجَ الوَرَى",
"بَعدَ المَمَاتِ ِلى المَعَادِ الثَّانِي",
"ألقَى عَلَى الأرضِ التي هُم تحتها",
"واللهُ مُقتَدِرٌ وذُو سُلطَانِ",
"مَطَراً غَليظاً أبيضاً مُتَتَابِعاً",
"عَشراً وَعَشراً بَعدَهَا عَشرَانِ",
"فَتَظَلُّ تَنبُتُ منهُ أجسَامُ الوَرَى",
"وَلُحُومُهُم كَمَنَابِتِ الرَّيحَانِ",
"حَتَّى ذَا ما الأمُّ حَانَ وِلاَدُهَا",
"وتمخَّضَت فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ",
"أوحَى لَهَا ربُّ السَّما فتَشقَّقَت",
"فَبَدَا الجَنِينُ كَأكمَلِ الشُّبَّانِ",
"وتخلَّتِ الأمُّ الوَلُودُ وأخرَجَت",
"أثقَالَها أنثَى ومِن ذُكرَانِ",
"واللهُ يُنشِىءُ خَلقَهُ في نَشأةٍ",
"أُخرَى كَمَا قَد قَالَ في القرنِ",
"هَذا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وسنةُ ال",
"هَادِي بهِ فاحرِص عَلَى الِيمَانِ",
"ما قَالَ نَّ اللهَ يُعدِمُ خَلقَهُ",
"طُرّاً كقولِ الجاهلِ الحَيرَانِ",
"وَقَضَى بِأنَّ الله لَيسَ بفاعِلٍ",
"فِعلاً يَقومُ بِه بِلاَ بُرهَانِ",
"بَل فِعلُه المَفعُولُ خَارِجُ ذَاتِهِ",
"كَالوَصفِ غَير الذَّاتِ في الحُسبانِ",
"والجبرُ مَذهبُهُ الذِي قرَّت بهِ",
"عَينُ العُصَاةِ وشِيعةُ الشَّيطانِ",
"كانُوا عَلَى وَجَلٍ مِنَ العِصيانِ ذ",
"هُوَ فِعلهُم والذَّنبُ للِنسَانِ",
"واللَّومُ لا يعدُوه ذ هُوَ فَاعِلٌ",
"برَادةٍ وَبِقَدرَةِ الحَيوَانِ",
"فَأراحَهُم جَهمٌ وَشِيعتُهُ مِنَ الل",
"ومِ العَنِيفِ وَما قَضوا بِأمَانِ",
"لكنَّهم حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى",
"ربِّ العِبَادِ بِعِزَّةٍ وأمَانِ",
"وتبرَّؤوا مِنهَا وقالُوا نَّهَا",
"أفعالُهُ مَا حِيلَةُ النسَانِ",
"مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نَفساً وُسعَها",
"أنَّى وقَد جُبِرَت عَلَى العِصيَانِ",
"وَكَذا عَلَى الطَّاعَاتِ أيضاً قَد غَدَت",
"مَجبُورةً فَلَهَا ذاً جَبرَانِ",
"وَالعَبدُ في التَّحقيقِ شِبهُ نَعَامَةٍ",
"قَد كُلِّفَت بِالحَملِ وَالطَّيرانِ",
"ذ كَانَ صُورَتَها تَدُلُّ عَلَيهِمَا",
"هَذَا ولَيسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَان",
"فلِذَاكَ قَالَ بِأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى",
"وكذَاكَ ما فَعلُوهُ مِن عِصيَانِ",
"هِيَ عَينُ فِعلِ الرَّبِّ لا أفعَالُهُم",
"فَيَصِحُّ عَنهُم عِندَ ذَا نَفيَانِ",
"نَفيٌ لِقُدرتِهِم عَلَيهَا أوَّلاً",
"وصُدورِهَا مِنهُم بِنَفيٍ ثَانِ",
"فَيُقَالُ ما صَامُوا ولاَ صَلَّوا وَلاَ",
"زَكَّوا ولا ذَبَحُوا مِنَ القُربَانِ",
"وكَذاكَ مَا شَرِبُوا وما قَتَلُوا ومَا",
"سَرَقُوا ولا فِيهِم غَوِيٌّ زانِ",
"وَكذاكَ لَم يأتُوا اختيَاراً مِنهُمُ",
"بالكُفر والِسلاَم والِيمَانِ",
"لاَّ عَلَى وَجهِ المَجَازِ لأنَّهَا",
"قَامَت بِهِم كالطَّعمِ والألوَانِ",
"جُبِرُوا عَلَى ما شَاءَهُ خَلاَّقُهم",
"مَا ثَمَّ ذُو عَونٍ وَغَيرُ مُعانِ",
"والكُلُّ مَجبُورٌ وغَيرُ مُيَسَّرٍ",
"كَالمَيتش أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ",
"وكذَاكَ أفعالُ المُهَيمنِ لَم تَقُم",
"أيضاً بِهِ خَوفاً مِنَ الحَدَثَانِ",
"فَِذا جَمَعتَ مَقَالَتَيهِ أنتَجَا",
"كَذِباً وزُوراً واضِحَ البُهتَانِ",
"ذ لَيسَتِ الأفعَالُ فِعلَ لَهِنَا",
"والرَّبُّ لَيسَ بِفَاعِلِ العِصيَانِ",
"فَذَا انتَفَت صِفَةُ الِلهِ وَفِعلُهُ",
"وَكَلاَمُهُ وَفَعائِل الِنسَانِ",
"فهُنَاكَ لا خَلقٌ وَلا أمرٌ وَلاَ",
"وَحيٌ ولاَ تَكلِيفُ عَبدٍ فَانِ",
"وَقَضَى عَلى أسمائِهِ بِحُدُوثِهَا",
"وبِخَلقهَا مِن جُملَةِ الأكوانِ",
"فانظُر لى تَعطيلِهِ الأوصَافَ وال",
"أفعَالَ والأسمَاءَ للرَّحمنِ",
"مَاذَا الذِي في ضِمن ذَا التعطِيلِ مِن",
"نَفيٍ وَمِن جَحدٍ وَمِن كُفرَانِ",
"لَكِنَّه أبدَى المَقَالَةَ هَكَذَا",
"في قَالَبِ التنزيهِ للرَّحمَنِ",
"وأتى لى الكُفرِ العَظِيمِ فَصَاغَهُ",
"عِجلاً لِيَفتِنَ أمَّةَ الثِّيرَانِ",
"وَكَسَاهُ أنوَاعَ الجواهِرِ والحُلَى",
"مِن لُؤلُؤٍ صَافٍ وَمِن عِقيَانِ",
"فَرَه ثيرانُ الوَرَى فَأصَابَهُم",
"كَمُصَابِ خوَتِهِم قَدِيمَ زَمَانِ",
"عِجلاَنِ قَد فَتَنا العِبَادَ بصوتِهِ",
"حدَاهُمَا وَبِحَرفِهِ ذَا الثَّانِي",
"وَالنَّاسُ أكثرُهُم فَأهلُ ظَوَاهِرٍ",
"تَبدُو لَهُم ليسُوا بِأهلِ مَعَانِ",
"فَهُمُ القشُورُ وَبالقُشُورِ قِوَامُهُم",
"وَاللُّبُّ حَظُّ خُلاَصَةِ الِنسَانِ",
"وَلِذَا تَقَسَّمَتِ الطَوائِفُ قَولَهُ",
"وتوارَثُوه رثَ ذِي السُّهمَانِ",
"لَم يَنجُ مِن أقوَالِه طُرًّا سِوَى",
"أهلِ الحَدِيثِ وَشِيعَةِ القرنِ",
"فَتَبَرؤوا منهَا بَراءةَ حَيدَرٍ",
"وَبراءَةَ المولُودِ مِن عِمرَانِ",
"مِن كُلِّ شِيعِيٍّ خَبِيثٍ وَصفُهُ",
"وَصفُ اليهُودِ مُحَلِّلِي الحِيتَانِ",
"يا أيُّهَا الرَّجُلُ المرِيدُ نَجَاتَهُ",
"سمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعوَانِ",
"كُن في أمُورِكَ كُلِّها مُتمسِّكاً",
"بالوحيِ لا بزخارِفِ الهذَيَانِ",
"ٍوانصُر كتَابَ اللهِ والسُّنَن الَّتي",
"جَاءَت عَنِ المبعُوثِ بالفُرقَانِ",
"واضرِب بِسَيفِ الوحي كُلَّ مُعَطِّلٍ",
"ضَربَ المجاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ",
"واحمِل بعزمِ الصِّدق حَملَةَ مُخُلِصٍ",
"مُتَجَرِّدٍ للَّهِ غَيرِ جَبَانِ",
"واثبُت بِصَبرِكَ تَحتَ ألوِيةِ الهُدَى",
"فَذَا أصِبتَ فَفِي رِضَا الرَّحمنِ",
"واجعَل كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتِي",
"ثَبَتَت سِلاَحَكَ ثُمَّ صِح بِجَنَانِ",
"مَن ذَا يُبَارِز فليقدِّم نَفسَهُ",
"أو مَن يسَابِق يَبدُ في الميدَانِ",
"وَاصدَع بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَف",
"مِن قِلَّةِ الأنصَارِ والأعوَانِ",
"فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وكتَابِهِ",
"وَاللهُ كَافٍ عَبدَهُ بأمَانِ",
"لا تَخشَ مِن كَيدِ العدُوِّ وَمكرِهِم",
"فَقتَالُهُم بالكِذبِ والبُهتَانِ",
"فجُنودُ أتبَاعِ الرَّسُولِ مَلاَئِكٌ",
"وَجُنُودُهُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطانِ",
"شَتَّانَ بينَ العَسكَرين فَمَن يَكن",
"مُتَحَيِّزاً فلينظُر الفئَتانِ",
"واثبُت وقاتِل تَحتَ راياتِ الهُدى",
"وَاصبِر فَنَصرُ اللهِ رَبِّكَ دَانِ",
"واذكُر مَقَاتلَهُم لفُرسَانِ الهُدَى",
"لِلَّهِ درُّ مَقَاتِلِ الفُرسَانِ",
"وادرَأ بِلَفظِ النَّصِّ في نَحرِ العِدى",
"وَارجُمهُم بِثَواقِبِ الشُّهبَانِ",
"لا تَخشَ كثرتَهُم فَهُم هَمَجُ الوَرَى",
"وَذُبَابُهُ أتَخَافُ مِن ذِبَّانِ",
"وَاشغَلهُم عِندَ الجِدَالِ بِبَعضِهِم",
"بَعضاً فَذَاكَ الحَزمُ للفُرسَانِ",
"وَذا هُمُ حَمَلُوا عَلَيكَ فلا تَكُن",
"فَزِعاً لِحَملَتِهِم ولا بِجَبَانِ",
"واثبُت ولا تَحمِل بِلا جُندٍ فَمَا",
"هَذا بِمَحمودٍ لَدَى الشُّجعَانِ",
"فذَا رَأيتَ عِصَابَةَ الِسلاَمِ قَد",
"وَافَت عَسَاكِرُهَا مَعَ السُّلطَانِ",
"فَهُنَاكَ فَاختَرِقِ الصُّفُوفَ ولا تَكُن",
"بِالعَاجِزِ الوَانِي وَلاَ الفَزعَانِ",
"وَتَعَرَّ مِن ثوبَينِ مَن يَلبَسهما",
"يَلقَ الرَّدَى بِمَذَمَّةٍ وَهَوانِ",
"ثوبٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ",
"ثَوبُ التّعَصُّبِ بِئسَتِ الثَّوبَانِ",
"وتَحلَّ بالنصَافِ أفخَرَ حُلَّةٍ",
"زِينَت بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ",
"واجعَل شِعَارَك خَشيَةَ الرّحمَنِ مَع",
"نُصح الرّسُولِ فَحَبَّذَا الأمرانِ",
"وَتَمسَّكَنَّ بحبلِهِ وَبوَحيِهِ",
"وَتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكلاَنِ",
"فالحَقُّ وَصفُ الرّبِّ وَهوَ صِراطُهُ ال",
"هَادِي ليهِ لصَاحِبِ اليمَانِ",
"وهُو الصِّراطُ عَلَيهِ رَبُّ العَرشِ أي",
"يضاً وَذَا قَد جَاءَ في القرنِ",
"والحَقُّ مَنصُورٌ ومُمتَحَنٌ فَلاَ",
"تَعجَب فَهَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ",
"وبِذَاكَ يَظهَرُ حِزبُه مِن حَربِهِ",
"ولأجلِ ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ",
"ولأجلِ ذَاكَ الحَربُ بَينَ الرُّسلِ وال",
"كُفَّارِ مُذ قَامَ الوَرَى سِجلاَنِ",
"لَكِنَّمَا العُقبَى لأهلِ الحَقِّ ن",
"فَاتَت هُنَا كانَت لَدَى الدَّيَّانِ",
"واجعَل لقلبِكَ هِجرتَينِ وَلاَ تَنَم",
"فهُمَا عَلَى كُلِّ امرِىءِ فَرضَانِ",
"فالهِجرةُ الأولَى ِلى الرَّحَمنِ بال",
"خلاصِ في سٍِّ وفي علانِ",
"فالقصدُ وَجهُ الله بالأقوَالِ وال",
"أعمالِ والطَّاعَاتِ والشُّكرَانِ",
"فَبِذَاكَ يَنجُو العبدُ مِن شراكِهِ",
"وَيَصِيرُ حَقًّا عَابِدَ الرَّحمنِ",
"وَالهِجرةُ الأخرَى لى المبعوثِ بال",
"حَقِّ المُبِين وَوَاضِحِ البرهَانِ",
"فَيَدُورُ مَع قَولِ الرّسُول وَفِعلِهِ",
"نَفياً وثبَاتاً بِلاَ رَوَغانِ",
"وُيحكِّمُ الوَحيَ المُبينَ عَلى الذِي",
"قَالَ الشُّيوخُ فَعِندَهُ حَكَمَانِ",
"لاَ يَحكُمانِ بِبَاطِلٍ أبَداً وكُلُّ",
"العَدلِ قَد جَاءَت بِه الحَكمَانِ",
"وَهُما كتابُ اللهِ أعدَلَ حاكِمٍ",
"فِيه الشِّفا وهِدايةُ الحيرانِ",
"والحَاكِمُ الثَّاني كَلامُ رَسُولِهِ",
"مَا ثَمَّ غيرُهُمَا لِذِي يمانِ",
"فَذَا دَعوكَ لغَيرِ حُكمِهمَا فَلا",
"سَمعاً لِدَاعِي الكُفرِ والعِصيانِ",
"قُل لاَ كَرَامةَ لاَ ولاَ نُعمَا وَلا",
"طَوعاً لِمَن يَدعُو لى طُغيَانِ",
"وذا دُعِيتَ لى الرَّسُولِ فقل لَهُم",
"سَمعاً وَطَوعاً لستُ ذَا عِصيانِ",
"وذا تَكاثَرَتِ الخصُومُ وَصيَّحُوا",
"فَأثبُت فَصَيحَتُهُم كَمِثلِ دُخَانِ",
"يَرقَى لى الأوجِ الرَّفِيعِ وَبَعدَه",
"يَهوِي لى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّاني",
"هَذا ونَّ قِتَالَ حِزبِ اللهِ بال",
"أعمالِ لا بِكَتَائِبِ الشُّجعَانِ",
"واللهِ مَا فَتَحوا البلادَ بكَثرَةٍ",
"أنَّى وأعدَاهُم بِلاَ حُسبَانِ",
"وَكَذَاكَ ما فتَحُوا القُلُوبَ بهذِهِ ال",
"راءِ بل بالعِلمِ والِيمَانِ",
"وَشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعلماءِ زه",
"دٌ في الثَّنَا مِن كلِّ ذِي بُطلاَنِ",
"فَِذَا هُمَا اجتَمَعَا لِقَلبٍ صَادِقٍ",
"شُدَّت رَكَائبُهُ ل الرَّحمنِ",
"وَاقصِد لى الأقرَانِ لاَ أطرَافِهَا",
"فالعِزُّ تَحتَ مَقَاتِلِ الأقرَانِ",
"وَاسمع نصيحَةَ من لهُ خُبرٌ بمَا",
"عندَ الوَرَى مِن كَثرةِ الجَولاَنِ",
"مَا عِندَهُم وَاللهِ خَيرٌ غَيرَما",
"أخذُوهُ عَمَّن جَاءَ بالقرنِ",
"والكُلُّ بَعدُ فَبِدعةٌ أو فِريَةٌ",
"أو بَحثُ تَشكِيكٍ وَرأيُ فَلانِ",
"فاصدَع بِأمرِ اللهِ لا تَخشَ الوَرَى",
"فِي اللهِ وَاخشَاهُ تَفُز بأمَان",
"وَاهجُر وَلَو كُلَّ الوَرَى في ذاتِهِ",
"لاَ في هَوَاك وَنَخوةِ الشَّيطَانِ",
"وَاصبِر بِغَيرِ تَسَخُّ وشِكَايةٍ",
"وَاصفَح بِغَيرِ عِتَابِ مَن هُوَ جَانِ",
"واهجُرهُمُ الهَجرَ الجَمِيلَ بِلا أذًى",
"ن لَم يَكن بُدٌّ مِنَ الهِجرَانِ",
"وانظُر لى الأقدَارِ جَارِيَةً بِمَا",
"قَد شَاءَ مِن غَيٍّ وَمِن يمَانِ",
"واجعَل لِقَلبِكَ مُقلَتينِ كِلاَهُمَا",
"بالحَقِّ في ذَا الخَلقِ نَاظِرَتَانِ",
"فانظُر بِعَينِ الحُكمِ وَارحَمهمُ بِهَا",
"ذ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ",
"وانظُر بِعَينِ الأمرِ واحملهُم عَلَى",
"أحكَامِهِ فَهُمَا ذاً نَظَرانِ",
"واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما",
"مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ",
"لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم",
"فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ",
"واحذَر كَمَائِنَ نَفسِكَ اللاَّتي مَتَى",
"خَرَجَت عَلَيكَ كُسِرت كَسرَ مُهَانِ",
"وَِذا انتصَرت لَهَا فَأنتَ كَمَن بَغَى",
"طَفيَ الدُّخَانِ بِمَوقِدِ النِّيرَانِ",
"والله أخبَرَ وَهُوَ أصدَقُ قَائِلٍ",
"أن سَوفَ يَنصُر عَبدَهُ بأمَانِ",
"مَن يَعمَلِ السُّوى سَيُجزَى مِثلَهَا",
"أو يَعمَلِ الحُسنَى يَفُز بِجِنَانِ",
"هَذِي وَصِيَّةُ نَاصِحٍ وَلِنَفسِهِ",
"وَصَّى وَبَعدُ سَائِرُ الخوَانِ",
"فاجلِس ذاً في مَجلِسِ الحَكَمَينِ للرَّ",
"حمَنِ لا للنَّفسِ والشَّيطَانِ",
"الأولُ النقلُ الصحيحُ وبعدَهُ ال",
"عَقلُ الصَّريحُ وفِطرةُ الرَّحَمنِ",
"واحكُم ذَا فِي رُفقَةٍ قَد سَافَرُوا",
"يَبغُونَ فاطِرَ هَذِهِ الأكوَانِ",
"فترافَقُوا في سَيرِهم وَتَفَارَقُوا",
"عِندَ افتراقِ الطُّرقِ بالحَيرانِ",
"فأتَى فَرِيقٌ ثم قَالَ وَجَدتُهُ",
"هَذَا الوجودَ بِعَينِه وَعِيَانِ",
"ما ثَمَّ موجودٌ سِوَاهُ وَِنَّمَا",
"غَلِطَ اللِّسَانُ فَقَالَ موجُودَانِ",
"فهوَ السَّماءُ بعينِهَا ونجُومِهَا",
"وكذَلِكَ الأفلاَكُ والقَمَرَانِ",
"وهو الغَمَامُ بعينِهِ والثَّلجُ وال",
"أمطَارِ مَعَ بَرَدٍ وَمَع حُسبانِ",
"وهو الهَواءُ بِعَينِهِ وَالمَاءُ وَال",
"تُّربِ الثَّقِيلُ وَنَفسُ ذِي النِّيرانِ",
"هَذِي بسائِطُهُ ومنه تركَّبت",
"هَذِي المظاهِرُ مَا هُنَا شَيئَانِ",
"وهو الفقيرُ لَها لأجلِ ظهُورِهِ",
"فِيهَا كفقرِ الرُّوحِ للأبدَانِ",
"وهي التي افتَقَرَت ليه لأنه",
"هو ذاتُهَا ووجودُهَا الحقَّانِ",
"وَتَظَلُّ تَلبسُه وتخلَعُه وذَا ال",
"يجادُ والِعدامُ كُلَّ أوَانِ",
"وَيظلُّ يَلبَسُهَا وَيَخلَعُهَا وَذَا",
"حُكمُ المَظَاهِر كَي يُرَى بِعِيَانِ",
"وَتَكثُّر الموجودِ كالأعضَاءِ في ال",
"محسُوس من بَشَرٍ وَمِن حَيَوَانِ",
"أو كالقُوَى فِي النَّفسِ ذَلِكَ واحدٌ",
"مُتَكَثِّرٌ قَامت بِهِ الأمرَانِ",
"فَيَكُونُ كُلاُّ هَذِهِ أجَزَاؤه",
"هذِي مقالَةُ مُدَّعِي العِرفَانِ",
"أو أنها كَتَكَثُّرِ الأنواعِ فِي",
"جِنسٍ كَمَا عقالَ الفريقُ الثَّانِي",
"فَيَكُونُ كُلِّيًّا وجُزئِيَّاتهُ",
"هَذَا الوجودُ فهذِهِ قَولاَنِ",
"حداهُمَا نَصُّ الفُصُوصِ وَبَعدَهُ",
"قولُ ابنُ سَبعِينٍ ومَا القَولاَنِ",
"عِندَ العفيفِ التِّلمِسَانِيِّ الذي",
"هوَ غايةٌ فِي الكُفرِ والبُهتَانِ",
"لاَّ مِنَ الأغلاَطِ في حِسٍّ وَفِي",
"وَهمٍ وتلكَ طَبيعَةُ الِنسَانِ",
"وَالكُلُّ شَيءٌ واحِدٌ فِي نَفسِهِ",
"مَا لِلتَعَدُّدِ فِيهِ مِن سُلطَانِ",
"فَالضَّيفُ والمأكُولُ شَيءٌ وَاحِدٌ",
"والوَهمُ يَحسِبُ هَاهُنَا شَيئَانِ",
"وَكَذَلِكَ الموطُوءُ عَينُ الوَطءِ وال",
"الوَهمُ البعيدُ يقُول ذَان اثنَانِ",
"وَلَرُبَّمَا قَالاَ مَقَالَتَهُ كَمَا",
"قَد قَالَ قَولَهُمَا بِلاَ فُرقَانِ",
"وَأبَى سِوَاهُم هَذَا وقالَ مَظَاهِرٌ",
"تَجلُوهُ ذَاتُ توحُّدٍ ومَثَانِ",
"فالظَّاهِرُ المجلوُّ شيءٌ وَاحِدٌ",
"لَكِن مَظَاهِرُهُ بِلاَ حُسبَانِ",
"هَذِي عِبَارَاتٌ لَهُم مَضمُونُهَا",
"مَا ثَمَّ قَطُّ فِي الأعيَانِ",
"فَالقَومُ مَا صُانُوهُ عَن نسٍ وَلاَ",
"جِنٍّ ولاَ شَجَرٍ وَلاَ حَيَوَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ عُلوٍ وَلاَ سُفلٍ وَلاَ",
"وَادٍ وَلا جَبَلٍ وَلاَ كُثبَانِ",
"كَلاَّ وَلا طَعمٍ وَلاَ رِيحٍ وَلاَ",
"صَوتٍ وَلاَ لَونٍ مِن الألوَانِ",
"لَكِنَّهُ المطعُومُ والمَلبُوسُ وال",
"مَشمُومُ والمسمُوعُ بالذانِ",
"وكذَاكَ قَالُوا نَّهُ المنكُوحُ وال",
"مَذبوحُ بَل عَينُ الغَوِيِّ الزَّانِي",
"والكُفرُ عِندَهُمُ هُدًى وَلَو أنَّهُ",
"دِينُ المجُوسِ وعَابِدِي الأوثَانِ",
"قًالُوا وَمَا عَبَدُوا سِوَاهُ ونَّمَا",
"ضَلُّوا بِمَا خَصُّوا مِنَ الأعيَانِ",
"وَلَوَ أنَّهُم عَمُّوا وقالُوا كلُّهَا",
"معبُودَةٌ مَا كَانَ مِن كُفرَانِ",
"فالكُفرُ سَترُ حَقِيقَةِ المعبودِ بِالتَّ",
"خصِيصِ عِندَ مُحَقِّقٍ رَبَّانِي",
"قَالُوا وَلَم يَكُ كافِراً فِي قَولِهِ",
"أنَا رَبُّكُم فِرعَونُ ذُو الطُّغيَانِ",
"بَل كَانَ حَقّاً قَولُه ذ كَانَ عَي",
"نَ الحَقِّ مُضطَلِعاً بهذَا الشَّانِ",
"وَلذَا غَدَا تَغرِيقُهُ في البَحر تَط",
"هِيراً مِنَ الأوهَامِ والحُسبَانِ",
"قَالُوا وَلَم يَكُ مُنكِراً مُوسَى لِمَا",
"عَبَدُوهُ مِن عِجلٍ لِذِي الخَوَرانِ",
"لاَّ عَلَى مَن كَانَ لَيسَ بعابِدٍ",
"مَعهُم وأصبَحَ ضَيِّقَ الأعطَانِ",
"وَلذَاكَ جَرَّ بِلحيَةِ الأخِ حَيثُ لَم",
"يَكُ وَاسِعاً فِي قَومِهِ لِبِطَانِ",
"بَل فَرَّقَ الِنكَارُ منهُ بينَهُم",
"لَمَّا سَرَى فِي وَهمِهِ غَيرَانِ",
"وَلَقَد رَأى بليسَ عارِفُهُم فَأهب",
"السُّجُودِ هُوِيَّ ذِي خَضعَانِ",
"قَالُوا لَهُ مَاذَا صَنَعتَ فَقَالَ هَل",
"غَيرُ الِلَهِ وأنتُمَا عِميَانِ",
"مَا ثَمَّ غَيرٌ فاسجُدُوا ن شِئتُمُ",
"للشَّمسِ والأصنَامِ والشَّيطَانِ",
"فَالكُلُّ عينُ اللهِ عِندَ مُحَقِّقٍ",
"وَالكُلُّ مَعبُودٌ لِذي عِرفَانِ",
"هَذَا هُوَ المعبُودُ عِندَهُم فقُل",
"سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحَانِ",
"يَا أمَّةً مَعبُودُهَا مَوطُءُهَا",
"أينَ الِلَهُ وثُغرَةُ الطَّعَّانِ",
"يَا أمَّةً قََد صَارَ مِن كُفرَانِهَا",
"جُزءٌ يَسيرٌ جُملَةَ الكُفرَانِ",
"وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قالَ وَجَدتُهُ",
"بالذَّاتِ مَوجُوداً بِكُلِّ مَكَانِ",
"هُو كالهَواءِ بعينِهِ لا عينُهُ",
"مَلأ الخُلُوَّ ولا يُرَى بِعِيَانِ",
"والقَومُ ما صَانُوهُ عن بِئرٍ ولاَ",
"قَبرٍ ولاَ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ",
"بَل مِنهُمُ مَن قَد رَأى تَشبِيهَهُ",
"بالرُّوحِ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ",
"مَا فِيهُمُ مَن قَالَ لَيسَ بِدَاخِلٍ",
"أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ",
"لَكِنَّهُم حَامُوا عَلَى هَذا وَلَم",
"يَتَجَاسَرُوا مِن عَسكَرِ الِيمَانِ",
"وَعَليهِمُ رَدَّ الأئِمةُ أحمَدٌ",
"وَصِحَابُهُ مِن كُلِّ ذِي عِرفَانِ",
"فهُمُ الخُصُوم لِكُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ",
"وهُم الخصُومُ لِمُنزِلِ القُرنِ",
"وَلَهُم مقَالاَتٌ ذَكَرتُ أصولَهَا",
"لَمَّا ذَكَرتُ الجَهمَ فِي الأوزَانِ",
"وأتى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ",
"هَذَا وَلَكِن جَدَّ في الكُفرَانِ",
"فأسَرَّ قَولَ مُعَطِّلٍ وَمُكَذِّبٍ",
"في قَالَبِ التَّنزيهِ للرَّحمَنِ",
"ذ قَالَ لَيسَ بداخِلٍ فِينَا وَلاَ",
"هُوَ خَارِجٌ عَن جُملَةِ الأكوَانِ",
"بل قَالَ لَيسَ ببائِنٍ عَنهَا وَلاَ",
"فِيهَا ولا هُوَ عَينُهَا بِبَيَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى",
"والعَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ",
"والعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ معبُودٌ سِوَى ال",
"عَدَمِ الذي لاَ شَيءَ في الأعيَانِ",
"بَل حَظُّهُ مِن رَبِّهِ حَظُّ الثَّرَى",
"مِنهُ وحَظُّ قَوَاعِدِ البُنيَانِ",
"لَو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ كَهذِهِ ال",
"أجسَامِ سُبحَانَ العظِيمِ الشَّانِ",
"وَلَقَد وَجَدتُ لفاضِلٍ مِنهُم مَقَا",
"ماً قَامَهُ في النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ",
"قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ نَّ نَبِيَّكُم",
"قَد قَالَ قَولاً وَاضِحَ البُرهَانِ",
"لاَ تَحكُمُوا بالفَضلِ لي أصلاً عَلى",
"ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضبَانِ",
"هَذَا يَرُدُّ عَلَى المُجَسِّمِ قَولَهُ",
"اللهُ فَوقَ العَرشِ والأكوانِ",
"وَيَدُلُّ أنَّ لَهَنَا سُبحَانَهُ",
"وبِحَمدِهِ يُلقَى بِكُلِّ مَكَانِ",
"قَالُوا لَهُ بَيِّن لَنَا هَذَا فَلَم",
"يَفعَل فأعطَوهُ مِنَ الأثمَانِ",
"ألفاً مِنَ الذَّهَبِ العَتيقِ فَقَالَ في",
"تِبيَانِهِ فاسمَع لِذَا التِّبيَانِ",
"قَد كَانَ يُونُسُ في قَرَارِ البَحرِ تَح",
"تَ المَاءِ في قُبرِ مِنَ الحِيتَانِ",
"ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّمَاءَ وَجَاوَزَ السَّ",
"بعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ",
"وَكِلاَهُمَا في قُربِهِ مِن رَبِّهِ",
"سُبحَانَهُ ذ ذَاكَ مُستَوِيَانِ",
"فَالعُلوُ والسُّفلُ اللَذانِ كِلاَهُمَا",
"في بُعدِهِ مِن ضِدِّهِ طَرَفَانِ",
"ن يُنسَبَا لِلَّهِ نُزِّه عَنهُمَا",
"بالِختِصَاصِ بَلَى سِيَّانِ",
"فِي قُربِ مَن أضحَى مُقِيماً فِيهمَا",
"مِن رَبِّهِ فَكِلاَهُمَا مِثلاَنِ",
"فَلأجلِ هَذَا خَصَّ يُونُسَ دُونَهُم",
"بالذِّكرِ تَحقِيقاً لهَذَا الشَّانِ",
"فأتَى النِّثَارُ عَلَيهِ مِن أصحَابِهِ",
"مِن كُلِّ نَاحِيةٍ بِلاَ حُسبَانِ",
"فاحمَد لهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ ذ",
"عَافَاكَ مِن تَحرِيفِ ذِي بُهتَانِ",
"والله مَا يَرضَى بِهَذَا خَائِفٌ",
"مِن رَبِّهِ أمسَى عَلَى الِيمَانِ",
"هَذَا هُوَ اللحَادُ حَقًّا بَل هُوَ التَّ",
"حرِيفُ مُحضاً أبرَدُ الهَذَيَانِ",
"واللهِ ما بُليَ المُجَسِّمُ قطُّ ذِي ال",
"بَلوَى وَلاَ أمسَى بِذِي الخُذلاَنِ",
"أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفسَدَ هَذِهِ ال",
"أديَانِ حِينَ سَرَى لَى الأديَانِ",
"وَاللهِ لولاَ اللهُ حَافِظُ دِينِهِ",
"لتهدَّمت منهُ قُوَى الأركَانِ",
"وأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ",
"هَذَا وَزَادَ عَلَيهِ في الميزَانِ",
"قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ لا تُلهِيكُمُ",
"هَذِي الأمَانِي هُنَّ شَرُّ أمَانِي",
"أتعبتُ رَاحلَتي وَكَلَّت مُهجَتِي",
"وَبَذَلتُ مَجهُودِي وَقَد أعيَانِي",
"فَتَّشتُ فوقَ وَتحتَ ثُمَّ أمَامَنَأ",
"وَوَرَاءَ ثُمَّ يَسَارِ مَع أيمَانِ",
"مَا دلَّنِي أحَدٌ علَيهِ هُنَاكُمُ",
"كَلاَّ وَلاَ بَشَرٌ ليهِ هَدَانِي",
"لاَّ طَوائِفُ بِالحَدِيثِ تَمَسَّكَت",
"تُعزَى مَذاهِبُهَا ِلَى القُرنِ",
"قَالُوا الَّذِي تَبغِيهِ فَوقَ عِبَادِهِ",
"فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ",
"وهو الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى",
"لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ",
"ولَيهِ يَصعَدُ كُلُّ قَولٍ طَيِّبٍ",
"وَلَيهِ يُرفَعُ سَعيُ ذِي الشُّكرَانَِ",
"والروحُ والأملاَكُ مِنهُ تَنَزلَت",
"ولَيهِ تَعرُجُ عِندَ كُلِّ أوَانِ",
"وليه أيدِي السَّائِلينَ تَوجَّهَت",
"نَحوَ العُلُوِّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ",
"وليهِ قَد عَرجَ الرسُولُ فقُدِّرَت",
"مِن قُربِه مِن رَبِّه قَوسَانِ",
"ولَيهِ قَد رُفِعَ المسِيحُ حَقِيقَةً",
"ولسَوفَ يَنزِلُ كَي يُرَى بِعِيَانِ",
"وليه تصعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ",
"عِندَ المَمَاتِ فَتَنثَنِي بأمانِ",
"وليهِ مالُ العِبَادِ توجَّهَت",
"نَحوَ العُلُوِّ بِلاَ تَواصٍ ثَانِ",
"بَل فِطرةُ اللهِ التَي لَم يُفطرُوا",
"لاَّ عَليهَا الخلقُ والثَّقَلاَنِ",
"وَنَظِيرُ هَذَا أنَّهُم فُطِرُوا عَلَى",
"قرَارِهِم لاَ شَكَّ بالدَّيَّانِ",
"لَكِن أولُو التعطيلِ مِنهُم أصبَحُوا",
"مَرضَى بدَاءِ الجَهلِ والخُذلاَنِ",
"فَسألَتُ عَنهم رِفقَتي وأحبتي",
"أصحَاب جَهمٍ حِزبَ جِنكسخَانِ",
"مَن هؤلاءِ وَمن يُقالُ لهُم فقَد",
"جَاؤُوا بِأمرٍ مَالِىءٍ الذَانِ",
"وَلَهُم عَلينَا صَولَةٌ مَا صَالَهَا",
"ذُو بَاطِلٍ بَل صَاحِبُ البُرهَانِ",
"أوَ مَا سَمعتُم قَولَهُم وَكَلاَمَهُم",
"مِثلَ الصواعِقِ لَيسَ ذَا لِجَبَانِ",
"جاؤوكُم من فَوقكُم وَأتَيتُم",
"من تَحتِهِم مَا أنتُم سِيَّانِ",
"جَاؤُوكُمُ بالوَحي لَكِن جِئتمُ",
"بِنُحَاتَهِ الأفكَارِ والأذهَانِ",
"أوصَى بِهَا أشيَاخَنا أشيَاخُهُم",
"فَاحفَظهُمَا بِيَدَيكَ والأسنَانِ",
"وذا اجتَمعتَ وهم بمشهَدِ مَجلِسٍ",
"فَابدَر بيرَادٍ وشُغلِ زَمَانِ",
"لا يَملِكُوهُ عَلَيكَ بالثَارِ وال",
"أخبَارِ والتفسِيرِ للفُرقَانِ",
"فَتَصِيرَ ن وَافَقتَ مِثلَهُمُ ون",
"عَارَضتَ زِندِيقاً أخَا كُفرَانِ",
"وذا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ",
"فَابدَر ولو بِالفَشرِ والهذَيَانِ",
"هَذَا الَّذِي أوصَى بِهِ أشيَاخُنَا",
"في سَالِفِ الأوقَاتِ والأزمَانِ",
"فرجعتُ مِن سَفَرِي وقلتُ لصَاحِبي",
"وَمَطِيَّتِي قَد ذنت بِحِرَانِ",
"قَالُوا مُشَبِّهَةٌ مَجَسِّمَةٌ فَلاَ",
"تَسمَع مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ",
"والعَنهُمُ لَعناً كَبيراً واغزُهُم",
"بِعَسَاكِرِ التَّعطِيلِ غَيرَ جَبَانِ",
"وَاحكُم بسَفكِ دِمَائِهِم وَبِحَبسِهِم",
"أو لاَ فشَرِّدهُم عَنِ الأوطَانِ",
"حَذِّر صِحَابَكَ مِنهُمُ فَهُمُ أضَلُّ",
"مِنَ اليَهُودِ وعَابِدِي الصُّلبَانِ",
"وَاحذَر تُجَادِلَهُم بقَالَ اللهُ أو",
"قَالَ الرسُولُ فَتَنثَني بِهَوَانِ",
"أنَّى وَهُم أولًى بِهِ قَد أنفَذُوا",
"فِيهِ قُوَى الأذهَانِ والأبدَانِ",
"فذا ابتُلِيتَ بِهم فَغَالِطهُم عَلَى التَّ",
"أويلِ للأخبَارِ وَالقُرنِ",
"وكذَاكَ غَالِطهُم عَلَى التكذِيبِ لل",
"حَادِ ذَانِ لِصحبِنَا أصلاَنِ",
"عَطِّل رِكَابَكَ وَاسترِح مِن سَيرِهَا",
"ما ثَمَّ غيرُ هذي الأكوَانِ",
"لَو كَانَ للأكوَانِ ربٌّ خَالِقٌ",
"كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ البُرهَانِ",
"أو كَان رَبٌّ بائنٌ عَن ذِي الوَرَى",
"كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ الِيمَانِ",
"وَلَكَانَ عِندَ النَّاسِ أولَى الخَلقِ بال",
"سلاَمِ والِيمَانِ والِحسَانِ",
"وَلَكَانَ هَذَا الحِزبُ فَوقَ رؤوسِهِم",
"لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ",
"فَدَع التَّكالِيفَ الَّتِي حُمِّلتَهَا",
"وَاخلَع عِذَارَكَ وَارمِ بالأرسَانِ",
"مَا ثَمَّ فَوقَ العرشِ مِن رَبٍّ وَلَم",
"يَتَكَلّمِ الرَّحمَنُ بالقُرنِ",
"لَو كَانَ فَوقَ العرشِ رَبٌّ نَاظِرٌ",
"لزِمَ التحيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ",
"لو كَانَ القُرنُ عَينَ كََلاَمِهِ",
"حَرفاً وَصَوتاً كَانَ ذَا جُثمَانِ",
"فذَا انتَفَى هَذَا وَهَذا مَا الَّذِي",
"يَبقَى عَلَى ذَا النَّفيِ مِن يمَانِ",
"فَدَع الحَلاَلَ مَعَ الحرَامِ لأهلِهِ",
"فهُمَا السِّيَاجُ لَهُم عَلَى البُستَانِ",
"فاخرَقهُ ثمَّ ادخُل تَرَى فِي ضِمنِهِ",
"قَد هُيِّئَت لَكَ سَائِرُ الألوَانِ",
"وتَرَى بِهَا ما لاَ يَرَاهُ مُحَجَّبٌ",
"مِن كُلِّ ما تَهوَى بِهِ زَوجَانِ",
"واقطَع عَلاَئِقَكَ الَّتِي قَد قَيَّدَت",
"هَذَا الوَرَى مِن سَالِفِ الأزمَانِ",
"لِتَصِيرَ حُرّاً لَستَ تَحتَ أوَامِرٍ",
"كَلاَّ وَلاَ نَهيٍ وَلاَ فُرقَانِ",
"لَكِن جَعَلتَ حِجَابَ نَفسِكَ ذ تَرَى",
"فَوقَ السَّمَا للنَّاسِ مِن دَيَّانِ",
"لَو قُلتَ مَا فَوقَ السَّمَاءِ مُدَبِّرٌ",
"وَالعَرشَ تُخلِيهِ مِنَ الرَّحمَنِ",
"واللهُ ليسَ مُكَلِّماً لِعبَادِهِ",
"كَلاَّ وَلاَ مُتَكَلِّماً بِقُرَنِ",
"مَا قَالَ قَطُّ ولا يقولُ ولاَ لَهُ",
"قَولٌ بَدَا مِنهُ ِلَى نسَانِ",
"لَحَلَلتَ طَلسَمَهُ وَفُزتَ بكَنزِه",
"وعَلِمتَ أنَّ النَّاسَ في هَذَيَانِ",
"لَكِن زَعَمتَ بأنَّ ربَّكَ بَائِنٌ",
"مِن خَلقِهِ ذ قُلتَ مَوجُودَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله فَوقَ العرشِ وال",
"كُرسِيُّ حَقًّا فَوقَهُ القَدَمَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله يَسمَعُ خَلقَهُ",
"وَيَرَاهُمُ مِن فَوقِ سَبعِ ثَمانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ كلاَمَهُ مِنهُ بَدَا",
"ولَيهِ يَرجِعُ خرَ الأزمَانِ",
"ووصَفتَهُ بالسَّمعِ والبَصَرِ الذِي",
"لا يَنبَغِي لا لِذِي الجُثمَانِ",
"ووصَفتَهُ بِرَادَةٍ وَبِقُدرَةٍ",
"وكَرَاهَةٍ ومحبَّةٍ وَحَنَانِ",
"وزَعَمتَ أنَّ الله يعلَمُ كُلَّ مَا",
"في الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علانِ",
"والعِلمُ وصفٌ زائِدٌ عَن ذَاتِهِ",
"عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِ ذِي جُثمَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله كلَّمَ عَبدَهُ",
"موسَى فَاسمَعَهُ نِدَا الرَّحمَنِ",
"أفتسمَعُ الذانُ غيرَ الحرفِ وَالصَّ",
"وتِ الَّذِي خُصَّت بهِ الأذُنَانِ",
"وكَذَا النِّدَاءُ فَنَّهُ صَوتق بِج",
"مَاعِ النُّحَاةِ وَأهلِ كُلِّ لِسَانِ",
"لَكِنَّهُ صَوتٌ رَفِيعٌ وَهُوَ ضِدٌ",
"لِلنِّجَاءِ كَلاَهُمَا صَوتَانِ",
"فَزَعَمتَ أنَّ الله نَادَاه وَنَا",
"جَاهُ وَفِي ذَا الزَّعمِ مَحذُورَانِ",
"قُربُ المَكَانِ وَبُعدُهُ والصَّوتُ بَل",
"نَوعَاهُ مَحذُورَانِ مُمتَنِعَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً أسرَى بِهِ",
"لَيلاً لَيهِ فَهوَ مِنهُ دَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً يَومَ اللِّقَا",
"يُدنِيهِ رَبُّ العَرشِ بالرِّضوَانِ",
"حَتَّى يُرَى المُختَارُ حَقًّا قَاعِداً",
"مَعَهُ عَلَى العَرشِ الرَّفِيعِ الشَّانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ لعرشِهِ أطاً بِه",
"كالرَّحلِ أطَّ بِراكِبٍ عَجلاَنِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ أبدَى بَعضُهُ",
"للطُّورِ حتَّى عَادَ كَألكُثبَانِ",
"لَمَّا تَجلَّى يَومَ تَكلِيمِ الرِّضَى",
"موسَى الكلِيمِ مُكلَّمِ الرَّحمنِ",
"وَزَعَمتَ للمعبُودِ وَجهاً بَاقِياً",
"وَلَهُ يَمِينٌ بَل زَعَمتَ يَدَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ يَدَيهِ للسَّبعِ العُلَى",
"والأرضِ يَومَ الحشرِ قَابِضَتَانِ",
"وزَعَمتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ ال",
"خَيرَاتِ مَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ العدلَ في الأخرَى بِهَا",
"رَفعٌ وَخَفضٌ وَهوَ بِالميزَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الخَلقَ طُرّاً عِندَهُ",
"يَهتَزُّ فَوقَ أصَابِعِ الرَّحمنِ",
"وَزَعَمتَ أيضاً أنَّ قَلبَ العبدِ مَا",
"بَينَ اثنَتَينِ مِن الأصَابعِ عَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَضحَكُ عِندَمَا",
"يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ يَقتتِلاَنِ",
"مِن عَبده يَأتي فَيُبدِي نَحرَهُ",
"لِعَدُوِّهِ طَلَباً لِنَيلِ جِنَانِ",
"وَكَذَاكَ يضحَكُ عِندَمَا يَثِبُ الفَتَى",
"مِن فُرشِهِ لتِلاوَةِ القُرنِ",
"وَكَذَاكَ يَضحَكُ مِن قُنُوطِ عِبَادِهِ",
"ذ أجدَبُوا وَالغَيثُ مِنهُم دَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله يَرضَى عَن أُولي ال",
"حُسنَى ويغضَبُ مِن أولي العِصيَانِي",
"وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَسمعُ صَوتَهُ",
"يَومَ المَعَأدِ بَعِيدُهُم والدَّاني",
"لَمَّا يَنادِيهِم أنَا الدَّيَانُ لاَ",
"ظُلمٌ لَدَيَّ فَيَسمَعُ الثَّقَلاَنِ",
"وَزَعمتَ أنَّ الله يُشرِقُ نُورُهُ",
"في الأرضِ يومَ الفصلِ والميزانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله يَكشِفُ سَاقَهُ",
"فَيَخِرُّ ذَاكَ الجمعُ للأذقَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ الله يَبسُطُ كَفَّهُ",
"لِمُسِيئِنَا لِيَتُوبَ مِن عِصيَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ يَمِينَهُ تَطوِي السَّمَا",
"طَيِّ السِّجِلِّ عَلَى كِتَابش بَيَانِ",
"وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَنزِلُ في الدُّجَى",
"في ثُلثِ لَيلٍ خِرٍأو ثانِ",
"فَيقُولُ هَل مِن سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ",
"فَأَنَا القرِيبُ أجِيبُ مَن نَادَاني",
"وَزَعمتَ أنَّ لَهُ نُزُولاً ثَانِياً",
"يَومَ القِيَامَةِ لِلقَضَاءِ الثَّانِي",
"وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَبدُو جَهرَةً",
"لِعِبَادِهِ حَتَّى يُرَى بِعِيانِ",
"بَل يَسمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَونَهُ",
"فَالمُقلَتَانِ ليهِ نَاظِرَتَانِ",
"وَزَعَمتَ أنَّ لربِّنَا قَدَماً وَأنَّ",
"اللهَ وَاضِعُهَا عَلَى النِّيرَانِ",
"فَهُنَاكَ يَدنُو بَعضُهَا مِن بَعضِهَا",
"وَتَقُولُ قَط قَط حَاجَتي وَكَفَانِي",
"وَزَعَمتَ أن النَّاس يَومَ مَزيدِهِم",
"كُلٌّ يُحَاضِرُ رَبَّهُ ويُدَانِي",
"بالحَاءِ مَع ضَادٍ وَجَامِعِ صَادِهَا",
"وَجهَانِ في ذَا اللَّفظِ مَحفُوظَانِ",
"في التِّرمِذِيِّ وَمُسنَدٍ وَسِوَاهُمَا",
"مِن كُتبِ تَجسِيمٍ بِلاَ كِتمَانِ",
"وَوَصَفتَهُ بِصِفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ",
"بالختِيَار وذَانِكَ الأصلاَنِ",
"أصلُ التَّفَرُّقِ بَينَ هَذَا الخَلقِ فِي ال",
"بَارِي فَكُن فِي النَّفي غَيرَ جَبَانِ",
"أو لاَ فَلاَ تَلعَب بِدِينِكَ نَاقِضاً",
"نَفياً بثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ",
"فَالنَّاسُ بَينَ مُعَطِّلٍ أو مُثبتٍ",
"أو ثَالِثٍ مُتنَاقِضٍ صَنعَانِ",
"وَاللهِ لَستَ بِرَابعٍ لَهُمُ بَلَى",
"مَّا حِمَاراً أو مِنَ الثِّيرَانِ",
"فَاسمَح بنكَار الجَمِيعِ وَلاَ تَكُن",
"مُتَنَاقِضاً رَجُلاَ لَهُ وَجهَانِ",
"أو لاَ فَفرِّق بَينَ مَا أثبتَّهُ",
"وَنَفَيتَهُ بِالنَّصِّ والبُرهَانِ",
"فَالبَابُ بَابٌ وَاحِدٌ في النَّفي وال",
"ثبَاتِ في عَقلٍ وَفي مِيزَانِ",
"فَمَتَى أقرَّ بِبعضِ ذَلِكَ مثبِتٌ",
"لَزِمَ الجَمِيعَ أو ائتِ بالفُرقَانِ",
"وَمَتَى نَفَى شَيئاً واثبتَ مِثلَهُ",
"فمجسِّمٌ مُتَنَاقِضٌ دَيصَانِ",
"فذَرُوا المِرَاءَ وَصَرِّحُوا بمذَاهِبِ ال",
"قُدَمَاءِ وانسَلِخُوا مِنَ الِيمَانِ",
"أو قَاتِلُوا مَع يمَّةِ التَّجسِيمِ والتَّ",
"شَبِيهِ تحتَ لِوَاءِ ذِي القرنِ",
"أو لاَ فَلاَ تَتَلاَعَبُوا بِعُقُولِكُم",
"وَكِتَابِكُم وَبِسَائِرِ الأديَانِ",
"فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بِصِفَاتِهِ",
"وَكَلاَمِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيَانِ",
"وَالنَّاسُ بَينَ مصَدِّقٍ أو جَاحِدٍ",
"أو بَينض ذَلِكَ أو شَبِيهُ أتَانِ",
"فَاصنَع مِنَ التَّنزِيه تُرساً مُحكَماً",
"وَانفِ الجَمِيعَ بِصَنعَةٍ وَبَيَانِ",
"وَكَذَاكَ لَقِّب مَذهَبَ الِثبَاتِ بِالتَّ",
"جسِيمِ ثُمَّ احمِل عَلَى الأقرَانِ",
"فَمَتَى سَمَحتَ لَهُم بِوَصفٍ وَاحِدٍ",
"حَمَلُوا عَلَيكَ بِحَملَةِ الفُرسَانِ",
"فَصُرِعت صِرعَةَ مَن غَدَا متلَبِّطاً",
"وَسَطَ العَرِينِ مُمزَّقَ اللُّحمَانِ",
"فَلِذَاك أنكَرنَا الجَمِيعَ مَخَافَةَ التَّ",
"جسِيمِ ن ضِرنَا لى القُرنِ",
"وَلِذَا خَلَعنَا رِبقَةَ الأديَانِ مِن",
"أعنَاقِنَا فِي سَالِفِ الأزمَانِ",
"وَلَنَا مُلُوكٌ قَاوَمُوا الرُّسلَ الألَى",
"جَاؤُوا بثبَاتِ الصِّفَاتِ كَمَانِ",
"في لِ فِرعَونٍ وَقَارُونَ وَهَا",
"مَان ونُمرُودٍ وَجِنكِسخَانِ",
"وَلَنَا الأئمَّةُ كالفَلاَسِفَةِ الألَى",
"لَم يَعبَؤُوا أصلاً بِذِي الأديَانِ",
"مِنهُم أرسطُوا ثُمَّ شِيعَتُهُ لَى",
"هَذَا الأوَانِ وعِندَ كُلِّ أوَانِ",
"مَا فِيهُمُ مَن قَالَ نَّ الله فَو",
"قَ العرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ",
"كلاَّ وَلاَ قَالُوا بِأنَّ لهَنَا",
"مُتَكَلِّمٌ بالوَحيِ والقُرنِ",
"وَلأجلِ هَذَا رَدَّ فِرعَون عَلَى",
"مُوسَى وَلَم يقدِر عَلَى الِيمَانِ",
"ذ قالَ مُوسَى رَبُّنَا مُتَكَلِّمٌ",
"فَوقَ السَّمَاءِ وَنَّهُ نَادَانَي",
"وَكَذَا ابنُ سِينَا لَم يَكُن مِنكُم وَلاَ",
"أتبَاعُهُ بَل صَانَعُوا بِدِهَانِ",
"وَكَذَلِكَ الطُّوسِيُّ لَمَّا أن غَدَا",
"ذَا قُدرَةٍ لَم يَخشَ مِن سُلطَانِ",
"قَتلَ الخَليفَةَ والقُضَاةَ وحَامِلي ال",
"قُرنِ والفُقَهَاء في البُلدَانِ",
"ذ هُم مشَبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ وَمَا",
"دَانُوا بِدِينش أكَابِرِ اليُونَانِ",
"وَلَنَا الملاَحِدَةُ الفُحُولُ أئِمَّةُ التَّ",
"عطِيلِ وَالتَّشبِيهِ لُ سِنَانِ",
"وَلَنَا تَصَانِيفٌ بِهَا غَالبتُمُ",
"مِثلَ الشِّفَا وَرَسَائِلِ الِخوَانِ",
"وَكَذَا الشَارَاتُ التي هِيَ عِندكُم",
"قد ضُمِّنَت لِقَوَاطِعِ البُرهَانِ",
"قَد صَرَّحَت بالضِّدِّ مِمَّا جَاءَ فِي التَّ",
"وراةِ والنجِيلِ والفُرقَانِ",
"هِيَ عِندَكُم مِثلُ النُّصُوصِ وَفَوقَهَا",
"في حُجَّةٍ قَطعِيَّةٍ وَبَيَانٍ",
"وَِذَا تَحَاكَمنَا فَنَّ لَيهِمُ",
"يَقَعُ التَّحَاكُمُ لاَ ِلَى القُرنِ",
"ذ قَد تَسَاعَدنَا بأنَّ نَصوصَهُ",
"لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ اليقَانِ",
"فَلِذَاك حَكَّمنَا عَلَيهِ وأنتُم",
"قَوفَ المعَلِّمِ أولاً والثَّانِي",
"يا وَيحَ جَهمٍ وابنِ دِرهَمَ والألَى",
"قَالُوا بِقَولِهِمَا مِنَ الخَوَرَانِ",
"بَقيَت مِنَ التَّشبِيهِ فِيهِ بَقيَّةٌ",
"نَقَضَت قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ",
"يَنفِي الصِّفَاتِ مَخَافَةَ التَّجسِيمِ لاَ",
"يَلوِي عَلَى خَبرٍ وَلاَ قُرنِ",
"ويقُولُ نَّ اللهَ يَسمَعُ أو يَرَى",
"وكذَاكَ يَعلَمُ سِرَّ كُلِّ جَنَانِ",
"ويقُولُ نَّ اللهَ قَد شَاءَ الَّذِي",
"هُوَ كَائِنٌ مِن هََذِهِ بالأكوَانِ",
"وَيقُولُ نَّ الفِعلَ مقدُورٌ لَهُ",
"وَالكَونَ يَنسِبُهُ ِلَى الحِدثَانِ",
"وبِنَفيهِ التَّجسِيمَ يَصرخُ في الوَرَى",
"واللهِ مَا هَذَانِ مُتَّفِقانِ",
"لَكِنَّنَا قُلنا مُحَالٌ كُلُّ ذَا",
"حَذَراً مِنَ التَّشبِيهِ وَالمكَانِ",
"وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَالَ ألاَ اسمَعُوا",
"قَد جئتُكُم مِن مَطلَعِ الِيمَانِ",
"مِن أرضِ طَيبَةَ مِن مُهَاجَرِ أحمَدٍ",
"بالحقِّ والبُرهَانِ والتِّبيَانِ",
"سافرتُ في طَلَبِ الِلَهِ فَدَلَّني ال",
"الهَادِي عَلَيهِ ومُحكَمُ القُرنِ",
"مَع فِطرَةِ الرَّحمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَصَرِيحِ عَقلي فَاعتَلَى بِبَيَانِ",
"فَتَوَافَقَ الوَحيُ الصَّرِيحُ وَفِطرَةُ الرَّ",
"حمنِ والمعقُولُ في يمَانِ",
"شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"مُتَفَرِّدٌ بِالمُلكِ والسُّلطَانِ",
"وَهُوَ الِلَهُ الحَقُّ لاَ مَعبُودَ لاَّ",
"وَجهُهُ الأعلَى العَظِيمُ الشَّانِ",
"بَل كُلُّ مَعبُودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ",
"مِن عَرشِهِ حَتَّى الحَضِيض الدَّاني",
"وَعِبَادَةُ الرِّحمنِ غَايَةُ حُبِّهِ",
"مَع ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطبَانِ",
"وَعَلَيهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دَائِرٌ",
"مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطبَانِ",
"ومَدَارُهُ بالأمرِ أمرِ رسُولِهِ",
"لاَ بِالهَوَى والنَّفسِ والشَّيطَانِ",
"فَقِيَامُ دِينِ اللهِ بالخلاَصِ وَال",
"حسَانِ نَّهُمَا لَهُ أصلاَنِ",
"لَم يَنجُ مِن غَضَبِ الِلَهِ وَنَارِهِ",
"لاَّ الَّذِي قَامَت بِهِ الأصلاَنِ",
"وَالنَّاسُ بَعدُ فَمُشرِكٌ بلهِهِ",
"أو ذُو ابتِدَاعِ أو لَهُ الوَصفَانِ",
"واللهُ لا يَرضَى بِكَثرَةِ فِعلِنَا",
"لَكِن بِأحسَنِهِ مَعَ الِيمَانِ",
"فالعَارِفُون مُرادُهُم حسَانُهُ",
"والجَاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الِحسَانِ",
"وَكَذَاكَ قَد شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو",
"سَمعٍ وَذُو بَصَرٍ هُمَا صِفَتَانِ",
"وَهُوَ العلَيُّ يَرَى وَيسمَعُ خَلقَهُ",
"مِن فَوقِ عَرشٍ فَوقَ سِتِّ ثَمَانِ",
"فَيَرى دَبِيبَ النَّملِ في غَسَقِ الدُّجَى",
"وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ",
"وَضَجَيجُ أصوَاتِ العِبَادِ بِسَمعِهِ",
"وَلَدَيهِ لاَ تَتشَابَهُ الصَّوتَانِ",
"وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوَسوِسُ عَبدُهُ",
"فِي نَفسِهِ مِن غَيرِ نُطقِ لِسَانِ",
"بَل يَستَوِي في عِلمِه الدَّانِي مَعَ ال",
"قَاضِي وَذُو الِسرَارِ والِعلاَنِ",
"وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَداً وَمَا",
"قَد كَانَ وَالمعلُومُ فِي ذَا النِ",
"وَبِكُلِّ شَيءٍ لَم يَكُن لَو كَان كَيفَ",
"يَكُونُ موجُوداً لذِي الأعيَانِ",
"وَهُوَ القدِيرُ فَكُلُّ شَيءٍ فَهوَ مَق",
"دُورٌ لَهُ طَوعاً بِلاَ عِصيَانِ",
"وَعُمُومُ قُدرَتِهِ تَدُلُّ بِأنَّهُ",
"هُوَ خَالِقُ الأفعَالِ للحَيَوَانِ",
"هِيَ خَلقُهُ حَقًّا وأفعَالٌ لَهُم",
"حَقًّا وَلاَ يَتنَاقَضُ الأمرَانِ",
"لَكنَّ أهلَ الجَبرِ والتَّكذِيبِ بِال",
"أَقدَارِ مَا انفَتَحَت لهُم عَينَانِ",
"نَظَرُوا بِعَينَي أعوَرٍ ذ فَاتَهُم",
"نَظَرُ البَصِيرِ وَغَارَتِ العَينَانِ",
"فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى",
"في شَأنِهِ هوَ قُدرَةُ الرَّحمنِ",
"واستَحسَنَ ابنُ عَقِيل ذَا مِن أحمدٍ",
"لمَّا حَكَاهُ عَنِ الرِّضَى الرَّبَّانِي",
"قَالَ الِمَامُ شَفَا القُلُوبَ بلَفظَةٍ",
"ذَاتِ اختِصَارٍ وَهيَ ذَاتُ بَيَانٍ",
"وَلَهُ الحَيَاةُ كَمَالُهَا فلأجلِ ذَا",
"مَا للمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ",
"وَكَذلِكَ القَيُّومُ مِن أوصَافِهِ",
"مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ",
"وَكَذَلِكَ أوصَافُ الكَمَالِ جَمِيعُهَا",
"ثبتَت لَهُ ومَدَارُهَا الوَصفَانِ",
"فَمُصَحّحُ الأوصَافِ وَالأفعَالِ وَال",
"أسمَاءِ حَقًّا ذَانِكَ الوَصفَان",
"وَلأجلِ ذَا جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُ",
"في يَةِ الكُرسِي وَذِي عِمرَانِ",
"اسمُ اللَهِ الأعظَمُ اشتَمَلاَ عَلَى اس",
"مِ الحَيِّ والقَيُومِ مُقتَرِنَانِ",
"فالكُلُّ مرجِعُهَا ِلَى الِسمَين يَد",
"رِي عذاكَ ذُو بَصَرٍ بِهَذَا الشَّانِ",
"وَلَهُ الِرَادَةُ وَالكَرَاهَةُ والرِّضَى",
"وَلَهُ المَحَبَّةُ وهوَ ذُو الحسانِ",
"وَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ العَارِي عَنِ التَّ",
"شبِيهِ والتَّمثِيلِ بالنسَانِ",
"وَكَمَالُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ",
"أولَى وَأقدَمُ وهوَ أعظَمُ شَانِ",
"أيكُونُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ",
"ذَاكَ الكَمَالُ أذَاكَ ذُو مكَانِ",
"أيَكُونُ نسَانٌ سَمِيعاً مُبصِراً",
"مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ",
"وَلَهُ الحَيَاةُ وَقُدرَةٌ ورَادَةٌ",
"والعِلمُ بِالكُلِّيِّ والأعيَانِ",
"واللهُ قَد أعطَاهُ ذَاكَ وَلَيسَ هَ",
"ذَا وَصفَهُ فاعجَب مِنَ البُهتَانِ",
"بِخِلاَفِ نَومِ العَبد ثًُمَّ جِمَاعِهِ",
"والأكلِ مِنهُ وَحَاجَةِ الأبدَانِ",
"ذ تِلكَ مَلزُومَاتُ كَونِ العَبدِ مُح",
"تَاجاً وَتِلكَ لَوازِمُ النُّقصَانِ",
"وَكَذَا لَوَازِمُ كَونِهِ جَسَداً نَعَم",
"وَلَوَازِم الحدَاثِ والِمكَانِ",
"يتقدَّسُ الرَّحمنُ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"عَنهَا وَعَن أعضَاءِ ذِي جُثمَانِ",
"واللهُ رَبيِّ لَم يَزَل متكلِّماً",
"وَكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بالذَانِ",
"صِدقاً وعَدلاً أحكمَت كَلِمَاتُهُ",
"طَلَباً وخبَاراً بِلاَ نُقصَانِ",
"وَرَسُولهُ قَد عَاذَ بالكلَِمَاتِ مِن",
"لَدغٍ وَمِن عَينٍ ومِن شَيطَانِ",
"أيُعَاذُ بالمخلُوقِ حَاشَاهُ مِنَ الِش",
"رَاكِ وَهُوَ مُعَلِّمُ الِيمَانِ",
"بَل عَاذَ بالكَلِمَاتِ وَهيَ صِفَاتُهُ",
"سُبحَانُهُ لَيسَت مِنَ الأكوانِ",
"وَكَذَلِكَ القرنُ عَينُ كَلاَمِهِ المَس",
"مُوعِ مِنهُ حقِيقَةً بِبَيَانِ",
"هُوَ قُولُ رَبِّي كُلُّهُ لاَ بَعضُهُ",
"لَفظاً وَمَعنًى مَا هُمَا خَلقَانِ",
"تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَقولُهُ",
"اللَّفظُ والمعنَى بِلاَ رَوَغَانِ",
"لَكِنَّ أصوَاتَ العِبَادِ وَفِعلَهُم",
"كَمِدَادِهِم والرَّقِّ مَخلوقَانِ",
"فالصَّوتُ للقَارِى وَلَكِنَّ الكَلاَ",
"مِ كَلاَمُ رَبِّ العرشِ ذِي الِحسَانِ",
"هَذَا ِذَا مَا كَانَ ثَمَّ وَسَاطَةٌ",
"كَقِرَاءَةِ المخلُوقِ لِلقُرنِ",
"فذَا انتفَت تِلكَ الوَسَاطَةُ مِثلَمَا",
"قَد كلَّمَ المولُودَ مِن عِمرَانِ",
"فَهُنالِكَ المخلُوقُ نَفسُ السَّمع لاَ",
"شَيءٌ مِنَ المسمُوعِ فَافهَم ذَانِ",
"هَذِي مَقَالَةُ أحمدٍ ومُحَمَّدٍ",
"وخُصُومُهُم مِن بَعدُ طَائِفَتَانِ",
"حدَاهُمَا زَعَمَت بِأنَّ كَلاَمَهُ",
"خَلقٌ لَهُ الفَاظُهُ ومَعَانِ",
"والخَرُونَ أبَوا وَقَالُوا شَطرُهُ",
"خَلقٌ وَشَطرٌ قَامِ بالرَّحمنِ",
"زَعَمُوا القُرنَ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ",
"قُلنَا كَمَا زَعَمُوهُ قُرنَانِ",
"هَذَا الَّذِي نَتلُوه مخلُوقٌ كَمَا",
"قَالَ الوَلِيدُ وَبَعدَهُ الفِئَتَانِ",
"والخَرُ المعنَى القَدَيمُ فقَائِمٌ",
"بالنَّفسِ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ",
"والأمرُ عَينُ النَّهيِ واستِفهَامُهُ",
"هُو عَينُ خبَارٍ وَذُو وِحدَانِ",
"وَهُوَ الزَّبُورُ وَعَينُ تَورَاةٍ ون",
"جِيلٍ وَعَينُ الذِّكرِ والفُرقَانِ",
"الكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ في نَفسِهِ",
"لاَ يَقبَلُ التبعِيضَ في الأذهَانِ",
"مَا ن لَهُ كُلُّ ولاَ بَعضٌ وَلا",
"حَرفٌ وَلاَ عَرَبِي وَلاَ عِبرَانِي",
"وَدَلِيلُهُم في ذَاكَ بَيتٌ قَالَهُ",
"فِيمَا يُقَالُ الأخطَلُ النَّصرَانِيُّ",
"يَا قَومُ قَد غَلِطَ النَّصَارَى قَبلُ في",
"مَعنَى الكَلاَمِ ومَا اهتدَوا لِبَيَانِ",
"وَلأجلِ ذَا جَعَلُوا المَسِيحَ لَهَهُم",
"ذ قِيلَ كِلمَةُ خَالِقٍ رَحمنِ",
"ولأجلِ ذَا جَعَلُوهُ نَاسُوتاً وَلاَ",
"هُوتاً قَدِيماً بَعدُ مُتَّحِدَانِ",
"وَنَظِيرُ هَذَا مَن يَقُولُ كَلاَمُهُ",
"مَعنًى قَديمٌ غَيرُ ذِي حِدثَانِ",
"والشَّطرُ مَخلُوقٌ وَتِلكَ حُرُوفُهُ",
"نَاسُوتُهُ لَكِن هُمَا غَيرَانِ",
"فَانظُر ِلَى ذَا الِتِّفَاقِ فَِنَّهُ",
"عَجَبٌ وَطَالِع سُنَّةَ الرَّحمنِ",
"وتَكَايَسَت أخرَى وقَالَت نَّ ذَا",
"قَولٌ مُحَالٌ وَهوَ خَمسُ مَعَانِ",
"تِلكَ التي ذُكِرَت ومَعنى جَامِعٌ",
"لِجَمِيعِهَا كالأسِّ للبُنيَانِ",
"فَيَكُونُ أنواعاً وعِندَ نَظِيرِهِم",
"أوصَافُهُ وهُمَا فمُتَّفِقَانِ",
"نَّ الذِي جَاءَ الرسُولُ بِهِ لَمَخ",
"لُوقٌ وَلَم يُسمَع مِنَ الدَّيانِ",
"والخُلفُ بَينَهُمُ فقيل مُحَمَّدٌ",
"أنشَاهُ تَعبِيراً عَنِ القُرنِ",
"والخرُونَ أبَوا وَقَالُوا نَّمَا",
"جِبرِيلُ أنشَاهُ عَنِ المنَّانِ",
"وتكَايَسَت أخرَى وَقَالَت نَّهُ",
"نَقلٌ مِنَ اللَّوحِ الرَّفِيعِ الشَّانِ",
"فاللَّوحُ مَبدَؤهُ وربُّ اللَّوحِ قَد",
"أنشَاهُ خَلقاً فِيه ذَا حِدثَانِ",
"هَذِي مقَالاَتٌ لُهُم فانظر تَرَى",
"فِي كُتبِهِم يَا مَن لَهُ عَينَانِ",
"لَكِنَّ أهلََ الحَقِّ قَالُوا نَّمَا",
"جِبرِيلُ بلَّغَهُ عَنِ الرَّحمَنِ",
"ألقَاهُ مَسمُوعاً لَهُ مِن رَبِّهِ",
"للصَّادِقِ المَصدُوقِ بالبُرهَانِ",
"وَِذَا أرَدتَ مَجَامِعَ الطُّرقِ الَّتِي",
"فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرنِ",
"فمَدارُهَا أصلاَنِ قَامَ عَلَيهِمَا",
"هَذَا الخِلافُ هُمَا رُكنَانِ",
"هَل قولُهُ بمشِيئَةٍ أم لاَ وَهَل",
"في ذَاتِهِ أم خَارِجٌ هَذَانِ",
"أصلُ اختِلاَفِ جَمِيعِ أهلِ الأرضِ في ال",
"قُرنِ فَاطلُب مُقتضَى البُرهَانِ",
"ثُمَّ الألَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ",
"وَِرَادَةٍ مِنهُ فَطَائِفَتَانِ",
"حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَعنًى قَائِماً",
"بالنَّفسِ أو قَالُوا بِخَمسِ مَعَانِ",
"وَاللهُ أحدَثَ هَذِهِ الألفَاظَ كَي",
"تُبدِيهِ مَعقُولاً ِلَى الأذهَانِ",
"وَكَذَاكَ قَالُوا نَّهَا لَيسَت هيَ ال",
"قُرنَ بَل مَخلُوقَةٌ دَلَّت عَلى القرنِ",
"ولربَّما سُمِّى بِهَا القُرنُ تَس",
"مِيَةَ المَجَازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ",
"وَكَذلِكَ اختَلَفُوا فقِيلَ حِكَايَةٌ",
"عَنهُ وقِيلَ عِبَارَةٌ لِبَيَانِ",
"ذ كَانَ مَا يُحكَى كَمَحكِّيٍّ وَهَ",
"ذَا اللَّفظُ والمعنَى فمختَلِفَانِ",
"ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَينِهِ",
"ذ كَانَ أولُهُ نَظِيرَ الثَّاني",
"فَلِذَاكَ قَالُوا لاَ نَقُولُ حِكَايَةٌ",
"وَنَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرقَانِ",
"والخَرُونَ يَرَونَ هَذَا البَحثَ لَف",
"ظِيًّا ومَا فِيهِ كَبِيرُ مَعَانِ",
"وَالفِرقَةُ الأخرَى فَقَالَت نَّهُ",
"لَفظٌ وَمَعنًى لَيسَ ينفَصِلاَنِ",
"واللَّفظُ كالمعنَى قَدِيمٌ قَائِمٌ",
"بالنَّفسِ لَيسَ بقَابِلِ الحِدثَانِ",
"فَالسِّينُ عِندَ البَاءِ لا مَسبُوقَةٌ",
"لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ",
"والقَائِلُون بِذَا يقُولُوا نَّمَا",
"تَرتِيبُهَا بالسَّمعِ الذَانِ",
"وَلَهَا اقتِرَانٌ ثَابِتٌ لذَوَاتِهَا",
"فاعجَب لِذَا التَّخلِيطِ والهَذَيَانِ",
"لَكِنَّ زَاغُونِيَّهُم قَد قَالَ نَّ",
"ذَوَاتَهَا وَوُجُودَهَا غَيرَانِ",
"فَتَرَبَّتَت بِوُجُودِهَا لاَ ذَاتِهَا",
"يَا لَلَعُقُولِ وَزَيغَةِ الأذهَانَ",
"لَيسَ الوُجُودُ سِوى حَقِيقَتَهَا لِذِي ال",
"أذهَانِ بَل في هَذهِ الأعيَانِ",
"لَكِن ذَا أخَذَ الحقيقَةَ خَارجاً",
"وَوُجُودَهَا ذِهناً فمُختَلِفَانِ",
"وَالعَكسُ أيضاً مِثلُ ذَا فذَا هُمَا",
"اتَّحَدَا اعتبَاراً لَم يَكُن شَيئَانِ",
"وَبِذَا يَزُولُ جَمِيعُ شكَالاَتِهِم",
"في ذَاتِهِ وَوُجُودِهِ الرَّحمنِ",
"وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ بِمَشِيئَةٍ",
"وَرَادَةٍ أيضاً فَهُم صِنفَانِ",
"حدَاهمَا جَعَلَتهُ خَارِجَ ذَاتِهِ",
"كَمَشِيئَةٍ لِلخَلقِ والأكوَانِ",
"قَالوا وَصَارَ كَلامهُ بضَافَةِ التَّ",
"شرِيفِ مِثلَ البيتِ ذِي الأركَانِ",
"مَا قَالَ عندَهُمُ ولا هُوَ قَائِلٌ",
"والقَولُ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ",
"فالقَولُ مَفعُولٌ لَدَيهِم قَائِمٌ",
"بِالغَيرِ كالأعرَاضِ والأكوَانِ",
"هَذِي مَقَالَةُ كُلِّ جَهميٍّ وهُم",
"فِيهَا الشُّيُوخُ مُعَلِّمو الصِّبيَانِ",
"لَكِنَّ أهلَ العتِزَالِ قَدِيمَهُم",
"لَم يذهَبُوا ذَا المَذهَبِ الشَّيطانِي",
"وَهُم الألَى اعتزَلُوا عَنِ الحسَنِ الرِّ",
"ضَى البَصرِيِّ ذَاكَ العالِمِ الربَّاني",
"وَكَلاَمُهُ كَفِعَالِهِ وَكِلاَهُمَا",
"ذُو مَبدءٍ بَل لَيسَ يَنتَهِيَانِ",
"قَالُوا وَلَم يُنصِف خُصُومٌ جَعجَعُوا",
"وَأتَوا بتَشنِيعٍ بِلاَ بُرهَانِ",
"قُلنَا كَمَا قَالُوهُ في أفعَالِهِ",
"بَل بَينَنَا بَونٌ مِنَ الفُرقَانِ",
"بَل نَحنُ أسعَدُ مِنهُمُ بِالحقِّ ذ",
"قُلنَا هُمَا باللهِ قَائِمَتَانِ",
"وَهُمُ فَقَالُوا لَم يَقُم باللهِ لاَ",
"فِعلٌ وَلاَ قَولٌ فَتَعطِيلاَنِ",
"لفِعَالِهِ وَمَقَالِهِ شَرٌّ وأب",
"طَلُ مِن حُلُولِ حَوَادِثِ بِبَيانِ",
"وَكَذَاكَ أتبَاعٌ عَلَى مِنهَاجِهِم",
"مِن قَبلِ جَهمٍ صَاحِبِ الحِدثَانِ",
"لَكِنَّمَا متأخِّرُوهم بَعدَ ذَا",
"لَكَ وافَقُوا جَهماً عَلَى الكُفرانِ",
"فَهُمُ بذَا جَهمِيَّةٌ أهلُ اعتِزَا",
"لٍ ثَوبُهُم أضحَى لَه عَلَمَانِ",
"وَلَقَد تَقَلَّدَ كُفرَهُم خَمسُونَ في",
"عَشرٍ مِنَ العُلَمَاءِ في البُلدَانِ",
"وَاللاَّلَكَائِيُّ المامُ حَكَاهُ عَن",
"هُم هُم حَكَاهُ قَبلَهُ الطَّبَرَانِي",
"وَالقَائِلونَ بِأنَّهُ بمشِيئَةٍ",
"في ذَاتِهِ أيضاً فَهُم نَوعَانِ",
"حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَبدُوءاً بِهِ",
"نَوعاً حِذَارَ تسلسُلِ الأعيَانِ",
"فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهمُ في زَعمِهِم",
"ثبَاتَ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ",
"فَلِذَاكَ قَالُوا نَّهُ ذُو أوَّلٍ",
"مَا للِفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ",
"تَعطِيلُهُ عَن فِعلِهِ وَكَلاَمِهِ",
"شَرٌّ مِنَ التشنِيعِ بِالهَذَيَانِ",
"هَذِي مَقَالاتُ ابنِ كرَّامٍ وَمَا",
"رَدُّوا عَلَيهِ قَطُّ بالبرهَانِ",
"أنَّى وَمَا قَد قَالَ أقرَبُ مِنهُمُ",
"لِلعَقلِ وَالثَارِ والقُرنِ",
"لَكِنَّهُم جَاؤُوا لَهُُ بِجَعَاجِعٍ",
"وَفَرَاقِعٍ وَقَعَاقِعٍ بِشِنَانِ",
"وَالخَرُونَ أولُوا الحَدِيثِ كأحمَدٍ",
"ومُحَمَّدٍ وأئمةِ الِيمَانِ",
"قَالُوا بِأنَّ اللهَ حَقًّا لَم يَزَل",
"مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ",
"نَّ الكَلاَمَ هُوَ الكَمَالُ فَكَيفَ يَخ",
"لُو عَنهُ فِي أزلٍ بِلاَ مكَانِ",
"وَيَصِيرُ فِيمَا لَم يَزَل مُتَكَلِّماً",
"مَاذَا اقتَضَاهُ لَهُ مِنَ الِمكَانِ",
"وَتَعَاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ",
"لِلذَّاتِ مِثلَ تَعَاقُبِ الأزمَانِ",
"واللهُ رَبُّ العرشِ قَالَ حَقِيقَةً",
"حضم مَع طَهَ بِغَيرِ قِرَانِ",
"بَل أحرُفٌ مترتِّبَاتٌ مِثلَمَا",
"قَد رُتِّبت في مَسمَعِ الِنسَانِ",
"وَقتَانِ في وَقتٍ مُحَالٌ هَكَذَا",
"حَرفَانِ أيضاً يُوجَدَا في نِ",
"مِن وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ بَل يُوجَدَا",
"بالرَّسمِ أو بَتَكَلُّمِ الرجُلاَنِ",
"هذَا هُوَ المعقُولُ أمَّا الِقترَا",
"نُ فَلَيسَ مَعقُولاً لِذِي الأذهَانِ",
"وَكَذَا كَلاَمٌ مِن سِوَى مُتَكَلِّمٍ",
"أيضاً مُحَالٌ لَيسَ في مكَانِ",
"لاَّ لِمَن قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَذَا",
"كَ كَلاَمُهُ المعقُولُ فِي الأذهَانِ",
"أيكونُ حَيًّا سَامِعاً أو مُبصِراً",
"مِن غَيرِ مَا سَمعٍ وَغَيرِ عِيَانِ",
"وَالسَّمعُ والِبصَارُ قَامَ بِغَيرِهِ",
"هَذَا المُحَالُ وَوَاضِحُ البُهتَانِ",
"وَكَذا مُريدٌ وَالِرَادَةُ لَم تَكُن",
"وَصفاً لَهُ هَذَا مِنَ الهَذَيَانِ",
"وَكَذَا قَدِيرٌ مَالَهُ مِن قَدرَةٍ",
"قَامَت بِهِ أوضَحِ البُطلاَنِ",
"واللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَكَلِّمٌ",
"بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ والبُرهَانِ",
"قَد أجمعَت رُسلُ الِلَهِ عَلَيهِ لَم",
"يُنكِرهُ مِن أتبَاعِهِم رَجُلاَنِ",
"فَكَلاَمُهُ حَقًّا يَقُومُ بِهِ ولاَّ",
"لَم يَكُن مُتَكَلِّماً بِقُرنِ",
"واللهُ قَالَ وَقَائلٌ وَكَذَا يَقُو",
"لُ الحَقَّ لَيسَ كَلاَمُهُ بِالفَاني",
"وَيُكَلِّمُ الثقلَينِ يَومَ مَعَادِهِم",
"حَقًّا فَيَسمَعُ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ",
"وَكَذَا يكلِّمُ حِزبَهُ في جَنَّةِ ال",
"حَيَوَانِ بِالتَّسلِيمِ والرِّضوَانِ",
"وَكَذَا يُكَلِّمُ رُسلَهُ يَومَ اللِّقَا",
"حَقًّا فَيَسالُهُم عَنِ التِّبيَانِ",
"وَيُراجِعُ التَّكلِيمَ جَلَّ جَلاَلُه",
"وَقتَ الجِدَالِ لَهُ مِنَ الِنسَانِ",
"وَيُكَلِّمُ الكُفَّارَ في العَرَصَاتِ تَو",
"بِيخاً وَتَقرِيعاً بِلاَ غُفرَانِ",
"ويُكَلِّمُ الكُفَّارَ أيضاً فِي ال",
"جَحِيمِ أن أخسَؤُوا فِيهَا بِكُلِّ هَوَانِ",
"واللهُ قَد نَادَى الكَلِيمَ وَقَبلَهُ",
"سَمِعَ النِّدَا في الجَنَّةِ الأبَوَانِ",
"وأتى النِّدَا فِي تِسعِ ياتٍ لَهُ",
"وَصفاً فرَاجِعهَا مِنَ القُرنِ",
"وَكَذَا يكلِّمُ جَبرَئِيلَ بأمرِهِ",
"حَتَّى يُنَفِّذَهُ بِكُلِّ مَكَانِ",
"واذكر حَدِيثاً فِي صَحيحِ مُحَمَّدٍ",
"ذَاكَ البُخَارِيُّ العظيمُ الشَّانِ",
"فِيهِ نِدَا اللهِ يَومَ مَعَادِنَا",
"بالصَّوتِ يَبلُغُ قَاصِياً والدَّاني",
"هَب أنَّ هَذَا اللَّفظَ لَيسَ بِثَابتٍ",
"بَل ذِكرُهُ مَع حَذفِهِ سِيَّانِ",
"وَرَواهُ عِندَكُمُ البُخَارِيُّ المُجَسِّ",
"مُ بَل رَوَاهُ مُجسِّمٌ فَوقَانِ",
"أيصِحُّ فِي عَقلٍ وَفِي نَقلٍ نِدَا",
"ءٌ لَيسَ مَسمُوعاً لَنَا بأذَانِ",
"أم أجمَعَ العلمَاءُ والعُقَلاءُ مِن",
"أهلِ اللِّسَانِ وأهلِ كُلٍّ لِسَانِ",
"أنَّ النِّدَا الصَّوتُ الرَّفِيعُ وَضِدُّهُ",
"فَهوَ النِّجَاءُ كِلاَهُمَا صَوتَانِ",
"واللهُ مَوصُوفٌ بِذَاكَ حَقِيقَةً",
"هَذَا الحَدِيثُ ومُحكمُ القُرنِ",
"وَاذكُر حَدِيثاً لابنِ مسعودٍ صَرِي",
"حاً أنَّهُ ذُو أحرُفٍ بِبَيَانِ",
"الحَرفُ مِنهُ في الجَزَا عَشرٌ مِنَ ال",
"حَسَنَاتِ مَا فِيهنَّ مِن نُقصَانِ",
"وانظُر ِلَى السُّورِ الَّتِي افتُتِحَت بأح",
"رُفِهَا تَرَى سِرًّا عَظِيمَ الشَّانِ",
"لَم يأتِ قَطُّ بسُورَةٍ ِلاَّ أتَى",
"في ثرِهَا خَبَرٌ عَنِ القُرنِ",
"ذ كَانَ خبَاراً بِهِ عَنهَا وَفي",
"هَذَا الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الِيمَانِ",
"وَيَدُلُّ أن كَلاَمَهُ هُوَ نَفسُهَا",
"لاَ غيرُهَا والحَقُّ ذُو تِبيَانِ",
"فانظُر لى مَبدَأ الكِتَابِ وَبَعدَها ال",
"أعرَافُ ثُمَّ كَذَا ِلى لُقمَانِ",
"مَع تِلوِهَا أيضاً وَمَع حَم مَع",
"يَس وافهَم مُقتَضَى الفُرقَانِ",
"واللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوصٍ مِرٌ",
"نَاهٍ مُثيبٍ مُرسِلٌ لِبَيَانِ",
"وَمُخَاطِبٌ ومُحَاسِبٌ ومُنَبِّىءٌ",
"وَمُحَدِّثٌ ومُخَبِّرٌ بالشَّانِ",
"ومُكَلِّمٌ مُتَكَلِّمٌ بَل قَائِلٌ",
"وَمُحذِّرٌ ومُبَشِّرٌ بأمَانِ",
"هَادٍ يقوُلُ الحقَّ يُرشِدُ خَلقَهُ",
"بِكَلاَمِهِ لِلحَقِّ والِيمَانِ",
"فَذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَكُلُّ هَ",
"ذَا مُنتَفٍ مُتَحَقِّقُ البُطلاَنِ",
"وذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ كَذَلِكَ ال",
"رسَالُ مَنفِيٌّ بِلاَ فُرقَانِ",
"فَرِسَالَةُ المَبعُوثِ تَبلِيغُ كَلاَ",
"مِ المُرسِلِ الدَّاعِي بِلاَ نُقصَانِ",
"وَحقِيقَةُ الرسَالِ نَفسُ خِطَابِهِ",
"لِلمُرسَلِينَ ونَّهُ نَوعَانِ",
"نَوعٌ بِغَيرِ وَسَاطَةٍ كََلاَمِهِ",
"مُوسَى وَجِبرِيلَ القريبِ الدَّانيِ",
"مِنهُ ليهِ مِن وَرَاءِ حِجَابِهِ",
"ذ لاَ تَرَاهُ هَا هُنَا العَينَانِ",
"وَالخَرُ التَّكلِيمُ مِنهُ بالوَسَا",
"طَةِ وَهوَ أيضاً عِندَهُ ضَربَانِ",
"وَحيٌ ورسَالٌ لَيهِ وَذَاكَ فشي الشُّ",
"ورَى أتَى فِي أحسَنِ التِّبيَانِ",
"فَِذَا انتَفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَضِدُّهَا",
"خَرَسٌ وَذَلِكَ غَايَةُ النُّقصَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِك في الذِي",
"هُو قَابِلٌ مِن أمَّةِ الحَيَوَانِ",
"والرَّبُّ ليسَ بقابِلٍ صِفةَ الكَلاَ",
"مِ فَنفيُهَا مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ",
"ذ أخرَسُ الِنسَانِ أكمَلُ حَالَةً",
"مِن ذَا الجَمَادِ بأوضَحِ البُرهَانِ",
"فَجَحَدتَ أوصَافَ الكَمَالِ مَخَافَةً التَّ",
"جسِيمِ والتَّشبِيهِ بالِنسانِ",
"ووقَعتَ فِي تَشبِيهِ بِالجَامِدا",
"تِ الناقِصَاتِ وذَا مِنَ الخُذلاَنِ",
"اللهُ أَكبَرُ هُتِّكَت أستَارُكُم",
"حَتَّى غَدَوتُم ضُحكَةَ الصِّبيَانِ",
"أوَليسَ قَد قَامَ الدَّليلُ بأنَّ أف",
"عَالَ العِبادِ خَليقَةُ الرَّحمنِ",
"مِن ألفِ وَجهٍ أو قِرِيبِ الألفِ يُح",
"صِيهَا الذِي يُعنَي بهَذَا الشَّانِ",
"فيكُونُ كلُّ كَلاَمِ هَذَا الخَلقِ عَي",
"نَ كَلاَمِهِ سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ",
"ذ كَانَ مَنسُوباً ليهِ كَلاَمُهُ",
"خَلقاً كبَيتِ اللهِ ذِي الأركَانِ",
"هَذَا ولاَزِمُ قَولِكُم قَد قَالَه",
"ذُو الِتحادِ مُصَرِّحاً بِبَيَانِ",
"حَذَرَ التَّنَاقُضِ ذ تَنَاقَصتُم وَلَ",
"كِن طَردُهُ فِي غَايَةِ الكُفرَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ تَخصِيصَ القُرا",
"تِ كَبيتِهِ وكِلاَهُمَا خَلقَانِ",
"فَيُقَالُ ذَا التَّخصِيصُ لا يَنفِي العُمُو",
"مَ ولا الخصوصَ كربِّ ذِي الأكوَانِ",
"ويُقَالُ رَبُّ العَرشِ أيضاً هَكَذَا",
"تَخصِيصُهُ لِضَافَةِ القُرنِ",
"لاَ يَمنَعُ التَّعمِيمَ فِي البَاقِي وذَا",
"فِي غَايَةِ الِيضَاحِ والتِّبيَانِ",
"ولَقد أتَى الفُرقَانُ بَينَ الخَلقِ وال",
"الصَّريحِ وذَاكَ فِي الفُرقَانِ",
"وَكِلاَهُمَا عِندَ المُنَازِعِ وَاحِدٌ",
"والكُلُّ خَلقٌ مَا هُنَا شَيئَان",
"والعَطفُ عندَهُمُ كعَطفِ الفَردِ مِن",
"نَوعٍ عَلَيهِ وَذَاكَ فِي القُرنِ",
"فَيُقَالُ هَذَا ذُنو امتناعٍ ظَاهِرٍ",
"فِي يةٍ التَّفريقِ ذُو تَبيانِ",
"فالله بَعدَ الخَلقِ أخبَرَ أنهَا",
"قَد سُخِّرَت بالأمرِ للجَرَيَانِ",
"وأبَانَ عَن تَسخِيرِهَا سُبحَانَهُ",
"بالأمرِ بَعدَ الخَلقِ بالتِّبيَانِ",
"والأمرُ مَّا مَصدَرٌ أو كَانَ مَف",
"عُولاً هُمَا فِي ذَاكَ مُستويَانِ",
"مَأمُورهُ هُوَ قَابِلٌ للأمرِ كال",
"مَصنُوعِ قَابِلُ صَنَعةِ الرَّحمَن",
"فذا انتفَى الأمرُ انتفَى المأمُورُ كال",
"مَخلُوقِ يُنفَى لانتِفَا الحِدثَانِ",
"وانظُر لى نَظمِ السِّياقِ تَجِد بِهِ",
"سِراًّ عَجِيباً وَاضِحَ البُرهَانِ",
"ذَكَرَ الخُصُوصَ وَبَعدَهُ مُتَقَدِّماً",
"والوصفَ والتعمِيمَ في ذَا الثَّانِي",
"فأتى بِنَوعَي خَلقِه وَبِأمرِهِ",
"فِعلاً وَوصفاً مُوجِزاً بِبَيَانِ",
"فَتَدَبَّرِ القُرنَ ن رُمتَ الهُدَى",
"فَالعِلمُ تَحتَ تَدَبُّر القُرنِ",
"وَالله أخبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ",
"مِنه وَمجرورٌ بِمِن نَوعَانِ",
"عَينٌ وَوَصفٌ قَائمٌ بالعَينِ فَال",
"أعيَانُ خَلقُ الخَالِقِ الرَّحمَنِ",
"والوَصفُ بالمجرُورِ قَامَ لأنَّه",
"أولَى بِهِ فشي عُرفِ كُُلِّ لِسَانِ",
"وَنَظِيرُ ذَا أيضاً سَوَاءً مَا يضَا",
"فُ ليهِ مِن صِفَةٍ وَمِن أعيَانِ",
"فَضَافَةُ الأوصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَن",
"قَامَت بِهِ كرادَةِ الرَّحمنِ",
"وضافَةُ الاعيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ",
"مُلكاً وخَلقاً مَا هُمَا سِيَّانِ",
"فانظُر لَى بَيتِ الِلهِ وعِلمِهِ",
"لَمَّا أُضِيفَا كَيفَ يَفتَرِقَانِ",
"وَكَلاَمُهُ كَحَيَاتِهِ وكَعِلمِهِ",
"فِي هذي الِضافَةِ ذ هُمَا وَصفَانِ",
"لَكِنَّ نَاقَتَهُ وَبَيتَ لهِنَا",
"فكعَبدِهِ أيضاً هُمَا ذَاتَانِ",
"فَانظُر ِلَى الجَهمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ ال",
"حَقُّ المُبِينُ وَوَاضِحُ الفُرقَانِ",
"كَانَ الجَمِيعُ لدَيه بَاباً واحِداً",
"والصُّبحُ لاَحَ لِمَن لَهُ عَينَانِ",
"وأتَى ابنُ حزمٍ بَعدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا",
"لِلنَّاسِ قُرنٌ وَلاَ ثنَانِ",
"بَل أربَعٌ كًلٌّ يُسمَّى بِالقُر",
"نِ وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطلاَنِ",
"هَذَا الذِي يُتلَى وخرُ ثَابِتٌ",
"فِي الرَّسمِ يُدعَى المُصحَفَ العُثمَانِي",
"والثَّالِثُ المحفوظُ بَينَ صُدُورنَا",
"هَذِي الثَّلاَثُ خَلِيقَةُ الرَّحمَنِ",
"والرَّابِعُ المعنَى القَدِيمُ كعِلمِهِ",
"كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِالقُرنِ",
"وأظنُّهُ قَد رَامَ شَيئاً لَم يَجِد",
"عَنهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ",
"نَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أربَعٍ",
"عُقِلت فَلاَ تَخفَى عَلَى نسَانِ",
"فِي العينِ ثمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ ثُ",
"مَّ الرَّسمِ حِينَ تَخُطُّهُ بِبَنَانِ",
"وَعَلَى الجمِيعِ الِسمُ يُطلَقُ لَكِنِ ال",
"أولَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعيَانِ",
"بِخِلاَفِ قَولِ ابنِ الخَطِيبِ فَنَّهُ",
"قَد قَالَ نَّ الوَضعَ لِلأذهَانِ",
"فَالشَّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أربَعٌ",
"فَدَهَى ابنَ حَزمٍ قِلَّةُ العِرفَانِ",
"والله أخبَرَ أنَّهُ سُبحَانَهُ",
"مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ والفُرقَانِ",
"وَكَذاكَ أخبَرَنَا بِأنَّ كَلاَمَهُ",
"بِصُدُورِ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ",
"وكذَاكَ أخبَرَ أنهُ المكتُوبُ فِي",
"صُحُفٍ مُطَهَّرَةٍ مِنَ الرَّحمنِ",
"وكَذَاكَ أخبَرَ أنهُ المتلُوُّ وال",
"مَقروءُ عِندَ تِلاَوةِ الِنسَانِ",
"والكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أنَّهُ",
"هُوَ أربَعٌ وَثَلاَثَةٌ واثنَانِ",
"وَتِلاَوَةُ القُرنِ أفعَالٌ لَنَا",
"وَكَذَا الكِتَابَةُ فَهيَ خَطُّ بَنَانِ",
"لَكِنَّمَا المتلُوُّ والمكتُوبُ وال",
"مَحفُوظُ قَولُ الواحِدِ الرَّحمنِ",
"والعبدُ يقرَؤهُ بصَوتٍ طَيِّبٍ",
"وَبِضِدِّهِ فَهُمَا لَهُ خَطَّانِ",
"أصوَاتُنَا وَمِدَادُنَا وأدَاتُنا",
"والرَّقُّ ثُمَّ كِتَابَةُ القُرنِ",
"ولَقَد أتَى فِي نَظمِهِ مَن قَالَ قَو",
"لَ الحَقِّ فيه وَهوَ غَيرَ جَبَانِ",
"نَّ الذِي هُوَ فِي المَصَاحِفِ مُثبَتٌ",
"بأنَامِلِ الأشيَاخِ والشُّبَّانِ",
"هُوَ قَولُ رَبِّي يُهُ وحُرُوفُهُ",
"وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخلُوقَانِ",
"فَشَفَى وَفَرَّقَ بَينَ مَتلُوٍّ وَمَص",
"نُوعٍ وَذَاك حَقِيقَةُ العِرفَانِ",
"الكُلُّ مَخلُوقٌ وَلَيسَ كَلاَمَهُ ال",
"مَتلُؤُّ مَخلُوقاً هُمَا شَيئَانِ",
"فعلَيكَ بالتَّفصِيلِ والتَّمييزِ فال",
"طلاقُ والِجمَالُ دُونَ بَيَانِ",
"قَد أفسَدَا هَذَا الوُجُودَ وَخَبَّطَا ال",
"أذهَانَ والراءَ كُلَّ زَمَانِ",
"وَتِلاَوَةُ القُرن فِي تَعرِيفِهَا",
"باللِّمِ قَد يُعنَى بِهَا شَيئَانِ",
"يُعنَى بِهَا المتلُوُّ فَهُو كَلاَمُهُ",
"هُوض غَيرُ مَخلُوقٍ كذِي الأكوَانِ",
"وَيُرادُ أفعَالُ العِبَادِ كصَوتِهِم",
"وأدَائِهِم وكِلاَهُمَا خَلقَانِ",
"هَذَا الذِي نَصَّت عَلَيهِ أئمَّةُ ال",
"سلاَمِ أهلُ العِلمِ والعِرفَانِ",
"وَهُوَ الذِي قَصَد البُخَارِيُّ الرِّضَى",
"لَكِن تَقَاصَرَ قَاصِرُ الأذهَانِ",
"عَن فَهمِهِ كَتَقَاصُرِ الأفهَامِ عَن",
"قَولِ الِمَامِ الأعظَمِ الشَّيبَانِي",
"في اللَّفظِ لَمَّا أن نَفَى الضِّدَّينِ عَن",
"هُ واهتَدَى للنَّفيِ ذُو عِرفَانِ",
"فاللَّفظُ يًَصلُحُ مَصدَراً هُوَ فِعلُنَا",
"كَتَلَفُّظٍ بِتِلاَوَةِ القُرنِ",
"وَكَذَاكَ يَصلُحُ نَفسَ مَلفوظٍ بِهِ",
"وَهُوَ القُرنُ فَذَانِ مُحتَمِلاَنِ",
"فَلِذَاكَ أنكَرَ أحمَدُ الِطلاَقَ فِي",
"نَفيٍ وثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ",
"وأتَى ابنُ سِينَا القُرمطِيُّ مُصَانِعاً",
"للمُسلِمِينَ بفكِ ذِي بُهتَانِ",
"فَرَهُ فَيضاً فَاضَ مِن عَقلٍ هُوَ ال",
"فَعَّالُ عِلَّةُ هَذِهِ الأكوَانِ",
"حَتَّى تَلَقَّاهُ زَكِيٌّ فَاضِلٌ",
"حَسَنُ التَّخيُلِ جَيِّدُ التِّبيَانِ",
"فأتَى بِهِ للعَالَمِينَ خَطَابَةً",
"وَمَوَاعِظاً عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ",
"مَا صَرَّحَت أخبَارُهُ بالحَقِّ بَل",
"رَمزَت لَيهِ شَارَةً لِمَعَانِ",
"وخِطَابُ هَذَا الخَلقِ والجُمهُورِ بال",
"حَقِّ الصَّريحِ فَغَيرُ ذِي مَكانِ",
"لاَ يَقبَلُونَ حَقَائِقَ المعُقُولِ لاَّ",
"فِي مِثَالِ الحِسِّ والأعيَانِ",
"وَمَشَارِبُ العُقَلاَءِ لاَ يَرِدُونَهَا",
"لاَّ ذَا وُضِعَت لَهُم بأوَانِ",
"مِن جِنسِ مَا ألِفَت طِبَاعُهُمُ مِنَ ال",
"مَحسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثمَانِ",
"فأتَوا بِتَشبِيهٍ وتَمثِيلٍ وتَج",
"سِيمٍ وتخييلٍ لَى الأذهَانِ",
"ولِذَاكَ يَحرُمُ عِندَهُم تأوِيلُهُ",
"لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفَانِ",
"فَِذَا تَأوَّلنَاهُ كَانَ جِنَايَةً",
"مِنَّا وَخَرقَ سِيَاجِ ذَا البُستَانِ",
"لَكِن حَقِيقَةُ قَولِهِ أن قَد أتَوا",
"بِالكِذبِ عِندَ مَصَالِحِ الِنسانِ",
"وَالفَيلَسُوفُ وَذَا الرَّسُولُ لَدَيهِمُ",
"مُتَفَاوِتَانِ وَمَا هُمَا عِدلاَنِ",
"أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِّهِم",
"وَالفَيلَسُوفُ نَبِيُّ ذِي البُرهَانِ",
"والحَقُّ عِندَهُم فَفِيمَا قَالَهُ",
"أتبَاعُ صَاحِبِ مَنطِقِ اليُونَانِ",
"وَمَضَى عَلَى هَذِي المَقَالَةِ أمَّةٌ",
"خَلفَ ابنِ سينَا فاغتَذُوا بِلِبَانِ",
"مِنهُم نَصِيرُ الكُفرِ فِي أصحَابِهِ",
"النَّاصِرينَ لِملَّةِ الشَّيطَانِ",
"فاسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُمُ",
"أعدَاءَ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي",
"واسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُم",
"أعدَاء رُسلِ الله والقُرنِ",
"صُوفِيُّهُم عَبَد الوُجُودَ المطلَقَ ال",
"مَعدُومَ عِندَ العَقلِ فِي الأعيَانِ",
"أو مُلحِدٌ بِالتحَادِ يَدِينُ لاَ التَّ",
"وحِيدِ مُنسَلخٌ مِنَ الأديَانِ",
"مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ فِيهِ يَرَى",
"وَصفَ الجَمَالِ وَمَظهَرَ الحسَانِ",
"الله أكبَرُ كَم عَلى ذَا المذهَبِ ال",
"مَلعُونِ بَينَ النَّاسِ مِن شِيخَانِ",
"يَبغُونَ مِنهُم دَعوَةً ويقَبِّلُو",
"نَ أيَادِياً مِنهُم رَجَا الغُفرَانِ",
"وَلَو أنَّهُم عَرَفُوا حقِيقَةَ أمرِهِم",
"رَجَمُوهُمُ لاَ شَكَّ بالصَّوَّانِ",
"فابذُر لَهُم ن كُنتَ تَبغِي كَشفَهُم",
"وَافرِش عَلَيهِم كَفًّا مِنَ الأتبَانِ",
"وَاظهَر بمَظهَرِ قَابِلٍ مِنهُم ولاَ",
"تَظهَر بِمَظهَرِ صَاحِبِ النُّكرَانِ",
"وَانظُر ِلَى أنهَأرِ كًفرٍ فُجِّرَت",
"وَتَهِمُّ لَولا السَّيفُ بِالجَرَيَانِ",
"وَأتَت طَوَائِفُ الاتِّحادِ بِمِلَّةٍ",
"طَمَّت عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ",
"قَالُوا كَلاَمُ الله كُلُّ هَ",
"ذا خَلقِ مِن جِنٍّ وَمِن نسَانِ",
"نَظَماً وَنَثراً زُورُهُ وَصَحِيحُهُ",
"صِدقاً وَكِذباً وَاضِحَ البُطلاَنِ",
"فالسَّبُّ والشَّتمُ القَبِيحُ وَقَذفُهُم",
"لِلمُحصَنَاتِ وَكُلٌّ نَوعِ أغَانِ",
"وَالنَّوحُ والتَّعزِيمُ والسِّحرُ المُبِي",
"نُ وَسَائِرُ البُهتَانِ والهَذَيَانِ",
"هُوَ عَينُ قَولِ الله جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَكَلاَمُهُ حَقًّا بلاَ نُكرَانِ",
"هَذَا الذِي أدَّى ليهِ أصلُهُم",
"وَعَلَيهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنيَانِ",
"ذ أصلُهُم أنَّ الِلهَ حَقِيقَةً",
"عَينُ الوُجُودِ وَعَينُ ذِي الأكوَانِ",
"فَكَلاَمُهَا وَصِفَاتُهَا هُوَ قَولُهُ",
"وَصِفَاتُهُ مَا هَا هُنَا قَولاَنِ",
"وَكَذَاكَ قُالُوا نَّهُ الموصُوفُ بالضِّ",
"دَّينِ مِن قُبحٍ وَمِن حسَانِ",
"وَكَذَاكَ قَد وَصفُوهُ ايضاً بالكَمَا",
"لِ وَضِدِّهِ مِن سَائِرِ النُّقصَانِ",
"هَذِي مَقَالاَتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا",
"حُمِلَت ليكَ رَخِيصَةَ الأثمَانِ",
"وأظُنُّ لَو فَتَّشتَ كُتبَ النَّاسِ مَا",
"ألفَيتَهَا أبداً بِذَا التِّبيَانِ",
"زُفَّت ِلَيكَ فن يَكُن لَكَ نَاظِرٌ",
"أبصَرتَ ذَات الحُسنِ والِحسَانِ",
"فَاعطِف عَلَى الجَهمِيَّةِ المغلِ الألى",
"خَرَقُوا سِيَاجَ العَقلِ والقُرنِ",
"شَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم واكسِرهُمُ",
"بَل نَادِ فِي نَادِيهُمُ بأذَانِ",
"أفسَدتُمُ المنقُولَ وَالمعقُولَ وال",
"مَسمُوعَ مِن لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ",
"أيَصِحُّ وَصفُ الشَّيءِ بالمشتَقِّ لل",
"مَسلُوبِ مَعنَاهُ لِذِي الأذهَانِ",
"أيَصِحُّ صَبَّارٌ وَلاَ صَبرٌ لَهُ",
"وَيَصِحُّ شَكَّارٌ بلاَ شُكرَانِ",
"وَيَصِحُّ عَلاَّمٌ وَلاَ عِلمٌ لَهُ",
"وَيَصَحُّ غَفَّارٌ بِلا غُفرانِ",
"وَيُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أو مُبصِرٌ",
"وَالسَّمعُ والِبصَارُ مَفقُودَانِ",
"هَذا مُحالٌ في العقول وفي النُّقو",
"لِ وَفِي اللُّغَاتِ وَغيرُ ذِي مكَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ مُتَكَلِمٌ",
"لَكِن بِقُولٍ قَامَ بِالنسَانِ",
"أو غَيرِه فَيُقالُ هَذَا باطِلٌ",
"وَعَلَيكُمُ فِي ذَاكَ مَحذُورَانِ",
"نَفيُ اشتِقَاقِ اللَّفظِ للموجُودِ مَع",
"نَاهُ بِهِ وَثُبُوتُهُ للثَّانِي",
"أعنِي الَّذِي مَا قَامَ مَعنَاهُ بِهِ",
"قَلبُ الحَقَائِقِ أقبَحُ البُهتَانِ",
"وَنَظِيرُ ذَا أخَوَانِ هَذَا مُبصِرٌ",
"وَأخُوهُ مَعدَودٌ مِنَ العُميَانِ",
"سَمَّيتُمُ الأعمَى بَصِيراً ذ أخُو",
"هُ مُبصِرٌ وَبِعكسِهِ فِي الثَّانِي",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ",
"فِي فِعلِهِ كَالخَلقِ لِلأكوَانِ",
"وَالفِعلُ لَيسَ بِقَائِمٍ بِِلهِنَا",
"ذ لاَ يَكُونُ مَحَلُ ذِي حِدثَانِ",
"وَيَصِحُ أن يَشتَقُ مِنهُ خَالِقٌ",
"فَكَذَلِكض المُتَكَلِّمُ الوَحدَانِ",
"هُوَ فَاعِلٌ لِكَلاَمِهِ وَكِتَابِهِ",
"لَيسَ الكَلاَمُ لَهُ بِوَصفِ مَعَانِ",
"وَمُخَالِفُ المَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَال",
"فِطرَاتِ وَا والمَسمُوعِ لِلِنسَانِ",
"مَن قَالَ نَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ",
"وَصفٌ قَديمٌ أحرُفٌ ومَعَانِ",
"وَالسِّينُ عَد البَاءِ لَيسَت بَعدَهَا",
"لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ",
"أو قَالَ نَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ",
"مَعنَى قَدِيمٌ قَامَ بِالرَّحمَنِ",
"مَا ن لَهُ كُل ولاَ بَعضُ وَلاَ ال",
"عَرَبِيُّ حَقِيقَتُهُ وَلاَ العِبرَانِي",
"وَالأمرُ عَينُ النَّهيِ وَاستِفهَامُهُ",
"هُوَ عَينُ خبَارٍ بِلاَ فُرقَانِ",
"وَكَلاَمَهُ كَحَيَاتِهِ مَا ذَاكَ مَق",
"دُوراً لَهُ بَل لاَزِم الرَّحمَنِ",
"هذََا الذِي قَد خَالَفَ المَعقُولَ وَال",
"مَنقُولِ والفِطرَاتِ للِنسَانِ",
"أمَّا الذِي قَد قَالَ نَّ كَلاَمَهُ",
"ذُو أحرُفٍ قَد رُتِبَت بَبيَانِ",
"وَكَلاَمَهُ بِمَشِِيئَةٍ وَِرَادَةٍ",
"كَالفِعلِ مِنهُ كِلاَهُمَا سِيَّانِ",
"فَهوَ الذِي قَد قَالَ قَولاً يَعلَمُ ال",
"عُقَلاَءُ صِحَّتَهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"فَلاَيِّ شَيءٍ كَانَ مَا قَد قُلتُم",
"أولَى وأَقرَبَ مِنهُ لِلبُرهَانِ",
"وَلأيِّ شَيءٍ دَائماً كَفَرتُم",
"أصحَابَ هَذَا القَولِ بِالعُدوَانِ",
"فَدَعُوا الدَّعَاوِي وَابحَثُوا مَعَنا بِتَح",
"قِيقٍ وَنصَافٍ بِلاَ عُدوَانِ",
"وَارفَوا مَذَاهِبَكُم وَسُدُّوا خَرقَهَا",
"ن كَانَ ذَاكَ الرَّفوُ فِي الِمكَانِ",
"فَاحكُم هَدَاكَ الله بَينَهُم فَقَد",
"أدلُوا لَيكَ بِحُجَّةِ وَبَيَانِ",
"لاَ تَنصُرَنَّ سِوَى الحَدِيثِ وَأهلِهِ",
"هُم عَسكَرُ القُرنِ وَالِيمَانِ",
"وَتَحيزَنَّ لَيهِم لاَ غَيرهم",
"لَتَكُونَ مَنصُوراً لَدَى الرَّحمَنِ",
"فَتَقُولُ هَذَا القَدَرُ قَد أعيَا عَلَى",
"أهلِ الكَلاَمِ وَقَادَهُ أصلاَنِ",
"حدَاهُمَا هَل فِعلُهُ مَفعُولُهُ",
"أو غَيره فَهُمَا لَهُم قَولاَنِ",
"وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ هُوَ عَينُهُ",
"فَرُّوا مِنَ الأوصَافِ بَالحِدثَانِ",
"لَكِن حَقِيقَةَ قَولِهِم وَصَرِيحَهُ",
"تَعطِيلُ خَالِقِ هَذَا الأكوَانِ",
"عَن فِعلِهِ ذ فَعَلُهُ مَفعُولُهُ",
"لَكِنَّهُ مَا قَامَ بِالرَّحمَنِ",
"فَعَلَى الحَقِيقَةِ مَا لَهُ فِعلٌ ذ ال",
"مَفعُولُ مُنفَصِلٌ عَنِ الدَّيَّانِ",
"وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ غَير لَهُ",
"مُتَنَازِعُونَ وَهُم فَطَائِفَتَانِ",
"حدَاهُمَا قَالَت قَدِيمٌ قَائِمٌ",
"بِالذَّاتِ وَهوَ كَقُدرَةِ المَنَّانِ",
"سَمُّوهُ تَكوِيناً قَدِيماً قَالَهُ",
"أتبَاعُ شَيخُ العَالَمِ النُّعمَانٍِ",
"وَخُصُومُهُم لَم يُنصِفُوا فِي رَدِّهِ",
"بَل كَابَرُوهُم مَا أتَوا بِبَيَانِ",
"وَالخَرُونَ رَأوهُ أمراً حَادِثاً",
"بِالذَّاتِ قَامِ وَأنَّهُم نَوعَانِ",
"حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مُفتَتِحاً بِهِ",
"حَذَرَ التَسَلسُلِ لَيسَ ذَا مكَانِ",
"هَذَا الذِِي قَالَتهُ كَرَامِيَةُ",
"فَفِعَالَهُ وَكَلاَمَهُ سِيَانِ",
"وَالخَرُونَ أولُوا الحَديثَ كَأحمَدٍ",
"ذَاكَ ابنُ حَنبَل الرِضَى الشَّيبَانِي",
"قَد قالَ نَّ حَقَّا لَم يَزَل",
"مُتَكَلِّماً ن شَاءَ ذُو حسَانِ",
"جَعَلَ الكَلاَمَ صِفَات فِعلٍ قَائِمٍ",
"بِالذَّاتِ لَم يُفقَد مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَكَذَاكَ نَصَّ عَلَى دَوَامِ الفِعلِ بَال",
"حسَانِ أيضاً فِي مَكَانِ ثَانِ",
"وَكَذَا ابنَ عَبَّاسٍ فَرَاجِع قَولَهُ",
"لَمَّا أجَابَ مَسَائِلَ القُرنِ",
"وَكَذَاكَ جَعفَرُ الِمَامُ الصَّادِقُ ال",
"مَقُبولُ عِندَ الخَلقِ ذِي العِرفَانِ",
"قَد قَالَ لَم يَزَل المُهَيمِنُ مُحسِناً",
"بَرّاً جَوَاداً عِندَ كُلِّ أوَانِ",
"وَكَذَا الِمَامُ الدَّارِمِيُّ فَنَّهُ",
"قَد قالَ مَا فِيه هُدَى الحَيرَانِ",
"قَالَ الحَيَاةُ مَعَ الفَعَّالِ كِلاَهُمَا",
"مُتَلاَزِمَانِ فَلَيسَ يَفتَرقَانِ",
"أو مَا فِعَالُ الرَّبِّ عَينُ كَمَالِهِ",
"أفَذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى المَنَّانِ",
"أزَلاً ِلَى أن صَارَ فِيمَا لَم يَزَل",
"مُتَمَكِّناً وَالفِعلُ ذُو مكَانِ",
"تَالله قَد ضَلَّت عُقُولُ القَومِ ذ",
"قَالُوا بِهَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ",
"مَاذَا الذِي أضحَى لَهُ مُتَجَدِّداً",
"حَتَّى تَمَكَّنَ فَانطِقُوا بِبَيَانِ",
"وَالرَّبُّ لَيسَ مُعَطَّلاً عَن فِعلِهِ",
"بَل كُل يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ",
"صَدَقَ الِمَامُ فَكُلُّ حَيٍّ فَهوَ فَعَّا",
"لٌ وَذَا فِي غَايَةِ التِّبيَانِ",
"لاَّ ذَا مَا كَانَ ثُمَّ مَوَانِعَ",
"مِن فَةٍ أو قَاسِرِ الحَيَوَانِ",
"وَالرَّبُّ لَيسَ لِفِعلِهِ مِن مَانِعٍ",
"مَا شَاءَ كَانَ بِقُدرَةِ الدَّيَّانِ",
"وَمَشِيئَة الرَّحمَنِ لاَزِمَةٌ لَهُ",
"وَكَذَاكَ قُدرَةُ رَبِّنا الرَّحمَنِ",
"هَذَا وَقد فَطَرَ الِلَهُ عِبَادَهُ",
"أن المُهَيمِن دَائِمُ الِحسَانِ",
"أوَلَستَ تَسمَعُ قَولَ كُلِّ مُوَحِّدٍ",
"يَا دَائِم المَعرُوفِ وَالسُّلطَانِ",
"وَقَدِيمَ الِحسَانِ الكَثِيرِ وَدَائِمَ ال",
"جُودِ العَظِيمِ وَصَاحِب الغُفرَانِ",
"مِن غَيرِ نكَارٍ عَلَيهِم فِطرَةٌ",
"فُطِروا عليها لاَ تَوغاص ثَانِي",
"أوَ لَيسَ فِعلُ الرَّبِّ تَابَع وَصفِه",
"وَكَمَالِهِ أفَذَاكَ ذُو حِدثَانِ",
"وَكَمَالِهِ سَبَبُ الفِعَالِ وَخَلقِهِ",
"أفعَالَهُم سَبَبُ الكَمَالِ الثَّانِي",
"وَالأمرُ والتَّكوِينُ وَصفُ كَمَالِهِ",
"مَا فَقدُ ذَا ووجُودُهُ سِيَّانِ",
"وَتَخَلفَ التَّأثِيرُ بَعدَ تَمَامِ مُو",
"جِبِهِ مُحَالٌ لَيس فِي المكَانِ",
"وَاللهُ رَبِي لَم يَزَل ذَا قُدرَةٍ",
"وَمَشِيئَةٍ وَيَلِيهُمَا وَصفَانِ",
"العِلمُ مَعَ وَصفِ الحَيَاةِ وَهَذِهِ",
"أوصَافُ ذَاتِ الخَالِقِ المّنَّانِ",
"وَبِهَا تَمَامُ الفِعلِ لَيسَ بِدُونِهَا",
"فِعلٌ يَتِمُ بِوَاضِحِ البُرهَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ قَد تَأَخَّرَ فِعلُهُ",
"مَعَ مُوجِبٍ قَد تَمَّ بِالأركَانِ",
"مَا كَانَ مُمتَنِعاً عَلَيهِ الفِعلُ بَل",
"مَا زَالَ فِعلُ الله ذَا مكَانِ",
"وَاللهُ عَابَ المُشرِكِينَ بِأنَّهُم",
"عَبَدُوا الحِجَارَةَ فِي رِضَى الشَّيطَانِ",
"وَنَعَى عَلَيهِم كَونَهَا لَيسَت بِخَا",
"لِقَةٍ وَلَيسَت ذَاتَ نُطقِ بَيَانِ",
"فَأَبَانَ أنَّ الفِعلَ وَالتَّكلِيمَ مِنَ",
"أوثَانِهِم لاَ شَكَّ مَفقُودَانِ",
"فَِذَا هُمَا فُقِدَا فَمَا مَسلُوبُهَا",
"بِلَه حَقٍّ وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ",
"وَاللهُ فَهوَ ِلَه حَقٌّ دَائِماً",
"أفَعَنهُ ذَا الوَصفَانِ مَسلُوبَانِ",
"أزلاَ وَلَيسَ لِفَقدِهَا مِن غَايَةٍ",
"هَذَا المُحَالُ وَأعظَمُ البُطلاَنِ",
"ن كَانَ رَبُّ العَرشِ حَقًّا لَم يَزَل",
"أبَداً لَهُ الحَقِّ ذَا سُلطَانِ",
"فَكَذَاكَ أيضاً لَم يَزَل مُتَكَلِّماً",
"بَل فَاعِلاً مَا شَاءَ ذَا حسَانِ",
"وَاللهِ مَا فِي العَقلِ مَا يَقضِي لِذَا",
"بِالرَّدِّ وَالِبطَالِ وَالنُّكرَانِ",
"بَل لَيسَ فِي المَعقُولِ غَيرُ ثُبُوتِهِ",
"لِلخَالِقِ الأزَلِيِّ ذِي الِحسَانِ",
"هَذَا وَمَا دُونَ المُهَيمِنُ حَادِثٌ",
"لَيسَ القَدِيمُ سِوَاهُ فَي الأكوَانِ",
"وَاللهُ سَابِقُ كُلِّ شَيءٌ غَيرُهُ",
"مَا رَبُّنَا وَالخَلقُ مُقتَرِنَانِ",
"وَاللهُ كَانَ وَليسَ شَيءٌ غَيرُهُ",
"سُبحَانَهُ جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ",
"لَسنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُلحِدُ الزَّ",
"ندِيقُ صَاحِبُ مَنطِقِ اليُونَانِ",
"بِدَوَامِ هَذَا العَالَمُ المَشهُودِ وَال",
"أروَاحِ فِي أزَلٍ وَلَيسَ بِفَانِ",
"هَذي مَقَالاتُ المَلاحِدَةٍ الألى",
"كَفَرُوا بِخَالِقَ هَذه الأكوانِ",
"وأتَى ابنُ سِينَا بَعدَ ذَاكَ مصَانعاً",
"لِلمُسلِمينَ فَقَالَ بالِمكَانِ",
"لَكِنَّهُ الأزليُّ ليسَ بِمُحدَثٍ",
"ما كَانَ معدُوماً ولا هُوَ فَانِ",
"وأتى بِصُلحٍ بَين طَائِفَتَينِ بَي",
"نَهُمَا الحروبُ وما هُمَا سِلمَانِ",
"أنَّى يكون المسلمون وشيعةُ ال",
"يونان صُلحاً قَطُّ في الِيمانِ",
"والسيفُ بين الأنبياءِ وَبَينَهُم",
"والحَربُ بينَهُمَا فَحربُ عَوَانِ",
"وَكَذَا أتى الطُّوسِيُّ بالحَربِ الصَّري",
"ح بِصَارِمٍ منهُ وَسَلِّ لِسَانِ",
"وَأتَى ِلَى الِسلاَمِ هَدمَ أصلِهِ",
"مِن أسِّهِ وَقَوَاعِدِ البُنيَانِ",
"عُمرِ المَدَارِسَ لَلفَلاسِفَة الأُلَى",
"كَفَرُوا بِدِينِ الله وَالقُرنِ",
"وَأتَى ِلَى أوقَافِ أهلِ الدِّينِ يَن",
"قُلُهَا لَيهِم فَعَلَ ذِي أضغَانِ",
"وَأرَادَ تَحوِيلَ الِشَارَاتِ التَي",
"هِيَ لابنِ سِينَا مَوضِعَ الفُرقَانِ",
"وَأرَادَ تَحوِيلَ الشَّرِيعَةَ بِالنَّوَا",
"مِيسِ التِي كَانَت لِذِي اليُونَانِ",
"لَكِنَّهُ عَلِمَ اللَّعِينُ بِأنَّ هَا",
"ذَا لَيسَ فِي المَقدُورِ وَالِمكَانِ",
"لاَّ ِذ قَتَلَ الخَلِيفَةَ وَالقَضَا",
"ةَ وَسَائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلدَانِ",
"فَسَعَى لِذَاكَ وَسَاعَدَ المَقدُورِ بِال",
"أمرِ الذِي هُوَ حِكمَةُ الرَّحمَنِ",
"فَأشَارَ أنَّ يَضَعَ التَتَارُ سُيُوفَهُم",
"فِي عَسكَرِ الِيمَانِ وَالقُرنِ",
"لَكِنَّهُم يَبقُونَ أهلَ صَنَائِعِ الدُّ",
"نيَا لأجلِ مَصَالِحِ الأبدَانِ",
"فَغَدَا عَلَى سَيفِ التَّتَارِ الألف فِي",
"مِثلِ لَهَا مَضرُوبَةً بِوزَان",
"وَكَذَا ثَمَانِ مِئِينِهَا فِي ألفِهَ",
"مَضرُوبَةً بِالعَدِّ وَالحُسبَانِ",
"حَتَّى بَكَى الِسلاَم أعدَاهُ اليَهُو",
"دُ كَذَا المَجُوسُ وَعَابِدُ الصُّلبَانِ",
"فَشَفَى اللَّعِينُ النَّفسَ مِنَ حَزبِ الرَّسُو",
"لِ وَعَسكَرُ الِيمَانِ وَالقُرنِ",
"وَبِوِدِّهِ لَو كَانَ فِي أحُدٍ وَقَد",
"شَهِدَ الوَقِيعَةَ مَعَ أبِي سُفيَانِ",
"لأقَرَّ أعيُنَهُم وَأوفَى نَذرَهُ",
"أو أن يَرَى مُتَمَزقَ اللُّحمَانِ",
"وَشَوَاهِدُ الأحدَاثِ ظَاهِرَةٌ عَلَى",
"ذَا العَالِمِ المَخلُوقِ بِالبُرهَانِ",
"وَأدِلَّةُ التَّوحِيدِ تَشهَدُ كُلُّهَا",
"بِحُدُوثِ كُلَّ مَا سِوَى الرَّحمَنِ",
"لَو كَانَ غَيرُ الله جَلَّ جَلاَلُهُ",
"مَعَهُ قَدِيماً كَانَ رَبًّا ثَانِي",
"ذ كَانَ عَن رَبِّ العُلَى مُستغنِياً",
"فَيكُونَ حِينَئِذٍ لَنَا رَبَّانِ",
"وَالرَّبُّ بِاستِقلاَلِهِ مُتَوَحِّدٌ",
"أفَمُمكِنٌ أن يَستقِلَّ اثنَانِ",
"لَو كَان ذَاك تَنَافِياً وَتَسَاقُطاً",
"فِذَا هُمَا عَدَمَانِ مُمتَنِعَانِ",
"وَالقَهرُ والتَّوحِيدُ يَشهَدُ مِنهُمَا",
"كُلٌّ لِصَاحِبِهِ هُمَا عِدلاَنِ",
"وَلِذَلِكَ اقتَرَنَا جَمِيعاً فِي صِفَا",
"تِ الله فَانظُر ذَاكَ فِي القُرنِ",
"فَالوَاحِدُ القَهَّارُ حَقًّا لَيسَ فِي ال",
"مكَانِ أن تَحظَى بِهِ ذَاتَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أن ذَاكَ تَسَلسُل",
"قُلنَا صَدَقتُم وَهوَ ذُو مكَانِ",
"كَتَسَلسُلِ التَّأثِيرِ فِي مُستَقبَلٍ",
"هَل بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن قُرقَانِ",
"وَالله مَا افتَرَقَا لِذَي عَقلِ وَلاَ",
"نَقلٍ وَلاَ نَظَرٍ وَلاَ بُرهَانِ",
"فِي سلب مكانِ ولا في ضِدِّه",
"هَذِي العُقولُ ونحن ذُو أذهَانِ",
"فليَأتِ بالفُرقانِ من هو فارقٌ",
"فرقا يُبَينُ لصالحِ الأذهانِ",
"وكذَاكَ سِوَى الجهمُ بينَهَا كَذَا ال",
"علاَف فِي الِنكارِ وَالبُطلانِ",
"ولأجلِ ذَا حَكَمَا بِحكمِ باطِلٍ",
"قَطَعَا عَلَى الجَنَّاتِ والنيرَانِ",
"فَالجَهمُ أفنَى الذَّاتَ والعلاف لِل",
"حَركَاتِ أفنَى قالهُ الثورَانِ",
"وأبُو علِي وابنُهُ والأشعَرِي",
"وبَعدَهُ ابنُ الطيبِ الرَّبَّانِي",
"وجَميعُ أربَابِ الكَلاَمِ البَاطِلِ ال",
"مَذمُومِ عِندَ أئِمةِ الِيمَانِ",
"فَرَّقُوا وقَالُوا ذَاكَ فِيمَا لَم يَزَل",
"حَقٌّ وَفِي أزَلٍ بِلاَ مكَانِ",
"لَكِن دَوَامُ الفِعلِ فِي مُستقبلٍ",
"مَا فِيهِ محذُورٌ مِنَ النُّكرَانِ",
"فَانظُر ِلَى التَّلبِيسِ فِي ذَاتِ الفَرقِ تَر",
"وِيجاً عَلَى العُورَانِ وَالعُميَانِ",
"مَا قَالَ ذُو عَقلٍ بِأن الفَردَ ذُو",
"أزَلٍ لِذِي ذِهنٍ وَلاَ أعيَانِ",
"بَل كُل فَرد فَهوَ مَسبُوقِ بِفَر",
"دٍ قَبلَهُ أبداً بِلاَ حُسبَانِ",
"وَنَظِيرُ هَذَا كل فَردٍ فَهوَ مَل",
"حُوقٌ بِفَرد بَعدَه حُكمَانِ",
"النَّوعُ والحَادُ مَسبُوق وَمَل",
"حُوقٌ وَكُلٌّ فَهوَ مِنهَا فَانِ",
"وَالنَّوعُ لاَ يَفنَى أخِيراً فَهوَ لاَ",
"يَفنَى كَذَلِكَ أولا بِبَيَانِ",
"وَتَعَاقُبِ النَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ",
"فِي الذِّهنِ وَهوَ كَذَاكَ فِي الأعيَانِ",
"فَِذَا أبَيتُم ذَا وَقُلتُم أوَّلَ ال",
"نَاتِ مُفتَتِحٌ بِلاَ نُكرَانِ",
"مَا كَانَ ذَاكَ النَ مَسبُوقاً يَرَى",
"لاَّ بِسَلبِ وُجُودِهِ الحَقَّانِ",
"فَيُقَالُ مَا تعنُون بالنَاتِ هَل",
"تَعنُونَ مُدةَ هذِهِ الأزمَانِ",
"مِن حِينِ حدَاثِ السَّمَواتِ العُلَى",
"وَالأرضِ وَالأفلاَكِ وَالقمَرَانِ",
"وَنَظُنُّكُم تَعنُونَ ذَاكَ وَلَم يَكن",
"مِن قَبلِهَا شَيء مِنَ الأكوَانِ",
"هَل جَاءَكُم فِي ذَاكَ مِن أثَر وَمِن",
"نَص وَمِن نَظَرٍ وَمِن بُرهَانِ",
"هَذَا الكِتَابُ وَهَذِهِ الثَارِ وَال",
"مَعقُولِ فِي الفطرَاتِ وَالأذهَانِ",
"نَّا نُحَاكِمُكُم ِلَى مَا شِئتُمُ",
"مِنهَا فَحُكمُ الحَقَّ فِي تِبيَانِ",
"أو لَيسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا",
"نَ وَذَاكَ مَأخُوذٌ مِنَ القُرنُ",
"أو ليسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا",
"نَ وَذَاكَ مَأخوذٌ مِنَ القُرنُ",
"أوَ لَيسَ ذَالِكُم الزَّمَانِ بِمُدَّة",
"لِحُدُوثِ شَيءٍ وَهوَ عَينُ زَمَانِ",
"فَحَقِيقَةُ الأزمَانِ نِسبَةُ حَادِثٍ",
"لِسِوَاهُ تِلكَ حَقِيقَةُ الأزمَانِ",
"وَاذكُر حَدِيثَ السَّبقِ للتَّقدِيرِ وَالتَ",
"وقِيتِ قَبلَ جَمِيعِ ذِي الأعيَانَ",
"خَمسِينَ ألفاً مِن سِنِينَ عَدَّهَا ال",
"مُختَارُ سَابِقَةً لِذِي الأكوَانِ",
"هَذَا وَعَرشُ الرَّبِّ فَوقَ المَاءِ مِن",
"قَبلِ السِّنِينَ بِمُدَّة وَزَمَانِ",
"وَالنَّاسُ مُختلفُون فِي القَلَمِ الذِي",
"كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ مَنَ الدَّيَّانِ",
"هل كَانَ قبل العرشِ أو هُو بعدَه",
"قولاَن عِند أبِي العَلاَ الهَمذَانِي",
"والحقُّ أنَ العرشَ قبلُ لأنَّه",
"قَبلَ الكِتَابَةِ كَانَ ذَا أركَانِ",
"وَكِتابةُ القَلمِ الشَّريفِ تَعَقَّبَت",
"يجَادَهُ مِن غَير فَصلِ زَمَانِ",
"لمَّا برَاهُ الله قَالَ اكتب كَذا",
"فَغدا بِأمرِ الله ذَا جَرَيَانِ",
"فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِن أبَداً ِلى",
"يَومِ المعَادِ بِقُدرَةِ الرَّحمَنِ",
"أفَكَان ربُّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه",
"مِن قَبلُ ذَا عَجزِ وذَا نُقصَانِ",
"أم لَم يَزَل ذَا قُدرةٍ والفِعلُ مَق",
"دُورٌ لَهُ أبداً وذُو مكانِ",
"فَلَئِن سَألتَ وَقُلتَ مَا هَذَا الذِي",
"أداهُمُ لخِلاَفِ ذَا التِّبيَانِ",
"وَلأَيِّ شَيءٍ لَم يَقُولُوا نَّهُ",
"سُبحَانَهُ هُوَ دَائِمُ الِحسَانِ",
"فاعلَم بأنَّ القومَ لمَّا أسسُوا",
"أصلَ الكَلاَمِ عَمُوا عَنِ القرنِ",
"وَعَنِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى المَعقُولِ بَل",
"عَن فِطرة الرَّحمن والبرهَانِ",
"وبَنَوا قَواعِدَهُم عليهِ فَقَادَهُم",
"قسراً لَى التعطيلِ وَالبُطلاَنِ",
"نَفي القِيامِ لكُل أمر حَادثٍ",
"بِالرَّبِّ خَوفَ تسلسُلِ الأعيَانِ",
"فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهِم فِي زَعمِهِم",
"ثبَاتُ صَانِعِ هَذِه الأكوَانِ",
"ذ أثبَتُوهُ بِكَونِ ذِي الأجسَادِ حَا",
"دِثَةً فلاَ تَنفَكُّ عَن حِدَثَانِ",
"فذا تسَلسَلت الحَوادِثُ لَم يَكن",
"لِحُدُوثِها ذ ذَاك مِن بُرهَانِ",
"فلأجلِ ذَا قَالوا التسلسُلَ بَاطِلٌ",
"والجِسمُ لا يخلو عَن الحِدثَانِ",
"فَيَصِحُّ حِينَئِذ حُدُوثُ الجِسمِ مِن",
"هَذَا الدَّليل بِواضحِ البُرهَانِ",
"هَذِي نِهَايَات لأقدَامِ الوَرَى",
"فِي ذَا المَقَام الضَّيِّقِ الأعطَانِ",
"فَمَنِ الذِي يأتِي بِفَتح بين",
"يُنجِي الوَرَى مِن غَمرَةِ الحَيرَانِ",
"فَالله يُجزِيهِ الذِي هُو أهلُهُ",
"مِن جَنَّة المَأوَى مَعَ الرَّضوَانِ",
"فَاسمَع ذاً وافهَم فَذَاكَ مُعَطِّلٌ",
"وَمُشَبِّهٌ وَهَدَاكَ ذُو الغفرَانِ",
"هذا الدَّليلُ هو الذِي أرداهُمُ",
"بل هَدَّ كُلَّ قَوَاعِدِ القرنِ",
"وَهُوَ الدَّلِيلُ الباطِلُ المردودُ عِن",
"دَ أئمَّةِ التحقيقِ وَالعِرفانِ",
"مَا زَالَ أمرُ النَّاسِ مُعتَدِلاً لى",
"أن دَارَ في الأورَاقِ والأذهَانِ",
"وَتَمَكَّنَت أجزَاؤهُ بقُلُوبِهم",
"فَأتَت لَواَزِمُهُ لى الِيمَانِ",
"رَفَعَت قَواعِدَهُ وَنَحَّت أسَّهُ",
"فَهوَى البِنَاءُ وخَرَّ للأركَانِ",
"وَجَنوا عَلَى السلاَمِ كُلَّ جِنَايَةٍ",
"ذ سَلَّطُوا الأعدَاءَ بالعُدوَانِ",
"حَمَلُوا بأسلِحَةِ المَحَالِ فَخَانَهُم",
"ذَاك السِّلاحُ فما اشتَفَوا بِطِعَانِ",
"وأتَى العَدُوُّ ِلى سِلاَحِهمُ فقَا",
"تَلَهُم بِه فِي غَيبَةِ الفُرسَانِ",
"يا مِحنَةَ السلاَمِ والقرنِ مِن",
"جَهلِ الصَّدِيقِ وبَغيِ ذِي طُغيَانِ",
"واللهِ لَولاَ اللهُ نَاصِرُ دِينِهِ",
"وَكِتَابِهِ بالحقِّ والبُرهَانِ",
"لَتَخَطَّفَت أعدَاؤه أروَاحَنَا",
"وَلَقُطِّعَت مِنَّا عُرَى الِيمَانِ",
"أيكونُ حقًّا ذا الدليلُ وما اهتدَى",
"خَيرُ القُرونِ لَهُ مُحالٌ ذَانِ",
"وُفِّقتُمُ للحَقِّ ذ حُرِمُوهُ فِي",
"أصلِ اليَقِينِ ومقعَدِ العرفَانِ",
"وَهَديتُمونَا للَّذِي لَم يَهتَدُوا",
"أبَداً بهِ وَاشِدَّةً الحِرمَانِ",
"ودخلتُمُ للحقِّ مِن بَابٍ وَمَا",
"دَخَلُوه وَاعَجَباً لِذَا الخُذلانِ",
"وسلكتُمُ طُرقَ الهُدى والعلمِ دُو",
"نَ القَومِ وَاعَجَباً لِذَا البُهتَانِ",
"وعرفتُمُ الرحمنَ بالأجسَامِ وَال",
"أعرَاضِ والحَركاتِ والألوانِ",
"وَهُمُ فَمَا عَرَفُوهُ مِنهَأ بَل مِنَ ال",
"ياتِ وهيَ فغيرُ ذِي بُرهَانِ",
"الله أكبَرُ أنتُمُ أو هُم عَلَى",
"حَقٍّ وفِي غَيٍّ وفي خُسرانِ",
"دَع ذَا أليسَ الله قد أبدَى لَنَا",
"حقَّ الأدلةِ وَهي فِي القُرنِ",
"متنوِّعاتٌ صُرِّفَت وتظَاهَرت",
"في كُلِّ وجهٍ فَهيَ ذُو أفنَانِ",
"مَعلومَةٌ للعَقلِ أو مشهودَةٌ",
"للحسِّ أو في فِطرَة الرحمنِ",
"أسَمِعتُمُ لِدَلِيلكُم فِي بَعضِهَا",
"خَبَراً أو احسَستُم لَهُ بِبَيَانِ",
"أيكونُ أصلُ الدينِ ماتمَّ الهدَى",
"لاَّ بِهِ وبهِ قُوَى الِيمَانِ",
"وسَوَاهُ ليسَ بموجبٍ من لم يُحِط",
"عِلماً بِهِ لم ينجُ من كفرانِ",
"واللهُ ثُمَّ رَسُولُهُ قَد بَيَّنَا",
"طُرُقَ الهُدَى فِي غَايَةِ التِّبيَانِ",
"فَلايِّ شَيءٍ أعرَضَا عَنهُ ولم",
"تَسمَعهُ فِي أثَرِ وَلاَ قُرنِ",
"لَكِن أتَانَا بَعدَ خَيرَ قُرُونِنَا",
"فَظُهُورِ أحدَاث مِن الشَّيطانِ",
"وعَلَى لِسانِ الجهمِ جَاءُوا حِزبَهُ",
"مِن كُلِّ صَاحِبِ بِدعَةٍ حَيرَانِ",
"وَلِذَلِكَ اشتدَّ النَّكِيرُ عَلَيهِم",
"مِن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ",
"صَاحُوا بِهِم مِن كُل قطر بَل رَموا",
"فِي ثرِهِم بِثَوَقِبِ الشهبَانِ",
"عَرَفُوا الذِي يُفضِي ِليه قَولُهُم",
"وَدَلِيلُهُم بِحَقِيقَة العِرفانِ",
"وَأخُو الجَهَالَة فِي خَفَارة جَهلِهِ",
"وَالجَهلُ قَد يُنجي من الكُفرَان",
"وَالله كَانَ وَلَيسَ شَيءٌ غَيرُهُ",
"وَبَرَى البرِية وَهيَ ذُو حَدثَانِ",
"فَسَل المُعَطل هَل يَرَاهَا خَارِجا",
"عَن ذَاتِه أم فِيه حَلَّت ذَان",
"لاَبُد مِن حدَاهُما أو أنَّها",
"هِيَ عَينُهُ مَا ثم مَوجُودَانِ",
"مَا ثَم مَخلُوق وَخَالِقُه وَمَا",
"شَيءٌ مُغَايِرُ هَذِهِ الأعيَانِ",
"لاَبُد مِن حدَى ثَلاث مَالَهَا",
"مِن رَابِع خَلّوا عَنِ الرَّوغَانِ",
"وَلِذَاكَ قَالَ مُحَققُ القَومِ الذِي",
"رَفَعَ القَواعِدَ مُدعِي العِرفَانِ",
"هُوَ عَينُ هَذَا الكَونِ لَيسَ بِغَيرهِ",
"أنَّى وَلَيسَ مُبَايِنَ الأكوَانِ",
"كَلاَّ وَلَيسَ مُجَانِباً أيضاً لَهَا",
"فَهوَ الوُجُود بِعَينِهِ وَعيَانِ",
"ن لَم يَكُن فوقَ الخلاَئِقِ رَبُّهَا",
"فَالقَولُ هَذَا القَولُ فِي المِيزَانِ",
"ذ لَيسَ يُعقلُ بَعد لا أنَّهُ",
"قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ",
"وَالرُّوحُ ذَاتُ الحَقِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"حَلَّت بِهَا كَمَقَالَةِ النَّصرَانِي",
"فَاحكُم عَلَى مَن قَالَ لَيسَ بِخَارِجٍ",
"عَنهَا وَلاَ فِيهَا بِحُكم بَيَانِ",
"بِخِلاَفِهِ الوَحيينِ وَالِجمَاعَ وَال",
"عَقلَ الصَّرِيحَ وَفِطرَةَ الرَّحمَانِ",
"فَعَلَيهِ أوقَعَ حَد مَعدُوم بلى",
"حَدُّ المُحَالِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ",
"يَا لِلعُقُولِ ذَا نَفَيتُم مُخبِرا",
"وَنَقِيضَهُ هَل ذَاكَ فِي مكَانِ",
"ن كَانَ نَفي دُخُوله وَخُرُوجه",
"لاَ يَصدُقَانِ مَعا لِذِي المكانِ",
"لاَّ عَلَى عَدَمِ صَرِيحِ نَفيِهِ",
"مُتَحَقِّقٌ بِبَداهَةِ الِنسَان",
"أيَصِحُّ فِي المَعقُولِ يَا أهلَ النُهَى",
"ذَاتَانِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ",
"لَيسَت تَباين مِنهُمَا ذَاتٌ لأخ",
"رَى أو تَحَايِثُها فَيَجتَمِعضانِ",
"ن كَانَ فِي الدُّنيَا مُحَالٌ فَهوَ ذَا",
"فَارجَع ِلَى المَعقُول وَالبُرهَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ فِي الذِي",
"هُوَ قَابِل مِن جِسمٍ أو جُثمَانِ",
"وَالرَّبُّ لَيسَ كَذَا فَنَفي دُخُولِهِ",
"وَخُرُوجِهِ مَا فِيهِ مِن بُطلانِ",
"فَيُقَالُ هَذَا أولا مِن قَولِكُم",
"دَعوَى مُجَرَّدةٌ بِلاَ بُرهَانِ",
"ذَاكَ اصطِلاَحُ مِن فَرِيق فَارقُوا ال",
"وَحيَ المُبِينَ بِحِكمَة اليُونَانِ",
"وَالشَّيءُ يَصدُقُ نَفيُه عَن قَابِل",
"وَسِوَاهُ فِي مَعهُود كُل لِسَانِ",
"أنَسِيت نَفي الظُلمِ عَنهُ وَقَولُكَ الظُ",
"لمُ المُحالُ وَليسَ ذَا مكَانِ",
"وَنَسِيتَ نَفيُ النَّومِ وَالسِّنَةِ التِي",
"لَيسَت لِرَب العَرشِ فِي الِمكَانِ",
"وَنَسِيت نَفيَ الطعم عَنه وَليسَ ذَا",
"مَقبُولَةٌ وَالنفيُ فِي القُرنِ",
"وَنَسِيتَ نَفيَ وِلاَدَة أو زَوجَة",
"وَهُمَا عَلَى الرَّحمَنِ مُمتَنِعَانِ",
"وَالله قَد وَصَفَ الجَمَاد بِأنَّهُ",
"مَيتٌ أصَمُّ وَمَا لَهُ عَينَانِ",
"وَكَذَا نَفَى عَنهُ الشعورَ وَنُطقَهُ",
"وَالخَلقَ نَفياً وَاضحَ التِّبيَانِ",
"هَذَا وَليسَ لَهَا قُبُول لِلذِي",
"يُنفَى وَلاَ مِن جُملَةِ الحَيَوانِ",
"وَيُقَالُ أيضاً ثَانِياً لَو صَحَّ هَ",
"ذَا الشَّرطُ كَانَ لَمَّا هُمَا ضِدَّانِ",
"لاَ فِي النَّقِيضَينِ اللَّذينِ كِلاَهُمَا",
"لاَ يَثبُتَانِ وَلَيسَ يَرتَفِعَانش",
"وَيُقَالُ أيضاً نَفيُكُم لِقُبُولِهِ",
"لَهُمَا يزيلُ حَقِيقَةَ الِمكَانِ",
"بَل ذَا كَنَفي قِيَامِهِ بِالنَّفسِ أو",
"بالغَيرِ فِي الفِطرَاتِ وَالأذهَانِ",
"فَذَا المُعَطلُ قَالَ ن قِيَامَهُ",
"بالنَّفسِ أو بِالغَيرِ ذُو بُطلاَنِ",
"ذ لَيسَ يقبَلُ وَاحِداً مِن ذَينِكَ ال",
"أمرَينِ لاَّ وَهوَ ذُو مكَانِ",
"جِسمٌ يَقُومُ بِنَفسِهِ أيضاً كَذَا",
"عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِهِ أخَوَانِ",
"فِي حُكمِ مكَان وَلَيسَ بِوَاجِبٍ",
"مَا كَانَ فِيهِ حَقِيقَةُ الِمكَانِ",
"فَكِلاَكُمَا يَنفِي الِلَهَ حَقِيقَةً",
"وَكِلاَكُمَا فِي نَفيهِ سِيَّانِ",
"ماذَا يُردُّ عَلَيهِ من هُوَ مِثلُه",
"فِي النَّفيِ صِرفاً ذ هُمَا عِدلاَنِ",
"وَالفَرقُ لَيسَ بِمُمكَن لَكَ بعدَمَا",
"ضَاهَيتَ هَذا النَّفيَ فِي البُطلاَنِ",
"فَوزان هَذَا النَّفيُ مَا قَد قُلتُهُ",
"حَرفا بِحَرفٍ أنتُمَا صِنوَانِ",
"وَالخَصمُ يَزعَمُ أن مَا هُوَ قَابِلٌ",
"لِكِلَيهِمَا فَكَقَابِل لمَكَانِ",
"فَافرُق لَنا فَرقا يُبِين مَوَاقِعَ ال",
"ثبَاتِ والتَّعطِيلِ بِالبُرهَانِ",
"أو لاَ فَأعطِ القَوسَ بَارِيهَا وَخلِّ",
"الفَشرَ عَنكَ وَكَثرَةَ الهَذَيانِ",
"وَسَل المُعطل عَن مَسَائِلَ خَمسَةٍ",
"تُردي قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ",
"قُل لِلمُعطل هَل تَقُول لَهُنَا ال",
"مَعبُودُ حَقًّا خَارِجَ الأذهَانِ",
"فَذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ",
"لِلربِّ حَقًّا بَالِغَ الكُفرَانِ",
"وَِذَا أقَرَّ بِهِ فَسَلهُ ثانِياً",
"أتَرَاهُ غَيرَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"فَذَا نَفَى هَذَا وَقَالَ بِأنَّهُ",
"هُوَ عَينُها مَا هَاهُنا غَيرَانِ",
"فَقَدِ ارتَدَى بِالاتحَادِ مُصَرحا",
"بِالكُفرِ جَاحِد رَبه الرَّحمن",
"حَاشَا النَّصارَى أن يَكُونُوا مِثلَهُ",
"وَهُم الحَمِير وَعَابِدُوا الصُّلبَانِ",
"هُم خَصَّصُوهُ بِالمَسِيحِ وَأمِّهِ",
"وَأولاَءِ مَا صَانُوهُ عَن حَيَوَانِ",
"وَذَا أقَرَّ بِأنَّهُ غَيرُ الوَرَى",
"عَبدٌ وَمعبُودٌ هُمَا شَيئَانِ",
"فَسأَلهُ هَل هَذَا الوَرَى فِي ذَاتِهِ",
"أم ذَاتُهُ فِيهِ هُنَا أمرَانِ",
"فَذَا أقَرَّ بِوَاحِد مِن ذَينِكَ ال",
"أمرَينِ قَبَّلَ خَدَّهُ النَّصرَانِي",
"وَيَقُولُ أهلاَ بِالذِي هُوَ مِثلُنَا",
"خَشدَاشُنَا وَحَبِيبُنَا الحَقَّانِ",
"وَِذَا نَفَى الأمرَينِ فَاسألهُ ذَاً",
"هَل ذَاتُهُ استَغنَت عَن الأكوَانِ",
"فَلِذَاكَ قَامَ بِنَفسِهِ أم قَامَ بَال",
"أعيَانِ كَالأعرَاضِ وَالألوَانِ",
"فَِذَا أقَرَّ وَقَالَ بَل هُو قَائِمٌ",
"بِالنَّفسِ فَاسألهُ وَقُل ذَاتَانِ",
"بِالنَّفسِ قَائِمتَانِ أخبِرنِي هُمَا",
"مِثلاَنِ أو ضِدَّانِ أو غَيرَانِ",
"وعَلَى التَّقَادِير الثَّلاَثِ فَنَّهُ",
"لَولاَ التبَايُنُ لَم يَكُن شَيئَانِ",
"ضِدَّينِ أو مِثلَينِ أو غَيرَينِ كَا",
"نَا بَل هُمَا لاَ شَك مُتَّحِدَانِ",
"فَلِذَاكَ قُلنَا نَّكُم بَاب لِمَن",
"بِالِتِّحَادِ يَقُولُ بَل بَابَانِ",
"نَقَّطتُمُ لَهُم وَهُم خَطَّوا عَلَى",
"نُقَط لَكُم كَمُعَلِّمِ الصِّبيَانِ",
"وَلَقَد أتَانَا عَشرُ أنوَاعٍ مِنَ ال",
"مَنقُولِ فِي فَوقِية الرَّحمَنِ",
"مَعَ مِثلِهَا أيضاً تَزيدُ بِوَاحِدٍ",
"هَا نَحنُ نَسرُدُهَا بِلاَ كِتمَانِ",
"مِنهَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوق العَرشِ فِي",
"سَبعِ أتَت فِي مُحكَمِ القُرنِ",
"وَكَذَلِكَ اطَّردَت بِلاَ لاَم وَلَو",
"كَانَت بِمَعنَى اللاَّم فِي الأذهَانِ",
"لأتَت بهَا فِي مَوضِع كَي يَحمِل ال",
"بَاقِي عَلَيهَا بِالبَيَانِ الثَّانِي",
"وَنَظِير ذَا ضمَارُهُم فِي مَوضِعِ",
"حَملاً عَلَى المَذكُورِ فِي التِّبيَانِ",
"لاَ يُضمِرُونَ مَعَ اطِّرَاد دُونَ ذِك",
"رِ المُضمِرِ المَحذُوفِ دُونَ بَيَانِ",
"بَل فِي مَحل الحَذفِ يَكثُرُ ذِكرُهُ",
"فذَا هُم ألِفُوهُ لفَ لِسَانِ",
"حَذَفُوهُ تَخفِيفاً وَيجَازاً فَلاَ",
"يَخفَى المُرَادُ بهِ عَلَى الِنسَانِ",
"هَذَا وَمِن عِشرِينَ وَجهاً يَبطُلُ التَّ",
"فسِيرُ بِاستَولَى لِذِي العِرفَانِ",
"قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ لِمَامِ هَ",
"ذَا الشَّأنُ بَحرِ العَالَمِ الحرَّانِي",
"هَذَا وَثَانِيهَا صَريحُ عُلُوِّهِ",
"وَلَهُ بِحُكمِ صَرِيحِهِ لَفظَانِ",
"لَفظُ العَلِيِّ وَلَفظةُ الأعلَى مُعَرَّ",
"فَة أتَتكَ هُنا لِقَصدِ بَيَانِ",
"نَّ العُلُوَّ بِمُطلَقِه عَلَى التَّ",
"عمِيم وَالطلاَقِ بالبُرهَانِ",
"وَلَهُ العُلُوُّ مِن الوُجوهِ جَمِيعَها",
"ذَاتاً وَقَهراً مَعَ عُلُوِّ الشَّانِ",
"لَكِن نُفَاةُ عُلُوهِ سَلبُوهُ ك",
"مَالَ العُلُوِّ فَصَارَ ذَا نُقصَانِ",
"حَاشَاهُ مِن فكِ النُّفَاةِ وَسَلبِهِم",
"فَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ الرَّبَّانِي",
"وَعُلُوُّهُ فَوقَ الخَليقَة كُلِّهَا",
"فُطِرَت عَلَيهِ الخَلقُ وَالثَّقَلاَنِ",
"لاَ يَستَطِيعُ مُعَطِّلٌ تَبدِيلَهَا",
"أبداً وَذَلِكَ سُنَّةُ الرَّحمنِ",
"كُلٌّ ذَا مَا نَابَهُ أمرٌ يُرَى",
"مُتَوجِّهاً بِضَرُورَةِ النسَانِ",
"نَحوَ العُلُوِّ فَلَيسَ يَطلُبُ خَلفَهُ",
"وَأمَامَهُ أو جَانِبَ الِنسَانِ",
"وَنِهَايَةُ الشُّبُهَات تَشكِيك وَتخ",
"مِيش وَتَغبِيرٌ عَلَى الِيمَانِ",
"لاَ يستَطِيعُ تَعَارض المَعلُومِ وَال",
"مَعقُولِ عِندَ بدَائِه الأذهَانِ",
"فَمِن المُحَالِ القَدحُ فِي المَعلُومِ",
"بِالشُّبُهَاتِ هَذَا بَيِّنُ البُطَلاَنِ",
"وَِذَا البدَائِهُ قابَلتهَا هَذِهِ الشُّ",
"بُهَاتِ لَم تَحتَج ِلَى بُطلانِ",
"شَتَّان بَينَ مَقالَة أوصَى بِهَا",
"بَعضٌ لِبَعضٍ أولٌ للثَّانِي",
"وَمَقَالَةٍ فَطَرَ الِلهُ عَبَادَهُ",
"حَقّا عَلَيهَا مَا هُمَا عِدلاَنِ",
"هَذَا وَثَالِثُهَا صَرِيحُ الفَوقِ مَص",
"حُوباً بِمِن وَبِدُونِهَا نَوعَانِ",
"حدَاهُمَا هُوَ قَابِل التأويل وَال",
"أصلُ الحَقِيقَةُ وَحدهَا بِبَيَانِ",
"لَكِن نُفَاةَ الفَوقِ مَا وَافُوا بِهِ",
"جَحَدُوا كَمَال الفَوقِ لِلدَّيَّانِ",
"بَل فَسَّرُوهُ بِأن قَدرَ الله أع",
"لَى لاَ بِفَوق الذَّات لِلرَّحمَنِ",
"قَالُوا وَهَذَا مِثل قَولِ النَّاسِ فِي",
"ذَهَبٍ يُرَى مِن خَالِص العِقيَانِ",
"هُو فَوقَ جِنسِ الفِضةِ البَيضَاء لاَ",
"بِالذَّاتِ بَل فِي مُقتَضَى الأثمَانِ",
"فَِذَا ادَّعَى تَأوِيلَ ذَلِكَ مُدَّعٍ",
"وَلَم تُقبَلِ الدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ",
"لَكِنمَا المَجرُورُ لَيسَ بِقَابل التَّ",
"أوِيل فِي لُغة وَعُرفِ لِسَانِ",
"وَأصِخ لِفَائدةٍ جَلِيلٍ قَدرُهَا",
"تُهدِيكَ للتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ",
"نَّ الكَلاَمَ ذَا أتَى بِسِيَاقِهِ",
"يُبدِي المُرَادَ لِمَن لَهُ أذُنَانِ",
"أضحَى كَنَصٍ قَاطع لاَ يَقبَل التَّ",
"أوِيلَ يَعرِفُ ذَا أولُوا الأذهَانِ",
"فَسِيَاقُهُ الألفَاظِ مِثلُ شَوَاهِدِ ال",
"أحوَالِ نَّهُمَا لَنَا صِنوَانِ",
"حدَاهُمَا لِلعَينِ مَشهُودٌ بِهَا",
"لَكِن ذَاكَ لِمَسمَعِ الِنسانِ",
"فَذَا أتَى التَّأوِيلُ بَعد سِيَاقَةٍ",
"تُبدِي المُرَادَ أتَى عَلَى استِهجَانِ",
"وَذَا أتَى الكِتمَانُ بَعدَ شَوَاهِدِ ال",
"أحوَالِ كَانَ كَأقبَحِ الكِتمَانِ",
"فَتأمَّلِ الألفَاظَ وَانظُر مَا الذِي",
"سِيقَت لَهُ ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ",
"وَالفَوقُ وَصفٌ ثَابِتٌ بِالذَّاتِ مِن",
"كُلِّ الوُجُوهِ لِفَاطِرِ الأكوَانِ",
"وَالفَوقُ أنوَاع ثَلاث كُلُّهَا",
"للَّهِ ثَابِتةٌ بِلاَ نُكرَانِ",
"هَذَا الذِي قَالُوا وَفَوقُ القَهرِ وَال",
"فَوقِيةُ العُليَا عَلَى الأكوَانِ",
"هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال",
"أملاَكِ صَاعِدَةً ِلَى الرَّحمَنِ",
"وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش",
"تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ",
"فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت",
"خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ",
"وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت",
"فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ",
"يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ",
"وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا النِ",
"وَكِلاَهُمَا عِندِي فَيَومٌ وَاحِدٌ",
"وَعُرُوجُهُم فِيهِ ِلَى الدَّيَّانِ",
"فَالألفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِم",
"وَصُعُودِهِم نَحوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي",
"هَذِي السَّمِاء فَنَّهَا قَد قُدِّرَت",
"خَمسِينَ فِي عَشر وَذَا ضِعفَانِ",
"لَكِنمَا الخَمسُون ألفَ مَسَافَةُ السَّ",
"بعِ الطِّبَاقِ وَبَعدُ ذِي الأكوَانِ",
"مِن عَرشِ رَبِّ العَالَمِينَ ِلَى الثَّرَى",
"عِندَ الحَضِيضِ الأسفَل التَّحتَحانِي",
"وَاختَارَ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ ال",
"بَغَوِي ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي",
"وَمُجَاهِدٌ قَد قَالَ هَذَا القَولَ لَ",
"كِنَّ ابنَ سحَاقَ الجَلِيلَ الشَّانِ",
"قَالَ المَسَافَة بَينَنَا وَالعَرشِ ذَا ال",
"مِقدَارُ فِي سَيرٍ مِنَ الِنسَانِ",
"وَالقَولُ الأوَّلُ قَولً عِكرِمَةٍ وَقَو",
"لُ قَتَادَةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ",
"وَاختَارَه الحَسَنُ الرَّضِى وَرَوَاهُ عَن",
"بَحرِ العُلُومِ مُفَسِّرِ القُرنِ",
"وَيُرَجِّحُ القَولَ الذِي قَد قَالَهُ",
"سَادَاتُنَا فِي فَرقِهِم أمرَانِ",
"حدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحُ لِمَانِعٍ",
"لِزَكَاتِهِ مِن هَذِه الأعيَانِ",
"يُكوَى بِهَا يَومَ القِيَامَةِ ظَهرُهُ",
"وَجَبِينهُ وَكذَلِكَ الجَنبَانِ",
"خَمسُونَ ألفاً قَدرُ ذَاكَ اليَومِ فِي",
"هَذَا الحَدِيثُ وَذَاكَ تِبيَانِ",
"فَالظَّاهِرُ اليَومَانِ فِي الوَجهَينِ يَو",
"مٌ وَاحِدٌ مَا ن هُمَا يَومَانِ",
"قَالُوا وَيرَادُ السِّيَاقِ يُبَيِّن ال",
"مَضمُونَ مِنهُ بِأوضَحِ التِّبيَانِ",
"فَانظُر ِلَى الِضمارِ ضِمنض يَرَونَهُ",
"ونَرَاهُ مَا تَفسِيرُهُ بِبَيَانِ",
"فَاليَومُ بِالتَّفسِيرِ أولَى مِن عَذَا",
"بٍ وَاقِعٍ لِلقُربِ وَالجِيرَانِ",
"وَيَكُونُ ذِكرُ عُرُوجِهِم فِي هَذِهِ الدُّ",
"نيَا وَيَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ",
"فَنُزُولهُم أيضاً هُنَالِكَ ثَابِتٌ",
"كَنُزُولِهِم أيضاً هُنَا لِلشَّانِ",
"وَعُرُوجُهُم بَعدَ القَضَا كَعُرُوجِهِم",
"أيضاً هُنَا فَلَهُم ذاً شَأنَانِ",
"وَيُزُولُ هَذَا السَّقفُ يَومَ مَعَادِنَا",
"فَعُرُوجُهُم لِلعَرشِ وَالرَّحمَنِ",
"هَذَا وَمَا نَضِجَت لَدي وَعِلمُهَا ال",
"مَوكُولُ بَعد لِمُنزِلِ القُرنِ",
"وَأعُوذُُ بِالرَّحمَنِ مِن جَزمٍ بِلاَ",
"عِلمٍ وَهَذَا غَايَةُ المكَانِ",
"وَاللهُ أعلَمُ بِالمُرَادِ بِقَولِهِ",
"وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ",
"هَذَا وَخَامِسُهَا صعُودُ كَلاَمِنَا",
"بِالطِّيِّبَاتِ لَيهِ وَالحسَانِ",
"وَكَذَا صُعُودُ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَا",
"تُ مِن أعمَالِ ذِي الِيمَانِ",
"وكَذَا صُعُودُ تَصَدُّقٍ مِن طَيبٍ",
"أيضا لَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ",
"وَكَذَا عُرُوجُ مَلاَئِكٍ قَد وُكِّلُوا",
"مِنَّا بِأعمَالٍ وَهُم بَدَلاَنِ",
"فَِلَيهِ تَعرُجُ بُكرَةً وَعَشِيةً",
"وَالصُّبحُ يَجمَعُهُم عَلَى القُرنِ",
"كَي يَشهَدُونَ وَيَعرُوجُونَ ِلَيهِ بِال",
"أعمَالِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ",
"وَكَذَاكَ سَعيُ اللَّيل تَرفَعُهُ ِلَى الرَّ",
"حمَنِ مِن قَبلِ النَّهَارِ الثَّانِي",
"وَكذَاكَ سَعيُ اليَومِ يَرفَعُه لَهُ",
"مِن قَبلِ لَيلٍ حَافِظُ الِنسَانِ",
"وَكَذَاكَ مِعرَاجُ الرَّسُولِ ِلَيهِ حَقٌّ",
"ثَابِتٌ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ",
"بَل جَاوَزَ السَّبعَ الطِّبَاقَ وَقَد دَنَا",
"مِنهُ ِلَى أن قُدِّرَت قَوسَانِ",
"بَل عَادَ مِن مُوسَى لَيهِ صَاعِداً",
"خَِمساً عِدَادَ الفَرضِ فِي الحُسبَانِ",
"وَكَذَاكَ رَفعُ الرُّوحِ عِيسَى المُرتَضَى",
"حَقًّا لَيهِ جَاءَ فِي القُرنِ",
"وَكَذَاكَ تَصعَدُ رُوحُ كُلِّ مُصَدِّقٌ",
"لَمَّا تَفُوزُ بِفُرقَةِ الأبدَانِ",
"حِقًّا لَيهِ كَي تَفوزُ بِقُربِهِ",
"وَتَعُودَ يَومَ العَرضِ لِلجُثمَانِ",
"وَكَذَا دُعَا المُضطَرِّ أيضاً صَاعِدٌ",
"أبَداً لَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ",
"وَكَذَا دُعَا المَظلُومِ أيضاً صَاعِدٌ",
"حَقًّا لَيهِ قَاطِعَ الأكوَانِ",
"هَذَا وَسَادِسُهَا وَسَابِعُهَا النُّزُو",
"لُ كَذَِلِكَ التَّنزِيلُ لِلقُرنِ",
"وَالله أخبَرَنَا بِأنَّ كِتَابَهُ",
"تَنزِيلُهُ بِالحَقِّ وَألبُرهَانِ",
"أيَكُونُ تَنزِيلاً وَلَيسَ كَلاَم مَن",
"فَوقَ العِبَادِ أذَاكَ ذُو مكَانِ",
"أيَكُونُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ وَالرَّ",
"حمضنش لَيسَ مُبَاينَ الأكوَانِ",
"وَكَذَا نُزُولِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"فِي النِّصفِ مِن لَيل وذَاكَ الثَّانِي",
"فَيَقُولُ لَستُ بِسَائِلٍ غَيرِي بِأح",
"وَالِ العِبَادِ أنَا العَظِيمُ الشَّانِ",
"من ذَاكَ يَسألُنِي فَيُعطِي سُؤلَهُ",
"مَن ذَا يَتُوبُ ليَّ مِن عِصيَانِ",
"مَن ذَا يُرِيدُ شِفَاءَهُ مِن سُقمِهِ",
"فَأَنَا القَرِيبُ مُجِيبُ مَن نَادَانِي",
"ذَا شَأنُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ",
"حَتَّى يَكُونَ الفَجرُ فَجراً ثَانِ",
"يَا قَومُ لَيس نُزُولُهُ وَعُلُّوهُ",
"حَقًّا لَدَيكُم بَل هُمَا عَدَمَانِ",
"وَكَذَاكَ يَقُولُ لَيسَ شَيئاً عِندَكُم",
"لاَ ذَا وَلاَ قَولاً سِوَاهُ ثَانِ",
"كُلٌّ مَجَازٌ لاَ حَقِيقَةَ تَحتَهُ",
"أوِّل وَزِد وَانقُص بِلاَ بُرهَانِ",
"هَذَا وَثَامِنُهَا بِسُورَةِ غَافِرٍ",
"هُوَ رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ لِلرَّحمَنِ",
"دَرَجَاتُهُ مَرفُوعَةٌ كَمَعَارِجَ",
"أيضاً لَهُ وَكِلاَهُمَا رَفعَانِ",
"وَفَعِيل فِيهَا لَيسَ مَعنَى فَاعِلٍ",
"وَسِيَاقُهَا يَأبَاهُ ذُو التِّبيَانُ",
"لَكِنَّهَا مَرفُوعَةٌ دَرَجَاتُهُ",
"لِكَمَالِ رِفعَتِهِ عَلَى الأكوَانِ",
"هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فَلا تَحِد",
"عَنهُ وَخُذ مَعنَاهُ فِي القُرنِ",
"فَنظِيرُهَا المُبدِي لَنَا تَفسِيرَهَا",
"فِي ذِي المَعَارِجِ لَيس يَفتَرقَانِ",
"وَالرُّوحُ والأملاَكُ تَصعدُ فِي مَعَا",
"رِجِهِ لَيهِ جَلَّ ذُو السُّلطَانِ",
"ذَا رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ حَقًّا مَا هُمَا",
"ِلاَّ سَواءً أو هُمَا شِبهَانِ",
"فَخُذِ الكِتَابَ بِبعَضِهِ بَعضاً كَذَا",
"تَفسِيرُ أهلُ العِلمِ لِلقُرنِ",
"هَذَا وَتَاسِعُهَا النُّصوص بأنَّه",
"فَوقَ السَّمَاءِ وَذَا بِلاَ حُسبَانِ",
"فَاستَحضِرِ الوَحيَينِ وَانظُر ذَاكَ تَل",
"قَاهُ مُبَيناً وَاضِحَ التِّبيَانِ",
"وَلَسَوفَ نَذكُر بَعضَ ذَلِكَ عَن قَرِي",
"بٍ كَي تَقُومَ شَواهِدُ الِيمَانِ",
"وَِذَا أتَتكَ فَلاَ تَكُن مُستَوحِشاً",
"مِنهَا وَلا تَكُ عِندَهَا بِجَبَانِ",
"لَيسَت تَدُلُّ عَلَى انحِصَارِ ِلهِنَا",
"عَقلاً وَلاَ عُرفاً وَلاَ بِلِسَانِ",
"ذ أجمَعَ السَّلَفُ الكِرَامُ بأنَّ مَع",
"نَاهَا كَمَعنَى فَوقِ بالبُرهَانِ",
"أو أنَّ لَفظَ سَمَائِهِ يُعنَى بِهِ",
"نَفسُ العُلُوِّ المُطلَقِ الحَقَّانِ",
"والرَّبُّ فِيهِ ولَيسَ يَحصُرُهُ مِن ال",
"مَخلُوقِ شَيءٌ عَزَّ ذُو السُّلطَانِ",
"كُلُّ الجِهَاتِ بأسرِهَا عَدَمِيَّةٌ",
"فِي حَقِّهِ هُوَ فَوقَهَا ببيَانِ",
"قَد بَانَ عنهَا كُلِّهَا فَهوَ المُحِي",
"طُ وَلاَ يُحَاطُ بخَالِقِ الأكوَانِ",
"مَا ذَاكَ يَنقِمُ بَعدُ ذُو التعطِيلِ مِن",
"وَصفِ العُلُوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ",
"أيَرُدُّ ذُو عقلٍ سَليمٍ قَطُّ ذَا",
"بَعدَ التَّصَوُّرِ يَا أولِي الأذهَانِ",
"واللهِ مَا رَدَّ امرُؤ هَذَا بِغَي",
"رِ الجَهلِ أو بِحَميَّةِ الشَّيطَانِ",
"هَذَا وَعَاشِرُهَا اختِصَاصُ البَعضِ مِن",
"أملاَكِهِ بالعِندِ للرَّحمنِ",
"وَكَذَا اختِصَاصُ كِتَابِ رَحمَتِهِ بِعن",
"دَ الله فَوقَ العَرشِ ذُو تِبيَانِ",
"لَو لَم يَكُن سُبحَانَه فَوقَ الوَرَى",
"كَانُوا جَمِيعاً عِندَ ذِي السُّلطَانِ",
"وَيَكُونُ عِندَ اللهِ بليسٌ وَجِب",
"رِيلٌ هُمَا في العِند مُستوِيَانِ",
"وَتَمَامُ ذَاكَ القَولِ أنَّ مَحَبَّةَ الرَّ",
"حمنِ غَيرُ رَادَة الأكوَانِ",
"وَكِلاَهُمَا مَحبُوبُهُ وَمُرَادُهُ",
"وَكِلاهُمَا هُوَ عِندَهُ سِيَّانِ",
"ن قُلتُم عِنديةُ التَّكوِينِ فالذَّ",
"اتَانِ عِندَ اللهِ مَخلُوقَانِ",
"أو قُلتُمُ عِندِيةُ التَّقرِيبِ تَق",
"رِيبِ الحَبِيبِ وَمَا هُمَا عِدلانِ",
"فَالحُبُّ عِندَكُم المشِيئَةُ نَفسُهَا",
"وَكِلاَهُمَا فِي حُكمِهَا مِثلاَنِ",
"لَكِن مُنَازِعُكُم يَقُولُ بِأنَّهَا",
"عِندِيَّةٌ حَقُّا بِلاَ رَوغَانِ",
"جَمَعَت لَهُ حُبَّ الِلهِ وَقُربَهُ",
"مِن ذَاتِهِ وَكَرَامَةَ الِحسَانِ",
"وَالحُبُّ وَصفٌ وَهوَ غَيرُ مَشِيئَةٍ",
"وَالعِندُ قُربٌ ظَاهِرُ التِّبيَانِ",
"هَذَا وَحَادِي عَشرَهُنَّ شَارَةٌ",
"نَحوَ العُلُوِّ بصبعٍ وَبَنَانِ",
"للَّهِ جَلَّ جَلالُهُ لاَ غَيرِهِ",
"ذ ذَاكَ شرَاكٌ مِنَ الِنسَانِ",
"وَلَقَد أشَارَ رَسُولُهُ فِي مَجمَعِ ال",
"حَجِّ العَظِيمِ بِمَوقِفِ الغُفرَانِ",
"نَحوَ السَّمَاءِ بأصبُعٍ قَد كُرِّمَت",
"مُستَشهِداً للوَاحِدِ الرَّحمنِ",
"يا رَبُّ فاشهَد أنَّنِي بَلَّغتُهُم",
"وَيُشِيرُ نَحوَهُم لِقَصد بَيَانِ",
"فَغَدَا البَنَانُ مُرَفَّعاً وَمُصَوَّباً",
"صَلَّى عَلَيكَ الله ذُو الغُفرَانِ",
"أدَّيتَ ثُمَّ نَصَحتَ ذ بَلَّغتَنَا",
"حَقَّ البَلاغِ الوَأجِبِ الشُّكرَانِ",
"هَذَا وَثَانِي عَشرِهَا وَصفُ الظُّهُو",
"رِ لَهُ كَمَأ قد قالَ ذُو البُرهَانِ",
"والظَّاهرُ العَالِي الَّذِي مَا فَوقَهُ",
"شيءٌ كمَا قَد قَالَ ذُو البُرهَانِ",
"حَقًّا رَسُولُ الله ذَا تَفسِيرُهُ",
"وَلَقَد رَوَاهُ مُسلَِمٌ بِضَمَانِ",
"فَاقبَلهُ لاَ تَقبَل سِوَاهُ مِنَ التَّفَا",
"سِيرِ التِي قِيلَت بِلاَ بُرهَانِ",
"والشَّيءُ حِينَ يَتِمُّ مِنه عُلُوُّهُ",
"فَظُهورُهُ فِي غَايَةِ التِّبيَانِ",
"أوَ مَا تَرَى هَذِي السَّمَا وَعُلُوَّهَأ",
"وَظُهُورَهَا وَكَذَلِكَ القَمَرَانِ",
"وَالعَكسُ أيضا ثابِتٌ فَسُفُولهُُ",
"وَخَفَاؤهُ ذ ذَاكَ مُصطَحِبَانِ",
"فَانظُر خَفَاءَ المركَزِ الأدنَى وَوَص",
"فَ السُّفلِ فِيهِ وَكَونَهُ تَحتَانِي",
"وَظُهُورُهُ سُبحَانَهُ بالذات مِث",
"لُ عُلُوِّهِ فَهُمَا لَهُ صِفَتَانِ",
"لاَ تَجحَدَنَّهُمَا جُحودَ الجَهمِ أو",
"صَافَ الكَمَالِ تَكُونُ ذَا بُهتَانِ",
"وَظُهُورُهُ هُوَ مُقتَض لِعُلُوِّهِ",
"وَعُلُوُّهُ لِظُهورِهِ بِبَيَانِ",
"وَكذَاكَ قَد دَخَلَت هُنَاكَ الفاءُ للت",
"سبِيبِ مُؤذِنَةً بِهَذَا الشَّانِ",
"فَتَأمَلَن تَفسِيرَ أعلَمِ خَلقِهِ",
"بِصِفَاتِهِ مَن جَاء بالقُرنِ",
"ذ قَالَ أنتَ كَذا فَليسَ لِضدِّنهِ",
"أبَداً لَيكَ تَطَرُّقَ التيَانِ",
"هَذَا وَثَالِثُ عَشرِهَا خبَارُهُ",
"أنَّا نَرَاهُ بِجَنَّةِ الحَيَوَانِ",
"فَسَلِ المُعَطِّلَ هَل يُرى مِن تَحتَنَا",
"أم عَن شَمَائِلِنَا وَعَن أيمَانِ",
"أم خَلفَنَا وأمَامَنَا سُبحَانَهُ",
"أم هَل يُرَى مِن فَوقِنَا بِبَيَانِ",
"يَا قَومُ مَا فِي الأمرِ شَيءٌ غَيرَ ذَا",
"أنو أنَّ رُؤيَتَهُ بِلاَ مكَانِ",
"ذ رُؤيَةٌ لاَ فِي مُقَابَلَةٍ مِنَ الرَّ",
"ائِى مُحَالٌ لَيسَ فِي المكَانِ",
"وَمَنِ ادَّعَى شَيئاً سِوَى ذَا كَانَ دَع",
"وَاهُ مُكَابَرَةً عَلَى الأذهَانِ",
"وَلِذَاكَ قَالَ مُحَقِّقٌ مِنكُم لأه",
"لِ الِعتِزَالِ مَقَالَةً بأمَانِ",
"مَا بَينَنَا خُلفٌ وَبَينَكُمُ لِذِي التَّ",
"حقِيقِ فِي مَعنَى فَيَا خَوَانِي",
"شُدُّوا بأجمَعِنَا لَنَحمِل حَملَةً",
"تَذَرُ المجَسِّمَ فِي أذَلِّ هَوَانِ",
"ذ قَالَ نَّ لهَنَا حَقًّا يُرَى",
"يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ",
"وَتَصِيرُ أبصَارُ العِبَادِ نَوَاظِراً",
"حَقًّا لَيهِ رُؤيَةً بِعِيَانِ",
"لاَ رَيبَ أنَّهُمُ ذَا قَالُوا بِذَا",
"لَزِمَ العُلُوُّ لَفَاطِرِ الأكوَانِ",
"وَيَكُونُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"فَلِذَاكَ نَحنُ وَحِزبُهُم خَصمَانِ",
"لَكِنَّنَا سِلمٌ وأنتُمُ ذ تَسَا",
"عَدنَا عَلَى نَفيِ العُلَوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ",
"فَعُلُوُّهُ عَينُ المَحَالِ وَلَيسَ فَو",
"قَ العَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ دَيَّانِ",
"لاَ تَنصُبُوا مَعَنَا الخِلاَفَ فَمَا لَهُ",
"طَعمٌ فَنَحنُ وأنتُمُ سِلمَانِ",
"هَذا الَّذِي والله مُودَعُ كُتبِهِم",
"فانظُر تَرَى يَا مَن لَهُ عَينَانِ",
"هَذَا وَرَابِعُ عَشرِهَا قرَارُ سَا",
"ئِلِهِ بِلَفظِ الأينَ للرَّحمنِ",
"وَلقَد رَوَاهُ أبُو رَزِينٍ بَعدَمَا",
"سَألَ الرَّسُولَ بِلَفظِهِ بوِزَانِ",
"وَرَوَاهُ تَبلِيغاً لَهُ ومُقرِّراً",
"لَمَّا أقَرَّ بِهِ بِلاَ نُكرَانِ",
"هَذَا وَمَا كَانَ الجَوَابُ جَوَابَ مَن",
"لَكِن جَوَابُ اللَّفظِ بِالمِيزَانِ",
"كَلاَّ وَلَيسَ لِمَن دُخُولٌ قَطُّ فِي",
"هَذَا السِّيَاقِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ",
"دَع ذَا فَقَد قَالَ الرَّسُولُ بِنَفسِهِ",
"أينَ الِلَهُ لِعَالِمٍ بِلِسَانِ",
"والله مَأ قَصَدَ المُخَاطِبُ غَيرَهُ مَع",
"نَاهَا الذِي وُضِعَت لَهُ الحقَّانِ",
"واللهِ مَا فَهِمَ المخَاطَبُ غَيرَهُ",
"واللَّفظُ موضُوعٌ لِقَصدِ بَيَانِ",
"يَا قَومُ لَفظُ الأينَ مَمتَنِعٌ عَلَى الرَّ",
"حمنِ عِندَكُمُ وذُو بُطلاَنِ",
"وَيَكَادُ قَائِلُكُم يُكَفِّرُنَا بِهِ",
"بَل قَد وَهَذَا غَايَةُ العُدوَانِ",
"لَفظٌ صَرِيحٌ جَاءَ عَن خَيرِ الوَرَى",
"قَولاً وقرَاراً هُمَا نَوعَانِ",
"وَاللهِ مَا كَانَ الرَّسُولنُ بِعَاجِزٍ",
"عَن لَفظِ مَن مَع أنَّهَا حَرفَانِ",
"وَالأينُ أحرُفُهَا ثَلاثٌ وَهيَ ذُو",
"لَبسٍ ومَن فِي غَايَةِ التِّبيَانِ",
"وَاللهِ مَا الملَكَانِ أفصَحُ مِنهُ ذ",
"فِي القَبرِ مَن رَبُّ السَّمَا يَسَلاَنِ",
"وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن فَلاَ",
"والله مَا اللَّفظَانِ مُتَّجِدَانِ",
"كَلاّ وَلاَ مَعنَاهُمَا أيضا لِذِي",
"لُغَةٍ وَلاَ شَرعٍ وَلاَ نسَانِ",
"هَذَا وَخَامِسُ عَشرِهَا الِجمَاعُ مِن",
"رُسُل الِلهِ الواحِدِ المنَّانِ",
"فَالمُرسَلُونَ جَمِيعُهُم مَع كُتبِهِم",
"قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ",
"وَحَكَى لَنَا جمَاعَهُم شَيخُ الوَرَى",
"والدِّينِ عَبدُ القَادِرِ الجِيلاَنِي",
"وأبو الوَليدِ المالِكِي أيضاً حَكَى",
"جمَاعَهُم أعنِي ابنَ رُشدِ الثَّانِي",
"وَكَذَا أبُو العباسِ أيضاً قَد حَكَى",
"جمَاعَهُم عَلَمُ الهُدَى الحَرَّانِي",
"ولَهُ اطِّلاَعٌ لَم يَكُن مِن قَبلِهِ",
"لِسِوَاهُ مِن مُتَكَلِّمٍ بِلِسَانِ",
"هَذَا وَنَقطَعُ نَحنُ أيضاً أنَّهُ",
"جمَاعُهُم قَطعاً عَلَى البُرهَانِ",
"وَكَذَاكَ نَقطعُ أنَّهُم جَاؤوا بث",
"بَاتِ الصِّفَاتِ لِخَالِقِ الأكوَانِ",
"وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم جَاؤوا بث",
"بَأتِ الكَلاَمِ لرَبِّنَا الرحمنِ",
"وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بث",
"بَاتِ المَعَادِ لهَذِهِ الأبدَانِ",
"وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بِتَو",
"حِيدِ اللهِ وَمَا لَهُ مِن ثَانِ",
"وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جاؤوا بث",
"بَاتِ القَضَاءِ وَمَا لَهُم قَولاَنِ",
"فَالرُّسلُ مُتَّفِقُونَ قَطعاً فِي أصُو",
"لِ الدِّينِ دُونَ شَرَائِعِ الِيمَانِ",
"كُلٌّ لَهُ شَرعٌ وَمِنهَاجٌ وَذَا",
"في الأمرِ لاَ التَّوحِيدِ فافهَم ذَانِ",
"فالدِّينُ فِي التَّوحِيدِ دِينٌ وَاحِدٌ",
"لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ",
"دِينُ اللهِ اختَارَهُ لِعبادِهِ",
"وَلِنفسه هُوَ قَيِّمُ الاديَانِ",
"فَمِنَ المُحَالِ بأن يَكُونَ لِرُسلِهِ",
"فِي وَصفِهِ خَبرَانِ مُختَلِفَانِ",
"وَكَذاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤُوا بِعَد",
"لِ الله بَينِ طَوَائِفِ النسَانِ",
"وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم أيضاً دَعَوا",
"للخَمسِ وهيَ قَواعِدُ الِيمَانِ",
"يمَانُنَا بالله ثُمَّ برُسلِهِ",
"وَبِكُتبِهِ وَقِيَامَةش الأبدَانِ",
"وَبِجُندِهِ وَهُم الملاَئِكَةُ الأولَى",
"هُم رُسلُهُ لمصَالِحِ الأكوَانِ",
"هَذِي أصُولُ الدِّين حَقًّا لاَ أصُو",
"لُ الخَمسِ للقَاضِي هوَ الهَمَذَانِي",
"تِلكَ الأصولُ للعتِزَالِ وَكَم لَهَا",
"فَرعٌ فَمِنهُ الخَلقُ لِلقُرنِ",
"وَجُحُودُ أوصَافِ الِلهِ وَنَفيُهُم",
"لِعُلُوِّهِ وَالفَوقِ للرَّحمنِ",
"وَكذَاكَ نَفيُهُمُ لرؤيَتِنَا لَهُ",
"يَومَ اللّقَاءِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ",
"وَنَفَوا قَضَاءَ الرَّبِّ والقَدَرَ الَّذِي",
"سَبَقَ الكِتَابُ بِهِ هُمَا حَتمَانِ",
"مِن أجلِ هَاتِيكَ الأصُولِ وخَلَّدُوا",
"أهلَ الكَبَائِرِ فِي لَظَى النِّيرَانِ",
"وَلأجلِهَا نَفَوا الشَّفَاعَةَ فِيهُمُ",
"وَرَمَوا رُوَاةَ حَدِيثهَا بِطِعَانِ",
"وَلأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم",
"يقدِر عَلى صلاَحِ ذِي العِصيانِ",
"ولأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم",
"يَقدِر عَلَى يمَانِ ذِي الكُفرانِ",
"ولأجلِهَا حَكَمُوا عَلَى الرَّحمن بالشَّ",
"رعِ المحَالِ شريعَةِ البُهتَانِ",
"ولأجلِها هُم يُوجِبُونَ رِعَايةً",
"للأصلَحِ الموجُودِ فِي الِمكَانِ",
"حَقًّا عَلَى رَبِّ الوَرَى بِعُقُولِهم",
"سُبحَانَك اللَّهم ذَا السُّبحَانِ",
"هَذَا وَسَادِسُ عَشرِهَا جمَاعُ أه",
"لِ العِلمِ أعنِي حُجَّةَ الأزمَانِ",
"مِن كُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ شَهَدَت لَهُ",
"أهلُ الحَدِيثِ وَعَسكَرُ القُرنِ",
"لاَ عِبرَةً بِمُخَالِفٍ لَهُم وَلَو",
"كَانُوا عَدِيدَ الشَّاءِ والبُعرَانِ",
"أنَّ الذِي فَوقَ السَّمَواتِ العُلَى",
"والعَرشِ وَهوَ مُبَاينُ الأكوَانِ",
"هُوَ رَبُّنَا سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ",
"حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى الرَّحمنِ",
"فاسمَع ذاً أقوَالَهُم وَأشهَد عَلَي",
"هِم بَعدَهَا بِالكُفرِ والِيمَانِ",
"واقرأ تَفَاسِيرَ الأئمَّةِ ذَاكِرِي ال",
"سنَادِ فَهيَ هِدَايةُ الحَيرَانِ",
"وانظُر ِلَى قَولِ ابنِ عَبَّاسٍ بِتَف",
"سِيرِ استَوَى ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ",
"وَانظُر ِلَى أصحَابِهِ مِن بَعدِهِ",
"كمُجَاهِدٍ ومُقَاتِلٍ حَبرَانِ",
"وانظُر ِلَى الكَلبِي أيضاً والذِي",
"قَد قَالَهُ مِن غَيرِ مَا نُكرَانِ",
"وَكَذَا رُفَيعُ التَّابِعِيُّ أجَلُّهُم",
"ذَاكَ الرِّياحِيُّ العَظِيمُ الشَّأنِ",
"كَم صَاحِبٍ ألقَى ِلَيهِ عِلمَهُ",
"فَلِذَاكَ مَا اختَلَفَا عَلَيهِ اثنَانِ",
"فَلَيهنَ مَن قَد سَبَّهُ ذ لَم يُوَا",
"فِق قَولَهُ تَحرِيفَ ذِي البُهتَان",
"فَلَهُم عِبَارَاتٌ عَلَيهَا أربَعٌ",
"قَد حُصِّلَت للفَارِسِ الطَّعَّانِ",
"وَهيَ استَقَرَّ وَقَد عَلاَ وَكَذَلِكَ ار",
"تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ",
"وَكَذَاكَ قَد صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابعٌ",
"وَأبُو عُبَيدَةَ صَاحِبُ الشَّيبَانِي",
"يَختَارُ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ",
"أدرَى مِنَ الجَهمِيِّ بالقُرنِ",
"والأشعَريُّ يقُولُ تَفسِيرُ استَوَى",
"بحَقِيقَةِ استَولَى مِنَ البُهتَانِ",
"هُوَ قَولُ أهلِ الاعتِزَالِ وَقَولُ أت",
"بَاعٍ لجَهمٍ وَهوَ ذُو بُطلانِ",
"فِي كُتبِهِ قَد قَالَه مِن مُوجَزٍ",
"وبَانَةٍ وَمَقَالَةٍ بِبَيَانِ",
"وَكَذَلِكَ البَغَوِيُّ أيضاً قَد حَكَا",
"هُ عَنهُمُ بِمَعَالِمِ القُرنِ",
"وانظُر كَلاَمَ مامِنَا هُوَ مَالِكٌ",
"قَد صَحَّ عَنهُ قَولُ ذِي تقَانِ",
"فِي الاستِواءِ بأنَّهُ المعلُومُ لَ",
"كن كَيفُهُ خافٍ عَلَى الأذهَانِ",
"وَرَوى ابنُ نَافِعٍ الصَّدُوقُ سَمَاعُهُ",
"مِنهُ عَلَى التَّحقِيقِ والتقَانِ",
"اللهُ حَقًّا فِي السَّمَاءِ وَعِلمُهُ",
"سُبحَانَهُ حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ",
"فانظُر ِلَى التفرِيقِ بَينَ الذَّاتِ وال",
"معلُومِ مِن ذَا العَالِمِ الربَّانِي",
"فالذَّاتُ خُصَّت بالسَّمَاءِ ونَّمَا ال",
"مَعلُومُ عَمَّ ذِي الأكوَانِ",
"ذَا ثَابتٌ عَن مَالِكٍ مَن رَدَّهُ",
"فَلَسَوفَ يَلقَى مَالِكاً بِهَوَانِ",
"وَكَذاكَ قَالَ التِّرمِذِيُّ بِجَامِعٍ",
"عَن بَعضِ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ",
"الله فَوقَ العرشِ لَكِن عِلمُهُ",
"مَع خَلقِهِ تَفسِيرَ ذِي ِيمَانِ",
"وَكَذَاكَ أوزَاعِيُّهُم أيضاً حَكَ",
"عَن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ",
"مِن قَرنِه والتَّابِعِينَ جَمِيعِهِم",
"مُتَوافِرِينَ وَهُم أولُو العِرفَانِ",
"يمانُهُم بعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ",
"فَوقَ العِبَادِ وَفَوقَ ذِي الأكوَانِ",
"وَكَذَاكَ قَالَ الشَّافِعِي حكَاه عَن",
"هُ البيهَقِيُّ وشيخُهُ الرَّبَّانِي",
"حَقًّا قَضَى الله الخِلاَفَةَ رَبُّنَا",
"فَوقَ السَّمَاءِ لأصدَقِ العُبدَانِ",
"حِبُّ الرَّسُولِ وقَائِمٌ مِن بَعدِهِ",
"بالحَقِّ لاَ فَشِلٌ وَلاَ مُتَوَانِ",
"فانظُر ِلى المقضِيِّ فِي ذِي الأرضِ لَ",
"كِن فِي السَّمَاءِ قَضَاءُ ذِي السُّلطَانِ",
"وَقَضَاؤهُ وَصفٌ لَهُ لَم يَنفَصِل",
"عَنه وَهَذا وَاضِحُ البُرهَانِ",
"وَكَذَلِكَ النُّعمَانُ قَالَ وَبَعدَهُ",
"يَعُقُوبُ والألفَاظُ للنُّعمَانِ",
"مَن لَم يُقِرَّ بِعَرشِهِ سُبحَانَهُ",
"فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ",
"وَيُقرّ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ لاَ",
"يَخفَى عَلَيهِ هَواجسُ الاِذهَانِ",
"فَهوَ الَّذِي لاَ شَكَّ فِي تَكفِيرِه",
"لله دَرُّكَ مِن مَامِ زَمَانِ",
"هَذَا الذي فِي الفِقهِ الأكبَرِ عِندَهُم",
"وَلَهُ شُرُوحٌ عِدَّةٌ لِبَيَانِ",
"وانظُر مَقَالاَتِ أحمَدٍ وَنُصُوصَهُ",
"فِي ذَاكَ تَلقَاهَا بِلاَ حُسبَانِ",
"فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بعُلُوِّهِ",
"وَبِالاستِوَا والفَوقِ للرَّحمنِ",
"ولَهُ نُصُوصٌ وَارِدَاتٌ لَم تَقَع",
"لِسِوَاهُ مِن فُرسَانِ هَذَا الشَّانِ",
"ذ كَانَ مُمتَحَناً بِأعدَاءِ الحَدي",
"ثِ وَشِيعَةِ التَّعطِيلِ والكُفرَانِ",
"وذا أردتََ نُصُوصَهُ فانظُر ِلَى",
"مَا قَد حَكَى الخَلاَّلُ ذُو الِتقَانِ",
"وَكَذَاكَ سحَاقُ الِمَامُ فَنَّهُ",
"قَد قَالَ مَا فِيهِ هُدَى الحيرَانِ",
"وابنُ المبَاركِ قَالَ قَولاً شَافِياً",
"نكَارُهُ عَلَمٌ عَلَى البُهتَانِ",
"قَالُوا لَهُ مَا ذَاكَ نَعرِفُ رَبَّنَا",
"حَقًّا بِهِ لنَكُونَ ذَا يمَانِ",
"فأجَابَ نَعرفُهُ بوَصفِ عُلُوِّهِ",
"فَوقَ السَّمَاءِ مُبَايِنَ الأكوَانِ",
"وَبِأنَّهُ سُبحَانَهُ حَقًّا عَلَى ال",
"عَرشِ الرَّفِيعِ فَجَلَّ ذُو السُّلطَانِ",
"وَهُوَ الَّذِي قَد شَجَّعَ ابنَ خُزِيمَةٍ",
"ذ سَلَّ الحَقَّ وَالعِرفَانِ",
"وَقَضَى بِقَتلِ المنكِرِينَ عُلُوَّهُ",
"بَعدَ استِتَابَتِهِم مِن الكُفرَانِ",
"وَبِأنَّهُم يُلقَونَ بَعدَ القَتلِ فَو",
"قَ مَزَابِلِ المَيتَاتِ والأنتَانِ",
"فَشَفَى الِمَامُ العَالِمُ الحًبرُ الَّذِي",
"يُدعَى مَامَ أئِمَّةِ الأزمَانِ",
"وَلَقَد حَكَاهُ الحَاكِمُ العَدلُ الرِّضَى",
"فِي كُتبهِ عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"وَحَكَى ابنُ عَبدِ البِرِّ فِي تَمهِيدِهِ",
"وَكِتَابِ الاستِذكَارِ غَيرَ جَبَانِ",
"وَانظُر ِلَى مَا قَالَ عَبدُاللهِ في",
"تِلكَ الرِّسَالَةِ مُفصِحاً بِبَيَانِ",
"مِن أنَّهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ",
"بالذَّاتِ فَوقَ العَرشِ والأكوَانِ",
"وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ الكرجِيُّ فِي",
"شَرحٍ لِتَصنِيفِ امرِىءٍ رَبَّانِي",
"جمَاعَ أهلِ العِلمِ أنَّ الله فَو",
"قَ العَرشِ لَم يُنكِرهُ ذُو يمَانِ",
"وأتَى هُنَاك بِمَا شَفَى أهلَ الهُدَى",
"لَكِنَّهُ مَرَضٌ عَلَى العُميَانِ",
"وَكَذَا عَلِيُّ الأشعَرِيُّ فنَّهُ",
"فِي كُتبِهِ قَد جَاءَ بالتِّبيَانِ",
"مِن مُوجَزٍ وَبانَةٍ وَمَقَالَةٍ",
"وَرَسَائِلٍ للثَّغرِ ذَاتِ بَيَانِ",
"وأتَى بِتَقرِيرِ استَواءِ الرَّبِّ فَو",
"قَ العرشِ باليضَاحِ والبُرهَانِ",
"وأتَى بِتقرِيرِ العُلوِّ بأحسَنِ التَّ",
"قرِيرِ فانظُر كُتبَهُ بِعِيَانِ",
"واللهِ مَا قَالَ المجَسِّمُ مِثلَ مَا",
"قَد قَالَهُ ذَا العَالِمُ الرَّبَّاني",
"فارمُوهُ ويحكُمُ بِمَا تَرمُوا بِهِ",
"هَذَا المُجَسِّمَ يَا أولِي العُدوَانِ",
"أو لاَ فَقُولُوا أنَّ ثَمَّ حَزَازَةً",
"وَتَنَفُّسَ الصُّعَدَاءِ مِن حَرَّانِ",
"فَسَلُوا الِلهَ شِفَاءَ ذَا الدَّاءِ العُضَا",
"لِ مُجَانِبِ السلاَمِ والِيمَانِ",
"وانظُر ِلَى حَربٍ وجمَاعٍ حَكَى",
"لله دَرُّكَ مِن فَتًى كَرمَانِ",
"وانظُر ِلَى قَول ابنِ وَهبٍ أوحدِ ال",
"عُلَمَاءِ مِثلَ الشَّمسِ فِي الميزَانِ",
"وَانظُر ِلَى الأصلِ الذِي هُوَ شَرحُهُ",
"فَهُمَا الهُدَى لِمُلَدَّدٍ حَيرَانِ",
"وَانظُر ِلَى تَفسِيرِ عَبدٍ مَا الَّذِي",
"فِيهِ مِنَ الثارِ فِي ذَا الشَّانِ",
"وَانظُر ِلَى تَفسِيرِ ذَاكَ الفاضِلِ الثَّ",
"بتِ الرِّضى المتَضَلِّعِ الرَّبَّانِي",
"ذَاكَ المَامُ ابنُ الِمَامِ وَشَيخُهُ",
"وَأبُوهُ سُفيَانٌ فَرَازيَّانِ",
"وَانظُر ِلَى النِّسَائِي فِي تَفسِيرِهِ",
"هُوَ عِندَنَا سِفرٌ جَلِيلُ مَعَانِ",
"واقرَأ كِتَابَ العَرشِ للعَبسِيِّ وَه",
"وَ مُحَمَّدُ المولُودُ مِن عُثمَانِ",
"واقرَأ لمُسنَدِ عَمِّهِ وَمُصَنَّفٍ",
"أترَاهُمَا نَجمَينِ بَل شَمسَانِ",
"واقرَأ كِتَابَ الاستِقَامَةِ للرِّضَى",
"ذَاكَ ابنُ أصرَمَ حَافِظٌ رَبَّانِي",
"واقرَأ كِتَابَ الحَافِظِ الثِّقَة الرِّضَى",
"فِي السُّنَّةِ العُليَا فَتَى الشَّيبَانِي",
"ذَاكَ ابنُ أحمَدَ أوحَدُ الحُفَّاظِ قَد",
"شَهِدَت لَهُ الحُفَّاظُ بالِتقَانِ",
"واقرَأ كِتَابَ الأثرمِ العَدلِ الرِّضَى",
"فِي السُّنَّةِ الأولَى مَامَ زَمَانِ",
"وَكَذَا الِمَامُ ابنُ الِمَامِ المرتَضَى",
"حقَّا أبِي دَاوُدَ ذِي العِرفانِ",
"تَصنِيفُهُ نَظماً وَنَثراً وَاضِحٌ",
"فِي السُّنَّةِ المُثلَى هُمَا نَجمَانِ",
"واقرَأ كِتَابَ السُّنة الأولَى الذي",
"أبدَاهُ مُضطَلِعٌ مِنَ الِيمَانِ",
"ذَاكَ النَّبِيلُ ابنُ النَّبِيل كِتَابُهُ",
"أيضاً نَبِيلٌ وَاضِحُ البُرهَانِ",
"وانظُر ِلَى قَولِ ابن أسباطَ الرِّضَى",
"وَانظُر ِلَى قَولِ الرِّضَى سُفيَانِ",
"وَانظُر ِلَى قَولِ ابنِ زَيد ذَاكَ حَمَّ",
"دٌ وحَمَّادُ الِمَامُ الثَّانِي",
"وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى",
"عُثمَانُ ذَاكَ الدَّارِمي الرَّبَّانِي",
"فِي نَقضِهِ وَالرَّدِّ يَالَهُمَا كِتَا",
"بَا سُنَّةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ",
"هَدَمَت قَوَاعِدَ فِرقَةٍ جَهمِيَّةٍ",
"خَرَّت سُقُوفُهُمُ عَلَى الحِيطَانِ",
"وانظُر ِلَى مَا فِي صَحِيحِ مُحَمَّدٍ",
"ذَاكَ البُخَارِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ",
"مِن رَدِّهِ مَا قَالَهُ الجَهمِيُّ بِالن",
"قلِ الصَّحِيحِ الواضِحِ البُرهَانِ",
"وانظُر ِلَى تِلكَ التَّرَاجِمِ مَا الذِي",
"فِي ضِمنهَا ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ",
"وَانظُر مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي الشَّ",
"رحِ الذِي هُوَ عِندَكُم سِفرَانِ",
"أعنِي الفقِيهَ الشَّافِعِيَّ اللاَّلكا",
"ئِيَّ المسدَّدَ نَأصِرَ الِيمَانِ",
"وانظُر لَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى التَّ",
"يمِيُّ فِي يضَاحِهِ وَبَيَانِ",
"ذَاكَ الذِي هُوَ صَاحِبُ الترغيب والتَّر",
"هِيبِ ممدُوحٌ بِكلِّ لِسَانِ",
"وانظر لَى مَا قَالهُ فِي السُّنَةِ ال",
"كُبرَى سُلَيمَانٌ هَوَ الطَّبرانِي",
"وانظُر لى مَا قَالَهُ شَيخُ الهُدَى",
"يُدعَى بِطَلمَنكِيهُمُ ذُو شَانِ",
"وانظُر لَى قَولِ الطَّحَاوِيِّ الرِّضَى",
"وَأجرهُ مِن تحرِيف ذِي بُهتَانِ",
"وَكَذَلِكَ القَاضِي أبُوبَكرٍ هو اب",
"نُ البَاقِلاَنِي قَائِدُ الفُرسَانِ",
"قَد قَالَ فِي تَمهِيدِهِ وَرَسَائِلٍ",
"وَالشَّرحِ مَا فِيهِ جَلِيُّ بَيَانِ",
"فِي بَعضِهَا حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى",
"لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ",
"وأتَى بِتَقرِيرِ العُلُوِّ وأبطَلَ ال",
"لاَّمَ الَّتِي زِيدَت عَلَى القُرنِ",
"مِن أوجُهٍ شَتَّى وَذَا فِي كُتبِه",
"بَادٍ لِمَن كانَت لَهُ عَينَانِ",
"وَانظُر لَى قَولِ ابنِ كَلاَّبِ وَمَا",
"يَقضِي بِهِ لمعَطِّلِ الرَّحمَنِ",
"أخرِج مِنَ النَّقلِ الصَّحِيحِ وَعَقلِهِ",
"مَن قَالَ قَولَ الزُّورِ والبُهتَانِ",
"لَيسَ الِلَهُ بِدَاخِلٍ فِي خَلقِهِ",
"أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ",
"وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي التَّ",
"فسِيرِ والتَّهذِيبِ قَولَ مَعَانِ",
"وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ فِي سُورَةِ ال",
"أعرَافِ مَع طَهَ وَمَع سُبحَانِ",
"وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ البَغَوِيُّ فِي",
"تَفسِيرِهِ والشَّرحِ بِالحسَانِ",
"فِي سُورَةِ الأعرَافِ عِندَ الستِوَى",
"فِيهَا وَفِي الأولَى مِنَ القُرنِ",
"وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ ذُو سُنَّةٍ",
"وَقِراءَةٍ ذَاكَ الِمَامُ الدَّانِي",
"وَكَذَاكَ سُنَّةُ الأصبَهَانِي أبِي الشَّ",
"يخِ الرِّضَى المستَهلِّ مِن حَيَّانِ",
"وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ ابنُ سُريجٍ ذَاكَ ال",
"بَحرُ الخِضَمُّ الشَّافِعِيُّ الثَّانِي",
"وانظٌر ِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى",
"أعنِي أبَا الخَيرِ الرِّضَى النُّعمَانِ",
"وَكِتَابُهُ فِي الفِقهِ وَهوَ بَيَانُهُ",
"يُبدِي مَكَانَتَهُ مِنَ الِيمَانِ",
"وانظُر ِلَى السُّنَنِ الَّتِي قد صَنَّ",
"فَ العُلَمَاءُ بالثَارِ والقُرنِ",
"زَادَت عَلَى المائَتَينِ مِنهَا مُفرَداً",
"أو فَى مِن الخَمسِينَ فِي الحُسبَانِ",
"مِنهَا لأحمَدَ عِدَّةٌ مَوجُودَةٌ",
"فِينَا رَسَائِلُهُ ِلَى الِخوَانِ",
"واللاَّءِ فِي ضِمنِ التَّصَانِيفِ التِي",
"شُهِرَت فَلَم تَحتَج ِلى حُسبَانِ",
"فَكَثِيرَةٌ جِدًّا فَمَن يَكُ رَاغِباً",
"فِيهَا يَجِد فِيها هُدَى الحَيرَانِ",
"أصحَابُهُا هُم حَافِظُوا الِسلاَمِ لا",
"أصحَابُ جَهمٍ حَافِظُو الكُفرَانِ",
"وهُمُ النُّجُومُ لِكُلِّ عَبدٍ سَائِرٍ",
"يَبغِي الِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ",
"وَسِوَاهُمُ وَاللهِ قُطَّاعُ الطَّرِي",
"قِ أئِمَّةٌ تَدعُو ِلَى النِّيرَانِ",
"مَا فِي الذِينَ حَكَيتُ عَنهُم نِفاً",
"مِن حَنبَلِيٍّ وَاحِدٍ بِضَمَانِ",
"بَل كُلهُم وَاللهِ شِيعَةُ أحمَدٍ",
"فَأصُولُهُ وأصُولُهُم سِيَّانِ",
"وَبِذَاكَ فِي كُتبٍ لَهُم قَد صَرَّحُوا",
"وَأخُو العِمَايَةِ مَا لَهُ عَينَانِ",
"أتظُنُّهُم لَفظِيَّةً جَهلِيَّةً",
"مِثلَ الحَمِيرِ تُقَادُ بالأرسَانِ",
"حَاشَاهُمُ مِن ذَاكَ بَل واللهِ هُم",
"أهلُ العُقُولِ وَصِحَّةِ الأذهَانِ",
"فَانظُر ِلَى تَقرِيرِهِم لِعُلُوِّهِ",
"بِالنَّقلِ وَالمعقُولِ والبُرهَانِ",
"عَقلاَنِ عَقلٌ بِالنُّصُوصِ مُؤيِّدٌ",
"وَمُؤيَّدٌ بِالمنطِقِ اليُونَانِ",
"وَاللهِ مَا استَوَيَا وَلَن يَتَلاَقَيَا",
"حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الغِربَانِ",
"أفَتَقذِفُونَ أولاَءِ بَل أضعَافَهُم",
"مِن سَادَةِ العُلَمَاءِ كُلَّ زَمَانِ",
"بِالجَهلِ والتَّشِبيهِ وَالتَّجسِيمِ والتَّ",
"بدِيعِ وَالتَّضلِيلِ وَالبُهتَانِ",
"يَا قَومَنَا اللهِ فِي سلاَمِكُم",
"لاَ تُفسِدُوهُ بِنَخوَةِ الشَّيطَانِ",
"يا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِمَصرَعِ مَن خَلاَ",
"مِن قَبلِكُم فِي هَذِهِ الأزمَانِ",
"لَم يُغنِ عَنهُم كِذبُهُم ومِحَالُهُم",
"وَقِتَالُهُم بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ",
"كلاَّ وَلاَ التَّدلِيسُ وَالتَّلبِيس عِن",
"دَ النَّاسِ وَالحُكَّامِ وَالسُّلطَانِ",
"وَبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ غِطَائِهِم",
"مَا لَم يَكُن لِلقَومِ في حُسبَانِ",
"وبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ حَقَائِقِ ال",
"يمَانِ أنَّهُمُ عَلَى البُطلاَنِ",
"مَا عِندَهُم واللهِ غَيرُ شِكَايَةٍ",
"فَأتُوا بِعِلمٍ وانطِقُوا بِبَيَانِ",
"مَا يَشتَكِي ِلاَّ الذِي هُوَ عَاجِزٌ",
"فَاشكُوا لِنَعذركُم ِلَى القُرنِ",
"ثُمَّ اسمَعُوا مَا ذَا الذِي يَقضِي لَكُم",
"وَعَليكُمُ فَالحقُّ فِي الفُرقَانِ",
"لَبَّستُمُ مَعنَى النُّصُوصِ وَقَولنَا",
"فَغَدَا لَكُم للِحَقِّ فِي الفُرقَانِ",
"مَن حَرَّفَ النَّصَّ الصَّريحَ فكَيفَ لاَ",
"يأتِي بِتَحرِيفٍ عَلَى الِنسَانِ",
"يَا قَومُ واللهِ العَظِيمِ أسَأتُمُ",
"بأئِمَّةش الِسلاَمِ ظَنَّ الشَّانِ",
"مَا ذَنبُهُم وَنَبِيُّهُم قَد قَالَ مَا",
"قَالُوا كَذَلِكَ مُنزِلُ الفُرقَانِ",
"مَا الذَّنبُ لا للنصوصِ لَدَيكمُ",
"ذ جَسَّمَت بَل شَبَّهَت صِنفَانِ",
"مَا ذنبُ مَن قَد قَالَ مَا نَطَقَت بِهِ",
"مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ",
"هَذَا كَمَا قَالَ الخَبِيثُ لِصَحبِهِ",
"كَلبُ الروافِضِ أخبَتثِ الحَيَوَانِ",
"لَمَّا أفاضُوا فِي حديث الرَّفضِ عِن",
"دَ القَبرِ لا تَخشَونَ مِن نسَانِ",
"يا قَومُ أصلُ بلائِكُم ومُصَابِكُم",
"مِن صَاحِبِ القَبرِ الذِي تَرَيَانِ",
"كَم قَدَّم ابنُ أبِي قُحَافَةَ بَل غَدَا",
"يُثنِي عَلَيهِ ثَناءَ ذِي شُكرَانِ",
"وَيقُولُ فِي مَرَضِ الوفاءِ يَؤمُّكُم",
"عَنِّي أبُو بكرٍ بلاَ رَوغَانِ",
"وَيَظَلُّ يمنَعُ مِن مَامَةِ غَيرِهِ",
"حَتَّى يُرَى فِي صَورَةٍ الغضبَانِ",
"ويقولُ لَو كُنتُ الخليلَ لِوَاحدٍ",
"فِي النَّاسِ كَانَ هو الخَلِيلَ الدَّانِي",
"لَكنَّه الأخ والرفيقُ وصَاحِبِي",
"ولَه عَلَينَا مِنَّةُ الحسَانِ",
"وَيقُولُ للصِّدِّيق يَومَ الغَارِ لا",
"تَحزَن فَنحنُ ثَلاثَةٌ لاَ اثنَانِ",
"اللهُ ثَالِثُنَا وتِلكَ فَضِيلةٌ",
"مَا حَازَهَا لاَّ فَتَى عُثمَانِ",
"يَا قومُ مَ ذنبُ النَّواصِبِ بَعدض ذَا",
"لَم يَدهَكُم لاَّ كَبِيرُ الشَّانِ",
"فَتَفَرَّقَت تِلكَ الرَّوَافِضُ كلُّهُم",
"قَد أطبقَت أسنَانَهُ الشَّفتَانِ",
"وَكَذلِكَ الجَهمِيُّ ذَاكض رَضِيعُهُم",
"فَهُمَا رَضِيعَا كُفرِهِم بِلبَانِ",
"ثَوبَانِ قَد نُسِجَا عَلَى المِنوَالِ يَا",
"عُريَانُ لاَ تَلبَس فَمَا ثَوبَانِ",
"والله شرٌّ مِنهُمَا فَهُمَا عَلَى",
"أهلِ الضَّلاَلَةِ والشَّقَا عَلَمَانِ",
"هَذَا وَسَابِعُ عَشرِهَا خبَارُه",
"سُبحَانَهُ فِي حُكَمِ القُرنِ",
"عَن عَبدِهِ مُوسَى الكَلِيمِ وَحَربِهِ",
"فِرعَونَ ذِي التكذِيبِ والطُّغيَانش",
"تَكذِيبُه مُوسَى الكَلِيمِ بِقَولِهِ",
"الله رَبِّي فِي السَّمَا نَبَّاني",
"وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُهُم نَّ اعتِقَا",
"دَ الفوقِ مِن فِرعَونَ ذِي الكُفرانِ",
"فَذَا اعتقَدتُم هَذَا فاشيَاعٌ لَهُ",
"أنتُم وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ",
"فاسمَع ذَا مَن ذَا الذِي أولَى بِفِر",
"عَونَ المعطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمنِ",
"وَانظُر ِلَى مَا جَاءَ فِي القَصَصِ التِي",
"تَحكِي مَقَالَ مَامِهِم بِبَيَانِ",
"واللهُ قَد جَعَل الضَّلاَلَةَ قُدوةً",
"بِأئِمَّةٍ تَدعُو ِلَى النِّيرَانِ",
"فمَامُ كًلِّ مُعَطَّلٍ فِي نَفيهِ",
"فِرعَونُ مَع نَمرُودَ مَع هَامَانِ",
"طَلَبَ الصُّعُودَ لَى السَّمَاءِ مُكَذِّباً",
"مُوسَى وَرَامَ الصَّرحَ بالبُنيَانِ",
"بَل قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ فِي زَعمِهِ",
"فَوقَ السَّمَاءِ الرَّبُّ ذُو السُّلطَانِ",
"فَابنُوا لِيَ الصَّرحَ الرَّفِيعَ لَعَلَّنِي",
"أرقَى ليهِ بِحِيلَةِ الِنسَانِ",
"وأظنُّ مُوسَى كَاذِباً فِي قَولِهِ",
"اللهُ فَوقَ العَرشِ ذُو السُّلطَانِ",
"وَكذَاك كذَّبَهُ بأنَّ لهَهُ",
"نَادَاهُ بالتَّكليمِ دُونَ عِيَانِ",
"هُوَ أنكَرَ التَّكلِيمَ وَالفَوقِيَّةَ ال",
"عُليَا كَقولش الجَهمِ ذِي صَفوَانِ",
"فَمنِ الذِي أولَى بِفِرعَونٍ ذَاً",
"مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ",
"يَا قَومَنَا وَاللهِ نَّ لِقَولِنَا",
"ألفٌ تَدُلُّ عَلَيهِ بَل ألفَانِ",
"عَقلاً وَنَقلاً مَع صَرِيحِ الفِطرَةِ ال",
"أولَى وَذَوقِ حَلاَوَةِ الِيمَانِ",
"كُلٌّ يَدُلُّ بأنَّهُ سُبحَانَهُ",
"فَوقَ السَّمَاءِ مُبَاينُ الأكوَانِ",
"أتُرَونَ أنَّا تَارِكُوا ذَا كُلِّهِ",
"لِجَعَاجِعِ التَّعطِيلِ والهَذَيَانِ",
"يَا قَوم مَا أنتُم عَلَى شَيءٍ ِلَى",
"أن تَرجِعُوا للوحي بالذعَانِ",
"وتُحَكِّمُوهُ فِي الجَلِيلِ وَدِقِّهِ",
"تَحكِيمَ تَسلِيمٍ مَعَ الرضوَانِ",
"قَد أقسَمَ اللهُ العَظِيمُ بِنَفسِهِ",
"قَسَماً يُبِينُ حَقِيقَةَ الِيمَانِ",
"أن لَيسَ يؤمِنُ مَن يَكُونُ مُحَكِّماً",
"غَيرَ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرهَانِ",
"بَل لَيسَ يؤمِنُ غَيرُ مَن قَد حَكَّمَ ال",
"وَحيَينِ حَسبُ فَذَاكَ ذُو يمَانِ",
"هَذَا وَمَا ذَاكَ المُحَكِّمُ مُؤمِناً",
"ن كَانَ ذَا حَرَجٍ وَضِيقِ بِطَانِ",
"هَذَا وَلَيسَ بمؤمنٍ حَتَّى يُسَلِّ",
"مَ للذِي يَقضِي بِهِ الوَحيَانِ",
"يَا قَومِ باللهِ العَظِيمِ نَشَدتُكُم",
"وَبِحُرمَةِ الِيمَانِ والقُرنِ",
"هَل حَدَّثَتكُم قَطّ أنفُسُكُم بِذَا",
"فَسَلُوا نُفُوسَكمُ عَنِ الِيمَانِ",
"لَكِنَّ رَبَّ العَالَمِينَ وجُندَهُ",
"وَرَسُولَهُ المبعُوثَ بِالقُرنِ",
"هُم يَشهَدُونَ بأنكُم أعدَاءُ مَن",
"ذَا شَأنُهُ أبَداً بِكُلِّ زَمَانِ",
"وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ أحمَدُ خصمُكُم",
"أعنِي ابنَ حَنبَلٍ الرِّضَى الشَّيبَانِي",
"وَلأَيِّ شَيءٍ كَانَ بَعدُ خُصُومُكُم",
"أهلَ الحَدِيثِ وَعَسكَرِ القُرنِ",
"ولأيِّ شَيءٍ كَانَ أيضاً خَصمُكُم",
"شَيخ الوجودِ العالمُ الحرَّانِي",
"أعنِي أبَا العبَّاسِ نَاصِرَ ال",
"مُختَارِ قَامِعَ سُنَّةِ الشَّيطَانِ",
"وَاللهِ لَم يَكُ ذَنبُهُ شَيئاً سِوَى",
"تَجرِيدُهُ للوَحيِ عَن بُهتَانِ",
"فَتَجَرَّدَ المقصُودُ عَن قَصدٍ لَهُ",
"فَلِذَاكَ لَم يَنضَف ِلَى نسَانِ",
"مَا مِنهُمُ أحدٌ دَعَا لِمَقَالَةٍ",
"غَيرش الحَدِيثِ ومُقتَضَى الفُرقَانِ",
"فَالقَومُ لم يدعُوا ِلَى غَيرِ الهُدَى",
"وَدَعوتُمُ أنتُم لِرأي فَلاَنِ",
"شَتَّانَ بَينَ الدَّعوَتَينِ فَحَسبُكُم",
"يَا قَوم مَا بِكُمُ مِنَ الخُذلاَنِ",
"قَالُوا لنَا لمَّا دَعَونَاهُم ِلَى",
"هَذَا مَقَالَةُ ذِي هَوى مَلنِ",
"ذَهَبَت مَقَادِيرُ الشُّيُوخِ وَحُرمَةُ ال",
"عُلَمَاءِ بَل عَبَرتهُمُ العَينَانِ",
"وَتَرَكتُمُ أقوَالَهُم هَدَرَاً وَمَا",
"أصغَتَ لَيهَا مِنكُمُ أذُنَانَِ",
"لَكِن حَفِظنَا نَحنُ حُرمَتَهُم وَلَم",
"نَعدُ الذِي قَالُوهُ قَدرَ بَنَانِ",
"يَا قََومِ واللهِ العَظِيمِ كَذَبتُمُ",
"وَأتَيتُم بِالزُّورِ والبُهتَانِ",
"وَنَسَبتُمُ العُلَمَاءَ للأمرِ الذِي",
"هُم مِنهُ أهلُ بَرَاءَةٍ وَأمَانِ",
"وَاللهِ مَا أوصَوكُمُ أن تَتركُوا",
"قَولَ الرسُولِ لِقَولِهِم بِلِسَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ فِي كُتبِهِم هَذَا بَلَى",
"بِالعَكسِ أوصَوكُم بِلاَ كِتمَانِ",
"ذ قَد أحَاطَ العِلمُ مِنهُم أنَّهُم",
"لَيسُوا بمعصُومِينَ بالبُرهَانِ",
"كَلاَّ وَمَا مِنهُم أحَاطَ بِكُلِّ مَا",
"قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ",
"فَلِذَاكَ أو صَوكُم بأن لاَ تَجعَلُوا",
"أقوَالَهُم كَالنَّصِّ فِي المِيزَانِ",
"لَكِن زِنُوهَا بِالنُّصُوصِ فَن تُوَا",
"فِقهَأ فَتِلكَ صَحِيحَةُ الأوزَانِ",
"لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ أقوَالَهُم",
"أبداً عَلَى النَّصِّ العَظِيمِ الشَّانِ",
"واللهِ لاَ لِوَصِيَّةِ العُلَمَاءِ نَفَّ",
"ذتُم وَلاَ لِوَصِيَّةِ الرَّحمَنِ",
"وَرَكِبتُمُ الجَهلَينِ ثُمَّ تَركتُم النَّ",
"صَّينِ مَع ظُلمٍ وَمَع عُدوَانِ",
"قَلنَا لَكُم فَتَعَلَّمُوا قُلتُم أمَا",
"نَحنُ الأئمَّةُ فَاضِلُو الأزمَانِ",
"مَن أينَ وَالعُلَمَاءُ أنتُم فاستَحُوا",
"أينَ النُّجُومُ مِنَ الثَّرى التَّحتَانِي",
"لَم يُشبِهِ العُلَمَاءَ لاَّ أنتُمُ",
"أشبَهتُمُ العُلَمَاءَ فِي الأذقَانِ",
"وَاللهُ لا َ علمٌ ولاَ دِينٌ وَلاَ",
"عَقلٌ وَلاَ بِمُرُوءَةِ الِنسانِ",
"عَأمَلتُمُ العُلَمَاءَ حِينَ دَعَوكُمُ",
"لِلحَقِّ بَل بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ",
"ن أنتُمُ ِلاَّ الذُّبَابُ ِذَا رَأى",
"طُعماً فَيَا لِمَسَاقِطِ الذِّبَّانِ",
"وَِذَا رَأى فَزَعاً تَطَايَرَ قَلبُهُ",
"مِثلَ البُغَاثِ يُسَاقُ بِالعِقبَانِ",
"وَِذَا دَعَونَاكُم ِلَى البُرهَانِ كَا",
"نَ جَوَابُكُم جَهلاً بِلاَ بُرهَانِ",
"نَحنُ المُقَلِّدَةُ الألَى ألفَوا كَذَا",
"باءَهُم فِي سَالِفِ الأزمَانِ",
"قُلنَا فَكَيفَ تُكَفِّرُونَ وَمَا لَكٌم",
"عِلمٌ بِتَكفِيرٍ وَلاَ ِيمَانِ",
"ذ أجمَعَ العُلَمَاءُ أنَّ مُقَلِّداً",
"للنَّاسِ كَالأعمَى هُمَا أخَوَانِ",
"وَالعِلمُ مَعرِفَةُ الهُدَى بِدَلِيلِه",
"مَا ذَاكَ والتَّقلِيدُ مُستَوِيَانِ",
"حِرنَا بِكُم وَاللهِ لاَ أنتُم معَ ال",
"عُلَمَاءِ تَنقَادُونَ للبُرهَانِ",
"كلاَّ وَلاَ مُتَعَلِّمُونَ فَمَن تُرَى",
"تُدعَونَ نَحسِبُكُم مِنَ الثِّيرَانِ",
"لَكِنَّهَا وَالله أنفَعُ مِنكُمُ ال",
"مَعهُودَ مِن بَغيٍ وَمِن عُدوَانِ",
"نَالَت بِهِم خَيراً وَنَالَت خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى",
"أنتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ",
"فَمِنِ الذِي خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى",
"انتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ",
"هَذَا وَثَامِنُ عَشرِهَا تَنزِيهُهُ",
"سُبحَانَهُ عَن مُوجِبِ النُّقصَانِ",
"وَعَنِ العُيُوبِ وَمُوجِبِ التمثِيلِ وَالتَّ",
"شبِيهِ جَلَّ اللهُ ذُو السُّلطَانِ",
"وَلِذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ سُبحَانَهُ",
"عَن أن يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ ثَانِ",
"أو أن يَكُونَ لَهُ ظَهِيرٌ فِي الوَرَى",
"سُبحَانَهُ عَن فكِ ذِي بُهتَانِ",
"أو أن يُوَلِّي خَلقَهُ سُبحَانَهُ",
"مِن حَاجَةٍ أو ذِلَّةٍ وَهَوَانِ",
"أو أن يَكُونَ لَديهِ أصلاً شَافِعٌ",
"لاَّ بذنِ الوَاحِدِ المنَّانِ",
"وَكَذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ عَن وَالِدٍ",
"وَكَذَاكَ عَن وَلَدٍ هُمَا نَسَبَانِ",
"وَكَذَاك نَزَّهَ نَفسَهُ عَن زَوجَةٍ",
"وَكَذَاكَ عَن كُفءٍ يكُون مُدَانِ",
"وَلَقَد أتَى التَّنزِيهُ عَمَّا لَم يُقَل",
"كَي لاَ يَدُورَ بِخَاطِرِ النسَانِ",
"فانظُر ِلَى التَّنزِيهِ عن طَعمٍ وَلَم",
"يُنسَب لَيهِ قَطُّ مِن نسَانِ",
"وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن مَوتٍ وَعَن",
"نَومٍ وَعَن سِنَةٍ وَعَن غِشيَانِ",
"وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن نِسيَانِهِ",
"وَالرَّبُّ لَم يُنسَب ِلَى نِسيَانِ",
"وَكَذَلِك التَّنزِيهُ عَن ظُلمٍ وَفِي ال",
"أفعَالِ عَن عَبَثٍ وَعَن بُطلاَنِ",
"وَكَذَلكَ التَّنزِيهُ عَن تَعَبٍ وَعَن",
"عَجزٍ يُنَافِي قُدرَةَ الرَّحمنِ",
"وَلَقََد حَكَى الرَّحمَنُ قَولاً قَالَه",
"فِنحَاصُ ذُو البُهتَان وَالكُفرَانِ",
"نَّ الِلهَ هُوَ الفَقِيرُ وَنَحنُ أص",
"حَابُ الغِنَى ذُو الوُجدِ وَالِمكَانِ",
"وَلِذَاكَ أضحَى رَبَّنَا مُستَقرِضاً",
"أموَالَنَا سُبحَانَ ذِي الِحسَانِ",
"وَحَكَى مَقالَةَ قَائِلٍ مِن قَومِهِ",
"أنَّ العُزَيرَ ابنٌ مِنَ الرَّحمنِ",
"هَذَا وَمَا القَولاَنِ قَطُّ مَقَالَةٌ",
"مَنصُورَةٌ فِي مَوضِعٍ وَزَمَانِ",
"لَكِن مَقَالَةُ كَونِهِ فَوقَ الوَرَى",
"وَالعَرشِ وَهُوَ مُبَايِنُ الأكوَانِ",
"قَد طَبَقَت شَرقَ البِلاَدِ وَغَربهَا",
"وَغَدَت مُقَرَّرَةً لَِذِي الأذهَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ لَم يُنَزِّه نَفسَهُ",
"سُبحَانَهُ فِي مُحكَمِ القُرنِ",
"عَن ذِي المَقَالَةِ مَع تَفَاقُمِ أمرِهَا",
"وَظُهُورِهَا فِي سَائِرِ الأديَانِ",
"بَل دَائِماً يُبدِي لَنَا ثبَاتَهَا",
"وَيُعِيدُهُ بِأدِلَّةِ التِّبيَانِ",
"لاَ سيَّمَا تِلكَ المقَالَةِ عِندَكُم",
"مَقرُونَةٌ بِعِبَادَةِ الأوثَانِ",
"أو أنَّهَا كَمَقَالَةٍ لِمُثَلِّثٍ",
"عَبدِ الصَّلِيبِ المشرِكِ النَّصرَانِي",
"ذ كَانَ جسماً كُلُّ مَوصُوفٍ بِهَا",
"لَيسَ اللَهُ مُنَزِّلَ الفُرقَانِ",
"فَالعَابِدُونَ لِمَن عَلَى العَرشِ استَوى",
"بالذَّاتِ لَيسُوا عَأبِدِي الدَّيَّانِ",
"لَكِنَّهُم عُبَّادُ أوثَانٍ لَدَى",
"هَذَا المعطَّلِ جَاحِِدِ الرَّحمنِ",
"وَلِذَاكَ قَد جَعَلَ المُعَطِّلُ كُفرَهُم",
"هُوَ مُقتَضَى المَعقُولِ وَالبُرهَانِ",
"هَذَا رَأينَاهُ بِكتبِكُمُ وَلَم",
"نَكذِب عَلَيكُم فِعلَ ذِي البُهتَانِ",
"وَلأيِّ شَيءٍ علم يُحذِّر خَلقَهُ",
"عَنهَا وَهَذَا شَأنُهَا بِبَيَانِ",
"هَذَا وَلَيسَ فَسَادُهَا بِمُبَيِّنٍ",
"حَتَّى يُحَالَ لَنَا عَلَى الأذهَانِ",
"وَلِذَاكَ قَد شَهِدَت أفَاضِلُكمُ لَهَا",
"بِظُهُورِهَا لِلوَهمِ في الِنسَانِ",
"وَخَفَاءُ مَا قَالُوهُ مِن نَفيٍ عَلَى ال",
"أذهَانِ بَل تَحتَاجُ لِلبُرهَانِ",
"هَذَا وَتَاسِعُ عَشرِهَا لزَامُ ذِي التَّ",
"عطِيلِ أفسَدَ لاَزمٍ بِبَيَانِ",
"وَفَسَادُ لاَزِمِ قَولِهِ هُوَ مُقتضٍ",
"لِفَسَادِ ذَاك القَولِ بِالبُرهَانِ",
"فَسَلِ المعطِّلَ عَن ثَلاَثِ مَسَائِلٍ",
"تَقضِي عَلَى التعطِيلِ بِالبُطلاَنِ",
"مَاذَا تقُولُ أكَانَ يَعرِفُ رَبَّهُ",
"هَذَا الرَّسُولُ حَقِيقَةَ العِرفَانِ",
"أم لاَ وَهَل كَانَت نَصِيحَتُهُ لَنَا",
"كُلَّ النَّصِيحَةِ لَيسَ بالخَوَّانِ",
"أم لاَ وَهَل حَازَ البلاغَةَ كُلَّهَا",
"فَاللَّفظُ وَالمعنَى لَهُ طَوعَانِ",
"فَِذَا انتَهَت هَذِي الثلاثَةُ فِيهِ كَا",
"مِلَةً مُبَرَّأةً مِنَ النُّقصَانِ",
"فَلأِيِّ شَيءٍ عَاشَ فِينَا كَاتِماً",
"لِلنَفي وَالتعطِيلِ فِي الأزمَانِ",
"بَل مُفصِحاً بِالضِّدِّ مِنهُ حَقِيقَةَ ال",
"فصَاحِ مُوضَّحَةً بكلِّ بَيَانِ",
"وَلأيِّ شَيءٍ لَم يُصَرِّح بِالذِي",
"صَرَّحتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحمَنِ",
"ألِعَجزِهِ عَن ذَاكَ أم تَصِيرِهِ",
"فِي النُّصحِ أم لِخَفَاءِ هَذَا الشَّانِ",
"حَاشَاهُ بَل ذَا وَصفُكُم يَا أمَّةَ التَّ",
"عطِيلِ لاَ المبعُوثِ بالقُرنِ",
"وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ يَذكُر ضِدَّ ذَا",
"فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وكُلِّ زَمَانِ",
"أتَرَاهُ أصبَحَ عَاجِزاً عَن قَولِهِ اس",
"تَولَى وَيَنزِلُ أمرُهُ وَفُلاَنِ",
"وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن بِلَف",
"ظِ الأينِ هَل هَذَا مِنَ التِّبيَانِ",
"وَاللهِ مَا قَالَ الأئِمَّةُ كُلَّ مَا",
"قَد قَالَهُ مِن غَير مَا كِتمَان",
"وَغَدَت بَصَائِرُهُم كَخُفَّاشٍ أتَى",
"ضَوءُ النهَأرِ فَكَفَّ عَن طَيَرَانِ",
"حَتَّى ِذَا مَا اللَّيلُ جَاءَ ظَلاَمُهُ",
"أبصَرتَهُ يَسعَى بِكُلِّ مَكَانِ",
"وَكَذَا عُقُولُكُمُ لَو استَشعَرتُمُ",
"يَا قَومُ كالحَشَرَاتِ والفِيرَانِ",
"أنِسَت بيحَاشِ الظَّلاَمِ وَمَا لَهَا",
"بِمَطَالِعِ الأنوَارِ قَطُّ يَدَانِ",
"لَو كَانَ حَقًّا مَا يَقُولُ معَطِّلٌ",
"لِعُلُوِّهِ وَصِفَاتِهِ الرَّحمنِ",
"لَزِمَتكُمُ شُنَعٌ ثَلاَثٌ فَارتَؤُوا",
"أو خَلَّةٌ مِنهُنَّ أو ثِنتَانِ",
"تَقدِيمُهُم فِي العِلمِ أو فِي نُصحِهِم",
"أو فِي البَيَانِ أذَاكَ ذُو مكَانِ",
"ن كَانَ مَا قَد قلتُمُ حقًّا فَقَد",
"ضَلَّ الوَرَى بالوَحي والقُرنِ",
"ذ فِيهِمَا ضِدُّ الذِيي قُلتُمُ وَمَا",
"ضِدَّانِ فِي المعقُولِ يَجتَمِعَان",
"بَل كَانَ أولَى أن يُعَطَّلَ مِنهُمَا",
"ويُحَالَ فِي عِلمٍ وفِي عرفَانِ",
"مَّا عَلَى جَهمٍ وَجَعدٍ أو عَلى النَّ",
"ظَّامِ أو ذِي المذهَبِ اليُونَانِ",
"وَكَذَاكَ أتبَاعٌ لَهُم فَقعُ الفَلاَ",
"صُمٌّ وَبكمٌ تَابعو العُميَانِ",
"وَكَذَاكَ أفراخُ القَرامِطَةِ الألَى",
"قَد جَاهَرُوا بِعَداوَةِ الرَّحمنِ",
"كَالحَاكمِيَّةِ والألَى وَالوهُمُ",
"كَأبِي سَعِيدٍ ثُمَّ لِ سِنَانِ",
"وَكَذَا ابنُ سِينَا والنَّصيرُ نصيرُ أه",
"لِ الشِّركِ وَالتكذِيبِ والكُفرَانِ",
"وَكَذَاكَ أفراخُ المجُوسِ وشِبهُهُم",
"وَالصَّابِئينِ وَكُلِّ ذِي بُهتَانِ",
"خوَانُ بلِيسَ اللعِينِ وجُندُهُ",
"لاَ مَرحَباً بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ",
"أفَمَن حَوَالَتُهُ عَلَى التنزِيل وال",
"وَحي المبينِ ومُحكمِ القُرنِ",
"كَمُحَيَّرٍ أضحَت حَوَالَتُهُ عَلَى",
"أمثَالِهِ أم كَيفَ يَستَوِيَانِ",
"أم كَيفَ يشعُرُ تَائِهٌ بمُصَابِهِ",
"وَالقَلبُ قَد جُعِلَت لَهُ قُفلاَنِ",
"قُفلٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ",
"قُفلُ التَعصُّبِ كَيفَ يَنفَتِحضانِ",
"وَمَفََاتحُ الأقفَالِ فِي يَدِ مَن لَه الت",
"صرِيفُ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّأنِ",
"هِيَ خَمسَةٌ مَعلُومَةٌ بِالعَدِّ وَال",
"حُسبَانِ فاطلُبهَا مِنَ القُرنِ",
"وَلَقَد أتَى فِي سُورَةِ المُلكِ التِي",
"تُنجِي لِقَارِئِهَا مِنَ النِّيرَانِ",
"فَاسألهُ فَتحَ القُفلِ مجتهداً عَلى ال",
"أسنَانِ نَّ الفَتحَ بالأسنَانِ",
"هَذَا وَخَاتِمُ هذه العِشرينَ وَجهاً",
"وَهوَ أقرَبُهَا لَى الأذهَانِ",
"سَردُ النُّصُوصِ فنَّهَا قَد نَوَّعَت",
"طُرقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ",
"وَالنَّظمُ يَمنَعُنِي مِنَ استِيفَائِهَا",
"وَسَياقَةُ الألفَاظِ بالميزَانِ",
"فأشِيرُ بَعضَ شَارَةٍ لِمَوَاضِعٍ",
"مِنهَا وَأينَ البَحرُ مِن خِلجَانِ",
"فاذكُر نُصُوصَ الِستِوَاءِ فنَّهَا",
"فِي سَبعِ ياتٍ مِنَ القُرنِ",
"واذكر نُصُوصَ الفوقِ أيضاً فِي ثَلاَ",
"ثٍ قَد غَدَت مَعلُومَةَ التِّبيَانِ",
"واذكُر نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمسَةٍ",
"مَعلُومةٍ بَرِئَت مِنَ النُّقصَانِ",
"واذكُر نُصُوصاً فِي الكِتَابِ تَضَمَّنت",
"تَنزِيلَهُ مِن رَبِّنَا الرَّحمنِ",
"فَتضَمَّنَت أصلَين قَامَ علَيهِمَا ال",
"سلاَمُ والِيمَان كالبُنيَانِ",
"كَونَ الكِتَابِ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ",
"وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ",
"وَعِدَادُهَا سَبعُونَ حِينَ تُعَدُّ أو",
"زادَت عَلَى السَّبعِينَ فِي الحُسبَانِ",
"واذكُر نُصُوصاً ضُمِّنَت رَفعاً وَمِع",
"رَاجاً وَصعَاداً لَى الدَّيَّانِ",
"نَصَّانِ أنَّ الله فَوقَ سَمَائِهِ",
"عِندَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ",
"وَلَقَد أتَى التَّخصِيصُ بالعِندِ الذِي",
"قُلنَا بِسَبعٍ بَل أتَى بِثَمَانِ",
"مِنهَا صَرٍيحٌ مَوضِعَانِ بِسُورَةِ ال",
"أعرَافِ ثُمَّ الانبِياءِ الثَّانِي",
"فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُر مَا الذِي",
"لِسَواهُ ليسَت تَقتَضِي النَّصَّانِ",
"وَبِسُورَةِ التحرِيمِ أيضاً ثَالِثٌ",
"بَادِي الظُّهورِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ",
"ولَدَيهِ فِي مُزَّمِّلٍ قَد بَيَّنَت",
"نَفسَ المُرَادِ وَقُيِّدَت بِبَيَانِ",
"لاَ تَنقُضِ البَاقِي فَمَا لمعَطِّلٍ",
"مِن رَاحَةٍ فِيهَا وَلاَ تِبيَانِ",
"وَبِسُورَةِ الشُّورَى وَفِي مُزَّمِّلٍ",
"سِرٌّ عَظيمٌ شَأنُهُ ذُو شَانِ",
"فِي ذِكرِ تَفطِيرِ السَّمَاءِ فَمَن يُرِد",
"عِلماً بِهِ فَهُوَ القَرِيبُ الدَّانِي",
"لَم يَسمَعِ المتَأخِّرُونَ بِنَقلِهِ",
"جُبناً وَضُعفاً عَنهُ فِي الِيمَانِ",
"بَل قَالَهُ المُتقدِّمُونَ فَوارِصُ ال",
"سلامِ هُم أمَراءُ هَذَا الشَّانِ",
"وَمحَمَّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ فِي",
"تَفسِيرِهِ حُكِيَت بِهِ القَولاَنِ",
"هَذَا وَحَادِيهَا وَعِشرِينَ الذِي",
"قَد جَاء فِي الأخبَارِ وَالقُرن",
"تيانُ ربِّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَمَجِيئُهُ لِلفَصلِ بِالمِيزَانِ",
"فانظُر لَى التقسِيمِ وَالتَّنوِيع فِي ال",
"قُرنِ تُلفِيهِ صَرِيحَ بَيَانِ",
"نَّ المَجيءَ لِذَاتِهِ لاَ أمرِهِ",
"كَلاَّ وَلاَ مَلِكٍ عَظِيمِ الشَّانِ",
"ذ ذانِك الأمرَانِ قَد ذُكِرا وَبَي",
"نَهُمَا مَجِيءُ الرَّبِّ ذِي الغُفرَانِ",
"والله مَا احتملَ المجِيءُ سِوَى مَجِي",
"ءِ الذَّاتِ بَعدَ تَبَيُّنِ البُرهَانِ",
"مِن أينَ يأتِي يا أولِي المعقُولِ ن",
"كُنتُم ذَوِي عَقلٍ مَعَ العِرفَانِ",
"مِن فوقِنَا أو تَحتِنَا وأمَامِنَا",
"أو عَن شَمائِلنَا وَعَن أيمَانِ",
"واللهِ لاَ يَأتِيهُمُ مِن تَحتِهِم",
"أبَداً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ مِن خَلفِهِم وَأمَامِهِم",
"وَعَنِ الشَّمَائِلِ أو عَنِ الأيمَانِ",
"واللهِ لاَ يَأتِيهُم لاَّ مِنَ ال",
"عُلو الذِي فَوقَ كُلِّ مَكَانِ",
"وَاذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيحِ تَضَمَّنَت",
"كَلِمَاتُهُ تَكذِيبَ ذِي البُهتَانِ",
"لَمَّا قَضَى الله الخَلِيقَةَ ربُّنَا",
"كَتَبت يَدَاهُ كِتَابَ ذِي الِحسَانِ",
"وَكِتَابُهُ هَوَ عِندَهُ وَضعٌ عَلى ال",
"عَرشِ المجِيدِ الثَّابِتِ الأركَانِ",
"نِّي أنَا الرَّحمنُ تَسبِقُ رَحمَتِي",
"غَضَبِي وَذَاكَ لرأفتِي وَحَنَاني",
"وَلَقَد أشَارَ نَبِيُّنَا فِي خُطبَةٍ",
"نَحوَ السَّمَاءِ بِأصبُعِ وَبَنَانِ",
"مُستَشهِداً رَبَّ السَّمَواتِ العُلَى",
"لِيَرَى وَيَسمَعَ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ",
"أتُرَاهُ أمسَى للسَّمَا مُستَشهِداً",
"أم للذِي هُو ذِي الأكوَانِ",
"وَلَقَد أتَى فِي رُقيَةِ المَرضَى عَنِ ال",
"هَادِي المُبِينِ أتمُّ مَا تِبيَانِ",
"نَصٌّ بِأنَّ اللهَ فَوقَ سَمَائِهِ",
"فَاسمَعهُ ن سَمَحَت لَكَ الأُذُنَانِ",
"وَلَقَد أتَى خَبَرٌ رَوَاهُ عَمُّه ال",
"عَبَّاسُ صِنوُ أبيهِ ذُو الِحسَانِ",
"أن السَّمَواتِ العُلَى مِن فَوقِهَا ال",
"كرسِي عَلَيهِ العَرشُ للرَّحمَنِ",
"والله فَوقَ العَرشِ يُبصِرُ خَلقَهُ",
"فَانظُرهُ ن سَمَحَت لَكَ العَينَانِ",
"واذكُر حَدِيثَ حُصَينٍ بنِ المنذر الثِّ",
"قَةِ الرِّضَى أعنِي أبَا عِمرَانِ",
"ذ قَالَ رَبِّي فِي السَّمَاءِ لِرَغبَتِي",
"وَلِرَهبَتِي أدعُوه كُلَّ أوَانِ",
"فأقَرَّهُ الهَادِي البشيرُ وَلَم يَقُل",
"أنتَ المُجَسِّمُ قَائِلٌ بِمَكَانِ",
"حَيَّزتَ بَل جَهَّيتَ بَل شَبَّهتَ بَل",
"جَسَّمتَ لَستَ بعَارِفِ الرَّحمنِ",
"هَذي مَقَالَتُهُم لِمَن قَد قَالَ مَا",
"قَد قَالَهُ حَقًّا أبُو عمرَانِ",
"فَاللهُ ياخُذُ حَقَّهُ مِنهُم وَمِن",
"أتبَاعِهِم فَالحَقُّ للرَّحمنِ",
"وَاذكر شَهَادَتَهُ لِمَن قَد قَال رَب",
"ي فِي السَّمَا بحَقِيقَةِ الِيمَانِ",
"وَشَهَادَةَ العَدلِ المعَطِّلِ للذِي",
"قَد قَالَ ذَا بِحَقِيقَةِ الكُفرَانِ",
"وَاحكُم بأيِّهِمَا تَشَاءُ وَنَّنِي",
"لأراكَ تَقبَلُ شَاهِدَ البُطلاَنِ",
"ن كُنتَ مِن أتبَاعِ جَهمٍ صَاحِب التَّ",
"عطِيلِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ",
"واذكُر حَدِيثاً لابن سحَاقَ الرضَى",
"ذَاكَ الصَّدُوقُ الحَافِظُ الرَّبَّانِي",
"فِي قِصِّةَ استِسقَائِهِم يَستَشفِعُو",
"نَ ِلَى الرَّسُولش بربِّهِ المنَّانِ",
"فاستعظَمَ المُختَارُ ذَاكَ وقَالَ شَأ",
"نُ الله رَبِّ العَرشِ أعظَمُ شَانِ",
"اللهُ فَوقَ العَرشِ فَوقَ سَمَائِهِ",
"سُبحَانَ ذِي المَلَكُوتِ والسُّلطَانِ",
"وَلِعَرشِهِ مِنه أطِيطٌ مِنلَ مَا",
"قَد أطَّ رَحلُ الراكِبِ العَجلاَنِ",
"للَّهِ مَا لَقِي ابن اسحَاق مِنَ ال",
"جَهمِييِّ ذ يَرميهِ بالعُدوَانِ",
"وَيظَلُ يَمدَحُهُ ذَا كَانَ الذِي",
"يَروِي يُوَافِقُ مَذهَبَ الطَّعَّانِ",
"كم قَد رَأينَا مِنهمُ أمثَالَ ذَا",
"فَالحُكم للَّهِ العَلِيِّ الشَّانِ",
"هَذَا هُو التطفِيفُ لا التَّطفِيفُ فِي",
"ذَرعٍ وَلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ",
"واذكر حَدِيثَ نُزُولِهِ نِصفَ الدُّجَى",
"فِي ثُلثِ لَيلٍ خرٍ أو ثَانِ",
"فَنُزُولُ رَبٍّ لَيسَ فَوقَ سَمَائِهِ",
"فِي العَقلِ مُمتَنِعٌ وَفِي القُرنِ",
"واذكُر حَدِيثَ الصَّادِقِ ابنِ رَوَاحَةٍ",
"فِي شأنِ جَاريةٍ لَدَى الغِشيَانِ",
"فِيهِ الشَّهَادَةُ أنَّ عرشَ الله فَو",
"قَ الماءِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ",
"وَاللهُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه",
"سُبحَانَهُ عَن نَفي ذِي البُهتَانِ",
"ذَكَرَ ابنُ عَبدِ البَرِّ فِي استِيعَابِه",
"هَذَا وَصَحَّحَهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"وَحَديثُ مِعراَجِ الرَّسُولِ فَثَابِتٌ",
"وَهُوَ الصَّرِيحُ بِغَايَةِ التِّبيَانِ",
"ولَى لهِ العَرشِ كَانَ عُروجُهُ",
"لَم يَختَلِف مِن صَحبِهِ رَجَلاَنِ",
"وَاذكُر بقصَّةِ خَندِقٍ حُكمًا جَرَى",
"لِقُرَيظَةٍ مِن سَعدٍ الرَّبَّانِي",
"شَهِدَ الرَّسُولُ بأنَّ حُكمَ لهَنا",
"مِن فَوقِ سَبعٍ وِفقُهُ بِوزَانِ",
"وَاذكُر حَدِيثاً للبَرَاءِ رَوَاهُ أص",
"حَابُ المَسانِدِ مِنهُمُ الشَّيبَانِي",
"وأبُو عَوَانَةَ ثُمَّ حَاكِمُنَا الرِّضَى",
"وَأبُو نُعَيمِ الحَافِظُ الرَّبَّانِي",
"قَد صَحَّحُوهُ وَفِيهِ نصٌّ ظَاهِرٌ",
"مَا لَم يُحرِّفهُ أولُو العُدوَانِ",
"فِي شأنِ رُوحِ العَبدِ عِندَ وَدَاعِهَا",
"وَفِرَاقِهَا لِمَسَاكِنِ الأبدَانِ",
"فَتَظَلُّ تَصعَدُ فِي سَمَاءِ فَوقَهَا",
"أخرَى لَى خَلاَّقِهَا الرَّحمنِ",
"حَتَّى تَصِيرَ ِلَى سَمَاءٍ رَبُّهَا",
"فِيهَا وَهَذَا نَصُّهُ بأمَانِ",
"واذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيح وفيه تَح",
"ذِيرٌ لِذَاتِ البَعلِ من هِجرَانِ",
"مِن سُخطِ رَبٍّ فِي السَّمَاءِ عَلَى التِي",
"هَجَرَت بِلاَ ذَنبٍ وَلاَ عُدوَانِ",
"واذكُر حَدِيثاً قَد رَواهُ جَابِرٌ",
"فِيهِ الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الِيمَانِ",
"في شأن أهلِ الجَنَّةِ العُليَا وَمَا",
"يَلقَونَ مِن فَضلِ وَمِن حسَانِ",
"بَينَاهُمُ فِي عَيشِهِم وَنَعِيمِهِم",
"وَذَا بِنُورٍ سَاطِعِ الغِشيَانِ",
"لَكِنهُم رَفَعُوا ليهِ رُؤوسَهُم",
"فَذَا هُوَ الرَّحمنُ ذُو الغُفرَانِ",
"فيُسلِّمُ الجَبَّارُ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"حَقًّا عَلَيهِم وَهوَ ذُو الِحسَانِ",
"وَاذكُر حَدِيثاً قَد رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ",
"طَريقُهُ فيهِ أبُو اليَقظَانِ",
"فِي فَضلِ يَومِ الجُمعَةِ اليَومِ الذِي",
"بِالفَضلِ قَد شَهِدَت لَهُ النَّصَّانِ",
"يَومُ استِوَاءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُه",
"حقًّا عَلَى العَرشِ العَظيمِ الشَّانِ",
"وَاذكُر مَقَالَتَهُ ألَستُ أمِينَ مَن",
"فَوقَ السَّمَاءِ الوَاحِدِ المَنَّانِ",
"واذكُر حَدِيثَ أبِي رَزِينٍ ثُمَّ سُق",
"هُ بِطُولِهِ كَم فِيهِ مِن عِرفَانِ",
"وَاللهِ مَا لمعطِّلٍ بِسَمَاعِهِ",
"أبَداً قُوًى ِلاَّ عَلَى النُّكرَانِ",
"فأصُولُ دِينِ نبينَا فِيه أتَت",
"فِي غَايَةِ الِيضاحِ والتبيَانِ",
"وبطُولِهِ قَد سَاقَهُ ابنُ مَامِنَا",
"فِي سُنَّةٍ والحَافِظُ الطَّبَرَانِي",
"وَكَذَا أبُوبَكرٍ بِتَارِيخٍ لَهُ",
"وَأبُوه ذَاكَ زَهَيرٌ الرَّبَّانِي",
"واذكُر كَلامَ مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِ",
"أقِمِ الصَّلاَةِ وَتِلكَ فِي سُبحَانِ",
"فِي ذِكرِ تَفسِيرِ المَقَامِ لأحمَدٍ",
"مَا قِيلَ ذَا بِالرَّأي وَالحُسبَانِ",
"ن كَانَ تَجسِيماً فَنَّ مُجَاهِداً",
"هُوَ شَيخُهُم بَل شَيخُهُ الفَوقَانِي",
"وَلَقَد أتَى ذِكرُ الجُلُوسِ بِهِ وَفِي",
"أثَرٍ رَوَاهُ جَعفَرُ الرَّبَّانِي",
"أعنِي ابنَ عَمِّ نَبِيِّنَا وَبِغَيرِهِ",
"أيضاً أتَى وَالحَقُّ ذُو بَيَانِ",
"وَالدارَ قُطنِييُّ الِمَامُ يَثَبِّتُ ال",
"ثَارَ فِي ذَا البَابِ غَيرَ جَبَانِ",
"وَلَهُ قَصِيدٌ ضُمِّنَت هَذَا وَفِي",
"هَا لَستُ لِلمَروِيِّ ذَا نُكرَانِ",
"وَجَرَت لِذَلِكَ فِتنَةٌ فِي وَقتِهِ",
"مِن فِرقَةِ التعطِيلِ والعُدوَانِ",
"والله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ",
"وَرسُولِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ",
"لَكِن بِمِحنَةِ حِزبِهِ مِن حَربِهِ",
"ذَا حِكمَةٌ مُذ كَانَتِ الفِئَتَانِ",
"وَقَد اقتَصَرتُ عَلَى يَسيرٍ مِن كثِي",
"رٍ فَائِتٍ لِلعَدِّ وَالحُسبَانِ",
"مَا كُلُّ هَذَا قَابِلُ التأويلِ بالت",
"حرِيفِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ",
"هَذَا وَأصلُ بَلِيَّةِ السلامِ مِن",
"تَأوِيلِ ذِ التَّحرِيفِ وَالبُطلاَنِ",
"وَهُوَ الَّذِي قَد فَرَّقَ السَّبعِينَ بَل",
"زَادَت ثَلاَثاً قَولَ ذِي البُرهَانِ",
"وَهُو الَّذِي قَتَل الخَليفَةَ جَامَعَ ال",
"قُرنِ ذَا النُّورَينِ وَالِحسَانِ",
"وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الخَلِيفَةَ بَعدَهُ",
"أعنِي عَلِيًّا قَاتِلَ الأقرَانِ",
"وَهُوَ الذِي قَتَلَ الحُسَينَ وَأهلَهُ",
"فَغَدَوا عَلَيهِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ",
"وَهُوَ الذِي فِي يَومِ حَرَّتِهم أبَا",
"حَ حِمَى المَدِينَةِ مَعقِلَ الِيمَانِ",
"حَتَّى جَرَت تِلكَ الدِّمَاءُ كَأنَّهَا",
"فِي يَومِ عِيدٍ سُنَّةُ القُربَانِ",
"وَغَدَا لَهُ الحَجَّاجُ يَسفِكُهَا وَيَق",
"تُلُ صَاحِبَ الِيمَانِ وَالقُرنِ",
"وَجَرى بمَكَّةَ مَا جَرَى مِن أجلِهِ",
"مِن عَسكَرِ الحَجَّاجِ ذِي العُدوَانِ",
"وَهُوَ الَّذِي أنشَا الخَوَارِجَ مِثلَمَا",
"أنشَا الرَّوَافِضَ أخبَثَ الحَيَوَانِ",
"ولأجلِهِ شَتَمُوا خِيَارَ الخَلقِ بَع",
"دَ الرُّسلِ بالعُدوَانِ والبُهتَانِ",
"ولأجلِهِ سَلَّ البُغَاةُ سُيُوفَهُم",
"ظَنًّا بِأنَّهُم ذَوُو حسَانِ",
"وَلأجلِهِ قَد قَالَ أهلُ الِعتِزَا",
"لِ مَقَالَةً هَدَّت قُوَى اليمَانِ",
"وَلأجلِهِ قَالُوا بأنَّ كَلاَمَهُ",
"سُبحَانَهُ خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ",
"وَلأجلِ قَد كَذَّبَت بِقَضَائِهِ",
"شِبهُ المَجُوسِ العَابِدِي النِّيرانِ",
"وَلأجلِهِ قَد خَلَّدُوا أهلَ الكَبَا",
"ئِرِ فِي الجَحِيمِ كَعَابِدِي الأوثَانِ",
"وَلأجلِهِ قَد أنكَرُوا لِشَفَاعَةِ ال",
"مُختَارِ فِيهِم غَايَة النُّكرَانِ",
"وَلأجلِهِ ضُرِبَ المَامُ بِسَوطِهِم",
"صِدِّيقُ أهلِ السُّنَّةِ الشَّيبَانِي",
"وَلأجلِهِ قَد قَال جَهمٌ لَيسَ رَبُّ",
"العَرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى",
"والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمنِ",
"مَا فَوقَهَا رَبٌّ يُطَاعُ جِبَاهُنَا",
"تَهوِي لَهُ بِسُجُودِ ذِي خُضعَانِ",
"وَلأجلِهِ جُحِدَت صِفَاتُ كَمَالِهِ",
"وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَلأجلِهِ أفنَى الجَحِيمَ وَجَنَّةَ ال",
"مأوَى مَقَالَةَ كَاذِبٍ فَنَّانِ",
"وَلأجلِهِ قَالُوا اللهُ مُعَطَّلٌ",
"أزَلاً بِغَيرِ نِهَايَةٍ وَزَمَانِ",
"وَلأجلِهِ قَد قَالَ لَيسَ لِفِعلِهِ",
"مِن غَايةٍ هِيَ حِكمَةُ الدَّيَّانِ",
"وَلأجلِهِ قَد كَذَّبُوا بِنُزُولِهِ",
"نَحوَ السَّماءِ بِنِصفِ لَيلٍ ثَانِ",
"وَلأجلِهِ زَعَمُوا الكِتَابَ عِبَارَةً",
"وحِكَايةً عَن ذَلِكَ القُرنِ",
"مَا عِندَنَا شَيءٌ سِوَى المخلُوقِ وَال",
"قُرنِ لَم يُسمَع مِنَ الرَّحمَنِ",
"مَاذَا كَلاَمَ الله قَطُّ حَقِيقَةً",
"لَكِن مَجَازٌ وَيحَ ذَا البُهتَانِ",
"وَلأجلِهِ قُتِلَ ابنُ نَصرٍ أحمَدٌ",
"ذَاكَ الخُزَاعِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ",
"ذ قَالَ ذَا القُرنُ نَفسُ كَلاَمِهِ",
"مَا ذَاكَ مَخلُوقٌ مِنَ الأكوَانِ",
"وَهُوَ الذِي جَرَّ ابنَ سِينَا والألَى",
"قَالُوا مَقَالَتهُ على الكُفرَانِ",
"فتَأوَّلُوا خَلقَ السَّمَوَاتِ العُلَى",
"وحُدُوثُها بِحَقِيقَةِ الِمكَانِ",
"وَتَأوَّلُوا عِلمَ الِلَهِ وَقَولَهُ",
"وَصِفَاتِهِ بِالسَّلبِ والبُطلاَنِ",
"وتَأوَّلُوا البَعثَ الَّذِي جَاءَت بِهِ",
"رُسُلُ الِلَهِ بِهَذِهِ الأبدَانِ",
"بِفرَاقِها لِعَنَاصِرٍ قَد رُكِّبَت",
"حَتَّى تَعُود بَسِيطَةَ الأركَانِ",
"وَهُوَ الذِي جَرَّ القَرَامِطَةَ الألَى",
"يَتَأوَّلُونَ شَرَائِعَ الِيمَانِ",
"فَتَأوَّلُوا العَملِيَّ مِثلَ تأوُّلِ ال",
"عِلمِ عِندكُمُ بِلاَ فُرقَانِ",
"وَهُو الذِي جَرَّ النَّصِيرَ وَحِزبَهُ",
"حَتَّى أتَوا بِعَسَاكِرِ الكُفرَانِ",
"فَجَرَى عَلَى الِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ",
"وَخُمَارُهَا فِينَا لى ذَا النِ",
"وَجَمِيعُ مَا فِي الكَونِ مِن بدَعَ وَأح",
"دَاثٍ تُخَالِفُ مُوجِبَ القُرنِ",
"فأسَاسُهَا التأوِيلُ ذُو البُطلاَنِ لاَ",
"تأوِيلُ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ",
"ذ قَالَ تَفسِيرُ المُرَانِ وَكَشفُهُ",
"وَبَيَانُ مَعنَاهُ لى الأذهَانِ",
"قَد كَانَ أَعلَمُ خَلقِهِ بِكَلاَمِهِ",
"صَلَّى عَلَيهِ اللهُ كُلَّ أوَانِ",
"يَتَأولُ القُرنِ عِندَ رُكُوعِهِ",
"وَسُجُودِهِ تأوِيلَ ذِي بُرهَانِ",
"هَذا الذِي قَالَتهُ أمُّ المُؤمني",
"نَ حِكَايَةً عَنهُ لَهَا بِلِسَانِ",
"فَانظُر ِلَى التأوِيلِ مَا تَعنِي بِهِ",
"خَيرُ النِّسَاء وَأفقَهُ النَّسوَانِ",
"أتَظُّنُّهَا تَعنِي بِهِ صَرفاً عَنِ ال",
"مَعنَى القَوِيِّ ذِي الرُّجحَانِ",
"وَانظُر ِلَى التَّأوِيلِ حِينَ يقولُ عَلِّمهُ",
"لِعَبدِ اللهِ فِي القُرنِ",
"مَاذَا أرَادَ بِهِ سِوَى تَفسِيرهِ",
"وَظُهور معنَاه لهُ بِبَيَانِ",
"قَولُ ابنِ عَبَّاسٍ هُوَ التَّأوِيلُ لاَ",
"تأوِيلُ جَهمِيٍّ أخِي بُهتَانِ",
"وَحَقِيقَةُ التَّأوِيلِ مَعنَاهُ الرُّجُو",
"عُ ِلَى الحَقِيقَةِ لاَ ِلَى البُطلاَنِ",
"وَكَذَاكَ تأوِيلُ المَنَامِ حَقِيقَةُ ال",
"مَرئِي لاَ التَّحرِيفُ بِالبُهتَانِ",
"وَكَذَاكَ تَأويلُ الذِي قَد أخبَرَت",
"رُسلُ الِلَهِ بِهِ مِنَ الِيمَانِ",
"نَفسُ الحَقِيقَةِ ذ تُشَاهِدُهَا لَدَى",
"يَومِ المَعَادِ بِرُؤيَةٍ وَعِيَانِ",
"لاَ خُلفَ بَينَ أئِمَّةِ التَّفسِير فِي",
"هَذَا وَذلِكَ وَاضِحُ البُرهَانِ",
"هَذَا كَلاَمُ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ",
"وَأئِمةِ التَّفسِيرِ للقُرنِ",
"تَأوِيلُهُ هُوَ عِندَهُم تَفسِيرُه",
"بِالظَّاهِرِ المَفهُومِ للأذهانِ",
"مَا قَالَ مِنهُم قَطُّ شَخصٌ وَاحِدٌ",
"تَأوِيلُهُ صَرفٌ عَنِ الرُّجحَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ نَفيُ الحَقِيقَة لاَ وَلاَ",
"عَزلُ النُّصُوصِ عَنِ اليقينِ فَذَانِ",
"تَأوِيلُ أهلِ البَاطِلِ المردُود عِن",
"دَ أئِمةِ العِرفَانِ وَالِيمَانِ",
"وَهُوَ الذِي لا شَكَّ فِي بُطلاَنِهِ",
"وَالله يَقضِي فِيهِ بالبُطلاَنِ",
"فَجَعَلتُمُ بِلَّفظِ مَعنًى غَيرَ مَع",
"نَاهُ لَدَيهِم بِاصطِلاَحٍ ثَانِ",
"وَحَمَلتُمُ لَفظَ الكِتَابِ عَلَيهِ حَتَّ",
"ى جَاءَكُم مِن ذَاكَ مَحذُورَانش",
"كَذِبٌ عَلَى الألفَاظِ مَع كَذِبِ علَى",
"مَن قَالَهَا كَذِبَانٍ مَقبُوحَانِ",
"وَتَلاَهُمَا أمرَانِ أقبَحُ مِنهَمَا",
"جَحدُ الهُدَى وَشَهَادةُ البُهتَانِ",
"ذ يَشهَدُونَ الزُّورَ أنَّ مُرَادَهُ",
"غَيرُ الحَقِيقَةِ وَهيَ ذُو بُطلاَنش",
"وَعَلَيكُمُ فِي ذَا وَظَائِفُ أربَعٌ",
"وَالله لَيسَ لَكُم بِهِنَّ يَدَانِ",
"مِنهَا دَلِيلٌ صَارِفٌ لِلَّفظِ عَن",
"مَوضُوعِهِ الأصلِيِّ بِالبُرهَانِ",
"ذ مُدَّعِي نَفسِ الحَقِيقَةِ مُدَّعٍ",
"للأصلِ لَم يَحتَج ِلَى بُرهَانِ",
"فَِذَا استقَامَ لَكُم دَلِيلُ الصَّرفِ يَا",
"هَيهَاتَ طُولِبتُم بِأمرٍ ثَانِ",
"وَهُوَ احتِمَالُ اللَّفظِ لِلمَعنَى الذِي",
"قُلتُم هُوَ المقصُودُ بِالتِّبيَانِ",
"فَغِذَا أتيتُم ذَاكَ طُولِبتُم بِأم",
"رٍ ثَالِثٍ مِن بَعدِ هَذَا الثَّانِي",
"ذ قُلتُمُ نَّ المُرَادَ كَذَا فمَا",
"ذَا دَلَّكُم أتَخَرُّصُ الكُهَّانِ",
"هَب أنهُ لَم يَقصُدِ الموضُوعَ لَ",
"كِن قد يكُونُ القَصدُ مَعنًى ثَانِ",
"غَيرَ الذِي عَيَّنتُمُوهُ وَقَد يَكُو",
"نُ اللَّفظُ مَقصُونداً بدُونِ مَعَانِ",
"كَتَعَبُّدٍ وَتِلاَوَةٍ وَيَكُونُ ذَا",
"كَ القَصدُ أنفَعَ وَهوَ ذُو مكَانِ",
"مِن قَصدِ تَحرِيفٍ لَهَا يُسمَى بِتأ",
"وِيلٍ مَعَ الأتعَابِ للأذهَانِ",
"وَاللهِ مَا القَصدَانِ فِي حَدِّ سَوَا",
"فِي حِكمَةِ المُتَكَلِّمِ المنَّانِ",
"بَل حِكمَةُ الرَّحمنِ تُبطِلُ قَصدَهُ التَّ",
"حرِيفَ حَاشَا حِكمَةُ الرَّحمنِ",
"وَكَذَاكَ تُبطِلُ قصدَهُ نزَالَهَا",
"مِن غَير مَعنًى وَاضِحِ التِّبيَانِ",
"وَهُمَا طَريقَا فِرقَتَين كِلاَهُمَا",
"عَن مَقصَدِ القرن مُنحَرِفَانِ",
"وَأتَى ابنُ سِينا بَعدَ ذَا بِطَرِيقَةٍ",
"أخرَى وَلَم يأنَف مِنَ الكُفرَانِ",
"قَالَ المرادُ حَقَائِقُ الألفَاظِ تَخيي",
"لاً وَتَقرِيباً ِلَى الأذهَانِ",
"عَجِزَت عَن الِدراكِ للمَعقُولِ لاَّ",
"فِي مِثَالِ الحِسِّ كَالصِّبيَانِ",
"كَي يُبرِزَ المعقُولَ فِي صُورٍ مِنَ ال",
"مَحسُوسِ مَقبُولاً لِذِي الأذهَانِ",
"فَتَسَلُّطُ التَّأوِيلِ بطَالٌ لِهَذَا ال",
"قَصدِ وَهُوَ جِنَايَةٌ مِن جَانِ",
"هذَا الذِي قَد قَالَهُ مَع نَفيهِ",
"لِحَقَائِقِ الألفَاظِ فِي الأذهَانِ",
"وَطَرِيقَةُ التَّأوِيلِ أيضاً قَد غَدَت",
"مُشتَقَّةً مِن هَذِهش الخِلجَانِ",
"وَكِلاَهُمَا اتَّفَقَا عَلَى أن الحَفِي",
"قَةَ مُنتَفٍ مَضمُونُهَا بِبَيَانِ",
"لَكِن قَدِ اختَلَفَا فَعِندَ فَرِيقِكُم",
"مَا ن أُرِيدَت قَطُّ بِالتِّبيَانِ",
"لَكِنَّ عِندَهُمُ أريدَ ثُبُوتُهَا",
"فِي الذِّهنِ ذ عُدِمَت مِنَ الِحسَانِ",
"ذ ذَاكَ مَصلَحَةُ المخَاطِبِ عِندَهُم",
"وَطريقَةُ البُرهَانِ أمرٌ ثَانِ",
"فَكِلاَهُمَا ارتَكَبَا أشَدَّ جِنَايَةٍ",
"جُنِيَت عَلَى القُرنِ والِيمَانِ",
"جَعَلُوا النُّصُوصَ لأجلِهَا غَرَضاً لَهُم",
"قَد خَرَّقُوهُ بأسهُمِ الهَذَيَانِ",
"وَتَسَلَّطَ الأوغَادُ والأوقَاحُ وال",
"أرذالُ بالتَّحرِيفِ وَالبُهتَانِ",
"كُلٌ ذَا قَابَلتَهُ بِالنَّصِّ قَا",
"بَلَهُ بِتَأوِيلٍ بِلاَ بُرهَانِ",
"وَيقُولُ تَأوِيلِي كَتأوِيلِ الذِي",
"نَ تَأوَّلُوا فَوقيَّةَ الرَّحمنِ",
"بَل دونَهُ فَظُهُورُهَا فِي الوَحي بِالنَّ",
"صَّينِ مِثلُ الشَّمسِ فِي التِّبيَانِ",
"أيَسُوغُ تَأوِيلُ العُلُوِّ لَكُم وَلاَ",
"تَتَأوَّلُوا البَاقِي بِلاَ فُرقَانِ",
"وَكَذَاكَ تَأوِيلُ الصِّفَاتِ مَع أنَّهَا",
"مِلءُ الحَديثِ وَمِلءُ ذِي القُرنِ",
"واللهِ تَأوِيلُ العُلُوِّ أشَدُّ مِن",
"تَأوِيلِنَا لِقِيَامَةِ الأبدَانِ",
"وَأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا بِحَيَاتِه",
"وَلِعِلمِهِ وَمَشِيئَةِ الأكوَانِ",
"وأشدُّ مِن تَأوِيلِنا لِحُدُوثِ هَ",
"هذَا العَالَم المحسُوسِ بِالِمكَانِ",
"وأشَدُّ مِن تَأوِيلِنَا بَعضَ الشَّرَا",
"ئِعِ عِندَ ذِي النصَافِ وَالمِيزَانِ",
"وأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا لِكَلاَمِهِ",
"بِالفَيضِ مِن فَعَّالِ ذِي الأكوَانِ",
"وَأشدُّ مِن تأوِيلِ أهلِ الرَّفضِ أخ",
"بَارَ الفَضَائِلِ حَازَهَا الشَّيخَانِ",
"وَأشَدُّ مِن تَأوِيلِ كُلِّ مُؤَولٍ",
"نَصًّا بِأن مُرَادَهُ الوَحيَانِ",
"ذ صَرَّحَ الوَحيَانِ مَع كُتُبِ الِلَ",
"هِ جَميعِهَا بِالفَوقِ للرَّحمَنِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ بِذَا الت",
"أوِيلِ بَل أنتُم عَلَى اليمَانِ",
"نَّا تَأوَّلنَا وَأنتُم قَد تَأوَّ",
"لتُم فَهَاتُوا وَاضِحَ الفُرقَانِ",
"ألَكُم عَلَى تَأوِيلِكُم أجرَانِ حَي",
"ثُ لَنَا عَلَى تَأويلِنَا وِزرَانِ",
"هَذِي مَقَالَتُهُم لَكُم فِي كُتبِهِم",
"مِنهَا نَقَلنَاها بِلاَ عُدوَانِ",
"رُدُّوا عَلِيهِم ن قَدَرتُم أو فنَحُّ",
"وا عَن طَريقِ عَسَاكِرِ الِيمَانِ",
"لاَ تَحطَمنَّكُم جُنُودهُم كَحَط",
"م السَّيلِ عما لاَقَى مِنَ الدِّيدَانِ",
"وَكَذَا نُطَالِبُكُم بِأمرٍ رَابِعٍ",
"وَاللهِ لَيسَ لَكُم بِذَا مكَانِ",
"هُوَ الجَوابُ عَن المُعَارِضِ ذ به الدَّ",
"عوَى تَتِمُّ سَلِيمَةَ الأركَانِ",
"لَكِنَّ ذَا عَينُ المَحالِ وَلَو يُسَا",
"عِدُكم عَلَيهِ رَبُّ كُلِّ لِسَانِ",
"فَأدِلَّةُ الِثبَاتِ حَقًّا لاَ يَقُو",
"مُ لَهَا الجِبَالُ وَسَائِرُ الأكوَانِ",
"تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَوَحيُهُ",
"مَع فِطرَةِ الرَّحمنِ وَالبُرهَانِ",
"أنَّى يُعَارضُهَا كِنَاسَةُ هَذِهِ ال",
"أذهَانِ بالشُّبُهَاتِ وَالهَذَيَانِ",
"وَجَعَاجِعٌ وَفَرَاقِعٌ مَا تَحتَهَا",
"لاَّ السَّرابُ لوَارِدٍ ظَمنِ",
"فَلتَهنِكُم هَذي العُلُومُ اللاءِ قد",
"ذُخِرَت لَكُم عَن تَابِعِ الِحسَانِ",
"بَل عَن مَشَايِخِهِم جَمِيعاً ثُمَّ وفق",
"تم لَهَا مِن بَعدِ طُولِ زَمَانِ",
"واللهِ مَا ذُخِرَت لَكُم لِفَضِيلَةٍ",
"لَكُمُ عَلَيهِمِ يَا أولِي النُّقصَانِ",
"لَكِن عُقُولُ القَومِ كَانَت فَوقَ ذَا",
"قَدراً وَشَأنُهُم فَأعظَمُ شَانِ",
"وَهمُ أجَلُّ وَعِلمُهُم أعلَى وَأش",
"رَفُ أن يُشَابَ بِزُخرُفِ الهَذَيَانِ",
"فَلِذَاكَ صَانَهُم الِلَهُ عنِ الَّذِي",
"فِيهِ وَقَعتُم صَونَ ذِي حسَانِ",
"سَمَّيتُمُ التَّحرِيفَ تَأوِيلاً كَذَا التَّ",
"عطِيلَ تَنزِيهاً هُمَا لَقَبَانِ",
"وَأضَفتُم أمراً لَى ذَا ثَالِثاً",
"شَراًّ وَأقبَحَ مِنهُ ذَا بُهتَانِ",
"فَجَعَلتُم الِثبَاتَ تَجسِيماً وَتَش",
"بيهاً وَذَا مِن أقبَحِ العُدوَانِ",
"فَقَلَبتُمُ تِلكَ الحَقَائِقَ مِثلَ مَا",
"قُلِبَت قُلُوبُكُمُ عَنِ الِيمَانِ",
"وَجَعَلتُمُ الممدُوحَ مَذمُوماً كَذَا",
"بِالعكسِ حَتَّى استَكمَلَ اللَّبسَانِ",
"وَأرَدتُمُ أن تُحمَدُوا بِالِتِّبَا",
"عِ نَعَم لَكِن لِمَن يَا فِرقَةَ البُهتَانِ",
"وَبَغَيتُمُ أن تَنسِبُوا للابتِدَا",
"عِ عَسَاكِرَ الثارِ والقُرنِ",
"وَجَعَلتُم الوَحيَينِ غَيرَ مُفِيدَةٍ",
"للِعِلمِ وَالتَّحقِيقِ وَالبُهتَانِ",
"لَكِن عُقُولُ النَّاكِبِينَ عَن الهُدَى",
"لَهُمَا تُفِيدُ وَمَنطِقُ اليُونَانِ",
"وَجَعَلتُم الِيمَانِ كُفراً وَالهُدَى",
"عَينَ الضَّلاَلِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ",
"ثُمَّ استَخَفَّيتُم عُقُولاً مَا أرَا",
"دَ الله أن تَزكُو عَلى القُرنِ",
"حَتَّى استَجَابُوا مُهطِينَ لدعوة التَّ",
"عطِيلِ قَد هَرَبُوا مِنَ الِيمَانِ",
"يَا وَيحَهُم لَو يَشعُرُونَ بِمَن دَعَا",
"وَلِمَا دَعا قَعَدُوا قُعُودَ جَبَانِ",
"هذَا وَثَمَّ بَلِيةٌ مَستُورَةٌ",
"فِيهِم سَأبدِيهَا لَكُم بِبَيَانِ",
"قَالَ استَوى استولَى وَذَا مِن جَهلِهِ",
"لُغَةً وَعَقلاَ مَا هُمَا سِيَّانِ",
"وَرِثَ المُحرِّفُ مِن يَهُودَ وَهُم أولو التَّ",
"حرِيفِ وَالتَّبدِيلِ وَالكِتمَانِ",
"فَأرَادَ مِيرَاثَ الثَّلاَثَةِ مِنهُم",
"فَعَصَت عَلَيهِ غَايَةَ العِصيَانِ",
"ذ كَان لَفظُ النَّص مَحفُوظاً فمَا التَّ",
"بدِيلُ والكِتمَانُ فِي الِمكَانِ",
"فَأرَادَ تَبدِيلَ المعَانِي ذ هِيَ ال",
"مَقصُودُ مِن تَعبِيرِ كُلِّ لِسَانِ",
"فَأتَى ليهَا وَهيَ بَارِزَةٌ مِنَ ال",
"ألفَاظِ ظَاهِرةٌ بِلاَ كِتمَانِ",
"فَنَفَى حَقَائِقَهَا وَأعطَى لَفظَهَا",
"مَعنًى سِوَى مَوضُوعِهِ الحَقَّانِ",
"فَجَنَى عَلَى المعنَى جِنَايَةَ جَاحِدٍ",
"وَجنَى عَلَى الألفَاظِ بِالعُدوَانِ",
"وَأتَى ِلَى حِزبِ الهُدَى أعطَاهُمُ",
"شِبهَ اليَهُودِ وَذَا مِنَ البُهتَانِ",
"ذ قَالَ أنَّهُمُ مُشَبِّهَةٌ وَأن",
"تُمُ مِثلُهُم فَمَنِ الَّذِي يَلحَانِي",
"فِي هَتكِ أستَارِ اليَهُودِ وَشبهِهِم",
"مِن فِرقَةِ التَّحرِيفِ لِلقُرنِ",
"يَا مسلِمينَ بِحَقِّ رَبِّكُمُ اسمَعُوا",
"قَولِي وَعُوهُ وَعيَ ذِي عِرفَانِ",
"ثُمَّ احكُمُوا مِن بَعُد مَن هَذا الذِي",
"أولَى بِهَذَا الشَّبهِ بِالبُرهَانِ",
"أُمِرَ اليَهُودُ بأن يَقُولُوا حِطَّةٌ",
"فَأبَوا وَقَالُوا حِنطَةٌ لِهَوانِ",
"وَكَذَلِكَ الجهمِيُّ قِيلَ لَهُ استَوَى",
"فَابَى وَزَادَ الحَرفَ لِلنُّقصَانِ",
"عِشرُونَ وَجهاً تُبطِلُ التَّأوِيلَ بِاس",
"تولى فَلا تَخرُج عَنِ القُرنِ",
"قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ هُوَ عِندَنَا",
"تَصنِيفُ حَبرٍ عَالِمٍ رَبَّانِي",
"وَلَقَد ذَكَرنَا أربَعِينَ طِرِيقَةً",
"قَد أبطَلَت هَذَا بِحُسنِ بَيَانِ",
"هِيَ فِي الصَّوَاعِقِ ن تُرد تَحقِيقَهَا",
"لا تَختفَِي لاَّ عَلَى العُميَانِ",
"نُونُ اليَهُودِ وَلاَمُ جَهمِيٍّ هُمَا",
"فِي وَحي رَبِّ العرش زَائِدَتَانِ",
"وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ عَطَّلَ وَصفَهُ",
"وَيَهُودُ قَد وَصَفُوهُ بِالنُّقصَانِ",
"فَهُما ذاً فِي نَفيهِم لِصفَاتِهِ ال",
"عُليَا كَمَا بَيَّنتُهُ أخَوَانِ",
"وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم فِرعَونُ مَذ",
"هَبُهُ العُلُوُّ وَذَاكَ فِي القُرنِ",
"وَلِذَاكَ قَد طَلَبَ الصُّعُودَ لَيهِ",
"بِالصَّرحِ الذِي قَد رَامَ مِن هَامَانِ",
"هَذَا رَأينَاهِ بِكُتبِهِمُ وَمِن",
"أفوَاهِهِم سَمعاً ِلَى الذانِ",
"فَاسمَع ذاً مَن ذَا الذِي أولَى بِفر",
"عَونَ المُعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمَنِ",
"وَانظُر لَى مَن قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ",
"حِينَ ادَّعَى فَوقِيةَ الرَّحمنِ",
"فَمِنَ المصَائِبِ أنَّ فِرعَونِيَّكُم",
"أضحَى يُكَفِّرُ صَاحِبَ الِيمَانِ",
"وَيَقُولُ ذَاكَ مُبَدِّلٌ للدِّينِ سَا",
"عٍ بِالفَسَادِ وَذا مِن البُهتَانِ",
"نَّ المورِّثَ ذَا لَهُم فِرعَونُ حِي",
"نَ رمَى بِهِ المُولُودَ مِن عِمرانِ",
"فَهوَ الِمامُ لَهُم وَهَادِيهِم بِمَت",
"بُوعٍ يَقُودُهُمُ ِلَى النِّيرَانِ",
"هُوَ أنكَرَ الوَصفَينِ وَصفَ الفَوقِ وَالتَّ",
"كلِيمِ نكَاراً عَلَى البُهتَانِ",
"ذ قَصدُهُ نكَارُ ذَاتِ الرَّب فالتَّ",
"عطِيلُ مَرقَاةٌ لِذَا النُّكرَانِ",
"وَسوَاهُ جَاءَ بِسُلَّمٍ وَبِلَةٍ",
"وَأتَى بِقَانُونٍ عَلَى بُنيَانِ",
"وَأتَى بِذَاكَ مُفَكِّراً وَمُقَدِّراً",
"وِرثَ الوَلِيدَ العَابِدَ الأوثَانِ",
"وَأتَى ِلَى التَّعطِيلِ مِن أبوَابِه",
"لاَ مِن ظُهُورِ الدَّارِ وَالجُدرَانِ",
"وأتَى به فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالتَّ",
"عظِيمِ تَلبِيساً عَلَى العُميَانِ",
"وَأتَى لَى وَصفِ العُلُوِّ فَقَالَ ذَا التَّ",
"جّسِيمُ لَيسَ يَلِيقُ بِالرَّحمَنِ",
"فَاللَّفظُ قَد أنشَاهُ مِن تِلقَائِهِ",
"وكَسَاهُ وَصفَ الوَاحِدِ المنَّانِ",
"وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ صَبِيُّ العَقلِ لَم",
"يَبلُغ وَلَو كانُوا مِنَ الشِّيخَانِ",
"لاَّ أنَاساً سَلَّمُوا لِلوَحيِ هُم",
"أهلُ البُلُوغِ وَأعقَلُ الِنسَانِ",
"فأتَى لَى الصِّبيَانِ فَانقَادُوا لَهُ",
"كَالشَّاءِ ذ تَنقَادُ للجَوبَانِ",
"فَانظُر لَى عَقلٍ صَغِيرٍ فِي يَدَي",
"شَيطَانَ مَا يَلقَى مِنَ الشِّيطَانِ",
"قَالُوا ذَا قَالَ المجَسِّمُ رَبُّنَا",
"حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى بِلِسَانِ",
"فَسَلُوهُ كَم لِلعَرشِ مَعنًى وَاستَوَى",
"أيضاً لَهُ فِي الوَضعِ خَمسُ مَعَانِ",
"وَعلى فَكَم مَعنًى لَهَا أيضاً لَدَى",
"عَمرٍو فذَاكَ مَامُ هَذَا الشَّانِ",
"بَيِّن لَنَا تِلكَ المَعَانِي وَالذِي",
"مِنهَا أرِيدَ بِوَاضِحِ التِّبيَانِ",
"فاسمَع فَذَاك مُعَطِّلٌ هَذِي الجَعَا",
"جعُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الهَذَيَانِ",
"قُل لِلمُجَعجِعِ وَيحَكَ اعقَل ما الذِي",
"قَد قُلتهُ ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ",
"العَرشُ عَرشُ الربِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَاللاَّمُ لِلمَعهُودِ فِي الأذهَانِ",
"مَا فِيه جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ",
"نَقلَ المَجَازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ",
"وَمُحَمَّدٌ وَالأنبياءُ جَمِيعُهُم",
"شَهِدُوا بِهِ للخَالِقِ الرَّحمَنِ",
"مِنهُم عَرَفنَاهُ وَهُم عَرَفُوهُ مِن",
"رَبٍّ عَلَيهِ قَدِ استَوَى دَيَّانِ",
"لَم تَفهَم الأذهَانُ مِنهُ سَريرَ بَل",
"قِيسٍ وَلاَ بَيتاً عَلَى الأركَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ عَرشاً عَلى بحرٍ وَلا",
"عَرشاً لِجبريلَ بِلا بُنيَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ العرشَ الذِي ن ثُلَّ مِن",
"عَبدٍ هَوَى تَحتَ الحضِيضِ الدَّانِي",
"كَلاَّ وَلاَ عَرشَ الكُرومِ وهذه ال",
"أعنَابِ فِي حَرثٍ وَفِي بُستَانِ",
"لَكنَّهَا فَهِمَت بِحمدالله عَر",
"شَ الرَّبِّ فَوقَ جِمِيعِ ذي الأكوَانِ",
"وَعَلَيهِ رَبُّ العالمِينَ قَدِ استَوَى",
"حَقًّا كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ",
"وَكَذَا استَوَى الموصُولُ بالحرفِ الذِي",
"ظَهَرَ المُرادُ بهِ ظُهورَ بَيَانِ",
"لاَ فِيهِ جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُفهِمٌ",
"للشتِرَاكِ وَلاَ مَجَازٍ ثَانِ",
"تَركِيبُهُ مَع حَرفِ الاستِعلاَءِ نَصٌّ",
"فِي العُلُوِّ بوضعِ كُلِّ لِسَانِ",
"فَذَا تَركَّبَ مَع لى فَالقَصدُ مَع",
"مَعنَى العُلُوِّ لِوضعِهِ بِبَيَانِ",
"وَلَى السَّمَاءِ قَدِ استَوَى فَمُقَيَّدٌ",
"بِتَمَامِ صَنعتِهَا مَعَ التقَانِ",
"لَكِن عَلَى العَرشِ استَوَى هُو مُطَلقٌ",
"مِن بَعدِهَا قَد تَمَّ بِالأركَان",
"لَكِنَّمَا الجَهمِيُّ يَقصُرُ فَهمُهُ",
"عَن ذَا فَتِلكَ مَوَاهِبُ المنَّانِ",
"فذَا اقتَضَى وَاوَ المعِيَّة كَانَ مَع",
"نَاهُ استَوَى مُقَدَّمٌ وَالثَّانِي",
"فَذَا أتَى مِن غَيرِ حَرفٍ كَانَ مَع",
"نَاهُ الكَمَالَ فَلَيسَ ذَا نُقصَانِ",
"لاَ تَلبُسوا بِالبَاطِلِ الحقَّ الذِي",
"قَد بَيَّن الرَّحمَنُ فِي الفُرقَانِ",
"وَعَلَى للاستِعلاَءِ فَهيَ حَقيقَةٌ",
"فِيهِ لَدَى أربَابِ هَذَا الشَّانِ",
"وَكَذلِكَ الرَّحمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"لَم يَحتَمِل مَعنًى سِوَى الرَّحمَنِ",
"يَا وَيحَهُ بِعَمَاهُ لَو وَجَدَ اسمَهُ الرَّ",
"حمَنَ مُحتَمِلاً لِخَمسِ مَعَانِ",
"لَقَضَى بأنَّ اللَّفظَ لاَ مَعنًى لَهُ",
"لاَّ التَّلاَوَةُ عِندَنَا بِلِسَانِ",
"فَلِذَاكَ قَالَ أئِمةُ الِسلاَمِ فِي",
"مَعنَاهُ مَا قَد سَاءَكُم بِبَيَانِ",
"وَلَقَد أحَلنَاكُم عَلَى كُتُبٍ لَهُم",
"هِي عَندَنَا وَاللهِ بالكِيمَانِ",
"وَاللَّفظُ مِنهُ مُفرَدٌ ومَركَّبٌ",
"فِي الاعتِبَارِ فَمَا هُمَا سِيانِ",
"واللَّفظُ فِي التَّركيبِ نَصٌّ فِي الذِي",
"قَصَدَ المُخَاطِبُ مِنهُ فِي التِّبيَانِ",
"أو ظَاهرٌ فِيه وَذَا مِن حيثُ نِس",
"بَتُهُ لَى الأفهَامِ وَالأذهَانِ",
"فَيكُونُ نصًّا عِندَ طَائِفَةٍ وَعِن",
"دَ سِوَاهُمُ هُوَ ظَاهرُ التبيَانِ",
"وَلَدَى سِوَاهُم مُجمَلٌ لَم يَتَّضِح",
"لَهُم المُرَادُ بِهِ اتضَاحَ بَيَانِ",
"فَالأولُون للفِهِم ذَاكَ الخِطَا",
"بِ ولفِهِم مَعنَاهُ طُولَ زَمَانِ",
"طَالَ المِرَاسُ لَهُم لمعنَاهُ كَمَا اش",
"تَدَّت عِنَايَتُهُم بِذَاكَ الشَّانِ",
"وَالعِلمُ مِنهُم بِالمُخَاطِبِ ذ هُمُ",
"أولَى بِهِ مِن سَائِرِ الِنسَانِ",
"وَلَهُم أتمُّ عِنَايَةٍ بِكَلاَمِهِ",
"وَقُصُودِهِ مَع صِحَّةِ العِرفَانِ",
"فَخِطَابُه نَصٌ لَدَيهم قَاطِعٌ",
"فِيمَا أُريدَ بِهِ مِنَ التِّبيَانِ",
"لَكِنَّ مَن هُوَ دُونَهُم فِي ذَاكَ لَم",
"يَقطَع بِقَطعِهِم عَلَى البُرهَانش",
"وَيقُولُ يَظهَرُ ذَا وَليسَ بِقَاطِعٍ",
"فِي ذِهنِهِ لا سَائشرِ الأذهَانِ",
"وَللفِهِ بِكَلاَمِ مَن هُوَ مُقتَدٍ",
"بِكَلاَمِهِ مِن عَالِمِ الأزمَانِ",
"هُو قَاطِعٌ بِمُرَادِهِ وَكَلاَمُهُ",
"نَصٌّ لَدَيهِ وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"وَالفتنَةُ العُظمَى مِنَ المتَسَلِّقِ المَ",
"خُدُوعِ ذِي الدَّعوَى أخِي الهَذَيَانِ",
"لَم يَعرِفِ العِلمَ الذِي فِيهِ الكَلاَ",
"مُ وَلاَ لهُ لفٌ بِهَذَا الشَّانِ",
"لَكِنهُ مِنهُ غَرِيبٌ لَيسَ مِن",
"سُكَّانِهِ كَلاَّ وَلاَ الجِيرَانِ",
"فَهوَ الزَّنيمُ دَعِيُّ قَومٍ لَم يَكُن",
"مِنهُم وَلَم يَصحَبهُمُ بِمَكَانِ",
"وَكَلاَمُهُم أبداً لَدَيهِ مُجمَلٌ",
"وَبمعزَلٍ عَن مرةِ الِيقَانِ",
"شَدَّ التِّجَارَةَ بالزيُوفِ يَخَالُهَا",
"نَقداً صَحِيحاً وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ",
"حَتَّى ذَا رُدَّت لَيهِ نَالَهُ",
"مِن رَدِّهَا خِزيٌ وَسُوءُ هَوَانِ",
"فأرَادَ تَصحِيحاً لَهَا ذ لَم يَكُن",
"نَقدُ الزيُوفِ يَرُوجُ فِي الأثمَانِ",
"وَرَأى استِحَالَة ذَا بِدُونِ الطَّعنِ فِي",
"بَاقِي النُّقُودِ فَجَاءَ بِالعُدوَانِ",
"واستَعرضَ الثَّمَنَ الصَّحِيحَ بجَهلِهِ",
"وَبِظُلمِهِ يَبغِيهِ بِالبُهتَانِ",
"عِوَجاً لِيَسلَمَ نَقدُهُ بَينَ الوَرَى",
"وَيَرُوجَ فِيهِم كَامِلَ الأوزَانِ",
"وَالنَّاسُ لَيسُوا أهلَ نَقدٍ للذِي",
"قَد قِيلَ لا الفردَ فِي الأزمَانِ",
"وَالزَّيفُ بَينَهُمُ هُوَ النَّقدُ الذِي",
"قَد رَاجَ فِي الأسفَارِ وَالبُلدَانِ",
"ذ هُم قَدِ اصطَلحُوا عَلَيهِ وارتَضَوا",
"بِجَوَازِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ",
"فَذَا أتَاهُم غَيرُهُ وَلَو أنَّهُ",
"ذَهبٌ مُصفَّى خَالِصُ العِقيَانِ",
"رَدُوه واعتَذَرُوا بأنَّ نُقُودَهُم",
"مِن غَيرِهِ بِمَرَاسِمِ السُّلطَانِ",
"فَِذَا تَعَامَلنَا بِنَقدٍ غَيرِهِ",
"قَطِعَت جَوَامِكُنَا مِنَ الدِّيوَانِ",
"وَاللهِ مِنهُم قَد سَمِعنَا ذا وَلَم",
"نَكذِب عَلَيهِم وَيحَ ذِي البُهتَانِ",
"يَا مَن يُريدُ تِجَارَةً تُنجِيهِ مِن",
"غَضَبِ الِلهِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ",
"وَتُفِيدُهُ الأربَاحَ بِالجَنَّاتِ وَال",
"حُورِ الحِسَانِ ورُؤيَةِ الرَّحمَنِ",
"فِي جَنَّةٍ طَابَت وَدَامَ نَعِيمُهَا",
"مَا للفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ",
"هَيىء لَهَا ثَمَنَاً تُبَاعُ بِمِثلِهِ",
"لاَ تُشتَرَى بِالزَّيفِ مِن أثمَانِ",
"نَقداً عَلَيهِ سِكةٌ نَبَوِيةٌ",
"ضَربَ المَدِينَة أشرَفِ البُلدَانِ",
"أظَنَنتَ يَا مَغرُورُ بَائِعَهَا الذِي",
"يَرضَى بِنَقدٍ ضَربِ جِنكسخَانِ",
"مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ ن",
"طَمِعَت بِذَا وَخُدعتَ بِالشَّيطَانِ",
"فَاسمَع ذاً سَبَبَ الضلاَلِ وَمَنشَأ التَّ",
"خليطِ ذ يَتَنَاظرُ الخَصمَانِ",
"يَحتَجُّ بِاللَّفظِ المرَكَّبِ عَارِفٌ",
"مَضمُونَهُ بِسِيَاقِهِ لِبَيَانِ",
"وَاللَّفظُ حِينَ يُسَاقُ بِالتركِيبِ مَح",
"فُوفٌ بِهِ للفَهمِ وَالتِّبيَانِ",
"جُندٌ يُنَادَى بالبَيَانِ عَلَيهِ مِث",
"لَ نِدَائِنَا بِقَامَةٍ وَأذَانِ",
"كَي يَحصُلَ الِعلاَمُ بِالمَقصُودِ مِن",
"يرَادِهِ وَيَصِير فِي الأذهَانِ",
"فَيَفُكَّ تَركِيبَ الكَلاَمِ مُعَانِدٌ",
"حَتَّى يُقَلقِلَهُ مِنَ الأركَانِ",
"وَيرُومُ مِنهُ لَفظَةً قَد حُمِّلَت",
"مَعنَى سِوَاه فِي كَلاَمٍ ثَانِ",
"فَيَكُونُ دَبُّوسَ الشِّقَاقِ وَعُدَّةً",
"للدَّفعِ فِعلَ الجَاهِلِ الفتَّانِ",
"فَيقُولُ هَذَا مُجمَلٌ وَاللَّفظ مُح",
"تَمَلٌ وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ",
"وَبذَاكَ يَفسُدُ كُلُّ عِلمٍ فِي الوَرَى",
"وَالفَهمُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ",
"ذ أكثرُ الألفَاظِ تَقبَلُ ذَاكَ فِي ال",
"فرَادِ قَبلَ العَقدِ وَالتِّبيَانِ",
"لَكِن ذَا مَا رُكِّبَت زَالَ الَّذِي",
"قَد كَانَ مُحتَمَلاً لَدَى الوِحدَانِ",
"فَذَا تَجَرَّدَ كَانَ مُحتمَلاً لِغَي",
"رِ مُرَادِهِ أو فِي كَلاَمٍ ثَانِ",
"لَكِنَّ ذَا التَّجرِيدَ مُمتَنِعٌ فَن",
"يُفرَض يَكُن لاَ شَكَّ فِي الأذهَانِ",
"وَالمُفرَدَاتُ بِغَيرِ تَركِيبٍ كَمِث",
"لِ الصَّوتِ تَنعَقُهُ بِتِلكَ الضَّانِ",
"وَهُنَالِكَ الِجمَالُ وَالتَّشكِيكُ وَالتَّ",
"جهِيلُ وَالتَّحرِيفُ وَالتيَانُ بِالبُطلاَنِ",
"فَذَا هُمُ فَعَلُوهُ رَامُوا نَقلَهُ",
"لِمُرَكَّبٍ قَد حُفَّ بِالتِّبيَانِ",
"وَقَضَوا عَلَى التَّركِيبِ بِالحُكمِ الَّذِي",
"حَكَمُوا بِهِ لِلمُفرَدِ الوحدَانِ",
"جَهلاً وَتَجهِيلاً وَتَدلِيساً وَتَل",
"بيساً وَتَرويجاً عَلَى العُميَانِ",
"هَذَا هَدَاكَ اللهُ مِن ضلاَلِهِم",
"وَضَلاَلِهِم فِي المَنطِقِ اليوناني",
"كَمجرَّدَاتٍ فِي الخَيَالِ وَقَد بَنَى",
"قَومٌ عَلَيهَا أوهَنَ البُنيَانِ",
"ظَنُّوا بِأنَّ لَهَا وَجُوداً خَارِجاً",
"وَوُجُودُهَا لَو صَحَّ فِي الأذهَانِ",
"أنَّى وَتِلكَ مُشَخَّصَاتٌ حُصِّلَت",
"فِي صُورَةٍ جُزئِيَّةٍ بِعِيَانِ",
"لَكِنَّهَا كُلِّيةٌ ن طَابَقَت",
"أفرَادَهَا كاللَّفظِ فِي الميزَانِ",
"يَدعُونَهُ الكُلِّيَّ وَهوَ مَعيَّنٌ",
"فَردٌ كَذَا المعنَى هُمَا سِيَّانِ",
"تجَريدُ ذَا في الذِّهنِ أو فِي خَارِجٍ",
"عَن كُلِّ قَيدٍ لَيسَ فِي الِمكَانِ",
"لاَ الذهنُ يَعقِلُهُ وَلاَ هُوَ خَارِجٌ",
"هُوَ كَالخَيَالِ لِطَيفِهِ السَّكرَانِ",
"لَكِن تَجرُّدُهَا المُقَيَّدِ ثَابِتٌ",
"وَسِوَاهُ مُمتَنِعٌ بِلاَ مكَانِ",
"فَتَجَرُّدُ الأعيَانِ عَن وَصفٍ وَعَن",
"وَضعٍ وَعَن وَقتٍ لَهَا وَمَكَانِ",
"فَرضٌ مِنَ الأذهَانِ يَفرضُهُ كَفَر",
"ضِ المُستَحِيلِ هُمَا لَهَا فَرضَانِ",
"الله أكبرُ كَم دَهَى مِن فَاضِلٍ",
"هَذَا التَّجَرُّدُ مِن قَدِيمِ زَمَانِ",
"تَجرِيدُ ذِي الألفَاظِ عَن تَركِيبِهَا",
"وَكَذَاكَ تَجرِيدُ المَعَانِي الثَّانِي",
"وَالحَقُ أنَّ كلَيهمَا فِي الذهنِ مَف",
"رُوض فَلاَ تَحكُم عَلَيهِ وَهُوَ فِي الأذهَانِ",
"فيقُودُكَ الخَصمُ المُعَانِدُ بِالذِي",
"سَلَّمتَهُ للحُكمِ فِي الأعيَانِ",
"فَعَلَيكَ بِالتَّفصِيلِ ن هُم أطلَقُوا",
"أو أجمَلُوا فَعَلَيكَ بِالتِّبيَانِ",
"وَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِرِ المنقُولِ عَن",
"أشيَاخِهِم كَتَمَسُّكِ العُميانِ",
"وَأبَوا بأن يَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِر النَّ",
"صَّينِ وَاعجَباً مِنَ الخُذلاَنِ",
"قَولُ الشُّيُوخِ مُحَرَّمٌ تأوِيلُهُ",
"ذ قَصدُهُم للشَّرحِ وَالتِّبيَانِ",
"فَذَا تَأوَّلنَا عَلَيهِم كَانَ ب",
"طَالاً لِمَا رَامُوا بِلاَ بُرهَانِ",
"فَعَلَى ظَوَاهِرِهَا تُمَرُّ نُصُوصُهُم",
"وَعَلَى الحَقِيقَةِ حَملُهَا لِبَيَانِ",
"يَا لَيتَهُم أجرَوا نُصُوصَ الوَحي وَال",
"مُجرَى مِنَ الثَارِ وَالقُرنِ",
"بَل عِندَهُم تِلكَ النُّصُوصُ ظَوَاهرٌ",
"لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ الِيقَانِ",
"لَم تُغنِ شَيئاً طَالِبَ الحقِّ الذِي",
"يَبغِي الدَّلِيلَ وَمُقتَضَى البُرهَانِ",
"وَسَطَوا عَلَى الوَحيَينِ بِالتَّحريفِ ذ",
"سَمَّوهُ تَأوِيلاً بوَضعٍ ثَانِ",
"فَانظُر ِلَى الأعرَافِ ثُمَّ لِيُوسُفٍ",
"وَالكَهفُ وَافهَم مُتَضَى القُرنِ",
"فَذَا مَرَرتَ بلِ عِمرَانٍ فَهِم",
"تَ القَصدَ فَهمَ مُوَفَّقٍ رَبَّانِي",
"وَعِلمتَ أنَّ حَقِيقَةَ التأوِيل تَب",
"يينُ الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازُ الثَّانِي",
"وَرَأيتَ تأوِيلَ النُّفَاةِ مُخَالِفاً",
"لِجَمِيعِ هَذَا لَيسَ يَجتَمِعَانِ",
"اللَّفظُ هُم أنشَوا لَهُ مَعنًى بِذَا",
"كَ الصطِلاَحِ وَذَاكَ أمرٌ دَانِ",
"وَأتَوا ِلَى الِلحَادِ فِي الأسمَاءِ وَالتَّ",
"حرِيفِ للألفَاظِ بِالبُهتَانِ",
"فَكَسَوهُ هَذَا اللَّفظَ تَلبِيساً وَتَد",
"لِيساً عَلَى العُميَانِ وَالعُورَانِ",
"فَاستَنَّ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُكَذِّبٍ",
"مِن بَاطِنِيٍّ قُرمُطِييٍّ جَانِي",
"فِي ذَا بِسُنَّتِهِم وَسَمَّى جَحدَهُ",
"لِلحَقِّ تَأوِيلاً بِلاَ فُرقَانِ",
"وَأتَى بِتَأوِيلٍ كَتَأوِيلاَتِهِم",
"شِبراً بِشِبرٍ صَارِخاً بِأذَانِ",
"نَّا تَأوَّلنَا كَمَا أوَّلتُمُ",
"فَأتُوا نُحَاكِمكُم لَى الوَزَّانِ",
"فِي الكِفَّتَينِ نَحُطُّ تَأوِيلاَتِنَا",
"وَكَذَاكَ تَأوِيلاَتِكُم بِوِزَانِ",
"هَذَا وَقَد أقرَرتُم أنَّا بِأي",
"دِينَا صَريحُ العَدلِ وَالمِيزَانِ",
"وَغَدَوتُمُ فِيهِ تَلاَمِيذاً لَنَأ",
"أوَ لَيسَ ذَلِكَ مَنطِقَ اليُونَانِ",
"مِنَّا تَعَلَّمتُم وَنَحنُ شُيُوخُكُم",
"لاَ تَجحَدُونَا مِنَّةَ الِحسَانِ",
"فَسَلُوا مَبَاحِثَكُمُ سُؤالَ تَفَهُّمٍ",
"وَسَلُوا القَوَاعِدَ رَبَّةَ الأركَانِ",
"مِن أينَ جَاءَتكُم وَأينَ أصُولُهَا",
"وَعَلَى يَدَي مَن يَا أولِي النُّكرَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ وَأن",
"تُم مُؤمِنُونَ وَنَحنُ مُتَّفِقَانِ",
"أنَّ النُّصُوصَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ",
"لَم تُفضِ قَطُّ بِنَا لَى يقَانِ",
"فَلِذَاكَ حَكَّمنَا العُقُولَ وَأنتُم",
"أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ قَد رَميتُم بَينَنَا",
"حَربَ الحُرُوبِ وَنَحنُ كَالأخَوَانِ",
"الأصلُ مَعقُولٌ وَلَفظُ الوَحي مَع",
"زُولٌ وَنَحنُ وأنتُمُ صِنوَانِ",
"لاَ بِالنُّصُوصِ نَقُولُ نَحنُ وَأنتُمُ",
"أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ",
"فَذَرُوا عَداوَتَنَا فَنَّ وَرَاءَنَا",
"ذَاكَ العَدُوُّ الثِّقلُ ذُو الأضغَانِ",
"فَهُم عَدُوُّكُم وَهُم أعدَاؤنَا",
"فجَمِيعُنَا فِي حَربِهِم سِيَّانِ",
"تِلكَ المُجَسِّمَةُ الألَى قَالُوا بأنَّ",
"الله فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"وَلَيهِ يَصعَدُ قَولُنَا وَفِعَالُنَا",
"وَلَيهِ تَرقَى رُوحُ ذِي الِيمَانِ",
"وَلَيهِ قَد عَرَجَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً",
"وَكَذَا ابنُ مَريَمَ مَصعَدَ الأبدَانِ",
"وَكَذاكَ قَالُوا نه بالذَّاتِ فَو",
"قَ العَرشِ قُدرتُهُ بِكُلِّ مَكَانِ",
"وَكَذَاكَ يَنزلُ كُلَّ خِرِ لَيلَةٍ",
"نَحوَ السَّمَاءِ فَهَاهُنَا جِهَتَانِ",
"للِبتدَاءِ وَالنتِهَاءِ وَذَانِ لِل",
"أجسَامِ أينَ الله مِنَ هَذَانِ",
"وَكَذَاكَ قُالُوا نَّهُ مُتَكَلِّمٌ",
"قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَيَا خوَانِ",
"أيَكُونُ ذَاكَ بِغيرِ حرفٍ أم بِلاَ",
"صَوتٍ فَهَذَا لَيسَ فِي المكَانِ",
"وَكَذَاكَ قُالوا مَا حَكَينَا عَنهُمُ",
"مِن قَبلُ قَولَ مُشَبِّهِ الرَّحمَنِ",
"فَذَرُوا الحِرَابَ لَنَا وشُدُّوا كُلُّنَا",
"جَمعَاً عَلَيهِم حَملَةَ الفُرسَانِ",
"حَتَّى نَسُوقَهُمُ بِأجمَعِنَا لَى",
"وَسطِ العَرِينِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ",
"فَلقَد كَوَونَا بِالنُصُوصِ وَمَا لَنَا",
"بِلِقَائِهَا أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ",
"كَمَ ذَا يُقَالُ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ",
"مِن فَوقِ أعنَاق لَنَا وَبنَانِ",
"ذ نَحنُ قُلنَا قَالَ رِسطُوا المُعَلِّ",
"مُ أولاً أو قَالَ ذَاكَ الثَّانِي",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا ابنُ سِينَا قَالَ ذَا",
"أو قَالَهُ الرَّازِيُّ ذُو التِّبيانِ",
"قَالُوا لَنَا قَالَ الرَّسُولُ وَقَالَ فِي",
"القُرنِ كَيفَ الدَّفعُ لِلقُرنِ",
"وَكَذَاكَ أنتُم مِنهُمُ أيضاً بِهَ",
"ذَا المَنزِلِ مِن أثَرٍ وَمِن قُرنِ",
"ن جِئتمُنوهُم بِالعُقُولِ أتَوكُمُ",
"بِالنَّصِّ الضَّنكِ الَّذِي تَرَيَانِ",
"فَتَحَالَفُوا نَّا عَلَيهِم كُلُّنَا",
"حِزبٌ وَنَحنُ وَأنتُم سِلمَانِ",
"فَذا فَرَغنا مِنهُمُ فَخِلاَفُنَا",
"سَهلٌ وَنَحنُ وَأنتُمُ أخَوَانِ",
"فَالعَرشُ عِندَ فَرِيقِنَا وَفَرِيقِكُم",
"مَا فَوقَهُ أحدٌ بِلاَ كِتمَانِ",
"مَا فَوقَهُ شَيءٌ سَوَى العَدَمِ الذِي",
"لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ والأذهَانِ",
"مَا الله مَوجُودٌ هُنَاكَ ونَّمَا ال",
"عَدَمُ المُحَقَّقُ فَوقَ ذِي الأكوَانِ",
"وَالله مَعدُومٌ هُنَاكَ حَقِيقَةً",
"بِالذَّاتِ عَكسُ مَقَالَةِ الدِّيصَانِ",
"هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِنَا",
"وَفَريقِكُم وَحَقِيقَةُ العِرفَانِ",
"وَكَذَا جَمَاعَتُنَا عَلَى التَّحقِيقِ فِي التَّ",
"ورَاةِ وَالنجِيلِ وَالفُرقَانِ",
"لَيسَت كَلاَمَ الله بَل فَيضٌ مِنَ ال",
"فَعَّالِ أو خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ",
"فالأرضُ مَا فِيهَا لَهُ قَولٌ وَلا",
"فَوقَ السَّمَا لِلخَلقِ مِن دَيَّانِ",
"بَشَرٌ أتَى بِالوَحي وَهوَ كَلاَمُهُ",
"فِي ذَاكَ نَحنُ وَأنتُمُ مِثلاَنِ",
"وَلِذَاكَ قُلنَا أنَّ رُؤيَتَنَا لَهُ",
"عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ فِي الِمكَانِ",
"وَزَعَمتُمُ أنَّا نَرَاهُ رُؤيَةَ ال",
"مَعدُومِ لاَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ",
"ذ كُلُّ مَرئِيٍّ يَقُومُ بِنَفسِهِ",
"أو غَيرِهِ لاَ بُدَّ فِي البُرهَانِ",
"مِن أن يُقَابِلَ مَن يرَاهُ حَقِيقَةً",
"مِن غَيرِ بُعدٍ مُفرِطٍ وَتَدَانِ",
"وَلَقَد تَسَاعَدنَا عَلَى بطَالِ ذَا",
"أنتُم وَنَحنُ فَمَا هُنَا قَولاَنِ",
"أمَّا البَلِيَّةُ فَهيَ قَولُ مُجَسِّمٍ",
"قَالَ القُرنُ بَدَا مِنَ الرَّحمَنِ",
"هُوَ قَولُهُ وَكَلاَمُهُ مِنهُ بَدَا",
"لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان",
"سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّ",
"اهُ لَى المُختَارِ مِن نسَانِ",
"فَلَهُ الأدَاءُ كَمَا الأدَا لِرَسُولِهِ",
"وَالقَولُ قَولُ الله ذِي السُّلطَانِ",
"هَذَا الَّذِي قُلنَا وَأنتُم أنَّهُ",
"عَينُ المُحَالِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ",
"فَذَا تَسَاعَدنَا جَمِيعاً أنَّهُ",
"مَا بَينَنَا للهِ مِن قُرنِ",
"لاَّ كَبَيت الله تلك ضافَةُ ال",
"مَخلُوقِ لاَ الأوصَافِ لِلدَّيَانِ",
"فَعَلاَمَ هَذَا الحَربُ فِيمَا بَينَنَا",
"مَع ذَا الوِفَاقِ وَنَحنُ مُصطَلِحَانِ",
"فَذَا أبَيتُم سِلمَنَا فَتَحَيَّزُوا",
"لِمَقَالَةِ التَّجسِيمِ بِالِذعَانِ",
"عُودُوا مُجَسِّمَةً وَقُولُوا دِينُنَا ال",
"ثبَاتُ دِينُ مُشَبِّهِ الدَّيَانِ",
"أو لاَ فَلاَ مِنَّا وَلاَ مِنهُم وَذَا",
"شَأنُ المنَافِقِ ذ لَهُ وَجهَانِ",
"هَذَا يَقُولُ مُجَسِّمٌ وَخُصُومُهُ",
"تَرمِيهِ بِالتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ",
"هُوَ قَائِمٌ هُوَ قَاعِدٌ هُوَ جَاحِدٌ",
"هُوَ مُثبِتٌ تَلقَاهُ ذَا ألوَانِ",
"يَوماً بِتَأوِيلٍ يَقُولُ وَتَارَةً",
"يَسطُو عَلَى التَّأوِيلِ بِالنُّكرَانش",
"فَنَقُولُ فَرِّق بَينَ مَا أوَّلتَهُ",
"وَمَنَعتَهُ تَفرِيقَ ذِي بُرهَانش",
"فَيقُولُ مَا يُفضِي لَى التَّجسِيمِ أوَّ",
"لنَاهُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ",
"كَالاستِوَاءِ مَعَ التَّكَلُّمِ هَكَذَا",
"لَفظُ النُّزُولِ كَذَاكَ لَفظُ يَدَانِ",
"ذ هَذِهِ أوصَافُ جِسمٍ مُحدَثٍ",
"لاَ يَنبَغِي لِلوَاحِدِ المنَّانِ",
"فَنَقُولُ أنتَ وَصَفتَهُ أيضاً بِمَا",
"يُفضِي لَى التَّجسِيمِ والحِدثَانِ",
"فَوصَفتَهُ بِالسَّمعِ وَالبصَارِ مَع",
"نَفسِ الحَيَاةِ وَعِلمِ ذِي الأكوَانِ",
"وَوَصَفتَهُ بِمَشِيئَةٍ مَعَ قُدرَةٍ",
"وَكَلاَمِهِ النَّفسِيِّ وَهوَ مَعَانِ",
"أو وَاحِدٌ والجَِسمُ حَامِلُ هَذِهِ ال",
"أوصَافِ حقًّا فأتِ بِالفُرقَانِ",
"بينَ الَّذِي يُفضِي لَى التَّجسِيمِ أو",
"لاَ يَقتَضِيهِ بِوَاضِحِ البُرهَانِ",
"وَالله لَو نُشِرت شُيُوحُكَ كُلُّهُم",
"لَم يَقدِرُوا أبداً على الفُرقَانِ",
"فَلِذَاكَ قَال زَعِيمُهُم فِي نَفسِهِ",
"فَرقاً سِوَى هَذَا الَّذِِي تَريَانِ",
"هَذِي الصِّفَاتُ عُقُولُنَا دَلَّت عَلَى",
"ثبَاتِهَا مَع ظَاهرِ القُرنِ",
"فَلِذَاكَ صُنَّاهَا عَنِ التَّأوِيلِ فاع",
"جَب يَا أخَا التَّحِقيقِ وَالعِرفَانِ",
"كَيفَ اعتِرَافُ القَومِ أن عُقُولَهُم",
"دَلَّت عَلَى التَّجسِيمِ بالبُرهَانِ",
"فَيُقَالُ هَل فِي العقلِ تَجسِيمٌ أم ال",
"مَعقُولُ يَنفِيهِ كَذَا النُّقصَانِ",
"ن قُلتُم يَنفِيه فَانفُوا هَذِهِ ال",
"أوصَاف وَانسَلِخُوا مِنَ القُرنِ",
"أو قُلتُمُ يَقضِي بثبَاتٍ لَهُ",
"فَفِرَارُكُم مِنهَا لأيِّ مَعَانِ",
"أو قُلتُمُ يَنفِيهِ فِي وَصفٍ وَلاَ",
"يَنفِيهِ فِي وَصفٍ بِلاَ بُرهَانِ",
"فَيُقَالُ مَا الفُرقَانُ بَينَهمَا وَمَا ال",
"بُرهَانُ فأتُوا الن بِالفُرقَانِ",
"وَيُقالُ قَد شَهِدَ العِيَانُ بأنَّهُ",
"ذُو حِكمَةٍ وَعِنَايَةٍ وَحَنَانِ",
"مَع رأفَةٍ وَمَحَبَّةٍ لِعِبَادِهِ",
"أهلِ الوَفَاءِ وَتَابِعِي القُرنِ",
"وَلِذَاكَ خُصُّوا بِالكَرَامَة دُونَ أع",
"داءِ اللهِ وَشِيعَةِ الكُفرَانِ",
"وَهُوَ الدَّلِيلُ لَنَا عَلَى غَضَبٍ وَبُغ",
"ضٍ مِنه مَع مَقتٍ لِذِي العِصيَانِ",
"وَالنَّصُّ جَاءَ بِهَذِهِ الأوصَافِ مَع",
"مثلِ الصِّفاتِ السَّبعِ فِي القُرنِ",
"وَيُقَالُ سَلَّمنَا بأنَّ العَقلَ لاَ",
"يَقضِي لَيهَا فَهيَ فِي الفُرقَانِ",
"أفَنَفيُ حَادِ الدَّلِيلِ يكُونُ لل",
"مَدلُولِ نفياً يَا أولِي العِرفَانِ",
"أو نَفي مُطلِقهِ يَدُلُّ عَلَى انتِفَا ال",
"مَدلُولِ فِي عَقلٍ وَفِي قُرنِ",
"أفبعدَ ذَا الِنصافِ وَيحكمُوا سِوَى",
"مَحضِ العِنادِ وَنخوةِ الشَّيطانِ",
"وتَحَيُّزٍ مِنكُم ليهم لا لى ال",
"قرُنِ والثارِ والِيمَانِ",
"وَاعلَم بأنَّ طَريقَهُم عَكسُ الطَّرِ",
"يقِ المُستَقِيم لِمن لَهُ عَينَانِ",
"جَعَلُوا كَلاَمَ شُيُوخِهِم نَصًّا لَهُ ال",
"حكَامُ مَوزُوناً بِهِ النَّصَّانِ",
"وَكَلاَمَ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ",
"مُتَشَابهاً مُحَمِّلاً لِمَعَانِ",
"فَتولَّدَت مِن ذَينِكَ الأصلَينِ أو",
"لادٌ أتَت لِلغَيِّ وَالبُهتَانِ",
"ذ مِن سِفَاحٍ لا نِكَاحٍ كَونُهَا",
"بِئسَ الوَلِيدُ وَبئسَتِ الأبوَانِ",
"عَرَضُوا النُّصُوصَ عَلَى كَلاَمِ شُيُوخِهُم",
"فَكَأنَّهَا جَيشٌ لِذِي سُلطَانِ",
"وَالعزلُ وَالبقاءُ مَرجِعُهُ لَى السُّ",
"لطَانِ دُونَ رَعِيَّةِ السُّلطَانِ",
"وَكَذَاكَ أقوَالُ الشُّيوخِ فَنَّهَا",
"المِيزَانُ دُونَ النصِّ وَالقُرنِ",
"ن وَافقَا قَولَ الشُّيُوخِ فَمَرحَباً",
"أو خَالَفَت فَالدَّفعُ بِالحسَانِ",
"مَّا بِتاوِيلٍ فن أعيَا فَتَف",
"وِيضٌ وَنَترُكهَا لِقُولِ فُلاَنِ",
"ذ قَولُهُ نَصٌّ لَدَينَا مُحكَمٌ",
"فَظَواهِرُ المَنقُولش ذَاتُ مَعَانِ",
"وَالنَّصُّ فَهوَ بِهِ عَلِيمٌ دُونَنَا",
"وَبِحَالِهِ مَا حِيلَةُ العُميَانِ",
"لاَّ تَمَسُّكُم بأيدِي مُبصِرٍ",
"حَتَّى يَقُودَهُم كذِي الأرسَانِ",
"فَاعجَب لِعُميَانِ البَصَائِرِ أبصَرُوا",
"كَونَ المُقَلَّدِ صَاحِبَ البُرهَانِ",
"وَرَأوهُ بالتَّقليد أولَى مِن سِوَا",
"هُ بِغَيرِ مَا هدِي وَلا بُرهَانِ",
"وَعَمُوا عَنِ الوَحيَينِ ذ لَم يَفهَمُوا",
"مَعنَاهُمَا عَجباً لِذِي الحِرمَانِ",
"قَولُ الشُّيُوخِ أتَمُّ تِبيَاناً من ال",
"وَحيَينِ لاَ وَالوَاحِدِ الرَّحمَنِ",
"النَّقلُ نَقلٌ صَادِقٌ وَالقَولُ مِن",
"ذِي عِصمَةٍ في غَايَةِ التِّبيَانِ",
"وَسِوَاهُ مَّا كَاذِبٌ أو صَحَّ لَم",
"يَكُ قَولَ مَعصُومٍ وَذِي تِبيَانِ",
"أفَيَستَوِي النَّقلاَنِ يَا أهلَ النُّهَى",
"وَالله لاَ يَتَمَاثَلُ النَّقلاَنِ",
"هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَةَ بَينَنَا",
"فِي الله نَحنُ لأجلِهِ خَصمَانِ",
"نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم",
"لَكِن نَصَرنَا مُوجبَ القرنِ",
"وَلَنَا سُلُوكٌ ضِدَّ مَسلَكِهِم فَمَا",
"رَجُلاَنِ مِنَّا قَطُّ يَلتَقِيَانِ",
"نَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِمَا بِهِ",
"دَانُوا مِنَ الرَاءِ وَالبُهتَانِ",
"نَّا عَزلنَاهَا وَلَم نَعبَأ بِهَا",
"يَكفِي الرَّسُولُ وَمُحكَمُ الفُرقَانِ",
"مَن لَم يَكُن يَكفِيهِ ذانِ فَلاَ كَفا",
"هُ اللهُ شَرَّ حَوَادِثِ الأزمَانِ",
"مَن لَم يَكُن يَشفِيهِ ذَانِ فَلاَ شَفَا",
"هُ اللهُ فِي قَلبٍ وَلاَ أبدَانِ",
"مَن لَم يكُن يُغنِيهِ ذَانِ رَمَاهُ رَبُّ",
"العَرشِ بِالِعدَامِ وَالحِرمَانِ",
"مَن لَم يَكُن يَهدِيهِ ذَانِ فَلاَ هَدَا",
"هُ الله سُبلَ الحَقِّ وَالِيمَانِ",
"نَّ الكَلاَمَ مَعَ الكِبَارِ وَلَيسَ مَع",
"تِلكَ الأراذِلِ سِفلَةِ الحَيَوَانِ",
"أوسَاخِ هَذَا الخَلقِ بَل أنتَانِهِ",
"جِيَفِ الوُجُودِ وَأخبَثِ الأنتَانش",
"الطَّالِبِينَ دِمَاءَ أهلِ العِلمِ لل",
"كُفرَانِ والعُدوَانِ وَالبُهتَانِ",
"الشَّاتِمِي أهلَ الحَديثِ عَداوَةً",
"لِلسُّنَّةِ العُليَا مَعَ القُرنِ",
"جَعَلُوا مَسَبَّتَهُم طَعَامَ حُلُوقِهِم",
"فالله يَقطَعُهَا مِنَ الأذقَانِ",
"كِبراً وَعجَاباً وَتِيهَاً زَائِداً",
"وَتَجَاوُزاً لِمَراتِبِ الِنسَانِ",
"لَو كَان هَذَا مِن وَرَاءِ كِفَايَةٍ",
"كُنَّا حَمَلنَا رَايةَ الشُّكرَانِ",
"لَكِنَّهُ مِن خَلفِ كُلِّ مُخَلَّفٍ",
"عَن رُتبَةِ الِيمَانِ والحسَانِ",
"مَن لِي بِشِبهِ خَوَارجٍ قَد كَفَّرُوا",
"بِالذَّنبِ تَأوِيلاً بِلاَ حسَانِ",
"وَلَهُم نُصُوصٌ قَصَّرُوا فِي فَهمِهَا",
"فاتُوا مِنَ التقصيرِ فِي العِرفَانِ",
"وَخُصُومُنَا قَد كَفَّرُونَا بِالذِي",
"هُوَ غَايَةُ التَّوحِيدِ وَالِيمَانِ",
"وَمِنَ العَجَائبِ أنَّهُم قَالُوا لِمَن",
"قَد دَانَ بِالثَارِ وَالقُرنِ",
"أنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ نَّهُم",
"أخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ",
"فَانظُر لَى ذَا البُهتِ هَذَا وَصفُهُم",
"نَسَبُوا لَيهِ شِيعَةََ الِيمَانِ",
"سَلُّوا عَلَى سُنَنِ الرَّسُولِ وَحِزبِهِ",
"سَيفَينِ سَيفَ يَدٍ وَسَيفَ لِسَانِ",
"خَرَجُوا عَلَيهِم مِثلَ مَا خَرَجَ الألَى",
"مِن قبلِهِم بِالبَغي وَالعُدوَانِ",
"وَاللهِ مَا كَانَ الخَوَارِجُ هَكَذَا",
"وَهُم البُغَاةُ أَئِمَّة الطُّغيَانِ",
"كَفَّرتُم أصحَابَ سُنَّتِهِ وَهُم",
"فُسَّاقَ مِلَّتِهِ فَمَن يلحَانِي",
"ن قُلتُ هُم خَيرٌ وأهدَى مِنكُمُ",
"وَاللهِ مَا الفِئَتَانِ مُستَوِيَانِ",
"شَتَّان بَينَ مُكَفِّرٍ بِالسُّنَّةِ ال",
"عُليَا وَبَينَ مُكَفِّرِ العِصيَانِ",
"قُلتُم تَأوَّلنَا كَذَاكَ تَأوَّلُوا",
"وَكِلاكُمَا فِئتَانِ بَاغِيَتَانِ",
"وَلَكُم عَلَيهِم مِيزَةُ التَعطِيل والتَّ",
"حرِيفِ والتبدِيلِ والبُهتَانِ",
"وَلَهُم عَلَيكُم مِيزَةُ الِثبَاتِ والتَّ",
"صدِيقِ مع خَوفٍ مِنَ الرَّحمَنِ",
"ألَكُم عَلى تأويلكم أجرَانِ ذ",
"لَهُمُ عَلَى تأوِيلهِم وِزرَانِ",
"حَاشَا رَسُولَ اللهِ مِن ذَا الحُكمِ بَل",
"أنتُم وَهُم فِي حُكمِه سِيَّانِ",
"وَكِلاَكُمَا للنِّصِّ فَهوَ مُخَالِفٌ",
"هَذَا وَبَينَكُمَا مِنَ الفُرقَانِ",
"هُم خَالَفُوا نَصًّا لِنَصٍّ مِثلِهِ",
"لَم يَفهَموا التَّوفِيقَ بِالحسَانِ",
"لَكِنَّكُم خَالَفتُمُ المَنصُوصَ للش",
"بَهِ التِي هِيَ فِكرَةُ الأذهَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ أنتُمُ خَيرٌ وَأق",
"رَبُ مِنهُمُ لِلحَقِّ وَالِيمَانِ",
"هُم قَدَّمُوا المفهُومَ مِن لَفظِ الكِتَا",
"بِ عَلَى الحَدِيثِ المُوجِبِ التبيَانِ",
"لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ رَأيَ الرِّجَا",
"لِ عَلَيهِمَا أفأنتُم عِدلاَنِ",
"أم هُم لَى الِسلاَمِ أقرَبُ مِنكُمُ",
"لاَحَ الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ عَينَانِ",
"وَالله يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ الجَزَا",
"بِالعَدلِ وَالِنصَافِ وَالميزَانِ",
"هَذَا وَنَحنُ فَمِنهُم بَل مِنكُمُ",
"بُرَاء لاَّ مِن هُدًى وَبَيَانِ",
"فَاسمَع ذا قَولَ الخَوَارِجِ ثُمَّ قَو",
"لَ خُصُومِنَا واحكُم بِلاَ مَيَلاَنِ",
"مَن ذا الذِي مِنَّا ذاً أشبَاهُهُم",
"ن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ",
"قَالَ الخَوَارِجُ للرَّسُولِ اعدِل فَلَم",
"تَعدِل وَمَا ذِي قِسمَةُ الدَّيَّانِ",
"وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ قَالَ نَظِيرَ ذَا",
"لَكِنَّهُ قَد زَادَ فِي الطُّغيانِ",
"قَالَ الصَّوَابُ بانَّه استَولَى فَلِم",
"قُلتَ استَوَى وَعَدلتَ عَن تِبيَانِ",
"وَكَذَاكَ يَنزِلُ أمرُهُ سُبحَانَهُ",
"لِمَ قُلتَ يَنزِلُ صَاحِبُ الغُفرَانِ",
"مَاذَا بِعَدلٍ فِي العِبَارَةِ وَهيَ مُو",
"هِمةُ التَّحرُّكِ وانتِقَالِ مَكَان",
"وَكَذاكَ قُلتَ بأنَّ رَبَّكَ فِي السَّمَا",
"أوهَمتَ حَيِّزَ خَالِقِ الأكوَانِ",
"كَانَ الصَّوَابُ بِأن يُقَالَ بأنَّهُ",
"فَوقَ السَّمَا سُلطَانُ ذِي السُّلطَانِ",
"وَكَذَاكَ قُلتَ لَيهِ يُعرَجُ وَالصَّوَا",
"بُ لَى كَرَامَةِ رَبِّنَا المَنَّانِ",
"وَكَذَاكَ قُلتَ بأنَّ مِنهُ يَنزِلُ ال",
"قُرنُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ",
"كَانَ الصَّوَابُ بأن يُقَالَ نُزُولُهُ",
"مِن لَوحِهِ أو مِن مَحَلٍّ ثَانِ",
"وَتَقُولُ أينَ الله والأينُ مم",
"تَنِعٌ عَلَيهِ وَليسَ فِي المكانِ",
"لَو قُلتَ مَن كَانَ الصَّوَابَ كَمَا تَرَى",
"فِي القَبرِ يَسألُ ذَلِكَ المَلَكَانِ",
"وَتُقُولُ اللَّهُمَّ أنتَ الشَّاهِدُ ال",
"أعلَى تُشِيرُ بِأصبُعٍ وَبَنَانِ",
"نَحوَ السَّمَاءِ وَمَا شَارَتُنَا لَهُ",
"حِسِّيَّةٌ بَل تِلكَ فِي الأذهَانِ",
"وَاللهِ مَا نَدرِي الذِي نُبدِيهِ فِي",
"هَذَا مَنَ التَّأوِيل للِخوَانِ",
"قُلنَا لَهُم نَّ السَّمَا هِي قِبلَةُ الدَّ",
"اعِي كَبَيتِ الله ذِي الأركَانِ",
"قَالُوا لنَا هَذا دَليلٌ أنَّهُ",
"فَوقَ السَّمَاءَِ بِأوضَحِ البُرهَانِ",
"فَالنَّاسُ طُرّاً نمَا يَدعُونَه",
"مِن فَوقُ هذِي فِطرَةُ الرَّحمَنِ",
"لا يَسألُونَ القِبلَةَ العُليَا وَلَ",
"كِن يَسألُونَ الربَّ ذَا الِحسَانِ",
"قَالُوا وَمَا كَانَت شَارَتُهُ لَى",
"غَيرِ الشَّهِيدِ مُنَزِّلِ الفُرقَانِ",
"أتُرَاهُ أمسَى لِلسَّمَا مُستشهِداً",
"حَاشَاهُ مِن تَحرِيفِ ذِي البُهتَانِ",
"وَكَذَاكَ قُلتُ بأنَّهُ مُتَكَلِّمٌ",
"وكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بِالذَانِ",
"نَادَى الكَلِيمَ بِنَفسِهِ وَكَذَاكَ قَد",
"سَمِعَ النِّدَا فِي الجَنَّةِ الأبَوَانِ",
"وَكَذَا يُنادِي الخَلقَ يَومَ مَعَادِهِم",
"بِالصَّوتِ يَسمَعُ صَوتَهُ الثِّقلاَنِ",
"نَّي أنَا الدَّيَّانُ خُذُ حقَّ مَظ",
"لُومٍ مِنَ العَبدِ الظَّلُومِ الجَانِي",
"وَتَقُولُ نَّ اللهَ قَالَ وَقَائِلٌ",
"وَكَذَا يَقُولُ وَلَيسَ فِي الِمكَانِ",
"قَولٌ بِلاَ حَرفٍ وَلاَ صَوتٍ يُرَى",
"مِن غَيرِ مَا شَفَةٍ وَغَيرِ لِسَانِ",
"أوقَعتَ فِي التَّشبِيهِ وَالتَّجسِيمِ مَن",
"لَم يَنفِ مَا قَد قُلتَ فِي الرَّحمَنِ",
"لَو لَم تَقُل فَوقَ السَّمَاءِ وَلَم تُشِر",
"بِشَارَةٍ حِسِّيَّةٍ بِبَيَانِ",
"وسَكَتَّ عن تِلكَ الأحَادِيثِ التِي",
"قَد صَرَّحَت بِالفَوقِ لِلدَّيَّانِ",
"وَذَكَرتَ أنَّ اللهَ لَيسَ بِدَاخِلٍ",
"فِينَا وَلاَ هُوَ خَارِجَ الأكوَانِ",
"كُنَّا انتَصَفنَا مِن أولِي التَّجسِيمِ بَل",
"كَانُوا لَنَا أسرَى عَبِيدَ هَوَانِ",
"لَكِن مَنَحتَهُم سِلاَحاً كلمَا",
"شَاؤوا لَنَا مِنهُم أشَدَّ طِعَانِ",
"وَغَدَوا بِأسهُمِكَ التِي أعطيتَهُم",
"يرمُونَنَا غَرَضاً بِكُلِّ مَكَانِ",
"لَو كُنتَ تَعدِلُ فِي العَبارةِ بَينَنَا",
"مَا كَانَ يُوجَدُ بَينَنَا رَجفَانِ",
"هَذَا لِسَانُ الحَالِ مِنهُم وَهوَ فِي",
"ذَاتِ الصُّدُورِ يُغَلُّ بِالكِتمَانِ",
"يَبدُوا عَلَى فَلَتَاتِ ألسُنِهِم وَفِي",
"صَفحَاتِ أوجُهِهِم يُرَى بِعِيَانِ",
"سِيمَا ذا قُرِىء الحَدِيثُ عَليهِمُ",
"وَتَلَوتَ شَاهِدَهُ مِنَ القُرنِ",
"فَهنَاكَ بَينَ النَّازِعَاتِ وَكُوِّرَت",
"تِلكَ الوُجُوهُ كَثِيرَةُ الألوَانِ",
"وَيَكَادُ قَائِلُهُم يُصَرِّحُ لَو يَرَى",
"مِن قَابِلٍ فَترَاهُ ذَا كِتَمانِ",
"يَا قَومُ شَاهَدنَا رُؤوسَكُم عَلَى",
"هَذَا وَلَم نَشهَدهُ مِن نسَانِ",
"لا وَحَشَو فُؤَادِهِ غِلٌّ عَلَى",
"سُنَنش الرَّسُولِ وَشِيعَةِ القُرنِ",
"وَهُوَ الذِي فِي كُتبِهِم لكن بِلُط",
"فِ عبَارَةٍ مِنهُم وَحُسنِ بَيَانِ",
"وَأخُو الجَهَالَة نِسبَةٌ للفظ وال",
"مَعنَى فَنَسبُ العَالشمِ الرَّبَّانِي",
"يَامَن يَظُنُّ بِأنَّنَا حِفنَا عَلَي",
"هِم كُتبُهُم تُنبِيكَ عن ذَا الشَّانِ",
"فَانظُر تَرَى لَكِن نَرَى لَكَ تَركَهَا",
"حَذَراً عَليكَ مَصَائِدَ الشَّيطَانِ",
"فَشِبَاكُهَا والله لَم يَعلَق بِهَا",
"مِن ذِي جَنضاحٍ قَاصِرِ الطَّيرَانش",
"لا رَأيتَ الطَّيرَ فِي قَفَصِ الرَّدى",
"يَبكِي لَهُ نَوحٌ عَلَى الأغصَانِ",
"وَيَظَلُّ يَخبِطُ طَالِباً لِخَلاَصِهِ",
"فَيَضِيقُ عَنهُ فُرجَةُ العِيدَانِ",
"وَالذَّنبُ ذَنبُ الطَّيرِ خلَى أطيَبَ الثَّ",
"مَرَاتِ فِي عَالٍ مِنَ الأفنَانِ",
"وَأتَى ِلَى تِلكَ المَزَابِلِ يَبتَغِي ال",
"فَضَلاَتِ كالحَشَرَاتِ وَالدِّيدَانِ",
"يَا قَومُ وَالله العَظِيمِ نَصِيحةٌ",
"مِن مُشفِقٍ وَأخٍ لَكُم مِعَوَانِ",
"جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي",
"تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ",
"حَتَّى أتاحَ لِيَ الِلهُ بِفَضلِهِ",
"مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي",
"حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا",
"أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ",
"فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه",
"مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ",
"أخَذَت يَدَاهُ يَدِي وَسَارَ فَلَم يَرم",
"حَتَّى أرَانِي مَطلَعَ الِيمَانِ",
"وَرَأيتُ أعلاَمَ المدِينَةِ حَولَهَا",
"نُزُلُ الهُدَى وَعَسَاكِرُ القُرنِ",
"وَرَأيتُ ثاراً عَظِيماً شَأنُهَا",
"مَحجُوبَةً عَن زُمرَةِ العُميَانِ",
"وَورَدتُ رَأسَ الماءِ أبيَضَ صَافِياً",
"حَصبَاؤهُ كللىء التِّيجَانِ",
"وَرَأيتُ أكوَاباً هُناكَ كَثِيرةً",
"مِثلَ النُّجُومِ لوَارِدٍ ظَمنِ",
"وَرَأيتُ حَوضَ الكَوثَرِ الصَّافِي الذِي",
"لاَ زَالَ يَشخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ",
"مِيزابُ سُنَّتِهِ وَقَولُ لهِهِ",
"وَهُمَا مَدَى الأيَّامِ لاَ يَنيَانِ",
"وَالنَّاسُ لاَ يَردُونَهُ لاَّ مِنَ ال",
"لافِ أفرَاداً ذَوو يمَانِ",
"وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلٍ أكرِم بِهَا",
"وَوَردتُم أنتُم عَذَابَ هَوَانِ",
"فَبِحقِّ مَن أعطَاكُمُ ذَا العَدلَ وَال",
"نصَافَ والتَّخصِيصَ بالعِرفَانِ",
"مَن ذَا عَلَى دِين الخَوَارِجِ بَعدَ ذَا",
"أنتُم أمِ الحَشَوِيُّ مَا تَرَيَانِ",
"والله مَا أنتُم لَدَى الحَشَوِي أه",
"لاً أن يُقَدِّمَكُم عَلَى عُثمَانِ",
"فَضلاً عَنِ الفَارُوقِ وَالصديقِ فَض",
"لاً عَن رَسُولِ الله وَالقُرنِ",
"والله لَوأبصَرتُمُ لَرَأيتُمُ ال",
"حَشوِيَّ حَامِلَ رَايَةِ الِيمَانِ",
"وَكَلاَمُ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ",
"فِي قَلبهِ أعلَى وَأكبَرُ شَانِ",
"مِن أن يُحَرَّفَ عَن مَوَاضِعِهِ وَأن",
"يُقضَى لَهُ بِالعَزلِ عَن يقَانِ",
"وَيَرَى الوِلايَة لابنِ سِينَا أو أبي",
"نَصرٍ أوِ المَولُودِ مِن صَفوَانِ",
"أو مَن يُتَابِعُهُم عَلَى كُفرانِهم",
"أو مَن يُقَلِّدهُم مِنَ العُميَانِ",
"يَا قَومَنَا بالله قُومُوا وَانظُرُوا",
"وَتَفَكَّرُوا فِي السِّرِّ وَالِعلانِ",
"نَظَراً ون شِئتُم مُنَاظرةً فَمِن",
"مَثنَى عَلَى هَذَا وَمِن وُحدَانِ",
"أيُّ الطَّوَائِفِ بَعد ذَا أدنَى لَى",
"قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ",
"فَذَا تَبَيَّنَ ذَا فَِمَّا تَتبَعُوا",
"أو تَعذُرُا أو تُؤذِنُوا بِطِعَانِ",
"وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم لِمًَن أقتَدَى",
"بِالوَحي مِن أثرٍ وَمِن قُرنِ",
"حَشوِيةٌ يَعنُونَ حَشواً فِي الوُجُو",
"دِ وَفَضلَةً فِي أمَّةِ الِنسَانِ",
"وَيَظُنُّ جَاهِلُهُم بِأنَّهُمُ حَشَوا",
"رَبَّ العِبَادِ بِدَاخِلِ الأكوَانِ",
"ذ قَولُهُم فَوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا",
"ءِ الرَّبُّ ذُو المَلَكُوتِ وَالسُّلطَانِ",
"ظَنَّ الحَمِيرُ بِأنَّ فِي لِلظَّرفِ وَالرَّ",
"حمَنُ مَحوِيٌّ بِظَرفِ مَكَانِ",
"وَالله لَم يَسمَع نِداً مِن فِرقَةٍ",
"قَالَتهُ فِي زَمَنٍ مِنَ الأزمَانِ",
"لاَ تَبهَتُوا أهلَ الحَدِيثِ بِهِ فَمَا",
"ذَا قَولَهُم تََبًّا لِذِي البُهتَانِ",
"بَل قَولُهُم نَّ السَّمَوَاتِ العُلَى",
"فِي كَفِّ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ",
"حَقًّا كَخَردَلَةٍ تُرَى فِي كَفِّ مم",
"سِكِهَا تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ",
"أتَرَونَهُ المَحصُورَ بَعدُ أمِ السَّمَا",
"يَا قَومَنَا ارتَدعُوا عَنِ العُدوَانِ",
"كَم ذَا مُشِّبِهَةٌ وَكَم حَشوِيَّةٌ",
"فَالبَهتُ لاَ يَخفَى عَلَى الرَّحمَنِ",
"يَا قَومُ ن كَانَ الكِتَابُ وَسُنَّةُ ال",
"مُختَارِ حَشواً فَاشهَدُوا بِبَيَانِ",
"أنَّا بِحَمدِ لهنَا حَشوِيةٌ",
"صِرفٌ بِلاَ جَحدٍ وَلاَ كِتمَانِ",
"تَدرُونَ مَن سَمَّت شُيُوخُكُمُ بِهَ",
"ذَا الِسمِ فِي المَاضِي مِنَ الأزمَانِ",
"سَمَّى بِهِ ابنُ عُبَيدِ عَبدَاللهِ ذَا",
"كَ ابنُ الخَلِيفَةِ طَارِدِ الشَّيطَانِ",
"فَوَرِثتُمُ عَمراً كَمَا وَرِثُوا لِعَب",
"دِ الله أنَّى يَستَوِي الرثَانِ",
"تَدرُونَ مَن أولَى بِهَذَا وَهُ",
"وَ مُنَاسِبٌ أحوَالَهُ بِوِزَانِ",
"مَن قَد حَشَا الأورَاقَ وَالأذهَانَ مِن",
"بِدَعٍ تُخَالِفُ مُوجَبَ القُرنِ",
"هَذَا هُوَ الحَشوِيُّ لاَ أهلُ الحَدِي",
"ثِ أئِمَّةُ الِسلاَمِ وَالِيمَانِ",
"وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلِ السُّنَنِ التِي",
"لَيسَت زُبَالَةَ هَذِهِ الأذهَانِ",
"وَوَرَدتُمُ القَلُّوطَ مَجرَى كُلِّ ذِي ال",
"أوسَاخِ وَالأقذَارِ وَالأنتَانِ",
"وَكَسِلتُمُ أن تَصعَدُوا لِلوِردِ مِن",
"رَأسِ الشرِيعَةِ خَيبَةَ الكَسلاَنِ",
"كَم ذَا مُشبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ نَوَا",
"بِتَةٌ مَسَبَّةُ جَاهِلٍ فَتَّانِ",
"أسمَاءُ سَميتُم بِهَا أهلَ الحَدِي",
"ثِ وَنَاصِرِي القُرنِ والِيمَانِ",
"سَمَّيتُمُوهُم أنتُمُ وَشُيُوخُكُم",
"بَهتاً بِهَا مِن غَيرِ مَا سُلطَانِ",
"وَجَعَلتُمُوهَا سُبَّةً لِتُنَفِّرُوا",
"عَنهُم كَفِعلِ السَّاحِرِ الشَّيطَانِ",
"مَا ذَنبُهُم وَالله لاَّ أنَّهُم",
"أخَذُوا بِوَحيِ اللهِ وَالفُرقَانِ",
"وَأبَوا بأن يَتَحَيَّزُوا لِمَقَالَةٍ",
"غَيرِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى القُرنِ",
"وَأبَوا يَدِينُوا بِالذِي دِنتُم بِهِ",
"مِن هَذِهِ الرَاءِ وَالهَذَيَانِ",
"وَصَفُوهُ بِالأوصَافِ فِي النَّصَّينِ مِن",
"خَبَرٍ صَحِيحٍ ثُمَّ مِن قُرنِ",
"ن كَانَ ذَا التَّجسِيمَ عِندكُمُ فَيَا",
"أهلاً بِهِ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ",
"نَّا مُجَسِّمَةٌ بِحَمدِاللهِ لَم",
"نَجحَد صِفَات الخَالِقِ الرَّحمَنِ",
"وَالله مَا قَالَ امرُؤ مِنَّا بِأنَّ",
"اللهَ جِسمٌ يَا أولِي البُهتَانِ",
"وَالله يَعلَم أنَّنَا فِي وَصفِهِ",
"لَم نَعدُ مَا قَد فِي القُرنِ",
"أو قَالَهُ أيضاً رَسُولُ اللهِ فَه",
"وَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ بِالبُرهَانِ",
"أو قَالَهُ أصحَابُهُ مِن بَعدِهِ",
"فَهُمُ النُّجُومُ مَطالِعُ الِيمَانِ",
"سَمُّوهُ تَجسِيماً وَتَشبِيهاً فَلَس",
"نَا جَاحِدِيهِ لِذَلِكَ الهَذَيَانِ",
"بَل بَينَنَا فَرقٌ لَطِيفٌ بل هُو ال",
"فَرقُ العَظِيمُ لِمَن لَهُ عَينَانِ",
"نَّ الحَقِيقَةَ عِندَنَا مَقصُودَةٌ",
"بِالنَّصِّ وَهوَ مُرَادهُ التِّبيَانِ",
"لَكِن لَدَيكُم فَهيَ غضيرُ مُرَادَةٍ",
"أنَّى يُرَادُ مُحَقَّقُ البُطلاَنِ",
"فَكَلاَمُهُ فِيمَا لَدَيكُم لا حقِي",
"قَةَ تَحتَهُ تَبدُو لَى الأذهَانِ",
"فِي ذِكرِ يَاتِ العُلُوِّ وَسَائِرِ ال",
"أوصَافِ وَهيَ القَلبُ للقُرنِ",
"بَل قَولُ رَبِّ النَّاسِ لَيسَ حَقِيقَة",
"فِيمَا لَدَيكُم يَا أولِي العِرفَانِ",
"وَذَا جَعَلتُم ذَا مَجَازاً صَحَّ أن",
"يُنفَى عَلَى الِطلاَقِ وَالمكَانِ",
"وَحَقَائِقُ الألفَاظِ بِالعَقلِ انتَفَت",
"فِيمَا زَعَمتُم فَاستَوَى النَّفيَانِ",
"نَفيُ الحَقِيقَةِ وانتِفَاءُ اللَّفظِ ن",
"دَلَّت عَلَيهِ فَحَظُّكُم نَفيَانِ",
"وَنَصِيبُنَا ثبَاتُ ذَاكَ جَمِيعِهِ",
"لَفظاً وَمَعنًى ذاكَ ثبَاتَانِ",
"فَمَنِ المعَطِّلُ فِي الحَقِيقَةِ غَيرُكُم",
"لَقَبٌ بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ عُدوَانِ",
"وَذَا سَبَبتُم بالمُحَالِ فَسَبُّنَا",
"بِأدِلَّة وَحِجَاج ذِي بُرهَانِ",
"تُبدِي فَضَائِحَكُم وَتَهتِكُ سِتركُم",
"وَتُبِينُ جَهلَكُكُ مَعَ العُدوَانِ",
"يَا بُعدَ مَا بَينَ السِّبَابَ بِذَاكُمُ",
"وَسِبَابُكُم بِالكِذبِ وَالطُّغيَانِ",
"مَن سَبَّ بِالبُرهَانِ لَيسَ بِظَالِمٍ",
"وَالظُّلمُ سَبُّ العَبدِ بالبُهتَانِ",
"فَحَقِيقَةُ التَّجسِيمِ ن يَكُ عِندكُم",
"وَصفُ الِلهش الخَالِقِ الدَّيَّانِ",
"بِصِفَاتِهِ العُليَا التَي شَهِدَت بِهَا",
"يَاتُهُ وَرَسُولُهُ العَدلانِ",
"فَتَحَمَّلُوا عَنَّا الشَّهَادَةَ وَاشهَدُوا",
"فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وَكُلِّ مَكَانِ",
"أنَّا مُجَسِّمَةٌ بِفَضلِ اللهِ وَل",
"يَشهَد بِذَلِكَ مَعكُمُ الثَّقَلاَنِ",
"اللهُ أكبَرُ كَشَّرت عَن نَابِهَا ال",
"حَربُ العَوَانُ وَصِيحَ بالأقرَانِ",
"وَتَقَابَلَ الصَّفَّانِ وَانقَسَمَ الوَرى",
"قِسمَينِ وَاتَّضَحَت لَنَا القِسمَانِ",
"يَا وَارِدَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى",
"مَاذَا عَلَى شَفَتَيكَ وَالأسنَانِ",
"أو مَا تَرَى ثَارَهَا فِي القَلبِ وَالنِّ",
"يَّاتِ وَالأعمَالِ وَالأركَانِ",
"لَو طَابَ مِنكَ الوردُ طَابَت كُلُّهَا",
"أنَّى تَطِيبُ مَوَاردُ الأنتَانِ",
"يَاوَاردَ القَلُّوطِ طَهِّر فَاكَ مِن",
"خَبَثٍ بِهِ واغسِلهُ مِن أنتَانِ",
"ثُمَّ اشتُمِ الحَشوِيَّ حَشوَ الدينِ وال",
"قُرنِ وَالثَارِ وَالِيمَانِ",
"أهلاَ بِهم حَشوَ الهُدَى وَسِوَاهم",
"حَشوُ الضَّلاَلِ فَمَا هُمَا سِيَّانِ",
"أهلاً بِهِم حَشوَ اليَقِينِ وَغَيرُهُم",
"حَشَوُ الشُّكُوكِ فَمَا هُمَا صِنوَانِ",
"أهلاً بِهِم حَشوَ المَسَاجِد وَالسِّوَى",
"حَشوُ الكَنِيفِ فَمَا هُمَا عِدلاَنِ",
"أهلاَ بِهِم حَشوَ الجِنَانِ وَغَيرُهُم",
"حَشوُ الجَحِيمِ أيَستَوِي الحَشوَانِ",
"يَا وَاردَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى ال",
"حَشوِيَّ وَارِدَ مَنهَلش القُرنِ",
"وَتَرَاهُ مِن رأسِ الشَّرِيعَةِ شَارِباً",
"مِن كَفِّ مَن قَد جَاءَ بِالفُرقَانِ",
"وَتَرَاهُ يَسقِي النَّاسَ فَضلَةَ كَأسِهِ",
"وَخِتَامُهَا مِسكٌ عَلَى رَيحَانِ",
"لِعَذَرتَهُ ن بَالَ فِي القَلُّوطِ لَم",
"يَشرَب بِهِ مَع جُملَةِ العُميَانِ",
"يَا وَارِدَ القَلُّوطِ لاَ تَكسَل فَرأ",
"سُ المَاءِ فَاقصِدهُ قَرِيبٌ دَانِ",
"هُوَ مَنهَلٌ سَهلٌ قَرِيبٌ وَاسِعٌ",
"كَافٍ ذَا نَزَلت بِهِ الثَّقَلاَنِ",
"وَاللهِ لَيسَ بِأصعَبِ الوِردَين بَل",
"هُوَ أسهَلُ الوِردَينِ لِلظَّمنِ",
"يَاقَومُ وَاللهِ انظُرُوا وَتَفَكَّرُوا",
"فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرنِ",
"مِثلَ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ لِلَّذِي",
"قَد قَالَهُ ذُو الرَّايِ وَالحُسبَانِ",
"فَأقَلُّ شَيءٍ أن يَكُونَا عِندَكُم",
"حَدًّا يَا أولِي العُدوَانِ",
"وَاللهِ مَا استَوَيَا لَدَى زُعَمَائِكُم",
"فِي العِلم وَالتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ",
"عَزَلُوهُمَا بَل صَرَّحُوا بِالعزلِ عَن",
"نَيلِ اليَقِينِ وَرُتبَةِ البُرهَانِ",
"قَالُوا وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ",
"لَسنَا نُحَكِّمُهَا عَلَى الِيقَانِ",
"مَا أنزِلَت لِيُنَالَ مِنهَا العِلمُ بال",
"ثبَاتِ للأوصَافِ للرَّحمَنِ",
"بَل بِالعُقُولِ يُنَالُ ذَاكَ وَهَذِهِ",
"عَنهُ بِمَعزَلِ غَيرُ ذِي سُلطَانِ",
"فَبِجُهدِنَا تَأوِيلُهَا وَالدَّفعُ فِي",
"أكنَافِهَا دَفعاً لِذِي الصَّوَلاَنِ",
"كَكَبير قَومٍ جَاءَ يَشهَدُ عِندَ ذِي",
"حُكمٍ يُريدُ دِفَاعَهُ بِلِيَانِ",
"فَيَقُولُ قَدرُكَ فَوقَ ذَا وَشَهَادَةٌ",
"لِسَواكَ تَصلُحُ فَاذهَبَن بِأمَانِ",
"وَبِوُدِّهِ لَو كَانَ شَيءٌ غَيرَ ذَا",
"لَكِن مَخَافَةَ صَاحِب السُّلطَانِ",
"فَلَقَد أتَانَا عَن كَبِيرٍ فِيهِمُ",
"وَهُوَ الحَقِيرُ مَقَالَةُ الكُفرَانِ",
"لَو كَان َ يُمكِنُنِي وَلَيسَ بِمُمكِنٍ",
"لَحَكَكَتُ مِن ذَا المِصحَفِ العُثمَانِي",
"ذِكرَ استَوَاءِ الرَّبِّ فَوق العَرشِ لَ",
"كِن ذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى الِنسَانِ",
"وَألله لَولاَ هَيبَةُ الِسلاَمِ وَال",
"قرنِ وَالأمرَاءِ وَألسُّلطَانِ",
"لأتَوا بكُلِّ مُصِيبَةٍ وَلَد كدَكوا ال",
"سلاَمَ فَوقَ قَواعِدِ الأركَانِ",
"فَلَقَد رَأيتُم مَا جَرَى لأئِمَّةِ ال",
"سلاَمِ مِن مِحَنٍ عَلَى الأزمَانِ",
"لاَ سِيَّمَا لَمَّا استَمَالُوا جَاهِلاً",
"ذَا قُدرَةٍ فِي النَّاسِ مَع سُلطَانِ",
"وَسَعَوا لَيهِ بِكُلِّ فكٍ بَيِّنٍ",
"بَل قَاسَمُوهُ بِأغلَظِ الأيمَانِ",
"أنَّ النَّصِيحَةَ قَصدُهُم كَنَصِيحَةِ الشَّ",
"يطَانِ حِينَ خَلاَ بِهِ الأبَوَانِ",
"فَيَرَى عَمَائِمَ ذَاتَ أذنَابٍ عَلَى",
"تِلكَ القُشُورِ طَويلَةِ الأردَانِ",
"وَيَرَى هَيُولَى لاَ تَهُولُ لِمبصِرٍ",
"وَتَهُولُ أعمَى فِي ثِيَابش جَبَانِ",
"فَذَا أصَاخَ بِسَمعِهِ مَلَؤوهُ مِن",
"كَذِبٍ وَتَلبِيسٍ وَمِن بُهتَانِ",
"فَيَرَى وَيَسمَعُ فَشرَهُم وَفُشَارَهُم",
"يَا مِحنَةَ العَينَينِ وَالأذُنَانِ",
"فَتَحُوا جِرَابَ الجَهلِ مَع كَذِبٍ فَخُذ",
"وَاحمِل بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ",
"وَأتَوا ِلَى قَلبِ المُطَاعِ فَفتَّشُوا",
"عَمَّا هُنَاكَ لِيَدخُلُوا بِأمَانِ",
"فَِذَا بَدَا غَرَضٌ لَهُم دَخَلُوا بِهِ",
"مِنهُ لَيهِ كَحِيلَةِ الشَّيطَانِ",
"فَِذَا رَأوهُ هَشَّ نَحو حَدِيثِهِم",
"ظَفِرُوا وَقَالُوا وَيحَ لِ فُلاَنِ",
"هُوَ فِي الطَّرِيقِ يَعُوقُ مَولاَنَا عَن ال",
"مَقصُودِ وَهوَ عَدُوُّ هَذَا الشَّانِ",
"فَذَا هُمُ غَرَسُوا العَدَاوَة وَاظَبُوا",
"سَقيَ الغِرَاسِ كَفِعلِ ذِي البُستَانِ",
"حَتَّى ذاَ مَا أثمَرت وَدَنَ لَهُم",
"وَقتُ الجَذّاذِ وَصَارَ ذَا مكَانِ",
"رَكِبُوا عَلَى جُردٍ لَهُم وَحَمِيَّةٍ",
"وَاستَنجَدُوا بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ",
"فَهُنَالِكَ ابتُلِيَت جُنُودُ الله مِن",
"جُندِ اللعِينِ بِسَائِرِ الألوَانِ",
"ضَرباً وَحَبساً ثُمَّ تَكفِيراً وَتَب",
"دِيعاً وَشَتماً ظَاهِرَ البُهتَانِ",
"فَلَقَد رَأينَا مِن فَريِقٍ مِنهُمُ",
"أمراً تُهَدُّ لَهُ قُوَى الِيمَانِ",
"مِن سَبِّهُم أهلَ الحَدِيثِ وَدِينُهُم",
"أخذُ الحَدِيث وَتَركُ قَولِ فَلاَنش",
"يَا أمَّةً غَضِبَ اللَهُ عَلَيهِمُ",
"ألأجلِ هَذَا تَشتُمُوا بِهَوَانِ",
"تَبًّا لَكُم ذ تَشتُمُونَ زَوَامِلَ ال",
"سلاَمِ حِزبَ الله وَالقُرنِ",
"وَسَبَبتُمُوهُم ثُمَّ لَستُم كُفؤهُم",
"فََرَأوا مَسَبَّتَكُم مِنَ النُّقصَانِ",
"هَذَا وَهُم قَبِلُوا وَصِيَّةً رَبِّهِم",
"فِي تَركِهِم لِمَسَبَّةِ الأوثَانِ",
"حَذَرَ المُقَابَلَةَ القَبِيحَةَ مِنهُمُ",
"بِمَسَبَّةِ القُرنِ وَالرَّحمَنِ",
"وَكَذَاكَ أصحَابُ الحَدِيثِ فَنَّهُم",
"ضُرِبَت لَهُم وَلَكُم بِذَا مَثَلاَنِ",
"سَبُّوكُمُ جُهَّالُهُم فَسَبَبتُمُ",
"سُنَنَ الرَّسُولِ وَعَسكَرَ الِيمَانِ",
"وَصَدَدتُمُ سُفَهَاءَكُم عَنهُم وَعَن",
"قَولِ الرَّسُولِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ",
"وَدَعَوتُمُوهُم لِلَّذِي قَالَتهُ أش",
"يَاخٌ لَكم بِالخَرصِ وَالحُسبَانِ",
"فَأبَوا جَابَتَكُم وَلَم يَتَحَيَّزُوا",
"لاَّ لَى الثارِ وَالقُرنِ",
"وَلَى أولِي العِرفَانِ مِن أهلِ الحَدِي",
"ثِ خُلاَصَةِ الِنسَانِ وَالأكوَانِ",
"وَأقَامَهُم حَرَساً مِنَ التَّبدِيلِ وَالتَّ",
"حرِيفِ وَالتتمِيمِ وَالنُّقصَانِ",
"يُزكٌ عَلَى السلامِ بَل حِصنٌ لَهُ",
"يَأوِي لَيهِ عَسَاكِرُ الفُرقَانِ",
"فَهُمُ المَحَكُّ فَمَن يُرَى مُتَنَقصاً",
"لَهُم فَزِندِيقٌ خَبِيثُ جَنَانِ",
"ن تَتَّهِمهُ فَقَبلَكَ السَّلَفُ عَلَى الهُدى",
"وَالعِلمِ والثارِ والقُرنِ",
"وَهُوَ الحَقِيقُ بِذَاكَ ذ عَادَى رُوَا",
"ةَ الدِّينِ وَهيَ عَدَاوَةُ الدَّيَّانِ",
"فَِذَا ذَكَرتَ النَّاصِحينَ لِرَبِّهِم",
"وَكَتَابِهِ وَرَسُولِهِ بِلِسَانِ",
"فَاغسِلهُ وَيلَكَ مِنَ دَم التَّعطِيل وَالتَّ",
"كذِيبِ وَالكُفرَانِ وَالبُهتَانِ",
"أتَسُبُّهُم عَدواً وَلَستَ بِكُفئِهِم",
"فَالله يَفدِي حَِزبَهُ بِالجَانِي",
"قَومٌ هُمُ بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ",
"أولَى وَأقرَبُ مِنكَ لِلِيمَانِ",
"شَتَّانَ بَينَ التَّارِكينَ نُصُوصَهُ",
"حَقًّا لأجلِ زَبَالَةِ الأذهَانِ",
"وَالتَّارِكِينَ لأجلِهَا راءَ مَن",
"رَائُهُم ضَربٌ مِنَ الهَذَيَانِ",
"لَمَّا فَسَا الشَّيطَانُ فِي ذَانِهِم",
"ثُقُلَت رُؤوسُهُمُ عَنِ القُرنِ",
"فَلذَاكَ نَامُوا عَنه حَتَّى أصبَحُوا",
"يَتَلاعَبُوَنَ تَلاَعُبَ الصِّبيَانِ",
"وَالرَّكبُ قَد وَصَلُوا العُلَى وَتَيَمَّمُوا",
"مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلَع الِيمَانِ",
"قَومٌ أقَامَهُمُ اللَهُ لِحِفظِ هَ",
"ذَا الدِّينِ مِن ذِي بِدعَةٍ شَيطَانِ",
"وَأتَوا لَى رَوضَاتِهَا وَتَيمَّمُوا",
"مِن أرضِ مَكَّة مَطلَع القُرنِ",
"قَومٌ ذَا مَا نَاجِذُ النَّصِّ بَدَا",
"طَارُوا لَهُ بِالجَمعِ وَالوُحدَانِ",
"وَذَا بَدَا عَلَمُ الهُدَى استَبَقُوا لَهُ",
"كَتَسَابُقِ الفُرسانِ يَومَ رِهَانِ",
"وَِذَا هُمُ سَمِعُوا بِمُبتَدعٍ هَذَى",
"صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكُلِّ مَكَانِ",
"وَرِثُوا رَسُولَ اللهِ لِكِن غَيرُهُم",
"قَد رَاحَ بِالنُّقصَانِ وَالحِرمَانِ",
"وَذَا استَهَانَ سِوَاهُمُ بِالنِّصِّ لَم",
"يَرفَع بِهِ رَأسا مِنَ الخُسرَانِ",
"عَضُّوا عَلَيهِ بِالنوَاجِذِ رَغبَةً",
"فِيهِ وَلَيسَ لَدَيهِمُ بِمُهَانِ",
"لَيسُوا كَمَن نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيقَةً",
"وَتِلاَوَةً قَصداً بِتَركِ فُلاَنِ",
"عَزَلُوهُ فِي المَعنَى وَوَلُّوا غَيرَهُ",
"كَأبِي الرَّبِيعِ خَلِيفَةِ السُّلطَانِ",
"ذَكَرُوهُ فَوقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكَّةٍ",
"رَقَمُوا اسمَهُ فِي ظَاهِرِ الأثمَانِ",
"وَالأمرُ وَالنَّهيُ المُطَاعُ لِغَيرِهِ",
"وَلِمُهتَدٍ ضُرِبَت بِذَا مَثَلاَنِ",
"يَا لِلعُقولِ أيَستَوِي مَن قَالَ بِال",
"قُرنِ وَالثارِ وَالبُرهَانِ",
"وَمُخَالِفٌ هَذَا وَفِطرَةَ رَبِّهِ",
"الله أكبَرُ كَيفَ يَستَوِيَانِ",
"بَل فِطرَةُ اللهِ التَي فُطِرُوا عَلَى",
"مَضمُونِهَا وَالعَقلُ مَقبُولاَنِ",
"وَالوَحيُ جَاءَ مُصدِّقاً لَهُمَا فَلاَ",
"تُلقِ العَدَاوَةَ مَا هُمَا حَربَانِ",
"سِلمَانِ عِندَ مُوَفَّقٍ وَمُصَدِّقٍ",
"وَالله يَشهَدُ نَّهُمَا سِلمَانِ",
"فذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفظٍ وَارِدٍ",
"وَالعَقلُ حَتَّى َلَيسَ يِلتَقِيَانِ",
"فَالعَقلُ مَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الرَّا",
"ئِي صَحِيحَاً وَهوَ ذُو بُطلاَنِ",
"أو أنَّ ذَاكَ النصَّ لَيسَ بِثَابِتٍ",
"مَا قَالَهُ المَعصُومُ بِالبُرهَانِ",
"وَنُصُوصُهُ لَيسَت تُعَارِضُ بَعضُهَا",
"بَعضاً فَسَل عَنهَا عَلِيمَ زَمَانِ",
"وَذَا ظَنَنتَ تَعَارُضاً فِيهَا فَذَا",
"مِن فَةِ الأفهَامِ وَالأذهَانِ",
"أو أن يَكُونَ البَعضُ لَيسَ بِثَابِتٍ",
"مَا قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ",
"لَكِنَّ قَولَ مُحَمَّدٍ وَالجَهمِ فِي",
"قَلبِ المُوَحِّدِ لَيسَ يَجتَمِعَانِ",
"لا وَيطرُدُ كُلُّ قَولٍ ضِدَّهُ",
"فَِذَا هُمَا اجتَمَعَا فَمُقتَتِلاَنِ",
"وَالنَّاسُ بَعدُ عَلَى ثَلاثٍ حِزبِهِ",
"أو حَربِهِ أو فَارِغٍ مُتَوَانِ",
"فَاختَر لِنَفسِكَ أينَ تَجعَلُهَا فَلاَ",
"وَالله لَستَ بِرَابِعِ الاعيَانِ",
"مَن قَالَ بِالتَّعطِيلِ فَهوَ مكَذِّبٌ",
"بِجَمِيعِ رُسلِ الله والفُرقَانِ",
"نَّ المُعَطِّلَ لاَ لَه لهُ سِوَى ال",
"مَنحُوتِ بِالأفكَارِ فِي الأذهَانِ",
"وَكَذَا لَهُ المشرِكِينَ نُحَيتَهُ ال",
"أيدِي هُمَا فِي نَحتِهِم سِيَّانِ",
"لَكِن لَهُ المُرسَلِينَ هُوَ الذِي",
"فَوقَ السَّمَاءِ مُكونُ الأكوَانِ",
"تاللَّهِ قَد نَسَبَ المعَطِّلُ كُلَّ مَن",
"بِالبيِّنَاتِ أتَى لَى الكِتمَانِ",
"وَاللهِ مَا فِي المُرسَلِينَ مُعَطِّلٌ",
"نَافَى صِفَاتِ الوَاحِد الرَّحمنِ",
"كَلاَّ وَلاَ فِي المُرسَلِينَ مُشَبِّهٌ",
"حَاشَاهُمُ مِن فكِ هذي بُهتَانِ",
"فَخُذِ الهُدَى مِن عبدِهِ وَكِتَابِهِ",
"فَهُمَا لَى سُبُلِ الهُدَى سَبَبَانِ",
"وَاحذَر مَقَالاَتِ الذِينض تَفَرَّقُوا",
"شِيَعاً وَكَانُوا شِيعَةَ الشَّيطَانِ",
"وَأسأل خَبِيراً عَنهُم يُنبِيكَ عَن",
"أسرَارِهِم بِنَصِيحَةٍ وَبَيَانِ",
"قَالُوا الهُدَى لاَ يُستَفَادُ بِسُنَّةٍ",
"كَلاَّ وَلاَ أثَرٍ وَلاَ قُرنِ",
"ذ كُلُّ ذَاكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ",
"لَم تُبدِ عَن عِلمٍ وَلاَ يقَانِ",
"فِيهَا اشتِرَاكٌ ثُمَّ جمَالٌ يُرَى",
"وَتَجَوُّزٌ بِالزَّيدِ وَالنُقصَانِ",
"وَكَذَلِكَ الِضمَارُ وَالتَّخصِيصُ وَال",
"حَذفُ الذِي لَم يُبدِ عَن تِبيَانِ",
"وَالنَّقلُ حادٌ فََموقُوفٌ عَلَى",
"صِدقِ الرُّوَاةِ وَلَيسَ ذَا بُرهَانِ",
"ذ بَعضُهُم فِي البَعضِ يَقدَحُ دَائِماً",
"وَالقَدحُ فِيهِم فَهوَ ذُو مكَانِ",
"وَتَوَاتُرٌ وَهوَ القَلِيلُ وَنَادِرٌ",
"جِدًّا فَأينَ القَطعُ بِالبُرهَانِ",
"هَذَا وَيَحتَاجُ السَّلاَمَةَ بَعدُ مِن",
"ذَاكَ المُعَارِضِ صَاحِبِ السُّلطَانِ",
"وَهُوَ الذِي بِالعقلِ يُعرَفُ صِدقُهُ",
"وَالنَّفيُ مَظنُونٌ لَدَى الِنسَانِ",
"فَلأجلِ هَذَا قَد عَزَلنَاهَا وَوَلَّي",
"نَا العُقُولَ وَمَنطِقَ اليُونَانِ",
"فانظُر ِلَى الِسلامِ كَيفَ بَقُاؤهُ",
"مِن بَعدِ هَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ",
"وَانظُر لَى القُرنِ مَعزَولاً لَدَي",
"هِم عضن نُفُوذِ وَلاَيَةِ الِيقَانِ",
"وَانظًر ِلَى قَولِ الرَّسُولِ كذَلكَ مَع",
"زُولاً لَدَيهِم لَيسَ ذَا سُلطَانِ",
"وَاللهِ مَا عَزَلُوهُ تَعظِيماً لَهُ",
"أيَظُنُّ ذَلِكَ قَطُّ ذُو عِرفَانِ",
"يَا لَيتَهُم ذ يَحكُمُونَ بِعَزلِهِ",
"لَم يَرفعُوا رَايَاتِ جَنكِسخَانِ",
"يَا وَيلُهُم وَلُّوا نَتَاِجَ فِكرِهِم",
"وَقَضَوا بِهَا قَطعاً عَلَى القُرنِ",
"وَرِذَالُهُم وَلُّوا شَارَاتِ ابنِ سِي",
"نَا حِينَ وَلُّوا مَنطِقَ اليُونَانِ",
"وَانظُر لَى نَصِّ الكِتَابِ مُجَدَّلاً",
"وَسَطَ العَرِينش مُمزَّقَ اللُّحمَانِ",
"بِالطَّعنِ بِالِجمَالِ وَالٍضمَارِ وَالتَّ",
"خصِيصِ وَالتَّأوِيلِ بِالبُهتَانِ",
"وَالِشتِرَاكُ وَبِالمَجَازِ وَحَذفِ مَا",
"شَاؤُوا بِدَعوَاهُم بِلاَ بُرهَانش",
"وَانظُر لَيهِ لَيسَ يَنفُذُ حُكمُهُ",
"بَينَ الخُصُومِ وَمَا لَهُ مِن شَانِ",
"وَانظُر لَيهِ لَيسَ يُقبَلُ قولُهُ",
"فِي العِلمِ بِالأوصَافِ للرَّحمَنِ",
"لَكِنَّمَا المَقبُولُ حُكمُ العَقلِ لاَ",
"أحكَامُهُ لاَ يَستَوِي الحُكمَانِ",
"يَبكِي عَليهِ أهلُهُ وَجُودُهُ",
"بِدمَائِهِم وَمَدَامِعِ الأجفَانِ",
"عَهدُوهُ قِدماً لَيسَ يَحكُمُ غَيرُهُ",
"وَسوَاهُ مَعزُولٌ عَنِ السُّلطَانِ",
"ن غَابَ نَابَت عَنهُ أقوَالُ الرَّسُو",
"لِ هُمَا لَهُم دُونَ الوَرَى حَكَمَانِ",
"فَأتَاهُمُ مَا لَم يَكُن فِي ظَنِّهِم",
"فِي حُكمِ جَنكِسخَانِ ذِي الطُّغيَانِ",
"بِجُنُودِ تَعطِيلٍ وَكُفرَانٍ مِن ال",
"مَغُولِ ثُمَّ اللاَّصِ وَالعَلاَّنِ",
"فَعَلُوا بِمِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ كَمَا",
"فَعَلُوا بِأمَّتِهش مِنَ العُدوَانِ",
"وَاللهِ مَا انقَادُوا لِجَنكِسخَانَ حَتَّ",
"ى أعرَضُوا عَن مُحكَمِ القُرنِ",
"وَاللهِ مَا وَلُّوه لاَّ بَعدَ عَز",
"لِ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن يقَانِ",
"عَزَلُوهُ عَن سُلطَانِهِ وَهُوَ اليَقِي",
"نُ المستَفَادُ لَنا مِنَ السُّلطَانِ",
"هَذَا وَلَم يَكفِ الذِي فَعَلُوهُ حَتَّ",
"ى تَمَّمُوا الكُفرَانَ بِالبُهتَانِ",
"جَعَلُوا القُرنِ عِضِينَ ذ عَضَّوهُ أن",
"وَاعاً مُعَدَّدةً مِنَ النُّقصَانش",
"مِنهَا انتِفَاءُ خُرُوجِهِ مِن رَبِّنَا",
"لَم يَبدُ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ",
"لَكِنَّهُ خَلقٌ مِنَ اللَّوحِ ابتَدَا",
"أو جَبرَئِيلَ أوِ الرَّسُولِ الثَّانِي",
"مَا قَالَهُ رَبُّ السَّمَوَات العُلَى",
"لَيسَ الكَلامُ بِوَصفِ ذِي الغُفرَانِ",
"تَبًّا لَهُم سَلبُوهُ أكمَلَ وَصفِهِ",
"عَضَهُوهُ عَضهَ الرَّيبش وَالكُفرَانِ",
"هَل يَستَوِي باللهِ نِسبَتُهُ لَى",
"بَشَرٍ وَنِسبَتُهُ لَى الرَّحمنَ",
"مِن أينَ للمَخلُوقِ عَينُ صِفَاتِهِ",
"اللهُ أكبَرُ لَيسَ يَستَوِيَانِ",
"بَينَ الصِّفَاتِ وَبَينَ مَخلُوقٍ كَمَا",
"بَينَ الِلَهِ وَهَذِهِ الأكوَانِ",
"هَذَا وَقَد عَضهُوهُ أنَّ نُصُوَصَهُ",
"مَعزُولَةٌ عَن مرَةش الِيقانِ",
"لَكِنَّ غَايَتَهَا الظُّنُونُ وَلَيتَهُ",
"ظَنًّا يَكُونُ مُطَابِقاً بِبَيَانِ",
"لَكِن ظَوَاهِرُ مَا يُطَابِقُ ظَنَّهَا",
"مَا فِي الحَقِيقَةِ عِندَنَا بِوِزَانِ",
"لاَّ ِذَا مَا أوِّلَت فَمَجَازُهَا",
"بِزِيَادَةٍ فِيهَا أوِ النُّقصَانِ",
"أو بِالكِنَايَةِ وَاستِعَارَاتٍ وَتَش",
"بِيهٍ وَأنوَاعِ المَجَازِ الثَّانِي",
"فَالقَطعُ لَيسَ يُفِيدُهُ وَالظَّن مَن",
"فِيٌّ كَذَلِكَ فانتَفَ الأمرَانِ",
"فَلِمَ المَلاَمَةُ ذ عَزَلنَاهَا وَوَلَّ",
"ينَا العُقُولَ وَفِكرَةَ الأذهَانِ",
"فَاللهُ يُعظِمُ فِي النُّصُوصِ أجُورَكُم",
"يَا أمَّةَ الثَارِ والقُرنِ",
"مَاتَت لَدَى الأقوَامِ لاَ يُحيُونَهَا",
"أبداً وَلاَ تُحييهُمُ لِهَوَانِ",
"هَذَا وَقَولُهُم خِلاَفُ الحِسِّ وَال",
"مَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَالبُرهَانِ",
"مَعَ كَونِهِ أيضاً خِلاَفَ الفِطرَةش ال",
"أولَى وَسُنَّةِ رَبِّنَا الرَّحمَنِ",
"فَاللهُ قَد فَطَرَ العِبَادَ عَلَى التَّفَا",
"هُمِ بِالخِطَابِ لِمَقصَدِ التِّبيَانِ",
"كُلٌّ يَدُلُّ عَلَى الذِي فِي نَفسِهِ",
"بِكَلامِهِ مِن أهلِ كُلِّ لِسَانِ",
"فَتَرَى المُخَاطِبَ قَاطِعاً بِمُرَادِهِ",
"هَذَا مَعُ التَّقصِير فِي الِنسَانِ",
"ذ كُلُّ لَفظٍ غَيرِ لَفظِ نَبِيِّنَا",
"هُوَ دُونَهُ فِي ذَا بِلاَ نُكرَانِ",
"حَاشَا كَلاَمَ اللهِ فَهوَ الغَايَةُ ال",
"قُصوَى لَهُ أعلَى ذُرَى التِّبيَانِ",
"لَم يَفهَمِ الثَّقَلاَنِ مِن لَفظٍ كَمَا",
"فَهِمُوا مِنَ الاخبَارِ وَالقُرنِ",
"فَهُوَ الذِي استَولَى عَلَى التبيان كاس",
"تِيلاَئِه حَقًّا عَلَى الِحسَانِ",
"مَا بَعدَ تِبيَانِ الرَّسُولِ لنَاظِرٍ",
"لاَّ العَمَى وَالعيبُ فِي العُميَانِ",
"فَانظُر لَى قَولِ الرَّسُولِ لِسَائِلٍ",
"مِن صَحبِهِ عَن رُؤيةِ الرَّحمَنِ",
"حَقًّا تَرَون لَهَكُم يَومَ اللِّقَا",
"رُؤيَا العِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ",
"كَالبَدرِ لَيلَ تَمامِهِ وَالشَّمسِ فِي",
"نَحرِ الظَّهِيرَةِ مَا هُمَا مِثلاَنِ",
"بَل قَصدُه تَحقِيقُ رُؤيَتِنَا لَهُ",
"فَأتَى بأظهَرِ مَا يُرَى بِعِيَانِ",
"وَنَفَى السَّحَابَ وَذَاكَ أمرٌ مَانِعٌ",
"مِن رُؤيةِ القَمَرَينِ فِي ذَا النِ",
"فَذَا أتَى بالمُقتَضِي وَنَفَى المَوَا",
"نِعَ خَشيَةَ التقصيرِ فِي التِّبيَانِ",
"صَلَّى عَلَيه الله مَا هَذَا الذِي",
"يَأتشي بِهِ مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ",
"مَاذَا يَقُولُ القَاصِدُ التبيَانَ يَا",
"أهلَ العَمَى مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ",
"فَبِأيِّ لَفظٍ جَاءَكُم قُلتُم لَهُ",
"ذَا اللَّفظِ مَعزُولٌ عَن الِيقَانِ",
"وَضَربتُم فِي وَجهِهش بِعَسَاكِرِ التَّ",
"أوِيلِ دَفعاً مِنكُم بِلِيَانِ",
"لَو أنَّكُم وَاللهِ عَامَلتُم بِذَا",
"أهلَ العُلُومِ وَكُتبَهُم بِوِزَانِ",
"فَسَدَت تَصانِيفُ الُوجُودِ بأسرِهَا",
"وَغَدَت عُلُومُ النَّاسِ ذَاتَ هَوَانِ",
"هَذَا وَليسُوا فِي بَيَانِ عُلُومِهِم",
"مِثلَ الرَّسُولِ وَمنزِلِ القُرنِ",
"وَالله لَو صحَّ الذِي قَد قُلتُمُ",
"قُطِعَت سَبِيلُ العِلمِ والِيمَانِ",
"فَالعقلُ لا يَهدِي لَى تَفصِيلِهَا",
"لَكِنَّ مَا جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ",
"فذَا غَدَا التفصِيلُ لَفظِيًّا وَمَع",
"زُولاً عَنِ الِيقَانِ والرُّجحَانِ",
"فَهُنَاكَ لاَ عِلماً أفَادت لاَ وَلاَ",
"ظَنًّا وَهَذا غَايَةُ الحِرمَانِ",
"لَو صَحَّ ذَاكَ القَولُ لَم يَحصُل لَنَا",
"قَطعٌ بِقُولٍ قَطُّ مِن نسَانِ",
"وَغَدَا التَّخَاطُبُ فَاسسداً وفَسَادُهُ",
"أصلُ الفَسَادِ لنَوعِ ذَا الِنسَانِ",
"مَا كَانَ يَحصُلُ عِلمُنَا بِشَهَادَةٍ",
"وَوَصِيَّةٍ كَلاَّ وَلاَ أيمَانِ",
"وَكَذَلِكَ القرَارُ يُصبحُ فَاسِداً",
"ذ كَانض مُحتَمِلاً لِسَبعِ مَعَانِ",
"وَكَذَا عُقُودُ العَالَمِينَ بِأسرِهَا",
"بِاللَّفظِ ذ يَتَخَاطَبُ الرَّجُلاَنِ",
"أيَسُوغُ للشُّهَدَا شَهَادَتَهُم بِهَا",
"مِن غَيرِ عِلمٍ مِنهُمُ بِبَيَانِ",
"ذ تِلكُمُ الألفَاظُ غَيرُ مُفِيدَةٍ",
"لِلِعِلمِ بَل لِلظَّنِّ ذِي الرُّجحَانِ",
"بَل لاَ يَسُوغُ لِشَاهِدٍ أبَداً شَهَا",
"دتُهُ عَلَى مَدلُولِ نُطِقِ لِسَانِ",
"بَل لاَ يُرَاقُ دَمٌ بِلَفظِ الكُفرِ مِن",
"مُتَكَلِّمٍ بِالظِّنِّ وَالحُسبَانِ",
"بَل لاَ يُبَاحُ الفَرجُ بِالِذنِ الذِي",
"هُوَ شَرطُ صِحَّتِهِ مِنَ النِّسوَانِ",
"أيَسُوغُ للشُّهَدَاءِ جَزمُهُم بِأن",
"رَضِيَت بَلَفظٍ قَابِلٍ لِمَعَانِ",
"هَذَا وَجُملَةُ مَا يُقَالُ بِأنَّهُ",
"فِي ذَا فَسَادُ العَقلِ وَالأديَانِ",
"هَذَا وَمِن بُهتَانِهِم أنَّ اللُّغَا",
"تِ أتَت بِنَقلِ الفَردِ وَالوحدَانِ",
"فَانظُر لَى الألفَاظِ فِي جَرَيَانِهَا",
"فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرنِ",
"أتَظُنُّهَا تَحتَاجُ نَقلاً مُسنَداً",
"مُتَوَاتِراً أو نَقلُ ذِي وِحدَانِ",
"أم قَد جَرَت مَجرَى الضُّرُورِيَّاتِ لاَ",
"تَحتَاجُ نَقلاً وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ",
"لاَّ الاقَلُ فَنَّهُ يَحتَاجُ للنَّ",
"قلِ الصَّحِيحِ وَذَاكَ ذُو تِبيَانِ",
"وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُ قَائِلِهِم بِأنَّ",
"اللهَ أظهَرُ لَفظَةٍ بِلِسَانِ",
"وَخِلاَفُهُم فِيهِ كَثيرٌ ظَاهِرٌ",
"عَربِيُّ وَضع ذَاك أم سِريانِي",
"وَكذَا اختِلاَفُهُم أمشتَقًّا يُرَى",
"أم جَامِداً قَولاَنِ مَشهُورَانِ",
"وَالأصلُ مَاذَا فِيهِ خُلفٌ ثَابِتٌ",
"عِندَ النُّحَاةِ وَذَاكَ ذُو ألوَانِ",
"هَذَا وَلفظُ اللهِ أظهرُ لَفظٍ",
"نَطَقَ اللِّسَانُ بِهَا مَدَى الأزمَانِ",
"فانظُر بِحَقِّ اللهِ مَاذا فِي الَّذِي",
"قُالُوهُ مِن لَبسٍ وَمِن بُهتَانِ",
"هَل خَالَفَ العُقَلاَءُ أنَّ الله رّبُّ",
"العَالَمِينَ مُدَبِّرُ الأكوَانِ",
"مَا فِيهِ جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ",
"نَقلَ المَجازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ",
"وَالخَلفُ فِي أحوَالِ ذَاكَ اللَّفظِ لاَ",
"فِي وَضعِهِ لَم يَختِلِف رَجلاَنِ",
"وَذا هُمُ اختَلَفُوا بِلَفظَةِ مَكَّةٍ",
"فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَعرُوفَانِ",
"أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم",
"حَرَمُ الِلَهِ وَقِبلَةُ البُلدَانِ",
"وَذَا هُمُ اختَلَفوا بِلَفظَةِ أحمَدٍ",
"فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَذكُورَانِ",
"أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم",
"مِنهُ رَسُولُ اللهِ ذُو البُرهَانِ",
"وَنظِيرُ هَذَا لَيسَ يُحصَرُ كَثرَةً",
"يَا قَومُ فَاستحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ",
"أبِمِثلِ ذَا الهَذَيَانِ قَد عُزِلَت نُصُو",
"صُ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن يقَانِ",
"فَالحَمدُ للهِ المُعَافِي عَبدَهُ",
"مِمَّا بَلاَكُم يَا ذَوِي العِرفَانِ",
"فَلأجلِ ذَاكَ نَبَذُوا الكِتَابَ وَرَاءهُم",
"وَمَضَوا عَلى ثارِ كُلِّ مُهَانِ",
"وَلأجلِ ذَاكَ غَدَوا عَلَى السُّنَنِ الَّتِي",
"جَاءت وأهلِيهَا ذوِي أضغَانِ",
"يَرمُونَهُم كَذِباً بِكُلِّ عَظِيمَةٍ",
"حَاشَاهُم مِن فكِ ذِي بُهتَانِ",
"فَرَمَوهُمُ بَغياً بِمَا الرَّامِي بِهِ",
"أولَى لِيدفَعَ عَنهُ فِعلَ الجَانِي",
"يَرمِي البَرِيءَ بِمَا جَنَاهُ مُبَاهِتاً",
"وَلِذَاكَ عِندَ الغِرِّ يَشتَبِهَانش",
"سَمُّوهُمُ حَشويَّةً وَنَوَابتاً",
"وَمُجَسِّمِينَ وَعَابِدِي أوثَانِ",
"وَكَذاكَ أعدَاءُ الرَّسُولِ وَصَحبِهِ",
"وَهُمُ الرَّوَافِضُ أخبَثُ الحَيَوَانِ",
"نَصَبُوا العَداوَةَ للصَّحابَةِ ثُمَّ سَمَّ",
"وا بِالنَّوَاصِبِ شِيعَةَ الرَّحمَنِ",
"وَكَذَا المُعَطِّلُ شَبَّهَ الرَّحمَنَ بِال",
"مَعدُومِ فاجتَمَعَت لَهُ الوَصفَانِ",
"وَكَذَاكَ شَبَّهَ قَولَهُ بِكَلاَمِنَا",
"حَتَّى نَفَاهُ وَذَانِ تشبِيهَانِ",
"وأتَى لَى وَصفِ الرَّسُولِ لِرَبِّهِ",
"سَمَّاهُ تَشبِيهاً فَيَا خوَانش",
"بِاللهِ مَن أولَى بهذَا الِسمِ مِن",
"هَذَا الخَبِيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ",
"ن كَانَ تَشبِيهاًً ثُبُوتُ صِفَاتِهِ",
"سُبحَانَهُ فَبِأَكمَلش ذِي شَانِ",
"لَكِنَّ نَفيَ صِفَاتِهِ تَشبِيهُهُ",
"بِالجَامَدَاتِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ",
"بَل بِالذِي هُوَ غَيرُ شَيءٍ وَهُوَ مَع",
"دُومٌ وَن يُفرَض فَفِي الأذهَانِ",
"فَمِنِ المُشَبِّهُ بِالحَقَيقَةِ أنتُمُ",
"أم مُثبِتُ الاوصَافِ للرِّحمَنِ",
"هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ عَجَبٌ سَأب",
"دِيهَا لَكُم يَا مَعشَرَ الِخوَانِ",
"فَاسمَع فَذَاكَ مُعَطِّلٌ وَمُشَبِّهٌ",
"وَاعقِل فَذَاك حَقِيقَةُ الِنسَانِ",
"لاَ بُدَّ أن يَرِثَ الرَّسُولَ وَضِدَّهُ",
"فِي النَّاسِ طَائِفَتَانش مُختَلِفَانِ",
"فَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى مِنهَاجِهِ",
"والوَارثُونَ لِضِدِّهِ فِئتَانِ",
"حدَاهُمَا حَربٌ لَهُ ولِحِزبِهِ",
"مَا عِندَهُم فِي ذَاكَ مِن كِتمَانش",
"فَرَمَوهُ مِن ألقَابِهِم بِعَظَائِمٍ",
"هُم أهلُهَا لاَ خِيرَةُ الرَّحمَنش",
"فَأتَى الألَى وَرِثُوهُمُ فَرَمَوا بِهَا",
"وُرَّاثَهُ بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ",
"هَذَا يُحَقِّقُ ِرثَ كُلٍّ مِنهُمَا",
"فَاسمَع وَعِه يَا مَن لَهُ أذُنَانِ",
"وَالخَرُونَ أولُو النِّفَاقَ فَأضمَرُوا",
"شَيئاً وَقَالُوا غَيرَهُ بِلِسَانِ",
"وَكَذَا المُعَطِّلُ مُضمِرٌ تَعطِيلَهُ",
"قَد أظهَرَ التَّنزِيهَ للرَحمَنِ",
"هَذِي مَوارِيثُ العِبَادِ تَقَسَّمَت",
"بَينَ الطَّوَائِفِ قِسمَةَ المَنَّانِ",
"هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ أخرَى بِهَا",
"سُلوَانُ مَن قَد سُبَّ بِالبُهتَانِ",
"تَجِدُ المُعَطِّلَ لاَعِناً لِمُجَسِّمٍ",
"وَمُشَبِّهٍ لله بالِنسَانِ",
"وَالله يَصرِفُ ذَاك عَن أهلِ الهُدَى",
"كَمُحَمَّدٍ وَمُذَمَّمٍ سمَانِ",
"هُم يَشتُمُونَ مُذَمَّماً وَمُحَمَّدٌ",
"عَن شَتمِهِم فِي مَعزِلٍ وَصِيَانِ",
"صَانَ الِلَهُ مُحَمَّداً عَن شَتمِهِم",
"فِي اللَّفظِ وَالمعنَى همَا صِنوَانِ",
"كَصِيَانَةٍ الأتبَاعِ عَن شتمِ المُعَطِّ",
"لِ للمُشَبِّهِ هَكَذَا الرثَانِ",
"وَالسَّبُّ مَرجِعُهُ لَيهِم ذ هُمُ",
"أهلٌ لِكُلِّ مَذَمَّةٍ وَهَوَانِ",
"وَكَذَا المُعَطِّلُ يَلعُنُ اسمَ مُشَبِّهٍ",
"وَاسمُ المُوَحِّدِ فِي حِمَى الرَّحمَنِ",
"هَذِي حِسَانُ عَرَائِسٍ زُفَّت لَكُم",
"وَلَدَى المُعطِّلِ هُنَّ غَيرُ حِسَانِ",
"وَالعِلمُ يَدخُلُ قَلبَ كُلِّ مُوَفَّقٍ",
"مِن غَيرِ بَوَّابٍ وَلاَ استئِذَانِ",
"وَيَرُدُّهُ المَحرُومُ مِن خُذلاَنِهِ",
"لاَ تُشقِنَا اللَّهُمَّ بالحِرمَانِ",
"يَا فِرقَةً نَفَتِ الِلَهَ وَقَولَهُ",
"وَعُلُوَّهُ بِالجَحدِ وَالكُفرَانِ",
"مُوتُوا بِغَيظِكُمُ فَرَبِّي عَالِمٌ",
"بِسَرَائِرٍ مِنكُم وَخُبثِ جَنَانِ",
"فَالله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ",
"وَرَسُولِهِ بِالعِلمِ وَالسّلطَانِ",
"وَالحَقُّ رُكنٌ لاَ يَقُومُ لِهَدِّهِ",
"أحَدٌ وَلَو جُمِعَت لَهُ الثَّقَلاَنِ",
"تُوبُوا لَى الرَّحمَنِ مِن تَعطِيلكُم",
"فَالرَّبُّ يَقبَلُ تَوبَةَ النَّدمَانِ",
"مَن تَابَ مِنكُم فَالجِنَانُ مَصِيرُهُ",
"أو مَاتَ جَهمِيًّا فَفِي النِّيرَانِ",
"وَاسمَع وَعِه سِراًّ عَجِيباً كَانَ مَك",
"تُوماً مِنَ الأقوَامش مُنذُ زَمَانِ",
"فَأذَعتُهُ بَعدَ اللُتَيَّا وَالتِي",
"نُصحاً وَخَوفَ مَعَرَّةِ الكِتَمَانِ",
"جِيمٌ وَجِيمٌ ثُمَّ جِيمٌ مَعهُمَا",
"مَقرُونَةً مَع أحرُفٍ بِوِزَانِ",
"فِيهَا لَدَى الأقوَامِ طِلَّسمٌ مَتَى",
"تَحلُلهُ تَحلُل ذِروَةَ العِرفَانِ",
"فَذَا رَأيتَ الثَّورَ فِيهِ تَقَارَنَ ال",
"جِيمَاتُ بِالتَّثلِيثِ شَرَّ قِرَانِ",
"دَلَّت عَلَى أنَّ النُّحُوسَ جَمِيعَهَا",
"سَهمُ الَّذِي قَد فَازَ بِالخُذلاَنِ",
"جَبرٌ وَرجَاءٌ ثُمَّ جِيمُ تَجَهُّمٍ",
"فَتَأمَّل المَجمُوعَ فِي المِيزَانِ",
"فَاحكُم بِطَالِعِهَا لِمَن حَصَلَت لَهُ",
"بِخَلاَصِهِ مِن رِبقَةِ الِيمَانِ",
"فَاحمِل عَلَى الأقدَارِ ذَنبُكَ كُلَّهُ",
"حَملَ الجُذُوعِ عَلَى قُوَى الجُدرَانِ",
"وَافتَح لِنَفسِكَ بَابَ عُذرِكَ ذ تَرى ال",
"أفعَالَ فِعلَ الخَالِقِ الدَّيَّانِ",
"فَالجَبرُ يُشهِدُكَ الذُّنُوبَ جَمِيعَهَا",
"مِثلَ ارتِعَاشِ الشَّيخِ ذِي الرَّجَفَانِ",
"لاَ فَاعِلٌ أبَداً وَلاَ هُوَ قَادِرٌ",
"كَالمَيتِ أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ",
"وَالأمرُ والنَّهيِ اللَّذَانِ تَوَجَّهَا",
"فَهُمَا كَأمرِ العَبدِ بِالطَّيَرَانِ",
"وَكَأمرِهِ الأعمَى بِنَقطِ مَصَاحِفٍ",
"أو شَكلِهَا حَذَراً مِنَ الألحَانِ",
"وَذَا ارتَفَعتَ دُرَيجَةً أخرَى رَأي",
"تَ الكُلَّ طَاعَاتٍ بِلاَ عِصيَانِ",
"ن قِيلَ قَد خَالفَت أمرَ الشَّرعِ قُل",
"لَكِن أطَعتُ رَادَةَ الرَّحمَنِ",
"وَمُطِيعُ أمرِ اللهِ مِثلُ مُطِيعِ مَا",
"يَقضِي بِهِ وَكِلاَهُمَا عَبدانِ",
"عَبدُ الأوَامِرِ مِثلُ عَبدِ مَشِيئَةٍ",
"عِندَ المُحَقِّقِ لَيسَ يَفتَرِقَانش",
"فَانظُر لَى مَا قَادَتِ الجِيمُ الَّذِي",
"لِلجَبرِ مِن كُفرٍ وَمِن بُهتَانِ",
"وَكَذَلكَ الِرجَاءُ حِينَ تُقِرُّ بِال",
"مَعبُودِ تُصبِحُ كَامِلَ الِيمَانِ",
"فَارمِ المَصَاحِفَ فِي الحُشُوشِ وَخَرب",
"البَيتَ العَتِيقَ وَجِدَّ فِي العِصيَانِ",
"وَاقتُل ذَا مَا اسطَعتَ كُلَّ مُوَحِّدٍ",
"وَتَمَسَّحَن بِالقِسِّ وَالصُّلبَانِ",
"وَاشتُم جَمِيعَ المُرسَلِينَ وَمَن أتَوا",
"مِن عِندِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ",
"وَِذَا رَأيت حِجَارَةً فَاسجُد لَهَا",
"بَل خُرَّ لِلأصنَامِ وَالأوثَانِ",
"وَأقِرَّ أنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"هُوَ وَحدَهُ البَارِي لِذِي الأكوَانِ",
"وَأقِرَّ أنَّ رَسُولَهُ حَقًّا أتَى",
"مِن عِندِهِ بِالوَحيِ وَالقُرنِ",
"فَتَكُونَ حَقًّا مُؤمِناً وَجَمِيعُ ذَا",
"وِزرٌ عَلَيكَ وَلَيسَ بِالكُفرَانِ",
"هَذَا هُوَ الِرجَاءُ عِندَ غُلاَتِهِم",
"مِن كُلِّ جَهمِيٍّ أخِي الشَّيطَانِ",
"فَأضِف لَى الجِيمَين جِيمَ تَجَهُّمٍ",
"وَانفِ الصِّفَاتِ وَألقِ بِالأرسَانِ",
"قُل لَيسَ فَوقَ العَرشِ رَبٌّ عَالِمٌ",
"بِسَرَائِرٍ مِنَّا وَلاَ علاَنِ",
"بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ ذُو سَمعٍ وَلاَ",
"بَصَرٍ وَلاَ عَدلٍ وَلاَ حسَانِ",
"بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مَعبُودٌ سِوَى ال",
"عَدَمِ الَّذِي لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ",
"بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مِن مُتَكَلِّمٍ",
"بِأوَامِرٍ وَزَوَاجِرٍ وَقُرَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ كَلِمٌ لَيهِ صَاعِدٌ",
"أبَداً وَلاَ عَمَلٌ لِذِي شُكرَانِ",
"أنَّى وَحَظُّ العَرشِ مِنهُ كَحَظِّ مَا",
"تَحَتَ الثَّرَى عِندَ الحَضِيضِ الدَّانِي",
"بَل نِسبَةُ الرَّحمَنِ عِندَ فَرِيقِهِم",
"لِلعَرشِ نِسبَتُهُ لى البُنيَانِ",
"فَعَلَيهِمَا استَولَى جَمِيعاً قُدرَةً",
"وَكِلاَهُمَا مِن ذَاتِهِ خِلوَانِ",
"هَذَا الَّذِي أعطَتهُ جِيمُ تَجَهُّمٍ",
"حَشواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ",
"تَاللهِ مَا استَجمَعنَ عِندَ مُعَطِّلٍ",
"جِيمَاتُهَا وَلَدَيهِ مِن يمَانِ",
"وَالجَهمُ أصَّلَهَا جَمِيعاً فَاغتَدَت",
"مَقسُومَةً فِي النَّاسِ بِالمِيزَانِ",
"وَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى التَّحقِيقِ هُم",
"أصحَابُهَا لاَ شِيعَةُ الِيمَانِ",
"لَكِن تَقَسَّمَتِ الطَّوَائِفُ قَولَهُ",
"ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ",
"لَكِن نَجَا أهلُ الحَدِيثِ المَحضِ أت",
"بَاعُ الرَّسُولِ وَتَابِعُو القُرنِ",
"عَرَفُوا الَّذِي قَد قَالَ مَع عِلمٍ بِمَا",
"قَالَ الرَّسُولُ فَهُم أولُوا العِرفَانِ",
"وَسِوَاهُمُ فِي الجَهلِ وَالدَّعوَى مَعَ ال",
"كِبرِ العَظِيمِ وَكثرَةش الهَذَيَانِ",
"مَدُّوا يَداً نَحوَ العُلَى بِتكَلُّفٍ",
"وَتَخَلُّفٍ وَتَكَبُّرٍ وَتَوَانِ",
"أتُرَى يَنَالُوهَا وَهَذَا شَانُهُم",
"حَاشَا العُلَى مِن ذَا الزَّبُونِ الفَانِي",
"وَسَلِ المُعَطِّلَ مَا تَقُولُ ذَا أتَى",
"فِئَتَانِ عِندَ الله يَختَصِمَانِ",
"حدَاهُمَا حَكَمَت عَلَى مَعبُودِهَا",
"بِعُقَولِها وَبِفَكرَةِ الأذهَانِ",
"سَمَّتهُ مَعقُولاً وَقَالَت نَّهُ",
"أولَى مِنَ المَنصُوصِ بِالبُرهَانِ",
"وَالعَرشَ أخلَينَاهُ مِنكَ فَلَستَ فَو",
"قَ العَرشِ لَستَ بِقَابِلٍ لِمَكَانِ",
"وَكَذَاكَ لَستَ بِقَائِلِ القُرنِ بَل",
"قَد قَالَهُ بَشَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ",
"وَنَسَبتَهُ حَقَّا لَيكَ بِنِسبَةِ التَّ",
"شرِيفِ تَعظِيماً لِذِي القُرنِ",
"وَكَذَاكَ قُلُنَا لَستَ تَنزِلُ فِي الدُّجَى",
"نَّ النُّزُولَ صِفَاتُ ذِي الجُثمَانِ",
"وَكَذَاكَ قُلُنَا لَست ذَا وَجهٍ وَلاَ",
"سَمعٍ وَلاَ بَصَرٍ فَكَيفَ يَدَانِ",
"وَكَذَاكَ قُلنَا لاَ تُرَى فِي هَذهِ الدُّ",
"نيَا وَلاَ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي",
"وَكَذَاكَ قُلنَا مَا لِفِعلِكَ حِكمَةٌ",
"مِن أجلِهَا خَصَّصتَهُ بِزَمَانِ",
"مَا ثَمَّ غَيرُ مَشِيئَةٍ قَد رَجَّحَت",
"مِثلاً عَلَى مِثلٍ بِلاَ رُجحَانِ",
"لَكِنَّ مِنَّا مَن يَقُولُ بِحكمَةٍ",
"لَيسَت بِوَصفٍ قَامَ بالرَّحمَنِ",
"هَذَا وَقُلنَا مَا اقتَضَتهُ عُقَولُنَا",
"وَعُقُولُ أشيَاخٍ ذَوِي عِرفَانِ",
"قَالُوا لَنَا لاَ تَأخُذوا بِظََوَاهِرِ ال",
"وَحيَينِ تَنسَلِخُوا مِنَ الِيمَانِ",
"بَل فَكِّرُوا بِعُقُولِكُم ن شِئتُمُ",
"أو فَاقبَلُوا راءَ عَقلِ فَلاَنِ",
"فَلأجلِ هَذَا لَم نُحَكِّم ن شِئتُم",
"أو فَاقبَلُوا راءَ عَقلِ فَلاَنِ",
"وَالنَّصُّ قَطعاً لاَ يُفِيدُ فَنَحنُ أوَّ",
"لنَا وَفَوَّضنَا لَنَا قَولاَنِ",
"قَالَت وَقُلنَا فِيكَ لَستَ بِدَاخِلٍ",
"فِينَا وَلَستَ بِخَارِجِ الأكوَانِ",
"ذ كُلُّ تِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ",
"مَعزُولَةٌ عن مُقتَضَى البُرهَانِ",
"وَالخَرُونَ أتَوا بِمَا قَد قَالَهُ",
"مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلا كِتمَانِ",
"قَالُوا تَلَقَّينَا عَقِيدَتَنَا عنِ ال",
"وَحيَينِ بِالأخبَارِ وَالقُرنِ",
"فَالحُكمُ مَا حَكَمَا بِهِ لاَ رَأيُ أه",
"لِ الِختِلاَفِ وَظَنُّ ذِي الحُسبَانِ",
"راؤهُم أحدَاثُ هَذَا الدِّينِ نَا",
"قِضَةٌ لأصلِ طَهَارَةِ الِيمَانِ",
"راؤهُم رِيحُ المَقَاعِدِ أينَ تِل",
"كَ الرِّيحُ مِن رَوحٍ وَمِن رَيحَانِ",
"قَالوا وأنتَ رَقِيبُنَا وَشَهِيدُنَا",
"مِن فَوقِ عَرشِكَ يَا عظِيمَ الشَّانِ",
"نَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِبِدعَةٍ",
"وَضَلاَلَةٍ أو فكِ ذِي بُهتَانش",
"لَكِن بِمَا قَد قُلتَهُ أو قَالَهُ",
"مَن قَد أتَانَا عَنكَ بِالفُرقَانِ",
"وَكَذَاكَ فَارقنَاهُمُ حِينَ احتِيَا",
"جِ النَّاسِ لِلأنصَارِ وَالأعوَانِ",
"كَيلاَ نَصِيرَ مَصِيرَهُم فِي يَومِنَا",
"هَذَا وَنَطمَعُ مِنكَ بِالغفرَانِ",
"فَمَنِ الَّذِي مِنَّا أحَقُّ بِأمنِهِ",
"فَاختَر لِنفَسِكَ يَا أخَأ العِرفَانِ",
"لاَ بُدَّ أن نَلقَاهُ نَحنُ وَأنتمُ",
"فِي مَوقِفِ العَرضِ العَظِيمِ الشَّانِ",
"وَهُنَاكَ يَسألُنَا جَمِيعاً رَبُّنَا",
"وَلدَيهِ قَطعاً نَحنُ مُختَصِمَان",
"فَنَقُولُ قُلتَ كَذَا وَقَالَ نَبِيُّنَا",
"أيضاً كَذَا فَمَامُنَا الوَحيَانِ",
"فَافعل بِنَا مَا أنتَ أهلٌ بَعدَ ذَا",
"نَحنُ العَبِيدُ وَأنتَ ذُو الِحسَانِ",
"أفَتَقدِرُونَ عَلَى جَوَابٍ مِثلَ ذَا",
"أم تَعدِلُونَ لَى جَوابٍ ثَانِ",
"مَا فِيهِ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ",
"بَل فِيهِ قُلنَا مِثلَ قَولِ فَلاَنِ",
"وَهُوَ الَّذِي أدَّت لَيهِ عُقُولَنَا",
"لَمَّا وَزَنَّا الوَحيَ بِالمِيزَانِ",
"ن كَان ذَلِكُمُ الجَوَابُ مُخَلِّصاً",
"فَامضُوا عَلَيهِ يَا ذَوشي العِرفَانِ",
"تَالله مَا بَعدَ البَيَانِ لِمُنصِفٍ",
"لاَّ العِنَادُ وَمَركَبُ الخُذلاَنِ",
"يَا أيُّهَا البَاغِي عَلَى أتبَاعِهِ",
"بِالظُّلمِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ",
"قَد حَمَّلُوك شَهادَةً فَاشهَد بِهَا",
"ن كُنتَ مَقبُولاً لَدَى الرَّحمَنِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم ن سُئِلتَ بأنَّهُم",
"قَالُوا لَهُ العَرشِ وَالأكوَانِ",
"فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى حَقًّا عَلَى ال",
"عَرشِ استَوَى سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ",
"والأمرُ يَنزِلُ مِنهُ ثُمَّ يَسِيرُ فِي ال",
"أقطَارِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ",
"وَلَيهِ يَصعَدُ مَا يَشَاءُ بأمرِهِ",
"مِن طَيِّبَاتِ القَولِ وِالشُّكرَانِ",
"وَلَيهِ قَد صَعِدَ الرَّسُولُ وَقَبلَهُ",
"عِيسَى ابنُ مَريَمُ كَاسِرُ الصُّلبَانِ",
"وَكَذلِكَ الأملاَكُ تَصعَدُ دَائِماً",
"مِن هَا هُنَا حَقًّا لى الدَّيَّانِ",
"وَكَذَلِكَ رُوحُ العَبدِ بَعدَ مَمَاتِهَا",
"تَرقَى لَيهِ وَهوَ ذُو يمَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُ سُبحَانَهُ",
"مُتَكَلِّمٌ بِالوَحَيِ وَالقُرنِ",
"سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّا",
"هُ لَى المَبعُوثِ بِالفُرقَانِ",
"هُوَ قَولُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً",
"لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّه سُبحَانَهُ",
"قَد كَلَّمَ المَولُودَ مِن عِمرَانِ",
"سَمِعَ ابنُ عِمرَانَ الرَّسُولُ كَلاَمَهُ",
"مِنهُ لَيهِ مَسمَعَ الذانِ",
"واشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ",
"الله نَادَاهُ بِلاَ كِتمَانِ",
"واشهَد عَلَيهم أنهُم قَالُوا بِأنَّ",
"الله نَادَى قَبلَهُ الأبَوَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنهُم قَالُوا بأنَّ",
"الله يَسمَعُ صَوتَهُ الثَّقَلاَنِ",
"وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ",
"نِّي أنَا الله العَظِيمُ الشَّانِ",
"وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ",
"اذهَب لَى فِرعَونَ ذِي الطُّغيَانِ",
"وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ حَمَ مَع",
"طَهَ وَمَع يَس قَولَ بَيَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم وَصَفُوا الِل",
"هَ بِكُلِّ مَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ",
"وَبِكُلِّ مَا قَالَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً",
"مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ قَولَ نَبِيِّهِم",
"وَكَلاَمَ رَبِّ العَرشِ ذَا التِّبيَانِ",
"نَصٌّ يُفِيدُ لَدَيهِم عِلمَ اليَقِي",
"نِ فَادَةَ المَعلُومِ بِالبُرهَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد قَابَلُوا التَّ",
"عطِيلَ وَالتَّمثِيلَ بِالنُّكرَانِ",
"نَّ المُعَطِّلَ وَالممثِّلَ مَا هُمَا",
"مُتَيَقِّنِينَ عِبَادَةَ الرَّحمَنِ",
"ذَا عَابِدُ المعدُومِ لاَ سُبحَانَهُ",
"أبداً وَهَذَا عَابِدُ الأوثَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال",
"أسمَاءَ وَالأوصَافَ للدَّيَّانِ",
"وَكَذِلِكَ الأحكَامُ أحكَامُ الصِّفَا",
"تِ وَهَذِهِ الأركَان للِيمَانِ",
"قَالُوا عَلِيمٌ وَهوَ ذُو عِلمٍ وَيُع",
"لَمُ غَايَةَ الِسرَارِ وَالعلاَنِ",
"وَكَذَا بَصِيرٌ وَهوَ ذُو بَصَر وَيُب",
"صِرُ كُلَّ مَرئِيٍّ وَذِي الأكوَانِ",
"مُتَكَلِّمٌ وَلَهُ كَلاَمٌ وَصفُهُ",
"وَيُكَلِّمُ المَخصُوصَ بِالرِّضوَانِ",
"وَهُوَ القَوِيُّ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ",
"وَمَلِيكُ يَقدِرُ يَا أخَا السُّلطَانِ",
"وَهُوَ المُرِيدُ لَهُ الِرَادَةُ هَكَذَا",
"أبَداً يُرِيدُ صَنَائعَ الحسَانِ",
"وَالوَصفُ مَعنًى قَائِمٌ بِالذَّاتِ وَال",
"أسمَاءُ أعلاَمٌ لَهُ بِوزَانِ",
"أسمَاؤهُ دَلَّت عَلَى أوصَافِهِ",
"مُشتَقَّةً مِنهَا اشتِقَاقَ مَعَانِ",
"وَصِفَاتُهُ دَلَّت عَلَى أسمَائِهِ",
"وَالِفعِلُ مُرتَبٍطٌ بِهِ الأمرَانِ",
"وَالحُكمُ نِسبَتُهَا لَى مُتَعَلِّقَا",
"تٍ تَقضِي ثَارَهَا بِبَيَانِ",
"وَلَرُبَّمَا يُعنَى بِهِ الِخبَارُ عَن",
"ثارِهَا يُعنَى بِهِ أمرَانِ",
"وَالفِعلُ عطَاءُ الِرادَةِ حُكمَهَا",
"مَعَ قُدرَةِ الفَعَّالِ وَالمكَانِ",
"فَِذَا انتَفَت أوصَافُهُ سُبحَانَهُ",
"فَجِمِيعُ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ",
"وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَالُوا بِهَ",
"ذَا كُلِّهِ جَهراَ بِلاَ كِتمَانِ",
"وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم بُرَءُ مِن",
"تَأويلِ كُلِّ مُحَرِّفٍ شَيطَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم يَتَأوَّلُو",
"نَ حَقِيقَةَ التَّأوِيلِ فِي القُرنِ",
"هُم فِي الحَقِيقَةِ أهلُ تَأوِيلِ الَّذِي",
"يُعنَى بِهِ لاَ قَائِلُ الهَذَيَانِ",
"وَاشهَد عَليهِم أنَّ تَأوِيلاَتِهم",
"صَرفٌ عَنِ المَرجُوحِ للرُّجحَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم حَمَلُوا النُّصُو",
"صَ عَلَى الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازِ الثَّانِي",
"لاَّ مَا اضطَرَّهُم لِمَجَازِهَا ال",
"مُضطَرُّ مِن حِسٍّ وَمِن بُرهَانِ",
"فَهُنَاكَ عِصمَتُهَا بَاحَتُهُ بِغَي",
"رِ تَجَانفٍ للثمِ وَالعُدوَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لا يَكفِرُوا",
"نَكُمُ بِمَا قُلتُم مِنَ الكُفرَانِ",
"ذ أنتُم أهلُ الجَهَالَةِ عِندَهُم",
"لَستُم أولِي كُفرٍ وَلاَ يمَانِ",
"لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الكُفرَانِ بَل",
"لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الِيمَانِ",
"لاَّ ذَا عَانَدتُمُ وَرَددتُمُ",
"قَولَ الرَّسُولِ لأجلِ قَولِ فُلاَنِ",
"فَهُنَاكَ أنتُم أكفَرُ الثَّقَلَينِ مِن",
"نسٍ وَجِنٍّ سَاكِنِي النِّيرَانِ",
"وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال",
"أقدارَ وَارِدَةً مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ حُجَّةَ رَبِّهِم",
"قَامَت عَلَيهِم وَهُوَ ذُو غُفرَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم هُم فَاعلُو",
"نَ حَقِيقَة الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ",
"وَالجَبرُ عِندَهُم مُحَالٌ هَكَذَا",
"نَفيُ القَضَاءِ فبِئسَتِ الرَّأيَانِ",
"وَاشهَ عَلَيهِم أنَّ ِيمَانَ الوَرَى",
"قَولٌ وفِعلٌ ثُمَّ عَقدُ جَنَانِ",
"وَيزِيدُ بالطَّاعَاتِ قَطعاً هَكَذَا",
"بِالضِّدِّ يُمسِي وَهوَ ذُو نُقصَانِ",
"وَاللهُ مَا يمَانُ عَاصِينَا كاي",
"مَانِ الأمِينِ مُنَزِّلِ القُرنِ",
"كَلاَّ وَلاَ يمَانُ مُؤمِنِنَا كاي",
"مَانِ الرَّسُولِ مُعَلِّمِ الِيمَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لَم يُخلِدُوا",
"أهلَ الكَبَائِرِ فِي حَمِيمٍ نِ",
"بَل يَخُرُجُونَ بِذنِهِ بِشَفَاعَةٍ",
"وَبِدُونِهَا لِمَسَاكِنٍ بِجِنَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ رَبَّهُمُ يُرَى",
"يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ",
"وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ أصحَابَ الرَّسُو",
"لِ خِيَارُ خَلقِ الله مِن نسَانِ",
"حَاشَا النَّبِيِّينَ الكِرَامَ فنَّهُم",
"خَيرُ البَريَّةِ خِيرةُ الرَّحمَنِ",
"وَخِيَارُهُم خُلفَاؤهُ مِن بَعدِهِ",
"وَخِيَارُهُم حَقًّا هُمَا العُمَرانِ",
"وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ أحَقُّ بِالتَّ",
"قدِيمِ مِنَّ بَعدَهُم بِبَيَانِ",
"كُلٌّ بِحَسبِ السَّبقِ أفضَلُ رُتبَةً",
"مِن لاَحِقٍ وَالفَضلُ لِلمنَّانِ",
"يَا نَاصِرَ الِسلاَمِ وَالسُّنَنِ الَّتِي",
"جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان",
"يَا مَن هُوَ الحَقُّ المُبينُ وَقَولُهُ",
"وَلِقَاؤهُ وَرَسُولُهُ بِبَيَانِ",
"اشرَح لِدِينِكَ صَدرَ كُلِّ مُوَحِّدٍ",
"شَرحاً يَنَالُ بِهِ ذُرَى الِيمَانِ",
"وَاجعَلهُ مؤتَمًّا بِوَحيِكَ لاَ بِمَا",
"قَد قَالَهُ ذُو الِفكِ وَالبُهتَانِ",
"وَانصُر بِهِ حِزبَ الهُدَى وَاكبِت بِهِ",
"حِزبَ الضَّلاَلِ وَشَيعَةَ الشَّيطَانِ",
"وَانعِش بِهِ مَن قَصدُهُ حيَاؤهُ",
"وَاعصِمهُ مَن كَيدِ امرىءٍ فَتَّانِ",
"وَاضرِب بحَقِّكَ عُنُقَ أهل الزيع والتَّ",
"بدِيلِ وَالتكذِيبِ وَالطُّغيَانِ",
"فَوَحَقِّ نِعمَتِكَ التَي أولَيتَنِي",
"وَجَعَلتَ قَلبِي وَاعِيَ القُرنِ",
"وَكَتَبتَ فِي قَلبِي مُتَابَعَةَ الهُدَى",
"فَقَرَاتُ فِيهِ أسطُرَ الِيمَانِ",
"وَنَشَلتَنِي مِن حُبِّ أصحَابِ الهَوَى",
"بِحَبَائِلٍ مِن مُحكَمِ الفُرقَانِ",
"وَجَعلتَ شُربِي المنهَلَ العَذبَ الذِي",
"هُوَ رأسُ مَاءِ الوَارِدِ الظَّمنِ",
"وَعَصَمتَنَي مِن شُربِ سِفلِ المَاءِ تَح",
"تَ نَجَاسَةِ الراءِ وَالأذهَانِ",
"وَحَفِظتَنِي مِمَّا ابتلَيتَ بِهِ الألَى",
"حَكَمُوا عَلَيكَ بِشِرعَةِ البُهتَانِ",
"نَبَذُوا كِتَابَكَ مِن وَرَاءِ ظُهورِهِم",
"وَتَمَسَّكُوا بِزَخَارِفِ الهَذَيَانِ",
"وَأرَيتَنِي البِدَعَ المُضِلَّةَ كيفَ يُل",
"قِيهَا مُزخرَفَةً لَى الِنسَانِ",
"شَيطَانُهُ فَيَظَلُّ يَنقُشُهَا لَهُ",
"نَقشَ المُشَبِّهِ صُورَةً بِدِهَانِ",
"فَيَظُنُّهَا المغرُورُ حَقًّا وَهيَ فِي التَّ",
"حقِيقِ مِثلُ اللاَّلِ فِي القِيعَانِ",
"لأجَاهِدَنَّ عِدَاكَ مَا أبقَيتَنِي",
"ولأجعلَنَّ قِتَالَهُم دَيدَانِي",
"وَلأفضَحَنَّهُمُ عَلَى رُوسِ المَلا",
"وَلأفرِيَنَّ أدِيمَهُم بِلِسَانِ",
"وَلأكشِفَنَّ سَرَائِراً خَفِيت عَلَى",
"ضُعَفَاءِ خَلقِكَ مِنهُمُ بِبَيَانِ",
"وَلأتبَعَنَّهُمُ لَى حَيثُ انتَهَوا",
"حَتَّى يُقَالَ أبَعدَ عَبَّادَان",
"وَلأرجُمَنَّهُمُ بِأعلاَمِ الهُدَى",
"رَجمَ المزيدِ بِثَاقِبٍ الشُّهبِانِ",
"وَلأقعُدَنَّ لَهُم مَرَاصِدَ كَيدِهِم",
"وَلأحصُرَنَّهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ",
"وَلأجعَلَنَّ لُحُومَهُم وَدِمَاءَهُم",
"فِي يَومِ نَصرِكَ أعظَمَ القُربَانِ",
"وَلأحمِلَنَّ عَليهِمُ بعَسَاكِرٍ",
"لَيسَت تََفِرُّ ذَا التَقَى الزَّحفَانِ",
"بِعَسَاكِرِ الوَحيَينِوالفِطَرَات وال",
"مَعقُولِ وَالمَنقُولِ بِالحسَانِ",
"حَتَّى يَبِينَ لِمَن لَهُ عَقلٌ مِنَ ال",
"أولَى بِحُكمِ العَقلِ وَألبُرهَانِ",
"وَلأنصَحَنَّ اللهَ ثُمَّ رَسُولَهُ",
"وَكِتَابَهُ وَشَرَائعَ الِيمَانِ",
"ن شَاءَ رَبِّي ذَا يَكُونُ بِحَولِهِ",
"أو لَم يَشَأ فَالأمرُ للرَّحمَنِ",
"نَّا تَحَمَّلنَا الشَّهَادةَ بِالذِي",
"قُلتُم نُؤدِيهَا لَدَى الرَّحمَنِ",
"مَا عِندَكُم فِي الأرضِ قُرنٌ كَلاَ",
"مُ الله حَقًّا يَا أولِي العُدوَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى",
"رَبٌّ يُطَاعُ بِوَاجِبِ الشُّكرَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ فِي القَبرِ أيضاً عِندَكُم",
"مِن مُرسَلٍ وَالله عِندَ لِسَانِ",
"هَاتِيكَ عَورَاتٌ ثَلاَثٌ قَد بَدَت",
"مِنكُم فَغَطُّوهَا بِلاَ رَوَغَانِ",
"فَالرُّوحُ عِندَكُمُ مِنَ الأعرَاضِ قَا",
"ئِمَةٌ بِجِسمِ الحَيِّ كَالألوَانِ",
"وَكَذَا صِفَاتُ الحَيِّ قَائِمَةٌ بهِ",
"مَشرُوطَةٌ بِحَيَاةش ذِي الجُثمَانِ",
"فَذَا انتَفَت تِلك الحَيَاةُ فَيَنتَفِي",
"مَشرُوطُهَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ",
"وَرِسَالَةُ المَبعُوثِ مَشرُوطٌ بِهَا",
"كَصِفَاتِهِ بِالعِلمِ وَالِيمَانِ",
"فَِذَا انتَفَت تِلكَ الحَيَاةُ فَكُلُّ مَش",
"رُوطٍ بِهَا عَدَمٌ لِذِي الأذهَانِ",
"وَلأجلِ هَذَا رَامَ نَاصِرُ قَولِكُم",
"تَرقيعَهُ يَا كَثرَةَ الخُلقَانِ",
"قَالَ الرَّسُولُ بِقَبرِهِ حيٌّ كَمَا",
"قَد كَانَ فَوقَ الأرضِ وَالرَّجمَانِ",
"مِن فَوقِهِ أطبَاقُ ذَاكَ التُّرب وَاللَّ",
"بِنَاتُ قَد عُرِضَت عَلَى الجُدُرَانِ",
"لَو كَانَ حَيًّا فِي الضَّرِيحِ حَيَاتَهُ",
"قَبلَ المَمَاتِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ",
"مَا كَانَ تَحتَ الأرضِ بَل مِن فَوقِهَا",
"وَالله هَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ",
"أتُرَاهُ تَحتَ الأرضِ حَيًّا ثُمَّ لاَ",
"يُفتِيهُمُ بِشَرَائِعِ الِيمَانِ",
"وَيُرِيحُ أمَّتَهُ مِنَ الرَاءِ وَال",
"خُلفِ العَظِيمِ وَسَائِرِ البُهتَانِ",
"أم كَانَ حَيًّا عَاجِزاً عَن نُطقِه",
"وَعَن الجَوَابِ لِسَائِلٍ لَهفَانِ",
"وَعَن الحِرَاكِ فَمَا الحَيَاةُ اللاَّتِ قَد",
"أثبَتُّمُوهَا أوضِحُوا بِبَيَانِ",
"هَذَا وَلِم لاَ جَاءَهُ أصحَابُهُ",
"يَشكُونَ بَأسَ الفَاجِرِ الفَتَّانِ",
"ذ كَانَ ذَلِكَ دَأبُهُم وَنَبِيُّهُم",
"حَيٌّ يُشَاهِدُهُم شُهُودَ عِيَانِ",
"هَل جَاءَكُم أثرٌ بِأنَّ صَحَابَهُ",
"سَالُوهُ فُتيَا وَهوَ فِي الأكفَانِ",
"فَأجَابَهُم بِجَوَابِ حَيٍّ نَاطِقٍ",
"فَأتُوا ذاً بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ",
"هَلاَّ أجَابَهُمُ جَوَاباً شَافِياً",
"ن كَانَ حَيًّا نَأطِقاً بِلِسَانِ",
"هَذَا وَمَا شُدَّت رَكَائِبُهُ عَنِ ال",
"حُجُرَاتِ لِلقَاصِي مِنَ البُلدَانِ",
"مَع شِدَّةِ الحِرصَِ العَظِيمِ لَهُ عَلَى",
"رشَادِهِم بِطَرَائِقِ التِّبيَانِ",
"أتُرَاهُ يِشهَدُ رأيَهُم وَخِلاَفَهُم",
"وَيَكُونُ لِلتِّبيَانِ ذَا كِتمَانِ",
"ن قُلتُمُ سَبَقَ البَيَانُ صَدَقتُم",
"قَد كَانَ بِالتِّكرَارِ ذَا حسَانِ",
"هَذَا وَكَم مِن أمرٍ اشكِلَ بَعدَهُ",
"أعنِي عَلَى عُلَمَاءِ كُلِّ زَمَانِ",
"أوَ مَا تَرَى الفَارُوقَ وَدَّ بِأنَّهُ",
"قَد كَانَ مِنهُ العَهدُ ذَا تِبيَانِ",
"بِالجَدِّ فِي مِيرَاثِهِ وَكَلاَلَةٍ",
"وَبِبَعضِ أبوَابِ الرِّبَا الفَتَّانِ",
"قَد قَصَّرَ الفَارُوقُ عِندَ فَرِيقكُم",
"ذ لَم يَسَلهُ وَهُوَ فِي الأكفَانِ",
"أتَرَاهُمُ يَأتُونَ حَولَ ضَرِيحهِ",
"لِسُؤالِ أمِّهِمُ أعزِّ حَصَانِ",
"وَنَبِيُّهُم حَيٌّ يُشَاهِدُهُم وَيَس",
"معُهُم وَلاَ يَأتِي لَهُم بِبَيَانِ",
"أفكَانَ يَعجِزُ أن يُجِيبَ بِقَولِهِ",
"ن كَانَ حَيًّا دَاخِلَ البُنيَانِ",
"يَا قَومنَا استَحيُوا مِنَ العُقَلاَءِ وَال",
"مَبعُوثِ بِالقُرنِ وَالرَّحمَنِ",
"وَالله لاَ قَدرَ الرَّسُولِ عَرَفتُمُ",
"كَلاَّ وَلاَ لِلنَّفسِ والِنسَانِ",
"مَن كَانَ هَذَا القَدرُ مَبلَغَ عِلمِهِ",
"فَليَستَتِر بِالصَّمتِ وَالكِتمَانِ",
"وَلَقَد أبَانَ الله أنَّ رَسُولَهُ",
"مَيتٌ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ",
"أفجَاءَ أنَّ الله بَاعِثُهُ لَنَا",
"فِي القَبرِ قَبلَ قِيَامَةِ الأبدَانِ",
"أثَلاَثُ مَوتَاتٍ تَكُونُ لِرُسلِهِ",
"وَلِغَيرِهِم مِن خَلقِهِ مَوتَانِ",
"ذ عِندَ نَفخِ الصُّورِ لاَ يَبقَى امرُؤٌ",
"فِي الأرضِ حَيًّا قَطُّ بِالبُرهَانِ",
"أفَهَل يَمُوتُ الرُّسلُ أم يَبقَوا ذَا",
"مَاتَ الوَرَى أم هَل لَكُم قَولاَنِ",
"فَتَكَلَّمُوا بِالعِلمِ لاَ الدَّعوَى وَجِي",
"ؤُوا بِالدَّلِيل فَنَحنُ ذُو أذهَانِ",
"أوَ لَم يَقُل مِن قَبلِكُم للرَّافِعِي ال",
"أصوَاتِ حَولَ القَبرِ بِالنُّكرَانِ",
"لاَ تَرفَعُوا الأصوَاتَ حُرمَةُ عَبدِهِ",
"مَيتاً كَحُرمَتِه لَدَى الحَيَوانِ",
"قَد كَانَ يُمكِنُهُم يَقُولُوا نَّهُ",
"حَيٌّ فَغُضُّوا الصَّوتَ بِالحسَانِ",
"لَكِنَّهُم بِالله أعلَمُ مُنكُمُ",
"وَرَسُولِهِ وَحَقَائِق الِيمَانِ",
"وَلَقَد أتَوا يَوماً لَى العَبَّاسِ يَس",
"تَسقُونَ مِن قَحطٍ وَجَدبِ زَمَانِ",
"هَذَا وَبَينَهُمُ وَبَينَ نَبِيِّهِم",
"عَرضُ الجِدَارِ وَحُجرَةُ النِّسوَانِ",
"فَنبِيُّهُم حَيٌّ وَيَستَسقُونَ غَي",
"رَ نَبِيِّهِم حَاشَا أولِي الِيمَانِ",
"فَن احتَجَجتُم بِالشَّهِيدِ بِأنَّهُ",
"حَيٌّ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ",
"وَالرُّسلُ أكمَلُ حَالَةً مِنهُ بِلاَ",
"شَكٍّ وَهَذَا ظَاهِرُ التَّبيَانِ",
"فَلِذَاكَ كَانُوا بِالحَيَاةِ أحَقَّ مِن",
"شُهَدَائِنَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ",
"وَبِأنَّ عَقدَ نِكَاحِهِ لَم يَنفَسِخ",
"فَنِسَاؤهُ فِي عِصمَةٍ وَصِيَانِ",
"وَلأجلِ هَذَا لَم يَحِلَّ لِغَيرِهِ",
"مِنهُنَّ وَاحِدَةٌ مَدَى الأزمَانِ",
"أفَلَيسَ فِي هَذَا دَلِيلُ أنَّهُ",
"حَيٌّ لِمَن كَانَت لَهُ أذُنَانِ",
"أوَ لَم يَرَ المُختَارُ مُوسَى قَائِماً",
"فِي قَبرِهِ لِصَلاةِ ذِي القُربَانِ",
"أفَمَيِّتٌ يَأتِي الصَّلاَةَ وَنَّ ذَا",
"عَينُ المُحَالِ وَوَاضِحُ البُطلاَنِ",
"أوَ لَم يَقُل نِّي أرُدُّ عَلَى الذِي",
"يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الِحسَانِ",
"أيَرُدُّ مَيِّتٌ السَّلاَمَ عَلَى الذِي",
"يأتِي بِهِ مِنَ البُهتَانِ",
"هَذَا وَقَد جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُم",
"أحيَاءُ فِي الأجدَاثِ ذَا تِبيَانِ",
"وَبِأنَّ أعمَالَ العِبَادِ عَلَيهِ",
"تُعرَضُ دَائماً فِي جُمعَةٍ يَومَانِ",
"يَومَ الخمِيسِ وَيَومَ الِثنَينِ الَّذِي",
"قَد خُصَّ بِالفَضلِ العَظِيمِ الشَّانِ",
"فَيُقَالُ أصلُ دَلِيلِكُم فِي ذَاكَ حُجَّ",
"تُنَا عَلَيكُم وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ",
"نَّ الشَّهِيدَ حَيَاتُهُ مَنصُوصَةٌ",
"لاَ بِالقِيَاسِ القَائِمِ الأركَانِ",
"هَذَا مَعَ النَّهيِ المؤكَّدِ أنَّنَا",
"نَدعُوهُ مَيتاً ذَاك فِي القُرنِ",
"وَنِسَاؤهُ حِلٌّ لَنَا مِن بَعدِهِ",
"وَالمَالُ مَقسُومٌ عَلَى السَّهمَانِ",
"هَذَا وَأنَّ الأرضَ تَأكُلُ لَحمَهُ",
"وَسِبَاعُهَا مَع أمَّةِ الدِّيدَانِ",
"لَكِنَّهُ مَعَ ذَاكَ حَيٌّ فَارِحٌ",
"مُستَبشِرٌ بِكَرَامَةِ الرَّحمَنِ",
"فَالرًّسلُ أولَى بِالحَيَاةِ لَدَيهِ مَع",
"مَوتِ الجُسُومِ وَهَذِهِ الأبدَانِ",
"وَهِيَ الطَّرِيَّةُ فِي التُّرَابِ وَأكلُهَا",
"فَهوَ الحَرَامُ عَلَيهِ بِالبُرهَانِ",
"وَلِبَعضِ أتبَاعِ الرِّسُولِ يَكُونُ ذَا",
"أيضاً وَقَد وَجَدُوهُ رَأيَ عِيَانِ",
"فَانظُر لَى قَلبِ الدَّلِيلِ عَلَيهِمُ",
"حَرفاً بحَرفٍ ظَاهرِ التِّبيَانِ",
"لَكِن رَسُولُ اللهِ خُصَّ نِسَاؤهُ",
"بِخَصِيصَةٍ عَن سَائِرِ النِّسوَانِ",
"خُيِّرنَ بَينَ رَسُولِهِ وَسِوَاهُ فَاخ",
"تَرنَ الرَّسُولَ لِصِحَّةِ الِيمَانِ",
"شَكَرَ الِلَهُ لَهُنَّ ذَاكَ وَرُبُّنَا",
"سُبحَانَهُ لِلعَبدِ ذُو شُكرَانِ",
"قَصرُ الرَّسُولِ عَلَى أولَئِكَ رَحمَةً",
"مِنهُ بِهِنَّ وَشُكرَ ذِي الِحسَانِ",
"وَكَذَاكَ أيضاً قَصرُهُنَّ عَلَيهِ مَع",
"لُومٌ بِلاَ شَكٍّ وَلاَ حُسبَانِ",
"زَوجَاتُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي ال",
"أخرَى يَقِيناً وَاضِحَ البُرهَان",
"فِلِذَا حَرُمنَ عَلَى سِوَاهُ بَعدَهُ",
"ذ ذَاكَ صَونٌ عَن فِرَاشٍ ثَانِ",
"لَكِن أتَينَ بِعشدَّةٍ شَرعِيَّةٍ",
"فِيهَا الحِدَادُ وَمَلزَمُ الأوطَانِ",
"هَذَا وَرُؤيَتُهُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً",
"فِي قَبرِهِ أثَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ",
"فِي القَلبِ مِنهُ حَسِيكةٌ هَل قَالَهُ",
"فَالحَقُّ مَا قَد قَالَه ذُو البُرهَانِ",
"وَلِذَاكَ أعرَضَ فِي الصَّحِيحِ مُحَمَّدٌ",
"عَنهُ عَلَى عَمدٍ بِلاَ نِسيَانِ",
"وَالدَّارَقُطنِيُّ الِمَامُ أعَلَّهُ",
"بِرِوَايَةٍ مَعلَومَةِ التِّبيَانِ",
"أنَسٌ يَقُولُ رَأيُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً",
"فِي قَبرِهِ فَاعجَب لِذَا الفُرقَانِ",
"فَرَوَاهُ مَوقُوفاً عَلَيهِ وَلَيسَ بِال",
"مَرفُوعِ وَاشوقاً لى العِرفَانِ",
"بَينَ السِّيَاقِ لَى السِّيَاقِ تَفَاوُتٌ",
"لاَ تَطرَحَنهُ فَمَا هُمَا سِيَّانِ",
"لَكِن تُقَلِّدُ مُسلِماً وَسَوَاهُ مِمَّ",
"ن صَحَّ هَذَا عِندَهُ بِبَيَانِ",
"فَرُوَاتُهُ الأثبَاتُ أعلاَمُ الهُدَى",
"حُفَّاظُ هَذَا الدِّينِ فِي الأزمَانِ",
"لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختَصًّا بِهِ",
"وَالله ذُو فَضلٍ وَذُو حسَانِ",
"فَرَوَى ابنُ حِبَّانَ الصَّدُوُقُ وَغَيرُهُ",
"خَبَراً صَحِيحاً عِندَهُ ذَا شَانِ",
"فِيهِ صَلاَةُ العَصرِ فِي قَبرِ الَّذِي",
"قَد مَاتَ وَهُوَ مُحَقِّقُ اليمَانِ",
"فَتُمثِّلُ الشَّمسُ الَّذِي قَد كَانَ يَر",
"عَاهَا لأجلِ صَلاَةِ ذِي القُربَانِ",
"عِندَ الغُرُوبِ يَخَافُ فَوتَ صَلاَتِهِ",
"فَيَقُولُ للمَلَكَينِ هَل تَدَعَانِ",
"حَتَّى أصلِّي العَصرَ قَبلَ فَوَاتِها",
"قَالاَ سَتَفعَلُ ذَاكَ بَعدَ النِ",
"هَذَا مَعَ المَوتِ المُحَقَّقِ لاَ الذِي",
"حُكِيَت لَنَا بِثُبُوتِهش القَولاَنِ",
"هَذَا وَثَابِتُ البُنَانِيُّ قَد دَعَا ال",
"رَّحمَنَ دَعوَةَ صَادِقِ الِيقَانِ",
"أن لاَ يَزَالُ مُصَلِّياً فِي قَبرِهِ",
"ن كَانَ أعطِيَ ذَاكَ مِن نسَانِ",
"لَكِنَّ رُؤيَتَهُ لِمُوسَى لَيلَة ال",
"مِعرَاجِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"يَروِيهِ أصحَابُ الصِّحَاحِ جَمِيعُهُم",
"وَالقَطعُ مُوجَبُهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"وَلِذَاك ظُنَّ مَعَارِضاً لِصَلاَتِهِ",
"فِي قَبرِهِ ذ لَيسَ يَجتَمِعَانِ",
"وَأُجِيبَ عَنهُ بِأنَّهُ أسرِى بِهِ",
"لِيَرَاهُ ثَمَّ مُشَاهِداً بِعَيَانِ",
"فَرَهُ ثَمَّ وَفِي الضَّرِيحِ وَلَيسَ ذَأ",
"بِتَنَاقُضٍ ذ أمكَنَ الوَقتَانِ",
"هَذَا وَرَدُّ نَبِيِّنَا التَّسلِيمَ مَن",
"يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الِحسَانِ",
"مَا ذَاكَ مُختَصًّا بِهِ أيضاً كَمَا",
"قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ",
"مَن زَارَ قَبرَ أخٍ لَهُ فَأتَى بِتَس",
"لِيمٍ عَليهِ وَهُوَ ذُو يمَانِ",
"رَدَّ الِلهُ عَلَيهِ حَقًّا رُوحَهُ",
"حَتَّى يَرُدَّ عَلَيهِ رَدَّ بَيَانِ",
"وَحَدِيثُ ذِكرِ حَيَاتِهِم بِقُبِورِهِم",
"لَمَّا يَصِحَّ وَظَاهِرُ النُّكرَانِ",
"فَانظُر لَى الِسنَادِ تَعرِف حَالَهُ",
"ن كُنتَ ذَا عِلمٍ بِهَذَا الشَّانِ",
"هَذَا وَنَحنُ نَقُولُ هُم أحيَاءُ لَ",
"كِن عِندَنَا كَحَيَاةِ ذِي الأبدَانِ",
"وَالتُّربُ تَحتَهُمُ وَفَوقَ رُؤوسِهِم",
"وَعَنِ الشَّمَائِلِ ثُمَّ عَن أيمَانِ",
"مِثلَ الَّذِي قَد قُلتُمُوهُ مَعَاذُنَا",
"بِالله مِن أفكِ وَمِن بُهتَانِ",
"بَل عِندَ رَبِّهِمُ تَعَالَى مِثلَ مَا",
"قَد قالَ فِي الشُّهَدَاءِ فِي القُرنِ",
"لَكِن حَيَاتُهُم أجَلُّ وَحَالُهُم",
"أعلَى وَأكمَلُ عِندَ ذِي الِحسَانِ",
"هَذَا وَأمَّا عَرضُ أعمَالِ العِبَا",
"دِ عَلَيهِ فَهوَ نالحَقُّ ذُو مكَانِ",
"وَأتَى بِهِ أثَرٌ فَن صَح الحَدِي",
"ثُ بِهِ فَحَقٌّ لَيسَ ذَا نُكرَانِ",
"لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختصًّا بِهِ",
"أيضاً بِثَارٍ رُوِينَ حِسَانِ",
"فَعَلَى أبِي الِنسَانِ يُعرِضُ سَعيُهُ",
"وَعَلَى أقَارِبِهِ مَعَ الِخوَانِ",
"يَا رَب نِّي عَائِذٌ مِن خِزيَةٍ",
"أخزَى بِهَا عِندَ القَرِيب الدَّانِي",
"ذَاكَ الشَّهِيدُ المًرتَضَى ابنُ رَوَاحَةَ ال",
"مَحبُوُّ بِالغُفرَانِ وَالرِّضوَانِ",
"لَكِنَّ هَذَا ذُو اختِصَاصٍ وَالَّذِي",
"لِلمُصطَفَى مَا يَعمَلُ الثَّقَلاَنِ",
"هَذِي نِهَايَاتٌ لأقدَامِ الوَرَى",
"فِي ذَا المَقَامِ الضَّنكِ صَعبِ الشَّانِ",
"وَالحَقُّ فِيهِ لَيسَ تَحمِلُهُ عُقُو",
"لُ بَنِي الزَّمَانِ لِغِلظَةِ الأذهَانِ",
"وَلِجَهلِهِم بِالرُّوحِ مَع أحكَامِهَا",
"وَصِفَاتِهَا لللفِ بالأبدانِ",
"فَارضَ الَّذِي رَضِيَ الِلَهُ لَهٌُم به",
"أتُرِيدُ تَنقُضُ حِكمَةَ الدَّيَّانِ",
"هَل فِي عُقُولِهِمُ بأنَّ الرُّوحَ فِي",
"أعلَى الرَّفِيقِ مُقِيمَةٌ بِجِنَانِ",
"وَتَرُدُّ أوقَاتَ السَّلاَمِ عَلَيهِ مِن",
"أتبَاعِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ",
"وَكَذَاكَ ن زُرتَ القُبُورَ مُسَلِّماً",
"رُدَّت لَهُم أروَاحُهُم للنِ",
"فَهُمُ يَرُدُّونَ السَّلاَم عَلَيكَ لَ",
"كِن لَستَ تَسمَعُهُ بذِي الأُذُنَانِ",
"هَذَا وَأجوَافُ الطُّيُورِ الخُضرِ مَس",
"كَنُهَا لَدَى الجَنَّاتِ وَالرِّضوَانِ",
"ن كَانَ سَعياً صَالِحاً فَرِحُوا بِهِ",
"وَاستَبشَرُوا يَا لَذَّةَ الفَرحَانِ",
"أو كَانَ سَعياً سَيئاً حَزِنُوا وَقَا",
"لُوا رَبِّ رَاجِعهُ لَى الِحسَانِ",
"وَلِذَا استَعَاذَ مِنَ الصَّحَابَةِ مَن رَوَى",
"هَذَا الحَدِيثَ عَقِيبَهُ بِلِسَانِ",
"مَن لَيسَ يَحمِلُ عَقلُهُ هَذَا فَلاَ",
"تَظلِمهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ",
"لِلرُّوحِ شَأنٌ غَير ذِي الأجسَامِ لاَ",
"تُهمِلهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ",
"وَهُوَ الَّذِي حَارَب الوَرَى فِيهِ فَلم",
"يَعرِفهُ غَيرُ الفَردِ فِي الأزمَانِ",
"هَذَا وَأمرٌ فَوقَ ذَا لَو قُلتُهُ",
"بَادرتَ بِالنكَارِ والعُدوَانِ",
"فلِذَاكَ أمسَكتُ العِنَانَ وَلَو أرَى",
"ذَاك الرَّفِيقَ جَرَيتُ فِي المَيدَانِ",
"هَذَا وَقَولِي أنَّهَا مَخلُوقَةٌ",
"وَحُدُوثُهَا المَعلُومُ بِالبُرهَانش",
"هَذَا وَقَولِي أنَّهَا لَيسَت كَمَا",
"قَد قَالَ أهلُ الِفكِ وَالُبُهتَانِ",
"لاَ دَاخِلٌ فِينَا وَلاَ هِيَ خَارِجٌ",
"عَنَّا كَمَا قَالُوهُ فِي الدَّيَّانِ",
"وَاللهِ لاَ الرَّحمَنِ أثبَتُّم وَلاَ",
"أروَاحَكُم يَا مُدَّعِي العِرفَانِ",
"عَطَّلتُمُ الأبدَانَ مِن أروَاحِهَا",
"وَالعرشَ عَطَّلتُم مِنَ الرَّحمَنِ",
"لاَ يُفزِعَنكَ قَعَاقِعٌ وَفَرَاقِعٌ",
"وَجَعَاجِعٌ عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ",
"مَا عِندَهُم شَيءٌ يَهُولُكَ غَيرَ ذَا",
"كَ المَنجَنِيقِ مُقَطَّعَ الأركَانِ",
"وَهُوَ الَّذِِي يَدعُونَهُ التركِيبَ مَن",
"صُوباً عَلَى الِثبَاتِ مُنذُ زَمَانِ",
"أَرَأيتَ هَذَان المنجَنِيقَ فَنَّهُم",
"نَصَبُوهُ تَحتَ مَعَاقِلِ الِيمَانِ",
"بَلَغَت حِجَارَتُهُ الحُصُونَ فَهَدَّتِ الشُّ",
"رُفَاتِ واستَولَت عَىَ الجُدرَانِ",
"للَّهِ كَم حِصنٍ عَلَيهِ استَولَتِ ال",
"كُفَّارُ مِن ذَا المنجَنِيقِ الجَانِي",
"وَاللهَ مَا نَصَبُوهُ حَتَّى عَبَّرُوا",
"قَصداً عَلَى الحِصنِ العَظيمِ الشَّانِ",
"وَمِنَ البَلِيَّةِ أنَّ قَوماً بَينَ أه",
"لِ الحِصنِ وَاطُوهُم عَلَى العُدوَانِ",
"وَرَمَوا بِهِ مَعهُم وَكَانَ مُصَابُ أهل",
"لِ الحِصنِ مِنهُم فَوقَ ذِي الكُفرَانِ",
"فَتَرَكَّبَت مِن كُفرِهِم وَوِفَاقِ مَن",
"فِي الحِصنِ أنوَاع مِنَ الطُّغيَانِ",
"وَجَرَت عَلَى الِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ",
"مِن ذَينِ تَقدِيراً مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَاللهِ لَولاَ أن تَدَارَكَ دِينَهُ الرَّ",
"حمَنُ كَانَ كَسَائِرِ الأديَانِ",
"لَكِن أقَامَ لَهُ اللَهُ بِفَضلِهِ",
"يَزَكاً مِنَ الأنصَارِ وَالأعوَانِ",
"فَرَمَوا عَلَى ذَا المَنجَنِيقِ صَوَاعِقاً",
"وَحِجَارَةً هَدَّتهُ لِلأركَانِ",
"فَاسألهُم مَاذَا الَّذِي يَعنُونَ بِالتَّ",
"ركِيبِ فَالتَّركِيبُ سِتُّ مَعَانِ",
"حدَى مَعَانِيهِ هُوَ التَّركِيبُ مِن",
"مُتَبَأيِنٍ كَتَرَكُّبِ الحَيَوانِ",
"مِن هَذِهِ الأعضَا كَذَا أعضَاؤهُ",
"قَد رُكِّبَت مِن أربَعِ الأركَانِ",
"أفَلاَزِمٌ ذَا لِلصِّفَاتِ لِرَبِّنَا",
"وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ",
"وَلَعَلَّ جَاهِلَكُم يَقُولُ مُبَاهِتاً",
"ذَا لاَزِمُ الِثبَاتِ بِالبُرهَانِ",
"فَالبُهتُ عِندَكُمُ رَخِيصٌ سِعرُهُ",
"حَثواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ",
"هَذَا وَثَانِيهَا فَتركِيبُ الجِوَا",
"رِ وَذَاكَ بَينَ اثنَينِ يَفتَرِقَانِ",
"كالجِسرِ وَالبَابِ الذِي تركيبُهُ",
"بجِوَارِهِ لِمَحَلَّةٍ مِن بَانِ",
"والأولُ المدعُوُّ تركِيبُ امتِزَا",
"جٍ وَاختِلاَطٍ وَهوَ ذُو تِبيَانِ",
"أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ",
"أيضاً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ",
"وَالثَّالِثُ التَّركِيبُ مِن مُتَمَاثِلٍ",
"يُدعَى الجَوَاهِرَ فَردَةَ الأكوَانِ",
"وَالرَّابِعُ الجِسمُ المُرَكَّبُ مِن هَيُو",
"لاَهُ وَصُورَتُهُ لِذِي اليُونَانِ",
"وَالجِسمُ فَهوَ مُرَكَّبٌ مِن ذَينِ عِن",
"دَ الفَيلَسُوفِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ",
"وَمِنَ الجَوَاهِرِ عِندَ أربَابِ الكَلاَ",
"مِ وَذَاكَ أيضاً وَاضِحُ البُطلاَنِ",
"فَالمثبِتُونَ الجَوهَرَ الفَردَ الَّذِي",
"زَعَمُوهُ أصلَ الدِّينِ وَالِيمَانِ",
"قَالُوا بِأنَّ الجِسمَ مِنهُ مَرَكَّبٌ",
"وَلَهُم خِلاَفٌ وَهوَ ذُو ألوَانِ",
"هَل يُمكِنُ التَّركِيبُ مِن جُزأينِ أو",
"مِن أربَعٍ أو سِتَّةٍ وَثَمَانِ",
"أو سِتَّ عَشرَةَ قَد حَكَاهُ الأشعَرِيُّ",
"لِذِي مَقَالاَتٍ عَلَى التِّبيَانِ",
"أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ",
"وَعُلُوِّهِ سُبحَانَ ذِي السُّبحَانِ",
"وَالحَقُّ أنَّ الجِسمَ لَيسَ مُرَكَّباً",
"مِن وَلاَ هَذَا هُما عَدَمَانِ",
"وَالجَوهَرُ الفَردُ الَّذِي قَد أثبَتُو",
"هُ لَيسَ ذَا مكَانِ",
"لَو كَانَ ذَلِكَ ثَابِتاً لَزِمَ المَحَا",
"لُ لِوَاضِحِ البُطلاَنِ وَالبُهتَانِ",
"مِن أوجُهٍ شَتَّى وَيَعسُرُ نَظمُهَا",
"جِدًّا لأجلِ صُعُوبَةِ الأوزَانِ",
"أتَكُونُ خَردَلَةٌ تُسَاوِي الطَّودَ فِي ال",
"أجزَاء فِي شَيءٍ مِنَ الأذهَانِ",
"ذ كَانَ كُلٌّ مِنهُمَا أجزَاؤهُ",
"لاَ تَنتَهِي بِالعَدِّ وَالحُسبَانش",
"وَذَا وَضعتَ الجَوهَرَينِ وَثَالِثاً",
"فِي الوَسطِ وَهوَ الحَاجِزُ الوسطَانِ",
"فَلأجلِهِ افتَرَقَا فَلاَ يَتَلاَقَيَا",
"حَتَّى يَزُولَ ذاً فَيَلتَقِيانِ",
"مَا مَسَّهُ حداهُمَا مِنهُ هُوَ ال",
"مَمسُوسُ لِلثَّانِي بِلاَ فُرقَانِ",
"هَذَا مُحَالٌ أو تَقُولُوا غَيرَهُ",
"فَهُوَ انقِسَامٌ وَاضحُ التِّبيَانِ",
"وَالخَامِسُ التَّركِيبُ مِن ذَاتٍ مَعَ",
"الأوصَافِ هَذَا بِاصطِلاَحٍ ثَانِ",
"سَمَّوهُ تَركِيباً وَذَلِكَ وَضعُهُم",
"مَا ذَاكَ فِي عُرفٍ وَلاَ قُرنِ",
"لَسنَا نُقِرُّ بلَفظَةٍ مَوضُوعَةٍ",
"بِالاصطِلاَحِ لِشِيعَةِ اليُونَانِ",
"أو مَن تَلَقَّى عَنهُمُ مِن فِرقةٍ",
"جَهمِيَّةٍ لَيسَت بِذِي عِرفَانِ",
"مِن وَصفِهِ سُبحَانَهُ بِصِفَاتِهِ ال",
"عُليَا وَيُترَكُ مُقتَضَى القُرنِ",
"وَالعَقلِ والفِطرَاتِ أيضاً كُلِّهَا",
"قَبلَ الفَسَادِ وَمُقتَضَى البُرهَانِ",
"سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال",
"أسمَاءِ بِالألقَابِ ذَاتِ الشَّانِ",
"هَل مِن دَلِيلٍ يَقتَبضِي بطَالَ ذَا التَّ",
"ركِيبِ مِن عَقلٍ وَمِن فُرقَانِ",
"وَالله لَو نُشِرَت شُيُوخُكُمُ لَمَا",
"قَدِرُوا عَلَيهِ لَو أتَى الثَّقَلاَنِ",
"وَالسَّادِسُ التَّركِيبُ مِن مَاهِيَّةٍ",
"وَوُجُودِهَأ مَا هَا هُنَا شَيئَانِ",
"لاَّ ذَا اختَلَفَ اعتِبَارُهُمَا فَذَا",
"فِي الذِّهنِ وَالثَّانِي فَفِي الأعيَانِ",
"فَهُنَاكَ يُعقَلُ كَونُ ذَا غَيراً لِذَا",
"فَعَلَى اعتِبَارِهِمَا هُمَا غَيرَانِ",
"أمَّا ذَا اتَّحَدَا اعتِبَاراً كَانَ نَف",
"س وُجُودِهَا هُوَ ذَاتُهَا لا ثَانِ",
"مَن قَالَ شَيئاً غَيرَ ذَا كَانَ الَّذِي",
"قَد قَالَهُ ضَربٌ مِنَ الفُعلاَنِ",
"هَذَا وَكَم خَبطٍ هُنَا قَد زَالَ بِالتَّ",
"فصِيلِ وَهُوَ الأصلُ فِي العِرفَانِ",
"وابنُ الخَطِيبِ وَحِزبُهُ مِن بَعدِهِ",
"لَم يَهتَدُوا لِمَواقِعِ الفُرقَانِ",
"بَل خَبَّطُوا نَقلاً وَبَحثاً أوجَبَا",
"شَكًّا لِكُلِّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ",
"هَل ذَاتُ رَبِّ العَالَمِينَ وُجُودُهُ",
"أم غَيرُهُ فَهُمَا ذاً شَيئَانِ",
"فَيَكُونَ تَركِيباً مُحَالاً ذَاكَ ن",
"قُلنَا بِهِ فَيَصِيرُ ذَا مكَانِ",
"وذَا نَفَينَا ذَاكَ صَارَ وُجُودُهُ",
"كَالمُطلَقِ الموجُودِ فِي الأذهَانِ",
"وَحَكَوا أقَاوِيلاً ثَلاَثاً ذَينِكَ ال",
"قَولَينِ طلاَقاً بلاَ فُرقَانِ",
"وَالثَّالِثُ التَّفرِيقُ بَينَ الوَاجِبِ ال",
"أعلَى وَبَينَ وُجُودِ ذِي الِمكَانِ",
"وَسَطُوا عَلَيهَا كُلِّهَا بِالنَّقضِ وَال",
"بطَالِ وَالتَّشكِيكِ بالِنسَانِ",
"حَتَّى أتَى مِن أرضِ مدَ خراً",
"ثَورٌ كَبِيرٌ بَل حَقِيرٌ الشَّانِ",
"قَالَ الصَّوَابُ الوَقفُ فِي ذَا كُلِّهِ",
"وَالشَّكُّ فِيهِ ظَاهِرُ التِّبيَانِ",
"هَذَا قُصَارَى بَحثِهِ وَعُلُومِهِ",
"أن شَكَّ فِي الله العَظِيمِ الشَّانِ",
"فَالأوَّلاَنِ حَقِيقَةُ التَّركِيبش لاَ",
"تَعدُوهُمَا فِي اللَّفظِ والأذهَانِ",
"وَكَذَلكَ الأعيَانُ أيضاً أنَّمَا التَّ",
"ركيبُ فِيهَا ذَانَك النَّوعَانِ",
"وَالأوسَطَانِ هُمَا اللَّذَانِ تَنَازَعَا ال",
"عُقَلاَءَ فِي تَركِيبِ ذي الجُثمَانِ",
"وَلَهُم أقَاوِيلٌ ثَلاَثٌ قَد حَكَي",
"نَاهَا وَبَيَّنَّا أتمَّ بَيَانِ",
"والخِرَانِ هُمَا اللَّذَانِ عَلَيهِمَا",
"دَارَت رَحَى الحَربِ الَّتِي تَرَيَانِ",
"أنتُم جَعَلتُم وَصفَهُ سُبحَانَهُ",
"بِعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ",
"وَصِفَاتِهِ العُليَا التِي ثَبَتَت لَهُ",
"بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ ذِي البُرهَانِ",
"مِن جُملَةِ التَّركِيبِ ثُمَّ نَفَيتُمُ",
"مَضمُونَهَا مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ",
"فَجَعَلتُمُ المِرقَاةَ للتَّعطِيل هَ",
"ذَا الاصطِلاَحَ وَذَا مِنَ العُدوَانِ",
"لَكِن ذَا قِيلَ اصطِلاَحٌ حَادِثٌ",
"لاَ حَجرَ فِي هَذَا عَلَى نسَانِ",
"فَنَقُولُ نَفيُكُم بِهَذَا الاصطِلاَ",
"حِ صِفَاتِهِ هُو أبطَلُ البُطلاَنِ",
"وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِعُلُوِّهِ",
"فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلَّ مَكَانِ",
"وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِكَلاَمِهِ",
"بِالوَحيِ كَالتَّورَاةِ وَالقُرنِ",
"وَكَذَاكَ نَفيُكُم لِرؤيَتِنَا لَهُ",
"يَومَ المَعادِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ",
"وَكَذَاكَ نَفيكُمُ لِسَائِرِ مَا أتَى",
"فِي النَّقلِ مِن وَصفٍ بِغَيرِ مَعَانِ",
"كَالوَجهِ وَاليَدِ والأصَابِعِ وَالَّذِي",
"أبداً يَسُوؤكُمُ بِلاَ كِتمَانِ",
"وَبِوِدِّكُم لَو لَم يَقُلهُ رَبنَا",
"وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالبُرهَانِ",
"وَبِوِدِّكُم وَاللهِ لَمَّا قَالَهُ",
"أن لَيسَ يَدخُلُ مَسمَعَ الِنسَانِ",
"قَامَ الدَّلِيلُ علَى استِنَادِ الكَونِ أجَ",
"مَعِهِ لَى خَلاَّقِهِ الرَّحمَنِ",
"مَا قَامَ قَطُّ عَلَى انتفَاءِ صِفَاتِهِ",
"وَعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ",
"هُو وَاحِدٌ فِي وَصفِهِ وَعُلُوهِ",
"مَا لِلوَرَى رَبٌّ سِوَاهُ ثَانِ",
"فَلأيِّ مَعنًى يَجحَدُونَ عُلُوَّهُ",
"وَصِفَاتِهِ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ",
"هَذَا وَمَا المحذُورُ لاَّ أن يَقَا",
"لَ مَعَ الِلهِ لَنَا لهٌ ثَانِ",
"أو أن يُعَطَّلَ عَن صِفاتِ كَمَالِهِ",
"هَذَانِ مَحذُورَانِ مَحظُورَانِ",
"أمَّا ذَأ مَا قِيلَ رَبٌّ وَاحِدٌ",
"أوصَافُهُ أربَت عَلَى الحُسبَانِ",
"وَهُوَ القَدِيمُ فَلَم يَزَل بِصِفَاتِهِ",
"مُتوَحِّداً بَل دَائمَ الِحسَانِ",
"فَبِأيِّ بُرهَانٍ نَفَيتُمُ ذَا وَقُل",
"تُم لَيسَ هَذَا قَطُّ فِي الِمكَانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ نَقصٌ فَذَا",
"بهتٌ فَمَا فِي ذَاكَ مِن نُقصَانِ",
"النَّقصُ فِي أمرَينِ سَلبُ كَمَالِهِ",
"أو شِركَةٌ بِالوَاحِدِ الرَّحمَنِ",
"أتَكُونُ أوصَافُ الكَمَالِ نَقِيصَةً",
"فِي أيِّ عَقلٍ ذَاكَ أم قُرنِ",
"نَّ الكَمَالَ بِكَثرَةِ الأوصَافِ لاَ",
"فِي سَلبِهَا ذَا وَاضِحُ البُرهَانِ",
"النَّقصُ غَيرُ السَّلبِ حَسبُ وَكُلُّ نَق",
"صٍ أصلُهُ سَلبٌ وَهَذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"فَالجَهلُ سَلبُ العِلمِ وَهُوَ نَقِيصَةٌ",
"وَالظُّلمُ سَلبُ العَدلِ وَالحسَانِ",
"مُتَنَقِّصُ الرَّحمَنِ سَالِبُ وَصفِهِ",
"حَقًّا تَعَالَى الله عَن نُقصَانِ",
"وَكَذَا الثَّنَاءُ عَلَيهِ ذِكرُ صِفَاتِهِ",
"وَالحَمدُ وَالتَّمجِيدُ كُلَّ أوَانِ",
"وَلِذَاكَ أعلَمُ خَلقَِهِ أدرَاهُمُ",
"بِصِفَاتِهِ مَن جَاءَ بِالقُرنِ",
"وَلَهُ صِفَاتٌ لَيسَ يُحصِيهَا سِوَا",
"هُ مِن مَلاَئِكَةٍ وَلاَ نسَانِ",
"وَلِذَاكَ يُثنِي فِي القِيَامَةِ سَاجِداً",
"لَمَّا يَرَاهُ المُصطَفَى بِعِيَانِ",
"بِثََنَاءِ حَمدٍ لَم يَكُن فِي هَذِهِ الدُّ",
"نيَا لِيُحصِيَهُ مَدَى الأزمَانِ",
"وَثَنَاؤُهُ بِصِفَاتِهِ لاَ بِالسُّلُو",
"بِ كَمَا يَقُولُ العَادِمُ العِرفَانِ",
"وَالعَقلُ دَلَّ عَلَى انتِهَاءِ الكَونِ أج",
"مَعِهِ لَى رَبٍّ عَظِيمِ الشَّانِ",
"وَثُبُوتِ أوصَافِ الكَمَالِ لِذَاتِهِ",
"لاَ يَقتَضِي بطالَ ذَا البُرهَانِ",
"وَالكَونُ يَشهَدُ أنَّ خَالِقَهُ تَعَا",
"لَى ذُو الكَمَالِ وَدَائِمُ السُّلطَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ",
"فَوقَ الوُجُودِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ ال",
"مَعبُودُ لاَ شَيءٌ مِنَ الأكوَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ",
"ذُو حِكمَةٍ فِي غَايَةش الِتقَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو قُدرَةٍ",
"حَيُّ عَلِيمٌ دَائِمُ الِحسَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الفَعَّالُ حَ",
"قًّا كُلَّ يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ المُختَارُ فِي",
"أفعَالِهِ حَقًّا بِلاَ نُكرَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الحَيُّ الذِي",
"مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ القَيُّومُ قَا",
"مَ بِنَفسِهِ وَمُقِيمُ ذِي الأكوَانِ",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو رَحمَةٍ",
"وَرَادَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَحَنَانِ",
"وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ",
"مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرنِ",
"وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَه ال",
"خَلاَّقُ بَاعِثُ هَذِهِ الأبدَانِ",
"لاَ تَجعَلُوهُ شَاهِداً بِالزُّورِ وَالتَّ",
"عطِيلِ تِلكَ شَهَادَةُ البُطلاَنِ",
"وَذَا تَأمَّلتَ الوُجُودَ رَأيتَهُ",
"ن لم تكن مِن زُمرةَ العُميَانِ",
"بِشَهَادَةِ الِثبَاتِ حَقًّا قَائِماً",
"لله لاَ بِشَهَادَةِ النُّكرَانِ",
"وَكَذَاكَ رُسلُ الله شَاهِدَةٌ بِهِ",
"أيضاً فسَل عَنهُم عَلِيمَ زَمَانِ",
"وَكَذَاك كُتبُ اللهِ شاهَدَةٌ بِهِ",
"أيضاً فهذا مُحكَمُ القُرن",
"وَكَذَلِكَ الفِطَرُ الَّتِي مَا غيِّرَت",
"عَن أصلِ خِلقَتِهَا بِأمرٍ ثَانِ",
"وَكَذَا العُقُولُ المستَنِيرَاتُ التِي",
"فِيها مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّانِي",
"أتَرَونَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ",
"لِشَهَادَةِ الجَهمِيِّ وَاليُونَانِ",
"هَذِي الشُّهُودُ فَن طَلَبتُم شَاهِداً",
"مِن غَيرِهَا سَيَقُومُ بعدَ زَمَانِ",
"ذ يَنجَلِي هَذَا الغَبَارُ فَيظهَرُ ال",
"حَقُّ المبِينُ مُشَاهَداً بِعِيَانِ",
"فَذَا نَفَيتُم ذَا وَقُلتُم نَّهُ",
"مَلزُومُ تَركِيبٍ فَمَن يَلحَانِي",
"ن قُلتُ لاَ عَقلٌ وَلاَ سَمعٌ لَكُم",
"وَصَرَختُ فِيمَا بَينَكُ بِأذَانِ",
"هَل يُجعَلُ المَلزُومُ عَينَ اللاَّزِمِ ال",
"مَنفِيِّ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ",
"فَالشَّيءُ لَيسَ لِنَفسِهِ يَنفِي لَدَى",
"عَقلٍ سَلِيمٍ يَا ذَوِي العِرفَانِ",
"قُلتُم نَفَينَا وَصفَهُ وَعُلُوَّهُ",
"مِن خَشيَة التَّركيبِ وَالِمكَانِ",
"لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَانَ مُرَكَّباً",
"فَالوَصفُ وَالتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ",
"أو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ مُرَكَّباً",
"فَالفَوقُ وَالتَّركِيبُ مُتَّفِقَانِ",
"فنفيتُمُ التَّركِيبَ بِالتَّركِيبِ مَع",
"تَغيِيرِ حدَى اللَّفظَتَينِ بِثَانِ",
"بَل صُورَةُ البُرهَانِ أصبَحَ شَكلُهَا",
"شَكلاً عَقِيماً لَيسَ ذَا بُرهَانِ",
"لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَان كَذَاكَ مَو",
"صُوفاً وَهَذَا حَاصِلُ البُرهَانِ",
"فَذَا جَعَلتُم لَفظَةَ التَّركِيبِ بال",
"مَعنَى الصَّحِيحِ أمَارَةَ البُطلاَنِ",
"جِئنَا لَى المَعنَى فَخَلَّصنَاهُ مِن",
"هَا واطَّرحنَاهَا اطِّرَاحَ مُهَانِ",
"هِيَ لَفَظَةٌ مَقبُوحَةٌ بِدعِيَّةٌ",
"مَذمُومَةٌ مِنَّا بِكُلِّ لِسَانِ",
"وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ نَجعَلُهُ مَكَا",
"نَ اللَّفظِ بِالتَّركِيبِ فِي التِّبيَانِ",
"وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ أولَى بِالصِّفَا",
"تِ وَبالعُلُوِّ لِمَن لَهُ أذُنَانِ",
"هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ الرُّسلِ لاَ",
"أصحَابِ جَهمٍ شِيعَةِ الكُفرَانِ",
"فَاسمَع ذَا أنوَاعَهُ هِيَ خَمسَةٌ",
"قَد حُصِلَت أقسَامُهَا بِبَيَانِ",
"تَوحِيدُ أتبَاعِ ابن سِينَا وَهُوَ مَن",
"سُوبٌ لرسطُو مِنَ اليُونَانِ",
"مَا لللَهِ لَدَيهِمُ مَاهِيَّةٌ",
"غَيرُ الوُجُودِ المُطلَقِ الوِحدَانِ",
"مَسلُوبُ أوصَافِ الكَمَالِ جَمِيعهَا",
"لَكِن وُجُودٌ حَسبُ لَيسَ بِفَانِ",
"مَا ن لَهُ ذَاتٌ سِوَى نَفسِ الوُجُو",
"دِ المطلَقِ المَسلُوبِ كُلِّ مَعَانِ",
"فَلِذَاكَ لاَ سَمعٌ وَلاَ بَصَرٌ وَلا",
"عِلمٌ وَلاَ قَولٌ مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ ثَمَّ مَشِيئَةٌ",
"وَِرَادَةٌ لِوُجُودِ ذِي الأكوَانِ",
"بَل تِلكَ لاَزِمَةٌ لَهُ بِالذَّاتِ لَم",
"تَنفَكَّ عَنهُ قَطُّ فِي الأزمَانِ",
"مَا اختَارَ شَيئاً قَطُّ يَفعَلُهُ وَلاَ",
"هَذَا لَهُ أبداً بِذِي مكَانِ",
"وَبَنَوا عَلَى هَذَا استحَالَةَ خَرقِ ذَا ال",
"أفلاَكِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ",
"وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ يَعلَمُ قَطُّ شَيئاً",
"مَا مِنَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ",
"لاَ يَعلَمُ الأفلاَكَ كَم أعدَادُهَا",
"وَكَذَا النُّجُومُ وَذَانِكَ القَمَرَانِ",
"بَل لَيس يَسمَعُ صَوتَ كلِّ مُصوِّتٍ",
"كَلاَّ وَلَيسَ يَرَاهُ رَأيَ عِيَانِ",
"بَل لَيسَ يَعلَمُ حَالَةَ الِنسَانِ تَف",
"صِيلاً مِنَ الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ عِلمٌ لَهُ بِتَسَاقُطِ ال",
"أورَاقِ أو بِمَنَابِتِ الأغصَانِ",
"عِلماً عَلَى التَّفصِيلِ هَذَا عِندَهُم",
"عَينُ المُحَالِ وَلازِمُ الِمكَانِ",
"بَل نَفسُ دَمَ عِندَهُم عَينُ المُحَا",
"لِ وَلَم يَكُن فِي سِالِفِ الأزمَانِ",
"مَا زَالَ نَوعُ النَّاسِ مَوجُوداً وَلاَ",
"يَفنَى كَذَاكَ الدَّهرُ والملَوَانِ",
"هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم",
"مِثلَ ابنِ سِينَا وَالنَّصِيرِ الثَّانِي",
"قَالُوا وألجأنَا لَى ذَا خَشيَةُ التَّ",
"ركِيبِ وَالتَّجسِيمِ ذِي البُطلاَنِ",
"وَلِذَاكَ قُلنَا مَالَهُ سَمعٌ وَلاَ",
"بَصَرٌ وَلاَ عِلمٌ فكَيفَ يَدَانِ",
"وَكَذَاكَ قُلنَا لَيسَ فَوقَ العَرشِ لاَّ",
"المُستَحِيلُ وَلَيسض ذَا مكَانِ",
"جِسمٌ عَلَى جِسمٍ كِلاَ الجِسمَينِ مَح",
"دُودٌ يَكُونُ كِلاَهُمَا صِنوَانِ",
"فَبِذَاكَ حَقًّا صَرَّحُوا فِي كُتبِهِم",
"وَهُمُ الفُحُولُ أئِمَّةُ الكُفرَانِ",
"لَيسُوا مَخَانِيثَ الوُجُودِ فَلا لَى ال",
"كُفرَانِ يَنحَازُوا وَلاَ الِيمَانِ",
"وَالشِّركُ عِندَهُم ثُبُوتُ الذَّاتِ وَال",
"أوصَافِ ذ يَبقَى هُنَاكَ ثنَانِ",
"غَيرُ الوُجُودِ فَصَارَ ثَمَّ ثَلاَثَةٌ",
"فَلِذَا نَفَينَا اثنَينِ بِالبُرهَانِ",
"نَفيُ الوُجُودِ فَلاَ يُضَافُ لَيهِ شَي",
"ء غَيرَهُ فَيَصِيرَ ذَا مكَانِ",
"هَذَا وَثَانِيهَا فَتَوحِيدُ ابنِ سَب",
"عِينٍ وَشِيعَتِهِ أُولِى البُهتَانِ",
"كُلِّ اتِّحَادِيٍّ خَبِيثٍ عِندَهُ",
"مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ الحَقَّانِ",
"تَوحِيدُهُم أنَّ الِلَهَ هُوَ الوُجُو",
"دُ المُطلَقُ المَبثُوثُ فِي الأعيَانِ",
"هُوَ عَينُهَا لاَ غَيرُهَا مَا هَا هُنَا",
"رَبٌّ وَعبدٌ كَيفَ يَفتَرِقَانِ",
"لَكِنَّ وَهمَ العَبدِ ثُمَّ خَيَالُهُ",
"فِي ذِي المَظَاهِرِ دَائِماً يَلِجَانِ",
"فَلِذَاكَ حُكمُهُمَا عَلَيهِ نَافِذٌ",
"ابنُ الطَّبِيعَةِ ظَاهِرُ النُّقصَانِ",
"فَذَا تَجَرَّدَ عِلمُهُ عَن حِسِّهِ",
"وَخَيَالِهِ بَل ثمَّ تَجرِيدَانِ",
"تَجرِيدُهُ عَن عَقلِهِ أيضاً فَنَّ",
"العَقلَ لاَ يُدنِيهِ مِن ذَا الشَّانِ",
"بَل يَخرِقُ الحُجُب الكَثِيفَةَ كُلَّها",
"وَهماً وَحِسًّا ثُمَّ عَقلٌ وَانِ",
"فَالوَهمُ مِنهُ وحِسُّهُ وَخَيَالُهُ",
"وَالعِلمُ وَالمعقُولُ فِي الأذهَانِ",
"حُجبٌ عَلَى ذَا الشَّانِ فَاخرِقهَا وَِلاَّ",
"كُنتَ مَحجُوباً عَنِ العِرفَانش",
"هَذَا وَأكثَفُهَا حِجَابُ الحِسِّ وَال",
"مَعقُولُ ذَانِكَ صَاحِبُ الفُرقَانِ",
"فَهُنَاكَ صِرتَ مُوحِّداً حَقًّا تَرَى",
"هَذَا الوُوجُودَ حَقِيقَةَ الدَّيَّانِ",
"وَالشِّركُ عِندَهُمُ فَتَنوِيعُ الوُجُو",
"دِ وَقَولُنَا نَّ الوُجُودَ اثنَانِ",
"وَاحتَجَّ يَوماً بِالكِتَابِ عَلَيهِمُ",
"شَخصٌ فَقالُوا الشِّركُ فِي القُرنِ",
"لَكِنَّمَا التوحِيدُ عِندَ القَائِلِي",
"نَ بالاتَّحَادِ فَهُم أولُوا العِرفَانِ",
"رَبٌّ وَعَبدٌ كَيفَ ذَاكَ وَنَّمَا ال",
"مَوجُودُ فَردٌ مَالَهُ مِن ثَانِ",
"هَذَا وَثَالِثُهَا هُوَ التَّوحِيدُ عِن",
"دَ الجَهمِ تَعطِيلٌ بِلاَ يمَانِ",
"نَفيُ الصِّفَاتِ مَعَ العُلُوِّ كَذَاكَ نَف",
"يُ كَلاَمِهِ بِالوَحيِ وَالقُرنِ",
"فَالعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ بَتَّةً",
"لَكِنَّهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ",
"مَا فَوقَهُ رَبٌّ يُطَاعُ وَلاَ عَلَي",
"هِ للوَرَى مِن خَالِقٍ رَحمَنِ",
"بَل حَظُّ عَرشِ الرَّبِّ عِندَ فَرِيقَهِم",
"مِنهُ كَحظِّ الأسفَلِ التَّحتَانِي",
"فَهُوَ المعَطِّلُ عَن نُعُوتِ كَمَالِهِ",
"وَعِنِ الكَلاَمِ وَعَن جَمِيعِ مَعَانِ",
"وَانظُر لَى مَا قَد حَكَينَا عَنهُ فِي",
"مَبدا القَصِيد حِكَايةَ التِّبيَانِ",
"هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم",
"تِلوَ الفُحُولِ مُقَدِّمِي البُهتَانِ",
"وَالشِّركُ عِندَهُم فَثبَاتُ الصِّفَا",
"تِ لِرَبِّنَا وَنِهَايَةُ الكُفرَانِ",
"ن كَانَ شِركٌ ذَا وَكُلُّ الرُّسلِ قَد",
"جَاؤوا بِهِ خَيبَةَ الِنسَانِ",
"هَذَا وَرَابِعَهَا فَتَوحِيدٌ لَدَى",
"جَبرِيِّهِم هُوَ غَايَةُ العِرفَانِ",
"العَبدُ مَيتٌ مَا لَهُ فِعلٌ وَلَ",
"كِن هُوَ فِعلُ ذِي السُّلطَانِ",
"وَالله فَاعِلُ فِعلِنَا مِن طَاعَةٍ",
"وَمِنَ الفُسُوقِ وَسَائِرَِ العِصيَانِ",
"هِيَ فِعلُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً",
"لَيسَت بِفِعلٍ قَطُّ لِلنسَانِ",
"فَالعَبدُ مَيتٌ وَهوَ مَجبُورٌ عَلَى",
"أفعَالِهِ كَالمَيتِ فِي الأكفَانِ",
"وَهُوَ المَلُومُ عَلَى فِعَالِ لَهِهِ",
"فِيهِ وَدَاخِلُ جَاحِمِ النِّيرَانِ",
"يَا وَيحَهُ المِسكِينُ مَظلُومٌ يُرَى",
"فِي صُورَةِ العَبدِ الظلومِ الجَانِي",
"لَكِن نُقُولُ بأنَّهُ هُوَ ظَالِمٌ",
"فِي نَفسِهِ أدَباً مَعَ الرَّحمَنِ",
"هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم",
"مِن كُلِّ جَبرِيٍّ خَبِيثِ جَنَانِ",
"وَالكُلُّ عِندَ غُلاَتِهِم طَاعَاتُنَا",
"مَا ثَمَّ فِي التَّحقِيقِ مِن عِصيَانِ",
"وَالشِّركُ عِندَهُم اعتِقَادُكَ فَاعِلاً",
"غَيرَ اللهِ المَالِكِ الدَّيَّانِ",
"فَانظُر لَى التَّوحِيدِ عِندَ القَومِ مَا",
"فِيهِ مِنَ الِشرَاكِ وَالكُفرَانِ",
"مَا عِندَهُم وَاللهِ شَيءٌ غَيرُهُ",
"هَاتِيكَ كُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ",
"أترَى أبَا جَهلٍ وَشِيعَتَهُ رَؤوا",
"مِن خَالِقٍ ثَانٍ لِذِي الأكوَانِ",
"أم كُلُّهُم جَمعاً أقَرُّوا أنَّهُ",
"هُوَ وَحدهُ الخَلاَّقُ لِلنسَانِ",
"فَذَا ادَّعَيتُم أنَّ هَذَا غَايَةُ التَّ",
"وحِيدِ صَارَ الشِّركُ ذَا بُطلاَنِ",
"فَالنَّاسُ كُلُّهُمُ أقَرُّوا أنَّهُ",
"هُوَ وَحدَهُ الخَلاَّقُ لَيسَ اثنَانِ",
"لاَّ المَجُوسَ فَنَّهُم قَالُوا بِأنَّ",
"الشَّرَّ خَالِقُهُ لَهٌ ثَانِ",
"فَاسمَع ذاً تَوحِيدَ رُسلِ الله ثُمَّ",
"اجعَلهُ دَاخِلَ كِفَّهِ المِيزَانِ",
"مَعَ هَذِهِ الأنوَاعِ وَانظُر أيُّهَا",
"أولَى لَدَى المِيزَانِ بِالرُّجحَانِ",
"تَوحِيدُهُم نَوعَانِ قَولِيٌّ وَفِع",
"لِيٌّ كِلاَ نَوعَيهِ ذُو بُرهَانِ",
"حدَاهُمَا سَلبٌ وَذَا نَوعَانِ أي",
"ضاً فِي كِتَابِ الله مَذَكُورَانِ",
"سَلبُ النَّقَاِئصِ جَمِيعِهَا",
"عَنهُ هُمَا نَوعَانِ مَعقُولاَنِ",
"سَلبٌ لِمُتَّصِلٍ وَمنفَصِلٍ هُمَا",
"نَوعَانِ مَعرُوفَانِ أمَّا الثَّاني",
"سَلبُ الشَّريكِ مَعَ الظَّهِيرِ مَعَ الشَّ",
"فِيعِ بِدُونِ ذنِ المَالِكِ الدَّيَّانِ",
"وَكذَاكَ نَفيُ الكُفءِ أيضاً وَالوِليِّ",
"لَنَا سِوَى الرَّحمنِ ذِي الغفرَانِ",
"وَكَذَاكَ تَركُ الخَلقِ همَالاً سُدًى",
"لاَ يُبعَثُونَ لَى مَعَادٍ ثَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ أمرٌ وَلاَ نَهيٌ عَلَي",
"هِم مِن لَهٍ قَادِر دَيَّانِ",
"وَكَذَاكَ ظُلمُ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَنِيُّ",
"فَمَا لَهُ والظُّلمَ للِنسَانِ",
"وَكَذَاك غَفلَتُهُ تَعَالَى وَهوَ عَلاَّ",
"مُ الغُيُوبِ فَظَاهِرُ البُطلاَنِ",
"وَكَذَلِكَ النِّسيَانُ جَلَّ لَهُنَا",
"لاَ يَعتَرِيهِ قَطُّ مِن نِسيَانِ",
"وَكَذَاكَ حَاجَتُهُ لَى طَعمٍ وَرِز",
"قٍ وَهوَ رَزَّاقٌ بِلاَ حُسبَانِ",
"هَذَا وَثَانِي نَوعَي السَّلبِ الَّذِي",
"هُوَ أوَّلُ الأنوَاعِ فِي الأوزَانِ",
"تَنزِيهُ أوصَافِ الكَمَالِ لَهُ عَن التَّ",
"شبِيهِ وَالتَّمثِيلِ وَالنُّكرَانِ",
"لَسنَا نُشَبِّهُ وَصفَهُ بِصِفَاتِنَا",
"نَّ المشَبَّهَ عَابِدُ الأوثَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ نُخلِيهِ مِن أوصَافِهِ",
"نَّ المعَطِّلَ عَابِدُ البُهتَانِ",
"مَن مَثَّلَ اللهَ العَظِيمَ بِخَلقِهِ",
"فَهوَ النَّسِيبُ لِمُشرِكٍ نَصرَانِي",
"وَالأوَّلُ التَّنزِيهُ لِلرَّحمَنِ عَن",
"وَصفِ العُيُوبِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ",
"كَالمَوتِ وَالِعيَاءِ وَالتَّعَبِ الذِي",
"يَنفِي اقتِدَارَ الخَالِقِ المَنَّانِ",
"وَالنَّومِ وَالسِّنَةِ التَي هِيَ أصلُهُ",
"وَعُزُوبِ شَيءٍ عَنهُ فِي الأكوَانِ",
"وَكَذَلِكَ العَبَثُ الَّذِي تَنفِيهِ حِك",
"مَتُهُ وَحَمدِ الله ذِي الِتقَانِ",
"أو عَطَّلَ الرَّحمَن مِن أوصَافِهِ",
"فَهُوَ الكَفُورُ وَلَيسَ ذَا يمَانِ",
"هَذَا وَمِن تَوحِيدِهم ثبَاتُ أو",
"صَلى الكَمَالِ لرَبِّنَا الرَّحمَنِ",
"كَعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ فَوقَ السَّمَ",
"وَاتِ العُلَى بَل فَوقَ كُلِّ مَكَانِ",
"فَهوَ العَلِيُّ بِذَاتِهِ سُبحَانَهُ",
"ذ يَستَحِيلُ خِلاَفُ ذَا ببَيَانِ",
"وَهُوَ الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى",
"قَد قَامَ بِالتَّدبِيرِ للأكوَانِ",
"حَيٌّ مُرِيدٌ قَادِرٌ مُتَكَلِّمٌ",
"ذُو رَحمَةٍ وَرَادَةٍ وَحَنَانِ",
"هُوَ أولٌ هو خِرٌ هُو ظَاهِرٌ",
"هُو بَاطِنٌ هِي أربعٌ بوِزَانِ",
"مَا قَبلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعدَه",
"شَيءٌ تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ",
"مَا فَوقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَه",
"شَيءٌ وَذَا تَفسِيرُ ذِي البُرهَانِ",
"فَانظُر لَى تَفسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ",
"وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ",
"وَانظُر لَى مَا فِيهِ مِن أنوَاعِ مَع",
"رِفَةٍ لخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ",
"وَهُوَ العَلِيُّ فَكُلُّ أنوَاعِ العُلُوِّ",
"لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلاَ نُكرَانِ",
"وَهُوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعنَ يُوجِبُ التَّ",
"عظِيمَ لاَ يُحصِيهِ مِن نسَانِ",
"وَهُوَ الجَلِيلُ فكُلُّ أوصَافِ الجَلاَ",
"لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بِلاَ بُطلاَنِ",
"وَهُوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيفَ لاَ",
"وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ",
"مِن بَعضِ ثَارِ الجَمِيلِ فَرَبُّهَا",
"أولَى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرفَانِ",
"فَجمَالُهُ بِالذَّاتِ وَالأوصَافِ وَال",
"أفعَالِ والأسمَاءِ بِالبُرهَانِ",
"لاَ شَيءَ يُشبِهُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ",
"سُبحَانَهُ عَن فكِ ذِي البُهتَانِ",
"وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أوصَافُ تَع",
"ظِيمٍ فَشَأنُ الوَصفِ أعظَمُ شَانِ",
"وَهُوَ السَّمِيعُ يَرى وَيسمَعُ كُلَّ مَا",
"فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علاَنِ",
"وَلِكُلِّ صَوتٍ مِنهُ سَمعٌ حَاضِرٌ",
"فَالسِّرُّ وَالعلاَنُ مُستَوِيَانِ",
"وَالسَّمعُ مِنهُ وَاسِعُ الأصوَاتِ لاَ",
"يَخفَى عَلَيهِ بَعِيدُهَا وَالدَّانِي",
"وَيرَى مَجَارِي القُوتِ فِي أعضَائِها",
"وَيَرَى عُرُوقَ بَيَاضِهَا بِعِيَانِ",
"وَيَرَى خِيَانَاتِ العُيَونِ بِلَحظِهَا",
"وَيَرى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ",
"وَهُوَ العَلِيمُ أحَاطَ عِلماً بِالذِي",
"فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علاَنِ",
"وَبِكُلِّ شَيءٍ عِلمُهُ سُبحَانَهُ",
"فَهوَ المُحِيطُ وَلَيسَ ذَا نِسيَانِ",
"وَكَذَاكَ يَعلَمُ مَا يَكُونُ غَداً وَمَا",
"قَد كَانَ وَالمَوجُودَ فِي ذَا النِ",
"وَكَذَاكَ أمرٌ لَم يَكُن لَو كَان كَي",
"فَ يَكُونُ ذَاكَ الأمر ذَا مكَانِ",
"وَهُوَ الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمدٍ وَاقِعٌ",
"أو كَانَ مَفرُوضاً مَدَى الأزمَانِ",
"مَلأ الوُجُودَ جَمِيعَهُ وَنَظِيرَهُ",
"مِن غَيرِ مَا عَدٍّ وَلاَ حُسبَانِ",
"هُوَ أهلُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ",
"كُلُّ المَحَامِدِ وَصفُ ذِي الِحسَانِ",
"وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبدَهُ مُوسَى بِتَك",
"لِيمِ الخِطَابِ وَقَبلَهُ الأبَوَانِ",
"كَلِمَاتُهُ جَلَّت عَنِ الِحصَاءِ وَالتَّ",
"عدَادِ بَل عَن حَصرِ ذِي الحُسبَانِ",
"لَو أنَّ أشجَارَ البِلاَدِ جَمِيعَا ال",
"أقلاَمُ تَكتُبُهَا بكُلِّ بَنَانِ",
"وَالبَحرَ تُلقَى فِيهِ سَبعَةُ أبحُرٍ",
"لِكِتَابِةِ الكَلِمَاتِ كُلَّ زَمَانِ",
"نَفِدَت وَلَم تَنفَد بِهَا كَلِمَاتُهُ",
"َليسَ الكَلاَمُ مِنَ الِلَهِ بِفَانِ",
"وَهُوَ القَدِيرُ وَليسَ يُعجِزُهُ ذَا",
"مَا رَامَ شَيئاً قَطُّ ذُو سُلطَانِ",
"وَهُوَ القَوِيُّ لَهُ القُوَى جَمعاً تَعَا",
"لَى رَبُ ذِي الأكوَانِ والأزمانِ",
"وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهَِ فَغِنَاهُ ذَا",
"تِيٌّ لَهُ كَالجُودِ وَالِحسَانِ",
"وَهُوَ العَزِيزُ فَلَن يُرَامَ جَنَابُهُ",
"أنَّى يُرَامُ جَنَابُ ذِي السُّلطَانِ",
"وَهُوَ العَزِيزُ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ",
"فَالعِزُّ حِينَئِذٍ ثَلاَثُ مَعَانِ",
"وَهِيَ التِي كَمُلَت لَهُ سُبحَانَهُ",
"مِن كُلِّ وَجهٍ عَادِمِ النُّقصَانِ",
"وَهُوَ الحَكِيمُ وَذَاكَ مِن أوصَافِهِ",
"نَوعَانِ أيضاً مَا هُمَا عَدمَانِ",
"حُكمٌ وَحكَامٌ فَكُلٌّ مِنهُمَا",
"نَوعَانِ أيضاً ثَابِتاً البُرهَانِ",
"وَالحُكمُ شَرعِيٌّ وَكَونِيٌّ وَلاَ",
"يَتَلاَزَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ",
"بَل ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذَا مُفرَداً",
"وَالعَكسُ أيضاً ثُمَّ يَجتَمِعَانِ",
"لَن يَخلُو المَربُوبُ مِن حدَاهُمَا",
"أو مِنهُمَا بَل لَيسَ يَنتَفِيَانِ",
"لَكِنَّما الشَّرعِيُّ مَحبُوبٌ لَهُ",
"أبَداً وَلَن يَخلُو مِنَ الأكوَانِ",
"هُوَ أمرهُ الدِّينِيُّ جَاءَت رُسلُهُ",
"بِقِيَامِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ",
"لَكِنَّمَا الكَونِيُّ فَهوَ قَضَاؤهُ",
"فِي خَلقِهِ بِالعَدلِ وَالِحسَانِ",
"هَوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدلٌ ذُو رِضَى",
"وَالشَّانُ فِي المَقضِيِّ كُلَّ الشَّانِ",
"فَلِذَاكَ نَرضَى بِالقَضَاءِ ونَسخط ال",
"مَقضِيِّ مضا الأمرَانِ مُتَّحدَانِ",
"فالله يَرضَى بِالقَضَاءِ ويَسخطُ ال",
"مَقضِيِّ مَا الأمرَانِ مُتَّحِدَانِ",
"فَقَضَاؤُهُ وصِفَةٌ بِهِ قَامَت وَمَا ال",
"مَقضِيُّ لاَّ صَنعَةُ الِنسَانِ",
"وَالكَونُ مَحبُوبٌ وَمَبغُوضٌ لَهُ",
"وَكِلاَهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحمَنِ",
"هَذَا البَيَانُ يُزِيلُ لَبساً طَالَمَا",
"هَلَكَت عَلَيهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ",
"وَيَحِلُّ مَا قَد عَقَّدُوا بِأصُولِهِم",
"وَبُحُوثِهِم فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ",
"مَن وَافقَ الكَونِيَّ وَافقَ سُخطهُ",
"ذ لَم يوافِق طَاعَةَ الدَّيَّانِ",
"فَلِذَاكَ لاَ يَعدُوهُ ذَمٌّ أو فَوَا",
"تُ الحَمدش مَع أجرٍ ومَع رِضوَانِ",
"وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لاَ يَعدُوهُ أج",
"رٌ بَل لَهُ عِندَ الصَّوَابِ اثنَانِ",
"والحِكمَةُ العُليَا عَلَى نَوعَينِ أي",
"ضاً حُصِّلا بِقَوَاطِعَ البُرهَانِ",
"حدَاهُمَا فِي خَلقِهِ سُبحَانَهُ",
"نَوعَانِ أيضاً لَيسَ يَفتَرقَانِ",
"حكَامُ هَذَا الخَلقِ ذ يجَادُهُ",
"فِي غَايَةِ الِحكَامِ وَالتقَانِ",
"وَصُدُورُهُ مِن أجلِ غَايَاتٍ لَهُ",
"وَلَهُ عَلَيهَا حَمدُ كُلِّ لِسَانِ",
"وَالحِكمَةُ الأخرَى فَحِكمَةُ شَرعِهِ",
"أيضاً وَفِيهضا ذَانِكَ الوَصفَانِ",
"غَايَاتُهَا اللاَّتِي حُمِدنَ وَكَونُهَا",
"فِي غَايَةِ الِتقَانِ وَالحسَانِ",
"وَهُوَ الحَييُّ فَلَيسَ يَفضَحُ عَبدَهُ",
"عِندَ التَّجاهُرِ مِنهُ بِالعِصيَانِ",
"لَكِنَّهُ يُلقِي عَلَيهِ سَترَهُ",
"فَهُوَ السَّتِيرُ وَصَاحِبُ الغُفرَانِ",
"وَهُوَ الحَلِيمُ فَلاَ يُعَاجِلُ عَبدَهُ",
"بِعُقُوبَةٍ لِيَتُوبَ مِن عِصيَتمِ",
"وَهُوَ العَفُوُّ فَعَفوُهُ وَسِعَ الوَرَى",
"لَولاَهُ غَارَ الأرضُ بِالسُّكَّانِ",
"وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أذَى أعدَائِهِ",
"شَتَمُوهُ بَل نَسَبُوهُ لِلبُهتَانِ",
"قَالُوا لَهُ وَلَدٌ وَلَيسَ يُعِيدُنَا",
"شَتماً وَتَكذِيباً مِنَ الِنسَانِ",
"هَذَا وَذَاكَ بسَمعِهِ وَبِعِلمِهِ",
"لَو شَاءَ عَاجَلَهُم بِكُلِّ هَوَانِ",
"لَكِن يُعَافِيهِم وَيَرزُقُهُم وَهُم",
"يُؤذُونَهُ بالشِّركِ وَالكُفرَانِ",
"وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَ الخَوَاطِرِ وَاللَّوَا",
"حِظِ كَيفَ بِالأفعَالِ بِالأركَانِ",
"وَهُوَ الحفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِي",
"لُ بِحِفظِهِم مِن كُلِّ أمرٍ عَانِ",
"وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبدِهِ وَلِعَبدِهِ",
"وَاللُّطفُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ",
"درَاكُ أسرَارِ الأُمورِ بِخبرَةٍ",
"وَاللُّطفُ عِندَ مَواقِعِ الِحسَانِ",
"فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبدِي لُطفَهُ",
"وَالعَبدُ فِي الغَفَلاَتِ عن ذَا الشَّانِ",
"وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أهلَ الرِّفقِ بَل",
"يُعطِيهُمُ بِالرِّفقِ فَوقَ أمَانِ",
"وَهُوَ القَرِيبُ وَقُربُهُ المُختَصُّ بِالدَّ",
"اعِي وَعابِدِهِ عَلَى الِيمَانِ",
"وَهُوَ المُجِيبُ يَقُولُ مَن يَدعُو أجِب",
"هُ أنَا المُجِيبُ لِكُلِّ مَن نَادَانِي",
"وَهُوَ الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو",
"دَ جَمِيعَهُ بِالفَضلِ وَالحسَانِ",
"وَهُوَ الجَوَادُ فَلاَ يُخَيِّبُ سَائِلاً",
"وَلَو أنَّهُ مِن أمَّةِ الكُفرَانِ",
"وَهُوَ المُغِيثُ لِكُلِّ مَخلُوقَاتِهِ",
"وَكَذَا يُجيبُ غَاثَةَ اللَّهفَانِ",
"وَهُوَ الوَدُودُ يحِبُّهُم وَيُحِبُّهُ",
"أحبَابُهُ وَالفَضلُ للمَنَّانِ",
"وَهُوَ الذِي جَعَلَ المَحَبَّةَ فِي قُلُو",
"بِهِمُ وَجَازَاهُم بِحُبٍّ ثَانِ",
"هَذَا هُوَ الحسَانُ حَقًّا لاَ مُعَا",
"وَضَةً وَلاَ لِتَوَقُّعِ الشُّكرَانِ",
"لَكِن يُحبُّ شُكُورَهم وَشَكُورَهُم",
"لاَ لاحتِياجٍ مِنهُ للشُّكرَانِ",
"وَهُوض الشًّكُورُ فَلَن يُضَيِّعَ سَعيَهُم",
"لَكِن يُضَاعِفُهُ بِلا حُسبَانِ",
"مَا لِلعِبَادِ عَلَيهِ حَقٌّ وَاجِبٌ",
"هُوَ أوجَبَ الأجرَ العَظِيمَ الشَّانِ",
"كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَائِعٌ",
"ن كَانَ بِالِخلاَصِ وَالِحسَانِ",
"ن عُذِّبُوا فَبعَدلِهِ أو نُعِّمُوا",
"فَبِفَضلِهِ وَالحَمدُ لِلمَنَّانِ",
"وَهُوَ الغَفُورُ فَلَو أُتِي بِقُرَابِهَا",
"مِن غَيرِ شِركٍ بَل مِنَ العِصيَانِ",
"لأتَاهُ بِالغُفرَانِ مِلءَ قُرَابِهَا",
"سُبحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفرَانِ",
"وَكَذَلِكَ التَّوَّابُ مِن أوصَافِهِ",
"وَالتَّوبُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ",
"ذنٌ بتَوبَةِ عَبدِهِ وَقَبُولِهَا",
"بَعدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المَنَّانِ",
"وَهُوَ الِلَهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي",
"صَمَدَت لَيهِ الخلقُ بِالِذعَانِ",
"الكَامِلُ الأوصَافِ مِن كُلِّ الوُجُو",
"هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ",
"وَكَذِلِكَ القَهَّارُ مِن أوصَافِهِ",
"فَالخَلقُ مَقهُورُونَ بِالسُّلطَانِ",
"لَو لَم يَكُن حَيًّا عَزِيزاً قَادِراً",
"مَا كَانَ مِن قَهرٍ وَلاَ سُلطَانِ",
"وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِن أوصَافِهِ",
"وَالجَبرُ فِي أوصَافِهِ قِسمَانِ",
"جَبرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلبٍ قَد غَدَا",
"ذَا كَسرَةٍ فَالجَبرُ مِنهُ دَانِ",
"وَالثَّانِي جَبرُ القَهرِ بِالعِزِّ الذِي",
"لاَ يَنبَغِي لِسِوَاهُ مِن نسَانِ",
"وَلَهُ مُسَمَّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُوُّ",
"فَليسَ يَدنُو مِنهُ مِن نسَانِ",
"مِن قَولِهُم جَبَّارَةٌ لِلنَّخلَةِ ال",
"عُليَا التِي فَاتَت لِكُلِّ بَنَانِ",
"وَهُوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَحِمَايَةً",
"وَالحَسبُ كَافِي العَبدِ كُلَّ أوَانِ",
"وَهُوَ الرَّشِيدُ فَقُولُهُ وَفِعَالُهُ",
"رُشدٌ وَرَبُّكَ مُرشِدُ الحَيرَانِ",
"وَكِلاهُمَا حَقٌّ فَهذَا وَصفُهَُ",
"وَالفِعلُ لِلرشَادِ ذَاكَ الثَّانِي",
"وَالعَدلُ مِن أوصَافِهِ فِي فِعلِهِ",
"وَمَقَالِهِ وَالحُكمِ بِالمِيزَانِ",
"فَعلَى الصِّرَاط المُستَقِيمِ لَهُنَا",
"قَولاً وَفِعلاً ذَاكِ فِي القُرنِ",
"هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القُدُّوس ذُو التَّ",
"نزِيهِ بِالتَّعظِيمِ للرَّحمَنِ",
"وَهُوَ السَّلاَمُ عَلَى الحَقِيقَةِ سَالِمٌ",
"مِن كُلِّ تَمثِيلٍ ومِن نُقصَانِ",
"وَالبِرُّ مِن أوصَافِهِ سُبحَانَهُ",
"هُوَ كَثرَةُ الخَيرَاتِ وَالحسَانِ",
"صَدَرَت عَنِ البَرِّ الذِي هُوَ وَصفُهُ",
"فَالبِرُّ حِينَئِذٍ لَهُ نَوعَانِ",
"وَصف وَفِعلٌ فَهوَ بَرٌّ مُحسِنٌ",
"مُولِي الجَمِيل وَدَائِمُ الِحسَانِ",
"وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِن أسمَائِهِ",
"فَانظُر مَوَاهِبَهُ مَدَى الأزمَانِ",
"أهلُ السَّمَوَاتِ العُلَى والأرضِ عَن",
"تِلكَ المَوَاهِبِ لَيسَ يَنفَكَّانِ",
"وَكَذَلِكَ الفَتَّاحُ مِن أسمَائِهِ",
"وَالفَتحُ فِي أوصَافِهِ أمران",
"فَتحٌ بِحُكمٍ وَهوُ بشَرعُ لألَهِنَا",
"وَالفَتحُ بِالأقدَارِ فَتحٌ ثَانِ",
"وَالرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَينِ كِلَيهِمَا",
"عَدلاً وَحسَاناً مِن الرَّحمَنِ",
"وَكَذَلِكَ الرَّزَّاقُ مِنَ أسمَائِهِ",
"وَالرِّزقُ مِن أفعَالِهِ نَوعَانِ",
"رِزقٌ عَلَى يَدِ عَبدِهِ وَرَسُولِهِ",
"نَوعَانِ أيضاً ذَانِ مَعرُوفَانِ",
"رِزقُ القُلُوبِ العِلم وَالِيمَانَ وَالرِّ",
"زقُ المُعَدُّ لِهَذِهش الأبدَانِ",
"هَذَا هُوَ الرِّزقُ الحَلاَلُ وَربُّنَا",
"رَزَّاقُهُ وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ",
"وَالثَّانِي سَوقُ القُوتِ للأعضَاءِ فِي",
"تِلكَ المَجَارِي سَوقَهُ بِوِزَانِ",
"هَذَان يَكُونُ مِنَ الحَلاَلِ كَمَا يَكُو",
"نُ مِنَ الحَرَام كِلاَهُمَا",
"وَاللهُ رَازِقُهُ بِهَذَا الاعتَبا",
"رِ وَلَيسَ بِالِطلاَقِ دُونَ بَيَانِ",
"هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القَيُّومُ وَال",
"قَيُّومُ فِي أوصَافِهِ أمَرَانِ",
"حدَاهُمَا القَيُّومُ قَامِ بِنَفسِهِ",
"وَالكَونُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمرَانِ",
"فَالأوَّلُ استِغنَاؤهُ عَن غَيرِهِ",
"وَالفَقرُ مِن كُلٍّ لَيهِ الثَّانِي",
"وَالوَصفُ بِالقَيومِ ذُو شَأنٍ عَظِيمٍ هَ",
"كذَا مَوصُوفُهُ أيضاً عَظِيمُ الشَّانِ",
"وَالحَيُّ يَتلُوهُ فأوصَافُ الكَمَا",
"لِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهَا قُطبَانِ",
"فَالحَيُّ وَالقَيُّومُ لَن تَتَخَلَّفَ ال",
"أوصَافُ أصلاً عَنهُمَا بِبَيَانِ",
"هُوَ قَابِضٌ هُوَ بَاسِطٌ هُوَ خَافِضٌ",
"هُوَ رَافِعٌ بِالعَدلِ وَالمِيزَانِ",
"وهو المُعزُّ لأهلِ طَاعَتِهِ وذَا",
"عِزٌّ حَقِيقِيٌّ بِلاَ بُطلاَنِ",
"وَهُوَ المُذِلُّ لِمَن يَشَاءُ بِذِلَّةِ الدَّ",
"ارَينِ ذُل شَقَا وَذُلُّ هَوَانِ",
"هُوَ مَانِعٌ مُعطٍ فَهَذَا فَضلُهُ",
"وَالمَنعُ عينُ العَدلِ لِلمَنَّانِ",
"يُعطِي بِرحمَتِهِ وَيَمنَعُ مَا يَشَا",
"ءُ بِحِكمَةٍ وَاللهُ ذُو سُلطَانِ",
"وَالنُّورُ مِن أسمَائِهِ أيضاً وَمِن",
"أوصَافِهِ سُبحَانَ ذِي البُرهَانِ",
"قَالَ ابنُ مَسعُودٍ كَلاَماً قَد حَكَا",
"هُ الدَّارِمِي عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"مَا عِندَهُ لَيلُ يَكُونُ وَلاَ نَهَا",
"رٌ قُلتُ تَحتَ الفَلكِ يُوجَدُ ذَانِ",
"نُورُ السَّمَوَاتِ العُلَى مِن نُورِهِ",
"وَالأرضِ كَيفَ النَّجمُ وَالقَمرَانِ",
"مِن نُورِ وَجهِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَكَذَا حَكَاهُ الحافِظُ الطَّبَرَانِي",
"فَبِهِ استَنَارَ العَرشُ وَالكُرسِيُّ مَع",
"سَبعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكوَانِ",
"وَكِتَابُهُ نُوؤٌ كَذَلِكَ شَرعُهُ",
"نُورٌ كَذَا المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ",
"وَكَذَلِكَ الِيمَانُ فِي قَلبِ الفَتَى",
"نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرنِ",
"وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَو كُشِفَ الحِجَا",
"بُ لأحرَقَ السُّبُحَاتُ للأكوَانِ",
"وذَا أتَى للفَصلِ يُشرِقُ نُورُهُ",
"فِي الأرضِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ",
"وَكَذَاك دَارُ الرَّبِّ جَنَّاتُ العُلَى",
"نُورٌ تَلألأَ لَيسَ ذَا بُطلاَنِ",
"وَالنُّورُ ذُو نَوعَينِ مَخلُوقٌ وَوَص",
"فٌ مَا هُمَا وَألله مُتَّحِدَانِ",
"وَكَذَلِكَ المَخلُوقُ ذُو نَوعَينِ مَح",
"سُوسٌ وَمَعقُولٌ هُمَا شَيئَانِ",
"احذَر تَزِلَّ فَتَحتَ رِجلِكَ هُوَّةٌ",
"كَم قَد هَوَى فِيهَا عَلَى الأزمَانِ",
"مِن عَابِدٍ بِالجَهلِ زَلَّت رِجلُهُ",
"فَهَوَى لَى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّانِي",
"لاَحَت لَهُ أنوَارُ ثارِ العِبَا",
"دَةِ ظَنَّهَا الأنوارَ للرَّحمَنِ",
"فَأتَى بِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَبَلِيَّةٍ",
"مَا شِئتَ مِن شَطحٍ وَمِن هَذَيَانِ",
"وَكَذَا الحُلُولِيُّ الذِي هُوَ خِدنُهُ",
"مِن هَهُنَا حَقًّا هُمَا أخَوَانِ",
"وَيُقَابِلُ الرَّجلَينِ ذُو التَّعطِيلِ وَال",
"حُجُبِ الكَثِيفَةِ ما هُما سِيَّانِ",
"ذَا فِي كَثَافَةِ طَبعِهِ وَظَلاَمِهِ",
"وَبِظُلمَةِ التَّعطِيلِ هَذَا الثَّانِي",
"وَالنُّورُ مَحجُوبٌ فَلاَ هَذَا وَلاَ",
"هَذَا لَهُ مِن ظُلمَةٍ يَريَانِ",
"وَهُوَ المَقَدِّمُ وَالمؤخِّرُ ذَانِكَ الصِّ",
"فَتَانِ لِلأفعَالِ تَابِعَتَانِ",
"وَهُمضا صِفَاتُ الذَّاتِ أيضاً ذ هُمَا",
"بِالذَّاتِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ",
"ولِذَاكَ قَد غَلَط المقسِّمُ حِينَ ظَنَّ",
"صِفَاتِهِ نَوعَينِ مُختَلِفَانِ",
"ن لَم يُرِد هَذَا وَلَكِنَ قَد أرَا",
"دَ قِيَامَهَا بِالفِعلِ ذِي الِمكَانِ",
"وَالفِعلُ وَالمَفعولُ شَيءٌ وَاحِدٌ",
"عِندَ المقَسِّمِ مَا هُمَا شَيئَانِ",
"فَلِذَاكَ وَصفُ الفِعلِ لَيسَ لَدَيهِ لاَّ",
"نِسبَةٌ عَدَمِيةٌ بِبَيَانِ",
"فَجَمِيعُ أسمَاءِ الفِعَالِ لَدَيهِ لَي",
"سَت قَطُّ ثَابِتَةٌ ذَوَاتِ مَعَانِ",
"مَوجُودَةٌ لَكِن أمُورٌ كُلُّهَا",
"نِسَبٌ تُرَى عَدَمِيَّةَ الوجدَانِ",
"هَذَا هُوَ التَّعطِيلُ للأفعَالِ كَالتَّ",
"عطِيلِ للأوصَافِ بِالمِيزَانِ",
"فَالحَقُّ أنَّ الوَصفَ لَيسَ بِمَورد التَّ",
"قسِيمِ هَذَا مُقتَضَى البُرهَانِ",
"بَل مَورِدُ التَّقسِيمِ مَا قَد قَامَ بِالذَّ",
"اتِ التِي للوَاحِدِ الرَّحمَنِ",
"فَهُمَا ذاً نَوعَانِ أوصَافٌ وَأف",
"عَألٌ فَهذِي قِسمَةُ التِّبيَانِ",
"فَالوَصفُ بالأفعَالِ يَستَدعِي قِيَا",
"مَ الفِعلِ بِالمَوصًوفِ بِالبُرهَانِ",
"كَالوَصفِ بِالمعنَى سِوَى الأفعالِ مَا",
"ن بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن فُرقَانِ",
"وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُم رَدُّوا عَلَى",
"مَن أثبَتَ الأسمَاءَ دُونَ مَعَانِ",
"قَامَت بِمَن هِيَ وَصفُهُ هَذَا مُحَا",
"لٌ غَيرُ مَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ",
"وَأتَوا لَى الأوصَافِ بِاسمِ الفِعلِ قَا",
"لُوا لَم تَقُم بِالوَاحِدِ الدَّيَّانِ",
"فانظُر لَيهِم أبطَلُوا الأصلَ الذِي",
"رَدُّوا بِهِ أقوَالَهُم بِوزَانِ",
"ن كَانَ هَذَا مُمكِناً فكَذَاكَ قَو",
"لُ خُصُومِكُم أيضاً فَذُو مكَانِ",
"وَالوَصفُ بِالتَّقدِيمِ وَالتأخِيرِ كَو",
"نِيٌّ وَدِينِيٌّ هُمَا نَوعَانِ",
"وَكِلاَهُمَا أمرٌ حَقِيقيٌّ وَنِسبِيٌّ",
"وَلاَ يَخفَى المثَال عَلَى أولِي بالأذهَانِ",
"واللهِ قَدَّرَ ذَاكَ أجمَعَهُ بِح",
"كَامٍ وتقَانٍ مِنَ الرَّحمَنِ",
"هَذَا وَمِن أسمَائِهِ مَا لَيسَ يُف",
"رَدُ بَل يُقُالُ ذَا أتَى بِقِرَانِ",
"وَهِيَ التِي تُدعَى بِمِزدَوجَاتِهَا",
"فرَادُهَا خَطَرٌ عَلَى الِنسَانِ",
"ذ ذَاك مُوهِمُ نَوعِ نَقصٍ جَلَّ رَبُّ",
"العَرشِ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ",
"كالمَانِعِ المعطِي وَالكضارِّ الذِي",
"هُوَ نَافِع وكَمَالُهُ الأمرَانِ",
"وَنظَيرُ هَذَا القَابِضُ المَقرُونُ بِاس",
"مِ البَاسطِ اللَّفظَانِ مُقتَرِنَانِ",
"وَكَذَا المُعِزُّ مَعَ المُذِلُّ وَخَافِضٌ",
"مَعَ رَافِعٍ لفظَانِ مُزدَوَجَانِ",
"وَحَدِيثُ فرَادِ سمِ مُنتَقِمٍ فَمَو",
"قُوفٌ كَمَا قَد قَالَ ذُو العِرفَانِ",
"مَا جَاءَ فِي القُرنِ غَيرَ مُقَيَّدٍ",
"بِالمُجرِمينَ وَجَا بذُو نَوعَانِ",
"وَدَلاَلَةُ الأسمَاءِ أنوَاعٌ ثَلاَ",
"ثٌ كُلُّهَا مَعلُومَةٌ بِبَيَانِ",
"دَلَّت مُطَابَقَةً كَذَاكَ تَضَمُّناً",
"وَكَذَا التِزَاماً وَاضِحَ البُرهَانِ",
"أمَّا مُطَابَقَةُ الدَّلاَلَةِ فَهيَ أنَّ",
"الِسمَ يُفهَمُ مِنهُ مَفهُومَانِ",
"ذَاتث الِلهِ وَذَلِكَ الوَصفُ الذِي",
"يُشتَقُّ مِنهُ الِسمُ بِالمِيزَانِ",
"لَكِن دَلالَتُهُ عَلَى حدَاهُمَا",
"بِتَضَمُّنٍ فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ",
"وَكَذَا دَلالَتُهُ عَلَى الصِّفَةِ التِي",
"مَا اشتُقَّ مِنهَا فالتِزَامٌ دَانِ",
"وَذَا أرَدتَ لِذَا مِثَالاً بَيِّناً",
"فَمِثَالُ ذَلِكَ لَفظَة الرَّحمَنِ",
"ذَاتُ الِلَهِ وَرَحمَةٌ مَدلُولُهَا",
"فَهُمَا لِهَذَا اللَّفظَِ مَدلُولاَنِ",
"حدَاهُمَا بَعضٌ لِذَا المَوضُوعِ فَه",
"يَ تَضَمُّنٌ ذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"لَكِنَّ وَصفَ الحَيِّ لاَزِمُ ذَلِك ال",
"مَعنَى لُزُومَ العِلمِ للِرَّحمَنِ",
"فَلِذَا دَلاَلَتُهُ عَلَيهِ بِالتِزَا",
"مٍ بَيِّنٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ",
"أسمَاؤهُ أوصَافُ مَدحٍ كُلُّهَا",
"مُشتَقَّةٌ قَد حُمِّلَت لِمَعَانِ",
"يَّاكَ وَالِلحَادَ فِيهَا نَّهُ",
"كُفرٌ مَعَاذَ الله مِن كُفرَانِ",
"وَحَقِيقَةُ الِلحَادِ فِيهَا المَيلُ بال",
"شرَاكِ وَالتَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ",
"فَالمُلحِدُونَ ذاً ثَلاَثُ طَوَائِفٍ",
"فعَلَيهِمُ غَضَبٌ من الرَّحمَنِ",
"المُشرِكُونَ لأنَّهُم سَمَّوا بِهَا",
"أوثَانَهُم قَالُوا لهٌ ثَانِ",
"هُم شَبَّهُوا المَخلُوقَ بِالخَلاَّقِ عَك",
"سَ مُشَبِّهِ الخَلاَّقِ بِالِنسَانِ",
"وَكَذَاكَ أهلُ الِتِّحَادِ فَنَّهُم",
"خوَانُهُم مِن أقرَبِ الِخوَانِ",
"أعطَوُا الوُجُودَ جَمِيعَهُ أسمَاءَهُ",
"ذ كَانَ عَينَ اللهِ ذِي السُّلطَانِ",
"وَالمُشرِكُونَ أقَلُّ شِركاً مِنهُمُ",
"هُم خَصَّصُوا ذَا السمَ بِالأوثَانِ",
"وَلِذَاكَ كَانُوا أهلَ شِركٍ عِندَهُم",
"لَو عَمَّمُوا مَا كَانَ مِن كُفرَانِ",
"وَالمُلحِدُ الثَّانِي فَذُو التَّعطِيلِ ذ",
"يَنفِي حَقَائِقَهَا بِلاَ بُرهَانِ",
"مَا ثَمَّ غَيرُ الِسمِ أوَّلَهُ بِمَا",
"يَنفِي الحَقِيقَةَ نَفيَ ذِي بُطلاَنِ",
"فَالقَصدُ دَفعُ النَّصِّ عَن مَعنَى الحَقِي",
"قَةِ فَاجتَهِد فِيهِ بِلَفظِ بَيَانِ",
"عَطِّل وَحَرِّف ثُمَّ أوِّل وَانفِهَا",
"واقذِف بِتَجسِيمٍ وَبِالكُفرَانِ",
"لِلمُثبِتِينَ حَقَائِقَ الأسمَاءِ وَال",
"أوصَافِ بِالأخبَارِ وَالقُرنِ",
"فَذَا هُمُ احتَجُّوا عَلَيكَ فَقَل لَهُم",
"هَذَا مَجَازٌ وَهوَ وَضعٌ ثَانِ",
"فَِذَا غُلِبتَ علَى المَجَازِ فَقُل لَهُم",
"لاَ يُستَفاَدُ حَقِيقَةُ اليقَانِ",
"أنَّى وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ",
"عُزِلَت عَنِ اليقَانِ مُنذُ زَمَانِ",
"فذَا تَضَافَرَتِ الأدِلَّةُ كَثرَةً",
"وَغُلِبتَ عَن تَقرِيرِ ذَا بِبَيَانِ",
"فَعَلَيكَ حِينَئِذٍ بِقَانُونَ وَضَع",
"نَاهُ لِدَفعِ أدِلَّةِ القُرنِ",
"وَلِكُلِّ نَصٍّ لَيسَ يَقبَلُ أن يُؤوَّ",
"لَ بِالمَجَازِ وَلاَ بِمَعنَىً ثَانِ",
"قُل عَارَضَ المَنقُولَ مَعقُولٌ وَمَا ال",
"أمرَانِ عِندَ العَقلِ يَتَّفِقَانِ",
"مَا ثَمَّ لاَّ وَاحِدٌ مِن أربَعِ",
"مُتَقَابِلاَتٍ كُلُّهَأ بِوِزَانِ",
"عمَالُ ذَينِ وعَكسُهُ أو تُلغِي ال",
"مَعلُولَ مَا هَذَا بِذِي مكَانِ",
"العَقلُ أصلُ النَّقلِ وَهوَ أبُوهُ ن",
"تُبطِلهُ يَبطُل فَرعُهُ التَّحتَانِي",
"فَتَعيَّنَ الِعمَالُ للمَعقُولِ وَال",
"لغَاءُ للمَنقُولِ ذِي البُرهَانِ",
"عمَالُهُ يُفضِي لَى لغَائِهِ",
"فَاهجُرهُ هَجرَ التَّركِ وَالنِّسيَانِ",
"وَاللهِ لَم نَكذِب عَلَيهِم نَّنَا",
"وَهُمُ لَدَى الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ",
"وَهُنَاكَ يُجزَى المُلحِدُونَ وَمَن نَفى ال",
"لحَادَ يُجزَى ثَمَّ بِالغفرَانِ",
"فَاصبِر قَليلاً نَّمَا هِيَ سَاعَةٌ",
"يَا مُثبِتَ الأوصَافِ لِلرَّحمَنِ",
"فَلَسَوفَ تَجنِي أجرَ صَبرِكَ حِينَ يَج",
"نِي الغَيرُ وِزرَ الِثمِ وَالعُدوَانِ",
"فَاللهُ سَائِلُنَا وَسَائِلُهُم عَن ال",
"ثبَاتِ وَالتَّعطِيلِ بَعدَ زَمَانِ",
"فَأعِدَّ حِينَئِذٍ جَوَاباً كَافِياً",
"عِندَ السُّؤالِ يَكُونُ ذَا تِبيَانِ",
"هَذَا وَثَالِثُهُم فَنَافِيهَا وَنَا",
"فِي مَا تَدُلُّ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ",
"ذَا جَاحِدُ الرَّحمَنِ رَأساً لَم يُقِرَّ",
"بِخَالِقٍ أبَداً وَلاَ رَحمَنِ",
"هَذَا هُوَ اللحَادُ فَاحذَرهُ لَعَلَّ",
"الله أن يُنجِيكَ مِن نِيرَانِ",
"وَتَفُوزَ بِالزُّلفَى لَدَيهِ وَجَنَّةِ ال",
"مَأوَى مَعَ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ",
"لاَ تُوحِشَنَّكَ غُربَةٌ بَينَ الوَرَى",
"فَالنَّاسُ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ",
"أو مَا عَلِمتَ بأنَّ أهلَ السُّنَّةِ ال",
"غُرَبَاءُ حَقًّا كُلِّ زَمَانِ",
"لَو كُنتَ وَارِثَهُ لذَاكَ الألَى",
"وَرِثُوا عَدَاهُ بِسَائِرِ الألوَانِ",
"هَذَا وَثَانِي نَوعَي التَّوحِيدِ تَو",
"حِيدُ العِبَادَةِ مِنكَ لِلرَّحمَنِ",
"أن لاَ تَكُونَ لِغَيرِهِ عَبداً وَلاَ",
"تَعبُد بِغَيرِ شَرِيعَةِ الِيمَانِ",
"فَتقُومَ بِالِسلاَمِ وَالِيمَانِ وَال",
"حسَانِ فِي سِرِّ وَفِي علاَنِ",
"وَالصِّدقُ وَالِخلاَصُ رُكنَا ذَلكَ التَّ",
"وحيدِ كَالرُّكنَينِ للبنيَانِ",
"وَحَقِيقَةُ الخلاَصِ تَوحِيدُ المُرَا",
"دِ فَلاَ يُزَاحِمُهُ مُرَادٌ ثَانِ",
"لَكِن مُرَادُ العَبدِ يَبقَى وَاحِداً",
"مَا فِيهِ تَفرِيقٌ لَدَى الِنسَانِ",
"ن كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً سُبحَانَهُ",
"فَاخصُصهُ بِالتَّوحِيدِ مَع حسَانِ",
"أو كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً أنشَاكَ لَم",
"يَشرَكهُ ذ أنشَاكَ رَبٌّ ثَانِ",
"فَكَذَاكَ أيضاً وَحدَهُ فَاعبُدهُ لاَ",
"تَعبُد سِوَاهُ يَا أخَا العِرفَانِ",
"قُل لِي مَتَى سَلِمَ الرَّسُولُ وَصَحبُهُ",
"وَالتَّابِعُونَ لَهُم عَلَى الِحسَانِ",
"مِن جَاهِلٍ وَمُعَانِدٍ وَمَنَافِقٍ",
"وَمُحَارِبٍ بِالبَغيِ وَالطُّغيَانِ",
"وَتَظُنُّ أنَّكَ وَارثٌ لَهُم وَمَا",
"ذُقتَ الأذى فِي نُصرَةِ الرَّحمَنِ",
"كَلاَّ وَلاَ جَاهَدتَ حَقَّ جِهَادِهِ",
"فِي اللهِ لاَ بِيَدٍ وَلاَ بِلِسَانِ",
"مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ فَاس",
"تَحدِث سِوى ذَا الرَّأيِ وَالحُسبَانِ",
"وَالصِدقُ تَوحِيدُ الرَادَةِ وَهوَ بَذ",
"لُ الجَهدِ لاَ كَسَلاً وَلاَ مُتَوَانِ",
"وَالسُّنَّةُ المُثلَى لِسَالِكِهَا فَتَو",
"حِيدُ الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ",
"فَلِوَاحِدٍ كُن وَاحِداً فِي وَاحِدٍ",
"أعنِي سَبِيلَ الحَقِّ وَالِيمَانِ",
"هَذِي ثَلاَثٌ مُسعِدَاتٌ لِلَّذِي",
"قَد نَالَهَا وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ",
"فَذَا هِيَ اجتَمَعَت لِنَفسٍ حُرَّةٍ",
"بَلَغَت مِنَ العَليَاءِ كُلَّ مَكَانِ",
"لله قَلبٌ شَامَ هَاتِيكَ البُرُو",
"قَ مِنَ الخِيَامِ فَهَمَّ بِالطَّيرَانِ",
"لَولاَ التَّعَلَّلُ بِالرَّجَاءِ تَصَدَّعَت",
"أعشَارُهُ كَتَصَدُّعِ البُنيَانِ",
"وَتَرَاهُ يَبسُطُهُ الرَّجَاءُ فَيَنثَنِي",
"مُتَمَايلاً كَتَمَايُلِ النَّشوَانِ",
"وَيعُودُ يَقبِضُهُ الِيَاسُ لِكَونِهِ",
"مُتَخَلِّفاً عَن رُفقَةِ الِحسَانِ",
"فَتَرَاهُ بَينَ القَبضِ وَالبَسطِ اللَّذَا",
"نِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهِ قُطبَانِ",
"وَبَدَا لَهُ سَعدُ السُّعُودِ فَصَارَ مَس",
"رَاهُ عَلَيهِ لاَ عَلَى الدَّبَرَانِ",
"لله ذَيَّاكَ الفَرِيقُ فَنَّهُم",
"خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِنَ الرَّحمَنِ",
"شُدَّت رَكَائِبُهُم لَى مَعبُودِهِم",
"وَرَسُولِهِ يَا خَيبَةَ الكَسلاَنِ",
"وَالشِّركُ فَاحذَرهُ فَشِركٌ ظَاهِرٌ",
"ذَا القِسمُ لَيسَ بِقَابِل الغُفرَانِ",
"وَهُوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ للرَّحمَنِ أيًّا كَا",
"نَ مِن حَجَرٍ وَمِن نسَانِ",
"يَدعُوهُ أو يَرجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ",
"وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّةِ الدَّيَّانِ",
"وَاللهِ مَا سَاوَوهُمُ بِاللهِ فِي",
"خَلقِ وَلاَ رِزقٍ وَلا حسَانِ",
"فَالله عِندَهُم هُوَ الخَلاَّقُ والرَّ",
"زَّاقُ مُولِي الفَضلِ وَالحسَانِ",
"لَكِنَّهُم سَاوَوهُمُ باللهِ فِي",
"حُبِّ وَتَعظِيمٍ وَفِي يمَانِ",
"جَعَلُوا مَحَبَّتَهُم مَعَ الرَّحمَنِ مَا",
"جَعَلُوا المَحَبَّةَ قَطُّ للرَّحمَنِ",
"لَو كَانَ حُبُّهُمُ لأجلِ الله مَا",
"عَادَوا أحِبَّتَهُ عَلَى الِيمَانِ",
"وَلَمَا أحَبُّوا سُخطَهُ وَتَجَنَّبُوا",
"مَحبُوبَهُ وَمَواقِعُ الرِّضَوَانِ",
"شَرطُ المَحَبَّةِ أن تَوَافِقَ مِن تُحِبُّ",
"عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلاَ عِصيَانِ",
"فَذا ادَّعَيتَ لَهُ المَحَبَّة مَع خِلاَ",
"فِكَ مَا يُحِبُّ فَأنتَ ذُو بُهتَانِ",
"أتُحِبُّ أعدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي",
"حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي مكَانِ",
"وَكَذَا تُعَادِي جَاهِداً أحبَابَهُ",
"أينَ المَحَبَّةُ يَا أخَا الشَّيطَانِ",
"لَيسَ العِبَادَةُ غَيرَ تَوحِيدِ المَحَبَّ",
"ةِ مَع خُضُوعِ القَلبِ وَالأركَانِ",
"وَألحُبُّ نَفسُ وِفَاقِهِ فِيمَا يًحِبُّ",
"وَبُغضُ مَا لاَ يَرتَضِي بِجَنَانِ",
"وَوِفَاقُهُ نَفسُ اتِّبَاعِكِ أمرَهُ",
"وَالقَصدُ وَجهُ الله ذِي الِحسَانِ",
"هَذَا هُوَ الِحسَانُ شَرطٌ فِي قَبُو",
"لِ السَّعيِ فَافهَمهُ مِنَ القُرنِ",
"وَالِتِّبَاعُ بِدُونِ شَرعِ رَسُولِهِ",
"عَينُ المُحَالِ وَأبطَلُ البُطلاَنِ",
"فَذَا نَبَذتَ كِتَابَهُ وَرَسُولَهُ",
"وَتَبِعتَ أمرَ النَّفسِ وَالشَّيطَانِ",
"وَتَخِذتَ أندَاداً تُحِبُّهُمُ كَحُبِّ",
"اللهِ كُنتَ مُجَانِبَ الِيمَانِ",
"وَلَقَد رَأينَا مِن فَرِيقٍ يَدَّعِي ال",
"سلاَمَ شِركاً ظَاهِرَ التِّبيَانِ",
"جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ وَالوهُم وَسَوَّ",
"وهُم بِهِ فِي الحُبِّ لاَ السُّلطَانِ",
"وَاللهِ مَا سَاوَوهُم بِاللهِ بَل",
"زَادُوا لَهُم حُبًّا بِلاَ كِتمَانِ",
"وَالله مَا غَضِبُوا ذا انتُهِكَت مَحَا",
"رِمُ رَبِّهِم فِي السِّرِّ وَالِعلاَنِ",
"حَتَّى ذَا مَا قِيلَ الوَثَنِ الَّذٍي",
"يَدعُونَهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ",
"فَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن غَضَبٍ وَمِن",
"حَربٍ وَمِن شَتمٍ وَمِن عُدوَانٍ",
"وَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن ضَربٍ وَتَع",
"زِيرٍ وَمِن سَبٍّ وَمِن سَجَّانِ",
"وَاللهِ لَو عَطَّلتَ كُلَّ صِفَاتِهِ",
"مَا قَابَلُوكَ بِبَعضِ ذَا العُدوَانِ",
"وَاللهِ لَو خَالَفتَ نَصَّ رَسُولِهِ",
"نَصًّا صَرِيحاً وَاضِحَ التِّبيَانِ",
"وَتَبِعتَ قَولَ شُيُوخِهِم أو غَيرِهِم",
"كُنتَ المُحَقِّقَ صَاحِبَ العِرفَانِ",
"حَتَّى ذَا خَالَفتَ راءَ الرِّجَا",
"لِ لِسُنَّةِ المَبعُوثِ بِالقُرنِ",
"نَادَو عَلَيكَ بِبِدعَةٍ وَضَلاَلَةٍ",
"قَالُوا وَفِي تَكفِيرِهِ قَولاَنِ",
"قَالُوا تَنَقَّصتَ الكِبَارَ وَسَائِرَ ال",
"عُلَمَاءِ بَل جَاهَرتَ بِالبُهتَانِ",
"هَذَا وَلَم نَسلُبهُمُ حَقًّا لَهُم",
"لِيَكُونَ ذَا كَذِبٍ وَذَا كِتمَانِ",
"لَم يَغضَبُوا بَل كَانَ ذَلِكَ عِندَهُم",
"عَينَ الصَّوَابِ وَمُقتضَى الحسَانِ",
"وَالأمرُ وَالله العَظِيمِ يَزِيدُ فَو",
"قَ الوَصفِ لاَ يَخفَى عَلَى العًميَان",
"وَذَا ذَكَرتَ الله تَوحِيداً رَأي",
"تَ وُجُوهَهُم مَكسُوفَةَ الألوَانِ",
"بَل يَنظُرُونَ لَيكَ شَزراً مِثلَ مَا",
"نَظَرَ التُّيُوسُ ِلَى عَصَا الجُوبَانِ",
"وَِذَا ذَكَرتَ بِمِدحَةٍ شُرَكَاءَهُم",
"يَتَبَاشَرُونَ تَبَاشُرَ الفَرحَانِ",
"وَالله مَا شَمُّوا رَوَائِحَ دِينِهِ",
"يَا زَكمَةً أعيَت طِبِيبَ زَمَانِ",
"يَا مَن يُشِبُّ الحَربَ جَهلاً مَا لَكُم",
"بِقِتَالِ حِزبِ الله قَطُّ يَدَان",
"أنَّى يُقَاوِمُ جَندَكُم لِجُنُودِهِم",
"وَهُم الهُدَاةُ وَعَسكَرُ القُرنِ",
"وَجَنُودَكُم مَا بَينَ كَذَّابٍ وَدَجَّا",
"لٍ وَمُحتَالٍ وَذِي بُهتَانِ",
"مِن كُلِّ أرعَنَ يَدَّعِي المَعقُولَ وَه",
"وَ مُجَانِبٌ لِلعَقلِ وَالِيمَانِ",
"أو كُلِّ مُبتَدعٍ وَجَهمِيٍّ غَدَا",
"فِي قَلبِهِ حَرَجٌ مِنَ القُرنِ",
"أو كُلِّ مَن قَد دَانَ شُيُوخٍ أه",
"لِ الِعتِزَالِ البَيِّنَ البُطلاَنِ",
"أو قَائِلٍ بِاتِّحَادِ وَنَّهُ",
"عَينُ الِلَهِ وَمَا هُنَا شَيئَانِ",
"أو مَن غَدَا فِي دِينِهِ مَتَحَيِّراً",
"أتبَاعُ كُلِّ مَلَدَّدٍ حَيرَانِ",
"وَجُنُودُهُم جِبرِيلُ مَع مِيكَالَ مَع",
"بَاقي المَلاَئِكِ نَاصِرِي القُرنِ",
"وجَمِيعُ رُسلِ الله مِن نُوحٍ لَى",
"خَيرِ الوَرَى المَبعُوثِ مِن عَدنَانِ",
"فَالقَلبُ خَمسَتُهُم أولُو العَزمِ الأُلَى",
"فِي سُورَةِ الشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ",
"فِي أوَّلِ الأحزَابِ أيضاً ذِكرُهُم",
"هُم خَيرُ خَلقِ الله مِن نسَانِ",
"وَلِوَاؤهُم بِيَدِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ",
"وَالكُلُّ تَحتَ لِوَاءِ ذِي الفُرقَانِ",
"وَجَمِيعُ أصحَابِ الرَّسُولِ عِصَابَةُ ال",
"سلاَمِ أهلُ العِلمِ وَالِيمَانِ",
"وَالتَّابِعُونَ لَهُم بِحسَانٍ عَلَى",
"طَبَقَاتِهِم فِي سَائِرِ الأزمَانِ",
"أهلُ الحَدِيثِ جَمِيعُهُم وَأئِمَّةُ ال",
"فَتوَى وَأهلُ حَقَائِقِ العِرفَانِ",
"العَارِفُونَ بِرَبِّهِم وَنَبِيِّهِم",
"ومَرَاتِبِ الأعمَالِ فِي الرُّجحَانِ",
"صُوفِيةٌ سُنِّيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ",
"لَيسُوا أولِي شَطحٍ وَلاَ هَذَيَانِ",
"هَذَا كَلاَمُهُم لَدَينَا حَاضِرٌ",
"مِن غَيرِ مَا كَذِبٍ وَلاَ كِتمَانِ",
"فَاقبَل حَوالَةَ مَن أحَالَ علَيهِمُ",
"هُم أملِيَاؤهُم أولُو مكَانِ",
"فَغذَا بَعَثنَا غَارَةً مِن أخرَيَا",
"تِ العَسكَرِ المَنصُورِ بِالقُرنِ",
"طَحَنتُكُمُ طَحنَ الرَّحَى للحَبِّ حَتَّ",
"ى صِرتُم كَالبَعرِ فِي القِيعَانِ",
"أنَّى يُقَاوِمُ ذَا العَسَاكِرَ طَمطَمٌ",
"أو تَنكَلُوشَا أو أخُو اليُونَانِ",
"أعنِي أرِسطُو عَابِدَ الأوثَانِ أو",
"ذَاك الكَفُورَ مُعَلِّمَ الألحَانِ",
"ذَاكَ المُعَلِّمُ أولاً لِلحَرفِ وَالثَّا",
"نِي لِصَوتٍ بِئسَتِ العِلمَانِ",
"هَذَا أسَاسُ الفِسقِ وَالحَرفُ الذِي",
"وَضَعُوا أسَاسُ الكُفرِ والهَذَيَانِ",
"أو ذَلِكَ المَخدُوعُ حَامِلُ رَايَةِ ال",
"الحَادِ ذَاكَ خَلِيفَةُ الشَّيطَانِ",
"أعنِي ابنَ سِينَا ذَلِكَ المَحلُولَ مِن",
"أديَانِ أهلِ الأرضِ ذَا الكُفرَانِ",
"وَكَذَا نَصِيرَ الشِّركِ فِي أتبَاعِهِ",
"أعدَاءِ رُسلِ اللهِ وَالِيمَانِ",
"نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم",
"وَغَزَوا جُيُوشَ الدِّينِ وَالقُرنِ",
"فَجَرَى عَلَى الِسلاَمِ مِنهُم مِحنَةٌ",
"لَم تَجرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأزمَانِ",
"أو جَعدٌ أو جَهمٌ وَأتبَاعٌ لَهُم",
"هُم أمَّةُ التَّعطِيلِ وَالبُهتَانِ",
"أو حَفصُ أو بِشرٌ أو النَّطَّامُ ذَا",
"كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ وَالمُجَّانِ",
"وَالجَعفَرَانِ كَذَاكَ شَيطَانٌ وَيُد",
"عَى الطَّاقَ لاَ حُيِّيتَ مِن شَيطَانِ",
"وَكَذَلِكَ الشَّحَّامُ وَالعَلاَّفُ النَّ",
"جَّارُ أهلُ الجَهلِ بِالقُرنِ",
"وَالله مَا فِي القَومِ شَخصٌ رَافِعٌ",
"بِالوَحيِ رَأساً بَل بِرَأيِ فُلاَنِ",
"وَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَذَاكَ الأشعَرِيُّ",
"القَرمُ ذَاكَ مُقَدَّمُ الفُرسَانِ",
"لَكِنَّكُم وَاللهِ مَا أنتُم عَلَى",
"ثبَاتِهِ وَالحَقُّ ذُو بُرهَانِ",
"هُوَ قَالَ نَّ اللهَ فَوقَ العَرشِ وَاس",
"تَولَى مَقَالَةُ كُلِّ ذِي بُهتَانِ",
"فِي كُتبِهِ طُرًّا وَقَرَّرَ قَولَ ذِي ال",
"ثبَاتِ تَقرِيراً عَظِيمَ الشَّانِ",
"لَكِنَّكُم أكفَرتُمُوهُ وَقُلتُمُ",
"مَن قَالَ هَذَا فَهوَ ذُو كُفرَانِ",
"فَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَأنتُم مِنهُمُ",
"بُرَاءُ ذ قَرُبُوا مِنَ الِيمَانِ",
"هَذِي العَسَاكِرُ قَد تَلاقَت جَهرَةً",
"وَدَنا القِتَالُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ",
"صُفُّوا الجُيُوشَ وَعَبِّئُوهَا وَأبرُزُوا",
"لِلحَربِ وَاقتَربُوا مِنَ الفُرسَانِ",
"فَهُمُ لَى لُقيَاكُمُ بِالشَّوقِ كَي",
"يُوفُوا بِنَذرِهِمُ مِنَ القُربَانِ",
"وَلَهُم لَيكُم شَوقُ ذِي قُرمٍ فَمَا",
"يَشفِيهِ غَيرُ مَوَائِدِ اللُّحمَانِ",
"تَبًّا لَكُم لَو تَعقِلُونَ لَكُنتُمُ",
"خَلفَ الخُدُورِ كَأضعَفِ النِّسوَانِ",
"مِن أينَ أنتُم وَالحَدِيثُ وَأهلُهُ",
"وَالوَحيُ وَالمَعقُولُ بِالبُرهَانِ",
"مَا عِندَكُم لاَّ الدَّعَاوِي وَالشَّكَا",
"وِي أو شَهَادَاتٌ عَلَى البُهتَانِ",
"هَذَا الذِي وَاللهِ نِلنَا مِنكُمُ",
"فِي الحَربِ ذ يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ",
"وَالله مَا جِئتُم بَِقَالَ اللهُ أو",
"قَالَ الرَّسُولُ وَنَحنُ فِي المَيدَانِ",
"لاَّ بِجَعجَعَةٍ وَفَرقَعَةٍ وَغَمغَمَةٍ",
"وَقَعقَعَةٍ بِكُلِّ شِنَانِ",
"وَيَحِقُّ ذَاكَ لَكُم وَأنتُم أهلُهُ",
"أنتُم بِحَاصِلِكُم أولُو عِرفَانِ",
"وَبِحَقِّكُم تَحمُوا مَنَاصِبَكُم وَأن",
"تَحمُوا مَكِلَكُم بِكُلِّ سِنَانِ",
"وَبِحَقِّنَا نَحمِي الهُدَى وَنَذُبُّ عَن",
"سُنَنِ الرَّسُولِ وَمُقتَضَى القُرنِ",
"قَبحَ الِلَهُ مَنَاصِباً وَمَكِلاً",
"قَامَت عَلَى العُدوَانِ وَالطُّغيَانِ",
"وَاللهِ لَو جئتُم بِقَالَ اللهُ أو",
"قَالَ الرَّسُولُ كَفِعلِ ذِي الِيمَانِ",
"كُنَّا لَكُم شَاوِيشَ تَعظِيمٍ وَج",
"لاَلٍ كَشَاوِيشٍ لِذِي سُلطَانِ",
"لَكِن هَجَرتُم ذَا وَجِئتُم بِدعَةً",
"وَأرَدتُمُ التَّعظِيمَ بِالبُهتَانِ",
"العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ",
"قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ",
"مَا العِلمُ نَصبَكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً",
"بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فَلاَنِ",
"كَلاَّ وَلاَ جَحدَ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا",
"فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالسُّبحَانِ",
"كَلاَّ وَالَ نَفيَ العُلُوِّ لِفَاطِرِ ال",
"أكوَانِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ عَزلَ النُّصُوصِ وَأنَّهَا",
"لَيسَت تُفَيدُ حَقَائِقَ الِيمَانِ",
"ذ لاَ تُفِيدُكُمُ يقِيناً لاَ وَلاَ",
"علماً فقد عُزِلَت عن الِيقَانِ",
"وَالعِلمُ عِندَكُمُ يُنَالُ بِغَيرِهَا",
"بِزُبَالَةِ الأفكَارِ وَالأذهَانِ",
"سَمَّيتُمُوهُ قَوَاطِعاً عَقلِيَّةً",
"وَهيَ الظَّوَاهِرَ حَامِلاَتِ مَعَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ التَّأوِيلَ وَالتَّبدِيلَ وَالتَّ",
"حرِيفَ لِلوحيَينِ بِالبُهتَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ الِشكَالَ وَالتَّشكِيك وَال",
"وَقفَ الذِي مَا فِيه مِن عِرفَانِ",
"هَذِي عًُلُومُكُمُ التَي مِن أجلِهَا",
"عَادَيتُمُونَا يَا أولِي العِرفَانِ",
"يَا قَومُ صَالَحتُمُ نًفَاةَ الذَّاتِ وَال",
"أوصَافِ صُلحاً مُوجِباً لأمَانِ",
"وَأغَرتُمُ وَهناً عَلَيهِم غَارَةً",
"قَعقَعتُم فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ",
"مَا كَانَ فِيهَا مِن قَتِيلٍ مِنهُمُ",
"كَلاَّ وَلاَ فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ",
"وَلَطَفتُمُ فِي القَولِ أو صَانَعتُمُ",
"وَأتَيتُمُ فِي بَحثِكُم بِدِهَانِ",
"وَجَلَستُمُ مَعَهُم مَجَالِسَكُم مَعَ ال",
"أُستَاذِ بِالدابِ وَالمِيزَانِ",
"وَضَرَعتُمُ لِلقَومِ كُلَّ ضَرَاعَةٍ",
"حَتَّى أعَارُوكُم سِلاَحَ الجَانِي",
"فَغَزَرتُمُ بِسِلاحِهِم لِعَسَاكِرِ ال",
"ثبَاتِ وَالثَارِ وَالقُرنِ",
"وَلأجلِ ذَا صَانَعتُمُوهُم عِندَ حَر",
"بِكُمُ لَهُم بِاللُّطفِ وَالذعَانِ",
"وَلأَجلِ ذَا كُنتُم مَخَانِيثاً لَهُم",
"لَم تَنفَتِح مِنكُم لَهُم عَينَانِ",
"حَذَراً مِن استِرجَاعِهِم لِسِلاَحِهِم",
"فَتُرَونَ بَعدَ السَّلبِ كَالنِّسوَان",
"وَبَحَثتُمُ مَعَ صَاحِبِ الِثبَاتِ بِالتَّ",
"كفِيرِ وَالتَّضلِيلِ وَالعُدوَانِ",
"وَقَلَبتُمُ ظَهرَ المِجَنِّ لَهُ وَأج",
"لَبتُم عَلَيهِ بِعَسكَرِ الشَّيطَانِ",
"وَاللهِ هَذِي رِيبَةٌ لاَ يَختَفِي",
"مَضمُونُهَا لاَّ عَلَى الثِّيرَانِ",
"هَذَا وَبَينَهُمَا أشَدُّ تَفَاوُتٍ",
"فِئَتَانِ فِي الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ",
"هَذَا نَفَى ذَاتَ الِلهِ وَوَصفَهُ",
"نَفياً صَرِيحاً لَيسَ بِالكِتمَانِ",
"لَكِن ذَا وَصَفَ الِلَهَ بِكُلِّ أو",
"صَافِ الكَمَالِ المُطلَقِ الرَّبَّانِي",
"وَنَفَى النَّقَائِصَ وَالعُيَوبَ كَنَفيِهِ التَّ",
"شبِيهَ لِلرَّحمَنِ بِالِنسَانِ",
"فَلأيِّ شَيءٍ كَانَ حَربُكُمُ لَهُ",
"بِالحَدِّ دُونَ مُعَطِّلِ الرَّحمَنِ",
"قُلنَا نَعَم هَذَا المُجَسِّمُ كَافِرٌ",
"أفَكَانَ ذَلِكض كَامِلَ الِيمَانِ",
"لاَ تَنطَفِي نِيرَانُ غَيظِكُم عَلَى",
"هَذَا المُجسِّمِ يَا أولِي النِّيرَانِ",
"فَالله يُوقِدُهَا وَيُصلِي حَرَّهَا",
"يَوم الحِسَابِ مُحَرِّفَ القُرنِ",
"يَا قَومَنَا لَقَد ارتَكَبتُم خُطَّةً",
"لَم يَرتَكِبهَا قَطُّ ذُو عِرفَانِ",
"وَأعَنتُمُ أعدَاءَكُم بِوفَاقِكُم",
"لَهُمُ عَلَى شَيءٍ مِنَ البُطلاَنِ",
"أخَذُوا نَوَاصِيَكُم بِهَا وَلِحَاكُمُ",
"فَغَدَت تُجَرُّ بِذلَّةٍ وَهَوَانِ",
"قُلتُم بِقَولِهِمُ وَرُمتُم كَسرَهُم",
"أنَّى وَقَد غَلَقُوا لَكُم بِرِهَانِ",
"وَكَسَرتُمُ البَابَ الَّذِي مِن خَلفِهِ",
"أعدَاءُ رُسلِ الله وَالِيمَانِ",
"فَأتَى عَدُوٌّ مَا لَكُم بِقِتَالِهِم",
"وَبِحَربِهِم أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ",
"فَغَدَوتُمُ أسرَى لَهُم بِحِبَالِهِم",
"أيدِيكُمُ شُدَّت لَى الأذقَانِ",
"حَمَلُوا علَيكُم كاسِّبَاعِ استَقبلت",
"حُمراً مُعقرةً ذَوِي أرسَانِ",
"صَالُوا عليكُم بالذي صُلتُم بِهِ",
"أنتُم علينا صَولَةَ الفُرسَانِ",
"لولا تَحَيُّزكُم لَينَا كُنتُمُ",
"وَسطَ العَرِين مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ",
"لَكِن بِنَا استَنصَرتُمُ وَبِقَولِنَا",
"صُلتُم عَلَيهِم صَولَةَ الشُّجعَانِ",
"وَلَّيتُمُ الِثبَاتَ ذ صُلتُم بِهِ",
"وَعَزَلتُمُ التَّعطِيلَ عَزلَ مُهَانِ",
"وَأتَيتُمُ تَغزُونَنَا بِسَرِيَّةٍ",
"مِن عَسكَرِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ",
"مَن ذَا بِحَقِّ اللهِ أجهَلُ مِنكُمُ",
"وَأحَقُّنَا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ",
"تَاللهِ مَا يَدرِي الفَتَى بِمُصَابِهِ",
"وَالقَلبُ تَحتَ الخَتمِ وَالخُذلاَنِ",
"وَِذَا أرَدتَ تَرَى مَصَارِعَ من خَلاَ",
"مِن أمَّةِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ",
"وَتَرَاهُمُ أسرَى حَقِيرٌ شَأنُهُم",
"أيدِيهُم غُلَّت لَى الأذقَانِ",
"وَتَرَاهُمُ تَحتض الرِّمَاحِ دَرِيئَةً",
"مَا فِيهِمُ مِن فَارِسٍ طَعَّانِ",
"وَتَرَاهُمُ تَحتَ السُّيُوفِ تَنُوشُهُم",
"مِن عَن شَمَائِلِهِم وَعَن أيمَانِ",
"وَتَرَاهُمُ انسَلَخُوا مِنَ الوَحيَين وَال",
"عَقلِ الصَّحِيحِ وَمُقتضَى القُرنِ",
"وَتَرَاهُمُ وَاللهِ ضُحكَةَ سَاخِرٍ",
"وَلَطَالَمَا سَخِرُوا مِنَ الِيمَانِ",
"قَد أوحِشَت مِنهُم رُبُوعٌ زَادَهَا ال",
"جَبَّارُ يحَاشاً مَدَى الأزمَانَِ",
"وَخَلَت دِيَارُهُمُ وَشُتِّتَ شَملُهُم",
"مَا فِيهُمُ رَجَلانِ مُجتَمِعَانِ",
"قَد عَطَّلَ الرَّحمَنُ أفئِدَةً لَهُم",
"مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن يمَانِ",
"ذ عَطَّلُوا الرَّحمَنَ من أوصافِهِ",
"وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ",
"بَل عَطَّلُوهُ عَنِ الكَلاَمِ وَعَن صِفَا",
"تِ كَمَالِهِ بِالجَهلِ وَالبُهتَانِ",
"فَاقرَأ تَصَانِيفَ الِمَامِ حَقِيقَةً",
"شَيخِ الوُجُودِ العَالِمِ الرَّبَّانِي",
"أعنِي أبَا العَبَّاسِ أحمَدَ ذَلِكَ ال",
"بَحرَ المُحِيطَ بِسَائِرِ الخِلجَانِ",
"وَاقرَأ كِتَابَ العَقلِ وَالنَّقلِ الذِي",
"مَا فِي الوُجُودِ لَهُ نَظِيرٌ ثَانِ",
"وَكَذَاكَ مِنهَاجٌ لَهُ فِي رَدِّهِ",
"قَولَ الرَّوَافِضِ شِيعَةَ الشَّيطَانِ",
"وَكَذَاكَ أهلُ الِعتِزَالِ فَنَّهُ",
"أردَاهُمُ فِي حُفرَةِ الجَبَّانِ",
"وَكَذَلِكَ التَّأسِيسُ أصبَحَ نَقضُهُ",
"أعجُوبَةً لِلعَالِمِ الرَّبَّانِي",
"وَكَذَاكَ أجوِبَةٌ لَهُ مِصرِيَّةٌ",
"فِي سِتِّ أسفَارٍ كُتِبنَ سِمَانِ",
"وَكَذَاكَ جَوَابٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ مَا",
"يَشفِي الصُّدُورَ وَنهُ سِفرَانِ",
"وَكَذاكَ شَرحُ عقِيدَةٍ للاصبهَا",
"نِي شَارِحِ المَحصُولِ شَرحَ بَيَانِ",
"فِيهَا النُّبُوَّاتُ النُبُوَّاتُ الَّتِي ثبَاتُهَا",
"فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ وَالتَّبيَانِ",
"وَالله مَا لأولِي الكَلاَمِ نَظِيرُهُ",
"أبَداً وَكُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ",
"وَكَذَا حُدُوثُ العَالمِ العُلوِيِّ وَالسُّ",
"فلِيِّ فِيهِ فِي أتَمِّ بَيَانِ",
"وَكَذَا قَوَاعِدُ الاستِقَامَةِ نَّهَا",
"سِفرَانِ فِيمَا بَينَنَا ضَخمَانِ",
"وَقراتُ أكثَرَهَا عَلَيهش فَزَادَنِي",
"وَالله فِي عِلمٍ وَفِي يمَانِ",
"هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ",
"قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ",
"وَكَذَاكَ تَوحِيدُ الفَلاَسِفَةِ الألَى",
"تَوحِيدُهُم هُوَ غَايَةُ الكُفرَانِ",
"سِفرٌ لَطِيفٌ فِيهِ نَقضُ أصُولِهِم",
"بِحَقِيقَةِ المَعقُولِ وَالبُرهَانِ",
"وَكَذَاكَ تِسعِينِيَّةٌ فِيهَا لَهُ",
"رَدٌّ عَلَى مَن قَالَ بِالنَّفسَانِي",
"تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ",
"أعنِي كَلاَمَ النَّفسِ ذَا الوحدَانِ",
"وَكَذَا قَوَاعِدُهُ الكِبَارُ ونَّهَا",
"أوفَى مِنَ المِائَتَينِ فِي الحُسبَانِ",
"لَم يَتَّسِع نَظمِي لَهَا فَأسُوقهَا",
"فأشَرتُ بَعضَ شَارَةٍ لِبَيَانِ",
"وَكَذَا رَسَائِلُهُ لَى البُلدَانِ وَال",
"أطرَافِ وَالأصحَابِ وَالخوَانِ",
"هِيَ فِي الوَرَى مَبثُوثَةٌ مَعلُومَةٌ",
"تُبتَاعُ بِالغَالِي مِنَ الأثمَانِ",
"وَكَذَا فَتَاوَاهُ فَأخبَرَنِي الَّذِي",
"أضحَى عَلَيهَا دَائِمَ الطَّوَفَانِ",
"بَلَغَ الَّذِي ألفَاهُ مِنهَا عِدَّةَ ال",
"أيَّامِ مِن شَهرٍ بِلاَ نُقصَانِ",
"سِفرٌ يُقَابِلُ كُلَّ يَومٍ وَالذِي",
"قَد فَاتَنِي مِنهَا بِلاَ حُسبَانِ",
"هَذَا وَلَيسَ يُقَصِّرُ التَّفسِيرُ عَن",
"عَشرٍ كِبَارٍ لَيسَ ذَا نُقصَانِ",
"وَكَذَا المفَارِيدُ الَّتِي فِي كُلِّ مَس",
"ألَةٍ فَسِفرٌ وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"مَا بَينَ عَشرٍ أو تَزَيدُ بِضَعفِهَا",
"هِيَ كَالنُّجُومِ لِسَالِكٍ حَيرَانِ",
"وَلَهُ المَقَامَاتُ الشَّهِيرَةُ فِي الوَرَى",
"قَد قَامَهَأ لله غَيرَ جَبَانِ",
"نَصَرَ الِلَهَ وَدِينَهُ وَكِتَابَهُ",
"وَرَسُولَهُ بِالسَّيفِ وَالبُرهَانِ",
"أبدَى فَضَائِحَهُم وَبَيَّنَ جَهلَهُم",
"وَأرَى تَنَاقُضَهُم بِكُلِّ زَمَانِ",
"وَأصَارَهُم وَالله تَحتَ نِعَالِ أه",
"لِ الحَقِّ بَعدَ مَلاَبِسِ التِّيجَانِ",
"وَأصَارَهُم تَحتَ الحَضِيضِ وَطَالَمَا",
"كَانُوا هُمُ الأعلاَمَ لِلبُلدانِ",
"وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُ بِسِلاَحِهِم",
"أردَاهُمُ تَحتَ الحَضِيضِ الدَّانِي",
"كَانَت نَوَاصِينَا بِأيدِيهِم فَمَا",
"مِنَّا لَهُم لاَّ أسِيرٌ عَانِ",
"فَغَدَت نَوَاصِيهِم بِأيدِينَا فَلاَ",
"يَلقَونَنَا لاَّ بِحَبلِ أمَانِ",
"وَغَدَت مُلُوكُهُمُ مَمَالِيكاً لأن",
"صَارِ الرَّسُولِ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ",
"وَأتَت جُنُودُهُمُ الَّتِي صَالُوا بِهَا",
"مُنقَادَةً لِعَسَاكِرِ اليمَانِ",
"يَدرِي بِهَذَا مَن لَهُ خُبرٌ بِمَا",
"قَد قَالَهُ فِي رَبِّهِ الفِئَتَانِ",
"وَالفَدمُ يُوحِشُنَا وَلَيسَ هُنَاكُمُ",
"فَحُضُورُهُ وَمَغِيبُهُ سِيَّانِ",
"يَا قَومُ أصلُ بِلاَئِكُم أسمَاءُ لَم",
"يُنزِل بِهَا الرَّحمَنُ مِن سُلطَانِ",
"هِيَ عَكَّسَتكُم غَايَةَ التَّعكِيسِ وَاق",
"تَلَعَت دِيَارَكُمُ مِنَ الأركَانِ",
"فَتَهَدَّمَت تِلكَ القًُصُورُ وأوحَشَت",
"مِنكُم رُبُوعُ العِلمِ وَالِيمَانِ",
"وَالذَّنبُ ذَنبُكُمُ قَبِلتُم لَفظَهَا",
"مِن غَيرِ تَفصِيلٍ وَلاَ فُرقَانِ",
"وَهيَ الَّتِي اشتَمَلَت عَلَى أمرَينِ مِن",
"حَقٍّ وَأمرٍ وَاضِحِ البُطلاَنِ",
"سَمَّيتُمُ عَرشَ المُهَيمِنِ حَيِّزاً",
"وَالِستوَاءَ تَحيُّزاً بِمَكَانِ",
"وَجَعَلتُمُ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى",
"جِهَةً وَسُقتُم نَفيَ ذَا بِوِزَانِ",
"وَجَعَلتُمُ الِثبَاتَ تَشبِيهاً وَتَج",
"سِيماً وَهَذَا غَايَةُ البُهتَانِ",
"وَجَعَلتُمُ المَوصُوفَ جِسماً قَابِلَ ال",
"أعرَاضِ وَالأكوَانِ وَالألوَانِ",
"وَجَعَلتُمُ أوصَافَهُ عَرَضاً وَهَ",
"ذَا كُلهُ جِسرٌ لَى النُّكرَانِ",
"وَكَذَاكَ سَمَّيتُم حُلُولَ حَوَادِثٍ",
"أفعَالهُ تَلقِيبَ ذِي عُدوَانِ",
"ذ تَنفِرُ الأسمَاعُ مِن ذَا اللَّفظِ نُف",
"رَتَهَا مِنَ التَّشبِيهِ وَالنُّقصَانِ",
"فَكَسَوتُمُ أفعَالَهُ لَفظَ الحَوَا",
"دِثِ ثُم قُلتُم قَولَ ذِي بُطلاَنِ",
"لَيسَت تَقُومُ بِهِ الحَوادِثُ وَالمُرَا",
"دُ النَّفيُ للأفعَالِ لِلدَّيَّانِ",
"فَذَا انتفَت أفعَالُهُ وَصِفَاتُهُ",
"وَكَلاَمُهُ وَعُلُوُّ ذِي السُّلطَانِ",
"فَبِأيِّ شَيءٍ كَانَ رَبًّا عِندَكُم",
"يَا فِرقَةَ التَّحقِيقِ وَالعِرفَان",
"وَالقَصدُ نَفيُ فِعَالِهِ عَنهُ بِذَا التَّ",
"لقِيبِ فِعلَ الشَّاعِرِ الفَتَّانِ",
"وَكَذَاكَ حِكمَةُ رَبِّنَا سَمَّيتُمُ",
"عِلَلاً وَأغرَاضاً وَذَانِ اسمَانِ",
"لاَ يُشعِرَانِ بِمِدحَةٍ بَل ضِدِّهَا",
"فَيَهُونُ حِينَئِذٍ عَلَى الأذهَانِ",
"نَفيُ الصِّفَاتِ وَحِكمَةُ الخَلاَّقِ وَال",
"أفعَالُ نكَاراً لِهَذَا الشَّانِ",
"وَكَذَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوقَ العَرشِ قُل",
"تُم نَّهُ التَّركِيبُ ذُو بُطلاَنِ",
"وَكَذَاكَ وَجهُ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ",
"وكذَاكَ لَفظُ يَدٍ وَلَفظُ يَدَانِ",
"سَمَّيتُمُ ذَا كُلَّهُ الأعضَاءَ بَل",
"سَمَّيتُمُوهُ جَوَارِحَ الِنسَانِ",
"وَسَطَوتُمُ بِالنَّفيِ حِينَئِذٍ عَلي",
"هِ كَنَفيِنَا لِلعَيبِ مَع نُقصَانِ",
"قُلتُم نُنَزِّهُهُ عَنِ الأعرَاضِ وَال",
"أغرَاضِ وَالأبعَاضِ وَالجُثمَانِ",
"وَعَنِ الحَوَادِثِ أن تَحِلَّ بِذَاتِهِ",
"سُبحَانَهُ مِن طَارِقِ الحَدثَانِ",
"وَالقَصدُ نَفيُ صِفَاتِهِ وَفِعَالِهِ",
"وَالستِوَاءِ وَحِكمَةِ الرَّحمَنِ",
"وَالنَّاسُ أكثَرُهُم بِسِجنِ اللَّفظِ مَح",
"بُوسُونَ خَوفَ مَعَرَّةِ السَّجَّانِ",
"وَالكُلُّ لاَّ الفَردَ يَقبَلُ مَذهَباً",
"فِي قَالَبٍ وَيَرُدُّهُ فِي ثَانِ",
"كَلاَّ وَلاَ مَلَكٍ وَلاَ لَوحٍ وَلَ",
"كِن قَالَهُ الرَّحمَنُ قَولَ بَيَانِ",
"قُلتُم لَنَا نَّ الكَلاَمَ قِيَامُهُ",
"بِالجِسمِ أيضاً وَهوَ ذُو حَدَثَانِ",
"عَرَضٌ يَقُومُ بِغَيرِ جِسمٍ لَم يَكُن",
"هَذَا بِمَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ",
"وَكَذَاكَ حِينَ نَقُولُ يَنزِلُ رَبُّنَا",
"فِي ثُلثِ لَيلٍ خِرٍ أو ثَانِ",
"قُلتُم لَنَا نَّ النُّزُولَ لَغَيرِ أج",
"سَامٍ مُحَالٌ لَيسَ ذَا مكَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا يُرَى سُبحَانَهُ",
"قُلتُم أجِسمٌ كَي يُرَى بِعَِيَانِ",
"أم كَانَ ذَا جِهَةٍ تَعَالَى رَبُّنَا",
"عَن ذَا فَلَيسَ يَرَاهُ مِن نسَانِ",
"أمَّا ذَا قُلنَا لَهُ وَجهٌ كَمَا",
"فِي النَّصِّ أو قُلنَا كَذَاكض يَدَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنا كَمَا فِي النَّصِّ نَّ",
"القَلبَ بَينَ أصَابِعِ الرَّحمَنِ",
"وَالقَصدُ أنَّ الذَّاتَ والأوصَافَ وَال",
"أفعَالَ لاَ تُنفَى بِذَا الهَذَيَانِ",
"سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال",
"أسمَاءِ بَل فِي مَقصِدٍ وَمَعَانِ",
"كَم ذَا تَوَسَّلتُم بِلَفظِ الجِسمِ وَالتَّ",
"جسِيمِ لِلتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ",
"وَجعَلتُمُوه التُّرسَ ن قُلنَا لَكُم",
"الله فَوقَ العَرشِ وَالأكوَانِ",
"قُلتُم لَنَا جِسمٌ عَلَى جِسمٍ تَعَا",
"لَى اللهُ عَن جِسمٍ وَعَن جُثمَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا القُرن كَلاَمُهُ",
"مِنهُ بَدَا لَم يَبدُ مِن نسَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا الأصابِعُ فَوقَهَا",
"كُلُّ العَوَالِمش وَهيَ ذُو رَجفَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا يَدَاهُ لأرضِهِ",
"وَسَمَائِهِ فِي الحَشرِ قَابِضَتَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا سَيَكشِفُ سَاقَهُ",
"فَيَخِرُّ ذَاكَ الجَمعُ لِلأذقَانِ",
"وَكَذَاكَ ن قُلنَا يَجِيءُ لِفَصلِهِ",
"بَينَ العِبَادِ بِعَدلِ ذِي سُلطَانِ",
"قَامَت قِيَامَتُكُم كَذَاكَ قِيَامَةُ ال",
"تِي بِهَذَا القَولِ فِي الرَّحمَنِ",
"وَاللهِ لَو قُلنَا الَّذِي قَالَ الصَّحَا",
"بَةُ والألَى مِن بَعدِهِم بِلِسَانِ",
"لرَجَمتُمُونَا بِالحِجَارَةِ ن قَدِر",
"تُم بَعدَ رَجمِ الشَّتمِ وَالعُدوَانِ",
"والله قَد كَفَّرتُم مَن قَالَ بَع",
"ضَ مَقَالِهِم يَا أمَّةَ العُدوَانِ",
"وَجَعَلتُمُ الجِسمَ الَّذِي قَدَّرتُمُ",
"بُطلاَنَهُ طَاغُوتَ ذَا البُطلاَنِ",
"وَوَضَعتُمُ لِلجسمِ مَعنًى غَيرَ مَع",
"رُوفٍ بِهِ فِي وَضعِ كُلِّ لِسَانِ",
"وَبَنَيتُمُ نَفيَ الصِّفَاتِ عَلَيهِ فَاج",
"تَمَعَت لَكُم ذ ذَاكَ مَحذُورَانِ",
"كَذِبٌ عَلَى لُغَةِ الرَّسُولِ وَنَفيِ ث",
"بَاتِ العُلُوِّ لِفَاطِرِ الأكوَانِ",
"وَرَكِبتُمُ ذ ذَاكَ تضحرِيفَينِ تَح",
"رِيفَ الحَدِيثِ وَمُحكَمِ القُرنِ",
"وَكَسَبتُمُ وِزرَينِ وِزرَ النَّفيِ وَالتَّ",
"حرِيفِ فَاجتَمَعَت لَكُم كِفلاَنِ",
"وَعَدَاكُمُ أجرَانِ أجرُ الصِّدقِ وَال",
"يمَانِ حَتَّى فَاتَكُم حَظَّانِ",
"وَكَسَبتُمُ مَقتَينِ مَقتَ لَهِكُم",
"وَالمُؤمنِينَ فَنَالَكُم مَقتَانِ",
"وَلَبِستُمُ ثَوبَينِ ثَوبَ الجَهلِ وَالظُّ",
"لمِ القَبِيحِ فِبِئسَت الثَّوبَانِ",
"وَتَخِذتُمُ طَرزَينِ طَرزَ الكِبرِ وَالتِّ",
"يهِ العَظِيمِ فَبِئسَتِ الطَّرزَانِ",
"وَمَدَدتُم نَحوَ العُلَى بَاعَينِ لَ",
"كِن لَم تَطُل مِنكُم لَهَا البَاعَانِ",
"وَأتَيتُمُوهَا مِن سِوَى أبوَابِهَا",
"لَكِن تَسَوَّرتُم مِنَ الحِيطَانِ",
"وَغَلَقتُمُ بَابَينِ لَو فُتِحَا لَكُم",
"فُزتُم بِكُلِّ بِكُلِّ بِشَارَةٍ وَتَهَانِ",
"بَابَ الحَدِيثِ وَبَابَ هَذَا الوَحيِ مَن",
"يَفتَحهُمَا فَليَهنِهِ البَابَانِ",
"وَفَتَحتُمُ بَابَينَ مَن يَفتَحهُمَا",
"تُفتَح عَلَيهِ مَوَاهِبُ الشَّيطَانِ",
"بَابَ الكَلاَمِ وَقَد نُهِيتُم عَنهُ وَال",
"بَابَ الحَرِيقَ فَمَنطِقُ اليُونَانِ",
"فَدَخلتُمُ دَارَينِ دَارَ الجَهلِ فِي الدُّ",
"نيَا وَدَارَ الخِزيِ فِي النِّيرَانِ",
"وَطَعِمتُمُ لَونَينِ لَونَ الشَّك وَالتَّ",
"شكِيكِ بَعدُ فَبِئسَتِ اللَّونَانِ",
"وَرَكِبتُمُ أمرَينِ كَم قَد أهلَكَا",
"مِن أمَّةٍ فِي سَالِفِ الأزمَانِ",
"تَقدِيمَ رَاءِ الرِّجَالِ عَلَى الَّذِي",
"قَالَ الرَّسُولُ وَمُحكَمُ القُرنِ",
"وَالثَّانِ نِسبَتُهُم لَى الألغَازِ وَالتَّ",
"لبِيسِ وَالتَّدلِيسِ والكِتمَانِ",
"وَمَكَرتُمُ مَكرَينش لَو تَمَّا لَكُم",
"لَتَفَصَّمَت فِينَا عُرَى الِيمَانِ",
"أطفَأتُمُ نُورَ الكِتَابِ وَسُنَّةِ ال",
"هَادِي بِذَا التَّحرِيفِ وَالهَذَيَانِ",
"لَكِنَّكُم أوقَدتُمُو لِلحَربِ نَا",
"راً بَينَ طَائِفَتَينِ مُختَلِفَانِ",
"وَاللهُ مُطفِيهَا بِألسِنَةِ الألَى",
"قَد خَصَّهُم بِالعِلمِ وَالِيمَانِ",
"وَاللهِ لَو غَرِقَ المُجسِّمُ فِي دَمِ التَّ",
"جسِيمِ مِن قَدَمٍ لَى الذَانِ",
"فَالنَّصُّ أعظَمُ عِندَهُ وَأجَلُّ قَد",
"راً أن يُعَارِضَهُ بِقَولش فَلاَنِ",
"أهوِن بِذَا الطَّاغُوتِ لاَ عَزَّ اسمُهُ",
"طَاغُوتُ ذِي التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ",
"كَم مِن أسِيرٍ بَل جَرِيحٍ بَل قَتِي",
"لِ تَحتَ ذَا الطَّاغُوتِ فِي الأزمَانش",
"وَتَرَى الجَبَانَ يَكَادُ يُخلَعُ قَلبُهُ",
"مِن لَفظِهِ تَبًّا لِكُلِّ جَبَانِ",
"وَتَرَى المُخَنَّثَ حِينَ يَقرَعُ سَمعَهُ",
"تَبدُو عَلَيهِ شَمَائِلُ النِّسوَانِ",
"وَيَظَلُّ مَنكُوحاً لِكُلِّ مُعَطِّلٍ",
"وَلِكُلِّ زِندِيقٍ أخِي كُفرَانِ",
"وَتَرَى صَبِيَّ العَقلِ يُفزِعُهُ اسمُهُ",
"كَالغُولِ حِينَ يُقَالُ لِلصِّبيَانِ",
"كُفرَانَ هَذَا الِسمُ لاَ سُبحَانَهُ",
"أبداً وَسُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ",
"كَم ذَا التَّتَرسُ بِالمَحَال أمَا تَرَى",
"قَد مَزَّقَتهُ كَثرَةُ السَّهمَانِ",
"جِسمٌ وَتَجسِيمٌ وَتَشبِيهٌ أمَا",
"تَعيُونَ مِن فَشرٍ وَمِن هَذَيَانِ",
"أنتُم وَضَعتُم ذَلِك الطَّاغُوتَ ثُمَّ",
"بِهِ نَفَيتُم مُوجِبَ القُرنِ",
"وَجَعلتُمُوهُ شَاهِداً بَل حَاكِماً",
"هَذَا عَلَى مَن يَا أولِي العُدوانِ",
"أعلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ",
"بِاللهِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ",
"فَقَضَاؤهُ بِالجَورِ وَالعُدوَانِ مِث",
"لُ قِيَامِهِ بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ",
"وَقِيَامُهُ بِالزُّورِ مِثلُ قَضَائِهِ",
"بِالجَورِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ",
"كَم ذِي الجَعَاجِعِ لَيسَ شَيءٌ تَحتَهَا",
"لاَّ الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِربَانِ",
"وَنَظِيرُ هَذَا قَول مُلحِدِكُم وَقَد",
"جَحَدَ الصِّفَاتش لِفَاطِرِ الأكوَانِ",
"لَو كَانَ مَوصُوفَا لَكَانض مُرَكَّباً",
"فَالوَصفُ والتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ",
"ذَا المنجَنِيقُ وَذَلِكَ الطَّاغُوتُ قَد",
"هَدَمَا دِيَارَكُمُ لَى الأركَانِ",
"وَاللهُ رَبِّي قَد أعَانَ بِكَسرِ ذَا",
"وَبِقَطعِ ذَا سُبحَانَ ذِي الحسَانِ",
"فَلَئِن زَعمتُم أنَّ هَذَا لاَزِمٌ",
"لِمَقَالِكُم حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ",
"فَلَنَا جَوَابَاتٌ ثَلاَثٌ كُلُّهَا",
"مَعلُومَةُ الِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ",
"مَنعُ اللُّزُومِ وَمَا بِأيدِيكُم سَوَى",
"دَعوَى مُجَرَّدَةٍ مِنَ البُرهَانِ",
"لاَ يَرتَضِيهَا عَالِمٌ أو عَاقِلٌ",
"بَل تِلكَ حِيلَةُ مُفلِسٍ فَتَّانِ",
"فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ مَنعَ لُزُومِه",
"مِنكُم مُكَابَرَةٌ عَلَى البُطلاَنِ",
"فَجَوَابُنَا الثَّانِي امتَنَاعُ النفيِ فِي",
"مَا تَدَّعُونَ لُزُومَهُ بِبَيَانِ",
"ن كَانَ ذَلِكَ لاَزِماً لِلنصِّ فَال",
"مَلزُومُ حَقٌّ وَهُوَ ذُو بُرهَانِ",
"وَالحَقُّ لاَزِمُهُ فَحَقٌّ مِثلُهُ",
"أنَّى يَكُونُ الشَّيءُ ذَا بُطلاَنِ",
"وَيكُونُ مَلزُوماً بِهِ حَقًّا فَذَا",
"عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ ذَا مكَانِ",
"فَتَعَيَّنَ الِلزَامُ حِينَئِذٍ عَلَى",
"قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ",
"وَجَعلتُمُ أتبَاعَهُ مَا تَستُراً",
"خَوفاً مِنَ التَّصرِيحِ بِالكُفرَانِ",
"وَالله مَا قُلنَا سِوَى مَا قَالَهُ",
"هَذِي مَقالَتُنَا بِلاَ كِتمَانِ",
"فَجَعلتُمُونَا جُنَّةً وَالقَصدُ مَف",
"هُومٌ فَنَحنُ وِقَايَةُ القُرنِ",
"هَذَا وَثَالِثُ مَا نُجِيبُ بِهِ هُو اس",
"تِفسَارُكُم يَا فِرقَةَ العِرفَانِ",
"مَاذَا الَّذِي تَعنُونَ بِالجِسمِ الَّذِي",
"ألزَمتُمُونَا أوضِحُوا بِبَيَانِ",
"تَعنُونَ مَا هُوَ قَائِمٌ بِالنَّفسِ أو",
"عَالٍ عَلَى العَرشِ العَظِيمِ الشَّانِ",
"أو ذَا الذِي قَامَت بِهِ الأوصَافُ أو",
"صَافُ الكَمَالِ عَدِيمَةٌ النُّقصَانِ",
"أو مَا تَرَكَّبَ مِن جَواهِرَ فَردَةٍ",
"أو صُورَةٍ حَلَّت هُيُولَى ثَانِ",
"أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي العُرفِ أو",
"فِي الوَضعِ عِندَ تَخَاطُبٍ بِلِسَانِ",
"أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي الذَّهنِ ذَا",
"كَ يُقَُالُ تَعلِيمُ ذِي الأذهَانِ",
"مَاذَا الذِي فِي ذَاكَ يَلزَمُ مِن ثُبُو",
"تِ عُلُوِّه مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ",
"فأتُوا بِبُرهَانَينِ بُرهَانِ اللُّزُو",
"مِ وَنَفيِ لاَزِمِهِ فَذَانِ اثنَانِ",
"وَاللهِ لَو نُشِرَت لَكُم أشيَاخُكُم",
"عَجَزُوا وَلَو وَاطاهُمُ الثَّقَلاَنِ",
"ن كُنتُمُ أنتُمُ فُحُولاَ فَابرُزُوا",
"وَدَعُوا الشَّكَاوِي حِيلَةَ النِّسوَانِ",
"وَذَا اشتَكَيتُم فَاجعَلُوا الشَّكوَى لَى ال",
"وَحيَينِ لاَ القَاضِي وَلاَ السُّلطَانِ",
"فَنَجِيبُ بِالتَركِيبِ حِينَئِذٍ جَوَا",
"باً شَافِياَ فِيهَ هُدَى الحَيرَانِ",
"الحَقُّ ثبَاتُ الصِّفَاتِ وَنَفيُهَا",
"عَينُ المُحَالِ وَليسَ فِي الِمكَانِ",
"فالجِسمُ مَّا لاَزِمٌ لِثُبُوتِهَا",
"فَهُوَ الصَّوَابُ وَلَيسَ ذَا بُطلاَنِ",
"أو لَيسَ يَلزَمُ مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ",
"فَشَنَاعَةُ الِلزَامِ بالبُهتَانِ",
"فَالمَنعُ فِي حدَى المُقَدِّمَتَينِ مَع",
"لُومُ البَيَانِ ذاً بِلاَ نُكرَانِ",
"المَنعُ مَّا فِي اللُّزُومِ أو انتِفَا",
"ءِ اللاَّزِمِ المَنسُوبِ لِلبُطلاَنِ",
"هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَد أضحَى كَمَا",
"أبصَرتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ",
"يَا قَومِ تَدرُونَ العَدَاوَةَ بَينَنا",
"مِن أجلِ مَاذَا فِي قَدِيمِ زَمَانِ",
"نَّا تَحَيَّزنَا لَى القُرنِ وَالنَّ",
"قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرنِ",
"وَكَذَا لَى العَقلِ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الرَّ",
"حمَنِ قَبلَ تَغَيُّرِ الِنسَانِ",
"هِيَ أربَعٌ مُتَلاَزِمَاتٌ بَعضُهَا",
"قَد صَدَّقَت بَعضاً عَلَى مِيزَانِ",
"وَاللهِ مَا اجتَمَعَت لَدَيكُم هَذِهِ",
"أبَداً كَمَا أقرَرتُمُ بِلِسَانِ",
"ذ قُلتُمُ العَقلُ الصَّحِيحُ يُعَارِضُ ال",
"مَنقُولَ مِن أثَرٍ وَمِن قُرنِ",
"فَنُقَدِّمُ المَعقُولَ ثُمَّ نُصَرِّفُ ال",
"مَنقُولَ بالتَّأويلِ ذِي الألوانِ",
"فذا عَجزنَا عَنهُ ألقَينَاهُ لَم",
"نَعبَأ بِهِ قَصداً لَى الِحسَانِ",
"وَلَكُم بِذَا سَلَفٌ لَهُم تَابَعتُمُ",
"لَمَّا دُعُوا لِلأخذِ بِالقُرنِ",
"صَدُّوا فَلَمَّا أن أصِيبُوا أقسَمُوا",
"لمُرَادُنَا تَوفِيقُ ذِي الِحسَانِ",
"وَلَقَد أصِيبُوا فِي قُلُوبِهِمُ وَفِي",
"تِلكَ العُقُولِ بِغَايَةِ النُّقصَانِ",
"فَأتَوا بِأقوَالٍ ذَا حَصَّلتَهَا",
"أسمَعتَ ضُحكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ",
"هَذَا جَزَاءُ المُعرِضِينَ عَن الهُدَى",
"مُتَعوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ",
"وَاضرِب لَهُم مَثَلاً بِشَيخِ القَومِ ذ",
"يَأبَى السُّجُودَ بِكِبَرِ ذِي طُغيَانِ",
"ثُمَّ ارتضَى أن صَارَ قَوَّاداً لأر",
"بَابِ الفُسُوقِ وَكُلِّ ذِي عِصيَانِ",
"وكَذاكَ أهلُ الشِّركِ قَالُوا كَيفَ ذَا",
"بَشَرٌ أتَى بِالوَحيِ وَالقُرنِ",
"ثُمَّ ارتَضَوا أن يَجعَلُوا مَعبُودَهُم",
"مِن هَذِهِ الأحجَارِ وَالأوثَانِ",
"وَكَذَاكَ عُبَّادُ الصَّلِيبِ حَمَوا بَتَا",
"رِكَهُم مِنَ النِّسوَانِ وَالولدَانِ",
"وَأتَوا لَى رَبِّ السَّمَوَاتِ العُلَى",
"جَعَلُوا لَهُ وَلَداً مِنَ الذُّكرَانِ",
"وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ",
"عَن عَرشِهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ",
"حَذَراً مِنَ الحَصرِ الَّذِي فِي ظَنِّهِ",
"أو أن يُرَى مُتَحَيِّزاً بِمَكَانِ",
"فَأصارَهُ عَدَماً وَلَيسَ وُجُودُهُ",
"مُتَحَقَّقاً فِي خَارِجِ الأذهَانِ",
"لَكِنَّمَا قُدَمَاؤهُم قَالُوا بِأنَّ",
"الذَّاتَ قَد وُجِدَت بِكُلِّ مَكَانِ",
"جَعَلُوهُ فِي البارِ وَالأنجَاسِ وَال",
"خَانَاتِ والخَرِبَاتش وَالقِيعَانِ",
"وَالقََصدُ أنَّكُمُ تَحَيَّزتُم لَى ال",
"رَاءِ وَهيَ كِثيرَةُ الهَذَيَانِ",
"فَتَلَوَّنَت بِكُمُ فَجِئتُم أنتُمُ",
"مُتَلَوِّنِينَ عَجَائِبَ الألوَانِ",
"وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي",
"قَد قَالَهُ الأشيَاخُ عَرضَ وِزَانِ",
"وَجَعَلتُمُ أقوَالَهُم مِيزَانَ مَا",
"قَد قَالَهُ وَالعَولُ فِي المِيزَانِ",
"وَوَردتُّمُ سُفلَ المِيَاهِ وَلَم نَكُن",
"نَرضَى بِذَاكَ الوردِ للظَّمنِ",
"وَأَخَدتُمُ أنتُمُ بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ وَنَح",
"نُ سِرنَا فِي الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ",
"وَجَعلتُمُ تُرسَ الكَلاَمِ مِجَنَّة",
"تَبًّا لِذَاكَ التُّرسِ عِندَ طِعَانِ",
"وَرَمَيتُمُ أهلَ الحَدِيثِ بِأسهُمٍ",
"عَن قَوسِ مَوتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ",
"فَتَتََرَّسُوا بِالوَحيِ وَالسُّنَنِ الَّتِي",
"تَتلُوهُ نِعمَ التُّرسُ لِلشُّجعَانِ",
"هُوَ تُرسُهُم وَاللهِ مِن عُدوَانِكُم",
"وَالتُّرسُ يَومَ البَعثِ مِن نِيرَانِ",
"أفَتَارِكُوهُ لِفَشرِكِم وَمُحَالِكُم",
"لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ",
"وَدَعَوتُمُونَا لِلَّذِي قُلتُم بِهِ",
"قُلنَا مَعَاذَ اللهِ مِن خُذلاَنِ",
"فَاشتَدَّ ذَاكَ الحَربُ بَينَ فَرِيقِنَا",
"وَفَرِيقِكُم وَتَفَاقَمَ الأمرَانِ",
"وَتَأصَّلَت تِلكَ العَدَاوَةُ بَينَنَا",
"مِن يَومِ أمرِ اللهِ للشَّيطَانِ",
"بِسُجُودِهِ فَعَصَى وَعَارَضَ أمرَهُ",
"بِقِيَاسِهِ وَبِعَقلِهِ الخَوَّانِ",
"فَأتَى التَّلامِيذُ الوِقَاحُ فَعَارَضُوا",
"أخبَارَهُ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ",
"وَمُعَارِضٌ لِلأمرِ مِثلُ مُعَارِضِ ال",
"أخبَارِ هُم فِي كُفرِهِم صِنوَانِ",
"مَن عَارَضَ المَنصُوصَ بِالمَعقُولِ قِد",
"ماً أخبِرُونَا يَا أولِي العِرفَانِ",
"أوَ مَا عَرَفتُم أنَّهُ القَدَرِيُّ وَال",
"جَبرِيُّ أيضاً ذَاكَ فِي القُرنِ",
"ذ قَالَ قَد أغوَيتَنِي وَفَتَنتَنِي",
"لأزَيِّننَّ لَهُم مَدَى الأزمانِ",
"فاحتَجَّ بِالمَقدُورِ ثَمَّ أبَانَ أنَّ",
"الفِعلَ مِنهُ بِغَيَّةٍ وَزِيَانِ",
"فَانظُر لَى مِيرَاثِهِم ذَا الشَّيخَ بِالتَّ",
"عصِيبِ وَالمِيرَاثُ بِالسُّهمَانِ",
"فَسَألتُكُم بِاللهِ مَن وُرَّاثُهُ",
"مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ",
"هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَة بَينَنَا",
"ذ ذَاكَ واتَّصَلَت لَى ذا النِ",
"أصَّلتُمُ أصلاً وَأصَّلَ خَصمُكُم",
"أصلاً فَحِينَ تَقَابَلَ الأصلاَنِ",
"ظَهَرَ التَّبَايُنُ فَانتَشَت مَا بَينَنَا ال",
"حَرقبُ العُوَانُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ",
"أصَّلتُم رَا الرِّجَالِ وَخَرصَهَا",
"مِن غَيرِ بُرهَانٍ وَلاَ سُلطَانِ",
"هَذَا وَكضم رَأيٍ لَهُم فَبِرَأيِ مَن",
"نَزِنُ النُّصُوصَ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ",
"كُلٌّ لَهُ رَأيٌ وَمَعقُولٌ لَهُ",
"يَدعُو وَيَمنَعُ أخذَ رَأيِ فُلاَنِ",
"وَالخَصمُ أصَّلَ مُحكَمَ القُرنِ مَع",
"قَولِ الرَّسُولِ وَفِطرَةِ الرَّحمَنِ",
"وَبَنَى عَلَيهِ فَاعتَلَى بُنيَانُهُ",
"نَحوَ السَّمَا أعظِم بِذَا البُنيَانِ",
"وَعَلَى شَفَا جُرُفٍ بَنَيتُم أنتُمُ",
"فَأتَت سُيُولُ الوَحيِ وَالِيمَانِ",
"قَلَعَت أسَاسَ بِنَائِكُم فَتهَدَّمَت",
"تِلكَ السُّقُوفُ وَخَرَّ لِلأركَانِ",
"الله أكبَرُ لَو رَأيتُم ذَلِكَ ال",
"بِنيَانَ حِينَ عَلاَ كَمِثلِ دُخَانِ",
"تَسمُو لَيهِ نَوَاظِرٌ مِن تَحتِهِ",
"وَهُوَ الوَضِيعُ وَلو يُرَى بِعِيَانِ",
"فَاصبِر لَهُ وَهناً وًرُدَّ الطَّرفَ تَل",
"قَاهُ قَرِيباً فِي الحَضِيضِ الدَّانِي",
"مَن قَالَ نَّ الله لَيسَ بِفَاعِلٍ",
"فِعلاً يَقُومُ بِهِ قِيَامَ مَعَانِ",
"كَلاَّ وَلَيسَ الأمرُ أيضاً قَائِماً",
"بِالرَّبِّ بَل مِن جُملَةِ الأكوَانِ",
"كَلاَّ وَليسَ الله فَوقَ عِبَادِهِ",
"بَل عَرشُهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ",
"فَثَلاَثَةٌ والله لاَ تُبقِي مِنَ ال",
"يمَانِ حَبَّةَ خَردَلٍ بِوِزَانِ",
"وَقَدِ استَرَاحَ مُعَطِّلٌ هَذِي الثَّلاَ",
"ثَ مِنَ الِلَهِ وَجُملَةِ القُرنِ",
"وَمِنَ الرَّسُولِ وَدِينِهِ وَشَرِيعَةِ ال",
"سلاَمِ بَل مِن جُملَةِ الأديَانِ",
"وَتَمَامُ ذَاكَ جُحُودُهُ لِصِفَاتِهِ",
"وَالذَّاتُ دُونَ الوَصفِ ذُو بُطلاَنِ",
"وَتَمَامُ ذَا الِيمَانُ قرَارُ الفَتَى",
"بِاللهِ فَاطِرِ هَذِهِ الأكوَانِ",
"فَذَا أقَرَّ بِهِ وعَطَّلَ كُلَّ مَف",
"رُوضٌ وَلَم يَتَوقَّ مِن عِصيَانِ",
"لَم يَنقُصِ الٍِيمَانُ حَبَّةَ خَردَلٍ",
"أنَّى وَلَيسَ بِقَابِلِ النُّقصَانِ",
"وَتَمَامُ هَذَا قَولُهُ نَّ النَّبُوَّ",
"ة لَيسَ وَصفاً قَامَ بالِنسَانِ",
"لَكِن تَعَلُّقُ ذَلِكَ المَعنَى القَدِي",
"مُ بِوَاحِدٍ مِن جُملَةِ الِنسَانِ",
"هَذَا وَمَا ذَاكَ التَّعلِيقُ ثَابِتاً",
"فِي خَارِجٍ بَل ذَاكَ فِي الأذهَانِ",
"فَتَعَلُّقُ الأقوَالِ لاَ يُعطِي الَّذِي",
"وَقفَت عَلَيهِ الكَونُ فِي الأعيَانِ",
"هَذَا ذَا مَا حَصَّلَ المَعنَى الذِي",
"قُلتُم هُوَ النَّفسِيُّ فِي البُرهَانِ",
"لَكِنَّ جُمهُورَ الطَّوَائِفِ لَم يَرَوا",
"ذَا مُمكِناً بَل ذَاكَ ذُو بُطلاَنِ",
"مَا قَالَ هَذَا غَيرُكُم مِن سَائِرِ النُّ",
"ظَّارِ فِي الفَاقِ وَالأزمَانِ",
"تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ",
"لَولاَ القَرِيضُ لَسُقتُهَا بِوِزَانِ",
"يَا قَومُ أينَ الرَّبُّ أينَ كَلاَمُهُ",
"أينَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ",
"مَا فَوقَ عَرشِ الرَّبِّ مَن هُوَ قَائِلٌ",
"طَهَ وَلاَ حَرفاً مِنَ القُرنِ",
"وَلَقَد شَهِدتُم أنَّ هَذَا قَولُكُم",
"وَالله يَشهَدُ مَع أولِي الٍِيمَانِ",
"وَارحمَتَاهُ لَكُم غُبِنتُم حَظَّكُم",
"مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن يمَانِ",
"وَنَسَبتُمُ لِلكُفرِ أولَى مِنكُمُ",
"بِاللهِ وَالِيمَانِ وَالقُرنِ",
"هَذِي بِضَاعَتُكُم فَمَن يَستَامُهَا",
"فَقَدِ ارتَضَى بِالجَهلِ وَالخُسرَانِ",
"وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم فِي مَبدَءٍ",
"وَمَعَادِنضا أعنِي المَعَادَ الثَّانِي",
"وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم بِفَنَاءِ دَا",
"رِ الخُلدِ فَالدَّارَانِ فَانِيَتَانِ",
"يَا قَومَنا بَلَغَ الوُجُودَ بأسرِهِ الدُّ",
"نيَا مَعض الأخرَى مَعَ الِيمَانِ",
"وَالخَلقَ وَالأمرَ المُنَزَّلَ وَالجَزَا",
"ءَ وَمَنَازِلَ الجَنَّاتِ وَالنِّيرَانِ",
"وَالنَّاسُ قَد وَرِثُوهُ بَعدُ فَمِنهُمُ",
"ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ",
"بِئسَ المُوَرِّثُ وَالمُوَرَّثُ وَالتُّرَا",
"ثُ ثَلاَثَةٌ أهلٌ لِكُلِّ هَوَانِ",
"يَا وَارِثِينَ نِبِيَّهُمُ بُشرَاكُمُ",
"مَا رثُكُم مَع رثِهِم سِيَّانِ",
"شَتَّانَ بَينَ الوَارِثِينَ وَبَينَ مَو",
"رُوثِيهِمَا وَسهَامِ ذِي سُهمَانِ",
"يَا قَومُ مَا صَاحَ الأئِمَّةُ جُهدَهُم",
"بِالجَهمِ مِن أقطَارِهَا بأذَانِ",
"لاَّ لِمَا عَرَفُوهُ مِن أقوَالِهِ",
"وَمَلِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ",
"قَولُ الرَّسُولِ وَقَولُ جَهمٍ عِندَنَا",
"فِي قَلبِ عبدٍ لَيسَ يَجتَمِعَانِ",
"نَصَحُوكُمُ وَاللهِ جَهدَ نَصِيحَةٍ",
"مَا فِيهُمُ وَاللهِ مِن خَوَّانِ",
"فَخُذُوا بَهَديِهِم فَرَبِّى ضَامِنٌ",
"وَرَسُولُهُ ن تَفعَلُوا بِجِنَانِ",
"فَذَا أبَيتُم فَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّ",
"بَعَ الهُدَى وَانقَادَ لِلقُرنِ",
"سِيرُوا عَلَى نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجعَلُوا",
"بِظُهُورِهَا المَسرَى لَى الرَّحمَنِ",
"سَبَقَ المَفَرِّدُ وَهُوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ",
"فِي كُلِّ حَالٍ لَيسَ ذَا نِسيَانِ",
"لَكِن أخَا الغَفَلاَتِ مُنقَطِعٌ بِهِ",
"بَينَ المفاوزِ تَحتَ ذِي الغِيلاَنِ",
"صَيدُ السِّبَاعِ وَكُلِّ وَحشٍ كَاسِرٍ",
"بئسَ المُضِيفُ لأعجَزِ الضِّيفَانِ",
"وَكَذَلِكَ الشَّيطَانُ يَصطَادُ الذِي",
"لاَ يَذكُرُ الرَّحمَنَ كُلَّ أوَانِ",
"وَالذكرُ أنوَاعٌ فَأعلَى نَوعِهِ",
"ذِكرُ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا المَنَّانِ",
"وَثُبُوتُهَا أصلٌ لِهَذَا الذكرِ والنَّا",
"فِي لَهَا دَاعٍ لَى النِّسيَانِ",
"فَلِذَاكَ كَانَ خَلِيفَةَ الشَّيطَانِ ذَا",
"لاَ مَرحَباً بِخَلِيفَةِ الشَّيطَانِ",
"وَالذَّاكِرُونَ عَلَى مَرَاتِبِهِم فَأع",
"لاَهم أولُو الِيمضانِ وَالعِرفَانِ",
"بِصِفَاتِهِ العُليَا ذَا قَامُوا بِحَم",
"دِ الله فِي سِرٍّ وفِي علاَنِ",
"وَأخَصُّ أهلِ الذِّكرِ بِالرَّحمنِ أع",
"لَمُهُم بِهَا هُم صَفوَةُ الرَّحمَنِ",
"وَكَذاكَ كَانَ مُحمدٌ وأَبوهُ ب",
"راهِيمُ والمَولودُ مِن عِمرَانِ",
"وَكَذَاكَ نُوحٌ وابنُ مَريَمَ عِندَنَا",
"هُم خَيرُ خَلقِ الله من الِنسَانِ",
"وَهُم أولُو العَزمِ الذِينَ بِسُورَتِ ال",
"أحزَابِ وَالشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ",
"وَكَذَلِكَ القُرنُ مَملُوءٌ مَنَ ال",
"أوصَافِ وَهيَ القَصدُ بِالقُرنِ",
"لِيَصِيرَ مَعرُوفاً لَنَا بِصِفَاتِهِ",
"وَيَصِيرَ مَذكُوراً لَنَا بِجَنَانِ",
"وَلِسَانٍ أيضاً مَع مَحَبَّتِنَا لَهُ",
"فَلأجلِ ذَا الِثبَاتُ فِي اليمَانِ",
"مِثلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَن يَرُم",
"هَدمَ الأسَاسِ فَكَيفَ بِالبُنيَانِ",
"وَاللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُس",
"لِ الله بِالتَّعطِيلِ للدَيَّانِ",
"مَا قَامَ لاَّ بِالصِّفَاتِ مُفَصِّلاً",
"ثبَاتَهَا تَفصِيلَ ذِي عِرفَانِ",
"فَهيَ الأسَاسُ لِدِينِنَا وَلِكُلِّ دِي",
"نٍ قَبلَهُ مِن سَائِرِ الأديَانِ",
"وَكَذَاكَ زَندَقَةُ العِبَادِ أسَاسُهَا التَّ",
"طِيلُ يَشهَدُ ذَا أولُو العِرفَانِ",
"وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت",
"لاَّ مِنَ التَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ",
"وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت",
"مِن جَانِبِ الِثبَاتِ وَالقُرنِ",
"هذِي زَنَادِقَةَ العِبَادِ جَمِيعَهُم",
"وَمُصَنَّفَاتُهُم بِكُلِّ مَكَانِ",
"مَا فِيهِمُ أحدٌ يَقُولُ اللهُ فَو",
"قَ العَرشِ مُستَولٍ عَلَى الأكوَانِ",
"وَيَقُولُ نَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهث",
"مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرنِ",
"وَيَقُولُ نَّ اللهَ كَلَّمَ عَبدَهُ",
"مُوسَى فَأسمَعَهُ بِذِي الذَانِ",
"وَيَقُولُ نَّ النَّقلَ غَيرُ مُعَارِضٍ",
"لِلعَقلِ بَل أمرَانِ مُتَّفِقَانِ",
"وَالنَّقلُ جَاءَ بِمَا يَحَارُ العَقلُ فِي",
"هِ لاَ المُحَالُ البَيِّنُ البُطلاَنِ",
"فَانظُر لَى الجَهمِي كَيفَ أتَى لَى",
"أسِّ الهُدَى وَمَعَاقِلِ الِيمَانِ",
"بِمِعَاولِ التَّعطِيلِ يَقطَعُهَا فَمَا",
"يُبقِي عَلَى التَّعطيل من يمَانش",
"يَدرِي بِهَذَا عَارِفٌ بِمخِذ ال",
"أقوَالِ مُضطَلعٌ بِهَذَا الشَّانِ",
"وَاللهِ لَو حَدَّقتُمُ لَرَأيتُمُ",
"هَذَا وأعظَم مِنهُ رَأيَ عِيَانِ",
"لَكِن عَلَى تِلكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ",
"مَا حِيلَةُ الكَحَّالِ فِي العُميَانِ",
"قَالوا تَنَقَّصتُم رَسُولَ اللهِ وَا",
"عَجباً لِهَذَا البَغيِ وَالبُهتَانِ",
"عَزَلُوهُ أن يُحتَجَّ قَطُّ بِقَولِهِ",
"فِي العِلمِ بِاللهِ العَظِيمِ الشَّانِ",
"عَزَلُوا كَلاَمَ الله ثُمَّ رَسُولِهِ",
"عَن ذَاكَ عَزلاً لَيسَ ذَا كِتمَانِ",
"جَعَلُوا حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ ال",
"كفرُ الصَّرِيحُ البيّنُ البُطلاَنِ",
"قَالوا وَظَاهِرُهُ هُوَ التَّشبِيهُ وَالتَّ",
"جسِيمُ وَالتَّمثِيلُ حَاشَا ظَاهِرَ القُرنِ",
"مَن قَالَ فِي الرَّحمَنِ مَا دَلَّت عَلَي",
"هِ حَقِيقَةُ الأخبَارِ وَالفُرقَانِ",
"فَهُوَ المُشَبِّه وَالمُمثِّلُ وَالمُجَسِّ",
"مُ عَابِدُ الأوثَانِ لاَ الرَّحَمَنِ",
"تَالله قَد مُسخَت عُقُولُكُمُ فَلَي",
"سَ وَرَاءَ هَذَا قَطُّ مِن نُقصَانِ",
"وَرَمَيتُمُ حِزبَ الرَّسُولِ وَجُندَهُ",
"بِمُصَابِكِم يَا فِرقَةَ البُهتَانِ",
"وَجَعَلتُمُ التَّنقِيصَ عَينَ وِفَاقِهِ",
"ذ لَم يَوَافِق ذَاك رَأيَ فُلاَنِ",
"أنتُمُ تَنَقَّصتُم لَهَ العَرشِ وَال",
"قُرنَ والمَبعُوثَ بِالقُرنِ",
"نَزَّهتُمُوهُ عَن صِفَاتِ كَمَالِهِ",
"وَعَنِ الكَلاَمِ وَفَوقِ كُلِّ مَكَانِ",
"وَجَعَلتُمُ ذَا كُلَّهُ التَّشبِيهَ وَالتَّ",
"مثِيلَ وَالتَّجسِيمَ ذَا البُطلاَنِ",
"وَكَلاَمَكُم فِيهِ الشِّفَاءُ وَغَايَةُ التَّ",
"حقِيقِ يَا عَجَباً لِذَا الخُذلاَنِ",
"جَعَلُوا عُقُولَهُمُ أحَقَّ بِأخذِ مَا",
"فِيهَا مِنَ الأخبَارِ وَالقُرنِ",
"وَكَلاَمَهُ لاَ يُستَفَادُ بِهِ اليَقِي",
"نُ لأجلِ ذَا لاَ يَقبَلُ الخَصمَانِ",
"تَحكِيمُهُ عِندَ اختِلاَفِهِمَا بَل المَع",
"قُولَ ثُمَّ المَنطِقَ اليُونَانِ",
"أيُّ التَّنَقُّصِ بَعدَ ذَا لَولاَ الوَقَا",
"حَةُ وَالجَراءَةُ يَا أولِي العُدوَانِ",
"يَا مَن لَهُ عَقلٌ وَنُورٌ قَد غَداَ",
"يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كُلَّ زَمَانِ",
"لَكِنَّنَا قُلنَا مَقَالَةَ صَارِخٍ",
"فِي كُلِّ وَقتٍ بَينَكُم بِأذَانِ",
"الرَّبُّ رَبٌّ وَالرَّسُولُ فَعَبدُهُ",
"حَقًّا وَلَيسَ لَنَا لَهٌ ثَانِ",
"وَكَذَا العِبَادَةُ وَاستِعَانَتُنَا بِهِ",
"يَّاكَ نَعبُدُ ذَانِ تَوحِيدَانِ",
"وَعَلَيهِمَا قَامَ الوُجُودُ بِأسرِهِ",
"دُنيَا وَأخرَى حَبَّذَا الرُّكنَانِ",
"وَكَذَلِك التَّسبِيحُ وَالتَّ",
"هلِيلُ حَقُّ لَهِنَا الدِّيَّانِ",
"لَكِنَّمَا التَّعزِيرُ وَالتَوقِيرُ حَقٌّ",
"لِلرَّسُولِ بِمُقتَضَى القُرنِ",
"وَالحُبُّ وَالِيمَانُ وَالتَّصدِيقُ لاَ",
"يَختَصُّ بَل حَقَّانِ مُشتَرِكَانِ",
"هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلاَثَةٌ",
"لاَ تَجهَلُوهَا يَا أولِي العُدوَانِ",
"حَقُّ اللَهِ عِبَادَةٌ بالأمرِ لاَ",
"بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيطَانِ",
"مِن غَيرِ شرَاكٍ بِهِ شَيئاً هُمَا",
"سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذَا السَّبَبَانِ",
"فَلِذَاكَ لَم نَعبُدهُ مِثلَ عِبَادَةِ ال",
"رَّحمَنِ فِعلَ المُشرِكِ النَّصرَانِي",
"كَلاَّ وَلَم نَغلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى",
"عَنهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفرَانِ",
"لِلّهِ حَقٌّ لاَ يَكُونُ لِغَيرِهِ",
"وَلِعَبدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ",
"لاَ تَجعَلُوا الحَقَّينِ حَقًّا وَاحِداً",
"مِن غَيرِ تَمييزٍ وَلاَ فُرقَانِ",
"فَالحَجُّ لِلرَّحمَنِ دُونَ رَسُولِهِ",
"وَكَذَا الصَّلاَةُ وَذبحُ ذِي القُربَانِ",
"وَكَذَا السُّجُودُ وَنَذرُنَا وَيَمِينُنَا",
"وَكذَا مَثَابُ العَبدِ مِن عِصيَانِ",
"وَكَذَا التَّوَكُّلُ وَالنَابَةُ والتُّقَى",
"وَكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشيَةُ الرَّحمَنِ",
"وَرَسُولُهُ فَهُوَ المُطَاعُ وَقَولُهُ ال",
"مَعقُولُ ذ هُوَ صَاحِبُ البُرهَانِ",
"وَالأمرُ مِنهُ الحَتمُ لاَ تَخيِيرَ فِي",
"هِ عِندض ذِي عَقلٍ وَذِي يمَانِ",
"مَن قَالَ قَولاً غَيرَهُ قَمنَا عَلَى",
"أقوَالِهِ بِالسَّبرِ وَالمِيزَانِ",
"ن وَافَقت قولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ",
"فَعَلَى الرُّؤوسِ تُشَالُ كَالتِّيجَانِ",
"أو خَالَفَت هَذَا رَددَنَاهَا عَلَى",
"مَن قَالَهَا مَن كَان مِنَ نسَانِ",
"أو أُشكِلَت عَنَّا توَقَّفنَا وَلَم",
"نَجزِم بِلاَ عِلمٍ وَلاَ بُرهَانِ",
"هَذَا الذِي أدَّى لَيهِ عِلمُنَا",
"وَبِهِ نَدِينُ الله كُلَّ أوَانِ",
"فَهُوَ المُطَاعُ وَأمرُهُ العَالِي عَلَى",
"أمرِ الوَرَى وَامرِ ذِي السُّلطَانِ",
"وَهُوَ المُقَدَّمُ فِي مَحَبَّتِنَا عَلَى ال",
"أهلِينَ وَالأزوَاجِ وَالوِلدَانِ",
"وَعَلَى العِبَادِ جَمِيعِهِم حَتَّى عَلَى النَّ",
"فسِ التِي قَد ضَمَّهَا الجَنبَانِ",
"وَنَظِيرُ هَذَا قَولُ أعدَاءِ المَسِي",
"حِ مِنَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ",
"نَّا تَنَقَّصنَا المَسِيحَ بِقَولِنَا",
"عَبدٌ وَلِكَ غَايَةُ النّقصَانِ",
"لَو قُلتُمُ وَلَدٌ لهٌ خَالِقٌ",
"وَفَّيتُمُوه حَقَّهُ بِوِزَانِ",
"وَكَذَاكَ أشبَاهُ النَّصَارَى مُذ غَلَوا",
"فِي دِينِهِم بِالجَهلِ وَالطُّغيَانِ",
"صَارُوا مَعَادِينَ الرَّسُولَ وَدِينِهِ",
"فِي صُورَةِ الأحبَابِ وَالخوَانِ",
"فَانظُر لَى تَبدِيلِهِم تَوحِيدَهُ",
"بِالشِّركِ وَالِيمَانِ بِالكُفرَانِ",
"وَانظُر لَى تَجرِيدِهِ التَّوحِيدِ مِن",
"أسبَابِ كُلِّ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ",
"وَاجمَع مَقَالَتَهُم وَمَا قَد قَالَهُ",
"وَاستَدعِ بِالنَّقادِ وَالوَزَّانِ",
"عَقلٍ وَفِطرَتِكَ السَّلِيمَةِ ثُمَّ زِن",
"هَذَا وَذَا لاَ تَطغِ فِي المِيزَانِ",
"فَهُنَاكَ تَعلَمُ أيُّ حِزبَينَا هُوَ ال",
"مُتَنَقِّصُ المَنقُوصُ ذُو العُدوَانِ",
"رَامِي البَرِيءِ بِدَائِهِ وَمُصَابهِِ",
"فِعلَ المُباهِتِ أوقَحِ الحَيَوَانِ",
"كَمُعَيِّرٍ لِلنَّاسِ بِالزغَلِ الَّذِي",
"هُوَ ضَربُهُ فَاعجَب لِذَا البُهتَانِ",
"يَا فِرقضةَ التَّنقِيصِ بَل يَا أمَّةَ الدَّ",
"عوَى بِلاَ عِلمٍ وَلاَ عِرفَانِ",
"وَاللهِ مَا قَدَّمتُمُ يَوماً مَقَا",
"لَتَهُ عَلَى التَّقلِيدِ للنسَانِ",
"وَاللهِ مَا قَالَ الشُّيُوخُ وَقَالَ لاَّ",
"كُنتُم مَعَهُم بِلاَ كِتمَانِ",
"وَاللهِ أغلاَطُ الشُّيُوخِ لَدَيكُمُ",
"عَينُ الصَّوَابِ ومُقتَضَى البُرهَانِ",
"وَلِذَا قَضَيتُم بِالذِي حَكَمَت بِهِ",
"جَهلاً عَلَى الأخبَارِ وَالقُرنِ",
"وَاللهِ نَّهُمُ لَدَيكُم مِثلُ مَع",
"صُومٍ وَهذَا غَايَةُ الطُّغيَانِ",
"تَبًّالَكُم مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعدَ ذَا",
"لَو تَعرِفُونَ العَدلَ مِن نُقصَانِ",
"وَاللهُ مَا يُرضِيهِ جَعلُكُم لَهُ",
"تُرساً لِشِركِكُم وَلِلعُدوَانِ",
"وَكَذَاكًَ جَعلُكُم المشَايخَ جُنَّةً",
"بِخِلاَفِهِ وَالقَصدُ ذُو تِبيَانِ",
"وَاللهُ يَشهَدُ ذَا بِجِذرِ قُلوبِكُم",
"وَكَذَاكَ يَشهَدُهُ أولُوا الِيمَانِ",
"وَالله مَا عَظَّمتُمُوهُ طَاعَةً",
"وَمَحَبَّةً يَا فِرقَةَ العِصيَانِ",
"أنَّى وَجهلُكُم بِهِ وَبِدِينِهِ",
"وَخِلاَفُكُم لِلوَحيِ مَعلُومَانِ",
"أوصَاكُمُ أشيَاخُكُم بِخِلاَفِهِم",
"لِوَفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأزمَانِ",
"خَالَفتُمُ قَولَ الشُّيُوخِ وَقَولَهُ",
"فَغدَا لَكُم خُلفَانِ مُتَّفِقَانِ",
"وَاللهِ أمرُكُم عَجِيبٌ مُعجِبٌ",
"ضِدَّانِ فِيكُم لَيسَ يَتَّفِقَانِ",
"تَقدِيمُ رَاءِ الرِّجَالِ عَلَيهِ مَع",
"هَذَا الغُلُوِّ فَكَيفَ يَجتَمِعَانِ",
"كَفَّفرتُمُ مَن جَرَّدَ التَّوحِيدَ جَه",
"لاً مِنكُم بِحَقَائِقِ الِيمَانِ",
"لَكِن تَجَرَّدتُم لِنَصرِ الشِّركِ وَال",
"بِدَعِ المُضِلَّةِ فِي رِضَى الشَّيطَانِ",
"وَاللهِ لَم نَقصِد سِوَى التَّجرِيد للتَّ",
"وحِيدِ ذَاكَ وَصِيَّةُ الرَّحمَنِ",
"وَرِضَى رَسُولِ الله مِنَّا لاَ غُلُوَّ",
"الشِّركِ أصلَ عِبَادَةِ الأوثانِ",
"وَاللهِ لَو يَرضَى الرَّسُول دُعاءَنَا",
"يَّاهُ بَادَرنَأ لَى الَِذعانِ",
"وَاللهِ لَو يَرضَى الرُّسُولُ سُجودَنَا",
"كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذقَانِ",
"وَاللهِ مَا يُرضِيهِ مِنَّا غَيرَ",
"خلاَصٍ وَتَحكِيمٍ لِذَا القُرنِ",
"وَلَقَد نَهَى ذَا الخَلقِ عَن طرَائِه",
"فِعلَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ",
"وَلَقَد نَهَانَا أن نُصَيِّرَهُ قَبرَهُ",
"عِيداً حِذَارَ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ",
"وَدَعَا بِأن لاَ يُجعَل القََبرُ الذِي",
"قَد ضَمَّهُ وَثَناً مِنَ الأوثَانِ",
"فَاجَابَ رَبُّ العَالمِينَ دُعَاءَهُ",
"وَأحَاطَهُ بِثَلاَثَةِ الجُدرَانِ",
"حَتَّى اغتَدَت أرجَاؤهُ بِدُعَائِهِ",
"فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ",
"وَلَقَد غَدَا عِندَ الوَفَاةِ مُصَرِّحاً",
"بِاللَّعنِ يَبصرُخُ فِيهِمُ بِأذَانِ",
"وَعَنَى الألَى جَعلُوا القُبُورَ مَسَاجِداً",
"وَهُمُ اليَهُودُ وَعَابِدُو الصُّلبَانِ",
"وَاللهِ لَولاَ ذَاك أُبرِزَ قَبرُهُ",
"لَكِنَّهُم حَجَبُوهُ بِالحِيطَانِ",
"قَصَدُوا لَى تَسنِيمِ حُجرَتِهِ لِيَم",
"تَنِعَ السُّجَودُ لَهُ عَلَى الأذقَانِ",
"قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصدُهُ التَّ",
"جرِيدُ لِلتَّوحِيدِ لِلرَّحمَنِ",
"يَا فِرقَةً جَهِلَت نُصُوصَ نَبِيِّهِم",
"وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الِيمَانِ",
"فَسَطَوا عَلَى أتبَاعِهِ وَجُنُودِهِ",
"بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ",
"لاَ تَعجَلُوا وَتَبَيُّنُوا وَتَثَبَّتُوا",
"فَمُصَابُكُم مَا فِيهِ مِن جُبرَانِ",
"قُلنَا الذِي قَالَ الأئِمَةُ قَبلَنا",
"وَبِهَِ النُّصُوصُ أتَت عَلَى التِّبيَانِ",
"القَصدُ حَجُّ البَيتِ وَهُوَ فَرِيضَةُ الرَّ",
"حمَنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعيَانِ",
"وَرِحَالُنَا شُدَّت لَيهِ مشن بِقَا",
"عِ الأرض قَاصِيهَا كَذَاك الدَّانِي",
"مَن لَم يَزُر بَيتَ الِلَهِ فَمَا لَهُ",
"مِن حَجِّهِ سَهمٌ وَلاَ سَهمَانِ",
"وَكَذَا نشُدُّ رِحَالَنَا لِلمَسجشدِ النَّ",
"بَوِيِّ خَيرِ مَسَاجِدِ البُلدَانِ",
"مِن بَعدِ مَكَّةِ أو عَلَى الِطلاَقِ فِي",
"هِ الخُلفُ بَينَ النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ",
"وَنَرَاهُ عِندَ النَّذرِ فَرضاً لَكِن النُّ",
"عمَانُ يَأبَى ذَا وَللنعمَانِ",
"أصلٌ هُوَ النَّافِي الوُجُوبُ فَنَّهُ",
"مَا جِنسُهُ فَرضاً عَلَى الِنسَانِ",
"وَلَنَا بَرًَاهِينٌ تَدُلُّ بِأنَّهُ",
"بِالنَّذرِ مُفتَرَضٌ عَلَى النسَانِ",
"أمرُ الرَّسُولِ لِكُلِّ نَاذِرِ طَاعَة",
"بوَفَائِهِ بِالنَّذرِ بِالحسَانِ",
"وَصَلاَتُنَا فِيهِ بِألفٍ مِن سِوَا",
"هُ مَا خَلاَ ذَا الحِجرِ وَالأركَانِ",
"وَكَذَا صَلاَةٌ فِي قُبَا فَكَعُمرَةٍ",
"فِي أجرِهَا وَالفضلُ لِلمَنَّانِ",
"فَذَا أتينَا المَسجِدَ النَّبَوِيَّ صَلَّ",
"ينَا التَّحِيَّةَ أوَّلاً ثِنتَانِ",
"بِتَمَامِ أركَانٍ لَهَا وَخُشُوعِهَا",
"وَحُضُورِ قَلبٍ فِعلَ ذِي الِحسَانِ",
"ثُمَّ انثَنَينَا لِلزِيَارَةِ نَقصِدُ ال",
"قُبرِ الشَّرِيفَ وَلَو عَلَى الأجفَانِ",
"فَنَقُومَ دُونَ القَبرِ وِقفَةَ خَاضِعٍ",
"مُتَذَلِّلٍ فِي السِّرِّ وَالِعلاَنِ",
"فَكَأنَّهُ فِي القَبرِ حَيٌّ نَاطِقٌ",
"فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذقَانِ",
"مَلَكَتهُمُ تِلكَ المَهَابَةُ فَاعتَرَت",
"تِلكَ القَوَائِمَ كَثرَةُ الرَّجفَانِ",
"وَتَفَجَّرَت تِلكَ العُيُونُ بِمَائِهَا",
"وَلَطَالَمَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ",
"وَأتَى المسَلِّمُ بِالسَّلاَمِ بِهَيبَةٍ",
"وَوَقَارِ ذِي عِلمٍ وَذِي يمَانِ",
"لَم يَرقع الأصوَاتَ حَولَ ضَريحِهِ",
"كَلاَّ وَلم يَسجُد عَلَى الأذقَان",
"كلاَّ ولَم يُرَ طَائِفاً بِالقَبرِ أُس",
"بُوعاً كَأنَّ القَبرًَ بَيتٌ ثَانِ",
"ثُمَّ انثَنَى بِدُعَائِهِ مُتَوَجِّهاً",
"للهِ نضحوَ البَيتِ ذِي الأركَانش",
"هَذِي زِيَارَةٌ مَن غَدا مُتَمَسِّكاً",
"بِشَرِيعَةِ الِسلاَمِ والِيمَانِ",
"مِن أفضَلِ الأعمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا",
"رَةُ وَهيَ يَومَ الحَشرِ فِي المِيزَانِ",
"لاَ تَلبِسُوا الحَقَّ الذِي جَاءَت بِهِ",
"سُنَنُ الرَّسُولِ بِأعظَمِ البُطلاَنِ",
"هَذِي زِيَارَتُنا وَلَم نُنكِر سِوَى ال",
"بِدَعِ المُضِلَّةِ يَا أولِي العُدوانِ",
"وَحَدِيثُ شَدِّ الرَّحلِ نَصٌّ ثَابِتٌ",
"يَجِبُ المَصِيرُ ليهِ بِالبُرهَانِ",
"يَا مَن يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَومَ الحِسَا",
"ب مِنَ الجَحِيمِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ",
"اتبَع رَسُولَ اللهِ فِي الأقوَالِ وَال",
"أعمَالِ لاَ تَخرُج عَنِ القُرنِ",
"وَخُذِ الصَّحِيحَينِ اللَّذَينِ هُمَا لِعِق",
"دِ الدينِ وَالِيمَانِ وَاسطَتَانِ",
"وَاقرَأهُمَا بَعدَ التَّجَرُّدِ مِن هَوىً",
"وَتَعَصُّبٍ وَحَمِيَّةِ الشَّيطَانِ",
"واجعَل مَقَالَتَهُ كَبَعضِ مَقَالَةِ ال",
"أشيَاخِ تَنصُرُهَا بِكُلِّ أوَانِ",
"وَانصُر مَقَالَتَهُ كَنَصرِكَ لِلذِي",
"قَلَّدتَهُ مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ",
"قَدِّر رَسُولَ اللهِ عِندَكَ وَحدَهُ",
"وَالقَولُ مِنهُ لَيكَ ذُو تِبيَانِ",
"مَاذَا تَرَى فَرضاً عَلَيكَ مُعَيَّناً",
"ن كُنتَ ذَا عَقلٍ وَذَا يمَانِ",
"عَرضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أقوَالِهِ",
"أو عَكسَ فَذَانِكَ الأمرَانِ",
"هِيَ مَفرِقُ الطُّرُقَاتِ بَينَ طَرِيقِنَا",
"وَطَرِيقِ أهلِ الزِّيغِ وَالعُدوَانِ",
"قَدِّر مَقَالاَتِ العِبَادِ جَمِيعِهِم",
"عَدماً وَرَاجِع مَطلَعَ الِيمَانِ",
"وَاجعَل جُلُوسَكَ بَينَ صَحبِ مُحَمَّدٍ",
"وَتَلَقَّ مَعهُم عَنهُ بالِحسَانِ",
"وَتَلََقَّ عَنهُم مَا تَلَقَّوهُ هُمُ",
"عَنهُ مِنَ الِيمَانِ وَالعِرفَانِ",
"أفَلَيسَ فِي هَذَا بَلاَغُ مُسَافِرٍ",
"يَبغِي الِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ",
"لَولاَ التَّنَافُسُ بَينَ هَذَا الخَلقِ مَا",
"كَان التَّفَرُّقُ قَدُّ فِي الحُسبَانِ",
"فَالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُ",
"حَقٌّ وَفَهمُ الحَقِّ مِنهُ دَانِ",
"وَرَسُولُهُ قَد أوضَحَ الحَقَّ المُبِي",
"نَ بِغَايَةِ الِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ",
"مَا ثَمَّ أوضَحُ مِن عِبَارَتِهِ فَلاَ",
"يَحتَاجُ سَامِعُهَا لَى تِبيَانِ",
"وَالنُّصحُ مِنهُ فَوقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ",
"وَالعِلمُ مَأخُودٌ عَنِ الرَّحمَنِ",
"فَلأيَّ شَيءٍ يَعدِلُ البَاغِي الهُدَى",
"عَن قَولِهِ لَولاَ عَمَى الخُذلانِ",
"فَالنَّقلُ عَنهُ مُصَدَّقٌ وَالقَولُ مِن",
"ذِي عِصمَةٍ مَا عِندَنَا قَولاَنِ",
"وَالعَكسُ عِند سِوَاهُ فِي الأمرَينِ يَا",
"مَن يَهتَدِي هَل يَستَوِي النَّقلاَنِ",
"تَاللهِ قَد لاَح الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ",
"عَينَانِ نضحوَ الفَجرِ نَاظِرَتَانِ",
"وَأخُو العِمَايَةِ فِي عِمَايَتِهِ يَقُو",
"لُ اللَّيلُ بَعدُ أيَستَوِي الرَّجُلاَنِ",
"تَاللهِ قَد رُفِعت لَكَ الأعلاَمُ ن",
"كُنتَ المُشَمِّرَ نِلتَ دَارَ أمَانِ",
"وَذَا جَبُنتَ وَكُنتض كَسلاَناً فَمَا",
"حُرِمَ الوُصُولَ لَيهِ غَيرُ جَبَانِ",
"فَاقدِم وَعِد بِالوَصلِ نَفسَكَ وَاه",
"جُر المَقطُوعَ مَنهُ قَاطِعَ الِنسَانِ",
"عَن نَيلِ مَقصِدِهِ فَذَاك عَدُوُّهُ",
"وَلَو أنَّهُ مِنهُ القَرِيبُ الدَّانِي",
"يَا قَاعِداً سَارَت بِهِ أنفَاسُهُ",
"سَيرَ البَرِيدِ وَليسَ بِالذَّمَلاَنِ",
"حَتَّى مَتَى هَذَا الرُّقَادُ وَقَد سَرَى",
"وَفدُ المَحَبَّةِ مَع أولِي الحسَان",
"وَحَدَت بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحوَ العُلَى",
"لاَ حَادِيَ الرُّكبَانِ وَالأظعَانِ",
"رَكِبُوا العَزائِمَ وَاعتَلَوا بِظُهُورِهَا",
"وَسَرَوا فَمَا حَنُّوا لَى نُعمَانِ",
"سَارُوا رُوَيداً ثُمَّ جاؤُوا أوَّلاَ",
"سَيرَ الدَّلِيلِ يَؤُمُّ بِالرُّكبَانِ",
"سَارُوا بثبَاتِ الصِّفَاتِ لَيهِ لاَ التَّ",
"عطِيلِ وَالتَّحرِيفِ وَالنُّكرَانِ",
"عَرَفُوهُ بِالأوصَافِ فَامتَلأت قُلُو",
"بُهُمُ لَهُ بِالحُبِّ وَالِيمَانِ",
"فَتَطَايَرَت تِلكَ القُلُوبُ لَيهش بِال",
"أشوَاقِ ذ مُلِئَت مِنَ العِرفَانش",
"وَأشدُّهُم حُبًّا لَهُ أدرَاهُمُ",
"بِصِفَاتِهِ وَحَقَائِقِ القُرنِ",
"فَالحُبُّ يَتبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسبِهِ",
"يَقوَى وَيَضعُفُ ذَاكَ ذُو تِبيَانِ",
"وَلِذَاكَ كَان العَارِفُونَ صِفَاتِهِ",
"أحبَابَهُ هُم أهلُ هَذَا الشّانِ",
"وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِّهِم",
"أحبَابَهُ وَبِشَرعَةِ الِيمَانِ",
"وَلِذَاكَ كَانَ المُنكِرُونَ لَهَا هُمُ ال",
"أعدَاءُ حَقًّا هُم أولُو الشَّننِ",
"وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلُونَ بِعذَا وَذَا",
"بُغضَاءَهُ حَقًّا ذَوشي شَنَنِ",
"وَحَيَاةُ قَلبِ العَبدِ فِي شَيئَينِ مَن",
"يُرزَقهُمَا يَحيَا مَدَى الأزمَانش",
"فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي الأخرَى يَكُو",
"نُ الحَيَّ ذَا الرِّضوَانِ وَالحسَانِ",
"ذِكرُ الِلَهِِ وَحُبُّهُ مِن غَيرِ اش",
"رَاكٍ بِهِ وَهمَا فَمُمتَنِعَانِ",
"مِن صَاحِبِ التَّعطِيلِ حَقًّا كَامتِنَا",
"عِ الطَّائِرِ المَقصُوصِ مِن طَيَرَانِ",
"أيُحِبُّهُ مَن كَانَ يُنكِرُ وَصفَهُ",
"وَعُلُوَّهُ وَكَلاَمَهُ بِقُرَانِ",
"لاَ والذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى",
"مُتَكَلِّماً بِالوَحيِ وَالفُرقَانِ",
"اللهُ أكبَرُ ذَاكَ فَضلُ اللهِ يُؤ",
"تِيهِ لِمَن يَرضَى بِلاَ حُسبَانِ",
"وَتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُولُ ذَا",
"حدَى الأثَافِي خُصَّ بِالحِرمَانِ",
"اللهُ أكبَرُ ذَاكَ عَدلُ اللهش يَق",
"ضِيهِ عَلَى مَن شَاءَ مِن نسَانِ",
"وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمدُ فِي ال",
"أولَى وَفِي الأخرَى هُمَا حَمدَانِ",
"حَمدٌ لِذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ",
"وَكَذَاكَ حَمدُ العَدلِ وَالِحسَانِ",
"يَا مَن تَعِزُّ عَلَيهِمُ أرواحُهُم",
"وَيَرَونَ غَبناً بَيعَهَا بِهَوَانِ",
"وَيرَونَ خُسرَاناً مُبِيناً بَيعَهَا",
"فِي ثرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ",
"وَيَرَونَ مَيدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزاً",
"فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيدَانِ",
"وَيَرَونَ أنفَاسَ العِبَادِ عَلَيهِمُ",
"قَد أحصِيَت بِالعَدِّ وَالحُسبَان",
"وَيَرَونَ أنَّ أمَامَهُم يَومَ اللِّقَا",
"للهِ مَسألتَانِ شَامِلَتَانِ",
"مَاذَا عَبَدتُم ثُمَّ مَاذَا قَد أجَب",
"تُم مَن أتَى بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ",
"هَاتُوا جَوَاباً لِلسُّؤالِ وَهَيِّئُوا",
"أيضاً صَوَاباً لِلجَوَابِ يَدَانِ",
"وَتَيَقَّنُوا أن لَيسَ يُنجِيكُم سِوَى",
"تَجرِيدِكُم لِحَقَائِقِ الِيمَانِ",
"تَجرِيدُكُم تَوحِيدَهُ سُبحَانَهُ",
"عَن شِركَةِ الشَّيطَانِ والأوثَانِ",
"وَكَذَاكَ تَجرِيدُ اتِّبَاعِ رَسُولِهِ",
"عَن هَذِهِ الراءِ وَالهَذَيَانِ",
"وَاللهِ مَا يَنجِي الفَتَى مِن رَبِّهِ",
"شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلاَ رَوغَانِ",
"يَا رَبِّ جَرِّد عَبدَكَ المِسكِينَ رَا",
"جِي الفَضلِ مِنكَ أضعَفَ العُبدَانش",
"لَم تَنسَهُ وَذَكَرتَهُ فَاجعَلهُ لاَ",
"يَنسَاكَ أنتض بَدَأتَ بالحسَانِ",
"وَبِهِ خَتَمتَ فَكُنتَ أولَى بِالجَمِي",
"لِ وَبِالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي",
"فَالعَبدُ لَيسَ يَضِيعُ بَينَ فَوَاتِحٍ",
"وَخَوَاتِمٍ مِن فَضلِ ذِي الغُفرَانِ",
"أنتَ العَلَيمُ بِهِ وَقَد أنشَأتَهُ",
"مِن تُربَةٍ هِيَ أضعَفُ الأركَانِ",
"كُلُّ عَلَيهَا قَد عَلاَ وَهَوت لَى",
"تَحتِ الجَمِيعِ بشذِلَّةٍ وَهَوانِ",
"وَعَلَت عَلَيهَا النَّارُ حَتَّى ظُنَّ أن",
"يَعلُو عَلَيهَا الخَلقُ مِن نِيرَانِ",
"وَأتَى لَى الأبَوَينِ ظَنًّا أنَّهُ",
"سَيُصَيِّرُ الأبَوَينِ تَحتَ دُخَانِ",
"فَسَعَت لَى الأبَوَينِ رَحمَتُكَ الَّتِي",
"وَسِعَتهُمَا فَعَلاَ بِكَ الأبَوَانِ",
"هَذَا وَنحنُ بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا",
"فِي جَنبِ حِلمِهِمَا لَدَى المِيزَانِ",
"جُزءٌ يَسِيرٌ وَالعَدُوُّ فَوَاحِدٌ",
"لَهُمَا وَعدَانَا بِلاَ حُسبَانِ",
"وَالضَّعفُ مُستَولٍ عَلَينَا مِن جمِي",
"عِ جِهَاتِنا سِيمَا مِنَ الِيمَانِ",
"يَارَبُّ فَانصُرنَا عَلَى الشَّيطَانِ لَي",
"َسَ لَنَا بِهِ لَولاَ حِمَاكَ يَدَانِ",
"وَالفَرقُ بَينَكُمُ وَبَينَ خُصُومِكُم",
"مِن كُلِّ وَجهٍ ثَابِتٌ بِبَيَانِ",
"مَا أنتُمُ مِنهُم وَلاَ هُم مِنكُمُ",
"شَتَّانَ بَينَ السَّعدِ وَالدَّبَرَانِ",
"فَذَا دَعَونَا لِلقُرنِ دَعَوتُمُ",
"لِلرَّأيِ أينَ الرَّأيُ مِن قُرنِ",
"وَذَا دَعَونَا لِلحَدِيثِ دَعَوتُمُ",
"أنتُم لَى تَقلِيدِ قَولِ فُلاَنِ",
"وَكَذَا تَلَقَّينَا نُصُوصَ نَبِيِّنَا",
"بِقَبُولِهَا بِالحَقِّ وَالِذعَانِ",
"مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ جَحدٍ وَلاَ",
"تَفوِيضِ ذِي جَهلٍ بِلاَ عِرفَانِ",
"لَكِن بِعرَاضٍ وَتَجهِيلٍ وَتَا",
"وِيلٍ تَلَقَّيتُم مَعَ النُّكرَانِ",
"أنكَرتُمُوهَا جَهدَكُم فَذَا أتَى",
"مَا لاَ سَبِيلَ لَهُ لَى نُكرَانِ",
"أعرَضتُمُ عَنهُ وَلَم تَستَنبِطُوا",
"مِنهُ هُدًى لِحَقَائِقِ الِيمَانِ",
"فَذَا ابتُلِيتُم مُكرِهِينَ بِسَمعِهَا",
"فَوَّضتُمُوهَا لاَ عَلَى العِرفَانِ",
"لَكِن بِجَهلٍ لِلَّذِي سِيقَت لَهُ",
"تَفوِيضَ عرَاضٍ وَجَهلِ مَعَانِ",
"فَذَا ابتُلِيتُم بِحتِجَاجِ خُصُومِكُم",
"أولَيتُمُوهَا دَفعَ ذِي صَوَلاَنِ",
"فَالجَحدُ وَالِعرَاضُ وَالتَّأوِيلُ وَالتَّ",
"جهِيلُ حَظُّ النَّصِّ عِندَ الجَانِي",
"لَكِن لَدَينَا حَظُّهُ التَّسلِيمُ مَع",
"حُسنِ القَبُولِ وَفَهمش ذِي الِحسَانِ",
"وَلَنَا الحَقِيقَةُ مِن كَلاَمِ لَهِنَا",
"وَنَصِيبُكُم مِنهُ المَجَازُ الثَّانِي",
"وَقَوَاطِعُ الوَحيَينِ شَاهِدَةٌ لَنَا",
"وَعَلَيكُمُ هَل يَستَوِي الأمرَانِ",
"وَأدِلَّةُ المَعقُولِ شَاهِدَةٌ لَنَا",
"أيضاً فَقَاضُونَا لَى البُرهَانِ",
"وَكَذَاكَ فِطرَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ شَا",
"هِدَةٌ لَنَا أيضاً شُهُودَ بَيَانِ",
"وَكَذَاكَ جمَاعُ الصَّحَابَة وَالألَى",
"تَبِعُوهُمُ بِالعِلمِ وَالِحسَانِ",
"وَكَذاكَ جمَاعُ الأئِمَةِ بَعدَهُم",
"هَذَا كَلاَمُهُم بِكُلِّ مَكَانش",
"هَذِي الشُّهُودُ فَهَل لَدَيكُم أنتُمُ",
"مِن شَاهدٍ بِالنَّفيِ وَالنُّكرَانِ",
"وَجَنُودُنَا مَن قَد تَقَدَّمَ ذِكرُهُم",
"وَجُنُودُكُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطَانِ",
"وَخِيَامُنَا مَضرُوبَةٌ بِمَشَاعِرِ ال",
"وَحيَينِ مِن خََبَرٍ وَمِن قُرنِ",
"وَخِيَامُكُم مَضرُوبَةٌ بِالتِّيهِ فَالسُّ",
"كَّانُ كُلُّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ",
"هَذِي شَهَادَتُهُم عَلَى مَحصُولِهِم",
"عِندَ المَمَاتِ وَقَولُهُم بِلِسَانش",
"وَاللهُ يَشهَدُ أنَّهُم أيضاً كَذَا",
"تَكفِي شَهَادَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ",
"وَلَنَا المَسَانِدُ وَالصِّحَاحُ وَهَذِهِ السُّ",
"نَنُ الَّتِي نابَت عَنِ القُرنِ",
"وَلَكُم تَصَانِيفُ الكَلامِ وَهذِهِ ال",
"رَاءُ وَهيَ كَثِيرَةُ الهَذَيَانِ",
"شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعضُهَا بَعضاً كَبَي",
"تٍ مِن زَجَاجٍ خَرَّ للأركَانِ",
"هَل ثَمَّ شَيءٌ غَيرَ رَأيٍ أو كَلاَ",
"مٍ بَاطِلٍ أو مَنطِقِ اليُونَانِ",
"وَنَقُولُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ",
"فِي كُلِّ تَصنِيفٍ وَكُلِّ مَكَانِ",
"لَكِن تَقُولُوا قَالَ أرَسطُو وَقَا",
"لَ ابنُ الخَطِيبِ وَقَالَ ذُو العِرفَانِ",
"شَيخٌ لَكُم يُدعَى ابنَ سِينَا لَم يَكُن",
"مُتَقَيِّداً بالدِّينِ وَالِيمَانِ",
"وَخِيَارُ مَا تَأتُونَ قَالَ الأش",
"عَرِيُّ وَتَشهَدُونَ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ",
"فَالأشعَرِيُّ مُقَرِّرٌ لِعُلُوِّ رَبِّ",
"العَرشِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ بِالمَعقُولِ وَال",
"مَنقُولِ ثُمَّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ",
"هَذَا وَنَحنُ فَتَارِكُو الراءِ لِلنَّ",
"قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرنِ",
"لَكِنَّكُم بِالعَكسِ قَد صَرَّحتُمُ",
"وَوَضَعتُمُ القَانُونَ ذَا البُهتَانِ",
"وَالنَّفيُ عِندَكُمُ علَى التَّفصِيلِ وَال",
"ثبَاتُ جمَالاً بِلاَ نُكرَانِ",
"وَالمُثبِتُونَ طَرِيقُهُم نَفيٌ عَلَى ال",
"جمَالِ وَالتَّفصِيلِ بِالتِّبيَانِ",
"فَتَدَبَّرُوا القُرنَ مَع مَن مِنكُمَا",
"وَشَهَادَةَ المَبعُوثِ بِالقُرنِ",
"وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي",
"قَالَ الشُّيُوخُ وَمُحكَمَ الفُرقَانِ",
"فَالمُحكَمُ النَّصُّ المُوافِقُ قَولَهُم",
"لاَ يَقبَلُ التَّأوِيلَ فِي الأذهَانِ",
"لَكِنَّمَا النَّصُّ المُخَالِفُ قَولَهُم",
"مُتَشَابِهٌ مُتَأوَّلٌ بِمَعَانِ",
"وَذَا تَأدَّبتُم تُقُولُوا مُشكِلٌ",
"أفَوَاضِحٌ يَا قَومُ رَأيُ فُلاَنِ",
"وَالله لَو كَانَ المُوَافِقَ لَم يَكُن",
"مُتَشَابِهاً مُتَأوَّلاً بِلِسَانِ",
"لَكِن عَرَضنَا نَحنُ أقوَالَ الشُّيُو",
"خِ عَلَى الَّذِي جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ",
"مَا خَالَفَ النَّصَّينِ لَم نَعبَأ بِهِ",
"شَيئاً وَقُلنَا حَسبُنَا النَّصَّانِ",
"وَالمُشكِلُ القَولُ المُخَالِفُ عِندَنَا",
"فِي غَايَةِ الِشكَالِ لاَ التِّبيَانِ",
"وَالعَزلُ وَالبقَاءُ مَرجِعُهُ لَى ال",
"رَاءِ عِندَكُمُ بِلاَ كِتمَانِ",
"لَكِن لَدَينَا ذَاكَ مَرجِعُهُ لَى",
"قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ",
"وَالكُفرُ وَالسلاَمُ عَينُ خِلاَفِهِ",
"وَوِفَاقِهِ لاَ غَيرُ بالبُرهَانِ",
"وَالكُفرُ عِندَكُم خِلاَفُ شُيُوخِكِم",
"وَوِفَاقُهُم فَحَقِيقَةُ الِيمَانِ",
"هَذِي سَبِيلُكُم وَتِلكَ سَبِيلُنَا",
"وَالمَوعِدُ الرَّحمَنُ بَعدَ زَمَانِ",
"وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال",
"حَقِّ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الدَّيَّانِ",
"فَاصبِر قَلِيلاً نَّمَا هِيَ سَاعَةٌ",
"فَذَا أُصِبتَ فَفِي رِضَى الرَّحمَنِ",
"فَالقَومُ مِثلُكَ يَألمُونَ وَيَصبِرُو",
"نَ وَصبرُهُم فِي طَاعَةِ الشَّيطَانِ",
"يَاطَالِبَ الحَقِّ المُبِينِ وَمُؤثِراً",
"عِلمَ اليَقِينِ وَصِحَّةَ الِيمَانِ",
"اسمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ خَبِرَ الذِي",
"عِندَ الوَرَى مُذ شَبَّ حَتَّى النِ",
"مَازَالَ مُذ عَقَدَت يَدَاهُ زَارَهُ",
"قَد شَدَّ مِيزَرَهُ لَى الرَّحمَنِ",
"وَتَخَلُّلُ الفَتَرَاتِ لِلعَزَمَاتِ أم",
"رٌ لاَزِمٌ لِطَبِيعَةِ الِنسَانش",
"وَتَوَلُّدُ النُّقصَانِ مِن فَتَرَاتِهِ",
"أوَ لَيسَ سَائِرُنَا بَنِي النُّقصَانِ",
"طَافَ المَذَاهِبَ يَبتَغِي نوراً لِيَه",
"دِيَهُ وَيُنجِيَهُ مِنَ النِّيرَانِ",
"وَكَأنَّهُ قَد طَافَ يَبغِي ظُلمَةَ اللَّي",
"يلِ البَهِيمِ وَمَذهَبَ الحَيرَانِ",
"وَاللَّيلُ لاَ يَزدَادُ لاَّ قَوَّةً",
"وَالصُّبحُ مَقهُورٌ بِذَا السُّلطَانِ",
"حَتَّى بَدَت فِي سَيرِهِ نَارٌ عَلَى",
"طَودِ المَدِينَةِ مَطلَعِ الِيمَانِ",
"فَأتَى لِيَقبِسَهَا فَلَم يُمكِنهُ مَع",
"تِلكَ القُيُودِ مَنَالُهَا بِأمَانِ",
"لَولاَ تَدَارَكَهُ الِلَهُ بِلُطفِهِ",
"وَلَّى عَلَى العَقِبَينِ ذَا نُكصَانِ",
"لَكِن تَوَقَّفَ خَاضِعاً مُتَذَلِلاً",
"مُستَشعِرَ الِفلاَسِ مِن أثمَانِ",
"فَأتَاهُ جُندٌ حَلَّ عَنهُ قُيُودَهُ",
"فَامتَدَّ حِينَئِذٍ لَهُ البَاعَانِ",
"وَاللهِ لَولاَ أن تُحَلَّ قُيُودُهُ",
"وَتَزُولَ عَنهُ رِبقَةُ الشَّيطَانِ",
"كَانَ الرُّقِيُّ لَى الثُّرَيَّا مُصعِداً",
"مِن دُونِ تِلكَ النَّارِ فِي الِمكَانِ",
"فَرَأى بِتِلكَ النَّارِ طَامَ المَدِي",
"نَةِ كَالخِيَامِ تَشُوفُهَا العَينَانِ",
"وَرَأى عَلَى طُرُقَاتِهَا الأعلاَمَ قَد",
"نُصِبَت لأجلِ السَّالِكِ الحَيرَانِ",
"وَرَأى هُنَالِكَ كُلَّ هَادٍ مُهتَدٍ",
"يَدعُو لَى الِيمَانِ وَاليقَانِ",
"فَهُنَاكَ هَنَّأ نَفسَهُ مُتَذَكِّراً",
"مَا قَالَهُ المُشتَاقُ مُنذُ زَمَانِ",
"وَالمُستَهَامُ عَلَى المَحَبَّةِ لَم يَزل",
"حَاشَا لِذِكرَاكُم مِنَ النِّسيَانِ",
"لَم يُحوِجِ اللهُ الخَلاَئِقَ مَعهُمَا",
"لِخَيَالِ فَلتَانٍ وَرَأيُ فُلاَنِ",
"فَالوَحيُ كَافٍ لِلَّذِي يُعنَى بِهِ",
"شَافٍ لِدَاءِ جَهَالَةِ الِنسَانِ",
"وَتَفَاوُتُ العُلَمَاءِ فِي أفهَامِهِم",
"لِلوَحيِ فَوقَ تَفَاوُتِ الأبدَانِ",
"وَالجَهلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤُهُ",
"أمرَانِ فِي التَّركِيبِ مُتَّفِقَانِ",
"نَصٌّ مِنَ القُرنِ أو مِن سُنَّةٍ",
"وَطَبِيبُ ذَاكَ العَالَمُ الرَّبَّانِي",
"وَالعِلمُ أقسَامُ ثَلاَثٌ مَا لَهَا",
"مِن رَابِعٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ",
"عِلمٌ بِأوصَافِ الِلَهِ وَفِعلِهِ",
"وَكَذَلِكَ الأسمَاءُ لِلرَّحمَنِ",
"لَو قِيلَ مَا تهوَى لَقَالَ مُبَادِراً",
"أهوَى زِيَارَتَكُم عَلَ الأجفَانِ",
"تَاللهِ ن سمَحَ الزَّمَانُ بِقُربِكُم",
"وَحَلَلتُ مِنكُم بِالمَحَلِّ الدَّانِي",
"لأُعَفِّرَنَّ الخَدَّ شُكراً فِي الثَّرَى",
"وَلأكحَلَنَّ بِتُربِكُم أجفَانِي",
"ن رُمتَ تُبصِرُ مَا ذَكَرتُ فَغُضَّ طَر",
"فاً عَن سِوَى الثارِ وَالقُرنِ",
"وَاترُك رُسُومَ الخَلقِ لاَ تَعبأ بِهَا",
"فِي السَّعدِ مَا يُغنِيكَ عَن دَبَرَانِ",
"حَدِّق لِقَلبِكَ فِي النُّصُوصِ كَمِثلِ مَا",
"قَد حَدَّقُوا فِي الرَّأيِ طُولَ زَمَانِ",
"وَاكحَل جُفُونَ القَلبِ بِالوَحيَينِ وَامح",
"ذَر كُحلَهُم يَا كَثرَةَ العُميَانِ",
"فَاللهُ بَيَّنَ فِيهِمَا طُرُقَ الهُدَى",
"لِعِبَادِهِ فِي أحسَنِ التِّبيَانِ",
"وَالأمرُ وَالنَّهيُ الذِي هُوَ دِينُهُ",
"وَجَزَاؤهُ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي",
"وَالكُلُّ فِي القُرنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي",
"جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان",
"وَاللهِ مَا قَالَ امرُؤٌ مُتَحَذلِقٌ",
"بِسِوَاهُمَا لاَّ مِنَ الهذَيَانِ",
"ن قُلتُمُ تَقرِيرُهُ فَمُقَرِّرٌ",
"بِأتَمِّ تَقرِيرٍ مِنَ الرَّحمَنِ",
"أو قُلتُمُ يضَاحُهُ فَمُبَيِّنٌ",
"بِأتَمِّ يضَاحٍ وَخَيرِ بَيَانِ",
"أو قُلتُمُ يجَازُهُ فَهُوَ الَّذِي",
"فِي غَايَةِ الِيجَازِ وَالتِّبيَانِ",
"أو قُلتُمُ مَعنَاهُ هَذَا فَاقصُدُوا",
"مَعنَى الخِطَابِ بِعَينِهِ وَعِيَانِ",
"أو قُلتُمُ نَحنُ التَّزَاجِمُ فاقصُدوا ال",
"مَعنى بِلاَ شَطَطٍ وَلاَ وَلاَ نُقصَانِ",
"أو قُلتُمُ بِخِلاَفِهِ فَكَلاَمُكُم",
"فِي غَايَةِ الِنكَارِ وَالبُطلاَنِ",
"أو قُلتُمُ قِسنَا عَلَيهِ نَظِيرَهُ",
"فَقِيَاسُكُم نَوعَانِ مُختَلِفَانِ",
"نَوعٌ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَهُوَ المُحَا",
"لُ وَذَاكَ عِندَ اللهِ ذُو بُطلاَنِ",
"وَكَلاَمُنَا فِيهِ وَلَيسَ كَلاَمُنَا",
"فِي غَيرِهِ أعنِي القِيَاسَ الثَّانِي",
"مَا لاَ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَالنَّاسُ قَد",
"عَمِلُوا بِهِ فِي سَائِرِ الأحيَانِ",
"لَكِنَّهُ عِندَ الضَّرُورَةِ لاَ يُصَا",
"رُ لَيهِ لاَّ بَعدض ذَا الفُقدَانِ",
"هَذَا جَوَابُ الشَّافِعِي لأحمَدٍ",
"للهِ دَرُّكَ مِن مَامِ زَمَانِ",
"فضذَا رَأيتَ النَّصَّ عَنهُ سَاكِتاً",
"فَسُكُوتُهُ عَفوٌ مِنَ الرَّحمَنِ",
"وَهَوَ المُبَاحُ بَاحَةَ العَفوِ الذِي",
"مَافِيهِ مِن حَرَجٍ وَلاَ نُكرَانِ",
"فَأضِف لَى هَذَا عُمُومَ اللَّفظِ وَال",
"مَعنَى وَحُسنَ الفِهمِ فِي القُرنِ",
"فَهُنَاكَ تُصبِحُ فِي غِنًى وَكِفَايَةٍ",
"عَن كُلِّ ذِي رَأيٍ وَذِي حُسبَانِ",
"وَمُقَدَّرَاتُ الذَّهنِ لَم يُضمَن لَنَا",
"تِبيَانُها بِالنَّصِّ وَالقُرنِ",
"وَهِيَ الَّتِي فِيهَا اعترَاكَ الرَّأيِ مِن",
"تَحتش العَجَاجِ وَجَولَةِ الأذهَانِ",
"لَكِن هُنَا أمرَانِ لَو تَمَّا لَما اح",
"تَجنَا لَيهِ فَحَبَّذَا الأمرَانِ",
"جَمعُ النًّصُوصِ وَفَهمُ مَعنَاهَا المُرَا",
"دِ بِلَفظِهَا وَالفَهمُ مَرتَبَتَانِ",
"حدَاهُمَا مَدلُولُ ذَاكَ اللَّفظِ وَض",
"عاً أو لُزُوماً أبَداً لَهُ طَرَفَانِ",
"فَالشَّيءُ يَلزَمُهُ لَوَازِمُ جَمَّةٌ",
"عِندَ الخَبِيرِ بِهِ وَذِي العِرفَانِ",
"فَبِقَدرِ ذَاكَ الخُبرِ يُحصِي مِن لَوَا",
"زِمِهِ وَهَذا وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"وَلِذَاكَ مَن عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيقَةً",
"عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ بِبَيَانِ",
"وَكَذَاكَ يَعرِفُ جُملةَ الشَّرعِ الَّذِي",
"يَحتَاجُهُ الِنسَانُ كُلَّ زَمَانِ",
"عِلماً بِتَصِيلٍ وَعِلماً مُجمَلاً",
"تَفصِيلُهُ أيضاً بِوَحيٍ ثَانِ",
"وَكِلاَهُمَا وَحيَانِ قَد ضَمِنَا لَنَا",
"أعلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبيَانِ",
"وَلَذَاكَ يُعرَفُ مِن صِفَاتِ اللهِ وَال",
"أفعَالِ والأسمَاءِ ذِي الِحسَانِ",
"مَا لَيسَ يُعرَفُ مِن كِتَابٍ غَيرِهِ",
"أبدَاً وَلاَ مَا قَالَتِ الثَّقَلاَنِ",
"وَكَذَاكَ يَعرِفُ مِن صِفَاتِ البَعثِ بِالتَّ",
"فصِيلش وَالجمَالِ فِي القُرنِ",
"مَا يَجعَلُ اليَومَ العَظِيمَ مُشَاهَداً",
"بِالقلبِ كَالمَشهُودِ رَأيَ عِيَانِ",
"وَكَذَاكَ يُعرَفُ مِن حَقِيقَةِ نَفسِهِ",
"وَصِفَاتِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ",
"يَعرِف لَوازِمَهَا وَيَعرِفُ كَونَها",
"مَخلُوقَةً مَربُوبَةً بِبَيَانِ",
"وَكَذَاكَ يَعرِفُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ ال",
"حَاجَاتِ وَالعدَامِ وَالنُّقصَانِ",
"وَكَذَاكَ يَعرِفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ",
"أيضاً بِلاَ مِثلٍ وَلاَ نُقصَانِ",
"وَهُنَا ثَلاَثَةُ أوجُهٍ فَافطَن لَهَا",
"ن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ",
"بِالضِّدِّ والأولَى كَذَا بِالمتِنَا",
"عِ لِعِلمِنَا بِالنَّفسِ وَالرَّحمَنِ",
"فَالضِّدُّ مَعرِفَةُ الِلَهِ بِضِدِّ مَا",
"فِي النَّفسِ مِن عَيبٍ وَمِن نُقصَانِ",
"وَحَقِيقَةُ الأولَى ثُبُوتُ كَمَالِهِ",
"ذ كَانَ مُعطِيهِ عَلَى الِحسَانِ",
"وَكِفَايَةُ النَّصَّينِ مَشرُوطٌ بِتَج",
"رِيدِ التَّلَقَى عَنهُمَا لمَعَانِ",
"وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِخَلعِ قُيُودِهِم",
"فَقُيُودُهُم غِلٌّ لَى الأذقَانِ",
"وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِهَدمِ قَوَاعِدٍ",
"مَا أنزِلَت بِبَيَانِهَا الوَحيَانِ",
"وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِقدَامٍ عَلَى ال",
"رَاءِ ن عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ",
"بِالرَّدِّ وَالبطَالِ لاَ تَعبَأ بِهَا",
"شَيئاً ذَا مَا فَاتَهَا النَّصَّانِ",
"لَولاَ القَوَاعِدُ وَالقُيُودُ وَهَذِهِ ال",
"رَاءُ لاتَّسَعَت عُرَى الِيمَانِ",
"لَكِنَّهَا وَاللهِ ضَيِّقَةُ العُرَى",
"فَاحتَاجَتِ الايدِي لِذَاكَ تَوَانِ",
"وَتَعَطَّلَت مِن أجلِهَا وَاللهِ أع",
"دَادٌ مِنَ النَّصَّينِ ذَاتُ بَيَانِ",
"وَتَضَمَّنَت تَقيِيدَ مُطلَقِهَا وَط",
"لاَقِ المُقَيَّدِ وَهوَ ذُو مِيزَانِ",
"وَتَضَمَّنَت تَخصِيصَ مَا عَمَّتهُ وَالتَّ",
"عمِيمُ لِلمَخصُوصِ بالأعيَانِ",
"وَتَضَمَّنَت تَفرِيقَ مَا جَمَعَت وَجَم",
"عاً لِلَّذِي وَسَمَتهُ بِالفُرقَانِ",
"وَتَضَمَّنَت تَضيِيقَ مَا قَد وَسَّعَت",
"هُ وَعَكسَهُ فَلتَنظُرِ الأمرَانِ",
"وَتَضَمَّنَت تَحلِيلَ مَا قَد حَرَّمَت",
"هُ وَعكسَهُ فَلتَنظُرِ النَّوعَانِ",
"سَكَتَت وَكَانَ سُكُوتُهَا عَفواً فَلَم",
"تَعفُ القَوَاعِدُ بِتَّسَاعِ بِطَانِ",
"وَتَضَمَّنَت هدَارَ ما اعتَبَرَت كًَذَا",
"بِالعَكسِ وَالأمرَانِ مَحذُورَانِ",
"وَتَضَمَّنَت أيضاً شُرُوطاً لَم تَكُن",
"مَشرُوطَةً شَرعاً بِلاَ بُرهَانِ",
"وَتَضَمَّنَت أيضاً مَوَانِعَ لَم تَكُن",
"مَمنُوعَةً شَرعاً بِلاَ تِبيَانِ",
"لاَّ بِأقيسَةٍ وَرَاءٍ وَتَقلِي",
"دٍ بِلا عِلمٍ أو استِحسَانِ",
"عَمَّن أتَت هَذِي القَوَاعِدُ مِن جَمِي",
"عِ الصَّحبِ والأتبَاعِ بِالحسَانِ",
"مَا أسَّسُوا لاَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِم",
"لاَ عَقلَ فَلتَانٍ وَرَأيَ فُلاَنِ",
"بَل أنكَرُوا الرَاءَ نُصحاً مِنهُمُ",
"للهِ وَالدَّاعِي وَلِلقُرنِ",
"أوَ لَيسَ فِي خُلفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ",
"مَا دَلَّ ذَا لُبٍّ وَذَا عِرفَانِ",
"وَالله لَو كَانَت مِنَ الرَّحمَنِ مَا اخ",
"تَلَفَت وَلاَ انتَقَضَت مَدَى الأزمَانِ",
"شُبَهٌ تَهَافَتُ كَالزُّجَاجِ تَخَالُهَا",
"حَقًّا وَقَد سَقَطَت عَلَى صَفوَانِ",
"وَاللهُ لاَ يَرضَى بِهَا ذُو هِمَّةٍ",
"عَليَاءَ طَالِبَةٍ لِهَذَا الشَّانِ",
"فَمِثَالُهَا وَالله فِي قَلبِ الفَتَى",
"وَثَبَاتِهَا فِي مَنبَتِ الِيمَانِ",
"كَالزَّرعِ يَنبُتُ حَولَهُ دَغَلٌ فَيَم",
"نَعُهُ النَّمَا فَتَرَاهُ ذَا نُقصَانِ",
"وَكَذَلِكَ الِيمَانُ فِي قَلبِ الفتَى",
"غَرسٌ مِنَ الرَّحمَنِ فِي الِنسَانِ",
"وَالنَّفسُ تُنبِتُ حَولَهُ الشَّهَوَاتِ وَالشُّ",
"بُهَاتِ وَهيَ كَثِيرَةُ الأفنَانِ",
"فَيَعُودُ ذَاك الغَرسُ يَبساً ذَاوِياً",
"أو نَاقِصَ الثَّمَرَاتِ كُلَّ أوَانِ",
"فَتَرَاهُ يَحرُثُ دَائِباً وَمَغَلُّهُ",
"نَزرٌ وَذَا مِن أعظَمِ الخُسرَانِ",
"وَالله لَو نَكَشَ النَّبَاتَ وَكَانَ ذَا",
"بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوكِ وَالسَّعدَانِ",
"لأتَى كَأمثَالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ",
"وَلَكَانَ أضعَافاً بِلاَ حُسبَانِ",
"هَذَا وَلَيس الطَّعنُ بِالطلاقِ فِي",
"هَا كُلِّهَا فِعلَ الجَهُولِ الجَانِي",
"بَل فِي الَّتِي قَد خَالَفَت قَولض الرَّسُو",
"لِ وَمُحكَمَ الِيمَانِ وَالفُرقَانِ",
"أو فِي التِي مَا أنزَلَ الرَّحمَنُ فِي",
"تَقرِيرِهَا يَا قَومُ مِن سُلطَانِ",
"فَهِيَ التِي كَم عَطَّلَت مِن سُنَّةٍ",
"بَل عَطَّلَت مِن مُحَكَمِ القُرنِ",
"هَذَا وَنَرجُو أنَّ وَاضِعَهَا فَلاَ",
"يَعدُوهُ أجرٌ أو لَهُ أجرَانِ",
"ذ قَالَ مَبلَغُ عِلمِهِ مِن غَيرِ ي",
"جَابِ القَبُولِ لَهُ عَلَى نسَانِ",
"بَل قَد نَهَانَا عَن قَبُولِ كَلاَمِهِ",
"نَصًّا بِتَقلِيدٍ بِلاَ بُرهَانِ",
"وَكَذَاكَ أوصَانَا بِتَقدِيمِ النُّصُو",
"صِ عَلَيهِ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ",
"نَصَحَ العِبَادَ بِذَا وَخَلَّصَ نَفسَهُ",
"عِندَ السُّؤالِ لَهَا مِنَ الدَّيَّانِ",
"وَالخَوفُ كُلُّ الخَوفِ فَهُوَ عَلَى الذِي",
"تَرَكَ النُّصُوصَ لأجلِ قَول فُلاَنِ",
"وَذَا بَغَى الِحسَانَ أوَّلَهَا بِمَا",
"لَو قَالَهُ خَصمٌ لَهُ ذُو شَانِ",
"لَرَمَاهُ بِالدَّاءِ العُضَالِ مُنَادِياً",
"بِفَسَادِ مَا قَد قَالَهُ بِأذَانِ",
"وَلَوَازِمُ المَعنَى تُرَادُ بِذِكرِهِ",
"مِن عَارِفٍ بِلُزُومِهَا الحَقَّانِ",
"وَسِوَاهُ لَيسَ بِلاَزِمٍ فِي حَقِّهِ",
"قَصدُ اللَّوَازِمِ وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ",
"ذ قَد يَكُونُ لُزُومُهَا المَجهُولُ أو",
"قَد كَانَ يَعلَمُهُ بِلاَ نُكرَانِ",
"لَكِن عَرَتهُ غَفلَةٌ بِلُزُومِهَا",
"ذ كَانَ ذَا سَهوٍ وَذَا نِسيَانِ",
"وَلِذَاكَ لَم يَكُ لاَزِماً لِمَذَاهِبِ ال",
"عُلَمَاءِ مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ",
"فَالمُقدِمُونَ عَلَى حِكَايَةِ ذَاكَ مَذ",
"هَبُهُم أولُو جَهلٍ مَعَ العُدوَانِ",
"لاَ فَرقَ بَينَ ظُهورِهِ وَخَفَائِهِ",
"قَد يَذهَلُونَ عَنِ اللُّزُومِ الدَّانِي",
"سِيَمَا ذَا مَا كَانَ لَيسَ بِلاَزِمٍ",
"لَكِن يُظَنُّ لُزُومُهُ بِجَنَانِ",
"لاَ تَشهَدُوا بِالزُّورِ وَيلَكُمُ عَلَى",
"مَا تُلزِمُونَ شَهَادَةَ البُهتَانِ",
"فَلِذَا دَلاَلاَتُ النُّصُوصِ جَلِيَّةٌ",
"وَخَفِيةٌ تَخفَى عَلَى الأذهَانِ",
"وَاللهُ يَرزُق مَن يَشَاءُ الفَهمَ فِي",
"يَاتِهِ رِزقاً بِلاَ حُسبَانِ",
"وَاحذَر حِكَايَاتٍ لأربَابش الكَلاَ",
"مِ عَنِ الخُصُومِ كَثِيرَةِ الهَذَيَانِ",
"فَحَكَوا بِمَا ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم فَقَا",
"لُوا مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ",
"كَذَبُوا عَلَيهشم بَاهِتِينَ لَهُم بِمَا",
"ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم مِنَ البُهتَانِ",
"فَحَكَى المُعَطِّلُ عَن أولِي الِثبَاتِ قَو",
"لَهُمُ بِأنَّ اللهَ ذُو جُثمَانِ",
"وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ",
"الله لَيسَ يُرَى لَنَا بِعِيَانِ",
"وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا يَجُو",
"زُ كَلاَمُهُ مِن غَيرِ قَصدِ مَعَانِ",
"وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِتَح",
"يِيزِ الِلَهِ وَحَصرِهِ بِمَكَانِ",
"وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا لَهُ ال",
"أعضَاءُ جَلَّ الله عَن بُهتَانِ",
"وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّ مَذهَبَهُم هُوَ التَّش",
"بِيهُ لِلخَلاَّقِ بِالنسَانِ",
"وَحكَى المُعَطِّلُ عَنهُمُ مَا لَم يَقُو",
"لُوهُ وَلاَ أشيَاخُهُم بِلِسَانِ",
"ظَنَّ المُعَطِّلُ أنَّ هَذَا لاَزِمٌ",
"فَلِذَا أتَى بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ",
"فَعَلَيهِ فِي هَذَا مَحَاذِيرٌ ثَلاَ",
"ثٌ كُلُّهَا مُتَحَقّقُ البُطلاَنِ",
"ظَنُّ اللُّزُومِ وَقَذفُهُم بِلُزُومِهِ",
"وَتَمَامث ذَاكَ شَهَادَةُ الكُفرَانِ",
"يَا شَاهِداً بِالزُّورِ وَيلَكَ لَم تَخَف",
"يَومَ الشَّهَادَةِ سَطوَةَ الدَّيَّانِ",
"يَا قَائِلَ البُهتَانِ غَطِّ لَوَازِماً",
"قَد قُلتَ مَلزُومَاتِهَا بِبَيَانِ",
"وَاللهِ لاَزمُهَا انتِفَاءُ الذَّاتِ وَال",
"أوصَافِ وَالأفعَالِ للرَّحمَنِ",
"وَاللهِ لاَزِمُهَا انتِفَاءُ الدِّينِ وَال",
"قُرنِ وَالسلاَمِ وَالِيمَانِ",
"وَلُزُومُ ذَلِكَ بَيِّنٌ جِدَّا لِمَن",
"كَانَت لَهُ أذُنَانِ وَاعِيَتَانِ",
"وَاللهِ لَولاَ ضِيقُ هَذَا النَّظمِ بَيَّ",
"نتُ اللُّزُومَ بِأوضَحِ التِّبيَانِ",
"وَلَقَد تَقَدَّمَ مِنهُ مَا يَكفِي لِمَن",
"كَانَت لَهُ عَينَانِ نَاظِرَتَانِ",
"نَّب الذَّكِيَّ بِبَعضِ ذَلِكض يَكتَفِي",
"وَأخُو البَلاَدَةِ سَاكِنُ الجَبَّانِ",
"يَا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِجَهلِ شُيُوخِكُم",
"بِحَقَائِقِ الِيمَانِ وَالقُرنِ",
"أو مَا سِمِعتُم قَولَ أفضَلِ وَقتِهِ",
"فِيكُم مَقَالَةَ جَاهِلٍ فَتَّانِ",
"نَّ السَّمَوَاتش العُلَى وَالأرضَ قَب",
"لَ العَرشِ بِالِجمَاعِ مَخلُوقَانِ",
"وَاللهِ مضا هَذِي مَقَالَةَ عَالِمٍ",
"فَضلاً عَنِ الِجمَاعِ كُلَّ زَمَانِ",
"مَن قَالَ ذَا قَد خَالَفَ الِجمضاعَ وَال",
"خَبَرَ الصَّحِيحض وَظَاهِرَ القُرنِ",
"فَانظُر لَى مَا جَرَّهُ تَأوِيلُ لَفض",
"ظِ الِستِوَاءِ بِظَاهِرِ البُطلاَنِ",
"زَعَمَ المُعَطِّلُ أنَّ تَأوِيلَ استَوَى",
"بِالخَلقِ وَالقبَالِ وَضعُ لِسَانِ",
"كَذَبَ المُعَطِّلُ لَيسَ ذَا لُغَةَ الألَى",
"قَد خُوطِبُوا بِالوحيِ وَالقُرنِ",
"فَأصَارَهُ هَذَا لَى أن قَالَ خَل",
"قُ العَرشِ بَعدَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ",
"يَهنِيهِ تَكذِيبُ الرَّسُولِ لَهُ وَج",
"مَاعِ الهُدَاةِ وَمُحكَمِ القُرنِ",
"وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّكُم كَفَّرتُمُ",
"أهلَ الحَدِيثِ وَشِيعَةَ القُرنِ",
"ذ خَالَفُوا رَأياً لَهُ رَأيٌ يُنَا",
"قِضُهُ لأجلِ النَّصِّ وَالبُرهَانِ",
"وَجَعَلتُمُ التَّكفِيرَ عَينَ خِلاَفِكُم",
"وَوِفَاقَكُمُ فَحَقِيقَةُ الِيمَانِ",
"فَوفَاقُكُم مِيزَانُ دِينِ الله لاَ",
"مَن جَاءَ بِالبُرهَانِ وَالفُرقَانِ",
"مِيزَانُكُم مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِلٍ",
"وَالعَولُ كُلُّ العَولِ فِي المِيزَانِ",
"اهوِن بِهِ مِيزَانَ جَورٍ عائِلٍ",
"بِيَدِ المُطَفِّفِ وَيلَ ذَا الوَزَّانِ",
"لَو كَانَ ثَمَّ حَيًّا وَأدنَى مِسكَةٍ",
"مِن دِينٍ أو عِلمٍ وَمِن يمَانِ",
"لَم تَجعَلُوا رَاءَكُم مِيزَانَ كُف",
"رِ النَّاسِ بِالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ",
"هَبكُم تَأوَّلتُم وَسَاغَ لَكُم أيَك",
"فُرُ مَن يُخَالِفُكُم بِلاَ بُرهَانِ",
"هَذِي الوَقَاحَةُ وَالجَرَاءَةُ وَالجَهَا",
"لَةُ وَيحَكُم يَا فِرقَةَ الطُّغيَانِ",
"اللهُ أكبَرُ ذَا عُقُوبَةُ تَارِكِ ال",
"وَحيَينِ للرَاءِ وَالهَذَيَانِ",
"لَكِنَّنَا نَأتِي بِحُكمٍ عَادِلٍ",
"فِيكُم لأجلِ مَخَافَةِ الرَّحمَنِ",
"فَاسمَع ذاَ يَا مُنصِفاً حُكمَيهِمَا",
"وَانظُر ذاً هَل يَستَوِي الحُكمَانِ",
"هُم عِندَنَا قِسمَانِ أهلُ جَهَالَةٍ",
"وَذَوُو العِنَادِ وَذَانِكَ القِسمَانِ",
"جَمعٌ وَفَرقٌ بَينض نَوعَيهِم هُمَا",
"فِي بِدعَةٍ لا شَكَّ يَجتَمِعَانِ",
"وَذُوو العِنادِ فَأهلُ كُفرٍ ظَاهِرٍ",
"وَالجَاهِلُونَ فَنَّهُم نَوعَانِ",
"مَتَمَكِّنُونَ مِنَ الهُدَى وَالعِلمش بِال",
"أسبَابِ ذَاتش اليُسرِ وَالمكَانِ",
"لَكِن لَى أرضِ الجَهَالَةِ أخلَدُوا",
"وَاستَسهَلُوا التَّقلِيدَ كَالعُميَانِ",
"لَم يَبذُلُوا المَقدُورَ فِي درَاكِهِم",
"لِلحَقِّ تَهوِيناً بِهَذَا الشَّانِ",
"فَهُمُ الألَى لاَ شَكَّ فِي تَفسِيقِهِم",
"وَالكُفرُ فِيهِ عِندَنَا قَولاَنِ",
"وَالوَقفُ عِندِي فِيهِمُ لَستُ الذِي",
"بِالكُفرِ أنعَتُهُم وَلاَ الِيمَانِ",
"وَاللهُ أعلَمُ بِالبَطَانَةِ مِنهُمُ",
"وَلَنَا ظَهَارَةُ حُلَّةش الِعلاَنِ",
"لَكِنَّهُم مُستوجِبُونَ عِقَابَهُ",
"قَطعاً لأجلِ البَغيِ وَالعُدوَانِ",
"هَبكُم عُذِرتُم بِالجَهَالَةِ نَّكُم",
"لَن تُعذَرُوا بِالظُلمِ وَالطُّغيَانِ",
"وَالطَّعنِ فِي قَولِ الرَّسُولِ وَدِينِهِ",
"وَشَهَادَةٍ بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ",
"وَكَذَلِكَ استِحلاَلُ قَتلِ مُخَالِفِي",
"كُم قَتلَ ارتكَبُوا مِنَ العِصيَانِ",
"وَسَمِعتُمُ قَولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ",
"فِيهِم وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبيَانِ",
"لَكِنَّكُم أنتُم أبَحتُم قَتلَهُم",
"بِوِفَاقِ سُنَّتِهِ مَعَ القُرنِ",
"وَاللهِ مَا زَادُوا النَّقِيرَ عَلَيهِمَا",
"لَكِن بِتَقرِيرٍ مَعَ الِيمَانِ",
"فَبِحَقَّ مَن قَدَّ خَصَّكُم بِالعِلمِ وَالتَّ",
"حقِيقِ وَالِنصَافِ وَالعِرفَانِ",
"أنتُم أحَقُّ أمِ الخَوَارِجُ بِالَّذِي",
"قَالَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ",
"هُم يَقتُلُونَ لِعَابِدِ الرَّحمَنِ بَل",
"يُدعَونَ أهلَ عِبَادَةِ الأوثَانِ",
"هَذَا وَلَيسُوا أهلَ تَعطِيلٍ وَلاَ",
"عَزلِ النُّصُوصِ الحَقَّ بِالبُرهَانِ",
"والخرُونَ فَأهلُ عَجزٍ عَن بُلُو",
"غِ الحَقِّ مَع قَصدٍ وَمَع يمَانِ",
"بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ وَلِقَائِهِ",
"وَهُمُ ذَا مَيَّزتَهُم ضَربَانِ",
"قَومٌ دَهَاهُم حضسن ظَنِّهِمُ بِمَا",
"قَالَتهُ أشياخٌ ذَوُو أسنَانِ",
"وَدِيَانَةٍ فِي النَّاسِ لَم يَجِدُوا سِوَى",
"أقوَالِهِم فَرَضُوا بِهَا بأمَانِ",
"لَو يَقدِرُونَ عَلَى الهُدَى لَم يَرتَضُوا",
"بَدلاً بِهِ مِن قَائِلِ البُهتَانِ",
"فأولاَءِ مَعذُورُونض ن لَم يَظلِمُوا",
"وَيُكَفِّرُوا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ",
"وَالخرونَ فَطَالِبُونَ الحَقَّ لَ",
"كِن صَدَّهُم عَن عِلمِهِ شَيئَانِ",
"مَعَ بَحثِهِم وَمُصَنَّفَاتٍ قَصدُهُم",
"مِنهَا وُصُولُهُمُ لَى العِرفَانِ",
"حدَاهُمَا طَلَبُ الحَقَائِقِ مِن سِوَى",
"أبوَابِهَا مُتَسَوِّرِي الجُدرَانِ",
"وَسُلُوكُ طُرقٍ غَيرِ مُوصِلَةٍ لَى",
"دَركِ اليَقِينِ وَمَطلَعِ اليمَانِ",
"فَتَشَابَهَت تِلك الأمُورِ عَلَيهِمُ",
"مِثلَ اشتِبَاهِ الطُّرقِ بِالحَيرَانِ",
"فَتَرَى أفَاضِلَهُم حَيَارَى كُلَّهَا",
"فِي التِّيهِ يَقرَعُ نَاجِذَ النَّدمَانِ",
"وَيَقُولُ قَد كَثُرَت عَليَّ الطُّرقُ لاَ",
"أدرِي الطَّرِيقَ الأعظَم السُّلطَانِي",
"بَل كُلُّهُم طُرقٌ مَخُوفَاتُ بِهَا ال",
"فَاتُ حَاصِلَةٌ بِلاَ حُسبَانِ",
"فَالوَقفُ غَايَتُهُ وَخِرُ أمرِهِ",
"مِنَ غَيرِ شَكٍّ مِنهُ فِي الرَّحمَنِ",
"أو دِينِهِ وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ",
"وَلِقَائِهِ وَقِيَامَةِ الأبدَانِ",
"فَأولاَءِ بَينَ الذَّنبِ وَالأجرَينِ أو",
"حدَاهُمَا أو وَاسِعِ الغُفرَانِ",
"فَانظُر لَى أحكَامِنَا فِيهِم وَقَد",
"جَحَدُوا النُّصُوصَ وَمُقتَضَى القُرنِ",
"وَانظُر لَى أحكَامِهِم فِينَا لأج",
"لِ خِلاَفِهِم ذ قَادَهُ الوَحيَانِ",
"هَل يَستَوِي الحُكمَانِ عِندَ اللهِ أو",
"عِندَ الرَّسُولِ وَعِندَ ذِي الِيمَانِ",
"الكُفرُ حَقُّ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ",
"بِالشَّرعِ يَثبُتُ لاَ بِقَولِ فَلاَنِ",
"مَن كَانَ رَبُّ العَالمِينَ وَعبدُهُ",
"قَد كَفَّرَاهُ فَذَاك ذُو الكُفرَانِ",
"فَهَلُمَّ وَيحَكُم نُحَاكِمكُم لَى النَّ",
"صَّينِ مِن وَحيٍ وَمِن قُرنِ",
"وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال",
"الكُفرَانِ حَقًّا أو عَلَى الِيمَانِ",
"فَليَهنِكُم تَكفِيرُ مَن حَكَمَت بِِس",
"لاَمٍ وَيمَانٍ لَهُ النَّصَّانِ",
"لَكِنَّ غَايَتَهُ كفَايَةِ مَن سِوَى ال",
"مَعصُومِ غَايَةِ نَوعِ ذَا الِحسَانِ",
"خَطأٌ يُصِيرُ الأجرَ كَفلاً وَاحِداً",
"ن فَاتَهُ مِن أجلِهِ الكِفلاَنِ",
"ن كَان ذَاكَ مُكَفِّراً يَا أمَّةَ ال",
"عُدوَانش مَن هَذَا عَلَى الِيمَانِ",
"قَد دَارَ بَينَ الأجرِ وَالأجرَينِ وَالتَّ",
"كفِيرِ بِالدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ",
"كَفَّرتُمُ وَاللهِ مَن شَهِدَ الرَّسُو",
"لُ بِأنَّهُ حَقًّا علَى الِيمَانِ",
"ثِنتَانِ مِن قِبَلِ الرَّسُولِ وَخصلَةٌ",
"مِن عِندِكُم أفَأنتُمَا عِدلاَنِ",
"كم ذا التلاعب منكم بالدين وال",
"يمان مثل تلاعب الصبيان",
"خسفت قلوبكم كما خسفت عقو",
"لكم فلا تزكو على القرن",
"كم ذا تقولوا مجمل ومفصل",
"وظواهر عزلت عن الايقان",
"حتى ذا رأى الرجال أتاكم",
"فاسمع لما يوصي بلا برهان",
"مثل الخفافيش التي ان جاءها",
"ضوء النهار ففي كوى الحيطان",
"عميت عن الشمس المنيرة لا تطي",
"ق هداية فيها الى الطيران",
"حتى ذا ما الليل جاء ظلامه",
"جالت بظلمته بكل مكان",
"فترى الموحد حين يسمع قولهم",
"ويراهم في محنة وهوان",
"وارحمتاه لعينه ولأذنه",
"يا محنة العينين والأذنان",
"ن قال حقا كفروه ون يقو",
"لوا باطلا نسبوه للايمان",
"حتى ذا ما رده عادوه مث",
"ل عداوة الشيطان للانسان",
"قالوا له خالفت أقوال الشيو",
"خ ولم يبالوا الخلف للفرقان",
"خالفت أقوال الشيوخ فأنتم",
"خالفتم من جاء بالقرن",
"خالفتم قول الرسول وانما",
"خالفت من جراه قولا فلان",
"يا حبذا ذاك الخلاف فنه",
"عين الوفاق لطاعة الرحمن",
"أو ما علمت بأن أعداء الرسو",
"ل عليه عابوا الخلف بالبهتان",
"لشيوخهم ولما عليه قد مضى",
"أسلافهم في سالف الأزمان",
"ما العيب الا في خلاف النص لا",
"رأي الرجال وفكرة الأذهان",
"أنتم تعيبونا بهذا وهو من",
"توفيقنا والفضل للمنان",
"فليهنكم خلف النصوص ويهننا",
"خلف الشيوخ أيستوي الخلفان",
"والله ما تسوى عقول جميع أه",
"ل الرض نصا صح ذا تبيان",
"حتى نقدمها عليه معرض",
"ين مؤولين محرّفي القرن",
"والله أن النص فيما بيننا",
"لأجل من راء كل فلان",
"والله لم ينقم علينا منكم",
"أبدا خلاف النص من انسان",
"لكن خلاف الأشعري بزعمكم",
"وكذبتم أنتم على الانسان",
"كفرتم من قال ما قد قاله",
"في كتبه حقا بلا كتمان",
"هذا وخالفناه في القرن مث",
"ل خلافكم الفوق للرحمن",
"فالأشعري مصرح بالاستوا",
"ء وبالعلو بغاية التبيان",
"ومصرح أيضا بثبات اليدين ووج",
"ه رب العرش ذي السلطان",
"ومصرح أيضا بأن لربنا",
"سبحانه عينان ناظرتان",
"ومصرح أيضا باثبات النزو",
"ل لربنا نحو الرفيع الداني",
"ومصرح أيضا بأثبات الأصا",
"بع مثل ما قد قال ذو البرهان",
"ومصرح أيضا بأن الله يو",
"م الحشر يبصره أولو الايمان",
"جهرا يرون الله فوق سمائه",
"رؤيا العيان كما يرى القمران",
"ومصرح أيضا باثبات المج",
"يء وأنه يأتي بلا نكران",
"ومصرح بفساد قول مؤول",
"للاستواء بقهر ذي سلطان",
"وصرح أن الألى قد قالوا بذا الت",
"أويل أهلا ضلالة ببيان",
"ومصرح أن الذي قد قاله",
"أهل الحديث وعسكر القرن",
"هو قوله يلقى عليه ربه",
"وبه يدين الله كل أوان",
"لكنه قد قال أن كلامه",
"معنى يقوم بربنا الرحمن",
"في القول خالفناه نحن وأنتم",
"في الفوق والأوصاف للديان",
"لم كان نفس خلافنا كفرا وكا",
"ن خلافكم هو مقتضى الايمان",
"هذا وخالفتم لنص حين خا",
"لفنا لرأي الجهم ذي البهتان",
"والله ما لكم جواب غير تك",
"فير بلا علم ولا يقان",
"أستغفر الله العظيم لكم جوا",
"ب غير ذا الشكوى الى السلطان",
"فهو الجواب لديكم ولنحن من",
"تظروه منكم يا أولي البرهان",
"والله لا للأشعري تبعتم",
"كلا ولا للنص بالاحسان",
"ما ذنبهم ذ خالفوك لقوله",
"ما خالفوه لأجل قول فلان",
"لو وافقوك وخالفوه كنت تش",
"هد أنهم حقا أولو الايمان",
"لما تحيّزتم الى الأشياخ وان",
"حازوا الى المبعوث بالقرن",
"نسبوا اليه دون كل مقالة",
"او حالة أو قائل ومكان",
"هذا انتساب أولى التفريق نسبته",
"من أربع معلومة التبيان",
"فلذا غضبتم حينما انتسبوا الى",
"خبر الرسول بنسبة الاحسان",
"يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخل",
"وا الجهل والدعوى بلا برهان",
"ما في الرياسة بالجهالة غير ضح",
"كة عاقل منكم مدى الأزمان",
"لا ترتضوا برياسة البقر التي",
"رؤساؤها من جملة الثيران",
"يا مبغضا أهل الحديث وشاتما",
"أبشر بعقد ولاية الشيطان",
"أو ما علمت بأنهم أنصار دي",
"ن الله والايمان والقرن",
"أو ما علمت بأن أنصار الرسو",
"ل هم بلا شك ولانكران",
"هل يبغض الأنصار عبد مؤمن",
"أو مدرك لروائح الايمان",
"شهد الرسول بذاك وهي شهادة",
"من أصدق الثقلين بالبرهان",
"أو ما علمت بأن خزرج دينه",
"والأوس هم أبدا بكل زمان",
"فوضعتم لهم من باب الألقاب ما",
"تستقبحون وذا من العدوان",
"هم يشهدونكم على بطلانها",
"أفتشهدونهم على البطلان",
"ما ضرهم والله بغضكم لهم",
"ذ وافقوا حقا رضا الرحمن",
"يا من يعاديهم لأجل مكل",
"ومناصب ورياسة الاخوان",
"تهنيك هاتيك العداوة كم بها",
"من جسرة ومذلة وهوان",
"ولسوف تجني غيها والله عن",
"قرب وتذكر صدق ذي الايمان",
"فذا تقطعت الوسائل وانتهت",
"تلك المكل في سريع زمان",
"هناك تقرع سن ندمان على الت",
"فريط وقت السير والامكان",
"وهناك تعلم ما بضاعتك التي",
"حصلتها في سالف الأزمان",
"الا الوبال عليك والحسرات وال",
"خسران عند الوضع في الميزان",
"قيل وقال ما له من حاصل",
"لا العناء وكل ذي الأذهان",
"والله ما يجدي عليك هنالك الا",
"ذا الذي جاءت به الوحيان",
"والله ما ينجيك من سجن الجحي",
"م سوى الحديث ومحكم القرن",
"والله ليس الناس الا أهله",
"وسواهم من جملة الحيوان",
"ولسوف تذكر بر ذي الايمان عن",
"قرب وتقرع ناجذ الندمان",
"رفعوا به رأسا ولم يرفع به",
"أهل الكلام ومنطق اليونان",
"فهم كما قال الرسول ممثلا",
"بالماء مهبطة على القيعان",
"لا الماء تمسكه ولا كلأ بها",
"يرعاه ذو كبد من الحيوان",
"هذا اذا لم يحرق الزرع الذي",
"بجوارها بالنار أو بدخان",
"والجاهلون بذا وهذا هم زوا",
"ن الزرع أي والله شر زوان",
"وهم لدى غرس الاله كمثل غر",
"س الدلب بين مغارس الرمان",
"يمتص ماء لزرع مع تضييقه",
"أبدا عليه وليس ذا قنوان",
"ذا حالهم مع حال أهل العلم ان",
"صار الرسول فوراس الايمان",
"فعليه من قبل الاله تحية",
"والله يبقيه مدى الأزمان",
"لولاه ما سقى الغراس فسوق ذا",
"ك الماء للدلب العظيم الشان",
"فالغرس جلب كله وهو الذي",
"يسقى ويحفظ عند أهل زمان",
"فالغرس في تلك الحضارة شارب",
"فضل المياه مصاوه البستان",
"لكنما البلوى من لحطاب قط",
"اع الغراس وعاقر الحيطان",
"بالفوس يضرب في أصول الغرس كي",
"يجتثها ويظن ذا احسان",
"ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد",
"في ذا سوى التثبيت للعيدان",
"يا خيبة البستان من حطابه",
"ما بعد ذا الحطاب من بستان",
"في قلبه غل على البس",
"تان فهو موكل بالقطع كل أوان",
"فالجاهلون شرار أهل الحق وال",
"علماء سادتهم أولو الاحسان",
"والجاهلون خيار أحزاب الضلا",
"ل وشيعة الكفران والشيطان",
"وشرارهم علماؤهم هم شر خل",
"ق الله فة هذه الأكوان",
"يا قوم فرض الهجرتين بحاله",
"والله لم ينسخ الى ذا الن",
"فالهجر الأول الى الرحمن بال",
"خلاص في سر وفي اعلان",
"حتى يكون القصد وجه اله بال",
"أقوال والأعمال والايمان",
"ويكون كل الدين للرحمن ما",
"لسواه شيء فيه من نسان",
"والحب والبغض اللذان هما ل",
"كل ولاية وعداوة أصلان",
"لله أيضا هكذا الاعطاء والمن",
"ع اللذان عليهما يقفان",
"والله هذا شطر دين الله",
"والتحيكم للمختار شطر ثان",
"وكلاهما الاحسان لمن يتقبل الرح",
"من من سعي بلا احسان",
"والهجرة الأخرى الى المبعوث بال",
"سلام والايمان والاحسان",
"أترون هذي هجرة الأبدان لا",
"والله بل هي هجرة الايمان",
"قطع المسافة بالقلوب اليه في",
"درك الأصول مع الفروع وذان",
"أبدا اليه حكمها لا غيره",
"فالحكم ما حكمت به النصان",
"يا هجرة طالت مسافتها على",
"من خص بالحرمان والخذلان",
"يا هجرة طالت مسافتها على",
"كسلان منخوب الفؤاد جبان",
"يا هجرة والعبد فوق فراشه",
"سبق السعادة لمنزل الرضوان",
"ساروا أحث السير وهو فسيره",
"سير الدلال وليس بالذملان",
"هذا وتنظره أمام الركب كالع",
"لم العظيم يشاف في القيعان",
"رفعت له أعلام هاتيك النصو",
"ص رؤؤوسها شابت من النيران",
"نار هي النور المبين ولم يكن",
"ليراه لا من له عينان",
"محكولتان بمرود الوحيين لا",
"بمراود الراء والهذيان",
"فلذاك شمر نحوها لم يلتفت",
"لا عن شمائله ولا أيمان",
"يا قوم لو هاجرتم لرأيتم",
"أعلان طيبة رؤية بعيان",
"ورأيتم ذاك اللواء وتحته الرس",
"ل الكرام وعسكر القرن",
"أصحاب بدر والألى قد بايعوا",
"أزكى البرية بيعة الرضوان",
"وكذا المهاجرة الألى سبقوا كذا ال",
"أنصار أهل الدار والايمان",
"والتابعون لهم باحسان وسا",
"لك هديهم أبدا بكل زمان",
"لكن رضيتم بالأماني وابتلي",
"تم بالحظوظ ونصرة الاخوان",
"بل غركم ذاك الغرور وسولت",
"لكم النفوس وساوس الشيطان",
"ونبذتم غسل النصوص وراءكم",
"وقنعتم بقطارة الأذهان",
"وتركتم الوحيين زهدا فيهما",
"ورغبتم في رأي كل فلان",
"وعزلتم النصين عما وليا",
"للحكم فيه عزل ذي عدوان",
"وزعمتم أن ليس يحكم بيننا",
"الا العقول ومنطق اليونان",
"فهما بحكم الحق أولى منهما",
"سبحانك اللهم ذا السبحان",
"حتى ذا انكشف الغطاء وحصلت",
"أعمال هذا الخلق في الميزان",
"وذا انجلى هذا الغبار وصار مي",
"دان السباق تناله العينان",
"وبدت على تلك الوجوه سماتها",
"وسم المليك القادر الديان",
"مبيضة مثل الرياض بجنة",
"والسود مثل الفحم للنيران",
"فهناك يعلم كل راكب ما تحته",
"وهناك يقرع ناجذ الندمان",
"وهناك تعلم كل نفس ما الذي",
"معها من الأرباح والخسران",
"وهناك يعلم مؤثر الراء والش",
"طحات والهذيان والبطلان",
"أي البضائع قد أضاع وما الذي",
"منها تعوض في الزمان الفاني",
"سبحان رب الخلق قاسم فضله",
"والعدل بين الناس في بالميزان",
"لو شاء كان الناس شيئا واحدا",
"ما فيهم من تائه جيران",
"لكنه سبحانه يختص بالفض",
"ل العظيم خلاصة الانسان",
"وسواهم لا يصلحون لصالح",
"كالشوك فهو عمارة النيران",
"وعمارة الجنات هم أهل الهدى",
"الله أكبر ليس يستويان",
"فسل الهداية من أزمة أمرنا",
"بيديه مسألة الذليل العاني",
"وسل العياذ من اثنتين هما اللتا",
"ن بهلك هذا الخلق كافلتان",
"شر النفوس وسيء الأعمال ما",
"والله أعظم منهما شران",
"ولقد أتى هذا التعوذ منهما",
"في خطبة المبعوث بالقرن",
"لو كان يدري العبد أن مصابه",
"في هذه الدنيا هما الشران",
"جعل التعوذ منهما ديدانه",
"حتى تراه داخل الأكفان",
"وسل العياذ من التكبر والهوى",
"فهما لكل الشر جامعتان",
"وهما يصدان الفتى عن كل طر",
"ق الخير ذ في قلبه يلجان",
"فتراه يمنعه هواه تارة",
"والكبر أخرى ثم يشتركان",
"والله ما في النار لا تابع",
"هذين فاسأل ساكني النيران",
"والله لو جردت نفسك منهما",
"لأتت اليك وفود كل تهان",
"والفرق بين الدعوتين فظاهر",
"جدا لمن كانت له أذنان",
"فرق مبين ظاهر لا يختفي",
"يضاحه الا على العميان",
"فالرسل جاؤونا بثبات العلو",
"لربنا من فوق كل مكان",
"وكذا أتونا بالصفات لربنا",
"الرحمن تفصيلا بكل بيان",
"وكذاك قالوا أنه متكلم",
"وكلامه المسموع بالذان",
"وكذاك قالوا أنه سبحانه",
"المرئي يوم لقائه بعيان",
"وكذاك قالوا أنه الفعال حق",
"ا كل يوم ربنا في شان",
"وأتيتمونا أنتم بالنفي والت",
"عطيل بل بشهادة الكفران",
"للمثبتين صفاته وعلوه",
"ونداءه في عرف كل لسان",
"شهدوا بيمان المقر بأنه",
"فوق السماء مباين الأكوان",
"وشهدتم أنتم بتمفير الذي",
"قد قال ذلك يا أولي العدوان",
"وأتى بأين الله اقرارا ونط",
"قا قلتم هذا من البهتان",
"فسلوا لنا بالأين مثل سؤالنا",
"ما الكون عندكم هما شيئان",
"وكذا أتونا بالبيان فقلتم",
"باللغز أين اللغز من تبيان",
"ذ كان مدلول الكلام ووضعه",
"لم يقصدوه بنطقهم بلسان",
"والقصد منه غير مفهوم به",
"ما اللغز عند الناس لا ذان",
"يا قوم رسل الله أعرف منكم",
"وأتم نصحا في كمال بيان",
"اترونهم قد ألغزوا التوحيد ذ",
"بينتموه يا أولي العرفان",
"أترونهم قد أظهروا التشبيه وه",
"و لديكم كعبادة الأوثان",
"ولأي شيء صرحوا بخلافه",
"تصريح تفصيل بلا كتمان",
"ولأي شيء بالغوا في الوصف با",
"لثبات دون النفي كل زمان",
"ولأي شيء أنتم بالغتم",
"في النفي والتعطيل بالقفزان",
"فجعلتم نفي الصفات مفصلا",
"تفصيل نفي العيب والنقصان",
"وجعلتم الاثبات أمرا مجملا",
"عكس الذي قالوه بالبرهان",
"أتراهمعجزوا عن التبيان واس",
"توليتم أنتم على التبيان",
"أترون أفراخ اليهود وأم",
"ة التعطيل والعبّاد للنيران",
"ووقاح أرباب الكلام الباطل الم",
"ذموم عند أئمة الايمان",
"من كل جهمي ومعتزل ومن",
"والاهما من حزب جنكسخان",
"بالله أعلم من جميع الرسل والت",
"وراة والانجيل والقرن",
"فسلوهم بسؤال كتبهم التي",
"جاءوا بها عن علم هذا الشأن",
"وسلوهم هل ربكم في أرضه",
"أو في السماء وفوق كل مكان",
"أم ليس من ذا كله شيء فلا",
"هو داخل أو خارج الأكوان",
"فالعلم والتبيان والنصح الذي",
"فيهم يبين الحق كل بيان",
"لكنما الألغاز والتلبيس وال",
"كتمان فعل معلم شيطان",
"يا رب هم يشكوننا أبدا",
"ببغيهم وظلمهم الى السلطان",
"ويلبسون عليه حتى أنه",
"ليظنهم هم ناصرو الايمان",
"فيرونه البدع المضلة في قوا",
"لب سنة نبوية وقرن",
"ويرونه الاثبات للأوصاف في",
"أمر شنيع ظاهر النكران",
"فيلبسون عليه تلبيسين لو",
"كشفنا له باداهم بطعان",
"يا فرقة التلبيس لا حييتم",
"ابدا وحييتم بكل هوان",
"لكننا نشكوهم وصنيعتهم",
"أبدا اليك فأنت ذو السلطان",
"فاسمع شكايتنا وأشك محقتنا",
"والمبطل اردده عن البطلان",
"راجع به سبل الهدى والطف به",
"حتى تريه الحق ذا تبيان",
"وارحمه وارحم سعيه المسكين قد",
"ضل الطريق وتاه في القيعان",
"يا رب قد عم المصاب بهذه ال",
"راء والشطحات والبهتان",
"هجروا لها الوحيين والفطرات",
"والثار لم يعبوا بذا الهجران",
"قالوا وتلك ظواهر لفظية",
"لم تغن شيئا طالب البرهان",
"فالعقل أولى أن يصار اليه من",
"هذه الظواهر عند ذي العرفان",
"ثم ادعى كل بأن العقل ما",
"قد قلته دون الفريق الثاني",
"يا رب قد خار العباد بعقل من",
"يزنون وحيك فائت بالميزان",
"وبعقل من يفقضي عليك فكلهم",
"قد جاء بالمعقول والبرهان",
"يا رب ارشدنا الى معقول من",
"يقع التحاكم أننا خصمان",
"جاءوا بشبهات وقالوا أنها",
"معقولة ببدائه الأذهان",
"وكل يناقض بعضه بعضا وما",
"في الحق معقولان مختلفان",
"قضوا بها كذبا علي وجرأة",
"منهم وما التفتوا الى القرن",
"يا رب قد أوهى النفاة حبائل ال",
"قرن والثار والايمان",
"يا رب قد قلب النفاة الدين والا",
"يمان ظهر منه فوق بطان",
"يارب قد بغت النفاة وأجلبوا",
"بالخيل والرجل الحقير الشان",
"نصبوا الحبائل والغوائل للألى",
"أخذوا بوحيك دون قول فلان",
"ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن",
"يعصيهم ساموه شر هوان",
"وقضوا على من لم يقل بضلالهم",
"باللعن والتضليل والكفران",
"وقضوا على أتباع وحيك بالذي",
"هم أهله لا عسكر الفرقان",
"وقضوا بعزلهم وقتلهم وحب",
"سهم ونفيهم عن الأوطان",
"وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب ال",
"حمر التي نفرت بلا أرسان",
"حتى كأنهم تواصوا بينهم",
"يوصي بذلك أول للثاني",
"هجروا كلامك مبتدع لمن",
"قد دان بالثار والقرن",
"فكأنه فيما لديهم مصحف",
"في بيت زنديق أخي كفران",
"أو مسجد بجوار قوم همهم",
"في الفسق لا في طاعة الرحمن",
"وخواصهم لم يقرءوه تدبرا",
"بل للتبرك لا لفهم معان",
"وعوامهم في الشع أو في ختمة",
"أو تربة عوضا لذي الأثمان",
"هذا وهم حرفية التجويد أو",
"صوتية الأنغام والألحان",
"يا رب قد قالوا بأن مصاحف الا",
"سلام ما فيها من القرن",
"الا المداد وهذه الأوراق وال",
"جلد الذي قد سل من حيوان",
"والكل مخلوق ولست بقائل",
"أصلا ولا حرفا من القرن",
"ان ذاك الا قول مخلوق وهل",
"هو جبريل أو الرسول فذان",
"قولان مشهوران قد قالتهما",
"أشياخهم يا محنة القرن",
"لو داسه رجل لقالوا لم يطأ",
"الا المداد وكاغد الانسان",
"يا رب زالت حرمة القرن من",
"تلك القلوب وحرمة الايمان",
"وجرى على الأفواه منهم قولهم",
"ما بيننا لله من قرن",
"منا بيننا الا الحكاية عن",
"ه والتعبير ذاك عبارة بلسان",
"هذا وما التالون عمالا به",
"ذ هم قد استغنوا بقول فلان",
"ان كان قد جاز الحناجر منهم",
"فبقدر ما عقلوا من القرن",
"والباحثون فقدموا رأي الرجا",
"ل عليه تصريحا بلا كتمان",
"عزلوه ذ ولوا سواه وكان ذا",
"ك العزل قائدهم لى الخذلان",
"قالوا ولم يحصل لنا منه يقي",
"ن فهو معزول عن الايقان",
"ن اليقين قواطع عقلية",
"ميزانها هو منطق اليونان",
"هذا دليل الرفع منه وهذه",
"أعلامه في خر الأزمان",
"يا رب من أهلوه حقا كي يرى",
"قدامهم منا على الأذقان",
"أهلوه نت لا يرتضي منه بدي",
"لا فهو كافيهم بلا نقصان",
"وهو الدليل لهم وهاديهم الى ال",
"يمان والايقان والعرفان",
"هو موصل لهم الى درك اليقي",
"ن حقيقة وقواطع البرهان",
"يا رب نحن العاجزون بحبهم",
"يا قلة الأنصار والأعوان",
"يا قوم قد حانت صلاة الفجر فان",
"تبهوا فني معلن بأذان",
"لا بالملحن والمبدل ذاك بل",
"تأذين حق واضح التبيان",
"وهو الذي حقا اجابته على",
"كل مارئ فرض على الأعيان",
"الله أكبر أن يكون كلامه ال",
"عربي مخلوقا من الأكوان",
"والله أكبر أن يكون رسوله ال",
"ملكي أنشأه عن الرحمن",
"والله أكبر أن يكون رسوله الب",
"شري أنشأه لنا بلسان",
"هذي مقالات لكم يا أمة الت",
"شبيه ما أنتم على يمان",
"شبهتم الرحمن بالأوثان في",
"عدم الكلام وذاك للأوثان",
"مما يدل بأنها ليست ب",
"لهة وذا البرهان في الفرقان",
"في سورة الأعراف مع طه وثا",
"لثها فلا تعدل عن القرن",
"أفصح أن الجاحدين لكونه",
"متكلما بحقيقة وبيان",
"هم أهل تعطيل وتشبيه معا",
"بالجامدات عظيمة النقصان",
"لا تقذفوا بالداء منكم يا شيعة الر",
"حمن أهل العلم والعرفان",
"ن الذي نزل الأمين به على",
"قلب الرسول الواضح البرهان",
"هو قول ربي اللفظ والمعنى جمي",
"عا ذ هما أخوان مصطحبان",
"لا تقطعوا رحما تولى وصلها",
"الرحمن وتنسلخوا من الايمان",
"ولقد شفانا قول شاعرنا الذي",
"قال الصواب وجاء بالاحسان",
"ن الذي هو في المصاحف مثبت",
"بأنامل الأشياخ والشبان",
"هو قول ربي ية وحروفه",
"ومدادنا والرق مخلوقان",
"والله أكبر من على العرش استوى",
"لكنه استولى على الأكوان",
"والله أكبر ذو المعارج من الي",
"ه تعرج الأملاك كل أوان",
"والله أكبر من يخاف جلاله",
"املاكه من فوقهم ببيان",
"والله أكبر من غدا لسريره",
"أط به كالرحل للركبان",
"والله أكبر من أتانا قوله",
"من عنده من فوق ست ثمان",
"نزل الأمين به بأمر الله من",
"رب على العرش استوى الرحمن",
"والله أكبر قاهر فوق العبا",
"د فلا تضع فوقية الرحمن",
"من كل وجه تلك ثابتة له",
"لا تهضموها يا أولي البهتان",
"قهرا وقدرا واستواء الذات فو",
"ق العرش بالبرهان",
"فبذاته خلق السموات العلى",
"ثم استوى بالذات فافهم ذان",
"فضمير فعل الاستواء يعود لل",
"ذات التي ذكرت بلا فرقان",
"هو ربنا خالق هو مستو",
"بالذات هذي كلها بوزان",
"والله أكبر ذو العلو المطلق ال",
"معلوم بالفطرات والايمان",
"فعلوه من كل وجه ثابت",
"فالله أكبر جل ذو السلطان",
"والله أكبر من رقا فوق الطبا",
"ق رسوله فدنا من الديان",
"واليه قد صعد الرسول حقيقة",
"لا تنكروا المعراج بالبهتان",
"ودنا من الجبار جل جلاله",
"ودنا اليه الرب ذو الاحسان",
"والله قد أحصى الذي قد قلتم",
"في ذلك المعراج بالميزان",
"قلتم خيالا أو أكاذيبا او ال",
"معراج لم يحصل الى الرحمن",
"ذا كان ما فوق السموات العلى",
"رب اليه منتهى الانسان",
"والله أكبرمن أشار رسوله",
"حقا اليه بصبع وبنان",
"في مجمع الحج العظيم بموقف",
"دون المعرف موقف الغفران",
"من قال منكم من أشار بأصبع",
"قطعت فعند الله يجتمعان",
"والله أكبر ظاهر ما فوقه",
"شيء وشأن الله أعظم شان",
"والله أكبر عرشه وسع السما",
"والأرض والكرسي ذا الأركان",
"وكذلك الكرسي قد وسع الطبا",
"ق السبع والأرضين بالبرهان",
"فوق العرش والكرسي لا",
"يخفى عليه خواطر الانسان",
"لا تحصروه في مكان ذ تقو",
"لوا ربنا حقا بكل مكان",
"نزهتموه بجهلكم عن عرشه",
"وحصرتمونه في مكان ثان",
"لا تقدموه بقول داخل",
"فينا ولا هو خارج الأكوان",
"الله أكبر هتكت أستاركم",
"وبدت لمن كانت له عينان",
"والله أكبر جل عن شبه وعن",
"مثل وعن تعطيل ذي كفران",
"والله أكبر من له الأسماء وال",
"أوصاف كاملة بلا نقصان",
"والله أكبر جل عن ولد وصا",
"حبة وعن كفء وعن خذان",
"والله أكبر جل عن شبه الجما",
"د كقول ذي التعطيل والكفران",
"هم شبهوه بالجماد وليتهم",
"قد شبهوه بكامل ذي شأن",
"الله أكبر جل عن شبه العبا",
"د فذان تشبيهان ممتنعان",
"واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ",
"كانا هما لا شك مصطحبان",
"أبدا فكل معطل هو مشرك",
"حتما وهذا واضح التبيان",
"فالعبد مضطر الى من يكشف الب",
"لوى ويغني فاقة الانسان",
"واليه يصمد في الحوائج كلها",
"واليه يفزع طالب لأمان",
"فذا انتفت أوصافه وفعاله",
"وعلوه من فوق كل مكان",
"والله أكبر واحد صمد فك",
"ل الشأن في صمدية الرحمن",
"نفت الولادة والأبوة عنه وال",
"كفء الذي هو لازم الانسان",
"وكذاك أثبتت الصفات جميعها",
"لله سالمة من النقصان",
"واليه يصمد كل مخلوق فلا",
"صمد سواه عز ذو السلطان",
"لا شيء يشبهه تعالى كيف يشب",
"هه خلقه ما ذاك في مكان",
"لكن ثبوت صفاته وكلامه",
"وعلوه حقا بلا نكران",
"لا تجعلوا الاثبات تشبيها له",
"يا فرقة التشبيه والطغيان",
"كم ترتقون بسلم التنزيه للت",
"عطيل ترويجا على العميان",
"فالله أكبر أن يكون صفاته",
"كصفاتنا جل العظيم الشان",
"هذا هو التشبيه لا ثبات أو",
"صاف الكمال فما هما سيان",
"فزع العباد الى سواه وكان ذا",
"من جانب التعطيل والنكران",
"فمعطل الأوصاف ذاك معطل الت",
"وحيد حقا ذان تعطيلان",
"قد عطلا بلسان كل الرسل من",
"نوح الى المبعوث بالقرن",
"والناس في هذا ثلاث طوائف",
"ما رابع بذي امكان",
"احدى الطوائف مشرك بلهه",
"فذا دعاه لها ثان",
"هذا وثاني هذه الأقسام ذا",
"لك جاحد يدعو سوى الرحمن",
"هو جاحد للرب يدعو غيره",
"شركا وتعطيلا له قدمان",
"هذا وثالث هذه الأقسام خير ال",
"خلق ذاك وخلاصة الانسان",
"يدعو الاله الحق لا يدعو سوا",
"قط في الأشياء والأكوان",
"يدعوه في الرغبات والرهبان وال",
"حالات من سر ومن اعلان",
"توحيده نوعان علمي وقص",
"دي كما قد جرد النوعان",
"في سورة الاخلاص مع تال لنث",
"ر الله قل يا أيها ببيان",
"ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا",
"وكذاك سنة مغرب طربفان",
"ليكون مفتتح النهار وختمه",
"تجريدك التوحيد للديان",
"وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا",
"ختما لسعي الليل بالذان",
"وكذاك قد شرعا بركعتي الطوا",
"ف وذاك تحقيق لهذا الشان",
"فهما ذا أخوان مصطحبان لا",
"يتفارقان وليس ينفصلان",
"فمعطل الأوصاف ذو شرك كذا",
"ذو الشرك فهو معطل الرحمن",
"أو بضع أوصاف الكمال له فحق",
"ق ذا ولا تسرع الى نكران",
"لكن أخو التعطيل شر من أخي ال",
"شراك بالمعقول والبرهان",
"ن المعطل جاحد للذات أو",
"لكمالها هذان تعطيلان",
"متضمنان القدح في نفس الألو",
"هة كم بذاك القدح من نقصان",
"والشرك فهو توسل مقصوده الز",
"لفى من الرب العظيم الشان",
"بعبادة المخلوق من حجر ومن",
"بشر ومن قبر ومن أوثان",
"فالشرك تعظيم بجهل من قيا",
"س الرب بالأمران والسلطان",
"ظنوا بان الباب لا يغشى بدو",
"ن توسط الشفعاء والأعوان",
"ودهاهم ذاك القياس المستبين",
"فساده ببداهة الانسان",
"الفرق بين الله والسلطان من",
"كل الوجوه لمن له أذنان",
"ن الملوك لعاجزون وما لهم",
"علم بأحوال الدعا بأذان",
"كلا ولا هم قادرون على الذي",
"يحتاجه الانسان كل زمان",
"كلا وما تلك الارادة فيهم",
"لقضا حوائج كل ما انسان",
"كلا ولا وسعوا الخليقة رحمة",
"من كل وجه هم أولو النقصان",
"فلذلك احتاجوا الى تلك الوسا",
"ئط حاجة منهم مدى الأزمان",
"أما الذي هو عالم للغيب مق",
"تدر على ما شاء ذو حسان",
"وتخافه الشفعاء ليس يريد من",
"هم حاجة جل العظيم الشأن",
"بل كل حاجات لهم فاليه لا",
"لسواه من ملك ولا انسان",
"وله الشفاعة كلها وهو الذي",
"في ذاك يأذن للشفيع الداني",
"لمن ارتضى ممن يوحده ولم",
"يشرك به شيئا لما قد جاء في القرن",
"سبقت شفاعته اليه فهو مش",
"فوع اليه وشافع ذو شان",
"فلذا أقام الشافعين كرامة",
"لهم ورحمة صاحب العصيان",
"فالكل منه بدا ومرجعه الي",
"ه وحده ما من اله ثان",
"غلط الألى جعلوا الشفاعة من سوا",
"ه اليه دون الاذن من رحمن",
"هذي شفاعة كل ذي شرك فلا",
"تعقد عليها يا أخا الايمان",
"والله في القرن أبطلها فلا",
"تعدل عن الثار والقرن",
"وكذا الولاية كلها لله لا",
"لسواه من ملك ولا نسان",
"والله لم يفهم أولو الاشراك ذا",
"وره تنقيصا أولو النقصان",
"ذ قد تضمن عزل من يدّعي س",
"وى الرحمن بل أحدية الرحمن",
"بل كل مدعو سواه من لدن",
"عرش الاله الى الحضيض الداني",
"هو باطل في مفسه ودعاه عا",
"بده له من أبطل البطلان",
"فله الولاية والولاية ما لنا",
"من دونه وال من الأكوان",
"فذا تولاه امرؤ دون الورى",
"طرا تولاه العظيم الشان",
"وذا تولى غيره من دونه",
"ولاه ما يرضى به لهوان",
"في هذه الدنيا وبعد مماته",
"وكذاك عند قيامة الأبدان",
"حقا يناديهم ندا سبحانه",
"يوم المعاد فيسمع الثقلان",
"يا من يريد ولاية الرحمن دو",
"ن ولاية الشيطان والأوثان",
"فارق جميع الناس في شراكهم",
"حتى تنال ولاية الرحمن",
"يكفيك من وسع الخلائق رحمة",
"وكفاية ذو الفضل والاحسان",
"يكفيك رب لم تزل ألطافه",
"تأتي اليك برحمة وحنان",
"يكفيك رب لم تزل في ستره",
"ويراك حين تجيء بالعصيان",
"يكفيك رب لم تزل في حفظه",
"ووقاية منه مدى الأزمان",
"يكفيك رب لم تزل في فضله",
"متقلبا في السر والاعلان",
"يدعوه أهل الأرض مع أهل السما",
"ء فكل يوم ربنا في شان",
"وهو الكفيل بكل ما يدعونه",
"لا يعتري جدواه من نقصان",
"فتوسط الشفعاء والشركاء والظ",
"هراء أمر بيّن البطلان",
"ما فيه الا محض تشبيه لهم",
"بالله وهو فأقبح البهتان",
"ما قصدهم تعظيمه سبحانه",
"ما عطلوا الأوصاف للرحمن",
"لكن أخو التعطيل ليس لديه",
"الا النفي أين النفي من يمان",
"والقلب ليس يقرّ الا بالتعب",
"د فهو يدعوه الى الأكوان",
"فترى المعطل دائما في حيرة",
"متنقلا في هذه الأعيان",
"يدعو الها ثم يدعو غيره",
"ذا شأنه أبدا مدى الأزمان",
"ونرى الموحد دائما متنقلا",
"بمنازل الطاعات والاحسان",
"ما زال ينزل في الوفاء منازلا",
"وهس الطريق له الى الرحمن",
"لكنما معبوده هو واحد",
"ما عنده ربان معبودان",
"أين الذي قد قال في ملك عظي",
"م لست فينا قط ذا سلطان",
"ما في صفاتك من صفات الملك شيء",
"كلها مسلوبة الوجدان",
"فهل استويت على سرير الملك أو",
"دبرت أمر الملك والسلطان",
"أو قلت مرسوما تنفذه الرعا",
"يا أو نطقت بلفظة ببيان",
"أو كنت ذا أمر وذا نهي وتك",
"ليم لمن وافى من البلدان",
"أو كنت ذا سمع وذا بصر وذا",
"علم وذا سخط وذا رضوان",
"أو كنت قط مكلما متكلما",
"متصرفا بالفعل كل زمان",
"أو كنت تفعل ما تشاء حقيقة ال",
"فعل الذي قد قام بالأذهان",
"أو كنت حيا فاعلا بمشيئة",
"وبقدرة أفعال ذي السلطان",
"فعل يقوم بغير فاعله محا",
"ل غير معقول لذي الانسان",
"بل حالة الفعال قبل ومع وبع",
"د هي كالتي كانت بلا فرقان",
"والله لست بفاعل شيئا ذا",
"ما كان شأنك منك هذا الشان",
"لا داخلا فينا ولا بخارج",
"عنا خيالا درت في الأذهان",
"فبأي شيء كنت فينا مالكا",
"ملكا مطاعا قاهر السطان",
"اسما ورسما لا حقيقة تحته",
"شأن الملوك أجل من ذا الشأن",
"هذا وثان وقال أنت مليكنا",
"وسواك لا نرضاه من سلطان",
"ذ حزت أوصاف الكمال جميعها",
"ولأجل ذا دانت لك الثقلان",
"وقد استويت على سري الملك واس",
"توليت مع هذا على البلدان",
"لكن بابك ليس يغشاه امرؤ",
"ن لم يجيء بالشافع المعوان",
"ويذلّ للبواب والحجاب والش",
"فعاء أهل القريب والاحسان",
"أفيستوي هذا وهذا عندكم",
"والله ما استويا لدى انسان",
"والمشركون أخف في كفرانهم",
"وكلاهما من شيعة الشيطان",
"ن المعطل بالعداوة قائم",
"في قالب التنزيه للرحمن",
"هذا وللمتمسكين بسنة ال",
"مختار عند فساد ذي الأزمان",
"أجر عظيم ليس يقدر قدره",
"الا الذي أعطاه للانسان",
"فروى أبو داود في سنن له",
"ورواه أيضا أحمد الشيباني",
"أثرا تضمن أجر خمسين أمرا",
"من صحب أحمد خيرة الرحمن",
"اسناده حسن ومصداق له",
"في مسلم فافهمه بالاحسان",
"ان العبادة وقت هرج هجرة",
"حقا الىّ وذاك ذو برهان",
"هذا وكم من هجرة لك أيها الس",
"ني بالتحقيق لا بأماني",
"هذا وكم من هجرة لهم بما",
"قال الرسول وجاء في القرن",
"ولقد أتى مصداقه في الترمذي",
"لمن له أذنتان واعيتان",
"في اجر محيي سنة ماتت فذا",
"ك مع الرسول رفيقه بجنان",
"هذا ومصداق له أيضا أتى",
"في الترمذي لمن له عينان",
"تشبيه أمته بغيث أول",
"منه وخره فمشتبهان",
"فلذالك لا يدري الذي هو منهما",
"قد خص بالتفضيل والرجحان",
"ولقد أتى أثر بأن الفضل في ال",
"طرفين أعني أولا والثاني",
"والوسط ذو ثبج فاعوج هكذا",
"جاء الحديث وليس ذا نكران",
"ولقد أتى في الوحي مصداق له",
"في الثلتين وذاك في القرن",
"أهل اليمن فثلة مع مثلها",
"والسابقون أقل في الحسبان",
"ما ذاك الا أن تابعهم هم ال",
"غرباء ليست غربة الأوطان",
"لكنها والله غربة قائم",
"بالدين بين عساكر الشيطان",
"فلذاك شبههم به متبوعهم",
"في الغربتين وذاك ذو تبيان",
"لم بشبهوهم في جميع أمورهم",
"من كل وجه ليس يستويان",
"فانظر الى تفسيره الغرباء بال",
"محيين سنته بكل زمان",
"طوبى لهم والشوق يحدوهم الى",
"أخذ الحديث ومحكم القرن",
"طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ",
"فكار أو بزبالة الأذهان",
"طوبى لهم ركبوا على متن العزا",
"ئم قاصدين لمطلع الايمان",
"طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي ال",
"راء ذ أغناهم الوحيان",
"طوبى لهم وامامهم دون الورى",
"من جاء بالايمان والفرقان",
"والله ما ائتموا بشخص دونه",
"لا ذا ما دلهم ببيان",
"في الباب ثار عظيم شأنها",
"أعيت على العلماء في الأزمان",
"ذ أجمع العلماء أن صحابة ال",
"مختار خير طوائف الانسان",
"ذا بالضرورة ليس فيه الخلف بي",
"ن اثنين ما حكيت به قولان",
"فلذاك ذي الثار أعضل أمرها",
"وبغوا لها التفسير بالاحسان",
"واسمع اذاً تأويلها وافهمه لا",
"تعجل برد منك أو نكران",
"ان البدار برد شيء لم تحط",
"علما به سبب الى الحرمان",
"الفضل منه مطلق ومقيد",
"وهما لأهل الفضل مرتبتان",
"والفضل ذو التقييد ليس بموجب",
"فضلا على الاطلاق من انسان",
"لا يوجب التقييد أن يقضي له",
"بالاستواء فكيف بالرجحان",
"ذ كان ذو الاطلاق حاز على الفضا",
"ئل فوق ذي التقييد بالاحسان",
"فاذ فرضنا واحدا قد حاز نو",
"عا لم يجزه فاضل الانسان",
"لم يوجب التخصيص من فضل علي",
"ه ولا مساواة ولا نقصان",
"ما خلق دم باليدين بموجب",
"فضلا على المبعوث بالقرن",
"وكذا خصائص من أتى من بعده",
"من كل رسل الله بالبرهان",
"فمجمد أعلاهم فوقا وما",
"حكمت لهم بهزيمة الرجحان",
"فالحاشز الخمسين أجرا لم يجز",
"ها في جميع شرائع الايمان",
"هل حازها في بدر أو أحد أو ال",
"فتح المبين وبيعة الرضوان",
"بل حازها ذ كان قد فقد المع",
"ين وهم فقد كانوا أولي أعوان",
"والرب ليس يضيع ما يتحمل",
"المتحملون لأجله من شان",
"فتحمل العبد الوحيد رضاه مع",
"فيض العدو وقلة الأعوان",
"مما يدل على يقين صادق",
"ومحبة وحقيقة العرفان",
"يكفيه ذلا واغترابا قلة الأ",
"نصار بين عساكر الشيطان",
"في كل يوم فرقة تغزوه ان",
"ترجع يوافيه الفريق الثاني",
"فسل الغريم المستضام عن الذي",
"يلقاه بين عدا بلا حسبان",
"هذا وقد بعد المدى وتطاول ال",
"عهد الذي هو موجب الاحسان",
"ولذاك كان كقابض جمرا فسل",
"أحشاءه عن حرّ ذي النيران",
"والله أعلم بالذي في قلبه",
"يكفيه علن الواحد المنان",
"في القلب أمر لييس يقدر قدره",
"الا الذي تاه للانسان",
"بر وتوحيد وصبر مع رضا",
"والشكر والتحكيم للقرن",
"سبحانه قاسم فضله بين العبا",
"د فذاك مولى الفضل والاحسان",
"فالفضل عند الله ليس بصورة الأ",
"عمال بل بحقائق الايمان",
"وتفاضل الأعمال يتبع ما يقو",
"م بقلب صاحبها من البرهان",
"حتى يكون العاملان كلاهما",
"في رتبة تبدو لنا بعيان",
"هذا وبينهما كما بين السما",
"والأرض في فضل وفي رجحان",
"ويكون بين ثواب ذا وثواب ذا",
"رتب مصاعفة بلا حسبان",
"هذا عطاء الرب جل جلاله",
"وبذاك تعرف حكمة الرحمن",
"يا خاطب الحور الحسان وطالبا",
"لوصالهن بجنة الحيوان",
"لو كنت تدري من خطبت ومن طلب",
"ت بذلت ما تحوي من الأثمان",
"أو كنت تدري أين مسكنها جعل",
"ت السعي منك لها على الأجفان",
"ولقد وصفت طريق مسكنها فان",
"رمت الوصال فلا تكن بالواني",
"أسرع وحدث السير جهدك انما",
"مسراك هذا ساعة لزمان",
"فاعشق وحدّث بالوصال النفس واب",
"ذل مهرها ما دمت ذا امكان",
"واجعل صيامك قبل لقياها ويو",
"م الوصل يوم الفطر من رمضان",
"واجعل نعوت جمالها الحادي وسر",
"تلقي المخاوف وهي ذات أمان",
"لا يلهينك منزل لعبت به",
"أيدي البلا من سالف الأزمان",
"فاقد ترحل عنه كل مسرة",
"وتبدلت بالهم والأحزان",
"سجن يضيق بصاحب الايمان ل",
"كن جنّة الماوى لذي الكفران",
"سكانها أهل الجهالة والبطا",
"لة والسفاهة أنجس السكان",
"وألذهم عيشا فأجلهم لحق",
"الله ثم حقائق القرن",
"عمرت بهم هذي الديار وأقفرت",
"منخم ربوع العلم والايمان",
"قد ثروا الدنيا ولذة عيشها ال",
"فاني على الجنات والرضوان",
"صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم",
"ورضوا بكل مذلة وهوان",
"كدحا وكدا لا يفتر عنهم",
"ما فيه من غم ومن أحزان",
"والله لو شاهدت هاتيك الصدو",
"ر رأيتها كمراجل النيران",
"ووقودها الشهوات والحسرات وال",
"لام لا تخبو مدى الأزمان",
"أبدانهم أجداث هاتيك النفو",
"س اللائي قد قبرت مع الأبدان",
"أرواحهم في وحشة وجسومهم",
"في كدحها لا في رضا الرحمن",
"هربوا من الرق الذي خلقوا له",
"فبلو ربق النفس والشيطان",
"لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم",
"فقد ارتضوا بالذل والحرمان",
"لو سارت الدنيا جناح بعوضة",
"لم يسق منها الرب ذو الكفران",
"لكنها والله أحقر عنده",
"من ذا الجناح القاصر الطيران",
"ولقد تولت بعد عن أصحابها",
"فالسعد منها حل بالدبران",
"لا يرتجي منها الوفاء لصبها",
"أين الوفا من غادر خوان",
"طبعت على كدر فكيف ينالها",
"صفو أهذا قط في الامكان",
"ياعاشق الدنيا تأهب للذي",
"قد ناله العشاق كل زمان",
"أو ماسمعت بل رأيت مصارع ال",
"عشاق من شيب ومن شبان",
"فاسمع اذا أوصافها وصفات ها",
"تيك المنازل ربة الاحسان",
"هي جنة طابت وطاب نعيمها",
"فنعيمها باق وليس بفان",
"دار السلام وجنة المأوى ومن",
"زل عسكر الايمان والقرن",
"فالدار دار سلامة وخطابهم",
"فيها سلام واسم ذي الغفران",
"درجاتها مائة وما بين اثنتي",
"ن فذاك في التحقيق للحسبان",
"مثل الذي بين السماء وبين هذي",
"الأرض قول الصاق والبرهان",
"لكن عاليها هو الفردوس مس",
"قوف بعرش الخالق الرحمن",
"وسط الجنان وعلوها فلذاك كا",
"نت قبة من أحسن البنيان",
"منه تفجر سائر الأنهار فال",
"ينبوع منه نازل بجنان",
"أبوابها حق ثمانية أتت",
"في النص وهي لصاحب الاحسان",
"باب الجهاد وذاك أعلاها وبا",
"ب الصوم يدعي الباب بالريان",
"ولكل سعي صالح باب ورب",
"السعي منه داخل بأمان",
"ولسوف يدعى المرء من أبوابها",
"جميعا ذا وفى حلى الايمان",
"منهم أبو بكر الصديق ذا",
"ك خليفة المبعوث بالقرن",
"سبعون عاما بين كل اثنين من",
"ها قدّرت بالعد والحسبان",
"هذا حديث لقيط المعروف بال",
"خبر الطويل وذا عظيم الشان",
"وعليه كل جلالة ومهابة",
"ولكم حواه بعد من عرفان",
"لكن بينهما مسيرة أربعي",
"ن رواه حبر الامة الشيباني",
"في مسند بالرفع وهو لمسلم",
"وقف كمرفوع بوجه ثان",
"ولقد روى تقديره بثلاثة ال",
"أيام لكن عند ذي العرفان",
"أعني البخاري الرضي وهو منكر",
"وحديث رواية ذو نكران",
"هذا وفتح الباب ليس بممكن",
"الا بنفتاح على أسنان",
"مفتاحه بشهادة الاخلاص والتو",
"حيد تلك شهادة الايمان",
"أسنانه الأعمال وهي شرائع ال",
"سلام والمفتاح بالأسنان",
"لا تلغين هذا المثال فكم به",
"من حل أشكال لذي العرفان",
"هذا ومن يدخل فليس بداخل",
"الا بتوقيع من الرحمن",
"وكذاك يكتب للفتى لدخوله",
"من قبل توقيعانمشهوران",
"حداهما بعد الممات وعرض أر",
"اح العباد به على الديان",
"فيقول رب العرش جا جلاله",
"للكاتبين وهم أولو الديوان",
"ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك دي",
"وان الجنان مجاور المنان",
"ديوان عليين أصحاب القر",
"ن وسنة المبعوث بالقرن",
"فذا انتهى للجسر يوم الحشر يع",
"طى للدخول اذا كتاب ثان",
"عنوانه هذا الكتاب من عزي",
"ز راحم لفلان ابن فلان",
"فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار",
"تفعت ولكن لقطوف دوان",
"هذا وقد كتب اسمه مذ كان في ال",
"أرحام قبل ولادة الانسان",
"بل قبل ذلك هو وقت القبضتي",
"ن كلاهما للعدل والاحسان",
"سبحان ذي الجبروت والملكوت وال",
"جلال والاكرام والسبحان",
"والله أكبر عالم الأسرار وال",
"علان واللحظات بالأجفان",
"والحمد لله السميع لسائر ال",
"أصوات من سر ومن علان",
"وهو الموحد والمسبح والممج",
"د والحميد ومنزل القرن",
"والأمر من قبل ومن بعد له",
"سبحانك اللهم ذا السلطان",
"هذا وان صفوفهم عشرون مع",
"مائة وهذي الأمة الثلثان",
"يرويه عنه بريدة سناده",
"سرط الصحيح بمسند الشيباني",
"وله شواهد من حديث أبي هري",
"رة وابن مسعود وحبر زمان",
"أعني ابن عباس وفي سناده",
"رجل ضعيف غير ذي اتقان",
"ولقد أتانا في الصحيح بأنهم",
"شطر وما اللفظان مختلفان",
"ذ قال أرجو تكونوا شطرهم",
"هذا رجاء منه للرحمن",
"أعطاه رب العرش ما يرجو وزا",
"د من العطاء فعال ذي الاحسان",
"هذا وأول زمرة فوجوههم",
"كالبدر ليل الست بعد ثمان",
"السابقون هم وقد كانوا هنا",
"أيضا أولي سبق الى الاحسان",
"وصغيرهم وكبيرهم في ذا على",
"حد سواء ما سوى الولدان",
"ولقد روى الخدري أيضا أنهم",
"أبناء عشر بعدها عشران",
"وكلاهما في الترمذي وليس ذا",
"بتناقض بل ها هنا أمران",
"حذف الثلاث ونيف بعد العقو",
"د وذكر ذلك عندهم سيان",
"والزمرة الأخرلا كأضواء كوكب",
"في الأفق تنظره به العينان",
"أمشاطهم ذهب ورشحهم فمس",
"ك خالص يا ذلة الحرمان",
"ويرى الذين بذيلها من فوقهم",
"مثل الكواكب رؤية بعيان",
"ما ذاك مختصا برسل الله بل",
"لهم وللصديق ذي الايمان",
"هذا وأعلاهم فناظر ربه",
"في كل يوم وقته الطرفان",
"لكن أدناهم وما فيهم دني",
"ذ ليس في الجنات من نقصان",
"فهو الذي تلقى مسافة ملكه",
"بسنيننا ألفان كاملتان",
"فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ",
"يته لأدناه القريب الداني",
"أو ماسمعت بأن خر أهلها",
"يعطيه رب لعرش ذو الغفران",
"أضعاف دنيانا جميعا عشر أم",
"ثال لها سبحان ذي الاحسان",
"هذا وسنهم ثلاث مع ثلا",
"ثين التي هي قوة الشبان",
"عند اتساع في الكلام فعندما",
"يأتوا بتحرير فبالميزان",
"والطول طول أبيهم ستون ل",
"كن عرضهم سبع بلا نقصان",
"الطول صح بغير شك في الصحي",
"حين اللذين هما لنا شمسان",
"والعرض لم نعرفه في احداهما",
"لكن رواه أحمد الشيباني",
"هذا ولا يخفى التناسب بين ه",
"ذا العرض والطول البديع الشان",
"كل على مقدرا صاحبه وذا",
"تقدير متقن صنعة الانسان",
"ألوانهم بيض وليس لهم لحى",
"جعد الشعور مكحّلوا الأجفان",
"هذا كمال الحسن في أبشارهم",
"وشعورهم وكذلك العينان",
"ولقد أتى أثر بأن لسانهم",
"بالمنطق العربي خير لسان",
"لكنّ في اسناده نظرا ففي",
"ه راويان وما هما ثبتان",
"أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يح",
"يى الأشعري وذان مغموزان",
"والريح يوجد من مسيرة أربعي",
"ن ون تشأ مائة فمرويان",
"وكذا روى سبعين أيضا صح ه",
"ذا كله وأتى به اثران",
"ما في رجالهما لنا من مطعن",
"والجمع بين الكل ذو مكان",
"وقد أتى تقديره مائة بخم",
"س ضربها من غير ما نقصان",
"ن صح هذا فهو أيضا والذي",
"من قلبه في غاية الامكان",
"أما بحسب المدركين لريحها",
"قربا وبعدا ما هما سيّان",
"أو باختلاف قرارها وعلوّها",
"أيضا وذلك اضح التبيان",
"أو باختلاف السير أيضا فهو أن",
"واع بقدر طاقة الانسان",
"ما بين ألفاظ الرسول تناقض",
"بل ذلك في الأفهام والأذهان",
"ونظير هذا سبق أهل الفقر لل",
"جنات في تقديره أثران",
"مائة بخمس ضربها أو أربعي",
"ن كلاهما في ذاك محفوظان",
"فأبو هريرة قد روى أولاهما",
"وروى لنا الثاني صحابيان",
"هذا بحسب تفاوت الفقراء في أس",
"تحقاق سبقهم الى الاحسان",
"أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا",
"ء كلاهما لا شك موجودان",
"هذا وأولهم دخولا خير خل",
"ق الله من قد خصّ بالقرن",
"والأنبياء على مراتبهم من الت",
"فضيل تلك مواهب المنان",
"هذا وأمة أحمد سباق با",
"قي الخلق عند دخولهم بجنان",
"وأحقهم بالسبق أسبقهم الى ال",
"سلام والتصديق بالقرن",
"وكذا أبو بكر هو الصديق أس",
"بقهم دخولا قول عند ذي البرهان",
"وروى ابن ماجه أن أولهم يصا",
"فحه اله العرش ذو الاحشان",
"ويكون أولهم دخولا جنة ال",
"فردوس ذلك قامع الكفران",
"فاروق دين الله ناصر قوله",
"ورسوله وشرائع الايمان",
"لكنه أثر ضعيف فيه مج",
"روح يسمى خالدا ببيان",
"لو صلح كان عمومه المخصوص بالص",
"ديق قطعا غير ذي نكران",
"هذا وأولهم دخولا فهو حم",
"اد على الحلالات للرحمن",
"ن كان في السراء أصبح حامدا",
"أو كان في الضرا فحمد ثان",
"هذا الذي هو عارف بلهه",
"وصفائه وكماله الرباني",
"وكذا الشهيد فسبقه متيقن",
"وهو الجدير بذلك الاحسان",
"وكذلك الملوك حين يقوم بال",
"حقين سباق بغير توان",
"وكذا فقير ذو عيال ليس بال",
"ملحاح بل ذو عفة وصيان",
"والجنة اسم الجنس وهي كثيرة",
"جدا ولكن أصلها نوعان",
"ذهبيتان بكل ما حوتاه من",
"حلى ونية ومن بنيان",
"وكذاك أيضا ففضة ثنتان من",
"حلى وبنيان وكل أوان",
"لكن دار الخلد والمأوى وعد",
"ن والسلام اضافة لمعان",
"أوصافها استدعت اضفتها الي",
"ها مدحة مع غاية التبيان",
"لكنما الفردوس أعلاها وأو",
"سطها مساكن صفوة الرحمن",
"أعلاه منزلة لأعلى الخلق من",
"زلة هو المبعوث بالقرن",
"وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة",
"خلصت له فضلا من الرحمن",
"ولقد أتى في سورة الرحمن تف",
"ضيل الجنان مفصلا ببيان",
"هي أربع ثنتان فاضلتان ثم",
"يليهما ثنتان مفضولان",
"فالأوليان الفضليان لأوجه",
"عشر ويعسر نظمها بوزان",
"واذا تأملت السياق وجدتها",
"فيه تلوح لمن له عينان",
"سبحان من غرست يداه جنة ال",
"فردوس عند تكامل البنيان",
"ويداه أيضا أتقنت لبنائها",
"فتبارك الرحمن أعظم بان",
"هي في الجنان كدم وكلاهما",
"تفضيله من أجل هذا الشان",
"لكنما الجهميّ ليس لديه من",
"ذا الفضل شيء فهو ذو نكران",
"ولد عقوق عق والده ولم",
"يثبت بذا فضلا على شيطان",
"فكلاهما تأثير قدرته وتأ",
"ثير المشيئة ليس ثم يدان",
"لاهما أو نعمتاه وخلقه",
"كل بنعمة ربه المنان",
"لما قضى رب العباد العرش قا",
"ل تكلمي فتكلمت ببيان",
"قد أفلح العبد الذي هو مؤمن",
"ماذا ادّخرت له من الاحسان",
"ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا",
"ك عويمر أثرا عظيم الشان",
"يهتز قلب العبد عند سماعه",
"طربا بقدر حلاوة الايمان",
"ما مثله أبدا يقال برأيه",
"أو كان يا أهلا بذا العرفان",
"فيه النزول ثلاث ساعات فاح",
"داهن ينظر في الكتاب الثاني",
"يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة",
"وبعزة وبرحمة وحنان",
"فترى الفتى يمسي على حال ويص",
"بح في سواها ما هما مثلان",
"هو نائم واموره قد دبرت",
"ليلا ولا يدري بذاك الشان",
"والساعة الأخرى الى عدن مسا",
"كن أهله هم صفوة الرحمن",
"الرسل ثم الأنبياء ومعهم الص",
"ديق حسب فلا تكن بجبان",
"فيها الذي والله لا عين رأت",
"كلا ولا سمعت به الأذنان",
"كلا ولا قلب به خطر المثا",
"ل له تعالى الله ذو السلطان",
"والساعة الأخرى الى هذي السما",
"ء يقول هل من تائب ندمان",
"أو داع أو مستغفر أو سائل",
"أعطيه اني واسع الاحسان",
"حتى يصلي الفجر يشهدها مع ال",
"أملاك تلك شهادة القرن",
"هذا الحديث بطوله وسياقه",
"وتمامه في سنة الطبراني",
"وبناؤها اللبنات من ذهب",
"وأخرى فضة نوعان محتلفان",
"وقصورها من لؤلؤ وزبرجد",
"أو فضة أو خالص العيقان",
"وكذاك من در وياقوت به",
"نظم الناء بغاية الاتقان",
"والطين مسك خالص أو زعفرا",
"ن جابذا أثران مقبولان",
"ليسا بمختلفين لا تنكرهما",
"فهما الملاط لذلك البنيان",
"والأرض مرمرة مخالص فضة",
"مثل المرات تناله العينان",
"في مسلم تشبيهها بالدرمك الص",
"افي وبالمسك العظيم الشان",
"هذا لحسن اللون لكن ذا لطي",
"ب الريح صار هناك تشبيهان",
"حصباؤها در وياقوت كذا",
"ك للىء نثرت كنثر جمان",
"وترابها من زعفران أو من الم",
"سك الذي ما استلّ من غزلان",
"غرفاتها في الجو ينظر بطنها",
"من ظهرها والظهر من بطنان",
"سكانها أهل القيام مع الصيا",
"م وطيب الكلمات والاحسان",
"ثنتان خالص حقه سبحانه",
"وعبيده أيضا لهم ثنتان",
"للعبد فيها خيمة من لؤلؤ",
"قد جوفت هي صنعة الرحمن",
"ستون ميلا طولها في الجو في",
"كل الزوايا أجمل النسوان",
"يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم",
"بعضا وهذا لاتساع مكان",
"فيها مقاصير بها الأبواب من",
"ذهب ودر زين بالمرجان",
"وخيامها منصوبة برياضها",
"وشواطئ الأنهار ذي الجريان",
"ما في الخيام سوى التي لو قابلت",
"للنيرين لقلت منكسفان",
"له هاتيك الخيام فكم بها",
"للقلب من علق ومن أشجان",
"فيهن حور قاصرات الطرف خي",
"رات حسان من خير حسان",
"خيرات أخلاق حسان أوجها",
"فالحسن والاحسان متفقان",
"فيها الأرائك وهي من سرر علي",
"هن الحجال كثيرة الألوان",
"لا تستحق اسم الأرائك دون ها",
"تيك الحجال وذاك وضع لسان",
"بشخانة يدعونها بلسان فا",
"رس وهو ظهر البيت ذي الأركان",
"أشجارها نوعان منها ما له",
"في هذه الدنيا مثال ذان",
"كالسدر أصل النبق مخضود مكا",
"ن الشوك من ثمر ذوي ألوان",
"هذا وظل السدر من خير الظلا",
"ل ونفعه الترويح للأبدان",
"وثماره أيضا ذوات منافع",
"من بعضها تفريح ذي الأحزان",
"والطلح وهو الموز منضود كما",
"نضدت يد باصابع وبنان",
"أو أنه شجر البوادي موقرا",
"حملا مكان الشوك في الأغصان",
"وكذلك الرمان والأعناب والن",
"خل التي منها القطوف دوان",
"هذا ونوع ما له في هذه الد",
"نيا نظير كي يرى بعيان",
"يكفي من التعجاج قول الهنا",
"من كل فاكهة بها زوجان",
"وأتوا به متشابها في اللون مخ",
"تلف الطعوم فذاك ذو ألوان",
"أو أنه متشابه في الاسم مخ",
"تلف الجعوم فذاك قول ثان",
"أو انه وسط خيار كله",
"فالفحل منه ليس ذا ثنيان",
"أو أنه لثمارنا ذي مشبه",
"في اسم ولون ليس يختلفان",
"لكن لبهجتها ولذة طعمها",
"أمر سوى هذا الذي تجدان",
"فيلذها في الأكل عند منالها",
"وتلذها من قبله العينان",
"قال ابن عباس وما بالجنة ال",
"عليا سوى أسماء ما تريان",
"يعني الحقائق لا تماثل هذه",
"وكلاهما في الاسم متفقان",
"يا طيب هاتيك الثمار وغرسها",
"في المسك ذاب الترب للبستان",
"وكذلك الماء الذي يسقى به",
"ياطيب ذاك الورد للظون",
"وذا تناولت المار أتت نظي",
"رتها فحلت دونها بمكان",
"لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو",
"ل الشمس من حمل الى ميزان",
"وكذاك لم تمنع ولم تحنج الى",
"أن ترتقي للقنو في العيدان",
"بل ذللت القطوف فكيف ما",
"شئت انتزعت بأسهل الامكان",
"ولقد أتى أثر بأن الساق من",
"ذهب رواه الترمذي ببيان",
"قال ابن عباس وهاتيك الجذو",
"ع زمرد من أحسن الألوان",
"ومقطعاتهم من الكرم الذي",
"فيها ومن سعة من العقيان",
"وثمارها ما فيه من عجم كأم",
"ثال القلال فجلّ ذو الاحسان",
"وظلالها معدودة ليست تقي",
"حرا ولا شمسا وأنى ذان",
"أو ما سمعت بظل أصل واحد",
"فيه يسير الراكب العجلان",
"مائة سنين قدرت لا تنقضي",
"هذا العظيم الأصل والأفنان",
"ولقد روى الخدري أيضا أن طو",
"بى قدريها مائة بلا نقصان",
"تتفتح الأكمام فيها عن لبا",
"سهم بما شاءوا من الألوان",
"قال ابن عباس ويرسل ربنا",
"ريحا تهز ذوائب الأغصان",
"فتثير أصواتا تلذ لمسمع الا",
"نسان كالنغمات بالأوزان",
"يا لذة الأسماع لا تتعوضي",
"بلذاذة الأوتار والعيدان",
"أو ما سمعت سماعهم فيها غنا",
"ء الحور بالأصوات والألحان",
"واها لذيّاك السماع فنه",
"ملئت به الأذنان بالاحسان",
"واها لذيّاك السماع وطيبه",
"من مثل أقمار على أغصان",
"واها لذيّاك السماع فكم به",
"للقلب من طرب ومن أشجان",
"واها لذيّاك السماع ولم أقل",
"ذيّاك تصغيرا له بلسان",
"ما ظن سامعه بصوت أطيب ال",
"أصوات من حور الجنان حسان",
"نحن النواعم والخوالد خيرا",
"ت كاملات الحسن والاحسان",
"لسنا نموت ولا نخاف وما لنا",
"سخط ولا ضغن من الأضغان",
"طوبى لمن كنا له وكذاك طو",
"بى للذي هو حظنا لفظان",
"في ذاك ثار روين وذكرها",
"في الترمذي ومعجم الطبراني",
"ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تف",
"سيرا للفظة يحبرون أغان",
"نزه سماعك ن أردت سماع ذي",
"اك الغناء عن هذه الألحان",
"لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتح",
"رم ذا وذا يا ذلة الحرمان",
"ن اختيارك للسماع النازل ال",
"أدنى على الأعلى من النقصان",
"والله أن سماعهم في القلب وال",
"يمان مثل السم في الأبدان",
"والله ما انفك الذي هو دأبه",
"أبدا من الاشراك بالرحمن",
"فلقلب بيت الرب جل جلاله",
"حبا واخلاصا مع الاحسان",
"فذا تعلق بالسماع اصاره",
"عبدا لكل فلانة وفلان",
"حب الكتاب وحب ألحان الغنا",
"في قلب عبد ليس يجتمعان",
"ثقل الكتاب عليهملما رأوا",
"تقييده بشرائع الايمان",
"واللهو خف عليهم ولما رأوا",
"ما فيه من طرب ومن ألحان",
"قوت النفوس وانما القرن قو",
"ت القلب أنى يستوي القوتان",
"ولذا تراه حظ ذي النقصان كال",
"جهال والصبيان والنسوان",
"وألذهم فيه أقلهم من العقل",
"الصحيح فسل أخا العرفان",
"يا لذة الفساق لست كلذة ال",
"أبرار في عقل ولا قرن",
"أنهارها في غير أخدود جرت",
"سبحان ممسكها عن الفيضان",
"من تحتهم تجري كما شاءوا مفج",
"رة وما للنهر من نقصان",
"عسل مصفى ثم ماء ثم خم",
"ر ثم أنهار من الألبان",
"والله ما تلك المواد كهذه",
"لكن هما في اللفظ مجتمعان",
"هذا وبينهما يسير تشابه",
"وهو اشتراك قام بالأذهان",
"وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم",
"ولحوم طير ناعم وسمان",
"وفواكه شتى بحسب مناهم",
"يا شبعة كملت لذي الايمان",
"لحم وخمر والنسا وفواكه",
"والطيب مع روح ومع ريحان",
"وصحافهم ذهب تطوف عليهم",
"بأكف خدام من الولدان",
"وانظر الى جعل اللذاذة للعيو",
"ن وشهوة للنفس في القرن",
"للعين منها لذة تدعو الى",
"شهواتها بالنفس والأمران",
"سبب التناول وهو يوجب لذة",
"أخرى سوى ما نالت العينان",
"يسقون فيها من رحيق ختمه",
"بالمسك أوله كمثله الثاني",
"مع خمرة لذت لشاربها بلا",
"غول ولا داء ولا نقصان",
"والخمر في الدنيا فهذا وصفها",
"تغتال عقل الشارب السكران",
"وبها من الأدواء ما هي أهله",
"ويخاف من عدم لذي الوجدان",
"فنفى لنا الرحمن أجمعها عن ال",
"خمر التي في جنة الحيوان",
"وشرابهم من سلسبيل مزجه ال",
"كافور ذاك شراب ذي الاحسان",
"هذا شرب أولي اليمين ولكن ال",
"أبرار شربهم المقرب خيرة الرحمن",
"صفى المقرب سعيه فصفا له",
"ذاك الشراب فتلك تصفيتان",
"لكن أصحاب اليمين فأهل مز",
"ج بالمباح وليس بالعصيان",
"مزج الشراب لهم كما مزجوا",
"هم الأعمال ذاك المزج بالميزان",
"هذا وذو التخليط مزجا أمره",
"والحكم فيه لربه الديان",
"هذا وتصريف المكل منهم",
"عرق يفيض لهم من الأبدان",
"كروائح المسك الذي ما فيه خل",
"ط غيره من سائر الألوان",
"فتعود هانيك البطون ضوامرا",
"تبغي الطعام على مدى الأزمان",
"لا غائط فيها ولا بول ولا",
"مخط ولا بصق من الانسان",
"ولهم جشاء ريحه مسك يكو",
"ن به تمام الهم بالاحسان",
"هذا وهذا صح عنه فواحد",
"في مسلم ولأحمد الأثران",
"وهم الملوك على الأسرة فوق ها",
"تيك الرؤوس مرصع التيجان",
"ولباسهم من سندس خضر ومن",
"استبرق نوعان معروفان",
"ما ذلك من دود بنى من فوقه",
"تلك البيوت وعاد ذا الطيران",
"كلا ولا نسجت على المنوال نس",
"ج ثيابنا بالقطن والكتان",
"لكنها حلل تشق ثمارها",
"عنها رأيت شقائق النعمان",
"بيض وخضر ثم صفر ثم حم",
"ر كالرباط بأحسن الألوان",
"لا تقرب الدنس المقرب للبلى",
"ما للبلى فيهن من سلطان",
"ونصيف احداهن وهو خمارها",
"ليست له الدنيا من الأثمان",
"سبعون من حلل عليها لا تعو",
"ق الطرق عن مخ ورا الساقان",
"لكن يراه من ورا ذا كله",
"مثل الشراب لذي زجاج أوان",
"والفرش من استبرق قد بطنت",
"ما ظنكم بظهارة لبطان",
"مرفوعة فوق الأسرة يتكئ",
"هو والحبيب بخلوة وأمان",
"يتحدثان عن الأرائك ما ترى",
"حبين في الخلوات ينتجيان",
"هذا وكم زريبة ونمارق",
"ووسائد صفت بلا حسبان",
"والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد",
"وكذاك أسورة من العقيان",
"ما ذاك يختص الاناث وانما",
"هو للاناث كذاك للذكران",
"التاركين لباسه في هذه الد",
"نيا لأجل لباسه بجنان",
"أو ما سمعت بأن حليتهم الى",
"حيث انتهاء وضوئهم بوزان",
"وكذا وضوء أبي هريرة كان قد",
"فازت به العضدان والساقان",
"وسواه أنكر ذا عليه قائلا",
"ما الساق موضع حلية الانسان",
"ما ذاك الا موضع الكعبين والز",
"دين لا الساقان والعضدان",
"وكذاك أهل الفقه مختلفون في",
"هذا وفيه عندكم قولان",
"والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا",
"للمرفقين كذلك الكعبان",
"هذا الذي قد حده الرحمن في ال",
"قرن لا تعدل عن القرن",
"واحفظ حدود الرب لا تتعدها",
"وكذاك لا تجنح الى النقصان",
"وانظر الى فعل الرسول تجده قد",
"أبدى المراد وجاء بالتبيان",
"ومن استطاع يطيل غرته فمو",
"قوف على الراوي هو الفوقاني",
"فأبو هريرة قال ذا من كيسه",
"فغدا يميزه أولو العرفان",
"ونعيم الراوي له قد شك في",
"رفع الحديث كذا روى الشيباني",
"وطالة الغرات ليس ببمكن",
"أبدا وذا في غاية التبيان",
"يا من يطوف بكعبة الحسن التي",
"خفت بذاك الحجر والأركان",
"ويظل يسعى دائما حول الصفا",
"ومحسّر مسعاه لا العلمان",
"ويروم قربان الوصال على منى",
"والخيف يحجبه عن القربان",
"فلذا تراه محرما أبدا ومو",
"ضع حله منه فليس بدان",
"يبغي التمتع مفردا من حبه",
"متجردا يبغي شفيع قران",
"فيظل بالجمرات يرمي قلبه",
"هذي مناسكه بكل زمان",
"والناس قد قضوا مناسكهم وقد",
"حثوا ركائبهم الى الأوطان",
"وحدت بهم همم لهم وعزائم",
"نحو المنازل أول الأزمان",
"زفعت لهم في السير أعلام الوصا",
"ل فشمّروا يا خيبة الكسلان",
"ورأوا على بعد خياما نشرفا",
"ت مشرقات النور والبرهان",
"فتيمموا تلك الخيام فنسوا",
"فيهن أقمارا بلا نقصان",
"من قاصرات الطرف لا تبغى سوى",
"محبوبها من سائر الشبان",
"قصرت عليه طرفها من حسنه",
"والطرف في ذا الوجه للنسوان",
"أو أنها قصرت عليه طرفه",
"من حسنها فالطرف للذكران",
"والأول المعهود من وضع الخطا",
"ب فلا تحدن عن ظاهر القرن",
"ولربما دلت اشارته على الث",
"اني فتلك اشارة لمعان",
"هذا وليس القاصرات كمن غدت",
"مقصورة فهما اذا صنفان",
"يا مطلق الطرف المعذب في الألى",
"جردن عن حسن وعن احسان",
"لا تسبينّك صورة من تحتها",
"الداء الدوي تبوء بالخسران",
"والحافظات الغيب منهن التي",
"قد أصبحت فردا من النسوان",
"فانظر مصارع من يليك ومن خلا",
"من قبل من شيب ومن شبان",
"وارغب بعقلك أن تبيع العالي ال",
"باقي بذا الأدنى الذي هو فان",
"قبحت خلائقها وقبح فعلها",
"شيطانه في صورة الانسان",
"تنقاد للأنذال والأرذال هم",
"أكفاؤها من دون ذي الاحسان",
"ما ثم من دين ولا عقل ولا",
"خلق ولا خوف من الرحمن",
"وجمالها زور ومصنوع فان",
"تركته لم تطمح لها العينان",
"طبعت على ترك الحفاظ فما لها",
"بوفاء حق البعل قط يدان",
"ان قصر الساعي عليها ساعة",
"قالت وهل أوليت من احسان",
"أو رام تقويما لها استعصت ولم",
"تقبل سوى التعويج والنقصان",
"أفكارها في المكر والكيد الذي",
"قد حار فيه فكرة الانسان",
"فجمالها قشر رقيق تحته",
"ما شئت من عيب ومن نقصان",
"نقد رديء فوقه من فضة",
"شيء يظن به من الأثمان",
"فالناقدون يرون ماذا تحته",
"والناس أكثرهم من العميان",
"أما جميلات الوجوه فخائنا",
"ت بعولهن وهن للأخدان",
"ن كان قد أعياك خود مثل ما",
"تبغي ولم تظفر الى ذا الن",
"فاخطب من الرحمن خودا ثم قد",
"م مهرها ما دمت ذا مكان",
"ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن",
"لك نسبة للعلم والايمان",
"والله لم تخرج الى الدنيا للذ",
"ة عيشها أو للحطام الفاني",
"لكن خرجت لكي تعد الزاد لل",
"أخرى فجئت بأقبح الخسران",
"أهملت جمع الزاد حتى فات بل",
"فات الذي ألهاك عن ذا الشان",
"والله لو أنّ القلوب سليمة",
"لتقطعت أسفا من الحرمان",
"لكنها سكرى بحب حياتها الد",
"نيا وسوف نفيق بعد زمان",
"فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخ",
"تر لنفسك يا أخا العرفان",
"حور حسان قد كملن خلائقا",
"ومحاسنا من أجمل النسوان",
"حتى يحار الطرف في الحسن الذي",
"قد ألبست فالطرف كالحيران",
"ويقول لما أن يشاهد حسنها",
"سبحان معطي الحسن والاحسان",
"والطرف يشري من كؤوس جمالها",
"فتراه مثل الشارب النشوان",
"كملت خلائقها وأكمل حسنها",
"كالبدر ليل الست بعد ثمان",
"والشمس تجري في محاسن وجهها",
"والليل تحت ذوائب الأغصان",
"فتراه يعجب وهو موضع ذاك من",
"ليل وشمس كيف يجتمعان",
"فيقول سبحان الذي ذا صنعه",
"سبحان متقن صنعة الانسان",
"لا اليل يدرك شمسها فتغيب عن",
"د مجيئه حتى الصباح الثاني",
"والشمس لا تأتي بطرد الليل بل",
"يتصاحبان كلاهما اخوان",
"وكلاهما مرة صاحبه اذا",
"ما شاء يبصر وجهه يريان",
"فيرى محاسن وجهه في وجها",
"وترى محاسنها به بعيان",
"حمر الخدود ثغورهن للئ",
"سود العيون فواتر الأجفان",
"والبرق يبدو حين يبسم ثغرها",
"فيضيء سقف القفصر بالجدران",
"ولقد روينا أن برقا ساطعا",
"يبدو فيسأل عنه من بجنان",
"فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك",
"في الجنة العليا كما تريان",
"لله لاثم ذلك الثغر الذي",
"في لثمه دراك كل أمان",
"ريانة الأعطاف من ماء الشبا",
"ب فغصنها بالماء ذو جريان",
"لما جرى ماء النعيم بغصنها",
"حمل الثمار كثيرة الألوان",
"فالورد والتفاح والرمان في",
"غصن تعالى غارس البستان",
"والقد منها كالقضيب اللدن في",
"حسن القوام كأوسط القضبان",
"في مغرس كالعاج تحسب أنه",
"عالي النقا أو واحد الكثبان",
"لا الظهر يلحقها وليس ثديها",
"بلواحق للبطن أو بدوان",
"لكنهن كواعب ونواهد",
"فثديهن كألطف الرمان",
"والجيد ذو طول وحسن في بيا",
"ض واعتدال ليس ذا نكران",
"يشكو الحليّ بعاده فله مدى ال",
"أيام وسواس من الهجران",
"والمعصمان فان تشأ شبههما",
"بسبيكتين عليهما كفان",
"كالزبد لينا في نعومة ملمس",
"أصداف در دورت بوزان",
"والصدر متسع على بطن لها",
"حفت به خصران ذا أثمان",
"وعليه أحسن سرة هي مجمع ال",
"خصرين قد غارت من الأعكان",
"حق من العاج استدار وحوله",
"حبات مسك جل ذو الاتقان",
"وذا انحدرت رأيت أمرا هائلا",
"ما للصفات عليه من سلطان",
"لا الحيض يغشاه ولا بول ولا",
"شيء من الفات في النسوان",
"فخذان قد جفا به حرسا له",
"فجنابه في عزة وصيان",
"قاما بخدمته هو السلطان بي",
"نهما وحق طاعة السلطان",
"وهو المطاع أميره لا ينثني",
"عنه ولا هو عنده بجبان",
"وجماعها فهو الشفا لصبها",
"فالصبّ منه ليس بالضجران",
"وذا يجامعها تعود كما أتت",
"بكرا بغير دم ولا نقصان",
"فهو الشهي وعضوه لا ينثني",
"جاء الحديث بذا بلا نكران",
"ولقد رأينا أن شغلهم الذي",
"قد جاء في يس دون بيان",
"شغل العروس بعرسه من بعدما",
"عبثت به الأشواق طول زمان",
"بالله لا تسأله عن أشغاله",
"تلك اليالي شأنه ذو شان",
"واضرب لهم مثلا بصب غاب عن",
"محبوبه في شاسع البلدان",
"والشوق يزعجه اليه وما له",
"بلقائه سبب من الامكان",
"وافى اليه بعد طول مغيبه",
"عنه وصار الوصل ذا امكان",
"أتلومه ان صار ذا شغل به",
"لا والذي أعطى بلا حسبان",
"يا رب غفرا قد طغت أقلامنا",
"يا رب معذرة من الطغيان",
"أقدامها من فضة قد ركبت",
"من فوقها ساقان ملتفان",
"والساق مثل العاج ملموم يرى",
"مخ العظام وراءه بعيان",
"والريح مسك الجسوم نواعم",
"واللون كالياقوت والمرجان",
"وكلاهما يسبي العقول بنغمة",
"زادت على الأوتار والعيدان",
"وهي العروب بشكلها وبدرها",
"ونحبب للزوج كل أوان",
"وهي التي عند الجماع تزيد في",
"حركاتها للعين والأذنان",
"لطفا وحسن تبعل وتغنج",
"وتحبب تفسير ذي العرفان",
"تلك الحلاوة والملاحة أوجبا",
"اطلاق هذا اللفظ وضع لسان",
"فملاحة التصوير قبل غناجها",
"هي أول وهي المحل الثاني",
"فذا هما اجتمعا لصب وامق",
"بلغت به اللذات كل مكان",
"أتراب سن واحد متماثل",
"سن الشباب لأجمل الشبان",
"بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ال",
"محبوب من انس ولا من جان",
"حصن عليه حارس من أعظن ال",
"حرّاس بأسا شأنه ذو شان",
"فاذا أحسّ بداخل للحصن ول",
"ى هاربا فتراه ذا امعان",
"ويعود وهنا حين رب الحصن يخ",
"رج منه فهو كذا مدى الأزمان",
"وكذا رواه أبو هريرة أنها",
"تنصاغ بكرا للجماع الثاني",
"لكن دراجا أبا السمح الذي",
"فيه يضعفه أولو الاتقان",
"هذا وبعضهم يصحح عنه في الت",
"فسير كالمولود من حبان",
"فحديثه دون الصحيح وأنه",
"فوق الضعيف وليس ذا اتقان",
"يعطي المجامع قوة المائة التي أج",
"تمعت لأقوى واحد الانسان",
"لا أن قوته تضاعف هكذا",
"اذ قد يكون لأضعف الأركان",
"ويكون أقوى منه ذا نقص من ال",
"يمان والأعمال والاحسان",
"ولقد روينا أنه يغشى بيو",
"م واحد مائة من النسوان",
"ورجاله شرط الصحيح رووا لهم",
"فيه وذا في معجم الطبراني",
"هذا ودليل أن قدر نسائهم",
"متفاوت بتفاوت الايمان",
"وبه يزول توهم الأشكال عن",
"تلك النصوص بمنة الرحمن",
"وبقوة المائة التي حصلت له",
"أفضى الى مائة لا خوران",
"وأعفهم في هذه الدنيا هو ال",
"أقوى هناك لزهده الفاني",
"فاجمع قواك لما هناك وغمض ال",
"عينين واصبر ساعة لزمان",
"ما ههنا والله ما يسوى قلا",
"مة ظفر واحدة ترى بجنان",
"ما ههنا الا النقار وسيّيء ال",
"أخلاق مع عيب ومع نقصان",
"هم وغم دائم لا ينتهي",
"حق الطلاق أو الفراق الثاني",
"والله قد جعل النساء عوانيا",
"شرعا فأضحى البعل وهو العاني",
"لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان",
"تفعل رجعت بذلة وهوان",
"وذا بدت في حلة من لبسها",
"وتمايلت كتمايل النشوان",
"تهتز كالغصن الرطيب وحمله",
"ورد وتفاح على رمان",
"وتبخرت في مشيها ويحق ذا",
"ك لمثلها في جنة الحيوان",
"ووصائف من خلفها وأمامها",
"وعلى شمائلها وعن أيمان",
"كالبدر ليلة تتمة قد حف في",
"غسق الدجى بكواكب الميزان",
"فلسانه وفؤاده والطرف في",
"دهش وعجاب وفي سبحان",
"فالقبل قبل زفافها في عرسه",
"والعرس من أثر العرس متصلان",
"حتى ذا ما واجهته تقابلا",
"أرايت ذ يتقابل القمران",
"فسل المتيم هل يحل الصبر عن",
"ضم وتقبيل وعن فلتان",
"وسل المتيم ابن خلف صبره",
"في أي واد أم بأي مكان",
"وسل المتيم كيف حالته وقد",
"ملئت له الأذنان والعينان",
"من منطق رقت حواشيه ووج",
"ه كم به للشمس من جريان",
"وسل المتيم كيف عيشته ذا",
"وهما على فرشيهما خلوان",
"يتساقطان للءا منثورة",
"من بين منظوم كنظم جمان",
"وسل المتيم كيف مجلسه مع ال",
"محبوب في روح وفي ريحان",
"وتدور كاسات الرحيق عليهما",
"بأكف أقمار من الولدان",
"يتنازعان الكأس هذا مرة",
"والخود أخرى ثم يتكئان",
"فيضمها وتضمه أرأيت مع",
"شوقين بعد البعد يلتقيان",
"غاب الرقيب وغاب كل منكد",
"وهما بثوب الوصل مشتملان",
"أتراهما ضجرين من ذا العيش لا",
"وحياة ربك ما هما ضجران",
"ويزيد كل منهما حبا لصا",
"حبه جديدا سائر الأزمان",
"ووصاله يكسوه حبا بعده",
"متسلسلا لا ينتهي بزمان",
"فالوصل محفوف بحب سابق",
"وبلاحق وكلاهما صنوان",
"فرق لطيف بين ذاك وبين ذا",
"يدريه ذو شغل بهذا الشان",
"ومزيدهم في كل وقت حاصل",
"سبحان ذي الملكوت والسلطان",
"يا غافلا عما خلقت له انتبه",
"جد الرحيل فلست باليقظان",
"سار الرفاق وخلفوك مع الألي",
"قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني",
"ورأيت أكثر من ترى متخلفا",
"فتبعتهم ورضيت بالحرمان",
"لكن أتيت بخطتي وعجز وجه",
"ل بعد ذا وصحبت كل امان",
"منتك نفسك باللحاق مع القعو",
"د عن المسير وراحة الأبدان",
"ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا",
"ماذا صنعت وكنت ذا امكان",
"والناس بينهم خلاف هل بها",
"خبل وفي هذا لهم قولان",
"فنفاه طاوس وابراهيم ثم",
"مجاهد هم أولو العرفان",
"وروى العقيلي الصدوق أبو رزي",
"ن من صاحب المبعوث بالقرن",
"أن لا توالد في الجنان رواه تع",
"ليقا محمد عظيم الشان",
"وحكاه عنه الترمذي وقال اس",
"حاق بن ابراهيم ذو الاتقان",
"لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها",
"ه لكان ذك محقق الامكان",
"وروى هشام لابنه عن عامر",
"عن ناجي عن سعد بن سنان",
"ان المنعم بالجنان ذا اشتهى ال",
"ولد الذي هو نسخة الانسان",
"فالحمل ثم الوضع ثم السن في",
"فرد من الساعات في الأزمان",
"اسناده عندي صحيح قد روا",
"ه الرمذي وأحمد الشيباني",
"ورجال ذا الاسناد محتج بهم",
"في مسلم وهم أولو اتقان",
"لكن غريب ما له من شاهد",
"فرد بذا الاسناد ليس بثان",
"لولا حديث أبي رزين كان ذا",
"كلنص يقرب منه في التبيان",
"ولذاك أوله ابن ابراهيم بال",
"شرط الذي هو منتفى الوجدان",
"وبذاك رام الجمع بين حديثه",
"وأبي رزين وهو ذو امكان",
"هذا وفي تأويله نظر ف",
"ان اذا لتحقيق وذي اتقان",
"ولربما جاءت لغير تحقق",
"والعكس في أن ذاك وضع لسان",
"واحتج من نصر الولادة أن في الج",
"نات سائر شهوة الانسان",
"والله قد جعل البنين مع النسا",
"من أعظم الشهوات في القرن",
"فأجيب عنه بأنه لا يشتهي",
"ولدا ولا حبلا من النسوان",
"واحتج من منع الولادة أنها",
"ملزومة أمرين ممتنعان",
"حيض ونزال المنى وذانك ال",
"أمران في الجنات مفقودان",
"وروى صدى عن رسول الله",
"أن منيّهم ذ ذاك ذو فقدان",
"بل لا منيّ ولا منية هكذا",
"يروي سليمان هو الطبراني",
"وأجيب عنه بأنه نوع سوى ال",
"معهود في الدنيا من النسوان",
"فالنفي للمعهود في الدنيا من ال",
"يلاد والاثبات نوع ثان",
"والله خالق نوعنا من أربع",
"متقابلات كلها بوزان",
"ذكر وأنثى والذي هو ضده",
"وكذاك من أنثى بلا نكران",
"والعكس أيضا مثل حوا أمنا",
"هي أربع معلومة التبيان",
"وكذاك مولود لجنان يجوز أن",
"يأتي بلا حيض ولا فيضان",
"والأمر في ذا ممكن في نفسه",
"والقطع ممتنع بلا برهان",
"ويرونه سبحانه من فوقهم",
"نظر العيان كما يرى القمران",
"هذا تواتر عن رسول الله لم",
"ينكره الا فاسد الايمان",
"وأتى به القرن تصريحا وتع",
"ريضا هما بسياقه نوعان",
"وهي الزيادة قد أتت في يونس",
"تفسبر من قد جاء بالقرن",
"ورواه عنه مسلم بصحيحه",
"يروي صهيب ذا بلا كتمان",
"وهو المزيد كذاك فسر أبو",
"بكر هو الصديق ذو الايقان",
"وعليه أصحاب الرسول وتابعو",
"هم بعدهم تبعية الاحسان",
"ولقد أتى ذكر اللقا لربنا ال",
"رحمن في سور من الفرقان",
"ولقاؤه ذ ذاك رؤيته حكى ال",
"جماع فيه جماعة ببيان",
"وعليه أصحاب الحديث جميعهم",
"لغة وعرفا ليس يختلفان",
"هذا ويكفي أنه سبحانه",
"وصف الوجوه بنظرة بجنان",
"وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا",
"لا شك بفهم ورؤية بعيان",
"وأتت أداة اليّ لرفع الوهم من",
"فكر كذاك ترقب الانسان",
"وضافة لمحل رؤيتهم بذك",
"ر الوجه ذ قامت به العينان",
"تالله ما هذا بفكر وانتظا",
"ر مغيب أو رؤية لجنان",
"ما في الجنان من انتظار مؤلم",
"واللفظ يأباه لذي العرفان",
"لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس في",
"ه حيلة يا فرقة الروغان",
"ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي",
"يأتي به من بعد ذا التبيان",
"لو قال أبين ما يقال لقلتم",
"هو مجمل ما فيه من تبيان",
"ولقد أتى في سورة التطفيف أن",
"القوم قد حجبوا عن الرحمن",
"فيدل بالمفهوم أن المؤمني",
"ن يرونه في جنة الحيوان",
"وبذا استدل الشافعي وأحمد",
"وسواهما من عالمي الأزمان",
"وأتى بذا المفهوم تصريحا ب",
"خرها فلا تخدع عن القرن",
"وأتى بذاك مكذبا للكافري",
"ن الساخرين بشيعة الرحمن",
"ضحكوا من الكفار يومئذ كما",
"ضحكوا هم منهم على الايمان",
"وأثابهم نظرا اليه ضد ما",
"قد قاله فيهم أولو الكفران",
"فلاك فسرها الأئمة أنه",
"نظر الى الرب العظيم الشان",
"لله ذاك الفهم يؤتيه الذي",
"هو أهله من جاد بالاحسان",
"وروى ابن ماجة مسندا عن جابر",
"خبرا وشاهده ففي القرن",
"بينا هم في عيشهم وسرورهم",
"ونعيمهم في لذة وتهان",
"واذا بنور ساطع قد أشرقت",
"منه الجنان قصيها والداني",
"رفعوا اليه رؤوسهم فرأوه نور",
"الرب لا يخفى على انسان",
"واذا بربهم تعالى فوقهم",
"قد جاء للتسليم بالاحسان",
"قال السلام عليكم فيرونه",
"جهرا تعالى الرب ذو السلطان",
"مصداق ذا يس قد ضمنته عن",
"د القول من رب بهم رحمن",
"من ردّ ذا فعلى رسول الله رد",
"وسوف عند الله يلتقيان",
"في ذا الحديث علوه ومجيئه",
"وكلامه حتى يرى بعيان",
"هذي أصول الدين في مضمونه",
"لا قول جهم صاحب البهتان",
"وكذا حديث أبي هريرة ذلك ال",
"خبر الطويل أتى به الشيخان",
"فيه تجلى الرب جل جلاله",
"ومجيئه وكلامه ببيان",
"وكذاك رؤيته وتكيم لمن",
"يختاره من أمة الانسان",
"فيه أصول الدين أجمعها فلا",
"تخدعك عنه شيعة الشيطان",
"وحكى رسول الله فيه تجدد ال",
"غضب الذي للرب ذي السلطان",
"جماع أهل العزم من رسل ال",
"له وذاك اجماع على البرهان",
"لا تخدعنّ عن الحديث بهذه ال",
"راء فهي كثيرة الهذيان",
"أصحابها أهل التخرص والتنا",
"قض والتهاتر قائلو البهتان",
"يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى",
"فئتين منهم قط يتفقان",
"الا اذا ما قلدا لسواهما",
"فتراهم جيلا من العميان",
"ويقودهم أعمى يظن كمبصر",
"يا محنة العميان خلف فلان",
"هل يستوي هذا ومبصر رشده",
"الله أكبر كيف يستويان",
"أو ما سمعت منادي الايمان يخ",
"بر عن منادي جنة الحيوان",
"يا أهلها لكم لدى الرحمن وع",
"د وهو منجزه لكم بضمان",
"قالوا أما بيضت أوجهنا كذا",
"أعمالنا أثقلت في الميزان",
"وكذاك قد أدخلتنا الجنات حي",
"ن أجرتنا من مدخل النيران",
"فيقول عندي موعد قد ن أن",
"أعطيكموه برحمتي وحناني",
"فيرونه من بعد كشف حجابه",
"جهرا روى ذا مسلم ببيان",
"ولقد أتانا في الصحيحين اللذي",
"ن هما أصح الكتب بعد قرن",
"برواية الثقة الصدوق جري",
"ر البجلي عمن جاء بالقرن",
"ان العباد يرونه سبحانه",
"رؤيا العيان كما يرى القمران",
"فان استطعتم كل وقت فاحفظوا ال",
"بردين ما عشتم مدى الأزمان",
"ولقد روى بضع وعشرون أمرا",
"من صحب أحمد خيرة الرحمن",
"أخبار هذا الباب عمن قد أتى",
"بالوحي تفصيلا بلا كتمان",
"وألذ شيء للقلوب فهذه ال",
"أخبار مع أمثالها هي بهجة الايمان",
"والله لولا رؤية الرحمن في ال",
"جنات ما طابت لذي العرفان",
"أعلى نعيم رؤية وجهه",
"وخطابه في جنة الحيوان",
"وأشد شيء في العذاب حجابه",
"سبحانه عن ساكني النيران",
"وذ ره المؤمنون نسوا الذي",
"هم فيه مما نالت العينان",
"فذا توارى عنهم عادوا الى",
"لذاتهم من سائر الألوان",
"فلهم نعيم عند رؤيته سوى",
"هذا النعيم فحبذا الأمران",
"أو ما سمعت يؤال أعرف خلقه",
"بجلاله المبعوث بالقرن",
"شوقا اليه ولذة النظر التي",
"بجلال وجه الرب ذي السلطان",
"فالشوق لذة روحه في هذه ال",
"دنيا ويوم قيامة الأبدان",
"تلتذ بالنظر الذي فازت به",
"دون الجوارح هذه العينان",
"والله ما في هذه الدنيا ألذ",
"من اشتياق العبد للرحمن",
"وكذاك رؤية وجهه سبحانه",
"هي أكمل اللذات للانسان",
"لكنما الجهمي ينكر ذا وذا",
"والوجه أيضا خشية الحدثان",
"تبا له المخدوع أنكر وجهه",
"ولقاءه ومحبة الديان",
"وكلامه وصفاته وعلوه",
"والعرش عطله من الرحمن",
"فتراه في واد ورسل الله في",
"واد وذا من أعظم الكفران",
"أوماعلمت بأنه سبحانه",
"حقا يكلم حزبه بجنان",
"فيقول جل جلاله هل أنتم",
"راضون قالوا نحن ذو رضوان",
"أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا",
"ما لم ينله قط من انسان",
"هل ثم شيء غير ذا فيكون أف",
"ضل منه نسأله من المنان",
"فيقول أفضل منه رضواني فلا",
"يغشاكم سخط من الرحمن",
"وبذكر الرحمن واحدهم بما",
"قد كان منه سالف الازمان",
"منه اليه ليس ثم وساطة",
"ما ذاك توبيخا من الرحمن",
"لكن يعرّفه الذي قد ناله",
"من فضله والعفو والاحسان",
"ويسلم الرحمن جل جلاله",
"حقا عليهم وهو في القرن",
"هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ",
"من فوق ذاك المسك كالكثبان",
"ما عندهم أهل المنابر فوقهم",
"مما يرون بهم من الاحسان",
"وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه",
"سبحانه بتلاوة الفرقان",
"فكأنهم لم يسمعوه فبل ذا",
"هذا رواه الحافظ الطبراني",
"هذا سماع مطلق وسماعنا ال",
"قرن في الدنيا فنوع ثان",
"والله يسمع قوله بوساطة",
"وبدونها نوعان معروفان",
"فسماع موسى لم يكن بوساطة",
"وسماعنا بتوسط الانسان",
"من صير النوعين نوعا واحدا",
"فمخالف للعقل والقرن",
"أو ما سمعت بشانهم يوم المزي",
"د وأنه شأن عظيم الشان",
"هو يوم جمعتنا ويوم زيارة ال",
"رحمن وقت صلاتنا وأذان",
"والسابقون الى الصلاة هم الألى",
"فازوا بذاك السبق بالاحسان",
"سبق بسبق والمؤخر ههنا",
"متأخر في ذلك الميدان",
"والأقربون الى الامام فهم أولو الز",
"لفى هناك فههنا قربان",
"قرب بقرب والمباعد مثله",
"بعد ببعد حكمة الديان",
"ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد",
"ومنابر الياقوت والعيقان",
"فيرون ربهم تعالى جهرة",
"نظر العيان كما يرى القمران",
"ويحاضر الرحمن واحدهم محا",
"ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان",
"هل تذكر اليوم الذي كنت في",
"ه مبارزا بالذنب والعصيان",
"فيقول رب أما مننت بغفرة",
"قدما فانك واسع الغفران",
"فيجيبه الرحمن مغفرتي التي",
"قد أوصلتك الى المحل الداني",
"ويظلهم اذ ذاك منه سحابة",
"تأتي بمثل الوابل الهتان",
"بينا هم في النور اذ غشيتهم",
"سبحان منشيها من الرضوان",
"فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا",
"شبها له في سالف الأزمان",
"فيزيدهم هذا جمالا فوق ما",
"لهم وتلك مواهب المنان",
"فيقول جل جلاله قوموا الى",
"ما قد ذخرت لكم من الاحسان",
"يأتون سوقا لا يباع ويشترى",
"فيه فخذ منه بلا أثمان",
"قد أسلف التجار أثمان المبي",
"ع بعقدهم في بيعة الرضوان",
"لله سوق قد أقامته الملا",
"ئكة الكرام بكل ما احسان",
"فيها الذي والله لا عين رأت",
"كلا ولا سمعت به اذنان",
"كلا ولم يخطر على قلب امرئ",
"فيكون عنه معبرا بلسان",
"فيرى امرأ من فوقه في هيئة",
"فيروعه ما تنظر العينان",
"فا عليه مثلها اذ ليس يل",
"حق أهلها شيء من الأحزان",
"واها لذا السوق الذي من حله",
"نال التهاني كلها بأمان",
"يدعى بسوق تعارف ما فيه من",
"صخب ولا غش ولا ايمان",
"وتجارة من ليس تلهيه تجا",
"رات ولا بيع عن الرحمن",
"أهل المروة والفتوة والتقى",
"والذكر للرحمن كل أوان",
"يا من تعوض عنه بالسوق الذي",
"ركزت لديه راية الشيطان",
"لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم",
"تركن الى سوق الكساد الفاني",
"فاذا هم رجعوا الى أهليهم",
"بمواهب حصلت من الرحمن",
"قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي",
"أعطيتم من ذا الجمال الثاني",
"والله لازددتم جمالا فوق ما",
"كنتم عليه قبل هذا الن",
"قالوا وأنتم والذي أنشأكم",
"قد زدتم حسنا على الاحسان",
"لكن يحق لنا وقد كنا اذا",
"جلساء رب العرش ذي الرضوان",
"فهم الى يوم المزيد أشد شو",
"قا من محب للحبيب الداني",
"هذا وخاتمة النعيم خلودهم",
"ابدا بدار الخلد والرضوان",
"أو ما سمعت منادي الايمان يخ",
"بر عن مناديهم بحسن بيان",
"لكم حياة ما بها موت وعا",
"فية بلا سقم ولا أحزان",
"ولكم نعيم ما به بؤس وما",
"لشبابكم هرم مدى الأزمان",
"كلا ولا نوم هناك يكون ذا",
"نوم وموت بيننا اخوان",
"هذا علمناه اضطرارا من كتا",
"ب الله فافهم مقتضى القرن",
"والجهم أفناها وأفنى أهلها",
"تبا لذاك الجاهل الفتان",
"طردا لنفي دوام فعل الرب في ال",
"ماضي وفي مستقبل الأزمان",
"وأبو الهذيل يقول يفنى كلما",
"فيها من الحركات للسكان",
"وتصير دار الخلد مع سكانها",
"وثمارها كحجارة البنيان",
"قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا",
"رب لأجل تسلسل الأعيان",
"فالقوم أما جاحدون لربهم",
"أو منكرون حقائق الايمان",
"أو ما سمعت بذبحه للموت بي",
"ن المنزلين كذبح كبش الضان",
"حاشا لذا الملك الكريم وانما",
"هو موتنا المحتوم للانسان",
"والله ينشىء منه كيشا أملحا",
"يوم المعاد يرى لنا بعيان",
"ينشىء من الأعراض أجساما كذا",
"بالعكس كل قابل الامكان",
"أفما تصدق أن أعمال العبا",
"تحط يوم العرض في الميزان",
"وكذاك تثقل تارة وتخف أخ",
"رى ذاك في القرن ذو تبيان",
"وله لسان كفتاه تقيمه",
"والكفتان اليه ناظرتان",
"ما ذاك أمرا معنويا بل هو ال",
"محسوس حقا عند ذي الايمان",
"أو ما سمعت بأن تسبيح العبا",
"د وذكرهم وقراءة القرن",
"ينشيه رب العرش في صورة يجا",
"دل عنه يوم قيامة الابدان",
"أو ما سمعت بأن ذاك حول عر",
"ش الرب ذو صوت وذو دوران",
"يشفعن عند الرب جل جلاله",
"ويذكرون بصاحب الاحسان",
"أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس",
"في القبر للملفوف في الأكفان",
"في صورة الرجل الجميل الوجه في",
"سن الشباب كأجمل الشباب",
"يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر",
"حمن كي ينجيك من نيران",
"في صورة الرجل الذي هو شا",
"حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني",
"أو ما سمعت حديث صدق قد",
"أتى في سورتين من أول القرن",
"فرقان من طير صواف بينهما",
"شرق ومنه الضوء ذو تبيان",
"شبههما بغمامتين وان تشا",
"بغيابتين هما لذا مثلان",
"هذا مثال الأجر وهو فعالنا",
"كتلاوة القرن بالاحسان",
"فالموت مخلوق بنص الوحي وال",
"مخلوق يقبل سائر الألوان",
"في نفسه وبنشأة أخرى بقد",
"رة قالب الأعراض والألوان",
"أو ما سمعت بقلبه سبحانه ال",
"أعيان من لون الى ألوان",
"وكذلك الأعراض يقلب ربها",
"أعيانها والكل ذو امكان",
"لم يفهم الجهال هذا كله",
"فأتوا بتأويلات ذي البطلان",
"فمكذب ومؤول ومحير",
"ما ذاق طعم حلاوة الايمان",
"لما فسى الجهال في ذانه",
"أعموه دون تدبر القرن",
"فثنى لنا العطفين منه تكبرا",
"وتبخترا في حلة الهذيان",
"ان قلت قال الله قال رسوله",
"فيقول جهلا أين قول فلان",
"أوما سمعت بأنها القيعان فاغ",
"رس ما تشاء بذا الزمان الفاني",
"وغراسها التسبيح والتكبير والت",
"حميد والتوحيد للرحمن",
"تبار لتارك غرسه ماذا الذي",
"قد فاته من مدة الامكان",
"يا من يقر بذا ولا يسعى له",
"بالله قل لي كيف يجتمعان",
"أرأيت لو عطلت أرضك من غرا",
"س ما الذي تجني من البستان",
"وكذاك لو عطلتها من بذرها",
"ترجو المغل يكون كالكيمان",
"ما قال رب العالمين وعبده",
"هذا فراجع مقتضى القرن",
"وتأمل الباء التي قد عينت",
"سبب الفلاح لحكمة الفرقان",
"وأظن باء النفي قد غرتك في",
"ذاك الحديث أتى به الشيخان",
"لن يدخل الجنات أصلا كادح",
"بالسعي منه ولو على الأجفان",
"والله ما بين النصوص تعارض",
"والكل مصدرها عن الرحمن",
"لكنّ بالاثبات للتسبيب وال",
"باء التي للنفي بالأثمان",
"والفرق بينهما ففرق ظاهر",
"يدريه ذو حظ من العرفان",
"بالله ما عذر امرئ هو مؤمن",
"حقا بهذا ليس باليقظان",
"بل قلبه في رقدة فاذا استفا",
"ق فلبسه هو حلة الكسلان",
"تالله لو شاقتك جنات النعي",
"م طلبتها بنفائس الأثمان",
"وسعيت جهدك في وصال نواعم",
"وكواعب بيض الوجوه حسان",
"جليت عليك عرائس والله لو",
"تجلى على صخر من الصوان",
"رقت حواشيه وعاد لوقته",
"ينهال مثل نقى من الكثبان",
"لكن قلبك في القساوة جاز حد",
"الصخرة والحصباء في أشجان",
"لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا",
"حس لما استبدلت بالأهوان",
"أو صادفت منك الصفات حياة قل",
"ب كنت ذا طلب لهذا الشان",
"خود تزف الى ضرير مقعد",
"يا محنة الحسناء بالعميان",
"شمس لعنين تزف اليه ما",
"ذا حلية العنين في الغشيان",
"يا سلعة الرحمن لست رخيصة",
"بل انت غاليى على الكسلان",
"يا سلعة الرحمن ليس ينالها",
"في الألف الا واحد لا اثنان",
"يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها",
"الا أولو التقوى مع الايمان",
"يا سلعة الرحمن سوقك كاسد",
"بين الأراذل سلفة الحيوان",
"يا سلعة الرحمن أين المشتري",
"فلقد عرضت بأيسر الأثمان",
"يا سلعة الرحمن هل من خاطب",
"فالمهر قبل الموت ذو امكان",
"يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال",
"خطاب عنك وهم ذوو ايمان",
"يا سلعة الرحمن لولا أنها",
"حجبت بكل مكاره الانسان",
"ما كان عنها قط من متخلف",
"وتعطلت دار الجزاء الثاني",
"لكنها حجبت بكل كريهة",
"ليصد عنها المبطل المتواني",
"وتنالها الهمم التي تسمو الى",
"رب العلى بمشيئة الرحمن",
"فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد",
"راحاته يوم المعاد الثاني",
"واذا أبت ذا الشان نفسك فات",
"همها ثم راجع مطلع الايمان",
"فذا رأيت الليل بعد وصبحه",
"ما انشق عنه عمودة لأذان",
"والناس قد صلوا صلاة الصبح وان",
"تظروا طلوع الشمس قرب زمان",
"فاعلم بأن العين قد عميت فنا",
"شد ربك المعروف بالاحسان",
"واسأله ايمانا يباشر قلبك ال",
"محجوب عنه لتنظر العينان",
"واسأله نورا هاديا يهديك في",
"طرق المسير اليه كل أوان",
"والله ما خوفي الذنوب فانها",
"لعلى طريق العفو والغفران",
"لكنما أخشى انسلاخ القلب من",
"تحكيم هذا الوحي والقرن",
"ورضا براء الرجال وخرصها",
"لا كان ذاك بمنة الرحمن",
"فبأي وجه التقى ربي اذا",
"أعرضت عن ذا الوحي طول زمان",
"وعزلته عمّا أريد لأجله",
"عزلا حقيقيا بلا كتمان",
"صرّحت أن يقيننا لا يستفاد",
"به وليس لديه من اتقان",
"أوليته هجرا وتأويلا وتح",
"ريفا وتفويضا بلا برهان",
"وسعيت جهدي في عقوبة ممسك",
"بعراه لا تقليد رأي فلان",
"يا معرضا عما يراد به وقد",
"جد المسير فمنتهاه دان",
"جذلان يضحك منا متبخترا",
"فكأنه قد نال عقد أمان",
"خلع السرور عليه أوفى حلة",
"طردت جميع الهم والأحزان",
"يختال في حلل المسرة ناسيا",
"ما بعدها من حلة الأكفان",
"ما سعيه الا لطيب العيش في الد",
"نيا ولو أفضى الى النيران",
"قد باع طيب العيش في دار النعي",
"م بذا الحطام المضمحل الفاني",
"اني أظنك لا تصدق كونه",
"بالقرب بل ظن بلا ايقان",
"بل قد سمعت الناس قالوا جنة",
"ايضا ونار بل لهم قولان",
"والوقف مذهبك الذي تختاره",
"واذا انتهى الايمان للرجحان",
"أم تؤثر الأدنى عليه وقالت الن",
"فس التي استعلت على الشيطان",
"أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة",
"بعد الممات وطي ذي الأكوان",
"لو أنه بنسيئة الدنيا لها",
"ن الأمر لكن في معاد ثان",
"دع ما سمعت الناس قالوه وخذ",
"ما قد رأيت مشاهدا بعيان",
"والله لو جالست نفسك خاليا",
"وبحثتها بحثا بلا روغان",
"لرأيت هذا كامنا فيها ولو",
"أمنت لألقته الى الذان",
"هذا هو السر الذي من أجله اخ",
"تارت عليه العاجل المتدان",
"نقد قد اشتدت اليه حاجة",
"منها ولم يحصل لها بهوان",
"أتبيعه بنسيئة في غير هذي",
"الدار بعد قيامة الأبدان",
"هذا وان جزمت بها قطعا ول",
"كن حظها في حيّز الامكان",
"ما ذاك قطعيا لها والحاصل ال",
"موجود مشهود برأي عيان",
"فتألفت من بين شهوتها وشب",
"هتها قياسات من البطلان",
"واستنجدت منها رضا بالعاجل ال",
"أدنى على الموعود بعد زمان",
"وأتى من التأويل كل ملائم",
"لمرادها يا رقة الايمان",
"وضعت الى شبهات أهل الشرك وال",
"تعطيل مع نقص من العرفان",
"واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم",
"في الناس كلغرباء في البلدان",
"ورأت عقول الناس دائرة على",
"جمع الحطام وخدمة السلطان",
"وعلى المليحة والمليح وعشرة ال",
"أحباب والأصحاب والاخوان",
"فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد",
"عوضا تلذ به من الاحسان",
"فالقلب ليس يقر ألا في انا",
"ء فهو دون الجسم ذو جولان",
"يبغي له سكنا يلذ بقربه",
"فتراه شبه الواله الحيران",
"فيحب هذا ثم يهوى غيره",
"فيظل منتقلا مدى الأزمان",
"لو نال كل مليحة ورياسة",
"لم يطئن وكان ذا دوران",
"بل لو ينال بأسرها الدنيا لما",
"قرت بما قد ناله العينان",
"نقل فؤادك حيث شئت من الهوى",
"واختر لنفسك أحسن الانسان",
"فالقلب مضطر الى محبوبه ال",
"أعلى فلا يغنيه حب ثان",
"وصلاحه وفلاحه ونعيمه",
"تجريد هذا الحب للرحمن",
"فذا تخلى منه أصبح حائرا",
"ويعود في ذا الكون ذا هيمان",
"لكن ذا الايمان يعلم أن ه",
"ذا كالظلال وكل هذا فان",
"كخيال طيف ما استتم زيارة",
"الا وصبح رحيله بأذان",
"وسحابة طلعت بيوم صائف",
"فالظل منسوخ بقرب زمان",
"وكزهرة وافى الربيع بحسنها",
"او لامعا فكلاهما أخوان",
"أو كالسراب يلوح للظمن في",
"وسط الهجير بمستوى القيعان",
"أو كالأماني طاب منها ذكرها",
"بالقول واستحضارها بجنان",
"وهي الغرور رؤوس أموال المفا",
"ليس الألى اتجروا بلا أثمان",
"أو كالطعام يلذ عند مساغه",
"لكن عقباه كما تجدان",
"هذا هو المثل الذي ضرب الرسو",
"ل لها وذا في غاية التبيان",
"وذا أردت ترى حقيقتها فخذ",
"منه مثالا واحدا ذا شان",
"أدخل بجهدك أصبعا في أليم وان",
"ظر ما تعلقه اذا بعيان",
"هذا هو الدنيا كذا قال الرسو",
"ل ممثلا والحق ذو تبيان",
"وكذاك مثلها بظل الدوح في",
"وقت الحرور لقائل الركبان",
"هذا ولو عدلت جناح بعوضة",
"عند الاله الحق في الميزان",
"لم يسق منها كافرا من شربة",
"ماء وكان الحق بالحرمان",
"تالله ما عقل امرئ قد باع ما",
"يبقى بما هو مضمحل فان",
"هذا ويفتي ثم يقضي حاكما",
"بالحجر من سفه لذا الانسان",
"اذ باع شيئا قدره فوق الذي",
"يعتاضه من هذه الأثمان",
"فمن السفيه حقيقة ان كنت ذا",
"عقل واكن العقل للسكران",
"والله لو أن القلوب شهدن من",
"ا كان شأن غير هذا الشأن",
"نفس من الأنفاس هذا العيش ان",
"قسناه بالعيش الطويل الثاني",
"يا خسة الشركاء مع عدم الوفا",
"ء وطول جفوتها من الهجران",
"هل فيك معتبر فيسلو عاشق",
"بمصارع العشاق كل زمان",
"لكن على تلك لعيون غشاوة",
"وعلى القلوب أكنة النسيان",
"أخو البصائر حاضر متيقظ",
"متفرد عن زمرة العميان",
"يسمو الى ذاك الرفيق الأرفع الأ",
"على وخلى اللعب للصبيان",
"الناس كلهم فصبيان وان",
"بلغوا سوى الأفراد والوحدان",
"اذا ما رأى ما يشتهيه قال مو",
"عدك الجنان وجد في الأثمان",
"اذا أبت الا الجماح أعاضها",
"بالعلم بعد حقائق الايمان",
"يرى من الخسران بيع الدائم ال",
"باقي به يا ذلة الخسران",
"يرى مصارع أهله من حوله",
"وقلوبهم كمراجل النيران",
"مسراتها هن الوقود فان خبت",
"زادت سعيرا بالوقود الثاني",
"جاءوا فرادى مثل ما خلقوا بلا",
"مال ولا أهل ولا اخوان",
"ما معهم شيء سوى الأعمال فه",
"ي متاجر للنار أو لجنان",
"تسعى بهم أعمالهم سوقا الى الد",
"ارين سوق الخيل بالركبان",
"صبروا قليلا فاستراحوا دائما",
"يا عزة التوفيق للانسان",
"حمدوا التقى عند الممات كذا السرى",
"عند الصباح فحبذا الحمدان",
"وحدت بهم عزماتهم نحو العلى",
"وسروا فما نزلوا الى نعمان",
"باعوا الذي يفنى من الخزف الخسي",
"ي بدائم من خالص العقيان",
"رفعت لهم في السير اعلام السعا",
"دة والهدى يا ذلة الحيران",
"فتسابق الأقوام وابتدروا لها",
"كتسابق الفرسان يوم رهان",
"وأخو الهوينا في الديار مخلف",
"مع شكله يا خيبة الكسلان",
"يا أيها القارئ لها اجلس مجلس ال",
"حكم الأمين أتى له الخصمان",
"واحكم هداك الله حكما يشهد ال",
"عقل الصريح به مع القرن",
"واحبس لسانك برهة عن كفره",
"حتى تعارضها بلا عدوان",
"فذا فعلت فعنده أمثالها",
"فنزال خر دعوة الفرسان",
"فالكفر ليس سوى العناد ورد ما",
"جاء الرسول به لقول فلان",
"فانظر لعلك هكذا دون الذي",
"قد قالها فتفوز بالخسران",
"فالحق شمس والعيون نواظر",
"لا تختفي الا على العميان",
"والقلب يعمى عن هداه مثل ما",
"تعمى وأعظم هذه العينان",
"هذا وأني بعد ممتحن بأر",
"بعة وكلهم ذو أضغان",
"فظ غليظ جاهل متعلم",
"ضخم العمامة واسع الأردان",
"متفيهف متضلع بالجهل ذو",
"صلع وذو جلح من العرفان",
"مزجي البضاعة في العلوم وأنه",
"زاج من الايهام والهذيان",
"يشكو الى الله الحقوق تظلما",
"من جهله كشكاية الأبدان",
"من جاهل متطبب يفتي الورى",
"ويحيل ذاك على قضا الرحمن",
"عجت فروج الخلق ثم دماؤهم",
"وحقوقهم منه الى الديان",
"ما عنده علم سوى التكفير والت",
"بديع والتضليل والبهتان",
"فاذا تيقن أنه المغلوب عن",
"د تقابل الفرسان في الميدان",
"قال اشتكوه الى القضاة فانهم",
"حكموا وألا أشكوه للسلطان",
"قولوا له هذا يحل الملك بل",
"هذا يزيل الملك مثل فلان",
"فاعقره من قبل اشتداد الأمر من",
"ه بقوة الاتباع والأعوان",
"واذا دعاكم للرسول وحكمه",
"فادعوه كلكم لرأي فلان",
"واذا اجتمعتم في المجالس فالغو",
"والغوا اذا ما احتج بالقرن",
"واستنصروا بمحاضر وشهادة",
"قد أصلحت بالرفق والاتقان",
"لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا",
"وبأي وقت بل بأي مكان",
"وارفوا شهادتهم ومشوا حالها",
"بل أصلحوها غاية الامكان",
"واذا هم شهدوا فزكوهم ولا",
"تصغوا لقول الجارح الطعان",
"قولوا العدالة منهم قطيعة",
"لسنا نعارضها بقول فلان",
"ثبتت على الحكام بل حكموا بها",
"فالطعن فيها ليس ذا امكان",
"من جاء يقدح فيهم فليتخذ",
"ظهرا كمثل جدارة الصوان",
"واذا هو استعدادهم فجوابكم",
"أتردها بعداوة الديان",
"أو حاسد قد بات يغلي صدره",
"بعداوتي كالمرجل الملن",
"لو قلت هذا البحر قال مكذبا",
"هذا السراب يكون بالقيعان",
"أو قلت هذي الشمس قال مباهتا",
"الشمس لم تطلع الى ذا الن",
"أو قلت قال الله قال رسوله",
"غضب الخبيث وجاء بالكتمان",
"أو حرف القرن عن موضوعه",
"تحريف كذاب على القرن",
"صال النصوص عليه فهو بدفعها",
"متوكل بالدأب والديان",
"فكلامه في النص عند خلافه",
"من باب دفع الصائل الطعان",
"فالقصد دفع النص عن مدلوله",
"كيلا يصول اذا التقى الزحفان",
"والثالثل الأعمى المقلد ذينك الر",
"جلين قائد زمرة العميان",
"فاللعن والتكفير والتبديع والت",
"ضليل والتفسيق بالعدوان",
"فاذا هم سألوه مستندا له",
"قال اسمعوا ما قاله الرجلان",
"وكذا الزجاج ودرة الغواص في",
"تمييزه ما ن هما مثلان",
"هذا ورابعهم وليس بكلبهم",
"حاشا الكلاب الكلي الأنتان",
"خنزير طبع في خليقة ناطق",
"متسوف بالكذب والبهتان",
"كالكلب يتبعهم يشمشم أعظما",
"يرمونها والقوم للحمان",
"يتفكهون بها رخيصا سعرها",
"ميتا بلا عوض ولا أثمان",
"هو فضلة في الناس لا علم ولا",
"دين ولا تمكين ذي سلطان",
"فذا رأى شرا تحرك يبتغي",
"ذكرا كمثل تحرك الثعبان",
"ليزول منه أذى الكساد فينفق ال",
"كلب العقور على ذكور الضان",
"فبقاؤه في الناس أعظم محنة",
"من عسكر يعزى الى غازان",
"هذي بضاعة ضارب في الأرض يب",
"غي تاجرا يبتاع بالأثمان",
"وجد التجار جميعهم قد سافروا",
"عن هذه البلدان والأوطان",
"الا الصعافقة الذين تكلفوا",
"أن يتجروا فينا بلا أثمان",
"فهم الزبون لها فبالله ارحموا",
"من بيعة من مفلس مديان",
"يا رب فارزقها بحقك تاجرا",
"قد طاف بالفاق والبلدان",
"ما كل كنقوش لديه أصفر",
"ذهبا يراه خالص العقيان",
"هذا ونصر الدين فرض لازم",
"لا للكفاية بل على الأعيان",
"بيد وأما باللسان فان عجز",
"ت فبالتوجه والدعاء بحنان",
"ما بعد ذا والله للايمان حب",
"ة خردل يا ناصر الايمان",
"بحياة وجهك خير مسئول به",
"وبنور وجهك يا عظيم الشان",
"وبحق نعمتك التي أوليتها",
"من غير ما عوض ولا أثمان",
"وبحق رحمتك التي وسعت جميع ال",
"خلق محسنهم كذاك الجاني",
"وبحق أسماء لك الحسنى معا",
"نيها نعوت المدح للرحمن",
"وبحق حمدك وهو حمد واسع ال",
"أكوان بل أضعاف ذي الأكوان",
"وبأنك الله الاله الحق مع",
"بود الورى متقدس عن ثان",
"بل كل معبود سواك فباطل",
"من دون عرشك للثرى التحتاني",
"وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أن",
"ت غياث كل ملدد لهفان",
"من ذاك للمضطر يسمعه سوا",
"ك يجيب دعوته مع العصيان",
"انّا توجهنا اليك لحاجة",
"ترضيك طالبها أحق معان",
"فاجعل قضاها بعض أنعمك التي",
"سبغت علينا منك كل زمان",
"انصر كتابك والرسول ودينك ال",
"عالي الذي أنزلت بالبرهان",
"واخترته دينا لنفسك واصطفي",
"ت مقيمه من أمة الانسان",
"ورضيته دينا لمن ترضاه من",
"هذا الورى هو قيم الأديان",
"وأقر عين رسولك المبعوث بال",
"دين الحنيف بنصره المتدان",
"وانصره بالنصر العزيز كمثل ما",
"قد كنت تنصره بكل زمان",
"يا رب وانصر خير حزبينا على",
"حزب الضلال وعسكر الشيطان",
"يا رب واجعل شر حزبينا فدى",
"لخيارهم ولعسكر القرن",
"يا رب واجعل حزبك المنصور أه",
"ل تراحم وتواصل وتدان",
"يا رب وارحمهم من البدع التي",
"قد أحدثت في الدين كل زمان",
"يا رب جنبهم طرائقها التي",
"تفضي بسالكها الى النيران",
"يا رب واهدهم بنور الوحي كي",
"يصلوا اليك فيظفروا بجنان",
"يا رب كن لهم وليا ناصرا",
"واحفظهم من فتنة الفتان",
"وانصرهم يا رب بالحق الذي",
"أنزلته يا منزل القرن",
"يا رب هم الغرباء قد",
"لجأوا اليك وأنت ذو الاحسان",
"يا رب قد عادوا لأجلك كل",
"هذا الخلق الا صادق الايمان",
"قد فارقوهم فيك أحوج ما هم",
"دنيا اليهم في رضا الرحمن",
"ورضوا ولايتك التي من نالها",
"نال الأمان ونال كل اماني",
"ورضوا بوحيك من سواه وما ار",
"تضوا بسواه من راء ذي الهذيان",
"يا رب ثبتهم على الايمان واج",
"علهم هداة التائه الحيران",
"وانصر على حزب النفاة عساكر ال",
"ثبات أهل الحق والعرفان",
"وأقم لأهل السنة النبوية ال",
"انصار وانصرهم بكل زمان",
"واجعلهم للمتقين أئمة",
"وارزقهم صبرا مع الايقان",
"تهدي بأمرك لا بما قد أحدثوا",
"ودعوا اليه الناس بالعدوان",
"وأعزهم بالحق وانصرهم به",
"نصرا عزيزا أنت ذو السلطان",
"واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم",
"فلأنت أهل العفو والغفران",
"ولك المحامد كلها حمدا كما",
"يرضيك لا يفنى على الأزمان",
"ملك السموات العلى والأرض وال",
"موجود بعد ومنتهى الامكان",
"مما تشاء وراء ذلك كله",
"حمدا بغير نهاية بزمان",
"وعلى رسولك أفضل الصلوات والت",
"سليم منك وأكمل الرضوان",
"وعلى صحابته جميعا والألى",
"تبعوهم من بعد بالاحسان"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=599949 | ابن قيم الجوزية | نبذة
:
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرعي الدمشقي، أبو عبد اللّه، شمس الدين.\nمن أركان الإصلاح الإسلامي، وأحد كبار العلماء، مولده ووفاته في دمشق، تتلمذ لشيخ الإسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه. وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، وأهين وعذب بسببه، وطيف به على جمل مضروباً بالعصي، وأطلق بعد موت ابن تيمية، وكان حسن الخلق محبوباً عند الناس، أغري بحب الكتب، فجمع منها عدداً عظيماً، وكتب بخطه الحسن شيئاً كثيراً.\nوألف تصانيف كثيرة منها (إعلام الموقعين-ط)، و(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية -ط)، و(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل-ط)، و(مفتاح دار السعادة -ط)، و(زاد المعاد -ط)، ولمحمد أويس الندوي كتاب (التفسير القيم، للإمام ابن القيم -ط) استخرجه من مؤلفاته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10936 | null | null | null | null | <|meter_14|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ <|vsep|> مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها <|vsep|> فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه <|vsep|> حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الِحسانِ </|bsep|> <|bsep|> فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد <|vsep|> فَسخُ الوُشَاةِ لَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال <|vsep|> أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي <|vsep|> حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ </|bsep|> <|bsep|> ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس <|vsep|> تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً <|vsep|> بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ <|vsep|> فاسمع ذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ <|vsep|> نَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ <|vsep|> أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان </|bsep|> <|bsep|> شتَّان بين الحالتَينِ فَِن تُرِد <|vsep|> جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ <|vsep|> ذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان </|bsep|> <|bsep|> أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً <|vsep|> بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ <|vsep|> أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال <|vsep|> أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان </|bsep|> <|bsep|> وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ <|vsep|> مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ <|vsep|> وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ <|vsep|> بالنَّجمِ هَمَّ ليهِ بالطَّيرانِ </|bsep|> <|bsep|> لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف <|vsep|> عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَطَعَت بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت <|vsep|> مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلعَ الِيمان </|bsep|> <|bsep|> وأتَت على وادي العَقيقِ فجاوزت <|vsep|> مِيقَاتَهُ حِلاًّ بِلا نُكرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت على وَادِي الأرَاكِ وَلَم يَكُن <|vsep|> قَصداً لَها فألاً بِأن سَتَرانِي </|bsep|> <|bsep|> وأتَت عَلى عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ <|vsep|> وَمِنًى فَكَم نَحَرَته من قُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَت عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَت <|vsep|> ذاتَ السُّتُورِ وَرَبةَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وما طَافَت ولا استَلمت ولا <|vsep|> رَمَتِ الجمارَ ولا سَعت لِقِرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَقَت على أعلَى الصَّفَا فَتَيمَّمَت <|vsep|> دَاراً هنالِكَ لِلمُحِبِّ العَانِي </|bsep|> <|bsep|> أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثوَابَهُ <|vsep|> والرِّيحَ أعطَتها مِنَ الخَفَقَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ لَو أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها <|vsep|> ما كانَ ذلِك مِنهُ في امكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هذا وَلو سَارَت مِسِيرَ الريحِ مَا <|vsep|> وصَلَت بِه لَيلاً لى نُعمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَارَت وَكان دَليلُها في سَيرِها <|vsep|> سَعدَ السُّعُودِ وَلَيسَ بِالدَّبَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدَت جِفَارَ الدَّمعِ وَهي غَزِيرَةٌ <|vsep|> فَلِذَاك ما احتَاجَت وُرُودَ الضَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلت عَلى مَتنِ الهَوَى وتزودَت <|vsep|> ذِكرَ الحبيبِ وَوَصلَهُ المَتدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَدَت بِزَورَتِها فَأوفَت بِالذي <|vsep|> وعَدَت وَكَانَ بمُلتَقَى الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَفجَأِ المُشتَاقَ لا وَهي دا <|vsep|> خِلةُ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا استئِذَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَت وَقَد كَشَفَت نِقابَ الحُسن ما <|vsep|> بالصَّبرِ لي عَن أن أرَاكَ يَدانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه <|vsep|> صِدقاً وَقَد كَذَبَت بِه العينانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه <|vsep|> طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانِي </|bsep|> <|bsep|> ن كًنتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثتِني <|vsep|> فَعلَيكَ ثمُ الكَاذِبِ الفَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> جَهمِ بنِ صفوانٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى <|vsep|> جَحَدُوا صِفضاتِ الخالِقِ الديَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بل عَطَّلوا مِنهُ السَّمواتِ العُلَى <|vsep|> والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ونَفَوا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَقَضَوا لَهُ بالخَلقِ والحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> قالوا وليس لِرَبِّنَا سَمعٌ وَلاَ <|vsep|> بَصَرٌ وَلاَ وَجهٌ فَكَيفَ يدان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك لَيسَ لربّنَا مِن قُدرةٍ <|vsep|> وَرَادَةٍ أو رحمَةٍ وَحَنَانٍ </|bsep|> <|bsep|> كلاَّ ولا وَصفٌ يقومُ به سِوَى <|vsep|> ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ بِغَيرِ مَعَأن </|bsep|> <|bsep|> وحياتهُ هي نفسُه وكَلاَمُه <|vsep|> هوَ غيرُه فاعجَب لِذَا البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذاكَ قَالُوا مَا لَهُ مِن خَلقِه <|vsep|> أحَدٌ يَكُونُ خَلِيلَهُ النَّفسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وخَليلُهُ المُحتَاجُ عِندهُمُ وفي <|vsep|> ذَا الوصفِ يدخُلُ عابدُو الأوثانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالكُلُّ مفتقرٌ ليه لذاتِه <|vsep|> في أسرِ قَبضتِهِ ذَليلٌ عَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَا ضَحَّى بجعدٍ خالدُ ال <|vsep|> قَسرِيُّ يَومَ ذَبائِحِ القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ برَاهِيمُ ليسَ خِليلَهُ <|vsep|> كلا ولا مُوسى الكليمَ الداني </|bsep|> <|bsep|> شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ <|vsep|> للهِ درُّكَ مِن أخِي قُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعبدُ عندهُمُ فَليسَ بِفَاعلٍ <|vsep|> بَل فعلُهُ كَتَحرُّكِ الرَّجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهَبُوبِ ريحٍ أو تحرُّكِ نائمٍ <|vsep|> وتحرُّكِ الأشجَارِ للمَيَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ يُصليهِ على مَا لَيس مِن <|vsep|> أفعالِهِ حَرَّ الحَمِيمِ النِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن يُعاقِبُهُ على أفعَالِهِ <|vsep|> فيهِ تعالَى اللهُ ذُو الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> والظُّلمُ عِندَهُمُ المحالُ لذاتِهِ <|vsep|> أنيَّ ينزَّه عَنهُ ذُو السُّلَطانِ </|bsep|> <|bsep|> ويكونُ مَدحاً ذَلِكَ التنزيهُ ما <|vsep|> هَذا بِمَعقولٍ لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ قالُوا مَا لَهُ مِن حِكمَةٍ <|vsep|> هي غَايَةٌ للأمرِ والتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> ما ثَمَّ غيرُ مَشِيئةٍ قد رَجَّحَت <|vsep|> مِثلاً على مِثلِ بِلاَ رُجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا وَمَا تِلكَ المَشِيئةُ وَصفَهُ <|vsep|> بَل ذَاتُه أو فِعلُهُ قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وكلامُهُ مُذ كَانَ غَيراً كَانَ مَخ <|vsep|> لُوقاً لَهُ مِن جُملَةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وقرَارُ العِبَادِ بِأنَّه <|vsep|> خلاَّقُهُم هُوَ مُنتهَى اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> والناسُ في الِيمانِ شيءٌ واحدٌ <|vsep|> كالمِشطِ عِندَ تَماثُلِ الأسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاسأل أبا جَهلٍ وشيعتَهُ وَمَن <|vsep|> وَالأهُمُ مِن عَابِدِي الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وسَلِ اليهُودَ وكُلَّ أقلَفَ مُشرِكٍ <|vsep|> عَبدَ المَسيحَ مُقَبِّلَ الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاسأل ثَمُودَ وعادَ بل سَل قَبلَهُم <|vsep|> أعدَاءَ نُوحٍ أُمَّةَ الطُّوفَانِ </|bsep|> <|bsep|> واسأل أبَا الجنِّ اللعينَ أتعرفُ ال <|vsep|> خَلاَّقَ م أصبَحتَ ذَا نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاسأل شِرارَ الخلقِ أعني أُمَّةً <|vsep|> لُوطِيَّةً همُ ناكِحُو الذُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاسأل كَذَاكَ مَامَ كُلِّ مُعطَّلٍ <|vsep|> فِرعَونَ مَع قَارُونَ مَع هَامَانِ </|bsep|> <|bsep|> هل كانَ فيهِم مُنكرٌ للخالِقِ الرَّ <|vsep|> بِّ العظيمِ مكوِّن الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> فليَبشِرُوا ما فيهِمُ مِن كافِرٍ <|vsep|> هُم عندَ جَهمٍ كَامِلو الِيمانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى بِأنَّ اللهَ كَانَ مُعطَّلاً <|vsep|> والفِعلُ مُمتنِعٌ بلا امكَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ استَحَالَ وَصَارَ مَقدُوراً لَهُ <|vsep|> مِن غَيرِ أمرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل حَالُهُ سُبحَانَه في ذَاتِه <|vsep|> قَبلَ الحُدوثِ وَبَعدَهُ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى بِأنَّ النَّارَ لَم تُخلَق وَلاَ <|vsep|> جَنَّاتُ عَدنٍ بَل هُمَا عَدَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا هُمَا خُلِقَا ليومِ مَعَادِنَا <|vsep|> فَهُمَا عَلى الأوقَاتِ فَانِيَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتلَطَّفَ العَلاّفُ مِن أتبَاعِه <|vsep|> فَأتى بِضِحكَةِ جَاهِلٍ مَجَّانِ </|bsep|> <|bsep|> قالَ الفَنَاءُ يكونُ في الحركَاتِ لا <|vsep|> في الذَّاتِ وَاعجَباً لِذَا الهذَيانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَصيرُ أهلُ الخُلدِ في جَنَّاتهم <|vsep|> وجَحِيمِهِم كحِجَارَةِ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ما حَالُ مَن قَد كَانَ يَغشَى أهلَه <|vsep|> عِندَ انقضاءِ تحرُّكِ الحَيَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذاكَ مَا حَالُ الذي رَفَعَت يدَا <|vsep|> هُ أكلَةً مِن صَفحَةِ وخِوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَنَاهَتِ الحركَاتُ قَبلَ وصُولِها <|vsep|> لِلفَمِّ عِندَ تفتُّح الأسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذاكَ مَا حَالُ الذِي امتدَّت يَدٌ <|vsep|> مِنهُ لى قِنوٍ مِن القِنوانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتنَاهَتِ الحَرَكاتُ قَبلَ الأخذِ هَل <|vsep|> يَبقَى كَذلِكَ سَائِرَ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَنها <|vsep|> واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على ال <|vsep|> ثارِ والأخبَارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى بِأنَّ اللهَ يَجعَلُ خَلقَهُ <|vsep|> عَدَماً ويقلِبُهُ وُجُوداً ثَانش </|bsep|> <|bsep|> العَرشُ والكُرسِيُّ والأرواحُ وال <|vsep|> أملاكُ والأفلاكُ والقَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> والأرضُ والبَحرُ المحيطُ وسائِرُ ال <|vsep|> أكوَانِ مِن عَرَضٍ وَمِن جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ سَيُفنِيهِ الفنَاءَ المَحضَ لا <|vsep|> يَبقَى لَهُ أثَرٌ كَظِلٍّ فَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويُعِيدُ ذَا المَعدُومَ أيضاً ثانياً <|vsep|> مَحضَ الوجودِ عَادَةً بِزَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هذا المعادُ وَذلِكَ المَبدَا لَدَى <|vsep|> جَهمٍ وقد نَسَبُوه للقرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا الذِي قَأدَ ابنَ سينَا والألَى <|vsep|> قَالُوا مَقَالَتَه لى الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم تَقبَلِ الأذهانُ ذَا وتَوهَّمُوا <|vsep|> أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بِالِيمانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا كِتابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا <|vsep|> أو عَبدُهُ المبعُوث بالبُرهَان </|bsep|> <|bsep|> أو صَحبُه مِن بعدِهِ أو تَابِعٌ <|vsep|> لَهمُ عَلى الِيمانِ والِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ <|vsep|> حقًّا عَلى الِيمانِ والحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل صَحبُه من بعدِه أو تَابشعٌ <|vsep|> لَهُم عَلى الِيمانِ والحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ <|vsep|> حقًّا مُغَيِّرُ هَذه الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَبَدِّلُ اللهُ السَّمواتِ العُلَى <|vsep|> والأرضَ أيضاً ذَاتَ تَبديلانِ </|bsep|> <|bsep|> وهمَا كَتَبديلِ الجُلودِ لِسَاكِني النِّ <|vsep|> يرانِ عِندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَقبِضُ أرضَهُ وَسَمَاءَهُ <|vsep|> بِيدَيهِ مَا العَدَمَانِ مقبُوضَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بِهَا <|vsep|> أخبَارَها في الحَشرِ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وتَظَلُّ تَشهَدُ وَهيَ عَدلٌ بِالذِي <|vsep|> مِن فَوقِهَا قَد أحدَثَ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أفيِشهَدُ العَدَمُ الذِي هُوَ كاسمِهِ <|vsep|> لا شيءَ هذا لَيسَ في الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تُسَوَّى ثُمَّ تُبسَطُ ثُمَّ تَش <|vsep|> هَدُ ثم تُبدَل وَهِي ذَاتُ كِيانِ </|bsep|> <|bsep|> وتُمدُّ أيضا مِثلَ مَدِّأدِيمِنَا <|vsep|> مِن غيرِ أودِيَةٍ ولا كُثبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتقيءُ يَومَ العَرضِ مِن أكبَادِهَا <|vsep|> كَالأُسطُوَانِ نَفائِسَ الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ يَرَاهُ بِعَينِهِ وعِيَانِهِ <|vsep|> مَا لاِمرىءٍ بِالأخذِ مِنه يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذا الجبالُ تُفَتُّ فَتًّا مُحكَماً <|vsep|> فَتَعُودُ مِثلَ الرَّملِ ذِي الكُثبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتَكُونُ كالعِهنِ الَّذِي ألوَانُه <|vsep|> وصِبَاغُهُ مِن سائِرِ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتُبَسُّ بَسًّا مِثلَ ذَاكَ فَتنثَنِي <|vsep|> مِثلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذا البِحَارُ فَِنَّهَا مسجورَةٌ <|vsep|> قَد فُجِّرَت تَفجِيرَ ذِي سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَلِك القَمَرَانِ يَأذَنُ رَبُّنَا <|vsep|> لَهُمَا فيجتَمِعَانِ يَلتَقِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مُكوَّرَةٌ وَهَذا خَاسِفٌ <|vsep|> وكِلاَهُمَا في النَّارِ مَطروحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَوَاكِبُ الأفلاَكِ تُنثَرُ كُلَّهَا <|vsep|> كللِىءٍ نُثِرَت عَلَى مَيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذا السَّمَاءُ تُشَقُّ شَقًّا ظَاهِراً <|vsep|> وَتَمورُ أيضاً أيَّمَا مَوَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتصيرُ بَعدَ الانشِقَاقِ كَمِثلِ هَ <|vsep|> ذَا المُهلِ أو تَكُ وردةً كَدِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> والعَرشُ وَالكُرسيُّ لا يُفنِيهمَا <|vsep|> أيضاً وَنَّهُمَا لَمخلُوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهَا مِن بَعضِ أعرَاضٍ بِهَا <|vsep|> قَامَت وَذَا في غَايَةِ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فالشَّأنُ للأرواحِ بَعدَ فراقِهَا <|vsep|> أبدَانَها وَاللهِ أعظَمُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَّا عذَابٌ أو نَعِيمٌ دَائِمٌ <|vsep|> قَد نُعِّمت بِالرَّوحِ والرَّيحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتصيرُ طيراً سَارِحاً مَع شكلِهَا <|vsep|> تجني الثِّمارَ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَظَلُّ وَاردَةً لأنهَارٍ بِها <|vsep|> حَتَّى تَعُودَ لِذَلِكَ الجثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ أرواحَ الذينَ استُشهِدُوا <|vsep|> فِي جَوفِ طَيرٍ أخضَرٍ رَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فلهُم بذَاكَ مزيَّةٌ في عَيشِهِم <|vsep|> ونَعِيمِهِم لِلرُّوحِ والأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَذَلُوا الجُسُومَ لربِّهِم فأعَاضَهُم <|vsep|> أجسَامَ تلكَ الطَّيرِ بالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> والحورُ لا تَفنَى كَذلِكَ جَنَّةُ ال <|vsep|> مأوَى وَمَا فِيهَا مِنَ الوِلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِ هَذَا قالَ جَهمٌ نَّهَا <|vsep|> عدَمٌ وَلَم تُخلَق لَى ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> والأنبِياءُ فَنَّهُم تَحتَ الثَّرَى <|vsep|> أجسَامُهُم حُفِظَت مِن الدِّيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ما للبَلى بِلُحُومِهِم وجُسومِهِم <|vsep|> أبَداً وَهُم تَحتَ التُّرَابِ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذاكَ عَجبُ الظَّهرِ لاَ يبلَى بَلَى <|vsep|> مِنهُ تُرَكَّبُ خِلقَةُ النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ الأروَاحُ لاَ تَبلَى كَمَا <|vsep|> تَبلَى الجُسُومُ وَلاَ بِلَى اللَّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَلِكَ لم يُقِرَّ الجَهمُ بال <|vsep|> أروَاحِ خَارِجَةً عَنِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهَا قَنَادِيلٌ ليهَا تَنتَهِي <|vsep|> مَأوَى لَهَا كَمَسَاكِنِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالرُّوحُ بَعدَ الموتِ أكمَلُ حَالَةٍ <|vsep|> منهَا بِهَذِي الدَّارِ في جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعذَابُ أشقَاهَا أشدُّ مِنَ الذِي <|vsep|> قد عَاينَت أبصَارُهَا بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> والقَائِلُونَ بِأنَّهَا عَرَضٌ أبَوا <|vsep|> ذَا كُلَّهُ تَبًّا لِذِي نُكرانِ </|bsep|> <|bsep|> وذَا أرَادَ اللهُ خرَاجَ الوَرَى <|vsep|> بَعدَ المَمَاتِ ِلى المَعَادِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> ألقَى عَلَى الأرضِ التي هُم تحتها <|vsep|> واللهُ مُقتَدِرٌ وذُو سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَطَراً غَليظاً أبيضاً مُتَتَابِعاً <|vsep|> عَشراً وَعَشراً بَعدَهَا عَشرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَظَلُّ تَنبُتُ منهُ أجسَامُ الوَرَى <|vsep|> وَلُحُومُهُم كَمَنَابِتِ الرَّيحَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ذَا ما الأمُّ حَانَ وِلاَدُهَا <|vsep|> وتمخَّضَت فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوحَى لَهَا ربُّ السَّما فتَشقَّقَت <|vsep|> فَبَدَا الجَنِينُ كَأكمَلِ الشُّبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وتخلَّتِ الأمُّ الوَلُودُ وأخرَجَت <|vsep|> أثقَالَها أنثَى ومِن ذُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ يُنشِىءُ خَلقَهُ في نَشأةٍ <|vsep|> أُخرَى كَمَا قَد قَالَ في القرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وسنةُ ال <|vsep|> هَادِي بهِ فاحرِص عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ما قَالَ نَّ اللهَ يُعدِمُ خَلقَهُ <|vsep|> طُرّاً كقولِ الجاهلِ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى بِأنَّ الله لَيسَ بفاعِلٍ <|vsep|> فِعلاً يَقومُ بِه بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فِعلُه المَفعُولُ خَارِجُ ذَاتِهِ <|vsep|> كَالوَصفِ غَير الذَّاتِ في الحُسبانِ </|bsep|> <|bsep|> والجبرُ مَذهبُهُ الذِي قرَّت بهِ <|vsep|> عَينُ العُصَاةِ وشِيعةُ الشَّيطانِ </|bsep|> <|bsep|> كانُوا عَلَى وَجَلٍ مِنَ العِصيانِ ذ <|vsep|> هُوَ فِعلهُم والذَّنبُ للِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللَّومُ لا يعدُوه ذ هُوَ فَاعِلٌ <|vsep|> برَادةٍ وَبِقَدرَةِ الحَيوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأراحَهُم جَهمٌ وَشِيعتُهُ مِنَ الل <|vsep|> ومِ العَنِيفِ وَما قَضوا بِأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لكنَّهم حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى <|vsep|> ربِّ العِبَادِ بِعِزَّةٍ وأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتبرَّؤوا مِنهَا وقالُوا نَّهَا <|vsep|> أفعالُهُ مَا حِيلَةُ النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نَفساً وُسعَها <|vsep|> أنَّى وقَد جُبِرَت عَلَى العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذا عَلَى الطَّاعَاتِ أيضاً قَد غَدَت <|vsep|> مَجبُورةً فَلَهَا ذاً جَبرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَبدُ في التَّحقيقِ شِبهُ نَعَامَةٍ <|vsep|> قَد كُلِّفَت بِالحَملِ وَالطَّيرانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ صُورَتَها تَدُلُّ عَلَيهِمَا <|vsep|> هَذَا ولَيسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَان </|bsep|> <|bsep|> فلِذَاكَ قَالَ بِأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى <|vsep|> وكذَاكَ ما فَعلُوهُ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ عَينُ فِعلِ الرَّبِّ لا أفعَالُهُم <|vsep|> فَيَصِحُّ عَنهُم عِندَ ذَا نَفيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيٌ لِقُدرتِهِم عَلَيهَا أوَّلاً <|vsep|> وصُدورِهَا مِنهُم بِنَفيٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ ما صَامُوا ولاَ صَلَّوا وَلاَ <|vsep|> زَكَّوا ولا ذَبَحُوا مِنَ القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذاكَ مَا شَرِبُوا وما قَتَلُوا ومَا <|vsep|> سَرَقُوا ولا فِيهِم غَوِيٌّ زانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذاكَ لَم يأتُوا اختيَاراً مِنهُمُ <|vsep|> بالكُفر والِسلاَم والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ عَلَى وَجهِ المَجَازِ لأنَّهَا <|vsep|> قَامَت بِهِم كالطَّعمِ والألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> جُبِرُوا عَلَى ما شَاءَهُ خَلاَّقُهم <|vsep|> مَا ثَمَّ ذُو عَونٍ وَغَيرُ مُعانِ </|bsep|> <|bsep|> والكُلُّ مَجبُورٌ وغَيرُ مُيَسَّرٍ <|vsep|> كَالمَيتش أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَاكَ أفعالُ المُهَيمنِ لَم تَقُم <|vsep|> أيضاً بِهِ خَوفاً مِنَ الحَدَثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذا جَمَعتَ مَقَالَتَيهِ أنتَجَا <|vsep|> كَذِباً وزُوراً واضِحَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ لَيسَتِ الأفعَالُ فِعلَ لَهِنَا <|vsep|> والرَّبُّ لَيسَ بِفَاعِلِ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا انتَفَت صِفَةُ الِلهِ وَفِعلُهُ <|vsep|> وَكَلاَمُهُ وَفَعائِل الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فهُنَاكَ لا خَلقٌ وَلا أمرٌ وَلاَ <|vsep|> وَحيٌ ولاَ تَكلِيفُ عَبدٍ فَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى عَلى أسمائِهِ بِحُدُوثِهَا <|vsep|> وبِخَلقهَا مِن جُملَةِ الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر لى تَعطيلِهِ الأوصَافَ وال <|vsep|> أفعَالَ والأسمَاءَ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا الذِي في ضِمن ذَا التعطِيلِ مِن <|vsep|> نَفيٍ وَمِن جَحدٍ وَمِن كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّه أبدَى المَقَالَةَ هَكَذَا <|vsep|> في قَالَبِ التنزيهِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وأتى لى الكُفرِ العَظِيمِ فَصَاغَهُ <|vsep|> عِجلاً لِيَفتِنَ أمَّةَ الثِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَسَاهُ أنوَاعَ الجواهِرِ والحُلَى <|vsep|> مِن لُؤلُؤٍ صَافٍ وَمِن عِقيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَه ثيرانُ الوَرَى فَأصَابَهُم <|vsep|> كَمُصَابِ خوَتِهِم قَدِيمَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِجلاَنِ قَد فَتَنا العِبَادَ بصوتِهِ <|vsep|> حدَاهُمَا وَبِحَرفِهِ ذَا الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ أكثرُهُم فَأهلُ ظَوَاهِرٍ <|vsep|> تَبدُو لَهُم ليسُوا بِأهلِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ القشُورُ وَبالقُشُورِ قِوَامُهُم <|vsep|> وَاللُّبُّ حَظُّ خُلاَصَةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَا تَقَسَّمَتِ الطَوائِفُ قَولَهُ <|vsep|> وتوارَثُوه رثَ ذِي السُّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَنجُ مِن أقوَالِه طُرًّا سِوَى <|vsep|> أهلِ الحَدِيثِ وَشِيعَةِ القرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَبَرؤوا منهَا بَراءةَ حَيدَرٍ <|vsep|> وَبراءَةَ المولُودِ مِن عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ شِيعِيٍّ خَبِيثٍ وَصفُهُ <|vsep|> وَصفُ اليهُودِ مُحَلِّلِي الحِيتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يا أيُّهَا الرَّجُلُ المرِيدُ نَجَاتَهُ <|vsep|> سمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُن في أمُورِكَ كُلِّها مُتمسِّكاً <|vsep|> بالوحيِ لا بزخارِفِ الهذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ٍوانصُر كتَابَ اللهِ والسُّنَن الَّتي <|vsep|> جَاءَت عَنِ المبعُوثِ بالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> واضرِب بِسَيفِ الوحي كُلَّ مُعَطِّلٍ <|vsep|> ضَربَ المجاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> واحمِل بعزمِ الصِّدق حَملَةَ مُخُلِصٍ <|vsep|> مُتَجَرِّدٍ للَّهِ غَيرِ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> واثبُت بِصَبرِكَ تَحتَ ألوِيةِ الهُدَى <|vsep|> فَذَا أصِبتَ فَفِي رِضَا الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتِي <|vsep|> ثَبَتَت سِلاَحَكَ ثُمَّ صِح بِجَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن ذَا يُبَارِز فليقدِّم نَفسَهُ <|vsep|> أو مَن يسَابِق يَبدُ في الميدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاصدَع بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَف <|vsep|> مِن قِلَّةِ الأنصَارِ والأعوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وكتَابِهِ <|vsep|> وَاللهُ كَافٍ عَبدَهُ بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لا تَخشَ مِن كَيدِ العدُوِّ وَمكرِهِم <|vsep|> فَقتَالُهُم بالكِذبِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فجُنودُ أتبَاعِ الرَّسُولِ مَلاَئِكٌ <|vsep|> وَجُنُودُهُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطانِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّانَ بينَ العَسكَرين فَمَن يَكن <|vsep|> مُتَحَيِّزاً فلينظُر الفئَتانِ </|bsep|> <|bsep|> واثبُت وقاتِل تَحتَ راياتِ الهُدى <|vsep|> وَاصبِر فَنَصرُ اللهِ رَبِّكَ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر مَقَاتلَهُم لفُرسَانِ الهُدَى <|vsep|> لِلَّهِ درُّ مَقَاتِلِ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وادرَأ بِلَفظِ النَّصِّ في نَحرِ العِدى <|vsep|> وَارجُمهُم بِثَواقِبِ الشُّهبَانِ </|bsep|> <|bsep|> لا تَخشَ كثرتَهُم فَهُم هَمَجُ الوَرَى <|vsep|> وَذُبَابُهُ أتَخَافُ مِن ذِبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشغَلهُم عِندَ الجِدَالِ بِبَعضِهِم <|vsep|> بَعضاً فَذَاكَ الحَزمُ للفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذا هُمُ حَمَلُوا عَلَيكَ فلا تَكُن <|vsep|> فَزِعاً لِحَملَتِهِم ولا بِجَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> واثبُت ولا تَحمِل بِلا جُندٍ فَمَا <|vsep|> هَذا بِمَحمودٍ لَدَى الشُّجعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا رَأيتَ عِصَابَةَ الِسلاَمِ قَد <|vsep|> وَافَت عَسَاكِرُهَا مَعَ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ فَاختَرِقِ الصُّفُوفَ ولا تَكُن <|vsep|> بِالعَاجِزِ الوَانِي وَلاَ الفَزعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَعَرَّ مِن ثوبَينِ مَن يَلبَسهما <|vsep|> يَلقَ الرَّدَى بِمَذَمَّةٍ وَهَوانِ </|bsep|> <|bsep|> ثوبٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ <|vsep|> ثَوبُ التّعَصُّبِ بِئسَتِ الثَّوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتَحلَّ بالنصَافِ أفخَرَ حُلَّةٍ <|vsep|> زِينَت بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل شِعَارَك خَشيَةَ الرّحمَنِ مَع <|vsep|> نُصح الرّسُولِ فَحَبَّذَا الأمرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمسَّكَنَّ بحبلِهِ وَبوَحيِهِ <|vsep|> وَتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فالحَقُّ وَصفُ الرّبِّ وَهوَ صِراطُهُ ال <|vsep|> هَادِي ليهِ لصَاحِبِ اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهُو الصِّراطُ عَلَيهِ رَبُّ العَرشِ أي <|vsep|> يضاً وَذَا قَد جَاءَ في القرنِ </|bsep|> <|bsep|> والحَقُّ مَنصُورٌ ومُمتَحَنٌ فَلاَ <|vsep|> تَعجَب فَهَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وبِذَاكَ يَظهَرُ حِزبُه مِن حَربِهِ <|vsep|> ولأجلِ ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِ ذَاكَ الحَربُ بَينَ الرُّسلِ وال <|vsep|> كُفَّارِ مُذ قَامَ الوَرَى سِجلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا العُقبَى لأهلِ الحَقِّ ن <|vsep|> فَاتَت هُنَا كانَت لَدَى الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل لقلبِكَ هِجرتَينِ وَلاَ تَنَم <|vsep|> فهُمَا عَلَى كُلِّ امرِىءِ فَرضَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالهِجرةُ الأولَى ِلى الرَّحَمنِ بال <|vsep|> خلاصِ في سٍِّ وفي علانِ </|bsep|> <|bsep|> فالقصدُ وَجهُ الله بالأقوَالِ وال <|vsep|> أعمالِ والطَّاعَاتِ والشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِذَاكَ يَنجُو العبدُ مِن شراكِهِ <|vsep|> وَيَصِيرُ حَقًّا عَابِدَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالهِجرةُ الأخرَى لى المبعوثِ بال <|vsep|> حَقِّ المُبِين وَوَاضِحِ البرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَدُورُ مَع قَولِ الرّسُول وَفِعلِهِ <|vsep|> نَفياً وثبَاتاً بِلاَ رَوَغانِ </|bsep|> <|bsep|> وُيحكِّمُ الوَحيَ المُبينَ عَلى الذِي <|vsep|> قَالَ الشُّيوخُ فَعِندَهُ حَكَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَحكُمانِ بِبَاطِلٍ أبَداً وكُلُّ <|vsep|> العَدلِ قَد جَاءَت بِه الحَكمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُما كتابُ اللهِ أعدَلَ حاكِمٍ <|vsep|> فِيه الشِّفا وهِدايةُ الحيرانِ </|bsep|> <|bsep|> والحَاكِمُ الثَّاني كَلامُ رَسُولِهِ <|vsep|> مَا ثَمَّ غيرُهُمَا لِذِي يمانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا دَعوكَ لغَيرِ حُكمِهمَا فَلا <|vsep|> سَمعاً لِدَاعِي الكُفرِ والعِصيانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل لاَ كَرَامةَ لاَ ولاَ نُعمَا وَلا <|vsep|> طَوعاً لِمَن يَدعُو لى طُغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذا دُعِيتَ لى الرَّسُولِ فقل لَهُم <|vsep|> سَمعاً وَطَوعاً لستُ ذَا عِصيانِ </|bsep|> <|bsep|> وذا تَكاثَرَتِ الخصُومُ وَصيَّحُوا <|vsep|> فَأثبُت فَصَيحَتُهُم كَمِثلِ دُخَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَرقَى لى الأوجِ الرَّفِيعِ وَبَعدَه <|vsep|> يَهوِي لى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّاني </|bsep|> <|bsep|> هَذا ونَّ قِتَالَ حِزبِ اللهِ بال <|vsep|> أعمالِ لا بِكَتَائِبِ الشُّجعَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ مَا فَتَحوا البلادَ بكَثرَةٍ <|vsep|> أنَّى وأعدَاهُم بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ما فتَحُوا القُلُوبَ بهذِهِ ال <|vsep|> راءِ بل بالعِلمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعلماءِ زه <|vsep|> دٌ في الثَّنَا مِن كلِّ ذِي بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا هُمَا اجتَمَعَا لِقَلبٍ صَادِقٍ <|vsep|> شُدَّت رَكَائبُهُ ل الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاقصِد لى الأقرَانِ لاَ أطرَافِهَا <|vsep|> فالعِزُّ تَحتَ مَقَاتِلِ الأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاسمع نصيحَةَ من لهُ خُبرٌ بمَا <|vsep|> عندَ الوَرَى مِن كَثرةِ الجَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَهُم وَاللهِ خَيرٌ غَيرَما <|vsep|> أخذُوهُ عَمَّن جَاءَ بالقرنِ </|bsep|> <|bsep|> والكُلُّ بَعدُ فَبِدعةٌ أو فِريَةٌ <|vsep|> أو بَحثُ تَشكِيكٍ وَرأيُ فَلانِ </|bsep|> <|bsep|> فاصدَع بِأمرِ اللهِ لا تَخشَ الوَرَى <|vsep|> فِي اللهِ وَاخشَاهُ تَفُز بأمَان </|bsep|> <|bsep|> وَاهجُر وَلَو كُلَّ الوَرَى في ذاتِهِ <|vsep|> لاَ في هَوَاك وَنَخوةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاصبِر بِغَيرِ تَسَخُّ وشِكَايةٍ <|vsep|> وَاصفَح بِغَيرِ عِتَابِ مَن هُوَ جَانِ </|bsep|> <|bsep|> واهجُرهُمُ الهَجرَ الجَمِيلَ بِلا أذًى <|vsep|> ن لَم يَكن بُدٌّ مِنَ الهِجرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر لى الأقدَارِ جَارِيَةً بِمَا <|vsep|> قَد شَاءَ مِن غَيٍّ وَمِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل لِقَلبِكَ مُقلَتينِ كِلاَهُمَا <|vsep|> بالحَقِّ في ذَا الخَلقِ نَاظِرَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر بِعَينِ الحُكمِ وَارحَمهمُ بِهَا <|vsep|> ذ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر بِعَينِ الأمرِ واحملهُم عَلَى <|vsep|> أحكَامِهِ فَهُمَا ذاً نَظَرانِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما <|vsep|> مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم <|vsep|> فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> واحذَر كَمَائِنَ نَفسِكَ اللاَّتي مَتَى <|vsep|> خَرَجَت عَلَيكَ كُسِرت كَسرَ مُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذا انتصَرت لَهَا فَأنتَ كَمَن بَغَى <|vsep|> طَفيَ الدُّخَانِ بِمَوقِدِ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله أخبَرَ وَهُوَ أصدَقُ قَائِلٍ <|vsep|> أن سَوفَ يَنصُر عَبدَهُ بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن يَعمَلِ السُّوى سَيُجزَى مِثلَهَا <|vsep|> أو يَعمَلِ الحُسنَى يَفُز بِجِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي وَصِيَّةُ نَاصِحٍ وَلِنَفسِهِ <|vsep|> وَصَّى وَبَعدُ سَائِرُ الخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاجلِس ذاً في مَجلِسِ الحَكَمَينِ للرَّ <|vsep|> حمَنِ لا للنَّفسِ والشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> الأولُ النقلُ الصحيحُ وبعدَهُ ال <|vsep|> عَقلُ الصَّريحُ وفِطرةُ الرَّحَمنِ </|bsep|> <|bsep|> واحكُم ذَا فِي رُفقَةٍ قَد سَافَرُوا <|vsep|> يَبغُونَ فاطِرَ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فترافَقُوا في سَيرِهم وَتَفَارَقُوا <|vsep|> عِندَ افتراقِ الطُّرقِ بالحَيرانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتَى فَرِيقٌ ثم قَالَ وَجَدتُهُ <|vsep|> هَذَا الوجودَ بِعَينِه وَعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ما ثَمَّ موجودٌ سِوَاهُ وَِنَّمَا <|vsep|> غَلِطَ اللِّسَانُ فَقَالَ موجُودَانِ </|bsep|> <|bsep|> فهوَ السَّماءُ بعينِهَا ونجُومِهَا <|vsep|> وكذَلِكَ الأفلاَكُ والقَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهو الغَمَامُ بعينِهِ والثَّلجُ وال <|vsep|> أمطَارِ مَعَ بَرَدٍ وَمَع حُسبانِ </|bsep|> <|bsep|> وهو الهَواءُ بِعَينِهِ وَالمَاءُ وَال <|vsep|> تُّربِ الثَّقِيلُ وَنَفسُ ذِي النِّيرانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي بسائِطُهُ ومنه تركَّبت <|vsep|> هَذِي المظاهِرُ مَا هُنَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهو الفقيرُ لَها لأجلِ ظهُورِهِ <|vsep|> فِيهَا كفقرِ الرُّوحِ للأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهي التي افتَقَرَت ليه لأنه <|vsep|> هو ذاتُهَا ووجودُهَا الحقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَظَلُّ تَلبسُه وتخلَعُه وذَا ال <|vsep|> يجادُ والِعدامُ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيظلُّ يَلبَسُهَا وَيَخلَعُهَا وَذَا <|vsep|> حُكمُ المَظَاهِر كَي يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَكثُّر الموجودِ كالأعضَاءِ في ال <|vsep|> محسُوس من بَشَرٍ وَمِن حَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كالقُوَى فِي النَّفسِ ذَلِكَ واحدٌ <|vsep|> مُتَكَثِّرٌ قَامت بِهِ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَكُونُ كُلاُّ هَذِهِ أجَزَاؤه <|vsep|> هذِي مقالَةُ مُدَّعِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أنها كَتَكَثُّرِ الأنواعِ فِي <|vsep|> جِنسٍ كَمَا عقالَ الفريقُ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَيَكُونُ كُلِّيًّا وجُزئِيَّاتهُ <|vsep|> هَذَا الوجودُ فهذِهِ قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حداهُمَا نَصُّ الفُصُوصِ وَبَعدَهُ <|vsep|> قولُ ابنُ سَبعِينٍ ومَا القَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> عِندَ العفيفِ التِّلمِسَانِيِّ الذي <|vsep|> هوَ غايةٌ فِي الكُفرِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ مِنَ الأغلاَطِ في حِسٍّ وَفِي <|vsep|> وَهمٍ وتلكَ طَبيعَةُ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكُلُّ شَيءٌ واحِدٌ فِي نَفسِهِ <|vsep|> مَا لِلتَعَدُّدِ فِيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالضَّيفُ والمأكُولُ شَيءٌ وَاحِدٌ <|vsep|> والوَهمُ يَحسِبُ هَاهُنَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الموطُوءُ عَينُ الوَطءِ وال <|vsep|> الوَهمُ البعيدُ يقُول ذَان اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَرُبَّمَا قَالاَ مَقَالَتَهُ كَمَا <|vsep|> قَد قَالَ قَولَهُمَا بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأبَى سِوَاهُم هَذَا وقالَ مَظَاهِرٌ <|vsep|> تَجلُوهُ ذَاتُ توحُّدٍ ومَثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالظَّاهِرُ المجلوُّ شيءٌ وَاحِدٌ <|vsep|> لَكِن مَظَاهِرُهُ بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي عِبَارَاتٌ لَهُم مَضمُونُهَا <|vsep|> مَا ثَمَّ قَطُّ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالقَومُ مَا صُانُوهُ عَن نسٍ وَلاَ <|vsep|> جِنٍّ ولاَ شَجَرٍ وَلاَ حَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عُلوٍ وَلاَ سُفلٍ وَلاَ <|vsep|> وَادٍ وَلا جَبَلٍ وَلاَ كُثبَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلا طَعمٍ وَلاَ رِيحٍ وَلاَ <|vsep|> صَوتٍ وَلاَ لَونٍ مِن الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ المطعُومُ والمَلبُوسُ وال <|vsep|> مَشمُومُ والمسمُوعُ بالذانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَاكَ قَالُوا نَّهُ المنكُوحُ وال <|vsep|> مَذبوحُ بَل عَينُ الغَوِيِّ الزَّانِي </|bsep|> <|bsep|> والكُفرُ عِندَهُمُ هُدًى وَلَو أنَّهُ <|vsep|> دِينُ المجُوسِ وعَابِدِي الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> قًالُوا وَمَا عَبَدُوا سِوَاهُ ونَّمَا <|vsep|> ضَلُّوا بِمَا خَصُّوا مِنَ الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَوَ أنَّهُم عَمُّوا وقالُوا كلُّهَا <|vsep|> معبُودَةٌ مَا كَانَ مِن كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالكُفرُ سَترُ حَقِيقَةِ المعبودِ بِالتَّ <|vsep|> خصِيصِ عِندَ مُحَقِّقٍ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَلَم يَكُ كافِراً فِي قَولِهِ <|vsep|> أنَا رَبُّكُم فِرعَونُ ذُو الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل كَانَ حَقّاً قَولُه ذ كَانَ عَي <|vsep|> نَ الحَقِّ مُضطَلِعاً بهذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلذَا غَدَا تَغرِيقُهُ في البَحر تَط <|vsep|> هِيراً مِنَ الأوهَامِ والحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَلَم يَكُ مُنكِراً مُوسَى لِمَا <|vsep|> عَبَدُوهُ مِن عِجلٍ لِذِي الخَوَرانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ عَلَى مَن كَانَ لَيسَ بعابِدٍ <|vsep|> مَعهُم وأصبَحَ ضَيِّقَ الأعطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلذَاكَ جَرَّ بِلحيَةِ الأخِ حَيثُ لَم <|vsep|> يَكُ وَاسِعاً فِي قَومِهِ لِبِطَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فَرَّقَ الِنكَارُ منهُ بينَهُم <|vsep|> لَمَّا سَرَى فِي وَهمِهِ غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد رَأى بليسَ عارِفُهُم فَأهب <|vsep|> السُّجُودِ هُوِيَّ ذِي خَضعَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَهُ مَاذَا صَنَعتَ فَقَالَ هَل <|vsep|> غَيرُ الِلَهِ وأنتُمَا عِميَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ غَيرٌ فاسجُدُوا ن شِئتُمُ <|vsep|> للشَّمسِ والأصنَامِ والشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالكُلُّ عينُ اللهِ عِندَ مُحَقِّقٍ <|vsep|> وَالكُلُّ مَعبُودٌ لِذي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ المعبُودُ عِندَهُم فقُل <|vsep|> سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا أمَّةً مَعبُودُهَا مَوطُءُهَا <|vsep|> أينَ الِلَهُ وثُغرَةُ الطَّعَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا أمَّةً قََد صَارَ مِن كُفرَانِهَا <|vsep|> جُزءٌ يَسيرٌ جُملَةَ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قالَ وَجَدتُهُ <|vsep|> بالذَّاتِ مَوجُوداً بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُو كالهَواءِ بعينِهِ لا عينُهُ <|vsep|> مَلأ الخُلُوَّ ولا يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> والقَومُ ما صَانُوهُ عن بِئرٍ ولاَ <|vsep|> قَبرٍ ولاَ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل مِنهُمُ مَن قَد رَأى تَشبِيهَهُ <|vsep|> بالرُّوحِ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيهُمُ مَن قَالَ لَيسَ بِدَاخِلٍ <|vsep|> أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم حَامُوا عَلَى هَذا وَلَم <|vsep|> يَتَجَاسَرُوا مِن عَسكَرِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَليهِمُ رَدَّ الأئِمةُ أحمَدٌ <|vsep|> وَصِحَابُهُ مِن كُلِّ ذِي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فهُمُ الخُصُوم لِكُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ <|vsep|> وهُم الخصُومُ لِمُنزِلِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم مقَالاَتٌ ذَكَرتُ أصولَهَا <|vsep|> لَمَّا ذَكَرتُ الجَهمَ فِي الأوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ <|vsep|> هَذَا وَلَكِن جَدَّ في الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأسَرَّ قَولَ مُعَطِّلٍ وَمُكَذِّبٍ <|vsep|> في قَالَبِ التَّنزيهِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ لَيسَ بداخِلٍ فِينَا وَلاَ <|vsep|> هُوَ خَارِجٌ عَن جُملَةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> بل قَالَ لَيسَ ببائِنٍ عَنهَا وَلاَ <|vsep|> فِيهَا ولا هُوَ عَينُهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى <|vsep|> والعَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> والعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ معبُودٌ سِوَى ال <|vsep|> عَدَمِ الذي لاَ شَيءَ في الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل حَظُّهُ مِن رَبِّهِ حَظُّ الثَّرَى <|vsep|> مِنهُ وحَظُّ قَوَاعِدِ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ كَهذِهِ ال <|vsep|> أجسَامِ سُبحَانَ العظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد وَجَدتُ لفاضِلٍ مِنهُم مَقَا <|vsep|> ماً قَامَهُ في النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ نَّ نَبِيَّكُم <|vsep|> قَد قَالَ قَولاً وَاضِحَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَحكُمُوا بالفَضلِ لي أصلاً عَلى <|vsep|> ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا يَرُدُّ عَلَى المُجَسِّمِ قَولَهُ <|vsep|> اللهُ فَوقَ العَرشِ والأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَدُلُّ أنَّ لَهَنَا سُبحَانَهُ <|vsep|> وبِحَمدِهِ يُلقَى بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَهُ بَيِّن لَنَا هَذَا فَلَم <|vsep|> يَفعَل فأعطَوهُ مِنَ الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ألفاً مِنَ الذَّهَبِ العَتيقِ فَقَالَ في <|vsep|> تِبيَانِهِ فاسمَع لِذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد كَانَ يُونُسُ في قَرَارِ البَحرِ تَح <|vsep|> تَ المَاءِ في قُبرِ مِنَ الحِيتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّمَاءَ وَجَاوَزَ السَّ <|vsep|> بعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا في قُربِهِ مِن رَبِّهِ <|vsep|> سُبحَانَهُ ذ ذَاكَ مُستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعُلوُ والسُّفلُ اللَذانِ كِلاَهُمَا <|vsep|> في بُعدِهِ مِن ضِدِّهِ طَرَفَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن يُنسَبَا لِلَّهِ نُزِّه عَنهُمَا <|vsep|> بالِختِصَاصِ بَلَى سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي قُربِ مَن أضحَى مُقِيماً فِيهمَا <|vsep|> مِن رَبِّهِ فَكِلاَهُمَا مِثلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأجلِ هَذَا خَصَّ يُونُسَ دُونَهُم <|vsep|> بالذِّكرِ تَحقِيقاً لهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتَى النِّثَارُ عَلَيهِ مِن أصحَابِهِ <|vsep|> مِن كُلِّ نَاحِيةٍ بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاحمَد لهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ ذ <|vsep|> عَافَاكَ مِن تَحرِيفِ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله مَا يَرضَى بِهَذَا خَائِفٌ <|vsep|> مِن رَبِّهِ أمسَى عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ اللحَادُ حَقًّا بَل هُوَ التَّ <|vsep|> حرِيفُ مُحضاً أبرَدُ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ ما بُليَ المُجَسِّمُ قطُّ ذِي ال <|vsep|> بَلوَى وَلاَ أمسَى بِذِي الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفسَدَ هَذِهِ ال <|vsep|> أديَانِ حِينَ سَرَى لَى الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لولاَ اللهُ حَافِظُ دِينِهِ <|vsep|> لتهدَّمت منهُ قُوَى الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ <|vsep|> هَذَا وَزَادَ عَلَيهِ في الميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ لا تُلهِيكُمُ <|vsep|> هَذِي الأمَانِي هُنَّ شَرُّ أمَانِي </|bsep|> <|bsep|> أتعبتُ رَاحلَتي وَكَلَّت مُهجَتِي <|vsep|> وَبَذَلتُ مَجهُودِي وَقَد أعيَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَتَّشتُ فوقَ وَتحتَ ثُمَّ أمَامَنَأ <|vsep|> وَوَرَاءَ ثُمَّ يَسَارِ مَع أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا دلَّنِي أحَدٌ علَيهِ هُنَاكُمُ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ بَشَرٌ ليهِ هَدَانِي </|bsep|> <|bsep|> لاَّ طَوائِفُ بِالحَدِيثِ تَمَسَّكَت <|vsep|> تُعزَى مَذاهِبُهَا ِلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا الَّذِي تَبغِيهِ فَوقَ عِبَادِهِ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهو الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى <|vsep|> لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> ولَيهِ يَصعَدُ كُلُّ قَولٍ طَيِّبٍ <|vsep|> وَلَيهِ يُرفَعُ سَعيُ ذِي الشُّكرَانَِ </|bsep|> <|bsep|> والروحُ والأملاَكُ مِنهُ تَنَزلَت <|vsep|> ولَيهِ تَعرُجُ عِندَ كُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وليه أيدِي السَّائِلينَ تَوجَّهَت <|vsep|> نَحوَ العُلُوِّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وليهِ قَد عَرجَ الرسُولُ فقُدِّرَت <|vsep|> مِن قُربِه مِن رَبِّه قَوسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولَيهِ قَد رُفِعَ المسِيحُ حَقِيقَةً <|vsep|> ولسَوفَ يَنزِلُ كَي يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وليه تصعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ <|vsep|> عِندَ المَمَاتِ فَتَنثَنِي بأمانِ </|bsep|> <|bsep|> وليهِ مالُ العِبَادِ توجَّهَت <|vsep|> نَحوَ العُلُوِّ بِلاَ تَواصٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فِطرةُ اللهِ التَي لَم يُفطرُوا <|vsep|> لاَّ عَليهَا الخلقُ والثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ هَذَا أنَّهُم فُطِرُوا عَلَى <|vsep|> قرَارِهِم لاَ شَكَّ بالدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن أولُو التعطيلِ مِنهُم أصبَحُوا <|vsep|> مَرضَى بدَاءِ الجَهلِ والخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَسألَتُ عَنهم رِفقَتي وأحبتي <|vsep|> أصحَاب جَهمٍ حِزبَ جِنكسخَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن هؤلاءِ وَمن يُقالُ لهُم فقَد <|vsep|> جَاؤُوا بِأمرٍ مَالِىءٍ الذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم عَلينَا صَولَةٌ مَا صَالَهَا <|vsep|> ذُو بَاطِلٍ بَل صَاحِبُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ مَا سَمعتُم قَولَهُم وَكَلاَمَهُم <|vsep|> مِثلَ الصواعِقِ لَيسَ ذَا لِجَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> جاؤوكُم من فَوقكُم وَأتَيتُم <|vsep|> من تَحتِهِم مَا أنتُم سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> جَاؤُوكُمُ بالوَحي لَكِن جِئتمُ <|vsep|> بِنُحَاتَهِ الأفكَارِ والأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوصَى بِهَا أشيَاخَنا أشيَاخُهُم <|vsep|> فَاحفَظهُمَا بِيَدَيكَ والأسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذا اجتَمعتَ وهم بمشهَدِ مَجلِسٍ <|vsep|> فَابدَر بيرَادٍ وشُغلِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لا يَملِكُوهُ عَلَيكَ بالثَارِ وال <|vsep|> أخبَارِ والتفسِيرِ للفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَصِيرَ ن وَافَقتَ مِثلَهُمُ ون <|vsep|> عَارَضتَ زِندِيقاً أخَا كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ <|vsep|> فَابدَر ولو بِالفَشرِ والهذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي أوصَى بِهِ أشيَاخُنَا <|vsep|> في سَالِفِ الأوقَاتِ والأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فرجعتُ مِن سَفَرِي وقلتُ لصَاحِبي <|vsep|> وَمَطِيَّتِي قَد ذنت بِحِرَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا مُشَبِّهَةٌ مَجَسِّمَةٌ فَلاَ <|vsep|> تَسمَع مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> والعَنهُمُ لَعناً كَبيراً واغزُهُم <|vsep|> بِعَسَاكِرِ التَّعطِيلِ غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحكُم بسَفكِ دِمَائِهِم وَبِحَبسِهِم <|vsep|> أو لاَ فشَرِّدهُم عَنِ الأوطَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذِّر صِحَابَكَ مِنهُمُ فَهُمُ أضَلُّ <|vsep|> مِنَ اليَهُودِ وعَابِدِي الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحذَر تُجَادِلَهُم بقَالَ اللهُ أو <|vsep|> قَالَ الرسُولُ فَتَنثَني بِهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَهُم أولًى بِهِ قَد أنفَذُوا <|vsep|> فِيهِ قُوَى الأذهَانِ والأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذا ابتُلِيتَ بِهم فَغَالِطهُم عَلَى التَّ <|vsep|> أويلِ للأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَاكَ غَالِطهُم عَلَى التكذِيبِ لل <|vsep|> حَادِ ذَانِ لِصحبِنَا أصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> عَطِّل رِكَابَكَ وَاسترِح مِن سَيرِهَا <|vsep|> ما ثَمَّ غيرُ هذي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ للأكوَانِ ربٌّ خَالِقٌ <|vsep|> كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كَان رَبٌّ بائنٌ عَن ذِي الوَرَى <|vsep|> كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكَانَ عِندَ النَّاسِ أولَى الخَلقِ بال <|vsep|> سلاَمِ والِيمَانِ والِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكَانَ هَذَا الحِزبُ فَوقَ رؤوسِهِم <|vsep|> لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَدَع التَّكالِيفَ الَّتِي حُمِّلتَهَا <|vsep|> وَاخلَع عِذَارَكَ وَارمِ بالأرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ فَوقَ العرشِ مِن رَبٍّ وَلَم <|vsep|> يَتَكَلّمِ الرَّحمَنُ بالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ فَوقَ العرشِ رَبٌّ نَاظِرٌ <|vsep|> لزِمَ التحيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لو كَانَ القُرنُ عَينَ كََلاَمِهِ <|vsep|> حَرفاً وَصَوتاً كَانَ ذَا جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا انتَفَى هَذَا وَهَذا مَا الَّذِي <|vsep|> يَبقَى عَلَى ذَا النَّفيِ مِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَدَع الحَلاَلَ مَعَ الحرَامِ لأهلِهِ <|vsep|> فهُمَا السِّيَاجُ لَهُم عَلَى البُستَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاخرَقهُ ثمَّ ادخُل تَرَى فِي ضِمنِهِ <|vsep|> قَد هُيِّئَت لَكَ سَائِرُ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتَرَى بِهَا ما لاَ يَرَاهُ مُحَجَّبٌ <|vsep|> مِن كُلِّ ما تَهوَى بِهِ زَوجَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقطَع عَلاَئِقَكَ الَّتِي قَد قَيَّدَت <|vsep|> هَذَا الوَرَى مِن سَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لِتَصِيرَ حُرّاً لَستَ تَحتَ أوَامِرٍ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ نَهيٍ وَلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن جَعَلتَ حِجَابَ نَفسِكَ ذ تَرَى <|vsep|> فَوقَ السَّمَا للنَّاسِ مِن دَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو قُلتَ مَا فَوقَ السَّمَاءِ مُدَبِّرٌ <|vsep|> وَالعَرشَ تُخلِيهِ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ ليسَ مُكَلِّماً لِعبَادِهِ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ مُتَكَلِّماً بِقُرَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَ قَطُّ ولا يقولُ ولاَ لَهُ <|vsep|> قَولٌ بَدَا مِنهُ ِلَى نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَحَلَلتَ طَلسَمَهُ وَفُزتَ بكَنزِه <|vsep|> وعَلِمتَ أنَّ النَّاسَ في هَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن زَعَمتَ بأنَّ ربَّكَ بَائِنٌ <|vsep|> مِن خَلقِهِ ذ قُلتَ مَوجُودَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله فَوقَ العرشِ وال <|vsep|> كُرسِيُّ حَقًّا فَوقَهُ القَدَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله يَسمَعُ خَلقَهُ <|vsep|> وَيَرَاهُمُ مِن فَوقِ سَبعِ ثَمانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ كلاَمَهُ مِنهُ بَدَا <|vsep|> ولَيهِ يَرجِعُ خرَ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ووصَفتَهُ بالسَّمعِ والبَصَرِ الذِي <|vsep|> لا يَنبَغِي لا لِذِي الجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ووصَفتَهُ بِرَادَةٍ وَبِقُدرَةٍ <|vsep|> وكَرَاهَةٍ ومحبَّةٍ وَحَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وزَعَمتَ أنَّ الله يعلَمُ كُلَّ مَا <|vsep|> في الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علانِ </|bsep|> <|bsep|> والعِلمُ وصفٌ زائِدٌ عَن ذَاتِهِ <|vsep|> عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِ ذِي جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله كلَّمَ عَبدَهُ <|vsep|> موسَى فَاسمَعَهُ نِدَا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أفتسمَعُ الذانُ غيرَ الحرفِ وَالصَّ <|vsep|> وتِ الَّذِي خُصَّت بهِ الأذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذَا النِّدَاءُ فَنَّهُ صَوتق بِج <|vsep|> مَاعِ النُّحَاةِ وَأهلِ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ صَوتٌ رَفِيعٌ وَهُوَ ضِدٌ <|vsep|> لِلنِّجَاءِ كَلاَهُمَا صَوتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَزَعَمتَ أنَّ الله نَادَاه وَنَا <|vsep|> جَاهُ وَفِي ذَا الزَّعمِ مَحذُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُربُ المَكَانِ وَبُعدُهُ والصَّوتُ بَل <|vsep|> نَوعَاهُ مَحذُورَانِ مُمتَنِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً أسرَى بِهِ <|vsep|> لَيلاً لَيهِ فَهوَ مِنهُ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً يَومَ اللِّقَا <|vsep|> يُدنِيهِ رَبُّ العَرشِ بالرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى يُرَى المُختَارُ حَقًّا قَاعِداً <|vsep|> مَعَهُ عَلَى العَرشِ الرَّفِيعِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ لعرشِهِ أطاً بِه <|vsep|> كالرَّحلِ أطَّ بِراكِبٍ عَجلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ أبدَى بَعضُهُ <|vsep|> للطُّورِ حتَّى عَادَ كَألكُثبَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَمَّا تَجلَّى يَومَ تَكلِيمِ الرِّضَى <|vsep|> موسَى الكلِيمِ مُكلَّمِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ للمعبُودِ وَجهاً بَاقِياً <|vsep|> وَلَهُ يَمِينٌ بَل زَعَمتَ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ يَدَيهِ للسَّبعِ العُلَى <|vsep|> والأرضِ يَومَ الحشرِ قَابِضَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وزَعَمتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ ال <|vsep|> خَيرَاتِ مَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ العدلَ في الأخرَى بِهَا <|vsep|> رَفعٌ وَخَفضٌ وَهوَ بِالميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الخَلقَ طُرّاً عِندَهُ <|vsep|> يَهتَزُّ فَوقَ أصَابِعِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أيضاً أنَّ قَلبَ العبدِ مَا <|vsep|> بَينَ اثنَتَينِ مِن الأصَابعِ عَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَضحَكُ عِندَمَا <|vsep|> يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ يَقتتِلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مِن عَبده يَأتي فَيُبدِي نَحرَهُ <|vsep|> لِعَدُوِّهِ طَلَباً لِنَيلِ جِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يضحَكُ عِندَمَا يَثِبُ الفَتَى <|vsep|> مِن فُرشِهِ لتِلاوَةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَضحَكُ مِن قُنُوطِ عِبَادِهِ <|vsep|> ذ أجدَبُوا وَالغَيثُ مِنهُم دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله يَرضَى عَن أُولي ال <|vsep|> حُسنَى ويغضَبُ مِن أولي العِصيَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَسمعُ صَوتَهُ <|vsep|> يَومَ المَعَأدِ بَعِيدُهُم والدَّاني </|bsep|> <|bsep|> لَمَّا يَنادِيهِم أنَا الدَّيَانُ لاَ <|vsep|> ظُلمٌ لَدَيَّ فَيَسمَعُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعمتَ أنَّ الله يُشرِقُ نُورُهُ <|vsep|> في الأرضِ يومَ الفصلِ والميزانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله يَكشِفُ سَاقَهُ <|vsep|> فَيَخِرُّ ذَاكَ الجمعُ للأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ الله يَبسُطُ كَفَّهُ <|vsep|> لِمُسِيئِنَا لِيَتُوبَ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ يَمِينَهُ تَطوِي السَّمَا <|vsep|> طَيِّ السِّجِلِّ عَلَى كِتَابش بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَنزِلُ في الدُّجَى <|vsep|> في ثُلثِ لَيلٍ خِرٍأو ثانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيقُولُ هَل مِن سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ <|vsep|> فَأَنَا القرِيبُ أجِيبُ مَن نَادَاني </|bsep|> <|bsep|> وَزَعمتَ أنَّ لَهُ نُزُولاً ثَانِياً <|vsep|> يَومَ القِيَامَةِ لِلقَضَاءِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَبدُو جَهرَةً <|vsep|> لِعِبَادِهِ حَتَّى يُرَى بِعِيانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل يَسمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَونَهُ <|vsep|> فَالمُقلَتَانِ ليهِ نَاظِرَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أنَّ لربِّنَا قَدَماً وَأنَّ <|vsep|> اللهَ وَاضِعُهَا عَلَى النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ يَدنُو بَعضُهَا مِن بَعضِهَا <|vsep|> وَتَقُولُ قَط قَط حَاجَتي وَكَفَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتَ أن النَّاس يَومَ مَزيدِهِم <|vsep|> كُلٌّ يُحَاضِرُ رَبَّهُ ويُدَانِي </|bsep|> <|bsep|> بالحَاءِ مَع ضَادٍ وَجَامِعِ صَادِهَا <|vsep|> وَجهَانِ في ذَا اللَّفظِ مَحفُوظَانِ </|bsep|> <|bsep|> في التِّرمِذِيِّ وَمُسنَدٍ وَسِوَاهُمَا <|vsep|> مِن كُتبِ تَجسِيمٍ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَصَفتَهُ بِصِفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ <|vsep|> بالختِيَار وذَانِكَ الأصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أصلُ التَّفَرُّقِ بَينَ هَذَا الخَلقِ فِي ال <|vsep|> بَارِي فَكُن فِي النَّفي غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَلاَ تَلعَب بِدِينِكَ نَاقِضاً <|vsep|> نَفياً بثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالنَّاسُ بَينَ مُعَطِّلٍ أو مُثبتٍ <|vsep|> أو ثَالِثٍ مُتنَاقِضٍ صَنعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَستَ بِرَابعٍ لَهُمُ بَلَى <|vsep|> مَّا حِمَاراً أو مِنَ الثِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَح بنكَار الجَمِيعِ وَلاَ تَكُن <|vsep|> مُتَنَاقِضاً رَجُلاَ لَهُ وَجهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَفرِّق بَينَ مَا أثبتَّهُ <|vsep|> وَنَفَيتَهُ بِالنَّصِّ والبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالبَابُ بَابٌ وَاحِدٌ في النَّفي وال <|vsep|> ثبَاتِ في عَقلٍ وَفي مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَتَى أقرَّ بِبعضِ ذَلِكَ مثبِتٌ <|vsep|> لَزِمَ الجَمِيعَ أو ائتِ بالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَتَى نَفَى شَيئاً واثبتَ مِثلَهُ <|vsep|> فمجسِّمٌ مُتَنَاقِضٌ دَيصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَرُوا المِرَاءَ وَصَرِّحُوا بمذَاهِبِ ال <|vsep|> قُدَمَاءِ وانسَلِخُوا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قَاتِلُوا مَع يمَّةِ التَّجسِيمِ والتَّ <|vsep|> شَبِيهِ تحتَ لِوَاءِ ذِي القرنِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَلاَ تَتَلاَعَبُوا بِعُقُولِكُم <|vsep|> وَكِتَابِكُم وَبِسَائِرِ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بِصِفَاتِهِ <|vsep|> وَكَلاَمِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ بَينَ مصَدِّقٍ أو جَاحِدٍ <|vsep|> أو بَينض ذَلِكَ أو شَبِيهُ أتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاصنَع مِنَ التَّنزِيه تُرساً مُحكَماً <|vsep|> وَانفِ الجَمِيعَ بِصَنعَةٍ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ لَقِّب مَذهَبَ الِثبَاتِ بِالتَّ <|vsep|> جسِيمِ ثُمَّ احمِل عَلَى الأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَتَى سَمَحتَ لَهُم بِوَصفٍ وَاحِدٍ <|vsep|> حَمَلُوا عَلَيكَ بِحَملَةِ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَصُرِعت صِرعَةَ مَن غَدَا متلَبِّطاً <|vsep|> وَسَطَ العَرِينِ مُمزَّقَ اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاك أنكَرنَا الجَمِيعَ مَخَافَةَ التَّ <|vsep|> جسِيمِ ن ضِرنَا لى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَا خَلَعنَا رِبقَةَ الأديَانِ مِن <|vsep|> أعنَاقِنَا فِي سَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا مُلُوكٌ قَاوَمُوا الرُّسلَ الألَى <|vsep|> جَاؤُوا بثبَاتِ الصِّفَاتِ كَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> في لِ فِرعَونٍ وَقَارُونَ وَهَا <|vsep|> مَان ونُمرُودٍ وَجِنكِسخَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا الأئمَّةُ كالفَلاَسِفَةِ الألَى <|vsep|> لَم يَعبَؤُوا أصلاً بِذِي الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهُم أرسطُوا ثُمَّ شِيعَتُهُ لَى <|vsep|> هَذَا الأوَانِ وعِندَ كُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيهُمُ مَن قَالَ نَّ الله فَو <|vsep|> قَ العرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كلاَّ وَلاَ قَالُوا بِأنَّ لهَنَا <|vsep|> مُتَكَلِّمٌ بالوَحيِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ هَذَا رَدَّ فِرعَون عَلَى <|vsep|> مُوسَى وَلَم يقدِر عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قالَ مُوسَى رَبُّنَا مُتَكَلِّمٌ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ وَنَّهُ نَادَانَي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا ابنُ سِينَا لَم يَكُن مِنكُم وَلاَ <|vsep|> أتبَاعُهُ بَل صَانَعُوا بِدِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الطُّوسِيُّ لَمَّا أن غَدَا <|vsep|> ذَا قُدرَةٍ لَم يَخشَ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَتلَ الخَليفَةَ والقُضَاةَ وحَامِلي ال <|vsep|> قُرنِ والفُقَهَاء في البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ هُم مشَبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ وَمَا <|vsep|> دَانُوا بِدِينش أكَابِرِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا الملاَحِدَةُ الفُحُولُ أئِمَّةُ التَّ <|vsep|> عطِيلِ وَالتَّشبِيهِ لُ سِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا تَصَانِيفٌ بِهَا غَالبتُمُ <|vsep|> مِثلَ الشِّفَا وَرَسَائِلِ الِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا الشَارَاتُ التي هِيَ عِندكُم <|vsep|> قد ضُمِّنَت لِقَوَاطِعِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد صَرَّحَت بالضِّدِّ مِمَّا جَاءَ فِي التَّ <|vsep|> وراةِ والنجِيلِ والفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ عِندَكُم مِثلُ النُّصُوصِ وَفَوقَهَا <|vsep|> في حُجَّةٍ قَطعِيَّةٍ وَبَيَانٍ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا تَحَاكَمنَا فَنَّ لَيهِمُ <|vsep|> يَقَعُ التَّحَاكُمُ لاَ ِلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَد تَسَاعَدنَا بأنَّ نَصوصَهُ <|vsep|> لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ اليقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاك حَكَّمنَا عَلَيهِ وأنتُم <|vsep|> قَوفَ المعَلِّمِ أولاً والثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> يا وَيحَ جَهمٍ وابنِ دِرهَمَ والألَى <|vsep|> قَالُوا بِقَولِهِمَا مِنَ الخَوَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَقيَت مِنَ التَّشبِيهِ فِيهِ بَقيَّةٌ <|vsep|> نَقَضَت قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَنفِي الصِّفَاتِ مَخَافَةَ التَّجسِيمِ لاَ <|vsep|> يَلوِي عَلَى خَبرٍ وَلاَ قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ويقُولُ نَّ اللهَ يَسمَعُ أو يَرَى <|vsep|> وكذَاكَ يَعلَمُ سِرَّ كُلِّ جَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويقُولُ نَّ اللهَ قَد شَاءَ الَّذِي <|vsep|> هُوَ كَائِنٌ مِن هََذِهِ بالأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيقُولُ نَّ الفِعلَ مقدُورٌ لَهُ <|vsep|> وَالكَونَ يَنسِبُهُ ِلَى الحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وبِنَفيهِ التَّجسِيمَ يَصرخُ في الوَرَى <|vsep|> واللهِ مَا هَذَانِ مُتَّفِقانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّنَا قُلنا مُحَالٌ كُلُّ ذَا <|vsep|> حَذَراً مِنَ التَّشبِيهِ وَالمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَالَ ألاَ اسمَعُوا <|vsep|> قَد جئتُكُم مِن مَطلَعِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أرضِ طَيبَةَ مِن مُهَاجَرِ أحمَدٍ <|vsep|> بالحقِّ والبُرهَانِ والتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> سافرتُ في طَلَبِ الِلَهِ فَدَلَّني ال <|vsep|> الهَادِي عَلَيهِ ومُحكَمُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَع فِطرَةِ الرَّحمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَصَرِيحِ عَقلي فَاعتَلَى بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَوَافَقَ الوَحيُ الصَّرِيحُ وَفِطرَةُ الرَّ <|vsep|> حمنِ والمعقُولُ في يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> مُتَفَرِّدٌ بِالمُلكِ والسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الِلَهُ الحَقُّ لاَ مَعبُودَ لاَّ <|vsep|> وَجهُهُ الأعلَى العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل كُلُّ مَعبُودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ <|vsep|> مِن عَرشِهِ حَتَّى الحَضِيض الدَّاني </|bsep|> <|bsep|> وَعِبَادَةُ الرِّحمنِ غَايَةُ حُبِّهِ <|vsep|> مَع ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَيهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دَائِرٌ <|vsep|> مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطبَانِ </|bsep|> <|bsep|> ومَدَارُهُ بالأمرِ أمرِ رسُولِهِ <|vsep|> لاَ بِالهَوَى والنَّفسِ والشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَقِيَامُ دِينِ اللهِ بالخلاَصِ وَال <|vsep|> حسَانِ نَّهُمَا لَهُ أصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَنجُ مِن غَضَبِ الِلَهِ وَنَارِهِ <|vsep|> لاَّ الَّذِي قَامَت بِهِ الأصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ بَعدُ فَمُشرِكٌ بلهِهِ <|vsep|> أو ذُو ابتِدَاعِ أو لَهُ الوَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ لا يَرضَى بِكَثرَةِ فِعلِنَا <|vsep|> لَكِن بِأحسَنِهِ مَعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالعَارِفُون مُرادُهُم حسَانُهُ <|vsep|> والجَاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قَد شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو <|vsep|> سَمعٍ وَذُو بَصَرٍ هُمَا صِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العلَيُّ يَرَى وَيسمَعُ خَلقَهُ <|vsep|> مِن فَوقِ عَرشٍ فَوقَ سِتِّ ثَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَرى دَبِيبَ النَّملِ في غَسَقِ الدُّجَى <|vsep|> وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَضَجَيجُ أصوَاتِ العِبَادِ بِسَمعِهِ <|vsep|> وَلَدَيهِ لاَ تَتشَابَهُ الصَّوتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوَسوِسُ عَبدُهُ <|vsep|> فِي نَفسِهِ مِن غَيرِ نُطقِ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل يَستَوِي في عِلمِه الدَّانِي مَعَ ال <|vsep|> قَاضِي وَذُو الِسرَارِ والِعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَداً وَمَا <|vsep|> قَد كَانَ وَالمعلُومُ فِي ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِكُلِّ شَيءٍ لَم يَكُن لَو كَان كَيفَ <|vsep|> يَكُونُ موجُوداً لذِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القدِيرُ فَكُلُّ شَيءٍ فَهوَ مَق <|vsep|> دُورٌ لَهُ طَوعاً بِلاَ عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعُمُومُ قُدرَتِهِ تَدُلُّ بِأنَّهُ <|vsep|> هُوَ خَالِقُ الأفعَالِ للحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ خَلقُهُ حَقًّا وأفعَالٌ لَهُم <|vsep|> حَقًّا وَلاَ يَتنَاقَضُ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكنَّ أهلَ الجَبرِ والتَّكذِيبِ بِال <|vsep|> أَقدَارِ مَا انفَتَحَت لهُم عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَظَرُوا بِعَينَي أعوَرٍ ذ فَاتَهُم <|vsep|> نَظَرُ البَصِيرِ وَغَارَتِ العَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى <|vsep|> في شَأنِهِ هوَ قُدرَةُ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> واستَحسَنَ ابنُ عَقِيل ذَا مِن أحمدٍ <|vsep|> لمَّا حَكَاهُ عَنِ الرِّضَى الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الِمَامُ شَفَا القُلُوبَ بلَفظَةٍ <|vsep|> ذَاتِ اختِصَارٍ وَهيَ ذَاتُ بَيَانٍ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ الحَيَاةُ كَمَالُهَا فلأجلِ ذَا <|vsep|> مَا للمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ القَيُّومُ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ أوصَافُ الكَمَالِ جَمِيعُهَا <|vsep|> ثبتَت لَهُ ومَدَارُهَا الوَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمُصَحّحُ الأوصَافِ وَالأفعَالِ وَال <|vsep|> أسمَاءِ حَقًّا ذَانِكَ الوَصفَان </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَا جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُ <|vsep|> في يَةِ الكُرسِي وَذِي عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> اسمُ اللَهِ الأعظَمُ اشتَمَلاَ عَلَى اس <|vsep|> مِ الحَيِّ والقَيُومِ مُقتَرِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالكُلُّ مرجِعُهَا ِلَى الِسمَين يَد <|vsep|> رِي عذاكَ ذُو بَصَرٍ بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ الِرَادَةُ وَالكَرَاهَةُ والرِّضَى <|vsep|> وَلَهُ المَحَبَّةُ وهوَ ذُو الحسانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ العَارِي عَنِ التَّ <|vsep|> شبِيهِ والتَّمثِيلِ بالنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَمَالُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ <|vsep|> أولَى وَأقدَمُ وهوَ أعظَمُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيكُونُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ <|vsep|> ذَاكَ الكَمَالُ أذَاكَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَكُونُ نسَانٌ سَمِيعاً مُبصِراً <|vsep|> مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ الحَيَاةُ وَقُدرَةٌ ورَادَةٌ <|vsep|> والعِلمُ بِالكُلِّيِّ والأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ قَد أعطَاهُ ذَاكَ وَلَيسَ هَ <|vsep|> ذَا وَصفَهُ فاعجَب مِنَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِخِلاَفِ نَومِ العَبد ثًُمَّ جِمَاعِهِ <|vsep|> والأكلِ مِنهُ وَحَاجَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ تِلكَ مَلزُومَاتُ كَونِ العَبدِ مُح <|vsep|> تَاجاً وَتِلكَ لَوازِمُ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا لَوَازِمُ كَونِهِ جَسَداً نَعَم <|vsep|> وَلَوَازِم الحدَاثِ والِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> يتقدَّسُ الرَّحمنُ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> عَنهَا وَعَن أعضَاءِ ذِي جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ رَبيِّ لَم يَزَل متكلِّماً <|vsep|> وَكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بالذَانِ </|bsep|> <|bsep|> صِدقاً وعَدلاً أحكمَت كَلِمَاتُهُ <|vsep|> طَلَباً وخبَاراً بِلاَ نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَسُولهُ قَد عَاذَ بالكلَِمَاتِ مِن <|vsep|> لَدغٍ وَمِن عَينٍ ومِن شَيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيُعَاذُ بالمخلُوقِ حَاشَاهُ مِنَ الِش <|vsep|> رَاكِ وَهُوَ مُعَلِّمُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عَاذَ بالكَلِمَاتِ وَهيَ صِفَاتُهُ <|vsep|> سُبحَانُهُ لَيسَت مِنَ الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ القرنُ عَينُ كَلاَمِهِ المَس <|vsep|> مُوعِ مِنهُ حقِيقَةً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قُولُ رَبِّي كُلُّهُ لاَ بَعضُهُ <|vsep|> لَفظاً وَمَعنًى مَا هُمَا خَلقَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَقولُهُ <|vsep|> اللَّفظُ والمعنَى بِلاَ رَوَغَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ أصوَاتَ العِبَادِ وَفِعلَهُم <|vsep|> كَمِدَادِهِم والرَّقِّ مَخلوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالصَّوتُ للقَارِى وَلَكِنَّ الكَلاَ <|vsep|> مِ كَلاَمُ رَبِّ العرشِ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا ِذَا مَا كَانَ ثَمَّ وَسَاطَةٌ <|vsep|> كَقِرَاءَةِ المخلُوقِ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا انتفَت تِلكَ الوَسَاطَةُ مِثلَمَا <|vsep|> قَد كلَّمَ المولُودَ مِن عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنالِكَ المخلُوقُ نَفسُ السَّمع لاَ <|vsep|> شَيءٌ مِنَ المسمُوعِ فَافهَم ذَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَقَالَةُ أحمدٍ ومُحَمَّدٍ <|vsep|> وخُصُومُهُم مِن بَعدُ طَائِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا زَعَمَت بِأنَّ كَلاَمَهُ <|vsep|> خَلقٌ لَهُ الفَاظُهُ ومَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> والخَرُونَ أبَوا وَقَالُوا شَطرُهُ <|vsep|> خَلقٌ وَشَطرٌ قَامِ بالرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> زَعَمُوا القُرنَ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ <|vsep|> قُلنَا كَمَا زَعَمُوهُ قُرنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي نَتلُوه مخلُوقٌ كَمَا <|vsep|> قَالَ الوَلِيدُ وَبَعدَهُ الفِئَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> والخَرُ المعنَى القَدَيمُ فقَائِمٌ <|vsep|> بالنَّفسِ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> والأمرُ عَينُ النَّهيِ واستِفهَامُهُ <|vsep|> هُو عَينُ خبَارٍ وَذُو وِحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الزَّبُورُ وَعَينُ تَورَاةٍ ون <|vsep|> جِيلٍ وَعَينُ الذِّكرِ والفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> الكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ في نَفسِهِ <|vsep|> لاَ يَقبَلُ التبعِيضَ في الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ن لَهُ كُلُّ ولاَ بَعضٌ وَلا <|vsep|> حَرفٌ وَلاَ عَرَبِي وَلاَ عِبرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَدَلِيلُهُم في ذَاكَ بَيتٌ قَالَهُ <|vsep|> فِيمَا يُقَالُ الأخطَلُ النَّصرَانِيُّ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ قَد غَلِطَ النَّصَارَى قَبلُ في <|vsep|> مَعنَى الكَلاَمِ ومَا اهتدَوا لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَا جَعَلُوا المَسِيحَ لَهَهُم <|vsep|> ذ قِيلَ كِلمَةُ خَالِقٍ رَحمنِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِ ذَا جَعَلُوهُ نَاسُوتاً وَلاَ <|vsep|> هُوتاً قَدِيماً بَعدُ مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ هَذَا مَن يَقُولُ كَلاَمُهُ <|vsep|> مَعنًى قَديمٌ غَيرُ ذِي حِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> والشَّطرُ مَخلُوقٌ وَتِلكَ حُرُوفُهُ <|vsep|> نَاسُوتُهُ لَكِن هُمَا غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى ذَا الِتِّفَاقِ فَِنَّهُ <|vsep|> عَجَبٌ وَطَالِع سُنَّةَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وتَكَايَسَت أخرَى وقَالَت نَّ ذَا <|vsep|> قَولٌ مُحَالٌ وَهوَ خَمسُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> تِلكَ التي ذُكِرَت ومَعنى جَامِعٌ <|vsep|> لِجَمِيعِهَا كالأسِّ للبُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَكُونُ أنواعاً وعِندَ نَظِيرِهِم <|vsep|> أوصَافُهُ وهُمَا فمُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الذِي جَاءَ الرسُولُ بِهِ لَمَخ <|vsep|> لُوقٌ وَلَم يُسمَع مِنَ الدَّيانِ </|bsep|> <|bsep|> والخُلفُ بَينَهُمُ فقيل مُحَمَّدٌ <|vsep|> أنشَاهُ تَعبِيراً عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> والخرُونَ أبَوا وَقَالُوا نَّمَا <|vsep|> جِبرِيلُ أنشَاهُ عَنِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وتكَايَسَت أخرَى وَقَالَت نَّهُ <|vsep|> نَقلٌ مِنَ اللَّوحِ الرَّفِيعِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فاللَّوحُ مَبدَؤهُ وربُّ اللَّوحِ قَد <|vsep|> أنشَاهُ خَلقاً فِيه ذَا حِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مقَالاَتٌ لُهُم فانظر تَرَى <|vsep|> فِي كُتبِهِم يَا مَن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ أهلََ الحَقِّ قَالُوا نَّمَا <|vsep|> جِبرِيلُ بلَّغَهُ عَنِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ألقَاهُ مَسمُوعاً لَهُ مِن رَبِّهِ <|vsep|> للصَّادِقِ المَصدُوقِ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا أرَدتَ مَجَامِعَ الطُّرقِ الَّتِي <|vsep|> فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فمَدارُهَا أصلاَنِ قَامَ عَلَيهِمَا <|vsep|> هَذَا الخِلافُ هُمَا رُكنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل قولُهُ بمشِيئَةٍ أم لاَ وَهَل <|vsep|> في ذَاتِهِ أم خَارِجٌ هَذَانِ </|bsep|> <|bsep|> أصلُ اختِلاَفِ جَمِيعِ أهلِ الأرضِ في ال <|vsep|> قُرنِ فَاطلُب مُقتضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ الألَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ <|vsep|> وَِرَادَةٍ مِنهُ فَطَائِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَعنًى قَائِماً <|vsep|> بالنَّفسِ أو قَالُوا بِخَمسِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ أحدَثَ هَذِهِ الألفَاظَ كَي <|vsep|> تُبدِيهِ مَعقُولاً ِلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قَالُوا نَّهَا لَيسَت هيَ ال <|vsep|> قُرنَ بَل مَخلُوقَةٌ دَلَّت عَلى القرنِ </|bsep|> <|bsep|> ولربَّما سُمِّى بِهَا القُرنُ تَس <|vsep|> مِيَةَ المَجَازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ اختَلَفُوا فقِيلَ حِكَايَةٌ <|vsep|> عَنهُ وقِيلَ عِبَارَةٌ لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ مَا يُحكَى كَمَحكِّيٍّ وَهَ <|vsep|> ذَا اللَّفظُ والمعنَى فمختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَينِهِ <|vsep|> ذ كَانَ أولُهُ نَظِيرَ الثَّاني </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَالُوا لاَ نَقُولُ حِكَايَةٌ <|vsep|> وَنَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> والخَرُونَ يَرَونَ هَذَا البَحثَ لَف <|vsep|> ظِيًّا ومَا فِيهِ كَبِيرُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفِرقَةُ الأخرَى فَقَالَت نَّهُ <|vsep|> لَفظٌ وَمَعنًى لَيسَ ينفَصِلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> واللَّفظُ كالمعنَى قَدِيمٌ قَائِمٌ <|vsep|> بالنَّفسِ لَيسَ بقَابِلِ الحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالسِّينُ عِندَ البَاءِ لا مَسبُوقَةٌ <|vsep|> لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> والقَائِلُون بِذَا يقُولُوا نَّمَا <|vsep|> تَرتِيبُهَا بالسَّمعِ الذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهَا اقتِرَانٌ ثَابِتٌ لذَوَاتِهَا <|vsep|> فاعجَب لِذَا التَّخلِيطِ والهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ زَاغُونِيَّهُم قَد قَالَ نَّ <|vsep|> ذَوَاتَهَا وَوُجُودَهَا غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَبَّتَت بِوُجُودِهَا لاَ ذَاتِهَا <|vsep|> يَا لَلَعُقُولِ وَزَيغَةِ الأذهَانَ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَ الوُجُودُ سِوى حَقِيقَتَهَا لِذِي ال <|vsep|> أذهَانِ بَل في هَذهِ الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن ذَا أخَذَ الحقيقَةَ خَارجاً <|vsep|> وَوُجُودَهَا ذِهناً فمُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَكسُ أيضاً مِثلُ ذَا فذَا هُمَا <|vsep|> اتَّحَدَا اعتبَاراً لَم يَكُن شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِذَا يَزُولُ جَمِيعُ شكَالاَتِهِم <|vsep|> في ذَاتِهِ وَوُجُودِهِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ بِمَشِيئَةٍ <|vsep|> وَرَادَةٍ أيضاً فَهُم صِنفَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهمَا جَعَلَتهُ خَارِجَ ذَاتِهِ <|vsep|> كَمَشِيئَةٍ لِلخَلقِ والأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالوا وَصَارَ كَلامهُ بضَافَةِ التَّ <|vsep|> شرِيفِ مِثلَ البيتِ ذِي الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَ عندَهُمُ ولا هُوَ قَائِلٌ <|vsep|> والقَولُ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فالقَولُ مَفعُولٌ لَدَيهِم قَائِمٌ <|vsep|> بِالغَيرِ كالأعرَاضِ والأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَقَالَةُ كُلِّ جَهميٍّ وهُم <|vsep|> فِيهَا الشُّيُوخُ مُعَلِّمو الصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ أهلَ العتِزَالِ قَدِيمَهُم <|vsep|> لَم يذهَبُوا ذَا المَذهَبِ الشَّيطانِي </|bsep|> <|bsep|> وَهُم الألَى اعتزَلُوا عَنِ الحسَنِ الرِّ <|vsep|> ضَى البَصرِيِّ ذَاكَ العالِمِ الربَّاني </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمُهُ كَفِعَالِهِ وَكِلاَهُمَا <|vsep|> ذُو مَبدءٍ بَل لَيسَ يَنتَهِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَلَم يُنصِف خُصُومٌ جَعجَعُوا <|vsep|> وَأتَوا بتَشنِيعٍ بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلنَا كَمَا قَالُوهُ في أفعَالِهِ <|vsep|> بَل بَينَنَا بَونٌ مِنَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل نَحنُ أسعَدُ مِنهُمُ بِالحقِّ ذ <|vsep|> قُلنَا هُمَا باللهِ قَائِمَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُمُ فَقَالُوا لَم يَقُم باللهِ لاَ <|vsep|> فِعلٌ وَلاَ قَولٌ فَتَعطِيلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لفِعَالِهِ وَمَقَالِهِ شَرٌّ وأب <|vsep|> طَلُ مِن حُلُولِ حَوَادِثِ بِبَيانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أتبَاعٌ عَلَى مِنهَاجِهِم <|vsep|> مِن قَبلِ جَهمٍ صَاحِبِ الحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا متأخِّرُوهم بَعدَ ذَا <|vsep|> لَكَ وافَقُوا جَهماً عَلَى الكُفرانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ بذَا جَهمِيَّةٌ أهلُ اعتِزَا <|vsep|> لٍ ثَوبُهُم أضحَى لَه عَلَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد تَقَلَّدَ كُفرَهُم خَمسُونَ في <|vsep|> عَشرٍ مِنَ العُلَمَاءِ في البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللاَّلَكَائِيُّ المامُ حَكَاهُ عَن <|vsep|> هُم هُم حَكَاهُ قَبلَهُ الطَّبَرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالقَائِلونَ بِأنَّهُ بمشِيئَةٍ <|vsep|> في ذَاتِهِ أيضاً فَهُم نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَبدُوءاً بِهِ <|vsep|> نَوعاً حِذَارَ تسلسُلِ الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهمُ في زَعمِهِم <|vsep|> ثبَاتَ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَالُوا نَّهُ ذُو أوَّلٍ <|vsep|> مَا للِفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَعطِيلُهُ عَن فِعلِهِ وَكَلاَمِهِ <|vsep|> شَرٌّ مِنَ التشنِيعِ بِالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَقَالاتُ ابنِ كرَّامٍ وَمَا <|vsep|> رَدُّوا عَلَيهِ قَطُّ بالبرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَمَا قَد قَالَ أقرَبُ مِنهُمُ <|vsep|> لِلعَقلِ وَالثَارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم جَاؤُوا لَهُُ بِجَعَاجِعٍ <|vsep|> وَفَرَاقِعٍ وَقَعَاقِعٍ بِشِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُونَ أولُوا الحَدِيثِ كأحمَدٍ <|vsep|> ومُحَمَّدٍ وأئمةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا بِأنَّ اللهَ حَقًّا لَم يَزَل <|vsep|> مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الكَلاَمَ هُوَ الكَمَالُ فَكَيفَ يَخ <|vsep|> لُو عَنهُ فِي أزلٍ بِلاَ مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَصِيرُ فِيمَا لَم يَزَل مُتَكَلِّماً <|vsep|> مَاذَا اقتَضَاهُ لَهُ مِنَ الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَعَاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ <|vsep|> لِلذَّاتِ مِثلَ تَعَاقُبِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ رَبُّ العرشِ قَالَ حَقِيقَةً <|vsep|> حضم مَع طَهَ بِغَيرِ قِرَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل أحرُفٌ مترتِّبَاتٌ مِثلَمَا <|vsep|> قَد رُتِّبت في مَسمَعِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقتَانِ في وَقتٍ مُحَالٌ هَكَذَا <|vsep|> حَرفَانِ أيضاً يُوجَدَا في نِ </|bsep|> <|bsep|> مِن وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ بَل يُوجَدَا <|vsep|> بالرَّسمِ أو بَتَكَلُّمِ الرجُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هذَا هُوَ المعقُولُ أمَّا الِقترَا <|vsep|> نُ فَلَيسَ مَعقُولاً لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا كَلاَمٌ مِن سِوَى مُتَكَلِّمٍ <|vsep|> أيضاً مُحَالٌ لَيسَ في مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ لِمَن قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَذَا <|vsep|> كَ كَلاَمُهُ المعقُولُ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيكونُ حَيًّا سَامِعاً أو مُبصِراً <|vsep|> مِن غَيرِ مَا سَمعٍ وَغَيرِ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسَّمعُ والِبصَارُ قَامَ بِغَيرِهِ <|vsep|> هَذَا المُحَالُ وَوَاضِحُ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذا مُريدٌ وَالِرَادَةُ لَم تَكُن <|vsep|> وَصفاً لَهُ هَذَا مِنَ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا قَدِيرٌ مَالَهُ مِن قَدرَةٍ <|vsep|> قَامَت بِهِ أوضَحِ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَكَلِّمٌ <|vsep|> بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ والبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أجمعَت رُسلُ الِلَهِ عَلَيهِ لَم <|vsep|> يُنكِرهُ مِن أتبَاعِهِم رَجُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَلاَمُهُ حَقًّا يَقُومُ بِهِ ولاَّ <|vsep|> لَم يَكُن مُتَكَلِّماً بِقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ قَالَ وَقَائلٌ وَكَذَا يَقُو <|vsep|> لُ الحَقَّ لَيسَ كَلاَمُهُ بِالفَاني </|bsep|> <|bsep|> وَيُكَلِّمُ الثقلَينِ يَومَ مَعَادِهِم <|vsep|> حَقًّا فَيَسمَعُ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا يكلِّمُ حِزبَهُ في جَنَّةِ ال <|vsep|> حَيَوَانِ بِالتَّسلِيمِ والرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا يُكَلِّمُ رُسلَهُ يَومَ اللِّقَا <|vsep|> حَقًّا فَيَسالُهُم عَنِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُراجِعُ التَّكلِيمَ جَلَّ جَلاَلُه <|vsep|> وَقتَ الجِدَالِ لَهُ مِنَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُكَلِّمُ الكُفَّارَ في العَرَصَاتِ تَو <|vsep|> بِيخاً وَتَقرِيعاً بِلاَ غُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويُكَلِّمُ الكُفَّارَ أيضاً فِي ال <|vsep|> جَحِيمِ أن أخسَؤُوا فِيهَا بِكُلِّ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ قَد نَادَى الكَلِيمَ وَقَبلَهُ <|vsep|> سَمِعَ النِّدَا في الجَنَّةِ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتى النِّدَا فِي تِسعِ ياتٍ لَهُ <|vsep|> وَصفاً فرَاجِعهَا مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا يكلِّمُ جَبرَئِيلَ بأمرِهِ <|vsep|> حَتَّى يُنَفِّذَهُ بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكر حَدِيثاً فِي صَحيحِ مُحَمَّدٍ <|vsep|> ذَاكَ البُخَارِيُّ العظيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهِ نِدَا اللهِ يَومَ مَعَادِنَا <|vsep|> بالصَّوتِ يَبلُغُ قَاصِياً والدَّاني </|bsep|> <|bsep|> هَب أنَّ هَذَا اللَّفظَ لَيسَ بِثَابتٍ <|vsep|> بَل ذِكرُهُ مَع حَذفِهِ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَواهُ عِندَكُمُ البُخَارِيُّ المُجَسِّ <|vsep|> مُ بَل رَوَاهُ مُجسِّمٌ فَوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيصِحُّ فِي عَقلٍ وَفِي نَقلٍ نِدَا <|vsep|> ءٌ لَيسَ مَسمُوعاً لَنَا بأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم أجمَعَ العلمَاءُ والعُقَلاءُ مِن <|vsep|> أهلِ اللِّسَانِ وأهلِ كُلٍّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّ النِّدَا الصَّوتُ الرَّفِيعُ وَضِدُّهُ <|vsep|> فَهوَ النِّجَاءُ كِلاَهُمَا صَوتَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ مَوصُوفٌ بِذَاكَ حَقِيقَةً <|vsep|> هَذَا الحَدِيثُ ومُحكمُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر حَدِيثاً لابنِ مسعودٍ صَرِي <|vsep|> حاً أنَّهُ ذُو أحرُفٍ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> الحَرفُ مِنهُ في الجَزَا عَشرٌ مِنَ ال <|vsep|> حَسَنَاتِ مَا فِيهنَّ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى السُّورِ الَّتِي افتُتِحَت بأح <|vsep|> رُفِهَا تَرَى سِرًّا عَظِيمَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يأتِ قَطُّ بسُورَةٍ ِلاَّ أتَى <|vsep|> في ثرِهَا خَبَرٌ عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ خبَاراً بِهِ عَنهَا وَفي <|vsep|> هَذَا الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَدُلُّ أن كَلاَمَهُ هُوَ نَفسُهَا <|vsep|> لاَ غيرُهَا والحَقُّ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر لى مَبدَأ الكِتَابِ وَبَعدَها ال <|vsep|> أعرَافُ ثُمَّ كَذَا ِلى لُقمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَع تِلوِهَا أيضاً وَمَع حَم مَع <|vsep|> يَس وافهَم مُقتَضَى الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوصٍ مِرٌ <|vsep|> نَاهٍ مُثيبٍ مُرسِلٌ لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُخَاطِبٌ ومُحَاسِبٌ ومُنَبِّىءٌ <|vsep|> وَمُحَدِّثٌ ومُخَبِّرٌ بالشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ومُكَلِّمٌ مُتَكَلِّمٌ بَل قَائِلٌ <|vsep|> وَمُحذِّرٌ ومُبَشِّرٌ بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَادٍ يقوُلُ الحقَّ يُرشِدُ خَلقَهُ <|vsep|> بِكَلاَمِهِ لِلحَقِّ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَكُلُّ هَ <|vsep|> ذَا مُنتَفٍ مُتَحَقِّقُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ كَذَلِكَ ال <|vsep|> رسَالُ مَنفِيٌّ بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرِسَالَةُ المَبعُوثِ تَبلِيغُ كَلاَ <|vsep|> مِ المُرسِلِ الدَّاعِي بِلاَ نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحقِيقَةُ الرسَالِ نَفسُ خِطَابِهِ <|vsep|> لِلمُرسَلِينَ ونَّهُ نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَوعٌ بِغَيرِ وَسَاطَةٍ كََلاَمِهِ <|vsep|> مُوسَى وَجِبرِيلَ القريبِ الدَّانيِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهُ ليهِ مِن وَرَاءِ حِجَابِهِ <|vsep|> ذ لاَ تَرَاهُ هَا هُنَا العَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُ التَّكلِيمُ مِنهُ بالوَسَا <|vsep|> طَةِ وَهوَ أيضاً عِندَهُ ضَربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحيٌ ورسَالٌ لَيهِ وَذَاكَ فشي الشُّ <|vsep|> ورَى أتَى فِي أحسَنِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا انتَفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَضِدُّهَا <|vsep|> خَرَسٌ وَذَلِكَ غَايَةُ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِك في الذِي <|vsep|> هُو قَابِلٌ مِن أمَّةِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> والرَّبُّ ليسَ بقابِلٍ صِفةَ الكَلاَ <|vsep|> مِ فَنفيُهَا مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أخرَسُ الِنسَانِ أكمَلُ حَالَةً <|vsep|> مِن ذَا الجَمَادِ بأوضَحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَحَدتَ أوصَافَ الكَمَالِ مَخَافَةً التَّ <|vsep|> جسِيمِ والتَّشبِيهِ بالِنسانِ </|bsep|> <|bsep|> ووقَعتَ فِي تَشبِيهِ بِالجَامِدا <|vsep|> تِ الناقِصَاتِ وذَا مِنَ الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ أَكبَرُ هُتِّكَت أستَارُكُم <|vsep|> حَتَّى غَدَوتُم ضُحكَةَ الصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَليسَ قَد قَامَ الدَّليلُ بأنَّ أف <|vsep|> عَالَ العِبادِ خَليقَةُ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> مِن ألفِ وَجهٍ أو قِرِيبِ الألفِ يُح <|vsep|> صِيهَا الذِي يُعنَي بهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فيكُونُ كلُّ كَلاَمِ هَذَا الخَلقِ عَي <|vsep|> نَ كَلاَمِهِ سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ مَنسُوباً ليهِ كَلاَمُهُ <|vsep|> خَلقاً كبَيتِ اللهِ ذِي الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا ولاَزِمُ قَولِكُم قَد قَالَه <|vsep|> ذُو الِتحادِ مُصَرِّحاً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذَرَ التَّنَاقُضِ ذ تَنَاقَصتُم وَلَ <|vsep|> كِن طَردُهُ فِي غَايَةِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ تَخصِيصَ القُرا <|vsep|> تِ كَبيتِهِ وكِلاَهُمَا خَلقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ ذَا التَّخصِيصُ لا يَنفِي العُمُو <|vsep|> مَ ولا الخصوصَ كربِّ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويُقَالُ رَبُّ العَرشِ أيضاً هَكَذَا <|vsep|> تَخصِيصُهُ لِضَافَةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَمنَعُ التَّعمِيمَ فِي البَاقِي وذَا <|vsep|> فِي غَايَةِ الِيضَاحِ والتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولَقد أتَى الفُرقَانُ بَينَ الخَلقِ وال <|vsep|> الصَّريحِ وذَاكَ فِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا عِندَ المُنَازِعِ وَاحِدٌ <|vsep|> والكُلُّ خَلقٌ مَا هُنَا شَيئَان </|bsep|> <|bsep|> والعَطفُ عندَهُمُ كعَطفِ الفَردِ مِن <|vsep|> نَوعٍ عَلَيهِ وَذَاكَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ هَذَا ذُنو امتناعٍ ظَاهِرٍ <|vsep|> فِي يةٍ التَّفريقِ ذُو تَبيانِ </|bsep|> <|bsep|> فالله بَعدَ الخَلقِ أخبَرَ أنهَا <|vsep|> قَد سُخِّرَت بالأمرِ للجَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأبَانَ عَن تَسخِيرِهَا سُبحَانَهُ <|vsep|> بالأمرِ بَعدَ الخَلقِ بالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> والأمرُ مَّا مَصدَرٌ أو كَانَ مَف <|vsep|> عُولاً هُمَا فِي ذَاكَ مُستويَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَأمُورهُ هُوَ قَابِلٌ للأمرِ كال <|vsep|> مَصنُوعِ قَابِلُ صَنَعةِ الرَّحمَن </|bsep|> <|bsep|> فذا انتفَى الأمرُ انتفَى المأمُورُ كال <|vsep|> مَخلُوقِ يُنفَى لانتِفَا الحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر لى نَظمِ السِّياقِ تَجِد بِهِ <|vsep|> سِراًّ عَجِيباً وَاضِحَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَكَرَ الخُصُوصَ وَبَعدَهُ مُتَقَدِّماً <|vsep|> والوصفَ والتعمِيمَ في ذَا الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فأتى بِنَوعَي خَلقِه وَبِأمرِهِ <|vsep|> فِعلاً وَوصفاً مُوجِزاً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَدَبَّرِ القُرنَ ن رُمتَ الهُدَى <|vsep|> فَالعِلمُ تَحتَ تَدَبُّر القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله أخبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ <|vsep|> مِنه وَمجرورٌ بِمِن نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَينٌ وَوَصفٌ قَائمٌ بالعَينِ فَال <|vsep|> أعيَانُ خَلقُ الخَالِقِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> والوَصفُ بالمجرُورِ قَامَ لأنَّه <|vsep|> أولَى بِهِ فشي عُرفِ كُُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ ذَا أيضاً سَوَاءً مَا يضَا <|vsep|> فُ ليهِ مِن صِفَةٍ وَمِن أعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَضَافَةُ الأوصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَن <|vsep|> قَامَت بِهِ كرادَةِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وضافَةُ الاعيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ <|vsep|> مُلكاً وخَلقاً مَا هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر لَى بَيتِ الِلهِ وعِلمِهِ <|vsep|> لَمَّا أُضِيفَا كَيفَ يَفتَرِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمُهُ كَحَيَاتِهِ وكَعِلمِهِ <|vsep|> فِي هذي الِضافَةِ ذ هُمَا وَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ نَاقَتَهُ وَبَيتَ لهِنَا <|vsep|> فكعَبدِهِ أيضاً هُمَا ذَاتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى الجَهمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ ال <|vsep|> حَقُّ المُبِينُ وَوَاضِحُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَانَ الجَمِيعُ لدَيه بَاباً واحِداً <|vsep|> والصُّبحُ لاَحَ لِمَن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى ابنُ حزمٍ بَعدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا <|vsep|> لِلنَّاسِ قُرنٌ وَلاَ ثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل أربَعٌ كًلٌّ يُسمَّى بِالقُر <|vsep|> نِ وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي يُتلَى وخرُ ثَابِتٌ <|vsep|> فِي الرَّسمِ يُدعَى المُصحَفَ العُثمَانِي </|bsep|> <|bsep|> والثَّالِثُ المحفوظُ بَينَ صُدُورنَا <|vsep|> هَذِي الثَّلاَثُ خَلِيقَةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> والرَّابِعُ المعنَى القَدِيمُ كعِلمِهِ <|vsep|> كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وأظنُّهُ قَد رَامَ شَيئاً لَم يَجِد <|vsep|> عَنهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أربَعٍ <|vsep|> عُقِلت فَلاَ تَخفَى عَلَى نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي العينِ ثمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ ثُ <|vsep|> مَّ الرَّسمِ حِينَ تَخُطُّهُ بِبَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَى الجمِيعِ الِسمُ يُطلَقُ لَكِنِ ال <|vsep|> أولَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِخِلاَفِ قَولِ ابنِ الخَطِيبِ فَنَّهُ <|vsep|> قَد قَالَ نَّ الوَضعَ لِلأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالشَّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أربَعٌ <|vsep|> فَدَهَى ابنَ حَزمٍ قِلَّةُ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله أخبَرَ أنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ والفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ أخبَرَنَا بِأنَّ كَلاَمَهُ <|vsep|> بِصُدُورِ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَاكَ أخبَرَ أنهُ المكتُوبُ فِي <|vsep|> صُحُفٍ مُطَهَّرَةٍ مِنَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذَاكَ أخبَرَ أنهُ المتلُوُّ وال <|vsep|> مَقروءُ عِندَ تِلاَوةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> والكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أنَّهُ <|vsep|> هُوَ أربَعٌ وَثَلاَثَةٌ واثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتِلاَوَةُ القُرنِ أفعَالٌ لَنَا <|vsep|> وَكَذَا الكِتَابَةُ فَهيَ خَطُّ بَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا المتلُوُّ والمكتُوبُ وال <|vsep|> مَحفُوظُ قَولُ الواحِدِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> والعبدُ يقرَؤهُ بصَوتٍ طَيِّبٍ <|vsep|> وَبِضِدِّهِ فَهُمَا لَهُ خَطَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أصوَاتُنَا وَمِدَادُنَا وأدَاتُنا <|vsep|> والرَّقُّ ثُمَّ كِتَابَةُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ولَقَد أتَى فِي نَظمِهِ مَن قَالَ قَو <|vsep|> لَ الحَقِّ فيه وَهوَ غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الذِي هُوَ فِي المَصَاحِفِ مُثبَتٌ <|vsep|> بأنَامِلِ الأشيَاخِ والشُّبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَولُ رَبِّي يُهُ وحُرُوفُهُ <|vsep|> وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخلُوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَشَفَى وَفَرَّقَ بَينَ مَتلُوٍّ وَمَص <|vsep|> نُوعٍ وَذَاك حَقِيقَةُ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> الكُلُّ مَخلُوقٌ وَلَيسَ كَلاَمَهُ ال <|vsep|> مَتلُؤُّ مَخلُوقاً هُمَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> فعلَيكَ بالتَّفصِيلِ والتَّمييزِ فال <|vsep|> طلاقُ والِجمَالُ دُونَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أفسَدَا هَذَا الوُجُودَ وَخَبَّطَا ال <|vsep|> أذهَانَ والراءَ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتِلاَوَةُ القُرن فِي تَعرِيفِهَا <|vsep|> باللِّمِ قَد يُعنَى بِهَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> يُعنَى بِهَا المتلُوُّ فَهُو كَلاَمُهُ <|vsep|> هُوض غَيرُ مَخلُوقٍ كذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُرادُ أفعَالُ العِبَادِ كصَوتِهِم <|vsep|> وأدَائِهِم وكِلاَهُمَا خَلقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي نَصَّت عَلَيهِ أئمَّةُ ال <|vsep|> سلاَمِ أهلُ العِلمِ والعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي قَصَد البُخَارِيُّ الرِّضَى <|vsep|> لَكِن تَقَاصَرَ قَاصِرُ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَن فَهمِهِ كَتَقَاصُرِ الأفهَامِ عَن <|vsep|> قَولِ الِمَامِ الأعظَمِ الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> في اللَّفظِ لَمَّا أن نَفَى الضِّدَّينِ عَن <|vsep|> هُ واهتَدَى للنَّفيِ ذُو عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاللَّفظُ يًَصلُحُ مَصدَراً هُوَ فِعلُنَا <|vsep|> كَتَلَفُّظٍ بِتِلاَوَةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَصلُحُ نَفسَ مَلفوظٍ بِهِ <|vsep|> وَهُوَ القُرنُ فَذَانِ مُحتَمِلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ أنكَرَ أحمَدُ الِطلاَقَ فِي <|vsep|> نَفيٍ وثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى ابنُ سِينَا القُرمطِيُّ مُصَانِعاً <|vsep|> للمُسلِمِينَ بفكِ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَهُ فَيضاً فَاضَ مِن عَقلٍ هُوَ ال <|vsep|> فَعَّالُ عِلَّةُ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى تَلَقَّاهُ زَكِيٌّ فَاضِلٌ <|vsep|> حَسَنُ التَّخيُلِ جَيِّدُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتَى بِهِ للعَالَمِينَ خَطَابَةً <|vsep|> وَمَوَاعِظاً عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا صَرَّحَت أخبَارُهُ بالحَقِّ بَل <|vsep|> رَمزَت لَيهِ شَارَةً لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وخِطَابُ هَذَا الخَلقِ والجُمهُورِ بال <|vsep|> حَقِّ الصَّريحِ فَغَيرُ ذِي مَكانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَقبَلُونَ حَقَائِقَ المعُقُولِ لاَّ <|vsep|> فِي مِثَالِ الحِسِّ والأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَشَارِبُ العُقَلاَءِ لاَ يَرِدُونَهَا <|vsep|> لاَّ ذَا وُضِعَت لَهُم بأوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن جِنسِ مَا ألِفَت طِبَاعُهُمُ مِنَ ال <|vsep|> مَحسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتَوا بِتَشبِيهٍ وتَمثِيلٍ وتَج <|vsep|> سِيمٍ وتخييلٍ لَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولِذَاكَ يَحرُمُ عِندَهُم تأوِيلُهُ <|vsep|> لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا تَأوَّلنَاهُ كَانَ جِنَايَةً <|vsep|> مِنَّا وَخَرقَ سِيَاجِ ذَا البُستَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن حَقِيقَةُ قَولِهِ أن قَد أتَوا <|vsep|> بِالكِذبِ عِندَ مَصَالِحِ الِنسانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَيلَسُوفُ وَذَا الرَّسُولُ لَدَيهِمُ <|vsep|> مُتَفَاوِتَانِ وَمَا هُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِّهِم <|vsep|> وَالفَيلَسُوفُ نَبِيُّ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> والحَقُّ عِندَهُم فَفِيمَا قَالَهُ <|vsep|> أتبَاعُ صَاحِبِ مَنطِقِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَضَى عَلَى هَذِي المَقَالَةِ أمَّةٌ <|vsep|> خَلفَ ابنِ سينَا فاغتَذُوا بِلِبَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهُم نَصِيرُ الكُفرِ فِي أصحَابِهِ <|vsep|> النَّاصِرينَ لِملَّةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُمُ <|vsep|> أعدَاءَ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> واسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُم <|vsep|> أعدَاء رُسلِ الله والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> صُوفِيُّهُم عَبَد الوُجُودَ المطلَقَ ال <|vsep|> مَعدُومَ عِندَ العَقلِ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مُلحِدٌ بِالتحَادِ يَدِينُ لاَ التَّ <|vsep|> وحِيدِ مُنسَلخٌ مِنَ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ فِيهِ يَرَى <|vsep|> وَصفَ الجَمَالِ وَمَظهَرَ الحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> الله أكبَرُ كَم عَلى ذَا المذهَبِ ال <|vsep|> مَلعُونِ بَينَ النَّاسِ مِن شِيخَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَبغُونَ مِنهُم دَعوَةً ويقَبِّلُو <|vsep|> نَ أيَادِياً مِنهُم رَجَا الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو أنَّهُم عَرَفُوا حقِيقَةَ أمرِهِم <|vsep|> رَجَمُوهُمُ لاَ شَكَّ بالصَّوَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فابذُر لَهُم ن كُنتَ تَبغِي كَشفَهُم <|vsep|> وَافرِش عَلَيهِم كَفًّا مِنَ الأتبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاظهَر بمَظهَرِ قَابِلٍ مِنهُم ولاَ <|vsep|> تَظهَر بِمَظهَرِ صَاحِبِ النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى أنهَأرِ كًفرٍ فُجِّرَت <|vsep|> وَتَهِمُّ لَولا السَّيفُ بِالجَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت طَوَائِفُ الاتِّحادِ بِمِلَّةٍ <|vsep|> طَمَّت عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا كَلاَمُ الله كُلُّ هَ <|vsep|> ذا خَلقِ مِن جِنٍّ وَمِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَظَماً وَنَثراً زُورُهُ وَصَحِيحُهُ <|vsep|> صِدقاً وَكِذباً وَاضِحَ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فالسَّبُّ والشَّتمُ القَبِيحُ وَقَذفُهُم <|vsep|> لِلمُحصَنَاتِ وَكُلٌّ نَوعِ أغَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّوحُ والتَّعزِيمُ والسِّحرُ المُبِي <|vsep|> نُ وَسَائِرُ البُهتَانِ والهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ عَينُ قَولِ الله جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَكَلاَمُهُ حَقًّا بلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي أدَّى ليهِ أصلُهُم <|vsep|> وَعَلَيهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أصلُهُم أنَّ الِلهَ حَقِيقَةً <|vsep|> عَينُ الوُجُودِ وَعَينُ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَلاَمُهَا وَصِفَاتُهَا هُوَ قَولُهُ <|vsep|> وَصِفَاتُهُ مَا هَا هُنَا قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُالُوا نَّهُ الموصُوفُ بالضِّ <|vsep|> دَّينِ مِن قُبحٍ وَمِن حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قَد وَصفُوهُ ايضاً بالكَمَا <|vsep|> لِ وَضِدِّهِ مِن سَائِرِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَقَالاَتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا <|vsep|> حُمِلَت ليكَ رَخِيصَةَ الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأظُنُّ لَو فَتَّشتَ كُتبَ النَّاسِ مَا <|vsep|> ألفَيتَهَا أبداً بِذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> زُفَّت ِلَيكَ فن يَكُن لَكَ نَاظِرٌ <|vsep|> أبصَرتَ ذَات الحُسنِ والِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاعطِف عَلَى الجَهمِيَّةِ المغلِ الألى <|vsep|> خَرَقُوا سِيَاجَ العَقلِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> شَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم واكسِرهُمُ <|vsep|> بَل نَادِ فِي نَادِيهُمُ بأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفسَدتُمُ المنقُولَ وَالمعقُولَ وال <|vsep|> مَسمُوعَ مِن لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَصِحُّ وَصفُ الشَّيءِ بالمشتَقِّ لل <|vsep|> مَسلُوبِ مَعنَاهُ لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَصِحُّ صَبَّارٌ وَلاَ صَبرٌ لَهُ <|vsep|> وَيَصِحُّ شَكَّارٌ بلاَ شُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَصِحُّ عَلاَّمٌ وَلاَ عِلمٌ لَهُ <|vsep|> وَيَصَحُّ غَفَّارٌ بِلا غُفرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أو مُبصِرٌ <|vsep|> وَالسَّمعُ والِبصَارُ مَفقُودَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا مُحالٌ في العقول وفي النُّقو <|vsep|> لِ وَفِي اللُّغَاتِ وَغيرُ ذِي مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ مُتَكَلِمٌ <|vsep|> لَكِن بِقُولٍ قَامَ بِالنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو غَيرِه فَيُقالُ هَذَا باطِلٌ <|vsep|> وَعَلَيكُمُ فِي ذَاكَ مَحذُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيُ اشتِقَاقِ اللَّفظِ للموجُودِ مَع <|vsep|> نَاهُ بِهِ وَثُبُوتُهُ للثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> أعنِي الَّذِي مَا قَامَ مَعنَاهُ بِهِ <|vsep|> قَلبُ الحَقَائِقِ أقبَحُ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ ذَا أخَوَانِ هَذَا مُبصِرٌ <|vsep|> وَأخُوهُ مَعدَودٌ مِنَ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُ الأعمَى بَصِيراً ذ أخُو <|vsep|> هُ مُبصِرٌ وَبِعكسِهِ فِي الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ <|vsep|> فِي فِعلِهِ كَالخَلقِ لِلأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفِعلُ لَيسَ بِقَائِمٍ بِِلهِنَا <|vsep|> ذ لاَ يَكُونُ مَحَلُ ذِي حِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَصِحُ أن يَشتَقُ مِنهُ خَالِقٌ <|vsep|> فَكَذَلِكض المُتَكَلِّمُ الوَحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ فَاعِلٌ لِكَلاَمِهِ وَكِتَابِهِ <|vsep|> لَيسَ الكَلاَمُ لَهُ بِوَصفِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُخَالِفُ المَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَال <|vsep|> فِطرَاتِ وَا والمَسمُوعِ لِلِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ نَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> وَصفٌ قَديمٌ أحرُفٌ ومَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسِّينُ عَد البَاءِ لَيسَت بَعدَهَا <|vsep|> لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قَالَ نَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مَعنَى قَدِيمٌ قَامَ بِالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ن لَهُ كُل ولاَ بَعضُ وَلاَ ال <|vsep|> عَرَبِيُّ حَقِيقَتُهُ وَلاَ العِبرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ عَينُ النَّهيِ وَاستِفهَامُهُ <|vsep|> هُوَ عَينُ خبَارٍ بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمَهُ كَحَيَاتِهِ مَا ذَاكَ مَق <|vsep|> دُوراً لَهُ بَل لاَزِم الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هذََا الذِي قَد خَالَفَ المَعقُولَ وَال <|vsep|> مَنقُولِ والفِطرَاتِ للِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا الذِي قَد قَالَ نَّ كَلاَمَهُ <|vsep|> ذُو أحرُفٍ قَد رُتِبَت بَبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمَهُ بِمَشِِيئَةٍ وَِرَادَةٍ <|vsep|> كَالفِعلِ مِنهُ كِلاَهُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ الذِي قَد قَالَ قَولاً يَعلَمُ ال <|vsep|> عُقَلاَءُ صِحَّتَهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلاَيِّ شَيءٍ كَانَ مَا قَد قُلتُم <|vsep|> أولَى وأَقرَبَ مِنهُ لِلبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأيِّ شَيءٍ دَائماً كَفَرتُم <|vsep|> أصحَابَ هَذَا القَولِ بِالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَدَعُوا الدَّعَاوِي وَابحَثُوا مَعَنا بِتَح <|vsep|> قِيقٍ وَنصَافٍ بِلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَارفَوا مَذَاهِبَكُم وَسُدُّوا خَرقَهَا <|vsep|> ن كَانَ ذَاكَ الرَّفوُ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاحكُم هَدَاكَ الله بَينَهُم فَقَد <|vsep|> أدلُوا لَيكَ بِحُجَّةِ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَنصُرَنَّ سِوَى الحَدِيثِ وَأهلِهِ <|vsep|> هُم عَسكَرُ القُرنِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَحيزَنَّ لَيهِم لاَ غَيرهم <|vsep|> لَتَكُونَ مَنصُوراً لَدَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَقُولُ هَذَا القَدَرُ قَد أعيَا عَلَى <|vsep|> أهلِ الكَلاَمِ وَقَادَهُ أصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا هَل فِعلُهُ مَفعُولُهُ <|vsep|> أو غَيره فَهُمَا لَهُم قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ هُوَ عَينُهُ <|vsep|> فَرُّوا مِنَ الأوصَافِ بَالحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن حَقِيقَةَ قَولِهِم وَصَرِيحَهُ <|vsep|> تَعطِيلُ خَالِقِ هَذَا الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَن فِعلِهِ ذ فَعَلُهُ مَفعُولُهُ <|vsep|> لَكِنَّهُ مَا قَامَ بِالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَى الحَقِيقَةِ مَا لَهُ فِعلٌ ذ ال <|vsep|> مَفعُولُ مُنفَصِلٌ عَنِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ غَير لَهُ <|vsep|> مُتَنَازِعُونَ وَهُم فَطَائِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا قَالَت قَدِيمٌ قَائِمٌ <|vsep|> بِالذَّاتِ وَهوَ كَقُدرَةِ المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمُّوهُ تَكوِيناً قَدِيماً قَالَهُ <|vsep|> أتبَاعُ شَيخُ العَالَمِ النُّعمَانٍِ </|bsep|> <|bsep|> وَخُصُومُهُم لَم يُنصِفُوا فِي رَدِّهِ <|vsep|> بَل كَابَرُوهُم مَا أتَوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُونَ رَأوهُ أمراً حَادِثاً <|vsep|> بِالذَّاتِ قَامِ وَأنَّهُم نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا جَعَلَتهُ مُفتَتِحاً بِهِ <|vsep|> حَذَرَ التَسَلسُلِ لَيسَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِِي قَالَتهُ كَرَامِيَةُ <|vsep|> فَفِعَالَهُ وَكَلاَمَهُ سِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُونَ أولُوا الحَديثَ كَأحمَدٍ <|vsep|> ذَاكَ ابنُ حَنبَل الرِضَى الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> قَد قالَ نَّ حَقَّا لَم يَزَل <|vsep|> مُتَكَلِّماً ن شَاءَ ذُو حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلَ الكَلاَمَ صِفَات فِعلٍ قَائِمٍ <|vsep|> بِالذَّاتِ لَم يُفقَد مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَصَّ عَلَى دَوَامِ الفِعلِ بَال <|vsep|> حسَانِ أيضاً فِي مَكَانِ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا ابنَ عَبَّاسٍ فَرَاجِع قَولَهُ <|vsep|> لَمَّا أجَابَ مَسَائِلَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ جَعفَرُ الِمَامُ الصَّادِقُ ال <|vsep|> مَقُبولُ عِندَ الخَلقِ ذِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد قَالَ لَم يَزَل المُهَيمِنُ مُحسِناً <|vsep|> بَرّاً جَوَاداً عِندَ كُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا الِمَامُ الدَّارِمِيُّ فَنَّهُ <|vsep|> قَد قالَ مَا فِيه هُدَى الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الحَيَاةُ مَعَ الفَعَّالِ كِلاَهُمَا <|vsep|> مُتَلاَزِمَانِ فَلَيسَ يَفتَرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا فِعَالُ الرَّبِّ عَينُ كَمَالِهِ <|vsep|> أفَذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أزَلاً ِلَى أن صَارَ فِيمَا لَم يَزَل <|vsep|> مُتَمَكِّناً وَالفِعلُ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَالله قَد ضَلَّت عُقُولُ القَومِ ذ <|vsep|> قَالُوا بِهَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا الذِي أضحَى لَهُ مُتَجَدِّداً <|vsep|> حَتَّى تَمَكَّنَ فَانطِقُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّبُّ لَيسَ مُعَطَّلاً عَن فِعلِهِ <|vsep|> بَل كُل يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَدَقَ الِمَامُ فَكُلُّ حَيٍّ فَهوَ فَعَّا <|vsep|> لٌ وَذَا فِي غَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ ذَا مَا كَانَ ثُمَّ مَوَانِعَ <|vsep|> مِن فَةٍ أو قَاسِرِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّبُّ لَيسَ لِفِعلِهِ مِن مَانِعٍ <|vsep|> مَا شَاءَ كَانَ بِقُدرَةِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَشِيئَة الرَّحمَنِ لاَزِمَةٌ لَهُ <|vsep|> وَكَذَاكَ قُدرَةُ رَبِّنا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقد فَطَرَ الِلَهُ عِبَادَهُ <|vsep|> أن المُهَيمِن دَائِمُ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَلَستَ تَسمَعُ قَولَ كُلِّ مُوَحِّدٍ <|vsep|> يَا دَائِم المَعرُوفِ وَالسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدِيمَ الِحسَانِ الكَثِيرِ وَدَائِمَ ال <|vsep|> جُودِ العَظِيمِ وَصَاحِب الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن غَيرِ نكَارٍ عَلَيهِم فِطرَةٌ <|vsep|> فُطِروا عليها لاَ تَوغاص ثَانِي </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَيسَ فِعلُ الرَّبِّ تَابَع وَصفِه <|vsep|> وَكَمَالِهِ أفَذَاكَ ذُو حِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَمَالِهِ سَبَبُ الفِعَالِ وَخَلقِهِ <|vsep|> أفعَالَهُم سَبَبُ الكَمَالِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ والتَّكوِينُ وَصفُ كَمَالِهِ <|vsep|> مَا فَقدُ ذَا ووجُودُهُ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَخَلفَ التَّأثِيرُ بَعدَ تَمَامِ مُو <|vsep|> جِبِهِ مُحَالٌ لَيس فِي المكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ رَبِي لَم يَزَل ذَا قُدرَةٍ <|vsep|> وَمَشِيئَةٍ وَيَلِيهُمَا وَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> العِلمُ مَعَ وَصفِ الحَيَاةِ وَهَذِهِ <|vsep|> أوصَافُ ذَاتِ الخَالِقِ المّنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِهَا تَمَامُ الفِعلِ لَيسَ بِدُونِهَا <|vsep|> فِعلٌ يَتِمُ بِوَاضِحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ قَد تَأَخَّرَ فِعلُهُ <|vsep|> مَعَ مُوجِبٍ قَد تَمَّ بِالأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَانَ مُمتَنِعاً عَلَيهِ الفِعلُ بَل <|vsep|> مَا زَالَ فِعلُ الله ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ عَابَ المُشرِكِينَ بِأنَّهُم <|vsep|> عَبَدُوا الحِجَارَةَ فِي رِضَى الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَعَى عَلَيهِم كَونَهَا لَيسَت بِخَا <|vsep|> لِقَةٍ وَلَيسَت ذَاتَ نُطقِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأَبَانَ أنَّ الفِعلَ وَالتَّكلِيمَ مِنَ <|vsep|> أوثَانِهِم لاَ شَكَّ مَفقُودَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا هُمَا فُقِدَا فَمَا مَسلُوبُهَا <|vsep|> بِلَه حَقٍّ وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ فَهوَ ِلَه حَقٌّ دَائِماً <|vsep|> أفَعَنهُ ذَا الوَصفَانِ مَسلُوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> أزلاَ وَلَيسَ لِفَقدِهَا مِن غَايَةٍ <|vsep|> هَذَا المُحَالُ وَأعظَمُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ رَبُّ العَرشِ حَقًّا لَم يَزَل <|vsep|> أبَداً لَهُ الحَقِّ ذَا سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَذَاكَ أيضاً لَم يَزَل مُتَكَلِّماً <|vsep|> بَل فَاعِلاً مَا شَاءَ ذَا حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا فِي العَقلِ مَا يَقضِي لِذَا <|vsep|> بِالرَّدِّ وَالِبطَالِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ فِي المَعقُولِ غَيرُ ثُبُوتِهِ <|vsep|> لِلخَالِقِ الأزَلِيِّ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا دُونَ المُهَيمِنُ حَادِثٌ <|vsep|> لَيسَ القَدِيمُ سِوَاهُ فَي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ سَابِقُ كُلِّ شَيءٌ غَيرُهُ <|vsep|> مَا رَبُّنَا وَالخَلقُ مُقتَرِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ كَانَ وَليسَ شَيءٌ غَيرُهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَسنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُلحِدُ الزَّ <|vsep|> ندِيقُ صَاحِبُ مَنطِقِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِدَوَامِ هَذَا العَالَمُ المَشهُودِ وَال <|vsep|> أروَاحِ فِي أزَلٍ وَلَيسَ بِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذي مَقَالاتُ المَلاحِدَةٍ الألى <|vsep|> كَفَرُوا بِخَالِقَ هَذه الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى ابنُ سِينَا بَعدَ ذَاكَ مصَانعاً <|vsep|> لِلمُسلِمينَ فَقَالَ بالِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ الأزليُّ ليسَ بِمُحدَثٍ <|vsep|> ما كَانَ معدُوماً ولا هُوَ فَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتى بِصُلحٍ بَين طَائِفَتَينِ بَي <|vsep|> نَهُمَا الحروبُ وما هُمَا سِلمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى يكون المسلمون وشيعةُ ال <|vsep|> يونان صُلحاً قَطُّ في الِيمانِ </|bsep|> <|bsep|> والسيفُ بين الأنبياءِ وَبَينَهُم <|vsep|> والحَربُ بينَهُمَا فَحربُ عَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا أتى الطُّوسِيُّ بالحَربِ الصَّري <|vsep|> ح بِصَارِمٍ منهُ وَسَلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ِلَى الِسلاَمِ هَدمَ أصلِهِ <|vsep|> مِن أسِّهِ وَقَوَاعِدِ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> عُمرِ المَدَارِسَ لَلفَلاسِفَة الأُلَى <|vsep|> كَفَرُوا بِدِينِ الله وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ِلَى أوقَافِ أهلِ الدِّينِ يَن <|vsep|> قُلُهَا لَيهِم فَعَلَ ذِي أضغَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأرَادَ تَحوِيلَ الِشَارَاتِ التَي <|vsep|> هِيَ لابنِ سِينَا مَوضِعَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأرَادَ تَحوِيلَ الشَّرِيعَةَ بِالنَّوَا <|vsep|> مِيسِ التِي كَانَت لِذِي اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ عَلِمَ اللَّعِينُ بِأنَّ هَا <|vsep|> ذَا لَيسَ فِي المَقدُورِ وَالِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ ِذ قَتَلَ الخَلِيفَةَ وَالقَضَا <|vsep|> ةَ وَسَائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَعَى لِذَاكَ وَسَاعَدَ المَقدُورِ بِال <|vsep|> أمرِ الذِي هُوَ حِكمَةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَأشَارَ أنَّ يَضَعَ التَتَارُ سُيُوفَهُم <|vsep|> فِي عَسكَرِ الِيمَانِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم يَبقُونَ أهلَ صَنَائِعِ الدُّ <|vsep|> نيَا لأجلِ مَصَالِحِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغَدَا عَلَى سَيفِ التَّتَارِ الألف فِي <|vsep|> مِثلِ لَهَا مَضرُوبَةً بِوزَان </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا ثَمَانِ مِئِينِهَا فِي ألفِهَ <|vsep|> مَضرُوبَةً بِالعَدِّ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى بَكَى الِسلاَم أعدَاهُ اليَهُو <|vsep|> دُ كَذَا المَجُوسُ وَعَابِدُ الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَشَفَى اللَّعِينُ النَّفسَ مِنَ حَزبِ الرَّسُو <|vsep|> لِ وَعَسكَرُ الِيمَانِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِوِدِّهِ لَو كَانَ فِي أحُدٍ وَقَد <|vsep|> شَهِدَ الوَقِيعَةَ مَعَ أبِي سُفيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأقَرَّ أعيُنَهُم وَأوفَى نَذرَهُ <|vsep|> أو أن يَرَى مُتَمَزقَ اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَشَوَاهِدُ الأحدَاثِ ظَاهِرَةٌ عَلَى <|vsep|> ذَا العَالِمِ المَخلُوقِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأدِلَّةُ التَّوحِيدِ تَشهَدُ كُلُّهَا <|vsep|> بِحُدُوثِ كُلَّ مَا سِوَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ غَيرُ الله جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> مَعَهُ قَدِيماً كَانَ رَبًّا ثَانِي </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ عَن رَبِّ العُلَى مُستغنِياً <|vsep|> فَيكُونَ حِينَئِذٍ لَنَا رَبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّبُّ بِاستِقلاَلِهِ مُتَوَحِّدٌ <|vsep|> أفَمُمكِنٌ أن يَستقِلَّ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَان ذَاك تَنَافِياً وَتَسَاقُطاً <|vsep|> فِذَا هُمَا عَدَمَانِ مُمتَنِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَهرُ والتَّوحِيدُ يَشهَدُ مِنهُمَا <|vsep|> كُلٌّ لِصَاحِبِهِ هُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَلِكَ اقتَرَنَا جَمِيعاً فِي صِفَا <|vsep|> تِ الله فَانظُر ذَاكَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَاحِدُ القَهَّارُ حَقًّا لَيسَ فِي ال <|vsep|> مكَانِ أن تَحظَى بِهِ ذَاتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أن ذَاكَ تَسَلسُل <|vsep|> قُلنَا صَدَقتُم وَهوَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَتَسَلسُلِ التَّأثِيرِ فِي مُستَقبَلٍ <|vsep|> هَل بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن قُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا افتَرَقَا لِذَي عَقلِ وَلاَ <|vsep|> نَقلٍ وَلاَ نَظَرٍ وَلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي سلب مكانِ ولا في ضِدِّه <|vsep|> هَذِي العُقولُ ونحن ذُو أذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فليَأتِ بالفُرقانِ من هو فارقٌ <|vsep|> فرقا يُبَينُ لصالحِ الأذهانِ </|bsep|> <|bsep|> وكذَاكَ سِوَى الجهمُ بينَهَا كَذَا ال <|vsep|> علاَف فِي الِنكارِ وَالبُطلانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِ ذَا حَكَمَا بِحكمِ باطِلٍ <|vsep|> قَطَعَا عَلَى الجَنَّاتِ والنيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالجَهمُ أفنَى الذَّاتَ والعلاف لِل <|vsep|> حَركَاتِ أفنَى قالهُ الثورَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأبُو علِي وابنُهُ والأشعَرِي <|vsep|> وبَعدَهُ ابنُ الطيبِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وجَميعُ أربَابِ الكَلاَمِ البَاطِلِ ال <|vsep|> مَذمُومِ عِندَ أئِمةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَّقُوا وقَالُوا ذَاكَ فِيمَا لَم يَزَل <|vsep|> حَقٌّ وَفِي أزَلٍ بِلاَ مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن دَوَامُ الفِعلِ فِي مُستقبلٍ <|vsep|> مَا فِيهِ محذُورٌ مِنَ النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى التَّلبِيسِ فِي ذَاتِ الفَرقِ تَر <|vsep|> وِيجاً عَلَى العُورَانِ وَالعُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَ ذُو عَقلٍ بِأن الفَردَ ذُو <|vsep|> أزَلٍ لِذِي ذِهنٍ وَلاَ أعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل كُل فَرد فَهوَ مَسبُوقِ بِفَر <|vsep|> دٍ قَبلَهُ أبداً بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ هَذَا كل فَردٍ فَهوَ مَل <|vsep|> حُوقٌ بِفَرد بَعدَه حُكمَانِ </|bsep|> <|bsep|> النَّوعُ والحَادُ مَسبُوق وَمَل <|vsep|> حُوقٌ وَكُلٌّ فَهوَ مِنهَا فَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّوعُ لاَ يَفنَى أخِيراً فَهوَ لاَ <|vsep|> يَفنَى كَذَلِكَ أولا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَعَاقُبِ النَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ <|vsep|> فِي الذِّهنِ وَهوَ كَذَاكَ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا أبَيتُم ذَا وَقُلتُم أوَّلَ ال <|vsep|> نَاتِ مُفتَتِحٌ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَانَ ذَاكَ النَ مَسبُوقاً يَرَى <|vsep|> لاَّ بِسَلبِ وُجُودِهِ الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ مَا تعنُون بالنَاتِ هَل <|vsep|> تَعنُونَ مُدةَ هذِهِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن حِينِ حدَاثِ السَّمَواتِ العُلَى <|vsep|> وَالأرضِ وَالأفلاَكِ وَالقمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظُنُّكُم تَعنُونَ ذَاكَ وَلَم يَكن <|vsep|> مِن قَبلِهَا شَيء مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل جَاءَكُم فِي ذَاكَ مِن أثَر وَمِن <|vsep|> نَص وَمِن نَظَرٍ وَمِن بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الكِتَابُ وَهَذِهِ الثَارِ وَال <|vsep|> مَعقُولِ فِي الفطرَاتِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا نُحَاكِمُكُم ِلَى مَا شِئتُمُ <|vsep|> مِنهَا فَحُكمُ الحَقَّ فِي تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لَيسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا <|vsep|> نَ وَذَاكَ مَأخُوذٌ مِنَ القُرنُ </|bsep|> <|bsep|> أو ليسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا <|vsep|> نَ وَذَاكَ مَأخوذٌ مِنَ القُرنُ </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَيسَ ذَالِكُم الزَّمَانِ بِمُدَّة <|vsep|> لِحُدُوثِ شَيءٍ وَهوَ عَينُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَحَقِيقَةُ الأزمَانِ نِسبَةُ حَادِثٍ <|vsep|> لِسِوَاهُ تِلكَ حَقِيقَةُ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر حَدِيثَ السَّبقِ للتَّقدِيرِ وَالتَ <|vsep|> وقِيتِ قَبلَ جَمِيعِ ذِي الأعيَانَ </|bsep|> <|bsep|> خَمسِينَ ألفاً مِن سِنِينَ عَدَّهَا ال <|vsep|> مُختَارُ سَابِقَةً لِذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَعَرشُ الرَّبِّ فَوقَ المَاءِ مِن <|vsep|> قَبلِ السِّنِينَ بِمُدَّة وَزَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ مُختلفُون فِي القَلَمِ الذِي <|vsep|> كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ مَنَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هل كَانَ قبل العرشِ أو هُو بعدَه <|vsep|> قولاَن عِند أبِي العَلاَ الهَمذَانِي </|bsep|> <|bsep|> والحقُّ أنَ العرشَ قبلُ لأنَّه <|vsep|> قَبلَ الكِتَابَةِ كَانَ ذَا أركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِتابةُ القَلمِ الشَّريفِ تَعَقَّبَت <|vsep|> يجَادَهُ مِن غَير فَصلِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لمَّا برَاهُ الله قَالَ اكتب كَذا <|vsep|> فَغدا بِأمرِ الله ذَا جَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِن أبَداً ِلى <|vsep|> يَومِ المعَادِ بِقُدرَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أفَكَان ربُّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه <|vsep|> مِن قَبلُ ذَا عَجزِ وذَا نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم لَم يَزَل ذَا قُدرةٍ والفِعلُ مَق <|vsep|> دُورٌ لَهُ أبداً وذُو مكانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن سَألتَ وَقُلتَ مَا هَذَا الذِي <|vsep|> أداهُمُ لخِلاَفِ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأَيِّ شَيءٍ لَم يَقُولُوا نَّهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ هُوَ دَائِمُ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاعلَم بأنَّ القومَ لمَّا أسسُوا <|vsep|> أصلَ الكَلاَمِ عَمُوا عَنِ القرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَنِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى المَعقُولِ بَل <|vsep|> عَن فِطرة الرَّحمن والبرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وبَنَوا قَواعِدَهُم عليهِ فَقَادَهُم <|vsep|> قسراً لَى التعطيلِ وَالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> نَفي القِيامِ لكُل أمر حَادثٍ <|vsep|> بِالرَّبِّ خَوفَ تسلسُلِ الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهِم فِي زَعمِهِم <|vsep|> ثبَاتُ صَانِعِ هَذِه الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أثبَتُوهُ بِكَونِ ذِي الأجسَادِ حَا <|vsep|> دِثَةً فلاَ تَنفَكُّ عَن حِدَثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذا تسَلسَلت الحَوادِثُ لَم يَكن <|vsep|> لِحُدُوثِها ذ ذَاك مِن بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فلأجلِ ذَا قَالوا التسلسُلَ بَاطِلٌ <|vsep|> والجِسمُ لا يخلو عَن الحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَصِحُّ حِينَئِذ حُدُوثُ الجِسمِ مِن <|vsep|> هَذَا الدَّليل بِواضحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي نِهَايَات لأقدَامِ الوَرَى <|vsep|> فِي ذَا المَقَام الضَّيِّقِ الأعطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَنِ الذِي يأتِي بِفَتح بين <|vsep|> يُنجِي الوَرَى مِن غَمرَةِ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالله يُجزِيهِ الذِي هُو أهلُهُ <|vsep|> مِن جَنَّة المَأوَى مَعَ الرَّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذاً وافهَم فَذَاكَ مُعَطِّلٌ <|vsep|> وَمُشَبِّهٌ وَهَدَاكَ ذُو الغفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هذا الدَّليلُ هو الذِي أرداهُمُ <|vsep|> بل هَدَّ كُلَّ قَوَاعِدِ القرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الدَّلِيلُ الباطِلُ المردودُ عِن <|vsep|> دَ أئمَّةِ التحقيقِ وَالعِرفانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا زَالَ أمرُ النَّاسِ مُعتَدِلاً لى <|vsep|> أن دَارَ في الأورَاقِ والأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَكَّنَت أجزَاؤهُ بقُلُوبِهم <|vsep|> فَأتَت لَواَزِمُهُ لى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَفَعَت قَواعِدَهُ وَنَحَّت أسَّهُ <|vsep|> فَهوَى البِنَاءُ وخَرَّ للأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَنوا عَلَى السلاَمِ كُلَّ جِنَايَةٍ <|vsep|> ذ سَلَّطُوا الأعدَاءَ بالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَمَلُوا بأسلِحَةِ المَحَالِ فَخَانَهُم <|vsep|> ذَاك السِّلاحُ فما اشتَفَوا بِطِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى العَدُوُّ ِلى سِلاَحِهمُ فقَا <|vsep|> تَلَهُم بِه فِي غَيبَةِ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> يا مِحنَةَ السلاَمِ والقرنِ مِن <|vsep|> جَهلِ الصَّدِيقِ وبَغيِ ذِي طُغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ لَولاَ اللهُ نَاصِرُ دِينِهِ <|vsep|> وَكِتَابِهِ بالحقِّ والبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَتَخَطَّفَت أعدَاؤه أروَاحَنَا <|vsep|> وَلَقُطِّعَت مِنَّا عُرَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيكونُ حقًّا ذا الدليلُ وما اهتدَى <|vsep|> خَيرُ القُرونِ لَهُ مُحالٌ ذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وُفِّقتُمُ للحَقِّ ذ حُرِمُوهُ فِي <|vsep|> أصلِ اليَقِينِ ومقعَدِ العرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهَديتُمونَا للَّذِي لَم يَهتَدُوا <|vsep|> أبَداً بهِ وَاشِدَّةً الحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ودخلتُمُ للحقِّ مِن بَابٍ وَمَا <|vsep|> دَخَلُوه وَاعَجَباً لِذَا الخُذلانِ </|bsep|> <|bsep|> وسلكتُمُ طُرقَ الهُدى والعلمِ دُو <|vsep|> نَ القَومِ وَاعَجَباً لِذَا البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وعرفتُمُ الرحمنَ بالأجسَامِ وَال <|vsep|> أعرَاضِ والحَركاتِ والألوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُمُ فَمَا عَرَفُوهُ مِنهَأ بَل مِنَ ال <|vsep|> ياتِ وهيَ فغيرُ ذِي بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> الله أكبَرُ أنتُمُ أو هُم عَلَى <|vsep|> حَقٍّ وفِي غَيٍّ وفي خُسرانِ </|bsep|> <|bsep|> دَع ذَا أليسَ الله قد أبدَى لَنَا <|vsep|> حقَّ الأدلةِ وَهي فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> متنوِّعاتٌ صُرِّفَت وتظَاهَرت <|vsep|> في كُلِّ وجهٍ فَهيَ ذُو أفنَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَعلومَةٌ للعَقلِ أو مشهودَةٌ <|vsep|> للحسِّ أو في فِطرَة الرحمنِ </|bsep|> <|bsep|> أسَمِعتُمُ لِدَلِيلكُم فِي بَعضِهَا <|vsep|> خَبَراً أو احسَستُم لَهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيكونُ أصلُ الدينِ ماتمَّ الهدَى <|vsep|> لاَّ بِهِ وبهِ قُوَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وسَوَاهُ ليسَ بموجبٍ من لم يُحِط <|vsep|> عِلماً بِهِ لم ينجُ من كفرانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ ثُمَّ رَسُولُهُ قَد بَيَّنَا <|vsep|> طُرُقَ الهُدَى فِي غَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلايِّ شَيءٍ أعرَضَا عَنهُ ولم <|vsep|> تَسمَعهُ فِي أثَرِ وَلاَ قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن أتَانَا بَعدَ خَيرَ قُرُونِنَا <|vsep|> فَظُهُورِ أحدَاث مِن الشَّيطانِ </|bsep|> <|bsep|> وعَلَى لِسانِ الجهمِ جَاءُوا حِزبَهُ <|vsep|> مِن كُلِّ صَاحِبِ بِدعَةٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَلِكَ اشتدَّ النَّكِيرُ عَلَيهِم <|vsep|> مِن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَاحُوا بِهِم مِن كُل قطر بَل رَموا <|vsep|> فِي ثرِهِم بِثَوَقِبِ الشهبَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَرَفُوا الذِي يُفضِي ِليه قَولُهُم <|vsep|> وَدَلِيلُهُم بِحَقِيقَة العِرفانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأخُو الجَهَالَة فِي خَفَارة جَهلِهِ <|vsep|> وَالجَهلُ قَد يُنجي من الكُفرَان </|bsep|> <|bsep|> وَالله كَانَ وَلَيسَ شَيءٌ غَيرُهُ <|vsep|> وَبَرَى البرِية وَهيَ ذُو حَدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَل المُعَطل هَل يَرَاهَا خَارِجا <|vsep|> عَن ذَاتِه أم فِيه حَلَّت ذَان </|bsep|> <|bsep|> لاَبُد مِن حدَاهُما أو أنَّها <|vsep|> هِيَ عَينُهُ مَا ثم مَوجُودَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَم مَخلُوق وَخَالِقُه وَمَا <|vsep|> شَيءٌ مُغَايِرُ هَذِهِ الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَبُد مِن حدَى ثَلاث مَالَهَا <|vsep|> مِن رَابِع خَلّوا عَنِ الرَّوغَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَالَ مُحَققُ القَومِ الذِي <|vsep|> رَفَعَ القَواعِدَ مُدعِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ عَينُ هَذَا الكَونِ لَيسَ بِغَيرهِ <|vsep|> أنَّى وَلَيسَ مُبَايِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلَيسَ مُجَانِباً أيضاً لَهَا <|vsep|> فَهوَ الوُجُود بِعَينِهِ وَعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن لَم يَكُن فوقَ الخلاَئِقِ رَبُّهَا <|vsep|> فَالقَولُ هَذَا القَولُ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ لَيسَ يُعقلُ بَعد لا أنَّهُ <|vsep|> قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرُّوحُ ذَاتُ الحَقِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> حَلَّت بِهَا كَمَقَالَةِ النَّصرَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَاحكُم عَلَى مَن قَالَ لَيسَ بِخَارِجٍ <|vsep|> عَنهَا وَلاَ فِيهَا بِحُكم بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِخِلاَفِهِ الوَحيينِ وَالِجمَاعَ وَال <|vsep|> عَقلَ الصَّرِيحَ وَفِطرَةَ الرَّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَيهِ أوقَعَ حَد مَعدُوم بلى <|vsep|> حَدُّ المُحَالِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا لِلعُقُولِ ذَا نَفَيتُم مُخبِرا <|vsep|> وَنَقِيضَهُ هَل ذَاكَ فِي مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ نَفي دُخُوله وَخُرُوجه <|vsep|> لاَ يَصدُقَانِ مَعا لِذِي المكانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ عَلَى عَدَمِ صَرِيحِ نَفيِهِ <|vsep|> مُتَحَقِّقٌ بِبَداهَةِ الِنسَان </|bsep|> <|bsep|> أيَصِحُّ فِي المَعقُولِ يَا أهلَ النُهَى <|vsep|> ذَاتَانِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَت تَباين مِنهُمَا ذَاتٌ لأخ <|vsep|> رَى أو تَحَايِثُها فَيَجتَمِعضانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ فِي الدُّنيَا مُحَالٌ فَهوَ ذَا <|vsep|> فَارجَع ِلَى المَعقُول وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ فِي الذِي <|vsep|> هُوَ قَابِل مِن جِسمٍ أو جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّبُّ لَيسَ كَذَا فَنَفي دُخُولِهِ <|vsep|> وَخُرُوجِهِ مَا فِيهِ مِن بُطلانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ هَذَا أولا مِن قَولِكُم <|vsep|> دَعوَى مُجَرَّدةٌ بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ اصطِلاَحُ مِن فَرِيق فَارقُوا ال <|vsep|> وَحيَ المُبِينَ بِحِكمَة اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشَّيءُ يَصدُقُ نَفيُه عَن قَابِل <|vsep|> وَسِوَاهُ فِي مَعهُود كُل لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَسِيت نَفي الظُلمِ عَنهُ وَقَولُكَ الظُ <|vsep|> لمُ المُحالُ وَليسَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسِيتَ نَفيُ النَّومِ وَالسِّنَةِ التِي <|vsep|> لَيسَت لِرَب العَرشِ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسِيت نَفيَ الطعم عَنه وَليسَ ذَا <|vsep|> مَقبُولَةٌ وَالنفيُ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسِيتَ نَفيَ وِلاَدَة أو زَوجَة <|vsep|> وَهُمَا عَلَى الرَّحمَنِ مُمتَنِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله قَد وَصَفَ الجَمَاد بِأنَّهُ <|vsep|> مَيتٌ أصَمُّ وَمَا لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا نَفَى عَنهُ الشعورَ وَنُطقَهُ <|vsep|> وَالخَلقَ نَفياً وَاضحَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَليسَ لَهَا قُبُول لِلذِي <|vsep|> يُنفَى وَلاَ مِن جُملَةِ الحَيَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقَالُ أيضاً ثَانِياً لَو صَحَّ هَ <|vsep|> ذَا الشَّرطُ كَانَ لَمَّا هُمَا ضِدَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ فِي النَّقِيضَينِ اللَّذينِ كِلاَهُمَا <|vsep|> لاَ يَثبُتَانِ وَلَيسَ يَرتَفِعَانش </|bsep|> <|bsep|> وَيُقَالُ أيضاً نَفيُكُم لِقُبُولِهِ <|vsep|> لَهُمَا يزيلُ حَقِيقَةَ الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل ذَا كَنَفي قِيَامِهِ بِالنَّفسِ أو <|vsep|> بالغَيرِ فِي الفِطرَاتِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا المُعَطلُ قَالَ ن قِيَامَهُ <|vsep|> بالنَّفسِ أو بِالغَيرِ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ لَيسَ يقبَلُ وَاحِداً مِن ذَينِكَ ال <|vsep|> أمرَينِ لاَّ وَهوَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> جِسمٌ يَقُومُ بِنَفسِهِ أيضاً كَذَا <|vsep|> عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِهِ أخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي حُكمِ مكَان وَلَيسَ بِوَاجِبٍ <|vsep|> مَا كَانَ فِيهِ حَقِيقَةُ الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكِلاَكُمَا يَنفِي الِلَهَ حَقِيقَةً <|vsep|> وَكِلاَكُمَا فِي نَفيهِ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ماذَا يُردُّ عَلَيهِ من هُوَ مِثلُه <|vsep|> فِي النَّفيِ صِرفاً ذ هُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَرقُ لَيسَ بِمُمكَن لَكَ بعدَمَا <|vsep|> ضَاهَيتَ هَذا النَّفيَ فِي البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَوزان هَذَا النَّفيُ مَا قَد قُلتُهُ <|vsep|> حَرفا بِحَرفٍ أنتُمَا صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَصمُ يَزعَمُ أن مَا هُوَ قَابِلٌ <|vsep|> لِكِلَيهِمَا فَكَقَابِل لمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَافرُق لَنا فَرقا يُبِين مَوَاقِعَ ال <|vsep|> ثبَاتِ والتَّعطِيلِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَأعطِ القَوسَ بَارِيهَا وَخلِّ <|vsep|> الفَشرَ عَنكَ وَكَثرَةَ الهَذَيانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَل المُعطل عَن مَسَائِلَ خَمسَةٍ <|vsep|> تُردي قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل لِلمُعطل هَل تَقُول لَهُنَا ال <|vsep|> مَعبُودُ حَقًّا خَارِجَ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ <|vsep|> لِلربِّ حَقًّا بَالِغَ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا أقَرَّ بِهِ فَسَلهُ ثانِياً <|vsep|> أتَرَاهُ غَيرَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا نَفَى هَذَا وَقَالَ بِأنَّهُ <|vsep|> هُوَ عَينُها مَا هَاهُنا غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَدِ ارتَدَى بِالاتحَادِ مُصَرحا <|vsep|> بِالكُفرِ جَاحِد رَبه الرَّحمن </|bsep|> <|bsep|> حَاشَا النَّصارَى أن يَكُونُوا مِثلَهُ <|vsep|> وَهُم الحَمِير وَعَابِدُوا الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم خَصَّصُوهُ بِالمَسِيحِ وَأمِّهِ <|vsep|> وَأولاَءِ مَا صَانُوهُ عَن حَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا أقَرَّ بِأنَّهُ غَيرُ الوَرَى <|vsep|> عَبدٌ وَمعبُودٌ هُمَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسأَلهُ هَل هَذَا الوَرَى فِي ذَاتِهِ <|vsep|> أم ذَاتُهُ فِيهِ هُنَا أمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أقَرَّ بِوَاحِد مِن ذَينِكَ ال <|vsep|> أمرَينِ قَبَّلَ خَدَّهُ النَّصرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ أهلاَ بِالذِي هُوَ مِثلُنَا <|vsep|> خَشدَاشُنَا وَحَبِيبُنَا الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا نَفَى الأمرَينِ فَاسألهُ ذَاً <|vsep|> هَل ذَاتُهُ استَغنَت عَن الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَامَ بِنَفسِهِ أم قَامَ بَال <|vsep|> أعيَانِ كَالأعرَاضِ وَالألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا أقَرَّ وَقَالَ بَل هُو قَائِمٌ <|vsep|> بِالنَّفسِ فَاسألهُ وَقُل ذَاتَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالنَّفسِ قَائِمتَانِ أخبِرنِي هُمَا <|vsep|> مِثلاَنِ أو ضِدَّانِ أو غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وعَلَى التَّقَادِير الثَّلاَثِ فَنَّهُ <|vsep|> لَولاَ التبَايُنُ لَم يَكُن شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> ضِدَّينِ أو مِثلَينِ أو غَيرَينِ كَا <|vsep|> نَا بَل هُمَا لاَ شَك مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قُلنَا نَّكُم بَاب لِمَن <|vsep|> بِالِتِّحَادِ يَقُولُ بَل بَابَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَقَّطتُمُ لَهُم وَهُم خَطَّوا عَلَى <|vsep|> نُقَط لَكُم كَمُعَلِّمِ الصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَانَا عَشرُ أنوَاعٍ مِنَ ال <|vsep|> مَنقُولِ فِي فَوقِية الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَعَ مِثلِهَا أيضاً تَزيدُ بِوَاحِدٍ <|vsep|> هَا نَحنُ نَسرُدُهَا بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوق العَرشِ فِي <|vsep|> سَبعِ أتَت فِي مُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ اطَّردَت بِلاَ لاَم وَلَو <|vsep|> كَانَت بِمَعنَى اللاَّم فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأتَت بهَا فِي مَوضِع كَي يَحمِل ال <|vsep|> بَاقِي عَلَيهَا بِالبَيَانِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِير ذَا ضمَارُهُم فِي مَوضِعِ <|vsep|> حَملاً عَلَى المَذكُورِ فِي التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يُضمِرُونَ مَعَ اطِّرَاد دُونَ ذِك <|vsep|> رِ المُضمِرِ المَحذُوفِ دُونَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فِي مَحل الحَذفِ يَكثُرُ ذِكرُهُ <|vsep|> فذَا هُم ألِفُوهُ لفَ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذَفُوهُ تَخفِيفاً وَيجَازاً فَلاَ <|vsep|> يَخفَى المُرَادُ بهِ عَلَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن عِشرِينَ وَجهاً يَبطُلُ التَّ <|vsep|> فسِيرُ بِاستَولَى لِذِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ لِمَامِ هَ <|vsep|> ذَا الشَّأنُ بَحرِ العَالَمِ الحرَّانِي </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِيهَا صَريحُ عُلُوِّهِ <|vsep|> وَلَهُ بِحُكمِ صَرِيحِهِ لَفظَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَفظُ العَلِيِّ وَلَفظةُ الأعلَى مُعَرَّ <|vsep|> فَة أتَتكَ هُنا لِقَصدِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ العُلُوَّ بِمُطلَقِه عَلَى التَّ <|vsep|> عمِيم وَالطلاَقِ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ العُلُوُّ مِن الوُجوهِ جَمِيعَها <|vsep|> ذَاتاً وَقَهراً مَعَ عُلُوِّ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن نُفَاةُ عُلُوهِ سَلبُوهُ ك <|vsep|> مَالَ العُلُوِّ فَصَارَ ذَا نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَاهُ مِن فكِ النُّفَاةِ وَسَلبِهِم <|vsep|> فَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَعُلُوُّهُ فَوقَ الخَليقَة كُلِّهَا <|vsep|> فُطِرَت عَلَيهِ الخَلقُ وَالثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَستَطِيعُ مُعَطِّلٌ تَبدِيلَهَا <|vsep|> أبداً وَذَلِكَ سُنَّةُ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ ذَا مَا نَابَهُ أمرٌ يُرَى <|vsep|> مُتَوجِّهاً بِضَرُورَةِ النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَحوَ العُلُوِّ فَلَيسَ يَطلُبُ خَلفَهُ <|vsep|> وَأمَامَهُ أو جَانِبَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنِهَايَةُ الشُّبُهَات تَشكِيك وَتخ <|vsep|> مِيش وَتَغبِيرٌ عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يستَطِيعُ تَعَارض المَعلُومِ وَال <|vsep|> مَعقُولِ عِندَ بدَائِه الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِن المُحَالِ القَدحُ فِي المَعلُومِ <|vsep|> بِالشُّبُهَاتِ هَذَا بَيِّنُ البُطَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا البدَائِهُ قابَلتهَا هَذِهِ الشُّ <|vsep|> بُهَاتِ لَم تَحتَج ِلَى بُطلانِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّان بَينَ مَقالَة أوصَى بِهَا <|vsep|> بَعضٌ لِبَعضٍ أولٌ للثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَمَقَالَةٍ فَطَرَ الِلهُ عَبَادَهُ <|vsep|> حَقّا عَلَيهَا مَا هُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَالِثُهَا صَرِيحُ الفَوقِ مَص <|vsep|> حُوباً بِمِن وَبِدُونِهَا نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا هُوَ قَابِل التأويل وَال <|vsep|> أصلُ الحَقِيقَةُ وَحدهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن نُفَاةَ الفَوقِ مَا وَافُوا بِهِ <|vsep|> جَحَدُوا كَمَال الفَوقِ لِلدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فَسَّرُوهُ بِأن قَدرَ الله أع <|vsep|> لَى لاَ بِفَوق الذَّات لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَهَذَا مِثل قَولِ النَّاسِ فِي <|vsep|> ذَهَبٍ يُرَى مِن خَالِص العِقيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُو فَوقَ جِنسِ الفِضةِ البَيضَاء لاَ <|vsep|> بِالذَّاتِ بَل فِي مُقتَضَى الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا ادَّعَى تَأوِيلَ ذَلِكَ مُدَّعٍ <|vsep|> وَلَم تُقبَلِ الدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنمَا المَجرُورُ لَيسَ بِقَابل التَّ <|vsep|> أوِيل فِي لُغة وَعُرفِ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأصِخ لِفَائدةٍ جَلِيلٍ قَدرُهَا <|vsep|> تُهدِيكَ للتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الكَلاَمَ ذَا أتَى بِسِيَاقِهِ <|vsep|> يُبدِي المُرَادَ لِمَن لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> أضحَى كَنَصٍ قَاطع لاَ يَقبَل التَّ <|vsep|> أوِيلَ يَعرِفُ ذَا أولُوا الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسِيَاقُهُ الألفَاظِ مِثلُ شَوَاهِدِ ال <|vsep|> أحوَالِ نَّهُمَا لَنَا صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا لِلعَينِ مَشهُودٌ بِهَا <|vsep|> لَكِن ذَاكَ لِمَسمَعِ الِنسانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أتَى التَّأوِيلُ بَعد سِيَاقَةٍ <|vsep|> تُبدِي المُرَادَ أتَى عَلَى استِهجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا أتَى الكِتمَانُ بَعدَ شَوَاهِدِ ال <|vsep|> أحوَالِ كَانَ كَأقبَحِ الكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتأمَّلِ الألفَاظَ وَانظُر مَا الذِي <|vsep|> سِيقَت لَهُ ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَوقُ وَصفٌ ثَابِتٌ بِالذَّاتِ مِن <|vsep|> كُلِّ الوُجُوهِ لِفَاطِرِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَوقُ أنوَاع ثَلاث كُلُّهَا <|vsep|> للَّهِ ثَابِتةٌ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي قَالُوا وَفَوقُ القَهرِ وَال <|vsep|> فَوقِيةُ العُليَا عَلَى الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال <|vsep|> أملاَكِ صَاعِدَةً ِلَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش <|vsep|> تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت <|vsep|> خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت <|vsep|> فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ <|vsep|> وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا عِندِي فَيَومٌ وَاحِدٌ <|vsep|> وَعُرُوجُهُم فِيهِ ِلَى الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالألفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِم <|vsep|> وَصُعُودِهِم نَحوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> هَذِي السَّمِاء فَنَّهَا قَد قُدِّرَت <|vsep|> خَمسِينَ فِي عَشر وَذَا ضِعفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنمَا الخَمسُون ألفَ مَسَافَةُ السَّ <|vsep|> بعِ الطِّبَاقِ وَبَعدُ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن عَرشِ رَبِّ العَالَمِينَ ِلَى الثَّرَى <|vsep|> عِندَ الحَضِيضِ الأسفَل التَّحتَحانِي </|bsep|> <|bsep|> وَاختَارَ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ ال <|vsep|> بَغَوِي ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَمُجَاهِدٌ قَد قَالَ هَذَا القَولَ لَ <|vsep|> كِنَّ ابنَ سحَاقَ الجَلِيلَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ المَسَافَة بَينَنَا وَالعَرشِ ذَا ال <|vsep|> مِقدَارُ فِي سَيرٍ مِنَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَولُ الأوَّلُ قَولً عِكرِمَةٍ وَقَو <|vsep|> لُ قَتَادَةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاختَارَه الحَسَنُ الرَّضِى وَرَوَاهُ عَن <|vsep|> بَحرِ العُلُومِ مُفَسِّرِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُرَجِّحُ القَولَ الذِي قَد قَالَهُ <|vsep|> سَادَاتُنَا فِي فَرقِهِم أمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحُ لِمَانِعٍ <|vsep|> لِزَكَاتِهِ مِن هَذِه الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يُكوَى بِهَا يَومَ القِيَامَةِ ظَهرُهُ <|vsep|> وَجَبِينهُ وَكذَلِكَ الجَنبَانِ </|bsep|> <|bsep|> خَمسُونَ ألفاً قَدرُ ذَاكَ اليَومِ فِي <|vsep|> هَذَا الحَدِيثُ وَذَاكَ تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالظَّاهِرُ اليَومَانِ فِي الوَجهَينِ يَو <|vsep|> مٌ وَاحِدٌ مَا ن هُمَا يَومَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَيرَادُ السِّيَاقِ يُبَيِّن ال <|vsep|> مَضمُونَ مِنهُ بِأوضَحِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى الِضمارِ ضِمنض يَرَونَهُ <|vsep|> ونَرَاهُ مَا تَفسِيرُهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاليَومُ بِالتَّفسِيرِ أولَى مِن عَذَا <|vsep|> بٍ وَاقِعٍ لِلقُربِ وَالجِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَكُونُ ذِكرُ عُرُوجِهِم فِي هَذِهِ الدُّ <|vsep|> نيَا وَيَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنُزُولهُم أيضاً هُنَالِكَ ثَابِتٌ <|vsep|> كَنُزُولِهِم أيضاً هُنَا لِلشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعُرُوجُهُم بَعدَ القَضَا كَعُرُوجِهِم <|vsep|> أيضاً هُنَا فَلَهُم ذاً شَأنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُزُولُ هَذَا السَّقفُ يَومَ مَعَادِنَا <|vsep|> فَعُرُوجُهُم لِلعَرشِ وَالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا نَضِجَت لَدي وَعِلمُهَا ال <|vsep|> مَوكُولُ بَعد لِمُنزِلِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأعُوذُُ بِالرَّحمَنِ مِن جَزمٍ بِلاَ <|vsep|> عِلمٍ وَهَذَا غَايَةُ المكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ أعلَمُ بِالمُرَادِ بِقَولِهِ <|vsep|> وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَخَامِسُهَا صعُودُ كَلاَمِنَا <|vsep|> بِالطِّيِّبَاتِ لَيهِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا صُعُودُ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَا <|vsep|> تُ مِن أعمَالِ ذِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذَا صُعُودُ تَصَدُّقٍ مِن طَيبٍ <|vsep|> أيضا لَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا عُرُوجُ مَلاَئِكٍ قَد وُكِّلُوا <|vsep|> مِنَّا بِأعمَالٍ وَهُم بَدَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَِلَيهِ تَعرُجُ بُكرَةً وَعَشِيةً <|vsep|> وَالصُّبحُ يَجمَعُهُم عَلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> كَي يَشهَدُونَ وَيَعرُوجُونَ ِلَيهِ بِال <|vsep|> أعمَالِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ سَعيُ اللَّيل تَرفَعُهُ ِلَى الرَّ <|vsep|> حمَنِ مِن قَبلِ النَّهَارِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكذَاكَ سَعيُ اليَومِ يَرفَعُه لَهُ <|vsep|> مِن قَبلِ لَيلٍ حَافِظُ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ مِعرَاجُ الرَّسُولِ ِلَيهِ حَقٌّ <|vsep|> ثَابِتٌ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل جَاوَزَ السَّبعَ الطِّبَاقَ وَقَد دَنَا <|vsep|> مِنهُ ِلَى أن قُدِّرَت قَوسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عَادَ مِن مُوسَى لَيهِ صَاعِداً <|vsep|> خَِمساً عِدَادَ الفَرضِ فِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ رَفعُ الرُّوحِ عِيسَى المُرتَضَى <|vsep|> حَقًّا لَيهِ جَاءَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَصعَدُ رُوحُ كُلِّ مُصَدِّقٌ <|vsep|> لَمَّا تَفُوزُ بِفُرقَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> حِقًّا لَيهِ كَي تَفوزُ بِقُربِهِ <|vsep|> وَتَعُودَ يَومَ العَرضِ لِلجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا دُعَا المُضطَرِّ أيضاً صَاعِدٌ <|vsep|> أبَداً لَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا دُعَا المَظلُومِ أيضاً صَاعِدٌ <|vsep|> حَقًّا لَيهِ قَاطِعَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَسَادِسُهَا وَسَابِعُهَا النُّزُو <|vsep|> لُ كَذَِلِكَ التَّنزِيلُ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله أخبَرَنَا بِأنَّ كِتَابَهُ <|vsep|> تَنزِيلُهُ بِالحَقِّ وَألبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَكُونُ تَنزِيلاً وَلَيسَ كَلاَم مَن <|vsep|> فَوقَ العِبَادِ أذَاكَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَكُونُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ وَالرَّ <|vsep|> حمضنش لَيسَ مُبَاينَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا نُزُولِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> فِي النِّصفِ مِن لَيل وذَاكَ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَيَقُولُ لَستُ بِسَائِلٍ غَيرِي بِأح <|vsep|> وَالِ العِبَادِ أنَا العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> من ذَاكَ يَسألُنِي فَيُعطِي سُؤلَهُ <|vsep|> مَن ذَا يَتُوبُ ليَّ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن ذَا يُرِيدُ شِفَاءَهُ مِن سُقمِهِ <|vsep|> فَأَنَا القَرِيبُ مُجِيبُ مَن نَادَانِي </|bsep|> <|bsep|> ذَا شَأنُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ <|vsep|> حَتَّى يَكُونَ الفَجرُ فَجراً ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ لَيس نُزُولُهُ وَعُلُّوهُ <|vsep|> حَقًّا لَدَيكُم بَل هُمَا عَدَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَقُولُ لَيسَ شَيئاً عِندَكُم <|vsep|> لاَ ذَا وَلاَ قَولاً سِوَاهُ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ مَجَازٌ لاَ حَقِيقَةَ تَحتَهُ <|vsep|> أوِّل وَزِد وَانقُص بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَامِنُهَا بِسُورَةِ غَافِرٍ <|vsep|> هُوَ رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> دَرَجَاتُهُ مَرفُوعَةٌ كَمَعَارِجَ <|vsep|> أيضاً لَهُ وَكِلاَهُمَا رَفعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَفَعِيل فِيهَا لَيسَ مَعنَى فَاعِلٍ <|vsep|> وَسِيَاقُهَا يَأبَاهُ ذُو التِّبيَانُ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهَا مَرفُوعَةٌ دَرَجَاتُهُ <|vsep|> لِكَمَالِ رِفعَتِهِ عَلَى الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فَلا تَحِد <|vsep|> عَنهُ وَخُذ مَعنَاهُ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَنظِيرُهَا المُبدِي لَنَا تَفسِيرَهَا <|vsep|> فِي ذِي المَعَارِجِ لَيس يَفتَرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرُّوحُ والأملاَكُ تَصعدُ فِي مَعَا <|vsep|> رِجِهِ لَيهِ جَلَّ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ حَقًّا مَا هُمَا <|vsep|> ِلاَّ سَواءً أو هُمَا شِبهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخُذِ الكِتَابَ بِبعَضِهِ بَعضاً كَذَا <|vsep|> تَفسِيرُ أهلُ العِلمِ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَتَاسِعُهَا النُّصوص بأنَّه <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ وَذَا بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاستَحضِرِ الوَحيَينِ وَانظُر ذَاكَ تَل <|vsep|> قَاهُ مُبَيناً وَاضِحَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَسَوفَ نَذكُر بَعضَ ذَلِكَ عَن قَرِي <|vsep|> بٍ كَي تَقُومَ شَواهِدُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا أتَتكَ فَلاَ تَكُن مُستَوحِشاً <|vsep|> مِنهَا وَلا تَكُ عِندَهَا بِجَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَت تَدُلُّ عَلَى انحِصَارِ ِلهِنَا <|vsep|> عَقلاً وَلاَ عُرفاً وَلاَ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أجمَعَ السَّلَفُ الكِرَامُ بأنَّ مَع <|vsep|> نَاهَا كَمَعنَى فَوقِ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أنَّ لَفظَ سَمَائِهِ يُعنَى بِهِ <|vsep|> نَفسُ العُلُوِّ المُطلَقِ الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> والرَّبُّ فِيهِ ولَيسَ يَحصُرُهُ مِن ال <|vsep|> مَخلُوقِ شَيءٌ عَزَّ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ الجِهَاتِ بأسرِهَا عَدَمِيَّةٌ <|vsep|> فِي حَقِّهِ هُوَ فَوقَهَا ببيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد بَانَ عنهَا كُلِّهَا فَهوَ المُحِي <|vsep|> طُ وَلاَ يُحَاطُ بخَالِقِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ذَاكَ يَنقِمُ بَعدُ ذُو التعطِيلِ مِن <|vsep|> وَصفِ العُلُوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> أيَرُدُّ ذُو عقلٍ سَليمٍ قَطُّ ذَا <|vsep|> بَعدَ التَّصَوُّرِ يَا أولِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ مَا رَدَّ امرُؤ هَذَا بِغَي <|vsep|> رِ الجَهلِ أو بِحَميَّةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَعَاشِرُهَا اختِصَاصُ البَعضِ مِن <|vsep|> أملاَكِهِ بالعِندِ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا اختِصَاصُ كِتَابِ رَحمَتِهِ بِعن <|vsep|> دَ الله فَوقَ العَرشِ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم يَكُن سُبحَانَه فَوقَ الوَرَى <|vsep|> كَانُوا جَمِيعاً عِندَ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَكُونُ عِندَ اللهِ بليسٌ وَجِب <|vsep|> رِيلٌ هُمَا في العِند مُستوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ ذَاكَ القَولِ أنَّ مَحَبَّةَ الرَّ <|vsep|> حمنِ غَيرُ رَادَة الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا مَحبُوبُهُ وَمُرَادُهُ <|vsep|> وَكِلاهُمَا هُوَ عِندَهُ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُم عِنديةُ التَّكوِينِ فالذَّ <|vsep|> اتَانِ عِندَ اللهِ مَخلُوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ عِندِيةُ التَّقرِيبِ تَق <|vsep|> رِيبِ الحَبِيبِ وَمَا هُمَا عِدلانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحُبُّ عِندَكُم المشِيئَةُ نَفسُهَا <|vsep|> وَكِلاَهُمَا فِي حُكمِهَا مِثلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن مُنَازِعُكُم يَقُولُ بِأنَّهَا <|vsep|> عِندِيَّةٌ حَقُّا بِلاَ رَوغَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَمَعَت لَهُ حُبَّ الِلهِ وَقُربَهُ <|vsep|> مِن ذَاتِهِ وَكَرَامَةَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحُبُّ وَصفٌ وَهوَ غَيرُ مَشِيئَةٍ <|vsep|> وَالعِندُ قُربٌ ظَاهِرُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَحَادِي عَشرَهُنَّ شَارَةٌ <|vsep|> نَحوَ العُلُوِّ بصبعٍ وَبَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> للَّهِ جَلَّ جَلالُهُ لاَ غَيرِهِ <|vsep|> ذ ذَاكَ شرَاكٌ مِنَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أشَارَ رَسُولُهُ فِي مَجمَعِ ال <|vsep|> حَجِّ العَظِيمِ بِمَوقِفِ الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَحوَ السَّمَاءِ بأصبُعٍ قَد كُرِّمَت <|vsep|> مُستَشهِداً للوَاحِدِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> يا رَبُّ فاشهَد أنَّنِي بَلَّغتُهُم <|vsep|> وَيُشِيرُ نَحوَهُم لِقَصد بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغَدَا البَنَانُ مُرَفَّعاً وَمُصَوَّباً <|vsep|> صَلَّى عَلَيكَ الله ذُو الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أدَّيتَ ثُمَّ نَصَحتَ ذ بَلَّغتَنَا <|vsep|> حَقَّ البَلاغِ الوَأجِبِ الشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِي عَشرِهَا وَصفُ الظُّهُو <|vsep|> رِ لَهُ كَمَأ قد قالَ ذُو البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> والظَّاهرُ العَالِي الَّذِي مَا فَوقَهُ <|vsep|> شيءٌ كمَا قَد قَالَ ذُو البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَقًّا رَسُولُ الله ذَا تَفسِيرُهُ <|vsep|> وَلَقَد رَوَاهُ مُسلَِمٌ بِضَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاقبَلهُ لاَ تَقبَل سِوَاهُ مِنَ التَّفَا <|vsep|> سِيرِ التِي قِيلَت بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> والشَّيءُ حِينَ يَتِمُّ مِنه عُلُوُّهُ <|vsep|> فَظُهورُهُ فِي غَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ مَا تَرَى هَذِي السَّمَا وَعُلُوَّهَأ <|vsep|> وَظُهُورَهَا وَكَذَلِكَ القَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَكسُ أيضا ثابِتٌ فَسُفُولهُُ <|vsep|> وَخَفَاؤهُ ذ ذَاكَ مُصطَحِبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر خَفَاءَ المركَزِ الأدنَى وَوَص <|vsep|> فَ السُّفلِ فِيهِ وَكَونَهُ تَحتَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَظُهُورُهُ سُبحَانَهُ بالذات مِث <|vsep|> لُ عُلُوِّهِ فَهُمَا لَهُ صِفَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَجحَدَنَّهُمَا جُحودَ الجَهمِ أو <|vsep|> صَافَ الكَمَالِ تَكُونُ ذَا بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَظُهُورُهُ هُوَ مُقتَض لِعُلُوِّهِ <|vsep|> وَعُلُوُّهُ لِظُهورِهِ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذَاكَ قَد دَخَلَت هُنَاكَ الفاءُ للت <|vsep|> سبِيبِ مُؤذِنَةً بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَأمَلَن تَفسِيرَ أعلَمِ خَلقِهِ <|vsep|> بِصِفَاتِهِ مَن جَاء بالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ أنتَ كَذا فَليسَ لِضدِّنهِ <|vsep|> أبَداً لَيكَ تَطَرُّقَ التيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَالِثُ عَشرِهَا خبَارُهُ <|vsep|> أنَّا نَرَاهُ بِجَنَّةِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَلِ المُعَطِّلَ هَل يُرى مِن تَحتَنَا <|vsep|> أم عَن شَمَائِلِنَا وَعَن أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم خَلفَنَا وأمَامَنَا سُبحَانَهُ <|vsep|> أم هَل يُرَى مِن فَوقِنَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ مَا فِي الأمرِ شَيءٌ غَيرَ ذَا <|vsep|> أنو أنَّ رُؤيَتَهُ بِلاَ مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ رُؤيَةٌ لاَ فِي مُقَابَلَةٍ مِنَ الرَّ <|vsep|> ائِى مُحَالٌ لَيسَ فِي المكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَنِ ادَّعَى شَيئاً سِوَى ذَا كَانَ دَع <|vsep|> وَاهُ مُكَابَرَةً عَلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَالَ مُحَقِّقٌ مِنكُم لأه <|vsep|> لِ الِعتِزَالِ مَقَالَةً بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا بَينَنَا خُلفٌ وَبَينَكُمُ لِذِي التَّ <|vsep|> حقِيقِ فِي مَعنَى فَيَا خَوَانِي </|bsep|> <|bsep|> شُدُّوا بأجمَعِنَا لَنَحمِل حَملَةً <|vsep|> تَذَرُ المجَسِّمَ فِي أذَلِّ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ نَّ لهَنَا حَقًّا يُرَى <|vsep|> يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَصِيرُ أبصَارُ العِبَادِ نَوَاظِراً <|vsep|> حَقًّا لَيهِ رُؤيَةً بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ رَيبَ أنَّهُمُ ذَا قَالُوا بِذَا <|vsep|> لَزِمَ العُلُوُّ لَفَاطِرِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَكُونُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> فَلِذَاكَ نَحنُ وَحِزبُهُم خَصمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّنَا سِلمٌ وأنتُمُ ذ تَسَا <|vsep|> عَدنَا عَلَى نَفيِ العُلَوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> فَعُلُوُّهُ عَينُ المَحَالِ وَلَيسَ فَو <|vsep|> قَ العَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ دَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَنصُبُوا مَعَنَا الخِلاَفَ فَمَا لَهُ <|vsep|> طَعمٌ فَنَحنُ وأنتُمُ سِلمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا الَّذِي والله مُودَعُ كُتبِهِم <|vsep|> فانظُر تَرَى يَا مَن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَرَابِعُ عَشرِهَا قرَارُ سَا <|vsep|> ئِلِهِ بِلَفظِ الأينَ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلقَد رَوَاهُ أبُو رَزِينٍ بَعدَمَا <|vsep|> سَألَ الرَّسُولَ بِلَفظِهِ بوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَوَاهُ تَبلِيغاً لَهُ ومُقرِّراً <|vsep|> لَمَّا أقَرَّ بِهِ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا كَانَ الجَوَابُ جَوَابَ مَن <|vsep|> لَكِن جَوَابُ اللَّفظِ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلَيسَ لِمَن دُخُولٌ قَطُّ فِي <|vsep|> هَذَا السِّيَاقِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> دَع ذَا فَقَد قَالَ الرَّسُولُ بِنَفسِهِ <|vsep|> أينَ الِلَهُ لِعَالِمٍ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله مَأ قَصَدَ المُخَاطِبُ غَيرَهُ مَع <|vsep|> نَاهَا الذِي وُضِعَت لَهُ الحقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ مَا فَهِمَ المخَاطَبُ غَيرَهُ <|vsep|> واللَّفظُ موضُوعٌ لِقَصدِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ لَفظُ الأينَ مَمتَنِعٌ عَلَى الرَّ <|vsep|> حمنِ عِندَكُمُ وذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَكَادُ قَائِلُكُم يُكَفِّرُنَا بِهِ <|vsep|> بَل قَد وَهَذَا غَايَةُ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَفظٌ صَرِيحٌ جَاءَ عَن خَيرِ الوَرَى <|vsep|> قَولاً وقرَاراً هُمَا نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا كَانَ الرَّسُولنُ بِعَاجِزٍ <|vsep|> عَن لَفظِ مَن مَع أنَّهَا حَرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأينُ أحرُفُهَا ثَلاثٌ وَهيَ ذُو <|vsep|> لَبسٍ ومَن فِي غَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا الملَكَانِ أفصَحُ مِنهُ ذ <|vsep|> فِي القَبرِ مَن رَبُّ السَّمَا يَسَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن فَلاَ <|vsep|> والله مَا اللَّفظَانِ مُتَّجِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاّ وَلاَ مَعنَاهُمَا أيضا لِذِي <|vsep|> لُغَةٍ وَلاَ شَرعٍ وَلاَ نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَخَامِسُ عَشرِهَا الِجمَاعُ مِن <|vsep|> رُسُل الِلهِ الواحِدِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمُرسَلُونَ جَمِيعُهُم مَع كُتبِهِم <|vsep|> قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى لَنَا جمَاعَهُم شَيخُ الوَرَى <|vsep|> والدِّينِ عَبدُ القَادِرِ الجِيلاَنِي </|bsep|> <|bsep|> وأبو الوَليدِ المالِكِي أيضاً حَكَى <|vsep|> جمَاعَهُم أعنِي ابنَ رُشدِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا أبُو العباسِ أيضاً قَد حَكَى <|vsep|> جمَاعَهُم عَلَمُ الهُدَى الحَرَّانِي </|bsep|> <|bsep|> ولَهُ اطِّلاَعٌ لَم يَكُن مِن قَبلِهِ <|vsep|> لِسِوَاهُ مِن مُتَكَلِّمٍ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنَقطَعُ نَحنُ أيضاً أنَّهُ <|vsep|> جمَاعُهُم قَطعاً عَلَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطعُ أنَّهُم جَاؤوا بث <|vsep|> بَاتِ الصِّفَاتِ لِخَالِقِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم جَاؤوا بث <|vsep|> بَأتِ الكَلاَمِ لرَبِّنَا الرحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بث <|vsep|> بَاتِ المَعَادِ لهَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بِتَو <|vsep|> حِيدِ اللهِ وَمَا لَهُ مِن ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جاؤوا بث <|vsep|> بَاتِ القَضَاءِ وَمَا لَهُم قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالرُّسلُ مُتَّفِقُونَ قَطعاً فِي أصُو <|vsep|> لِ الدِّينِ دُونَ شَرَائِعِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ لَهُ شَرعٌ وَمِنهَاجٌ وَذَا <|vsep|> في الأمرِ لاَ التَّوحِيدِ فافهَم ذَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالدِّينُ فِي التَّوحِيدِ دِينٌ وَاحِدٌ <|vsep|> لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> دِينُ اللهِ اختَارَهُ لِعبادِهِ <|vsep|> وَلِنفسه هُوَ قَيِّمُ الاديَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِنَ المُحَالِ بأن يَكُونَ لِرُسلِهِ <|vsep|> فِي وَصفِهِ خَبرَانِ مُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤُوا بِعَد <|vsep|> لِ الله بَينِ طَوَائِفِ النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم أيضاً دَعَوا <|vsep|> للخَمسِ وهيَ قَواعِدُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يمَانُنَا بالله ثُمَّ برُسلِهِ <|vsep|> وَبِكُتبِهِ وَقِيَامَةش الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِجُندِهِ وَهُم الملاَئِكَةُ الأولَى <|vsep|> هُم رُسلُهُ لمصَالِحِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي أصُولُ الدِّين حَقًّا لاَ أصُو <|vsep|> لُ الخَمسِ للقَاضِي هوَ الهَمَذَانِي </|bsep|> <|bsep|> تِلكَ الأصولُ للعتِزَالِ وَكَم لَهَا <|vsep|> فَرعٌ فَمِنهُ الخَلقُ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجُحُودُ أوصَافِ الِلهِ وَنَفيُهُم <|vsep|> لِعُلُوِّهِ وَالفَوقِ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذَاكَ نَفيُهُمُ لرؤيَتِنَا لَهُ <|vsep|> يَومَ اللّقَاءِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَفَوا قَضَاءَ الرَّبِّ والقَدَرَ الَّذِي <|vsep|> سَبَقَ الكِتَابُ بِهِ هُمَا حَتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أجلِ هَاتِيكَ الأصُولِ وخَلَّدُوا <|vsep|> أهلَ الكَبَائِرِ فِي لَظَى النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهَا نَفَوا الشَّفَاعَةَ فِيهُمُ <|vsep|> وَرَمَوا رُوَاةَ حَدِيثهَا بِطِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم <|vsep|> يقدِر عَلى صلاَحِ ذِي العِصيانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم <|vsep|> يَقدِر عَلَى يمَانِ ذِي الكُفرانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِهَا حَكَمُوا عَلَى الرَّحمن بالشَّ <|vsep|> رعِ المحَالِ شريعَةِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِها هُم يُوجِبُونَ رِعَايةً <|vsep|> للأصلَحِ الموجُودِ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَقًّا عَلَى رَبِّ الوَرَى بِعُقُولِهم <|vsep|> سُبحَانَك اللَّهم ذَا السُّبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَسَادِسُ عَشرِهَا جمَاعُ أه <|vsep|> لِ العِلمِ أعنِي حُجَّةَ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ شَهَدَت لَهُ <|vsep|> أهلُ الحَدِيثِ وَعَسكَرُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ عِبرَةً بِمُخَالِفٍ لَهُم وَلَو <|vsep|> كَانُوا عَدِيدَ الشَّاءِ والبُعرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّ الذِي فَوقَ السَّمَواتِ العُلَى <|vsep|> والعَرشِ وَهوَ مُبَاينُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ رَبُّنَا سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ <|vsep|> حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> فاسمَع ذاً أقوَالَهُم وَأشهَد عَلَي <|vsep|> هِم بَعدَهَا بِالكُفرِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرأ تَفَاسِيرَ الأئمَّةِ ذَاكِرِي ال <|vsep|> سنَادِ فَهيَ هِدَايةُ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى قَولِ ابنِ عَبَّاسٍ بِتَف <|vsep|> سِيرِ استَوَى ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى أصحَابِهِ مِن بَعدِهِ <|vsep|> كمُجَاهِدٍ ومُقَاتِلٍ حَبرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى الكَلبِي أيضاً والذِي <|vsep|> قَد قَالَهُ مِن غَيرِ مَا نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا رُفَيعُ التَّابِعِيُّ أجَلُّهُم <|vsep|> ذَاكَ الرِّياحِيُّ العَظِيمُ الشَّأنِ </|bsep|> <|bsep|> كَم صَاحِبٍ ألقَى ِلَيهِ عِلمَهُ <|vsep|> فَلِذَاكَ مَا اختَلَفَا عَلَيهِ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَيهنَ مَن قَد سَبَّهُ ذ لَم يُوَا <|vsep|> فِق قَولَهُ تَحرِيفَ ذِي البُهتَان </|bsep|> <|bsep|> فَلَهُم عِبَارَاتٌ عَلَيهَا أربَعٌ <|vsep|> قَد حُصِّلَت للفَارِسِ الطَّعَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهيَ استَقَرَّ وَقَد عَلاَ وَكَذَلِكَ ار <|vsep|> تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قَد صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابعٌ <|vsep|> وَأبُو عُبَيدَةَ صَاحِبُ الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> يَختَارُ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ <|vsep|> أدرَى مِنَ الجَهمِيِّ بالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> والأشعَريُّ يقُولُ تَفسِيرُ استَوَى <|vsep|> بحَقِيقَةِ استَولَى مِنَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَولُ أهلِ الاعتِزَالِ وَقَولُ أت <|vsep|> بَاعٍ لجَهمٍ وَهوَ ذُو بُطلانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي كُتبِهِ قَد قَالَه مِن مُوجَزٍ <|vsep|> وبَانَةٍ وَمَقَالَةٍ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ البَغَوِيُّ أيضاً قَد حَكَا <|vsep|> هُ عَنهُمُ بِمَعَالِمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر كَلاَمَ مامِنَا هُوَ مَالِكٌ <|vsep|> قَد صَحَّ عَنهُ قَولُ ذِي تقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي الاستِواءِ بأنَّهُ المعلُومُ لَ <|vsep|> كن كَيفُهُ خافٍ عَلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَوى ابنُ نَافِعٍ الصَّدُوقُ سَمَاعُهُ <|vsep|> مِنهُ عَلَى التَّحقِيقِ والتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ حَقًّا فِي السَّمَاءِ وَعِلمُهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر ِلَى التفرِيقِ بَينَ الذَّاتِ وال <|vsep|> معلُومِ مِن ذَا العَالِمِ الربَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فالذَّاتُ خُصَّت بالسَّمَاءِ ونَّمَا ال <|vsep|> مَعلُومُ عَمَّ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا ثَابتٌ عَن مَالِكٍ مَن رَدَّهُ <|vsep|> فَلَسَوفَ يَلقَى مَالِكاً بِهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ قَالَ التِّرمِذِيُّ بِجَامِعٍ <|vsep|> عَن بَعضِ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> الله فَوقَ العرشِ لَكِن عِلمُهُ <|vsep|> مَع خَلقِهِ تَفسِيرَ ذِي ِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أوزَاعِيُّهُم أيضاً حَكَ <|vsep|> عَن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن قَرنِه والتَّابِعِينَ جَمِيعِهِم <|vsep|> مُتَوافِرِينَ وَهُم أولُو العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> يمانُهُم بعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَوقَ العِبَادِ وَفَوقَ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قَالَ الشَّافِعِي حكَاه عَن <|vsep|> هُ البيهَقِيُّ وشيخُهُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> حَقًّا قَضَى الله الخِلاَفَةَ رَبُّنَا <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ لأصدَقِ العُبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> حِبُّ الرَّسُولِ وقَائِمٌ مِن بَعدِهِ <|vsep|> بالحَقِّ لاَ فَشِلٌ وَلاَ مُتَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر ِلى المقضِيِّ فِي ذِي الأرضِ لَ <|vsep|> كِن فِي السَّمَاءِ قَضَاءُ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَاؤهُ وَصفٌ لَهُ لَم يَنفَصِل <|vsep|> عَنه وَهَذا وَاضِحُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ النُّعمَانُ قَالَ وَبَعدَهُ <|vsep|> يَعُقُوبُ والألفَاظُ للنُّعمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يُقِرَّ بِعَرشِهِ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقرّ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ لاَ <|vsep|> يَخفَى عَلَيهِ هَواجسُ الاِذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ الَّذِي لاَ شَكَّ فِي تَكفِيرِه <|vsep|> لله دَرُّكَ مِن مَامِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذي فِي الفِقهِ الأكبَرِ عِندَهُم <|vsep|> وَلَهُ شُرُوحٌ عِدَّةٌ لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر مَقَالاَتِ أحمَدٍ وَنُصُوصَهُ <|vsep|> فِي ذَاكَ تَلقَاهَا بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بعُلُوِّهِ <|vsep|> وَبِالاستِوَا والفَوقِ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> ولَهُ نُصُوصٌ وَارِدَاتٌ لَم تَقَع <|vsep|> لِسِوَاهُ مِن فُرسَانِ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ مُمتَحَناً بِأعدَاءِ الحَدي <|vsep|> ثِ وَشِيعَةِ التَّعطِيلِ والكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذا أردتََ نُصُوصَهُ فانظُر ِلَى <|vsep|> مَا قَد حَكَى الخَلاَّلُ ذُو الِتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ سحَاقُ الِمَامُ فَنَّهُ <|vsep|> قَد قَالَ مَا فِيهِ هُدَى الحيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وابنُ المبَاركِ قَالَ قَولاً شَافِياً <|vsep|> نكَارُهُ عَلَمٌ عَلَى البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَهُ مَا ذَاكَ نَعرِفُ رَبَّنَا <|vsep|> حَقًّا بِهِ لنَكُونَ ذَا يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأجَابَ نَعرفُهُ بوَصفِ عُلُوِّهِ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ مُبَايِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِأنَّهُ سُبحَانَهُ حَقًّا عَلَى ال <|vsep|> عَرشِ الرَّفِيعِ فَجَلَّ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي قَد شَجَّعَ ابنَ خُزِيمَةٍ <|vsep|> ذ سَلَّ الحَقَّ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَى بِقَتلِ المنكِرِينَ عُلُوَّهُ <|vsep|> بَعدَ استِتَابَتِهِم مِن الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِأنَّهُم يُلقَونَ بَعدَ القَتلِ فَو <|vsep|> قَ مَزَابِلِ المَيتَاتِ والأنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَشَفَى الِمَامُ العَالِمُ الحًبرُ الَّذِي <|vsep|> يُدعَى مَامَ أئِمَّةِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد حَكَاهُ الحَاكِمُ العَدلُ الرِّضَى <|vsep|> فِي كُتبهِ عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى ابنُ عَبدِ البِرِّ فِي تَمهِيدِهِ <|vsep|> وَكِتَابِ الاستِذكَارِ غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا قَالَ عَبدُاللهِ في <|vsep|> تِلكَ الرِّسَالَةِ مُفصِحاً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أنَّهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ <|vsep|> بالذَّاتِ فَوقَ العَرشِ والأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ الكرجِيُّ فِي <|vsep|> شَرحٍ لِتَصنِيفِ امرِىءٍ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> جمَاعَ أهلِ العِلمِ أنَّ الله فَو <|vsep|> قَ العَرشِ لَم يُنكِرهُ ذُو يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى هُنَاك بِمَا شَفَى أهلَ الهُدَى <|vsep|> لَكِنَّهُ مَرَضٌ عَلَى العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا عَلِيُّ الأشعَرِيُّ فنَّهُ <|vsep|> فِي كُتبِهِ قَد جَاءَ بالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن مُوجَزٍ وَبانَةٍ وَمَقَالَةٍ <|vsep|> وَرَسَائِلٍ للثَّغرِ ذَاتِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى بِتَقرِيرِ استَواءِ الرَّبِّ فَو <|vsep|> قَ العرشِ باليضَاحِ والبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى بِتقرِيرِ العُلوِّ بأحسَنِ التَّ <|vsep|> قرِيرِ فانظُر كُتبَهُ بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ مَا قَالَ المجَسِّمُ مِثلَ مَا <|vsep|> قَد قَالَهُ ذَا العَالِمُ الرَّبَّاني </|bsep|> <|bsep|> فارمُوهُ ويحكُمُ بِمَا تَرمُوا بِهِ <|vsep|> هَذَا المُجَسِّمَ يَا أولِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَقُولُوا أنَّ ثَمَّ حَزَازَةً <|vsep|> وَتَنَفُّسَ الصُّعَدَاءِ مِن حَرَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَلُوا الِلهَ شِفَاءَ ذَا الدَّاءِ العُضَا <|vsep|> لِ مُجَانِبِ السلاَمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى حَربٍ وجمَاعٍ حَكَى <|vsep|> لله دَرُّكَ مِن فَتًى كَرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى قَول ابنِ وَهبٍ أوحدِ ال <|vsep|> عُلَمَاءِ مِثلَ الشَّمسِ فِي الميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى الأصلِ الذِي هُوَ شَرحُهُ <|vsep|> فَهُمَا الهُدَى لِمُلَدَّدٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى تَفسِيرِ عَبدٍ مَا الَّذِي <|vsep|> فِيهِ مِنَ الثارِ فِي ذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى تَفسِيرِ ذَاكَ الفاضِلِ الثَّ <|vsep|> بتِ الرِّضى المتَضَلِّعِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ المَامُ ابنُ الِمَامِ وَشَيخُهُ <|vsep|> وَأبُوهُ سُفيَانٌ فَرَازيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى النِّسَائِي فِي تَفسِيرِهِ <|vsep|> هُوَ عِندَنَا سِفرٌ جَلِيلُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ كِتَابَ العَرشِ للعَبسِيِّ وَه <|vsep|> وَ مُحَمَّدُ المولُودُ مِن عُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ لمُسنَدِ عَمِّهِ وَمُصَنَّفٍ <|vsep|> أترَاهُمَا نَجمَينِ بَل شَمسَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ كِتَابَ الاستِقَامَةِ للرِّضَى <|vsep|> ذَاكَ ابنُ أصرَمَ حَافِظٌ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ كِتَابَ الحَافِظِ الثِّقَة الرِّضَى <|vsep|> فِي السُّنَّةِ العُليَا فَتَى الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ ابنُ أحمَدَ أوحَدُ الحُفَّاظِ قَد <|vsep|> شَهِدَت لَهُ الحُفَّاظُ بالِتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ كِتَابَ الأثرمِ العَدلِ الرِّضَى <|vsep|> فِي السُّنَّةِ الأولَى مَامَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا الِمَامُ ابنُ الِمَامِ المرتَضَى <|vsep|> حقَّا أبِي دَاوُدَ ذِي العِرفانِ </|bsep|> <|bsep|> تَصنِيفُهُ نَظماً وَنَثراً وَاضِحٌ <|vsep|> فِي السُّنَّةِ المُثلَى هُمَا نَجمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واقرَأ كِتَابَ السُّنة الأولَى الذي <|vsep|> أبدَاهُ مُضطَلِعٌ مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ النَّبِيلُ ابنُ النَّبِيل كِتَابُهُ <|vsep|> أيضاً نَبِيلٌ وَاضِحُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى قَولِ ابن أسباطَ الرِّضَى <|vsep|> وَانظُر ِلَى قَولِ الرِّضَى سُفيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى قَولِ ابنِ زَيد ذَاكَ حَمَّ <|vsep|> دٌ وحَمَّادُ الِمَامُ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى <|vsep|> عُثمَانُ ذَاكَ الدَّارِمي الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فِي نَقضِهِ وَالرَّدِّ يَالَهُمَا كِتَا <|vsep|> بَا سُنَّةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَدَمَت قَوَاعِدَ فِرقَةٍ جَهمِيَّةٍ <|vsep|> خَرَّت سُقُوفُهُمُ عَلَى الحِيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى مَا فِي صَحِيحِ مُحَمَّدٍ <|vsep|> ذَاكَ البُخَارِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن رَدِّهِ مَا قَالَهُ الجَهمِيُّ بِالن <|vsep|> قلِ الصَّحِيحِ الواضِحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى تِلكَ التَّرَاجِمِ مَا الذِي <|vsep|> فِي ضِمنهَا ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي الشَّ <|vsep|> رحِ الذِي هُوَ عِندَكُم سِفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أعنِي الفقِيهَ الشَّافِعِيَّ اللاَّلكا <|vsep|> ئِيَّ المسدَّدَ نَأصِرَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر لَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى التَّ <|vsep|> يمِيُّ فِي يضَاحِهِ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ الذِي هُوَ صَاحِبُ الترغيب والتَّر <|vsep|> هِيبِ ممدُوحٌ بِكلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظر لَى مَا قَالهُ فِي السُّنَةِ ال <|vsep|> كُبرَى سُلَيمَانٌ هَوَ الطَّبرانِي </|bsep|> <|bsep|> وانظُر لى مَا قَالَهُ شَيخُ الهُدَى <|vsep|> يُدعَى بِطَلمَنكِيهُمُ ذُو شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر لَى قَولِ الطَّحَاوِيِّ الرِّضَى <|vsep|> وَأجرهُ مِن تحرِيف ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ القَاضِي أبُوبَكرٍ هو اب <|vsep|> نُ البَاقِلاَنِي قَائِدُ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد قَالَ فِي تَمهِيدِهِ وَرَسَائِلٍ <|vsep|> وَالشَّرحِ مَا فِيهِ جَلِيُّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي بَعضِهَا حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى <|vsep|> لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى بِتَقرِيرِ العُلُوِّ وأبطَلَ ال <|vsep|> لاَّمَ الَّتِي زِيدَت عَلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أوجُهٍ شَتَّى وَذَا فِي كُتبِه <|vsep|> بَادٍ لِمَن كانَت لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى قَولِ ابنِ كَلاَّبِ وَمَا <|vsep|> يَقضِي بِهِ لمعَطِّلِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أخرِج مِنَ النَّقلِ الصَّحِيحِ وَعَقلِهِ <|vsep|> مَن قَالَ قَولَ الزُّورِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَ الِلَهُ بِدَاخِلٍ فِي خَلقِهِ <|vsep|> أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي التَّ <|vsep|> فسِيرِ والتَّهذِيبِ قَولَ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا قَالَهُ فِي سُورَةِ ال <|vsep|> أعرَافِ مَع طَهَ وَمَع سُبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ البَغَوِيُّ فِي <|vsep|> تَفسِيرِهِ والشَّرحِ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي سُورَةِ الأعرَافِ عِندَ الستِوَى <|vsep|> فِيهَا وَفِي الأولَى مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ ذُو سُنَّةٍ <|vsep|> وَقِراءَةٍ ذَاكَ الِمَامُ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ سُنَّةُ الأصبَهَانِي أبِي الشَّ <|vsep|> يخِ الرِّضَى المستَهلِّ مِن حَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى مَا قَالَهُ ابنُ سُريجٍ ذَاكَ ال <|vsep|> بَحرُ الخِضَمُّ الشَّافِعِيُّ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وانظٌر ِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى <|vsep|> أعنِي أبَا الخَيرِ الرِّضَى النُّعمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِتَابُهُ فِي الفِقهِ وَهوَ بَيَانُهُ <|vsep|> يُبدِي مَكَانَتَهُ مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وانظُر ِلَى السُّنَنِ الَّتِي قد صَنَّ <|vsep|> فَ العُلَمَاءُ بالثَارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> زَادَت عَلَى المائَتَينِ مِنهَا مُفرَداً <|vsep|> أو فَى مِن الخَمسِينَ فِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهَا لأحمَدَ عِدَّةٌ مَوجُودَةٌ <|vsep|> فِينَا رَسَائِلُهُ ِلَى الِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللاَّءِ فِي ضِمنِ التَّصَانِيفِ التِي <|vsep|> شُهِرَت فَلَم تَحتَج ِلى حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَثِيرَةٌ جِدًّا فَمَن يَكُ رَاغِباً <|vsep|> فِيهَا يَجِد فِيها هُدَى الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أصحَابُهُا هُم حَافِظُوا الِسلاَمِ لا <|vsep|> أصحَابُ جَهمٍ حَافِظُو الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهُمُ النُّجُومُ لِكُلِّ عَبدٍ سَائِرٍ <|vsep|> يَبغِي الِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسِوَاهُمُ وَاللهِ قُطَّاعُ الطَّرِي <|vsep|> قِ أئِمَّةٌ تَدعُو ِلَى النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِي الذِينَ حَكَيتُ عَنهُم نِفاً <|vsep|> مِن حَنبَلِيٍّ وَاحِدٍ بِضَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل كُلهُم وَاللهِ شِيعَةُ أحمَدٍ <|vsep|> فَأصُولُهُ وأصُولُهُم سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِذَاكَ فِي كُتبٍ لَهُم قَد صَرَّحُوا <|vsep|> وَأخُو العِمَايَةِ مَا لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتظُنُّهُم لَفظِيَّةً جَهلِيَّةً <|vsep|> مِثلَ الحَمِيرِ تُقَادُ بالأرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَاهُمُ مِن ذَاكَ بَل واللهِ هُم <|vsep|> أهلُ العُقُولِ وَصِحَّةِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى تَقرِيرِهِم لِعُلُوِّهِ <|vsep|> بِالنَّقلِ وَالمعقُولِ والبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَقلاَنِ عَقلٌ بِالنُّصُوصِ مُؤيِّدٌ <|vsep|> وَمُؤيَّدٌ بِالمنطِقِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا استَوَيَا وَلَن يَتَلاَقَيَا <|vsep|> حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الغِربَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَتَقذِفُونَ أولاَءِ بَل أضعَافَهُم <|vsep|> مِن سَادَةِ العُلَمَاءِ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالجَهلِ والتَّشِبيهِ وَالتَّجسِيمِ والتَّ <|vsep|> بدِيعِ وَالتَّضلِيلِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنَا اللهِ فِي سلاَمِكُم <|vsep|> لاَ تُفسِدُوهُ بِنَخوَةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> يا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِمَصرَعِ مَن خَلاَ <|vsep|> مِن قَبلِكُم فِي هَذِهِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يُغنِ عَنهُم كِذبُهُم ومِحَالُهُم <|vsep|> وَقِتَالُهُم بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> كلاَّ وَلاَ التَّدلِيسُ وَالتَّلبِيس عِن <|vsep|> دَ النَّاسِ وَالحُكَّامِ وَالسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ غِطَائِهِم <|vsep|> مَا لَم يَكُن لِلقَومِ في حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ حَقَائِقِ ال <|vsep|> يمَانِ أنَّهُمُ عَلَى البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَهُم واللهِ غَيرُ شِكَايَةٍ <|vsep|> فَأتُوا بِعِلمٍ وانطِقُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا يَشتَكِي ِلاَّ الذِي هُوَ عَاجِزٌ <|vsep|> فَاشكُوا لِنَعذركُم ِلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اسمَعُوا مَا ذَا الذِي يَقضِي لَكُم <|vsep|> وَعَليكُمُ فَالحقُّ فِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَبَّستُمُ مَعنَى النُّصُوصِ وَقَولنَا <|vsep|> فَغَدَا لَكُم للِحَقِّ فِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن حَرَّفَ النَّصَّ الصَّريحَ فكَيفَ لاَ <|vsep|> يأتِي بِتَحرِيفٍ عَلَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ واللهِ العَظِيمِ أسَأتُمُ <|vsep|> بأئِمَّةش الِسلاَمِ ظَنَّ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ذَنبُهُم وَنَبِيُّهُم قَد قَالَ مَا <|vsep|> قَالُوا كَذَلِكَ مُنزِلُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا الذَّنبُ لا للنصوصِ لَدَيكمُ <|vsep|> ذ جَسَّمَت بَل شَبَّهَت صِنفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ذنبُ مَن قَد قَالَ مَا نَطَقَت بِهِ <|vsep|> مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا كَمَا قَالَ الخَبِيثُ لِصَحبِهِ <|vsep|> كَلبُ الروافِضِ أخبَتثِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَمَّا أفاضُوا فِي حديث الرَّفضِ عِن <|vsep|> دَ القَبرِ لا تَخشَونَ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> يا قَومُ أصلُ بلائِكُم ومُصَابِكُم <|vsep|> مِن صَاحِبِ القَبرِ الذِي تَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم قَدَّم ابنُ أبِي قُحَافَةَ بَل غَدَا <|vsep|> يُثنِي عَلَيهِ ثَناءَ ذِي شُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيقُولُ فِي مَرَضِ الوفاءِ يَؤمُّكُم <|vsep|> عَنِّي أبُو بكرٍ بلاَ رَوغَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَظَلُّ يمنَعُ مِن مَامَةِ غَيرِهِ <|vsep|> حَتَّى يُرَى فِي صَورَةٍ الغضبَانِ </|bsep|> <|bsep|> ويقولُ لَو كُنتُ الخليلَ لِوَاحدٍ <|vsep|> فِي النَّاسِ كَانَ هو الخَلِيلَ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> لَكنَّه الأخ والرفيقُ وصَاحِبِي <|vsep|> ولَه عَلَينَا مِنَّةُ الحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيقُولُ للصِّدِّيق يَومَ الغَارِ لا <|vsep|> تَحزَن فَنحنُ ثَلاثَةٌ لاَ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ ثَالِثُنَا وتِلكَ فَضِيلةٌ <|vsep|> مَا حَازَهَا لاَّ فَتَى عُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قومُ مَ ذنبُ النَّواصِبِ بَعدض ذَا <|vsep|> لَم يَدهَكُم لاَّ كَبِيرُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَفَرَّقَت تِلكَ الرَّوَافِضُ كلُّهُم <|vsep|> قَد أطبقَت أسنَانَهُ الشَّفتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ الجَهمِيُّ ذَاكض رَضِيعُهُم <|vsep|> فَهُمَا رَضِيعَا كُفرِهِم بِلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثَوبَانِ قَد نُسِجَا عَلَى المِنوَالِ يَا <|vsep|> عُريَانُ لاَ تَلبَس فَمَا ثَوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله شرٌّ مِنهُمَا فَهُمَا عَلَى <|vsep|> أهلِ الضَّلاَلَةِ والشَّقَا عَلَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَسَابِعُ عَشرِهَا خبَارُه <|vsep|> سُبحَانَهُ فِي حُكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> عَن عَبدِهِ مُوسَى الكَلِيمِ وَحَربِهِ <|vsep|> فِرعَونَ ذِي التكذِيبِ والطُّغيَانش </|bsep|> <|bsep|> تَكذِيبُه مُوسَى الكَلِيمِ بِقَولِهِ <|vsep|> الله رَبِّي فِي السَّمَا نَبَّاني </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُهُم نَّ اعتِقَا <|vsep|> دَ الفوقِ مِن فِرعَونَ ذِي الكُفرانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا اعتقَدتُم هَذَا فاشيَاعٌ لَهُ <|vsep|> أنتُم وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاسمَع ذَا مَن ذَا الذِي أولَى بِفِر <|vsep|> عَونَ المعطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى مَا جَاءَ فِي القَصَصِ التِي <|vsep|> تَحكِي مَقَالَ مَامِهِم بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهُ قَد جَعَل الضَّلاَلَةَ قُدوةً <|vsep|> بِأئِمَّةٍ تَدعُو ِلَى النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فمَامُ كًلِّ مُعَطَّلٍ فِي نَفيهِ <|vsep|> فِرعَونُ مَع نَمرُودَ مَع هَامَانِ </|bsep|> <|bsep|> طَلَبَ الصُّعُودَ لَى السَّمَاءِ مُكَذِّباً <|vsep|> مُوسَى وَرَامَ الصَّرحَ بالبُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ فِي زَعمِهِ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ الرَّبُّ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَابنُوا لِيَ الصَّرحَ الرَّفِيعَ لَعَلَّنِي <|vsep|> أرقَى ليهِ بِحِيلَةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأظنُّ مُوسَى كَاذِباً فِي قَولِهِ <|vsep|> اللهُ فَوقَ العَرشِ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذَاك كذَّبَهُ بأنَّ لهَهُ <|vsep|> نَادَاهُ بالتَّكليمِ دُونَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ أنكَرَ التَّكلِيمَ وَالفَوقِيَّةَ ال <|vsep|> عُليَا كَقولش الجَهمِ ذِي صَفوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمنِ الذِي أولَى بِفِرعَونٍ ذَاً <|vsep|> مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنَا وَاللهِ نَّ لِقَولِنَا <|vsep|> ألفٌ تَدُلُّ عَلَيهِ بَل ألفَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَقلاً وَنَقلاً مَع صَرِيحِ الفِطرَةِ ال <|vsep|> أولَى وَذَوقِ حَلاَوَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ يَدُلُّ بأنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ مُبَاينُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَونَ أنَّا تَارِكُوا ذَا كُلِّهِ <|vsep|> لِجَعَاجِعِ التَّعطِيلِ والهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَوم مَا أنتُم عَلَى شَيءٍ ِلَى <|vsep|> أن تَرجِعُوا للوحي بالذعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وتُحَكِّمُوهُ فِي الجَلِيلِ وَدِقِّهِ <|vsep|> تَحكِيمَ تَسلِيمٍ مَعَ الرضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أقسَمَ اللهُ العَظِيمُ بِنَفسِهِ <|vsep|> قَسَماً يُبِينُ حَقِيقَةَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أن لَيسَ يؤمِنُ مَن يَكُونُ مُحَكِّماً <|vsep|> غَيرَ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ يؤمِنُ غَيرُ مَن قَد حَكَّمَ ال <|vsep|> وَحيَينِ حَسبُ فَذَاكَ ذُو يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا ذَاكَ المُحَكِّمُ مُؤمِناً <|vsep|> ن كَانَ ذَا حَرَجٍ وَضِيقِ بِطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَيسَ بمؤمنٍ حَتَّى يُسَلِّ <|vsep|> مَ للذِي يَقضِي بِهِ الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومِ باللهِ العَظِيمِ نَشَدتُكُم <|vsep|> وَبِحُرمَةِ الِيمَانِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَل حَدَّثَتكُم قَطّ أنفُسُكُم بِذَا <|vsep|> فَسَلُوا نُفُوسَكمُ عَنِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ رَبَّ العَالَمِينَ وجُندَهُ <|vsep|> وَرَسُولَهُ المبعُوثَ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هُم يَشهَدُونَ بأنكُم أعدَاءُ مَن <|vsep|> ذَا شَأنُهُ أبَداً بِكُلِّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ أحمَدُ خصمُكُم <|vsep|> أعنِي ابنَ حَنبَلٍ الرِّضَى الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَلأَيِّ شَيءٍ كَانَ بَعدُ خُصُومُكُم <|vsep|> أهلَ الحَدِيثِ وَعَسكَرِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ولأيِّ شَيءٍ كَانَ أيضاً خَصمُكُم <|vsep|> شَيخ الوجودِ العالمُ الحرَّانِي </|bsep|> <|bsep|> أعنِي أبَا العبَّاسِ نَاصِرَ ال <|vsep|> مُختَارِ قَامِعَ سُنَّةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَم يَكُ ذَنبُهُ شَيئاً سِوَى <|vsep|> تَجرِيدُهُ للوَحيِ عَن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَجَرَّدَ المقصُودُ عَن قَصدٍ لَهُ <|vsep|> فَلِذَاكَ لَم يَنضَف ِلَى نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا مِنهُمُ أحدٌ دَعَا لِمَقَالَةٍ <|vsep|> غَيرش الحَدِيثِ ومُقتَضَى الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالقَومُ لم يدعُوا ِلَى غَيرِ الهُدَى <|vsep|> وَدَعوتُمُ أنتُم لِرأي فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّانَ بَينَ الدَّعوَتَينِ فَحَسبُكُم <|vsep|> يَا قَوم مَا بِكُمُ مِنَ الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لنَا لمَّا دَعَونَاهُم ِلَى <|vsep|> هَذَا مَقَالَةُ ذِي هَوى مَلنِ </|bsep|> <|bsep|> ذَهَبَت مَقَادِيرُ الشُّيُوخِ وَحُرمَةُ ال <|vsep|> عُلَمَاءِ بَل عَبَرتهُمُ العَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَكتُمُ أقوَالَهُم هَدَرَاً وَمَا <|vsep|> أصغَتَ لَيهَا مِنكُمُ أذُنَانَِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن حَفِظنَا نَحنُ حُرمَتَهُم وَلَم <|vsep|> نَعدُ الذِي قَالُوهُ قَدرَ بَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قََومِ واللهِ العَظِيمِ كَذَبتُمُ <|vsep|> وَأتَيتُم بِالزُّورِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسَبتُمُ العُلَمَاءَ للأمرِ الذِي <|vsep|> هُم مِنهُ أهلُ بَرَاءَةٍ وَأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا أوصَوكُمُ أن تَتركُوا <|vsep|> قَولَ الرسُولِ لِقَولِهِم بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فِي كُتبِهِم هَذَا بَلَى <|vsep|> بِالعَكسِ أوصَوكُم بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَد أحَاطَ العِلمُ مِنهُم أنَّهُم <|vsep|> لَيسُوا بمعصُومِينَ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَمَا مِنهُم أحَاطَ بِكُلِّ مَا <|vsep|> قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ أو صَوكُم بأن لاَ تَجعَلُوا <|vsep|> أقوَالَهُم كَالنَّصِّ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن زِنُوهَا بِالنُّصُوصِ فَن تُوَا <|vsep|> فِقهَأ فَتِلكَ صَحِيحَةُ الأوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ أقوَالَهُم <|vsep|> أبداً عَلَى النَّصِّ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ لاَ لِوَصِيَّةِ العُلَمَاءِ نَفَّ <|vsep|> ذتُم وَلاَ لِوَصِيَّةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَكِبتُمُ الجَهلَينِ ثُمَّ تَركتُم النَّ <|vsep|> صَّينِ مَع ظُلمٍ وَمَع عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَلنَا لَكُم فَتَعَلَّمُوا قُلتُم أمَا <|vsep|> نَحنُ الأئمَّةُ فَاضِلُو الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن أينَ وَالعُلَمَاءُ أنتُم فاستَحُوا <|vsep|> أينَ النُّجُومُ مِنَ الثَّرى التَّحتَانِي </|bsep|> <|bsep|> لَم يُشبِهِ العُلَمَاءَ لاَّ أنتُمُ <|vsep|> أشبَهتُمُ العُلَمَاءَ فِي الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ لا َ علمٌ ولاَ دِينٌ وَلاَ <|vsep|> عَقلٌ وَلاَ بِمُرُوءَةِ الِنسانِ </|bsep|> <|bsep|> عَأمَلتُمُ العُلَمَاءَ حِينَ دَعَوكُمُ <|vsep|> لِلحَقِّ بَل بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن أنتُمُ ِلاَّ الذُّبَابُ ِذَا رَأى <|vsep|> طُعماً فَيَا لِمَسَاقِطِ الذِّبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا رَأى فَزَعاً تَطَايَرَ قَلبُهُ <|vsep|> مِثلَ البُغَاثِ يُسَاقُ بِالعِقبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا دَعَونَاكُم ِلَى البُرهَانِ كَا <|vsep|> نَ جَوَابُكُم جَهلاً بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَحنُ المُقَلِّدَةُ الألَى ألفَوا كَذَا <|vsep|> باءَهُم فِي سَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلنَا فَكَيفَ تُكَفِّرُونَ وَمَا لَكٌم <|vsep|> عِلمٌ بِتَكفِيرٍ وَلاَ ِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أجمَعَ العُلَمَاءُ أنَّ مُقَلِّداً <|vsep|> للنَّاسِ كَالأعمَى هُمَا أخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعِلمُ مَعرِفَةُ الهُدَى بِدَلِيلِه <|vsep|> مَا ذَاكَ والتَّقلِيدُ مُستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> حِرنَا بِكُم وَاللهِ لاَ أنتُم معَ ال <|vsep|> عُلَمَاءِ تَنقَادُونَ للبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> كلاَّ وَلاَ مُتَعَلِّمُونَ فَمَن تُرَى <|vsep|> تُدعَونَ نَحسِبُكُم مِنَ الثِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهَا وَالله أنفَعُ مِنكُمُ ال <|vsep|> مَعهُودَ مِن بَغيٍ وَمِن عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَالَت بِهِم خَيراً وَنَالَت خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى <|vsep|> أنتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِنِ الذِي خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى <|vsep|> انتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَامِنُ عَشرِهَا تَنزِيهُهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ عَن مُوجِبِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَنِ العُيُوبِ وَمُوجِبِ التمثِيلِ وَالتَّ <|vsep|> شبِيهِ جَلَّ اللهُ ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> عَن أن يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أن يَكُونَ لَهُ ظَهِيرٌ فِي الوَرَى <|vsep|> سُبحَانَهُ عَن فكِ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أن يُوَلِّي خَلقَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مِن حَاجَةٍ أو ذِلَّةٍ وَهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أن يَكُونَ لَديهِ أصلاً شَافِعٌ <|vsep|> لاَّ بذنِ الوَاحِدِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ عَن وَالِدٍ <|vsep|> وَكَذَاكَ عَن وَلَدٍ هُمَا نَسَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك نَزَّهَ نَفسَهُ عَن زَوجَةٍ <|vsep|> وَكَذَاكَ عَن كُفءٍ يكُون مُدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى التَّنزِيهُ عَمَّا لَم يُقَل <|vsep|> كَي لاَ يَدُورَ بِخَاطِرِ النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر ِلَى التَّنزِيهِ عن طَعمٍ وَلَم <|vsep|> يُنسَب لَيهِ قَطُّ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن مَوتٍ وَعَن <|vsep|> نَومٍ وَعَن سِنَةٍ وَعَن غِشيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن نِسيَانِهِ <|vsep|> وَالرَّبُّ لَم يُنسَب ِلَى نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِك التَّنزِيهُ عَن ظُلمٍ وَفِي ال <|vsep|> أفعَالِ عَن عَبَثٍ وَعَن بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلكَ التَّنزِيهُ عَن تَعَبٍ وَعَن <|vsep|> عَجزٍ يُنَافِي قُدرَةَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقََد حَكَى الرَّحمَنُ قَولاً قَالَه <|vsep|> فِنحَاصُ ذُو البُهتَان وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الِلهَ هُوَ الفَقِيرُ وَنَحنُ أص <|vsep|> حَابُ الغِنَى ذُو الوُجدِ وَالِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ أضحَى رَبَّنَا مُستَقرِضاً <|vsep|> أموَالَنَا سُبحَانَ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى مَقالَةَ قَائِلٍ مِن قَومِهِ <|vsep|> أنَّ العُزَيرَ ابنٌ مِنَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا القَولاَنِ قَطُّ مَقَالَةٌ <|vsep|> مَنصُورَةٌ فِي مَوضِعٍ وَزَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن مَقَالَةُ كَونِهِ فَوقَ الوَرَى <|vsep|> وَالعَرشِ وَهُوَ مُبَايِنُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد طَبَقَت شَرقَ البِلاَدِ وَغَربهَا <|vsep|> وَغَدَت مُقَرَّرَةً لَِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ لَم يُنَزِّه نَفسَهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ فِي مُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> عَن ذِي المَقَالَةِ مَع تَفَاقُمِ أمرِهَا <|vsep|> وَظُهُورِهَا فِي سَائِرِ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل دَائِماً يُبدِي لَنَا ثبَاتَهَا <|vsep|> وَيُعِيدُهُ بِأدِلَّةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ سيَّمَا تِلكَ المقَالَةِ عِندَكُم <|vsep|> مَقرُونَةٌ بِعِبَادَةِ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أنَّهَا كَمَقَالَةٍ لِمُثَلِّثٍ <|vsep|> عَبدِ الصَّلِيبِ المشرِكِ النَّصرَانِي </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ جسماً كُلُّ مَوصُوفٍ بِهَا <|vsep|> لَيسَ اللَهُ مُنَزِّلَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعَابِدُونَ لِمَن عَلَى العَرشِ استَوى <|vsep|> بالذَّاتِ لَيسُوا عَأبِدِي الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم عُبَّادُ أوثَانٍ لَدَى <|vsep|> هَذَا المعطَّلِ جَاحِِدِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَد جَعَلَ المُعَطِّلُ كُفرَهُم <|vsep|> هُوَ مُقتَضَى المَعقُولِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا رَأينَاهُ بِكتبِكُمُ وَلَم <|vsep|> نَكذِب عَلَيكُم فِعلَ ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأيِّ شَيءٍ علم يُحذِّر خَلقَهُ <|vsep|> عَنهَا وَهَذَا شَأنُهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَيسَ فَسَادُهَا بِمُبَيِّنٍ <|vsep|> حَتَّى يُحَالَ لَنَا عَلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَد شَهِدَت أفَاضِلُكمُ لَهَا <|vsep|> بِظُهُورِهَا لِلوَهمِ في الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَخَفَاءُ مَا قَالُوهُ مِن نَفيٍ عَلَى ال <|vsep|> أذهَانِ بَل تَحتَاجُ لِلبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَتَاسِعُ عَشرِهَا لزَامُ ذِي التَّ <|vsep|> عطِيلِ أفسَدَ لاَزمٍ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَفَسَادُ لاَزِمِ قَولِهِ هُوَ مُقتضٍ <|vsep|> لِفَسَادِ ذَاك القَولِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَلِ المعطِّلَ عَن ثَلاَثِ مَسَائِلٍ <|vsep|> تَقضِي عَلَى التعطِيلِ بِالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا تقُولُ أكَانَ يَعرِفُ رَبَّهُ <|vsep|> هَذَا الرَّسُولُ حَقِيقَةَ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم لاَ وَهَل كَانَت نَصِيحَتُهُ لَنَا <|vsep|> كُلَّ النَّصِيحَةِ لَيسَ بالخَوَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أم لاَ وَهَل حَازَ البلاغَةَ كُلَّهَا <|vsep|> فَاللَّفظُ وَالمعنَى لَهُ طَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا انتَهَت هَذِي الثلاثَةُ فِيهِ كَا <|vsep|> مِلَةً مُبَرَّأةً مِنَ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأِيِّ شَيءٍ عَاشَ فِينَا كَاتِماً <|vsep|> لِلنَفي وَالتعطِيلِ فِي الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل مُفصِحاً بِالضِّدِّ مِنهُ حَقِيقَةَ ال <|vsep|> فصَاحِ مُوضَّحَةً بكلِّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأيِّ شَيءٍ لَم يُصَرِّح بِالذِي <|vsep|> صَرَّحتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ألِعَجزِهِ عَن ذَاكَ أم تَصِيرِهِ <|vsep|> فِي النُّصحِ أم لِخَفَاءِ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَاهُ بَل ذَا وَصفُكُم يَا أمَّةَ التَّ <|vsep|> عطِيلِ لاَ المبعُوثِ بالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ يَذكُر ضِدَّ ذَا <|vsep|> فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وكُلِّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَرَاهُ أصبَحَ عَاجِزاً عَن قَولِهِ اس <|vsep|> تَولَى وَيَنزِلُ أمرُهُ وَفُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن بِلَف <|vsep|> ظِ الأينِ هَل هَذَا مِنَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا قَالَ الأئِمَّةُ كُلَّ مَا <|vsep|> قَد قَالَهُ مِن غَير مَا كِتمَان </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَت بَصَائِرُهُم كَخُفَّاشٍ أتَى <|vsep|> ضَوءُ النهَأرِ فَكَفَّ عَن طَيَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ِذَا مَا اللَّيلُ جَاءَ ظَلاَمُهُ <|vsep|> أبصَرتَهُ يَسعَى بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا عُقُولُكُمُ لَو استَشعَرتُمُ <|vsep|> يَا قَومُ كالحَشَرَاتِ والفِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنِسَت بيحَاشِ الظَّلاَمِ وَمَا لَهَا <|vsep|> بِمَطَالِعِ الأنوَارِ قَطُّ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ حَقًّا مَا يَقُولُ معَطِّلٌ <|vsep|> لِعُلُوِّهِ وَصِفَاتِهِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> لَزِمَتكُمُ شُنَعٌ ثَلاَثٌ فَارتَؤُوا <|vsep|> أو خَلَّةٌ مِنهُنَّ أو ثِنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَقدِيمُهُم فِي العِلمِ أو فِي نُصحِهِم <|vsep|> أو فِي البَيَانِ أذَاكَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ مَا قَد قلتُمُ حقًّا فَقَد <|vsep|> ضَلَّ الوَرَى بالوَحي والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ فِيهِمَا ضِدُّ الذِيي قُلتُمُ وَمَا <|vsep|> ضِدَّانِ فِي المعقُولِ يَجتَمِعَان </|bsep|> <|bsep|> بَل كَانَ أولَى أن يُعَطَّلَ مِنهُمَا <|vsep|> ويُحَالَ فِي عِلمٍ وفِي عرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَّا عَلَى جَهمٍ وَجَعدٍ أو عَلى النَّ <|vsep|> ظَّامِ أو ذِي المذهَبِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أتبَاعٌ لَهُم فَقعُ الفَلاَ <|vsep|> صُمٌّ وَبكمٌ تَابعو العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أفراخُ القَرامِطَةِ الألَى <|vsep|> قَد جَاهَرُوا بِعَداوَةِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> كَالحَاكمِيَّةِ والألَى وَالوهُمُ <|vsep|> كَأبِي سَعِيدٍ ثُمَّ لِ سِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا ابنُ سِينَا والنَّصيرُ نصيرُ أه <|vsep|> لِ الشِّركِ وَالتكذِيبِ والكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أفراخُ المجُوسِ وشِبهُهُم <|vsep|> وَالصَّابِئينِ وَكُلِّ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> خوَانُ بلِيسَ اللعِينِ وجُندُهُ <|vsep|> لاَ مَرحَباً بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَمَن حَوَالَتُهُ عَلَى التنزِيل وال <|vsep|> وَحي المبينِ ومُحكمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> كَمُحَيَّرٍ أضحَت حَوَالَتُهُ عَلَى <|vsep|> أمثَالِهِ أم كَيفَ يَستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم كَيفَ يشعُرُ تَائِهٌ بمُصَابِهِ <|vsep|> وَالقَلبُ قَد جُعِلَت لَهُ قُفلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قُفلٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ <|vsep|> قُفلُ التَعصُّبِ كَيفَ يَنفَتِحضانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَفََاتحُ الأقفَالِ فِي يَدِ مَن لَه الت <|vsep|> صرِيفُ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّأنِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ خَمسَةٌ مَعلُومَةٌ بِالعَدِّ وَال <|vsep|> حُسبَانِ فاطلُبهَا مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى فِي سُورَةِ المُلكِ التِي <|vsep|> تُنجِي لِقَارِئِهَا مِنَ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسألهُ فَتحَ القُفلِ مجتهداً عَلى ال <|vsep|> أسنَانِ نَّ الفَتحَ بالأسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَخَاتِمُ هذه العِشرينَ وَجهاً <|vsep|> وَهوَ أقرَبُهَا لَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَردُ النُّصُوصِ فنَّهَا قَد نَوَّعَت <|vsep|> طُرقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّظمُ يَمنَعُنِي مِنَ استِيفَائِهَا <|vsep|> وَسَياقَةُ الألفَاظِ بالميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأشِيرُ بَعضَ شَارَةٍ لِمَوَاضِعٍ <|vsep|> مِنهَا وَأينَ البَحرُ مِن خِلجَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاذكُر نُصُوصَ الِستِوَاءِ فنَّهَا <|vsep|> فِي سَبعِ ياتٍ مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> واذكر نُصُوصَ الفوقِ أيضاً فِي ثَلاَ <|vsep|> ثٍ قَد غَدَت مَعلُومَةَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمسَةٍ <|vsep|> مَعلُومةٍ بَرِئَت مِنَ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر نُصُوصاً فِي الكِتَابِ تَضَمَّنت <|vsep|> تَنزِيلَهُ مِن رَبِّنَا الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> فَتضَمَّنَت أصلَين قَامَ علَيهِمَا ال <|vsep|> سلاَمُ والِيمَان كالبُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَونَ الكِتَابِ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعِدَادُهَا سَبعُونَ حِينَ تُعَدُّ أو <|vsep|> زادَت عَلَى السَّبعِينَ فِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر نُصُوصاً ضُمِّنَت رَفعاً وَمِع <|vsep|> رَاجاً وَصعَاداً لَى الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَّانِ أنَّ الله فَوقَ سَمَائِهِ <|vsep|> عِندَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى التَّخصِيصُ بالعِندِ الذِي <|vsep|> قُلنَا بِسَبعٍ بَل أتَى بِثَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهَا صَرٍيحٌ مَوضِعَانِ بِسُورَةِ ال <|vsep|> أعرَافِ ثُمَّ الانبِياءِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُر مَا الذِي <|vsep|> لِسَواهُ ليسَت تَقتَضِي النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِسُورَةِ التحرِيمِ أيضاً ثَالِثٌ <|vsep|> بَادِي الظُّهورِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولَدَيهِ فِي مُزَّمِّلٍ قَد بَيَّنَت <|vsep|> نَفسَ المُرَادِ وَقُيِّدَت بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَنقُضِ البَاقِي فَمَا لمعَطِّلٍ <|vsep|> مِن رَاحَةٍ فِيهَا وَلاَ تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِسُورَةِ الشُّورَى وَفِي مُزَّمِّلٍ <|vsep|> سِرٌّ عَظيمٌ شَأنُهُ ذُو شَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي ذِكرِ تَفطِيرِ السَّمَاءِ فَمَن يُرِد <|vsep|> عِلماً بِهِ فَهُوَ القَرِيبُ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> لَم يَسمَعِ المتَأخِّرُونَ بِنَقلِهِ <|vsep|> جُبناً وَضُعفاً عَنهُ فِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَالَهُ المُتقدِّمُونَ فَوارِصُ ال <|vsep|> سلامِ هُم أمَراءُ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمحَمَّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ فِي <|vsep|> تَفسِيرِهِ حُكِيَت بِهِ القَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَحَادِيهَا وَعِشرِينَ الذِي <|vsep|> قَد جَاء فِي الأخبَارِ وَالقُرن </|bsep|> <|bsep|> تيانُ ربِّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَمَجِيئُهُ لِلفَصلِ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر لَى التقسِيمِ وَالتَّنوِيع فِي ال <|vsep|> قُرنِ تُلفِيهِ صَرِيحَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ المَجيءَ لِذَاتِهِ لاَ أمرِهِ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ مَلِكٍ عَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ ذانِك الأمرَانِ قَد ذُكِرا وَبَي <|vsep|> نَهُمَا مَجِيءُ الرَّبِّ ذِي الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله مَا احتملَ المجِيءُ سِوَى مَجِي <|vsep|> ءِ الذَّاتِ بَعدَ تَبَيُّنِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أينَ يأتِي يا أولِي المعقُولِ ن <|vsep|> كُنتُم ذَوِي عَقلٍ مَعَ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن فوقِنَا أو تَحتِنَا وأمَامِنَا <|vsep|> أو عَن شَمائِلنَا وَعَن أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ لاَ يَأتِيهُمُ مِن تَحتِهِم <|vsep|> أبَداً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ مِن خَلفِهِم وَأمَامِهِم <|vsep|> وَعَنِ الشَّمَائِلِ أو عَنِ الأيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ لاَ يَأتِيهُم لاَّ مِنَ ال <|vsep|> عُلو الذِي فَوقَ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيحِ تَضَمَّنَت <|vsep|> كَلِمَاتُهُ تَكذِيبَ ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَمَّا قَضَى الله الخَلِيقَةَ ربُّنَا <|vsep|> كَتَبت يَدَاهُ كِتَابَ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِتَابُهُ هَوَ عِندَهُ وَضعٌ عَلى ال <|vsep|> عَرشِ المجِيدِ الثَّابِتِ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> نِّي أنَا الرَّحمنُ تَسبِقُ رَحمَتِي <|vsep|> غَضَبِي وَذَاكَ لرأفتِي وَحَنَاني </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أشَارَ نَبِيُّنَا فِي خُطبَةٍ <|vsep|> نَحوَ السَّمَاءِ بِأصبُعِ وَبَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> مُستَشهِداً رَبَّ السَّمَواتِ العُلَى <|vsep|> لِيَرَى وَيَسمَعَ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَاهُ أمسَى للسَّمَا مُستَشهِداً <|vsep|> أم للذِي هُو ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى فِي رُقيَةِ المَرضَى عَنِ ال <|vsep|> هَادِي المُبِينِ أتمُّ مَا تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصٌّ بِأنَّ اللهَ فَوقَ سَمَائِهِ <|vsep|> فَاسمَعهُ ن سَمَحَت لَكَ الأُذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى خَبَرٌ رَوَاهُ عَمُّه ال <|vsep|> عَبَّاسُ صِنوُ أبيهِ ذُو الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أن السَّمَواتِ العُلَى مِن فَوقِهَا ال <|vsep|> كرسِي عَلَيهِ العَرشُ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> والله فَوقَ العَرشِ يُبصِرُ خَلقَهُ <|vsep|> فَانظُرهُ ن سَمَحَت لَكَ العَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثَ حُصَينٍ بنِ المنذر الثِّ <|vsep|> قَةِ الرِّضَى أعنِي أبَا عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ رَبِّي فِي السَّمَاءِ لِرَغبَتِي <|vsep|> وَلِرَهبَتِي أدعُوه كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأقَرَّهُ الهَادِي البشيرُ وَلَم يَقُل <|vsep|> أنتَ المُجَسِّمُ قَائِلٌ بِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَيَّزتَ بَل جَهَّيتَ بَل شَبَّهتَ بَل <|vsep|> جَسَّمتَ لَستَ بعَارِفِ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذي مَقَالَتُهُم لِمَن قَد قَالَ مَا <|vsep|> قَد قَالَهُ حَقًّا أبُو عمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ ياخُذُ حَقَّهُ مِنهُم وَمِن <|vsep|> أتبَاعِهِم فَالحَقُّ للرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكر شَهَادَتَهُ لِمَن قَد قَال رَب <|vsep|> ي فِي السَّمَا بحَقِيقَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَشَهَادَةَ العَدلِ المعَطِّلِ للذِي <|vsep|> قَد قَالَ ذَا بِحَقِيقَةِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحكُم بأيِّهِمَا تَشَاءُ وَنَّنِي <|vsep|> لأراكَ تَقبَلُ شَاهِدَ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ن كُنتَ مِن أتبَاعِ جَهمٍ صَاحِب التَّ <|vsep|> عطِيلِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثاً لابن سحَاقَ الرضَى <|vsep|> ذَاكَ الصَّدُوقُ الحَافِظُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فِي قِصِّةَ استِسقَائِهِم يَستَشفِعُو <|vsep|> نَ ِلَى الرَّسُولش بربِّهِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فاستعظَمَ المُختَارُ ذَاكَ وقَالَ شَأ <|vsep|> نُ الله رَبِّ العَرشِ أعظَمُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ فَوقَ العَرشِ فَوقَ سَمَائِهِ <|vsep|> سُبحَانَ ذِي المَلَكُوتِ والسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِعَرشِهِ مِنه أطِيطٌ مِنلَ مَا <|vsep|> قَد أطَّ رَحلُ الراكِبِ العَجلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> للَّهِ مَا لَقِي ابن اسحَاق مِنَ ال <|vsep|> جَهمِييِّ ذ يَرميهِ بالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيظَلُ يَمدَحُهُ ذَا كَانَ الذِي <|vsep|> يَروِي يُوَافِقُ مَذهَبَ الطَّعَّانِ </|bsep|> <|bsep|> كم قَد رَأينَا مِنهمُ أمثَالَ ذَا <|vsep|> فَالحُكم للَّهِ العَلِيِّ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُو التطفِيفُ لا التَّطفِيفُ فِي <|vsep|> ذَرعٍ وَلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكر حَدِيثَ نُزُولِهِ نِصفَ الدُّجَى <|vsep|> فِي ثُلثِ لَيلٍ خرٍ أو ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنُزُولُ رَبٍّ لَيسَ فَوقَ سَمَائِهِ <|vsep|> فِي العَقلِ مُمتَنِعٌ وَفِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثَ الصَّادِقِ ابنِ رَوَاحَةٍ <|vsep|> فِي شأنِ جَاريةٍ لَدَى الغِشيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهِ الشَّهَادَةُ أنَّ عرشَ الله فَو <|vsep|> قَ الماءِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه <|vsep|> سُبحَانَهُ عَن نَفي ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَكَرَ ابنُ عَبدِ البَرِّ فِي استِيعَابِه <|vsep|> هَذَا وَصَحَّحَهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَديثُ مِعراَجِ الرَّسُولِ فَثَابِتٌ <|vsep|> وَهُوَ الصَّرِيحُ بِغَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولَى لهِ العَرشِ كَانَ عُروجُهُ <|vsep|> لَم يَختَلِف مِن صَحبِهِ رَجَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر بقصَّةِ خَندِقٍ حُكمًا جَرَى <|vsep|> لِقُرَيظَةٍ مِن سَعدٍ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> شَهِدَ الرَّسُولُ بأنَّ حُكمَ لهَنا <|vsep|> مِن فَوقِ سَبعٍ وِفقُهُ بِوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر حَدِيثاً للبَرَاءِ رَوَاهُ أص <|vsep|> حَابُ المَسانِدِ مِنهُمُ الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> وأبُو عَوَانَةَ ثُمَّ حَاكِمُنَا الرِّضَى <|vsep|> وَأبُو نُعَيمِ الحَافِظُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> قَد صَحَّحُوهُ وَفِيهِ نصٌّ ظَاهِرٌ <|vsep|> مَا لَم يُحرِّفهُ أولُو العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي شأنِ رُوحِ العَبدِ عِندَ وَدَاعِهَا <|vsep|> وَفِرَاقِهَا لِمَسَاكِنِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَظَلُّ تَصعَدُ فِي سَمَاءِ فَوقَهَا <|vsep|> أخرَى لَى خَلاَّقِهَا الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى تَصِيرَ ِلَى سَمَاءٍ رَبُّهَا <|vsep|> فِيهَا وَهَذَا نَصُّهُ بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيح وفيه تَح <|vsep|> ذِيرٌ لِذَاتِ البَعلِ من هِجرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن سُخطِ رَبٍّ فِي السَّمَاءِ عَلَى التِي <|vsep|> هَجَرَت بِلاَ ذَنبٍ وَلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثاً قَد رَواهُ جَابِرٌ <|vsep|> فِيهِ الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> في شأن أهلِ الجَنَّةِ العُليَا وَمَا <|vsep|> يَلقَونَ مِن فَضلِ وَمِن حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَينَاهُمُ فِي عَيشِهِم وَنَعِيمِهِم <|vsep|> وَذَا بِنُورٍ سَاطِعِ الغِشيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنهُم رَفَعُوا ليهِ رُؤوسَهُم <|vsep|> فَذَا هُوَ الرَّحمنُ ذُو الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فيُسلِّمُ الجَبَّارُ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> حَقًّا عَلَيهِم وَهوَ ذُو الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر حَدِيثاً قَد رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ <|vsep|> طَريقُهُ فيهِ أبُو اليَقظَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي فَضلِ يَومِ الجُمعَةِ اليَومِ الذِي <|vsep|> بِالفَضلِ قَد شَهِدَت لَهُ النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَومُ استِوَاءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُه <|vsep|> حقًّا عَلَى العَرشِ العَظيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاذكُر مَقَالَتَهُ ألَستُ أمِينَ مَن <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ الوَاحِدِ المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> واذكُر حَدِيثَ أبِي رَزِينٍ ثُمَّ سُق <|vsep|> هُ بِطُولِهِ كَم فِيهِ مِن عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا لمعطِّلٍ بِسَمَاعِهِ <|vsep|> أبَداً قُوًى ِلاَّ عَلَى النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأصُولُ دِينِ نبينَا فِيه أتَت <|vsep|> فِي غَايَةِ الِيضاحِ والتبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وبطُولِهِ قَد سَاقَهُ ابنُ مَامِنَا <|vsep|> فِي سُنَّةٍ والحَافِظُ الطَّبَرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا أبُوبَكرٍ بِتَارِيخٍ لَهُ <|vsep|> وَأبُوه ذَاكَ زَهَيرٌ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> واذكُر كَلامَ مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِ <|vsep|> أقِمِ الصَّلاَةِ وَتِلكَ فِي سُبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي ذِكرِ تَفسِيرِ المَقَامِ لأحمَدٍ <|vsep|> مَا قِيلَ ذَا بِالرَّأي وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ تَجسِيماً فَنَّ مُجَاهِداً <|vsep|> هُوَ شَيخُهُم بَل شَيخُهُ الفَوقَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَى ذِكرُ الجُلُوسِ بِهِ وَفِي <|vsep|> أثَرٍ رَوَاهُ جَعفَرُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> أعنِي ابنَ عَمِّ نَبِيِّنَا وَبِغَيرِهِ <|vsep|> أيضاً أتَى وَالحَقُّ ذُو بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالدارَ قُطنِييُّ الِمَامُ يَثَبِّتُ ال <|vsep|> ثَارَ فِي ذَا البَابِ غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ قَصِيدٌ ضُمِّنَت هَذَا وَفِي <|vsep|> هَا لَستُ لِلمَروِيِّ ذَا نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَرَت لِذَلِكَ فِتنَةٌ فِي وَقتِهِ <|vsep|> مِن فِرقَةِ التعطِيلِ والعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ <|vsep|> وَرسُولِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن بِمِحنَةِ حِزبِهِ مِن حَربِهِ <|vsep|> ذَا حِكمَةٌ مُذ كَانَتِ الفِئَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَد اقتَصَرتُ عَلَى يَسيرٍ مِن كثِي <|vsep|> رٍ فَائِتٍ لِلعَدِّ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كُلُّ هَذَا قَابِلُ التأويلِ بالت <|vsep|> حرِيفِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأصلُ بَلِيَّةِ السلامِ مِن <|vsep|> تَأوِيلِ ذِ التَّحرِيفِ وَالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي قَد فَرَّقَ السَّبعِينَ بَل <|vsep|> زَادَت ثَلاَثاً قَولَ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُو الَّذِي قَتَل الخَليفَةَ جَامَعَ ال <|vsep|> قُرنِ ذَا النُّورَينِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الخَلِيفَةَ بَعدَهُ <|vsep|> أعنِي عَلِيًّا قَاتِلَ الأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي قَتَلَ الحُسَينَ وَأهلَهُ <|vsep|> فَغَدَوا عَلَيهِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي فِي يَومِ حَرَّتِهم أبَا <|vsep|> حَ حِمَى المَدِينَةِ مَعقِلَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى جَرَت تِلكَ الدِّمَاءُ كَأنَّهَا <|vsep|> فِي يَومِ عِيدٍ سُنَّةُ القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَا لَهُ الحَجَّاجُ يَسفِكُهَا وَيَق <|vsep|> تُلُ صَاحِبَ الِيمَانِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَرى بمَكَّةَ مَا جَرَى مِن أجلِهِ <|vsep|> مِن عَسكَرِ الحَجَّاجِ ذِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي أنشَا الخَوَارِجَ مِثلَمَا <|vsep|> أنشَا الرَّوَافِضَ أخبَثَ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِهِ شَتَمُوا خِيَارَ الخَلقِ بَع <|vsep|> دَ الرُّسلِ بالعُدوَانِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولأجلِهِ سَلَّ البُغَاةُ سُيُوفَهُم <|vsep|> ظَنًّا بِأنَّهُم ذَوُو حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد قَالَ أهلُ الِعتِزَا <|vsep|> لِ مَقَالَةً هَدَّت قُوَى اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَالُوا بأنَّ كَلاَمَهُ <|vsep|> سُبحَانَهُ خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ قَد كَذَّبَت بِقَضَائِهِ <|vsep|> شِبهُ المَجُوسِ العَابِدِي النِّيرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد خَلَّدُوا أهلَ الكَبَا <|vsep|> ئِرِ فِي الجَحِيمِ كَعَابِدِي الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد أنكَرُوا لِشَفَاعَةِ ال <|vsep|> مُختَارِ فِيهِم غَايَة النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ ضُرِبَ المَامُ بِسَوطِهِم <|vsep|> صِدِّيقُ أهلِ السُّنَّةِ الشَّيبَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد قَال جَهمٌ لَيسَ رَبُّ <|vsep|> العَرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى <|vsep|> والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فَوقَهَا رَبٌّ يُطَاعُ جِبَاهُنَا <|vsep|> تَهوِي لَهُ بِسُجُودِ ذِي خُضعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ جُحِدَت صِفَاتُ كَمَالِهِ <|vsep|> وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ أفنَى الجَحِيمَ وَجَنَّةَ ال <|vsep|> مأوَى مَقَالَةَ كَاذِبٍ فَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَالُوا اللهُ مُعَطَّلٌ <|vsep|> أزَلاً بِغَيرِ نِهَايَةٍ وَزَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد قَالَ لَيسَ لِفِعلِهِ <|vsep|> مِن غَايةٍ هِيَ حِكمَةُ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قَد كَذَّبُوا بِنُزُولِهِ <|vsep|> نَحوَ السَّماءِ بِنِصفِ لَيلٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ زَعَمُوا الكِتَابَ عِبَارَةً <|vsep|> وحِكَايةً عَن ذَلِكَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَنَا شَيءٌ سِوَى المخلُوقِ وَال <|vsep|> قُرنِ لَم يُسمَع مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا كَلاَمَ الله قَطُّ حَقِيقَةً <|vsep|> لَكِن مَجَازٌ وَيحَ ذَا البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِهِ قُتِلَ ابنُ نَصرٍ أحمَدٌ <|vsep|> ذَاكَ الخُزَاعِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ ذَا القُرنُ نَفسُ كَلاَمِهِ <|vsep|> مَا ذَاكَ مَخلُوقٌ مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي جَرَّ ابنَ سِينَا والألَى <|vsep|> قَالُوا مَقَالَتهُ على الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فتَأوَّلُوا خَلقَ السَّمَوَاتِ العُلَى <|vsep|> وحُدُوثُها بِحَقِيقَةِ الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَأوَّلُوا عِلمَ الِلَهِ وَقَولَهُ <|vsep|> وَصِفَاتِهِ بِالسَّلبِ والبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وتَأوَّلُوا البَعثَ الَّذِي جَاءَت بِهِ <|vsep|> رُسُلُ الِلَهِ بِهَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِفرَاقِها لِعَنَاصِرٍ قَد رُكِّبَت <|vsep|> حَتَّى تَعُود بَسِيطَةَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي جَرَّ القَرَامِطَةَ الألَى <|vsep|> يَتَأوَّلُونَ شَرَائِعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَأوَّلُوا العَملِيَّ مِثلَ تأوُّلِ ال <|vsep|> عِلمِ عِندكُمُ بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُو الذِي جَرَّ النَّصِيرَ وَحِزبَهُ <|vsep|> حَتَّى أتَوا بِعَسَاكِرِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَرَى عَلَى الِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ <|vsep|> وَخُمَارُهَا فِينَا لى ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَمِيعُ مَا فِي الكَونِ مِن بدَعَ وَأح <|vsep|> دَاثٍ تُخَالِفُ مُوجِبَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فأسَاسُهَا التأوِيلُ ذُو البُطلاَنِ لاَ <|vsep|> تأوِيلُ أهلِ العِلمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ تَفسِيرُ المُرَانِ وَكَشفُهُ <|vsep|> وَبَيَانُ مَعنَاهُ لى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد كَانَ أَعلَمُ خَلقِهِ بِكَلاَمِهِ <|vsep|> صَلَّى عَلَيهِ اللهُ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَتَأولُ القُرنِ عِندَ رُكُوعِهِ <|vsep|> وَسُجُودِهِ تأوِيلَ ذِي بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذا الذِي قَالَتهُ أمُّ المُؤمني <|vsep|> نَ حِكَايَةً عَنهُ لَهَا بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى التأوِيلِ مَا تَعنِي بِهِ <|vsep|> خَيرُ النِّسَاء وَأفقَهُ النَّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَظُّنُّهَا تَعنِي بِهِ صَرفاً عَنِ ال <|vsep|> مَعنَى القَوِيِّ ذِي الرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر ِلَى التَّأوِيلِ حِينَ يقولُ عَلِّمهُ <|vsep|> لِعَبدِ اللهِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا أرَادَ بِهِ سِوَى تَفسِيرهِ <|vsep|> وَظُهور معنَاه لهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَولُ ابنِ عَبَّاسٍ هُوَ التَّأوِيلُ لاَ <|vsep|> تأوِيلُ جَهمِيٍّ أخِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَقِيقَةُ التَّأوِيلِ مَعنَاهُ الرُّجُو <|vsep|> عُ ِلَى الحَقِيقَةِ لاَ ِلَى البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تأوِيلُ المَنَامِ حَقِيقَةُ ال <|vsep|> مَرئِي لاَ التَّحرِيفُ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَأويلُ الذِي قَد أخبَرَت <|vsep|> رُسلُ الِلَهِ بِهِ مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفسُ الحَقِيقَةِ ذ تُشَاهِدُهَا لَدَى <|vsep|> يَومِ المَعَادِ بِرُؤيَةٍ وَعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ خُلفَ بَينَ أئِمَّةِ التَّفسِير فِي <|vsep|> هَذَا وَذلِكَ وَاضِحُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا كَلاَمُ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ <|vsep|> وَأئِمةِ التَّفسِيرِ للقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> تَأوِيلُهُ هُوَ عِندَهُم تَفسِيرُه <|vsep|> بِالظَّاهِرِ المَفهُومِ للأذهانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَ مِنهُم قَطُّ شَخصٌ وَاحِدٌ <|vsep|> تَأوِيلُهُ صَرفٌ عَنِ الرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ نَفيُ الحَقِيقَة لاَ وَلاَ <|vsep|> عَزلُ النُّصُوصِ عَنِ اليقينِ فَذَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَأوِيلُ أهلِ البَاطِلِ المردُود عِن <|vsep|> دَ أئِمةِ العِرفَانِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي لا شَكَّ فِي بُطلاَنِهِ <|vsep|> وَالله يَقضِي فِيهِ بالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَعَلتُمُ بِلَّفظِ مَعنًى غَيرَ مَع <|vsep|> نَاهُ لَدَيهِم بِاصطِلاَحٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَمَلتُمُ لَفظَ الكِتَابِ عَلَيهِ حَتَّ <|vsep|> ى جَاءَكُم مِن ذَاكَ مَحذُورَانش </|bsep|> <|bsep|> كَذِبٌ عَلَى الألفَاظِ مَع كَذِبِ علَى <|vsep|> مَن قَالَهَا كَذِبَانٍ مَقبُوحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَلاَهُمَا أمرَانِ أقبَحُ مِنهَمَا <|vsep|> جَحدُ الهُدَى وَشَهَادةُ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ يَشهَدُونَ الزُّورَ أنَّ مُرَادَهُ <|vsep|> غَيرُ الحَقِيقَةِ وَهيَ ذُو بُطلاَنش </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَيكُمُ فِي ذَا وَظَائِفُ أربَعٌ <|vsep|> وَالله لَيسَ لَكُم بِهِنَّ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهَا دَلِيلٌ صَارِفٌ لِلَّفظِ عَن <|vsep|> مَوضُوعِهِ الأصلِيِّ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ مُدَّعِي نَفسِ الحَقِيقَةِ مُدَّعٍ <|vsep|> للأصلِ لَم يَحتَج ِلَى بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا استقَامَ لَكُم دَلِيلُ الصَّرفِ يَا <|vsep|> هَيهَاتَ طُولِبتُم بِأمرٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ احتِمَالُ اللَّفظِ لِلمَعنَى الذِي <|vsep|> قُلتُم هُوَ المقصُودُ بِالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغِذَا أتيتُم ذَاكَ طُولِبتُم بِأم <|vsep|> رٍ ثَالِثٍ مِن بَعدِ هَذَا الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> ذ قُلتُمُ نَّ المُرَادَ كَذَا فمَا <|vsep|> ذَا دَلَّكُم أتَخَرُّصُ الكُهَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَب أنهُ لَم يَقصُدِ الموضُوعَ لَ <|vsep|> كِن قد يكُونُ القَصدُ مَعنًى ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> غَيرَ الذِي عَيَّنتُمُوهُ وَقَد يَكُو <|vsep|> نُ اللَّفظُ مَقصُونداً بدُونِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَتَعَبُّدٍ وَتِلاَوَةٍ وَيَكُونُ ذَا <|vsep|> كَ القَصدُ أنفَعَ وَهوَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن قَصدِ تَحرِيفٍ لَهَا يُسمَى بِتأ <|vsep|> وِيلٍ مَعَ الأتعَابِ للأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا القَصدَانِ فِي حَدِّ سَوَا <|vsep|> فِي حِكمَةِ المُتَكَلِّمِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل حِكمَةُ الرَّحمنِ تُبطِلُ قَصدَهُ التَّ <|vsep|> حرِيفَ حَاشَا حِكمَةُ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تُبطِلُ قصدَهُ نزَالَهَا <|vsep|> مِن غَير مَعنًى وَاضِحِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُمَا طَريقَا فِرقَتَين كِلاَهُمَا <|vsep|> عَن مَقصَدِ القرن مُنحَرِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ابنُ سِينا بَعدَ ذَا بِطَرِيقَةٍ <|vsep|> أخرَى وَلَم يأنَف مِنَ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ المرادُ حَقَائِقُ الألفَاظِ تَخيي <|vsep|> لاً وَتَقرِيباً ِلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَجِزَت عَن الِدراكِ للمَعقُولِ لاَّ <|vsep|> فِي مِثَالِ الحِسِّ كَالصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَي يُبرِزَ المعقُولَ فِي صُورٍ مِنَ ال <|vsep|> مَحسُوسِ مَقبُولاً لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَسَلُّطُ التَّأوِيلِ بطَالٌ لِهَذَا ال <|vsep|> قَصدِ وَهُوَ جِنَايَةٌ مِن جَانِ </|bsep|> <|bsep|> هذَا الذِي قَد قَالَهُ مَع نَفيهِ <|vsep|> لِحَقَائِقِ الألفَاظِ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَطَرِيقَةُ التَّأوِيلِ أيضاً قَد غَدَت <|vsep|> مُشتَقَّةً مِن هَذِهش الخِلجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا اتَّفَقَا عَلَى أن الحَفِي <|vsep|> قَةَ مُنتَفٍ مَضمُونُهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن قَدِ اختَلَفَا فَعِندَ فَرِيقِكُم <|vsep|> مَا ن أُرِيدَت قَطُّ بِالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ عِندَهُمُ أريدَ ثُبُوتُهَا <|vsep|> فِي الذِّهنِ ذ عُدِمَت مِنَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ ذَاكَ مَصلَحَةُ المخَاطِبِ عِندَهُم <|vsep|> وَطريقَةُ البُرهَانِ أمرٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكِلاَهُمَا ارتَكَبَا أشَدَّ جِنَايَةٍ <|vsep|> جُنِيَت عَلَى القُرنِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا النُّصُوصَ لأجلِهَا غَرَضاً لَهُم <|vsep|> قَد خَرَّقُوهُ بأسهُمِ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَسَلَّطَ الأوغَادُ والأوقَاحُ وال <|vsep|> أرذالُ بالتَّحرِيفِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌ ذَا قَابَلتَهُ بِالنَّصِّ قَا <|vsep|> بَلَهُ بِتَأوِيلٍ بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيقُولُ تَأوِيلِي كَتأوِيلِ الذِي <|vsep|> نَ تَأوَّلُوا فَوقيَّةَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل دونَهُ فَظُهُورُهَا فِي الوَحي بِالنَّ <|vsep|> صَّينِ مِثلُ الشَّمسِ فِي التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَسُوغُ تَأوِيلُ العُلُوِّ لَكُم وَلاَ <|vsep|> تَتَأوَّلُوا البَاقِي بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَأوِيلُ الصِّفَاتِ مَع أنَّهَا <|vsep|> مِلءُ الحَديثِ وَمِلءُ ذِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ تَأوِيلُ العُلُوِّ أشَدُّ مِن <|vsep|> تَأوِيلِنَا لِقِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا بِحَيَاتِه <|vsep|> وَلِعِلمِهِ وَمَشِيئَةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأشدُّ مِن تَأوِيلِنا لِحُدُوثِ هَ <|vsep|> هذَا العَالَم المحسُوسِ بِالِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأشَدُّ مِن تَأوِيلِنَا بَعضَ الشَّرَا <|vsep|> ئِعِ عِندَ ذِي النصَافِ وَالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا لِكَلاَمِهِ <|vsep|> بِالفَيضِ مِن فَعَّالِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأشدُّ مِن تأوِيلِ أهلِ الرَّفضِ أخ <|vsep|> بَارَ الفَضَائِلِ حَازَهَا الشَّيخَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأشَدُّ مِن تَأوِيلِ كُلِّ مُؤَولٍ <|vsep|> نَصًّا بِأن مُرَادَهُ الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ صَرَّحَ الوَحيَانِ مَع كُتُبِ الِلَ <|vsep|> هِ جَميعِهَا بِالفَوقِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ بِذَا الت <|vsep|> أوِيلِ بَل أنتُم عَلَى اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا تَأوَّلنَا وَأنتُم قَد تَأوَّ <|vsep|> لتُم فَهَاتُوا وَاضِحَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> ألَكُم عَلَى تَأوِيلِكُم أجرَانِ حَي <|vsep|> ثُ لَنَا عَلَى تَأويلِنَا وِزرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَقَالَتُهُم لَكُم فِي كُتبِهِم <|vsep|> مِنهَا نَقَلنَاها بِلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> رُدُّوا عَلِيهِم ن قَدَرتُم أو فنَحُّ <|vsep|> وا عَن طَريقِ عَسَاكِرِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَحطَمنَّكُم جُنُودهُم كَحَط <|vsep|> م السَّيلِ عما لاَقَى مِنَ الدِّيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا نُطَالِبُكُم بِأمرٍ رَابِعٍ <|vsep|> وَاللهِ لَيسَ لَكُم بِذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ الجَوابُ عَن المُعَارِضِ ذ به الدَّ <|vsep|> عوَى تَتِمُّ سَلِيمَةَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ ذَا عَينُ المَحالِ وَلَو يُسَا <|vsep|> عِدُكم عَلَيهِ رَبُّ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأدِلَّةُ الِثبَاتِ حَقًّا لاَ يَقُو <|vsep|> مُ لَهَا الجِبَالُ وَسَائِرُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَوَحيُهُ <|vsep|> مَع فِطرَةِ الرَّحمنِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى يُعَارضُهَا كِنَاسَةُ هَذِهِ ال <|vsep|> أذهَانِ بالشُّبُهَاتِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَاجِعٌ وَفَرَاقِعٌ مَا تَحتَهَا <|vsep|> لاَّ السَّرابُ لوَارِدٍ ظَمنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلتَهنِكُم هَذي العُلُومُ اللاءِ قد <|vsep|> ذُخِرَت لَكُم عَن تَابِعِ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عَن مَشَايِخِهِم جَمِيعاً ثُمَّ وفق <|vsep|> تم لَهَا مِن بَعدِ طُولِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ مَا ذُخِرَت لَكُم لِفَضِيلَةٍ <|vsep|> لَكُمُ عَلَيهِمِ يَا أولِي النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عُقُولُ القَومِ كَانَت فَوقَ ذَا <|vsep|> قَدراً وَشَأنُهُم فَأعظَمُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهمُ أجَلُّ وَعِلمُهُم أعلَى وَأش <|vsep|> رَفُ أن يُشَابَ بِزُخرُفِ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ صَانَهُم الِلَهُ عنِ الَّذِي <|vsep|> فِيهِ وَقَعتُم صَونَ ذِي حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُ التَّحرِيفَ تَأوِيلاً كَذَا التَّ <|vsep|> عطِيلَ تَنزِيهاً هُمَا لَقَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأضَفتُم أمراً لَى ذَا ثَالِثاً <|vsep|> شَراًّ وَأقبَحَ مِنهُ ذَا بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَعَلتُم الِثبَاتَ تَجسِيماً وَتَش <|vsep|> بيهاً وَذَا مِن أقبَحِ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَلَبتُمُ تِلكَ الحَقَائِقَ مِثلَ مَا <|vsep|> قُلِبَت قُلُوبُكُمُ عَنِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ الممدُوحَ مَذمُوماً كَذَا <|vsep|> بِالعكسِ حَتَّى استَكمَلَ اللَّبسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأرَدتُمُ أن تُحمَدُوا بِالِتِّبَا <|vsep|> عِ نَعَم لَكِن لِمَن يَا فِرقَةَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَغَيتُمُ أن تَنسِبُوا للابتِدَا <|vsep|> عِ عَسَاكِرَ الثارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُم الوَحيَينِ غَيرَ مُفِيدَةٍ <|vsep|> للِعِلمِ وَالتَّحقِيقِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عُقُولُ النَّاكِبِينَ عَن الهُدَى <|vsep|> لَهُمَا تُفِيدُ وَمَنطِقُ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُم الِيمَانِ كُفراً وَالهُدَى <|vsep|> عَينَ الضَّلاَلِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ استَخَفَّيتُم عُقُولاً مَا أرَا <|vsep|> دَ الله أن تَزكُو عَلى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى استَجَابُوا مُهطِينَ لدعوة التَّ <|vsep|> عطِيلِ قَد هَرَبُوا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَيحَهُم لَو يَشعُرُونَ بِمَن دَعَا <|vsep|> وَلِمَا دَعا قَعَدُوا قُعُودَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هذَا وَثَمَّ بَلِيةٌ مَستُورَةٌ <|vsep|> فِيهِم سَأبدِيهَا لَكُم بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ استَوى استولَى وَذَا مِن جَهلِهِ <|vsep|> لُغَةً وَعَقلاَ مَا هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِثَ المُحرِّفُ مِن يَهُودَ وَهُم أولو التَّ <|vsep|> حرِيفِ وَالتَّبدِيلِ وَالكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأرَادَ مِيرَاثَ الثَّلاَثَةِ مِنهُم <|vsep|> فَعَصَت عَلَيهِ غَايَةَ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَان لَفظُ النَّص مَحفُوظاً فمَا التَّ <|vsep|> بدِيلُ والكِتمَانُ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأرَادَ تَبدِيلَ المعَانِي ذ هِيَ ال <|vsep|> مَقصُودُ مِن تَعبِيرِ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى ليهَا وَهيَ بَارِزَةٌ مِنَ ال <|vsep|> ألفَاظِ ظَاهِرةٌ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنَفَى حَقَائِقَهَا وَأعطَى لَفظَهَا <|vsep|> مَعنًى سِوَى مَوضُوعِهِ الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَنَى عَلَى المعنَى جِنَايَةَ جَاحِدٍ <|vsep|> وَجنَى عَلَى الألفَاظِ بِالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ِلَى حِزبِ الهُدَى أعطَاهُمُ <|vsep|> شِبهَ اليَهُودِ وَذَا مِنَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ أنَّهُمُ مُشَبِّهَةٌ وَأن <|vsep|> تُمُ مِثلُهُم فَمَنِ الَّذِي يَلحَانِي </|bsep|> <|bsep|> فِي هَتكِ أستَارِ اليَهُودِ وَشبهِهِم <|vsep|> مِن فِرقَةِ التَّحرِيفِ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مسلِمينَ بِحَقِّ رَبِّكُمُ اسمَعُوا <|vsep|> قَولِي وَعُوهُ وَعيَ ذِي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ احكُمُوا مِن بَعُد مَن هَذا الذِي <|vsep|> أولَى بِهَذَا الشَّبهِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أُمِرَ اليَهُودُ بأن يَقُولُوا حِطَّةٌ <|vsep|> فَأبَوا وَقَالُوا حِنطَةٌ لِهَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الجهمِيُّ قِيلَ لَهُ استَوَى <|vsep|> فَابَى وَزَادَ الحَرفَ لِلنُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِشرُونَ وَجهاً تُبطِلُ التَّأوِيلَ بِاس <|vsep|> تولى فَلا تَخرُج عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ هُوَ عِندَنَا <|vsep|> تَصنِيفُ حَبرٍ عَالِمٍ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد ذَكَرنَا أربَعِينَ طِرِيقَةً <|vsep|> قَد أبطَلَت هَذَا بِحُسنِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ فِي الصَّوَاعِقِ ن تُرد تَحقِيقَهَا <|vsep|> لا تَختفَِي لاَّ عَلَى العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> نُونُ اليَهُودِ وَلاَمُ جَهمِيٍّ هُمَا <|vsep|> فِي وَحي رَبِّ العرش زَائِدَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ عَطَّلَ وَصفَهُ <|vsep|> وَيَهُودُ قَد وَصَفُوهُ بِالنُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُما ذاً فِي نَفيهِم لِصفَاتِهِ ال <|vsep|> عُليَا كَمَا بَيَّنتُهُ أخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم فِرعَونُ مَذ <|vsep|> هَبُهُ العُلُوُّ وَذَاكَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَد طَلَبَ الصُّعُودَ لَيهِ <|vsep|> بِالصَّرحِ الذِي قَد رَامَ مِن هَامَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا رَأينَاهِ بِكُتبِهِمُ وَمِن <|vsep|> أفوَاهِهِم سَمعاً ِلَى الذانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذاً مَن ذَا الذِي أولَى بِفر <|vsep|> عَونَ المُعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى مَن قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ <|vsep|> حِينَ ادَّعَى فَوقِيةَ الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِنَ المصَائِبِ أنَّ فِرعَونِيَّكُم <|vsep|> أضحَى يُكَفِّرُ صَاحِبَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ ذَاكَ مُبَدِّلٌ للدِّينِ سَا <|vsep|> عٍ بِالفَسَادِ وَذا مِن البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ المورِّثَ ذَا لَهُم فِرعَونُ حِي <|vsep|> نَ رمَى بِهِ المُولُودَ مِن عِمرانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ الِمامُ لَهُم وَهَادِيهِم بِمَت <|vsep|> بُوعٍ يَقُودُهُمُ ِلَى النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ أنكَرَ الوَصفَينِ وَصفَ الفَوقِ وَالتَّ <|vsep|> كلِيمِ نكَاراً عَلَى البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَصدُهُ نكَارُ ذَاتِ الرَّب فالتَّ <|vsep|> عطِيلُ مَرقَاةٌ لِذَا النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسوَاهُ جَاءَ بِسُلَّمٍ وَبِلَةٍ <|vsep|> وَأتَى بِقَانُونٍ عَلَى بُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى بِذَاكَ مُفَكِّراً وَمُقَدِّراً <|vsep|> وِرثَ الوَلِيدَ العَابِدَ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ِلَى التَّعطِيلِ مِن أبوَابِه <|vsep|> لاَ مِن ظُهُورِ الدَّارِ وَالجُدرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى به فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالتَّ <|vsep|> عظِيمِ تَلبِيساً عَلَى العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى لَى وَصفِ العُلُوِّ فَقَالَ ذَا التَّ <|vsep|> جّسِيمُ لَيسَ يَلِيقُ بِالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللَّفظُ قَد أنشَاهُ مِن تِلقَائِهِ <|vsep|> وكَسَاهُ وَصفَ الوَاحِدِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ صَبِيُّ العَقلِ لَم <|vsep|> يَبلُغ وَلَو كانُوا مِنَ الشِّيخَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ أنَاساً سَلَّمُوا لِلوَحيِ هُم <|vsep|> أهلُ البُلُوغِ وَأعقَلُ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتَى لَى الصِّبيَانِ فَانقَادُوا لَهُ <|vsep|> كَالشَّاءِ ذ تَنقَادُ للجَوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى عَقلٍ صَغِيرٍ فِي يَدَي <|vsep|> شَيطَانَ مَا يَلقَى مِنَ الشِّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا ذَا قَالَ المجَسِّمُ رَبُّنَا <|vsep|> حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَلُوهُ كَم لِلعَرشِ مَعنًى وَاستَوَى <|vsep|> أيضاً لَهُ فِي الوَضعِ خَمسُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعلى فَكَم مَعنًى لَهَا أيضاً لَدَى <|vsep|> عَمرٍو فذَاكَ مَامُ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَيِّن لَنَا تِلكَ المَعَانِي وَالذِي <|vsep|> مِنهَا أرِيدَ بِوَاضِحِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فاسمَع فَذَاك مُعَطِّلٌ هَذِي الجَعَا <|vsep|> جعُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل لِلمُجَعجِعِ وَيحَكَ اعقَل ما الذِي <|vsep|> قَد قُلتهُ ن كُنتَ ذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> العَرشُ عَرشُ الربِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَاللاَّمُ لِلمَعهُودِ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيه جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ <|vsep|> نَقلَ المَجَازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُحَمَّدٌ وَالأنبياءُ جَمِيعُهُم <|vsep|> شَهِدُوا بِهِ للخَالِقِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مِنهُم عَرَفنَاهُ وَهُم عَرَفُوهُ مِن <|vsep|> رَبٍّ عَلَيهِ قَدِ استَوَى دَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم تَفهَم الأذهَانُ مِنهُ سَريرَ بَل <|vsep|> قِيسٍ وَلاَ بَيتاً عَلَى الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عَرشاً عَلى بحرٍ وَلا <|vsep|> عَرشاً لِجبريلَ بِلا بُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ العرشَ الذِي ن ثُلَّ مِن <|vsep|> عَبدٍ هَوَى تَحتَ الحضِيضِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عَرشَ الكُرومِ وهذه ال <|vsep|> أعنَابِ فِي حَرثٍ وَفِي بُستَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكنَّهَا فَهِمَت بِحمدالله عَر <|vsep|> شَ الرَّبِّ فَوقَ جِمِيعِ ذي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَيهِ رَبُّ العالمِينَ قَدِ استَوَى <|vsep|> حَقًّا كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا استَوَى الموصُولُ بالحرفِ الذِي <|vsep|> ظَهَرَ المُرادُ بهِ ظُهورَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ فِيهِ جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُفهِمٌ <|vsep|> للشتِرَاكِ وَلاَ مَجَازٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَركِيبُهُ مَع حَرفِ الاستِعلاَءِ نَصٌّ <|vsep|> فِي العُلُوِّ بوضعِ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَركَّبَ مَع لى فَالقَصدُ مَع <|vsep|> مَعنَى العُلُوِّ لِوضعِهِ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَى السَّمَاءِ قَدِ استَوَى فَمُقَيَّدٌ <|vsep|> بِتَمَامِ صَنعتِهَا مَعَ التقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عَلَى العَرشِ استَوَى هُو مُطَلقٌ <|vsep|> مِن بَعدِهَا قَد تَمَّ بِالأركَان </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا الجَهمِيُّ يَقصُرُ فَهمُهُ <|vsep|> عَن ذَا فَتِلكَ مَوَاهِبُ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا اقتَضَى وَاوَ المعِيَّة كَانَ مَع <|vsep|> نَاهُ استَوَى مُقَدَّمٌ وَالثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أتَى مِن غَيرِ حَرفٍ كَانَ مَع <|vsep|> نَاهُ الكَمَالَ فَلَيسَ ذَا نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَلبُسوا بِالبَاطِلِ الحقَّ الذِي <|vsep|> قَد بَيَّن الرَّحمَنُ فِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَى للاستِعلاَءِ فَهيَ حَقيقَةٌ <|vsep|> فِيهِ لَدَى أربَابِ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ الرَّحمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> لَم يَحتَمِل مَعنًى سِوَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَيحَهُ بِعَمَاهُ لَو وَجَدَ اسمَهُ الرَّ <|vsep|> حمَنَ مُحتَمِلاً لِخَمسِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَقَضَى بأنَّ اللَّفظَ لاَ مَعنًى لَهُ <|vsep|> لاَّ التَّلاَوَةُ عِندَنَا بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَالَ أئِمةُ الِسلاَمِ فِي <|vsep|> مَعنَاهُ مَا قَد سَاءَكُم بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أحَلنَاكُم عَلَى كُتُبٍ لَهُم <|vsep|> هِي عَندَنَا وَاللهِ بالكِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللَّفظُ مِنهُ مُفرَدٌ ومَركَّبٌ <|vsep|> فِي الاعتِبَارِ فَمَا هُمَا سِيانِ </|bsep|> <|bsep|> واللَّفظُ فِي التَّركيبِ نَصٌّ فِي الذِي <|vsep|> قَصَدَ المُخَاطِبُ مِنهُ فِي التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو ظَاهرٌ فِيه وَذَا مِن حيثُ نِس <|vsep|> بَتُهُ لَى الأفهَامِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيكُونُ نصًّا عِندَ طَائِفَةٍ وَعِن <|vsep|> دَ سِوَاهُمُ هُوَ ظَاهرُ التبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَدَى سِوَاهُم مُجمَلٌ لَم يَتَّضِح <|vsep|> لَهُم المُرَادُ بِهِ اتضَاحَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالأولُون للفِهِم ذَاكَ الخِطَا <|vsep|> بِ ولفِهِم مَعنَاهُ طُولَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> طَالَ المِرَاسُ لَهُم لمعنَاهُ كَمَا اش <|vsep|> تَدَّت عِنَايَتُهُم بِذَاكَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعِلمُ مِنهُم بِالمُخَاطِبِ ذ هُمُ <|vsep|> أولَى بِهِ مِن سَائِرِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم أتمُّ عِنَايَةٍ بِكَلاَمِهِ <|vsep|> وَقُصُودِهِ مَع صِحَّةِ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخِطَابُه نَصٌ لَدَيهم قَاطِعٌ <|vsep|> فِيمَا أُريدَ بِهِ مِنَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ مَن هُوَ دُونَهُم فِي ذَاكَ لَم <|vsep|> يَقطَع بِقَطعِهِم عَلَى البُرهَانش </|bsep|> <|bsep|> وَيقُولُ يَظهَرُ ذَا وَليسَ بِقَاطِعٍ <|vsep|> فِي ذِهنِهِ لا سَائشرِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَللفِهِ بِكَلاَمِ مَن هُوَ مُقتَدٍ <|vsep|> بِكَلاَمِهِ مِن عَالِمِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُو قَاطِعٌ بِمُرَادِهِ وَكَلاَمُهُ <|vsep|> نَصٌّ لَدَيهِ وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفتنَةُ العُظمَى مِنَ المتَسَلِّقِ المَ <|vsep|> خُدُوعِ ذِي الدَّعوَى أخِي الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَعرِفِ العِلمَ الذِي فِيهِ الكَلاَ <|vsep|> مُ وَلاَ لهُ لفٌ بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنهُ مِنهُ غَرِيبٌ لَيسَ مِن <|vsep|> سُكَّانِهِ كَلاَّ وَلاَ الجِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ الزَّنيمُ دَعِيُّ قَومٍ لَم يَكُن <|vsep|> مِنهُم وَلَم يَصحَبهُمُ بِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمُهُم أبداً لَدَيهِ مُجمَلٌ <|vsep|> وَبمعزَلٍ عَن مرةِ الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَدَّ التِّجَارَةَ بالزيُوفِ يَخَالُهَا <|vsep|> نَقداً صَحِيحاً وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ذَا رُدَّت لَيهِ نَالَهُ <|vsep|> مِن رَدِّهَا خِزيٌ وَسُوءُ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأرَادَ تَصحِيحاً لَهَا ذ لَم يَكُن <|vsep|> نَقدُ الزيُوفِ يَرُوجُ فِي الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأى استِحَالَة ذَا بِدُونِ الطَّعنِ فِي <|vsep|> بَاقِي النُّقُودِ فَجَاءَ بِالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> واستَعرضَ الثَّمَنَ الصَّحِيحَ بجَهلِهِ <|vsep|> وَبِظُلمِهِ يَبغِيهِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِوَجاً لِيَسلَمَ نَقدُهُ بَينَ الوَرَى <|vsep|> وَيَرُوجَ فِيهِم كَامِلَ الأوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ لَيسُوا أهلَ نَقدٍ للذِي <|vsep|> قَد قِيلَ لا الفردَ فِي الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالزَّيفُ بَينَهُمُ هُوَ النَّقدُ الذِي <|vsep|> قَد رَاجَ فِي الأسفَارِ وَالبُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ هُم قَدِ اصطَلحُوا عَلَيهِ وارتَضَوا <|vsep|> بِجَوَازِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أتَاهُم غَيرُهُ وَلَو أنَّهُ <|vsep|> ذَهبٌ مُصفَّى خَالِصُ العِقيَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَدُوه واعتَذَرُوا بأنَّ نُقُودَهُم <|vsep|> مِن غَيرِهِ بِمَرَاسِمِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا تَعَامَلنَا بِنَقدٍ غَيرِهِ <|vsep|> قَطِعَت جَوَامِكُنَا مِنَ الدِّيوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مِنهُم قَد سَمِعنَا ذا وَلَم <|vsep|> نَكذِب عَلَيهِم وَيحَ ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن يُريدُ تِجَارَةً تُنجِيهِ مِن <|vsep|> غَضَبِ الِلهِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتُفِيدُهُ الأربَاحَ بِالجَنَّاتِ وَال <|vsep|> حُورِ الحِسَانِ ورُؤيَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فِي جَنَّةٍ طَابَت وَدَامَ نَعِيمُهَا <|vsep|> مَا للفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَيىء لَهَا ثَمَنَاً تُبَاعُ بِمِثلِهِ <|vsep|> لاَ تُشتَرَى بِالزَّيفِ مِن أثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَقداً عَلَيهِ سِكةٌ نَبَوِيةٌ <|vsep|> ضَربَ المَدِينَة أشرَفِ البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أظَنَنتَ يَا مَغرُورُ بَائِعَهَا الذِي <|vsep|> يَرضَى بِنَقدٍ ضَربِ جِنكسخَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ ن <|vsep|> طَمِعَت بِذَا وَخُدعتَ بِالشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذاً سَبَبَ الضلاَلِ وَمَنشَأ التَّ <|vsep|> خليطِ ذ يَتَنَاظرُ الخَصمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَحتَجُّ بِاللَّفظِ المرَكَّبِ عَارِفٌ <|vsep|> مَضمُونَهُ بِسِيَاقِهِ لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللَّفظُ حِينَ يُسَاقُ بِالتركِيبِ مَح <|vsep|> فُوفٌ بِهِ للفَهمِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> جُندٌ يُنَادَى بالبَيَانِ عَلَيهِ مِث <|vsep|> لَ نِدَائِنَا بِقَامَةٍ وَأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَي يَحصُلَ الِعلاَمُ بِالمَقصُودِ مِن <|vsep|> يرَادِهِ وَيَصِير فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَفُكَّ تَركِيبَ الكَلاَمِ مُعَانِدٌ <|vsep|> حَتَّى يُقَلقِلَهُ مِنَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيرُومُ مِنهُ لَفظَةً قَد حُمِّلَت <|vsep|> مَعنَى سِوَاه فِي كَلاَمٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَكُونُ دَبُّوسَ الشِّقَاقِ وَعُدَّةً <|vsep|> للدَّفعِ فِعلَ الجَاهِلِ الفتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيقُولُ هَذَا مُجمَلٌ وَاللَّفظ مُح <|vsep|> تَمَلٌ وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبذَاكَ يَفسُدُ كُلُّ عِلمٍ فِي الوَرَى <|vsep|> وَالفَهمُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أكثرُ الألفَاظِ تَقبَلُ ذَاكَ فِي ال <|vsep|> فرَادِ قَبلَ العَقدِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن ذَا مَا رُكِّبَت زَالَ الَّذِي <|vsep|> قَد كَانَ مُحتَمَلاً لَدَى الوِحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَجَرَّدَ كَانَ مُحتمَلاً لِغَي <|vsep|> رِ مُرَادِهِ أو فِي كَلاَمٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ ذَا التَّجرِيدَ مُمتَنِعٌ فَن <|vsep|> يُفرَض يَكُن لاَ شَكَّ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُفرَدَاتُ بِغَيرِ تَركِيبٍ كَمِث <|vsep|> لِ الصَّوتِ تَنعَقُهُ بِتِلكَ الضَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَالِكَ الِجمَالُ وَالتَّشكِيكُ وَالتَّ <|vsep|> جهِيلُ وَالتَّحرِيفُ وَالتيَانُ بِالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا هُمُ فَعَلُوهُ رَامُوا نَقلَهُ <|vsep|> لِمُرَكَّبٍ قَد حُفَّ بِالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَضَوا عَلَى التَّركِيبِ بِالحُكمِ الَّذِي <|vsep|> حَكَمُوا بِهِ لِلمُفرَدِ الوحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَهلاً وَتَجهِيلاً وَتَدلِيساً وَتَل <|vsep|> بيساً وَتَرويجاً عَلَى العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هَدَاكَ اللهُ مِن ضلاَلِهِم <|vsep|> وَضَلاَلِهِم فِي المَنطِقِ اليوناني </|bsep|> <|bsep|> كَمجرَّدَاتٍ فِي الخَيَالِ وَقَد بَنَى <|vsep|> قَومٌ عَلَيهَا أوهَنَ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ظَنُّوا بِأنَّ لَهَا وَجُوداً خَارِجاً <|vsep|> وَوُجُودُهَا لَو صَحَّ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَتِلكَ مُشَخَّصَاتٌ حُصِّلَت <|vsep|> فِي صُورَةٍ جُزئِيَّةٍ بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهَا كُلِّيةٌ ن طَابَقَت <|vsep|> أفرَادَهَا كاللَّفظِ فِي الميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَدعُونَهُ الكُلِّيَّ وَهوَ مَعيَّنٌ <|vsep|> فَردٌ كَذَا المعنَى هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> تجَريدُ ذَا في الذِّهنِ أو فِي خَارِجٍ <|vsep|> عَن كُلِّ قَيدٍ لَيسَ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ الذهنُ يَعقِلُهُ وَلاَ هُوَ خَارِجٌ <|vsep|> هُوَ كَالخَيَالِ لِطَيفِهِ السَّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَجرُّدُهَا المُقَيَّدِ ثَابِتٌ <|vsep|> وَسِوَاهُ مُمتَنِعٌ بِلاَ مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَجَرُّدُ الأعيَانِ عَن وَصفٍ وَعَن <|vsep|> وَضعٍ وَعَن وَقتٍ لَهَا وَمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرضٌ مِنَ الأذهَانِ يَفرضُهُ كَفَر <|vsep|> ضِ المُستَحِيلِ هُمَا لَهَا فَرضَانِ </|bsep|> <|bsep|> الله أكبرُ كَم دَهَى مِن فَاضِلٍ <|vsep|> هَذَا التَّجَرُّدُ مِن قَدِيمِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَجرِيدُ ذِي الألفَاظِ عَن تَركِيبِهَا <|vsep|> وَكَذَاكَ تَجرِيدُ المَعَانِي الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالحَقُ أنَّ كلَيهمَا فِي الذهنِ مَف <|vsep|> رُوض فَلاَ تَحكُم عَلَيهِ وَهُوَ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فيقُودُكَ الخَصمُ المُعَانِدُ بِالذِي <|vsep|> سَلَّمتَهُ للحُكمِ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَيكَ بِالتَّفصِيلِ ن هُم أطلَقُوا <|vsep|> أو أجمَلُوا فَعَلَيكَ بِالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِرِ المنقُولِ عَن <|vsep|> أشيَاخِهِم كَتَمَسُّكِ العُميانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأبَوا بأن يَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِر النَّ <|vsep|> صَّينِ وَاعجَباً مِنَ الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَولُ الشُّيُوخِ مُحَرَّمٌ تأوِيلُهُ <|vsep|> ذ قَصدُهُم للشَّرحِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَأوَّلنَا عَلَيهِم كَانَ ب <|vsep|> طَالاً لِمَا رَامُوا بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَى ظَوَاهِرِهَا تُمَرُّ نُصُوصُهُم <|vsep|> وَعَلَى الحَقِيقَةِ حَملُهَا لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا لَيتَهُم أجرَوا نُصُوصَ الوَحي وَال <|vsep|> مُجرَى مِنَ الثَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عِندَهُم تِلكَ النُّصُوصُ ظَوَاهرٌ <|vsep|> لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم تُغنِ شَيئاً طَالِبَ الحقِّ الذِي <|vsep|> يَبغِي الدَّلِيلَ وَمُقتَضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَطَوا عَلَى الوَحيَينِ بِالتَّحريفِ ذ <|vsep|> سَمَّوهُ تَأوِيلاً بوَضعٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر ِلَى الأعرَافِ ثُمَّ لِيُوسُفٍ <|vsep|> وَالكَهفُ وَافهَم مُتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا مَرَرتَ بلِ عِمرَانٍ فَهِم <|vsep|> تَ القَصدَ فَهمَ مُوَفَّقٍ رَبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَعِلمتَ أنَّ حَقِيقَةَ التأوِيل تَب <|vsep|> يينُ الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازُ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَرَأيتَ تأوِيلَ النُّفَاةِ مُخَالِفاً <|vsep|> لِجَمِيعِ هَذَا لَيسَ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللَّفظُ هُم أنشَوا لَهُ مَعنًى بِذَا <|vsep|> كَ الصطِلاَحِ وَذَاكَ أمرٌ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَوا ِلَى الِلحَادِ فِي الأسمَاءِ وَالتَّ <|vsep|> حرِيفِ للألفَاظِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَسَوهُ هَذَا اللَّفظَ تَلبِيساً وَتَد <|vsep|> لِيساً عَلَى العُميَانِ وَالعُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاستَنَّ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُكَذِّبٍ <|vsep|> مِن بَاطِنِيٍّ قُرمُطِييٍّ جَانِي </|bsep|> <|bsep|> فِي ذَا بِسُنَّتِهِم وَسَمَّى جَحدَهُ <|vsep|> لِلحَقِّ تَأوِيلاً بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى بِتَأوِيلٍ كَتَأوِيلاَتِهِم <|vsep|> شِبراً بِشِبرٍ صَارِخاً بِأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا تَأوَّلنَا كَمَا أوَّلتُمُ <|vsep|> فَأتُوا نُحَاكِمكُم لَى الوَزَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي الكِفَّتَينِ نَحُطُّ تَأوِيلاَتِنَا <|vsep|> وَكَذَاكَ تَأوِيلاَتِكُم بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَد أقرَرتُم أنَّا بِأي <|vsep|> دِينَا صَريحُ العَدلِ وَالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَوتُمُ فِيهِ تَلاَمِيذاً لَنَأ <|vsep|> أوَ لَيسَ ذَلِكَ مَنطِقَ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِنَّا تَعَلَّمتُم وَنَحنُ شُيُوخُكُم <|vsep|> لاَ تَجحَدُونَا مِنَّةَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَلُوا مَبَاحِثَكُمُ سُؤالَ تَفَهُّمٍ <|vsep|> وَسَلُوا القَوَاعِدَ رَبَّةَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أينَ جَاءَتكُم وَأينَ أصُولُهَا <|vsep|> وَعَلَى يَدَي مَن يَا أولِي النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ وَأن <|vsep|> تُم مُؤمِنُونَ وَنَحنُ مُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّ النُّصُوصَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ <|vsep|> لَم تُفضِ قَطُّ بِنَا لَى يقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ حَكَّمنَا العُقُولَ وَأنتُم <|vsep|> أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ قَد رَميتُم بَينَنَا <|vsep|> حَربَ الحُرُوبِ وَنَحنُ كَالأخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> الأصلُ مَعقُولٌ وَلَفظُ الوَحي مَع <|vsep|> زُولٌ وَنَحنُ وأنتُمُ صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ بِالنُّصُوصِ نَقُولُ نَحنُ وَأنتُمُ <|vsep|> أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَرُوا عَداوَتَنَا فَنَّ وَرَاءَنَا <|vsep|> ذَاكَ العَدُوُّ الثِّقلُ ذُو الأضغَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُم عَدُوُّكُم وَهُم أعدَاؤنَا <|vsep|> فجَمِيعُنَا فِي حَربِهِم سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> تِلكَ المُجَسِّمَةُ الألَى قَالُوا بأنَّ <|vsep|> الله فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيهِ يَصعَدُ قَولُنَا وَفِعَالُنَا <|vsep|> وَلَيهِ تَرقَى رُوحُ ذِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيهِ قَد عَرَجَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً <|vsep|> وَكَذَا ابنُ مَريَمَ مَصعَدَ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ قَالُوا نه بالذَّاتِ فَو <|vsep|> قَ العَرشِ قُدرتُهُ بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَنزلُ كُلَّ خِرِ لَيلَةٍ <|vsep|> نَحوَ السَّمَاءِ فَهَاهُنَا جِهَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> للِبتدَاءِ وَالنتِهَاءِ وَذَانِ لِل <|vsep|> أجسَامِ أينَ الله مِنَ هَذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُالُوا نَّهُ مُتَكَلِّمٌ <|vsep|> قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَيَا خوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَكُونُ ذَاكَ بِغيرِ حرفٍ أم بِلاَ <|vsep|> صَوتٍ فَهَذَا لَيسَ فِي المكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُالوا مَا حَكَينَا عَنهُمُ <|vsep|> مِن قَبلُ قَولَ مُشَبِّهِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَرُوا الحِرَابَ لَنَا وشُدُّوا كُلُّنَا <|vsep|> جَمعَاً عَلَيهِم حَملَةَ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى نَسُوقَهُمُ بِأجمَعِنَا لَى <|vsep|> وَسطِ العَرِينِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلقَد كَوَونَا بِالنُصُوصِ وَمَا لَنَا <|vsep|> بِلِقَائِهَا أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَمَ ذَا يُقَالُ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ <|vsep|> مِن فَوقِ أعنَاق لَنَا وَبنَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ نَحنُ قُلنَا قَالَ رِسطُوا المُعَلِّ <|vsep|> مُ أولاً أو قَالَ ذَاكَ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا ابنُ سِينَا قَالَ ذَا <|vsep|> أو قَالَهُ الرَّازِيُّ ذُو التِّبيانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَنَا قَالَ الرَّسُولُ وَقَالَ فِي <|vsep|> القُرنِ كَيفَ الدَّفعُ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أنتُم مِنهُمُ أيضاً بِهَ <|vsep|> ذَا المَنزِلِ مِن أثَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ن جِئتمُنوهُم بِالعُقُولِ أتَوكُمُ <|vsep|> بِالنَّصِّ الضَّنكِ الَّذِي تَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَحَالَفُوا نَّا عَلَيهِم كُلُّنَا <|vsep|> حِزبٌ وَنَحنُ وَأنتُم سِلمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذا فَرَغنا مِنهُمُ فَخِلاَفُنَا <|vsep|> سَهلٌ وَنَحنُ وَأنتُمُ أخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعَرشُ عِندَ فَرِيقِنَا وَفَرِيقِكُم <|vsep|> مَا فَوقَهُ أحدٌ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فَوقَهُ شَيءٌ سَوَى العَدَمِ الذِي <|vsep|> لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ والأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا الله مَوجُودٌ هُنَاكَ ونَّمَا ال <|vsep|> عَدَمُ المُحَقَّقُ فَوقَ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَعدُومٌ هُنَاكَ حَقِيقَةً <|vsep|> بِالذَّاتِ عَكسُ مَقَالَةِ الدِّيصَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِنَا <|vsep|> وَفَريقِكُم وَحَقِيقَةُ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا جَمَاعَتُنَا عَلَى التَّحقِيقِ فِي التَّ <|vsep|> ورَاةِ وَالنجِيلِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَت كَلاَمَ الله بَل فَيضٌ مِنَ ال <|vsep|> فَعَّالِ أو خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالأرضُ مَا فِيهَا لَهُ قَولٌ وَلا <|vsep|> فَوقَ السَّمَا لِلخَلقِ مِن دَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَشَرٌ أتَى بِالوَحي وَهوَ كَلاَمُهُ <|vsep|> فِي ذَاكَ نَحنُ وَأنتُمُ مِثلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قُلنَا أنَّ رُؤيَتَنَا لَهُ <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَزَعَمتُمُ أنَّا نَرَاهُ رُؤيَةَ ال <|vsep|> مَعدُومِ لاَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كُلُّ مَرئِيٍّ يَقُومُ بِنَفسِهِ <|vsep|> أو غَيرِهِ لاَ بُدَّ فِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أن يُقَابِلَ مَن يرَاهُ حَقِيقَةً <|vsep|> مِن غَيرِ بُعدٍ مُفرِطٍ وَتَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد تَسَاعَدنَا عَلَى بطَالِ ذَا <|vsep|> أنتُم وَنَحنُ فَمَا هُنَا قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا البَلِيَّةُ فَهيَ قَولُ مُجَسِّمٍ <|vsep|> قَالَ القُرنُ بَدَا مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَولُهُ وَكَلاَمُهُ مِنهُ بَدَا <|vsep|> لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان </|bsep|> <|bsep|> سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّ <|vsep|> اهُ لَى المُختَارِ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَهُ الأدَاءُ كَمَا الأدَا لِرَسُولِهِ <|vsep|> وَالقَولُ قَولُ الله ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي قُلنَا وَأنتُم أنَّهُ <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَسَاعَدنَا جَمِيعاً أنَّهُ <|vsep|> مَا بَينَنَا للهِ مِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ كَبَيت الله تلك ضافَةُ ال <|vsep|> مَخلُوقِ لاَ الأوصَافِ لِلدَّيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلاَمَ هَذَا الحَربُ فِيمَا بَينَنَا <|vsep|> مَع ذَا الوِفَاقِ وَنَحنُ مُصطَلِحَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أبَيتُم سِلمَنَا فَتَحَيَّزُوا <|vsep|> لِمَقَالَةِ التَّجسِيمِ بِالِذعَانِ </|bsep|> <|bsep|> عُودُوا مُجَسِّمَةً وَقُولُوا دِينُنَا ال <|vsep|> ثبَاتُ دِينُ مُشَبِّهِ الدَّيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو لاَ فَلاَ مِنَّا وَلاَ مِنهُم وَذَا <|vsep|> شَأنُ المنَافِقِ ذ لَهُ وَجهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا يَقُولُ مُجَسِّمٌ وَخُصُومُهُ <|vsep|> تَرمِيهِ بِالتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَائِمٌ هُوَ قَاعِدٌ هُوَ جَاحِدٌ <|vsep|> هُوَ مُثبِتٌ تَلقَاهُ ذَا ألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَوماً بِتَأوِيلٍ يَقُولُ وَتَارَةً <|vsep|> يَسطُو عَلَى التَّأوِيلِ بِالنُّكرَانش </|bsep|> <|bsep|> فَنَقُولُ فَرِّق بَينَ مَا أوَّلتَهُ <|vsep|> وَمَنَعتَهُ تَفرِيقَ ذِي بُرهَانش </|bsep|> <|bsep|> فَيقُولُ مَا يُفضِي لَى التَّجسِيمِ أوَّ <|vsep|> لنَاهُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> كَالاستِوَاءِ مَعَ التَّكَلُّمِ هَكَذَا <|vsep|> لَفظُ النُّزُولِ كَذَاكَ لَفظُ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ هَذِهِ أوصَافُ جِسمٍ مُحدَثٍ <|vsep|> لاَ يَنبَغِي لِلوَاحِدِ المنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنَقُولُ أنتَ وَصَفتَهُ أيضاً بِمَا <|vsep|> يُفضِي لَى التَّجسِيمِ والحِدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَوصَفتَهُ بِالسَّمعِ وَالبصَارِ مَع <|vsep|> نَفسِ الحَيَاةِ وَعِلمِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَصَفتَهُ بِمَشِيئَةٍ مَعَ قُدرَةٍ <|vsep|> وَكَلاَمِهِ النَّفسِيِّ وَهوَ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو وَاحِدٌ والجَِسمُ حَامِلُ هَذِهِ ال <|vsep|> أوصَافِ حقًّا فأتِ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> بينَ الَّذِي يُفضِي لَى التَّجسِيمِ أو <|vsep|> لاَ يَقتَضِيهِ بِوَاضِحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو نُشِرت شُيُوحُكَ كُلُّهُم <|vsep|> لَم يَقدِرُوا أبداً على الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ قَال زَعِيمُهُم فِي نَفسِهِ <|vsep|> فَرقاً سِوَى هَذَا الَّذِِي تَريَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي الصِّفَاتُ عُقُولُنَا دَلَّت عَلَى <|vsep|> ثبَاتِهَا مَع ظَاهرِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ صُنَّاهَا عَنِ التَّأوِيلِ فاع <|vsep|> جَب يَا أخَا التَّحِقيقِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَيفَ اعتِرَافُ القَومِ أن عُقُولَهُم <|vsep|> دَلَّت عَلَى التَّجسِيمِ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ هَل فِي العقلِ تَجسِيمٌ أم ال <|vsep|> مَعقُولُ يَنفِيهِ كَذَا النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُم يَنفِيه فَانفُوا هَذِهِ ال <|vsep|> أوصَاف وَانسَلِخُوا مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ يَقضِي بثبَاتٍ لَهُ <|vsep|> فَفِرَارُكُم مِنهَا لأيِّ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ يَنفِيهِ فِي وَصفٍ وَلاَ <|vsep|> يَنفِيهِ فِي وَصفٍ بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ مَا الفُرقَانُ بَينَهمَا وَمَا ال <|vsep|> بُرهَانُ فأتُوا الن بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقالُ قَد شَهِدَ العِيَانُ بأنَّهُ <|vsep|> ذُو حِكمَةٍ وَعِنَايَةٍ وَحَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَع رأفَةٍ وَمَحَبَّةٍ لِعِبَادِهِ <|vsep|> أهلِ الوَفَاءِ وَتَابِعِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ خُصُّوا بِالكَرَامَة دُونَ أع <|vsep|> داءِ اللهِ وَشِيعَةِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الدَّلِيلُ لَنَا عَلَى غَضَبٍ وَبُغ <|vsep|> ضٍ مِنه مَع مَقتٍ لِذِي العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّصُّ جَاءَ بِهَذِهِ الأوصَافِ مَع <|vsep|> مثلِ الصِّفاتِ السَّبعِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقَالُ سَلَّمنَا بأنَّ العَقلَ لاَ <|vsep|> يَقضِي لَيهَا فَهيَ فِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَنَفيُ حَادِ الدَّلِيلِ يكُونُ لل <|vsep|> مَدلُولِ نفياً يَا أولِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو نَفي مُطلِقهِ يَدُلُّ عَلَى انتِفَا ال <|vsep|> مَدلُولِ فِي عَقلٍ وَفِي قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أفبعدَ ذَا الِنصافِ وَيحكمُوا سِوَى <|vsep|> مَحضِ العِنادِ وَنخوةِ الشَّيطانِ </|bsep|> <|bsep|> وتَحَيُّزٍ مِنكُم ليهم لا لى ال <|vsep|> قرُنِ والثارِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاعلَم بأنَّ طَريقَهُم عَكسُ الطَّرِ <|vsep|> يقِ المُستَقِيم لِمن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا كَلاَمَ شُيُوخِهِم نَصًّا لَهُ ال <|vsep|> حكَامُ مَوزُوناً بِهِ النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمَ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ <|vsep|> مُتَشَابهاً مُحَمِّلاً لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتولَّدَت مِن ذَينِكَ الأصلَينِ أو <|vsep|> لادٌ أتَت لِلغَيِّ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ مِن سِفَاحٍ لا نِكَاحٍ كَونُهَا <|vsep|> بِئسَ الوَلِيدُ وَبئسَتِ الأبوَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَرَضُوا النُّصُوصَ عَلَى كَلاَمِ شُيُوخِهُم <|vsep|> فَكَأنَّهَا جَيشٌ لِذِي سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعزلُ وَالبقاءُ مَرجِعُهُ لَى السُّ <|vsep|> لطَانِ دُونَ رَعِيَّةِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أقوَالُ الشُّيوخِ فَنَّهَا <|vsep|> المِيزَانُ دُونَ النصِّ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ن وَافقَا قَولَ الشُّيُوخِ فَمَرحَباً <|vsep|> أو خَالَفَت فَالدَّفعُ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَّا بِتاوِيلٍ فن أعيَا فَتَف <|vsep|> وِيضٌ وَنَترُكهَا لِقُولِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَولُهُ نَصٌّ لَدَينَا مُحكَمٌ <|vsep|> فَظَواهِرُ المَنقُولش ذَاتُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّصُّ فَهوَ بِهِ عَلِيمٌ دُونَنَا <|vsep|> وَبِحَالِهِ مَا حِيلَةُ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ تَمَسُّكُم بأيدِي مُبصِرٍ <|vsep|> حَتَّى يَقُودَهُم كذِي الأرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاعجَب لِعُميَانِ البَصَائِرِ أبصَرُوا <|vsep|> كَونَ المُقَلَّدِ صَاحِبَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأوهُ بالتَّقليد أولَى مِن سِوَا <|vsep|> هُ بِغَيرِ مَا هدِي وَلا بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَمُوا عَنِ الوَحيَينِ ذ لَم يَفهَمُوا <|vsep|> مَعنَاهُمَا عَجباً لِذِي الحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَولُ الشُّيُوخِ أتَمُّ تِبيَاناً من ال <|vsep|> وَحيَينِ لاَ وَالوَاحِدِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> النَّقلُ نَقلٌ صَادِقٌ وَالقَولُ مِن <|vsep|> ذِي عِصمَةٍ في غَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسِوَاهُ مَّا كَاذِبٌ أو صَحَّ لَم <|vsep|> يَكُ قَولَ مَعصُومٍ وَذِي تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَيَستَوِي النَّقلاَنِ يَا أهلَ النُّهَى <|vsep|> وَالله لاَ يَتَمَاثَلُ النَّقلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَةَ بَينَنَا <|vsep|> فِي الله نَحنُ لأجلِهِ خَصمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم <|vsep|> لَكِن نَصَرنَا مُوجبَ القرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا سُلُوكٌ ضِدَّ مَسلَكِهِم فَمَا <|vsep|> رَجُلاَنِ مِنَّا قَطُّ يَلتَقِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِمَا بِهِ <|vsep|> دَانُوا مِنَ الرَاءِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا عَزلنَاهَا وَلَم نَعبَأ بِهَا <|vsep|> يَكفِي الرَّسُولُ وَمُحكَمُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يَكُن يَكفِيهِ ذانِ فَلاَ كَفا <|vsep|> هُ اللهُ شَرَّ حَوَادِثِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يَكُن يَشفِيهِ ذَانِ فَلاَ شَفَا <|vsep|> هُ اللهُ فِي قَلبٍ وَلاَ أبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يكُن يُغنِيهِ ذَانِ رَمَاهُ رَبُّ <|vsep|> العَرشِ بِالِعدَامِ وَالحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يَكُن يَهدِيهِ ذَانِ فَلاَ هَدَا <|vsep|> هُ الله سُبلَ الحَقِّ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الكَلاَمَ مَعَ الكِبَارِ وَلَيسَ مَع <|vsep|> تِلكَ الأراذِلِ سِفلَةِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوسَاخِ هَذَا الخَلقِ بَل أنتَانِهِ <|vsep|> جِيَفِ الوُجُودِ وَأخبَثِ الأنتَانش </|bsep|> <|bsep|> الطَّالِبِينَ دِمَاءَ أهلِ العِلمِ لل <|vsep|> كُفرَانِ والعُدوَانِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> الشَّاتِمِي أهلَ الحَديثِ عَداوَةً <|vsep|> لِلسُّنَّةِ العُليَا مَعَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا مَسَبَّتَهُم طَعَامَ حُلُوقِهِم <|vsep|> فالله يَقطَعُهَا مِنَ الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> كِبراً وَعجَاباً وَتِيهَاً زَائِداً <|vsep|> وَتَجَاوُزاً لِمَراتِبِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَان هَذَا مِن وَرَاءِ كِفَايَةٍ <|vsep|> كُنَّا حَمَلنَا رَايةَ الشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ مِن خَلفِ كُلِّ مُخَلَّفٍ <|vsep|> عَن رُتبَةِ الِيمَانِ والحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لِي بِشِبهِ خَوَارجٍ قَد كَفَّرُوا <|vsep|> بِالذَّنبِ تَأوِيلاً بِلاَ حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم نُصُوصٌ قَصَّرُوا فِي فَهمِهَا <|vsep|> فاتُوا مِنَ التقصيرِ فِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَخُصُومُنَا قَد كَفَّرُونَا بِالذِي <|vsep|> هُوَ غَايَةُ التَّوحِيدِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائبِ أنَّهُم قَالُوا لِمَن <|vsep|> قَد دَانَ بِالثَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ نَّهُم <|vsep|> أخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى ذَا البُهتِ هَذَا وَصفُهُم <|vsep|> نَسَبُوا لَيهِ شِيعَةََ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَلُّوا عَلَى سُنَنِ الرَّسُولِ وَحِزبِهِ <|vsep|> سَيفَينِ سَيفَ يَدٍ وَسَيفَ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> خَرَجُوا عَلَيهِم مِثلَ مَا خَرَجَ الألَى <|vsep|> مِن قبلِهِم بِالبَغي وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا كَانَ الخَوَارِجُ هَكَذَا <|vsep|> وَهُم البُغَاةُ أَئِمَّة الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَفَّرتُم أصحَابَ سُنَّتِهِ وَهُم <|vsep|> فُسَّاقَ مِلَّتِهِ فَمَن يلحَانِي </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُ هُم خَيرٌ وأهدَى مِنكُمُ <|vsep|> وَاللهِ مَا الفِئَتَانِ مُستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّان بَينَ مُكَفِّرٍ بِالسُّنَّةِ ال <|vsep|> عُليَا وَبَينَ مُكَفِّرِ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم تَأوَّلنَا كَذَاكَ تَأوَّلُوا <|vsep|> وَكِلاكُمَا فِئتَانِ بَاغِيَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكُم عَلَيهِم مِيزَةُ التَعطِيل والتَّ <|vsep|> حرِيفِ والتبدِيلِ والبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم عَلَيكُم مِيزَةُ الِثبَاتِ والتَّ <|vsep|> صدِيقِ مع خَوفٍ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ألَكُم عَلى تأويلكم أجرَانِ ذ <|vsep|> لَهُمُ عَلَى تأوِيلهِم وِزرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَا رَسُولَ اللهِ مِن ذَا الحُكمِ بَل <|vsep|> أنتُم وَهُم فِي حُكمِه سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَكُمَا للنِّصِّ فَهوَ مُخَالِفٌ <|vsep|> هَذَا وَبَينَكُمَا مِنَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم خَالَفُوا نَصًّا لِنَصٍّ مِثلِهِ <|vsep|> لَم يَفهَموا التَّوفِيقَ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم خَالَفتُمُ المَنصُوصَ للش <|vsep|> بَهِ التِي هِيَ فِكرَةُ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ أنتُمُ خَيرٌ وَأق <|vsep|> رَبُ مِنهُمُ لِلحَقِّ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم قَدَّمُوا المفهُومَ مِن لَفظِ الكِتَا <|vsep|> بِ عَلَى الحَدِيثِ المُوجِبِ التبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ رَأيَ الرِّجَا <|vsep|> لِ عَلَيهِمَا أفأنتُم عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أم هُم لَى الِسلاَمِ أقرَبُ مِنكُمُ <|vsep|> لاَحَ الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ الجَزَا <|vsep|> بِالعَدلِ وَالِنصَافِ وَالميزَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنَحنُ فَمِنهُم بَل مِنكُمُ <|vsep|> بُرَاء لاَّ مِن هُدًى وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذا قَولَ الخَوَارِجِ ثُمَّ قَو <|vsep|> لَ خُصُومِنَا واحكُم بِلاَ مَيَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَن ذا الذِي مِنَّا ذاً أشبَاهُهُم <|vsep|> ن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الخَوَارِجُ للرَّسُولِ اعدِل فَلَم <|vsep|> تَعدِل وَمَا ذِي قِسمَةُ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ قَالَ نَظِيرَ ذَا <|vsep|> لَكِنَّهُ قَد زَادَ فِي الطُّغيانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الصَّوَابُ بانَّه استَولَى فَلِم <|vsep|> قُلتَ استَوَى وَعَدلتَ عَن تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَنزِلُ أمرُهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> لِمَ قُلتَ يَنزِلُ صَاحِبُ الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا بِعَدلٍ فِي العِبَارَةِ وَهيَ مُو <|vsep|> هِمةُ التَّحرُّكِ وانتِقَالِ مَكَان </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ قُلتَ بأنَّ رَبَّكَ فِي السَّمَا <|vsep|> أوهَمتَ حَيِّزَ خَالِقِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَانَ الصَّوَابُ بِأن يُقَالَ بأنَّهُ <|vsep|> فَوقَ السَّمَا سُلطَانُ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلتَ لَيهِ يُعرَجُ وَالصَّوَا <|vsep|> بُ لَى كَرَامَةِ رَبِّنَا المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلتَ بأنَّ مِنهُ يَنزِلُ ال <|vsep|> قُرنُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَانَ الصَّوَابُ بأن يُقَالَ نُزُولُهُ <|vsep|> مِن لَوحِهِ أو مِن مَحَلٍّ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَقُولُ أينَ الله والأينُ مم <|vsep|> تَنِعٌ عَلَيهِ وَليسَ فِي المكانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو قُلتَ مَن كَانَ الصَّوَابَ كَمَا تَرَى <|vsep|> فِي القَبرِ يَسألُ ذَلِكَ المَلَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتُقُولُ اللَّهُمَّ أنتَ الشَّاهِدُ ال <|vsep|> أعلَى تُشِيرُ بِأصبُعٍ وَبَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَحوَ السَّمَاءِ وَمَا شَارَتُنَا لَهُ <|vsep|> حِسِّيَّةٌ بَل تِلكَ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا نَدرِي الذِي نُبدِيهِ فِي <|vsep|> هَذَا مَنَ التَّأوِيل للِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلنَا لَهُم نَّ السَّمَا هِي قِبلَةُ الدَّ <|vsep|> اعِي كَبَيتِ الله ذِي الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لنَا هَذا دَليلٌ أنَّهُ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءَِ بِأوضَحِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالنَّاسُ طُرّاً نمَا يَدعُونَه <|vsep|> مِن فَوقُ هذِي فِطرَةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لا يَسألُونَ القِبلَةَ العُليَا وَلَ <|vsep|> كِن يَسألُونَ الربَّ ذَا الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَمَا كَانَت شَارَتُهُ لَى <|vsep|> غَيرِ الشَّهِيدِ مُنَزِّلِ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَاهُ أمسَى لِلسَّمَا مُستشهِداً <|vsep|> حَاشَاهُ مِن تَحرِيفِ ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلتُ بأنَّهُ مُتَكَلِّمٌ <|vsep|> وكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بِالذَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَادَى الكَلِيمَ بِنَفسِهِ وَكَذَاكَ قَد <|vsep|> سَمِعَ النِّدَا فِي الجَنَّةِ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا يُنادِي الخَلقَ يَومَ مَعَادِهِم <|vsep|> بِالصَّوتِ يَسمَعُ صَوتَهُ الثِّقلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> نَّي أنَا الدَّيَّانُ خُذُ حقَّ مَظ <|vsep|> لُومٍ مِنَ العَبدِ الظَّلُومِ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَتَقُولُ نَّ اللهَ قَالَ وَقَائِلٌ <|vsep|> وَكَذَا يَقُولُ وَلَيسَ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَولٌ بِلاَ حَرفٍ وَلاَ صَوتٍ يُرَى <|vsep|> مِن غَيرِ مَا شَفَةٍ وَغَيرِ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوقَعتَ فِي التَّشبِيهِ وَالتَّجسِيمِ مَن <|vsep|> لَم يَنفِ مَا قَد قُلتَ فِي الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم تَقُل فَوقَ السَّمَاءِ وَلَم تُشِر <|vsep|> بِشَارَةٍ حِسِّيَّةٍ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وسَكَتَّ عن تِلكَ الأحَادِيثِ التِي <|vsep|> قَد صَرَّحَت بِالفَوقِ لِلدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَكَرتَ أنَّ اللهَ لَيسَ بِدَاخِلٍ <|vsep|> فِينَا وَلاَ هُوَ خَارِجَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُنَّا انتَصَفنَا مِن أولِي التَّجسِيمِ بَل <|vsep|> كَانُوا لَنَا أسرَى عَبِيدَ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن مَنَحتَهُم سِلاَحاً كلمَا <|vsep|> شَاؤوا لَنَا مِنهُم أشَدَّ طِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَوا بِأسهُمِكَ التِي أعطيتَهُم <|vsep|> يرمُونَنَا غَرَضاً بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كُنتَ تَعدِلُ فِي العَبارةِ بَينَنَا <|vsep|> مَا كَانَ يُوجَدُ بَينَنَا رَجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا لِسَانُ الحَالِ مِنهُم وَهوَ فِي <|vsep|> ذَاتِ الصُّدُورِ يُغَلُّ بِالكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَبدُوا عَلَى فَلَتَاتِ ألسُنِهِم وَفِي <|vsep|> صَفحَاتِ أوجُهِهِم يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> سِيمَا ذا قُرِىء الحَدِيثُ عَليهِمُ <|vsep|> وَتَلَوتَ شَاهِدَهُ مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهنَاكَ بَينَ النَّازِعَاتِ وَكُوِّرَت <|vsep|> تِلكَ الوُجُوهُ كَثِيرَةُ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَكَادُ قَائِلُهُم يُصَرِّحُ لَو يَرَى <|vsep|> مِن قَابِلٍ فَترَاهُ ذَا كِتَمانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ شَاهَدنَا رُؤوسَكُم عَلَى <|vsep|> هَذَا وَلَم نَشهَدهُ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لا وَحَشَو فُؤَادِهِ غِلٌّ عَلَى <|vsep|> سُنَنش الرَّسُولِ وَشِيعَةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي فِي كُتبِهِم لكن بِلُط <|vsep|> فِ عبَارَةٍ مِنهُم وَحُسنِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأخُو الجَهَالَة نِسبَةٌ للفظ وال <|vsep|> مَعنَى فَنَسبُ العَالشمِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> يَامَن يَظُنُّ بِأنَّنَا حِفنَا عَلَي <|vsep|> هِم كُتبُهُم تُنبِيكَ عن ذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر تَرَى لَكِن نَرَى لَكَ تَركَهَا <|vsep|> حَذَراً عَليكَ مَصَائِدَ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَشِبَاكُهَا والله لَم يَعلَق بِهَا <|vsep|> مِن ذِي جَنضاحٍ قَاصِرِ الطَّيرَانش </|bsep|> <|bsep|> لا رَأيتَ الطَّيرَ فِي قَفَصِ الرَّدى <|vsep|> يَبكِي لَهُ نَوحٌ عَلَى الأغصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَظَلُّ يَخبِطُ طَالِباً لِخَلاَصِهِ <|vsep|> فَيَضِيقُ عَنهُ فُرجَةُ العِيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالذَّنبُ ذَنبُ الطَّيرِ خلَى أطيَبَ الثَّ <|vsep|> مَرَاتِ فِي عَالٍ مِنَ الأفنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى ِلَى تِلكَ المَزَابِلِ يَبتَغِي ال <|vsep|> فَضَلاَتِ كالحَشَرَاتِ وَالدِّيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ وَالله العَظِيمِ نَصِيحةٌ <|vsep|> مِن مُشفِقٍ وَأخٍ لَكُم مِعَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي <|vsep|> تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى أتاحَ لِيَ الِلهُ بِفَضلِهِ <|vsep|> مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي </|bsep|> <|bsep|> حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا <|vsep|> أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه <|vsep|> مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أخَذَت يَدَاهُ يَدِي وَسَارَ فَلَم يَرم <|vsep|> حَتَّى أرَانِي مَطلَعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأيتُ أعلاَمَ المدِينَةِ حَولَهَا <|vsep|> نُزُلُ الهُدَى وَعَسَاكِرُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأيتُ ثاراً عَظِيماً شَأنُهَا <|vsep|> مَحجُوبَةً عَن زُمرَةِ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَورَدتُ رَأسَ الماءِ أبيَضَ صَافِياً <|vsep|> حَصبَاؤهُ كللىء التِّيجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأيتُ أكوَاباً هُناكَ كَثِيرةً <|vsep|> مِثلَ النُّجُومِ لوَارِدٍ ظَمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأيتُ حَوضَ الكَوثَرِ الصَّافِي الذِي <|vsep|> لاَ زَالَ يَشخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِيزابُ سُنَّتِهِ وَقَولُ لهِهِ <|vsep|> وَهُمَا مَدَى الأيَّامِ لاَ يَنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ لاَ يَردُونَهُ لاَّ مِنَ ال <|vsep|> لافِ أفرَاداً ذَوو يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلٍ أكرِم بِهَا <|vsep|> وَوَردتُم أنتُم عَذَابَ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِحقِّ مَن أعطَاكُمُ ذَا العَدلَ وَال <|vsep|> نصَافَ والتَّخصِيصَ بالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن ذَا عَلَى دِين الخَوَارِجِ بَعدَ ذَا <|vsep|> أنتُم أمِ الحَشَوِيُّ مَا تَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله مَا أنتُم لَدَى الحَشَوِي أه <|vsep|> لاً أن يُقَدِّمَكُم عَلَى عُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَضلاً عَنِ الفَارُوقِ وَالصديقِ فَض <|vsep|> لاً عَن رَسُولِ الله وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> والله لَوأبصَرتُمُ لَرَأيتُمُ ال <|vsep|> حَشوِيَّ حَامِلَ رَايَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمُ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ <|vsep|> فِي قَلبهِ أعلَى وَأكبَرُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أن يُحَرَّفَ عَن مَوَاضِعِهِ وَأن <|vsep|> يُقضَى لَهُ بِالعَزلِ عَن يقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَى الوِلايَة لابنِ سِينَا أو أبي <|vsep|> نَصرٍ أوِ المَولُودِ مِن صَفوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَن يُتَابِعُهُم عَلَى كُفرانِهم <|vsep|> أو مَن يُقَلِّدهُم مِنَ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنَا بالله قُومُوا وَانظُرُوا <|vsep|> وَتَفَكَّرُوا فِي السِّرِّ وَالِعلانِ </|bsep|> <|bsep|> نَظَراً ون شِئتُم مُنَاظرةً فَمِن <|vsep|> مَثنَى عَلَى هَذَا وَمِن وُحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيُّ الطَّوَائِفِ بَعد ذَا أدنَى لَى <|vsep|> قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَبَيَّنَ ذَا فَِمَّا تَتبَعُوا <|vsep|> أو تَعذُرُا أو تُؤذِنُوا بِطِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم لِمًَن أقتَدَى <|vsep|> بِالوَحي مِن أثرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> حَشوِيةٌ يَعنُونَ حَشواً فِي الوُجُو <|vsep|> دِ وَفَضلَةً فِي أمَّةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَظُنُّ جَاهِلُهُم بِأنَّهُمُ حَشَوا <|vsep|> رَبَّ العِبَادِ بِدَاخِلِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَولُهُم فَوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا <|vsep|> ءِ الرَّبُّ ذُو المَلَكُوتِ وَالسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> ظَنَّ الحَمِيرُ بِأنَّ فِي لِلظَّرفِ وَالرَّ <|vsep|> حمَنُ مَحوِيٌّ بِظَرفِ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَم يَسمَع نِداً مِن فِرقَةٍ <|vsep|> قَالَتهُ فِي زَمَنٍ مِنَ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَبهَتُوا أهلَ الحَدِيثِ بِهِ فَمَا <|vsep|> ذَا قَولَهُم تََبًّا لِذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَولُهُم نَّ السَّمَوَاتِ العُلَى <|vsep|> فِي كَفِّ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَقًّا كَخَردَلَةٍ تُرَى فِي كَفِّ مم <|vsep|> سِكِهَا تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَرَونَهُ المَحصُورَ بَعدُ أمِ السَّمَا <|vsep|> يَا قَومَنَا ارتَدعُوا عَنِ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم ذَا مُشِّبِهَةٌ وَكَم حَشوِيَّةٌ <|vsep|> فَالبَهتُ لاَ يَخفَى عَلَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ ن كَانَ الكِتَابُ وَسُنَّةُ ال <|vsep|> مُختَارِ حَشواً فَاشهَدُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّا بِحَمدِ لهنَا حَشوِيةٌ <|vsep|> صِرفٌ بِلاَ جَحدٍ وَلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَدرُونَ مَن سَمَّت شُيُوخُكُمُ بِهَ <|vsep|> ذَا الِسمِ فِي المَاضِي مِنَ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّى بِهِ ابنُ عُبَيدِ عَبدَاللهِ ذَا <|vsep|> كَ ابنُ الخَلِيفَةِ طَارِدِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَوَرِثتُمُ عَمراً كَمَا وَرِثُوا لِعَب <|vsep|> دِ الله أنَّى يَستَوِي الرثَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَدرُونَ مَن أولَى بِهَذَا وَهُ <|vsep|> وَ مُنَاسِبٌ أحوَالَهُ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَد حَشَا الأورَاقَ وَالأذهَانَ مِن <|vsep|> بِدَعٍ تُخَالِفُ مُوجَبَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الحَشوِيُّ لاَ أهلُ الحَدِي <|vsep|> ثِ أئِمَّةُ الِسلاَمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلِ السُّنَنِ التِي <|vsep|> لَيسَت زُبَالَةَ هَذِهِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَرَدتُمُ القَلُّوطَ مَجرَى كُلِّ ذِي ال <|vsep|> أوسَاخِ وَالأقذَارِ وَالأنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَسِلتُمُ أن تَصعَدُوا لِلوِردِ مِن <|vsep|> رَأسِ الشرِيعَةِ خَيبَةَ الكَسلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَم ذَا مُشبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ نَوَا <|vsep|> بِتَةٌ مَسَبَّةُ جَاهِلٍ فَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أسمَاءُ سَميتُم بِهَا أهلَ الحَدِي <|vsep|> ثِ وَنَاصِرِي القُرنِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُوهُم أنتُمُ وَشُيُوخُكُم <|vsep|> بَهتاً بِهَا مِن غَيرِ مَا سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُوهَا سُبَّةً لِتُنَفِّرُوا <|vsep|> عَنهُم كَفِعلِ السَّاحِرِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ذَنبُهُم وَالله لاَّ أنَّهُم <|vsep|> أخَذُوا بِوَحيِ اللهِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأبَوا بأن يَتَحَيَّزُوا لِمَقَالَةٍ <|vsep|> غَيرِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأبَوا يَدِينُوا بِالذِي دِنتُم بِهِ <|vsep|> مِن هَذِهِ الرَاءِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصَفُوهُ بِالأوصَافِ فِي النَّصَّينِ مِن <|vsep|> خَبَرٍ صَحِيحٍ ثُمَّ مِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ ذَا التَّجسِيمَ عِندكُمُ فَيَا <|vsep|> أهلاً بِهِ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا مُجَسِّمَةٌ بِحَمدِاللهِ لَم <|vsep|> نَجحَد صِفَات الخَالِقِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا قَالَ امرُؤ مِنَّا بِأنَّ <|vsep|> اللهَ جِسمٌ يَا أولِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله يَعلَم أنَّنَا فِي وَصفِهِ <|vsep|> لَم نَعدُ مَا قَد فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أو قَالَهُ أيضاً رَسُولُ اللهِ فَه <|vsep|> وَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قَالَهُ أصحَابُهُ مِن بَعدِهِ <|vsep|> فَهُمُ النُّجُومُ مَطالِعُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمُّوهُ تَجسِيماً وَتَشبِيهاً فَلَس <|vsep|> نَا جَاحِدِيهِ لِذَلِكَ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل بَينَنَا فَرقٌ لَطِيفٌ بل هُو ال <|vsep|> فَرقُ العَظِيمُ لِمَن لَهُ عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الحَقِيقَةَ عِندَنَا مَقصُودَةٌ <|vsep|> بِالنَّصِّ وَهوَ مُرَادهُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن لَدَيكُم فَهيَ غضيرُ مُرَادَةٍ <|vsep|> أنَّى يُرَادُ مُحَقَّقُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَلاَمُهُ فِيمَا لَدَيكُم لا حقِي <|vsep|> قَةَ تَحتَهُ تَبدُو لَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي ذِكرِ يَاتِ العُلُوِّ وَسَائِرِ ال <|vsep|> أوصَافِ وَهيَ القَلبُ للقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَولُ رَبِّ النَّاسِ لَيسَ حَقِيقَة <|vsep|> فِيمَا لَدَيكُم يَا أولِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا جَعَلتُم ذَا مَجَازاً صَحَّ أن <|vsep|> يُنفَى عَلَى الِطلاَقِ وَالمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَقَائِقُ الألفَاظِ بِالعَقلِ انتَفَت <|vsep|> فِيمَا زَعَمتُم فَاستَوَى النَّفيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيُ الحَقِيقَةِ وانتِفَاءُ اللَّفظِ ن <|vsep|> دَلَّت عَلَيهِ فَحَظُّكُم نَفيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَصِيبُنَا ثبَاتُ ذَاكَ جَمِيعِهِ <|vsep|> لَفظاً وَمَعنًى ذاكَ ثبَاتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَنِ المعَطِّلُ فِي الحَقِيقَةِ غَيرُكُم <|vsep|> لَقَبٌ بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا سَبَبتُم بالمُحَالِ فَسَبُّنَا <|vsep|> بِأدِلَّة وَحِجَاج ذِي بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> تُبدِي فَضَائِحَكُم وَتَهتِكُ سِتركُم <|vsep|> وَتُبِينُ جَهلَكُكُ مَعَ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا بُعدَ مَا بَينَ السِّبَابَ بِذَاكُمُ <|vsep|> وَسِبَابُكُم بِالكِذبِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن سَبَّ بِالبُرهَانِ لَيسَ بِظَالِمٍ <|vsep|> وَالظُّلمُ سَبُّ العَبدِ بالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَحَقِيقَةُ التَّجسِيمِ ن يَكُ عِندكُم <|vsep|> وَصفُ الِلهش الخَالِقِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بِصِفَاتِهِ العُليَا التَي شَهِدَت بِهَا <|vsep|> يَاتُهُ وَرَسُولُهُ العَدلانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَحَمَّلُوا عَنَّا الشَّهَادَةَ وَاشهَدُوا <|vsep|> فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وَكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّا مُجَسِّمَةٌ بِفَضلِ اللهِ وَل <|vsep|> يَشهَد بِذَلِكَ مَعكُمُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ أكبَرُ كَشَّرت عَن نَابِهَا ال <|vsep|> حَربُ العَوَانُ وَصِيحَ بالأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَقَابَلَ الصَّفَّانِ وَانقَسَمَ الوَرى <|vsep|> قِسمَينِ وَاتَّضَحَت لَنَا القِسمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَارِدَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى <|vsep|> مَاذَا عَلَى شَفَتَيكَ وَالأسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا تَرَى ثَارَهَا فِي القَلبِ وَالنِّ <|vsep|> يَّاتِ وَالأعمَالِ وَالأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو طَابَ مِنكَ الوردُ طَابَت كُلُّهَا <|vsep|> أنَّى تَطِيبُ مَوَاردُ الأنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَاوَاردَ القَلُّوطِ طَهِّر فَاكَ مِن <|vsep|> خَبَثٍ بِهِ واغسِلهُ مِن أنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ اشتُمِ الحَشوِيَّ حَشوَ الدينِ وال <|vsep|> قُرنِ وَالثَارِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أهلاَ بِهم حَشوَ الهُدَى وَسِوَاهم <|vsep|> حَشوُ الضَّلاَلِ فَمَا هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أهلاً بِهِم حَشوَ اليَقِينِ وَغَيرُهُم <|vsep|> حَشَوُ الشُّكُوكِ فَمَا هُمَا صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أهلاً بِهِم حَشوَ المَسَاجِد وَالسِّوَى <|vsep|> حَشوُ الكَنِيفِ فَمَا هُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أهلاَ بِهِم حَشوَ الجِنَانِ وَغَيرُهُم <|vsep|> حَشوُ الجَحِيمِ أيَستَوِي الحَشوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَاردَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى ال <|vsep|> حَشوِيَّ وَارِدَ مَنهَلش القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُ مِن رأسِ الشَّرِيعَةِ شَارِباً <|vsep|> مِن كَفِّ مَن قَد جَاءَ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُ يَسقِي النَّاسَ فَضلَةَ كَأسِهِ <|vsep|> وَخِتَامُهَا مِسكٌ عَلَى رَيحَانِ </|bsep|> <|bsep|> لِعَذَرتَهُ ن بَالَ فِي القَلُّوطِ لَم <|vsep|> يَشرَب بِهِ مَع جُملَةِ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَارِدَ القَلُّوطِ لاَ تَكسَل فَرأ <|vsep|> سُ المَاءِ فَاقصِدهُ قَرِيبٌ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ مَنهَلٌ سَهلٌ قَرِيبٌ وَاسِعٌ <|vsep|> كَافٍ ذَا نَزَلت بِهِ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَيسَ بِأصعَبِ الوِردَين بَل <|vsep|> هُوَ أسهَلُ الوِردَينِ لِلظَّمنِ </|bsep|> <|bsep|> يَاقَومُ وَاللهِ انظُرُوا وَتَفَكَّرُوا <|vsep|> فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مِثلَ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ لِلَّذِي <|vsep|> قَد قَالَهُ ذُو الرَّايِ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأقَلُّ شَيءٍ أن يَكُونَا عِندَكُم <|vsep|> حَدًّا يَا أولِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا استَوَيَا لَدَى زُعَمَائِكُم <|vsep|> فِي العِلم وَالتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَزَلُوهُمَا بَل صَرَّحُوا بِالعزلِ عَن <|vsep|> نَيلِ اليَقِينِ وَرُتبَةِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ <|vsep|> لَسنَا نُحَكِّمُهَا عَلَى الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا أنزِلَت لِيُنَالَ مِنهَا العِلمُ بال <|vsep|> ثبَاتِ للأوصَافِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل بِالعُقُولِ يُنَالُ ذَاكَ وَهَذِهِ <|vsep|> عَنهُ بِمَعزَلِ غَيرُ ذِي سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِجُهدِنَا تَأوِيلُهَا وَالدَّفعُ فِي <|vsep|> أكنَافِهَا دَفعاً لِذِي الصَّوَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَكَبير قَومٍ جَاءَ يَشهَدُ عِندَ ذِي <|vsep|> حُكمٍ يُريدُ دِفَاعَهُ بِلِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَقُولُ قَدرُكَ فَوقَ ذَا وَشَهَادَةٌ <|vsep|> لِسَواكَ تَصلُحُ فَاذهَبَن بِأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِوُدِّهِ لَو كَانَ شَيءٌ غَيرَ ذَا <|vsep|> لَكِن مَخَافَةَ صَاحِب السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَقَد أتَانَا عَن كَبِيرٍ فِيهِمُ <|vsep|> وَهُوَ الحَقِيرُ مَقَالَةُ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَان َ يُمكِنُنِي وَلَيسَ بِمُمكِنٍ <|vsep|> لَحَكَكَتُ مِن ذَا المِصحَفِ العُثمَانِي </|bsep|> <|bsep|> ذِكرَ استَوَاءِ الرَّبِّ فَوق العَرشِ لَ <|vsep|> كِن ذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَألله لَولاَ هَيبَةُ الِسلاَمِ وَال <|vsep|> قرنِ وَالأمرَاءِ وَألسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأتَوا بكُلِّ مُصِيبَةٍ وَلَد كدَكوا ال <|vsep|> سلاَمَ فَوقَ قَواعِدِ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَقَد رَأيتُم مَا جَرَى لأئِمَّةِ ال <|vsep|> سلاَمِ مِن مِحَنٍ عَلَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ سِيَّمَا لَمَّا استَمَالُوا جَاهِلاً <|vsep|> ذَا قُدرَةٍ فِي النَّاسِ مَع سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَعَوا لَيهِ بِكُلِّ فكٍ بَيِّنٍ <|vsep|> بَل قَاسَمُوهُ بِأغلَظِ الأيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّ النَّصِيحَةَ قَصدُهُم كَنَصِيحَةِ الشَّ <|vsep|> يطَانِ حِينَ خَلاَ بِهِ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَرَى عَمَائِمَ ذَاتَ أذنَابٍ عَلَى <|vsep|> تِلكَ القُشُورِ طَويلَةِ الأردَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَى هَيُولَى لاَ تَهُولُ لِمبصِرٍ <|vsep|> وَتَهُولُ أعمَى فِي ثِيَابش جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أصَاخَ بِسَمعِهِ مَلَؤوهُ مِن <|vsep|> كَذِبٍ وَتَلبِيسٍ وَمِن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَرَى وَيَسمَعُ فَشرَهُم وَفُشَارَهُم <|vsep|> يَا مِحنَةَ العَينَينِ وَالأذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَحُوا جِرَابَ الجَهلِ مَع كَذِبٍ فَخُذ <|vsep|> وَاحمِل بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَوا ِلَى قَلبِ المُطَاعِ فَفتَّشُوا <|vsep|> عَمَّا هُنَاكَ لِيَدخُلُوا بِأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا بَدَا غَرَضٌ لَهُم دَخَلُوا بِهِ <|vsep|> مِنهُ لَيهِ كَحِيلَةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا رَأوهُ هَشَّ نَحو حَدِيثِهِم <|vsep|> ظَفِرُوا وَقَالُوا وَيحَ لِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ فِي الطَّرِيقِ يَعُوقُ مَولاَنَا عَن ال <|vsep|> مَقصُودِ وَهوَ عَدُوُّ هَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا هُمُ غَرَسُوا العَدَاوَة وَاظَبُوا <|vsep|> سَقيَ الغِرَاسِ كَفِعلِ ذِي البُستَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ذاَ مَا أثمَرت وَدَنَ لَهُم <|vsep|> وَقتُ الجَذّاذِ وَصَارَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَكِبُوا عَلَى جُردٍ لَهُم وَحَمِيَّةٍ <|vsep|> وَاستَنجَدُوا بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَالِكَ ابتُلِيَت جُنُودُ الله مِن <|vsep|> جُندِ اللعِينِ بِسَائِرِ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ضَرباً وَحَبساً ثُمَّ تَكفِيراً وَتَب <|vsep|> دِيعاً وَشَتماً ظَاهِرَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَقَد رَأينَا مِن فَريِقٍ مِنهُمُ <|vsep|> أمراً تُهَدُّ لَهُ قُوَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن سَبِّهُم أهلَ الحَدِيثِ وَدِينُهُم <|vsep|> أخذُ الحَدِيث وَتَركُ قَولِ فَلاَنش </|bsep|> <|bsep|> يَا أمَّةً غَضِبَ اللَهُ عَلَيهِمُ <|vsep|> ألأجلِ هَذَا تَشتُمُوا بِهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّا لَكُم ذ تَشتُمُونَ زَوَامِلَ ال <|vsep|> سلاَمِ حِزبَ الله وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَبَبتُمُوهُم ثُمَّ لَستُم كُفؤهُم <|vsep|> فََرَأوا مَسَبَّتَكُم مِنَ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَهُم قَبِلُوا وَصِيَّةً رَبِّهِم <|vsep|> فِي تَركِهِم لِمَسَبَّةِ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذَرَ المُقَابَلَةَ القَبِيحَةَ مِنهُمُ <|vsep|> بِمَسَبَّةِ القُرنِ وَالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أصحَابُ الحَدِيثِ فَنَّهُم <|vsep|> ضُرِبَت لَهُم وَلَكُم بِذَا مَثَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> سَبُّوكُمُ جُهَّالُهُم فَسَبَبتُمُ <|vsep|> سُنَنَ الرَّسُولِ وَعَسكَرَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصَدَدتُمُ سُفَهَاءَكُم عَنهُم وَعَن <|vsep|> قَولِ الرَّسُولِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَعَوتُمُوهُم لِلَّذِي قَالَتهُ أش <|vsep|> يَاخٌ لَكم بِالخَرصِ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأبَوا جَابَتَكُم وَلَم يَتَحَيَّزُوا <|vsep|> لاَّ لَى الثارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَى أولِي العِرفَانِ مِن أهلِ الحَدِي <|vsep|> ثِ خُلاَصَةِ الِنسَانِ وَالأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأقَامَهُم حَرَساً مِنَ التَّبدِيلِ وَالتَّ <|vsep|> حرِيفِ وَالتتمِيمِ وَالنُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> يُزكٌ عَلَى السلامِ بَل حِصنٌ لَهُ <|vsep|> يَأوِي لَيهِ عَسَاكِرُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ المَحَكُّ فَمَن يُرَى مُتَنَقصاً <|vsep|> لَهُم فَزِندِيقٌ خَبِيثُ جَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن تَتَّهِمهُ فَقَبلَكَ السَّلَفُ عَلَى الهُدى <|vsep|> وَالعِلمِ والثارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَقِيقُ بِذَاكَ ذ عَادَى رُوَا <|vsep|> ةَ الدِّينِ وَهيَ عَدَاوَةُ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا ذَكَرتَ النَّاصِحينَ لِرَبِّهِم <|vsep|> وَكَتَابِهِ وَرَسُولِهِ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاغسِلهُ وَيلَكَ مِنَ دَم التَّعطِيل وَالتَّ <|vsep|> كذِيبِ وَالكُفرَانِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَسُبُّهُم عَدواً وَلَستَ بِكُفئِهِم <|vsep|> فَالله يَفدِي حَِزبَهُ بِالجَانِي </|bsep|> <|bsep|> قَومٌ هُمُ بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ <|vsep|> أولَى وَأقرَبُ مِنكَ لِلِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّانَ بَينَ التَّارِكينَ نُصُوصَهُ <|vsep|> حَقًّا لأجلِ زَبَالَةِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالتَّارِكِينَ لأجلِهَا راءَ مَن <|vsep|> رَائُهُم ضَربٌ مِنَ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَمَّا فَسَا الشَّيطَانُ فِي ذَانِهِم <|vsep|> ثُقُلَت رُؤوسُهُمُ عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلذَاكَ نَامُوا عَنه حَتَّى أصبَحُوا <|vsep|> يَتَلاعَبُوَنَ تَلاَعُبَ الصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّكبُ قَد وَصَلُوا العُلَى وَتَيَمَّمُوا <|vsep|> مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلَع الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَومٌ أقَامَهُمُ اللَهُ لِحِفظِ هَ <|vsep|> ذَا الدِّينِ مِن ذِي بِدعَةٍ شَيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَوا لَى رَوضَاتِهَا وَتَيمَّمُوا <|vsep|> مِن أرضِ مَكَّة مَطلَع القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> قَومٌ ذَا مَا نَاجِذُ النَّصِّ بَدَا <|vsep|> طَارُوا لَهُ بِالجَمعِ وَالوُحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا بَدَا عَلَمُ الهُدَى استَبَقُوا لَهُ <|vsep|> كَتَسَابُقِ الفُرسانِ يَومَ رِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا هُمُ سَمِعُوا بِمُبتَدعٍ هَذَى <|vsep|> صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِثُوا رَسُولَ اللهِ لِكِن غَيرُهُم <|vsep|> قَد رَاحَ بِالنُّقصَانِ وَالحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا استَهَانَ سِوَاهُمُ بِالنِّصِّ لَم <|vsep|> يَرفَع بِهِ رَأسا مِنَ الخُسرَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَضُّوا عَلَيهِ بِالنوَاجِذِ رَغبَةً <|vsep|> فِيهِ وَلَيسَ لَدَيهِمُ بِمُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسُوا كَمَن نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيقَةً <|vsep|> وَتِلاَوَةً قَصداً بِتَركِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> عَزَلُوهُ فِي المَعنَى وَوَلُّوا غَيرَهُ <|vsep|> كَأبِي الرَّبِيعِ خَلِيفَةِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَكَرُوهُ فَوقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكَّةٍ <|vsep|> رَقَمُوا اسمَهُ فِي ظَاهِرِ الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ وَالنَّهيُ المُطَاعُ لِغَيرِهِ <|vsep|> وَلِمُهتَدٍ ضُرِبَت بِذَا مَثَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا لِلعُقولِ أيَستَوِي مَن قَالَ بِال <|vsep|> قُرنِ وَالثارِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُخَالِفٌ هَذَا وَفِطرَةَ رَبِّهِ <|vsep|> الله أكبَرُ كَيفَ يَستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فِطرَةُ اللهِ التَي فُطِرُوا عَلَى <|vsep|> مَضمُونِهَا وَالعَقلُ مَقبُولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالوَحيُ جَاءَ مُصدِّقاً لَهُمَا فَلاَ <|vsep|> تُلقِ العَدَاوَةَ مَا هُمَا حَربَانِ </|bsep|> <|bsep|> سِلمَانِ عِندَ مُوَفَّقٍ وَمُصَدِّقٍ <|vsep|> وَالله يَشهَدُ نَّهُمَا سِلمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفظٍ وَارِدٍ <|vsep|> وَالعَقلُ حَتَّى َلَيسَ يِلتَقِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعَقلُ مَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الرَّا <|vsep|> ئِي صَحِيحَاً وَهوَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو أنَّ ذَاكَ النصَّ لَيسَ بِثَابِتٍ <|vsep|> مَا قَالَهُ المَعصُومُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنُصُوصُهُ لَيسَت تُعَارِضُ بَعضُهَا <|vsep|> بَعضاً فَسَل عَنهَا عَلِيمَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا ظَنَنتَ تَعَارُضاً فِيهَا فَذَا <|vsep|> مِن فَةِ الأفهَامِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أن يَكُونَ البَعضُ لَيسَ بِثَابِتٍ <|vsep|> مَا قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ قَولَ مُحَمَّدٍ وَالجَهمِ فِي <|vsep|> قَلبِ المُوَحِّدِ لَيسَ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> لا وَيطرُدُ كُلُّ قَولٍ ضِدَّهُ <|vsep|> فَِذَا هُمَا اجتَمَعَا فَمُقتَتِلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ بَعدُ عَلَى ثَلاثٍ حِزبِهِ <|vsep|> أو حَربِهِ أو فَارِغٍ مُتَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاختَر لِنَفسِكَ أينَ تَجعَلُهَا فَلاَ <|vsep|> وَالله لَستَ بِرَابِعِ الاعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ بِالتَّعطِيلِ فَهوَ مكَذِّبٌ <|vsep|> بِجَمِيعِ رُسلِ الله والفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ المُعَطِّلَ لاَ لَه لهُ سِوَى ال <|vsep|> مَنحُوتِ بِالأفكَارِ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا لَهُ المشرِكِينَ نُحَيتَهُ ال <|vsep|> أيدِي هُمَا فِي نَحتِهِم سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن لَهُ المُرسَلِينَ هُوَ الذِي <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ مُكونُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> تاللَّهِ قَد نَسَبَ المعَطِّلُ كُلَّ مَن <|vsep|> بِالبيِّنَاتِ أتَى لَى الكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا فِي المُرسَلِينَ مُعَطِّلٌ <|vsep|> نَافَى صِفَاتِ الوَاحِد الرَّحمنِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فِي المُرسَلِينَ مُشَبِّهٌ <|vsep|> حَاشَاهُمُ مِن فكِ هذي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخُذِ الهُدَى مِن عبدِهِ وَكِتَابِهِ <|vsep|> فَهُمَا لَى سُبُلِ الهُدَى سَبَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحذَر مَقَالاَتِ الذِينض تَفَرَّقُوا <|vsep|> شِيَعاً وَكَانُوا شِيعَةَ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأسأل خَبِيراً عَنهُم يُنبِيكَ عَن <|vsep|> أسرَارِهِم بِنَصِيحَةٍ وَبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا الهُدَى لاَ يُستَفَادُ بِسُنَّةٍ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ أثَرٍ وَلاَ قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كُلُّ ذَاكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ <|vsep|> لَم تُبدِ عَن عِلمٍ وَلاَ يقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهَا اشتِرَاكٌ ثُمَّ جمَالٌ يُرَى <|vsep|> وَتَجَوُّزٌ بِالزَّيدِ وَالنُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الِضمَارُ وَالتَّخصِيصُ وَال <|vsep|> حَذفُ الذِي لَم يُبدِ عَن تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّقلُ حادٌ فََموقُوفٌ عَلَى <|vsep|> صِدقِ الرُّوَاةِ وَلَيسَ ذَا بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ بَعضُهُم فِي البَعضِ يَقدَحُ دَائِماً <|vsep|> وَالقَدحُ فِيهِم فَهوَ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَوَاتُرٌ وَهوَ القَلِيلُ وَنَادِرٌ <|vsep|> جِدًّا فَأينَ القَطعُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَيَحتَاجُ السَّلاَمَةَ بَعدُ مِن <|vsep|> ذَاكَ المُعَارِضِ صَاحِبِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي بِالعقلِ يُعرَفُ صِدقُهُ <|vsep|> وَالنَّفيُ مَظنُونٌ لَدَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأجلِ هَذَا قَد عَزَلنَاهَا وَوَلَّي <|vsep|> نَا العُقُولَ وَمَنطِقَ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر ِلَى الِسلامِ كَيفَ بَقُاؤهُ <|vsep|> مِن بَعدِ هَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى القُرنِ مَعزَولاً لَدَي <|vsep|> هِم عضن نُفُوذِ وَلاَيَةِ الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظًر ِلَى قَولِ الرَّسُولِ كذَلكَ مَع <|vsep|> زُولاً لَدَيهِم لَيسَ ذَا سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا عَزَلُوهُ تَعظِيماً لَهُ <|vsep|> أيَظُنُّ ذَلِكَ قَطُّ ذُو عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا لَيتَهُم ذ يَحكُمُونَ بِعَزلِهِ <|vsep|> لَم يَرفعُوا رَايَاتِ جَنكِسخَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَيلُهُم وَلُّوا نَتَاِجَ فِكرِهِم <|vsep|> وَقَضَوا بِهَا قَطعاً عَلَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِذَالُهُم وَلُّوا شَارَاتِ ابنِ سِي <|vsep|> نَا حِينَ وَلُّوا مَنطِقَ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى نَصِّ الكِتَابِ مُجَدَّلاً <|vsep|> وَسَطَ العَرِينش مُمزَّقَ اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالطَّعنِ بِالِجمَالِ وَالٍضمَارِ وَالتَّ <|vsep|> خصِيصِ وَالتَّأوِيلِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالِشتِرَاكُ وَبِالمَجَازِ وَحَذفِ مَا <|vsep|> شَاؤُوا بِدَعوَاهُم بِلاَ بُرهَانش </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَيهِ لَيسَ يَنفُذُ حُكمُهُ <|vsep|> بَينَ الخُصُومِ وَمَا لَهُ مِن شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَيهِ لَيسَ يُقبَلُ قولُهُ <|vsep|> فِي العِلمِ بِالأوصَافِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا المَقبُولُ حُكمُ العَقلِ لاَ <|vsep|> أحكَامُهُ لاَ يَستَوِي الحُكمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَبكِي عَليهِ أهلُهُ وَجُودُهُ <|vsep|> بِدمَائِهِم وَمَدَامِعِ الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَهدُوهُ قِدماً لَيسَ يَحكُمُ غَيرُهُ <|vsep|> وَسوَاهُ مَعزُولٌ عَنِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن غَابَ نَابَت عَنهُ أقوَالُ الرَّسُو <|vsep|> لِ هُمَا لَهُم دُونَ الوَرَى حَكَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَاهُمُ مَا لَم يَكُن فِي ظَنِّهِم <|vsep|> فِي حُكمِ جَنكِسخَانِ ذِي الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِجُنُودِ تَعطِيلٍ وَكُفرَانٍ مِن ال <|vsep|> مَغُولِ ثُمَّ اللاَّصِ وَالعَلاَّنِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلُوا بِمِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ كَمَا <|vsep|> فَعَلُوا بِأمَّتِهش مِنَ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا انقَادُوا لِجَنكِسخَانَ حَتَّ <|vsep|> ى أعرَضُوا عَن مُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا وَلُّوه لاَّ بَعدَ عَز <|vsep|> لِ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن يقَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَزَلُوهُ عَن سُلطَانِهِ وَهُوَ اليَقِي <|vsep|> نُ المستَفَادُ لَنا مِنَ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَم يَكفِ الذِي فَعَلُوهُ حَتَّ <|vsep|> ى تَمَّمُوا الكُفرَانَ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا القُرنِ عِضِينَ ذ عَضَّوهُ أن <|vsep|> وَاعاً مُعَدَّدةً مِنَ النُّقصَانش </|bsep|> <|bsep|> مِنهَا انتِفَاءُ خُرُوجِهِ مِن رَبِّنَا <|vsep|> لَم يَبدُ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ خَلقٌ مِنَ اللَّوحِ ابتَدَا <|vsep|> أو جَبرَئِيلَ أوِ الرَّسُولِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَهُ رَبُّ السَّمَوَات العُلَى <|vsep|> لَيسَ الكَلامُ بِوَصفِ ذِي الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّا لَهُم سَلبُوهُ أكمَلَ وَصفِهِ <|vsep|> عَضَهُوهُ عَضهَ الرَّيبش وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل يَستَوِي باللهِ نِسبَتُهُ لَى <|vsep|> بَشَرٍ وَنِسبَتُهُ لَى الرَّحمنَ </|bsep|> <|bsep|> مِن أينَ للمَخلُوقِ عَينُ صِفَاتِهِ <|vsep|> اللهُ أكبَرُ لَيسَ يَستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَينَ الصِّفَاتِ وَبَينَ مَخلُوقٍ كَمَا <|vsep|> بَينَ الِلَهِ وَهَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَد عَضهُوهُ أنَّ نُصُوَصَهُ <|vsep|> مَعزُولَةٌ عَن مرَةش الِيقانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ غَايَتَهَا الظُّنُونُ وَلَيتَهُ <|vsep|> ظَنًّا يَكُونُ مُطَابِقاً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن ظَوَاهِرُ مَا يُطَابِقُ ظَنَّهَا <|vsep|> مَا فِي الحَقِيقَةِ عِندَنَا بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ ِذَا مَا أوِّلَت فَمَجَازُهَا <|vsep|> بِزِيَادَةٍ فِيهَا أوِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو بِالكِنَايَةِ وَاستِعَارَاتٍ وَتَش <|vsep|> بِيهٍ وَأنوَاعِ المَجَازِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> فَالقَطعُ لَيسَ يُفِيدُهُ وَالظَّن مَن <|vsep|> فِيٌّ كَذَلِكَ فانتَفَ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِمَ المَلاَمَةُ ذ عَزَلنَاهَا وَوَلَّ <|vsep|> ينَا العُقُولَ وَفِكرَةَ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ يُعظِمُ فِي النُّصُوصِ أجُورَكُم <|vsep|> يَا أمَّةَ الثَارِ والقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَاتَت لَدَى الأقوَامِ لاَ يُحيُونَهَا <|vsep|> أبداً وَلاَ تُحييهُمُ لِهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَولُهُم خِلاَفُ الحِسِّ وَال <|vsep|> مَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَعَ كَونِهِ أيضاً خِلاَفَ الفِطرَةش ال <|vsep|> أولَى وَسُنَّةِ رَبِّنَا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ قَد فَطَرَ العِبَادَ عَلَى التَّفَا <|vsep|> هُمِ بِالخِطَابِ لِمَقصَدِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ يَدُلُّ عَلَى الذِي فِي نَفسِهِ <|vsep|> بِكَلامِهِ مِن أهلِ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَى المُخَاطِبَ قَاطِعاً بِمُرَادِهِ <|vsep|> هَذَا مَعُ التَّقصِير فِي الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كُلُّ لَفظٍ غَيرِ لَفظِ نَبِيِّنَا <|vsep|> هُوَ دُونَهُ فِي ذَا بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَا كَلاَمَ اللهِ فَهوَ الغَايَةُ ال <|vsep|> قُصوَى لَهُ أعلَى ذُرَى التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَفهَمِ الثَّقَلاَنِ مِن لَفظٍ كَمَا <|vsep|> فَهِمُوا مِنَ الاخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُوَ الذِي استَولَى عَلَى التبيان كاس <|vsep|> تِيلاَئِه حَقًّا عَلَى الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا بَعدَ تِبيَانِ الرَّسُولِ لنَاظِرٍ <|vsep|> لاَّ العَمَى وَالعيبُ فِي العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى قَولِ الرَّسُولِ لِسَائِلٍ <|vsep|> مِن صَحبِهِ عَن رُؤيةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> حَقًّا تَرَون لَهَكُم يَومَ اللِّقَا <|vsep|> رُؤيَا العِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَالبَدرِ لَيلَ تَمامِهِ وَالشَّمسِ فِي <|vsep|> نَحرِ الظَّهِيرَةِ مَا هُمَا مِثلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَصدُه تَحقِيقُ رُؤيَتِنَا لَهُ <|vsep|> فَأتَى بأظهَرِ مَا يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَفَى السَّحَابَ وَذَاكَ أمرٌ مَانِعٌ <|vsep|> مِن رُؤيةِ القَمَرَينِ فِي ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أتَى بالمُقتَضِي وَنَفَى المَوَا <|vsep|> نِعَ خَشيَةَ التقصيرِ فِي التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَلَّى عَلَيه الله مَا هَذَا الذِي <|vsep|> يَأتشي بِهِ مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا يَقُولُ القَاصِدُ التبيَانَ يَا <|vsep|> أهلَ العَمَى مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِأيِّ لَفظٍ جَاءَكُم قُلتُم لَهُ <|vsep|> ذَا اللَّفظِ مَعزُولٌ عَن الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَضَربتُم فِي وَجهِهش بِعَسَاكِرِ التَّ <|vsep|> أوِيلِ دَفعاً مِنكُم بِلِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو أنَّكُم وَاللهِ عَامَلتُم بِذَا <|vsep|> أهلَ العُلُومِ وَكُتبَهُم بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَدَت تَصانِيفُ الُوجُودِ بأسرِهَا <|vsep|> وَغَدَت عُلُومُ النَّاسِ ذَاتَ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَليسُوا فِي بَيَانِ عُلُومِهِم <|vsep|> مِثلَ الرَّسُولِ وَمنزِلِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو صحَّ الذِي قَد قُلتُمُ <|vsep|> قُطِعَت سَبِيلُ العِلمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعقلُ لا يَهدِي لَى تَفصِيلِهَا <|vsep|> لَكِنَّ مَا جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا غَدَا التفصِيلُ لَفظِيًّا وَمَع <|vsep|> زُولاً عَنِ الِيقَانِ والرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ لاَ عِلماً أفَادت لاَ وَلاَ <|vsep|> ظَنًّا وَهَذا غَايَةُ الحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو صَحَّ ذَاكَ القَولُ لَم يَحصُل لَنَا <|vsep|> قَطعٌ بِقُولٍ قَطُّ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَا التَّخَاطُبُ فَاسسداً وفَسَادُهُ <|vsep|> أصلُ الفَسَادِ لنَوعِ ذَا الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَانَ يَحصُلُ عِلمُنَا بِشَهَادَةٍ <|vsep|> وَوَصِيَّةٍ كَلاَّ وَلاَ أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ القرَارُ يُصبحُ فَاسِداً <|vsep|> ذ كَانض مُحتَمِلاً لِسَبعِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا عُقُودُ العَالَمِينَ بِأسرِهَا <|vsep|> بِاللَّفظِ ذ يَتَخَاطَبُ الرَّجُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أيَسُوغُ للشُّهَدَا شَهَادَتَهُم بِهَا <|vsep|> مِن غَيرِ عِلمٍ مِنهُمُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ تِلكُمُ الألفَاظُ غَيرُ مُفِيدَةٍ <|vsep|> لِلِعِلمِ بَل لِلظَّنِّ ذِي الرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لاَ يَسُوغُ لِشَاهِدٍ أبَداً شَهَا <|vsep|> دتُهُ عَلَى مَدلُولِ نُطِقِ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لاَ يُرَاقُ دَمٌ بِلَفظِ الكُفرِ مِن <|vsep|> مُتَكَلِّمٍ بِالظِّنِّ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لاَ يُبَاحُ الفَرجُ بِالِذنِ الذِي <|vsep|> هُوَ شَرطُ صِحَّتِهِ مِنَ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَسُوغُ للشُّهَدَاءِ جَزمُهُم بِأن <|vsep|> رَضِيَت بَلَفظٍ قَابِلٍ لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَجُملَةُ مَا يُقَالُ بِأنَّهُ <|vsep|> فِي ذَا فَسَادُ العَقلِ وَالأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن بُهتَانِهِم أنَّ اللُّغَا <|vsep|> تِ أتَت بِنَقلِ الفَردِ وَالوحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى الألفَاظِ فِي جَرَيَانِهَا <|vsep|> فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أتَظُنُّهَا تَحتَاجُ نَقلاً مُسنَداً <|vsep|> مُتَوَاتِراً أو نَقلُ ذِي وِحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم قَد جَرَت مَجرَى الضُّرُورِيَّاتِ لاَ <|vsep|> تَحتَاجُ نَقلاً وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ الاقَلُ فَنَّهُ يَحتَاجُ للنَّ <|vsep|> قلِ الصَّحِيحِ وَذَاكَ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُ قَائِلِهِم بِأنَّ <|vsep|> اللهَ أظهَرُ لَفظَةٍ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِلاَفُهُم فِيهِ كَثيرٌ ظَاهِرٌ <|vsep|> عَربِيُّ وَضع ذَاك أم سِريانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكذَا اختِلاَفُهُم أمشتَقًّا يُرَى <|vsep|> أم جَامِداً قَولاَنِ مَشهُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأصلُ مَاذَا فِيهِ خُلفٌ ثَابِتٌ <|vsep|> عِندَ النُّحَاةِ وَذَاكَ ذُو ألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلفظُ اللهِ أظهرُ لَفظٍ <|vsep|> نَطَقَ اللِّسَانُ بِهَا مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر بِحَقِّ اللهِ مَاذا فِي الَّذِي <|vsep|> قُالُوهُ مِن لَبسٍ وَمِن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل خَالَفَ العُقَلاَءُ أنَّ الله رّبُّ <|vsep|> العَالَمِينَ مُدَبِّرُ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيهِ جمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ <|vsep|> نَقلَ المَجازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَلفُ فِي أحوَالِ ذَاكَ اللَّفظِ لاَ <|vsep|> فِي وَضعِهِ لَم يَختِلِف رَجلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَذا هُمُ اختَلَفُوا بِلَفظَةِ مَكَّةٍ <|vsep|> فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَعرُوفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم <|vsep|> حَرَمُ الِلَهِ وَقِبلَةُ البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا هُمُ اختَلَفوا بِلَفظَةِ أحمَدٍ <|vsep|> فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَذكُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم <|vsep|> مِنهُ رَسُولُ اللهِ ذُو البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنظِيرُ هَذَا لَيسَ يُحصَرُ كَثرَةً <|vsep|> يَا قَومُ فَاستحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أبِمِثلِ ذَا الهَذَيَانِ قَد عُزِلَت نُصُو <|vsep|> صُ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن يقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحَمدُ للهِ المُعَافِي عَبدَهُ <|vsep|> مِمَّا بَلاَكُم يَا ذَوِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأجلِ ذَاكَ نَبَذُوا الكِتَابَ وَرَاءهُم <|vsep|> وَمَضَوا عَلى ثارِ كُلِّ مُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَاكَ غَدَوا عَلَى السُّنَنِ الَّتِي <|vsep|> جَاءت وأهلِيهَا ذوِي أضغَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَرمُونَهُم كَذِباً بِكُلِّ عَظِيمَةٍ <|vsep|> حَاشَاهُم مِن فكِ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَمَوهُمُ بَغياً بِمَا الرَّامِي بِهِ <|vsep|> أولَى لِيدفَعَ عَنهُ فِعلَ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> يَرمِي البَرِيءَ بِمَا جَنَاهُ مُبَاهِتاً <|vsep|> وَلِذَاكَ عِندَ الغِرِّ يَشتَبِهَانش </|bsep|> <|bsep|> سَمُّوهُمُ حَشويَّةً وَنَوَابتاً <|vsep|> وَمُجَسِّمِينَ وَعَابِدِي أوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ أعدَاءُ الرَّسُولِ وَصَحبِهِ <|vsep|> وَهُمُ الرَّوَافِضُ أخبَثُ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَبُوا العَداوَةَ للصَّحابَةِ ثُمَّ سَمَّ <|vsep|> وا بِالنَّوَاصِبِ شِيعَةَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا المُعَطِّلُ شَبَّهَ الرَّحمَنَ بِال <|vsep|> مَعدُومِ فاجتَمَعَت لَهُ الوَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ شَبَّهَ قَولَهُ بِكَلاَمِنَا <|vsep|> حَتَّى نَفَاهُ وَذَانِ تشبِيهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وأتَى لَى وَصفِ الرَّسُولِ لِرَبِّهِ <|vsep|> سَمَّاهُ تَشبِيهاً فَيَا خوَانش </|bsep|> <|bsep|> بِاللهِ مَن أولَى بهذَا الِسمِ مِن <|vsep|> هَذَا الخَبِيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ تَشبِيهاًً ثُبُوتُ صِفَاتِهِ <|vsep|> سُبحَانَهُ فَبِأَكمَلش ذِي شَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ نَفيَ صِفَاتِهِ تَشبِيهُهُ <|vsep|> بِالجَامَدَاتِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل بِالذِي هُوَ غَيرُ شَيءٍ وَهُوَ مَع <|vsep|> دُومٌ وَن يُفرَض فَفِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِنِ المُشَبِّهُ بِالحَقَيقَةِ أنتُمُ <|vsep|> أم مُثبِتُ الاوصَافِ للرِّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ عَجَبٌ سَأب <|vsep|> دِيهَا لَكُم يَا مَعشَرَ الِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع فَذَاكَ مُعَطِّلٌ وَمُشَبِّهٌ <|vsep|> وَاعقِل فَذَاك حَقِيقَةُ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ بُدَّ أن يَرِثَ الرَّسُولَ وَضِدَّهُ <|vsep|> فِي النَّاسِ طَائِفَتَانش مُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى مِنهَاجِهِ <|vsep|> والوَارثُونَ لِضِدِّهِ فِئتَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا حَربٌ لَهُ ولِحِزبِهِ <|vsep|> مَا عِندَهُم فِي ذَاكَ مِن كِتمَانش </|bsep|> <|bsep|> فَرَمَوهُ مِن ألقَابِهِم بِعَظَائِمٍ <|vsep|> هُم أهلُهَا لاَ خِيرَةُ الرَّحمَنش </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى الألَى وَرِثُوهُمُ فَرَمَوا بِهَا <|vsep|> وُرَّاثَهُ بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا يُحَقِّقُ ِرثَ كُلٍّ مِنهُمَا <|vsep|> فَاسمَع وَعِه يَا مَن لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُونَ أولُو النِّفَاقَ فَأضمَرُوا <|vsep|> شَيئاً وَقَالُوا غَيرَهُ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا المُعَطِّلُ مُضمِرٌ تَعطِيلَهُ <|vsep|> قَد أظهَرَ التَّنزِيهَ للرَحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي مَوارِيثُ العِبَادِ تَقَسَّمَت <|vsep|> بَينَ الطَّوَائِفِ قِسمَةَ المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ أخرَى بِهَا <|vsep|> سُلوَانُ مَن قَد سُبَّ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَجِدُ المُعَطِّلَ لاَعِناً لِمُجَسِّمٍ <|vsep|> وَمُشَبِّهٍ لله بالِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله يَصرِفُ ذَاك عَن أهلِ الهُدَى <|vsep|> كَمُحَمَّدٍ وَمُذَمَّمٍ سمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم يَشتُمُونَ مُذَمَّماً وَمُحَمَّدٌ <|vsep|> عَن شَتمِهِم فِي مَعزِلٍ وَصِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَانَ الِلَهُ مُحَمَّداً عَن شَتمِهِم <|vsep|> فِي اللَّفظِ وَالمعنَى همَا صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَصِيَانَةٍ الأتبَاعِ عَن شتمِ المُعَطِّ <|vsep|> لِ للمُشَبِّهِ هَكَذَا الرثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسَّبُّ مَرجِعُهُ لَيهِم ذ هُمُ <|vsep|> أهلٌ لِكُلِّ مَذَمَّةٍ وَهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا المُعَطِّلُ يَلعُنُ اسمَ مُشَبِّهٍ <|vsep|> وَاسمُ المُوَحِّدِ فِي حِمَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي حِسَانُ عَرَائِسٍ زُفَّت لَكُم <|vsep|> وَلَدَى المُعطِّلِ هُنَّ غَيرُ حِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعِلمُ يَدخُلُ قَلبَ كُلِّ مُوَفَّقٍ <|vsep|> مِن غَيرِ بَوَّابٍ وَلاَ استئِذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرُدُّهُ المَحرُومُ مِن خُذلاَنِهِ <|vsep|> لاَ تُشقِنَا اللَّهُمَّ بالحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا فِرقَةً نَفَتِ الِلَهَ وَقَولَهُ <|vsep|> وَعُلُوَّهُ بِالجَحدِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مُوتُوا بِغَيظِكُمُ فَرَبِّي عَالِمٌ <|vsep|> بِسَرَائِرٍ مِنكُم وَخُبثِ جَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ <|vsep|> وَرَسُولِهِ بِالعِلمِ وَالسّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحَقُّ رُكنٌ لاَ يَقُومُ لِهَدِّهِ <|vsep|> أحَدٌ وَلَو جُمِعَت لَهُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> تُوبُوا لَى الرَّحمَنِ مِن تَعطِيلكُم <|vsep|> فَالرَّبُّ يَقبَلُ تَوبَةَ النَّدمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن تَابَ مِنكُم فَالجِنَانُ مَصِيرُهُ <|vsep|> أو مَاتَ جَهمِيًّا فَفِي النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاسمَع وَعِه سِراًّ عَجِيباً كَانَ مَك <|vsep|> تُوماً مِنَ الأقوَامش مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأذَعتُهُ بَعدَ اللُتَيَّا وَالتِي <|vsep|> نُصحاً وَخَوفَ مَعَرَّةِ الكِتَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جِيمٌ وَجِيمٌ ثُمَّ جِيمٌ مَعهُمَا <|vsep|> مَقرُونَةً مَع أحرُفٍ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهَا لَدَى الأقوَامِ طِلَّسمٌ مَتَى <|vsep|> تَحلُلهُ تَحلُل ذِروَةَ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا رَأيتَ الثَّورَ فِيهِ تَقَارَنَ ال <|vsep|> جِيمَاتُ بِالتَّثلِيثِ شَرَّ قِرَانِ </|bsep|> <|bsep|> دَلَّت عَلَى أنَّ النُّحُوسَ جَمِيعَهَا <|vsep|> سَهمُ الَّذِي قَد فَازَ بِالخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> جَبرٌ وَرجَاءٌ ثُمَّ جِيمُ تَجَهُّمٍ <|vsep|> فَتَأمَّل المَجمُوعَ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاحكُم بِطَالِعِهَا لِمَن حَصَلَت لَهُ <|vsep|> بِخَلاَصِهِ مِن رِبقَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاحمِل عَلَى الأقدَارِ ذَنبُكَ كُلَّهُ <|vsep|> حَملَ الجُذُوعِ عَلَى قُوَى الجُدرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَافتَح لِنَفسِكَ بَابَ عُذرِكَ ذ تَرى ال <|vsep|> أفعَالَ فِعلَ الخَالِقِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالجَبرُ يُشهِدُكَ الذُّنُوبَ جَمِيعَهَا <|vsep|> مِثلَ ارتِعَاشِ الشَّيخِ ذِي الرَّجَفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ فَاعِلٌ أبَداً وَلاَ هُوَ قَادِرٌ <|vsep|> كَالمَيتِ أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ والنَّهيِ اللَّذَانِ تَوَجَّهَا <|vsep|> فَهُمَا كَأمرِ العَبدِ بِالطَّيَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأمرِهِ الأعمَى بِنَقطِ مَصَاحِفٍ <|vsep|> أو شَكلِهَا حَذَراً مِنَ الألحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا ارتَفَعتَ دُرَيجَةً أخرَى رَأي <|vsep|> تَ الكُلَّ طَاعَاتٍ بِلاَ عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن قِيلَ قَد خَالفَت أمرَ الشَّرعِ قُل <|vsep|> لَكِن أطَعتُ رَادَةَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُطِيعُ أمرِ اللهِ مِثلُ مُطِيعِ مَا <|vsep|> يَقضِي بِهِ وَكِلاَهُمَا عَبدانِ </|bsep|> <|bsep|> عَبدُ الأوَامِرِ مِثلُ عَبدِ مَشِيئَةٍ <|vsep|> عِندَ المُحَقِّقِ لَيسَ يَفتَرِقَانش </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى مَا قَادَتِ الجِيمُ الَّذِي <|vsep|> لِلجَبرِ مِن كُفرٍ وَمِن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلكَ الِرجَاءُ حِينَ تُقِرُّ بِال <|vsep|> مَعبُودِ تُصبِحُ كَامِلَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَارمِ المَصَاحِفَ فِي الحُشُوشِ وَخَرب <|vsep|> البَيتَ العَتِيقَ وَجِدَّ فِي العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاقتُل ذَا مَا اسطَعتَ كُلَّ مُوَحِّدٍ <|vsep|> وَتَمَسَّحَن بِالقِسِّ وَالصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشتُم جَمِيعَ المُرسَلِينَ وَمَن أتَوا <|vsep|> مِن عِندِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا رَأيت حِجَارَةً فَاسجُد لَهَا <|vsep|> بَل خُرَّ لِلأصنَامِ وَالأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأقِرَّ أنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> هُوَ وَحدَهُ البَارِي لِذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأقِرَّ أنَّ رَسُولَهُ حَقًّا أتَى <|vsep|> مِن عِندِهِ بِالوَحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَكُونَ حَقًّا مُؤمِناً وَجَمِيعُ ذَا <|vsep|> وِزرٌ عَلَيكَ وَلَيسَ بِالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الِرجَاءُ عِندَ غُلاَتِهِم <|vsep|> مِن كُلِّ جَهمِيٍّ أخِي الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأضِف لَى الجِيمَين جِيمَ تَجَهُّمٍ <|vsep|> وَانفِ الصِّفَاتِ وَألقِ بِالأرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل لَيسَ فَوقَ العَرشِ رَبٌّ عَالِمٌ <|vsep|> بِسَرَائِرٍ مِنَّا وَلاَ علاَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ ذُو سَمعٍ وَلاَ <|vsep|> بَصَرٍ وَلاَ عَدلٍ وَلاَ حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مَعبُودٌ سِوَى ال <|vsep|> عَدَمِ الَّذِي لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مِن مُتَكَلِّمٍ <|vsep|> بِأوَامِرٍ وَزَوَاجِرٍ وَقُرَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ كَلِمٌ لَيهِ صَاعِدٌ <|vsep|> أبَداً وَلاَ عَمَلٌ لِذِي شُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَحَظُّ العَرشِ مِنهُ كَحَظِّ مَا <|vsep|> تَحَتَ الثَّرَى عِندَ الحَضِيضِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> بَل نِسبَةُ الرَّحمَنِ عِندَ فَرِيقِهِم <|vsep|> لِلعَرشِ نِسبَتُهُ لى البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَيهِمَا استَولَى جَمِيعاً قُدرَةً <|vsep|> وَكِلاَهُمَا مِن ذَاتِهِ خِلوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي أعطَتهُ جِيمُ تَجَهُّمٍ <|vsep|> حَشواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللهِ مَا استَجمَعنَ عِندَ مُعَطِّلٍ <|vsep|> جِيمَاتُهَا وَلَدَيهِ مِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجَهمُ أصَّلَهَا جَمِيعاً فَاغتَدَت <|vsep|> مَقسُومَةً فِي النَّاسِ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى التَّحقِيقِ هُم <|vsep|> أصحَابُهَا لاَ شِيعَةُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَقَسَّمَتِ الطَّوَائِفُ قَولَهُ <|vsep|> ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن نَجَا أهلُ الحَدِيثِ المَحضِ أت <|vsep|> بَاعُ الرَّسُولِ وَتَابِعُو القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> عَرَفُوا الَّذِي قَد قَالَ مَع عِلمٍ بِمَا <|vsep|> قَالَ الرَّسُولُ فَهُم أولُوا العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسِوَاهُمُ فِي الجَهلِ وَالدَّعوَى مَعَ ال <|vsep|> كِبرِ العَظِيمِ وَكثرَةش الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَدُّوا يَداً نَحوَ العُلَى بِتكَلُّفٍ <|vsep|> وَتَخَلُّفٍ وَتَكَبُّرٍ وَتَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَى يَنَالُوهَا وَهَذَا شَانُهُم <|vsep|> حَاشَا العُلَى مِن ذَا الزَّبُونِ الفَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَسَلِ المُعَطِّلَ مَا تَقُولُ ذَا أتَى <|vsep|> فِئَتَانِ عِندَ الله يَختَصِمَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا حَكَمَت عَلَى مَعبُودِهَا <|vsep|> بِعُقَولِها وَبِفَكرَةِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّتهُ مَعقُولاً وَقَالَت نَّهُ <|vsep|> أولَى مِنَ المَنصُوصِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَرشَ أخلَينَاهُ مِنكَ فَلَستَ فَو <|vsep|> قَ العَرشِ لَستَ بِقَابِلٍ لِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ لَستَ بِقَائِلِ القُرنِ بَل <|vsep|> قَد قَالَهُ بَشَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسَبتَهُ حَقَّا لَيكَ بِنِسبَةِ التَّ <|vsep|> شرِيفِ تَعظِيماً لِذِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلُنَا لَستَ تَنزِلُ فِي الدُّجَى <|vsep|> نَّ النُّزُولَ صِفَاتُ ذِي الجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلُنَا لَست ذَا وَجهٍ وَلاَ <|vsep|> سَمعٍ وَلاَ بَصَرٍ فَكَيفَ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلنَا لاَ تُرَى فِي هَذهِ الدُّ <|vsep|> نيَا وَلاَ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلنَا مَا لِفِعلِكَ حِكمَةٌ <|vsep|> مِن أجلِهَا خَصَّصتَهُ بِزَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ غَيرُ مَشِيئَةٍ قَد رَجَّحَت <|vsep|> مِثلاً عَلَى مِثلٍ بِلاَ رُجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ مِنَّا مَن يَقُولُ بِحكمَةٍ <|vsep|> لَيسَت بِوَصفٍ قَامَ بالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقُلنَا مَا اقتَضَتهُ عُقَولُنَا <|vsep|> وَعُقُولُ أشيَاخٍ ذَوِي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَنَا لاَ تَأخُذوا بِظََوَاهِرِ ال <|vsep|> وَحيَينِ تَنسَلِخُوا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل فَكِّرُوا بِعُقُولِكُم ن شِئتُمُ <|vsep|> أو فَاقبَلُوا راءَ عَقلِ فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأجلِ هَذَا لَم نُحَكِّم ن شِئتُم <|vsep|> أو فَاقبَلُوا راءَ عَقلِ فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّصُّ قَطعاً لاَ يُفِيدُ فَنَحنُ أوَّ <|vsep|> لنَا وَفَوَّضنَا لَنَا قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَت وَقُلنَا فِيكَ لَستَ بِدَاخِلٍ <|vsep|> فِينَا وَلَستَ بِخَارِجِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كُلُّ تِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ <|vsep|> مَعزُولَةٌ عن مُقتَضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَرُونَ أتَوا بِمَا قَد قَالَهُ <|vsep|> مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلا كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا تَلَقَّينَا عَقِيدَتَنَا عنِ ال <|vsep|> وَحيَينِ بِالأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحُكمُ مَا حَكَمَا بِهِ لاَ رَأيُ أه <|vsep|> لِ الِختِلاَفِ وَظَنُّ ذِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> راؤهُم أحدَاثُ هَذَا الدِّينِ نَا <|vsep|> قِضَةٌ لأصلِ طَهَارَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> راؤهُم رِيحُ المَقَاعِدِ أينَ تِل <|vsep|> كَ الرِّيحُ مِن رَوحٍ وَمِن رَيحَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالوا وأنتَ رَقِيبُنَا وَشَهِيدُنَا <|vsep|> مِن فَوقِ عَرشِكَ يَا عظِيمَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِبِدعَةٍ <|vsep|> وَضَلاَلَةٍ أو فكِ ذِي بُهتَانش </|bsep|> <|bsep|> لَكِن بِمَا قَد قُلتَهُ أو قَالَهُ <|vsep|> مَن قَد أتَانَا عَنكَ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ فَارقنَاهُمُ حِينَ احتِيَا <|vsep|> جِ النَّاسِ لِلأنصَارِ وَالأعوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَيلاَ نَصِيرَ مَصِيرَهُم فِي يَومِنَا <|vsep|> هَذَا وَنَطمَعُ مِنكَ بِالغفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمَنِ الَّذِي مِنَّا أحَقُّ بِأمنِهِ <|vsep|> فَاختَر لِنفَسِكَ يَا أخَأ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ بُدَّ أن نَلقَاهُ نَحنُ وَأنتمُ <|vsep|> فِي مَوقِفِ العَرضِ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَاكَ يَسألُنَا جَمِيعاً رَبُّنَا <|vsep|> وَلدَيهِ قَطعاً نَحنُ مُختَصِمَان </|bsep|> <|bsep|> فَنَقُولُ قُلتَ كَذَا وَقَالَ نَبِيُّنَا <|vsep|> أيضاً كَذَا فَمَامُنَا الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَافعل بِنَا مَا أنتَ أهلٌ بَعدَ ذَا <|vsep|> نَحنُ العَبِيدُ وَأنتَ ذُو الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَتَقدِرُونَ عَلَى جَوَابٍ مِثلَ ذَا <|vsep|> أم تَعدِلُونَ لَى جَوابٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيهِ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ <|vsep|> بَل فِيهِ قُلنَا مِثلَ قَولِ فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي أدَّت لَيهِ عُقُولَنَا <|vsep|> لَمَّا وَزَنَّا الوَحيَ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَان ذَلِكُمُ الجَوَابُ مُخَلِّصاً <|vsep|> فَامضُوا عَلَيهِ يَا ذَوشي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَالله مَا بَعدَ البَيَانِ لِمُنصِفٍ <|vsep|> لاَّ العِنَادُ وَمَركَبُ الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا أيُّهَا البَاغِي عَلَى أتبَاعِهِ <|vsep|> بِالظُّلمِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد حَمَّلُوك شَهادَةً فَاشهَد بِهَا <|vsep|> ن كُنتَ مَقبُولاً لَدَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم ن سُئِلتَ بأنَّهُم <|vsep|> قَالُوا لَهُ العَرشِ وَالأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى حَقًّا عَلَى ال <|vsep|> عَرشِ استَوَى سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> والأمرُ يَنزِلُ مِنهُ ثُمَّ يَسِيرُ فِي ال <|vsep|> أقطَارِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيهِ يَصعَدُ مَا يَشَاءُ بأمرِهِ <|vsep|> مِن طَيِّبَاتِ القَولِ وِالشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيهِ قَد صَعِدَ الرَّسُولُ وَقَبلَهُ <|vsep|> عِيسَى ابنُ مَريَمُ كَاسِرُ الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذلِكَ الأملاَكُ تَصعَدُ دَائِماً <|vsep|> مِن هَا هُنَا حَقًّا لى الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ رُوحُ العَبدِ بَعدَ مَمَاتِهَا <|vsep|> تَرقَى لَيهِ وَهوَ ذُو يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مُتَكَلِّمٌ بِالوَحَيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّا <|vsep|> هُ لَى المَبعُوثِ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَولُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً <|vsep|> لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّه سُبحَانَهُ <|vsep|> قَد كَلَّمَ المَولُودَ مِن عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمِعَ ابنُ عِمرَانَ الرَّسُولُ كَلاَمَهُ <|vsep|> مِنهُ لَيهِ مَسمَعَ الذانِ </|bsep|> <|bsep|> واشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ <|vsep|> الله نَادَاهُ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> واشهَد عَلَيهم أنهُم قَالُوا بِأنَّ <|vsep|> الله نَادَى قَبلَهُ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنهُم قَالُوا بأنَّ <|vsep|> الله يَسمَعُ صَوتَهُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ <|vsep|> نِّي أنَا الله العَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ <|vsep|> اذهَب لَى فِرعَونَ ذِي الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ حَمَ مَع <|vsep|> طَهَ وَمَع يَس قَولَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم وَصَفُوا الِل <|vsep|> هَ بِكُلِّ مَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِكُلِّ مَا قَالَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً <|vsep|> مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ قَولَ نَبِيِّهِم <|vsep|> وَكَلاَمَ رَبِّ العَرشِ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصٌّ يُفِيدُ لَدَيهِم عِلمَ اليَقِي <|vsep|> نِ فَادَةَ المَعلُومِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد قَابَلُوا التَّ <|vsep|> عطِيلَ وَالتَّمثِيلَ بِالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ المُعَطِّلَ وَالممثِّلَ مَا هُمَا <|vsep|> مُتَيَقِّنِينَ عِبَادَةَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا عَابِدُ المعدُومِ لاَ سُبحَانَهُ <|vsep|> أبداً وَهَذَا عَابِدُ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال <|vsep|> أسمَاءَ وَالأوصَافَ للدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذِلِكَ الأحكَامُ أحكَامُ الصِّفَا <|vsep|> تِ وَهَذِهِ الأركَان للِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا عَلِيمٌ وَهوَ ذُو عِلمٍ وَيُع <|vsep|> لَمُ غَايَةَ الِسرَارِ وَالعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا بَصِيرٌ وَهوَ ذُو بَصَر وَيُب <|vsep|> صِرُ كُلَّ مَرئِيٍّ وَذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مُتَكَلِّمٌ وَلَهُ كَلاَمٌ وَصفُهُ <|vsep|> وَيُكَلِّمُ المَخصُوصَ بِالرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القَوِيُّ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ <|vsep|> وَمَلِيكُ يَقدِرُ يَا أخَا السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُرِيدُ لَهُ الِرَادَةُ هَكَذَا <|vsep|> أبَداً يُرِيدُ صَنَائعَ الحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالوَصفُ مَعنًى قَائِمٌ بِالذَّاتِ وَال <|vsep|> أسمَاءُ أعلاَمٌ لَهُ بِوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> أسمَاؤهُ دَلَّت عَلَى أوصَافِهِ <|vsep|> مُشتَقَّةً مِنهَا اشتِقَاقَ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصِفَاتُهُ دَلَّت عَلَى أسمَائِهِ <|vsep|> وَالِفعِلُ مُرتَبٍطٌ بِهِ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحُكمُ نِسبَتُهَا لَى مُتَعَلِّقَا <|vsep|> تٍ تَقضِي ثَارَهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَرُبَّمَا يُعنَى بِهِ الِخبَارُ عَن <|vsep|> ثارِهَا يُعنَى بِهِ أمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفِعلُ عطَاءُ الِرادَةِ حُكمَهَا <|vsep|> مَعَ قُدرَةِ الفَعَّالِ وَالمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا انتَفَت أوصَافُهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَجِمِيعُ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَالُوا بِهَ <|vsep|> ذَا كُلِّهِ جَهراَ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم بُرَءُ مِن <|vsep|> تَأويلِ كُلِّ مُحَرِّفٍ شَيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم يَتَأوَّلُو <|vsep|> نَ حَقِيقَةَ التَّأوِيلِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هُم فِي الحَقِيقَةِ أهلُ تَأوِيلِ الَّذِي <|vsep|> يُعنَى بِهِ لاَ قَائِلُ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَليهِم أنَّ تَأوِيلاَتِهم <|vsep|> صَرفٌ عَنِ المَرجُوحِ للرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم حَمَلُوا النُّصُو <|vsep|> صَ عَلَى الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> لاَّ مَا اضطَرَّهُم لِمَجَازِهَا ال <|vsep|> مُضطَرُّ مِن حِسٍّ وَمِن بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ عِصمَتُهَا بَاحَتُهُ بِغَي <|vsep|> رِ تَجَانفٍ للثمِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لا يَكفِرُوا <|vsep|> نَكُمُ بِمَا قُلتُم مِنَ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ أنتُم أهلُ الجَهَالَةِ عِندَهُم <|vsep|> لَستُم أولِي كُفرٍ وَلاَ يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الكُفرَانِ بَل <|vsep|> لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ ذَا عَانَدتُمُ وَرَددتُمُ <|vsep|> قَولَ الرَّسُولِ لأجلِ قَولِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ أنتُم أكفَرُ الثَّقَلَينِ مِن <|vsep|> نسٍ وَجِنٍّ سَاكِنِي النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال <|vsep|> أقدارَ وَارِدَةً مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ حُجَّةَ رَبِّهِم <|vsep|> قَامَت عَلَيهِم وَهُوَ ذُو غُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم هُم فَاعلُو <|vsep|> نَ حَقِيقَة الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجَبرُ عِندَهُم مُحَالٌ هَكَذَا <|vsep|> نَفيُ القَضَاءِ فبِئسَتِ الرَّأيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَ عَلَيهِم أنَّ ِيمَانَ الوَرَى <|vsep|> قَولٌ وفِعلٌ ثُمَّ عَقدُ جَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيزِيدُ بالطَّاعَاتِ قَطعاً هَكَذَا <|vsep|> بِالضِّدِّ يُمسِي وَهوَ ذُو نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ مَا يمَانُ عَاصِينَا كاي <|vsep|> مَانِ الأمِينِ مُنَزِّلِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ يمَانُ مُؤمِنِنَا كاي <|vsep|> مَانِ الرَّسُولِ مُعَلِّمِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لَم يُخلِدُوا <|vsep|> أهلَ الكَبَائِرِ فِي حَمِيمٍ نِ </|bsep|> <|bsep|> بَل يَخُرُجُونَ بِذنِهِ بِشَفَاعَةٍ <|vsep|> وَبِدُونِهَا لِمَسَاكِنٍ بِجِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ رَبَّهُمُ يُرَى <|vsep|> يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ أصحَابَ الرَّسُو <|vsep|> لِ خِيَارُ خَلقِ الله مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَاشَا النَّبِيِّينَ الكِرَامَ فنَّهُم <|vsep|> خَيرُ البَريَّةِ خِيرةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِيَارُهُم خُلفَاؤهُ مِن بَعدِهِ <|vsep|> وَخِيَارُهُم حَقًّا هُمَا العُمَرانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ أحَقُّ بِالتَّ <|vsep|> قدِيمِ مِنَّ بَعدَهُم بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ بِحَسبِ السَّبقِ أفضَلُ رُتبَةً <|vsep|> مِن لاَحِقٍ وَالفَضلُ لِلمنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا نَاصِرَ الِسلاَمِ وَالسُّنَنِ الَّتِي <|vsep|> جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن هُوَ الحَقُّ المُبينُ وَقَولُهُ <|vsep|> وَلِقَاؤهُ وَرَسُولُهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> اشرَح لِدِينِكَ صَدرَ كُلِّ مُوَحِّدٍ <|vsep|> شَرحاً يَنَالُ بِهِ ذُرَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاجعَلهُ مؤتَمًّا بِوَحيِكَ لاَ بِمَا <|vsep|> قَد قَالَهُ ذُو الِفكِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانصُر بِهِ حِزبَ الهُدَى وَاكبِت بِهِ <|vsep|> حِزبَ الضَّلاَلِ وَشَيعَةَ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانعِش بِهِ مَن قَصدُهُ حيَاؤهُ <|vsep|> وَاعصِمهُ مَن كَيدِ امرىءٍ فَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاضرِب بحَقِّكَ عُنُقَ أهل الزيع والتَّ <|vsep|> بدِيلِ وَالتكذِيبِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَوَحَقِّ نِعمَتِكَ التَي أولَيتَنِي <|vsep|> وَجَعَلتَ قَلبِي وَاعِيَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَتَبتَ فِي قَلبِي مُتَابَعَةَ الهُدَى <|vsep|> فَقَرَاتُ فِيهِ أسطُرَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَشَلتَنِي مِن حُبِّ أصحَابِ الهَوَى <|vsep|> بِحَبَائِلٍ مِن مُحكَمِ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعلتَ شُربِي المنهَلَ العَذبَ الذِي <|vsep|> هُوَ رأسُ مَاءِ الوَارِدِ الظَّمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَصَمتَنَي مِن شُربِ سِفلِ المَاءِ تَح <|vsep|> تَ نَجَاسَةِ الراءِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَفِظتَنِي مِمَّا ابتلَيتَ بِهِ الألَى <|vsep|> حَكَمُوا عَلَيكَ بِشِرعَةِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَبَذُوا كِتَابَكَ مِن وَرَاءِ ظُهورِهِم <|vsep|> وَتَمَسَّكُوا بِزَخَارِفِ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأرَيتَنِي البِدَعَ المُضِلَّةَ كيفَ يُل <|vsep|> قِيهَا مُزخرَفَةً لَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَيطَانُهُ فَيَظَلُّ يَنقُشُهَا لَهُ <|vsep|> نَقشَ المُشَبِّهِ صُورَةً بِدِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَظُنُّهَا المغرُورُ حَقًّا وَهيَ فِي التَّ <|vsep|> حقِيقِ مِثلُ اللاَّلِ فِي القِيعَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأجَاهِدَنَّ عِدَاكَ مَا أبقَيتَنِي <|vsep|> ولأجعلَنَّ قِتَالَهُم دَيدَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَلأفضَحَنَّهُمُ عَلَى رُوسِ المَلا <|vsep|> وَلأفرِيَنَّ أدِيمَهُم بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأكشِفَنَّ سَرَائِراً خَفِيت عَلَى <|vsep|> ضُعَفَاءِ خَلقِكَ مِنهُمُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأتبَعَنَّهُمُ لَى حَيثُ انتَهَوا <|vsep|> حَتَّى يُقَالَ أبَعدَ عَبَّادَان </|bsep|> <|bsep|> وَلأرجُمَنَّهُمُ بِأعلاَمِ الهُدَى <|vsep|> رَجمَ المزيدِ بِثَاقِبٍ الشُّهبِانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأقعُدَنَّ لَهُم مَرَاصِدَ كَيدِهِم <|vsep|> وَلأحصُرَنَّهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجعَلَنَّ لُحُومَهُم وَدِمَاءَهُم <|vsep|> فِي يَومِ نَصرِكَ أعظَمَ القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأحمِلَنَّ عَليهِمُ بعَسَاكِرٍ <|vsep|> لَيسَت تََفِرُّ ذَا التَقَى الزَّحفَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِعَسَاكِرِ الوَحيَينِوالفِطَرَات وال <|vsep|> مَعقُولِ وَالمَنقُولِ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى يَبِينَ لِمَن لَهُ عَقلٌ مِنَ ال <|vsep|> أولَى بِحُكمِ العَقلِ وَألبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأنصَحَنَّ اللهَ ثُمَّ رَسُولَهُ <|vsep|> وَكِتَابَهُ وَشَرَائعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن شَاءَ رَبِّي ذَا يَكُونُ بِحَولِهِ <|vsep|> أو لَم يَشَأ فَالأمرُ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا تَحَمَّلنَا الشَّهَادةَ بِالذِي <|vsep|> قُلتُم نُؤدِيهَا لَدَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَكُم فِي الأرضِ قُرنٌ كَلاَ <|vsep|> مُ الله حَقًّا يَا أولِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى <|vsep|> رَبٌّ يُطَاعُ بِوَاجِبِ الشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ فِي القَبرِ أيضاً عِندَكُم <|vsep|> مِن مُرسَلٍ وَالله عِندَ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَاتِيكَ عَورَاتٌ ثَلاَثٌ قَد بَدَت <|vsep|> مِنكُم فَغَطُّوهَا بِلاَ رَوَغَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالرُّوحُ عِندَكُمُ مِنَ الأعرَاضِ قَا <|vsep|> ئِمَةٌ بِجِسمِ الحَيِّ كَالألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا صِفَاتُ الحَيِّ قَائِمَةٌ بهِ <|vsep|> مَشرُوطَةٌ بِحَيَاةش ذِي الجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا انتَفَت تِلك الحَيَاةُ فَيَنتَفِي <|vsep|> مَشرُوطُهَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِسَالَةُ المَبعُوثِ مَشرُوطٌ بِهَا <|vsep|> كَصِفَاتِهِ بِالعِلمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا انتَفَت تِلكَ الحَيَاةُ فَكُلُّ مَش <|vsep|> رُوطٍ بِهَا عَدَمٌ لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ هَذَا رَامَ نَاصِرُ قَولِكُم <|vsep|> تَرقيعَهُ يَا كَثرَةَ الخُلقَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الرَّسُولُ بِقَبرِهِ حيٌّ كَمَا <|vsep|> قَد كَانَ فَوقَ الأرضِ وَالرَّجمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن فَوقِهِ أطبَاقُ ذَاكَ التُّرب وَاللَّ <|vsep|> بِنَاتُ قَد عُرِضَت عَلَى الجُدُرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ حَيًّا فِي الضَّرِيحِ حَيَاتَهُ <|vsep|> قَبلَ المَمَاتِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَانَ تَحتَ الأرضِ بَل مِن فَوقِهَا <|vsep|> وَالله هَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَاهُ تَحتَ الأرضِ حَيًّا ثُمَّ لاَ <|vsep|> يُفتِيهُمُ بِشَرَائِعِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُرِيحُ أمَّتَهُ مِنَ الرَاءِ وَال <|vsep|> خُلفِ العَظِيمِ وَسَائِرِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم كَانَ حَيًّا عَاجِزاً عَن نُطقِه <|vsep|> وَعَن الجَوَابِ لِسَائِلٍ لَهفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَن الحِرَاكِ فَمَا الحَيَاةُ اللاَّتِ قَد <|vsep|> أثبَتُّمُوهَا أوضِحُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلِم لاَ جَاءَهُ أصحَابُهُ <|vsep|> يَشكُونَ بَأسَ الفَاجِرِ الفَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ ذَلِكَ دَأبُهُم وَنَبِيُّهُم <|vsep|> حَيٌّ يُشَاهِدُهُم شُهُودَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل جَاءَكُم أثرٌ بِأنَّ صَحَابَهُ <|vsep|> سَالُوهُ فُتيَا وَهوَ فِي الأكفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأجَابَهُم بِجَوَابِ حَيٍّ نَاطِقٍ <|vsep|> فَأتُوا ذاً بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَلاَّ أجَابَهُمُ جَوَاباً شَافِياً <|vsep|> ن كَانَ حَيًّا نَأطِقاً بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا شُدَّت رَكَائِبُهُ عَنِ ال <|vsep|> حُجُرَاتِ لِلقَاصِي مِنَ البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَع شِدَّةِ الحِرصَِ العَظِيمِ لَهُ عَلَى <|vsep|> رشَادِهِم بِطَرَائِقِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتُرَاهُ يِشهَدُ رأيَهُم وَخِلاَفَهُم <|vsep|> وَيَكُونُ لِلتِّبيَانِ ذَا كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُمُ سَبَقَ البَيَانُ صَدَقتُم <|vsep|> قَد كَانَ بِالتِّكرَارِ ذَا حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَكَم مِن أمرٍ اشكِلَ بَعدَهُ <|vsep|> أعنِي عَلَى عُلَمَاءِ كُلِّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ مَا تَرَى الفَارُوقَ وَدَّ بِأنَّهُ <|vsep|> قَد كَانَ مِنهُ العَهدُ ذَا تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالجَدِّ فِي مِيرَاثِهِ وَكَلاَلَةٍ <|vsep|> وَبِبَعضِ أبوَابِ الرِّبَا الفَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد قَصَّرَ الفَارُوقُ عِندَ فَرِيقكُم <|vsep|> ذ لَم يَسَلهُ وَهُوَ فِي الأكفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَرَاهُمُ يَأتُونَ حَولَ ضَرِيحهِ <|vsep|> لِسُؤالِ أمِّهِمُ أعزِّ حَصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَبِيُّهُم حَيٌّ يُشَاهِدُهُم وَيَس <|vsep|> معُهُم وَلاَ يَأتِي لَهُم بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفكَانَ يَعجِزُ أن يُجِيبَ بِقَولِهِ <|vsep|> ن كَانَ حَيًّا دَاخِلَ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومنَا استَحيُوا مِنَ العُقَلاَءِ وَال <|vsep|> مَبعُوثِ بِالقُرنِ وَالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لاَ قَدرَ الرَّسُولِ عَرَفتُمُ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ لِلنَّفسِ والِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن كَانَ هَذَا القَدرُ مَبلَغَ عِلمِهِ <|vsep|> فَليَستَتِر بِالصَّمتِ وَالكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أبَانَ الله أنَّ رَسُولَهُ <|vsep|> مَيتٌ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أفجَاءَ أنَّ الله بَاعِثُهُ لَنَا <|vsep|> فِي القَبرِ قَبلَ قِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أثَلاَثُ مَوتَاتٍ تَكُونُ لِرُسلِهِ <|vsep|> وَلِغَيرِهِم مِن خَلقِهِ مَوتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ عِندَ نَفخِ الصُّورِ لاَ يَبقَى امرُؤٌ <|vsep|> فِي الأرضِ حَيًّا قَطُّ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَهَل يَمُوتُ الرُّسلُ أم يَبقَوا ذَا <|vsep|> مَاتَ الوَرَى أم هَل لَكُم قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَكَلَّمُوا بِالعِلمِ لاَ الدَّعوَى وَجِي <|vsep|> ؤُوا بِالدَّلِيل فَنَحنُ ذُو أذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَم يَقُل مِن قَبلِكُم للرَّافِعِي ال <|vsep|> أصوَاتِ حَولَ القَبرِ بِالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَرفَعُوا الأصوَاتَ حُرمَةُ عَبدِهِ <|vsep|> مَيتاً كَحُرمَتِه لَدَى الحَيَوانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد كَانَ يُمكِنُهُم يَقُولُوا نَّهُ <|vsep|> حَيٌّ فَغُضُّوا الصَّوتَ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم بِالله أعلَمُ مُنكُمُ <|vsep|> وَرَسُولِهِ وَحَقَائِق الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أتَوا يَوماً لَى العَبَّاسِ يَس <|vsep|> تَسقُونَ مِن قَحطٍ وَجَدبِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَبَينَهُمُ وَبَينَ نَبِيِّهِم <|vsep|> عَرضُ الجِدَارِ وَحُجرَةُ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنبِيُّهُم حَيٌّ وَيَستَسقُونَ غَي <|vsep|> رَ نَبِيِّهِم حَاشَا أولِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَن احتَجَجتُم بِالشَّهِيدِ بِأنَّهُ <|vsep|> حَيٌّ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرُّسلُ أكمَلُ حَالَةً مِنهُ بِلاَ <|vsep|> شَكٍّ وَهَذَا ظَاهِرُ التَّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ كَانُوا بِالحَيَاةِ أحَقَّ مِن <|vsep|> شُهَدَائِنَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِأنَّ عَقدَ نِكَاحِهِ لَم يَنفَسِخ <|vsep|> فَنِسَاؤهُ فِي عِصمَةٍ وَصِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ هَذَا لَم يَحِلَّ لِغَيرِهِ <|vsep|> مِنهُنَّ وَاحِدَةٌ مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَلَيسَ فِي هَذَا دَلِيلُ أنَّهُ <|vsep|> حَيٌّ لِمَن كَانَت لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَم يَرَ المُختَارُ مُوسَى قَائِماً <|vsep|> فِي قَبرِهِ لِصَلاةِ ذِي القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَمَيِّتٌ يَأتِي الصَّلاَةَ وَنَّ ذَا <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَوَاضِحُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَم يَقُل نِّي أرُدُّ عَلَى الذِي <|vsep|> يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيَرُدُّ مَيِّتٌ السَّلاَمَ عَلَى الذِي <|vsep|> يأتِي بِهِ مِنَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَد جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُم <|vsep|> أحيَاءُ فِي الأجدَاثِ ذَا تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِأنَّ أعمَالَ العِبَادِ عَلَيهِ <|vsep|> تُعرَضُ دَائماً فِي جُمعَةٍ يَومَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَومَ الخمِيسِ وَيَومَ الِثنَينِ الَّذِي <|vsep|> قَد خُصَّ بِالفَضلِ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُقَالُ أصلُ دَلِيلِكُم فِي ذَاكَ حُجَّ <|vsep|> تُنَا عَلَيكُم وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الشَّهِيدَ حَيَاتُهُ مَنصُوصَةٌ <|vsep|> لاَ بِالقِيَاسِ القَائِمِ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا مَعَ النَّهيِ المؤكَّدِ أنَّنَا <|vsep|> نَدعُوهُ مَيتاً ذَاك فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَنِسَاؤهُ حِلٌّ لَنَا مِن بَعدِهِ <|vsep|> وَالمَالُ مَقسُومٌ عَلَى السَّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأنَّ الأرضَ تَأكُلُ لَحمَهُ <|vsep|> وَسِبَاعُهَا مَع أمَّةِ الدِّيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ مَعَ ذَاكَ حَيٌّ فَارِحٌ <|vsep|> مُستَبشِرٌ بِكَرَامَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالرًّسلُ أولَى بِالحَيَاةِ لَدَيهِ مَع <|vsep|> مَوتِ الجُسُومِ وَهَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهِيَ الطَّرِيَّةُ فِي التُّرَابِ وَأكلُهَا <|vsep|> فَهوَ الحَرَامُ عَلَيهِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِبَعضِ أتبَاعِ الرِّسُولِ يَكُونُ ذَا <|vsep|> أيضاً وَقَد وَجَدُوهُ رَأيَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى قَلبِ الدَّلِيلِ عَلَيهِمُ <|vsep|> حَرفاً بحَرفٍ ظَاهرِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن رَسُولُ اللهِ خُصَّ نِسَاؤهُ <|vsep|> بِخَصِيصَةٍ عَن سَائِرِ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> خُيِّرنَ بَينَ رَسُولِهِ وَسِوَاهُ فَاخ <|vsep|> تَرنَ الرَّسُولَ لِصِحَّةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَكَرَ الِلَهُ لَهُنَّ ذَاكَ وَرُبُّنَا <|vsep|> سُبحَانَهُ لِلعَبدِ ذُو شُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَصرُ الرَّسُولِ عَلَى أولَئِكَ رَحمَةً <|vsep|> مِنهُ بِهِنَّ وَشُكرَ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أيضاً قَصرُهُنَّ عَلَيهِ مَع <|vsep|> لُومٌ بِلاَ شَكٍّ وَلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> زَوجَاتُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي ال <|vsep|> أخرَى يَقِيناً وَاضِحَ البُرهَان </|bsep|> <|bsep|> فِلِذَا حَرُمنَ عَلَى سِوَاهُ بَعدَهُ <|vsep|> ذ ذَاكَ صَونٌ عَن فِرَاشٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن أتَينَ بِعشدَّةٍ شَرعِيَّةٍ <|vsep|> فِيهَا الحِدَادُ وَمَلزَمُ الأوطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَرُؤيَتُهُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً <|vsep|> فِي قَبرِهِ أثَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي القَلبِ مِنهُ حَسِيكةٌ هَل قَالَهُ <|vsep|> فَالحَقُّ مَا قَد قَالَه ذُو البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ أعرَضَ فِي الصَّحِيحِ مُحَمَّدٌ <|vsep|> عَنهُ عَلَى عَمدٍ بِلاَ نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالدَّارَقُطنِيُّ الِمَامُ أعَلَّهُ <|vsep|> بِرِوَايَةٍ مَعلَومَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَسٌ يَقُولُ رَأيُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً <|vsep|> فِي قَبرِهِ فَاعجَب لِذَا الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَوَاهُ مَوقُوفاً عَلَيهِ وَلَيسَ بِال <|vsep|> مَرفُوعِ وَاشوقاً لى العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَينَ السِّيَاقِ لَى السِّيَاقِ تَفَاوُتٌ <|vsep|> لاَ تَطرَحَنهُ فَمَا هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تُقَلِّدُ مُسلِماً وَسَوَاهُ مِمَّ <|vsep|> ن صَحَّ هَذَا عِندَهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرُوَاتُهُ الأثبَاتُ أعلاَمُ الهُدَى <|vsep|> حُفَّاظُ هَذَا الدِّينِ فِي الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختَصًّا بِهِ <|vsep|> وَالله ذُو فَضلٍ وَذُو حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَوَى ابنُ حِبَّانَ الصَّدُوُقُ وَغَيرُهُ <|vsep|> خَبَراً صَحِيحاً عِندَهُ ذَا شَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهِ صَلاَةُ العَصرِ فِي قَبرِ الَّذِي <|vsep|> قَد مَاتَ وَهُوَ مُحَقِّقُ اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتُمثِّلُ الشَّمسُ الَّذِي قَد كَانَ يَر <|vsep|> عَاهَا لأجلِ صَلاَةِ ذِي القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِندَ الغُرُوبِ يَخَافُ فَوتَ صَلاَتِهِ <|vsep|> فَيَقُولُ للمَلَكَينِ هَل تَدَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى أصلِّي العَصرَ قَبلَ فَوَاتِها <|vsep|> قَالاَ سَتَفعَلُ ذَاكَ بَعدَ النِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا مَعَ المَوتِ المُحَقَّقِ لاَ الذِي <|vsep|> حُكِيَت لَنَا بِثُبُوتِهش القَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَابِتُ البُنَانِيُّ قَد دَعَا ال <|vsep|> رَّحمَنَ دَعوَةَ صَادِقِ الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أن لاَ يَزَالُ مُصَلِّياً فِي قَبرِهِ <|vsep|> ن كَانَ أعطِيَ ذَاكَ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ رُؤيَتَهُ لِمُوسَى لَيلَة ال <|vsep|> مِعرَاجِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَروِيهِ أصحَابُ الصِّحَاحِ جَمِيعُهُم <|vsep|> وَالقَطعُ مُوجَبُهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاك ظُنَّ مَعَارِضاً لِصَلاَتِهِ <|vsep|> فِي قَبرِهِ ذ لَيسَ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأُجِيبَ عَنهُ بِأنَّهُ أسرِى بِهِ <|vsep|> لِيَرَاهُ ثَمَّ مُشَاهِداً بِعَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَهُ ثَمَّ وَفِي الضَّرِيحِ وَلَيسَ ذَأ <|vsep|> بِتَنَاقُضٍ ذ أمكَنَ الوَقتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَرَدُّ نَبِيِّنَا التَّسلِيمَ مَن <|vsep|> يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ذَاكَ مُختَصًّا بِهِ أيضاً كَمَا <|vsep|> قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَن زَارَ قَبرَ أخٍ لَهُ فَأتَى بِتَس <|vsep|> لِيمٍ عَليهِ وَهُوَ ذُو يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَدَّ الِلهُ عَلَيهِ حَقًّا رُوحَهُ <|vsep|> حَتَّى يَرُدَّ عَلَيهِ رَدَّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَدِيثُ ذِكرِ حَيَاتِهِم بِقُبِورِهِم <|vsep|> لَمَّا يَصِحَّ وَظَاهِرُ النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى الِسنَادِ تَعرِف حَالَهُ <|vsep|> ن كُنتَ ذَا عِلمٍ بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنَحنُ نَقُولُ هُم أحيَاءُ لَ <|vsep|> كِن عِندَنَا كَحَيَاةِ ذِي الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالتُّربُ تَحتَهُمُ وَفَوقَ رُؤوسِهِم <|vsep|> وَعَنِ الشَّمَائِلِ ثُمَّ عَن أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِثلَ الَّذِي قَد قُلتُمُوهُ مَعَاذُنَا <|vsep|> بِالله مِن أفكِ وَمِن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عِندَ رَبِّهِمُ تَعَالَى مِثلَ مَا <|vsep|> قَد قالَ فِي الشُّهَدَاءِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن حَيَاتُهُم أجَلُّ وَحَالُهُم <|vsep|> أعلَى وَأكمَلُ عِندَ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأمَّا عَرضُ أعمَالِ العِبَا <|vsep|> دِ عَلَيهِ فَهوَ نالحَقُّ ذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى بِهِ أثَرٌ فَن صَح الحَدِي <|vsep|> ثُ بِهِ فَحَقٌّ لَيسَ ذَا نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختصًّا بِهِ <|vsep|> أيضاً بِثَارٍ رُوِينَ حِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَى أبِي الِنسَانِ يُعرِضُ سَعيُهُ <|vsep|> وَعَلَى أقَارِبِهِ مَعَ الِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا رَب نِّي عَائِذٌ مِن خِزيَةٍ <|vsep|> أخزَى بِهَا عِندَ القَرِيب الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ الشَّهِيدُ المًرتَضَى ابنُ رَوَاحَةَ ال <|vsep|> مَحبُوُّ بِالغُفرَانِ وَالرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ هَذَا ذُو اختِصَاصٍ وَالَّذِي <|vsep|> لِلمُصطَفَى مَا يَعمَلُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي نِهَايَاتٌ لأقدَامِ الوَرَى <|vsep|> فِي ذَا المَقَامِ الضَّنكِ صَعبِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحَقُّ فِيهِ لَيسَ تَحمِلُهُ عُقُو <|vsep|> لُ بَنِي الزَّمَانِ لِغِلظَةِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِجَهلِهِم بِالرُّوحِ مَع أحكَامِهَا <|vsep|> وَصِفَاتِهَا لللفِ بالأبدانِ </|bsep|> <|bsep|> فَارضَ الَّذِي رَضِيَ الِلَهُ لَهٌُم به <|vsep|> أتُرِيدُ تَنقُضُ حِكمَةَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل فِي عُقُولِهِمُ بأنَّ الرُّوحَ فِي <|vsep|> أعلَى الرَّفِيقِ مُقِيمَةٌ بِجِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرُدُّ أوقَاتَ السَّلاَمِ عَلَيهِ مِن <|vsep|> أتبَاعِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن زُرتَ القُبُورَ مُسَلِّماً <|vsep|> رُدَّت لَهُم أروَاحُهُم للنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ يَرُدُّونَ السَّلاَم عَلَيكَ لَ <|vsep|> كِن لَستَ تَسمَعُهُ بذِي الأُذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأجوَافُ الطُّيُورِ الخُضرِ مَس <|vsep|> كَنُهَا لَدَى الجَنَّاتِ وَالرِّضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ سَعياً صَالِحاً فَرِحُوا بِهِ <|vsep|> وَاستَبشَرُوا يَا لَذَّةَ الفَرحَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كَانَ سَعياً سَيئاً حَزِنُوا وَقَا <|vsep|> لُوا رَبِّ رَاجِعهُ لَى الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَا استَعَاذَ مِنَ الصَّحَابَةِ مَن رَوَى <|vsep|> هَذَا الحَدِيثَ عَقِيبَهُ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن لَيسَ يَحمِلُ عَقلُهُ هَذَا فَلاَ <|vsep|> تَظلِمهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> لِلرُّوحِ شَأنٌ غَير ذِي الأجسَامِ لاَ <|vsep|> تُهمِلهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي حَارَب الوَرَى فِيهِ فَلم <|vsep|> يَعرِفهُ غَيرُ الفَردِ فِي الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأمرٌ فَوقَ ذَا لَو قُلتُهُ <|vsep|> بَادرتَ بِالنكَارِ والعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فلِذَاكَ أمسَكتُ العِنَانَ وَلَو أرَى <|vsep|> ذَاك الرَّفِيقَ جَرَيتُ فِي المَيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَولِي أنَّهَا مَخلُوقَةٌ <|vsep|> وَحُدُوثُهَا المَعلُومُ بِالبُرهَانش </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَقَولِي أنَّهَا لَيسَت كَمَا <|vsep|> قَد قَالَ أهلُ الِفكِ وَالُبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ دَاخِلٌ فِينَا وَلاَ هِيَ خَارِجٌ <|vsep|> عَنَّا كَمَا قَالُوهُ فِي الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لاَ الرَّحمَنِ أثبَتُّم وَلاَ <|vsep|> أروَاحَكُم يَا مُدَّعِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَطَّلتُمُ الأبدَانَ مِن أروَاحِهَا <|vsep|> وَالعرشَ عَطَّلتُم مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يُفزِعَنكَ قَعَاقِعٌ وَفَرَاقِعٌ <|vsep|> وَجَعَاجِعٌ عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَهُم شَيءٌ يَهُولُكَ غَيرَ ذَا <|vsep|> كَ المَنجَنِيقِ مُقَطَّعَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِِي يَدعُونَهُ التركِيبَ مَن <|vsep|> صُوباً عَلَى الِثبَاتِ مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أَرَأيتَ هَذَان المنجَنِيقَ فَنَّهُم <|vsep|> نَصَبُوهُ تَحتَ مَعَاقِلِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَلَغَت حِجَارَتُهُ الحُصُونَ فَهَدَّتِ الشُّ <|vsep|> رُفَاتِ واستَولَت عَىَ الجُدرَانِ </|bsep|> <|bsep|> للَّهِ كَم حِصنٍ عَلَيهِ استَولَتِ ال <|vsep|> كُفَّارُ مِن ذَا المنجَنِيقِ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَاللهَ مَا نَصَبُوهُ حَتَّى عَبَّرُوا <|vsep|> قَصداً عَلَى الحِصنِ العَظيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ البَلِيَّةِ أنَّ قَوماً بَينَ أه <|vsep|> لِ الحِصنِ وَاطُوهُم عَلَى العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَمَوا بِهِ مَعهُم وَكَانَ مُصَابُ أهل <|vsep|> لِ الحِصنِ مِنهُم فَوقَ ذِي الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَكَّبَت مِن كُفرِهِم وَوِفَاقِ مَن <|vsep|> فِي الحِصنِ أنوَاع مِنَ الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَرَت عَلَى الِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ <|vsep|> مِن ذَينِ تَقدِيراً مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَولاَ أن تَدَارَكَ دِينَهُ الرَّ <|vsep|> حمَنُ كَانَ كَسَائِرِ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن أقَامَ لَهُ اللَهُ بِفَضلِهِ <|vsep|> يَزَكاً مِنَ الأنصَارِ وَالأعوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَمَوا عَلَى ذَا المَنجَنِيقِ صَوَاعِقاً <|vsep|> وَحِجَارَةً هَدَّتهُ لِلأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسألهُم مَاذَا الَّذِي يَعنُونَ بِالتَّ <|vsep|> ركِيبِ فَالتَّركِيبُ سِتُّ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَى مَعَانِيهِ هُوَ التَّركِيبُ مِن <|vsep|> مُتَبَأيِنٍ كَتَرَكُّبِ الحَيَوانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن هَذِهِ الأعضَا كَذَا أعضَاؤهُ <|vsep|> قَد رُكِّبَت مِن أربَعِ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَلاَزِمٌ ذَا لِلصِّفَاتِ لِرَبِّنَا <|vsep|> وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَعَلَّ جَاهِلَكُم يَقُولُ مُبَاهِتاً <|vsep|> ذَا لاَزِمُ الِثبَاتِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالبُهتُ عِندَكُمُ رَخِيصٌ سِعرُهُ <|vsep|> حَثواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِيهَا فَتركِيبُ الجِوَا <|vsep|> رِ وَذَاكَ بَينَ اثنَينِ يَفتَرِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> كالجِسرِ وَالبَابِ الذِي تركيبُهُ <|vsep|> بجِوَارِهِ لِمَحَلَّةٍ مِن بَانِ </|bsep|> <|bsep|> والأولُ المدعُوُّ تركِيبُ امتِزَا <|vsep|> جٍ وَاختِلاَطٍ وَهوَ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ <|vsep|> أيضاً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالثَّالِثُ التَّركِيبُ مِن مُتَمَاثِلٍ <|vsep|> يُدعَى الجَوَاهِرَ فَردَةَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّابِعُ الجِسمُ المُرَكَّبُ مِن هَيُو <|vsep|> لاَهُ وَصُورَتُهُ لِذِي اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجِسمُ فَهوَ مُرَكَّبٌ مِن ذَينِ عِن <|vsep|> دَ الفَيلَسُوفِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ الجَوَاهِرِ عِندَ أربَابِ الكَلاَ <|vsep|> مِ وَذَاكَ أيضاً وَاضِحُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمثبِتُونَ الجَوهَرَ الفَردَ الَّذِي <|vsep|> زَعَمُوهُ أصلَ الدِّينِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا بِأنَّ الجِسمَ مِنهُ مَرَكَّبٌ <|vsep|> وَلَهُم خِلاَفٌ وَهوَ ذُو ألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل يُمكِنُ التَّركِيبُ مِن جُزأينِ أو <|vsep|> مِن أربَعٍ أو سِتَّةٍ وَثَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو سِتَّ عَشرَةَ قَد حَكَاهُ الأشعَرِيُّ <|vsep|> لِذِي مَقَالاَتٍ عَلَى التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ <|vsep|> وَعُلُوِّهِ سُبحَانَ ذِي السُّبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحَقُّ أنَّ الجِسمَ لَيسَ مُرَكَّباً <|vsep|> مِن وَلاَ هَذَا هُما عَدَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجَوهَرُ الفَردُ الَّذِي قَد أثبَتُو <|vsep|> هُ لَيسَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ ذَلِكَ ثَابِتاً لَزِمَ المَحَا <|vsep|> لُ لِوَاضِحِ البُطلاَنِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أوجُهٍ شَتَّى وَيَعسُرُ نَظمُهَا <|vsep|> جِدًّا لأجلِ صُعُوبَةِ الأوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتَكُونُ خَردَلَةٌ تُسَاوِي الطَّودَ فِي ال <|vsep|> أجزَاء فِي شَيءٍ مِنَ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ كَانَ كُلٌّ مِنهُمَا أجزَاؤهُ <|vsep|> لاَ تَنتَهِي بِالعَدِّ وَالحُسبَانش </|bsep|> <|bsep|> وَذَا وَضعتَ الجَوهَرَينِ وَثَالِثاً <|vsep|> فِي الوَسطِ وَهوَ الحَاجِزُ الوسطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأجلِهِ افتَرَقَا فَلاَ يَتَلاَقَيَا <|vsep|> حَتَّى يَزُولَ ذاً فَيَلتَقِيانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا مَسَّهُ حداهُمَا مِنهُ هُوَ ال <|vsep|> مَمسُوسُ لِلثَّانِي بِلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا مُحَالٌ أو تَقُولُوا غَيرَهُ <|vsep|> فَهُوَ انقِسَامٌ وَاضحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَامِسُ التَّركِيبُ مِن ذَاتٍ مَعَ <|vsep|> الأوصَافِ هَذَا بِاصطِلاَحٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّوهُ تَركِيباً وَذَلِكَ وَضعُهُم <|vsep|> مَا ذَاكَ فِي عُرفٍ وَلاَ قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَسنَا نُقِرُّ بلَفظَةٍ مَوضُوعَةٍ <|vsep|> بِالاصطِلاَحِ لِشِيعَةِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَن تَلَقَّى عَنهُمُ مِن فِرقةٍ <|vsep|> جَهمِيَّةٍ لَيسَت بِذِي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن وَصفِهِ سُبحَانَهُ بِصِفَاتِهِ ال <|vsep|> عُليَا وَيُترَكُ مُقتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَقلِ والفِطرَاتِ أيضاً كُلِّهَا <|vsep|> قَبلَ الفَسَادِ وَمُقتَضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال <|vsep|> أسمَاءِ بِالألقَابِ ذَاتِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل مِن دَلِيلٍ يَقتَبضِي بطَالَ ذَا التَّ <|vsep|> ركِيبِ مِن عَقلٍ وَمِن فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو نُشِرَت شُيُوخُكُمُ لَمَا <|vsep|> قَدِرُوا عَلَيهِ لَو أتَى الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسَّادِسُ التَّركِيبُ مِن مَاهِيَّةٍ <|vsep|> وَوُجُودِهَأ مَا هَا هُنَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ ذَا اختَلَفَ اعتِبَارُهُمَا فَذَا <|vsep|> فِي الذِّهنِ وَالثَّانِي فَفِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ يُعقَلُ كَونُ ذَا غَيراً لِذَا <|vsep|> فَعَلَى اعتِبَارِهِمَا هُمَا غَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا ذَا اتَّحَدَا اعتِبَاراً كَانَ نَف <|vsep|> س وُجُودِهَا هُوَ ذَاتُهَا لا ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ شَيئاً غَيرَ ذَا كَانَ الَّذِي <|vsep|> قَد قَالَهُ ضَربٌ مِنَ الفُعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَكَم خَبطٍ هُنَا قَد زَالَ بِالتَّ <|vsep|> فصِيلِ وَهُوَ الأصلُ فِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وابنُ الخَطِيبِ وَحِزبُهُ مِن بَعدِهِ <|vsep|> لَم يَهتَدُوا لِمَواقِعِ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل خَبَّطُوا نَقلاً وَبَحثاً أوجَبَا <|vsep|> شَكًّا لِكُلِّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل ذَاتُ رَبِّ العَالَمِينَ وُجُودُهُ <|vsep|> أم غَيرُهُ فَهُمَا ذاً شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَكُونَ تَركِيباً مُحَالاً ذَاكَ ن <|vsep|> قُلنَا بِهِ فَيَصِيرُ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذَا نَفَينَا ذَاكَ صَارَ وُجُودُهُ <|vsep|> كَالمُطلَقِ الموجُودِ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَوا أقَاوِيلاً ثَلاَثاً ذَينِكَ ال <|vsep|> قَولَينِ طلاَقاً بلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالثَّالِثُ التَّفرِيقُ بَينَ الوَاجِبِ ال <|vsep|> أعلَى وَبَينَ وُجُودِ ذِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَطُوا عَلَيهَا كُلِّهَا بِالنَّقضِ وَال <|vsep|> بطَالِ وَالتَّشكِيكِ بالِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى أتَى مِن أرضِ مدَ خراً <|vsep|> ثَورٌ كَبِيرٌ بَل حَقِيرٌ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ الصَّوَابُ الوَقفُ فِي ذَا كُلِّهِ <|vsep|> وَالشَّكُّ فِيهِ ظَاهِرُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا قُصَارَى بَحثِهِ وَعُلُومِهِ <|vsep|> أن شَكَّ فِي الله العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالأوَّلاَنِ حَقِيقَةُ التَّركِيبش لاَ <|vsep|> تَعدُوهُمَا فِي اللَّفظِ والأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلكَ الأعيَانُ أيضاً أنَّمَا التَّ <|vsep|> ركيبُ فِيهَا ذَانَك النَّوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأوسَطَانِ هُمَا اللَّذَانِ تَنَازَعَا ال <|vsep|> عُقَلاَءَ فِي تَركِيبِ ذي الجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم أقَاوِيلٌ ثَلاَثٌ قَد حَكَي <|vsep|> نَاهَا وَبَيَّنَّا أتمَّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> والخِرَانِ هُمَا اللَّذَانِ عَلَيهِمَا <|vsep|> دَارَت رَحَى الحَربِ الَّتِي تَرَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنتُم جَعَلتُم وَصفَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> بِعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصِفَاتِهِ العُليَا التِي ثَبَتَت لَهُ <|vsep|> بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن جُملَةِ التَّركِيبِ ثُمَّ نَفَيتُمُ <|vsep|> مَضمُونَهَا مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَعَلتُمُ المِرقَاةَ للتَّعطِيل هَ <|vsep|> ذَا الاصطِلاَحَ وَذَا مِنَ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن ذَا قِيلَ اصطِلاَحٌ حَادِثٌ <|vsep|> لاَ حَجرَ فِي هَذَا عَلَى نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنَقُولُ نَفيُكُم بِهَذَا الاصطِلاَ <|vsep|> حِ صِفَاتِهِ هُو أبطَلُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِعُلُوِّهِ <|vsep|> فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلَّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِكَلاَمِهِ <|vsep|> بِالوَحيِ كَالتَّورَاةِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَفيُكُم لِرؤيَتِنَا لَهُ <|vsep|> يَومَ المَعادِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نَفيكُمُ لِسَائِرِ مَا أتَى <|vsep|> فِي النَّقلِ مِن وَصفٍ بِغَيرِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَالوَجهِ وَاليَدِ والأصَابِعِ وَالَّذِي <|vsep|> أبداً يَسُوؤكُمُ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِوِدِّكُم لَو لَم يَقُلهُ رَبنَا <|vsep|> وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِوِدِّكُم وَاللهِ لَمَّا قَالَهُ <|vsep|> أن لَيسَ يَدخُلُ مَسمَعَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَامَ الدَّلِيلُ علَى استِنَادِ الكَونِ أجَ <|vsep|> مَعِهِ لَى خَلاَّقِهِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَامَ قَطُّ عَلَى انتفَاءِ صِفَاتِهِ <|vsep|> وَعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُو وَاحِدٌ فِي وَصفِهِ وَعُلُوهِ <|vsep|> مَا لِلوَرَى رَبٌّ سِوَاهُ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ مَعنًى يَجحَدُونَ عُلُوَّهُ <|vsep|> وَصِفَاتِهِ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا المحذُورُ لاَّ أن يَقَا <|vsep|> لَ مَعَ الِلهِ لَنَا لهٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أن يُعَطَّلَ عَن صِفاتِ كَمَالِهِ <|vsep|> هَذَانِ مَحذُورَانِ مَحظُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا ذَأ مَا قِيلَ رَبٌّ وَاحِدٌ <|vsep|> أوصَافُهُ أربَت عَلَى الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القَدِيمُ فَلَم يَزَل بِصِفَاتِهِ <|vsep|> مُتوَحِّداً بَل دَائمَ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِأيِّ بُرهَانٍ نَفَيتُمُ ذَا وَقُل <|vsep|> تُم لَيسَ هَذَا قَطُّ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ نَقصٌ فَذَا <|vsep|> بهتٌ فَمَا فِي ذَاكَ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> النَّقصُ فِي أمرَينِ سَلبُ كَمَالِهِ <|vsep|> أو شِركَةٌ بِالوَاحِدِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أتَكُونُ أوصَافُ الكَمَالِ نَقِيصَةً <|vsep|> فِي أيِّ عَقلٍ ذَاكَ أم قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ الكَمَالَ بِكَثرَةِ الأوصَافِ لاَ <|vsep|> فِي سَلبِهَا ذَا وَاضِحُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> النَّقصُ غَيرُ السَّلبِ حَسبُ وَكُلُّ نَق <|vsep|> صٍ أصلُهُ سَلبٌ وَهَذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالجَهلُ سَلبُ العِلمِ وَهُوَ نَقِيصَةٌ <|vsep|> وَالظُّلمُ سَلبُ العَدلِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مُتَنَقِّصُ الرَّحمَنِ سَالِبُ وَصفِهِ <|vsep|> حَقًّا تَعَالَى الله عَن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا الثَّنَاءُ عَلَيهِ ذِكرُ صِفَاتِهِ <|vsep|> وَالحَمدُ وَالتَّمجِيدُ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ أعلَمُ خَلقَِهِ أدرَاهُمُ <|vsep|> بِصِفَاتِهِ مَن جَاءَ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ صِفَاتٌ لَيسَ يُحصِيهَا سِوَا <|vsep|> هُ مِن مَلاَئِكَةٍ وَلاَ نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ يُثنِي فِي القِيَامَةِ سَاجِداً <|vsep|> لَمَّا يَرَاهُ المُصطَفَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِثََنَاءِ حَمدٍ لَم يَكُن فِي هَذِهِ الدُّ <|vsep|> نيَا لِيُحصِيَهُ مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَثَنَاؤُهُ بِصِفَاتِهِ لاَ بِالسُّلُو <|vsep|> بِ كَمَا يَقُولُ العَادِمُ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَقلُ دَلَّ عَلَى انتِهَاءِ الكَونِ أج <|vsep|> مَعِهِ لَى رَبٍّ عَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَثُبُوتِ أوصَافِ الكَمَالِ لِذَاتِهِ <|vsep|> لاَ يَقتَضِي بطالَ ذَا البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكَونُ يَشهَدُ أنَّ خَالِقَهُ تَعَا <|vsep|> لَى ذُو الكَمَالِ وَدَائِمُ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَوقَ الوُجُودِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ ال <|vsep|> مَعبُودُ لاَ شَيءٌ مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> ذُو حِكمَةٍ فِي غَايَةش الِتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو قُدرَةٍ <|vsep|> حَيُّ عَلِيمٌ دَائِمُ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الفَعَّالُ حَ <|vsep|> قًّا كُلَّ يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ المُختَارُ فِي <|vsep|> أفعَالِهِ حَقًّا بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الحَيُّ الذِي <|vsep|> مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ القَيُّومُ قَا <|vsep|> مَ بِنَفسِهِ وَمُقِيمُ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو رَحمَةٍ <|vsep|> وَرَادَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَحَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَه ال <|vsep|> خَلاَّقُ بَاعِثُ هَذِهِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَجعَلُوهُ شَاهِداً بِالزُّورِ وَالتَّ <|vsep|> عطِيلِ تِلكَ شَهَادَةُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا تَأمَّلتَ الوُجُودَ رَأيتَهُ <|vsep|> ن لم تكن مِن زُمرةَ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِشَهَادَةِ الِثبَاتِ حَقًّا قَائِماً <|vsep|> لله لاَ بِشَهَادَةِ النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ رُسلُ الله شَاهِدَةٌ بِهِ <|vsep|> أيضاً فسَل عَنهُم عَلِيمَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك كُتبُ اللهِ شاهَدَةٌ بِهِ <|vsep|> أيضاً فهذا مُحكَمُ القُرن </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الفِطَرُ الَّتِي مَا غيِّرَت <|vsep|> عَن أصلِ خِلقَتِهَا بِأمرٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا العُقُولُ المستَنِيرَاتُ التِي <|vsep|> فِيها مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> أتَرَونَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ <|vsep|> لِشَهَادَةِ الجَهمِيِّ وَاليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي الشُّهُودُ فَن طَلَبتُم شَاهِداً <|vsep|> مِن غَيرِهَا سَيَقُومُ بعدَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ يَنجَلِي هَذَا الغَبَارُ فَيظهَرُ ال <|vsep|> حَقُّ المبِينُ مُشَاهَداً بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا نَفَيتُم ذَا وَقُلتُم نَّهُ <|vsep|> مَلزُومُ تَركِيبٍ فَمَن يَلحَانِي </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُ لاَ عَقلٌ وَلاَ سَمعٌ لَكُم <|vsep|> وَصَرَختُ فِيمَا بَينَكُ بِأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل يُجعَلُ المَلزُومُ عَينَ اللاَّزِمِ ال <|vsep|> مَنفِيِّ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالشَّيءُ لَيسَ لِنَفسِهِ يَنفِي لَدَى <|vsep|> عَقلٍ سَلِيمٍ يَا ذَوِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم نَفَينَا وَصفَهُ وَعُلُوَّهُ <|vsep|> مِن خَشيَة التَّركيبِ وَالِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَانَ مُرَكَّباً <|vsep|> فَالوَصفُ وَالتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ مُرَكَّباً <|vsep|> فَالفَوقُ وَالتَّركِيبُ مُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فنفيتُمُ التَّركِيبَ بِالتَّركِيبِ مَع <|vsep|> تَغيِيرِ حدَى اللَّفظَتَينِ بِثَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل صُورَةُ البُرهَانِ أصبَحَ شَكلُهَا <|vsep|> شَكلاً عَقِيماً لَيسَ ذَا بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَان كَذَاكَ مَو <|vsep|> صُوفاً وَهَذَا حَاصِلُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا جَعَلتُم لَفظَةَ التَّركِيبِ بال <|vsep|> مَعنَى الصَّحِيحِ أمَارَةَ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> جِئنَا لَى المَعنَى فَخَلَّصنَاهُ مِن <|vsep|> هَا واطَّرحنَاهَا اطِّرَاحَ مُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ لَفَظَةٌ مَقبُوحَةٌ بِدعِيَّةٌ <|vsep|> مَذمُومَةٌ مِنَّا بِكُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ نَجعَلُهُ مَكَا <|vsep|> نَ اللَّفظِ بِالتَّركِيبِ فِي التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ أولَى بِالصِّفَا <|vsep|> تِ وَبالعُلُوِّ لِمَن لَهُ أذُنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ الرُّسلِ لاَ <|vsep|> أصحَابِ جَهمٍ شِيعَةِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذَا أنوَاعَهُ هِيَ خَمسَةٌ <|vsep|> قَد حُصِلَت أقسَامُهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَوحِيدُ أتبَاعِ ابن سِينَا وَهُوَ مَن <|vsep|> سُوبٌ لرسطُو مِنَ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا لللَهِ لَدَيهِمُ مَاهِيَّةٌ <|vsep|> غَيرُ الوُجُودِ المُطلَقِ الوِحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَسلُوبُ أوصَافِ الكَمَالِ جَمِيعهَا <|vsep|> لَكِن وُجُودٌ حَسبُ لَيسَ بِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ن لَهُ ذَاتٌ سِوَى نَفسِ الوُجُو <|vsep|> دِ المطلَقِ المَسلُوبِ كُلِّ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ لاَ سَمعٌ وَلاَ بَصَرٌ وَلا <|vsep|> عِلمٌ وَلاَ قَولٌ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ ثَمَّ مَشِيئَةٌ <|vsep|> وَِرَادَةٌ لِوُجُودِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل تِلكَ لاَزِمَةٌ لَهُ بِالذَّاتِ لَم <|vsep|> تَنفَكَّ عَنهُ قَطُّ فِي الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا اختَارَ شَيئاً قَطُّ يَفعَلُهُ وَلاَ <|vsep|> هَذَا لَهُ أبداً بِذِي مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَنَوا عَلَى هَذَا استحَالَةَ خَرقِ ذَا ال <|vsep|> أفلاَكِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ يَعلَمُ قَطُّ شَيئاً <|vsep|> مَا مِنَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَعلَمُ الأفلاَكَ كَم أعدَادُهَا <|vsep|> وَكَذَا النُّجُومُ وَذَانِكَ القَمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيس يَسمَعُ صَوتَ كلِّ مُصوِّتٍ <|vsep|> كَلاَّ وَلَيسَ يَرَاهُ رَأيَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل لَيسَ يَعلَمُ حَالَةَ الِنسَانِ تَف <|vsep|> صِيلاً مِنَ الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عِلمٌ لَهُ بِتَسَاقُطِ ال <|vsep|> أورَاقِ أو بِمَنَابِتِ الأغصَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِلماً عَلَى التَّفصِيلِ هَذَا عِندَهُم <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَلازِمُ الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل نَفسُ دَمَ عِندَهُم عَينُ المُحَا <|vsep|> لِ وَلَم يَكُن فِي سِالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا زَالَ نَوعُ النَّاسِ مَوجُوداً وَلاَ <|vsep|> يَفنَى كَذَاكَ الدَّهرُ والملَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم <|vsep|> مِثلَ ابنِ سِينَا وَالنَّصِيرِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا وألجأنَا لَى ذَا خَشيَةُ التَّ <|vsep|> ركِيبِ وَالتَّجسِيمِ ذِي البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ قُلنَا مَالَهُ سَمعٌ وَلاَ <|vsep|> بَصَرٌ وَلاَ عِلمٌ فكَيفَ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ قُلنَا لَيسَ فَوقَ العَرشِ لاَّ <|vsep|> المُستَحِيلُ وَلَيسض ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> جِسمٌ عَلَى جِسمٍ كِلاَ الجِسمَينِ مَح <|vsep|> دُودٌ يَكُونُ كِلاَهُمَا صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِذَاكَ حَقًّا صَرَّحُوا فِي كُتبِهِم <|vsep|> وَهُمُ الفُحُولُ أئِمَّةُ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسُوا مَخَانِيثَ الوُجُودِ فَلا لَى ال <|vsep|> كُفرَانِ يَنحَازُوا وَلاَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّركُ عِندَهُم ثُبُوتُ الذَّاتِ وَال <|vsep|> أوصَافِ ذ يَبقَى هُنَاكَ ثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> غَيرُ الوُجُودِ فَصَارَ ثَمَّ ثَلاَثَةٌ <|vsep|> فَلِذَا نَفَينَا اثنَينِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيُ الوُجُودِ فَلاَ يُضَافُ لَيهِ شَي <|vsep|> ء غَيرَهُ فَيَصِيرَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِيهَا فَتَوحِيدُ ابنِ سَب <|vsep|> عِينٍ وَشِيعَتِهِ أُولِى البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلِّ اتِّحَادِيٍّ خَبِيثٍ عِندَهُ <|vsep|> مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> تَوحِيدُهُم أنَّ الِلَهَ هُوَ الوُجُو <|vsep|> دُ المُطلَقُ المَبثُوثُ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ عَينُهَا لاَ غَيرُهَا مَا هَا هُنَا <|vsep|> رَبٌّ وَعبدٌ كَيفَ يَفتَرِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ وَهمَ العَبدِ ثُمَّ خَيَالُهُ <|vsep|> فِي ذِي المَظَاهِرِ دَائِماً يَلِجَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ حُكمُهُمَا عَلَيهِ نَافِذٌ <|vsep|> ابنُ الطَّبِيعَةِ ظَاهِرُ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا تَجَرَّدَ عِلمُهُ عَن حِسِّهِ <|vsep|> وَخَيَالِهِ بَل ثمَّ تَجرِيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَجرِيدُهُ عَن عَقلِهِ أيضاً فَنَّ <|vsep|> العَقلَ لاَ يُدنِيهِ مِن ذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل يَخرِقُ الحُجُب الكَثِيفَةَ كُلَّها <|vsep|> وَهماً وَحِسًّا ثُمَّ عَقلٌ وَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَهمُ مِنهُ وحِسُّهُ وَخَيَالُهُ <|vsep|> وَالعِلمُ وَالمعقُولُ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> حُجبٌ عَلَى ذَا الشَّانِ فَاخرِقهَا وَِلاَّ <|vsep|> كُنتَ مَحجُوباً عَنِ العِرفَانش </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَأكثَفُهَا حِجَابُ الحِسِّ وَال <|vsep|> مَعقُولُ ذَانِكَ صَاحِبُ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ صِرتَ مُوحِّداً حَقًّا تَرَى <|vsep|> هَذَا الوُوجُودَ حَقِيقَةَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّركُ عِندَهُمُ فَتَنوِيعُ الوُجُو <|vsep|> دِ وَقَولُنَا نَّ الوُجُودَ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحتَجَّ يَوماً بِالكِتَابِ عَلَيهِمُ <|vsep|> شَخصٌ فَقالُوا الشِّركُ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا التوحِيدُ عِندَ القَائِلِي <|vsep|> نَ بالاتَّحَادِ فَهُم أولُوا العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَبٌّ وَعَبدٌ كَيفَ ذَاكَ وَنَّمَا ال <|vsep|> مَوجُودُ فَردٌ مَالَهُ مِن ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَالِثُهَا هُوَ التَّوحِيدُ عِن <|vsep|> دَ الجَهمِ تَعطِيلٌ بِلاَ يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيُ الصِّفَاتِ مَعَ العُلُوِّ كَذَاكَ نَف <|vsep|> يُ كَلاَمِهِ بِالوَحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ بَتَّةً <|vsep|> لَكِنَّهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فَوقَهُ رَبٌّ يُطَاعُ وَلاَ عَلَي <|vsep|> هِ للوَرَى مِن خَالِقٍ رَحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل حَظُّ عَرشِ الرَّبِّ عِندَ فَرِيقَهِم <|vsep|> مِنهُ كَحظِّ الأسفَلِ التَّحتَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَهُوَ المعَطِّلُ عَن نُعُوتِ كَمَالِهِ <|vsep|> وَعِنِ الكَلاَمِ وَعَن جَمِيعِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى مَا قَد حَكَينَا عَنهُ فِي <|vsep|> مَبدا القَصِيد حِكَايةَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم <|vsep|> تِلوَ الفُحُولِ مُقَدِّمِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّركُ عِندَهُم فَثبَاتُ الصِّفَا <|vsep|> تِ لِرَبِّنَا وَنِهَايَةُ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ شِركٌ ذَا وَكُلُّ الرُّسلِ قَد <|vsep|> جَاؤوا بِهِ خَيبَةَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَرَابِعَهَا فَتَوحِيدٌ لَدَى <|vsep|> جَبرِيِّهِم هُوَ غَايَةُ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> العَبدُ مَيتٌ مَا لَهُ فِعلٌ وَلَ <|vsep|> كِن هُوَ فِعلُ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله فَاعِلُ فِعلِنَا مِن طَاعَةٍ <|vsep|> وَمِنَ الفُسُوقِ وَسَائِرَِ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ فِعلُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً <|vsep|> لَيسَت بِفِعلٍ قَطُّ لِلنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالعَبدُ مَيتٌ وَهوَ مَجبُورٌ عَلَى <|vsep|> أفعَالِهِ كَالمَيتِ فِي الأكفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المَلُومُ عَلَى فِعَالِ لَهِهِ <|vsep|> فِيهِ وَدَاخِلُ جَاحِمِ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَيحَهُ المِسكِينُ مَظلُومٌ يُرَى <|vsep|> فِي صُورَةِ العَبدِ الظلومِ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> لَكِن نُقُولُ بأنَّهُ هُوَ ظَالِمٌ <|vsep|> فِي نَفسِهِ أدَباً مَعَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم <|vsep|> مِن كُلِّ جَبرِيٍّ خَبِيثِ جَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكُلُّ عِندَ غُلاَتِهِم طَاعَاتُنَا <|vsep|> مَا ثَمَّ فِي التَّحقِيقِ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّركُ عِندَهُم اعتِقَادُكَ فَاعِلاً <|vsep|> غَيرَ اللهِ المَالِكِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى التَّوحِيدِ عِندَ القَومِ مَا <|vsep|> فِيهِ مِنَ الِشرَاكِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَهُم وَاللهِ شَيءٌ غَيرُهُ <|vsep|> هَاتِيكَ كُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> أترَى أبَا جَهلٍ وَشِيعَتَهُ رَؤوا <|vsep|> مِن خَالِقٍ ثَانٍ لِذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم كُلُّهُم جَمعاً أقَرُّوا أنَّهُ <|vsep|> هُوَ وَحدهُ الخَلاَّقُ لِلنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا ادَّعَيتُم أنَّ هَذَا غَايَةُ التَّ <|vsep|> وحِيدِ صَارَ الشِّركُ ذَا بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالنَّاسُ كُلُّهُمُ أقَرُّوا أنَّهُ <|vsep|> هُوَ وَحدَهُ الخَلاَّقُ لَيسَ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ المَجُوسَ فَنَّهُم قَالُوا بِأنَّ <|vsep|> الشَّرَّ خَالِقُهُ لَهٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذاً تَوحِيدَ رُسلِ الله ثُمَّ <|vsep|> اجعَلهُ دَاخِلَ كِفَّهِ المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَعَ هَذِهِ الأنوَاعِ وَانظُر أيُّهَا <|vsep|> أولَى لَدَى المِيزَانِ بِالرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَوحِيدُهُم نَوعَانِ قَولِيٌّ وَفِع <|vsep|> لِيٌّ كِلاَ نَوعَيهِ ذُو بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا سَلبٌ وَذَا نَوعَانِ أي <|vsep|> ضاً فِي كِتَابِ الله مَذَكُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَلبُ النَّقَاِئصِ جَمِيعِهَا <|vsep|> عَنهُ هُمَا نَوعَانِ مَعقُولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> سَلبٌ لِمُتَّصِلٍ وَمنفَصِلٍ هُمَا <|vsep|> نَوعَانِ مَعرُوفَانِ أمَّا الثَّاني </|bsep|> <|bsep|> سَلبُ الشَّريكِ مَعَ الظَّهِيرِ مَعَ الشَّ <|vsep|> فِيعِ بِدُونِ ذنِ المَالِكِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكذَاكَ نَفيُ الكُفءِ أيضاً وَالوِليِّ <|vsep|> لَنَا سِوَى الرَّحمنِ ذِي الغفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَركُ الخَلقِ همَالاً سُدًى <|vsep|> لاَ يُبعَثُونَ لَى مَعَادٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ أمرٌ وَلاَ نَهيٌ عَلَي <|vsep|> هِم مِن لَهٍ قَادِر دَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ظُلمُ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَنِيُّ <|vsep|> فَمَا لَهُ والظُّلمَ للِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك غَفلَتُهُ تَعَالَى وَهوَ عَلاَّ <|vsep|> مُ الغُيُوبِ فَظَاهِرُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ النِّسيَانُ جَلَّ لَهُنَا <|vsep|> لاَ يَعتَرِيهِ قَطُّ مِن نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ حَاجَتُهُ لَى طَعمٍ وَرِز <|vsep|> قٍ وَهوَ رَزَّاقٌ بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِي نَوعَي السَّلبِ الَّذِي <|vsep|> هُوَ أوَّلُ الأنوَاعِ فِي الأوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَنزِيهُ أوصَافِ الكَمَالِ لَهُ عَن التَّ <|vsep|> شبِيهِ وَالتَّمثِيلِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَسنَا نُشَبِّهُ وَصفَهُ بِصِفَاتِنَا <|vsep|> نَّ المشَبَّهَ عَابِدُ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ نُخلِيهِ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> نَّ المعَطِّلَ عَابِدُ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن مَثَّلَ اللهَ العَظِيمَ بِخَلقِهِ <|vsep|> فَهوَ النَّسِيبُ لِمُشرِكٍ نَصرَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالأوَّلُ التَّنزِيهُ لِلرَّحمَنِ عَن <|vsep|> وَصفِ العُيُوبِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَالمَوتِ وَالِعيَاءِ وَالتَّعَبِ الذِي <|vsep|> يَنفِي اقتِدَارَ الخَالِقِ المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّومِ وَالسِّنَةِ التَي هِيَ أصلُهُ <|vsep|> وَعُزُوبِ شَيءٍ عَنهُ فِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ العَبَثُ الَّذِي تَنفِيهِ حِك <|vsep|> مَتُهُ وَحَمدِ الله ذِي الِتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو عَطَّلَ الرَّحمَن مِن أوصَافِهِ <|vsep|> فَهُوَ الكَفُورُ وَلَيسَ ذَا يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن تَوحِيدِهم ثبَاتُ أو <|vsep|> صَلى الكَمَالِ لرَبِّنَا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ فَوقَ السَّمَ <|vsep|> وَاتِ العُلَى بَل فَوقَ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهوَ العَلِيُّ بِذَاتِهِ سُبحَانَهُ <|vsep|> ذ يَستَحِيلُ خِلاَفُ ذَا ببَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى <|vsep|> قَد قَامَ بِالتَّدبِيرِ للأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَيٌّ مُرِيدٌ قَادِرٌ مُتَكَلِّمٌ <|vsep|> ذُو رَحمَةٍ وَرَادَةٍ وَحَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ أولٌ هو خِرٌ هُو ظَاهِرٌ <|vsep|> هُو بَاطِنٌ هِي أربعٌ بوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَبلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعدَه <|vsep|> شَيءٌ تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فَوقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَه <|vsep|> شَيءٌ وَذَا تَفسِيرُ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى تَفسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ <|vsep|> وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى مَا فِيهِ مِن أنوَاعِ مَع <|vsep|> رِفَةٍ لخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَلِيُّ فَكُلُّ أنوَاعِ العُلُوِّ <|vsep|> لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعنَ يُوجِبُ التَّ <|vsep|> عظِيمَ لاَ يُحصِيهِ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الجَلِيلُ فكُلُّ أوصَافِ الجَلاَ <|vsep|> لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بِلاَ بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيفَ لاَ <|vsep|> وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن بَعضِ ثَارِ الجَمِيلِ فَرَبُّهَا <|vsep|> أولَى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجمَالُهُ بِالذَّاتِ وَالأوصَافِ وَال <|vsep|> أفعَالِ والأسمَاءِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ شَيءَ يُشبِهُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ <|vsep|> سُبحَانَهُ عَن فكِ ذِي البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أوصَافُ تَع <|vsep|> ظِيمٍ فَشَأنُ الوَصفِ أعظَمُ شَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ السَّمِيعُ يَرى وَيسمَعُ كُلَّ مَا <|vsep|> فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِكُلِّ صَوتٍ مِنهُ سَمعٌ حَاضِرٌ <|vsep|> فَالسِّرُّ وَالعلاَنُ مُستَوِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسَّمعُ مِنهُ وَاسِعُ الأصوَاتِ لاَ <|vsep|> يَخفَى عَلَيهِ بَعِيدُهَا وَالدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَيرَى مَجَارِي القُوتِ فِي أعضَائِها <|vsep|> وَيَرَى عُرُوقَ بَيَاضِهَا بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَى خِيَانَاتِ العُيَونِ بِلَحظِهَا <|vsep|> وَيَرى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَلِيمُ أحَاطَ عِلماً بِالذِي <|vsep|> فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن علاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِكُلِّ شَيءٍ عِلمُهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> فَهوَ المُحِيطُ وَلَيسَ ذَا نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَعلَمُ مَا يَكُونُ غَداً وَمَا <|vsep|> قَد كَانَ وَالمَوجُودَ فِي ذَا النِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أمرٌ لَم يَكُن لَو كَان كَي <|vsep|> فَ يَكُونُ ذَاكَ الأمر ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمدٍ وَاقِعٌ <|vsep|> أو كَانَ مَفرُوضاً مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَلأ الوُجُودَ جَمِيعَهُ وَنَظِيرَهُ <|vsep|> مِن غَيرِ مَا عَدٍّ وَلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ أهلُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ <|vsep|> كُلُّ المَحَامِدِ وَصفُ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبدَهُ مُوسَى بِتَك <|vsep|> لِيمِ الخِطَابِ وَقَبلَهُ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلِمَاتُهُ جَلَّت عَنِ الِحصَاءِ وَالتَّ <|vsep|> عدَادِ بَل عَن حَصرِ ذِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو أنَّ أشجَارَ البِلاَدِ جَمِيعَا ال <|vsep|> أقلاَمُ تَكتُبُهَا بكُلِّ بَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالبَحرَ تُلقَى فِيهِ سَبعَةُ أبحُرٍ <|vsep|> لِكِتَابِةِ الكَلِمَاتِ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفِدَت وَلَم تَنفَد بِهَا كَلِمَاتُهُ <|vsep|> َليسَ الكَلاَمُ مِنَ الِلَهِ بِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القَدِيرُ وَليسَ يُعجِزُهُ ذَا <|vsep|> مَا رَامَ شَيئاً قَطُّ ذُو سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القَوِيُّ لَهُ القُوَى جَمعاً تَعَا <|vsep|> لَى رَبُ ذِي الأكوَانِ والأزمانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهَِ فَغِنَاهُ ذَا <|vsep|> تِيٌّ لَهُ كَالجُودِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَزِيزُ فَلَن يُرَامَ جَنَابُهُ <|vsep|> أنَّى يُرَامُ جَنَابُ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَزِيزُ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ <|vsep|> فَالعِزُّ حِينَئِذٍ ثَلاَثُ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهِيَ التِي كَمُلَت لَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> مِن كُلِّ وَجهٍ عَادِمِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَكِيمُ وَذَاكَ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> نَوعَانِ أيضاً مَا هُمَا عَدمَانِ </|bsep|> <|bsep|> حُكمٌ وَحكَامٌ فَكُلٌّ مِنهُمَا <|vsep|> نَوعَانِ أيضاً ثَابِتاً البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحُكمُ شَرعِيٌّ وَكَونِيٌّ وَلاَ <|vsep|> يَتَلاَزَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذَا مُفرَداً <|vsep|> وَالعَكسُ أيضاً ثُمَّ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَن يَخلُو المَربُوبُ مِن حدَاهُمَا <|vsep|> أو مِنهُمَا بَل لَيسَ يَنتَفِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّما الشَّرعِيُّ مَحبُوبٌ لَهُ <|vsep|> أبَداً وَلَن يَخلُو مِنَ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ أمرهُ الدِّينِيُّ جَاءَت رُسلُهُ <|vsep|> بِقِيَامِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا الكَونِيُّ فَهوَ قَضَاؤهُ <|vsep|> فِي خَلقِهِ بِالعَدلِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدلٌ ذُو رِضَى <|vsep|> وَالشَّانُ فِي المَقضِيِّ كُلَّ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ نَرضَى بِالقَضَاءِ ونَسخط ال <|vsep|> مَقضِيِّ مضا الأمرَانِ مُتَّحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالله يَرضَى بِالقَضَاءِ ويَسخطُ ال <|vsep|> مَقضِيِّ مَا الأمرَانِ مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَضَاؤُهُ وصِفَةٌ بِهِ قَامَت وَمَا ال <|vsep|> مَقضِيُّ لاَّ صَنعَةُ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكَونُ مَحبُوبٌ وَمَبغُوضٌ لَهُ <|vsep|> وَكِلاَهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا البَيَانُ يُزِيلُ لَبساً طَالَمَا <|vsep|> هَلَكَت عَلَيهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَحِلُّ مَا قَد عَقَّدُوا بِأصُولِهِم <|vsep|> وَبُحُوثِهِم فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن وَافقَ الكَونِيَّ وَافقَ سُخطهُ <|vsep|> ذ لَم يوافِق طَاعَةَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ لاَ يَعدُوهُ ذَمٌّ أو فَوَا <|vsep|> تُ الحَمدش مَع أجرٍ ومَع رِضوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لاَ يَعدُوهُ أج <|vsep|> رٌ بَل لَهُ عِندَ الصَّوَابِ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> والحِكمَةُ العُليَا عَلَى نَوعَينِ أي <|vsep|> ضاً حُصِّلا بِقَوَاطِعَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا فِي خَلقِهِ سُبحَانَهُ <|vsep|> نَوعَانِ أيضاً لَيسَ يَفتَرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> حكَامُ هَذَا الخَلقِ ذ يجَادُهُ <|vsep|> فِي غَايَةِ الِحكَامِ وَالتقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصُدُورُهُ مِن أجلِ غَايَاتٍ لَهُ <|vsep|> وَلَهُ عَلَيهَا حَمدُ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحِكمَةُ الأخرَى فَحِكمَةُ شَرعِهِ <|vsep|> أيضاً وَفِيهضا ذَانِكَ الوَصفَانِ </|bsep|> <|bsep|> غَايَاتُهَا اللاَّتِي حُمِدنَ وَكَونُهَا <|vsep|> فِي غَايَةِ الِتقَانِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَييُّ فَلَيسَ يَفضَحُ عَبدَهُ <|vsep|> عِندَ التَّجاهُرِ مِنهُ بِالعِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ يُلقِي عَلَيهِ سَترَهُ <|vsep|> فَهُوَ السَّتِيرُ وَصَاحِبُ الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَلِيمُ فَلاَ يُعَاجِلُ عَبدَهُ <|vsep|> بِعُقُوبَةٍ لِيَتُوبَ مِن عِصيَتمِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ العَفُوُّ فَعَفوُهُ وَسِعَ الوَرَى <|vsep|> لَولاَهُ غَارَ الأرضُ بِالسُّكَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أذَى أعدَائِهِ <|vsep|> شَتَمُوهُ بَل نَسَبُوهُ لِلبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا لَهُ وَلَدٌ وَلَيسَ يُعِيدُنَا <|vsep|> شَتماً وَتَكذِيباً مِنَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَذَاكَ بسَمعِهِ وَبِعِلمِهِ <|vsep|> لَو شَاءَ عَاجَلَهُم بِكُلِّ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن يُعَافِيهِم وَيَرزُقُهُم وَهُم <|vsep|> يُؤذُونَهُ بالشِّركِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَ الخَوَاطِرِ وَاللَّوَا <|vsep|> حِظِ كَيفَ بِالأفعَالِ بِالأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِي <|vsep|> لُ بِحِفظِهِم مِن كُلِّ أمرٍ عَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبدِهِ وَلِعَبدِهِ <|vsep|> وَاللُّطفُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> درَاكُ أسرَارِ الأُمورِ بِخبرَةٍ <|vsep|> وَاللُّطفُ عِندَ مَواقِعِ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبدِي لُطفَهُ <|vsep|> وَالعَبدُ فِي الغَفَلاَتِ عن ذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أهلَ الرِّفقِ بَل <|vsep|> يُعطِيهُمُ بِالرِّفقِ فَوقَ أمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ القَرِيبُ وَقُربُهُ المُختَصُّ بِالدَّ <|vsep|> اعِي وَعابِدِهِ عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُجِيبُ يَقُولُ مَن يَدعُو أجِب <|vsep|> هُ أنَا المُجِيبُ لِكُلِّ مَن نَادَانِي </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو <|vsep|> دَ جَمِيعَهُ بِالفَضلِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الجَوَادُ فَلاَ يُخَيِّبُ سَائِلاً <|vsep|> وَلَو أنَّهُ مِن أمَّةِ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُغِيثُ لِكُلِّ مَخلُوقَاتِهِ <|vsep|> وَكَذَا يُجيبُ غَاثَةَ اللَّهفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الوَدُودُ يحِبُّهُم وَيُحِبُّهُ <|vsep|> أحبَابُهُ وَالفَضلُ للمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الذِي جَعَلَ المَحَبَّةَ فِي قُلُو <|vsep|> بِهِمُ وَجَازَاهُم بِحُبٍّ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الحسَانُ حَقًّا لاَ مُعَا <|vsep|> وَضَةً وَلاَ لِتَوَقُّعِ الشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن يُحبُّ شُكُورَهم وَشَكُورَهُم <|vsep|> لاَ لاحتِياجٍ مِنهُ للشُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوض الشًّكُورُ فَلَن يُضَيِّعَ سَعيَهُم <|vsep|> لَكِن يُضَاعِفُهُ بِلا حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا لِلعِبَادِ عَلَيهِ حَقٌّ وَاجِبٌ <|vsep|> هُوَ أوجَبَ الأجرَ العَظِيمَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَائِعٌ <|vsep|> ن كَانَ بِالِخلاَصِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن عُذِّبُوا فَبعَدلِهِ أو نُعِّمُوا <|vsep|> فَبِفَضلِهِ وَالحَمدُ لِلمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الغَفُورُ فَلَو أُتِي بِقُرَابِهَا <|vsep|> مِن غَيرِ شِركٍ بَل مِنَ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأتَاهُ بِالغُفرَانِ مِلءَ قُرَابِهَا <|vsep|> سُبحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ التَّوَّابُ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> وَالتَّوبُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذنٌ بتَوبَةِ عَبدِهِ وَقَبُولِهَا <|vsep|> بَعدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الِلَهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي <|vsep|> صَمَدَت لَيهِ الخلقُ بِالِذعَانِ </|bsep|> <|bsep|> الكَامِلُ الأوصَافِ مِن كُلِّ الوُجُو <|vsep|> هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذِلِكَ القَهَّارُ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> فَالخَلقُ مَقهُورُونَ بِالسُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو لَم يَكُن حَيًّا عَزِيزاً قَادِراً <|vsep|> مَا كَانَ مِن قَهرٍ وَلاَ سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِن أوصَافِهِ <|vsep|> وَالجَبرُ فِي أوصَافِهِ قِسمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَبرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلبٍ قَد غَدَا <|vsep|> ذَا كَسرَةٍ فَالجَبرُ مِنهُ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالثَّانِي جَبرُ القَهرِ بِالعِزِّ الذِي <|vsep|> لاَ يَنبَغِي لِسِوَاهُ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ مُسَمَّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُوُّ <|vsep|> فَليسَ يَدنُو مِنهُ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن قَولِهُم جَبَّارَةٌ لِلنَّخلَةِ ال <|vsep|> عُليَا التِي فَاتَت لِكُلِّ بَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَحِمَايَةً <|vsep|> وَالحَسبُ كَافِي العَبدِ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ الرَّشِيدُ فَقُولُهُ وَفِعَالُهُ <|vsep|> رُشدٌ وَرَبُّكَ مُرشِدُ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاهُمَا حَقٌّ فَهذَا وَصفُهَُ <|vsep|> وَالفِعلُ لِلرشَادِ ذَاكَ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالعَدلُ مِن أوصَافِهِ فِي فِعلِهِ <|vsep|> وَمَقَالِهِ وَالحُكمِ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعلَى الصِّرَاط المُستَقِيمِ لَهُنَا <|vsep|> قَولاً وَفِعلاً ذَاكِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القُدُّوس ذُو التَّ <|vsep|> نزِيهِ بِالتَّعظِيمِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ السَّلاَمُ عَلَى الحَقِيقَةِ سَالِمٌ <|vsep|> مِن كُلِّ تَمثِيلٍ ومِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالبِرُّ مِن أوصَافِهِ سُبحَانَهُ <|vsep|> هُوَ كَثرَةُ الخَيرَاتِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَدَرَت عَنِ البَرِّ الذِي هُوَ وَصفُهُ <|vsep|> فَالبِرُّ حِينَئِذٍ لَهُ نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصف وَفِعلٌ فَهوَ بَرٌّ مُحسِنٌ <|vsep|> مُولِي الجَمِيل وَدَائِمُ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِن أسمَائِهِ <|vsep|> فَانظُر مَوَاهِبَهُ مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أهلُ السَّمَوَاتِ العُلَى والأرضِ عَن <|vsep|> تِلكَ المَوَاهِبِ لَيسَ يَنفَكَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الفَتَّاحُ مِن أسمَائِهِ <|vsep|> وَالفَتحُ فِي أوصَافِهِ أمران </|bsep|> <|bsep|> فَتحٌ بِحُكمٍ وَهوُ بشَرعُ لألَهِنَا <|vsep|> وَالفَتحُ بِالأقدَارِ فَتحٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَينِ كِلَيهِمَا <|vsep|> عَدلاً وَحسَاناً مِن الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الرَّزَّاقُ مِنَ أسمَائِهِ <|vsep|> وَالرِّزقُ مِن أفعَالِهِ نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> رِزقٌ عَلَى يَدِ عَبدِهِ وَرَسُولِهِ <|vsep|> نَوعَانِ أيضاً ذَانِ مَعرُوفَانِ </|bsep|> <|bsep|> رِزقُ القُلُوبِ العِلم وَالِيمَانَ وَالرِّ <|vsep|> زقُ المُعَدُّ لِهَذِهش الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الرِّزقُ الحَلاَلُ وَربُّنَا <|vsep|> رَزَّاقُهُ وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالثَّانِي سَوقُ القُوتِ للأعضَاءِ فِي <|vsep|> تِلكَ المَجَارِي سَوقَهُ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَان يَكُونُ مِنَ الحَلاَلِ كَمَا يَكُو <|vsep|> نُ مِنَ الحَرَام كِلاَهُمَا </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ رَازِقُهُ بِهَذَا الاعتَبا <|vsep|> رِ وَلَيسَ بِالِطلاَقِ دُونَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القَيُّومُ وَال <|vsep|> قَيُّومُ فِي أوصَافِهِ أمَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا القَيُّومُ قَامِ بِنَفسِهِ <|vsep|> وَالكَونُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالأوَّلُ استِغنَاؤهُ عَن غَيرِهِ <|vsep|> وَالفَقرُ مِن كُلٍّ لَيهِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالوَصفُ بِالقَيومِ ذُو شَأنٍ عَظِيمٍ هَ <|vsep|> كذَا مَوصُوفُهُ أيضاً عَظِيمُ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحَيُّ يَتلُوهُ فأوصَافُ الكَمَا <|vsep|> لِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهَا قُطبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحَيُّ وَالقَيُّومُ لَن تَتَخَلَّفَ ال <|vsep|> أوصَافُ أصلاً عَنهُمَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَابِضٌ هُوَ بَاسِطٌ هُوَ خَافِضٌ <|vsep|> هُوَ رَافِعٌ بِالعَدلِ وَالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وهو المُعزُّ لأهلِ طَاعَتِهِ وذَا <|vsep|> عِزٌّ حَقِيقِيٌّ بِلاَ بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُذِلُّ لِمَن يَشَاءُ بِذِلَّةِ الدَّ <|vsep|> ارَينِ ذُل شَقَا وَذُلُّ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ مَانِعٌ مُعطٍ فَهَذَا فَضلُهُ <|vsep|> وَالمَنعُ عينُ العَدلِ لِلمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يُعطِي بِرحمَتِهِ وَيَمنَعُ مَا يَشَا <|vsep|> ءُ بِحِكمَةٍ وَاللهُ ذُو سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنُّورُ مِن أسمَائِهِ أيضاً وَمِن <|vsep|> أوصَافِهِ سُبحَانَ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالَ ابنُ مَسعُودٍ كَلاَماً قَد حَكَا <|vsep|> هُ الدَّارِمِي عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَهُ لَيلُ يَكُونُ وَلاَ نَهَا <|vsep|> رٌ قُلتُ تَحتَ الفَلكِ يُوجَدُ ذَانِ </|bsep|> <|bsep|> نُورُ السَّمَوَاتِ العُلَى مِن نُورِهِ <|vsep|> وَالأرضِ كَيفَ النَّجمُ وَالقَمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن نُورِ وَجهِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَكَذَا حَكَاهُ الحافِظُ الطَّبَرَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَبِهِ استَنَارَ العَرشُ وَالكُرسِيُّ مَع <|vsep|> سَبعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِتَابُهُ نُوؤٌ كَذَلِكَ شَرعُهُ <|vsep|> نُورٌ كَذَا المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الِيمَانُ فِي قَلبِ الفَتَى <|vsep|> نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَو كُشِفَ الحِجَا <|vsep|> بُ لأحرَقَ السُّبُحَاتُ للأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وذَا أتَى للفَصلِ يُشرِقُ نُورُهُ <|vsep|> فِي الأرضِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاك دَارُ الرَّبِّ جَنَّاتُ العُلَى <|vsep|> نُورٌ تَلألأَ لَيسَ ذَا بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنُّورُ ذُو نَوعَينِ مَخلُوقٌ وَوَص <|vsep|> فٌ مَا هُمَا وَألله مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ المَخلُوقُ ذُو نَوعَينِ مَح <|vsep|> سُوسٌ وَمَعقُولٌ هُمَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> احذَر تَزِلَّ فَتَحتَ رِجلِكَ هُوَّةٌ <|vsep|> كَم قَد هَوَى فِيهَا عَلَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن عَابِدٍ بِالجَهلِ زَلَّت رِجلُهُ <|vsep|> فَهَوَى لَى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> لاَحَت لَهُ أنوَارُ ثارِ العِبَا <|vsep|> دَةِ ظَنَّهَا الأنوارَ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى بِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَبَلِيَّةٍ <|vsep|> مَا شِئتَ مِن شَطحٍ وَمِن هَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا الحُلُولِيُّ الذِي هُوَ خِدنُهُ <|vsep|> مِن هَهُنَا حَقًّا هُمَا أخَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُقَابِلُ الرَّجلَينِ ذُو التَّعطِيلِ وَال <|vsep|> حُجُبِ الكَثِيفَةِ ما هُما سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا فِي كَثَافَةِ طَبعِهِ وَظَلاَمِهِ <|vsep|> وَبِظُلمَةِ التَّعطِيلِ هَذَا الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالنُّورُ مَحجُوبٌ فَلاَ هَذَا وَلاَ <|vsep|> هَذَا لَهُ مِن ظُلمَةٍ يَريَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المَقَدِّمُ وَالمؤخِّرُ ذَانِكَ الصِّ <|vsep|> فَتَانِ لِلأفعَالِ تَابِعَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُمضا صِفَاتُ الذَّاتِ أيضاً ذ هُمَا <|vsep|> بِالذَّاتِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ولِذَاكَ قَد غَلَط المقسِّمُ حِينَ ظَنَّ <|vsep|> صِفَاتِهِ نَوعَينِ مُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن لَم يُرِد هَذَا وَلَكِنَ قَد أرَا <|vsep|> دَ قِيَامَهَا بِالفِعلِ ذِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفِعلُ وَالمَفعولُ شَيءٌ وَاحِدٌ <|vsep|> عِندَ المقَسِّمِ مَا هُمَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ وَصفُ الفِعلِ لَيسَ لَدَيهِ لاَّ <|vsep|> نِسبَةٌ عَدَمِيةٌ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَمِيعُ أسمَاءِ الفِعَالِ لَدَيهِ لَي <|vsep|> سَت قَطُّ ثَابِتَةٌ ذَوَاتِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَوجُودَةٌ لَكِن أمُورٌ كُلُّهَا <|vsep|> نِسَبٌ تُرَى عَدَمِيَّةَ الوجدَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ التَّعطِيلُ للأفعَالِ كَالتَّ <|vsep|> عطِيلِ للأوصَافِ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحَقُّ أنَّ الوَصفَ لَيسَ بِمَورد التَّ <|vsep|> قسِيمِ هَذَا مُقتَضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل مَورِدُ التَّقسِيمِ مَا قَد قَامَ بِالذَّ <|vsep|> اتِ التِي للوَاحِدِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمَا ذاً نَوعَانِ أوصَافٌ وَأف <|vsep|> عَألٌ فَهذِي قِسمَةُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَصفُ بالأفعَالِ يَستَدعِي قِيَا <|vsep|> مَ الفِعلِ بِالمَوصًوفِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَالوَصفِ بِالمعنَى سِوَى الأفعالِ مَا <|vsep|> ن بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُم رَدُّوا عَلَى <|vsep|> مَن أثبَتَ الأسمَاءَ دُونَ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَامَت بِمَن هِيَ وَصفُهُ هَذَا مُحَا <|vsep|> لٌ غَيرُ مَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَوا لَى الأوصَافِ بِاسمِ الفِعلِ قَا <|vsep|> لُوا لَم تَقُم بِالوَاحِدِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فانظُر لَيهِم أبطَلُوا الأصلَ الذِي <|vsep|> رَدُّوا بِهِ أقوَالَهُم بِوزَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ هَذَا مُمكِناً فكَذَاكَ قَو <|vsep|> لُ خُصُومِكُم أيضاً فَذُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالوَصفُ بِالتَّقدِيمِ وَالتأخِيرِ كَو <|vsep|> نِيٌّ وَدِينِيٌّ هُمَا نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا أمرٌ حَقِيقيٌّ وَنِسبِيٌّ <|vsep|> وَلاَ يَخفَى المثَال عَلَى أولِي بالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> واللهِ قَدَّرَ ذَاكَ أجمَعَهُ بِح <|vsep|> كَامٍ وتقَانٍ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمِن أسمَائِهِ مَا لَيسَ يُف <|vsep|> رَدُ بَل يُقُالُ ذَا أتَى بِقِرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهِيَ التِي تُدعَى بِمِزدَوجَاتِهَا <|vsep|> فرَادُهَا خَطَرٌ عَلَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ ذَاك مُوهِمُ نَوعِ نَقصٍ جَلَّ رَبُّ <|vsep|> العَرشِ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> كالمَانِعِ المعطِي وَالكضارِّ الذِي <|vsep|> هُوَ نَافِع وكَمَالُهُ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنظَيرُ هَذَا القَابِضُ المَقرُونُ بِاس <|vsep|> مِ البَاسطِ اللَّفظَانِ مُقتَرِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا المُعِزُّ مَعَ المُذِلُّ وَخَافِضٌ <|vsep|> مَعَ رَافِعٍ لفظَانِ مُزدَوَجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَدِيثُ فرَادِ سمِ مُنتَقِمٍ فَمَو <|vsep|> قُوفٌ كَمَا قَد قَالَ ذُو العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا جَاءَ فِي القُرنِ غَيرَ مُقَيَّدٍ <|vsep|> بِالمُجرِمينَ وَجَا بذُو نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَلاَلَةُ الأسمَاءِ أنوَاعٌ ثَلاَ <|vsep|> ثٌ كُلُّهَا مَعلُومَةٌ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> دَلَّت مُطَابَقَةً كَذَاكَ تَضَمُّناً <|vsep|> وَكَذَا التِزَاماً وَاضِحَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا مُطَابَقَةُ الدَّلاَلَةِ فَهيَ أنَّ <|vsep|> الِسمَ يُفهَمُ مِنهُ مَفهُومَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاتث الِلهِ وَذَلِكَ الوَصفُ الذِي <|vsep|> يُشتَقُّ مِنهُ الِسمُ بِالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن دَلالَتُهُ عَلَى حدَاهُمَا <|vsep|> بِتَضَمُّنٍ فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا دَلالَتُهُ عَلَى الصِّفَةِ التِي <|vsep|> مَا اشتُقَّ مِنهَا فالتِزَامٌ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا أرَدتَ لِذَا مِثَالاً بَيِّناً <|vsep|> فَمِثَالُ ذَلِكَ لَفظَة الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاتُ الِلَهِ وَرَحمَةٌ مَدلُولُهَا <|vsep|> فَهُمَا لِهَذَا اللَّفظَِ مَدلُولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا بَعضٌ لِذَا المَوضُوعِ فَه <|vsep|> يَ تَضَمُّنٌ ذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ وَصفَ الحَيِّ لاَزِمُ ذَلِك ال <|vsep|> مَعنَى لُزُومَ العِلمِ للِرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَا دَلاَلَتُهُ عَلَيهِ بِالتِزَا <|vsep|> مٍ بَيِّنٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أسمَاؤهُ أوصَافُ مَدحٍ كُلُّهَا <|vsep|> مُشتَقَّةٌ قَد حُمِّلَت لِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَّاكَ وَالِلحَادَ فِيهَا نَّهُ <|vsep|> كُفرٌ مَعَاذَ الله مِن كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَقِيقَةُ الِلحَادِ فِيهَا المَيلُ بال <|vsep|> شرَاكِ وَالتَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمُلحِدُونَ ذاً ثَلاَثُ طَوَائِفٍ <|vsep|> فعَلَيهِمُ غَضَبٌ من الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> المُشرِكُونَ لأنَّهُم سَمَّوا بِهَا <|vsep|> أوثَانَهُم قَالُوا لهٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم شَبَّهُوا المَخلُوقَ بِالخَلاَّقِ عَك <|vsep|> سَ مُشَبِّهِ الخَلاَّقِ بِالِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أهلُ الِتِّحَادِ فَنَّهُم <|vsep|> خوَانُهُم مِن أقرَبِ الِخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> أعطَوُا الوُجُودَ جَمِيعَهُ أسمَاءَهُ <|vsep|> ذ كَانَ عَينَ اللهِ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُشرِكُونَ أقَلُّ شِركاً مِنهُمُ <|vsep|> هُم خَصَّصُوا ذَا السمَ بِالأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ كَانُوا أهلَ شِركٍ عِندَهُم <|vsep|> لَو عَمَّمُوا مَا كَانَ مِن كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُلحِدُ الثَّانِي فَذُو التَّعطِيلِ ذ <|vsep|> يَنفِي حَقَائِقَهَا بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ غَيرُ الِسمِ أوَّلَهُ بِمَا <|vsep|> يَنفِي الحَقِيقَةَ نَفيَ ذِي بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالقَصدُ دَفعُ النَّصِّ عَن مَعنَى الحَقِي <|vsep|> قَةِ فَاجتَهِد فِيهِ بِلَفظِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَطِّل وَحَرِّف ثُمَّ أوِّل وَانفِهَا <|vsep|> واقذِف بِتَجسِيمٍ وَبِالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لِلمُثبِتِينَ حَقَائِقَ الأسمَاءِ وَال <|vsep|> أوصَافِ بِالأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا هُمُ احتَجُّوا عَلَيكَ فَقَل لَهُم <|vsep|> هَذَا مَجَازٌ وَهوَ وَضعٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَِذَا غُلِبتَ علَى المَجَازِ فَقُل لَهُم <|vsep|> لاَ يُستَفاَدُ حَقِيقَةُ اليقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ <|vsep|> عُزِلَت عَنِ اليقَانِ مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فذَا تَضَافَرَتِ الأدِلَّةُ كَثرَةً <|vsep|> وَغُلِبتَ عَن تَقرِيرِ ذَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَيكَ حِينَئِذٍ بِقَانُونَ وَضَع <|vsep|> نَاهُ لِدَفعِ أدِلَّةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِكُلِّ نَصٍّ لَيسَ يَقبَلُ أن يُؤوَّ <|vsep|> لَ بِالمَجَازِ وَلاَ بِمَعنَىً ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل عَارَضَ المَنقُولَ مَعقُولٌ وَمَا ال <|vsep|> أمرَانِ عِندَ العَقلِ يَتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ لاَّ وَاحِدٌ مِن أربَعِ <|vsep|> مُتَقَابِلاَتٍ كُلُّهَأ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> عمَالُ ذَينِ وعَكسُهُ أو تُلغِي ال <|vsep|> مَعلُولَ مَا هَذَا بِذِي مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> العَقلُ أصلُ النَّقلِ وَهوَ أبُوهُ ن <|vsep|> تُبطِلهُ يَبطُل فَرعُهُ التَّحتَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَتَعيَّنَ الِعمَالُ للمَعقُولِ وَال <|vsep|> لغَاءُ للمَنقُولِ ذِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> عمَالُهُ يُفضِي لَى لغَائِهِ <|vsep|> فَاهجُرهُ هَجرَ التَّركِ وَالنِّسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَم نَكذِب عَلَيهِم نَّنَا <|vsep|> وَهُمُ لَدَى الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَاكَ يُجزَى المُلحِدُونَ وَمَن نَفى ال <|vsep|> لحَادَ يُجزَى ثَمَّ بِالغفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاصبِر قَليلاً نَّمَا هِيَ سَاعَةٌ <|vsep|> يَا مُثبِتَ الأوصَافِ لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَسَوفَ تَجنِي أجرَ صَبرِكَ حِينَ يَج <|vsep|> نِي الغَيرُ وِزرَ الِثمِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ سَائِلُنَا وَسَائِلُهُم عَن ال <|vsep|> ثبَاتِ وَالتَّعطِيلِ بَعدَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأعِدَّ حِينَئِذٍ جَوَاباً كَافِياً <|vsep|> عِندَ السُّؤالِ يَكُونُ ذَا تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَالِثُهُم فَنَافِيهَا وَنَا <|vsep|> فِي مَا تَدُلُّ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا جَاحِدُ الرَّحمَنِ رَأساً لَم يُقِرَّ <|vsep|> بِخَالِقٍ أبَداً وَلاَ رَحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ اللحَادُ فَاحذَرهُ لَعَلَّ <|vsep|> الله أن يُنجِيكَ مِن نِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَفُوزَ بِالزُّلفَى لَدَيهِ وَجَنَّةِ ال <|vsep|> مَأوَى مَعَ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تُوحِشَنَّكَ غُربَةٌ بَينَ الوَرَى <|vsep|> فَالنَّاسُ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا عَلِمتَ بأنَّ أهلَ السُّنَّةِ ال <|vsep|> غُرَبَاءُ حَقًّا كُلِّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كُنتَ وَارِثَهُ لذَاكَ الألَى <|vsep|> وَرِثُوا عَدَاهُ بِسَائِرِ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَانِي نَوعَي التَّوحِيدِ تَو <|vsep|> حِيدُ العِبَادَةِ مِنكَ لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أن لاَ تَكُونَ لِغَيرِهِ عَبداً وَلاَ <|vsep|> تَعبُد بِغَيرِ شَرِيعَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتقُومَ بِالِسلاَمِ وَالِيمَانِ وَال <|vsep|> حسَانِ فِي سِرِّ وَفِي علاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالصِّدقُ وَالِخلاَصُ رُكنَا ذَلكَ التَّ <|vsep|> وحيدِ كَالرُّكنَينِ للبنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَقِيقَةُ الخلاَصِ تَوحِيدُ المُرَا <|vsep|> دِ فَلاَ يُزَاحِمُهُ مُرَادٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن مُرَادُ العَبدِ يَبقَى وَاحِداً <|vsep|> مَا فِيهِ تَفرِيقٌ لَدَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً سُبحَانَهُ <|vsep|> فَاخصُصهُ بِالتَّوحِيدِ مَع حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً أنشَاكَ لَم <|vsep|> يَشرَكهُ ذ أنشَاكَ رَبٌّ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَذَاكَ أيضاً وَحدَهُ فَاعبُدهُ لاَ <|vsep|> تَعبُد سِوَاهُ يَا أخَا العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُل لِي مَتَى سَلِمَ الرَّسُولُ وَصَحبُهُ <|vsep|> وَالتَّابِعُونَ لَهُم عَلَى الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن جَاهِلٍ وَمُعَانِدٍ وَمَنَافِقٍ <|vsep|> وَمُحَارِبٍ بِالبَغيِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَظُنُّ أنَّكَ وَارثٌ لَهُم وَمَا <|vsep|> ذُقتَ الأذى فِي نُصرَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ جَاهَدتَ حَقَّ جِهَادِهِ <|vsep|> فِي اللهِ لاَ بِيَدٍ وَلاَ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ فَاس <|vsep|> تَحدِث سِوى ذَا الرَّأيِ وَالحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالصِدقُ تَوحِيدُ الرَادَةِ وَهوَ بَذ <|vsep|> لُ الجَهدِ لاَ كَسَلاً وَلاَ مُتَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالسُّنَّةُ المُثلَى لِسَالِكِهَا فَتَو <|vsep|> حِيدُ الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِوَاحِدٍ كُن وَاحِداً فِي وَاحِدٍ <|vsep|> أعنِي سَبِيلَ الحَقِّ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي ثَلاَثٌ مُسعِدَاتٌ لِلَّذِي <|vsep|> قَد نَالَهَا وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا هِيَ اجتَمَعَت لِنَفسٍ حُرَّةٍ <|vsep|> بَلَغَت مِنَ العَليَاءِ كُلَّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لله قَلبٌ شَامَ هَاتِيكَ البُرُو <|vsep|> قَ مِنَ الخِيَامِ فَهَمَّ بِالطَّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَولاَ التَّعَلَّلُ بِالرَّجَاءِ تَصَدَّعَت <|vsep|> أعشَارُهُ كَتَصَدُّعِ البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُ يَبسُطُهُ الرَّجَاءُ فَيَنثَنِي <|vsep|> مُتَمَايلاً كَتَمَايُلِ النَّشوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيعُودُ يَقبِضُهُ الِيَاسُ لِكَونِهِ <|vsep|> مُتَخَلِّفاً عَن رُفقَةِ الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَاهُ بَينَ القَبضِ وَالبَسطِ اللَّذَا <|vsep|> نِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهِ قُطبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَدَا لَهُ سَعدُ السُّعُودِ فَصَارَ مَس <|vsep|> رَاهُ عَلَيهِ لاَ عَلَى الدَّبَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لله ذَيَّاكَ الفَرِيقُ فَنَّهُم <|vsep|> خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> شُدَّت رَكَائِبُهُم لَى مَعبُودِهِم <|vsep|> وَرَسُولِهِ يَا خَيبَةَ الكَسلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالشِّركُ فَاحذَرهُ فَشِركٌ ظَاهِرٌ <|vsep|> ذَا القِسمُ لَيسَ بِقَابِل الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ للرَّحمَنِ أيًّا كَا <|vsep|> نَ مِن حَجَرٍ وَمِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَدعُوهُ أو يَرجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ <|vsep|> وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّةِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا سَاوَوهُمُ بِاللهِ فِي <|vsep|> خَلقِ وَلاَ رِزقٍ وَلا حسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالله عِندَهُم هُوَ الخَلاَّقُ والرَّ <|vsep|> زَّاقُ مُولِي الفَضلِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم سَاوَوهُمُ باللهِ فِي <|vsep|> حُبِّ وَتَعظِيمٍ وَفِي يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا مَحَبَّتَهُم مَعَ الرَّحمَنِ مَا <|vsep|> جَعَلُوا المَحَبَّةَ قَطُّ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ حُبُّهُمُ لأجلِ الله مَا <|vsep|> عَادَوا أحِبَّتَهُ عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمَا أحَبُّوا سُخطَهُ وَتَجَنَّبُوا <|vsep|> مَحبُوبَهُ وَمَواقِعُ الرِّضَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَرطُ المَحَبَّةِ أن تَوَافِقَ مِن تُحِبُّ <|vsep|> عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلاَ عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذا ادَّعَيتَ لَهُ المَحَبَّة مَع خِلاَ <|vsep|> فِكَ مَا يُحِبُّ فَأنتَ ذُو بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> أتُحِبُّ أعدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي <|vsep|> حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا تُعَادِي جَاهِداً أحبَابَهُ <|vsep|> أينَ المَحَبَّةُ يَا أخَا الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَ العِبَادَةُ غَيرَ تَوحِيدِ المَحَبَّ <|vsep|> ةِ مَع خُضُوعِ القَلبِ وَالأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَألحُبُّ نَفسُ وِفَاقِهِ فِيمَا يًحِبُّ <|vsep|> وَبُغضُ مَا لاَ يَرتَضِي بِجَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوِفَاقُهُ نَفسُ اتِّبَاعِكِ أمرَهُ <|vsep|> وَالقَصدُ وَجهُ الله ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الِحسَانُ شَرطٌ فِي قَبُو <|vsep|> لِ السَّعيِ فَافهَمهُ مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالِتِّبَاعُ بِدُونِ شَرعِ رَسُولِهِ <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَأبطَلُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا نَبَذتَ كِتَابَهُ وَرَسُولَهُ <|vsep|> وَتَبِعتَ أمرَ النَّفسِ وَالشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَخِذتَ أندَاداً تُحِبُّهُمُ كَحُبِّ <|vsep|> اللهِ كُنتَ مُجَانِبَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد رَأينَا مِن فَرِيقٍ يَدَّعِي ال <|vsep|> سلاَمَ شِركاً ظَاهِرَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ وَالوهُم وَسَوَّ <|vsep|> وهُم بِهِ فِي الحُبِّ لاَ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا سَاوَوهُم بِاللهِ بَل <|vsep|> زَادُوا لَهُم حُبًّا بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا غَضِبُوا ذا انتُهِكَت مَحَا <|vsep|> رِمُ رَبِّهِم فِي السِّرِّ وَالِعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ذَا مَا قِيلَ الوَثَنِ الَّذٍي <|vsep|> يَدعُونَهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن غَضَبٍ وَمِن <|vsep|> حَربٍ وَمِن شَتمٍ وَمِن عُدوَانٍ </|bsep|> <|bsep|> وَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن ضَربٍ وَتَع <|vsep|> زِيرٍ وَمِن سَبٍّ وَمِن سَجَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو عَطَّلتَ كُلَّ صِفَاتِهِ <|vsep|> مَا قَابَلُوكَ بِبَعضِ ذَا العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو خَالَفتَ نَصَّ رَسُولِهِ <|vsep|> نَصًّا صَرِيحاً وَاضِحَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَبِعتَ قَولَ شُيُوخِهِم أو غَيرِهِم <|vsep|> كُنتَ المُحَقِّقَ صَاحِبَ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى ذَا خَالَفتَ راءَ الرِّجَا <|vsep|> لِ لِسُنَّةِ المَبعُوثِ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> نَادَو عَلَيكَ بِبِدعَةٍ وَضَلاَلَةٍ <|vsep|> قَالُوا وَفِي تَكفِيرِهِ قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالُوا تَنَقَّصتَ الكِبَارَ وَسَائِرَ ال <|vsep|> عُلَمَاءِ بَل جَاهَرتَ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَم نَسلُبهُمُ حَقًّا لَهُم <|vsep|> لِيَكُونَ ذَا كَذِبٍ وَذَا كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَغضَبُوا بَل كَانَ ذَلِكَ عِندَهُم <|vsep|> عَينَ الصَّوَابِ وَمُقتضَى الحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ وَالله العَظِيمِ يَزِيدُ فَو <|vsep|> قَ الوَصفِ لاَ يَخفَى عَلَى العًميَان </|bsep|> <|bsep|> وَذَا ذَكَرتَ الله تَوحِيداً رَأي <|vsep|> تَ وُجُوهَهُم مَكسُوفَةَ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل يَنظُرُونَ لَيكَ شَزراً مِثلَ مَا <|vsep|> نَظَرَ التُّيُوسُ ِلَى عَصَا الجُوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا ذَكَرتَ بِمِدحَةٍ شُرَكَاءَهُم <|vsep|> يَتَبَاشَرُونَ تَبَاشُرَ الفَرحَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا شَمُّوا رَوَائِحَ دِينِهِ <|vsep|> يَا زَكمَةً أعيَت طِبِيبَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن يُشِبُّ الحَربَ جَهلاً مَا لَكُم <|vsep|> بِقِتَالِ حِزبِ الله قَطُّ يَدَان </|bsep|> <|bsep|> أنَّى يُقَاوِمُ جَندَكُم لِجُنُودِهِم <|vsep|> وَهُم الهُدَاةُ وَعَسكَرُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَنُودَكُم مَا بَينَ كَذَّابٍ وَدَجَّا <|vsep|> لٍ وَمُحتَالٍ وَذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن كُلِّ أرعَنَ يَدَّعِي المَعقُولَ وَه <|vsep|> وَ مُجَانِبٌ لِلعَقلِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو كُلِّ مُبتَدعٍ وَجَهمِيٍّ غَدَا <|vsep|> فِي قَلبِهِ حَرَجٌ مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أو كُلِّ مَن قَد دَانَ شُيُوخٍ أه <|vsep|> لِ الِعتِزَالِ البَيِّنَ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو قَائِلٍ بِاتِّحَادِ وَنَّهُ <|vsep|> عَينُ الِلَهِ وَمَا هُنَا شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَن غَدَا فِي دِينِهِ مَتَحَيِّراً <|vsep|> أتبَاعُ كُلِّ مَلَدَّدٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجُنُودُهُم جِبرِيلُ مَع مِيكَالَ مَع <|vsep|> بَاقي المَلاَئِكِ نَاصِرِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وجَمِيعُ رُسلِ الله مِن نُوحٍ لَى <|vsep|> خَيرِ الوَرَى المَبعُوثِ مِن عَدنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالقَلبُ خَمسَتُهُم أولُو العَزمِ الأُلَى <|vsep|> فِي سُورَةِ الشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي أوَّلِ الأحزَابِ أيضاً ذِكرُهُم <|vsep|> هُم خَيرُ خَلقِ الله مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِوَاؤهُم بِيَدِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ <|vsep|> وَالكُلُّ تَحتَ لِوَاءِ ذِي الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَمِيعُ أصحَابِ الرَّسُولِ عِصَابَةُ ال <|vsep|> سلاَمِ أهلُ العِلمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالتَّابِعُونَ لَهُم بِحسَانٍ عَلَى <|vsep|> طَبَقَاتِهِم فِي سَائِرِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أهلُ الحَدِيثِ جَمِيعُهُم وَأئِمَّةُ ال <|vsep|> فَتوَى وَأهلُ حَقَائِقِ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> العَارِفُونَ بِرَبِّهِم وَنَبِيِّهِم <|vsep|> ومَرَاتِبِ الأعمَالِ فِي الرُّجحَانِ </|bsep|> <|bsep|> صُوفِيةٌ سُنِّيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ <|vsep|> لَيسُوا أولِي شَطحٍ وَلاَ هَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا كَلاَمُهُم لَدَينَا حَاضِرٌ <|vsep|> مِن غَيرِ مَا كَذِبٍ وَلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاقبَل حَوالَةَ مَن أحَالَ علَيهِمُ <|vsep|> هُم أملِيَاؤهُم أولُو مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغذَا بَعَثنَا غَارَةً مِن أخرَيَا <|vsep|> تِ العَسكَرِ المَنصُورِ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> طَحَنتُكُمُ طَحنَ الرَّحَى للحَبِّ حَتَّ <|vsep|> ى صِرتُم كَالبَعرِ فِي القِيعَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى يُقَاوِمُ ذَا العَسَاكِرَ طَمطَمٌ <|vsep|> أو تَنكَلُوشَا أو أخُو اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> أعنِي أرِسطُو عَابِدَ الأوثَانِ أو <|vsep|> ذَاك الكَفُورَ مُعَلِّمَ الألحَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَاكَ المُعَلِّمُ أولاً لِلحَرفِ وَالثَّا <|vsep|> نِي لِصَوتٍ بِئسَتِ العِلمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا أسَاسُ الفِسقِ وَالحَرفُ الذِي <|vsep|> وَضَعُوا أسَاسُ الكُفرِ والهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو ذَلِكَ المَخدُوعُ حَامِلُ رَايَةِ ال <|vsep|> الحَادِ ذَاكَ خَلِيفَةُ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> أعنِي ابنَ سِينَا ذَلِكَ المَحلُولَ مِن <|vsep|> أديَانِ أهلِ الأرضِ ذَا الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا نَصِيرَ الشِّركِ فِي أتبَاعِهِ <|vsep|> أعدَاءِ رُسلِ اللهِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم <|vsep|> وَغَزَوا جُيُوشَ الدِّينِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَرَى عَلَى الِسلاَمِ مِنهُم مِحنَةٌ <|vsep|> لَم تَجرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو جَعدٌ أو جَهمٌ وَأتبَاعٌ لَهُم <|vsep|> هُم أمَّةُ التَّعطِيلِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو حَفصُ أو بِشرٌ أو النَّطَّامُ ذَا <|vsep|> كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ وَالمُجَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجَعفَرَانِ كَذَاكَ شَيطَانٌ وَيُد <|vsep|> عَى الطَّاقَ لاَ حُيِّيتَ مِن شَيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الشَّحَّامُ وَالعَلاَّفُ النَّ <|vsep|> جَّارُ أهلُ الجَهلِ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا فِي القَومِ شَخصٌ رَافِعٌ <|vsep|> بِالوَحيِ رَأساً بَل بِرَأيِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَذَاكَ الأشعَرِيُّ <|vsep|> القَرمُ ذَاكَ مُقَدَّمُ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم وَاللهِ مَا أنتُم عَلَى <|vsep|> ثبَاتِهِ وَالحَقُّ ذُو بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ قَالَ نَّ اللهَ فَوقَ العَرشِ وَاس <|vsep|> تَولَى مَقَالَةُ كُلِّ ذِي بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي كُتبِهِ طُرًّا وَقَرَّرَ قَولَ ذِي ال <|vsep|> ثبَاتِ تَقرِيراً عَظِيمَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم أكفَرتُمُوهُ وَقُلتُمُ <|vsep|> مَن قَالَ هَذَا فَهوَ ذُو كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَأنتُم مِنهُمُ <|vsep|> بُرَاءُ ذ قَرُبُوا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي العَسَاكِرُ قَد تَلاقَت جَهرَةً <|vsep|> وَدَنا القِتَالُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> صُفُّوا الجُيُوشَ وَعَبِّئُوهَا وَأبرُزُوا <|vsep|> لِلحَربِ وَاقتَربُوا مِنَ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ لَى لُقيَاكُمُ بِالشَّوقِ كَي <|vsep|> يُوفُوا بِنَذرِهِمُ مِنَ القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُم لَيكُم شَوقُ ذِي قُرمٍ فَمَا <|vsep|> يَشفِيهِ غَيرُ مَوَائِدِ اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّا لَكُم لَو تَعقِلُونَ لَكُنتُمُ <|vsep|> خَلفَ الخُدُورِ كَأضعَفِ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أينَ أنتُم وَالحَدِيثُ وَأهلُهُ <|vsep|> وَالوَحيُ وَالمَعقُولُ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا عِندَكُم لاَّ الدَّعَاوِي وَالشَّكَا <|vsep|> وِي أو شَهَادَاتٌ عَلَى البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي وَاللهِ نِلنَا مِنكُمُ <|vsep|> فِي الحَربِ ذ يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا جِئتُم بَِقَالَ اللهُ أو <|vsep|> قَالَ الرَّسُولُ وَنَحنُ فِي المَيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ بِجَعجَعَةٍ وَفَرقَعَةٍ وَغَمغَمَةٍ <|vsep|> وَقَعقَعَةٍ بِكُلِّ شِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَحِقُّ ذَاكَ لَكُم وَأنتُم أهلُهُ <|vsep|> أنتُم بِحَاصِلِكُم أولُو عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِحَقِّكُم تَحمُوا مَنَاصِبَكُم وَأن <|vsep|> تَحمُوا مَكِلَكُم بِكُلِّ سِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِحَقِّنَا نَحمِي الهُدَى وَنَذُبُّ عَن <|vsep|> سُنَنِ الرَّسُولِ وَمُقتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> قَبحَ الِلَهُ مَنَاصِباً وَمَكِلاً <|vsep|> قَامَت عَلَى العُدوَانِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو جئتُم بِقَالَ اللهُ أو <|vsep|> قَالَ الرَّسُولُ كَفِعلِ ذِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُنَّا لَكُم شَاوِيشَ تَعظِيمٍ وَج <|vsep|> لاَلٍ كَشَاوِيشٍ لِذِي سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن هَجَرتُم ذَا وَجِئتُم بِدعَةً <|vsep|> وَأرَدتُمُ التَّعظِيمَ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ <|vsep|> قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا العِلمُ نَصبَكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً <|vsep|> بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ جَحدَ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا <|vsep|> فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالسُّبحَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَالَ نَفيَ العُلُوِّ لِفَاطِرِ ال <|vsep|> أكوَانِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ عَزلَ النُّصُوصِ وَأنَّهَا <|vsep|> لَيسَت تُفَيدُ حَقَائِقَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ لاَ تُفِيدُكُمُ يقِيناً لاَ وَلاَ <|vsep|> علماً فقد عُزِلَت عن الِيقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعِلمُ عِندَكُمُ يُنَالُ بِغَيرِهَا <|vsep|> بِزُبَالَةِ الأفكَارِ وَالأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُوهُ قَوَاطِعاً عَقلِيَّةً <|vsep|> وَهيَ الظَّوَاهِرَ حَامِلاَتِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ التَّأوِيلَ وَالتَّبدِيلَ وَالتَّ <|vsep|> حرِيفَ لِلوحيَينِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ الِشكَالَ وَالتَّشكِيك وَال <|vsep|> وَقفَ الذِي مَا فِيه مِن عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي عًُلُومُكُمُ التَي مِن أجلِهَا <|vsep|> عَادَيتُمُونَا يَا أولِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ صَالَحتُمُ نًفَاةَ الذَّاتِ وَال <|vsep|> أوصَافِ صُلحاً مُوجِباً لأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأغَرتُمُ وَهناً عَلَيهِم غَارَةً <|vsep|> قَعقَعتُم فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا كَانَ فِيهَا مِن قَتِيلٍ مِنهُمُ <|vsep|> كَلاَّ وَلاَ فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَطَفتُمُ فِي القَولِ أو صَانَعتُمُ <|vsep|> وَأتَيتُمُ فِي بَحثِكُم بِدِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَلَستُمُ مَعَهُم مَجَالِسَكُم مَعَ ال <|vsep|> أُستَاذِ بِالدابِ وَالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَضَرَعتُمُ لِلقَومِ كُلَّ ضَرَاعَةٍ <|vsep|> حَتَّى أعَارُوكُم سِلاَحَ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَغَزَرتُمُ بِسِلاحِهِم لِعَسَاكِرِ ال <|vsep|> ثبَاتِ وَالثَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأجلِ ذَا صَانَعتُمُوهُم عِندَ حَر <|vsep|> بِكُمُ لَهُم بِاللُّطفِ وَالذعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلأَجلِ ذَا كُنتُم مَخَانِيثاً لَهُم <|vsep|> لَم تَنفَتِح مِنكُم لَهُم عَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذَراً مِن استِرجَاعِهِم لِسِلاَحِهِم <|vsep|> فَتُرَونَ بَعدَ السَّلبِ كَالنِّسوَان </|bsep|> <|bsep|> وَبَحَثتُمُ مَعَ صَاحِبِ الِثبَاتِ بِالتَّ <|vsep|> كفِيرِ وَالتَّضلِيلِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَلَبتُمُ ظَهرَ المِجَنِّ لَهُ وَأج <|vsep|> لَبتُم عَلَيهِ بِعَسكَرِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ هَذِي رِيبَةٌ لاَ يَختَفِي <|vsep|> مَضمُونُهَا لاَّ عَلَى الثِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَبَينَهُمَا أشَدُّ تَفَاوُتٍ <|vsep|> فِئَتَانِ فِي الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا نَفَى ذَاتَ الِلهِ وَوَصفَهُ <|vsep|> نَفياً صَرِيحاً لَيسَ بِالكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن ذَا وَصَفَ الِلَهَ بِكُلِّ أو <|vsep|> صَافِ الكَمَالِ المُطلَقِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَنَفَى النَّقَائِصَ وَالعُيَوبَ كَنَفيِهِ التَّ <|vsep|> شبِيهَ لِلرَّحمَنِ بِالِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيِّ شَيءٍ كَانَ حَربُكُمُ لَهُ <|vsep|> بِالحَدِّ دُونَ مُعَطِّلِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> قُلنَا نَعَم هَذَا المُجَسِّمُ كَافِرٌ <|vsep|> أفَكَانَ ذَلِكض كَامِلَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَنطَفِي نِيرَانُ غَيظِكُم عَلَى <|vsep|> هَذَا المُجسِّمِ يَا أولِي النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالله يُوقِدُهَا وَيُصلِي حَرَّهَا <|vsep|> يَوم الحِسَابِ مُحَرِّفَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنَا لَقَد ارتَكَبتُم خُطَّةً <|vsep|> لَم يَرتَكِبهَا قَطُّ ذُو عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأعَنتُمُ أعدَاءَكُم بِوفَاقِكُم <|vsep|> لَهُمُ عَلَى شَيءٍ مِنَ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أخَذُوا نَوَاصِيَكُم بِهَا وَلِحَاكُمُ <|vsep|> فَغَدَت تُجَرُّ بِذلَّةٍ وَهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم بِقَولِهِمُ وَرُمتُم كَسرَهُم <|vsep|> أنَّى وَقَد غَلَقُوا لَكُم بِرِهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَسَرتُمُ البَابَ الَّذِي مِن خَلفِهِ <|vsep|> أعدَاءُ رُسلِ الله وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى عَدُوٌّ مَا لَكُم بِقِتَالِهِم <|vsep|> وَبِحَربِهِم أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغَدَوتُمُ أسرَى لَهُم بِحِبَالِهِم <|vsep|> أيدِيكُمُ شُدَّت لَى الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَمَلُوا علَيكُم كاسِّبَاعِ استَقبلت <|vsep|> حُمراً مُعقرةً ذَوِي أرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَالُوا عليكُم بالذي صُلتُم بِهِ <|vsep|> أنتُم علينا صَولَةَ الفُرسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لولا تَحَيُّزكُم لَينَا كُنتُمُ <|vsep|> وَسطَ العَرِين مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن بِنَا استَنصَرتُمُ وَبِقَولِنَا <|vsep|> صُلتُم عَلَيهِم صَولَةَ الشُّجعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَّيتُمُ الِثبَاتَ ذ صُلتُم بِهِ <|vsep|> وَعَزَلتُمُ التَّعطِيلَ عَزلَ مُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَيتُمُ تَغزُونَنَا بِسَرِيَّةٍ <|vsep|> مِن عَسكَرِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن ذَا بِحَقِّ اللهِ أجهَلُ مِنكُمُ <|vsep|> وَأحَقُّنَا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللهِ مَا يَدرِي الفَتَى بِمُصَابِهِ <|vsep|> وَالقَلبُ تَحتَ الخَتمِ وَالخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذَا أرَدتَ تَرَى مَصَارِعَ من خَلاَ <|vsep|> مِن أمَّةِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُمُ أسرَى حَقِيرٌ شَأنُهُم <|vsep|> أيدِيهُم غُلَّت لَى الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُمُ تَحتض الرِّمَاحِ دَرِيئَةً <|vsep|> مَا فِيهِمُ مِن فَارِسٍ طَعَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُمُ تَحتَ السُّيُوفِ تَنُوشُهُم <|vsep|> مِن عَن شَمَائِلِهِم وَعَن أيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُمُ انسَلَخُوا مِنَ الوَحيَين وَال <|vsep|> عَقلِ الصَّحِيحِ وَمُقتضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَاهُمُ وَاللهِ ضُحكَةَ سَاخِرٍ <|vsep|> وَلَطَالَمَا سَخِرُوا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد أوحِشَت مِنهُم رُبُوعٌ زَادَهَا ال <|vsep|> جَبَّارُ يحَاشاً مَدَى الأزمَانَِ </|bsep|> <|bsep|> وَخَلَت دِيَارُهُمُ وَشُتِّتَ شَملُهُم <|vsep|> مَا فِيهُمُ رَجَلانِ مُجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد عَطَّلَ الرَّحمَنُ أفئِدَةً لَهُم <|vsep|> مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ عَطَّلُوا الرَّحمَنَ من أوصافِهِ <|vsep|> وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل عَطَّلُوهُ عَنِ الكَلاَمِ وَعَن صِفَا <|vsep|> تِ كَمَالِهِ بِالجَهلِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاقرَأ تَصَانِيفَ الِمَامِ حَقِيقَةً <|vsep|> شَيخِ الوُجُودِ العَالِمِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> أعنِي أبَا العَبَّاسِ أحمَدَ ذَلِكَ ال <|vsep|> بَحرَ المُحِيطَ بِسَائِرِ الخِلجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاقرَأ كِتَابَ العَقلِ وَالنَّقلِ الذِي <|vsep|> مَا فِي الوُجُودِ لَهُ نَظِيرٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ مِنهَاجٌ لَهُ فِي رَدِّهِ <|vsep|> قَولَ الرَّوَافِضِ شِيعَةَ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أهلُ الِعتِزَالِ فَنَّهُ <|vsep|> أردَاهُمُ فِي حُفرَةِ الجَبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ التَّأسِيسُ أصبَحَ نَقضُهُ <|vsep|> أعجُوبَةً لِلعَالِمِ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أجوِبَةٌ لَهُ مِصرِيَّةٌ <|vsep|> فِي سِتِّ أسفَارٍ كُتِبنَ سِمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ جَوَابٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ مَا <|vsep|> يَشفِي الصُّدُورَ وَنهُ سِفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ شَرحُ عقِيدَةٍ للاصبهَا <|vsep|> نِي شَارِحِ المَحصُولِ شَرحَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِيهَا النُّبُوَّاتُ النُبُوَّاتُ الَّتِي ثبَاتُهَا <|vsep|> فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ وَالتَّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا لأولِي الكَلاَمِ نَظِيرُهُ <|vsep|> أبَداً وَكُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا حُدُوثُ العَالمِ العُلوِيِّ وَالسُّ <|vsep|> فلِيِّ فِيهِ فِي أتَمِّ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا قَوَاعِدُ الاستِقَامَةِ نَّهَا <|vsep|> سِفرَانِ فِيمَا بَينَنَا ضَخمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقراتُ أكثَرَهَا عَلَيهش فَزَادَنِي <|vsep|> وَالله فِي عِلمٍ وَفِي يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ <|vsep|> قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَوحِيدُ الفَلاَسِفَةِ الألَى <|vsep|> تَوحِيدُهُم هُوَ غَايَةُ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> سِفرٌ لَطِيفٌ فِيهِ نَقضُ أصُولِهِم <|vsep|> بِحَقِيقَةِ المَعقُولِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تِسعِينِيَّةٌ فِيهَا لَهُ <|vsep|> رَدٌّ عَلَى مَن قَالَ بِالنَّفسَانِي </|bsep|> <|bsep|> تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ <|vsep|> أعنِي كَلاَمَ النَّفسِ ذَا الوحدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا قَوَاعِدُهُ الكِبَارُ ونَّهَا <|vsep|> أوفَى مِنَ المِائَتَينِ فِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَتَّسِع نَظمِي لَهَا فَأسُوقهَا <|vsep|> فأشَرتُ بَعضَ شَارَةٍ لِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا رَسَائِلُهُ لَى البُلدَانِ وَال <|vsep|> أطرَافِ وَالأصحَابِ وَالخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ فِي الوَرَى مَبثُوثَةٌ مَعلُومَةٌ <|vsep|> تُبتَاعُ بِالغَالِي مِنَ الأثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا فَتَاوَاهُ فَأخبَرَنِي الَّذِي <|vsep|> أضحَى عَلَيهَا دَائِمَ الطَّوَفَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَلَغَ الَّذِي ألفَاهُ مِنهَا عِدَّةَ ال <|vsep|> أيَّامِ مِن شَهرٍ بِلاَ نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> سِفرٌ يُقَابِلُ كُلَّ يَومٍ وَالذِي <|vsep|> قَد فَاتَنِي مِنهَا بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَيسَ يُقَصِّرُ التَّفسِيرُ عَن <|vsep|> عَشرٍ كِبَارٍ لَيسَ ذَا نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا المفَارِيدُ الَّتِي فِي كُلِّ مَس <|vsep|> ألَةٍ فَسِفرٌ وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا بَينَ عَشرٍ أو تَزَيدُ بِضَعفِهَا <|vsep|> هِيَ كَالنُّجُومِ لِسَالِكٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ المَقَامَاتُ الشَّهِيرَةُ فِي الوَرَى <|vsep|> قَد قَامَهَأ لله غَيرَ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَرَ الِلَهَ وَدِينَهُ وَكِتَابَهُ <|vsep|> وَرَسُولَهُ بِالسَّيفِ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> أبدَى فَضَائِحَهُم وَبَيَّنَ جَهلَهُم <|vsep|> وَأرَى تَنَاقُضَهُم بِكُلِّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأصَارَهُم وَالله تَحتَ نِعَالِ أه <|vsep|> لِ الحَقِّ بَعدَ مَلاَبِسِ التِّيجَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأصَارَهُم تَحتَ الحَضِيضِ وَطَالَمَا <|vsep|> كَانُوا هُمُ الأعلاَمَ لِلبُلدانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُ بِسِلاَحِهِم <|vsep|> أردَاهُمُ تَحتَ الحَضِيضِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> كَانَت نَوَاصِينَا بِأيدِيهِم فَمَا <|vsep|> مِنَّا لَهُم لاَّ أسِيرٌ عَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَغَدَت نَوَاصِيهِم بِأيدِينَا فَلاَ <|vsep|> يَلقَونَنَا لاَّ بِحَبلِ أمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَدَت مُلُوكُهُمُ مَمَالِيكاً لأن <|vsep|> صَارِ الرَّسُولِ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَت جُنُودُهُمُ الَّتِي صَالُوا بِهَا <|vsep|> مُنقَادَةً لِعَسَاكِرِ اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَدرِي بِهَذَا مَن لَهُ خُبرٌ بِمَا <|vsep|> قَد قَالَهُ فِي رَبِّهِ الفِئَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَدمُ يُوحِشُنَا وَلَيسَ هُنَاكُمُ <|vsep|> فَحُضُورُهُ وَمَغِيبُهُ سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ أصلُ بِلاَئِكُم أسمَاءُ لَم <|vsep|> يُنزِل بِهَا الرَّحمَنُ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ عَكَّسَتكُم غَايَةَ التَّعكِيسِ وَاق <|vsep|> تَلَعَت دِيَارَكُمُ مِنَ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَهَدَّمَت تِلكَ القًُصُورُ وأوحَشَت <|vsep|> مِنكُم رُبُوعُ العِلمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالذَّنبُ ذَنبُكُمُ قَبِلتُم لَفظَهَا <|vsep|> مِن غَيرِ تَفصِيلٍ وَلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهيَ الَّتِي اشتَمَلَت عَلَى أمرَينِ مِن <|vsep|> حَقٍّ وَأمرٍ وَاضِحِ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُ عَرشَ المُهَيمِنِ حَيِّزاً <|vsep|> وَالِستوَاءَ تَحيُّزاً بِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى <|vsep|> جِهَةً وَسُقتُم نَفيَ ذَا بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ الِثبَاتَ تَشبِيهاً وَتَج <|vsep|> سِيماً وَهَذَا غَايَةُ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ المَوصُوفَ جِسماً قَابِلَ ال <|vsep|> أعرَاضِ وَالأكوَانِ وَالألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ أوصَافَهُ عَرَضاً وَهَ <|vsep|> ذَا كُلهُ جِسرٌ لَى النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ سَمَّيتُم حُلُولَ حَوَادِثٍ <|vsep|> أفعَالهُ تَلقِيبَ ذِي عُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ تَنفِرُ الأسمَاعُ مِن ذَا اللَّفظِ نُف <|vsep|> رَتَهَا مِنَ التَّشبِيهِ وَالنُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَسَوتُمُ أفعَالَهُ لَفظَ الحَوَا <|vsep|> دِثِ ثُم قُلتُم قَولَ ذِي بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَيسَت تَقُومُ بِهِ الحَوادِثُ وَالمُرَا <|vsep|> دُ النَّفيُ للأفعَالِ لِلدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا انتفَت أفعَالُهُ وَصِفَاتُهُ <|vsep|> وَكَلاَمُهُ وَعُلُوُّ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِأيِّ شَيءٍ كَانَ رَبًّا عِندَكُم <|vsep|> يَا فِرقَةَ التَّحقِيقِ وَالعِرفَان </|bsep|> <|bsep|> وَالقَصدُ نَفيُ فِعَالِهِ عَنهُ بِذَا التَّ <|vsep|> لقِيبِ فِعلَ الشَّاعِرِ الفَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ حِكمَةُ رَبِّنَا سَمَّيتُمُ <|vsep|> عِلَلاً وَأغرَاضاً وَذَانِ اسمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يُشعِرَانِ بِمِدحَةٍ بَل ضِدِّهَا <|vsep|> فَيَهُونُ حِينَئِذٍ عَلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَفيُ الصِّفَاتِ وَحِكمَةُ الخَلاَّقِ وَال <|vsep|> أفعَالُ نكَاراً لِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوقَ العَرشِ قُل <|vsep|> تُم نَّهُ التَّركِيبُ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ وَجهُ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ <|vsep|> وكذَاكَ لَفظُ يَدٍ وَلَفظُ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمَّيتُمُ ذَا كُلَّهُ الأعضَاءَ بَل <|vsep|> سَمَّيتُمُوهُ جَوَارِحَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَطَوتُمُ بِالنَّفيِ حِينَئِذٍ عَلي <|vsep|> هِ كَنَفيِنَا لِلعَيبِ مَع نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم نُنَزِّهُهُ عَنِ الأعرَاضِ وَال <|vsep|> أغرَاضِ وَالأبعَاضِ وَالجُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَنِ الحَوَادِثِ أن تَحِلَّ بِذَاتِهِ <|vsep|> سُبحَانَهُ مِن طَارِقِ الحَدثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَصدُ نَفيُ صِفَاتِهِ وَفِعَالِهِ <|vsep|> وَالستِوَاءِ وَحِكمَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ أكثَرُهُم بِسِجنِ اللَّفظِ مَح <|vsep|> بُوسُونَ خَوفَ مَعَرَّةِ السَّجَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكُلُّ لاَّ الفَردَ يَقبَلُ مَذهَباً <|vsep|> فِي قَالَبٍ وَيَرُدُّهُ فِي ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلاَ مَلَكٍ وَلاَ لَوحٍ وَلَ <|vsep|> كِن قَالَهُ الرَّحمَنُ قَولَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم لَنَا نَّ الكَلاَمَ قِيَامُهُ <|vsep|> بِالجِسمِ أيضاً وَهوَ ذُو حَدَثَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَرَضٌ يَقُومُ بِغَيرِ جِسمٍ لَم يَكُن <|vsep|> هَذَا بِمَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ حِينَ نَقُولُ يَنزِلُ رَبُّنَا <|vsep|> فِي ثُلثِ لَيلٍ خِرٍ أو ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم لَنَا نَّ النُّزُولَ لَغَيرِ أج <|vsep|> سَامٍ مُحَالٌ لَيسَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا يُرَى سُبحَانَهُ <|vsep|> قُلتُم أجِسمٌ كَي يُرَى بِعَِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أم كَانَ ذَا جِهَةٍ تَعَالَى رَبُّنَا <|vsep|> عَن ذَا فَلَيسَ يَرَاهُ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمَّا ذَا قُلنَا لَهُ وَجهٌ كَمَا <|vsep|> فِي النَّصِّ أو قُلنَا كَذَاكض يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنا كَمَا فِي النَّصِّ نَّ <|vsep|> القَلبَ بَينَ أصَابِعِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقَصدُ أنَّ الذَّاتَ والأوصَافَ وَال <|vsep|> أفعَالَ لاَ تُنفَى بِذَا الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال <|vsep|> أسمَاءِ بَل فِي مَقصِدٍ وَمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم ذَا تَوَسَّلتُم بِلَفظِ الجِسمِ وَالتَّ <|vsep|> جسِيمِ لِلتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجعَلتُمُوه التُّرسَ ن قُلنَا لَكُم <|vsep|> الله فَوقَ العَرشِ وَالأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلتُم لَنَا جِسمٌ عَلَى جِسمٍ تَعَا <|vsep|> لَى اللهُ عَن جِسمٍ وَعَن جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا القُرن كَلاَمُهُ <|vsep|> مِنهُ بَدَا لَم يَبدُ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا الأصابِعُ فَوقَهَا <|vsep|> كُلُّ العَوَالِمش وَهيَ ذُو رَجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا يَدَاهُ لأرضِهِ <|vsep|> وَسَمَائِهِ فِي الحَشرِ قَابِضَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا سَيَكشِفُ سَاقَهُ <|vsep|> فَيَخِرُّ ذَاكَ الجَمعُ لِلأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ ن قُلنَا يَجِيءُ لِفَصلِهِ <|vsep|> بَينَ العِبَادِ بِعَدلِ ذِي سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَامَت قِيَامَتُكُم كَذَاكَ قِيَامَةُ ال <|vsep|> تِي بِهَذَا القَولِ فِي الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو قُلنَا الَّذِي قَالَ الصَّحَا <|vsep|> بَةُ والألَى مِن بَعدِهِم بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لرَجَمتُمُونَا بِالحِجَارَةِ ن قَدِر <|vsep|> تُم بَعدَ رَجمِ الشَّتمِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> والله قَد كَفَّرتُم مَن قَالَ بَع <|vsep|> ضَ مَقَالِهِم يَا أمَّةَ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ الجِسمَ الَّذِي قَدَّرتُمُ <|vsep|> بُطلاَنَهُ طَاغُوتَ ذَا البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَضَعتُمُ لِلجسمِ مَعنًى غَيرَ مَع <|vsep|> رُوفٍ بِهِ فِي وَضعِ كُلِّ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَنَيتُمُ نَفيَ الصِّفَاتِ عَلَيهِ فَاج <|vsep|> تَمَعَت لَكُم ذ ذَاكَ مَحذُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَذِبٌ عَلَى لُغَةِ الرَّسُولِ وَنَفيِ ث <|vsep|> بَاتِ العُلُوِّ لِفَاطِرِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَكِبتُمُ ذ ذَاكَ تضحرِيفَينِ تَح <|vsep|> رِيفَ الحَدِيثِ وَمُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَسَبتُمُ وِزرَينِ وِزرَ النَّفيِ وَالتَّ <|vsep|> حرِيفِ فَاجتَمَعَت لَكُم كِفلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَدَاكُمُ أجرَانِ أجرُ الصِّدقِ وَال <|vsep|> يمَانِ حَتَّى فَاتَكُم حَظَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَسَبتُمُ مَقتَينِ مَقتَ لَهِكُم <|vsep|> وَالمُؤمنِينَ فَنَالَكُم مَقتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَبِستُمُ ثَوبَينِ ثَوبَ الجَهلِ وَالظُّ <|vsep|> لمِ القَبِيحِ فِبِئسَت الثَّوبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَخِذتُمُ طَرزَينِ طَرزَ الكِبرِ وَالتِّ <|vsep|> يهِ العَظِيمِ فَبِئسَتِ الطَّرزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَدَدتُم نَحوَ العُلَى بَاعَينِ لَ <|vsep|> كِن لَم تَطُل مِنكُم لَهَا البَاعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَيتُمُوهَا مِن سِوَى أبوَابِهَا <|vsep|> لَكِن تَسَوَّرتُم مِنَ الحِيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَغَلَقتُمُ بَابَينِ لَو فُتِحَا لَكُم <|vsep|> فُزتُم بِكُلِّ بِكُلِّ بِشَارَةٍ وَتَهَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَابَ الحَدِيثِ وَبَابَ هَذَا الوَحيِ مَن <|vsep|> يَفتَحهُمَا فَليَهنِهِ البَابَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَفَتَحتُمُ بَابَينَ مَن يَفتَحهُمَا <|vsep|> تُفتَح عَلَيهِ مَوَاهِبُ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَابَ الكَلاَمِ وَقَد نُهِيتُم عَنهُ وَال <|vsep|> بَابَ الحَرِيقَ فَمَنطِقُ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَدَخلتُمُ دَارَينِ دَارَ الجَهلِ فِي الدُّ <|vsep|> نيَا وَدَارَ الخِزيِ فِي النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَطَعِمتُمُ لَونَينِ لَونَ الشَّك وَالتَّ <|vsep|> شكِيكِ بَعدُ فَبِئسَتِ اللَّونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَكِبتُمُ أمرَينِ كَم قَد أهلَكَا <|vsep|> مِن أمَّةٍ فِي سَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَقدِيمَ رَاءِ الرِّجَالِ عَلَى الَّذِي <|vsep|> قَالَ الرَّسُولُ وَمُحكَمُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالثَّانِ نِسبَتُهُم لَى الألغَازِ وَالتَّ <|vsep|> لبِيسِ وَالتَّدلِيسِ والكِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَكَرتُمُ مَكرَينش لَو تَمَّا لَكُم <|vsep|> لَتَفَصَّمَت فِينَا عُرَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أطفَأتُمُ نُورَ الكِتَابِ وَسُنَّةِ ال <|vsep|> هَادِي بِذَا التَّحرِيفِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم أوقَدتُمُو لِلحَربِ نَا <|vsep|> راً بَينَ طَائِفَتَينِ مُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ مُطفِيهَا بِألسِنَةِ الألَى <|vsep|> قَد خَصَّهُم بِالعِلمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو غَرِقَ المُجسِّمُ فِي دَمِ التَّ <|vsep|> جسِيمِ مِن قَدَمٍ لَى الذَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالنَّصُّ أعظَمُ عِندَهُ وَأجَلُّ قَد <|vsep|> راً أن يُعَارِضَهُ بِقَولش فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أهوِن بِذَا الطَّاغُوتِ لاَ عَزَّ اسمُهُ <|vsep|> طَاغُوتُ ذِي التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم مِن أسِيرٍ بَل جَرِيحٍ بَل قَتِي <|vsep|> لِ تَحتَ ذَا الطَّاغُوتِ فِي الأزمَانش </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَى الجَبَانَ يَكَادُ يُخلَعُ قَلبُهُ <|vsep|> مِن لَفظِهِ تَبًّا لِكُلِّ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَى المُخَنَّثَ حِينَ يَقرَعُ سَمعَهُ <|vsep|> تَبدُو عَلَيهِ شَمَائِلُ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَظَلُّ مَنكُوحاً لِكُلِّ مُعَطِّلٍ <|vsep|> وَلِكُلِّ زِندِيقٍ أخِي كُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَى صَبِيَّ العَقلِ يُفزِعُهُ اسمُهُ <|vsep|> كَالغُولِ حِينَ يُقَالُ لِلصِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُفرَانَ هَذَا الِسمُ لاَ سُبحَانَهُ <|vsep|> أبداً وَسُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم ذَا التَّتَرسُ بِالمَحَال أمَا تَرَى <|vsep|> قَد مَزَّقَتهُ كَثرَةُ السَّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جِسمٌ وَتَجسِيمٌ وَتَشبِيهٌ أمَا <|vsep|> تَعيُونَ مِن فَشرٍ وَمِن هَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنتُم وَضَعتُم ذَلِك الطَّاغُوتَ ثُمَّ <|vsep|> بِهِ نَفَيتُم مُوجِبَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعلتُمُوهُ شَاهِداً بَل حَاكِماً <|vsep|> هَذَا عَلَى مَن يَا أولِي العُدوانِ </|bsep|> <|bsep|> أعلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ <|vsep|> بِاللهِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَضَاؤهُ بِالجَورِ وَالعُدوَانِ مِث <|vsep|> لُ قِيَامِهِ بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقِيَامُهُ بِالزُّورِ مِثلُ قَضَائِهِ <|vsep|> بِالجَورِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَم ذِي الجَعَاجِعِ لَيسَ شَيءٌ تَحتَهَا <|vsep|> لاَّ الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ هَذَا قَول مُلحِدِكُم وَقَد <|vsep|> جَحَدَ الصِّفَاتش لِفَاطِرِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ مَوصُوفَا لَكَانض مُرَكَّباً <|vsep|> فَالوَصفُ والتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذَا المنجَنِيقُ وَذَلِكَ الطَّاغُوتُ قَد <|vsep|> هَدَمَا دِيَارَكُمُ لَى الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ رَبِّي قَد أعَانَ بِكَسرِ ذَا <|vsep|> وَبِقَطعِ ذَا سُبحَانَ ذِي الحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعمتُم أنَّ هَذَا لاَزِمٌ <|vsep|> لِمَقَالِكُم حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَنَا جَوَابَاتٌ ثَلاَثٌ كُلُّهَا <|vsep|> مَعلُومَةُ الِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَنعُ اللُّزُومِ وَمَا بِأيدِيكُم سَوَى <|vsep|> دَعوَى مُجَرَّدَةٍ مِنَ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ يَرتَضِيهَا عَالِمٌ أو عَاقِلٌ <|vsep|> بَل تِلكَ حِيلَةُ مُفلِسٍ فَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ مَنعَ لُزُومِه <|vsep|> مِنكُم مُكَابَرَةٌ عَلَى البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَوَابُنَا الثَّانِي امتَنَاعُ النفيِ فِي <|vsep|> مَا تَدَّعُونَ لُزُومَهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَانَ ذَلِكَ لاَزِماً لِلنصِّ فَال <|vsep|> مَلزُومُ حَقٌّ وَهُوَ ذُو بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحَقُّ لاَزِمُهُ فَحَقٌّ مِثلُهُ <|vsep|> أنَّى يَكُونُ الشَّيءُ ذَا بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيكُونُ مَلزُوماً بِهِ حَقًّا فَذَا <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ ذَا مكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَعَيَّنَ الِلزَامُ حِينَئِذٍ عَلَى <|vsep|> قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعلتُمُ أتبَاعَهُ مَا تَستُراً <|vsep|> خَوفاً مِنَ التَّصرِيحِ بِالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا قُلنَا سِوَى مَا قَالَهُ <|vsep|> هَذِي مَقالَتُنَا بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَجَعلتُمُونَا جُنَّةً وَالقَصدُ مَف <|vsep|> هُومٌ فَنَحنُ وِقَايَةُ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَثَالِثُ مَا نُجِيبُ بِهِ هُو اس <|vsep|> تِفسَارُكُم يَا فِرقَةَ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا الَّذِي تَعنُونَ بِالجِسمِ الَّذِي <|vsep|> ألزَمتُمُونَا أوضِحُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَعنُونَ مَا هُوَ قَائِمٌ بِالنَّفسِ أو <|vsep|> عَالٍ عَلَى العَرشِ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> أو ذَا الذِي قَامَت بِهِ الأوصَافُ أو <|vsep|> صَافُ الكَمَالِ عَدِيمَةٌ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا تَرَكَّبَ مِن جَواهِرَ فَردَةٍ <|vsep|> أو صُورَةٍ حَلَّت هُيُولَى ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي العُرفِ أو <|vsep|> فِي الوَضعِ عِندَ تَخَاطُبٍ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي الذَّهنِ ذَا <|vsep|> كَ يُقَُالُ تَعلِيمُ ذِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا الذِي فِي ذَاكَ يَلزَمُ مِن ثُبُو <|vsep|> تِ عُلُوِّه مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأتُوا بِبُرهَانَينِ بُرهَانِ اللُّزُو <|vsep|> مِ وَنَفيِ لاَزِمِهِ فَذَانِ اثنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو نُشِرَت لَكُم أشيَاخُكُم <|vsep|> عَجَزُوا وَلَو وَاطاهُمُ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ن كُنتُمُ أنتُمُ فُحُولاَ فَابرُزُوا <|vsep|> وَدَعُوا الشَّكَاوِي حِيلَةَ النِّسوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا اشتَكَيتُم فَاجعَلُوا الشَّكوَى لَى ال <|vsep|> وَحيَينِ لاَ القَاضِي وَلاَ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنَجِيبُ بِالتَركِيبِ حِينَئِذٍ جَوَا <|vsep|> باً شَافِياَ فِيهَ هُدَى الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> الحَقُّ ثبَاتُ الصِّفَاتِ وَنَفيُهَا <|vsep|> عَينُ المُحَالِ وَليسَ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فالجِسمُ مَّا لاَزِمٌ لِثُبُوتِهَا <|vsep|> فَهُوَ الصَّوَابُ وَلَيسَ ذَا بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو لَيسَ يَلزَمُ مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ <|vsep|> فَشَنَاعَةُ الِلزَامِ بالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمَنعُ فِي حدَى المُقَدِّمَتَينِ مَع <|vsep|> لُومُ البَيَانِ ذاً بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> المَنعُ مَّا فِي اللُّزُومِ أو انتِفَا <|vsep|> ءِ اللاَّزِمِ المَنسُوبِ لِلبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَد أضحَى كَمَا <|vsep|> أبصَرتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومِ تَدرُونَ العَدَاوَةَ بَينَنا <|vsep|> مِن أجلِ مَاذَا فِي قَدِيمِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا تَحَيَّزنَا لَى القُرنِ وَالنَّ <|vsep|> قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا لَى العَقلِ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الرَّ <|vsep|> حمَنِ قَبلَ تَغَيُّرِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ أربَعٌ مُتَلاَزِمَاتٌ بَعضُهَا <|vsep|> قَد صَدَّقَت بَعضاً عَلَى مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا اجتَمَعَت لَدَيكُم هَذِهِ <|vsep|> أبَداً كَمَا أقرَرتُمُ بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قُلتُمُ العَقلُ الصَّحِيحُ يُعَارِضُ ال <|vsep|> مَنقُولَ مِن أثَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَنُقَدِّمُ المَعقُولَ ثُمَّ نُصَرِّفُ ال <|vsep|> مَنقُولَ بالتَّأويلِ ذِي الألوانِ </|bsep|> <|bsep|> فذا عَجزنَا عَنهُ ألقَينَاهُ لَم <|vsep|> نَعبَأ بِهِ قَصداً لَى الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكُم بِذَا سَلَفٌ لَهُم تَابَعتُمُ <|vsep|> لَمَّا دُعُوا لِلأخذِ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> صَدُّوا فَلَمَّا أن أصِيبُوا أقسَمُوا <|vsep|> لمُرَادُنَا تَوفِيقُ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد أصِيبُوا فِي قُلُوبِهِمُ وَفِي <|vsep|> تِلكَ العُقُولِ بِغَايَةِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَوا بِأقوَالٍ ذَا حَصَّلتَهَا <|vsep|> أسمَعتَ ضُحكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا جَزَاءُ المُعرِضِينَ عَن الهُدَى <|vsep|> مُتَعوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاضرِب لَهُم مَثَلاً بِشَيخِ القَومِ ذ <|vsep|> يَأبَى السُّجُودَ بِكِبَرِ ذِي طُغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ ارتضَى أن صَارَ قَوَّاداً لأر <|vsep|> بَابِ الفُسُوقِ وَكُلِّ ذِي عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وكَذاكَ أهلُ الشِّركِ قَالُوا كَيفَ ذَا <|vsep|> بَشَرٌ أتَى بِالوَحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ ارتَضَوا أن يَجعَلُوا مَعبُودَهُم <|vsep|> مِن هَذِهِ الأحجَارِ وَالأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ عُبَّادُ الصَّلِيبِ حَمَوا بَتَا <|vsep|> رِكَهُم مِنَ النِّسوَانِ وَالولدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَوا لَى رَبِّ السَّمَوَاتِ العُلَى <|vsep|> جَعَلُوا لَهُ وَلَداً مِنَ الذُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ <|vsep|> عَن عَرشِهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَذَراً مِنَ الحَصرِ الَّذِي فِي ظَنِّهِ <|vsep|> أو أن يُرَى مُتَحَيِّزاً بِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأصارَهُ عَدَماً وَلَيسَ وُجُودُهُ <|vsep|> مُتَحَقَّقاً فِي خَارِجِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا قُدَمَاؤهُم قَالُوا بِأنَّ <|vsep|> الذَّاتَ قَد وُجِدَت بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوهُ فِي البارِ وَالأنجَاسِ وَال <|vsep|> خَانَاتِ والخَرِبَاتش وَالقِيعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالقََصدُ أنَّكُمُ تَحَيَّزتُم لَى ال <|vsep|> رَاءِ وَهيَ كِثيرَةُ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَلَوَّنَت بِكُمُ فَجِئتُم أنتُمُ <|vsep|> مُتَلَوِّنِينَ عَجَائِبَ الألوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي <|vsep|> قَد قَالَهُ الأشيَاخُ عَرضَ وِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ أقوَالَهُم مِيزَانَ مَا <|vsep|> قَد قَالَهُ وَالعَولُ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَردتُّمُ سُفلَ المِيَاهِ وَلَم نَكُن <|vsep|> نَرضَى بِذَاكَ الوردِ للظَّمنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَخَدتُمُ أنتُمُ بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ وَنَح <|vsep|> نُ سِرنَا فِي الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعلتُمُ تُرسَ الكَلاَمِ مِجَنَّة <|vsep|> تَبًّا لِذَاكَ التُّرسِ عِندَ طِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَمَيتُمُ أهلَ الحَدِيثِ بِأسهُمٍ <|vsep|> عَن قَوسِ مَوتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَتََرَّسُوا بِالوَحيِ وَالسُّنَنِ الَّتِي <|vsep|> تَتلُوهُ نِعمَ التُّرسُ لِلشُّجعَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ تُرسُهُم وَاللهِ مِن عُدوَانِكُم <|vsep|> وَالتُّرسُ يَومَ البَعثِ مِن نِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَتَارِكُوهُ لِفَشرِكِم وَمُحَالِكُم <|vsep|> لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَعَوتُمُونَا لِلَّذِي قُلتُم بِهِ <|vsep|> قُلنَا مَعَاذَ اللهِ مِن خُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَاشتَدَّ ذَاكَ الحَربُ بَينَ فَرِيقِنَا <|vsep|> وَفَرِيقِكُم وَتَفَاقَمَ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَأصَّلَت تِلكَ العَدَاوَةُ بَينَنَا <|vsep|> مِن يَومِ أمرِ اللهِ للشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِسُجُودِهِ فَعَصَى وَعَارَضَ أمرَهُ <|vsep|> بِقِيَاسِهِ وَبِعَقلِهِ الخَوَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى التَّلامِيذُ الوِقَاحُ فَعَارَضُوا <|vsep|> أخبَارَهُ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُعَارِضٌ لِلأمرِ مِثلُ مُعَارِضِ ال <|vsep|> أخبَارِ هُم فِي كُفرِهِم صِنوَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن عَارَضَ المَنصُوصَ بِالمَعقُولِ قِد <|vsep|> ماً أخبِرُونَا يَا أولِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ مَا عَرَفتُم أنَّهُ القَدَرِيُّ وَال <|vsep|> جَبرِيُّ أيضاً ذَاكَ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ قَد أغوَيتَنِي وَفَتَنتَنِي <|vsep|> لأزَيِّننَّ لَهُم مَدَى الأزمانِ </|bsep|> <|bsep|> فاحتَجَّ بِالمَقدُورِ ثَمَّ أبَانَ أنَّ <|vsep|> الفِعلَ مِنهُ بِغَيَّةٍ وَزِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى مِيرَاثِهِم ذَا الشَّيخَ بِالتَّ <|vsep|> عصِيبِ وَالمِيرَاثُ بِالسُّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَألتُكُم بِاللهِ مَن وُرَّاثُهُ <|vsep|> مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَة بَينَنَا <|vsep|> ذ ذَاكَ واتَّصَلَت لَى ذا النِ </|bsep|> <|bsep|> أصَّلتُمُ أصلاً وَأصَّلَ خَصمُكُم <|vsep|> أصلاً فَحِينَ تَقَابَلَ الأصلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ظَهَرَ التَّبَايُنُ فَانتَشَت مَا بَينَنَا ال <|vsep|> حَرقبُ العُوَانُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أصَّلتُم رَا الرِّجَالِ وَخَرصَهَا <|vsep|> مِن غَيرِ بُرهَانٍ وَلاَ سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَكضم رَأيٍ لَهُم فَبِرَأيِ مَن <|vsep|> نَزِنُ النُّصُوصَ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلٌّ لَهُ رَأيٌ وَمَعقُولٌ لَهُ <|vsep|> يَدعُو وَيَمنَعُ أخذَ رَأيِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَصمُ أصَّلَ مُحكَمَ القُرنِ مَع <|vsep|> قَولِ الرَّسُولِ وَفِطرَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَبَنَى عَلَيهِ فَاعتَلَى بُنيَانُهُ <|vsep|> نَحوَ السَّمَا أعظِم بِذَا البُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَى شَفَا جُرُفٍ بَنَيتُم أنتُمُ <|vsep|> فَأتَت سُيُولُ الوَحيِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَلَعَت أسَاسَ بِنَائِكُم فَتهَدَّمَت <|vsep|> تِلكَ السُّقُوفُ وَخَرَّ لِلأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> الله أكبَرُ لَو رَأيتُم ذَلِكَ ال <|vsep|> بِنيَانَ حِينَ عَلاَ كَمِثلِ دُخَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَسمُو لَيهِ نَوَاظِرٌ مِن تَحتِهِ <|vsep|> وَهُوَ الوَضِيعُ وَلو يُرَى بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاصبِر لَهُ وَهناً وًرُدَّ الطَّرفَ تَل <|vsep|> قَاهُ قَرِيباً فِي الحَضِيضِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ نَّ الله لَيسَ بِفَاعِلٍ <|vsep|> فِعلاً يَقُومُ بِهِ قِيَامَ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلَيسَ الأمرُ أيضاً قَائِماً <|vsep|> بِالرَّبِّ بَل مِن جُملَةِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَليسَ الله فَوقَ عِبَادِهِ <|vsep|> بَل عَرشُهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَثَلاَثَةٌ والله لاَ تُبقِي مِنَ ال <|vsep|> يمَانِ حَبَّةَ خَردَلٍ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدِ استَرَاحَ مُعَطِّلٌ هَذِي الثَّلاَ <|vsep|> ثَ مِنَ الِلَهِ وَجُملَةِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ الرَّسُولِ وَدِينِهِ وَشَرِيعَةِ ال <|vsep|> سلاَمِ بَل مِن جُملَةِ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ ذَاكَ جُحُودُهُ لِصِفَاتِهِ <|vsep|> وَالذَّاتُ دُونَ الوَصفِ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ ذَا الِيمَانُ قرَارُ الفَتَى <|vsep|> بِاللهِ فَاطِرِ هَذِهِ الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أقَرَّ بِهِ وعَطَّلَ كُلَّ مَف <|vsep|> رُوضٌ وَلَم يَتَوقَّ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَنقُصِ الٍِيمَانُ حَبَّةَ خَردَلٍ <|vsep|> أنَّى وَلَيسَ بِقَابِلِ النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ هَذَا قَولُهُ نَّ النَّبُوَّ <|vsep|> ة لَيسَ وَصفاً قَامَ بالِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَعَلُّقُ ذَلِكَ المَعنَى القَدِي <|vsep|> مُ بِوَاحِدٍ مِن جُملَةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَمَا ذَاكَ التَّعلِيقُ ثَابِتاً <|vsep|> فِي خَارِجٍ بَل ذَاكَ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَعَلُّقُ الأقوَالِ لاَ يُعطِي الَّذِي <|vsep|> وَقفَت عَلَيهِ الكَونُ فِي الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا ذَا مَا حَصَّلَ المَعنَى الذِي <|vsep|> قُلتُم هُوَ النَّفسِيُّ فِي البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ جُمهُورَ الطَّوَائِفِ لَم يَرَوا <|vsep|> ذَا مُمكِناً بَل ذَاكَ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَالَ هَذَا غَيرُكُم مِن سَائِرِ النُّ <|vsep|> ظَّارِ فِي الفَاقِ وَالأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ <|vsep|> لَولاَ القَرِيضُ لَسُقتُهَا بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ أينَ الرَّبُّ أينَ كَلاَمُهُ <|vsep|> أينَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فَوقَ عَرشِ الرَّبِّ مَن هُوَ قَائِلٌ <|vsep|> طَهَ وَلاَ حَرفاً مِنَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد شَهِدتُم أنَّ هَذَا قَولُكُم <|vsep|> وَالله يَشهَدُ مَع أولِي الٍِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَارحمَتَاهُ لَكُم غُبِنتُم حَظَّكُم <|vsep|> مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَسَبتُمُ لِلكُفرِ أولَى مِنكُمُ <|vsep|> بِاللهِ وَالِيمَانِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي بِضَاعَتُكُم فَمَن يَستَامُهَا <|vsep|> فَقَدِ ارتَضَى بِالجَهلِ وَالخُسرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم فِي مَبدَءٍ <|vsep|> وَمَعَادِنضا أعنِي المَعَادَ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم بِفَنَاءِ دَا <|vsep|> رِ الخُلدِ فَالدَّارَانِ فَانِيَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنا بَلَغَ الوُجُودَ بأسرِهِ الدُّ <|vsep|> نيَا مَعض الأخرَى مَعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَلقَ وَالأمرَ المُنَزَّلَ وَالجَزَا <|vsep|> ءَ وَمَنَازِلَ الجَنَّاتِ وَالنِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّاسُ قَد وَرِثُوهُ بَعدُ فَمِنهُمُ <|vsep|> ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِئسَ المُوَرِّثُ وَالمُوَرَّثُ وَالتُّرَا <|vsep|> ثُ ثَلاَثَةٌ أهلٌ لِكُلِّ هَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا وَارِثِينَ نِبِيَّهُمُ بُشرَاكُمُ <|vsep|> مَا رثُكُم مَع رثِهِم سِيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> شَتَّانَ بَينَ الوَارِثِينَ وَبَينَ مَو <|vsep|> رُوثِيهِمَا وَسهَامِ ذِي سُهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومُ مَا صَاحَ الأئِمَّةُ جُهدَهُم <|vsep|> بِالجَهمِ مِن أقطَارِهَا بأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ لِمَا عَرَفُوهُ مِن أقوَالِهِ <|vsep|> وَمَلِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَولُ الرَّسُولِ وَقَولُ جَهمٍ عِندَنَا <|vsep|> فِي قَلبِ عبدٍ لَيسَ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَحُوكُمُ وَاللهِ جَهدَ نَصِيحَةٍ <|vsep|> مَا فِيهُمُ وَاللهِ مِن خَوَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخُذُوا بَهَديِهِم فَرَبِّى ضَامِنٌ <|vsep|> وَرَسُولُهُ ن تَفعَلُوا بِجِنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أبَيتُم فَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّ <|vsep|> بَعَ الهُدَى وَانقَادَ لِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> سِيرُوا عَلَى نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجعَلُوا <|vsep|> بِظُهُورِهَا المَسرَى لَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> سَبَقَ المَفَرِّدُ وَهُوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ <|vsep|> فِي كُلِّ حَالٍ لَيسَ ذَا نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن أخَا الغَفَلاَتِ مُنقَطِعٌ بِهِ <|vsep|> بَينَ المفاوزِ تَحتَ ذِي الغِيلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> صَيدُ السِّبَاعِ وَكُلِّ وَحشٍ كَاسِرٍ <|vsep|> بئسَ المُضِيفُ لأعجَزِ الضِّيفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الشَّيطَانُ يَصطَادُ الذِي <|vsep|> لاَ يَذكُرُ الرَّحمَنَ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالذكرُ أنوَاعٌ فَأعلَى نَوعِهِ <|vsep|> ذِكرُ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا المَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَثُبُوتُهَا أصلٌ لِهَذَا الذكرِ والنَّا <|vsep|> فِي لَهَا دَاعٍ لَى النِّسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ كَانَ خَلِيفَةَ الشَّيطَانِ ذَا <|vsep|> لاَ مَرحَباً بِخَلِيفَةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالذَّاكِرُونَ عَلَى مَرَاتِبِهِم فَأع <|vsep|> لاَهم أولُو الِيمضانِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِصِفَاتِهِ العُليَا ذَا قَامُوا بِحَم <|vsep|> دِ الله فِي سِرٍّ وفِي علاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَأخَصُّ أهلِ الذِّكرِ بِالرَّحمنِ أع <|vsep|> لَمُهُم بِهَا هُم صَفوَةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ كَانَ مُحمدٌ وأَبوهُ ب <|vsep|> راهِيمُ والمَولودُ مِن عِمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ نُوحٌ وابنُ مَريَمَ عِندَنَا <|vsep|> هُم خَيرُ خَلقِ الله من الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُم أولُو العَزمِ الذِينَ بِسُورَتِ ال <|vsep|> أحزَابِ وَالشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ القُرنُ مَملُوءٌ مَنَ ال <|vsep|> أوصَافِ وَهيَ القَصدُ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لِيَصِيرَ مَعرُوفاً لَنَا بِصِفَاتِهِ <|vsep|> وَيَصِيرَ مَذكُوراً لَنَا بِجَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِسَانٍ أيضاً مَع مَحَبَّتِنَا لَهُ <|vsep|> فَلأجلِ ذَا الِثبَاتُ فِي اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِثلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَن يَرُم <|vsep|> هَدمَ الأسَاسِ فَكَيفَ بِالبُنيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُس <|vsep|> لِ الله بِالتَّعطِيلِ للدَيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا قَامَ لاَّ بِالصِّفَاتِ مُفَصِّلاً <|vsep|> ثبَاتَهَا تَفصِيلَ ذِي عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهيَ الأسَاسُ لِدِينِنَا وَلِكُلِّ دِي <|vsep|> نٍ قَبلَهُ مِن سَائِرِ الأديَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ زَندَقَةُ العِبَادِ أسَاسُهَا التَّ <|vsep|> طِيلُ يَشهَدُ ذَا أولُو العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت <|vsep|> لاَّ مِنَ التَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت <|vsep|> مِن جَانِبِ الِثبَاتِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هذِي زَنَادِقَةَ العِبَادِ جَمِيعَهُم <|vsep|> وَمُصَنَّفَاتُهُم بِكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا فِيهِمُ أحدٌ يَقُولُ اللهُ فَو <|vsep|> قَ العَرشِ مُستَولٍ عَلَى الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ نَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهث <|vsep|> مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ نَّ اللهَ كَلَّمَ عَبدَهُ <|vsep|> مُوسَى فَأسمَعَهُ بِذِي الذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ نَّ النَّقلَ غَيرُ مُعَارِضٍ <|vsep|> لِلعَقلِ بَل أمرَانِ مُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّقلُ جَاءَ بِمَا يَحَارُ العَقلُ فِي <|vsep|> هِ لاَ المُحَالُ البَيِّنُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى الجَهمِي كَيفَ أتَى لَى <|vsep|> أسِّ الهُدَى وَمَعَاقِلِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِمِعَاولِ التَّعطِيلِ يَقطَعُهَا فَمَا <|vsep|> يُبقِي عَلَى التَّعطيل من يمَانش </|bsep|> <|bsep|> يَدرِي بِهَذَا عَارِفٌ بِمخِذ ال <|vsep|> أقوَالِ مُضطَلعٌ بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو حَدَّقتُمُ لَرَأيتُمُ <|vsep|> هَذَا وأعظَم مِنهُ رَأيَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عَلَى تِلكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ <|vsep|> مَا حِيلَةُ الكَحَّالِ فِي العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَالوا تَنَقَّصتُم رَسُولَ اللهِ وَا <|vsep|> عَجباً لِهَذَا البَغيِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَزَلُوهُ أن يُحتَجَّ قَطُّ بِقَولِهِ <|vsep|> فِي العِلمِ بِاللهِ العَظِيمِ الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> عَزَلُوا كَلاَمَ الله ثُمَّ رَسُولِهِ <|vsep|> عَن ذَاكَ عَزلاً لَيسَ ذَا كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ ال <|vsep|> كفرُ الصَّرِيحُ البيّنُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> قَالوا وَظَاهِرُهُ هُوَ التَّشبِيهُ وَالتَّ <|vsep|> جسِيمُ وَالتَّمثِيلُ حَاشَا ظَاهِرَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ فِي الرَّحمَنِ مَا دَلَّت عَلَي <|vsep|> هِ حَقِيقَةُ الأخبَارِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُوَ المُشَبِّه وَالمُمثِّلُ وَالمُجَسِّ <|vsep|> مُ عَابِدُ الأوثَانِ لاَ الرَّحَمَنِ </|bsep|> <|bsep|> تَالله قَد مُسخَت عُقُولُكُمُ فَلَي <|vsep|> سَ وَرَاءَ هَذَا قَطُّ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَمَيتُمُ حِزبَ الرَّسُولِ وَجُندَهُ <|vsep|> بِمُصَابِكِم يَا فِرقَةَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ التَّنقِيصَ عَينَ وِفَاقِهِ <|vsep|> ذ لَم يَوَافِق ذَاك رَأيَ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أنتُمُ تَنَقَّصتُم لَهَ العَرشِ وَال <|vsep|> قُرنَ والمَبعُوثَ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> نَزَّهتُمُوهُ عَن صِفَاتِ كَمَالِهِ <|vsep|> وَعَنِ الكَلاَمِ وَفَوقِ كُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ ذَا كُلَّهُ التَّشبِيهَ وَالتَّ <|vsep|> مثِيلَ وَالتَّجسِيمَ ذَا البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمَكُم فِيهِ الشِّفَاءُ وَغَايَةُ التَّ <|vsep|> حقِيقِ يَا عَجَباً لِذَا الخُذلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> جَعَلُوا عُقُولَهُمُ أحَقَّ بِأخذِ مَا <|vsep|> فِيهَا مِنَ الأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمَهُ لاَ يُستَفَادُ بِهِ اليَقِي <|vsep|> نُ لأجلِ ذَا لاَ يَقبَلُ الخَصمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَحكِيمُهُ عِندَ اختِلاَفِهِمَا بَل المَع <|vsep|> قُولَ ثُمَّ المَنطِقَ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيُّ التَّنَقُّصِ بَعدَ ذَا لَولاَ الوَقَا <|vsep|> حَةُ وَالجَراءَةُ يَا أولِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن لَهُ عَقلٌ وَنُورٌ قَد غَداَ <|vsep|> يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّنَا قُلنَا مَقَالَةَ صَارِخٍ <|vsep|> فِي كُلِّ وَقتٍ بَينَكُم بِأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> الرَّبُّ رَبٌّ وَالرَّسُولُ فَعَبدُهُ <|vsep|> حَقًّا وَلَيسَ لَنَا لَهٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا العِبَادَةُ وَاستِعَانَتُنَا بِهِ <|vsep|> يَّاكَ نَعبُدُ ذَانِ تَوحِيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَيهِمَا قَامَ الوُجُودُ بِأسرِهِ <|vsep|> دُنيَا وَأخرَى حَبَّذَا الرُّكنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِك التَّسبِيحُ وَالتَّ <|vsep|> هلِيلُ حَقُّ لَهِنَا الدِّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا التَّعزِيرُ وَالتَوقِيرُ حَقٌّ <|vsep|> لِلرَّسُولِ بِمُقتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالحُبُّ وَالِيمَانُ وَالتَّصدِيقُ لاَ <|vsep|> يَختَصُّ بَل حَقَّانِ مُشتَرِكَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلاَثَةٌ <|vsep|> لاَ تَجهَلُوهَا يَا أولِي العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَقُّ اللَهِ عِبَادَةٌ بالأمرِ لاَ <|vsep|> بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن غَيرِ شرَاكٍ بِهِ شَيئاً هُمَا <|vsep|> سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذَا السَّبَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَاكَ لَم نَعبُدهُ مِثلَ عِبَادَةِ ال <|vsep|> رَّحمَنِ فِعلَ المُشرِكِ النَّصرَانِي </|bsep|> <|bsep|> كَلاَّ وَلَم نَغلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى <|vsep|> عَنهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لِلّهِ حَقٌّ لاَ يَكُونُ لِغَيرِهِ <|vsep|> وَلِعَبدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَجعَلُوا الحَقَّينِ حَقًّا وَاحِداً <|vsep|> مِن غَيرِ تَمييزٍ وَلاَ فُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحَجُّ لِلرَّحمَنِ دُونَ رَسُولِهِ <|vsep|> وَكَذَا الصَّلاَةُ وَذبحُ ذِي القُربَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا السُّجُودُ وَنَذرُنَا وَيَمِينُنَا <|vsep|> وَكذَا مَثَابُ العَبدِ مِن عِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا التَّوَكُّلُ وَالنَابَةُ والتُّقَى <|vsep|> وَكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشيَةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَسُولُهُ فَهُوَ المُطَاعُ وَقَولُهُ ال <|vsep|> مَعقُولُ ذ هُوَ صَاحِبُ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ مِنهُ الحَتمُ لاَ تَخيِيرَ فِي <|vsep|> هِ عِندض ذِي عَقلٍ وَذِي يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ قَولاً غَيرَهُ قَمنَا عَلَى <|vsep|> أقوَالِهِ بِالسَّبرِ وَالمِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن وَافَقت قولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ <|vsep|> فَعَلَى الرُّؤوسِ تُشَالُ كَالتِّيجَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو خَالَفَت هَذَا رَددَنَاهَا عَلَى <|vsep|> مَن قَالَهَا مَن كَان مِنَ نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو أُشكِلَت عَنَّا توَقَّفنَا وَلَم <|vsep|> نَجزِم بِلاَ عِلمٍ وَلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا الذِي أدَّى لَيهِ عِلمُنَا <|vsep|> وَبِهِ نَدِينُ الله كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُوَ المُطَاعُ وَأمرُهُ العَالِي عَلَى <|vsep|> أمرِ الوَرَى وَامرِ ذِي السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُوَ المُقَدَّمُ فِي مَحَبَّتِنَا عَلَى ال <|vsep|> أهلِينَ وَالأزوَاجِ وَالوِلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَى العِبَادِ جَمِيعِهِم حَتَّى عَلَى النَّ <|vsep|> فسِ التِي قَد ضَمَّهَا الجَنبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَظِيرُ هَذَا قَولُ أعدَاءِ المَسِي <|vsep|> حِ مِنَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّا تَنَقَّصنَا المَسِيحَ بِقَولِنَا <|vsep|> عَبدٌ وَلِكَ غَايَةُ النّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو قُلتُمُ وَلَدٌ لهٌ خَالِقٌ <|vsep|> وَفَّيتُمُوه حَقَّهُ بِوِزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أشبَاهُ النَّصَارَى مُذ غَلَوا <|vsep|> فِي دِينِهِم بِالجَهلِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> صَارُوا مَعَادِينَ الرَّسُولَ وَدِينِهِ <|vsep|> فِي صُورَةِ الأحبَابِ وَالخوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى تَبدِيلِهِم تَوحِيدَهُ <|vsep|> بِالشِّركِ وَالِيمَانِ بِالكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى تَجرِيدِهِ التَّوحِيدِ مِن <|vsep|> أسبَابِ كُلِّ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاجمَع مَقَالَتَهُم وَمَا قَد قَالَهُ <|vsep|> وَاستَدعِ بِالنَّقادِ وَالوَزَّانِ </|bsep|> <|bsep|> عَقلٍ وَفِطرَتِكَ السَّلِيمَةِ ثُمَّ زِن <|vsep|> هَذَا وَذَا لاَ تَطغِ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ تَعلَمُ أيُّ حِزبَينَا هُوَ ال <|vsep|> مُتَنَقِّصُ المَنقُوصُ ذُو العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَامِي البَرِيءِ بِدَائِهِ وَمُصَابهِِ <|vsep|> فِعلَ المُباهِتِ أوقَحِ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَمُعَيِّرٍ لِلنَّاسِ بِالزغَلِ الَّذِي <|vsep|> هُوَ ضَربُهُ فَاعجَب لِذَا البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا فِرقضةَ التَّنقِيصِ بَل يَا أمَّةَ الدَّ <|vsep|> عوَى بِلاَ عِلمٍ وَلاَ عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا قَدَّمتُمُ يَوماً مَقَا <|vsep|> لَتَهُ عَلَى التَّقلِيدِ للنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا قَالَ الشُّيُوخُ وَقَالَ لاَّ <|vsep|> كُنتُم مَعَهُم بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ أغلاَطُ الشُّيُوخِ لَدَيكُمُ <|vsep|> عَينُ الصَّوَابِ ومُقتَضَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَا قَضَيتُم بِالذِي حَكَمَت بِهِ <|vsep|> جَهلاً عَلَى الأخبَارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ نَّهُمُ لَدَيكُم مِثلُ مَع <|vsep|> صُومٍ وَهذَا غَايَةُ الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَبًّالَكُم مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعدَ ذَا <|vsep|> لَو تَعرِفُونَ العَدلَ مِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ مَا يُرضِيهِ جَعلُكُم لَهُ <|vsep|> تُرساً لِشِركِكُم وَلِلعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكًَ جَعلُكُم المشَايخَ جُنَّةً <|vsep|> بِخِلاَفِهِ وَالقَصدُ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ يَشهَدُ ذَا بِجِذرِ قُلوبِكُم <|vsep|> وَكَذَاكَ يَشهَدُهُ أولُوا الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله مَا عَظَّمتُمُوهُ طَاعَةً <|vsep|> وَمَحَبَّةً يَا فِرقَةَ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنَّى وَجهلُكُم بِهِ وَبِدِينِهِ <|vsep|> وَخِلاَفُكُم لِلوَحيِ مَعلُومَانِ </|bsep|> <|bsep|> أوصَاكُمُ أشيَاخُكُم بِخِلاَفِهِم <|vsep|> لِوَفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> خَالَفتُمُ قَولَ الشُّيُوخِ وَقَولَهُ <|vsep|> فَغدَا لَكُم خُلفَانِ مُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ أمرُكُم عَجِيبٌ مُعجِبٌ <|vsep|> ضِدَّانِ فِيكُم لَيسَ يَتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَقدِيمُ رَاءِ الرِّجَالِ عَلَيهِ مَع <|vsep|> هَذَا الغُلُوِّ فَكَيفَ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَفَّفرتُمُ مَن جَرَّدَ التَّوحِيدَ جَه <|vsep|> لاً مِنكُم بِحَقَائِقِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَجَرَّدتُم لِنَصرِ الشِّركِ وَال <|vsep|> بِدَعِ المُضِلَّةِ فِي رِضَى الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَم نَقصِد سِوَى التَّجرِيد للتَّ <|vsep|> وحِيدِ ذَاكَ وَصِيَّةُ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِضَى رَسُولِ الله مِنَّا لاَ غُلُوَّ <|vsep|> الشِّركِ أصلَ عِبَادَةِ الأوثانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو يَرضَى الرَّسُول دُعاءَنَا <|vsep|> يَّاهُ بَادَرنَأ لَى الَِذعانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَو يَرضَى الرُّسُولُ سُجودَنَا <|vsep|> كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا يُرضِيهِ مِنَّا غَيرَ <|vsep|> خلاَصٍ وَتَحكِيمٍ لِذَا القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد نَهَى ذَا الخَلقِ عَن طرَائِه <|vsep|> فِعلَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد نَهَانَا أن نُصَيِّرَهُ قَبرَهُ <|vsep|> عِيداً حِذَارَ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَعَا بِأن لاَ يُجعَل القََبرُ الذِي <|vsep|> قَد ضَمَّهُ وَثَناً مِنَ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاجَابَ رَبُّ العَالمِينَ دُعَاءَهُ <|vsep|> وَأحَاطَهُ بِثَلاَثَةِ الجُدرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى اغتَدَت أرجَاؤهُ بِدُعَائِهِ <|vsep|> فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد غَدَا عِندَ الوَفَاةِ مُصَرِّحاً <|vsep|> بِاللَّعنِ يَبصرُخُ فِيهِمُ بِأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَنَى الألَى جَعلُوا القُبُورَ مَسَاجِداً <|vsep|> وَهُمُ اليَهُودُ وَعَابِدُو الصُّلبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَولاَ ذَاك أُبرِزَ قَبرُهُ <|vsep|> لَكِنَّهُم حَجَبُوهُ بِالحِيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَصَدُوا لَى تَسنِيمِ حُجرَتِهِ لِيَم <|vsep|> تَنِعَ السُّجَودُ لَهُ عَلَى الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصدُهُ التَّ <|vsep|> جرِيدُ لِلتَّوحِيدِ لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> يَا فِرقَةً جَهِلَت نُصُوصَ نَبِيِّهِم <|vsep|> وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَطَوا عَلَى أتبَاعِهِ وَجُنُودِهِ <|vsep|> بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَعجَلُوا وَتَبَيُّنُوا وَتَثَبَّتُوا <|vsep|> فَمُصَابُكُم مَا فِيهِ مِن جُبرَانِ </|bsep|> <|bsep|> قُلنَا الذِي قَالَ الأئِمَةُ قَبلَنا <|vsep|> وَبِهَِ النُّصُوصُ أتَت عَلَى التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> القَصدُ حَجُّ البَيتِ وَهُوَ فَرِيضَةُ الرَّ <|vsep|> حمَنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِحَالُنَا شُدَّت لَيهِ مشن بِقَا <|vsep|> عِ الأرض قَاصِيهَا كَذَاك الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> مَن لَم يَزُر بَيتَ الِلَهِ فَمَا لَهُ <|vsep|> مِن حَجِّهِ سَهمٌ وَلاَ سَهمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا نشُدُّ رِحَالَنَا لِلمَسجشدِ النَّ <|vsep|> بَوِيِّ خَيرِ مَسَاجِدِ البُلدَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن بَعدِ مَكَّةِ أو عَلَى الِطلاَقِ فِي <|vsep|> هِ الخُلفُ بَينَ النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَرَاهُ عِندَ النَّذرِ فَرضاً لَكِن النُّ <|vsep|> عمَانُ يَأبَى ذَا وَللنعمَانِ </|bsep|> <|bsep|> أصلٌ هُوَ النَّافِي الوُجُوبُ فَنَّهُ <|vsep|> مَا جِنسُهُ فَرضاً عَلَى الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا بَرًَاهِينٌ تَدُلُّ بِأنَّهُ <|vsep|> بِالنَّذرِ مُفتَرَضٌ عَلَى النسَانِ </|bsep|> <|bsep|> أمرُ الرَّسُولِ لِكُلِّ نَاذِرِ طَاعَة <|vsep|> بوَفَائِهِ بِالنَّذرِ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَصَلاَتُنَا فِيهِ بِألفٍ مِن سِوَا <|vsep|> هُ مَا خَلاَ ذَا الحِجرِ وَالأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا صَلاَةٌ فِي قُبَا فَكَعُمرَةٍ <|vsep|> فِي أجرِهَا وَالفضلُ لِلمَنَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا أتينَا المَسجِدَ النَّبَوِيَّ صَلَّ <|vsep|> ينَا التَّحِيَّةَ أوَّلاً ثِنتَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِتَمَامِ أركَانٍ لَهَا وَخُشُوعِهَا <|vsep|> وَحُضُورِ قَلبٍ فِعلَ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ انثَنَينَا لِلزِيَارَةِ نَقصِدُ ال <|vsep|> قُبرِ الشَّرِيفَ وَلَو عَلَى الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَنَقُومَ دُونَ القَبرِ وِقفَةَ خَاضِعٍ <|vsep|> مُتَذَلِّلٍ فِي السِّرِّ وَالِعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَكَأنَّهُ فِي القَبرِ حَيٌّ نَاطِقٌ <|vsep|> فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَلَكَتهُمُ تِلكَ المَهَابَةُ فَاعتَرَت <|vsep|> تِلكَ القَوَائِمَ كَثرَةُ الرَّجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَفَجَّرَت تِلكَ العُيُونُ بِمَائِهَا <|vsep|> وَلَطَالَمَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى المسَلِّمُ بِالسَّلاَمِ بِهَيبَةٍ <|vsep|> وَوَقَارِ ذِي عِلمٍ وَذِي يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَرقع الأصوَاتَ حَولَ ضَريحِهِ <|vsep|> كَلاَّ وَلم يَسجُد عَلَى الأذقَان </|bsep|> <|bsep|> كلاَّ ولَم يُرَ طَائِفاً بِالقَبرِ أُس <|vsep|> بُوعاً كَأنَّ القَبرًَ بَيتٌ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ انثَنَى بِدُعَائِهِ مُتَوَجِّهاً <|vsep|> للهِ نضحوَ البَيتِ ذِي الأركَانش </|bsep|> <|bsep|> هَذِي زِيَارَةٌ مَن غَدا مُتَمَسِّكاً <|vsep|> بِشَرِيعَةِ الِسلاَمِ والِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن أفضَلِ الأعمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا <|vsep|> رَةُ وَهيَ يَومَ الحَشرِ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَلبِسُوا الحَقَّ الذِي جَاءَت بِهِ <|vsep|> سُنَنُ الرَّسُولِ بِأعظَمِ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي زِيَارَتُنا وَلَم نُنكِر سِوَى ال <|vsep|> بِدَعِ المُضِلَّةِ يَا أولِي العُدوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَدِيثُ شَدِّ الرَّحلِ نَصٌّ ثَابِتٌ <|vsep|> يَجِبُ المَصِيرُ ليهِ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَومَ الحِسَا <|vsep|> ب مِنَ الجَحِيمِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> اتبَع رَسُولَ اللهِ فِي الأقوَالِ وَال <|vsep|> أعمَالِ لاَ تَخرُج عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَخُذِ الصَّحِيحَينِ اللَّذَينِ هُمَا لِعِق <|vsep|> دِ الدينِ وَالِيمَانِ وَاسطَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاقرَأهُمَا بَعدَ التَّجَرُّدِ مِن هَوىً <|vsep|> وَتَعَصُّبٍ وَحَمِيَّةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> واجعَل مَقَالَتَهُ كَبَعضِ مَقَالَةِ ال <|vsep|> أشيَاخِ تَنصُرُهَا بِكُلِّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَانصُر مَقَالَتَهُ كَنَصرِكَ لِلذِي <|vsep|> قَلَّدتَهُ مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَدِّر رَسُولَ اللهِ عِندَكَ وَحدَهُ <|vsep|> وَالقَولُ مِنهُ لَيكَ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا تَرَى فَرضاً عَلَيكَ مُعَيَّناً <|vsep|> ن كُنتَ ذَا عَقلٍ وَذَا يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَرضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أقوَالِهِ <|vsep|> أو عَكسَ فَذَانِكَ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ مَفرِقُ الطُّرُقَاتِ بَينَ طَرِيقِنَا <|vsep|> وَطَرِيقِ أهلِ الزِّيغِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَدِّر مَقَالاَتِ العِبَادِ جَمِيعِهِم <|vsep|> عَدماً وَرَاجِع مَطلَعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاجعَل جُلُوسَكَ بَينَ صَحبِ مُحَمَّدٍ <|vsep|> وَتَلَقَّ مَعهُم عَنهُ بالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَلََقَّ عَنهُم مَا تَلَقَّوهُ هُمُ <|vsep|> عَنهُ مِنَ الِيمَانِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أفَلَيسَ فِي هَذَا بَلاَغُ مُسَافِرٍ <|vsep|> يَبغِي الِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَولاَ التَّنَافُسُ بَينَ هَذَا الخَلقِ مَا <|vsep|> كَان التَّفَرُّقُ قَدُّ فِي الحُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُ <|vsep|> حَقٌّ وَفَهمُ الحَقِّ مِنهُ دَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَسُولُهُ قَد أوضَحَ الحَقَّ المُبِي <|vsep|> نَ بِغَايَةِ الِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا ثَمَّ أوضَحُ مِن عِبَارَتِهِ فَلاَ <|vsep|> يَحتَاجُ سَامِعُهَا لَى تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنُّصحُ مِنهُ فَوقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ <|vsep|> وَالعِلمُ مَأخُودٌ عَنِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَلأيَّ شَيءٍ يَعدِلُ البَاغِي الهُدَى <|vsep|> عَن قَولِهِ لَولاَ عَمَى الخُذلانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالنَّقلُ عَنهُ مُصَدَّقٌ وَالقَولُ مِن <|vsep|> ذِي عِصمَةٍ مَا عِندَنَا قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَكسُ عِند سِوَاهُ فِي الأمرَينِ يَا <|vsep|> مَن يَهتَدِي هَل يَستَوِي النَّقلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللهِ قَد لاَح الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ <|vsep|> عَينَانِ نضحوَ الفَجرِ نَاظِرَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأخُو العِمَايَةِ فِي عِمَايَتِهِ يَقُو <|vsep|> لُ اللَّيلُ بَعدُ أيَستَوِي الرَّجُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللهِ قَد رُفِعت لَكَ الأعلاَمُ ن <|vsep|> كُنتَ المُشَمِّرَ نِلتَ دَارَ أمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا جَبُنتَ وَكُنتض كَسلاَناً فَمَا <|vsep|> حُرِمَ الوُصُولَ لَيهِ غَيرُ جَبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاقدِم وَعِد بِالوَصلِ نَفسَكَ وَاه <|vsep|> جُر المَقطُوعَ مَنهُ قَاطِعَ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَن نَيلِ مَقصِدِهِ فَذَاك عَدُوُّهُ <|vsep|> وَلَو أنَّهُ مِنهُ القَرِيبُ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> يَا قَاعِداً سَارَت بِهِ أنفَاسُهُ <|vsep|> سَيرَ البَرِيدِ وَليسَ بِالذَّمَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى مَتَى هَذَا الرُّقَادُ وَقَد سَرَى <|vsep|> وَفدُ المَحَبَّةِ مَع أولِي الحسَان </|bsep|> <|bsep|> وَحَدَت بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحوَ العُلَى <|vsep|> لاَ حَادِيَ الرُّكبَانِ وَالأظعَانِ </|bsep|> <|bsep|> رَكِبُوا العَزائِمَ وَاعتَلَوا بِظُهُورِهَا <|vsep|> وَسَرَوا فَمَا حَنُّوا لَى نُعمَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَارُوا رُوَيداً ثُمَّ جاؤُوا أوَّلاَ <|vsep|> سَيرَ الدَّلِيلِ يَؤُمُّ بِالرُّكبَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَارُوا بثبَاتِ الصِّفَاتِ لَيهِ لاَ التَّ <|vsep|> عطِيلِ وَالتَّحرِيفِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَرَفُوهُ بِالأوصَافِ فَامتَلأت قُلُو <|vsep|> بُهُمُ لَهُ بِالحُبِّ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَطَايَرَت تِلكَ القُلُوبُ لَيهش بِال <|vsep|> أشوَاقِ ذ مُلِئَت مِنَ العِرفَانش </|bsep|> <|bsep|> وَأشدُّهُم حُبًّا لَهُ أدرَاهُمُ <|vsep|> بِصِفَاتِهِ وَحَقَائِقِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالحُبُّ يَتبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسبِهِ <|vsep|> يَقوَى وَيَضعُفُ ذَاكَ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ كَان العَارِفُونَ صِفَاتِهِ <|vsep|> أحبَابَهُ هُم أهلُ هَذَا الشّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِّهِم <|vsep|> أحبَابَهُ وَبِشَرعَةِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ كَانَ المُنكِرُونَ لَهَا هُمُ ال <|vsep|> أعدَاءُ حَقًّا هُم أولُو الشَّننِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلُونَ بِعذَا وَذَا <|vsep|> بُغضَاءَهُ حَقًّا ذَوشي شَنَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَيَاةُ قَلبِ العَبدِ فِي شَيئَينِ مَن <|vsep|> يُرزَقهُمَا يَحيَا مَدَى الأزمَانش </|bsep|> <|bsep|> فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي الأخرَى يَكُو <|vsep|> نُ الحَيَّ ذَا الرِّضوَانِ وَالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذِكرُ الِلَهِِ وَحُبُّهُ مِن غَيرِ اش <|vsep|> رَاكٍ بِهِ وَهمَا فَمُمتَنِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن صَاحِبِ التَّعطِيلِ حَقًّا كَامتِنَا <|vsep|> عِ الطَّائِرِ المَقصُوصِ مِن طَيَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أيُحِبُّهُ مَن كَانَ يُنكِرُ وَصفَهُ <|vsep|> وَعُلُوَّهُ وَكَلاَمَهُ بِقُرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ والذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى <|vsep|> مُتَكَلِّماً بِالوَحيِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ أكبَرُ ذَاكَ فَضلُ اللهِ يُؤ <|vsep|> تِيهِ لِمَن يَرضَى بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُولُ ذَا <|vsep|> حدَى الأثَافِي خُصَّ بِالحِرمَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ أكبَرُ ذَاكَ عَدلُ اللهش يَق <|vsep|> ضِيهِ عَلَى مَن شَاءَ مِن نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمدُ فِي ال <|vsep|> أولَى وَفِي الأخرَى هُمَا حَمدَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَمدٌ لِذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ <|vsep|> وَكَذَاكَ حَمدُ العَدلِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا مَن تَعِزُّ عَلَيهِمُ أرواحُهُم <|vsep|> وَيَرَونَ غَبناً بَيعَهَا بِهَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيرَونَ خُسرَاناً مُبِيناً بَيعَهَا <|vsep|> فِي ثرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَونَ مَيدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزاً <|vsep|> فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَونَ أنفَاسَ العِبَادِ عَلَيهِمُ <|vsep|> قَد أحصِيَت بِالعَدِّ وَالحُسبَان </|bsep|> <|bsep|> وَيَرَونَ أنَّ أمَامَهُم يَومَ اللِّقَا <|vsep|> للهِ مَسألتَانِ شَامِلَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَاذَا عَبَدتُم ثُمَّ مَاذَا قَد أجَب <|vsep|> تُم مَن أتَى بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَاتُوا جَوَاباً لِلسُّؤالِ وَهَيِّئُوا <|vsep|> أيضاً صَوَاباً لِلجَوَابِ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَيَقَّنُوا أن لَيسَ يُنجِيكُم سِوَى <|vsep|> تَجرِيدِكُم لِحَقَائِقِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَجرِيدُكُم تَوحِيدَهُ سُبحَانَهُ <|vsep|> عَن شِركَةِ الشَّيطَانِ والأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ تَجرِيدُ اتِّبَاعِ رَسُولِهِ <|vsep|> عَن هَذِهِ الراءِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا يَنجِي الفَتَى مِن رَبِّهِ <|vsep|> شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلاَ رَوغَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا رَبِّ جَرِّد عَبدَكَ المِسكِينَ رَا <|vsep|> جِي الفَضلِ مِنكَ أضعَفَ العُبدَانش </|bsep|> <|bsep|> لَم تَنسَهُ وَذَكَرتَهُ فَاجعَلهُ لاَ <|vsep|> يَنسَاكَ أنتض بَدَأتَ بالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَبِهِ خَتَمتَ فَكُنتَ أولَى بِالجَمِي <|vsep|> لِ وَبِالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> فَالعَبدُ لَيسَ يَضِيعُ بَينَ فَوَاتِحٍ <|vsep|> وَخَوَاتِمٍ مِن فَضلِ ذِي الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنتَ العَلَيمُ بِهِ وَقَد أنشَأتَهُ <|vsep|> مِن تُربَةٍ هِيَ أضعَفُ الأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> كُلُّ عَلَيهَا قَد عَلاَ وَهَوت لَى <|vsep|> تَحتِ الجَمِيعِ بشذِلَّةٍ وَهَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَلَت عَلَيهَا النَّارُ حَتَّى ظُنَّ أن <|vsep|> يَعلُو عَلَيهَا الخَلقُ مِن نِيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأتَى لَى الأبَوَينِ ظَنًّا أنَّهُ <|vsep|> سَيُصَيِّرُ الأبَوَينِ تَحتَ دُخَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَسَعَت لَى الأبَوَينِ رَحمَتُكَ الَّتِي <|vsep|> وَسِعَتهُمَا فَعَلاَ بِكَ الأبَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنحنُ بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا <|vsep|> فِي جَنبِ حِلمِهِمَا لَدَى المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> جُزءٌ يَسِيرٌ وَالعَدُوُّ فَوَاحِدٌ <|vsep|> لَهُمَا وَعدَانَا بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالضَّعفُ مُستَولٍ عَلَينَا مِن جمِي <|vsep|> عِ جِهَاتِنا سِيمَا مِنَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَارَبُّ فَانصُرنَا عَلَى الشَّيطَانِ لَي <|vsep|> َسَ لَنَا بِهِ لَولاَ حِمَاكَ يَدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالفَرقُ بَينَكُمُ وَبَينَ خُصُومِكُم <|vsep|> مِن كُلِّ وَجهٍ ثَابِتٌ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا أنتُمُ مِنهُم وَلاَ هُم مِنكُمُ <|vsep|> شَتَّانَ بَينَ السَّعدِ وَالدَّبَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا دَعَونَا لِلقُرنِ دَعَوتُمُ <|vsep|> لِلرَّأيِ أينَ الرَّأيُ مِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا دَعَونَا لِلحَدِيثِ دَعَوتُمُ <|vsep|> أنتُم لَى تَقلِيدِ قَولِ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَا تَلَقَّينَا نُصُوصَ نَبِيِّنَا <|vsep|> بِقَبُولِهَا بِالحَقِّ وَالِذعَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ جَحدٍ وَلاَ <|vsep|> تَفوِيضِ ذِي جَهلٍ بِلاَ عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن بِعرَاضٍ وَتَجهِيلٍ وَتَا <|vsep|> وِيلٍ تَلَقَّيتُم مَعَ النُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنكَرتُمُوهَا جَهدَكُم فَذَا أتَى <|vsep|> مَا لاَ سَبِيلَ لَهُ لَى نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> أعرَضتُمُ عَنهُ وَلَم تَستَنبِطُوا <|vsep|> مِنهُ هُدًى لِحَقَائِقِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا ابتُلِيتُم مُكرِهِينَ بِسَمعِهَا <|vsep|> فَوَّضتُمُوهَا لاَ عَلَى العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن بِجَهلٍ لِلَّذِي سِيقَت لَهُ <|vsep|> تَفوِيضَ عرَاضٍ وَجَهلِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَذَا ابتُلِيتُم بِحتِجَاجِ خُصُومِكُم <|vsep|> أولَيتُمُوهَا دَفعَ ذِي صَوَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالجَحدُ وَالِعرَاضُ وَالتَّأوِيلُ وَالتَّ <|vsep|> جهِيلُ حَظُّ النَّصِّ عِندَ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> لَكِن لَدَينَا حَظُّهُ التَّسلِيمُ مَع <|vsep|> حُسنِ القَبُولِ وَفَهمش ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا الحَقِيقَةُ مِن كَلاَمِ لَهِنَا <|vsep|> وَنَصِيبُكُم مِنهُ المَجَازُ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَقَوَاطِعُ الوَحيَينِ شَاهِدَةٌ لَنَا <|vsep|> وَعَلَيكُمُ هَل يَستَوِي الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَأدِلَّةُ المَعقُولِ شَاهِدَةٌ لَنَا <|vsep|> أيضاً فَقَاضُونَا لَى البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ فِطرَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ شَا <|vsep|> هِدَةٌ لَنَا أيضاً شُهُودَ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ جمَاعُ الصَّحَابَة وَالألَى <|vsep|> تَبِعُوهُمُ بِالعِلمِ وَالِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذاكَ جمَاعُ الأئِمَةِ بَعدَهُم <|vsep|> هَذَا كَلاَمُهُم بِكُلِّ مَكَانش </|bsep|> <|bsep|> هَذِي الشُّهُودُ فَهَل لَدَيكُم أنتُمُ <|vsep|> مِن شَاهدٍ بِالنَّفيِ وَالنُّكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَنُودُنَا مَن قَد تَقَدَّمَ ذِكرُهُم <|vsep|> وَجُنُودُكُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِيَامُنَا مَضرُوبَةٌ بِمَشَاعِرِ ال <|vsep|> وَحيَينِ مِن خََبَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِيَامُكُم مَضرُوبَةٌ بِالتِّيهِ فَالسُّ <|vsep|> كَّانُ كُلُّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي شَهَادَتُهُم عَلَى مَحصُولِهِم <|vsep|> عِندَ المَمَاتِ وَقَولُهُم بِلِسَانش </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ يَشهَدُ أنَّهُم أيضاً كَذَا <|vsep|> تَكفِي شَهَادَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَنَا المَسَانِدُ وَالصِّحَاحُ وَهَذِهِ السُّ <|vsep|> نَنُ الَّتِي نابَت عَنِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكُم تَصَانِيفُ الكَلامِ وَهذِهِ ال <|vsep|> رَاءُ وَهيَ كَثِيرَةُ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعضُهَا بَعضاً كَبَي <|vsep|> تٍ مِن زَجَاجٍ خَرَّ للأركَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل ثَمَّ شَيءٌ غَيرَ رَأيٍ أو كَلاَ <|vsep|> مٍ بَاطِلٍ أو مَنطِقِ اليُونَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَقُولُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ <|vsep|> فِي كُلِّ تَصنِيفٍ وَكُلِّ مَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَقُولُوا قَالَ أرَسطُو وَقَا <|vsep|> لَ ابنُ الخَطِيبِ وَقَالَ ذُو العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> شَيخٌ لَكُم يُدعَى ابنَ سِينَا لَم يَكُن <|vsep|> مُتَقَيِّداً بالدِّينِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَخِيَارُ مَا تَأتُونَ قَالَ الأش <|vsep|> عَرِيُّ وَتَشهَدُونَ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالأشعَرِيُّ مُقَرِّرٌ لِعُلُوِّ رَبِّ <|vsep|> العَرشِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ بِالمَعقُولِ وَال <|vsep|> مَنقُولِ ثُمَّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنَحنُ فَتَارِكُو الراءِ لِلنَّ <|vsep|> قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم بِالعَكسِ قَد صَرَّحتُمُ <|vsep|> وَوَضَعتُمُ القَانُونَ ذَا البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّفيُ عِندَكُمُ علَى التَّفصِيلِ وَال <|vsep|> ثبَاتُ جمَالاً بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُثبِتُونَ طَرِيقُهُم نَفيٌ عَلَى ال <|vsep|> جمَالِ وَالتَّفصِيلِ بِالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَدَبَّرُوا القُرنَ مَع مَن مِنكُمَا <|vsep|> وَشَهَادَةَ المَبعُوثِ بِالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي <|vsep|> قَالَ الشُّيُوخُ وَمُحكَمَ الفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمُحكَمُ النَّصُّ المُوافِقُ قَولَهُم <|vsep|> لاَ يَقبَلُ التَّأوِيلَ فِي الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّمَا النَّصُّ المُخَالِفُ قَولَهُم <|vsep|> مُتَشَابِهٌ مُتَأوَّلٌ بِمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا تَأدَّبتُم تُقُولُوا مُشكِلٌ <|vsep|> أفَوَاضِحٌ يَا قَومُ رَأيُ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو كَانَ المُوَافِقَ لَم يَكُن <|vsep|> مُتَشَابِهاً مُتَأوَّلاً بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عَرَضنَا نَحنُ أقوَالَ الشُّيُو <|vsep|> خِ عَلَى الَّذِي جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا خَالَفَ النَّصَّينِ لَم نَعبَأ بِهِ <|vsep|> شَيئاً وَقُلنَا حَسبُنَا النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُشكِلُ القَولُ المُخَالِفُ عِندَنَا <|vsep|> فِي غَايَةِ الِشكَالِ لاَ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعَزلُ وَالبقَاءُ مَرجِعُهُ لَى ال <|vsep|> رَاءِ عِندَكُمُ بِلاَ كِتمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن لَدَينَا ذَاكَ مَرجِعُهُ لَى <|vsep|> قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكُفرُ وَالسلاَمُ عَينُ خِلاَفِهِ <|vsep|> وَوِفَاقِهِ لاَ غَيرُ بالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالكُفرُ عِندَكُم خِلاَفُ شُيُوخِكِم <|vsep|> وَوِفَاقُهُم فَحَقِيقَةُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي سَبِيلُكُم وَتِلكَ سَبِيلُنَا <|vsep|> وَالمَوعِدُ الرَّحمَنُ بَعدَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال <|vsep|> حَقِّ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاصبِر قَلِيلاً نَّمَا هِيَ سَاعَةٌ <|vsep|> فَذَا أُصِبتَ فَفِي رِضَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالقَومُ مِثلُكَ يَألمُونَ وَيَصبِرُو <|vsep|> نَ وَصبرُهُم فِي طَاعَةِ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَاطَالِبَ الحَقِّ المُبِينِ وَمُؤثِراً <|vsep|> عِلمَ اليَقِينِ وَصِحَّةَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> اسمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ خَبِرَ الذِي <|vsep|> عِندَ الوَرَى مُذ شَبَّ حَتَّى النِ </|bsep|> <|bsep|> مَازَالَ مُذ عَقَدَت يَدَاهُ زَارَهُ <|vsep|> قَد شَدَّ مِيزَرَهُ لَى الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَخَلُّلُ الفَتَرَاتِ لِلعَزَمَاتِ أم <|vsep|> رٌ لاَزِمٌ لِطَبِيعَةِ الِنسَانش </|bsep|> <|bsep|> وَتَوَلُّدُ النُّقصَانِ مِن فَتَرَاتِهِ <|vsep|> أوَ لَيسَ سَائِرُنَا بَنِي النُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> طَافَ المَذَاهِبَ يَبتَغِي نوراً لِيَه <|vsep|> دِيَهُ وَيُنجِيَهُ مِنَ النِّيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأنَّهُ قَد طَافَ يَبغِي ظُلمَةَ اللَّي <|vsep|> يلِ البَهِيمِ وَمَذهَبَ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللَّيلُ لاَ يَزدَادُ لاَّ قَوَّةً <|vsep|> وَالصُّبحُ مَقهُورٌ بِذَا السُّلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَتَّى بَدَت فِي سَيرِهِ نَارٌ عَلَى <|vsep|> طَودِ المَدِينَةِ مَطلَعِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَى لِيَقبِسَهَا فَلَم يُمكِنهُ مَع <|vsep|> تِلكَ القُيُودِ مَنَالُهَا بِأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَولاَ تَدَارَكَهُ الِلَهُ بِلُطفِهِ <|vsep|> وَلَّى عَلَى العَقِبَينِ ذَا نُكصَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن تَوَقَّفَ خَاضِعاً مُتَذَلِلاً <|vsep|> مُستَشعِرَ الِفلاَسِ مِن أثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأتَاهُ جُندٌ حَلَّ عَنهُ قُيُودَهُ <|vsep|> فَامتَدَّ حِينَئِذٍ لَهُ البَاعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَولاَ أن تُحَلَّ قُيُودُهُ <|vsep|> وَتَزُولَ عَنهُ رِبقَةُ الشَّيطَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَانَ الرُّقِيُّ لَى الثُّرَيَّا مُصعِداً <|vsep|> مِن دُونِ تِلكَ النَّارِ فِي الِمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَرَأى بِتِلكَ النَّارِ طَامَ المَدِي <|vsep|> نَةِ كَالخِيَامِ تَشُوفُهَا العَينَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأى عَلَى طُرُقَاتِهَا الأعلاَمَ قَد <|vsep|> نُصِبَت لأجلِ السَّالِكِ الحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَأى هُنَالِكَ كُلَّ هَادٍ مُهتَدٍ <|vsep|> يَدعُو لَى الِيمَانِ وَاليقَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ هَنَّأ نَفسَهُ مُتَذَكِّراً <|vsep|> مَا قَالَهُ المُشتَاقُ مُنذُ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُستَهَامُ عَلَى المَحَبَّةِ لَم يَزل <|vsep|> حَاشَا لِذِكرَاكُم مِنَ النِّسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يُحوِجِ اللهُ الخَلاَئِقَ مَعهُمَا <|vsep|> لِخَيَالِ فَلتَانٍ وَرَأيُ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَحيُ كَافٍ لِلَّذِي يُعنَى بِهِ <|vsep|> شَافٍ لِدَاءِ جَهَالَةِ الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَفَاوُتُ العُلَمَاءِ فِي أفهَامِهِم <|vsep|> لِلوَحيِ فَوقَ تَفَاوُتِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالجَهلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤُهُ <|vsep|> أمرَانِ فِي التَّركِيبِ مُتَّفِقَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَصٌّ مِنَ القُرنِ أو مِن سُنَّةٍ <|vsep|> وَطَبِيبُ ذَاكَ العَالَمُ الرَّبَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالعِلمُ أقسَامُ ثَلاَثٌ مَا لَهَا <|vsep|> مِن رَابِعٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِلمٌ بِأوصَافِ الِلَهِ وَفِعلِهِ <|vsep|> وَكَذَلِكَ الأسمَاءُ لِلرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَو قِيلَ مَا تهوَى لَقَالَ مُبَادِراً <|vsep|> أهوَى زِيَارَتَكُم عَلَ الأجفَانِ </|bsep|> <|bsep|> تَاللهِ ن سمَحَ الزَّمَانُ بِقُربِكُم <|vsep|> وَحَلَلتُ مِنكُم بِالمَحَلِّ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> لأُعَفِّرَنَّ الخَدَّ شُكراً فِي الثَّرَى <|vsep|> وَلأكحَلَنَّ بِتُربِكُم أجفَانِي </|bsep|> <|bsep|> ن رُمتَ تُبصِرُ مَا ذَكَرتُ فَغُضَّ طَر <|vsep|> فاً عَن سِوَى الثارِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاترُك رُسُومَ الخَلقِ لاَ تَعبأ بِهَا <|vsep|> فِي السَّعدِ مَا يُغنِيكَ عَن دَبَرَانِ </|bsep|> <|bsep|> حَدِّق لِقَلبِكَ فِي النُّصُوصِ كَمِثلِ مَا <|vsep|> قَد حَدَّقُوا فِي الرَّأيِ طُولَ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاكحَل جُفُونَ القَلبِ بِالوَحيَينِ وَامح <|vsep|> ذَر كُحلَهُم يَا كَثرَةَ العُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَاللهُ بَيَّنَ فِيهِمَا طُرُقَ الهُدَى <|vsep|> لِعِبَادِهِ فِي أحسَنِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالأمرُ وَالنَّهيُ الذِي هُوَ دِينُهُ <|vsep|> وَجَزَاؤهُ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> وَالكُلُّ فِي القُرنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي <|vsep|> جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا قَالَ امرُؤٌ مُتَحَذلِقٌ <|vsep|> بِسِوَاهُمَا لاَّ مِنَ الهذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ن قُلتُمُ تَقرِيرُهُ فَمُقَرِّرٌ <|vsep|> بِأتَمِّ تَقرِيرٍ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ يضَاحُهُ فَمُبَيِّنٌ <|vsep|> بِأتَمِّ يضَاحٍ وَخَيرِ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ يجَازُهُ فَهُوَ الَّذِي <|vsep|> فِي غَايَةِ الِيجَازِ وَالتِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ مَعنَاهُ هَذَا فَاقصُدُوا <|vsep|> مَعنَى الخِطَابِ بِعَينِهِ وَعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ نَحنُ التَّزَاجِمُ فاقصُدوا ال <|vsep|> مَعنى بِلاَ شَطَطٍ وَلاَ وَلاَ نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ بِخِلاَفِهِ فَكَلاَمُكُم <|vsep|> فِي غَايَةِ الِنكَارِ وَالبُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو قُلتُمُ قِسنَا عَلَيهِ نَظِيرَهُ <|vsep|> فَقِيَاسُكُم نَوعَانِ مُختَلِفَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَوعٌ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَهُوَ المُحَا <|vsep|> لُ وَذَاكَ عِندَ اللهِ ذُو بُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَلاَمُنَا فِيهِ وَلَيسَ كَلاَمُنَا <|vsep|> فِي غَيرِهِ أعنِي القِيَاسَ الثَّانِي </|bsep|> <|bsep|> مَا لاَ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَالنَّاسُ قَد <|vsep|> عَمِلُوا بِهِ فِي سَائِرِ الأحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُ عِندَ الضَّرُورَةِ لاَ يُصَا <|vsep|> رُ لَيهِ لاَّ بَعدض ذَا الفُقدَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا جَوَابُ الشَّافِعِي لأحمَدٍ <|vsep|> للهِ دَرُّكَ مِن مَامِ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فضذَا رَأيتَ النَّصَّ عَنهُ سَاكِتاً <|vsep|> فَسُكُوتُهُ عَفوٌ مِنَ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهَوَ المُبَاحُ بَاحَةَ العَفوِ الذِي <|vsep|> مَافِيهِ مِن حَرَجٍ وَلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأضِف لَى هَذَا عُمُومَ اللَّفظِ وَال <|vsep|> مَعنَى وَحُسنَ الفِهمِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُنَاكَ تُصبِحُ فِي غِنًى وَكِفَايَةٍ <|vsep|> عَن كُلِّ ذِي رَأيٍ وَذِي حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَمُقَدَّرَاتُ الذَّهنِ لَم يُضمَن لَنَا <|vsep|> تِبيَانُها بِالنَّصِّ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهِيَ الَّتِي فِيهَا اعترَاكَ الرَّأيِ مِن <|vsep|> تَحتش العَجَاجِ وَجَولَةِ الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن هُنَا أمرَانِ لَو تَمَّا لَما اح <|vsep|> تَجنَا لَيهِ فَحَبَّذَا الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَمعُ النًّصُوصِ وَفَهمُ مَعنَاهَا المُرَا <|vsep|> دِ بِلَفظِهَا وَالفَهمُ مَرتَبَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا مَدلُولُ ذَاكَ اللَّفظِ وَض <|vsep|> عاً أو لُزُوماً أبَداً لَهُ طَرَفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالشَّيءُ يَلزَمُهُ لَوَازِمُ جَمَّةٌ <|vsep|> عِندَ الخَبِيرِ بِهِ وَذِي العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِقَدرِ ذَاكَ الخُبرِ يُحصِي مِن لَوَا <|vsep|> زِمِهِ وَهَذا وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ مَن عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيقَةً <|vsep|> عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَعرِفُ جُملةَ الشَّرعِ الَّذِي <|vsep|> يَحتَاجُهُ الِنسَانُ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> عِلماً بِتَصِيلٍ وَعِلماً مُجمَلاً <|vsep|> تَفصِيلُهُ أيضاً بِوَحيٍ ثَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِلاَهُمَا وَحيَانِ قَد ضَمِنَا لَنَا <|vsep|> أعلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَذَاكَ يُعرَفُ مِن صِفَاتِ اللهِ وَال <|vsep|> أفعَالِ والأسمَاءِ ذِي الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا لَيسَ يُعرَفُ مِن كِتَابٍ غَيرِهِ <|vsep|> أبدَاً وَلاَ مَا قَالَتِ الثَّقَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَعرِفُ مِن صِفَاتِ البَعثِ بِالتَّ <|vsep|> فصِيلش وَالجمَالِ فِي القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> مَا يَجعَلُ اليَومَ العَظِيمَ مُشَاهَداً <|vsep|> بِالقلبِ كَالمَشهُودِ رَأيَ عِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يُعرَفُ مِن حَقِيقَةِ نَفسِهِ <|vsep|> وَصِفَاتِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَعرِف لَوازِمَهَا وَيَعرِفُ كَونَها <|vsep|> مَخلُوقَةً مَربُوبَةً بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَعرِفُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ ال <|vsep|> حَاجَاتِ وَالعدَامِ وَالنُّقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ يَعرِفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ <|vsep|> أيضاً بِلاَ مِثلٍ وَلاَ نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَا ثَلاَثَةُ أوجُهٍ فَافطَن لَهَا <|vsep|> ن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالضِّدِّ والأولَى كَذَا بِالمتِنَا <|vsep|> عِ لِعِلمِنَا بِالنَّفسِ وَالرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَالضِّدُّ مَعرِفَةُ الِلَهِ بِضِدِّ مَا <|vsep|> فِي النَّفسِ مِن عَيبٍ وَمِن نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَقِيقَةُ الأولَى ثُبُوتُ كَمَالِهِ <|vsep|> ذ كَانَ مُعطِيهِ عَلَى الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكِفَايَةُ النَّصَّينِ مَشرُوطٌ بِتَج <|vsep|> رِيدِ التَّلَقَى عَنهُمَا لمَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِخَلعِ قُيُودِهِم <|vsep|> فَقُيُودُهُم غِلٌّ لَى الأذقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِهَدمِ قَوَاعِدٍ <|vsep|> مَا أنزِلَت بِبَيَانِهَا الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِقدَامٍ عَلَى ال <|vsep|> رَاءِ ن عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِالرَّدِّ وَالبطَالِ لاَ تَعبَأ بِهَا <|vsep|> شَيئاً ذَا مَا فَاتَهَا النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَولاَ القَوَاعِدُ وَالقُيُودُ وَهَذِهِ ال <|vsep|> رَاءُ لاتَّسَعَت عُرَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهَا وَاللهِ ضَيِّقَةُ العُرَى <|vsep|> فَاحتَاجَتِ الايدِي لِذَاكَ تَوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَعَطَّلَت مِن أجلِهَا وَاللهِ أع <|vsep|> دَادٌ مِنَ النَّصَّينِ ذَاتُ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت تَقيِيدَ مُطلَقِهَا وَط <|vsep|> لاَقِ المُقَيَّدِ وَهوَ ذُو مِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت تَخصِيصَ مَا عَمَّتهُ وَالتَّ <|vsep|> عمِيمُ لِلمَخصُوصِ بالأعيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت تَفرِيقَ مَا جَمَعَت وَجَم <|vsep|> عاً لِلَّذِي وَسَمَتهُ بِالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت تَضيِيقَ مَا قَد وَسَّعَت <|vsep|> هُ وَعَكسَهُ فَلتَنظُرِ الأمرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت تَحلِيلَ مَا قَد حَرَّمَت <|vsep|> هُ وَعكسَهُ فَلتَنظُرِ النَّوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> سَكَتَت وَكَانَ سُكُوتُهَا عَفواً فَلَم <|vsep|> تَعفُ القَوَاعِدُ بِتَّسَاعِ بِطَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت هدَارَ ما اعتَبَرَت كًَذَا <|vsep|> بِالعَكسِ وَالأمرَانِ مَحذُورَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت أيضاً شُرُوطاً لَم تَكُن <|vsep|> مَشرُوطَةً شَرعاً بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضَمَّنَت أيضاً مَوَانِعَ لَم تَكُن <|vsep|> مَمنُوعَةً شَرعاً بِلاَ تِبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَّ بِأقيسَةٍ وَرَاءٍ وَتَقلِي <|vsep|> دٍ بِلا عِلمٍ أو استِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> عَمَّن أتَت هَذِي القَوَاعِدُ مِن جَمِي <|vsep|> عِ الصَّحبِ والأتبَاعِ بِالحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَا أسَّسُوا لاَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِم <|vsep|> لاَ عَقلَ فَلتَانٍ وَرَأيَ فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> بَل أنكَرُوا الرَاءَ نُصحاً مِنهُمُ <|vsep|> للهِ وَالدَّاعِي وَلِلقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أوَ لَيسَ فِي خُلفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ <|vsep|> مَا دَلَّ ذَا لُبٍّ وَذَا عِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو كَانَت مِنَ الرَّحمَنِ مَا اخ <|vsep|> تَلَفَت وَلاَ انتَقَضَت مَدَى الأزمَانِ </|bsep|> <|bsep|> شُبَهٌ تَهَافَتُ كَالزُّجَاجِ تَخَالُهَا <|vsep|> حَقًّا وَقَد سَقَطَت عَلَى صَفوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ لاَ يَرضَى بِهَا ذُو هِمَّةٍ <|vsep|> عَليَاءَ طَالِبَةٍ لِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِثَالُهَا وَالله فِي قَلبِ الفَتَى <|vsep|> وَثَبَاتِهَا فِي مَنبَتِ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَالزَّرعِ يَنبُتُ حَولَهُ دَغَلٌ فَيَم <|vsep|> نَعُهُ النَّمَا فَتَرَاهُ ذَا نُقصَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ الِيمَانُ فِي قَلبِ الفتَى <|vsep|> غَرسٌ مِنَ الرَّحمَنِ فِي الِنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالنَّفسُ تُنبِتُ حَولَهُ الشَّهَوَاتِ وَالشُّ <|vsep|> بُهَاتِ وَهيَ كَثِيرَةُ الأفنَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَعُودُ ذَاك الغَرسُ يَبساً ذَاوِياً <|vsep|> أو نَاقِصَ الثَّمَرَاتِ كُلَّ أوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَاهُ يَحرُثُ دَائِباً وَمَغَلُّهُ <|vsep|> نَزرٌ وَذَا مِن أعظَمِ الخُسرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالله لَو نَكَشَ النَّبَاتَ وَكَانَ ذَا <|vsep|> بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوكِ وَالسَّعدَانِ </|bsep|> <|bsep|> لأتَى كَأمثَالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ <|vsep|> وَلَكَانَ أضعَافاً بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَيس الطَّعنُ بِالطلاقِ فِي <|vsep|> هَا كُلِّهَا فِعلَ الجَهُولِ الجَانِي </|bsep|> <|bsep|> بَل فِي الَّتِي قَد خَالَفَت قَولض الرَّسُو <|vsep|> لِ وَمُحكَمَ الِيمَانِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> أو فِي التِي مَا أنزَلَ الرَّحمَنُ فِي <|vsep|> تَقرِيرِهَا يَا قَومُ مِن سُلطَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهِيَ التِي كَم عَطَّلَت مِن سُنَّةٍ <|vsep|> بَل عَطَّلَت مِن مُحَكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَنَرجُو أنَّ وَاضِعَهَا فَلاَ <|vsep|> يَعدُوهُ أجرٌ أو لَهُ أجرَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَالَ مَبلَغُ عِلمِهِ مِن غَيرِ ي <|vsep|> جَابِ القَبُولِ لَهُ عَلَى نسَانِ </|bsep|> <|bsep|> بَل قَد نَهَانَا عَن قَبُولِ كَلاَمِهِ <|vsep|> نَصًّا بِتَقلِيدٍ بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَاكَ أوصَانَا بِتَقدِيمِ النُّصُو <|vsep|> صِ عَلَيهِ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> نَصَحَ العِبَادَ بِذَا وَخَلَّصَ نَفسَهُ <|vsep|> عِندَ السُّؤالِ لَهَا مِنَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخَوفُ كُلُّ الخَوفِ فَهُوَ عَلَى الذِي <|vsep|> تَرَكَ النُّصُوصَ لأجلِ قَول فُلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَذَا بَغَى الِحسَانَ أوَّلَهَا بِمَا <|vsep|> لَو قَالَهُ خَصمٌ لَهُ ذُو شَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَرَمَاهُ بِالدَّاءِ العُضَالِ مُنَادِياً <|vsep|> بِفَسَادِ مَا قَد قَالَهُ بِأذَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَوَازِمُ المَعنَى تُرَادُ بِذِكرِهِ <|vsep|> مِن عَارِفٍ بِلُزُومِهَا الحَقَّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسِوَاهُ لَيسَ بِلاَزِمٍ فِي حَقِّهِ <|vsep|> قَصدُ اللَّوَازِمِ وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> ذ قَد يَكُونُ لُزُومُهَا المَجهُولُ أو <|vsep|> قَد كَانَ يَعلَمُهُ بِلاَ نُكرَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن عَرَتهُ غَفلَةٌ بِلُزُومِهَا <|vsep|> ذ كَانَ ذَا سَهوٍ وَذَا نِسيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلِذَاكَ لَم يَكُ لاَزِماً لِمَذَاهِبِ ال <|vsep|> عُلَمَاءِ مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالمُقدِمُونَ عَلَى حِكَايَةِ ذَاكَ مَذ <|vsep|> هَبُهُم أولُو جَهلٍ مَعَ العُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ فَرقَ بَينَ ظُهورِهِ وَخَفَائِهِ <|vsep|> قَد يَذهَلُونَ عَنِ اللُّزُومِ الدَّانِي </|bsep|> <|bsep|> سِيَمَا ذَا مَا كَانَ لَيسَ بِلاَزِمٍ <|vsep|> لَكِن يُظَنُّ لُزُومُهُ بِجَنَانِ </|bsep|> <|bsep|> لاَ تَشهَدُوا بِالزُّورِ وَيلَكُمُ عَلَى <|vsep|> مَا تُلزِمُونَ شَهَادَةَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَلِذَا دَلاَلاَتُ النُّصُوصِ جَلِيَّةٌ <|vsep|> وَخَفِيةٌ تَخفَى عَلَى الأذهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ يَرزُق مَن يَشَاءُ الفَهمَ فِي <|vsep|> يَاتِهِ رِزقاً بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحذَر حِكَايَاتٍ لأربَابش الكَلاَ <|vsep|> مِ عَنِ الخُصُومِ كَثِيرَةِ الهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَحَكَوا بِمَا ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم فَقَا <|vsep|> لُوا مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَذَبُوا عَلَيهشم بَاهِتِينَ لَهُم بِمَا <|vsep|> ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم مِنَ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَحَكَى المُعَطِّلُ عَن أولِي الِثبَاتِ قَو <|vsep|> لَهُمُ بِأنَّ اللهَ ذُو جُثمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ <|vsep|> الله لَيسَ يُرَى لَنَا بِعِيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا يَجُو <|vsep|> زُ كَلاَمُهُ مِن غَيرِ قَصدِ مَعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِتَح <|vsep|> يِيزِ الِلَهِ وَحَصرِهِ بِمَكَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا لَهُ ال <|vsep|> أعضَاءُ جَلَّ الله عَن بُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّ مَذهَبَهُم هُوَ التَّش <|vsep|> بِيهُ لِلخَلاَّقِ بِالنسَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَحكَى المُعَطِّلُ عَنهُمُ مَا لَم يَقُو <|vsep|> لُوهُ وَلاَ أشيَاخُهُم بِلِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> ظَنَّ المُعَطِّلُ أنَّ هَذَا لاَزِمٌ <|vsep|> فَلِذَا أتَى بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَعَلَيهِ فِي هَذَا مَحَاذِيرٌ ثَلاَ <|vsep|> ثٌ كُلُّهَا مُتَحَقّقُ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ظَنُّ اللُّزُومِ وَقَذفُهُم بِلُزُومِهِ <|vsep|> وَتَمَامث ذَاكَ شَهَادَةُ الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا شَاهِداً بِالزُّورِ وَيلَكَ لَم تَخَف <|vsep|> يَومَ الشَّهَادَةِ سَطوَةَ الدَّيَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَائِلَ البُهتَانِ غَطِّ لَوَازِماً <|vsep|> قَد قُلتَ مَلزُومَاتِهَا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لاَزمُهَا انتِفَاءُ الذَّاتِ وَال <|vsep|> أوصَافِ وَالأفعَالِ للرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لاَزِمُهَا انتِفَاءُ الدِّينِ وَال <|vsep|> قُرنِ وَالسلاَمِ وَالِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلُزُومُ ذَلِكَ بَيِّنٌ جِدَّا لِمَن <|vsep|> كَانَت لَهُ أذُنَانِ وَاعِيَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ لَولاَ ضِيقُ هَذَا النَّظمِ بَيَّ <|vsep|> نتُ اللُّزُومَ بِأوضَحِ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد تَقَدَّمَ مِنهُ مَا يَكفِي لِمَن <|vsep|> كَانَت لَهُ عَينَانِ نَاظِرَتَانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّب الذَّكِيَّ بِبَعضِ ذَلِكض يَكتَفِي <|vsep|> وَأخُو البَلاَدَةِ سَاكِنُ الجَبَّانِ </|bsep|> <|bsep|> يَا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِجَهلِ شُيُوخِكُم <|vsep|> بِحَقَائِقِ الِيمَانِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> أو مَا سِمِعتُم قَولَ أفضَلِ وَقتِهِ <|vsep|> فِيكُم مَقَالَةَ جَاهِلٍ فَتَّانِ </|bsep|> <|bsep|> نَّ السَّمَوَاتش العُلَى وَالأرضَ قَب <|vsep|> لَ العَرشِ بِالِجمَاعِ مَخلُوقَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مضا هَذِي مَقَالَةَ عَالِمٍ <|vsep|> فَضلاً عَنِ الِجمَاعِ كُلَّ زَمَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَن قَالَ ذَا قَد خَالَفَ الِجمضاعَ وَال <|vsep|> خَبَرَ الصَّحِيحض وَظَاهِرَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى مَا جَرَّهُ تَأوِيلُ لَفض <|vsep|> ظِ الِستِوَاءِ بِظَاهِرِ البُطلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> زَعَمَ المُعَطِّلُ أنَّ تَأوِيلَ استَوَى <|vsep|> بِالخَلقِ وَالقبَالِ وَضعُ لِسَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَذَبَ المُعَطِّلُ لَيسَ ذَا لُغَةَ الألَى <|vsep|> قَد خُوطِبُوا بِالوحيِ وَالقُرنِ </|bsep|> <|bsep|> فَأصَارَهُ هَذَا لَى أن قَالَ خَل <|vsep|> قُ العَرشِ بَعدَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ </|bsep|> <|bsep|> يَهنِيهِ تَكذِيبُ الرَّسُولِ لَهُ وَج <|vsep|> مَاعِ الهُدَاةِ وَمُحكَمِ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّكُم كَفَّرتُمُ <|vsep|> أهلَ الحَدِيثِ وَشِيعَةَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> ذ خَالَفُوا رَأياً لَهُ رَأيٌ يُنَا <|vsep|> قِضُهُ لأجلِ النَّصِّ وَالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَجَعَلتُمُ التَّكفِيرَ عَينَ خِلاَفِكُم <|vsep|> وَوِفَاقَكُمُ فَحَقِيقَةُ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَوفَاقُكُم مِيزَانُ دِينِ الله لاَ <|vsep|> مَن جَاءَ بِالبُرهَانِ وَالفُرقَانِ </|bsep|> <|bsep|> مِيزَانُكُم مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِلٍ <|vsep|> وَالعَولُ كُلُّ العَولِ فِي المِيزَانِ </|bsep|> <|bsep|> اهوِن بِهِ مِيزَانَ جَورٍ عائِلٍ <|vsep|> بِيَدِ المُطَفِّفِ وَيلَ ذَا الوَزَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو كَانَ ثَمَّ حَيًّا وَأدنَى مِسكَةٍ <|vsep|> مِن دِينٍ أو عِلمٍ وَمِن يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم تَجعَلُوا رَاءَكُم مِيزَانَ كُف <|vsep|> رِ النَّاسِ بِالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَبكُم تَأوَّلتُم وَسَاغَ لَكُم أيَك <|vsep|> فُرُ مَن يُخَالِفُكُم بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذِي الوَقَاحَةُ وَالجَرَاءَةُ وَالجَهَا <|vsep|> لَةُ وَيحَكُم يَا فِرقَةَ الطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> اللهُ أكبَرُ ذَا عُقُوبَةُ تَارِكِ ال <|vsep|> وَحيَينِ للرَاءِ وَالهَذَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّنَا نَأتِي بِحُكمٍ عَادِلٍ <|vsep|> فِيكُم لأجلِ مَخَافَةِ الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> فَاسمَع ذاَ يَا مُنصِفاً حُكمَيهِمَا <|vsep|> وَانظُر ذاً هَل يَستَوِي الحُكمَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم عِندَنَا قِسمَانِ أهلُ جَهَالَةٍ <|vsep|> وَذَوُو العِنَادِ وَذَانِكَ القِسمَانِ </|bsep|> <|bsep|> جَمعٌ وَفَرقٌ بَينض نَوعَيهِم هُمَا <|vsep|> فِي بِدعَةٍ لا شَكَّ يَجتَمِعَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَذُوو العِنادِ فَأهلُ كُفرٍ ظَاهِرٍ <|vsep|> وَالجَاهِلُونَ فَنَّهُم نَوعَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَتَمَكِّنُونَ مِنَ الهُدَى وَالعِلمش بِال <|vsep|> أسبَابِ ذَاتش اليُسرِ وَالمكَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِن لَى أرضِ الجَهَالَةِ أخلَدُوا <|vsep|> وَاستَسهَلُوا التَّقلِيدَ كَالعُميَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَم يَبذُلُوا المَقدُورَ فِي درَاكِهِم <|vsep|> لِلحَقِّ تَهوِيناً بِهَذَا الشَّانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمُ الألَى لاَ شَكَّ فِي تَفسِيقِهِم <|vsep|> وَالكُفرُ فِيهِ عِندَنَا قَولاَنِ </|bsep|> <|bsep|> وَالوَقفُ عِندِي فِيهِمُ لَستُ الذِي <|vsep|> بِالكُفرِ أنعَتُهُم وَلاَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهُ أعلَمُ بِالبَطَانَةِ مِنهُمُ <|vsep|> وَلَنَا ظَهَارَةُ حُلَّةش الِعلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّهُم مُستوجِبُونَ عِقَابَهُ <|vsep|> قَطعاً لأجلِ البَغيِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَبكُم عُذِرتُم بِالجَهَالَةِ نَّكُم <|vsep|> لَن تُعذَرُوا بِالظُلمِ وَالطُّغيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالطَّعنِ فِي قَولِ الرَّسُولِ وَدِينِهِ <|vsep|> وَشَهَادَةٍ بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَذَلِكَ استِحلاَلُ قَتلِ مُخَالِفِي <|vsep|> كُم قَتلَ ارتكَبُوا مِنَ العِصيَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَمِعتُمُ قَولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ <|vsep|> فِيهِم وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبيَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّكُم أنتُم أبَحتُم قَتلَهُم <|vsep|> بِوِفَاقِ سُنَّتِهِ مَعَ القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَاللهِ مَا زَادُوا النَّقِيرَ عَلَيهِمَا <|vsep|> لَكِن بِتَقرِيرٍ مَعَ الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَبِحَقَّ مَن قَدَّ خَصَّكُم بِالعِلمِ وَالتَّ <|vsep|> حقِيقِ وَالِنصَافِ وَالعِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> أنتُم أحَقُّ أمِ الخَوَارِجُ بِالَّذِي <|vsep|> قَالَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هُم يَقتُلُونَ لِعَابِدِ الرَّحمَنِ بَل <|vsep|> يُدعَونَ أهلَ عِبَادَةِ الأوثَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَذَا وَلَيسُوا أهلَ تَعطِيلٍ وَلاَ <|vsep|> عَزلِ النُّصُوصِ الحَقَّ بِالبُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> والخرُونَ فَأهلُ عَجزٍ عَن بُلُو <|vsep|> غِ الحَقِّ مَع قَصدٍ وَمَع يمَانِ </|bsep|> <|bsep|> بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ وَلِقَائِهِ <|vsep|> وَهُمُ ذَا مَيَّزتَهُم ضَربَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَومٌ دَهَاهُم حضسن ظَنِّهِمُ بِمَا <|vsep|> قَالَتهُ أشياخٌ ذَوُو أسنَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَدِيَانَةٍ فِي النَّاسِ لَم يَجِدُوا سِوَى <|vsep|> أقوَالِهِم فَرَضُوا بِهَا بأمَانِ </|bsep|> <|bsep|> لَو يَقدِرُونَ عَلَى الهُدَى لَم يَرتَضُوا <|vsep|> بَدلاً بِهِ مِن قَائِلِ البُهتَانِ </|bsep|> <|bsep|> فأولاَءِ مَعذُورُونض ن لَم يَظلِمُوا <|vsep|> وَيُكَفِّرُوا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَالخرونَ فَطَالِبُونَ الحَقَّ لَ <|vsep|> كِن صَدَّهُم عَن عِلمِهِ شَيئَانِ </|bsep|> <|bsep|> مَعَ بَحثِهِم وَمُصَنَّفَاتٍ قَصدُهُم <|vsep|> مِنهَا وُصُولُهُمُ لَى العِرفَانِ </|bsep|> <|bsep|> حدَاهُمَا طَلَبُ الحَقَائِقِ مِن سِوَى <|vsep|> أبوَابِهَا مُتَسَوِّرِي الجُدرَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَسُلُوكُ طُرقٍ غَيرِ مُوصِلَةٍ لَى <|vsep|> دَركِ اليَقِينِ وَمَطلَعِ اليمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَشَابَهَت تِلك الأمُورِ عَلَيهِمُ <|vsep|> مِثلَ اشتِبَاهِ الطُّرقِ بِالحَيرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَرَى أفَاضِلَهُم حَيَارَى كُلَّهَا <|vsep|> فِي التِّيهِ يَقرَعُ نَاجِذَ النَّدمَانِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَقُولُ قَد كَثُرَت عَليَّ الطُّرقُ لاَ <|vsep|> أدرِي الطَّرِيقَ الأعظَم السُّلطَانِي </|bsep|> <|bsep|> بَل كُلُّهُم طُرقٌ مَخُوفَاتُ بِهَا ال <|vsep|> فَاتُ حَاصِلَةٌ بِلاَ حُسبَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَالوَقفُ غَايَتُهُ وَخِرُ أمرِهِ <|vsep|> مِنَ غَيرِ شَكٍّ مِنهُ فِي الرَّحمَنِ </|bsep|> <|bsep|> أو دِينِهِ وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ <|vsep|> وَلِقَائِهِ وَقِيَامَةِ الأبدَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَأولاَءِ بَينَ الذَّنبِ وَالأجرَينِ أو <|vsep|> حدَاهُمَا أو وَاسِعِ الغُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَانظُر لَى أحكَامِنَا فِيهِم وَقَد <|vsep|> جَحَدُوا النُّصُوصَ وَمُقتَضَى القُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَانظُر لَى أحكَامِهِم فِينَا لأج <|vsep|> لِ خِلاَفِهِم ذ قَادَهُ الوَحيَانِ </|bsep|> <|bsep|> هَل يَستَوِي الحُكمَانِ عِندَ اللهِ أو <|vsep|> عِندَ الرَّسُولِ وَعِندَ ذِي الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> الكُفرُ حَقُّ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ <|vsep|> بِالشَّرعِ يَثبُتُ لاَ بِقَولِ فَلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> مَن كَانَ رَبُّ العَالمِينَ وَعبدُهُ <|vsep|> قَد كَفَّرَاهُ فَذَاك ذُو الكُفرَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَهَلُمَّ وَيحَكُم نُحَاكِمكُم لَى النَّ <|vsep|> صَّينِ مِن وَحيٍ وَمِن قُرنِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال <|vsep|> الكُفرَانِ حَقًّا أو عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> فَليَهنِكُم تَكفِيرُ مَن حَكَمَت بِِس <|vsep|> لاَمٍ وَيمَانٍ لَهُ النَّصَّانِ </|bsep|> <|bsep|> لَكِنَّ غَايَتَهُ كفَايَةِ مَن سِوَى ال <|vsep|> مَعصُومِ غَايَةِ نَوعِ ذَا الِحسَانِ </|bsep|> <|bsep|> خَطأٌ يُصِيرُ الأجرَ كَفلاً وَاحِداً <|vsep|> ن فَاتَهُ مِن أجلِهِ الكِفلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> ن كَان ذَاكَ مُكَفِّراً يَا أمَّةَ ال <|vsep|> عُدوَانش مَن هَذَا عَلَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> قَد دَارَ بَينَ الأجرِ وَالأجرَينِ وَالتَّ <|vsep|> كفِيرِ بِالدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ </|bsep|> <|bsep|> كَفَّرتُمُ وَاللهِ مَن شَهِدَ الرَّسُو <|vsep|> لُ بِأنَّهُ حَقًّا علَى الِيمَانِ </|bsep|> <|bsep|> ثِنتَانِ مِن قِبَلِ الرَّسُولِ وَخصلَةٌ <|vsep|> مِن عِندِكُم أفَأنتُمَا عِدلاَنِ </|bsep|> <|bsep|> كم ذا التلاعب منكم بالدين وال <|vsep|> يمان مثل تلاعب الصبيان </|bsep|> <|bsep|> خسفت قلوبكم كما خسفت عقو <|vsep|> لكم فلا تزكو على القرن </|bsep|> <|bsep|> كم ذا تقولوا مجمل ومفصل <|vsep|> وظواهر عزلت عن الايقان </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا رأى الرجال أتاكم <|vsep|> فاسمع لما يوصي بلا برهان </|bsep|> <|bsep|> مثل الخفافيش التي ان جاءها <|vsep|> ضوء النهار ففي كوى الحيطان </|bsep|> <|bsep|> عميت عن الشمس المنيرة لا تطي <|vsep|> ق هداية فيها الى الطيران </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا ما الليل جاء ظلامه <|vsep|> جالت بظلمته بكل مكان </|bsep|> <|bsep|> فترى الموحد حين يسمع قولهم <|vsep|> ويراهم في محنة وهوان </|bsep|> <|bsep|> وارحمتاه لعينه ولأذنه <|vsep|> يا محنة العينين والأذنان </|bsep|> <|bsep|> ن قال حقا كفروه ون يقو <|vsep|> لوا باطلا نسبوه للايمان </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا ما رده عادوه مث <|vsep|> ل عداوة الشيطان للانسان </|bsep|> <|bsep|> قالوا له خالفت أقوال الشيو <|vsep|> خ ولم يبالوا الخلف للفرقان </|bsep|> <|bsep|> خالفت أقوال الشيوخ فأنتم <|vsep|> خالفتم من جاء بالقرن </|bsep|> <|bsep|> خالفتم قول الرسول وانما <|vsep|> خالفت من جراه قولا فلان </|bsep|> <|bsep|> يا حبذا ذاك الخلاف فنه <|vsep|> عين الوفاق لطاعة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> أو ما علمت بأن أعداء الرسو <|vsep|> ل عليه عابوا الخلف بالبهتان </|bsep|> <|bsep|> لشيوخهم ولما عليه قد مضى <|vsep|> أسلافهم في سالف الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ما العيب الا في خلاف النص لا <|vsep|> رأي الرجال وفكرة الأذهان </|bsep|> <|bsep|> أنتم تعيبونا بهذا وهو من <|vsep|> توفيقنا والفضل للمنان </|bsep|> <|bsep|> فليهنكم خلف النصوص ويهننا <|vsep|> خلف الشيوخ أيستوي الخلفان </|bsep|> <|bsep|> والله ما تسوى عقول جميع أه <|vsep|> ل الرض نصا صح ذا تبيان </|bsep|> <|bsep|> حتى نقدمها عليه معرض <|vsep|> ين مؤولين محرّفي القرن </|bsep|> <|bsep|> والله أن النص فيما بيننا <|vsep|> لأجل من راء كل فلان </|bsep|> <|bsep|> والله لم ينقم علينا منكم <|vsep|> أبدا خلاف النص من انسان </|bsep|> <|bsep|> لكن خلاف الأشعري بزعمكم <|vsep|> وكذبتم أنتم على الانسان </|bsep|> <|bsep|> كفرتم من قال ما قد قاله <|vsep|> في كتبه حقا بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> هذا وخالفناه في القرن مث <|vsep|> ل خلافكم الفوق للرحمن </|bsep|> <|bsep|> فالأشعري مصرح بالاستوا <|vsep|> ء وبالعلو بغاية التبيان </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا بثبات اليدين ووج <|vsep|> ه رب العرش ذي السلطان </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا بأن لربنا <|vsep|> سبحانه عينان ناظرتان </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا باثبات النزو <|vsep|> ل لربنا نحو الرفيع الداني </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا بأثبات الأصا <|vsep|> بع مثل ما قد قال ذو البرهان </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا بأن الله يو <|vsep|> م الحشر يبصره أولو الايمان </|bsep|> <|bsep|> جهرا يرون الله فوق سمائه <|vsep|> رؤيا العيان كما يرى القمران </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أيضا باثبات المج <|vsep|> يء وأنه يأتي بلا نكران </|bsep|> <|bsep|> ومصرح بفساد قول مؤول <|vsep|> للاستواء بقهر ذي سلطان </|bsep|> <|bsep|> وصرح أن الألى قد قالوا بذا الت <|vsep|> أويل أهلا ضلالة ببيان </|bsep|> <|bsep|> ومصرح أن الذي قد قاله <|vsep|> أهل الحديث وعسكر القرن </|bsep|> <|bsep|> هو قوله يلقى عليه ربه <|vsep|> وبه يدين الله كل أوان </|bsep|> <|bsep|> لكنه قد قال أن كلامه <|vsep|> معنى يقوم بربنا الرحمن </|bsep|> <|bsep|> في القول خالفناه نحن وأنتم <|vsep|> في الفوق والأوصاف للديان </|bsep|> <|bsep|> لم كان نفس خلافنا كفرا وكا <|vsep|> ن خلافكم هو مقتضى الايمان </|bsep|> <|bsep|> هذا وخالفتم لنص حين خا <|vsep|> لفنا لرأي الجهم ذي البهتان </|bsep|> <|bsep|> والله ما لكم جواب غير تك <|vsep|> فير بلا علم ولا يقان </|bsep|> <|bsep|> أستغفر الله العظيم لكم جوا <|vsep|> ب غير ذا الشكوى الى السلطان </|bsep|> <|bsep|> فهو الجواب لديكم ولنحن من <|vsep|> تظروه منكم يا أولي البرهان </|bsep|> <|bsep|> والله لا للأشعري تبعتم <|vsep|> كلا ولا للنص بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> ما ذنبهم ذ خالفوك لقوله <|vsep|> ما خالفوه لأجل قول فلان </|bsep|> <|bsep|> لو وافقوك وخالفوه كنت تش <|vsep|> هد أنهم حقا أولو الايمان </|bsep|> <|bsep|> لما تحيّزتم الى الأشياخ وان <|vsep|> حازوا الى المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> نسبوا اليه دون كل مقالة <|vsep|> او حالة أو قائل ومكان </|bsep|> <|bsep|> هذا انتساب أولى التفريق نسبته <|vsep|> من أربع معلومة التبيان </|bsep|> <|bsep|> فلذا غضبتم حينما انتسبوا الى <|vsep|> خبر الرسول بنسبة الاحسان </|bsep|> <|bsep|> يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخل <|vsep|> وا الجهل والدعوى بلا برهان </|bsep|> <|bsep|> ما في الرياسة بالجهالة غير ضح <|vsep|> كة عاقل منكم مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> لا ترتضوا برياسة البقر التي <|vsep|> رؤساؤها من جملة الثيران </|bsep|> <|bsep|> يا مبغضا أهل الحديث وشاتما <|vsep|> أبشر بعقد ولاية الشيطان </|bsep|> <|bsep|> أو ما علمت بأنهم أنصار دي <|vsep|> ن الله والايمان والقرن </|bsep|> <|bsep|> أو ما علمت بأن أنصار الرسو <|vsep|> ل هم بلا شك ولانكران </|bsep|> <|bsep|> هل يبغض الأنصار عبد مؤمن <|vsep|> أو مدرك لروائح الايمان </|bsep|> <|bsep|> شهد الرسول بذاك وهي شهادة <|vsep|> من أصدق الثقلين بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> أو ما علمت بأن خزرج دينه <|vsep|> والأوس هم أبدا بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> فوضعتم لهم من باب الألقاب ما <|vsep|> تستقبحون وذا من العدوان </|bsep|> <|bsep|> هم يشهدونكم على بطلانها <|vsep|> أفتشهدونهم على البطلان </|bsep|> <|bsep|> ما ضرهم والله بغضكم لهم <|vsep|> ذ وافقوا حقا رضا الرحمن </|bsep|> <|bsep|> يا من يعاديهم لأجل مكل <|vsep|> ومناصب ورياسة الاخوان </|bsep|> <|bsep|> تهنيك هاتيك العداوة كم بها <|vsep|> من جسرة ومذلة وهوان </|bsep|> <|bsep|> ولسوف تجني غيها والله عن <|vsep|> قرب وتذكر صدق ذي الايمان </|bsep|> <|bsep|> فذا تقطعت الوسائل وانتهت <|vsep|> تلك المكل في سريع زمان </|bsep|> <|bsep|> هناك تقرع سن ندمان على الت <|vsep|> فريط وقت السير والامكان </|bsep|> <|bsep|> وهناك تعلم ما بضاعتك التي <|vsep|> حصلتها في سالف الأزمان </|bsep|> <|bsep|> الا الوبال عليك والحسرات وال <|vsep|> خسران عند الوضع في الميزان </|bsep|> <|bsep|> قيل وقال ما له من حاصل <|vsep|> لا العناء وكل ذي الأذهان </|bsep|> <|bsep|> والله ما يجدي عليك هنالك الا <|vsep|> ذا الذي جاءت به الوحيان </|bsep|> <|bsep|> والله ما ينجيك من سجن الجحي <|vsep|> م سوى الحديث ومحكم القرن </|bsep|> <|bsep|> والله ليس الناس الا أهله <|vsep|> وسواهم من جملة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> ولسوف تذكر بر ذي الايمان عن <|vsep|> قرب وتقرع ناجذ الندمان </|bsep|> <|bsep|> رفعوا به رأسا ولم يرفع به <|vsep|> أهل الكلام ومنطق اليونان </|bsep|> <|bsep|> فهم كما قال الرسول ممثلا <|vsep|> بالماء مهبطة على القيعان </|bsep|> <|bsep|> لا الماء تمسكه ولا كلأ بها <|vsep|> يرعاه ذو كبد من الحيوان </|bsep|> <|bsep|> هذا اذا لم يحرق الزرع الذي <|vsep|> بجوارها بالنار أو بدخان </|bsep|> <|bsep|> والجاهلون بذا وهذا هم زوا <|vsep|> ن الزرع أي والله شر زوان </|bsep|> <|bsep|> وهم لدى غرس الاله كمثل غر <|vsep|> س الدلب بين مغارس الرمان </|bsep|> <|bsep|> يمتص ماء لزرع مع تضييقه <|vsep|> أبدا عليه وليس ذا قنوان </|bsep|> <|bsep|> ذا حالهم مع حال أهل العلم ان <|vsep|> صار الرسول فوراس الايمان </|bsep|> <|bsep|> فعليه من قبل الاله تحية <|vsep|> والله يبقيه مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> لولاه ما سقى الغراس فسوق ذا <|vsep|> ك الماء للدلب العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> فالغرس جلب كله وهو الذي <|vsep|> يسقى ويحفظ عند أهل زمان </|bsep|> <|bsep|> فالغرس في تلك الحضارة شارب <|vsep|> فضل المياه مصاوه البستان </|bsep|> <|bsep|> لكنما البلوى من لحطاب قط <|vsep|> اع الغراس وعاقر الحيطان </|bsep|> <|bsep|> بالفوس يضرب في أصول الغرس كي <|vsep|> يجتثها ويظن ذا احسان </|bsep|> <|bsep|> ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد <|vsep|> في ذا سوى التثبيت للعيدان </|bsep|> <|bsep|> يا خيبة البستان من حطابه <|vsep|> ما بعد ذا الحطاب من بستان </|bsep|> <|bsep|> في قلبه غل على البس <|vsep|> تان فهو موكل بالقطع كل أوان </|bsep|> <|bsep|> فالجاهلون شرار أهل الحق وال <|vsep|> علماء سادتهم أولو الاحسان </|bsep|> <|bsep|> والجاهلون خيار أحزاب الضلا <|vsep|> ل وشيعة الكفران والشيطان </|bsep|> <|bsep|> وشرارهم علماؤهم هم شر خل <|vsep|> ق الله فة هذه الأكوان </|bsep|> <|bsep|> يا قوم فرض الهجرتين بحاله <|vsep|> والله لم ينسخ الى ذا الن </|bsep|> <|bsep|> فالهجر الأول الى الرحمن بال <|vsep|> خلاص في سر وفي اعلان </|bsep|> <|bsep|> حتى يكون القصد وجه اله بال <|vsep|> أقوال والأعمال والايمان </|bsep|> <|bsep|> ويكون كل الدين للرحمن ما <|vsep|> لسواه شيء فيه من نسان </|bsep|> <|bsep|> والحب والبغض اللذان هما ل <|vsep|> كل ولاية وعداوة أصلان </|bsep|> <|bsep|> لله أيضا هكذا الاعطاء والمن <|vsep|> ع اللذان عليهما يقفان </|bsep|> <|bsep|> والله هذا شطر دين الله <|vsep|> والتحيكم للمختار شطر ثان </|bsep|> <|bsep|> وكلاهما الاحسان لمن يتقبل الرح <|vsep|> من من سعي بلا احسان </|bsep|> <|bsep|> والهجرة الأخرى الى المبعوث بال <|vsep|> سلام والايمان والاحسان </|bsep|> <|bsep|> أترون هذي هجرة الأبدان لا <|vsep|> والله بل هي هجرة الايمان </|bsep|> <|bsep|> قطع المسافة بالقلوب اليه في <|vsep|> درك الأصول مع الفروع وذان </|bsep|> <|bsep|> أبدا اليه حكمها لا غيره <|vsep|> فالحكم ما حكمت به النصان </|bsep|> <|bsep|> يا هجرة طالت مسافتها على <|vsep|> من خص بالحرمان والخذلان </|bsep|> <|bsep|> يا هجرة طالت مسافتها على <|vsep|> كسلان منخوب الفؤاد جبان </|bsep|> <|bsep|> يا هجرة والعبد فوق فراشه <|vsep|> سبق السعادة لمنزل الرضوان </|bsep|> <|bsep|> ساروا أحث السير وهو فسيره <|vsep|> سير الدلال وليس بالذملان </|bsep|> <|bsep|> هذا وتنظره أمام الركب كالع <|vsep|> لم العظيم يشاف في القيعان </|bsep|> <|bsep|> رفعت له أعلام هاتيك النصو <|vsep|> ص رؤؤوسها شابت من النيران </|bsep|> <|bsep|> نار هي النور المبين ولم يكن <|vsep|> ليراه لا من له عينان </|bsep|> <|bsep|> محكولتان بمرود الوحيين لا <|vsep|> بمراود الراء والهذيان </|bsep|> <|bsep|> فلذاك شمر نحوها لم يلتفت <|vsep|> لا عن شمائله ولا أيمان </|bsep|> <|bsep|> يا قوم لو هاجرتم لرأيتم <|vsep|> أعلان طيبة رؤية بعيان </|bsep|> <|bsep|> ورأيتم ذاك اللواء وتحته الرس <|vsep|> ل الكرام وعسكر القرن </|bsep|> <|bsep|> أصحاب بدر والألى قد بايعوا <|vsep|> أزكى البرية بيعة الرضوان </|bsep|> <|bsep|> وكذا المهاجرة الألى سبقوا كذا ال <|vsep|> أنصار أهل الدار والايمان </|bsep|> <|bsep|> والتابعون لهم باحسان وسا <|vsep|> لك هديهم أبدا بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> لكن رضيتم بالأماني وابتلي <|vsep|> تم بالحظوظ ونصرة الاخوان </|bsep|> <|bsep|> بل غركم ذاك الغرور وسولت <|vsep|> لكم النفوس وساوس الشيطان </|bsep|> <|bsep|> ونبذتم غسل النصوص وراءكم <|vsep|> وقنعتم بقطارة الأذهان </|bsep|> <|bsep|> وتركتم الوحيين زهدا فيهما <|vsep|> ورغبتم في رأي كل فلان </|bsep|> <|bsep|> وعزلتم النصين عما وليا <|vsep|> للحكم فيه عزل ذي عدوان </|bsep|> <|bsep|> وزعمتم أن ليس يحكم بيننا <|vsep|> الا العقول ومنطق اليونان </|bsep|> <|bsep|> فهما بحكم الحق أولى منهما <|vsep|> سبحانك اللهم ذا السبحان </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا انكشف الغطاء وحصلت <|vsep|> أعمال هذا الخلق في الميزان </|bsep|> <|bsep|> وذا انجلى هذا الغبار وصار مي <|vsep|> دان السباق تناله العينان </|bsep|> <|bsep|> وبدت على تلك الوجوه سماتها <|vsep|> وسم المليك القادر الديان </|bsep|> <|bsep|> مبيضة مثل الرياض بجنة <|vsep|> والسود مثل الفحم للنيران </|bsep|> <|bsep|> فهناك يعلم كل راكب ما تحته <|vsep|> وهناك يقرع ناجذ الندمان </|bsep|> <|bsep|> وهناك تعلم كل نفس ما الذي <|vsep|> معها من الأرباح والخسران </|bsep|> <|bsep|> وهناك يعلم مؤثر الراء والش <|vsep|> طحات والهذيان والبطلان </|bsep|> <|bsep|> أي البضائع قد أضاع وما الذي <|vsep|> منها تعوض في الزمان الفاني </|bsep|> <|bsep|> سبحان رب الخلق قاسم فضله <|vsep|> والعدل بين الناس في بالميزان </|bsep|> <|bsep|> لو شاء كان الناس شيئا واحدا <|vsep|> ما فيهم من تائه جيران </|bsep|> <|bsep|> لكنه سبحانه يختص بالفض <|vsep|> ل العظيم خلاصة الانسان </|bsep|> <|bsep|> وسواهم لا يصلحون لصالح <|vsep|> كالشوك فهو عمارة النيران </|bsep|> <|bsep|> وعمارة الجنات هم أهل الهدى <|vsep|> الله أكبر ليس يستويان </|bsep|> <|bsep|> فسل الهداية من أزمة أمرنا <|vsep|> بيديه مسألة الذليل العاني </|bsep|> <|bsep|> وسل العياذ من اثنتين هما اللتا <|vsep|> ن بهلك هذا الخلق كافلتان </|bsep|> <|bsep|> شر النفوس وسيء الأعمال ما <|vsep|> والله أعظم منهما شران </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى هذا التعوذ منهما <|vsep|> في خطبة المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> لو كان يدري العبد أن مصابه <|vsep|> في هذه الدنيا هما الشران </|bsep|> <|bsep|> جعل التعوذ منهما ديدانه <|vsep|> حتى تراه داخل الأكفان </|bsep|> <|bsep|> وسل العياذ من التكبر والهوى <|vsep|> فهما لكل الشر جامعتان </|bsep|> <|bsep|> وهما يصدان الفتى عن كل طر <|vsep|> ق الخير ذ في قلبه يلجان </|bsep|> <|bsep|> فتراه يمنعه هواه تارة <|vsep|> والكبر أخرى ثم يشتركان </|bsep|> <|bsep|> والله ما في النار لا تابع <|vsep|> هذين فاسأل ساكني النيران </|bsep|> <|bsep|> والله لو جردت نفسك منهما <|vsep|> لأتت اليك وفود كل تهان </|bsep|> <|bsep|> والفرق بين الدعوتين فظاهر <|vsep|> جدا لمن كانت له أذنان </|bsep|> <|bsep|> فرق مبين ظاهر لا يختفي <|vsep|> يضاحه الا على العميان </|bsep|> <|bsep|> فالرسل جاؤونا بثبات العلو <|vsep|> لربنا من فوق كل مكان </|bsep|> <|bsep|> وكذا أتونا بالصفات لربنا <|vsep|> الرحمن تفصيلا بكل بيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قالوا أنه متكلم <|vsep|> وكلامه المسموع بالذان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قالوا أنه سبحانه <|vsep|> المرئي يوم لقائه بعيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قالوا أنه الفعال حق <|vsep|> ا كل يوم ربنا في شان </|bsep|> <|bsep|> وأتيتمونا أنتم بالنفي والت <|vsep|> عطيل بل بشهادة الكفران </|bsep|> <|bsep|> للمثبتين صفاته وعلوه <|vsep|> ونداءه في عرف كل لسان </|bsep|> <|bsep|> شهدوا بيمان المقر بأنه <|vsep|> فوق السماء مباين الأكوان </|bsep|> <|bsep|> وشهدتم أنتم بتمفير الذي <|vsep|> قد قال ذلك يا أولي العدوان </|bsep|> <|bsep|> وأتى بأين الله اقرارا ونط <|vsep|> قا قلتم هذا من البهتان </|bsep|> <|bsep|> فسلوا لنا بالأين مثل سؤالنا <|vsep|> ما الكون عندكم هما شيئان </|bsep|> <|bsep|> وكذا أتونا بالبيان فقلتم <|vsep|> باللغز أين اللغز من تبيان </|bsep|> <|bsep|> ذ كان مدلول الكلام ووضعه <|vsep|> لم يقصدوه بنطقهم بلسان </|bsep|> <|bsep|> والقصد منه غير مفهوم به <|vsep|> ما اللغز عند الناس لا ذان </|bsep|> <|bsep|> يا قوم رسل الله أعرف منكم <|vsep|> وأتم نصحا في كمال بيان </|bsep|> <|bsep|> اترونهم قد ألغزوا التوحيد ذ <|vsep|> بينتموه يا أولي العرفان </|bsep|> <|bsep|> أترونهم قد أظهروا التشبيه وه <|vsep|> و لديكم كعبادة الأوثان </|bsep|> <|bsep|> ولأي شيء صرحوا بخلافه <|vsep|> تصريح تفصيل بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> ولأي شيء بالغوا في الوصف با <|vsep|> لثبات دون النفي كل زمان </|bsep|> <|bsep|> ولأي شيء أنتم بالغتم <|vsep|> في النفي والتعطيل بالقفزان </|bsep|> <|bsep|> فجعلتم نفي الصفات مفصلا <|vsep|> تفصيل نفي العيب والنقصان </|bsep|> <|bsep|> وجعلتم الاثبات أمرا مجملا <|vsep|> عكس الذي قالوه بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> أتراهمعجزوا عن التبيان واس <|vsep|> توليتم أنتم على التبيان </|bsep|> <|bsep|> أترون أفراخ اليهود وأم <|vsep|> ة التعطيل والعبّاد للنيران </|bsep|> <|bsep|> ووقاح أرباب الكلام الباطل الم <|vsep|> ذموم عند أئمة الايمان </|bsep|> <|bsep|> من كل جهمي ومعتزل ومن <|vsep|> والاهما من حزب جنكسخان </|bsep|> <|bsep|> بالله أعلم من جميع الرسل والت <|vsep|> وراة والانجيل والقرن </|bsep|> <|bsep|> فسلوهم بسؤال كتبهم التي <|vsep|> جاءوا بها عن علم هذا الشأن </|bsep|> <|bsep|> وسلوهم هل ربكم في أرضه <|vsep|> أو في السماء وفوق كل مكان </|bsep|> <|bsep|> أم ليس من ذا كله شيء فلا <|vsep|> هو داخل أو خارج الأكوان </|bsep|> <|bsep|> فالعلم والتبيان والنصح الذي <|vsep|> فيهم يبين الحق كل بيان </|bsep|> <|bsep|> لكنما الألغاز والتلبيس وال <|vsep|> كتمان فعل معلم شيطان </|bsep|> <|bsep|> يا رب هم يشكوننا أبدا <|vsep|> ببغيهم وظلمهم الى السلطان </|bsep|> <|bsep|> ويلبسون عليه حتى أنه <|vsep|> ليظنهم هم ناصرو الايمان </|bsep|> <|bsep|> فيرونه البدع المضلة في قوا <|vsep|> لب سنة نبوية وقرن </|bsep|> <|bsep|> ويرونه الاثبات للأوصاف في <|vsep|> أمر شنيع ظاهر النكران </|bsep|> <|bsep|> فيلبسون عليه تلبيسين لو <|vsep|> كشفنا له باداهم بطعان </|bsep|> <|bsep|> يا فرقة التلبيس لا حييتم <|vsep|> ابدا وحييتم بكل هوان </|bsep|> <|bsep|> لكننا نشكوهم وصنيعتهم <|vsep|> أبدا اليك فأنت ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> فاسمع شكايتنا وأشك محقتنا <|vsep|> والمبطل اردده عن البطلان </|bsep|> <|bsep|> راجع به سبل الهدى والطف به <|vsep|> حتى تريه الحق ذا تبيان </|bsep|> <|bsep|> وارحمه وارحم سعيه المسكين قد <|vsep|> ضل الطريق وتاه في القيعان </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد عم المصاب بهذه ال <|vsep|> راء والشطحات والبهتان </|bsep|> <|bsep|> هجروا لها الوحيين والفطرات <|vsep|> والثار لم يعبوا بذا الهجران </|bsep|> <|bsep|> قالوا وتلك ظواهر لفظية <|vsep|> لم تغن شيئا طالب البرهان </|bsep|> <|bsep|> فالعقل أولى أن يصار اليه من <|vsep|> هذه الظواهر عند ذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> ثم ادعى كل بأن العقل ما <|vsep|> قد قلته دون الفريق الثاني </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد خار العباد بعقل من <|vsep|> يزنون وحيك فائت بالميزان </|bsep|> <|bsep|> وبعقل من يفقضي عليك فكلهم <|vsep|> قد جاء بالمعقول والبرهان </|bsep|> <|bsep|> يا رب ارشدنا الى معقول من <|vsep|> يقع التحاكم أننا خصمان </|bsep|> <|bsep|> جاءوا بشبهات وقالوا أنها <|vsep|> معقولة ببدائه الأذهان </|bsep|> <|bsep|> وكل يناقض بعضه بعضا وما <|vsep|> في الحق معقولان مختلفان </|bsep|> <|bsep|> قضوا بها كذبا علي وجرأة <|vsep|> منهم وما التفتوا الى القرن </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد أوهى النفاة حبائل ال <|vsep|> قرن والثار والايمان </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد قلب النفاة الدين والا <|vsep|> يمان ظهر منه فوق بطان </|bsep|> <|bsep|> يارب قد بغت النفاة وأجلبوا <|vsep|> بالخيل والرجل الحقير الشان </|bsep|> <|bsep|> نصبوا الحبائل والغوائل للألى <|vsep|> أخذوا بوحيك دون قول فلان </|bsep|> <|bsep|> ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن <|vsep|> يعصيهم ساموه شر هوان </|bsep|> <|bsep|> وقضوا على من لم يقل بضلالهم <|vsep|> باللعن والتضليل والكفران </|bsep|> <|bsep|> وقضوا على أتباع وحيك بالذي <|vsep|> هم أهله لا عسكر الفرقان </|bsep|> <|bsep|> وقضوا بعزلهم وقتلهم وحب <|vsep|> سهم ونفيهم عن الأوطان </|bsep|> <|bsep|> وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب ال <|vsep|> حمر التي نفرت بلا أرسان </|bsep|> <|bsep|> حتى كأنهم تواصوا بينهم <|vsep|> يوصي بذلك أول للثاني </|bsep|> <|bsep|> هجروا كلامك مبتدع لمن <|vsep|> قد دان بالثار والقرن </|bsep|> <|bsep|> فكأنه فيما لديهم مصحف <|vsep|> في بيت زنديق أخي كفران </|bsep|> <|bsep|> أو مسجد بجوار قوم همهم <|vsep|> في الفسق لا في طاعة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وخواصهم لم يقرءوه تدبرا <|vsep|> بل للتبرك لا لفهم معان </|bsep|> <|bsep|> وعوامهم في الشع أو في ختمة <|vsep|> أو تربة عوضا لذي الأثمان </|bsep|> <|bsep|> هذا وهم حرفية التجويد أو <|vsep|> صوتية الأنغام والألحان </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد قالوا بأن مصاحف الا <|vsep|> سلام ما فيها من القرن </|bsep|> <|bsep|> الا المداد وهذه الأوراق وال <|vsep|> جلد الذي قد سل من حيوان </|bsep|> <|bsep|> والكل مخلوق ولست بقائل <|vsep|> أصلا ولا حرفا من القرن </|bsep|> <|bsep|> ان ذاك الا قول مخلوق وهل <|vsep|> هو جبريل أو الرسول فذان </|bsep|> <|bsep|> قولان مشهوران قد قالتهما <|vsep|> أشياخهم يا محنة القرن </|bsep|> <|bsep|> لو داسه رجل لقالوا لم يطأ <|vsep|> الا المداد وكاغد الانسان </|bsep|> <|bsep|> يا رب زالت حرمة القرن من <|vsep|> تلك القلوب وحرمة الايمان </|bsep|> <|bsep|> وجرى على الأفواه منهم قولهم <|vsep|> ما بيننا لله من قرن </|bsep|> <|bsep|> منا بيننا الا الحكاية عن <|vsep|> ه والتعبير ذاك عبارة بلسان </|bsep|> <|bsep|> هذا وما التالون عمالا به <|vsep|> ذ هم قد استغنوا بقول فلان </|bsep|> <|bsep|> ان كان قد جاز الحناجر منهم <|vsep|> فبقدر ما عقلوا من القرن </|bsep|> <|bsep|> والباحثون فقدموا رأي الرجا <|vsep|> ل عليه تصريحا بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> عزلوه ذ ولوا سواه وكان ذا <|vsep|> ك العزل قائدهم لى الخذلان </|bsep|> <|bsep|> قالوا ولم يحصل لنا منه يقي <|vsep|> ن فهو معزول عن الايقان </|bsep|> <|bsep|> ن اليقين قواطع عقلية <|vsep|> ميزانها هو منطق اليونان </|bsep|> <|bsep|> هذا دليل الرفع منه وهذه <|vsep|> أعلامه في خر الأزمان </|bsep|> <|bsep|> يا رب من أهلوه حقا كي يرى <|vsep|> قدامهم منا على الأذقان </|bsep|> <|bsep|> أهلوه نت لا يرتضي منه بدي <|vsep|> لا فهو كافيهم بلا نقصان </|bsep|> <|bsep|> وهو الدليل لهم وهاديهم الى ال <|vsep|> يمان والايقان والعرفان </|bsep|> <|bsep|> هو موصل لهم الى درك اليقي <|vsep|> ن حقيقة وقواطع البرهان </|bsep|> <|bsep|> يا رب نحن العاجزون بحبهم <|vsep|> يا قلة الأنصار والأعوان </|bsep|> <|bsep|> يا قوم قد حانت صلاة الفجر فان <|vsep|> تبهوا فني معلن بأذان </|bsep|> <|bsep|> لا بالملحن والمبدل ذاك بل <|vsep|> تأذين حق واضح التبيان </|bsep|> <|bsep|> وهو الذي حقا اجابته على <|vsep|> كل مارئ فرض على الأعيان </|bsep|> <|bsep|> الله أكبر أن يكون كلامه ال <|vsep|> عربي مخلوقا من الأكوان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر أن يكون رسوله ال <|vsep|> ملكي أنشأه عن الرحمن </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر أن يكون رسوله الب <|vsep|> شري أنشأه لنا بلسان </|bsep|> <|bsep|> هذي مقالات لكم يا أمة الت <|vsep|> شبيه ما أنتم على يمان </|bsep|> <|bsep|> شبهتم الرحمن بالأوثان في <|vsep|> عدم الكلام وذاك للأوثان </|bsep|> <|bsep|> مما يدل بأنها ليست ب <|vsep|> لهة وذا البرهان في الفرقان </|bsep|> <|bsep|> في سورة الأعراف مع طه وثا <|vsep|> لثها فلا تعدل عن القرن </|bsep|> <|bsep|> أفصح أن الجاحدين لكونه <|vsep|> متكلما بحقيقة وبيان </|bsep|> <|bsep|> هم أهل تعطيل وتشبيه معا <|vsep|> بالجامدات عظيمة النقصان </|bsep|> <|bsep|> لا تقذفوا بالداء منكم يا شيعة الر <|vsep|> حمن أهل العلم والعرفان </|bsep|> <|bsep|> ن الذي نزل الأمين به على <|vsep|> قلب الرسول الواضح البرهان </|bsep|> <|bsep|> هو قول ربي اللفظ والمعنى جمي <|vsep|> عا ذ هما أخوان مصطحبان </|bsep|> <|bsep|> لا تقطعوا رحما تولى وصلها <|vsep|> الرحمن وتنسلخوا من الايمان </|bsep|> <|bsep|> ولقد شفانا قول شاعرنا الذي <|vsep|> قال الصواب وجاء بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> ن الذي هو في المصاحف مثبت <|vsep|> بأنامل الأشياخ والشبان </|bsep|> <|bsep|> هو قول ربي ية وحروفه <|vsep|> ومدادنا والرق مخلوقان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من على العرش استوى <|vsep|> لكنه استولى على الأكوان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر ذو المعارج من الي <|vsep|> ه تعرج الأملاك كل أوان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من يخاف جلاله <|vsep|> املاكه من فوقهم ببيان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من غدا لسريره <|vsep|> أط به كالرحل للركبان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من أتانا قوله <|vsep|> من عنده من فوق ست ثمان </|bsep|> <|bsep|> نزل الأمين به بأمر الله من <|vsep|> رب على العرش استوى الرحمن </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر قاهر فوق العبا <|vsep|> د فلا تضع فوقية الرحمن </|bsep|> <|bsep|> من كل وجه تلك ثابتة له <|vsep|> لا تهضموها يا أولي البهتان </|bsep|> <|bsep|> قهرا وقدرا واستواء الذات فو <|vsep|> ق العرش بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> فبذاته خلق السموات العلى <|vsep|> ثم استوى بالذات فافهم ذان </|bsep|> <|bsep|> فضمير فعل الاستواء يعود لل <|vsep|> ذات التي ذكرت بلا فرقان </|bsep|> <|bsep|> هو ربنا خالق هو مستو <|vsep|> بالذات هذي كلها بوزان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر ذو العلو المطلق ال <|vsep|> معلوم بالفطرات والايمان </|bsep|> <|bsep|> فعلوه من كل وجه ثابت <|vsep|> فالله أكبر جل ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من رقا فوق الطبا <|vsep|> ق رسوله فدنا من الديان </|bsep|> <|bsep|> واليه قد صعد الرسول حقيقة <|vsep|> لا تنكروا المعراج بالبهتان </|bsep|> <|bsep|> ودنا من الجبار جل جلاله <|vsep|> ودنا اليه الرب ذو الاحسان </|bsep|> <|bsep|> والله قد أحصى الذي قد قلتم <|vsep|> في ذلك المعراج بالميزان </|bsep|> <|bsep|> قلتم خيالا أو أكاذيبا او ال <|vsep|> معراج لم يحصل الى الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ذا كان ما فوق السموات العلى <|vsep|> رب اليه منتهى الانسان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبرمن أشار رسوله <|vsep|> حقا اليه بصبع وبنان </|bsep|> <|bsep|> في مجمع الحج العظيم بموقف <|vsep|> دون المعرف موقف الغفران </|bsep|> <|bsep|> من قال منكم من أشار بأصبع <|vsep|> قطعت فعند الله يجتمعان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر ظاهر ما فوقه <|vsep|> شيء وشأن الله أعظم شان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر عرشه وسع السما <|vsep|> والأرض والكرسي ذا الأركان </|bsep|> <|bsep|> وكذلك الكرسي قد وسع الطبا <|vsep|> ق السبع والأرضين بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> فوق العرش والكرسي لا <|vsep|> يخفى عليه خواطر الانسان </|bsep|> <|bsep|> لا تحصروه في مكان ذ تقو <|vsep|> لوا ربنا حقا بكل مكان </|bsep|> <|bsep|> نزهتموه بجهلكم عن عرشه <|vsep|> وحصرتمونه في مكان ثان </|bsep|> <|bsep|> لا تقدموه بقول داخل <|vsep|> فينا ولا هو خارج الأكوان </|bsep|> <|bsep|> الله أكبر هتكت أستاركم <|vsep|> وبدت لمن كانت له عينان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر جل عن شبه وعن <|vsep|> مثل وعن تعطيل ذي كفران </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر من له الأسماء وال <|vsep|> أوصاف كاملة بلا نقصان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر جل عن ولد وصا <|vsep|> حبة وعن كفء وعن خذان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر جل عن شبه الجما <|vsep|> د كقول ذي التعطيل والكفران </|bsep|> <|bsep|> هم شبهوه بالجماد وليتهم <|vsep|> قد شبهوه بكامل ذي شأن </|bsep|> <|bsep|> الله أكبر جل عن شبه العبا <|vsep|> د فذان تشبيهان ممتنعان </|bsep|> <|bsep|> واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ <|vsep|> كانا هما لا شك مصطحبان </|bsep|> <|bsep|> أبدا فكل معطل هو مشرك <|vsep|> حتما وهذا واضح التبيان </|bsep|> <|bsep|> فالعبد مضطر الى من يكشف الب <|vsep|> لوى ويغني فاقة الانسان </|bsep|> <|bsep|> واليه يصمد في الحوائج كلها <|vsep|> واليه يفزع طالب لأمان </|bsep|> <|bsep|> فذا انتفت أوصافه وفعاله <|vsep|> وعلوه من فوق كل مكان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر واحد صمد فك <|vsep|> ل الشأن في صمدية الرحمن </|bsep|> <|bsep|> نفت الولادة والأبوة عنه وال <|vsep|> كفء الذي هو لازم الانسان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك أثبتت الصفات جميعها <|vsep|> لله سالمة من النقصان </|bsep|> <|bsep|> واليه يصمد كل مخلوق فلا <|vsep|> صمد سواه عز ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> لا شيء يشبهه تعالى كيف يشب <|vsep|> هه خلقه ما ذاك في مكان </|bsep|> <|bsep|> لكن ثبوت صفاته وكلامه <|vsep|> وعلوه حقا بلا نكران </|bsep|> <|bsep|> لا تجعلوا الاثبات تشبيها له <|vsep|> يا فرقة التشبيه والطغيان </|bsep|> <|bsep|> كم ترتقون بسلم التنزيه للت <|vsep|> عطيل ترويجا على العميان </|bsep|> <|bsep|> فالله أكبر أن يكون صفاته <|vsep|> كصفاتنا جل العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> هذا هو التشبيه لا ثبات أو <|vsep|> صاف الكمال فما هما سيان </|bsep|> <|bsep|> فزع العباد الى سواه وكان ذا <|vsep|> من جانب التعطيل والنكران </|bsep|> <|bsep|> فمعطل الأوصاف ذاك معطل الت <|vsep|> وحيد حقا ذان تعطيلان </|bsep|> <|bsep|> قد عطلا بلسان كل الرسل من <|vsep|> نوح الى المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> والناس في هذا ثلاث طوائف <|vsep|> ما رابع بذي امكان </|bsep|> <|bsep|> احدى الطوائف مشرك بلهه <|vsep|> فذا دعاه لها ثان </|bsep|> <|bsep|> هذا وثاني هذه الأقسام ذا <|vsep|> لك جاحد يدعو سوى الرحمن </|bsep|> <|bsep|> هو جاحد للرب يدعو غيره <|vsep|> شركا وتعطيلا له قدمان </|bsep|> <|bsep|> هذا وثالث هذه الأقسام خير ال <|vsep|> خلق ذاك وخلاصة الانسان </|bsep|> <|bsep|> يدعو الاله الحق لا يدعو سوا <|vsep|> قط في الأشياء والأكوان </|bsep|> <|bsep|> يدعوه في الرغبات والرهبان وال <|vsep|> حالات من سر ومن اعلان </|bsep|> <|bsep|> توحيده نوعان علمي وقص <|vsep|> دي كما قد جرد النوعان </|bsep|> <|bsep|> في سورة الاخلاص مع تال لنث <|vsep|> ر الله قل يا أيها ببيان </|bsep|> <|bsep|> ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا <|vsep|> وكذاك سنة مغرب طربفان </|bsep|> <|bsep|> ليكون مفتتح النهار وختمه <|vsep|> تجريدك التوحيد للديان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا <|vsep|> ختما لسعي الليل بالذان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قد شرعا بركعتي الطوا <|vsep|> ف وذاك تحقيق لهذا الشان </|bsep|> <|bsep|> فهما ذا أخوان مصطحبان لا <|vsep|> يتفارقان وليس ينفصلان </|bsep|> <|bsep|> فمعطل الأوصاف ذو شرك كذا <|vsep|> ذو الشرك فهو معطل الرحمن </|bsep|> <|bsep|> أو بضع أوصاف الكمال له فحق <|vsep|> ق ذا ولا تسرع الى نكران </|bsep|> <|bsep|> لكن أخو التعطيل شر من أخي ال <|vsep|> شراك بالمعقول والبرهان </|bsep|> <|bsep|> ن المعطل جاحد للذات أو <|vsep|> لكمالها هذان تعطيلان </|bsep|> <|bsep|> متضمنان القدح في نفس الألو <|vsep|> هة كم بذاك القدح من نقصان </|bsep|> <|bsep|> والشرك فهو توسل مقصوده الز <|vsep|> لفى من الرب العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> بعبادة المخلوق من حجر ومن <|vsep|> بشر ومن قبر ومن أوثان </|bsep|> <|bsep|> فالشرك تعظيم بجهل من قيا <|vsep|> س الرب بالأمران والسلطان </|bsep|> <|bsep|> ظنوا بان الباب لا يغشى بدو <|vsep|> ن توسط الشفعاء والأعوان </|bsep|> <|bsep|> ودهاهم ذاك القياس المستبين <|vsep|> فساده ببداهة الانسان </|bsep|> <|bsep|> الفرق بين الله والسلطان من <|vsep|> كل الوجوه لمن له أذنان </|bsep|> <|bsep|> ن الملوك لعاجزون وما لهم <|vsep|> علم بأحوال الدعا بأذان </|bsep|> <|bsep|> كلا ولا هم قادرون على الذي <|vsep|> يحتاجه الانسان كل زمان </|bsep|> <|bsep|> كلا وما تلك الارادة فيهم <|vsep|> لقضا حوائج كل ما انسان </|bsep|> <|bsep|> كلا ولا وسعوا الخليقة رحمة <|vsep|> من كل وجه هم أولو النقصان </|bsep|> <|bsep|> فلذلك احتاجوا الى تلك الوسا <|vsep|> ئط حاجة منهم مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> أما الذي هو عالم للغيب مق <|vsep|> تدر على ما شاء ذو حسان </|bsep|> <|bsep|> وتخافه الشفعاء ليس يريد من <|vsep|> هم حاجة جل العظيم الشأن </|bsep|> <|bsep|> بل كل حاجات لهم فاليه لا <|vsep|> لسواه من ملك ولا انسان </|bsep|> <|bsep|> وله الشفاعة كلها وهو الذي <|vsep|> في ذاك يأذن للشفيع الداني </|bsep|> <|bsep|> لمن ارتضى ممن يوحده ولم <|vsep|> يشرك به شيئا لما قد جاء في القرن </|bsep|> <|bsep|> سبقت شفاعته اليه فهو مش <|vsep|> فوع اليه وشافع ذو شان </|bsep|> <|bsep|> فلذا أقام الشافعين كرامة <|vsep|> لهم ورحمة صاحب العصيان </|bsep|> <|bsep|> فالكل منه بدا ومرجعه الي <|vsep|> ه وحده ما من اله ثان </|bsep|> <|bsep|> غلط الألى جعلوا الشفاعة من سوا <|vsep|> ه اليه دون الاذن من رحمن </|bsep|> <|bsep|> هذي شفاعة كل ذي شرك فلا <|vsep|> تعقد عليها يا أخا الايمان </|bsep|> <|bsep|> والله في القرن أبطلها فلا <|vsep|> تعدل عن الثار والقرن </|bsep|> <|bsep|> وكذا الولاية كلها لله لا <|vsep|> لسواه من ملك ولا نسان </|bsep|> <|bsep|> والله لم يفهم أولو الاشراك ذا <|vsep|> وره تنقيصا أولو النقصان </|bsep|> <|bsep|> ذ قد تضمن عزل من يدّعي س <|vsep|> وى الرحمن بل أحدية الرحمن </|bsep|> <|bsep|> بل كل مدعو سواه من لدن <|vsep|> عرش الاله الى الحضيض الداني </|bsep|> <|bsep|> هو باطل في مفسه ودعاه عا <|vsep|> بده له من أبطل البطلان </|bsep|> <|bsep|> فله الولاية والولاية ما لنا <|vsep|> من دونه وال من الأكوان </|bsep|> <|bsep|> فذا تولاه امرؤ دون الورى <|vsep|> طرا تولاه العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> وذا تولى غيره من دونه <|vsep|> ولاه ما يرضى به لهوان </|bsep|> <|bsep|> في هذه الدنيا وبعد مماته <|vsep|> وكذاك عند قيامة الأبدان </|bsep|> <|bsep|> حقا يناديهم ندا سبحانه <|vsep|> يوم المعاد فيسمع الثقلان </|bsep|> <|bsep|> يا من يريد ولاية الرحمن دو <|vsep|> ن ولاية الشيطان والأوثان </|bsep|> <|bsep|> فارق جميع الناس في شراكهم <|vsep|> حتى تنال ولاية الرحمن </|bsep|> <|bsep|> يكفيك من وسع الخلائق رحمة <|vsep|> وكفاية ذو الفضل والاحسان </|bsep|> <|bsep|> يكفيك رب لم تزل ألطافه <|vsep|> تأتي اليك برحمة وحنان </|bsep|> <|bsep|> يكفيك رب لم تزل في ستره <|vsep|> ويراك حين تجيء بالعصيان </|bsep|> <|bsep|> يكفيك رب لم تزل في حفظه <|vsep|> ووقاية منه مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> يكفيك رب لم تزل في فضله <|vsep|> متقلبا في السر والاعلان </|bsep|> <|bsep|> يدعوه أهل الأرض مع أهل السما <|vsep|> ء فكل يوم ربنا في شان </|bsep|> <|bsep|> وهو الكفيل بكل ما يدعونه <|vsep|> لا يعتري جدواه من نقصان </|bsep|> <|bsep|> فتوسط الشفعاء والشركاء والظ <|vsep|> هراء أمر بيّن البطلان </|bsep|> <|bsep|> ما فيه الا محض تشبيه لهم <|vsep|> بالله وهو فأقبح البهتان </|bsep|> <|bsep|> ما قصدهم تعظيمه سبحانه <|vsep|> ما عطلوا الأوصاف للرحمن </|bsep|> <|bsep|> لكن أخو التعطيل ليس لديه <|vsep|> الا النفي أين النفي من يمان </|bsep|> <|bsep|> والقلب ليس يقرّ الا بالتعب <|vsep|> د فهو يدعوه الى الأكوان </|bsep|> <|bsep|> فترى المعطل دائما في حيرة <|vsep|> متنقلا في هذه الأعيان </|bsep|> <|bsep|> يدعو الها ثم يدعو غيره <|vsep|> ذا شأنه أبدا مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ونرى الموحد دائما متنقلا <|vsep|> بمنازل الطاعات والاحسان </|bsep|> <|bsep|> ما زال ينزل في الوفاء منازلا <|vsep|> وهس الطريق له الى الرحمن </|bsep|> <|bsep|> لكنما معبوده هو واحد <|vsep|> ما عنده ربان معبودان </|bsep|> <|bsep|> أين الذي قد قال في ملك عظي <|vsep|> م لست فينا قط ذا سلطان </|bsep|> <|bsep|> ما في صفاتك من صفات الملك شيء <|vsep|> كلها مسلوبة الوجدان </|bsep|> <|bsep|> فهل استويت على سرير الملك أو <|vsep|> دبرت أمر الملك والسلطان </|bsep|> <|bsep|> أو قلت مرسوما تنفذه الرعا <|vsep|> يا أو نطقت بلفظة ببيان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت ذا أمر وذا نهي وتك <|vsep|> ليم لمن وافى من البلدان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت ذا سمع وذا بصر وذا <|vsep|> علم وذا سخط وذا رضوان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت قط مكلما متكلما <|vsep|> متصرفا بالفعل كل زمان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت تفعل ما تشاء حقيقة ال <|vsep|> فعل الذي قد قام بالأذهان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت حيا فاعلا بمشيئة <|vsep|> وبقدرة أفعال ذي السلطان </|bsep|> <|bsep|> فعل يقوم بغير فاعله محا <|vsep|> ل غير معقول لذي الانسان </|bsep|> <|bsep|> بل حالة الفعال قبل ومع وبع <|vsep|> د هي كالتي كانت بلا فرقان </|bsep|> <|bsep|> والله لست بفاعل شيئا ذا <|vsep|> ما كان شأنك منك هذا الشان </|bsep|> <|bsep|> لا داخلا فينا ولا بخارج <|vsep|> عنا خيالا درت في الأذهان </|bsep|> <|bsep|> فبأي شيء كنت فينا مالكا <|vsep|> ملكا مطاعا قاهر السطان </|bsep|> <|bsep|> اسما ورسما لا حقيقة تحته <|vsep|> شأن الملوك أجل من ذا الشأن </|bsep|> <|bsep|> هذا وثان وقال أنت مليكنا <|vsep|> وسواك لا نرضاه من سلطان </|bsep|> <|bsep|> ذ حزت أوصاف الكمال جميعها <|vsep|> ولأجل ذا دانت لك الثقلان </|bsep|> <|bsep|> وقد استويت على سري الملك واس <|vsep|> توليت مع هذا على البلدان </|bsep|> <|bsep|> لكن بابك ليس يغشاه امرؤ <|vsep|> ن لم يجيء بالشافع المعوان </|bsep|> <|bsep|> ويذلّ للبواب والحجاب والش <|vsep|> فعاء أهل القريب والاحسان </|bsep|> <|bsep|> أفيستوي هذا وهذا عندكم <|vsep|> والله ما استويا لدى انسان </|bsep|> <|bsep|> والمشركون أخف في كفرانهم <|vsep|> وكلاهما من شيعة الشيطان </|bsep|> <|bsep|> ن المعطل بالعداوة قائم <|vsep|> في قالب التنزيه للرحمن </|bsep|> <|bsep|> هذا وللمتمسكين بسنة ال <|vsep|> مختار عند فساد ذي الأزمان </|bsep|> <|bsep|> أجر عظيم ليس يقدر قدره <|vsep|> الا الذي أعطاه للانسان </|bsep|> <|bsep|> فروى أبو داود في سنن له <|vsep|> ورواه أيضا أحمد الشيباني </|bsep|> <|bsep|> أثرا تضمن أجر خمسين أمرا <|vsep|> من صحب أحمد خيرة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> اسناده حسن ومصداق له <|vsep|> في مسلم فافهمه بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> ان العبادة وقت هرج هجرة <|vsep|> حقا الىّ وذاك ذو برهان </|bsep|> <|bsep|> هذا وكم من هجرة لك أيها الس <|vsep|> ني بالتحقيق لا بأماني </|bsep|> <|bsep|> هذا وكم من هجرة لهم بما <|vsep|> قال الرسول وجاء في القرن </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى مصداقه في الترمذي <|vsep|> لمن له أذنتان واعيتان </|bsep|> <|bsep|> في اجر محيي سنة ماتت فذا <|vsep|> ك مع الرسول رفيقه بجنان </|bsep|> <|bsep|> هذا ومصداق له أيضا أتى <|vsep|> في الترمذي لمن له عينان </|bsep|> <|bsep|> تشبيه أمته بغيث أول <|vsep|> منه وخره فمشتبهان </|bsep|> <|bsep|> فلذالك لا يدري الذي هو منهما <|vsep|> قد خص بالتفضيل والرجحان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى أثر بأن الفضل في ال <|vsep|> طرفين أعني أولا والثاني </|bsep|> <|bsep|> والوسط ذو ثبج فاعوج هكذا <|vsep|> جاء الحديث وليس ذا نكران </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى في الوحي مصداق له <|vsep|> في الثلتين وذاك في القرن </|bsep|> <|bsep|> أهل اليمن فثلة مع مثلها <|vsep|> والسابقون أقل في الحسبان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك الا أن تابعهم هم ال <|vsep|> غرباء ليست غربة الأوطان </|bsep|> <|bsep|> لكنها والله غربة قائم <|vsep|> بالدين بين عساكر الشيطان </|bsep|> <|bsep|> فلذاك شبههم به متبوعهم <|vsep|> في الغربتين وذاك ذو تبيان </|bsep|> <|bsep|> لم بشبهوهم في جميع أمورهم <|vsep|> من كل وجه ليس يستويان </|bsep|> <|bsep|> فانظر الى تفسيره الغرباء بال <|vsep|> محيين سنته بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> طوبى لهم والشوق يحدوهم الى <|vsep|> أخذ الحديث ومحكم القرن </|bsep|> <|bsep|> طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ <|vsep|> فكار أو بزبالة الأذهان </|bsep|> <|bsep|> طوبى لهم ركبوا على متن العزا <|vsep|> ئم قاصدين لمطلع الايمان </|bsep|> <|bsep|> طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي ال <|vsep|> راء ذ أغناهم الوحيان </|bsep|> <|bsep|> طوبى لهم وامامهم دون الورى <|vsep|> من جاء بالايمان والفرقان </|bsep|> <|bsep|> والله ما ائتموا بشخص دونه <|vsep|> لا ذا ما دلهم ببيان </|bsep|> <|bsep|> في الباب ثار عظيم شأنها <|vsep|> أعيت على العلماء في الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ذ أجمع العلماء أن صحابة ال <|vsep|> مختار خير طوائف الانسان </|bsep|> <|bsep|> ذا بالضرورة ليس فيه الخلف بي <|vsep|> ن اثنين ما حكيت به قولان </|bsep|> <|bsep|> فلذاك ذي الثار أعضل أمرها <|vsep|> وبغوا لها التفسير بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> واسمع اذاً تأويلها وافهمه لا <|vsep|> تعجل برد منك أو نكران </|bsep|> <|bsep|> ان البدار برد شيء لم تحط <|vsep|> علما به سبب الى الحرمان </|bsep|> <|bsep|> الفضل منه مطلق ومقيد <|vsep|> وهما لأهل الفضل مرتبتان </|bsep|> <|bsep|> والفضل ذو التقييد ليس بموجب <|vsep|> فضلا على الاطلاق من انسان </|bsep|> <|bsep|> لا يوجب التقييد أن يقضي له <|vsep|> بالاستواء فكيف بالرجحان </|bsep|> <|bsep|> ذ كان ذو الاطلاق حاز على الفضا <|vsep|> ئل فوق ذي التقييد بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> فاذ فرضنا واحدا قد حاز نو <|vsep|> عا لم يجزه فاضل الانسان </|bsep|> <|bsep|> لم يوجب التخصيص من فضل علي <|vsep|> ه ولا مساواة ولا نقصان </|bsep|> <|bsep|> ما خلق دم باليدين بموجب <|vsep|> فضلا على المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> وكذا خصائص من أتى من بعده <|vsep|> من كل رسل الله بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> فمجمد أعلاهم فوقا وما <|vsep|> حكمت لهم بهزيمة الرجحان </|bsep|> <|bsep|> فالحاشز الخمسين أجرا لم يجز <|vsep|> ها في جميع شرائع الايمان </|bsep|> <|bsep|> هل حازها في بدر أو أحد أو ال <|vsep|> فتح المبين وبيعة الرضوان </|bsep|> <|bsep|> بل حازها ذ كان قد فقد المع <|vsep|> ين وهم فقد كانوا أولي أعوان </|bsep|> <|bsep|> والرب ليس يضيع ما يتحمل <|vsep|> المتحملون لأجله من شان </|bsep|> <|bsep|> فتحمل العبد الوحيد رضاه مع <|vsep|> فيض العدو وقلة الأعوان </|bsep|> <|bsep|> مما يدل على يقين صادق <|vsep|> ومحبة وحقيقة العرفان </|bsep|> <|bsep|> يكفيه ذلا واغترابا قلة الأ <|vsep|> نصار بين عساكر الشيطان </|bsep|> <|bsep|> في كل يوم فرقة تغزوه ان <|vsep|> ترجع يوافيه الفريق الثاني </|bsep|> <|bsep|> فسل الغريم المستضام عن الذي <|vsep|> يلقاه بين عدا بلا حسبان </|bsep|> <|bsep|> هذا وقد بعد المدى وتطاول ال <|vsep|> عهد الذي هو موجب الاحسان </|bsep|> <|bsep|> ولذاك كان كقابض جمرا فسل <|vsep|> أحشاءه عن حرّ ذي النيران </|bsep|> <|bsep|> والله أعلم بالذي في قلبه <|vsep|> يكفيه علن الواحد المنان </|bsep|> <|bsep|> في القلب أمر لييس يقدر قدره <|vsep|> الا الذي تاه للانسان </|bsep|> <|bsep|> بر وتوحيد وصبر مع رضا <|vsep|> والشكر والتحكيم للقرن </|bsep|> <|bsep|> سبحانه قاسم فضله بين العبا <|vsep|> د فذاك مولى الفضل والاحسان </|bsep|> <|bsep|> فالفضل عند الله ليس بصورة الأ <|vsep|> عمال بل بحقائق الايمان </|bsep|> <|bsep|> وتفاضل الأعمال يتبع ما يقو <|vsep|> م بقلب صاحبها من البرهان </|bsep|> <|bsep|> حتى يكون العاملان كلاهما <|vsep|> في رتبة تبدو لنا بعيان </|bsep|> <|bsep|> هذا وبينهما كما بين السما <|vsep|> والأرض في فضل وفي رجحان </|bsep|> <|bsep|> ويكون بين ثواب ذا وثواب ذا <|vsep|> رتب مصاعفة بلا حسبان </|bsep|> <|bsep|> هذا عطاء الرب جل جلاله <|vsep|> وبذاك تعرف حكمة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> يا خاطب الحور الحسان وطالبا <|vsep|> لوصالهن بجنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> لو كنت تدري من خطبت ومن طلب <|vsep|> ت بذلت ما تحوي من الأثمان </|bsep|> <|bsep|> أو كنت تدري أين مسكنها جعل <|vsep|> ت السعي منك لها على الأجفان </|bsep|> <|bsep|> ولقد وصفت طريق مسكنها فان <|vsep|> رمت الوصال فلا تكن بالواني </|bsep|> <|bsep|> أسرع وحدث السير جهدك انما <|vsep|> مسراك هذا ساعة لزمان </|bsep|> <|bsep|> فاعشق وحدّث بالوصال النفس واب <|vsep|> ذل مهرها ما دمت ذا امكان </|bsep|> <|bsep|> واجعل صيامك قبل لقياها ويو <|vsep|> م الوصل يوم الفطر من رمضان </|bsep|> <|bsep|> واجعل نعوت جمالها الحادي وسر <|vsep|> تلقي المخاوف وهي ذات أمان </|bsep|> <|bsep|> لا يلهينك منزل لعبت به <|vsep|> أيدي البلا من سالف الأزمان </|bsep|> <|bsep|> فاقد ترحل عنه كل مسرة <|vsep|> وتبدلت بالهم والأحزان </|bsep|> <|bsep|> سجن يضيق بصاحب الايمان ل <|vsep|> كن جنّة الماوى لذي الكفران </|bsep|> <|bsep|> سكانها أهل الجهالة والبطا <|vsep|> لة والسفاهة أنجس السكان </|bsep|> <|bsep|> وألذهم عيشا فأجلهم لحق <|vsep|> الله ثم حقائق القرن </|bsep|> <|bsep|> عمرت بهم هذي الديار وأقفرت <|vsep|> منخم ربوع العلم والايمان </|bsep|> <|bsep|> قد ثروا الدنيا ولذة عيشها ال <|vsep|> فاني على الجنات والرضوان </|bsep|> <|bsep|> صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم <|vsep|> ورضوا بكل مذلة وهوان </|bsep|> <|bsep|> كدحا وكدا لا يفتر عنهم <|vsep|> ما فيه من غم ومن أحزان </|bsep|> <|bsep|> والله لو شاهدت هاتيك الصدو <|vsep|> ر رأيتها كمراجل النيران </|bsep|> <|bsep|> ووقودها الشهوات والحسرات وال <|vsep|> لام لا تخبو مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> أبدانهم أجداث هاتيك النفو <|vsep|> س اللائي قد قبرت مع الأبدان </|bsep|> <|bsep|> أرواحهم في وحشة وجسومهم <|vsep|> في كدحها لا في رضا الرحمن </|bsep|> <|bsep|> هربوا من الرق الذي خلقوا له <|vsep|> فبلو ربق النفس والشيطان </|bsep|> <|bsep|> لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم <|vsep|> فقد ارتضوا بالذل والحرمان </|bsep|> <|bsep|> لو سارت الدنيا جناح بعوضة <|vsep|> لم يسق منها الرب ذو الكفران </|bsep|> <|bsep|> لكنها والله أحقر عنده <|vsep|> من ذا الجناح القاصر الطيران </|bsep|> <|bsep|> ولقد تولت بعد عن أصحابها <|vsep|> فالسعد منها حل بالدبران </|bsep|> <|bsep|> لا يرتجي منها الوفاء لصبها <|vsep|> أين الوفا من غادر خوان </|bsep|> <|bsep|> طبعت على كدر فكيف ينالها <|vsep|> صفو أهذا قط في الامكان </|bsep|> <|bsep|> ياعاشق الدنيا تأهب للذي <|vsep|> قد ناله العشاق كل زمان </|bsep|> <|bsep|> أو ماسمعت بل رأيت مصارع ال <|vsep|> عشاق من شيب ومن شبان </|bsep|> <|bsep|> فاسمع اذا أوصافها وصفات ها <|vsep|> تيك المنازل ربة الاحسان </|bsep|> <|bsep|> هي جنة طابت وطاب نعيمها <|vsep|> فنعيمها باق وليس بفان </|bsep|> <|bsep|> دار السلام وجنة المأوى ومن <|vsep|> زل عسكر الايمان والقرن </|bsep|> <|bsep|> فالدار دار سلامة وخطابهم <|vsep|> فيها سلام واسم ذي الغفران </|bsep|> <|bsep|> درجاتها مائة وما بين اثنتي <|vsep|> ن فذاك في التحقيق للحسبان </|bsep|> <|bsep|> مثل الذي بين السماء وبين هذي <|vsep|> الأرض قول الصاق والبرهان </|bsep|> <|bsep|> لكن عاليها هو الفردوس مس <|vsep|> قوف بعرش الخالق الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وسط الجنان وعلوها فلذاك كا <|vsep|> نت قبة من أحسن البنيان </|bsep|> <|bsep|> منه تفجر سائر الأنهار فال <|vsep|> ينبوع منه نازل بجنان </|bsep|> <|bsep|> أبوابها حق ثمانية أتت <|vsep|> في النص وهي لصاحب الاحسان </|bsep|> <|bsep|> باب الجهاد وذاك أعلاها وبا <|vsep|> ب الصوم يدعي الباب بالريان </|bsep|> <|bsep|> ولكل سعي صالح باب ورب <|vsep|> السعي منه داخل بأمان </|bsep|> <|bsep|> ولسوف يدعى المرء من أبوابها <|vsep|> جميعا ذا وفى حلى الايمان </|bsep|> <|bsep|> منهم أبو بكر الصديق ذا <|vsep|> ك خليفة المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> سبعون عاما بين كل اثنين من <|vsep|> ها قدّرت بالعد والحسبان </|bsep|> <|bsep|> هذا حديث لقيط المعروف بال <|vsep|> خبر الطويل وذا عظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> وعليه كل جلالة ومهابة <|vsep|> ولكم حواه بعد من عرفان </|bsep|> <|bsep|> لكن بينهما مسيرة أربعي <|vsep|> ن رواه حبر الامة الشيباني </|bsep|> <|bsep|> في مسند بالرفع وهو لمسلم <|vsep|> وقف كمرفوع بوجه ثان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روى تقديره بثلاثة ال <|vsep|> أيام لكن عند ذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> أعني البخاري الرضي وهو منكر <|vsep|> وحديث رواية ذو نكران </|bsep|> <|bsep|> هذا وفتح الباب ليس بممكن <|vsep|> الا بنفتاح على أسنان </|bsep|> <|bsep|> مفتاحه بشهادة الاخلاص والتو <|vsep|> حيد تلك شهادة الايمان </|bsep|> <|bsep|> أسنانه الأعمال وهي شرائع ال <|vsep|> سلام والمفتاح بالأسنان </|bsep|> <|bsep|> لا تلغين هذا المثال فكم به <|vsep|> من حل أشكال لذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> هذا ومن يدخل فليس بداخل <|vsep|> الا بتوقيع من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وكذاك يكتب للفتى لدخوله <|vsep|> من قبل توقيعانمشهوران </|bsep|> <|bsep|> حداهما بعد الممات وعرض أر <|vsep|> اح العباد به على الديان </|bsep|> <|bsep|> فيقول رب العرش جا جلاله <|vsep|> للكاتبين وهم أولو الديوان </|bsep|> <|bsep|> ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك دي <|vsep|> وان الجنان مجاور المنان </|bsep|> <|bsep|> ديوان عليين أصحاب القر <|vsep|> ن وسنة المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> فذا انتهى للجسر يوم الحشر يع <|vsep|> طى للدخول اذا كتاب ثان </|bsep|> <|bsep|> عنوانه هذا الكتاب من عزي <|vsep|> ز راحم لفلان ابن فلان </|bsep|> <|bsep|> فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار <|vsep|> تفعت ولكن لقطوف دوان </|bsep|> <|bsep|> هذا وقد كتب اسمه مذ كان في ال <|vsep|> أرحام قبل ولادة الانسان </|bsep|> <|bsep|> بل قبل ذلك هو وقت القبضتي <|vsep|> ن كلاهما للعدل والاحسان </|bsep|> <|bsep|> سبحان ذي الجبروت والملكوت وال <|vsep|> جلال والاكرام والسبحان </|bsep|> <|bsep|> والله أكبر عالم الأسرار وال <|vsep|> علان واللحظات بالأجفان </|bsep|> <|bsep|> والحمد لله السميع لسائر ال <|vsep|> أصوات من سر ومن علان </|bsep|> <|bsep|> وهو الموحد والمسبح والممج <|vsep|> د والحميد ومنزل القرن </|bsep|> <|bsep|> والأمر من قبل ومن بعد له <|vsep|> سبحانك اللهم ذا السلطان </|bsep|> <|bsep|> هذا وان صفوفهم عشرون مع <|vsep|> مائة وهذي الأمة الثلثان </|bsep|> <|bsep|> يرويه عنه بريدة سناده <|vsep|> سرط الصحيح بمسند الشيباني </|bsep|> <|bsep|> وله شواهد من حديث أبي هري <|vsep|> رة وابن مسعود وحبر زمان </|bsep|> <|bsep|> أعني ابن عباس وفي سناده <|vsep|> رجل ضعيف غير ذي اتقان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتانا في الصحيح بأنهم <|vsep|> شطر وما اللفظان مختلفان </|bsep|> <|bsep|> ذ قال أرجو تكونوا شطرهم <|vsep|> هذا رجاء منه للرحمن </|bsep|> <|bsep|> أعطاه رب العرش ما يرجو وزا <|vsep|> د من العطاء فعال ذي الاحسان </|bsep|> <|bsep|> هذا وأول زمرة فوجوههم <|vsep|> كالبدر ليل الست بعد ثمان </|bsep|> <|bsep|> السابقون هم وقد كانوا هنا <|vsep|> أيضا أولي سبق الى الاحسان </|bsep|> <|bsep|> وصغيرهم وكبيرهم في ذا على <|vsep|> حد سواء ما سوى الولدان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روى الخدري أيضا أنهم <|vsep|> أبناء عشر بعدها عشران </|bsep|> <|bsep|> وكلاهما في الترمذي وليس ذا <|vsep|> بتناقض بل ها هنا أمران </|bsep|> <|bsep|> حذف الثلاث ونيف بعد العقو <|vsep|> د وذكر ذلك عندهم سيان </|bsep|> <|bsep|> والزمرة الأخرلا كأضواء كوكب <|vsep|> في الأفق تنظره به العينان </|bsep|> <|bsep|> أمشاطهم ذهب ورشحهم فمس <|vsep|> ك خالص يا ذلة الحرمان </|bsep|> <|bsep|> ويرى الذين بذيلها من فوقهم <|vsep|> مثل الكواكب رؤية بعيان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك مختصا برسل الله بل <|vsep|> لهم وللصديق ذي الايمان </|bsep|> <|bsep|> هذا وأعلاهم فناظر ربه <|vsep|> في كل يوم وقته الطرفان </|bsep|> <|bsep|> لكن أدناهم وما فيهم دني <|vsep|> ذ ليس في الجنات من نقصان </|bsep|> <|bsep|> فهو الذي تلقى مسافة ملكه <|vsep|> بسنيننا ألفان كاملتان </|bsep|> <|bsep|> فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ <|vsep|> يته لأدناه القريب الداني </|bsep|> <|bsep|> أو ماسمعت بأن خر أهلها <|vsep|> يعطيه رب لعرش ذو الغفران </|bsep|> <|bsep|> أضعاف دنيانا جميعا عشر أم <|vsep|> ثال لها سبحان ذي الاحسان </|bsep|> <|bsep|> هذا وسنهم ثلاث مع ثلا <|vsep|> ثين التي هي قوة الشبان </|bsep|> <|bsep|> عند اتساع في الكلام فعندما <|vsep|> يأتوا بتحرير فبالميزان </|bsep|> <|bsep|> والطول طول أبيهم ستون ل <|vsep|> كن عرضهم سبع بلا نقصان </|bsep|> <|bsep|> الطول صح بغير شك في الصحي <|vsep|> حين اللذين هما لنا شمسان </|bsep|> <|bsep|> والعرض لم نعرفه في احداهما <|vsep|> لكن رواه أحمد الشيباني </|bsep|> <|bsep|> هذا ولا يخفى التناسب بين ه <|vsep|> ذا العرض والطول البديع الشان </|bsep|> <|bsep|> كل على مقدرا صاحبه وذا <|vsep|> تقدير متقن صنعة الانسان </|bsep|> <|bsep|> ألوانهم بيض وليس لهم لحى <|vsep|> جعد الشعور مكحّلوا الأجفان </|bsep|> <|bsep|> هذا كمال الحسن في أبشارهم <|vsep|> وشعورهم وكذلك العينان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى أثر بأن لسانهم <|vsep|> بالمنطق العربي خير لسان </|bsep|> <|bsep|> لكنّ في اسناده نظرا ففي <|vsep|> ه راويان وما هما ثبتان </|bsep|> <|bsep|> أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يح <|vsep|> يى الأشعري وذان مغموزان </|bsep|> <|bsep|> والريح يوجد من مسيرة أربعي <|vsep|> ن ون تشأ مائة فمرويان </|bsep|> <|bsep|> وكذا روى سبعين أيضا صح ه <|vsep|> ذا كله وأتى به اثران </|bsep|> <|bsep|> ما في رجالهما لنا من مطعن <|vsep|> والجمع بين الكل ذو مكان </|bsep|> <|bsep|> وقد أتى تقديره مائة بخم <|vsep|> س ضربها من غير ما نقصان </|bsep|> <|bsep|> ن صح هذا فهو أيضا والذي <|vsep|> من قلبه في غاية الامكان </|bsep|> <|bsep|> أما بحسب المدركين لريحها <|vsep|> قربا وبعدا ما هما سيّان </|bsep|> <|bsep|> أو باختلاف قرارها وعلوّها <|vsep|> أيضا وذلك اضح التبيان </|bsep|> <|bsep|> أو باختلاف السير أيضا فهو أن <|vsep|> واع بقدر طاقة الانسان </|bsep|> <|bsep|> ما بين ألفاظ الرسول تناقض <|vsep|> بل ذلك في الأفهام والأذهان </|bsep|> <|bsep|> ونظير هذا سبق أهل الفقر لل <|vsep|> جنات في تقديره أثران </|bsep|> <|bsep|> مائة بخمس ضربها أو أربعي <|vsep|> ن كلاهما في ذاك محفوظان </|bsep|> <|bsep|> فأبو هريرة قد روى أولاهما <|vsep|> وروى لنا الثاني صحابيان </|bsep|> <|bsep|> هذا بحسب تفاوت الفقراء في أس <|vsep|> تحقاق سبقهم الى الاحسان </|bsep|> <|bsep|> أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا <|vsep|> ء كلاهما لا شك موجودان </|bsep|> <|bsep|> هذا وأولهم دخولا خير خل <|vsep|> ق الله من قد خصّ بالقرن </|bsep|> <|bsep|> والأنبياء على مراتبهم من الت <|vsep|> فضيل تلك مواهب المنان </|bsep|> <|bsep|> هذا وأمة أحمد سباق با <|vsep|> قي الخلق عند دخولهم بجنان </|bsep|> <|bsep|> وأحقهم بالسبق أسبقهم الى ال <|vsep|> سلام والتصديق بالقرن </|bsep|> <|bsep|> وكذا أبو بكر هو الصديق أس <|vsep|> بقهم دخولا قول عند ذي البرهان </|bsep|> <|bsep|> وروى ابن ماجه أن أولهم يصا <|vsep|> فحه اله العرش ذو الاحشان </|bsep|> <|bsep|> ويكون أولهم دخولا جنة ال <|vsep|> فردوس ذلك قامع الكفران </|bsep|> <|bsep|> فاروق دين الله ناصر قوله <|vsep|> ورسوله وشرائع الايمان </|bsep|> <|bsep|> لكنه أثر ضعيف فيه مج <|vsep|> روح يسمى خالدا ببيان </|bsep|> <|bsep|> لو صلح كان عمومه المخصوص بالص <|vsep|> ديق قطعا غير ذي نكران </|bsep|> <|bsep|> هذا وأولهم دخولا فهو حم <|vsep|> اد على الحلالات للرحمن </|bsep|> <|bsep|> ن كان في السراء أصبح حامدا <|vsep|> أو كان في الضرا فحمد ثان </|bsep|> <|bsep|> هذا الذي هو عارف بلهه <|vsep|> وصفائه وكماله الرباني </|bsep|> <|bsep|> وكذا الشهيد فسبقه متيقن <|vsep|> وهو الجدير بذلك الاحسان </|bsep|> <|bsep|> وكذلك الملوك حين يقوم بال <|vsep|> حقين سباق بغير توان </|bsep|> <|bsep|> وكذا فقير ذو عيال ليس بال <|vsep|> ملحاح بل ذو عفة وصيان </|bsep|> <|bsep|> والجنة اسم الجنس وهي كثيرة <|vsep|> جدا ولكن أصلها نوعان </|bsep|> <|bsep|> ذهبيتان بكل ما حوتاه من <|vsep|> حلى ونية ومن بنيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك أيضا ففضة ثنتان من <|vsep|> حلى وبنيان وكل أوان </|bsep|> <|bsep|> لكن دار الخلد والمأوى وعد <|vsep|> ن والسلام اضافة لمعان </|bsep|> <|bsep|> أوصافها استدعت اضفتها الي <|vsep|> ها مدحة مع غاية التبيان </|bsep|> <|bsep|> لكنما الفردوس أعلاها وأو <|vsep|> سطها مساكن صفوة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> أعلاه منزلة لأعلى الخلق من <|vsep|> زلة هو المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة <|vsep|> خلصت له فضلا من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى في سورة الرحمن تف <|vsep|> ضيل الجنان مفصلا ببيان </|bsep|> <|bsep|> هي أربع ثنتان فاضلتان ثم <|vsep|> يليهما ثنتان مفضولان </|bsep|> <|bsep|> فالأوليان الفضليان لأوجه <|vsep|> عشر ويعسر نظمها بوزان </|bsep|> <|bsep|> واذا تأملت السياق وجدتها <|vsep|> فيه تلوح لمن له عينان </|bsep|> <|bsep|> سبحان من غرست يداه جنة ال <|vsep|> فردوس عند تكامل البنيان </|bsep|> <|bsep|> ويداه أيضا أتقنت لبنائها <|vsep|> فتبارك الرحمن أعظم بان </|bsep|> <|bsep|> هي في الجنان كدم وكلاهما <|vsep|> تفضيله من أجل هذا الشان </|bsep|> <|bsep|> لكنما الجهميّ ليس لديه من <|vsep|> ذا الفضل شيء فهو ذو نكران </|bsep|> <|bsep|> ولد عقوق عق والده ولم <|vsep|> يثبت بذا فضلا على شيطان </|bsep|> <|bsep|> فكلاهما تأثير قدرته وتأ <|vsep|> ثير المشيئة ليس ثم يدان </|bsep|> <|bsep|> لاهما أو نعمتاه وخلقه <|vsep|> كل بنعمة ربه المنان </|bsep|> <|bsep|> لما قضى رب العباد العرش قا <|vsep|> ل تكلمي فتكلمت ببيان </|bsep|> <|bsep|> قد أفلح العبد الذي هو مؤمن <|vsep|> ماذا ادّخرت له من الاحسان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا <|vsep|> ك عويمر أثرا عظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> يهتز قلب العبد عند سماعه <|vsep|> طربا بقدر حلاوة الايمان </|bsep|> <|bsep|> ما مثله أبدا يقال برأيه <|vsep|> أو كان يا أهلا بذا العرفان </|bsep|> <|bsep|> فيه النزول ثلاث ساعات فاح <|vsep|> داهن ينظر في الكتاب الثاني </|bsep|> <|bsep|> يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة <|vsep|> وبعزة وبرحمة وحنان </|bsep|> <|bsep|> فترى الفتى يمسي على حال ويص <|vsep|> بح في سواها ما هما مثلان </|bsep|> <|bsep|> هو نائم واموره قد دبرت <|vsep|> ليلا ولا يدري بذاك الشان </|bsep|> <|bsep|> والساعة الأخرى الى عدن مسا <|vsep|> كن أهله هم صفوة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> الرسل ثم الأنبياء ومعهم الص <|vsep|> ديق حسب فلا تكن بجبان </|bsep|> <|bsep|> فيها الذي والله لا عين رأت <|vsep|> كلا ولا سمعت به الأذنان </|bsep|> <|bsep|> كلا ولا قلب به خطر المثا <|vsep|> ل له تعالى الله ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> والساعة الأخرى الى هذي السما <|vsep|> ء يقول هل من تائب ندمان </|bsep|> <|bsep|> أو داع أو مستغفر أو سائل <|vsep|> أعطيه اني واسع الاحسان </|bsep|> <|bsep|> حتى يصلي الفجر يشهدها مع ال <|vsep|> أملاك تلك شهادة القرن </|bsep|> <|bsep|> هذا الحديث بطوله وسياقه <|vsep|> وتمامه في سنة الطبراني </|bsep|> <|bsep|> وبناؤها اللبنات من ذهب <|vsep|> وأخرى فضة نوعان محتلفان </|bsep|> <|bsep|> وقصورها من لؤلؤ وزبرجد <|vsep|> أو فضة أو خالص العيقان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك من در وياقوت به <|vsep|> نظم الناء بغاية الاتقان </|bsep|> <|bsep|> والطين مسك خالص أو زعفرا <|vsep|> ن جابذا أثران مقبولان </|bsep|> <|bsep|> ليسا بمختلفين لا تنكرهما <|vsep|> فهما الملاط لذلك البنيان </|bsep|> <|bsep|> والأرض مرمرة مخالص فضة <|vsep|> مثل المرات تناله العينان </|bsep|> <|bsep|> في مسلم تشبيهها بالدرمك الص <|vsep|> افي وبالمسك العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> هذا لحسن اللون لكن ذا لطي <|vsep|> ب الريح صار هناك تشبيهان </|bsep|> <|bsep|> حصباؤها در وياقوت كذا <|vsep|> ك للىء نثرت كنثر جمان </|bsep|> <|bsep|> وترابها من زعفران أو من الم <|vsep|> سك الذي ما استلّ من غزلان </|bsep|> <|bsep|> غرفاتها في الجو ينظر بطنها <|vsep|> من ظهرها والظهر من بطنان </|bsep|> <|bsep|> سكانها أهل القيام مع الصيا <|vsep|> م وطيب الكلمات والاحسان </|bsep|> <|bsep|> ثنتان خالص حقه سبحانه <|vsep|> وعبيده أيضا لهم ثنتان </|bsep|> <|bsep|> للعبد فيها خيمة من لؤلؤ <|vsep|> قد جوفت هي صنعة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ستون ميلا طولها في الجو في <|vsep|> كل الزوايا أجمل النسوان </|bsep|> <|bsep|> يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم <|vsep|> بعضا وهذا لاتساع مكان </|bsep|> <|bsep|> فيها مقاصير بها الأبواب من <|vsep|> ذهب ودر زين بالمرجان </|bsep|> <|bsep|> وخيامها منصوبة برياضها <|vsep|> وشواطئ الأنهار ذي الجريان </|bsep|> <|bsep|> ما في الخيام سوى التي لو قابلت <|vsep|> للنيرين لقلت منكسفان </|bsep|> <|bsep|> له هاتيك الخيام فكم بها <|vsep|> للقلب من علق ومن أشجان </|bsep|> <|bsep|> فيهن حور قاصرات الطرف خي <|vsep|> رات حسان من خير حسان </|bsep|> <|bsep|> خيرات أخلاق حسان أوجها <|vsep|> فالحسن والاحسان متفقان </|bsep|> <|bsep|> فيها الأرائك وهي من سرر علي <|vsep|> هن الحجال كثيرة الألوان </|bsep|> <|bsep|> لا تستحق اسم الأرائك دون ها <|vsep|> تيك الحجال وذاك وضع لسان </|bsep|> <|bsep|> بشخانة يدعونها بلسان فا <|vsep|> رس وهو ظهر البيت ذي الأركان </|bsep|> <|bsep|> أشجارها نوعان منها ما له <|vsep|> في هذه الدنيا مثال ذان </|bsep|> <|bsep|> كالسدر أصل النبق مخضود مكا <|vsep|> ن الشوك من ثمر ذوي ألوان </|bsep|> <|bsep|> هذا وظل السدر من خير الظلا <|vsep|> ل ونفعه الترويح للأبدان </|bsep|> <|bsep|> وثماره أيضا ذوات منافع <|vsep|> من بعضها تفريح ذي الأحزان </|bsep|> <|bsep|> والطلح وهو الموز منضود كما <|vsep|> نضدت يد باصابع وبنان </|bsep|> <|bsep|> أو أنه شجر البوادي موقرا <|vsep|> حملا مكان الشوك في الأغصان </|bsep|> <|bsep|> وكذلك الرمان والأعناب والن <|vsep|> خل التي منها القطوف دوان </|bsep|> <|bsep|> هذا ونوع ما له في هذه الد <|vsep|> نيا نظير كي يرى بعيان </|bsep|> <|bsep|> يكفي من التعجاج قول الهنا <|vsep|> من كل فاكهة بها زوجان </|bsep|> <|bsep|> وأتوا به متشابها في اللون مخ <|vsep|> تلف الطعوم فذاك ذو ألوان </|bsep|> <|bsep|> أو أنه متشابه في الاسم مخ <|vsep|> تلف الجعوم فذاك قول ثان </|bsep|> <|bsep|> أو انه وسط خيار كله <|vsep|> فالفحل منه ليس ذا ثنيان </|bsep|> <|bsep|> أو أنه لثمارنا ذي مشبه <|vsep|> في اسم ولون ليس يختلفان </|bsep|> <|bsep|> لكن لبهجتها ولذة طعمها <|vsep|> أمر سوى هذا الذي تجدان </|bsep|> <|bsep|> فيلذها في الأكل عند منالها <|vsep|> وتلذها من قبله العينان </|bsep|> <|bsep|> قال ابن عباس وما بالجنة ال <|vsep|> عليا سوى أسماء ما تريان </|bsep|> <|bsep|> يعني الحقائق لا تماثل هذه <|vsep|> وكلاهما في الاسم متفقان </|bsep|> <|bsep|> يا طيب هاتيك الثمار وغرسها <|vsep|> في المسك ذاب الترب للبستان </|bsep|> <|bsep|> وكذلك الماء الذي يسقى به <|vsep|> ياطيب ذاك الورد للظون </|bsep|> <|bsep|> وذا تناولت المار أتت نظي <|vsep|> رتها فحلت دونها بمكان </|bsep|> <|bsep|> لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو <|vsep|> ل الشمس من حمل الى ميزان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك لم تمنع ولم تحنج الى <|vsep|> أن ترتقي للقنو في العيدان </|bsep|> <|bsep|> بل ذللت القطوف فكيف ما <|vsep|> شئت انتزعت بأسهل الامكان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى أثر بأن الساق من <|vsep|> ذهب رواه الترمذي ببيان </|bsep|> <|bsep|> قال ابن عباس وهاتيك الجذو <|vsep|> ع زمرد من أحسن الألوان </|bsep|> <|bsep|> ومقطعاتهم من الكرم الذي <|vsep|> فيها ومن سعة من العقيان </|bsep|> <|bsep|> وثمارها ما فيه من عجم كأم <|vsep|> ثال القلال فجلّ ذو الاحسان </|bsep|> <|bsep|> وظلالها معدودة ليست تقي <|vsep|> حرا ولا شمسا وأنى ذان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بظل أصل واحد <|vsep|> فيه يسير الراكب العجلان </|bsep|> <|bsep|> مائة سنين قدرت لا تنقضي <|vsep|> هذا العظيم الأصل والأفنان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روى الخدري أيضا أن طو <|vsep|> بى قدريها مائة بلا نقصان </|bsep|> <|bsep|> تتفتح الأكمام فيها عن لبا <|vsep|> سهم بما شاءوا من الألوان </|bsep|> <|bsep|> قال ابن عباس ويرسل ربنا <|vsep|> ريحا تهز ذوائب الأغصان </|bsep|> <|bsep|> فتثير أصواتا تلذ لمسمع الا <|vsep|> نسان كالنغمات بالأوزان </|bsep|> <|bsep|> يا لذة الأسماع لا تتعوضي <|vsep|> بلذاذة الأوتار والعيدان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت سماعهم فيها غنا <|vsep|> ء الحور بالأصوات والألحان </|bsep|> <|bsep|> واها لذيّاك السماع فنه <|vsep|> ملئت به الأذنان بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> واها لذيّاك السماع وطيبه <|vsep|> من مثل أقمار على أغصان </|bsep|> <|bsep|> واها لذيّاك السماع فكم به <|vsep|> للقلب من طرب ومن أشجان </|bsep|> <|bsep|> واها لذيّاك السماع ولم أقل <|vsep|> ذيّاك تصغيرا له بلسان </|bsep|> <|bsep|> ما ظن سامعه بصوت أطيب ال <|vsep|> أصوات من حور الجنان حسان </|bsep|> <|bsep|> نحن النواعم والخوالد خيرا <|vsep|> ت كاملات الحسن والاحسان </|bsep|> <|bsep|> لسنا نموت ولا نخاف وما لنا <|vsep|> سخط ولا ضغن من الأضغان </|bsep|> <|bsep|> طوبى لمن كنا له وكذاك طو <|vsep|> بى للذي هو حظنا لفظان </|bsep|> <|bsep|> في ذاك ثار روين وذكرها <|vsep|> في الترمذي ومعجم الطبراني </|bsep|> <|bsep|> ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تف <|vsep|> سيرا للفظة يحبرون أغان </|bsep|> <|bsep|> نزه سماعك ن أردت سماع ذي <|vsep|> اك الغناء عن هذه الألحان </|bsep|> <|bsep|> لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتح <|vsep|> رم ذا وذا يا ذلة الحرمان </|bsep|> <|bsep|> ن اختيارك للسماع النازل ال <|vsep|> أدنى على الأعلى من النقصان </|bsep|> <|bsep|> والله أن سماعهم في القلب وال <|vsep|> يمان مثل السم في الأبدان </|bsep|> <|bsep|> والله ما انفك الذي هو دأبه <|vsep|> أبدا من الاشراك بالرحمن </|bsep|> <|bsep|> فلقلب بيت الرب جل جلاله <|vsep|> حبا واخلاصا مع الاحسان </|bsep|> <|bsep|> فذا تعلق بالسماع اصاره <|vsep|> عبدا لكل فلانة وفلان </|bsep|> <|bsep|> حب الكتاب وحب ألحان الغنا <|vsep|> في قلب عبد ليس يجتمعان </|bsep|> <|bsep|> ثقل الكتاب عليهملما رأوا <|vsep|> تقييده بشرائع الايمان </|bsep|> <|bsep|> واللهو خف عليهم ولما رأوا <|vsep|> ما فيه من طرب ومن ألحان </|bsep|> <|bsep|> قوت النفوس وانما القرن قو <|vsep|> ت القلب أنى يستوي القوتان </|bsep|> <|bsep|> ولذا تراه حظ ذي النقصان كال <|vsep|> جهال والصبيان والنسوان </|bsep|> <|bsep|> وألذهم فيه أقلهم من العقل <|vsep|> الصحيح فسل أخا العرفان </|bsep|> <|bsep|> يا لذة الفساق لست كلذة ال <|vsep|> أبرار في عقل ولا قرن </|bsep|> <|bsep|> أنهارها في غير أخدود جرت <|vsep|> سبحان ممسكها عن الفيضان </|bsep|> <|bsep|> من تحتهم تجري كما شاءوا مفج <|vsep|> رة وما للنهر من نقصان </|bsep|> <|bsep|> عسل مصفى ثم ماء ثم خم <|vsep|> ر ثم أنهار من الألبان </|bsep|> <|bsep|> والله ما تلك المواد كهذه <|vsep|> لكن هما في اللفظ مجتمعان </|bsep|> <|bsep|> هذا وبينهما يسير تشابه <|vsep|> وهو اشتراك قام بالأذهان </|bsep|> <|bsep|> وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم <|vsep|> ولحوم طير ناعم وسمان </|bsep|> <|bsep|> وفواكه شتى بحسب مناهم <|vsep|> يا شبعة كملت لذي الايمان </|bsep|> <|bsep|> لحم وخمر والنسا وفواكه <|vsep|> والطيب مع روح ومع ريحان </|bsep|> <|bsep|> وصحافهم ذهب تطوف عليهم <|vsep|> بأكف خدام من الولدان </|bsep|> <|bsep|> وانظر الى جعل اللذاذة للعيو <|vsep|> ن وشهوة للنفس في القرن </|bsep|> <|bsep|> للعين منها لذة تدعو الى <|vsep|> شهواتها بالنفس والأمران </|bsep|> <|bsep|> سبب التناول وهو يوجب لذة <|vsep|> أخرى سوى ما نالت العينان </|bsep|> <|bsep|> يسقون فيها من رحيق ختمه <|vsep|> بالمسك أوله كمثله الثاني </|bsep|> <|bsep|> مع خمرة لذت لشاربها بلا <|vsep|> غول ولا داء ولا نقصان </|bsep|> <|bsep|> والخمر في الدنيا فهذا وصفها <|vsep|> تغتال عقل الشارب السكران </|bsep|> <|bsep|> وبها من الأدواء ما هي أهله <|vsep|> ويخاف من عدم لذي الوجدان </|bsep|> <|bsep|> فنفى لنا الرحمن أجمعها عن ال <|vsep|> خمر التي في جنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> وشرابهم من سلسبيل مزجه ال <|vsep|> كافور ذاك شراب ذي الاحسان </|bsep|> <|bsep|> هذا شرب أولي اليمين ولكن ال <|vsep|> أبرار شربهم المقرب خيرة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> صفى المقرب سعيه فصفا له <|vsep|> ذاك الشراب فتلك تصفيتان </|bsep|> <|bsep|> لكن أصحاب اليمين فأهل مز <|vsep|> ج بالمباح وليس بالعصيان </|bsep|> <|bsep|> مزج الشراب لهم كما مزجوا <|vsep|> هم الأعمال ذاك المزج بالميزان </|bsep|> <|bsep|> هذا وذو التخليط مزجا أمره <|vsep|> والحكم فيه لربه الديان </|bsep|> <|bsep|> هذا وتصريف المكل منهم <|vsep|> عرق يفيض لهم من الأبدان </|bsep|> <|bsep|> كروائح المسك الذي ما فيه خل <|vsep|> ط غيره من سائر الألوان </|bsep|> <|bsep|> فتعود هانيك البطون ضوامرا <|vsep|> تبغي الطعام على مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> لا غائط فيها ولا بول ولا <|vsep|> مخط ولا بصق من الانسان </|bsep|> <|bsep|> ولهم جشاء ريحه مسك يكو <|vsep|> ن به تمام الهم بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> هذا وهذا صح عنه فواحد <|vsep|> في مسلم ولأحمد الأثران </|bsep|> <|bsep|> وهم الملوك على الأسرة فوق ها <|vsep|> تيك الرؤوس مرصع التيجان </|bsep|> <|bsep|> ولباسهم من سندس خضر ومن <|vsep|> استبرق نوعان معروفان </|bsep|> <|bsep|> ما ذلك من دود بنى من فوقه <|vsep|> تلك البيوت وعاد ذا الطيران </|bsep|> <|bsep|> كلا ولا نسجت على المنوال نس <|vsep|> ج ثيابنا بالقطن والكتان </|bsep|> <|bsep|> لكنها حلل تشق ثمارها <|vsep|> عنها رأيت شقائق النعمان </|bsep|> <|bsep|> بيض وخضر ثم صفر ثم حم <|vsep|> ر كالرباط بأحسن الألوان </|bsep|> <|bsep|> لا تقرب الدنس المقرب للبلى <|vsep|> ما للبلى فيهن من سلطان </|bsep|> <|bsep|> ونصيف احداهن وهو خمارها <|vsep|> ليست له الدنيا من الأثمان </|bsep|> <|bsep|> سبعون من حلل عليها لا تعو <|vsep|> ق الطرق عن مخ ورا الساقان </|bsep|> <|bsep|> لكن يراه من ورا ذا كله <|vsep|> مثل الشراب لذي زجاج أوان </|bsep|> <|bsep|> والفرش من استبرق قد بطنت <|vsep|> ما ظنكم بظهارة لبطان </|bsep|> <|bsep|> مرفوعة فوق الأسرة يتكئ <|vsep|> هو والحبيب بخلوة وأمان </|bsep|> <|bsep|> يتحدثان عن الأرائك ما ترى <|vsep|> حبين في الخلوات ينتجيان </|bsep|> <|bsep|> هذا وكم زريبة ونمارق <|vsep|> ووسائد صفت بلا حسبان </|bsep|> <|bsep|> والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد <|vsep|> وكذاك أسورة من العقيان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك يختص الاناث وانما <|vsep|> هو للاناث كذاك للذكران </|bsep|> <|bsep|> التاركين لباسه في هذه الد <|vsep|> نيا لأجل لباسه بجنان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بأن حليتهم الى <|vsep|> حيث انتهاء وضوئهم بوزان </|bsep|> <|bsep|> وكذا وضوء أبي هريرة كان قد <|vsep|> فازت به العضدان والساقان </|bsep|> <|bsep|> وسواه أنكر ذا عليه قائلا <|vsep|> ما الساق موضع حلية الانسان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك الا موضع الكعبين والز <|vsep|> دين لا الساقان والعضدان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك أهل الفقه مختلفون في <|vsep|> هذا وفيه عندكم قولان </|bsep|> <|bsep|> والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا <|vsep|> للمرفقين كذلك الكعبان </|bsep|> <|bsep|> هذا الذي قد حده الرحمن في ال <|vsep|> قرن لا تعدل عن القرن </|bsep|> <|bsep|> واحفظ حدود الرب لا تتعدها <|vsep|> وكذاك لا تجنح الى النقصان </|bsep|> <|bsep|> وانظر الى فعل الرسول تجده قد <|vsep|> أبدى المراد وجاء بالتبيان </|bsep|> <|bsep|> ومن استطاع يطيل غرته فمو <|vsep|> قوف على الراوي هو الفوقاني </|bsep|> <|bsep|> فأبو هريرة قال ذا من كيسه <|vsep|> فغدا يميزه أولو العرفان </|bsep|> <|bsep|> ونعيم الراوي له قد شك في <|vsep|> رفع الحديث كذا روى الشيباني </|bsep|> <|bsep|> وطالة الغرات ليس ببمكن <|vsep|> أبدا وذا في غاية التبيان </|bsep|> <|bsep|> يا من يطوف بكعبة الحسن التي <|vsep|> خفت بذاك الحجر والأركان </|bsep|> <|bsep|> ويظل يسعى دائما حول الصفا <|vsep|> ومحسّر مسعاه لا العلمان </|bsep|> <|bsep|> ويروم قربان الوصال على منى <|vsep|> والخيف يحجبه عن القربان </|bsep|> <|bsep|> فلذا تراه محرما أبدا ومو <|vsep|> ضع حله منه فليس بدان </|bsep|> <|bsep|> يبغي التمتع مفردا من حبه <|vsep|> متجردا يبغي شفيع قران </|bsep|> <|bsep|> فيظل بالجمرات يرمي قلبه <|vsep|> هذي مناسكه بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> والناس قد قضوا مناسكهم وقد <|vsep|> حثوا ركائبهم الى الأوطان </|bsep|> <|bsep|> وحدت بهم همم لهم وعزائم <|vsep|> نحو المنازل أول الأزمان </|bsep|> <|bsep|> زفعت لهم في السير أعلام الوصا <|vsep|> ل فشمّروا يا خيبة الكسلان </|bsep|> <|bsep|> ورأوا على بعد خياما نشرفا <|vsep|> ت مشرقات النور والبرهان </|bsep|> <|bsep|> فتيمموا تلك الخيام فنسوا <|vsep|> فيهن أقمارا بلا نقصان </|bsep|> <|bsep|> من قاصرات الطرف لا تبغى سوى <|vsep|> محبوبها من سائر الشبان </|bsep|> <|bsep|> قصرت عليه طرفها من حسنه <|vsep|> والطرف في ذا الوجه للنسوان </|bsep|> <|bsep|> أو أنها قصرت عليه طرفه <|vsep|> من حسنها فالطرف للذكران </|bsep|> <|bsep|> والأول المعهود من وضع الخطا <|vsep|> ب فلا تحدن عن ظاهر القرن </|bsep|> <|bsep|> ولربما دلت اشارته على الث <|vsep|> اني فتلك اشارة لمعان </|bsep|> <|bsep|> هذا وليس القاصرات كمن غدت <|vsep|> مقصورة فهما اذا صنفان </|bsep|> <|bsep|> يا مطلق الطرف المعذب في الألى <|vsep|> جردن عن حسن وعن احسان </|bsep|> <|bsep|> لا تسبينّك صورة من تحتها <|vsep|> الداء الدوي تبوء بالخسران </|bsep|> <|bsep|> والحافظات الغيب منهن التي <|vsep|> قد أصبحت فردا من النسوان </|bsep|> <|bsep|> فانظر مصارع من يليك ومن خلا <|vsep|> من قبل من شيب ومن شبان </|bsep|> <|bsep|> وارغب بعقلك أن تبيع العالي ال <|vsep|> باقي بذا الأدنى الذي هو فان </|bsep|> <|bsep|> قبحت خلائقها وقبح فعلها <|vsep|> شيطانه في صورة الانسان </|bsep|> <|bsep|> تنقاد للأنذال والأرذال هم <|vsep|> أكفاؤها من دون ذي الاحسان </|bsep|> <|bsep|> ما ثم من دين ولا عقل ولا <|vsep|> خلق ولا خوف من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وجمالها زور ومصنوع فان <|vsep|> تركته لم تطمح لها العينان </|bsep|> <|bsep|> طبعت على ترك الحفاظ فما لها <|vsep|> بوفاء حق البعل قط يدان </|bsep|> <|bsep|> ان قصر الساعي عليها ساعة <|vsep|> قالت وهل أوليت من احسان </|bsep|> <|bsep|> أو رام تقويما لها استعصت ولم <|vsep|> تقبل سوى التعويج والنقصان </|bsep|> <|bsep|> أفكارها في المكر والكيد الذي <|vsep|> قد حار فيه فكرة الانسان </|bsep|> <|bsep|> فجمالها قشر رقيق تحته <|vsep|> ما شئت من عيب ومن نقصان </|bsep|> <|bsep|> نقد رديء فوقه من فضة <|vsep|> شيء يظن به من الأثمان </|bsep|> <|bsep|> فالناقدون يرون ماذا تحته <|vsep|> والناس أكثرهم من العميان </|bsep|> <|bsep|> أما جميلات الوجوه فخائنا <|vsep|> ت بعولهن وهن للأخدان </|bsep|> <|bsep|> ن كان قد أعياك خود مثل ما <|vsep|> تبغي ولم تظفر الى ذا الن </|bsep|> <|bsep|> فاخطب من الرحمن خودا ثم قد <|vsep|> م مهرها ما دمت ذا مكان </|bsep|> <|bsep|> ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن <|vsep|> لك نسبة للعلم والايمان </|bsep|> <|bsep|> والله لم تخرج الى الدنيا للذ <|vsep|> ة عيشها أو للحطام الفاني </|bsep|> <|bsep|> لكن خرجت لكي تعد الزاد لل <|vsep|> أخرى فجئت بأقبح الخسران </|bsep|> <|bsep|> أهملت جمع الزاد حتى فات بل <|vsep|> فات الذي ألهاك عن ذا الشان </|bsep|> <|bsep|> والله لو أنّ القلوب سليمة <|vsep|> لتقطعت أسفا من الحرمان </|bsep|> <|bsep|> لكنها سكرى بحب حياتها الد <|vsep|> نيا وسوف نفيق بعد زمان </|bsep|> <|bsep|> فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخ <|vsep|> تر لنفسك يا أخا العرفان </|bsep|> <|bsep|> حور حسان قد كملن خلائقا <|vsep|> ومحاسنا من أجمل النسوان </|bsep|> <|bsep|> حتى يحار الطرف في الحسن الذي <|vsep|> قد ألبست فالطرف كالحيران </|bsep|> <|bsep|> ويقول لما أن يشاهد حسنها <|vsep|> سبحان معطي الحسن والاحسان </|bsep|> <|bsep|> والطرف يشري من كؤوس جمالها <|vsep|> فتراه مثل الشارب النشوان </|bsep|> <|bsep|> كملت خلائقها وأكمل حسنها <|vsep|> كالبدر ليل الست بعد ثمان </|bsep|> <|bsep|> والشمس تجري في محاسن وجهها <|vsep|> والليل تحت ذوائب الأغصان </|bsep|> <|bsep|> فتراه يعجب وهو موضع ذاك من <|vsep|> ليل وشمس كيف يجتمعان </|bsep|> <|bsep|> فيقول سبحان الذي ذا صنعه <|vsep|> سبحان متقن صنعة الانسان </|bsep|> <|bsep|> لا اليل يدرك شمسها فتغيب عن <|vsep|> د مجيئه حتى الصباح الثاني </|bsep|> <|bsep|> والشمس لا تأتي بطرد الليل بل <|vsep|> يتصاحبان كلاهما اخوان </|bsep|> <|bsep|> وكلاهما مرة صاحبه اذا <|vsep|> ما شاء يبصر وجهه يريان </|bsep|> <|bsep|> فيرى محاسن وجهه في وجها <|vsep|> وترى محاسنها به بعيان </|bsep|> <|bsep|> حمر الخدود ثغورهن للئ <|vsep|> سود العيون فواتر الأجفان </|bsep|> <|bsep|> والبرق يبدو حين يبسم ثغرها <|vsep|> فيضيء سقف القفصر بالجدران </|bsep|> <|bsep|> ولقد روينا أن برقا ساطعا <|vsep|> يبدو فيسأل عنه من بجنان </|bsep|> <|bsep|> فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك <|vsep|> في الجنة العليا كما تريان </|bsep|> <|bsep|> لله لاثم ذلك الثغر الذي <|vsep|> في لثمه دراك كل أمان </|bsep|> <|bsep|> ريانة الأعطاف من ماء الشبا <|vsep|> ب فغصنها بالماء ذو جريان </|bsep|> <|bsep|> لما جرى ماء النعيم بغصنها <|vsep|> حمل الثمار كثيرة الألوان </|bsep|> <|bsep|> فالورد والتفاح والرمان في <|vsep|> غصن تعالى غارس البستان </|bsep|> <|bsep|> والقد منها كالقضيب اللدن في <|vsep|> حسن القوام كأوسط القضبان </|bsep|> <|bsep|> في مغرس كالعاج تحسب أنه <|vsep|> عالي النقا أو واحد الكثبان </|bsep|> <|bsep|> لا الظهر يلحقها وليس ثديها <|vsep|> بلواحق للبطن أو بدوان </|bsep|> <|bsep|> لكنهن كواعب ونواهد <|vsep|> فثديهن كألطف الرمان </|bsep|> <|bsep|> والجيد ذو طول وحسن في بيا <|vsep|> ض واعتدال ليس ذا نكران </|bsep|> <|bsep|> يشكو الحليّ بعاده فله مدى ال <|vsep|> أيام وسواس من الهجران </|bsep|> <|bsep|> والمعصمان فان تشأ شبههما <|vsep|> بسبيكتين عليهما كفان </|bsep|> <|bsep|> كالزبد لينا في نعومة ملمس <|vsep|> أصداف در دورت بوزان </|bsep|> <|bsep|> والصدر متسع على بطن لها <|vsep|> حفت به خصران ذا أثمان </|bsep|> <|bsep|> وعليه أحسن سرة هي مجمع ال <|vsep|> خصرين قد غارت من الأعكان </|bsep|> <|bsep|> حق من العاج استدار وحوله <|vsep|> حبات مسك جل ذو الاتقان </|bsep|> <|bsep|> وذا انحدرت رأيت أمرا هائلا <|vsep|> ما للصفات عليه من سلطان </|bsep|> <|bsep|> لا الحيض يغشاه ولا بول ولا <|vsep|> شيء من الفات في النسوان </|bsep|> <|bsep|> فخذان قد جفا به حرسا له <|vsep|> فجنابه في عزة وصيان </|bsep|> <|bsep|> قاما بخدمته هو السلطان بي <|vsep|> نهما وحق طاعة السلطان </|bsep|> <|bsep|> وهو المطاع أميره لا ينثني <|vsep|> عنه ولا هو عنده بجبان </|bsep|> <|bsep|> وجماعها فهو الشفا لصبها <|vsep|> فالصبّ منه ليس بالضجران </|bsep|> <|bsep|> وذا يجامعها تعود كما أتت <|vsep|> بكرا بغير دم ولا نقصان </|bsep|> <|bsep|> فهو الشهي وعضوه لا ينثني <|vsep|> جاء الحديث بذا بلا نكران </|bsep|> <|bsep|> ولقد رأينا أن شغلهم الذي <|vsep|> قد جاء في يس دون بيان </|bsep|> <|bsep|> شغل العروس بعرسه من بعدما <|vsep|> عبثت به الأشواق طول زمان </|bsep|> <|bsep|> بالله لا تسأله عن أشغاله <|vsep|> تلك اليالي شأنه ذو شان </|bsep|> <|bsep|> واضرب لهم مثلا بصب غاب عن <|vsep|> محبوبه في شاسع البلدان </|bsep|> <|bsep|> والشوق يزعجه اليه وما له <|vsep|> بلقائه سبب من الامكان </|bsep|> <|bsep|> وافى اليه بعد طول مغيبه <|vsep|> عنه وصار الوصل ذا امكان </|bsep|> <|bsep|> أتلومه ان صار ذا شغل به <|vsep|> لا والذي أعطى بلا حسبان </|bsep|> <|bsep|> يا رب غفرا قد طغت أقلامنا <|vsep|> يا رب معذرة من الطغيان </|bsep|> <|bsep|> أقدامها من فضة قد ركبت <|vsep|> من فوقها ساقان ملتفان </|bsep|> <|bsep|> والساق مثل العاج ملموم يرى <|vsep|> مخ العظام وراءه بعيان </|bsep|> <|bsep|> والريح مسك الجسوم نواعم <|vsep|> واللون كالياقوت والمرجان </|bsep|> <|bsep|> وكلاهما يسبي العقول بنغمة <|vsep|> زادت على الأوتار والعيدان </|bsep|> <|bsep|> وهي العروب بشكلها وبدرها <|vsep|> ونحبب للزوج كل أوان </|bsep|> <|bsep|> وهي التي عند الجماع تزيد في <|vsep|> حركاتها للعين والأذنان </|bsep|> <|bsep|> لطفا وحسن تبعل وتغنج <|vsep|> وتحبب تفسير ذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> تلك الحلاوة والملاحة أوجبا <|vsep|> اطلاق هذا اللفظ وضع لسان </|bsep|> <|bsep|> فملاحة التصوير قبل غناجها <|vsep|> هي أول وهي المحل الثاني </|bsep|> <|bsep|> فذا هما اجتمعا لصب وامق <|vsep|> بلغت به اللذات كل مكان </|bsep|> <|bsep|> أتراب سن واحد متماثل <|vsep|> سن الشباب لأجمل الشبان </|bsep|> <|bsep|> بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ال <|vsep|> محبوب من انس ولا من جان </|bsep|> <|bsep|> حصن عليه حارس من أعظن ال <|vsep|> حرّاس بأسا شأنه ذو شان </|bsep|> <|bsep|> فاذا أحسّ بداخل للحصن ول <|vsep|> ى هاربا فتراه ذا امعان </|bsep|> <|bsep|> ويعود وهنا حين رب الحصن يخ <|vsep|> رج منه فهو كذا مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> وكذا رواه أبو هريرة أنها <|vsep|> تنصاغ بكرا للجماع الثاني </|bsep|> <|bsep|> لكن دراجا أبا السمح الذي <|vsep|> فيه يضعفه أولو الاتقان </|bsep|> <|bsep|> هذا وبعضهم يصحح عنه في الت <|vsep|> فسير كالمولود من حبان </|bsep|> <|bsep|> فحديثه دون الصحيح وأنه <|vsep|> فوق الضعيف وليس ذا اتقان </|bsep|> <|bsep|> يعطي المجامع قوة المائة التي أج <|vsep|> تمعت لأقوى واحد الانسان </|bsep|> <|bsep|> لا أن قوته تضاعف هكذا <|vsep|> اذ قد يكون لأضعف الأركان </|bsep|> <|bsep|> ويكون أقوى منه ذا نقص من ال <|vsep|> يمان والأعمال والاحسان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روينا أنه يغشى بيو <|vsep|> م واحد مائة من النسوان </|bsep|> <|bsep|> ورجاله شرط الصحيح رووا لهم <|vsep|> فيه وذا في معجم الطبراني </|bsep|> <|bsep|> هذا ودليل أن قدر نسائهم <|vsep|> متفاوت بتفاوت الايمان </|bsep|> <|bsep|> وبه يزول توهم الأشكال عن <|vsep|> تلك النصوص بمنة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وبقوة المائة التي حصلت له <|vsep|> أفضى الى مائة لا خوران </|bsep|> <|bsep|> وأعفهم في هذه الدنيا هو ال <|vsep|> أقوى هناك لزهده الفاني </|bsep|> <|bsep|> فاجمع قواك لما هناك وغمض ال <|vsep|> عينين واصبر ساعة لزمان </|bsep|> <|bsep|> ما ههنا والله ما يسوى قلا <|vsep|> مة ظفر واحدة ترى بجنان </|bsep|> <|bsep|> ما ههنا الا النقار وسيّيء ال <|vsep|> أخلاق مع عيب ومع نقصان </|bsep|> <|bsep|> هم وغم دائم لا ينتهي <|vsep|> حق الطلاق أو الفراق الثاني </|bsep|> <|bsep|> والله قد جعل النساء عوانيا <|vsep|> شرعا فأضحى البعل وهو العاني </|bsep|> <|bsep|> لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان <|vsep|> تفعل رجعت بذلة وهوان </|bsep|> <|bsep|> وذا بدت في حلة من لبسها <|vsep|> وتمايلت كتمايل النشوان </|bsep|> <|bsep|> تهتز كالغصن الرطيب وحمله <|vsep|> ورد وتفاح على رمان </|bsep|> <|bsep|> وتبخرت في مشيها ويحق ذا <|vsep|> ك لمثلها في جنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> ووصائف من خلفها وأمامها <|vsep|> وعلى شمائلها وعن أيمان </|bsep|> <|bsep|> كالبدر ليلة تتمة قد حف في <|vsep|> غسق الدجى بكواكب الميزان </|bsep|> <|bsep|> فلسانه وفؤاده والطرف في <|vsep|> دهش وعجاب وفي سبحان </|bsep|> <|bsep|> فالقبل قبل زفافها في عرسه <|vsep|> والعرس من أثر العرس متصلان </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا ما واجهته تقابلا <|vsep|> أرايت ذ يتقابل القمران </|bsep|> <|bsep|> فسل المتيم هل يحل الصبر عن <|vsep|> ضم وتقبيل وعن فلتان </|bsep|> <|bsep|> وسل المتيم ابن خلف صبره <|vsep|> في أي واد أم بأي مكان </|bsep|> <|bsep|> وسل المتيم كيف حالته وقد <|vsep|> ملئت له الأذنان والعينان </|bsep|> <|bsep|> من منطق رقت حواشيه ووج <|vsep|> ه كم به للشمس من جريان </|bsep|> <|bsep|> وسل المتيم كيف عيشته ذا <|vsep|> وهما على فرشيهما خلوان </|bsep|> <|bsep|> يتساقطان للءا منثورة <|vsep|> من بين منظوم كنظم جمان </|bsep|> <|bsep|> وسل المتيم كيف مجلسه مع ال <|vsep|> محبوب في روح وفي ريحان </|bsep|> <|bsep|> وتدور كاسات الرحيق عليهما <|vsep|> بأكف أقمار من الولدان </|bsep|> <|bsep|> يتنازعان الكأس هذا مرة <|vsep|> والخود أخرى ثم يتكئان </|bsep|> <|bsep|> فيضمها وتضمه أرأيت مع <|vsep|> شوقين بعد البعد يلتقيان </|bsep|> <|bsep|> غاب الرقيب وغاب كل منكد <|vsep|> وهما بثوب الوصل مشتملان </|bsep|> <|bsep|> أتراهما ضجرين من ذا العيش لا <|vsep|> وحياة ربك ما هما ضجران </|bsep|> <|bsep|> ويزيد كل منهما حبا لصا <|vsep|> حبه جديدا سائر الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ووصاله يكسوه حبا بعده <|vsep|> متسلسلا لا ينتهي بزمان </|bsep|> <|bsep|> فالوصل محفوف بحب سابق <|vsep|> وبلاحق وكلاهما صنوان </|bsep|> <|bsep|> فرق لطيف بين ذاك وبين ذا <|vsep|> يدريه ذو شغل بهذا الشان </|bsep|> <|bsep|> ومزيدهم في كل وقت حاصل <|vsep|> سبحان ذي الملكوت والسلطان </|bsep|> <|bsep|> يا غافلا عما خلقت له انتبه <|vsep|> جد الرحيل فلست باليقظان </|bsep|> <|bsep|> سار الرفاق وخلفوك مع الألي <|vsep|> قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني </|bsep|> <|bsep|> ورأيت أكثر من ترى متخلفا <|vsep|> فتبعتهم ورضيت بالحرمان </|bsep|> <|bsep|> لكن أتيت بخطتي وعجز وجه <|vsep|> ل بعد ذا وصحبت كل امان </|bsep|> <|bsep|> منتك نفسك باللحاق مع القعو <|vsep|> د عن المسير وراحة الأبدان </|bsep|> <|bsep|> ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا <|vsep|> ماذا صنعت وكنت ذا امكان </|bsep|> <|bsep|> والناس بينهم خلاف هل بها <|vsep|> خبل وفي هذا لهم قولان </|bsep|> <|bsep|> فنفاه طاوس وابراهيم ثم <|vsep|> مجاهد هم أولو العرفان </|bsep|> <|bsep|> وروى العقيلي الصدوق أبو رزي <|vsep|> ن من صاحب المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> أن لا توالد في الجنان رواه تع <|vsep|> ليقا محمد عظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> وحكاه عنه الترمذي وقال اس <|vsep|> حاق بن ابراهيم ذو الاتقان </|bsep|> <|bsep|> لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها <|vsep|> ه لكان ذك محقق الامكان </|bsep|> <|bsep|> وروى هشام لابنه عن عامر <|vsep|> عن ناجي عن سعد بن سنان </|bsep|> <|bsep|> ان المنعم بالجنان ذا اشتهى ال <|vsep|> ولد الذي هو نسخة الانسان </|bsep|> <|bsep|> فالحمل ثم الوضع ثم السن في <|vsep|> فرد من الساعات في الأزمان </|bsep|> <|bsep|> اسناده عندي صحيح قد روا <|vsep|> ه الرمذي وأحمد الشيباني </|bsep|> <|bsep|> ورجال ذا الاسناد محتج بهم <|vsep|> في مسلم وهم أولو اتقان </|bsep|> <|bsep|> لكن غريب ما له من شاهد <|vsep|> فرد بذا الاسناد ليس بثان </|bsep|> <|bsep|> لولا حديث أبي رزين كان ذا <|vsep|> كلنص يقرب منه في التبيان </|bsep|> <|bsep|> ولذاك أوله ابن ابراهيم بال <|vsep|> شرط الذي هو منتفى الوجدان </|bsep|> <|bsep|> وبذاك رام الجمع بين حديثه <|vsep|> وأبي رزين وهو ذو امكان </|bsep|> <|bsep|> هذا وفي تأويله نظر ف <|vsep|> ان اذا لتحقيق وذي اتقان </|bsep|> <|bsep|> ولربما جاءت لغير تحقق <|vsep|> والعكس في أن ذاك وضع لسان </|bsep|> <|bsep|> واحتج من نصر الولادة أن في الج <|vsep|> نات سائر شهوة الانسان </|bsep|> <|bsep|> والله قد جعل البنين مع النسا <|vsep|> من أعظم الشهوات في القرن </|bsep|> <|bsep|> فأجيب عنه بأنه لا يشتهي <|vsep|> ولدا ولا حبلا من النسوان </|bsep|> <|bsep|> واحتج من منع الولادة أنها <|vsep|> ملزومة أمرين ممتنعان </|bsep|> <|bsep|> حيض ونزال المنى وذانك ال <|vsep|> أمران في الجنات مفقودان </|bsep|> <|bsep|> وروى صدى عن رسول الله <|vsep|> أن منيّهم ذ ذاك ذو فقدان </|bsep|> <|bsep|> بل لا منيّ ولا منية هكذا <|vsep|> يروي سليمان هو الطبراني </|bsep|> <|bsep|> وأجيب عنه بأنه نوع سوى ال <|vsep|> معهود في الدنيا من النسوان </|bsep|> <|bsep|> فالنفي للمعهود في الدنيا من ال <|vsep|> يلاد والاثبات نوع ثان </|bsep|> <|bsep|> والله خالق نوعنا من أربع <|vsep|> متقابلات كلها بوزان </|bsep|> <|bsep|> ذكر وأنثى والذي هو ضده <|vsep|> وكذاك من أنثى بلا نكران </|bsep|> <|bsep|> والعكس أيضا مثل حوا أمنا <|vsep|> هي أربع معلومة التبيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك مولود لجنان يجوز أن <|vsep|> يأتي بلا حيض ولا فيضان </|bsep|> <|bsep|> والأمر في ذا ممكن في نفسه <|vsep|> والقطع ممتنع بلا برهان </|bsep|> <|bsep|> ويرونه سبحانه من فوقهم <|vsep|> نظر العيان كما يرى القمران </|bsep|> <|bsep|> هذا تواتر عن رسول الله لم <|vsep|> ينكره الا فاسد الايمان </|bsep|> <|bsep|> وأتى به القرن تصريحا وتع <|vsep|> ريضا هما بسياقه نوعان </|bsep|> <|bsep|> وهي الزيادة قد أتت في يونس <|vsep|> تفسبر من قد جاء بالقرن </|bsep|> <|bsep|> ورواه عنه مسلم بصحيحه <|vsep|> يروي صهيب ذا بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> وهو المزيد كذاك فسر أبو <|vsep|> بكر هو الصديق ذو الايقان </|bsep|> <|bsep|> وعليه أصحاب الرسول وتابعو <|vsep|> هم بعدهم تبعية الاحسان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى ذكر اللقا لربنا ال <|vsep|> رحمن في سور من الفرقان </|bsep|> <|bsep|> ولقاؤه ذ ذاك رؤيته حكى ال <|vsep|> جماع فيه جماعة ببيان </|bsep|> <|bsep|> وعليه أصحاب الحديث جميعهم <|vsep|> لغة وعرفا ليس يختلفان </|bsep|> <|bsep|> هذا ويكفي أنه سبحانه <|vsep|> وصف الوجوه بنظرة بجنان </|bsep|> <|bsep|> وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا <|vsep|> لا شك بفهم ورؤية بعيان </|bsep|> <|bsep|> وأتت أداة اليّ لرفع الوهم من <|vsep|> فكر كذاك ترقب الانسان </|bsep|> <|bsep|> وضافة لمحل رؤيتهم بذك <|vsep|> ر الوجه ذ قامت به العينان </|bsep|> <|bsep|> تالله ما هذا بفكر وانتظا <|vsep|> ر مغيب أو رؤية لجنان </|bsep|> <|bsep|> ما في الجنان من انتظار مؤلم <|vsep|> واللفظ يأباه لذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس في <|vsep|> ه حيلة يا فرقة الروغان </|bsep|> <|bsep|> ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي <|vsep|> يأتي به من بعد ذا التبيان </|bsep|> <|bsep|> لو قال أبين ما يقال لقلتم <|vsep|> هو مجمل ما فيه من تبيان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتى في سورة التطفيف أن <|vsep|> القوم قد حجبوا عن الرحمن </|bsep|> <|bsep|> فيدل بالمفهوم أن المؤمني <|vsep|> ن يرونه في جنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> وبذا استدل الشافعي وأحمد <|vsep|> وسواهما من عالمي الأزمان </|bsep|> <|bsep|> وأتى بذا المفهوم تصريحا ب <|vsep|> خرها فلا تخدع عن القرن </|bsep|> <|bsep|> وأتى بذاك مكذبا للكافري <|vsep|> ن الساخرين بشيعة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ضحكوا من الكفار يومئذ كما <|vsep|> ضحكوا هم منهم على الايمان </|bsep|> <|bsep|> وأثابهم نظرا اليه ضد ما <|vsep|> قد قاله فيهم أولو الكفران </|bsep|> <|bsep|> فلاك فسرها الأئمة أنه <|vsep|> نظر الى الرب العظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> لله ذاك الفهم يؤتيه الذي <|vsep|> هو أهله من جاد بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> وروى ابن ماجة مسندا عن جابر <|vsep|> خبرا وشاهده ففي القرن </|bsep|> <|bsep|> بينا هم في عيشهم وسرورهم <|vsep|> ونعيمهم في لذة وتهان </|bsep|> <|bsep|> واذا بنور ساطع قد أشرقت <|vsep|> منه الجنان قصيها والداني </|bsep|> <|bsep|> رفعوا اليه رؤوسهم فرأوه نور <|vsep|> الرب لا يخفى على انسان </|bsep|> <|bsep|> واذا بربهم تعالى فوقهم <|vsep|> قد جاء للتسليم بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> قال السلام عليكم فيرونه <|vsep|> جهرا تعالى الرب ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> مصداق ذا يس قد ضمنته عن <|vsep|> د القول من رب بهم رحمن </|bsep|> <|bsep|> من ردّ ذا فعلى رسول الله رد <|vsep|> وسوف عند الله يلتقيان </|bsep|> <|bsep|> في ذا الحديث علوه ومجيئه <|vsep|> وكلامه حتى يرى بعيان </|bsep|> <|bsep|> هذي أصول الدين في مضمونه <|vsep|> لا قول جهم صاحب البهتان </|bsep|> <|bsep|> وكذا حديث أبي هريرة ذلك ال <|vsep|> خبر الطويل أتى به الشيخان </|bsep|> <|bsep|> فيه تجلى الرب جل جلاله <|vsep|> ومجيئه وكلامه ببيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك رؤيته وتكيم لمن <|vsep|> يختاره من أمة الانسان </|bsep|> <|bsep|> فيه أصول الدين أجمعها فلا <|vsep|> تخدعك عنه شيعة الشيطان </|bsep|> <|bsep|> وحكى رسول الله فيه تجدد ال <|vsep|> غضب الذي للرب ذي السلطان </|bsep|> <|bsep|> جماع أهل العزم من رسل ال <|vsep|> له وذاك اجماع على البرهان </|bsep|> <|bsep|> لا تخدعنّ عن الحديث بهذه ال <|vsep|> راء فهي كثيرة الهذيان </|bsep|> <|bsep|> أصحابها أهل التخرص والتنا <|vsep|> قض والتهاتر قائلو البهتان </|bsep|> <|bsep|> يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى <|vsep|> فئتين منهم قط يتفقان </|bsep|> <|bsep|> الا اذا ما قلدا لسواهما <|vsep|> فتراهم جيلا من العميان </|bsep|> <|bsep|> ويقودهم أعمى يظن كمبصر <|vsep|> يا محنة العميان خلف فلان </|bsep|> <|bsep|> هل يستوي هذا ومبصر رشده <|vsep|> الله أكبر كيف يستويان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت منادي الايمان يخ <|vsep|> بر عن منادي جنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> يا أهلها لكم لدى الرحمن وع <|vsep|> د وهو منجزه لكم بضمان </|bsep|> <|bsep|> قالوا أما بيضت أوجهنا كذا <|vsep|> أعمالنا أثقلت في الميزان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك قد أدخلتنا الجنات حي <|vsep|> ن أجرتنا من مدخل النيران </|bsep|> <|bsep|> فيقول عندي موعد قد ن أن <|vsep|> أعطيكموه برحمتي وحناني </|bsep|> <|bsep|> فيرونه من بعد كشف حجابه <|vsep|> جهرا روى ذا مسلم ببيان </|bsep|> <|bsep|> ولقد أتانا في الصحيحين اللذي <|vsep|> ن هما أصح الكتب بعد قرن </|bsep|> <|bsep|> برواية الثقة الصدوق جري <|vsep|> ر البجلي عمن جاء بالقرن </|bsep|> <|bsep|> ان العباد يرونه سبحانه <|vsep|> رؤيا العيان كما يرى القمران </|bsep|> <|bsep|> فان استطعتم كل وقت فاحفظوا ال <|vsep|> بردين ما عشتم مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ولقد روى بضع وعشرون أمرا <|vsep|> من صحب أحمد خيرة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> أخبار هذا الباب عمن قد أتى <|vsep|> بالوحي تفصيلا بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> وألذ شيء للقلوب فهذه ال <|vsep|> أخبار مع أمثالها هي بهجة الايمان </|bsep|> <|bsep|> والله لولا رؤية الرحمن في ال <|vsep|> جنات ما طابت لذي العرفان </|bsep|> <|bsep|> أعلى نعيم رؤية وجهه <|vsep|> وخطابه في جنة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> وأشد شيء في العذاب حجابه <|vsep|> سبحانه عن ساكني النيران </|bsep|> <|bsep|> وذ ره المؤمنون نسوا الذي <|vsep|> هم فيه مما نالت العينان </|bsep|> <|bsep|> فذا توارى عنهم عادوا الى <|vsep|> لذاتهم من سائر الألوان </|bsep|> <|bsep|> فلهم نعيم عند رؤيته سوى <|vsep|> هذا النعيم فحبذا الأمران </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت يؤال أعرف خلقه <|vsep|> بجلاله المبعوث بالقرن </|bsep|> <|bsep|> شوقا اليه ولذة النظر التي <|vsep|> بجلال وجه الرب ذي السلطان </|bsep|> <|bsep|> فالشوق لذة روحه في هذه ال <|vsep|> دنيا ويوم قيامة الأبدان </|bsep|> <|bsep|> تلتذ بالنظر الذي فازت به <|vsep|> دون الجوارح هذه العينان </|bsep|> <|bsep|> والله ما في هذه الدنيا ألذ <|vsep|> من اشتياق العبد للرحمن </|bsep|> <|bsep|> وكذاك رؤية وجهه سبحانه <|vsep|> هي أكمل اللذات للانسان </|bsep|> <|bsep|> لكنما الجهمي ينكر ذا وذا <|vsep|> والوجه أيضا خشية الحدثان </|bsep|> <|bsep|> تبا له المخدوع أنكر وجهه <|vsep|> ولقاءه ومحبة الديان </|bsep|> <|bsep|> وكلامه وصفاته وعلوه <|vsep|> والعرش عطله من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> فتراه في واد ورسل الله في <|vsep|> واد وذا من أعظم الكفران </|bsep|> <|bsep|> أوماعلمت بأنه سبحانه <|vsep|> حقا يكلم حزبه بجنان </|bsep|> <|bsep|> فيقول جل جلاله هل أنتم <|vsep|> راضون قالوا نحن ذو رضوان </|bsep|> <|bsep|> أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا <|vsep|> ما لم ينله قط من انسان </|bsep|> <|bsep|> هل ثم شيء غير ذا فيكون أف <|vsep|> ضل منه نسأله من المنان </|bsep|> <|bsep|> فيقول أفضل منه رضواني فلا <|vsep|> يغشاكم سخط من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> وبذكر الرحمن واحدهم بما <|vsep|> قد كان منه سالف الازمان </|bsep|> <|bsep|> منه اليه ليس ثم وساطة <|vsep|> ما ذاك توبيخا من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> لكن يعرّفه الذي قد ناله <|vsep|> من فضله والعفو والاحسان </|bsep|> <|bsep|> ويسلم الرحمن جل جلاله <|vsep|> حقا عليهم وهو في القرن </|bsep|> <|bsep|> هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ <|vsep|> من فوق ذاك المسك كالكثبان </|bsep|> <|bsep|> ما عندهم أهل المنابر فوقهم <|vsep|> مما يرون بهم من الاحسان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه <|vsep|> سبحانه بتلاوة الفرقان </|bsep|> <|bsep|> فكأنهم لم يسمعوه فبل ذا <|vsep|> هذا رواه الحافظ الطبراني </|bsep|> <|bsep|> هذا سماع مطلق وسماعنا ال <|vsep|> قرن في الدنيا فنوع ثان </|bsep|> <|bsep|> والله يسمع قوله بوساطة <|vsep|> وبدونها نوعان معروفان </|bsep|> <|bsep|> فسماع موسى لم يكن بوساطة <|vsep|> وسماعنا بتوسط الانسان </|bsep|> <|bsep|> من صير النوعين نوعا واحدا <|vsep|> فمخالف للعقل والقرن </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بشانهم يوم المزي <|vsep|> د وأنه شأن عظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> هو يوم جمعتنا ويوم زيارة ال <|vsep|> رحمن وقت صلاتنا وأذان </|bsep|> <|bsep|> والسابقون الى الصلاة هم الألى <|vsep|> فازوا بذاك السبق بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> سبق بسبق والمؤخر ههنا <|vsep|> متأخر في ذلك الميدان </|bsep|> <|bsep|> والأقربون الى الامام فهم أولو الز <|vsep|> لفى هناك فههنا قربان </|bsep|> <|bsep|> قرب بقرب والمباعد مثله <|vsep|> بعد ببعد حكمة الديان </|bsep|> <|bsep|> ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد <|vsep|> ومنابر الياقوت والعيقان </|bsep|> <|bsep|> فيرون ربهم تعالى جهرة <|vsep|> نظر العيان كما يرى القمران </|bsep|> <|bsep|> ويحاضر الرحمن واحدهم محا <|vsep|> ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان </|bsep|> <|bsep|> هل تذكر اليوم الذي كنت في <|vsep|> ه مبارزا بالذنب والعصيان </|bsep|> <|bsep|> فيقول رب أما مننت بغفرة <|vsep|> قدما فانك واسع الغفران </|bsep|> <|bsep|> فيجيبه الرحمن مغفرتي التي <|vsep|> قد أوصلتك الى المحل الداني </|bsep|> <|bsep|> ويظلهم اذ ذاك منه سحابة <|vsep|> تأتي بمثل الوابل الهتان </|bsep|> <|bsep|> بينا هم في النور اذ غشيتهم <|vsep|> سبحان منشيها من الرضوان </|bsep|> <|bsep|> فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا <|vsep|> شبها له في سالف الأزمان </|bsep|> <|bsep|> فيزيدهم هذا جمالا فوق ما <|vsep|> لهم وتلك مواهب المنان </|bsep|> <|bsep|> فيقول جل جلاله قوموا الى <|vsep|> ما قد ذخرت لكم من الاحسان </|bsep|> <|bsep|> يأتون سوقا لا يباع ويشترى <|vsep|> فيه فخذ منه بلا أثمان </|bsep|> <|bsep|> قد أسلف التجار أثمان المبي <|vsep|> ع بعقدهم في بيعة الرضوان </|bsep|> <|bsep|> لله سوق قد أقامته الملا <|vsep|> ئكة الكرام بكل ما احسان </|bsep|> <|bsep|> فيها الذي والله لا عين رأت <|vsep|> كلا ولا سمعت به اذنان </|bsep|> <|bsep|> كلا ولم يخطر على قلب امرئ <|vsep|> فيكون عنه معبرا بلسان </|bsep|> <|bsep|> فيرى امرأ من فوقه في هيئة <|vsep|> فيروعه ما تنظر العينان </|bsep|> <|bsep|> فا عليه مثلها اذ ليس يل <|vsep|> حق أهلها شيء من الأحزان </|bsep|> <|bsep|> واها لذا السوق الذي من حله <|vsep|> نال التهاني كلها بأمان </|bsep|> <|bsep|> يدعى بسوق تعارف ما فيه من <|vsep|> صخب ولا غش ولا ايمان </|bsep|> <|bsep|> وتجارة من ليس تلهيه تجا <|vsep|> رات ولا بيع عن الرحمن </|bsep|> <|bsep|> أهل المروة والفتوة والتقى <|vsep|> والذكر للرحمن كل أوان </|bsep|> <|bsep|> يا من تعوض عنه بالسوق الذي <|vsep|> ركزت لديه راية الشيطان </|bsep|> <|bsep|> لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم <|vsep|> تركن الى سوق الكساد الفاني </|bsep|> <|bsep|> فاذا هم رجعوا الى أهليهم <|vsep|> بمواهب حصلت من الرحمن </|bsep|> <|bsep|> قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي <|vsep|> أعطيتم من ذا الجمال الثاني </|bsep|> <|bsep|> والله لازددتم جمالا فوق ما <|vsep|> كنتم عليه قبل هذا الن </|bsep|> <|bsep|> قالوا وأنتم والذي أنشأكم <|vsep|> قد زدتم حسنا على الاحسان </|bsep|> <|bsep|> لكن يحق لنا وقد كنا اذا <|vsep|> جلساء رب العرش ذي الرضوان </|bsep|> <|bsep|> فهم الى يوم المزيد أشد شو <|vsep|> قا من محب للحبيب الداني </|bsep|> <|bsep|> هذا وخاتمة النعيم خلودهم <|vsep|> ابدا بدار الخلد والرضوان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت منادي الايمان يخ <|vsep|> بر عن مناديهم بحسن بيان </|bsep|> <|bsep|> لكم حياة ما بها موت وعا <|vsep|> فية بلا سقم ولا أحزان </|bsep|> <|bsep|> ولكم نعيم ما به بؤس وما <|vsep|> لشبابكم هرم مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> كلا ولا نوم هناك يكون ذا <|vsep|> نوم وموت بيننا اخوان </|bsep|> <|bsep|> هذا علمناه اضطرارا من كتا <|vsep|> ب الله فافهم مقتضى القرن </|bsep|> <|bsep|> والجهم أفناها وأفنى أهلها <|vsep|> تبا لذاك الجاهل الفتان </|bsep|> <|bsep|> طردا لنفي دوام فعل الرب في ال <|vsep|> ماضي وفي مستقبل الأزمان </|bsep|> <|bsep|> وأبو الهذيل يقول يفنى كلما <|vsep|> فيها من الحركات للسكان </|bsep|> <|bsep|> وتصير دار الخلد مع سكانها <|vsep|> وثمارها كحجارة البنيان </|bsep|> <|bsep|> قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا <|vsep|> رب لأجل تسلسل الأعيان </|bsep|> <|bsep|> فالقوم أما جاحدون لربهم <|vsep|> أو منكرون حقائق الايمان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بذبحه للموت بي <|vsep|> ن المنزلين كذبح كبش الضان </|bsep|> <|bsep|> حاشا لذا الملك الكريم وانما <|vsep|> هو موتنا المحتوم للانسان </|bsep|> <|bsep|> والله ينشىء منه كيشا أملحا <|vsep|> يوم المعاد يرى لنا بعيان </|bsep|> <|bsep|> ينشىء من الأعراض أجساما كذا <|vsep|> بالعكس كل قابل الامكان </|bsep|> <|bsep|> أفما تصدق أن أعمال العبا <|vsep|> تحط يوم العرض في الميزان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك تثقل تارة وتخف أخ <|vsep|> رى ذاك في القرن ذو تبيان </|bsep|> <|bsep|> وله لسان كفتاه تقيمه <|vsep|> والكفتان اليه ناظرتان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك أمرا معنويا بل هو ال <|vsep|> محسوس حقا عند ذي الايمان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بأن تسبيح العبا <|vsep|> د وذكرهم وقراءة القرن </|bsep|> <|bsep|> ينشيه رب العرش في صورة يجا <|vsep|> دل عنه يوم قيامة الابدان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بأن ذاك حول عر <|vsep|> ش الرب ذو صوت وذو دوران </|bsep|> <|bsep|> يشفعن عند الرب جل جلاله <|vsep|> ويذكرون بصاحب الاحسان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس <|vsep|> في القبر للملفوف في الأكفان </|bsep|> <|bsep|> في صورة الرجل الجميل الوجه في <|vsep|> سن الشباب كأجمل الشباب </|bsep|> <|bsep|> يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر <|vsep|> حمن كي ينجيك من نيران </|bsep|> <|bsep|> في صورة الرجل الذي هو شا <|vsep|> حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت حديث صدق قد <|vsep|> أتى في سورتين من أول القرن </|bsep|> <|bsep|> فرقان من طير صواف بينهما <|vsep|> شرق ومنه الضوء ذو تبيان </|bsep|> <|bsep|> شبههما بغمامتين وان تشا <|vsep|> بغيابتين هما لذا مثلان </|bsep|> <|bsep|> هذا مثال الأجر وهو فعالنا <|vsep|> كتلاوة القرن بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> فالموت مخلوق بنص الوحي وال <|vsep|> مخلوق يقبل سائر الألوان </|bsep|> <|bsep|> في نفسه وبنشأة أخرى بقد <|vsep|> رة قالب الأعراض والألوان </|bsep|> <|bsep|> أو ما سمعت بقلبه سبحانه ال <|vsep|> أعيان من لون الى ألوان </|bsep|> <|bsep|> وكذلك الأعراض يقلب ربها <|vsep|> أعيانها والكل ذو امكان </|bsep|> <|bsep|> لم يفهم الجهال هذا كله <|vsep|> فأتوا بتأويلات ذي البطلان </|bsep|> <|bsep|> فمكذب ومؤول ومحير <|vsep|> ما ذاق طعم حلاوة الايمان </|bsep|> <|bsep|> لما فسى الجهال في ذانه <|vsep|> أعموه دون تدبر القرن </|bsep|> <|bsep|> فثنى لنا العطفين منه تكبرا <|vsep|> وتبخترا في حلة الهذيان </|bsep|> <|bsep|> ان قلت قال الله قال رسوله <|vsep|> فيقول جهلا أين قول فلان </|bsep|> <|bsep|> أوما سمعت بأنها القيعان فاغ <|vsep|> رس ما تشاء بذا الزمان الفاني </|bsep|> <|bsep|> وغراسها التسبيح والتكبير والت <|vsep|> حميد والتوحيد للرحمن </|bsep|> <|bsep|> تبار لتارك غرسه ماذا الذي <|vsep|> قد فاته من مدة الامكان </|bsep|> <|bsep|> يا من يقر بذا ولا يسعى له <|vsep|> بالله قل لي كيف يجتمعان </|bsep|> <|bsep|> أرأيت لو عطلت أرضك من غرا <|vsep|> س ما الذي تجني من البستان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك لو عطلتها من بذرها <|vsep|> ترجو المغل يكون كالكيمان </|bsep|> <|bsep|> ما قال رب العالمين وعبده <|vsep|> هذا فراجع مقتضى القرن </|bsep|> <|bsep|> وتأمل الباء التي قد عينت <|vsep|> سبب الفلاح لحكمة الفرقان </|bsep|> <|bsep|> وأظن باء النفي قد غرتك في <|vsep|> ذاك الحديث أتى به الشيخان </|bsep|> <|bsep|> لن يدخل الجنات أصلا كادح <|vsep|> بالسعي منه ولو على الأجفان </|bsep|> <|bsep|> والله ما بين النصوص تعارض <|vsep|> والكل مصدرها عن الرحمن </|bsep|> <|bsep|> لكنّ بالاثبات للتسبيب وال <|vsep|> باء التي للنفي بالأثمان </|bsep|> <|bsep|> والفرق بينهما ففرق ظاهر <|vsep|> يدريه ذو حظ من العرفان </|bsep|> <|bsep|> بالله ما عذر امرئ هو مؤمن <|vsep|> حقا بهذا ليس باليقظان </|bsep|> <|bsep|> بل قلبه في رقدة فاذا استفا <|vsep|> ق فلبسه هو حلة الكسلان </|bsep|> <|bsep|> تالله لو شاقتك جنات النعي <|vsep|> م طلبتها بنفائس الأثمان </|bsep|> <|bsep|> وسعيت جهدك في وصال نواعم <|vsep|> وكواعب بيض الوجوه حسان </|bsep|> <|bsep|> جليت عليك عرائس والله لو <|vsep|> تجلى على صخر من الصوان </|bsep|> <|bsep|> رقت حواشيه وعاد لوقته <|vsep|> ينهال مثل نقى من الكثبان </|bsep|> <|bsep|> لكن قلبك في القساوة جاز حد <|vsep|> الصخرة والحصباء في أشجان </|bsep|> <|bsep|> لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا <|vsep|> حس لما استبدلت بالأهوان </|bsep|> <|bsep|> أو صادفت منك الصفات حياة قل <|vsep|> ب كنت ذا طلب لهذا الشان </|bsep|> <|bsep|> خود تزف الى ضرير مقعد <|vsep|> يا محنة الحسناء بالعميان </|bsep|> <|bsep|> شمس لعنين تزف اليه ما <|vsep|> ذا حلية العنين في الغشيان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن لست رخيصة <|vsep|> بل انت غاليى على الكسلان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن ليس ينالها <|vsep|> في الألف الا واحد لا اثنان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها <|vsep|> الا أولو التقوى مع الايمان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن سوقك كاسد <|vsep|> بين الأراذل سلفة الحيوان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن أين المشتري <|vsep|> فلقد عرضت بأيسر الأثمان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن هل من خاطب <|vsep|> فالمهر قبل الموت ذو امكان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال <|vsep|> خطاب عنك وهم ذوو ايمان </|bsep|> <|bsep|> يا سلعة الرحمن لولا أنها <|vsep|> حجبت بكل مكاره الانسان </|bsep|> <|bsep|> ما كان عنها قط من متخلف <|vsep|> وتعطلت دار الجزاء الثاني </|bsep|> <|bsep|> لكنها حجبت بكل كريهة <|vsep|> ليصد عنها المبطل المتواني </|bsep|> <|bsep|> وتنالها الهمم التي تسمو الى <|vsep|> رب العلى بمشيئة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد <|vsep|> راحاته يوم المعاد الثاني </|bsep|> <|bsep|> واذا أبت ذا الشان نفسك فات <|vsep|> همها ثم راجع مطلع الايمان </|bsep|> <|bsep|> فذا رأيت الليل بعد وصبحه <|vsep|> ما انشق عنه عمودة لأذان </|bsep|> <|bsep|> والناس قد صلوا صلاة الصبح وان <|vsep|> تظروا طلوع الشمس قرب زمان </|bsep|> <|bsep|> فاعلم بأن العين قد عميت فنا <|vsep|> شد ربك المعروف بالاحسان </|bsep|> <|bsep|> واسأله ايمانا يباشر قلبك ال <|vsep|> محجوب عنه لتنظر العينان </|bsep|> <|bsep|> واسأله نورا هاديا يهديك في <|vsep|> طرق المسير اليه كل أوان </|bsep|> <|bsep|> والله ما خوفي الذنوب فانها <|vsep|> لعلى طريق العفو والغفران </|bsep|> <|bsep|> لكنما أخشى انسلاخ القلب من <|vsep|> تحكيم هذا الوحي والقرن </|bsep|> <|bsep|> ورضا براء الرجال وخرصها <|vsep|> لا كان ذاك بمنة الرحمن </|bsep|> <|bsep|> فبأي وجه التقى ربي اذا <|vsep|> أعرضت عن ذا الوحي طول زمان </|bsep|> <|bsep|> وعزلته عمّا أريد لأجله <|vsep|> عزلا حقيقيا بلا كتمان </|bsep|> <|bsep|> صرّحت أن يقيننا لا يستفاد <|vsep|> به وليس لديه من اتقان </|bsep|> <|bsep|> أوليته هجرا وتأويلا وتح <|vsep|> ريفا وتفويضا بلا برهان </|bsep|> <|bsep|> وسعيت جهدي في عقوبة ممسك <|vsep|> بعراه لا تقليد رأي فلان </|bsep|> <|bsep|> يا معرضا عما يراد به وقد <|vsep|> جد المسير فمنتهاه دان </|bsep|> <|bsep|> جذلان يضحك منا متبخترا <|vsep|> فكأنه قد نال عقد أمان </|bsep|> <|bsep|> خلع السرور عليه أوفى حلة <|vsep|> طردت جميع الهم والأحزان </|bsep|> <|bsep|> يختال في حلل المسرة ناسيا <|vsep|> ما بعدها من حلة الأكفان </|bsep|> <|bsep|> ما سعيه الا لطيب العيش في الد <|vsep|> نيا ولو أفضى الى النيران </|bsep|> <|bsep|> قد باع طيب العيش في دار النعي <|vsep|> م بذا الحطام المضمحل الفاني </|bsep|> <|bsep|> اني أظنك لا تصدق كونه <|vsep|> بالقرب بل ظن بلا ايقان </|bsep|> <|bsep|> بل قد سمعت الناس قالوا جنة <|vsep|> ايضا ونار بل لهم قولان </|bsep|> <|bsep|> والوقف مذهبك الذي تختاره <|vsep|> واذا انتهى الايمان للرجحان </|bsep|> <|bsep|> أم تؤثر الأدنى عليه وقالت الن <|vsep|> فس التي استعلت على الشيطان </|bsep|> <|bsep|> أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة <|vsep|> بعد الممات وطي ذي الأكوان </|bsep|> <|bsep|> لو أنه بنسيئة الدنيا لها <|vsep|> ن الأمر لكن في معاد ثان </|bsep|> <|bsep|> دع ما سمعت الناس قالوه وخذ <|vsep|> ما قد رأيت مشاهدا بعيان </|bsep|> <|bsep|> والله لو جالست نفسك خاليا <|vsep|> وبحثتها بحثا بلا روغان </|bsep|> <|bsep|> لرأيت هذا كامنا فيها ولو <|vsep|> أمنت لألقته الى الذان </|bsep|> <|bsep|> هذا هو السر الذي من أجله اخ <|vsep|> تارت عليه العاجل المتدان </|bsep|> <|bsep|> نقد قد اشتدت اليه حاجة <|vsep|> منها ولم يحصل لها بهوان </|bsep|> <|bsep|> أتبيعه بنسيئة في غير هذي <|vsep|> الدار بعد قيامة الأبدان </|bsep|> <|bsep|> هذا وان جزمت بها قطعا ول <|vsep|> كن حظها في حيّز الامكان </|bsep|> <|bsep|> ما ذاك قطعيا لها والحاصل ال <|vsep|> موجود مشهود برأي عيان </|bsep|> <|bsep|> فتألفت من بين شهوتها وشب <|vsep|> هتها قياسات من البطلان </|bsep|> <|bsep|> واستنجدت منها رضا بالعاجل ال <|vsep|> أدنى على الموعود بعد زمان </|bsep|> <|bsep|> وأتى من التأويل كل ملائم <|vsep|> لمرادها يا رقة الايمان </|bsep|> <|bsep|> وضعت الى شبهات أهل الشرك وال <|vsep|> تعطيل مع نقص من العرفان </|bsep|> <|bsep|> واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم <|vsep|> في الناس كلغرباء في البلدان </|bsep|> <|bsep|> ورأت عقول الناس دائرة على <|vsep|> جمع الحطام وخدمة السلطان </|bsep|> <|bsep|> وعلى المليحة والمليح وعشرة ال <|vsep|> أحباب والأصحاب والاخوان </|bsep|> <|bsep|> فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد <|vsep|> عوضا تلذ به من الاحسان </|bsep|> <|bsep|> فالقلب ليس يقر ألا في انا <|vsep|> ء فهو دون الجسم ذو جولان </|bsep|> <|bsep|> يبغي له سكنا يلذ بقربه <|vsep|> فتراه شبه الواله الحيران </|bsep|> <|bsep|> فيحب هذا ثم يهوى غيره <|vsep|> فيظل منتقلا مدى الأزمان </|bsep|> <|bsep|> لو نال كل مليحة ورياسة <|vsep|> لم يطئن وكان ذا دوران </|bsep|> <|bsep|> بل لو ينال بأسرها الدنيا لما <|vsep|> قرت بما قد ناله العينان </|bsep|> <|bsep|> نقل فؤادك حيث شئت من الهوى <|vsep|> واختر لنفسك أحسن الانسان </|bsep|> <|bsep|> فالقلب مضطر الى محبوبه ال <|vsep|> أعلى فلا يغنيه حب ثان </|bsep|> <|bsep|> وصلاحه وفلاحه ونعيمه <|vsep|> تجريد هذا الحب للرحمن </|bsep|> <|bsep|> فذا تخلى منه أصبح حائرا <|vsep|> ويعود في ذا الكون ذا هيمان </|bsep|> <|bsep|> لكن ذا الايمان يعلم أن ه <|vsep|> ذا كالظلال وكل هذا فان </|bsep|> <|bsep|> كخيال طيف ما استتم زيارة <|vsep|> الا وصبح رحيله بأذان </|bsep|> <|bsep|> وسحابة طلعت بيوم صائف <|vsep|> فالظل منسوخ بقرب زمان </|bsep|> <|bsep|> وكزهرة وافى الربيع بحسنها <|vsep|> او لامعا فكلاهما أخوان </|bsep|> <|bsep|> أو كالسراب يلوح للظمن في <|vsep|> وسط الهجير بمستوى القيعان </|bsep|> <|bsep|> أو كالأماني طاب منها ذكرها <|vsep|> بالقول واستحضارها بجنان </|bsep|> <|bsep|> وهي الغرور رؤوس أموال المفا <|vsep|> ليس الألى اتجروا بلا أثمان </|bsep|> <|bsep|> أو كالطعام يلذ عند مساغه <|vsep|> لكن عقباه كما تجدان </|bsep|> <|bsep|> هذا هو المثل الذي ضرب الرسو <|vsep|> ل لها وذا في غاية التبيان </|bsep|> <|bsep|> وذا أردت ترى حقيقتها فخذ <|vsep|> منه مثالا واحدا ذا شان </|bsep|> <|bsep|> أدخل بجهدك أصبعا في أليم وان <|vsep|> ظر ما تعلقه اذا بعيان </|bsep|> <|bsep|> هذا هو الدنيا كذا قال الرسو <|vsep|> ل ممثلا والحق ذو تبيان </|bsep|> <|bsep|> وكذاك مثلها بظل الدوح في <|vsep|> وقت الحرور لقائل الركبان </|bsep|> <|bsep|> هذا ولو عدلت جناح بعوضة <|vsep|> عند الاله الحق في الميزان </|bsep|> <|bsep|> لم يسق منها كافرا من شربة <|vsep|> ماء وكان الحق بالحرمان </|bsep|> <|bsep|> تالله ما عقل امرئ قد باع ما <|vsep|> يبقى بما هو مضمحل فان </|bsep|> <|bsep|> هذا ويفتي ثم يقضي حاكما <|vsep|> بالحجر من سفه لذا الانسان </|bsep|> <|bsep|> اذ باع شيئا قدره فوق الذي <|vsep|> يعتاضه من هذه الأثمان </|bsep|> <|bsep|> فمن السفيه حقيقة ان كنت ذا <|vsep|> عقل واكن العقل للسكران </|bsep|> <|bsep|> والله لو أن القلوب شهدن من <|vsep|> ا كان شأن غير هذا الشأن </|bsep|> <|bsep|> نفس من الأنفاس هذا العيش ان <|vsep|> قسناه بالعيش الطويل الثاني </|bsep|> <|bsep|> يا خسة الشركاء مع عدم الوفا <|vsep|> ء وطول جفوتها من الهجران </|bsep|> <|bsep|> هل فيك معتبر فيسلو عاشق <|vsep|> بمصارع العشاق كل زمان </|bsep|> <|bsep|> لكن على تلك لعيون غشاوة <|vsep|> وعلى القلوب أكنة النسيان </|bsep|> <|bsep|> أخو البصائر حاضر متيقظ <|vsep|> متفرد عن زمرة العميان </|bsep|> <|bsep|> يسمو الى ذاك الرفيق الأرفع الأ <|vsep|> على وخلى اللعب للصبيان </|bsep|> <|bsep|> الناس كلهم فصبيان وان <|vsep|> بلغوا سوى الأفراد والوحدان </|bsep|> <|bsep|> اذا ما رأى ما يشتهيه قال مو <|vsep|> عدك الجنان وجد في الأثمان </|bsep|> <|bsep|> اذا أبت الا الجماح أعاضها <|vsep|> بالعلم بعد حقائق الايمان </|bsep|> <|bsep|> يرى من الخسران بيع الدائم ال <|vsep|> باقي به يا ذلة الخسران </|bsep|> <|bsep|> يرى مصارع أهله من حوله <|vsep|> وقلوبهم كمراجل النيران </|bsep|> <|bsep|> مسراتها هن الوقود فان خبت <|vsep|> زادت سعيرا بالوقود الثاني </|bsep|> <|bsep|> جاءوا فرادى مثل ما خلقوا بلا <|vsep|> مال ولا أهل ولا اخوان </|bsep|> <|bsep|> ما معهم شيء سوى الأعمال فه <|vsep|> ي متاجر للنار أو لجنان </|bsep|> <|bsep|> تسعى بهم أعمالهم سوقا الى الد <|vsep|> ارين سوق الخيل بالركبان </|bsep|> <|bsep|> صبروا قليلا فاستراحوا دائما <|vsep|> يا عزة التوفيق للانسان </|bsep|> <|bsep|> حمدوا التقى عند الممات كذا السرى <|vsep|> عند الصباح فحبذا الحمدان </|bsep|> <|bsep|> وحدت بهم عزماتهم نحو العلى <|vsep|> وسروا فما نزلوا الى نعمان </|bsep|> <|bsep|> باعوا الذي يفنى من الخزف الخسي <|vsep|> ي بدائم من خالص العقيان </|bsep|> <|bsep|> رفعت لهم في السير اعلام السعا <|vsep|> دة والهدى يا ذلة الحيران </|bsep|> <|bsep|> فتسابق الأقوام وابتدروا لها <|vsep|> كتسابق الفرسان يوم رهان </|bsep|> <|bsep|> وأخو الهوينا في الديار مخلف <|vsep|> مع شكله يا خيبة الكسلان </|bsep|> <|bsep|> يا أيها القارئ لها اجلس مجلس ال <|vsep|> حكم الأمين أتى له الخصمان </|bsep|> <|bsep|> واحكم هداك الله حكما يشهد ال <|vsep|> عقل الصريح به مع القرن </|bsep|> <|bsep|> واحبس لسانك برهة عن كفره <|vsep|> حتى تعارضها بلا عدوان </|bsep|> <|bsep|> فذا فعلت فعنده أمثالها <|vsep|> فنزال خر دعوة الفرسان </|bsep|> <|bsep|> فالكفر ليس سوى العناد ورد ما <|vsep|> جاء الرسول به لقول فلان </|bsep|> <|bsep|> فانظر لعلك هكذا دون الذي <|vsep|> قد قالها فتفوز بالخسران </|bsep|> <|bsep|> فالحق شمس والعيون نواظر <|vsep|> لا تختفي الا على العميان </|bsep|> <|bsep|> والقلب يعمى عن هداه مثل ما <|vsep|> تعمى وأعظم هذه العينان </|bsep|> <|bsep|> هذا وأني بعد ممتحن بأر <|vsep|> بعة وكلهم ذو أضغان </|bsep|> <|bsep|> فظ غليظ جاهل متعلم <|vsep|> ضخم العمامة واسع الأردان </|bsep|> <|bsep|> متفيهف متضلع بالجهل ذو <|vsep|> صلع وذو جلح من العرفان </|bsep|> <|bsep|> مزجي البضاعة في العلوم وأنه <|vsep|> زاج من الايهام والهذيان </|bsep|> <|bsep|> يشكو الى الله الحقوق تظلما <|vsep|> من جهله كشكاية الأبدان </|bsep|> <|bsep|> من جاهل متطبب يفتي الورى <|vsep|> ويحيل ذاك على قضا الرحمن </|bsep|> <|bsep|> عجت فروج الخلق ثم دماؤهم <|vsep|> وحقوقهم منه الى الديان </|bsep|> <|bsep|> ما عنده علم سوى التكفير والت <|vsep|> بديع والتضليل والبهتان </|bsep|> <|bsep|> فاذا تيقن أنه المغلوب عن <|vsep|> د تقابل الفرسان في الميدان </|bsep|> <|bsep|> قال اشتكوه الى القضاة فانهم <|vsep|> حكموا وألا أشكوه للسلطان </|bsep|> <|bsep|> قولوا له هذا يحل الملك بل <|vsep|> هذا يزيل الملك مثل فلان </|bsep|> <|bsep|> فاعقره من قبل اشتداد الأمر من <|vsep|> ه بقوة الاتباع والأعوان </|bsep|> <|bsep|> واذا دعاكم للرسول وحكمه <|vsep|> فادعوه كلكم لرأي فلان </|bsep|> <|bsep|> واذا اجتمعتم في المجالس فالغو <|vsep|> والغوا اذا ما احتج بالقرن </|bsep|> <|bsep|> واستنصروا بمحاضر وشهادة <|vsep|> قد أصلحت بالرفق والاتقان </|bsep|> <|bsep|> لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا <|vsep|> وبأي وقت بل بأي مكان </|bsep|> <|bsep|> وارفوا شهادتهم ومشوا حالها <|vsep|> بل أصلحوها غاية الامكان </|bsep|> <|bsep|> واذا هم شهدوا فزكوهم ولا <|vsep|> تصغوا لقول الجارح الطعان </|bsep|> <|bsep|> قولوا العدالة منهم قطيعة <|vsep|> لسنا نعارضها بقول فلان </|bsep|> <|bsep|> ثبتت على الحكام بل حكموا بها <|vsep|> فالطعن فيها ليس ذا امكان </|bsep|> <|bsep|> من جاء يقدح فيهم فليتخذ <|vsep|> ظهرا كمثل جدارة الصوان </|bsep|> <|bsep|> واذا هو استعدادهم فجوابكم <|vsep|> أتردها بعداوة الديان </|bsep|> <|bsep|> أو حاسد قد بات يغلي صدره <|vsep|> بعداوتي كالمرجل الملن </|bsep|> <|bsep|> لو قلت هذا البحر قال مكذبا <|vsep|> هذا السراب يكون بالقيعان </|bsep|> <|bsep|> أو قلت هذي الشمس قال مباهتا <|vsep|> الشمس لم تطلع الى ذا الن </|bsep|> <|bsep|> أو قلت قال الله قال رسوله <|vsep|> غضب الخبيث وجاء بالكتمان </|bsep|> <|bsep|> أو حرف القرن عن موضوعه <|vsep|> تحريف كذاب على القرن </|bsep|> <|bsep|> صال النصوص عليه فهو بدفعها <|vsep|> متوكل بالدأب والديان </|bsep|> <|bsep|> فكلامه في النص عند خلافه <|vsep|> من باب دفع الصائل الطعان </|bsep|> <|bsep|> فالقصد دفع النص عن مدلوله <|vsep|> كيلا يصول اذا التقى الزحفان </|bsep|> <|bsep|> والثالثل الأعمى المقلد ذينك الر <|vsep|> جلين قائد زمرة العميان </|bsep|> <|bsep|> فاللعن والتكفير والتبديع والت <|vsep|> ضليل والتفسيق بالعدوان </|bsep|> <|bsep|> فاذا هم سألوه مستندا له <|vsep|> قال اسمعوا ما قاله الرجلان </|bsep|> <|bsep|> وكذا الزجاج ودرة الغواص في <|vsep|> تمييزه ما ن هما مثلان </|bsep|> <|bsep|> هذا ورابعهم وليس بكلبهم <|vsep|> حاشا الكلاب الكلي الأنتان </|bsep|> <|bsep|> خنزير طبع في خليقة ناطق <|vsep|> متسوف بالكذب والبهتان </|bsep|> <|bsep|> كالكلب يتبعهم يشمشم أعظما <|vsep|> يرمونها والقوم للحمان </|bsep|> <|bsep|> يتفكهون بها رخيصا سعرها <|vsep|> ميتا بلا عوض ولا أثمان </|bsep|> <|bsep|> هو فضلة في الناس لا علم ولا <|vsep|> دين ولا تمكين ذي سلطان </|bsep|> <|bsep|> فذا رأى شرا تحرك يبتغي <|vsep|> ذكرا كمثل تحرك الثعبان </|bsep|> <|bsep|> ليزول منه أذى الكساد فينفق ال <|vsep|> كلب العقور على ذكور الضان </|bsep|> <|bsep|> فبقاؤه في الناس أعظم محنة <|vsep|> من عسكر يعزى الى غازان </|bsep|> <|bsep|> هذي بضاعة ضارب في الأرض يب <|vsep|> غي تاجرا يبتاع بالأثمان </|bsep|> <|bsep|> وجد التجار جميعهم قد سافروا <|vsep|> عن هذه البلدان والأوطان </|bsep|> <|bsep|> الا الصعافقة الذين تكلفوا <|vsep|> أن يتجروا فينا بلا أثمان </|bsep|> <|bsep|> فهم الزبون لها فبالله ارحموا <|vsep|> من بيعة من مفلس مديان </|bsep|> <|bsep|> يا رب فارزقها بحقك تاجرا <|vsep|> قد طاف بالفاق والبلدان </|bsep|> <|bsep|> ما كل كنقوش لديه أصفر <|vsep|> ذهبا يراه خالص العقيان </|bsep|> <|bsep|> هذا ونصر الدين فرض لازم <|vsep|> لا للكفاية بل على الأعيان </|bsep|> <|bsep|> بيد وأما باللسان فان عجز <|vsep|> ت فبالتوجه والدعاء بحنان </|bsep|> <|bsep|> ما بعد ذا والله للايمان حب <|vsep|> ة خردل يا ناصر الايمان </|bsep|> <|bsep|> بحياة وجهك خير مسئول به <|vsep|> وبنور وجهك يا عظيم الشان </|bsep|> <|bsep|> وبحق نعمتك التي أوليتها <|vsep|> من غير ما عوض ولا أثمان </|bsep|> <|bsep|> وبحق رحمتك التي وسعت جميع ال <|vsep|> خلق محسنهم كذاك الجاني </|bsep|> <|bsep|> وبحق أسماء لك الحسنى معا <|vsep|> نيها نعوت المدح للرحمن </|bsep|> <|bsep|> وبحق حمدك وهو حمد واسع ال <|vsep|> أكوان بل أضعاف ذي الأكوان </|bsep|> <|bsep|> وبأنك الله الاله الحق مع <|vsep|> بود الورى متقدس عن ثان </|bsep|> <|bsep|> بل كل معبود سواك فباطل <|vsep|> من دون عرشك للثرى التحتاني </|bsep|> <|bsep|> وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أن <|vsep|> ت غياث كل ملدد لهفان </|bsep|> <|bsep|> من ذاك للمضطر يسمعه سوا <|vsep|> ك يجيب دعوته مع العصيان </|bsep|> <|bsep|> انّا توجهنا اليك لحاجة <|vsep|> ترضيك طالبها أحق معان </|bsep|> <|bsep|> فاجعل قضاها بعض أنعمك التي <|vsep|> سبغت علينا منك كل زمان </|bsep|> <|bsep|> انصر كتابك والرسول ودينك ال <|vsep|> عالي الذي أنزلت بالبرهان </|bsep|> <|bsep|> واخترته دينا لنفسك واصطفي <|vsep|> ت مقيمه من أمة الانسان </|bsep|> <|bsep|> ورضيته دينا لمن ترضاه من <|vsep|> هذا الورى هو قيم الأديان </|bsep|> <|bsep|> وأقر عين رسولك المبعوث بال <|vsep|> دين الحنيف بنصره المتدان </|bsep|> <|bsep|> وانصره بالنصر العزيز كمثل ما <|vsep|> قد كنت تنصره بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> يا رب وانصر خير حزبينا على <|vsep|> حزب الضلال وعسكر الشيطان </|bsep|> <|bsep|> يا رب واجعل شر حزبينا فدى <|vsep|> لخيارهم ولعسكر القرن </|bsep|> <|bsep|> يا رب واجعل حزبك المنصور أه <|vsep|> ل تراحم وتواصل وتدان </|bsep|> <|bsep|> يا رب وارحمهم من البدع التي <|vsep|> قد أحدثت في الدين كل زمان </|bsep|> <|bsep|> يا رب جنبهم طرائقها التي <|vsep|> تفضي بسالكها الى النيران </|bsep|> <|bsep|> يا رب واهدهم بنور الوحي كي <|vsep|> يصلوا اليك فيظفروا بجنان </|bsep|> <|bsep|> يا رب كن لهم وليا ناصرا <|vsep|> واحفظهم من فتنة الفتان </|bsep|> <|bsep|> وانصرهم يا رب بالحق الذي <|vsep|> أنزلته يا منزل القرن </|bsep|> <|bsep|> يا رب هم الغرباء قد <|vsep|> لجأوا اليك وأنت ذو الاحسان </|bsep|> <|bsep|> يا رب قد عادوا لأجلك كل <|vsep|> هذا الخلق الا صادق الايمان </|bsep|> <|bsep|> قد فارقوهم فيك أحوج ما هم <|vsep|> دنيا اليهم في رضا الرحمن </|bsep|> <|bsep|> ورضوا ولايتك التي من نالها <|vsep|> نال الأمان ونال كل اماني </|bsep|> <|bsep|> ورضوا بوحيك من سواه وما ار <|vsep|> تضوا بسواه من راء ذي الهذيان </|bsep|> <|bsep|> يا رب ثبتهم على الايمان واج <|vsep|> علهم هداة التائه الحيران </|bsep|> <|bsep|> وانصر على حزب النفاة عساكر ال <|vsep|> ثبات أهل الحق والعرفان </|bsep|> <|bsep|> وأقم لأهل السنة النبوية ال <|vsep|> انصار وانصرهم بكل زمان </|bsep|> <|bsep|> واجعلهم للمتقين أئمة <|vsep|> وارزقهم صبرا مع الايقان </|bsep|> <|bsep|> تهدي بأمرك لا بما قد أحدثوا <|vsep|> ودعوا اليه الناس بالعدوان </|bsep|> <|bsep|> وأعزهم بالحق وانصرهم به <|vsep|> نصرا عزيزا أنت ذو السلطان </|bsep|> <|bsep|> واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم <|vsep|> فلأنت أهل العفو والغفران </|bsep|> <|bsep|> ولك المحامد كلها حمدا كما <|vsep|> يرضيك لا يفنى على الأزمان </|bsep|> <|bsep|> ملك السموات العلى والأرض وال <|vsep|> موجود بعد ومنتهى الامكان </|bsep|> <|bsep|> مما تشاء وراء ذلك كله <|vsep|> حمدا بغير نهاية بزمان </|bsep|> <|bsep|> وعلى رسولك أفضل الصلوات والت <|vsep|> سليم منك وأكمل الرضوان </|bsep|> </|psep|> |
رد ربع اسما وأسمى ما يرام رم | 0البسيط
| [
"رد ربع أسما وأسمى ما يرام رم",
"وحىّ حيا حواها معدن الكرم",
"وانشر لهم طىّ وجدى وارو عن سقمى",
"حديث ودّ قديم وافر القسم",
"وعن دمى العندمى من مقلتى احك وقل",
"واذكر نفاق دم ممن نفى قدمى",
"فهم بقلبى حلوا بيد أنهم",
"حلوا عرى الصبر منى بعد بعدهم",
"أبيت حلف السهى الف السهاد ولى",
"طرف بفرط دموع نمّ لم ينم",
"حيران من حب جيران العقيق شج",
"فمن فم لا أطيق النطق بالكلم",
"حشاى كاسم أخى العباس أصبح فى",
"أخيهما فلعظى ذا كجدّهم",
"بى شاغل بهواهم مثل ما شغلت",
"بى العواذل في ايثار حبهم",
"فقدتكم كل عذالى فلومكم",
"عندى يعدّ من الاسقاط والعدم",
"قلبى المحصب من سكانه بنوى",
"حكى نهارا بخفق فيه والظلم",
"كان اللسان بحلو الوصل منطلقا",
"والن صار لمرّ الهجر في لسم",
"شوقى الكرى كبدى دمعى الحجا شغفى",
"طفا جفا ذاب هام هائم بهم",
"لبى سبا فاطر بالحسن كم زمرا",
"قد صاد روما وأحزابا وذا شمم",
"وذو هدى رام ميلى عن محبهم",
"عدمت لومك ليس الميل من شيمى",
"وقال هون الهوى ترضاه قلت نعم",
"قال احتمل قلت انى من ذوى الهمم",
"تروم ايلام قلب والمحب قضى",
"بالحب نحبا وما بالميت من ألم",
"لم مل تحكم تعسف صل تجنّ أطل",
"اعذل تجرأ تدلل نمّ زد أدم",
"عذلت صبا كئيبا لا ارعواء له",
"نفخت لكنه في غير ذى ضرم",
"أورثت نفسك من فرط الملام عنا",
"دع عنك ذا كيف صيد البوم والرخم",
"ألوم نفسى التي باحت بسرى اذ",
"لولا شعورك ما فى النفس لم تلم",
"ما أنت من معشر ضاعت مكارمهم",
"بل فتية يرتضون العذر في الجرم",
"قوم اذا استغضبوا يغضبوا واذا",
"أوذوا رأوا حمل ذا أحلى من الحلم",
"ما لوم مثلك لى نصح وهبه كما",
"وهمت نصحا فسمعى عنه في صمم",
"أخلصت فيه فلم تبرح أخا عظة",
"لك الجزاء على زعم بلا زعم",
"ان قلت أسلو وأشكو قلت عنك نعم",
"ولوم لؤم به تهذى بملء فم",
"لا تطعمن في سلوى ان يكن فاذا",
"حللت رمسى وعاد الجسم في الرحم",
"كم منك كان ملام بعد مرّحلا",
"وصار في السمع مقبولا بذكرهم",
"بذكرهم تستريح الروح من وصب",
"كرّره لى فبه برئى من الوصم",
"لا طيب للعيش الا أن تقرّ بهم",
"عين المعنى وان لم يقربوا فلم",
"ما كنت أحسب ألحاظ الظباء بها",
"يصاد رب الظبا والرمح والقلم",
"حتى رمتنى فأصمتنى ولا عجب",
"فمن ترامى باغراض الرماة رمى",
"عينى التي أوعدتنى ذا فهاندمى",
"حبا به أقنعتنى قد أهان دمى",
"أتلك أشراك أجفان وقعت بها",
"أم ذى حبائل سحر أوحلت قدمى",
"لن يبلغ المجد الا الصابرون على",
"صبر المكاره والجافون للندم",
"فلا أرتنى ليالى هجرهم فرجا",
"بفجر وصل ولا برّيت في قسمى",
"ان لم أغص في بحار الفكر منتقيا",
"نفيس درّ رفيع القدر والقيم",
"لكى أحلى جيد المدح منه بمن",
"به خلصت من الادران والدسم",
"طه المطهر فرع الاكرمين ختا",
"م المرسلين ابن عبدالله ذى الكرم",
"الشامخ الهمم ابن الشامخ الهمم ابن",
"الشامخ الهمم ابن الشامخ الهمم",
"لو لم يكن قطب الفخر فخرت",
"به قريش وما سدنا على الامم",
"فكم يد من يديه قد بدت وندى",
"أزين بالزاخرين اليم والديم",
"ما البحر والغيث الاقطرتا نعم",
"كم عمتا منه قطرا ما حلا وكم",
"عظيم قدر فلو أن الزمان به",
"استجار نودى جهرا يا زمان دم",
"فرد حماه تجد برا بوارده",
"بحر العطاء وفي الحصن الحصين نم",
"له الجميل على الفعل الجميل",
"وبالوصف الجميل سما في نون والقلم",
"روح الوجود وجود الروح منه بدا",
"لناظر العين عين الناظر الفهم",
"وجيه وجه يفيد الوافدين به",
"عزا وجاها وموفورا من النعم",
"ماضى العزائم لا قيل مضارعه",
"مطاع أمر علىّ الاسم والعلم",
"مسدّد في مقال ظاهر الكلم",
"مؤيد في فعال طاهر الشيم",
"فلم يصب جاره جور يجاح به",
"من حادث حادث بل حل في حرم",
"فرد هو الكون كل الكائنات على",
"نداه كل مدار الفخر والعظم",
"مؤمّلوه لهم ما أمّلوه مع",
"الأمداد والودّ والاسعاد والكرم",
"زين نجىّ نبىّ ثبت بينة",
"تشفى بتفنين تبيين بذى فخم",
"تفننى كله في مدحه ثقة",
"لعل ينقذنى من ضيق الهمم",
"به يلذ لقرب منه ذلى مذ",
"وجهت وجهى رجافوزى وبلّ ظم",
"رد داره وارع ودّا وادع ذا أدب",
"أدم ورودا وأورادا ودم ورم",
"غزير برّ عزيز عج له ترما",
"تريد من كل منّ عم كل عم",
"برّ صفىّ سيد سند",
"حصن حصين به عذتبق في نعم",
"ظفرت فيه بحب رحت في فرح",
"به فطبت بطب طفت في حرم",
"ما مس سوء ولا داء مؤمل من",
"ازال عنا عناء كان للامم",
"مكمل بحر جود برّه عمم",
"برّ لقاصد ربح لذبه ورم",
"بدين حق هدى أهدت نفائسه",
"درا يضىء لراء رائد حسم",
"غيث وغوث فغيث في العطاء وفي الخطوب",
"غوث مزيل الكرب والوصم",
"كهف لوارده قبل الولوج به",
"يمن ومنّ وأمن مذهب النقم",
"سرى لى العرش من فرش لحيث نبا",
"خطو الأمين لقاب القرب والكرم",
"ومنه عاد الى فرش ومفرشه",
"سخن كأن لم يحد عنه ولم يرم",
"راد العلا رفعة اذ بالعلاء سما",
"محمد وهو محمود من القدم",
"من أين للبدر وللشمس طلعته",
"البدر يخفى وضوء الشمس لم يقم",
"حاز المحاسن والاحسان أجمعه",
"فالحسن في الذات والاحسان في الشيم",
"في لحظه حور في وجهه خفر",
"في ثغره درر يا حسن منتظم",
"حوى الكمال فأرضتنا سجيته",
"بالحلم والعلم والاحكام والحكم",
"ظباه كالصبح في الاعدا تفرقهم",
"والوجه كالصبح يجلو حندس الظلم",
"في قوله الفصل كل الفضل مجتمع",
"ربح لبر وخسر الفاجر الخصم",
"يكف بالسوء أهل السوء وهو",
"على الباغين أعظم بغيا بعد بغيهم",
"ماركض خيل لدى الهيجا بأسرع من",
"مسير رعب الى أعدائه البهم",
"ممهد الدين مبديه مؤيده",
"مردى بوهاد الفقد والعدم",
"ما خاب سائله زفدا وسائله",
"بمنبع الكرم من جوده العمم",
"ورد لوارده ما دام من نعم",
"رفد لوافده ما رام من كرم",
"ياته ظهرت أسراره بهرت",
"سرت به فسرت في العرب والعجم",
"مفضل فاضل مستطلق طلق",
"موصل واصل مستنطق الكلم",
"حياته قسمى هباته قسمى",
"عظاته حكمى عداته دعمى",
"وصفى وموصوفه والذات محترم",
"في ي محترم في ي محترم",
"فاسمع شمائله واشهد مشاهده",
"واطلب مكارمه تأمن من النقم",
"سارع الى حرم مستوصل الرحم",
"وافخر بذى قدم في المجد من قدم",
"العز والذل كل عدل قسمته",
"ذا للتقاة وذا فيه الشقىّ رمى",
"يراه كالمن أو كالموت ذائقه",
"في السلم والحرب ذومنّ ووذو نقم",
"حليمة ظئره من ذاك أمته",
"حليمة عوملت بالحلم والكرم",
"لاعيب في مادحيه غير أنهم",
"ناجون في الحشر من خسر بمدحهم",
"جعاب أسمهمه في الحرب أفئدة",
"العدا وغمد ظباه مفصل القمم",
"بالسمر والبيض أفنى السود حال لقا",
"سود الثنا لا سواد اللون واللمم",
"من ذى لسان جرىء الطعن ملتقم",
"وضارب الحدّ ذى وجهين منتقم",
"فابيضّ وجه الهدى بشرا بغرّته",
"واسودّ وجه العدا نذرا بذلهم",
"تراه في حرب حزب البغى يعسفه",
"ليثا تحكم في ذود من الغنم",
"سديد رأى شديد البأس مذهبه",
"فصيح نطق نصوح صادق الكلم",
"طويل جاه جاه مد يد الجود منسرح",
"الامداد وافر برّ كامل الفخم",
"ماردّ رائد منّ من ندى يده",
"ورد بالخزى باغى البغى في ندم",
"يلوح منه لرائيه على بعد",
"نبراس نور وبدر التم من أمم",
"ما اسطعت في مدحه قل غير ما نسبوا",
"الى المسيح تجده فائق العظم",
"العلم والحلم والمعروف يعرفه",
"بالفضل والصفح والامداد بالنعم",
"الله كوّنه من نوره بشرا",
"مبشرا لمطيع هاديا لعم",
"تاه يات حق لن يخص بها",
"سواه من من سنى سوّاه في القدم",
"الجذع حنّ له والسرح ظلله",
"والغيم ظلّ له من جملة الخدم",
"والجزل صار فرندا في يديه وقد",
"وقد أتى له الثلب يشكو متعب الخدم",
"قد صانه الله عن سوء فأنبأه",
"نطق الذراع بسم دس في الدسم",
"له المقام الذى فيه سيغبطه",
"كل النبيين والاملاك والأمم",
"انا فتحنا لك البشرى لامته",
"فيها بعفو عن الثام والجرم",
"والأرض تربتها طهرا له جعلت",
"ومسجدا جامعا جوامع الكلم",
"وصحبه سحب الاندا لجودهم",
"يهدى عظيم رماد حول دورهم",
"السابقون هدى السائقون ندى",
"السائقون عدا كالهدى من نعم",
"تراهم ركعا لله شاهدهم",
"سيماهم من سجود في وجوههم",
"الكل نجم هدى نور يضىء وما",
"تفضيل صديقهم يقضى بنقضهم",
"القامعو الضدّ يقع النفس عن شبه",
"الناصر والحق نصر المحتمى بهم",
"شم الانوف وهم بيض الوجوه لهم",
"فخر بصحبة خير الرسل كلهم",
"من كان من قبل أن لا كون كان ولا",
"انسا وجنا نبيا راسخ القدم",
"فقل لمستمسك من حبه بعرى",
"لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم",
"لك الأمانىّ منه والامان اذا",
"ما الخوف ألقى الذى يقلاه في الندم",
"لا كرب يلقاه من ألقى العنان له",
"حاشا يضيع مطيعا ملقى السلم",
"حاشاه أني يحرم الراجى مكارمه",
"أو يرجع الجار منه غير محترم",
"فاشدد مطامن من مطايا العزم وامتطها",
"تحمد سراك الى نادى ندى رذم",
"وقل وقل مستقيلا عن عثار خطا",
"لها الخطا أسرعت مع زلة القدم",
"جاء نوعه أبياته",
"أرخته ناظما للحاسب الفهم",
"فجد لاصل الحميدى والفروع كذا",
"صحبى بلحظ وأنقذهم من الضرم",
"صلى السلام وحيا بالسلام على",
"حمى محياك في بدء ومختتم",
"والل والصحب والاتباع ما دنف",
"كنى بأسماء عما رام في الكلم",
"يا أكرم الخلق يا من جود راحته",
"قد أخجل النزر منه هاطل الديم",
"يا خير من نحوه مدّت أكف رجا",
"فكف عنها يد الاغيار والنقم",
"ومن اذا أمه راج فأمّله",
"حبى فحيى بما يرجوه من كرم",
"اليك وجهت حاجاتى وأنت بما",
"أريد أدرى فلم تحوج لنطق فم",
"ذكرى لك المدح أهدى مع شواغله",
"بحادثات زمان مرخص القيم",
"أفرغت وسعى وجهدى ما استطعت به",
"هيهات لا جهد في وسعى ولاهممى",
"أجزه لي غير مأمور وقدرك عن",
"أمر يجل قبولا موجب النعم"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=604726 | عبد الرحمن الحميدي | نبذة
:
عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي المصري. فاضل، كان شيخ أهل الوراقة بمصر.\nله (منح السميع، شرح تمليح البديع، بمدح الشفيع- خ) كلاهما له. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11055 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> رد ربع أسما وأسمى ما يرام رم <|vsep|> وحىّ حيا حواها معدن الكرم </|bsep|> <|bsep|> وانشر لهم طىّ وجدى وارو عن سقمى <|vsep|> حديث ودّ قديم وافر القسم </|bsep|> <|bsep|> وعن دمى العندمى من مقلتى احك وقل <|vsep|> واذكر نفاق دم ممن نفى قدمى </|bsep|> <|bsep|> فهم بقلبى حلوا بيد أنهم <|vsep|> حلوا عرى الصبر منى بعد بعدهم </|bsep|> <|bsep|> أبيت حلف السهى الف السهاد ولى <|vsep|> طرف بفرط دموع نمّ لم ينم </|bsep|> <|bsep|> حيران من حب جيران العقيق شج <|vsep|> فمن فم لا أطيق النطق بالكلم </|bsep|> <|bsep|> حشاى كاسم أخى العباس أصبح فى <|vsep|> أخيهما فلعظى ذا كجدّهم </|bsep|> <|bsep|> بى شاغل بهواهم مثل ما شغلت <|vsep|> بى العواذل في ايثار حبهم </|bsep|> <|bsep|> فقدتكم كل عذالى فلومكم <|vsep|> عندى يعدّ من الاسقاط والعدم </|bsep|> <|bsep|> قلبى المحصب من سكانه بنوى <|vsep|> حكى نهارا بخفق فيه والظلم </|bsep|> <|bsep|> كان اللسان بحلو الوصل منطلقا <|vsep|> والن صار لمرّ الهجر في لسم </|bsep|> <|bsep|> شوقى الكرى كبدى دمعى الحجا شغفى <|vsep|> طفا جفا ذاب هام هائم بهم </|bsep|> <|bsep|> لبى سبا فاطر بالحسن كم زمرا <|vsep|> قد صاد روما وأحزابا وذا شمم </|bsep|> <|bsep|> وذو هدى رام ميلى عن محبهم <|vsep|> عدمت لومك ليس الميل من شيمى </|bsep|> <|bsep|> وقال هون الهوى ترضاه قلت نعم <|vsep|> قال احتمل قلت انى من ذوى الهمم </|bsep|> <|bsep|> تروم ايلام قلب والمحب قضى <|vsep|> بالحب نحبا وما بالميت من ألم </|bsep|> <|bsep|> لم مل تحكم تعسف صل تجنّ أطل <|vsep|> اعذل تجرأ تدلل نمّ زد أدم </|bsep|> <|bsep|> عذلت صبا كئيبا لا ارعواء له <|vsep|> نفخت لكنه في غير ذى ضرم </|bsep|> <|bsep|> أورثت نفسك من فرط الملام عنا <|vsep|> دع عنك ذا كيف صيد البوم والرخم </|bsep|> <|bsep|> ألوم نفسى التي باحت بسرى اذ <|vsep|> لولا شعورك ما فى النفس لم تلم </|bsep|> <|bsep|> ما أنت من معشر ضاعت مكارمهم <|vsep|> بل فتية يرتضون العذر في الجرم </|bsep|> <|bsep|> قوم اذا استغضبوا يغضبوا واذا <|vsep|> أوذوا رأوا حمل ذا أحلى من الحلم </|bsep|> <|bsep|> ما لوم مثلك لى نصح وهبه كما <|vsep|> وهمت نصحا فسمعى عنه في صمم </|bsep|> <|bsep|> أخلصت فيه فلم تبرح أخا عظة <|vsep|> لك الجزاء على زعم بلا زعم </|bsep|> <|bsep|> ان قلت أسلو وأشكو قلت عنك نعم <|vsep|> ولوم لؤم به تهذى بملء فم </|bsep|> <|bsep|> لا تطعمن في سلوى ان يكن فاذا <|vsep|> حللت رمسى وعاد الجسم في الرحم </|bsep|> <|bsep|> كم منك كان ملام بعد مرّحلا <|vsep|> وصار في السمع مقبولا بذكرهم </|bsep|> <|bsep|> بذكرهم تستريح الروح من وصب <|vsep|> كرّره لى فبه برئى من الوصم </|bsep|> <|bsep|> لا طيب للعيش الا أن تقرّ بهم <|vsep|> عين المعنى وان لم يقربوا فلم </|bsep|> <|bsep|> ما كنت أحسب ألحاظ الظباء بها <|vsep|> يصاد رب الظبا والرمح والقلم </|bsep|> <|bsep|> حتى رمتنى فأصمتنى ولا عجب <|vsep|> فمن ترامى باغراض الرماة رمى </|bsep|> <|bsep|> عينى التي أوعدتنى ذا فهاندمى <|vsep|> حبا به أقنعتنى قد أهان دمى </|bsep|> <|bsep|> أتلك أشراك أجفان وقعت بها <|vsep|> أم ذى حبائل سحر أوحلت قدمى </|bsep|> <|bsep|> لن يبلغ المجد الا الصابرون على <|vsep|> صبر المكاره والجافون للندم </|bsep|> <|bsep|> فلا أرتنى ليالى هجرهم فرجا <|vsep|> بفجر وصل ولا برّيت في قسمى </|bsep|> <|bsep|> ان لم أغص في بحار الفكر منتقيا <|vsep|> نفيس درّ رفيع القدر والقيم </|bsep|> <|bsep|> لكى أحلى جيد المدح منه بمن <|vsep|> به خلصت من الادران والدسم </|bsep|> <|bsep|> طه المطهر فرع الاكرمين ختا <|vsep|> م المرسلين ابن عبدالله ذى الكرم </|bsep|> <|bsep|> الشامخ الهمم ابن الشامخ الهمم ابن <|vsep|> الشامخ الهمم ابن الشامخ الهمم </|bsep|> <|bsep|> لو لم يكن قطب الفخر فخرت <|vsep|> به قريش وما سدنا على الامم </|bsep|> <|bsep|> فكم يد من يديه قد بدت وندى <|vsep|> أزين بالزاخرين اليم والديم </|bsep|> <|bsep|> ما البحر والغيث الاقطرتا نعم <|vsep|> كم عمتا منه قطرا ما حلا وكم </|bsep|> <|bsep|> عظيم قدر فلو أن الزمان به <|vsep|> استجار نودى جهرا يا زمان دم </|bsep|> <|bsep|> فرد حماه تجد برا بوارده <|vsep|> بحر العطاء وفي الحصن الحصين نم </|bsep|> <|bsep|> له الجميل على الفعل الجميل <|vsep|> وبالوصف الجميل سما في نون والقلم </|bsep|> <|bsep|> روح الوجود وجود الروح منه بدا <|vsep|> لناظر العين عين الناظر الفهم </|bsep|> <|bsep|> وجيه وجه يفيد الوافدين به <|vsep|> عزا وجاها وموفورا من النعم </|bsep|> <|bsep|> ماضى العزائم لا قيل مضارعه <|vsep|> مطاع أمر علىّ الاسم والعلم </|bsep|> <|bsep|> مسدّد في مقال ظاهر الكلم <|vsep|> مؤيد في فعال طاهر الشيم </|bsep|> <|bsep|> فلم يصب جاره جور يجاح به <|vsep|> من حادث حادث بل حل في حرم </|bsep|> <|bsep|> فرد هو الكون كل الكائنات على <|vsep|> نداه كل مدار الفخر والعظم </|bsep|> <|bsep|> مؤمّلوه لهم ما أمّلوه مع <|vsep|> الأمداد والودّ والاسعاد والكرم </|bsep|> <|bsep|> زين نجىّ نبىّ ثبت بينة <|vsep|> تشفى بتفنين تبيين بذى فخم </|bsep|> <|bsep|> تفننى كله في مدحه ثقة <|vsep|> لعل ينقذنى من ضيق الهمم </|bsep|> <|bsep|> به يلذ لقرب منه ذلى مذ <|vsep|> وجهت وجهى رجافوزى وبلّ ظم </|bsep|> <|bsep|> رد داره وارع ودّا وادع ذا أدب <|vsep|> أدم ورودا وأورادا ودم ورم </|bsep|> <|bsep|> غزير برّ عزيز عج له ترما <|vsep|> تريد من كل منّ عم كل عم </|bsep|> <|bsep|> برّ صفىّ سيد سند <|vsep|> حصن حصين به عذتبق في نعم </|bsep|> <|bsep|> ظفرت فيه بحب رحت في فرح <|vsep|> به فطبت بطب طفت في حرم </|bsep|> <|bsep|> ما مس سوء ولا داء مؤمل من <|vsep|> ازال عنا عناء كان للامم </|bsep|> <|bsep|> مكمل بحر جود برّه عمم <|vsep|> برّ لقاصد ربح لذبه ورم </|bsep|> <|bsep|> بدين حق هدى أهدت نفائسه <|vsep|> درا يضىء لراء رائد حسم </|bsep|> <|bsep|> غيث وغوث فغيث في العطاء وفي الخطوب <|vsep|> غوث مزيل الكرب والوصم </|bsep|> <|bsep|> كهف لوارده قبل الولوج به <|vsep|> يمن ومنّ وأمن مذهب النقم </|bsep|> <|bsep|> سرى لى العرش من فرش لحيث نبا <|vsep|> خطو الأمين لقاب القرب والكرم </|bsep|> <|bsep|> ومنه عاد الى فرش ومفرشه <|vsep|> سخن كأن لم يحد عنه ولم يرم </|bsep|> <|bsep|> راد العلا رفعة اذ بالعلاء سما <|vsep|> محمد وهو محمود من القدم </|bsep|> <|bsep|> من أين للبدر وللشمس طلعته <|vsep|> البدر يخفى وضوء الشمس لم يقم </|bsep|> <|bsep|> حاز المحاسن والاحسان أجمعه <|vsep|> فالحسن في الذات والاحسان في الشيم </|bsep|> <|bsep|> في لحظه حور في وجهه خفر <|vsep|> في ثغره درر يا حسن منتظم </|bsep|> <|bsep|> حوى الكمال فأرضتنا سجيته <|vsep|> بالحلم والعلم والاحكام والحكم </|bsep|> <|bsep|> ظباه كالصبح في الاعدا تفرقهم <|vsep|> والوجه كالصبح يجلو حندس الظلم </|bsep|> <|bsep|> في قوله الفصل كل الفضل مجتمع <|vsep|> ربح لبر وخسر الفاجر الخصم </|bsep|> <|bsep|> يكف بالسوء أهل السوء وهو <|vsep|> على الباغين أعظم بغيا بعد بغيهم </|bsep|> <|bsep|> ماركض خيل لدى الهيجا بأسرع من <|vsep|> مسير رعب الى أعدائه البهم </|bsep|> <|bsep|> ممهد الدين مبديه مؤيده <|vsep|> مردى بوهاد الفقد والعدم </|bsep|> <|bsep|> ما خاب سائله زفدا وسائله <|vsep|> بمنبع الكرم من جوده العمم </|bsep|> <|bsep|> ورد لوارده ما دام من نعم <|vsep|> رفد لوافده ما رام من كرم </|bsep|> <|bsep|> ياته ظهرت أسراره بهرت <|vsep|> سرت به فسرت في العرب والعجم </|bsep|> <|bsep|> مفضل فاضل مستطلق طلق <|vsep|> موصل واصل مستنطق الكلم </|bsep|> <|bsep|> حياته قسمى هباته قسمى <|vsep|> عظاته حكمى عداته دعمى </|bsep|> <|bsep|> وصفى وموصوفه والذات محترم <|vsep|> في ي محترم في ي محترم </|bsep|> <|bsep|> فاسمع شمائله واشهد مشاهده <|vsep|> واطلب مكارمه تأمن من النقم </|bsep|> <|bsep|> سارع الى حرم مستوصل الرحم <|vsep|> وافخر بذى قدم في المجد من قدم </|bsep|> <|bsep|> العز والذل كل عدل قسمته <|vsep|> ذا للتقاة وذا فيه الشقىّ رمى </|bsep|> <|bsep|> يراه كالمن أو كالموت ذائقه <|vsep|> في السلم والحرب ذومنّ ووذو نقم </|bsep|> <|bsep|> حليمة ظئره من ذاك أمته <|vsep|> حليمة عوملت بالحلم والكرم </|bsep|> <|bsep|> لاعيب في مادحيه غير أنهم <|vsep|> ناجون في الحشر من خسر بمدحهم </|bsep|> <|bsep|> جعاب أسمهمه في الحرب أفئدة <|vsep|> العدا وغمد ظباه مفصل القمم </|bsep|> <|bsep|> بالسمر والبيض أفنى السود حال لقا <|vsep|> سود الثنا لا سواد اللون واللمم </|bsep|> <|bsep|> من ذى لسان جرىء الطعن ملتقم <|vsep|> وضارب الحدّ ذى وجهين منتقم </|bsep|> <|bsep|> فابيضّ وجه الهدى بشرا بغرّته <|vsep|> واسودّ وجه العدا نذرا بذلهم </|bsep|> <|bsep|> تراه في حرب حزب البغى يعسفه <|vsep|> ليثا تحكم في ذود من الغنم </|bsep|> <|bsep|> سديد رأى شديد البأس مذهبه <|vsep|> فصيح نطق نصوح صادق الكلم </|bsep|> <|bsep|> طويل جاه جاه مد يد الجود منسرح <|vsep|> الامداد وافر برّ كامل الفخم </|bsep|> <|bsep|> ماردّ رائد منّ من ندى يده <|vsep|> ورد بالخزى باغى البغى في ندم </|bsep|> <|bsep|> يلوح منه لرائيه على بعد <|vsep|> نبراس نور وبدر التم من أمم </|bsep|> <|bsep|> ما اسطعت في مدحه قل غير ما نسبوا <|vsep|> الى المسيح تجده فائق العظم </|bsep|> <|bsep|> العلم والحلم والمعروف يعرفه <|vsep|> بالفضل والصفح والامداد بالنعم </|bsep|> <|bsep|> الله كوّنه من نوره بشرا <|vsep|> مبشرا لمطيع هاديا لعم </|bsep|> <|bsep|> تاه يات حق لن يخص بها <|vsep|> سواه من من سنى سوّاه في القدم </|bsep|> <|bsep|> الجذع حنّ له والسرح ظلله <|vsep|> والغيم ظلّ له من جملة الخدم </|bsep|> <|bsep|> والجزل صار فرندا في يديه وقد <|vsep|> وقد أتى له الثلب يشكو متعب الخدم </|bsep|> <|bsep|> قد صانه الله عن سوء فأنبأه <|vsep|> نطق الذراع بسم دس في الدسم </|bsep|> <|bsep|> له المقام الذى فيه سيغبطه <|vsep|> كل النبيين والاملاك والأمم </|bsep|> <|bsep|> انا فتحنا لك البشرى لامته <|vsep|> فيها بعفو عن الثام والجرم </|bsep|> <|bsep|> والأرض تربتها طهرا له جعلت <|vsep|> ومسجدا جامعا جوامع الكلم </|bsep|> <|bsep|> وصحبه سحب الاندا لجودهم <|vsep|> يهدى عظيم رماد حول دورهم </|bsep|> <|bsep|> السابقون هدى السائقون ندى <|vsep|> السائقون عدا كالهدى من نعم </|bsep|> <|bsep|> تراهم ركعا لله شاهدهم <|vsep|> سيماهم من سجود في وجوههم </|bsep|> <|bsep|> الكل نجم هدى نور يضىء وما <|vsep|> تفضيل صديقهم يقضى بنقضهم </|bsep|> <|bsep|> القامعو الضدّ يقع النفس عن شبه <|vsep|> الناصر والحق نصر المحتمى بهم </|bsep|> <|bsep|> شم الانوف وهم بيض الوجوه لهم <|vsep|> فخر بصحبة خير الرسل كلهم </|bsep|> <|bsep|> من كان من قبل أن لا كون كان ولا <|vsep|> انسا وجنا نبيا راسخ القدم </|bsep|> <|bsep|> فقل لمستمسك من حبه بعرى <|vsep|> لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم </|bsep|> <|bsep|> لك الأمانىّ منه والامان اذا <|vsep|> ما الخوف ألقى الذى يقلاه في الندم </|bsep|> <|bsep|> لا كرب يلقاه من ألقى العنان له <|vsep|> حاشا يضيع مطيعا ملقى السلم </|bsep|> <|bsep|> حاشاه أني يحرم الراجى مكارمه <|vsep|> أو يرجع الجار منه غير محترم </|bsep|> <|bsep|> فاشدد مطامن من مطايا العزم وامتطها <|vsep|> تحمد سراك الى نادى ندى رذم </|bsep|> <|bsep|> وقل وقل مستقيلا عن عثار خطا <|vsep|> لها الخطا أسرعت مع زلة القدم </|bsep|> <|bsep|> جاء نوعه أبياته <|vsep|> أرخته ناظما للحاسب الفهم </|bsep|> <|bsep|> فجد لاصل الحميدى والفروع كذا <|vsep|> صحبى بلحظ وأنقذهم من الضرم </|bsep|> <|bsep|> صلى السلام وحيا بالسلام على <|vsep|> حمى محياك في بدء ومختتم </|bsep|> <|bsep|> والل والصحب والاتباع ما دنف <|vsep|> كنى بأسماء عما رام في الكلم </|bsep|> <|bsep|> يا أكرم الخلق يا من جود راحته <|vsep|> قد أخجل النزر منه هاطل الديم </|bsep|> <|bsep|> يا خير من نحوه مدّت أكف رجا <|vsep|> فكف عنها يد الاغيار والنقم </|bsep|> <|bsep|> ومن اذا أمه راج فأمّله <|vsep|> حبى فحيى بما يرجوه من كرم </|bsep|> <|bsep|> اليك وجهت حاجاتى وأنت بما <|vsep|> أريد أدرى فلم تحوج لنطق فم </|bsep|> <|bsep|> ذكرى لك المدح أهدى مع شواغله <|vsep|> بحادثات زمان مرخص القيم </|bsep|> <|bsep|> أفرغت وسعى وجهدى ما استطعت به <|vsep|> هيهات لا جهد في وسعى ولاهممى </|bsep|> </|psep|> |
صاح عرج على قباب قباء | 1الخفيف
| [
"صاح عرّج على قباب قباء",
"وارتقب خلوه عن الرقباء",
"لا تكن لاهيا بسعدي وسلمي",
"لا ولا معجبا بجرّ قباء",
"وتذلل لسادة في فؤادي",
"لهمو مسكن حصين البناء",
"وتلطف واروى حديثا قديما",
"عن غرام نام حشا أحشائي",
"وتعطف وانشر لهم طيّ وجدي",
"وهيامي بهم وطول بكائي",
"قل تركتم صبا صبا في هواكم",
"وتباريح الهجر في برحائي",
"قد وهى في الهوى تجلده",
"والنوم كالصبر عنه قاص ونائي",
"بين واش وشى بافتراء",
"وعذول يعزى الى العوّاء",
"وجنان عن التسلى جبان",
"ودموع ممزوجة بدماء",
"وزفير لولا المدامع تهمى",
"لشواه قد صار حلف عناء",
"شاقه نشق طيب طيبة مأوى",
"الفخر والمجد والعلى والهناء",
"مهبط الوحي منزل العز مثوى",
"الفضل دار الثنا محل البهاء",
"تربة تربها على التبر يسمو",
"وضياها يفوق ضوء ذكاء",
"بقعة فضلت على العرش والكر",
"سي فضلا عن سائر البطحاء",
"موطن حل فيه خير نبيّ",
"متحل بأشرف الأسماء",
"أحمد الحامدين محمود فعل",
"خص بالحوض واللوا والولاء",
"حسن محسن رؤف رحيم",
"خاتم الرسل صفوة الأصفياء",
"أعبد العابدين برّ كريم",
"منه كانت مكارم الكرماء",
"رحمة الله للخلائق طرّا",
"فبه منه رحمة الرحماء",
"أعذب الخلق منطقا اصدق النا",
"س مقالا ما فاه بالفحشاء",
"أعرف العارفين أخوف خلق الله",
"منه في جهره والخفاء",
"كل ما في الوجود من أجله أو",
"جد لا تفتقر الى استثناء",
"أكمل الكاملين كل كمال",
"منه فضلا سرى الى الفضلاء",
"فيه دم تعلم مالم",
"يدره غيره من الأسماء",
"وبه في السفين نجى نوح",
"ونجى يونس من الغماء",
"حرُّ نار الخليل قد صار بردا",
"اذ به كان حالة الألقاء",
"أي حرّ يقوى بمن كانت السحب",
"له في الهجير اقوى وفاء",
"كشف الضر منه عن جسم ايو",
"ب وأوتي ضعفا من الاذلاء",
"وبه قد علا لأدريس شأن",
"والذبيحان أنقذا بالغداء",
"منه سرّ سرى لعيسى فأحيا",
"دارسا مذ دعاه بعد البلاء",
"وكذا أكمها وأبرص أبرا",
"فشفا ذاك وذاك أوفى شفاء",
"هو من قبل كل خلق نبي",
"لا تقف عند حد طين وماء",
"كان نور الألاء اذ ذاك فاستو",
"دع ضمنا بمبدا الباء",
"فتلقاه من شريف شريف",
"من لدن دم ومن حواء",
"مودع في كرائم من كرام",
"عن سفاح تنزهوا وخناء",
"فأتى الفخر منه منة اذ",
"كان منها له أجل وعاء",
"حملته فلم تجد منه ثقلا",
"حال حمل كما يرى بالنساء",
"فهنيئا به لها اذ بخير",
"الخلق جائت وسيد الأنبياء",
"وضعته مكان في الوضع رفع",
"وارتفاع للحق والأهواء",
"أبرزته شمسا محا غيهب الشر",
"ك ومنها استضاء كل ضياء",
"وبميلاده بدت معجزات",
"فرأى المشركون هول المرائي",
"أطفاتهم نارهم ليعلم ان قد",
"جاء من كفرهم به في انطفاء",
"أي نار ترى وبالنور لاحت",
"دور بصرى لمن بمكة رائي",
"وبكسر الايوان قد ن جبر",
"وانكسار للدين والأعداء",
"واكبت اوثانهم فأحسوا",
"بمبادئ الوبال والاوباء",
"وعيون سيئت بساوة ساوت",
"حيث غيضت مقعر الغبراء",
"يالها ليلة لنا اسفرت عن",
"بدر تمّ محا دجا الظلماء",
"ليلة شرّفت على كل يوم",
"اذ حبتنا مشرّف الشرفاء",
"فأتته حليمة مذ أبته",
"مرضعات جهلن كنز الغناء",
"قبلته فاقبل الأمن واليمن",
"لديها به وكل هناء",
"ونحت نحو حبها وهي ملأى",
"بمزيد الأفراح والسراء",
"لو رأيت الأتان لما به سا",
"رت لأبصرت اعجب الأشياء",
"سبقت سبق النجائب في السير",
"وقد كان بأسها في عفاء",
"وانطوت تحتها البطاح ولاغر",
"واذا ماله عدت في انطواء",
"كيف لا تنطوي لمخترق السبع",
"السماوات ساعة الأسراء",
"فسعى السعد مقبلا حيث حلت",
"واستقرّت بمسعد السعداء",
"قد كفته مؤنة فكفاها",
"وجزاها بالجنس خير جزاء",
"ضاعف الضعف في المجازاة أضعا",
"فالها وهي شيمة الأسخياء",
"فغدا عيشها خصيبا ودرت",
"لبنيها فورا عجاف الشاء",
"أصبحت وهي بالثرى اشبه النا",
"س وأمست اثرى الورى بالثراء",
"فأتتها عيون حلتها تبصر ما",
"منه قد غدت في ازدراء",
"عجبوا أن رأوا حليمة صارت",
"بعد فقر من أكبر الأغنياء",
"فاستبانوا حقيقة الحال منها",
"عله ينجلي بكشف الغطاء",
"فلهم افصحت عن النبأ الحق",
"وأومت لسيد الرضعاء",
"مادرى القوم انها كفلت من",
"وكف كفيه مخجل الأنواء",
"فتوالت بل سعد المبرا",
"ت وحفوا بوافر النعماء",
"وسما حيهم علىكل حيّ",
"وتساموا فخرا على الأحياء",
"والحبيب الخليل في كل ن",
"وزمان ينموا أتمّ نماء",
"ولعامين سالما فصلته",
"بعد أن صار أنجب النجباء",
"فأتت أمه به وهي من خو",
"ف التنائي لحبه في عناء",
"وبدا شوقها اليه وهل يخفى",
"اشتياق المحب بالخفاء",
"ان حب المحب يبرزه الوجد",
"ولو كان كامنا في الحشاء",
"فاستعادته كي تعود السعادا",
"ت لديها بمذهب الضراء",
"فأعادته اذ عليه اخيفت",
"من وباء قد حل بالبطحاء",
"ثم عادت به الى حيها الحيّ",
"بخير الأموات والأحياء",
"فأتته من بعد أرع الاملا",
"ك لما استقرّ بين الرعاء",
"وبه دونهم غدوا فأريعت",
"ظئره منه خيفة القرناء",
"مادرت ما يراد منه ولو تد",
"ريه لاستبشرت بكل هناء",
"أضجعوه ولم يرع ثم شقوا",
"منه للصدر أشرف الأعضاء",
"وبماء من زمزم غسلوه",
"بعد القاء مضغة سوداء",
"وملاه جبريل علما وحلما",
"وحباه بعفة وحياء",
"وبيمنى الأمين عاد كما كا",
"ن سليما ما مس بالبأساء",
"ان من عادة الملوك اذا ما",
"أحرزوا محرزاتهم في خباء",
"ختموه بختمهم ليصونو",
"ه عن السارقين والسفهاء",
"ولعمري ما محرز كالذي",
"أحرز في حرز سيد الشفعاء",
"فلذا أخص بالختام وذا الخا",
"تم من دون سائر الأنبياء",
"اذ هو الكنز والذخيرة والمطل",
"ب الأعلى وخالص الكيماء",
"ووقته وقت الهجير سحاب",
"بعد خمس بأنفع الافياء",
"ومضى عمه به بعد سبع",
"وهو يشكو بمقلة رمداء",
"واتى كي يطبها دار ديرا",
"ن فناداه قاصد استشفاء",
"فأبى ان يجئ فاهتزت الجد",
"ر ومالت به عروش البناء",
"فسعى مسرعا واخبر عنه",
"انه المصطفى من الأصفياء",
"ولثنتين بعد عشر نحا الشا",
"م أبو طالب بكنز الغناء",
"وبحيرا رأى الغمامة تحميه",
"اذا سار من أذى الرمضاء",
"فدعا عمه ومن معه من",
"بعد اعداده جزيل القراء",
"ماسوى المصطفى أراد ولكن",
"ذاك من حكم حكمة الحكماء",
"يدرك الابله البليد مناه",
"بالتأني فكيف بالأذكياء",
"فتقفى وصف النبوّة فيه",
"فرها كالشمس وقت الضحاء",
"وانثنى راجعا فغادره ثمم",
"غدير قد سدّ رحب الفضاء",
"فأتاه وقد شكا من أذاه",
"عمه مثل سائر الرفقاء",
"فغدا ذلك الغدير طريقا",
"يبسا مابه يرى من ماء",
"جبلت نفسه على خلة الخير",
"فيا طالما خلا بحراء",
"ودعوه الأمين اذ بحلى الصد",
"ق تحلى وشأن أهل الوفاء",
"لم يزل في مدراج المجد يرقى",
"من سناء سام لأسمى سناء",
"والامارات للدلالات تقوى",
"كل ن به لاهل الذكاء",
"فأراد الله ابراز سرّ",
"كامن كان قبل خلق السماء",
"فأتاه الأمين جبريل لما",
"بلغ الأربعين للايحاء",
"فدعا الناس للهداية والكفر",
"بأهليه في مزيد النماء",
"فأبوه وهل يفيد دعاء",
"بقلوب قد كوّنت من داء",
"أو يفيد الجلا الحديد انجلاء",
"اذ علاه مستحكم الأصداء",
"وأبى الله غير نصرة دين الح",
"ق فورا وخزى حزب التنائي",
"من يكن حسبه وناصره الله",
"أيخشى سفاهة السفهاء",
"كم أراهم من معجزات وهم في",
"غمرة من ضلالهم وعماء",
"مابحق لولا الشقاوة حقت",
"بهمو حين عاندوا من خفاء",
"بيد أن النفوس ان غلب الجهل",
"عليها فمالها من دواء",
"واذا ما القلوب قد شحنت من",
"حسد لم تفد سوى الشحناء",
"عجب دونه أجل عجيب",
"من جفاة جفوه كل الجفاء",
"عرفوه وعرّفوه أمينا",
"ودروه الصدوق في الأنباء",
"ورموه بساحر وبكذا",
"ب عنادا باؤا بشر وباء",
"ثم صدّوه عن رباه ومربا",
"ه فويل للعصبة الأشقياء",
"وبما ثار من ثراء شفاء",
"من جميع الأسقام والأدواء",
"بين قبر ومنبر في رباها",
"روضة من رياض دار الرضاء",
"وبها اليمن ضعف مكة ثاو",
"فهي للوافدين خير ثواء",
"شرفت اذ بها أجل البرايا",
"حل فهي الذكية الأنحاء",
"صاح جدّد عزما وجرد ثياب",
"اللهو مااستطعت عنك والاهواء",
"وانتشق عرف نشر طيب معانيه",
"اذا لم تكن لمره رائي",
"واصرف الفكر عن سواها الى",
"وصف علاه ملازم الاصغاء",
"جمعت شمل كل وصف جميل",
"ماله من شمائل وحلاء",
"ما لنقص حاشاه في قدره ما",
"كان منهم له من الايذاء",
"بل لابراز حكمة سبقت من",
"حكم الله أحكم الحكماء",
"هي أعلامنا بأن علاه",
"لم يكن بالمكان والأقرباء",
"انما الفخر بالتقى ليس بالما",
"ل ولا بالجدود والباء",
"فاذا كان في مكان مكين",
"صار صدرا وقبلة الجلساء",
"فلذا طيبة بأحمد طابت",
"وعلا قدرها على الأرجاء",
"فصلاة بها كألف سواها",
"غير ام القرى محط الرجاء",
"حسن الخلق احسن الخلق خلقا",
"حائز كل سودد وسناء",
"أبلج ظاهر الوضاءة يخفي",
"نوره النيرين حال انجلاء",
"وجهه المستدير أشرب بالجمرة",
"منه البياض بادى البهاء",
"حاجباه كنونى الخط زينا",
"بجبين رحب بهىّ الضياء",
"فيه عرق يدرّ ان هو لله",
"يرى ساخطا على الأعداء",
"منه يبدو رشح اذا الحمى",
"حياه بوحي كاللؤلؤ الألاء",
"أدعج العين أشكل أوطف لم",
"يرفى الحسن من يدانيه الاسترخاء",
"أنفه بالجمال أقنى يرى النا",
"ظر عرنينه السنا بالسناء",
"يخجل الدر والعقيق اذا افتر",
"ربثغر عن منبع الاضواء",
"ذو ابتسام ومبسم عذب أشنب",
"يمحو الغناء عند اللقاء",
"بين ضوء الصباح والفرق فرق",
"اذ به للأنام كل هداء",
"عارضاه زينا بأطهر نبت",
"فاق مسكا في لونه والذكاء",
"بهما قد تلألأت شعرات",
"بسناها قد لاح اسنى المرائي",
"جيده الجيد النقي كمصقو",
"ل لجين حكاه جيد الظباء",
"صدره الرحب أيّ بحر يدانيه",
"ومنه مدّت قوى العلماء",
"قطرة من علومه عمت الكو",
"ن فغاضت بها بحار الماء",
"سار كالخط منه مسربة تمتد",
"للسرة امتداد استواء",
"بطنه في الجمال والصدر سيا",
"ن فعن سجلهة خلا والتواء",
"أشعر المنكبين ضخم الكراديس",
"طويل الزندين بحر العطاء",
"كان شئن الكفين يحكى ذراعيه",
"قضيب من فضة بيضاء",
"واسع الراحتين كم راحة را",
"حت لنا من نداهما وغناء",
"طابتا ملمسا ولينا كما",
"بالطول قد طالتا وبالأسداء",
"ساقه السائق العلى فاق حسنا",
"وبهاء جمارتىّ شماء",
"قدماه مسيحتان ومن وطئهما",
"لان جلمد الصفواء",
"واذا ما سعى تكفأ كالسيل",
"اذا انحط سافلا من سماء",
"ليس بالشاهق الطوال وان ما",
"شى طوالا كانا بطول سواء",
"قمر الشمس نوره فذا لم",
"ترعين ظلا له في الضحاء",
"يقظ القلب دائما ما لعينيه",
"اذا نامتا سوى الاغفاء",
"دائم الخوف باسم حالة الضحك",
"كثير الرجا شديد الحياء",
"واذا مامشى سعى بالهوينا",
"لالعجب حاشا ولا كبرياء",
"حاز كل الجمال معنى ومبنى",
"وحوى أكمل النهى والبهاء",
"حسنه ألبس الملابس حسنا",
"فهى منه في نضرة وازدهاء",
"لبس الابيض النقيّ فأضحى",
"أصبح اللون مشرق اللألأء",
"وحكاه في أسود لون بدر",
"للورى لاح في دجا الظلماء",
"وغدا أخضر الملابس اذلا",
"بسه شبه روضة غناء",
"ما ذكاء عند الشروق اذا لا",
"ح لراء في حلة حمراء",
"أو سناها وقد دنت لغروب",
"مذ بدا في ملاءة صفراء",
"عرفه فائق غوالي الغوالي",
"فبه سل مجرب الخبراء",
"مثل ام العروس حين اتته",
"تبتغي منه مصلها للنساء",
"فحباها قارورة ملئت من",
"رشح زنديه ياله من حباء",
"فلا عرفها المدينة طيبا",
"وكساها به ثياب كساء",
"ليس بالفظ والغليظ ولا السخا",
"ب والمرتدي ردا الكبرياء",
"خصف النعل رقع الثوب قمّ",
"البيت والى الفتاة عند الرحاء",
"حلب الشاة خلفه اردف الرا",
"كب قال المزاح غير الفراء",
"ركب العير عاريا موكفا بالل",
"يف مامال قط نحو الرياء",
"وبرحل رث على جمل حج",
"بريئا في الكل عن ازدراء",
"بل كسى كل خلة حلة الفخ",
"ر فحلت بأوج اسمى سماء",
"ونهى الصحب عن قيام له ان",
"جائهم قاصدا وعن اطراء",
"لم يقل لا لسائل بل جواد",
"منعم في الأقتار والأثراء",
"حيث ما ينتهي به مجلس حلّ",
"موفى الحظوظ للجلساء",
"وبلبيك للدعاء مجيب",
"من فتى أو فتية أو نساء",
"يبتدي بالسلام طفلا و كهلا",
"ورقيقا وكل أهل اهتداء",
"خلقه الذكر عادل بالقضايا",
"ومواسى المسيء بالأعضاء",
"كم عليه ذوو الجهالة بالجهل",
"أساؤا وبالغوا في الاذاء",
"وهو يأبى الاصفاء وصفحا",
"عنهمو وهي شيمة الحلماء",
"لو يشأ هلكهم أجاب الى ذا",
"ملك الأخشبين بالاكفاء",
"ان نفس الحليم تزداد بالقد",
"رة حلما على مديم الجفاء",
"فخرطه في الفضل ليس يضاهى",
"وثناه قد فاق كل ثناء",
"جاء بالملة الحنيفية السم",
"حة رفقا بالامة الضعفاء",
"فدعينا به لأقوم دين",
"وهدينا للسنة البيضاء",
"وكفينا بشرعه حرجا كا",
"ن بمن قبل خشية الاعياء",
"أين قتل المسئ من توبة أو",
"أين قرض من طهر رجس بماء",
"هدم الشرك مهد الدين بأس",
"منه مازال مذهب البأساء",
"وأتانا بأعظم الكتب قدرا",
"منه ما زال مذهب البأساء",
"باء منه أهل الكتب قدرا",
"وحبانا بأصدق الانباء",
"قد كسا لبسه المحقين عزا",
"وكسا المبطلين ثوب عزاء",
"خص بالرعب من مسيرة شهر",
"وبنصر مع قلة في اللقاء",
"فرمى في القلوب في يوم بدر",
"شبه ما في القليب من القاء",
"بعض ياته الكتاب وناهيك",
"بذكر من معجز البلغاء",
"أعجز الخلق أن يجيئوا بى",
"مثل ياته بمحض افتراء",
"كلما مرّ بالمسامع ألفا",
"ه ذووه أحلى من الحلواء",
"صانه الله عن تطرق تبديل",
"اليه أو لغو او الغاء",
"كل ن نراه غصنا جديدا",
"رائقا للمصغين والقرّاء",
"ان اعجازه لأعجب ماجا",
"به المصطفى بغير مراء",
"ليس الامن فيض افضال طه",
"ما من المعجزات للأنبياء",
"ملك كسرى به تمزق لما",
"أن دعاة فلم يجب للدعاء",
"اشجع الناسف ي الحروب لمن يذ",
"كر عذراً أحيا من العذراء",
"كف كف الكفار كفا بكف",
"فاه فيه مسبح الحصباء",
"منه روّى ألفا بصاع وغذى",
"منه ألفا به أتم غذاء",
"ضرع شاة عجفا أدرّ كما رد",
"دبه ضوء مقلة عمياء",
"ورمى رمية به فترامت",
"منه رعبا جيوش حزب التنائى",
"وغراس النخيل أثمر في العا",
"م وأهدى به رطيب الجناء",
"وبه الجزل صار سيفا صقيلا",
"لامعا في معامع الهيجاء",
"وبتمر ملء اليدين كفى الغا",
"زينب بالخندق الخاص الحشاء",
"وله الجذع حين فارقه حنّ",
"بصوت كحنة العشراء",
"ثم لولاه ضمه لتمادى",
"في حنين كواله للفناء",
"وبنزر النضار أعتق سلما",
"ن فوفى الكثير خير وفاء",
"وأتته الأشجار تسعى على سا",
"ق وحياه الصخر كالأحياء",
"شق طوعا لاجله البدر لما",
"أن دعاه لذاك باليماء",
"وشكا المحل بالمدينة شاك",
"فدعا فاستهل غيث السماء",
"وتمادى سبعا فجاؤه يشكو",
"ن له منه خوف هدم البناء",
"فانجلى عن ديار يثرب واحتا",
"ط بما حولها بعيد الدعاء",
"وذراع بالسم أنبأه الحق",
"شفاها كصائح النصحاء",
"بأعالى الثرى بعدّ الثريا",
"كأمام يرى الورى من وراء",
"حفه الله بالصيانة والعصمة من",
"خلفه بخير وفاء",
"وحماه عن أن ينال حماه السوء",
"من قاصديه باستهزاء",
"فحمى الخمسة الذين تحرّو",
"الأذى بالوبال والاوباء",
"لدعاه الجدار أمّن والثلب",
"اليه أبدى صريح اشتكاء",
"وله الضب بالرسالة قد أعلن",
"نطقا كأفصح الشهداء",
"وبه الظبية استغاثت وحيته",
"بتسليمها وحسن الثناء",
"تفله أبرأ العيون وأجرا",
"هاومنه الاجاج أعذب ماء",
"أعجزت معجزات خير البرايا",
"من نحا نحوها للاستقصاء",
"قسما بالذى حباه وحيا",
"ه بحلم وسودد وحياء",
"لو بحار الوجود صارت مدادا",
"وأمدّت بالمدّ للانتهاء",
"وجميع النبات أقلام نسخ",
"والاراضي طرس وجرم السماء",
"والبرايا جازوا على عدد النمل",
"وحازوا بلاغة الشعراء",
"وأعيد الماضي اليهم وزيدوا",
"ضعف أضعافهم من الانشاء",
"وتصدوا لحصر بعض صفات",
"المصطفى خير واطىء الغبراء",
"ثم ضاقت طروسهم عند ذا الحصر",
"ولت لاتهم للفناء",
"ما أفادوا الاكما أودع اليمّ",
"خياطا ألقى به من ماء",
"كيف يدرى الضعاف من تعظيم",
"وصف الله أعظم العظماء",
"فبه لذ بذلة تلق ما لذ",
"ذ وقل مع تذلل واستحاء",
"يا ملاذ الورى اذا هجم الكر",
"ب فحارت منه قوى الأقوياء",
"وغياث الانام ان دهم الخطب",
"فحارت مدارك العقلاء",
"ومغيث اللهفا اذ الوجل ازدا",
"دفساخت قوائم الاصفياء",
"وفصيح المقال ان عظم الامر",
"فصاخت فصاحة الفصحاء",
"وخطيب الثناء اذا القول قدها",
"ل فساخت بلاغة الخطباء",
"ومجلى الغما اذا الأزمة اشتد",
"دت فضاقت مسالك الحنفاء",
"ومفيد الوفود ان عمّ غم",
"خير خيران حان فصل القضاء",
"بكتاب عليك أنزله الله",
"به جاء عنك أذكى ثناء",
"وبمسراك بالبراق بليل",
"لمصلى الاقصى من البطحاء",
"وبمعراجك الذي فيه قدّمت",
"أمام الاملاك والأنبياء",
"وبقرب قرّبت ثم الى أن",
"كنت أدنى من قاب قرب اصطفاء",
"وبترجيعك الصلاة لخمس",
"بعد خمسين مع بقاء الجزاء",
"وبصدّيقك الصدوق الذي حا",
"ز بسبق التصديق فضل ابتداء",
"الرقيق الرفيق بالغار والوا",
"قيك فيه من حية رقطاء",
"المواسيك بالذي ملكت يمناه",
"صدر الأئمة الخلفاء",
"الامام الذي حمى بيضة الدين",
"باحياء السنة البيضاء",
"قام بالرفق في الخليقة من بعدك",
"رفق الباء بالأبناء",
"وبفاروقك المفرّق بالبأ",
"س جموع الاضلال والاغواء",
"السديد الشديد بالمسخط الله",
"الرحيم الشفوق بالاتقياء",
"عمر فاتح الفتوح الذي مهد",
"طرق الهدى بحسن ولاء",
"سالب الفرس ملكهم وكذا الرو",
"م ومبدى الصلاة بعد الخفاء",
"الامير الذي برحمته ما",
"ر عفاة الأرامل الضعفاء",
"فرقا فرّ من مهابته الشيطان",
"عن فجه فرار فراء",
"وبتاليهما ابن عفان من جهز",
"لله الجيش في اللأواء",
"الموفى عن يوم بدر وقد خلف",
"بالأذن أوفر الانصباء",
"مصفى الحرب سلمه المتلقى",
"حسن تسليمه القضا بالرضاء",
"جامع الذكر في المصاحف ذى النو",
"رين شيخ الاحسان كهف الحياء",
"فاسح المسجد المؤسس بالتقوى",
"وملقى الاملاك باستحياء",
"وباب العلوم صنوك مردى",
"في الردى كل مبطل بالرداء",
"أسد الله في الحرنوب مجلى",
"أزمات الكروب والغماء",
"جعل الباب المعجز القوم نقلا",
"ترسه يوم خبيبر بنجاء",
"لم يمله عن التقى زخرف اللهو",
"ولا مال قط للاهواء",
"بت زهدا طلاق دنياه ما غرّ",
"بأمّ الغرور بالاغراء",
"الحسيب النسيب أوّل لاق",
"من ثنيات نسبة الاقرباء",
"الوزير المشير بالصوب في الحر",
"ب الذى قد علا على الجوزاء",
"وكفاه حديث من كنت مولا",
"ه فخارا ناهيكب ذا من ثناء",
"وبساقى العدا كؤوس الردى",
"أوّل من سل سيفه للقاء",
"الزبير الذى بسيماه جاءت",
"يوم بدر أملاك للهيجاء",
"وبذى الجود طلحة الخير واقيك",
"أذى المعتدين والأعداء",
"ثابت العزم والصناديد فرّوا",
"في الوغى والصبور في الضراء",
"يده في ولاك شلت فأعطى",
"وهو حىّ مراتب الشهداء",
"وبمن لقب الامين ومن كا",
"ن له باليمين خير اصطفاء",
"المكهنى أبا عبيدة حاوى",
"شرف الهجرتين أعلى علاء",
"عامر بن الجراح من جميع الله",
"له الحسنيين في السعداء",
"وبعبد الرحمن ممتلىء الجو",
"ف من الخوف خشية الابطاء",
"رزق البسطة السنية في الدنيا",
"فلم تستمله للسراء",
"ابن عوف المصيب في الرأى اذ قدّم",
"عثمان ثالث الخلفاء",
"وبمن شاهد المشاهد والمعب",
"كسرى كسرا وطول بلاء",
"خالد المجتبى المسدّد سعد",
"ألموفى الطعان في الظلماء",
"دعوة منك صادفته فما أخطأ",
"سهم رماه للاشقياء",
"وبذى الهجرة القديمة والفضل",
"سعيد المعدود في الاصفياء",
"خاتم العشرة المبشر كلّ",
"منك يوم الجزاء بالنعماء",
"الموالوك زعزعا ورخاء",
"المواسوك في غلا ورخاء",
"الموفوك حق عهدك في البيعة",
"موفوك منك عهد ولاء",
"هم نجوم بأيهم أبدا أن",
"نقتدى نهتدي بخير اهتداء",
"وهم الأوّلون بالجدّ للمجد",
"هم السابقون للعلياء",
"وبخير الاعمام حمزة ذي البطش",
"مذل الطغاة والعظماء",
"دامغ غيرة عليك أبا جهل",
"فلم يرع جانب الاقرباء",
"بهداه عزّ الهدى وتعزت",
"فرق خالفوا بذلّ عزاء",
"ضارب والصفوف صفت بسيفين",
"محلى بسيد الشهداء",
"وبتاليه في القرابة والفضل",
"أخيه العباس رب السقاء",
"من له اذ دعوت أمّنت الجد",
"ران والباب اثر ذاك الدعاء",
"واستمرّت به الخلافة حقا",
"فى بنيه الأئمة النجباء",
"وبسبطيك مجمع الفخر والمجد",
"أجل الفروع والابناء",
"الصفيين طالما لهما منك",
"حنوّا وطأت خير وطاء",
"رقيا منك مرتقى حط عن قد",
"رعلاه في الفضل كل علاء",
"لهف قلبى عليهما حيث صارا",
"عرضة للاراذل الغوغاء",
"فيهما خان عهد ودّك قوم",
"بالغوا في العقوق والبغضاء",
"ألمن سم السيد الحسنب المحسن",
"حظ مذ سمه من وفاء",
"أم لقوم بسبى لك مع قتلهمو",
"ذمّة وأدنى اهتداء",
"أم لمن صدّهم عن الماء قسم",
"حيث تروى منه كبود الظماء",
"أدرى المخبث الخبيث يزيد",
"أي رأس صارت به كاللقاء",
"أم دري ذا الغبى أي ثنايا",
"كان اذ ذاك قارعا بالعصاء",
"طالما أتحفت بلثمك لطفا",
"وحنانا ورحمة الرحماء",
"أتراهم جازوك عما به جئت",
"بما قابلوك من ايذاء",
"أم همو عن وداد لك كافو",
"ك بشنّ الاغارة الشعواء",
"منعوهم ماء الفرات ولولا",
"ك بهم ماسقوا فرات الماء",
"يا لها ثلمة بها عيرتنا",
"كالنصارى اليهود أهل القساء",
"ان يوما بكربلاء دهانا",
"بمصاب بدا بكّر بلاء",
"ان دمعى عليهمو لهتون",
"وقليل فيهم كثير البكاء",
"وبزوج الكرّار أمّهما من",
"لقبت بالبتول والزهراء",
"وبمن منك حزن من قسم الفخر",
"أجل السهام والانصباء",
"هنّ أزواجك اللواتي لناصر",
"ن بك الامهات خير النساء",
"مسنى من ذنوبى الضرّ فاكشف",
"يا مبى ما بى من الضراء",
"حملتني نفسى من الوزر ما",
"تعجز عن حمل بعضه أعضائى",
"ان دعتنى الى الأثام رأتنى",
"للخطا مقبلا سريع الخطاء",
"أو للهو تريدنى وجدتنى",
"لوحاها مبادرا بوحائى",
"وذا سمتها الخير تولت",
"وتلوّت كالحية الرقشاء",
"قد ثوت في حجا الملاهى وأوهت",
"فى هواها بأسى وبدّت حجائى",
"ان تجدنى غلبت جانب خوفى",
"غلبتنى وغلبت لى رجائى",
"أو أردت المتاب فاه لسانى",
"بالذى لم تجد له بوفاء",
"ليت شعرى أين المفرّ وأنى",
"لي مفرّ من ساكن أحشائى",
"أورثتني هلكا وهل كان الا",
"هى لا غيرها من الهلكاء",
"ما احتيالى اذا أتانى كبى",
"بمساو كعدّة الحصباء",
"فعلتها مثم فعلتها",
"لمصابى جوانح الخصماء",
"وأحاطت بى الخصوم أمامى",
"ويمينى ويسرتى وورائى",
"ووردت بما أقلته أعضا",
"ئى فكانت من أفصح الشهداء",
"ما اعتذارى وأىّ عذر لعاص",
"قد أتته نصائح النصحاء",
"فعصاها وضلّ بعد على علم",
"بأحكام ما جنى باجتراء",
"لي قلب من المعاصى كصخر",
"فرثائى لديه كالخنساء",
"أنا أشكوه وهو منى يشكو",
"فكلانا يبدى مزيد اشتكاء",
"فأغثنا منا وأصلح لهنا الشأ",
"ن فأنت الشفاء من كل داء",
"ضقت ذرعا وكدت أيئس لولا",
"ك رجائى لشدّتي ورخائى",
"فلى ركنك الحريز ملاذى",
"والى حصنك الحصين التجائى",
"يا رفيع الجناب نفحة قرب",
"تقلب القلب عن شقا لشفاء",
"رب عين عميا بتفلك في الحين",
"لها ردّ منه خير ضياء",
"وأجاج ملح به صار فى الحا",
"ل فراتا عذبا مروّى الظماء",
"وضروع درّت بمسك في الوقت",
"مع المحل من عجاف الشاء",
"فعسى نفحة بها يقلب الدا",
"ء دوائ تزيل عنى عنائى",
"يا طبيب القلوب بى أنت أدرى",
"من فؤادى بعلتى ودوائى",
"لك أهديت مدحة لست فيها",
"بمراء ولا مريد مراء",
"فاجبر الكسر وارفع الاصر عنى",
"أنت كنزى ومطلبي وغنائى",
"وأجزنى شفاعة وأجرنى",
"حيث تنبو شفاعة الشفعاء",
"ورد المادحون موردك العذ",
"ب ففازوا منه بأروى ارتواء",
"وغدوا للقرى لديك خماصا",
"وبطانا راحوا بوفر قراء",
"فبحر أدلوا دلاهم به أد",
"ليت لدوى مزاحما للدلاء",
"وزحمت الوفود أطمع أن يضرب",
"لي معهمو بسهم عطاء",
"بك عبدالرحمن نجل الحميدى",
"صار يرجو النجاة يوم الجزاء",
"فاذا ما الممات حل أعذنى",
"من عدوّ يريدنى للشقاء",
"وبلحدى اذا وضعت فسدّد",
"بجوابى نطفى ووسع فضائى",
"وأغثنى اذا المطا بالخطا أثقل",
"فازورّ عن خطاى مطائى",
"وعسى فى الشفا أرى لى حظا",
"من متاب يكون منه شفائى",
"واكس مدحى ثوب القبول وهب لى",
"وأصولى لحظا كذا أبنائى",
"ولصحبى والمنشدين مديحى",
"ولمصغ لهم للقرّاء",
"وصلاة تتلى عليك ويتلو",
"ها سلام من ربنا بالولاء",
"وعلى الل والصحابة ما اشتا",
"ق مشوق لطيبة وقباء"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=604688 | عبد الرحمن الحميدي | نبذة
:
عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي المصري. فاضل، كان شيخ أهل الوراقة بمصر.\nله (منح السميع، شرح تمليح البديع، بمدح الشفيع- خ) كلاهما له. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11055 | null | null | null | null | <|meter_0|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> صاح عرّج على قباب قباء <|vsep|> وارتقب خلوه عن الرقباء </|bsep|> <|bsep|> لا تكن لاهيا بسعدي وسلمي <|vsep|> لا ولا معجبا بجرّ قباء </|bsep|> <|bsep|> وتذلل لسادة في فؤادي <|vsep|> لهمو مسكن حصين البناء </|bsep|> <|bsep|> وتلطف واروى حديثا قديما <|vsep|> عن غرام نام حشا أحشائي </|bsep|> <|bsep|> وتعطف وانشر لهم طيّ وجدي <|vsep|> وهيامي بهم وطول بكائي </|bsep|> <|bsep|> قل تركتم صبا صبا في هواكم <|vsep|> وتباريح الهجر في برحائي </|bsep|> <|bsep|> قد وهى في الهوى تجلده <|vsep|> والنوم كالصبر عنه قاص ونائي </|bsep|> <|bsep|> بين واش وشى بافتراء <|vsep|> وعذول يعزى الى العوّاء </|bsep|> <|bsep|> وجنان عن التسلى جبان <|vsep|> ودموع ممزوجة بدماء </|bsep|> <|bsep|> وزفير لولا المدامع تهمى <|vsep|> لشواه قد صار حلف عناء </|bsep|> <|bsep|> شاقه نشق طيب طيبة مأوى <|vsep|> الفخر والمجد والعلى والهناء </|bsep|> <|bsep|> مهبط الوحي منزل العز مثوى <|vsep|> الفضل دار الثنا محل البهاء </|bsep|> <|bsep|> تربة تربها على التبر يسمو <|vsep|> وضياها يفوق ضوء ذكاء </|bsep|> <|bsep|> بقعة فضلت على العرش والكر <|vsep|> سي فضلا عن سائر البطحاء </|bsep|> <|bsep|> موطن حل فيه خير نبيّ <|vsep|> متحل بأشرف الأسماء </|bsep|> <|bsep|> أحمد الحامدين محمود فعل <|vsep|> خص بالحوض واللوا والولاء </|bsep|> <|bsep|> حسن محسن رؤف رحيم <|vsep|> خاتم الرسل صفوة الأصفياء </|bsep|> <|bsep|> أعبد العابدين برّ كريم <|vsep|> منه كانت مكارم الكرماء </|bsep|> <|bsep|> رحمة الله للخلائق طرّا <|vsep|> فبه منه رحمة الرحماء </|bsep|> <|bsep|> أعذب الخلق منطقا اصدق النا <|vsep|> س مقالا ما فاه بالفحشاء </|bsep|> <|bsep|> أعرف العارفين أخوف خلق الله <|vsep|> منه في جهره والخفاء </|bsep|> <|bsep|> كل ما في الوجود من أجله أو <|vsep|> جد لا تفتقر الى استثناء </|bsep|> <|bsep|> أكمل الكاملين كل كمال <|vsep|> منه فضلا سرى الى الفضلاء </|bsep|> <|bsep|> فيه دم تعلم مالم <|vsep|> يدره غيره من الأسماء </|bsep|> <|bsep|> وبه في السفين نجى نوح <|vsep|> ونجى يونس من الغماء </|bsep|> <|bsep|> حرُّ نار الخليل قد صار بردا <|vsep|> اذ به كان حالة الألقاء </|bsep|> <|bsep|> أي حرّ يقوى بمن كانت السحب <|vsep|> له في الهجير اقوى وفاء </|bsep|> <|bsep|> كشف الضر منه عن جسم ايو <|vsep|> ب وأوتي ضعفا من الاذلاء </|bsep|> <|bsep|> وبه قد علا لأدريس شأن <|vsep|> والذبيحان أنقذا بالغداء </|bsep|> <|bsep|> منه سرّ سرى لعيسى فأحيا <|vsep|> دارسا مذ دعاه بعد البلاء </|bsep|> <|bsep|> وكذا أكمها وأبرص أبرا <|vsep|> فشفا ذاك وذاك أوفى شفاء </|bsep|> <|bsep|> هو من قبل كل خلق نبي <|vsep|> لا تقف عند حد طين وماء </|bsep|> <|bsep|> كان نور الألاء اذ ذاك فاستو <|vsep|> دع ضمنا بمبدا الباء </|bsep|> <|bsep|> فتلقاه من شريف شريف <|vsep|> من لدن دم ومن حواء </|bsep|> <|bsep|> مودع في كرائم من كرام <|vsep|> عن سفاح تنزهوا وخناء </|bsep|> <|bsep|> فأتى الفخر منه منة اذ <|vsep|> كان منها له أجل وعاء </|bsep|> <|bsep|> حملته فلم تجد منه ثقلا <|vsep|> حال حمل كما يرى بالنساء </|bsep|> <|bsep|> فهنيئا به لها اذ بخير <|vsep|> الخلق جائت وسيد الأنبياء </|bsep|> <|bsep|> وضعته مكان في الوضع رفع <|vsep|> وارتفاع للحق والأهواء </|bsep|> <|bsep|> أبرزته شمسا محا غيهب الشر <|vsep|> ك ومنها استضاء كل ضياء </|bsep|> <|bsep|> وبميلاده بدت معجزات <|vsep|> فرأى المشركون هول المرائي </|bsep|> <|bsep|> أطفاتهم نارهم ليعلم ان قد <|vsep|> جاء من كفرهم به في انطفاء </|bsep|> <|bsep|> أي نار ترى وبالنور لاحت <|vsep|> دور بصرى لمن بمكة رائي </|bsep|> <|bsep|> وبكسر الايوان قد ن جبر <|vsep|> وانكسار للدين والأعداء </|bsep|> <|bsep|> واكبت اوثانهم فأحسوا <|vsep|> بمبادئ الوبال والاوباء </|bsep|> <|bsep|> وعيون سيئت بساوة ساوت <|vsep|> حيث غيضت مقعر الغبراء </|bsep|> <|bsep|> يالها ليلة لنا اسفرت عن <|vsep|> بدر تمّ محا دجا الظلماء </|bsep|> <|bsep|> ليلة شرّفت على كل يوم <|vsep|> اذ حبتنا مشرّف الشرفاء </|bsep|> <|bsep|> فأتته حليمة مذ أبته <|vsep|> مرضعات جهلن كنز الغناء </|bsep|> <|bsep|> قبلته فاقبل الأمن واليمن <|vsep|> لديها به وكل هناء </|bsep|> <|bsep|> ونحت نحو حبها وهي ملأى <|vsep|> بمزيد الأفراح والسراء </|bsep|> <|bsep|> لو رأيت الأتان لما به سا <|vsep|> رت لأبصرت اعجب الأشياء </|bsep|> <|bsep|> سبقت سبق النجائب في السير <|vsep|> وقد كان بأسها في عفاء </|bsep|> <|bsep|> وانطوت تحتها البطاح ولاغر <|vsep|> واذا ماله عدت في انطواء </|bsep|> <|bsep|> كيف لا تنطوي لمخترق السبع <|vsep|> السماوات ساعة الأسراء </|bsep|> <|bsep|> فسعى السعد مقبلا حيث حلت <|vsep|> واستقرّت بمسعد السعداء </|bsep|> <|bsep|> قد كفته مؤنة فكفاها <|vsep|> وجزاها بالجنس خير جزاء </|bsep|> <|bsep|> ضاعف الضعف في المجازاة أضعا <|vsep|> فالها وهي شيمة الأسخياء </|bsep|> <|bsep|> فغدا عيشها خصيبا ودرت <|vsep|> لبنيها فورا عجاف الشاء </|bsep|> <|bsep|> أصبحت وهي بالثرى اشبه النا <|vsep|> س وأمست اثرى الورى بالثراء </|bsep|> <|bsep|> فأتتها عيون حلتها تبصر ما <|vsep|> منه قد غدت في ازدراء </|bsep|> <|bsep|> عجبوا أن رأوا حليمة صارت <|vsep|> بعد فقر من أكبر الأغنياء </|bsep|> <|bsep|> فاستبانوا حقيقة الحال منها <|vsep|> عله ينجلي بكشف الغطاء </|bsep|> <|bsep|> فلهم افصحت عن النبأ الحق <|vsep|> وأومت لسيد الرضعاء </|bsep|> <|bsep|> مادرى القوم انها كفلت من <|vsep|> وكف كفيه مخجل الأنواء </|bsep|> <|bsep|> فتوالت بل سعد المبرا <|vsep|> ت وحفوا بوافر النعماء </|bsep|> <|bsep|> وسما حيهم علىكل حيّ <|vsep|> وتساموا فخرا على الأحياء </|bsep|> <|bsep|> والحبيب الخليل في كل ن <|vsep|> وزمان ينموا أتمّ نماء </|bsep|> <|bsep|> ولعامين سالما فصلته <|vsep|> بعد أن صار أنجب النجباء </|bsep|> <|bsep|> فأتت أمه به وهي من خو <|vsep|> ف التنائي لحبه في عناء </|bsep|> <|bsep|> وبدا شوقها اليه وهل يخفى <|vsep|> اشتياق المحب بالخفاء </|bsep|> <|bsep|> ان حب المحب يبرزه الوجد <|vsep|> ولو كان كامنا في الحشاء </|bsep|> <|bsep|> فاستعادته كي تعود السعادا <|vsep|> ت لديها بمذهب الضراء </|bsep|> <|bsep|> فأعادته اذ عليه اخيفت <|vsep|> من وباء قد حل بالبطحاء </|bsep|> <|bsep|> ثم عادت به الى حيها الحيّ <|vsep|> بخير الأموات والأحياء </|bsep|> <|bsep|> فأتته من بعد أرع الاملا <|vsep|> ك لما استقرّ بين الرعاء </|bsep|> <|bsep|> وبه دونهم غدوا فأريعت <|vsep|> ظئره منه خيفة القرناء </|bsep|> <|bsep|> مادرت ما يراد منه ولو تد <|vsep|> ريه لاستبشرت بكل هناء </|bsep|> <|bsep|> أضجعوه ولم يرع ثم شقوا <|vsep|> منه للصدر أشرف الأعضاء </|bsep|> <|bsep|> وبماء من زمزم غسلوه <|vsep|> بعد القاء مضغة سوداء </|bsep|> <|bsep|> وملاه جبريل علما وحلما <|vsep|> وحباه بعفة وحياء </|bsep|> <|bsep|> وبيمنى الأمين عاد كما كا <|vsep|> ن سليما ما مس بالبأساء </|bsep|> <|bsep|> ان من عادة الملوك اذا ما <|vsep|> أحرزوا محرزاتهم في خباء </|bsep|> <|bsep|> ختموه بختمهم ليصونو <|vsep|> ه عن السارقين والسفهاء </|bsep|> <|bsep|> ولعمري ما محرز كالذي <|vsep|> أحرز في حرز سيد الشفعاء </|bsep|> <|bsep|> فلذا أخص بالختام وذا الخا <|vsep|> تم من دون سائر الأنبياء </|bsep|> <|bsep|> اذ هو الكنز والذخيرة والمطل <|vsep|> ب الأعلى وخالص الكيماء </|bsep|> <|bsep|> ووقته وقت الهجير سحاب <|vsep|> بعد خمس بأنفع الافياء </|bsep|> <|bsep|> ومضى عمه به بعد سبع <|vsep|> وهو يشكو بمقلة رمداء </|bsep|> <|bsep|> واتى كي يطبها دار ديرا <|vsep|> ن فناداه قاصد استشفاء </|bsep|> <|bsep|> فأبى ان يجئ فاهتزت الجد <|vsep|> ر ومالت به عروش البناء </|bsep|> <|bsep|> فسعى مسرعا واخبر عنه <|vsep|> انه المصطفى من الأصفياء </|bsep|> <|bsep|> ولثنتين بعد عشر نحا الشا <|vsep|> م أبو طالب بكنز الغناء </|bsep|> <|bsep|> وبحيرا رأى الغمامة تحميه <|vsep|> اذا سار من أذى الرمضاء </|bsep|> <|bsep|> فدعا عمه ومن معه من <|vsep|> بعد اعداده جزيل القراء </|bsep|> <|bsep|> ماسوى المصطفى أراد ولكن <|vsep|> ذاك من حكم حكمة الحكماء </|bsep|> <|bsep|> يدرك الابله البليد مناه <|vsep|> بالتأني فكيف بالأذكياء </|bsep|> <|bsep|> فتقفى وصف النبوّة فيه <|vsep|> فرها كالشمس وقت الضحاء </|bsep|> <|bsep|> وانثنى راجعا فغادره ثمم <|vsep|> غدير قد سدّ رحب الفضاء </|bsep|> <|bsep|> فأتاه وقد شكا من أذاه <|vsep|> عمه مثل سائر الرفقاء </|bsep|> <|bsep|> فغدا ذلك الغدير طريقا <|vsep|> يبسا مابه يرى من ماء </|bsep|> <|bsep|> جبلت نفسه على خلة الخير <|vsep|> فيا طالما خلا بحراء </|bsep|> <|bsep|> ودعوه الأمين اذ بحلى الصد <|vsep|> ق تحلى وشأن أهل الوفاء </|bsep|> <|bsep|> لم يزل في مدراج المجد يرقى <|vsep|> من سناء سام لأسمى سناء </|bsep|> <|bsep|> والامارات للدلالات تقوى <|vsep|> كل ن به لاهل الذكاء </|bsep|> <|bsep|> فأراد الله ابراز سرّ <|vsep|> كامن كان قبل خلق السماء </|bsep|> <|bsep|> فأتاه الأمين جبريل لما <|vsep|> بلغ الأربعين للايحاء </|bsep|> <|bsep|> فدعا الناس للهداية والكفر <|vsep|> بأهليه في مزيد النماء </|bsep|> <|bsep|> فأبوه وهل يفيد دعاء <|vsep|> بقلوب قد كوّنت من داء </|bsep|> <|bsep|> أو يفيد الجلا الحديد انجلاء <|vsep|> اذ علاه مستحكم الأصداء </|bsep|> <|bsep|> وأبى الله غير نصرة دين الح <|vsep|> ق فورا وخزى حزب التنائي </|bsep|> <|bsep|> من يكن حسبه وناصره الله <|vsep|> أيخشى سفاهة السفهاء </|bsep|> <|bsep|> كم أراهم من معجزات وهم في <|vsep|> غمرة من ضلالهم وعماء </|bsep|> <|bsep|> مابحق لولا الشقاوة حقت <|vsep|> بهمو حين عاندوا من خفاء </|bsep|> <|bsep|> بيد أن النفوس ان غلب الجهل <|vsep|> عليها فمالها من دواء </|bsep|> <|bsep|> واذا ما القلوب قد شحنت من <|vsep|> حسد لم تفد سوى الشحناء </|bsep|> <|bsep|> عجب دونه أجل عجيب <|vsep|> من جفاة جفوه كل الجفاء </|bsep|> <|bsep|> عرفوه وعرّفوه أمينا <|vsep|> ودروه الصدوق في الأنباء </|bsep|> <|bsep|> ورموه بساحر وبكذا <|vsep|> ب عنادا باؤا بشر وباء </|bsep|> <|bsep|> ثم صدّوه عن رباه ومربا <|vsep|> ه فويل للعصبة الأشقياء </|bsep|> <|bsep|> وبما ثار من ثراء شفاء <|vsep|> من جميع الأسقام والأدواء </|bsep|> <|bsep|> بين قبر ومنبر في رباها <|vsep|> روضة من رياض دار الرضاء </|bsep|> <|bsep|> وبها اليمن ضعف مكة ثاو <|vsep|> فهي للوافدين خير ثواء </|bsep|> <|bsep|> شرفت اذ بها أجل البرايا <|vsep|> حل فهي الذكية الأنحاء </|bsep|> <|bsep|> صاح جدّد عزما وجرد ثياب <|vsep|> اللهو مااستطعت عنك والاهواء </|bsep|> <|bsep|> وانتشق عرف نشر طيب معانيه <|vsep|> اذا لم تكن لمره رائي </|bsep|> <|bsep|> واصرف الفكر عن سواها الى <|vsep|> وصف علاه ملازم الاصغاء </|bsep|> <|bsep|> جمعت شمل كل وصف جميل <|vsep|> ماله من شمائل وحلاء </|bsep|> <|bsep|> ما لنقص حاشاه في قدره ما <|vsep|> كان منهم له من الايذاء </|bsep|> <|bsep|> بل لابراز حكمة سبقت من <|vsep|> حكم الله أحكم الحكماء </|bsep|> <|bsep|> هي أعلامنا بأن علاه <|vsep|> لم يكن بالمكان والأقرباء </|bsep|> <|bsep|> انما الفخر بالتقى ليس بالما <|vsep|> ل ولا بالجدود والباء </|bsep|> <|bsep|> فاذا كان في مكان مكين <|vsep|> صار صدرا وقبلة الجلساء </|bsep|> <|bsep|> فلذا طيبة بأحمد طابت <|vsep|> وعلا قدرها على الأرجاء </|bsep|> <|bsep|> فصلاة بها كألف سواها <|vsep|> غير ام القرى محط الرجاء </|bsep|> <|bsep|> حسن الخلق احسن الخلق خلقا <|vsep|> حائز كل سودد وسناء </|bsep|> <|bsep|> أبلج ظاهر الوضاءة يخفي <|vsep|> نوره النيرين حال انجلاء </|bsep|> <|bsep|> وجهه المستدير أشرب بالجمرة <|vsep|> منه البياض بادى البهاء </|bsep|> <|bsep|> حاجباه كنونى الخط زينا <|vsep|> بجبين رحب بهىّ الضياء </|bsep|> <|bsep|> فيه عرق يدرّ ان هو لله <|vsep|> يرى ساخطا على الأعداء </|bsep|> <|bsep|> منه يبدو رشح اذا الحمى <|vsep|> حياه بوحي كاللؤلؤ الألاء </|bsep|> <|bsep|> أدعج العين أشكل أوطف لم <|vsep|> يرفى الحسن من يدانيه الاسترخاء </|bsep|> <|bsep|> أنفه بالجمال أقنى يرى النا <|vsep|> ظر عرنينه السنا بالسناء </|bsep|> <|bsep|> يخجل الدر والعقيق اذا افتر <|vsep|> ربثغر عن منبع الاضواء </|bsep|> <|bsep|> ذو ابتسام ومبسم عذب أشنب <|vsep|> يمحو الغناء عند اللقاء </|bsep|> <|bsep|> بين ضوء الصباح والفرق فرق <|vsep|> اذ به للأنام كل هداء </|bsep|> <|bsep|> عارضاه زينا بأطهر نبت <|vsep|> فاق مسكا في لونه والذكاء </|bsep|> <|bsep|> بهما قد تلألأت شعرات <|vsep|> بسناها قد لاح اسنى المرائي </|bsep|> <|bsep|> جيده الجيد النقي كمصقو <|vsep|> ل لجين حكاه جيد الظباء </|bsep|> <|bsep|> صدره الرحب أيّ بحر يدانيه <|vsep|> ومنه مدّت قوى العلماء </|bsep|> <|bsep|> قطرة من علومه عمت الكو <|vsep|> ن فغاضت بها بحار الماء </|bsep|> <|bsep|> سار كالخط منه مسربة تمتد <|vsep|> للسرة امتداد استواء </|bsep|> <|bsep|> بطنه في الجمال والصدر سيا <|vsep|> ن فعن سجلهة خلا والتواء </|bsep|> <|bsep|> أشعر المنكبين ضخم الكراديس <|vsep|> طويل الزندين بحر العطاء </|bsep|> <|bsep|> كان شئن الكفين يحكى ذراعيه <|vsep|> قضيب من فضة بيضاء </|bsep|> <|bsep|> واسع الراحتين كم راحة را <|vsep|> حت لنا من نداهما وغناء </|bsep|> <|bsep|> طابتا ملمسا ولينا كما <|vsep|> بالطول قد طالتا وبالأسداء </|bsep|> <|bsep|> ساقه السائق العلى فاق حسنا <|vsep|> وبهاء جمارتىّ شماء </|bsep|> <|bsep|> قدماه مسيحتان ومن وطئهما <|vsep|> لان جلمد الصفواء </|bsep|> <|bsep|> واذا ما سعى تكفأ كالسيل <|vsep|> اذا انحط سافلا من سماء </|bsep|> <|bsep|> ليس بالشاهق الطوال وان ما <|vsep|> شى طوالا كانا بطول سواء </|bsep|> <|bsep|> قمر الشمس نوره فذا لم <|vsep|> ترعين ظلا له في الضحاء </|bsep|> <|bsep|> يقظ القلب دائما ما لعينيه <|vsep|> اذا نامتا سوى الاغفاء </|bsep|> <|bsep|> دائم الخوف باسم حالة الضحك <|vsep|> كثير الرجا شديد الحياء </|bsep|> <|bsep|> واذا مامشى سعى بالهوينا <|vsep|> لالعجب حاشا ولا كبرياء </|bsep|> <|bsep|> حاز كل الجمال معنى ومبنى <|vsep|> وحوى أكمل النهى والبهاء </|bsep|> <|bsep|> حسنه ألبس الملابس حسنا <|vsep|> فهى منه في نضرة وازدهاء </|bsep|> <|bsep|> لبس الابيض النقيّ فأضحى <|vsep|> أصبح اللون مشرق اللألأء </|bsep|> <|bsep|> وحكاه في أسود لون بدر <|vsep|> للورى لاح في دجا الظلماء </|bsep|> <|bsep|> وغدا أخضر الملابس اذلا <|vsep|> بسه شبه روضة غناء </|bsep|> <|bsep|> ما ذكاء عند الشروق اذا لا <|vsep|> ح لراء في حلة حمراء </|bsep|> <|bsep|> أو سناها وقد دنت لغروب <|vsep|> مذ بدا في ملاءة صفراء </|bsep|> <|bsep|> عرفه فائق غوالي الغوالي <|vsep|> فبه سل مجرب الخبراء </|bsep|> <|bsep|> مثل ام العروس حين اتته <|vsep|> تبتغي منه مصلها للنساء </|bsep|> <|bsep|> فحباها قارورة ملئت من <|vsep|> رشح زنديه ياله من حباء </|bsep|> <|bsep|> فلا عرفها المدينة طيبا <|vsep|> وكساها به ثياب كساء </|bsep|> <|bsep|> ليس بالفظ والغليظ ولا السخا <|vsep|> ب والمرتدي ردا الكبرياء </|bsep|> <|bsep|> خصف النعل رقع الثوب قمّ <|vsep|> البيت والى الفتاة عند الرحاء </|bsep|> <|bsep|> حلب الشاة خلفه اردف الرا <|vsep|> كب قال المزاح غير الفراء </|bsep|> <|bsep|> ركب العير عاريا موكفا بالل <|vsep|> يف مامال قط نحو الرياء </|bsep|> <|bsep|> وبرحل رث على جمل حج <|vsep|> بريئا في الكل عن ازدراء </|bsep|> <|bsep|> بل كسى كل خلة حلة الفخ <|vsep|> ر فحلت بأوج اسمى سماء </|bsep|> <|bsep|> ونهى الصحب عن قيام له ان <|vsep|> جائهم قاصدا وعن اطراء </|bsep|> <|bsep|> لم يقل لا لسائل بل جواد <|vsep|> منعم في الأقتار والأثراء </|bsep|> <|bsep|> حيث ما ينتهي به مجلس حلّ <|vsep|> موفى الحظوظ للجلساء </|bsep|> <|bsep|> وبلبيك للدعاء مجيب <|vsep|> من فتى أو فتية أو نساء </|bsep|> <|bsep|> يبتدي بالسلام طفلا و كهلا <|vsep|> ورقيقا وكل أهل اهتداء </|bsep|> <|bsep|> خلقه الذكر عادل بالقضايا <|vsep|> ومواسى المسيء بالأعضاء </|bsep|> <|bsep|> كم عليه ذوو الجهالة بالجهل <|vsep|> أساؤا وبالغوا في الاذاء </|bsep|> <|bsep|> وهو يأبى الاصفاء وصفحا <|vsep|> عنهمو وهي شيمة الحلماء </|bsep|> <|bsep|> لو يشأ هلكهم أجاب الى ذا <|vsep|> ملك الأخشبين بالاكفاء </|bsep|> <|bsep|> ان نفس الحليم تزداد بالقد <|vsep|> رة حلما على مديم الجفاء </|bsep|> <|bsep|> فخرطه في الفضل ليس يضاهى <|vsep|> وثناه قد فاق كل ثناء </|bsep|> <|bsep|> جاء بالملة الحنيفية السم <|vsep|> حة رفقا بالامة الضعفاء </|bsep|> <|bsep|> فدعينا به لأقوم دين <|vsep|> وهدينا للسنة البيضاء </|bsep|> <|bsep|> وكفينا بشرعه حرجا كا <|vsep|> ن بمن قبل خشية الاعياء </|bsep|> <|bsep|> أين قتل المسئ من توبة أو <|vsep|> أين قرض من طهر رجس بماء </|bsep|> <|bsep|> هدم الشرك مهد الدين بأس <|vsep|> منه مازال مذهب البأساء </|bsep|> <|bsep|> وأتانا بأعظم الكتب قدرا <|vsep|> منه ما زال مذهب البأساء </|bsep|> <|bsep|> باء منه أهل الكتب قدرا <|vsep|> وحبانا بأصدق الانباء </|bsep|> <|bsep|> قد كسا لبسه المحقين عزا <|vsep|> وكسا المبطلين ثوب عزاء </|bsep|> <|bsep|> خص بالرعب من مسيرة شهر <|vsep|> وبنصر مع قلة في اللقاء </|bsep|> <|bsep|> فرمى في القلوب في يوم بدر <|vsep|> شبه ما في القليب من القاء </|bsep|> <|bsep|> بعض ياته الكتاب وناهيك <|vsep|> بذكر من معجز البلغاء </|bsep|> <|bsep|> أعجز الخلق أن يجيئوا بى <|vsep|> مثل ياته بمحض افتراء </|bsep|> <|bsep|> كلما مرّ بالمسامع ألفا <|vsep|> ه ذووه أحلى من الحلواء </|bsep|> <|bsep|> صانه الله عن تطرق تبديل <|vsep|> اليه أو لغو او الغاء </|bsep|> <|bsep|> كل ن نراه غصنا جديدا <|vsep|> رائقا للمصغين والقرّاء </|bsep|> <|bsep|> ان اعجازه لأعجب ماجا <|vsep|> به المصطفى بغير مراء </|bsep|> <|bsep|> ليس الامن فيض افضال طه <|vsep|> ما من المعجزات للأنبياء </|bsep|> <|bsep|> ملك كسرى به تمزق لما <|vsep|> أن دعاة فلم يجب للدعاء </|bsep|> <|bsep|> اشجع الناسف ي الحروب لمن يذ <|vsep|> كر عذراً أحيا من العذراء </|bsep|> <|bsep|> كف كف الكفار كفا بكف <|vsep|> فاه فيه مسبح الحصباء </|bsep|> <|bsep|> منه روّى ألفا بصاع وغذى <|vsep|> منه ألفا به أتم غذاء </|bsep|> <|bsep|> ضرع شاة عجفا أدرّ كما رد <|vsep|> دبه ضوء مقلة عمياء </|bsep|> <|bsep|> ورمى رمية به فترامت <|vsep|> منه رعبا جيوش حزب التنائى </|bsep|> <|bsep|> وغراس النخيل أثمر في العا <|vsep|> م وأهدى به رطيب الجناء </|bsep|> <|bsep|> وبه الجزل صار سيفا صقيلا <|vsep|> لامعا في معامع الهيجاء </|bsep|> <|bsep|> وبتمر ملء اليدين كفى الغا <|vsep|> زينب بالخندق الخاص الحشاء </|bsep|> <|bsep|> وله الجذع حين فارقه حنّ <|vsep|> بصوت كحنة العشراء </|bsep|> <|bsep|> ثم لولاه ضمه لتمادى <|vsep|> في حنين كواله للفناء </|bsep|> <|bsep|> وبنزر النضار أعتق سلما <|vsep|> ن فوفى الكثير خير وفاء </|bsep|> <|bsep|> وأتته الأشجار تسعى على سا <|vsep|> ق وحياه الصخر كالأحياء </|bsep|> <|bsep|> شق طوعا لاجله البدر لما <|vsep|> أن دعاه لذاك باليماء </|bsep|> <|bsep|> وشكا المحل بالمدينة شاك <|vsep|> فدعا فاستهل غيث السماء </|bsep|> <|bsep|> وتمادى سبعا فجاؤه يشكو <|vsep|> ن له منه خوف هدم البناء </|bsep|> <|bsep|> فانجلى عن ديار يثرب واحتا <|vsep|> ط بما حولها بعيد الدعاء </|bsep|> <|bsep|> وذراع بالسم أنبأه الحق <|vsep|> شفاها كصائح النصحاء </|bsep|> <|bsep|> بأعالى الثرى بعدّ الثريا <|vsep|> كأمام يرى الورى من وراء </|bsep|> <|bsep|> حفه الله بالصيانة والعصمة من <|vsep|> خلفه بخير وفاء </|bsep|> <|bsep|> وحماه عن أن ينال حماه السوء <|vsep|> من قاصديه باستهزاء </|bsep|> <|bsep|> فحمى الخمسة الذين تحرّو <|vsep|> الأذى بالوبال والاوباء </|bsep|> <|bsep|> لدعاه الجدار أمّن والثلب <|vsep|> اليه أبدى صريح اشتكاء </|bsep|> <|bsep|> وله الضب بالرسالة قد أعلن <|vsep|> نطقا كأفصح الشهداء </|bsep|> <|bsep|> وبه الظبية استغاثت وحيته <|vsep|> بتسليمها وحسن الثناء </|bsep|> <|bsep|> تفله أبرأ العيون وأجرا <|vsep|> هاومنه الاجاج أعذب ماء </|bsep|> <|bsep|> أعجزت معجزات خير البرايا <|vsep|> من نحا نحوها للاستقصاء </|bsep|> <|bsep|> قسما بالذى حباه وحيا <|vsep|> ه بحلم وسودد وحياء </|bsep|> <|bsep|> لو بحار الوجود صارت مدادا <|vsep|> وأمدّت بالمدّ للانتهاء </|bsep|> <|bsep|> وجميع النبات أقلام نسخ <|vsep|> والاراضي طرس وجرم السماء </|bsep|> <|bsep|> والبرايا جازوا على عدد النمل <|vsep|> وحازوا بلاغة الشعراء </|bsep|> <|bsep|> وأعيد الماضي اليهم وزيدوا <|vsep|> ضعف أضعافهم من الانشاء </|bsep|> <|bsep|> وتصدوا لحصر بعض صفات <|vsep|> المصطفى خير واطىء الغبراء </|bsep|> <|bsep|> ثم ضاقت طروسهم عند ذا الحصر <|vsep|> ولت لاتهم للفناء </|bsep|> <|bsep|> ما أفادوا الاكما أودع اليمّ <|vsep|> خياطا ألقى به من ماء </|bsep|> <|bsep|> كيف يدرى الضعاف من تعظيم <|vsep|> وصف الله أعظم العظماء </|bsep|> <|bsep|> فبه لذ بذلة تلق ما لذ <|vsep|> ذ وقل مع تذلل واستحاء </|bsep|> <|bsep|> يا ملاذ الورى اذا هجم الكر <|vsep|> ب فحارت منه قوى الأقوياء </|bsep|> <|bsep|> وغياث الانام ان دهم الخطب <|vsep|> فحارت مدارك العقلاء </|bsep|> <|bsep|> ومغيث اللهفا اذ الوجل ازدا <|vsep|> دفساخت قوائم الاصفياء </|bsep|> <|bsep|> وفصيح المقال ان عظم الامر <|vsep|> فصاخت فصاحة الفصحاء </|bsep|> <|bsep|> وخطيب الثناء اذا القول قدها <|vsep|> ل فساخت بلاغة الخطباء </|bsep|> <|bsep|> ومجلى الغما اذا الأزمة اشتد <|vsep|> دت فضاقت مسالك الحنفاء </|bsep|> <|bsep|> ومفيد الوفود ان عمّ غم <|vsep|> خير خيران حان فصل القضاء </|bsep|> <|bsep|> بكتاب عليك أنزله الله <|vsep|> به جاء عنك أذكى ثناء </|bsep|> <|bsep|> وبمسراك بالبراق بليل <|vsep|> لمصلى الاقصى من البطحاء </|bsep|> <|bsep|> وبمعراجك الذي فيه قدّمت <|vsep|> أمام الاملاك والأنبياء </|bsep|> <|bsep|> وبقرب قرّبت ثم الى أن <|vsep|> كنت أدنى من قاب قرب اصطفاء </|bsep|> <|bsep|> وبترجيعك الصلاة لخمس <|vsep|> بعد خمسين مع بقاء الجزاء </|bsep|> <|bsep|> وبصدّيقك الصدوق الذي حا <|vsep|> ز بسبق التصديق فضل ابتداء </|bsep|> <|bsep|> الرقيق الرفيق بالغار والوا <|vsep|> قيك فيه من حية رقطاء </|bsep|> <|bsep|> المواسيك بالذي ملكت يمناه <|vsep|> صدر الأئمة الخلفاء </|bsep|> <|bsep|> الامام الذي حمى بيضة الدين <|vsep|> باحياء السنة البيضاء </|bsep|> <|bsep|> قام بالرفق في الخليقة من بعدك <|vsep|> رفق الباء بالأبناء </|bsep|> <|bsep|> وبفاروقك المفرّق بالبأ <|vsep|> س جموع الاضلال والاغواء </|bsep|> <|bsep|> السديد الشديد بالمسخط الله <|vsep|> الرحيم الشفوق بالاتقياء </|bsep|> <|bsep|> عمر فاتح الفتوح الذي مهد <|vsep|> طرق الهدى بحسن ولاء </|bsep|> <|bsep|> سالب الفرس ملكهم وكذا الرو <|vsep|> م ومبدى الصلاة بعد الخفاء </|bsep|> <|bsep|> الامير الذي برحمته ما <|vsep|> ر عفاة الأرامل الضعفاء </|bsep|> <|bsep|> فرقا فرّ من مهابته الشيطان <|vsep|> عن فجه فرار فراء </|bsep|> <|bsep|> وبتاليهما ابن عفان من جهز <|vsep|> لله الجيش في اللأواء </|bsep|> <|bsep|> الموفى عن يوم بدر وقد خلف <|vsep|> بالأذن أوفر الانصباء </|bsep|> <|bsep|> مصفى الحرب سلمه المتلقى <|vsep|> حسن تسليمه القضا بالرضاء </|bsep|> <|bsep|> جامع الذكر في المصاحف ذى النو <|vsep|> رين شيخ الاحسان كهف الحياء </|bsep|> <|bsep|> فاسح المسجد المؤسس بالتقوى <|vsep|> وملقى الاملاك باستحياء </|bsep|> <|bsep|> وباب العلوم صنوك مردى <|vsep|> في الردى كل مبطل بالرداء </|bsep|> <|bsep|> أسد الله في الحرنوب مجلى <|vsep|> أزمات الكروب والغماء </|bsep|> <|bsep|> جعل الباب المعجز القوم نقلا <|vsep|> ترسه يوم خبيبر بنجاء </|bsep|> <|bsep|> لم يمله عن التقى زخرف اللهو <|vsep|> ولا مال قط للاهواء </|bsep|> <|bsep|> بت زهدا طلاق دنياه ما غرّ <|vsep|> بأمّ الغرور بالاغراء </|bsep|> <|bsep|> الحسيب النسيب أوّل لاق <|vsep|> من ثنيات نسبة الاقرباء </|bsep|> <|bsep|> الوزير المشير بالصوب في الحر <|vsep|> ب الذى قد علا على الجوزاء </|bsep|> <|bsep|> وكفاه حديث من كنت مولا <|vsep|> ه فخارا ناهيكب ذا من ثناء </|bsep|> <|bsep|> وبساقى العدا كؤوس الردى <|vsep|> أوّل من سل سيفه للقاء </|bsep|> <|bsep|> الزبير الذى بسيماه جاءت <|vsep|> يوم بدر أملاك للهيجاء </|bsep|> <|bsep|> وبذى الجود طلحة الخير واقيك <|vsep|> أذى المعتدين والأعداء </|bsep|> <|bsep|> ثابت العزم والصناديد فرّوا <|vsep|> في الوغى والصبور في الضراء </|bsep|> <|bsep|> يده في ولاك شلت فأعطى <|vsep|> وهو حىّ مراتب الشهداء </|bsep|> <|bsep|> وبمن لقب الامين ومن كا <|vsep|> ن له باليمين خير اصطفاء </|bsep|> <|bsep|> المكهنى أبا عبيدة حاوى <|vsep|> شرف الهجرتين أعلى علاء </|bsep|> <|bsep|> عامر بن الجراح من جميع الله <|vsep|> له الحسنيين في السعداء </|bsep|> <|bsep|> وبعبد الرحمن ممتلىء الجو <|vsep|> ف من الخوف خشية الابطاء </|bsep|> <|bsep|> رزق البسطة السنية في الدنيا <|vsep|> فلم تستمله للسراء </|bsep|> <|bsep|> ابن عوف المصيب في الرأى اذ قدّم <|vsep|> عثمان ثالث الخلفاء </|bsep|> <|bsep|> وبمن شاهد المشاهد والمعب <|vsep|> كسرى كسرا وطول بلاء </|bsep|> <|bsep|> خالد المجتبى المسدّد سعد <|vsep|> ألموفى الطعان في الظلماء </|bsep|> <|bsep|> دعوة منك صادفته فما أخطأ <|vsep|> سهم رماه للاشقياء </|bsep|> <|bsep|> وبذى الهجرة القديمة والفضل <|vsep|> سعيد المعدود في الاصفياء </|bsep|> <|bsep|> خاتم العشرة المبشر كلّ <|vsep|> منك يوم الجزاء بالنعماء </|bsep|> <|bsep|> الموالوك زعزعا ورخاء <|vsep|> المواسوك في غلا ورخاء </|bsep|> <|bsep|> الموفوك حق عهدك في البيعة <|vsep|> موفوك منك عهد ولاء </|bsep|> <|bsep|> هم نجوم بأيهم أبدا أن <|vsep|> نقتدى نهتدي بخير اهتداء </|bsep|> <|bsep|> وهم الأوّلون بالجدّ للمجد <|vsep|> هم السابقون للعلياء </|bsep|> <|bsep|> وبخير الاعمام حمزة ذي البطش <|vsep|> مذل الطغاة والعظماء </|bsep|> <|bsep|> دامغ غيرة عليك أبا جهل <|vsep|> فلم يرع جانب الاقرباء </|bsep|> <|bsep|> بهداه عزّ الهدى وتعزت <|vsep|> فرق خالفوا بذلّ عزاء </|bsep|> <|bsep|> ضارب والصفوف صفت بسيفين <|vsep|> محلى بسيد الشهداء </|bsep|> <|bsep|> وبتاليه في القرابة والفضل <|vsep|> أخيه العباس رب السقاء </|bsep|> <|bsep|> من له اذ دعوت أمّنت الجد <|vsep|> ران والباب اثر ذاك الدعاء </|bsep|> <|bsep|> واستمرّت به الخلافة حقا <|vsep|> فى بنيه الأئمة النجباء </|bsep|> <|bsep|> وبسبطيك مجمع الفخر والمجد <|vsep|> أجل الفروع والابناء </|bsep|> <|bsep|> الصفيين طالما لهما منك <|vsep|> حنوّا وطأت خير وطاء </|bsep|> <|bsep|> رقيا منك مرتقى حط عن قد <|vsep|> رعلاه في الفضل كل علاء </|bsep|> <|bsep|> لهف قلبى عليهما حيث صارا <|vsep|> عرضة للاراذل الغوغاء </|bsep|> <|bsep|> فيهما خان عهد ودّك قوم <|vsep|> بالغوا في العقوق والبغضاء </|bsep|> <|bsep|> ألمن سم السيد الحسنب المحسن <|vsep|> حظ مذ سمه من وفاء </|bsep|> <|bsep|> أم لقوم بسبى لك مع قتلهمو <|vsep|> ذمّة وأدنى اهتداء </|bsep|> <|bsep|> أم لمن صدّهم عن الماء قسم <|vsep|> حيث تروى منه كبود الظماء </|bsep|> <|bsep|> أدرى المخبث الخبيث يزيد <|vsep|> أي رأس صارت به كاللقاء </|bsep|> <|bsep|> أم دري ذا الغبى أي ثنايا <|vsep|> كان اذ ذاك قارعا بالعصاء </|bsep|> <|bsep|> طالما أتحفت بلثمك لطفا <|vsep|> وحنانا ورحمة الرحماء </|bsep|> <|bsep|> أتراهم جازوك عما به جئت <|vsep|> بما قابلوك من ايذاء </|bsep|> <|bsep|> أم همو عن وداد لك كافو <|vsep|> ك بشنّ الاغارة الشعواء </|bsep|> <|bsep|> منعوهم ماء الفرات ولولا <|vsep|> ك بهم ماسقوا فرات الماء </|bsep|> <|bsep|> يا لها ثلمة بها عيرتنا <|vsep|> كالنصارى اليهود أهل القساء </|bsep|> <|bsep|> ان يوما بكربلاء دهانا <|vsep|> بمصاب بدا بكّر بلاء </|bsep|> <|bsep|> ان دمعى عليهمو لهتون <|vsep|> وقليل فيهم كثير البكاء </|bsep|> <|bsep|> وبزوج الكرّار أمّهما من <|vsep|> لقبت بالبتول والزهراء </|bsep|> <|bsep|> وبمن منك حزن من قسم الفخر <|vsep|> أجل السهام والانصباء </|bsep|> <|bsep|> هنّ أزواجك اللواتي لناصر <|vsep|> ن بك الامهات خير النساء </|bsep|> <|bsep|> مسنى من ذنوبى الضرّ فاكشف <|vsep|> يا مبى ما بى من الضراء </|bsep|> <|bsep|> حملتني نفسى من الوزر ما <|vsep|> تعجز عن حمل بعضه أعضائى </|bsep|> <|bsep|> ان دعتنى الى الأثام رأتنى <|vsep|> للخطا مقبلا سريع الخطاء </|bsep|> <|bsep|> أو للهو تريدنى وجدتنى <|vsep|> لوحاها مبادرا بوحائى </|bsep|> <|bsep|> وذا سمتها الخير تولت <|vsep|> وتلوّت كالحية الرقشاء </|bsep|> <|bsep|> قد ثوت في حجا الملاهى وأوهت <|vsep|> فى هواها بأسى وبدّت حجائى </|bsep|> <|bsep|> ان تجدنى غلبت جانب خوفى <|vsep|> غلبتنى وغلبت لى رجائى </|bsep|> <|bsep|> أو أردت المتاب فاه لسانى <|vsep|> بالذى لم تجد له بوفاء </|bsep|> <|bsep|> ليت شعرى أين المفرّ وأنى <|vsep|> لي مفرّ من ساكن أحشائى </|bsep|> <|bsep|> أورثتني هلكا وهل كان الا <|vsep|> هى لا غيرها من الهلكاء </|bsep|> <|bsep|> ما احتيالى اذا أتانى كبى <|vsep|> بمساو كعدّة الحصباء </|bsep|> <|bsep|> فعلتها مثم فعلتها <|vsep|> لمصابى جوانح الخصماء </|bsep|> <|bsep|> وأحاطت بى الخصوم أمامى <|vsep|> ويمينى ويسرتى وورائى </|bsep|> <|bsep|> ووردت بما أقلته أعضا <|vsep|> ئى فكانت من أفصح الشهداء </|bsep|> <|bsep|> ما اعتذارى وأىّ عذر لعاص <|vsep|> قد أتته نصائح النصحاء </|bsep|> <|bsep|> فعصاها وضلّ بعد على علم <|vsep|> بأحكام ما جنى باجتراء </|bsep|> <|bsep|> لي قلب من المعاصى كصخر <|vsep|> فرثائى لديه كالخنساء </|bsep|> <|bsep|> أنا أشكوه وهو منى يشكو <|vsep|> فكلانا يبدى مزيد اشتكاء </|bsep|> <|bsep|> فأغثنا منا وأصلح لهنا الشأ <|vsep|> ن فأنت الشفاء من كل داء </|bsep|> <|bsep|> ضقت ذرعا وكدت أيئس لولا <|vsep|> ك رجائى لشدّتي ورخائى </|bsep|> <|bsep|> فلى ركنك الحريز ملاذى <|vsep|> والى حصنك الحصين التجائى </|bsep|> <|bsep|> يا رفيع الجناب نفحة قرب <|vsep|> تقلب القلب عن شقا لشفاء </|bsep|> <|bsep|> رب عين عميا بتفلك في الحين <|vsep|> لها ردّ منه خير ضياء </|bsep|> <|bsep|> وأجاج ملح به صار فى الحا <|vsep|> ل فراتا عذبا مروّى الظماء </|bsep|> <|bsep|> وضروع درّت بمسك في الوقت <|vsep|> مع المحل من عجاف الشاء </|bsep|> <|bsep|> فعسى نفحة بها يقلب الدا <|vsep|> ء دوائ تزيل عنى عنائى </|bsep|> <|bsep|> يا طبيب القلوب بى أنت أدرى <|vsep|> من فؤادى بعلتى ودوائى </|bsep|> <|bsep|> لك أهديت مدحة لست فيها <|vsep|> بمراء ولا مريد مراء </|bsep|> <|bsep|> فاجبر الكسر وارفع الاصر عنى <|vsep|> أنت كنزى ومطلبي وغنائى </|bsep|> <|bsep|> وأجزنى شفاعة وأجرنى <|vsep|> حيث تنبو شفاعة الشفعاء </|bsep|> <|bsep|> ورد المادحون موردك العذ <|vsep|> ب ففازوا منه بأروى ارتواء </|bsep|> <|bsep|> وغدوا للقرى لديك خماصا <|vsep|> وبطانا راحوا بوفر قراء </|bsep|> <|bsep|> فبحر أدلوا دلاهم به أد <|vsep|> ليت لدوى مزاحما للدلاء </|bsep|> <|bsep|> وزحمت الوفود أطمع أن يضرب <|vsep|> لي معهمو بسهم عطاء </|bsep|> <|bsep|> بك عبدالرحمن نجل الحميدى <|vsep|> صار يرجو النجاة يوم الجزاء </|bsep|> <|bsep|> فاذا ما الممات حل أعذنى <|vsep|> من عدوّ يريدنى للشقاء </|bsep|> <|bsep|> وبلحدى اذا وضعت فسدّد <|vsep|> بجوابى نطفى ووسع فضائى </|bsep|> <|bsep|> وأغثنى اذا المطا بالخطا أثقل <|vsep|> فازورّ عن خطاى مطائى </|bsep|> <|bsep|> وعسى فى الشفا أرى لى حظا <|vsep|> من متاب يكون منه شفائى </|bsep|> <|bsep|> واكس مدحى ثوب القبول وهب لى <|vsep|> وأصولى لحظا كذا أبنائى </|bsep|> <|bsep|> ولصحبى والمنشدين مديحى <|vsep|> ولمصغ لهم للقرّاء </|bsep|> <|bsep|> وصلاة تتلى عليك ويتلو <|vsep|> ها سلام من ربنا بالولاء </|bsep|> </|psep|> |
هاتف الفجر الذي راع النجوم | 3الرمل
| [
"هاتفُ الفجر الذي راعَ النجومْ",
"وأطارَ الليلَ عن فاقِها",
"لم يَزَلْ يُغري بنا بنتَ الكرومْ",
"ويُثيرُ الوجدَ في عشاقها",
"صَيْدَحٌ جُنَّ غراماً بالسَّحَرْ",
"أنطقتْهُ لهفةُ الروحِ المشوقْ",
"مَوثِقُ القلب وميعادُ النَّظرْ",
"مهرجانُ النُّور في عُرس الشروقْ",
"فَرَحُ الجَنَّة في ألحانِهِ",
"وصداهُ في السَّحاب العابرِ",
"أرسَلَ السِّحْرَ على ألوانِه",
"من فَمٍ شادٍ وقلبٍ شاعرِ",
"يا لهُ صوتاً من الماضي البعيدْ",
"رائعَ اليقاعِ فتَّان النغمْ",
"جدَّدَ الأشواقَ باللحن الجديدْ",
"وهو كالدنيا عَريقٌ في القِدَمْ",
"كم عيونٍ نفَضَتْ أحلامَها",
"حينَ نادى غيرَ حُلمٍ واحدِ",
"سلسلتْ فيه المُنى أنغامَها",
"وهي تشدو بالرحيقِ الخالدِ",
"كلَّما لألأ في الشرق السَّنا",
"دقَّتِ البابَ الأكُفُّ الناحلهْ",
"أيُّها الخمَّارُ قمْ وافتح لنا",
"واسقِنا قبلَ رحيلِ القافلهْ",
"خَمرةُ العشاقِ لا زالتْ ولا",
"جَفَّ من ينبوعها نهرُ الحياهْ",
"نضبتْ في قدَحِ العمرِ الطِّلا",
"وهيَ في الأرواح تستهوي الشِّفاهْ",
"كم شموسٍ عَبرَتْ هذا الفضاء",
"وألوفٍ من بدورٍ ونجومْ",
"والثرى بين ربيعٍ وشتاء",
"ضاحكُ النَّوَّارِ وهَّاجُ الكرومْ",
"كلُّ عنقودٍ دموعٌ جَمَدَتْ",
"وقلوبٌ فَنيتْ فيها شعاعا",
"ما احتواها الفجرُ لَّا اتّقَدَتْ",
"جمرةً تذكو حنيناً والتياعا",
"لو أصابَتْ ريشتيها وثَبتْ",
"بجناحين من الشَّوق القديمْ",
"فاعذرِ الكأسَ ذا ما اضطربتْ",
"حَبَباً يخْفِق في كفِّ النديمْ",
"أيها الخالدُ في الدنيا غراما",
"أينَ نيْسابورُ والروضُ الأنيقْ",
"أين معشوقكَ بريقا وجاما",
"هلْ حَطَمْتَ الكأس أم جفَّ الرحيق",
"هذه الكَرمةُ والوادي الظليلْ",
"مثلما كانا وهذا البلبلُ",
"حاضرٌ أشبهُ بالماضي الجميلْ",
"لو يُغَنِّيهِ المغني الأولُ",
"اليدُ البيضاءُ في كلِّ الغصونْ",
"زهرةٌ تَنْدَى ونوْرٌ يُشرقُ",
"والثرى من نَفَسِ الرُّوحِ الحنونْ",
"مهجةٌ تهفو وقلبٌ يخفقُ",
"كم تشهَّيتَ الحبيبَ المُحسِنا",
"لو سقى مثواكَ بالكأسِ الصبيب",
"وتمنَّيتَ وما أحلى المنى",
"خطواتٍ منه والمثوى قريبْ",
"أتُرى أعطيتَه سِرَّ الخلودْ",
"أم حبوتَ الحسنَ سلطاناً يدومْ",
"عجباً تخطئ أسرارَ الوجودْ",
"أيها الحاسبُ أعمارَ النجومْ",
"شَفَةُ الكأسِ التي أنطقتَها",
"لم تَدَعْ للسائلِ الصادي جوابا",
"حُجُبٌ عن ناظري مَزَّقْتها",
"فرأيتُ العيش برقاً وسرابا",
"ولمستُ الخافقَ الحيَّ المنى",
"طينةً تبكي بكفِّ الجابلِ",
"تشتهي الرَّشْفَةَ مما عَلَّنَا",
"وهي ملأى تحت ثغرِ الناهلِ",
"نسِيَ الأنخابَ من تهوى وأمسى",
"مثلما أمسيتَ يستسقي الغماما",
"واشتكتْ رقَّتهُ في الأرض يُبسا",
"وغدا البريقُ والكأسُ حطاما",
"لا فما زالا ولا زال الحبيبْ",
"أيها المفْعِمُ بالحبِّ الوجودا",
"نَّ من غنّيْت بالأمس القريبْ",
"مَنَحَتْهُ ربَّةُ الشِّعْرِ الخلُودا",
"مرَّ بي طيفُكما ذاتَ مساء",
"وأنا ما بينَ أحلامي وكأسي",
"استبدَّت بيَ أطيافُ الخفاء",
"وتغرَّبتُ عن الدنيا بنفسي",
"صِحْتُ بالليلِ لى أن أشفقا",
"فليَقفْ نجمُكَ وليَنأ السَّحَرْ",
"جَدَّدَ العشاقُ فيكَ الملتقى",
"وحَلا الهمسُ على ضوءِ القمَرْ",
"فادخلا بين ضياءٍ وغمامْ",
"حانةَ الأقدار والليلِ القديمْ",
"مجلساً يهفو به رُوحُ الغرامْ",
"كلُّ نجمٍ فيه ساقٍ ونديمْ",
"وانهلا من سَلْسَلِ النُّورِ المذابْ",
"خمرةً ليس لها من عاصرِ",
"قَنَعَ الصوفيُّ منها بالحَبابْ",
"وهيَ تنهلُّ بكأسِ الشاعرِ",
"فاروِ يا شاعرُ عن شراقِها",
"نَّما كأسُك نورٌ وصفاءْ",
"كيفَ طالعتَ على فاقها",
"روعةَ الغيبِ وأسرارَ السماءْ",
"كيف أبصرتَ الجمالَ المشرِقا",
"بَصَرَ الفانينَ في حُبِّ اللهْ",
"وفتحتَ الأبدَ المستغلِقا",
"عن ضمير الكونِ أو سرِّ الحياهْ",
"أبروحانيةِ الشَّرقِ العريقْ",
"أمْ ببوهيميَّةِ الفنِّ الطَّليقْ",
"سَبَحَتْ رُوحُك في الكون السحيقْ",
"حيث لا يَسْمعُ طافٍ لغريقْ",
"حيث أبصرتَ الذي لم تُبْصِرِ",
"أعينٌ مَرَّتْ بهذا العالَمِ",
"ذاك سرُّ الشاعرِ المستهترِ",
"وفتونِ الفيلسوفِ العالمِ",
"ذاك سرُّ النَّغْم المسترسلِ",
"والصفاءِ السلسلِ المطَّردِ",
"رُوحُ شادٍ فَنِيَتْ في الأزَلِ",
"وتحدَّثْ شهوةَ المنتقدِ",
"صرَخَتْ لامُهُ في كُوبهِ",
"فهوى يثأرُ من لامهِ",
"نما البعثُ الذي تشدُو بهِ",
"يقظةُ المفجوعِ في أحلامِهِ",
"نما البعثُ المُرَجَّى للوَرَى",
"غاية الحيِّ التي لا تُحمَدُ",
"نما تُبْعَثُ في هذا الثَّرى",
"بعضَ ما يُقطَفُ أو ما يُحصَدُ",
"حيث نورُ الشمسِ أو ضوءُ القمرْ",
"ربما جَدَّدَ أو هاجَ لنَا",
"نبأً أو قِصةً مِنْ حُبِّنَا",
"نوْحُ ورقاءَ أرنَّتْ حَوْلنا",
"أو شجَى قُبّرةٍ مرَّتْ بنا",
"أو خُطَى لفينِ في فجرِ الصِّبا",
"أترَعا كأسَيهما مِنْ ذوبهِ",
"أو صدَى رَاعٍ على تلكَ الرُّبى",
"حَسبُها تعزيةً أنَّا سَنَحْيَا",
"في غدٍ مثلَ حياةِ الزَّهَرِ",
"وسنطوي الأبدَ المجهولَ طيَّا",
"جُدَدَ الأطياف شتَّى الصُّوَرِ",
"حسبُها تعزية أن نحلُما",
"بأناشيدِ الصَّباحِ المنتظرْ",
"ونشقُّ الأرض عن وجهِ السَّما",
"صَبَّ في النَّاي أغاني حُبِّهِ",
"حُلُمٌ مَثَّلتُهُ في خاطري",
"فعشقتُ الخُلدَ في هذا الرُّواءْ",
"أنكرُوهُ فَحَكَوا عن شاعرِ",
"جُنَّ بالخمر وأغوتْه النساءْ",
"ولقد قالوا شذوذٌ مُغرِبُ",
"وباحيَّة لاهٍ لا يُفيقْ",
"هِ لو يَدْرونَ ما يضطربُ",
"بين جنبيْكَ من الحزن العميقْ",
"أوَلا يغْدو الخليعَ الماجِنا",
"من رأى عُقْبَى الصباحِ الباسِمِ",
"ورأى الحيَّ جماداً ساكنا",
"بعد ذيَّاك الحراك الدائمِ",
"أوَلا يُغْرِبُ في نشوتِه",
"شاربُ الغُصَّةِ في اليومِ الأخيرْ",
"أوَلا يُمْعنُ في شهوتهِ",
"مُسْلِمُ الجسمِ لى الدودِ الحقيرْ",
"قصةُ الزُّهدِ التي غَنَّوْا لها",
"علَّلتهمْ بالسرابِ الخادعِ",
"نشوةُ الشاعر ما أجملها",
"هيَ مفتاحُ الخلودِ الضّائعِ",
"لو أصابوا حكمةً ما اتَّهموا",
"وبكى لاحيكَ والمسْتهجنُ",
"فهو من دنياهمُ لو عَلموا",
"عَبَثٌ مُرٌّ ولَهْوٌ مُحزنُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=520751 | علي محمود طه | نبذة
:
علي محمود طه المهندس.\nشاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.\nله دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9457 | null | null | null | null | <|meter_3|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هاتفُ الفجر الذي راعَ النجومْ <|vsep|> وأطارَ الليلَ عن فاقِها </|bsep|> <|bsep|> لم يَزَلْ يُغري بنا بنتَ الكرومْ <|vsep|> ويُثيرُ الوجدَ في عشاقها </|bsep|> <|bsep|> صَيْدَحٌ جُنَّ غراماً بالسَّحَرْ <|vsep|> أنطقتْهُ لهفةُ الروحِ المشوقْ </|bsep|> <|bsep|> مَوثِقُ القلب وميعادُ النَّظرْ <|vsep|> مهرجانُ النُّور في عُرس الشروقْ </|bsep|> <|bsep|> فَرَحُ الجَنَّة في ألحانِهِ <|vsep|> وصداهُ في السَّحاب العابرِ </|bsep|> <|bsep|> أرسَلَ السِّحْرَ على ألوانِه <|vsep|> من فَمٍ شادٍ وقلبٍ شاعرِ </|bsep|> <|bsep|> يا لهُ صوتاً من الماضي البعيدْ <|vsep|> رائعَ اليقاعِ فتَّان النغمْ </|bsep|> <|bsep|> جدَّدَ الأشواقَ باللحن الجديدْ <|vsep|> وهو كالدنيا عَريقٌ في القِدَمْ </|bsep|> <|bsep|> كم عيونٍ نفَضَتْ أحلامَها <|vsep|> حينَ نادى غيرَ حُلمٍ واحدِ </|bsep|> <|bsep|> سلسلتْ فيه المُنى أنغامَها <|vsep|> وهي تشدو بالرحيقِ الخالدِ </|bsep|> <|bsep|> كلَّما لألأ في الشرق السَّنا <|vsep|> دقَّتِ البابَ الأكُفُّ الناحلهْ </|bsep|> <|bsep|> أيُّها الخمَّارُ قمْ وافتح لنا <|vsep|> واسقِنا قبلَ رحيلِ القافلهْ </|bsep|> <|bsep|> خَمرةُ العشاقِ لا زالتْ ولا <|vsep|> جَفَّ من ينبوعها نهرُ الحياهْ </|bsep|> <|bsep|> نضبتْ في قدَحِ العمرِ الطِّلا <|vsep|> وهيَ في الأرواح تستهوي الشِّفاهْ </|bsep|> <|bsep|> كم شموسٍ عَبرَتْ هذا الفضاء <|vsep|> وألوفٍ من بدورٍ ونجومْ </|bsep|> <|bsep|> والثرى بين ربيعٍ وشتاء <|vsep|> ضاحكُ النَّوَّارِ وهَّاجُ الكرومْ </|bsep|> <|bsep|> كلُّ عنقودٍ دموعٌ جَمَدَتْ <|vsep|> وقلوبٌ فَنيتْ فيها شعاعا </|bsep|> <|bsep|> ما احتواها الفجرُ لَّا اتّقَدَتْ <|vsep|> جمرةً تذكو حنيناً والتياعا </|bsep|> <|bsep|> لو أصابَتْ ريشتيها وثَبتْ <|vsep|> بجناحين من الشَّوق القديمْ </|bsep|> <|bsep|> فاعذرِ الكأسَ ذا ما اضطربتْ <|vsep|> حَبَباً يخْفِق في كفِّ النديمْ </|bsep|> <|bsep|> أيها الخالدُ في الدنيا غراما <|vsep|> أينَ نيْسابورُ والروضُ الأنيقْ </|bsep|> <|bsep|> أين معشوقكَ بريقا وجاما <|vsep|> هلْ حَطَمْتَ الكأس أم جفَّ الرحيق </|bsep|> <|bsep|> هذه الكَرمةُ والوادي الظليلْ <|vsep|> مثلما كانا وهذا البلبلُ </|bsep|> <|bsep|> حاضرٌ أشبهُ بالماضي الجميلْ <|vsep|> لو يُغَنِّيهِ المغني الأولُ </|bsep|> <|bsep|> اليدُ البيضاءُ في كلِّ الغصونْ <|vsep|> زهرةٌ تَنْدَى ونوْرٌ يُشرقُ </|bsep|> <|bsep|> والثرى من نَفَسِ الرُّوحِ الحنونْ <|vsep|> مهجةٌ تهفو وقلبٌ يخفقُ </|bsep|> <|bsep|> كم تشهَّيتَ الحبيبَ المُحسِنا <|vsep|> لو سقى مثواكَ بالكأسِ الصبيب </|bsep|> <|bsep|> وتمنَّيتَ وما أحلى المنى <|vsep|> خطواتٍ منه والمثوى قريبْ </|bsep|> <|bsep|> أتُرى أعطيتَه سِرَّ الخلودْ <|vsep|> أم حبوتَ الحسنَ سلطاناً يدومْ </|bsep|> <|bsep|> عجباً تخطئ أسرارَ الوجودْ <|vsep|> أيها الحاسبُ أعمارَ النجومْ </|bsep|> <|bsep|> شَفَةُ الكأسِ التي أنطقتَها <|vsep|> لم تَدَعْ للسائلِ الصادي جوابا </|bsep|> <|bsep|> حُجُبٌ عن ناظري مَزَّقْتها <|vsep|> فرأيتُ العيش برقاً وسرابا </|bsep|> <|bsep|> ولمستُ الخافقَ الحيَّ المنى <|vsep|> طينةً تبكي بكفِّ الجابلِ </|bsep|> <|bsep|> تشتهي الرَّشْفَةَ مما عَلَّنَا <|vsep|> وهي ملأى تحت ثغرِ الناهلِ </|bsep|> <|bsep|> نسِيَ الأنخابَ من تهوى وأمسى <|vsep|> مثلما أمسيتَ يستسقي الغماما </|bsep|> <|bsep|> واشتكتْ رقَّتهُ في الأرض يُبسا <|vsep|> وغدا البريقُ والكأسُ حطاما </|bsep|> <|bsep|> لا فما زالا ولا زال الحبيبْ <|vsep|> أيها المفْعِمُ بالحبِّ الوجودا </|bsep|> <|bsep|> نَّ من غنّيْت بالأمس القريبْ <|vsep|> مَنَحَتْهُ ربَّةُ الشِّعْرِ الخلُودا </|bsep|> <|bsep|> مرَّ بي طيفُكما ذاتَ مساء <|vsep|> وأنا ما بينَ أحلامي وكأسي </|bsep|> <|bsep|> استبدَّت بيَ أطيافُ الخفاء <|vsep|> وتغرَّبتُ عن الدنيا بنفسي </|bsep|> <|bsep|> صِحْتُ بالليلِ لى أن أشفقا <|vsep|> فليَقفْ نجمُكَ وليَنأ السَّحَرْ </|bsep|> <|bsep|> جَدَّدَ العشاقُ فيكَ الملتقى <|vsep|> وحَلا الهمسُ على ضوءِ القمَرْ </|bsep|> <|bsep|> فادخلا بين ضياءٍ وغمامْ <|vsep|> حانةَ الأقدار والليلِ القديمْ </|bsep|> <|bsep|> مجلساً يهفو به رُوحُ الغرامْ <|vsep|> كلُّ نجمٍ فيه ساقٍ ونديمْ </|bsep|> <|bsep|> وانهلا من سَلْسَلِ النُّورِ المذابْ <|vsep|> خمرةً ليس لها من عاصرِ </|bsep|> <|bsep|> قَنَعَ الصوفيُّ منها بالحَبابْ <|vsep|> وهيَ تنهلُّ بكأسِ الشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> فاروِ يا شاعرُ عن شراقِها <|vsep|> نَّما كأسُك نورٌ وصفاءْ </|bsep|> <|bsep|> كيفَ طالعتَ على فاقها <|vsep|> روعةَ الغيبِ وأسرارَ السماءْ </|bsep|> <|bsep|> كيف أبصرتَ الجمالَ المشرِقا <|vsep|> بَصَرَ الفانينَ في حُبِّ اللهْ </|bsep|> <|bsep|> وفتحتَ الأبدَ المستغلِقا <|vsep|> عن ضمير الكونِ أو سرِّ الحياهْ </|bsep|> <|bsep|> أبروحانيةِ الشَّرقِ العريقْ <|vsep|> أمْ ببوهيميَّةِ الفنِّ الطَّليقْ </|bsep|> <|bsep|> سَبَحَتْ رُوحُك في الكون السحيقْ <|vsep|> حيث لا يَسْمعُ طافٍ لغريقْ </|bsep|> <|bsep|> حيث أبصرتَ الذي لم تُبْصِرِ <|vsep|> أعينٌ مَرَّتْ بهذا العالَمِ </|bsep|> <|bsep|> ذاك سرُّ الشاعرِ المستهترِ <|vsep|> وفتونِ الفيلسوفِ العالمِ </|bsep|> <|bsep|> ذاك سرُّ النَّغْم المسترسلِ <|vsep|> والصفاءِ السلسلِ المطَّردِ </|bsep|> <|bsep|> رُوحُ شادٍ فَنِيَتْ في الأزَلِ <|vsep|> وتحدَّثْ شهوةَ المنتقدِ </|bsep|> <|bsep|> صرَخَتْ لامُهُ في كُوبهِ <|vsep|> فهوى يثأرُ من لامهِ </|bsep|> <|bsep|> نما البعثُ الذي تشدُو بهِ <|vsep|> يقظةُ المفجوعِ في أحلامِهِ </|bsep|> <|bsep|> نما البعثُ المُرَجَّى للوَرَى <|vsep|> غاية الحيِّ التي لا تُحمَدُ </|bsep|> <|bsep|> نما تُبْعَثُ في هذا الثَّرى <|vsep|> بعضَ ما يُقطَفُ أو ما يُحصَدُ </|bsep|> <|bsep|> حيث نورُ الشمسِ أو ضوءُ القمرْ <|vsep|> ربما جَدَّدَ أو هاجَ لنَا </|bsep|> <|bsep|> نبأً أو قِصةً مِنْ حُبِّنَا <|vsep|> نوْحُ ورقاءَ أرنَّتْ حَوْلنا </|bsep|> <|bsep|> أو شجَى قُبّرةٍ مرَّتْ بنا <|vsep|> أو خُطَى لفينِ في فجرِ الصِّبا </|bsep|> <|bsep|> أترَعا كأسَيهما مِنْ ذوبهِ <|vsep|> أو صدَى رَاعٍ على تلكَ الرُّبى </|bsep|> <|bsep|> حَسبُها تعزيةً أنَّا سَنَحْيَا <|vsep|> في غدٍ مثلَ حياةِ الزَّهَرِ </|bsep|> <|bsep|> وسنطوي الأبدَ المجهولَ طيَّا <|vsep|> جُدَدَ الأطياف شتَّى الصُّوَرِ </|bsep|> <|bsep|> حسبُها تعزية أن نحلُما <|vsep|> بأناشيدِ الصَّباحِ المنتظرْ </|bsep|> <|bsep|> ونشقُّ الأرض عن وجهِ السَّما <|vsep|> صَبَّ في النَّاي أغاني حُبِّهِ </|bsep|> <|bsep|> حُلُمٌ مَثَّلتُهُ في خاطري <|vsep|> فعشقتُ الخُلدَ في هذا الرُّواءْ </|bsep|> <|bsep|> أنكرُوهُ فَحَكَوا عن شاعرِ <|vsep|> جُنَّ بالخمر وأغوتْه النساءْ </|bsep|> <|bsep|> ولقد قالوا شذوذٌ مُغرِبُ <|vsep|> وباحيَّة لاهٍ لا يُفيقْ </|bsep|> <|bsep|> هِ لو يَدْرونَ ما يضطربُ <|vsep|> بين جنبيْكَ من الحزن العميقْ </|bsep|> <|bsep|> أوَلا يغْدو الخليعَ الماجِنا <|vsep|> من رأى عُقْبَى الصباحِ الباسِمِ </|bsep|> <|bsep|> ورأى الحيَّ جماداً ساكنا <|vsep|> بعد ذيَّاك الحراك الدائمِ </|bsep|> <|bsep|> أوَلا يُغْرِبُ في نشوتِه <|vsep|> شاربُ الغُصَّةِ في اليومِ الأخيرْ </|bsep|> <|bsep|> أوَلا يُمْعنُ في شهوتهِ <|vsep|> مُسْلِمُ الجسمِ لى الدودِ الحقيرْ </|bsep|> <|bsep|> قصةُ الزُّهدِ التي غَنَّوْا لها <|vsep|> علَّلتهمْ بالسرابِ الخادعِ </|bsep|> <|bsep|> نشوةُ الشاعر ما أجملها <|vsep|> هيَ مفتاحُ الخلودِ الضّائعِ </|bsep|> <|bsep|> لو أصابوا حكمةً ما اتَّهموا <|vsep|> وبكى لاحيكَ والمسْتهجنُ </|bsep|> </|psep|> |
لا تفزعي يا ارض لا تفرقي | 4السريع
| [
"لا تفزعي يا أرضُ لا تفرَقي",
"من شَبَحٍ تحت الدُّجى عابرِ",
"ما هو لَّا دميٌّ شقي",
"سمَّوْهُ بين الناسِ بالشاعرِ",
"حنانَكِ الن فلا تُنكري",
"سبيلَهُ في ليلكِ العابسِ",
"ولا تُضلّيهِ ولا تنْفري",
"من ذلك المستصرخ البائسِ",
"مُدِّي لعينيهِ الرّحابَ الفِساحْ",
"ورقرقي الأضواءَ في جفنهِ",
"وامسكي يا أرضُ عصْفَ الرياحْ",
"والرّاعدَ المنصبَّ في أذنِه",
"أتسمعينَ الن في صوتهِ",
"تَهَدُّجَ الأنَّاتِ من قلبهِ",
"وتقرأينَ النَ في صمتِهِ",
"تَمرُّدَ الرُّوحِ على ربهِ",
"في وقفةِ الذّاهلِ ألقى عصاهْ",
"مُولّيَ الجبهةِ شطرَ الفضاءْ",
"كأنما يَرْقى الدجى ناظراهْ",
"ليستَشِفّا ما وراءَ السماءْ",
"يَسقُطُ ضوءُ البرقِ في لمحهِ",
"على جبينٍ باردٍ شاحِبِ",
"ويستثيرُ البردُ في لفحهِ",
"ناراً تَلظَّى من فمٍ ناضبِ",
"أنتِ له يا أرضُ أمٌ رؤومْ",
"فأشهدي الكون على شِقوَتهْ",
"وردِّدي شكواهُ بين النجومْ",
"فهوَ ابنُكِ النسانُ في حيرتهْ",
"ما هو لا صوتُكِ المرسلُ",
"وروحُكِ المستعبَدُ المرهَقُ",
"قد دَهُ الدهرُ بما يحملُ",
"فجاءَ عن لامِهِ ينطقُ",
"طغَى الأسى الدّاوي على صوتهِ",
"يا للصَدَى من قلبهِ النَّاطقِ",
"مضى يبثُّ الدهرَ في خفْتهِ",
"شكايةَ الخلقِ لى الخالقِ",
"لا تَعْدُني يا ربِّ في محنتي",
"ما أنا لَّا دميٌّ شقي",
"طَرَدْتَني بالأمس من جنتي",
"فاغفرْ لهذا الغاصبِ المحنَقِ",
"حنانكَ اللهمَّ لا تغضبِ",
"أنتَ الجميلُ الصفحِ جمُّ الحنانْ",
"ما كنتُ في شكوايَ بالمذنبِ",
"ومنكَ يا ربِّ أخذتُ الأمانْ",
"ما أنا بالزاري ولا الحاقدِ",
"لكنني الشَّاكي شقاءَ البشَرْ",
"أفنيتُ عمري في الأسى الخالدِ",
"فجئتُ أستوحيكَ لطفَ القدَرْ",
"تمرَّدت روحي على هيكلي",
"وهيكلُ الجسمِ كما تعلمُ",
"ذاك الضعيفُ الرأيِ لم يفعلِ",
"لَّا بما يوحي ليه الدمُ",
"يَعرُقُ حدُّ السيفِ من لحمه",
"ويحطمُ الصّفوانُ بنيانَهُ",
"وينخَرُ الجرثومُ في عظمهِ",
"ومنهُ يُنْمي القبرُ ديدانُه",
"ما هوَ لَّا كومةٌ من هباء",
"تمحقهُ اللمسةُ من غضبتِكْ",
"فكيف يشني الروحَ عما تشاء",
"وكيف يقوى وهي من قدرتكْ",
"روحُكَ في روحي تبثُّ الحياهْ",
"نزلتُ دنيايَ على فجرِها",
"فنْ جفاها ذاتَ يومٍ سناهْ",
"لاذتْ بليلِ الموتِ في قبرِها",
"ومثلما قدَّرْتَ صوَّرتَها",
"فروحكَ الصوتُ وروحي الصدَى",
"طبيعةٌ في الخلْقِ ركَّبتها",
"وما أرى لي في بِناها يدا",
"لكنّما روحُكَ من جوهرِ",
"صافٍ وروحي ما صَفتْ جوهرا",
"أوْ لا فما للخيرِ لم يُثمرِ",
"فيها وما للشرِّ قد أثمرا",
"تقولُ روحي نها مُلهَمهْ",
"فهيَ لما قدَّرْتُه مُتبِعهْ",
"مقودةٌ في سيرها مُرْغمَهْ",
"ونْ تراءَتْ حرَّةً طيِّعهْ",
"قيّدتها بالجسم في عالمِ",
"تضجُّ بالشهوة فيهِ الجسومْ",
"كلاهما في حبّهِ الثمِ",
"لم يصْحُ من سُكراهُ وهو الملومْ",
"تُبدي بهِ الأجسامُ سحرَ الحياهْ",
"في معرضٍ يجلو غريبَ الفنونْ",
"نواعسَ الأجفانِ حُوَّ الشفاهْ",
"شديدةَ الِغراءِ شتَّى الفتونْ",
"ولم أكنْ أولَ مُغرَى بما",
"أغرَتْ بهِ حواءَ أو دما",
"رثٌ تمشَّى في دمي منهما",
"ميراثهُ ينتظمُ العالما",
"فأنتَ قدَّرتَ عليَّ الشقاء",
"من حيثُ قدَّرتَ عليّ النعيمْ",
"وما أرى هل في غدٍ لي ثواء",
"بالخلدِ أمْ مثوايَ نارُ الجحيمْ",
"ما أثِمتْ روحي ولا أجرمتْ",
"ولا طغى جسمي ولا استهترا",
"عناصرُ الروح بما أُلهِمَتْ",
"أوحت لى الجسمِ فما قصَّرا",
"كلاهما لم يَعْدُ تصويرَهُ",
"ما كان لَّا مِثلما كُوِّنا",
"كم حاولا بالأمسِ تغييرَهُ",
"فاستكبرَ الطبعُ وما أذعنا",
"أمنذِري أنت بيومِ الحسابْ",
"ولائمي أنتَ على ما جرى",
"رُحماك ما يرضيكَ هذا العذَابْ",
"لطيّعٍ لم يَعْصِ ما قُدِّرا",
"ما كنتُ لا مثلما رُكِّبَتْ",
"غرائزي ما شئتَ لا ما أشاء",
"فلتجزِها اليوم بما قدَّمتْ",
"ون تكنْ مما جَنتهُ براء",
"وفيمَ تُجزى وهيَ لم تأثمِ",
"ألستَ أنت الصائغَ الطابعا",
"ألمْ تسِمْها قبلُ بالميسمِ",
"ألمْ تصُغْ قالبها الرائعا",
"ألم تصُغْها عنصراً عنصرا",
"من أين ما علمي وأنت العليمْ",
"جَبَلتها يومَ جبلتَ الثرى",
"من عالم الذرِّ ودنيا السَّديمْ",
"الخيرُ والشرُّ بها توأمانْ",
"والحبُّ والشهوة في طبعِها",
"حوّاءُ والشيطانُ لا يبرحانْ",
"يُساقِطان السّحرَ في سمعِها",
"تشكّكتْ نفسي بما تنتهي",
"ليهِ دنياها وماذا يكونْ",
"مضتْ فما بتْ بما تشتهي",
"من حيرة الفكر وهجس الظنونْ",
"رأتْ ساري في قيودٍ ثقالْ",
"بين يدَيْ ذي مِرّةٍ يبسمونْ",
"يسوقهم في فلواتِ الليالْ",
"في بطشِ جَبَّارينَ لا يرحمونْ",
"نْ ضجَّ في الأغلالِ منهم طليحْ",
"أخرسهُ السوطُ الذي يُرهفُ",
"ونْ هوى للأرضِ منهمْ جريحْ",
"أنهضهُ في قيدهِ يَرْسُفُ",
"يا ويحهم ما عرفوا مَوئِلا",
"من قسوةِ الدهرِ وجورِ القضاء",
"يا أرضُ ما كنتِ لنا منزلا",
"ما أنتِ لا موبقُ الأبرياء",
"أفي سبيل العيشِ هذا الصراعْ",
"أم في سبيل الخلدِ والخرهْ",
"وهؤلاء البائسونَ الجياعْ",
"تطحنهم تلك الرَّحى الدائرهْ",
"ما ذنبُ هذا العالم الثَّائِرِ",
"نْ حاولَ الفلاتَ من سره",
"ما كانَ في ميلادهِ الغابرِ",
"أسعدَ حالاً منهُ في حاضره",
"ما كانَ لو لم تنزُ لامُهُ",
"بالماجنِ الرُّوحِ ولا الهائمِ",
"ولو جرَتْ بالصفوِ أيامهُ",
"ما كانَ بالرَّازي ولا الناقمِ",
"رأى بعينيه المصيرَ الرهيبْ",
"وكيف غالَ الناسَ من قبْلِه",
"وكلَّ يومٍ للمنايا عصيبْ",
"يسوقُهم للموتِ من حولِهِ",
"فحقَّرَ الدُّنيا وأزرى بها",
"وقالَ ما لي أنكرُ الواقعا",
"فلتَسْعَدِ النفسُ بأنخابها",
"من قبْلِ أن تلقى الغدَ الرائعا",
"أيصبحُ النسانُ هذا الرميمْ",
"والجيفةَ الملقاةَ نهبَ الترابْ",
"أيستحيلُ الكونُ هذا الهشيم",
"والظلمة الجاثمُ فيها الخراب",
"لمنْ ذاً تبدعُ تلك العقولْ",
"أفي الرَّدى تدرك ما فاتها",
"أم في غدٍ تثوي بتلك الطلولْ",
"ويسحقُ الدهرُ يواقيتَها",
"وسفا للعالَمِ البائدِ",
"ليس له مما يرى مهربُ",
"على رنينِ المنجَلِ الحاصدِ",
"مضى يُغنِّي وهوَ لا يطربُ",
"فَدَعهُ ينسى بعضَ ما حُمِّلا",
"من نكد الدنيا وضنكِ الحياهْ",
"وأوْلِهِ العطفَ الذي أمَّلا",
"فنهُ أولى بعطفِ اللهْ",
"ما هي لَّا لحظاتٌ قصارْ",
"تَمُرُّ مِثْلَ الومضِ في عينهِ",
"فن مضى الليلُ وجاءَ النهارْ",
"عاودَهُ الخالدُ من حزنهِ",
"وما أتى الغَيَّ ليعصى اللهْ",
"يوماً ولا كان بهِ مُغرَما",
"لكنْ لينسى شقواتِ الحياهْ",
"وسرَّها المستغلقَ المبهما",
"يا للشقيّ القلبِ كم سامهُ",
"توهُّم النعمةِ ما لا يُطيقْ",
"يُريدُ أن يُقنعَ أوهامهُ",
"بأنّهُ ذاك الخليُّ الطليقْ",
"هأنذا أرفعُ لامَهُ",
"لى سماءِ المنقذِ الأعظمِ",
"أنا الذي ترسلُ أنغامَهُ",
"قيثارةُ القلبِ ونايُ الفمِ",
"من عبراتي صُغتُ هذا المقالْ",
"ومن لهيب الروحِ هذا القلمْ",
"ملأتُ منهُ صفحاتِ الليالْ",
"فضمِّنَتْ كلَّ معاني الألمْ",
"أنا الذي قدَّسْتَ أحزانَهُ",
"الشَّاعرُ الباكي شقاءَ البشرْ",
"فَجَّرْتَ بالرحمةِ ألحانَهُ",
"فاملأْ بها يا ربِّ قلبَ القدرْ",
"ما الشاعرُ الفنّانُ في كونهِ",
"لَّا يدَ الرحمة من ربّهِ",
"مُعَزِّيَ العالمِ في حزنِهِ",
"وحاملَ اللامِ عن قلبهِ",
"عزاؤهُ شعرٌ بهِ أهزجُ",
"في نغمٍ مستعذَبٍ ساحرِ",
"ما يحزنُ العالم أو يبهجُ",
"لَّا على قيثارةِ الشاعرِ",
"يا ربِّ ما أشقيتني في الوجودْ",
"لَّا بقلبي ليتهُ لم يكنْ",
"في المثل الأعلى وحبِّ الخلودْ",
"حمّلتهُ العبءَ الذي لم يَهُنْ",
"خلقتهُ قلباً رقيقَ الشغافْ",
"يهيمُ بالنورِ ويهوى الجمالْ",
"حَلَتْ له النجوى ولذَّ الطوافْ",
"بعالم الحسنِ ودنيا الخيالْ",
"بعثتهُ طيراً خفوقَ الجناحْ",
"على جِنانٍ ذاتِ ظلٍّ وماءْ",
"أطلقتهُ فيها قُبَيْلَ الصباحْ",
"وقلتَ غنّ الأرضَ لحنَ السماءْ",
"فهامَ في فاقها الواسعهْ",
"النُّورُ يهفو حولَهُ والنَّدى",
"مُصفِّقاً للضحوةِ الساطعهْ",
"ومنشداً ما شاءَ أن يُنشدا",
"نْ جاءَ صيفٌ أو تجلَّى ربيعْ",
"حيَّاهُ منهُ عبقريُّ الغِناءْ",
"وكم خريفٍ في نشيدٍ بديعْ",
"تظلُّ ترويه ليالي الشتاءْ",
"قيثارةٌ تصدرُ في فنِّها",
"عن عالم السِّحر ودنيا الخفاءْ",
"على الصَّدَى الحائِر من لحنها",
"يستيقظُ الفجرُ ويغفو المساء",
"مَشتْ على الأمواجِ أنغامُها",
"والأرضُ قيدَ النشوة المسكِرهْ",
"كأنما ترقصُ أحلامُها",
"في ليلةٍ شرقيةٍ مُقمرهْ",
"من قلبهِ أسلَسْتَ أوتارَها",
"فقلبُهُ يخفقُ في كفِّه",
"يشدو فتُملي النفسُ أسرارها",
"عليهِ فهيَ اللحنُ من عزفهِ",
"ذاتَ صباحٍ طار لا يُمهِلُ",
"والأرضُ سَكرى من عبيرِ الزهورْ",
"على حصاها رنَّمَ الجدولُ",
"وفي روابيها تُغنّي الطيورْ",
"ما كان لَّا ريثما حدَّقا",
"حتى جَلَتْ دنياهُ عن سرِّها",
"رأى بعينيهِ الذي لم يَرهْ",
"الذئبَ والشاةَ وحربَ البقاءْ",
"ما عَرفَ القتلَ ولا أبصرهْ",
"ولا رأى من قبلُ لونَ الدماءْ",
"ما هي لا صرخاتُ الفزعْ",
"وصيحةُ المقتولِ والقاتلِ",
"قد انقضى الأمرُ كأنْ لم يقعْ",
"وضاع صوتُ الحقّ في الباطلِ",
"وبعدَ ساعاتٍ يُوَلّي النهارْ",
"ويقبلُ الليلُ وما يعلمُ",
"سيلبثُ السرُّ وراءَ الستارْ",
"ويختفي الشلوُ ويُمحى الدمُ",
"فرُوّع الشاعرُ مما رهُ",
"وهامَ في الأرض على وجههِ",
"ما كان يدري قبلَ أن ينظرا",
"ما خَبأتْهُ النظرةُ العاجلهْ",
"ما أبدعَ الحلم الذي صوَّرا",
"لوْ لم تَشبْهُ اليقظةُ القاتلهْ",
"مرَّ بنهرٍ دافقٍ سلسبيلْ",
"تهفو القمارى حوله شاديَهْ",
"في ضفتيهِ باسقاتُ النخيلْ",
"ترعى الشياهُ تحتها ثاغيهْ",
"فهاجت النظرةُ مما رأى",
"في قلبهِ الحسرَ وفي عينهِ",
"الكونُ يبدو وادعاً هانئا",
"كأنهُ الفردوسُ في أمنِه",
"فظلَّ في التفكير مستغرقا",
"من فتنة الدنيا ومن سحرِها",
"أين ترى يا أرضُ يُلقي عصاهُ",
"وأيُّ وادٍ ضلَّ في تيههِ",
"حتى ذا شارفَ ظلَّ الشجرْ",
"في روضةٍ غناءَ ريَّا الأديمْ",
"قد ضَحِكتْ للنور فيها الزَّهرْ",
"وصفَّقَتْ أوراقُها للنسيمْ",
"ختار في الظلِّ له مقعدا",
"في ربوةٍ فاتنةٍ ساحرَهْ",
"أذاب فيها الشفقُ العسجدا",
"وناسمتها النفحةُ العاطرهْ",
"بينا يُمَلِّي العينَ من سحرها",
"ذ أبصر الصَلَّ بها مُطرقا",
"قد انتحى الأطيارَ في وكرِها",
"فسامَها من نابهِ موبقا",
"هل سمِعَتْ أذناك قصفَ الرعودْ",
"في صخَبِ البحرِ وعصفِ الرياحْ",
"هل أبصرتْ عيناك ركضَ الجنودْ",
"في فزعِ الموتِ وهولِ الكفاحْ",
"ن كنتَ لم تبصرْ ولم تسمعِ",
"فقِفْ لى ميدانها الأعظمِ",
"ما بين ميلادكَ والمصرعِ",
"ما بين نابي ذلك الأرقمِ",
"جريمةُ الغدرِ وسفكِ الدمِ",
"جريمةٌ لم يخلُ منها مكانْ",
"يا لُجةً كلٌّ ليها ظمي",
"قد جاز طوفانُكِ شمَّ القنانْ",
"من علّم الوحشَ الأذى والقتالْ",
"من بثَّ فيهِ الشرَّ أو ألهمهْ",
"من علّم الثعبانَ هذا الختالْ",
"والحيوانَ الغدرَ من علّمهْ",
"يا أرضُ هذا الوحيُ من عالمِكْ",
"الماءُ والطينُ به يشهدانْ",
"جنيتِ يا أرضُ على دمِكْ",
"ذ سمته بالأمسِ هجرَ الجنانْ",
"يا ضلّة الشاعر أين النجاهْ",
"وأين أينَ المنزلُ المنُ",
"أكلَّ وادٍ طرقته خُطاهْ",
"طالعهُ منهُ الرَّدى الكامنُ",
"حتى ذا ضاقتْ عليهِ السُّبُلْ",
"وعزَّ في الأرض عليهِ المقامْ",
"أوى لى كهفٍ بسفح الجبلْ",
"عساهُ يقضي ليله في سلامْ",
"ما كان لَّا حُلُماً كاذبا",
"أفاقَ منهُ مستطيرَ الجَنانْ",
"البحرُ يُرغي تحتهُ صاخبا",
"والشّهبُ نارٌ والدياجي دخان",
"الأرضُ من أقطارها راجفه",
"كأنما طافَ عليها المنونْ",
"تضجُّ في أرجائها العاصفه",
"كأنما الناسُ بها يُحشرونْ",
"ثم استقرَّ العالمُ الثائرُ",
"وأقبلَ النورُ وولّى الظلامْ",
"واعَجباً مما يرى الشاعرُ",
"كأنما أمسى بوادي الحِمامْ",
"بدتْ لهُ الأرضُ كقبرٍ عفا",
"ِلّا بَقايا رِمَّةٍ أو حجر",
"قد أصبح القاعُ بها صفصفا",
"فما عليها من حياةٍ أثرْ",
"مرَرْتُ بالبُلدانِ مُستعبرا",
"أبكي الحضاراتِ وأرثي الفنونْ",
"أنقاضُها تملأ وجه الثرى",
"وكنَّ بالأمس مثارَ الفتون",
"أتى على اليابسِ والأخضرِ",
"الموجُ والنوءُ وسيلُ الحُمَمْ",
"يا رحمةَ اللَّهِ اهبطي وانظري",
"ما حصدَ الموتُ ودكَّ العَدَمْ",
"أيستحقُّ الناسُ هذا العقاب",
"أم حانت الساعةُ من نقمتكْ",
"ما احتملوا يا ربّ هذا العذابْ",
"لَّا رجاءَ الغوثِ من رحمتكْ",
"أما ترى منفرجاتِ الشفاهْ",
"عن خر الصيحات من رعبها",
"ما زال فيها من معاني الحياهْ",
"يماءةُ الشكوى لى ربها",
"وهذه الأعينُ نهبَ العفاءْ",
"في رقدةِ الموتِ كأنْ لم تَنَمْ",
"مُحدَّقاتٍ في نواحي السماءْ",
"تُشهدها هذا الأسى والألمْ",
"وهذه الأيدي تحوطُ الصدورْ",
"كأنها في موقفٍ للصلاهْ",
"لم تَنْسَ في نزْع الحياةِ الغرورْ",
"ضراعةً ترسمها لللهْ",
"ما عرَفوا في صَعقاتِ الردى",
"لَّاكَ من غوثٍ ومن منجدِ",
"ولا سرى في الأرض منهم صدى",
"لَّا ودوّى باسمِكَ الأمجدِ",
"أعبرةً تذكرها كلَّ حينْ",
"للعالم الذَّاكرِ مَّا نسِي",
"أمْ ضرباتٍ قاسياتٍ تُلينْ",
"بهنَّ قلبَ الفظِّ والأشرسِ",
"أم موجةُ الطهرِ التي تغْسلُ",
"مثمَ الكونِ وتمحو أذاهْ",
"يا ربِّ ضِقنا بالذي نحملُ",
"فحسبُنا لامُنا في الحياهْ",
"ألمْ تُطهِّرْ ذلك العالما",
"من كل عاصٍ أو غويٍّ جموحْ",
"ما غادر الموجُ بهِ قائما",
"يوم احتوى الأعلامَ طوفانُ نوحْ",
"ذاً فما للناسِ ضلُّوا الهدى",
"وأخطأوا اليوم سبيلَ الرشادْ",
"لعلَّ نوحاً أخطأ المقصدا",
"فأغرقَ الخيرَ ونجَّى الفسادْ",
"يا ليتَهُ لمّا دعا بابنهِ",
"وحالتْ الأمواجُ أنْ يُسْمعا",
"لجَّ عليهِ القلبُ في حزنهِ",
"فلم يرَ الجوديَّ لمّا دعا",
"يا أرضُ ولّى عهدُ نوحٍ وزالْ",
"فمن لكِ اليومَ بطوفانِهِ",
"مسكينةً تطوين بحرَ الليالْ",
"قد عزَّكِ المرسى بشطنِهِ",
"لامَ تطوين عُباب السنينْ",
"شوقاً لى فردوسكِ الضائعِ",
"غُرّرْتِ يا أرضُ بما تحلمينْ",
"فاستيقظي من حلمكِ الخادعِ",
"وابقيْ كما أنتِ على موجهِ",
"تُمزِّقُ الأنواءُ منك الشراعْ",
"يقذِفُكِ التيَّار في لجِهِ",
"عشواءَ لا يهديكِ فيهِ شعاعْ",
"سلي القداساتِ وأربابها",
"ضراعةً تُصغي ليها السماءْ",
"أو فاطرقي بالبثِّ أبوابها",
"لعلّها ترفعُ عنكِ الشقاءْ",
"يا أيها الغادونَ والرائحونْ",
"في شعبِ الأرضِ وليل الهمومْ",
"تُمسون أشتاتاً كما تصبحونْ",
"والشمس حيرى فوقكم والنجومْ",
"مُدُّوا لها الأيدي وولُّوا الجباهْ",
"وأرسلوها صيحةً واحدهْ",
"قولوا لها يا من شهدتِ الحياهْ",
"من أينَ تلك النظرةُ الجامدهْ",
"من أينَ تلك النظرةُ الهادئهْ",
"والقسماتُ المشرقاتُ الجبينْ",
"هل أنتِ من لامنا هازئهْ",
"أم أنتِ يا أعينُ لا تُبصرينْ",
"أم هكذا أوحى ليكِ القضاءْ",
"فما عرفتِ الحزنَ والأدمعا",
"يا أيُّها الناس اضرعوا للسماءْ",
"قد ن أن تُصغي وأن تشْفعا",
"هاتوا الأزاهيرَ وهاتوا الغصونْ",
"وكلَّ ما يحلو وما يجملُ",
"قد ن أن تُفْضوا بما تشعرونْ",
"فأشعلوا النارَ بها أشعلوا",
"أو فاملأوا من زهرها اليانعِ",
"مجامرَ النارِ وألقوا البخورْ",
"وصعِّدوا في ذِلّةِ الضارعِ",
"أنفاسكم نشْوى بتلك العطورْ",
"أحببْ بها من أنَّةٍ عاطرهْ",
"في مسمعِ الأملاكِ ذ تصعدُ",
"أصداؤُها الرفَّافَةُ الحائره",
"في وجهها الفاق لا توصدُ",
"يا أرض ناديتُ فلم تسمعي",
"أنكرتِ صوتي وهو من قلبكِ",
"لا تَفرقي مني ولا تَفزعي",
"من شاعرٍ شاكٍ لى ربِّكِ",
"أيَّتُها المحزونةُ الباكيهْ",
"لا تيأسي من رحمةِ المنْقِذِ",
"لعلَّ من لامِكِ الطاغيهْ",
"ذا دعوتِ الله من منفَذِ",
"فابتهلي لله واستغفري",
"وكفّري عنكِ بنار الألمْ",
"وقدِّمي التوبةَ واستمطري",
"بين يَدْيهِ عبراتِ الندمْ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=520730 | علي محمود طه | نبذة
:
علي محمود طه المهندس.\nشاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.\nله دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9457 | null | null | null | null | <|meter_16|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لا تفزعي يا أرضُ لا تفرَقي <|vsep|> من شَبَحٍ تحت الدُّجى عابرِ </|bsep|> <|bsep|> ما هو لَّا دميٌّ شقي <|vsep|> سمَّوْهُ بين الناسِ بالشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> حنانَكِ الن فلا تُنكري <|vsep|> سبيلَهُ في ليلكِ العابسِ </|bsep|> <|bsep|> ولا تُضلّيهِ ولا تنْفري <|vsep|> من ذلك المستصرخ البائسِ </|bsep|> <|bsep|> مُدِّي لعينيهِ الرّحابَ الفِساحْ <|vsep|> ورقرقي الأضواءَ في جفنهِ </|bsep|> <|bsep|> وامسكي يا أرضُ عصْفَ الرياحْ <|vsep|> والرّاعدَ المنصبَّ في أذنِه </|bsep|> <|bsep|> أتسمعينَ الن في صوتهِ <|vsep|> تَهَدُّجَ الأنَّاتِ من قلبهِ </|bsep|> <|bsep|> وتقرأينَ النَ في صمتِهِ <|vsep|> تَمرُّدَ الرُّوحِ على ربهِ </|bsep|> <|bsep|> في وقفةِ الذّاهلِ ألقى عصاهْ <|vsep|> مُولّيَ الجبهةِ شطرَ الفضاءْ </|bsep|> <|bsep|> كأنما يَرْقى الدجى ناظراهْ <|vsep|> ليستَشِفّا ما وراءَ السماءْ </|bsep|> <|bsep|> يَسقُطُ ضوءُ البرقِ في لمحهِ <|vsep|> على جبينٍ باردٍ شاحِبِ </|bsep|> <|bsep|> ويستثيرُ البردُ في لفحهِ <|vsep|> ناراً تَلظَّى من فمٍ ناضبِ </|bsep|> <|bsep|> أنتِ له يا أرضُ أمٌ رؤومْ <|vsep|> فأشهدي الكون على شِقوَتهْ </|bsep|> <|bsep|> وردِّدي شكواهُ بين النجومْ <|vsep|> فهوَ ابنُكِ النسانُ في حيرتهْ </|bsep|> <|bsep|> ما هو لا صوتُكِ المرسلُ <|vsep|> وروحُكِ المستعبَدُ المرهَقُ </|bsep|> <|bsep|> قد دَهُ الدهرُ بما يحملُ <|vsep|> فجاءَ عن لامِهِ ينطقُ </|bsep|> <|bsep|> طغَى الأسى الدّاوي على صوتهِ <|vsep|> يا للصَدَى من قلبهِ النَّاطقِ </|bsep|> <|bsep|> مضى يبثُّ الدهرَ في خفْتهِ <|vsep|> شكايةَ الخلقِ لى الخالقِ </|bsep|> <|bsep|> لا تَعْدُني يا ربِّ في محنتي <|vsep|> ما أنا لَّا دميٌّ شقي </|bsep|> <|bsep|> طَرَدْتَني بالأمس من جنتي <|vsep|> فاغفرْ لهذا الغاصبِ المحنَقِ </|bsep|> <|bsep|> حنانكَ اللهمَّ لا تغضبِ <|vsep|> أنتَ الجميلُ الصفحِ جمُّ الحنانْ </|bsep|> <|bsep|> ما كنتُ في شكوايَ بالمذنبِ <|vsep|> ومنكَ يا ربِّ أخذتُ الأمانْ </|bsep|> <|bsep|> ما أنا بالزاري ولا الحاقدِ <|vsep|> لكنني الشَّاكي شقاءَ البشَرْ </|bsep|> <|bsep|> أفنيتُ عمري في الأسى الخالدِ <|vsep|> فجئتُ أستوحيكَ لطفَ القدَرْ </|bsep|> <|bsep|> تمرَّدت روحي على هيكلي <|vsep|> وهيكلُ الجسمِ كما تعلمُ </|bsep|> <|bsep|> ذاك الضعيفُ الرأيِ لم يفعلِ <|vsep|> لَّا بما يوحي ليه الدمُ </|bsep|> <|bsep|> يَعرُقُ حدُّ السيفِ من لحمه <|vsep|> ويحطمُ الصّفوانُ بنيانَهُ </|bsep|> <|bsep|> وينخَرُ الجرثومُ في عظمهِ <|vsep|> ومنهُ يُنْمي القبرُ ديدانُه </|bsep|> <|bsep|> ما هوَ لَّا كومةٌ من هباء <|vsep|> تمحقهُ اللمسةُ من غضبتِكْ </|bsep|> <|bsep|> فكيف يشني الروحَ عما تشاء <|vsep|> وكيف يقوى وهي من قدرتكْ </|bsep|> <|bsep|> روحُكَ في روحي تبثُّ الحياهْ <|vsep|> نزلتُ دنيايَ على فجرِها </|bsep|> <|bsep|> فنْ جفاها ذاتَ يومٍ سناهْ <|vsep|> لاذتْ بليلِ الموتِ في قبرِها </|bsep|> <|bsep|> ومثلما قدَّرْتَ صوَّرتَها <|vsep|> فروحكَ الصوتُ وروحي الصدَى </|bsep|> <|bsep|> طبيعةٌ في الخلْقِ ركَّبتها <|vsep|> وما أرى لي في بِناها يدا </|bsep|> <|bsep|> لكنّما روحُكَ من جوهرِ <|vsep|> صافٍ وروحي ما صَفتْ جوهرا </|bsep|> <|bsep|> أوْ لا فما للخيرِ لم يُثمرِ <|vsep|> فيها وما للشرِّ قد أثمرا </|bsep|> <|bsep|> تقولُ روحي نها مُلهَمهْ <|vsep|> فهيَ لما قدَّرْتُه مُتبِعهْ </|bsep|> <|bsep|> مقودةٌ في سيرها مُرْغمَهْ <|vsep|> ونْ تراءَتْ حرَّةً طيِّعهْ </|bsep|> <|bsep|> قيّدتها بالجسم في عالمِ <|vsep|> تضجُّ بالشهوة فيهِ الجسومْ </|bsep|> <|bsep|> كلاهما في حبّهِ الثمِ <|vsep|> لم يصْحُ من سُكراهُ وهو الملومْ </|bsep|> <|bsep|> تُبدي بهِ الأجسامُ سحرَ الحياهْ <|vsep|> في معرضٍ يجلو غريبَ الفنونْ </|bsep|> <|bsep|> نواعسَ الأجفانِ حُوَّ الشفاهْ <|vsep|> شديدةَ الِغراءِ شتَّى الفتونْ </|bsep|> <|bsep|> ولم أكنْ أولَ مُغرَى بما <|vsep|> أغرَتْ بهِ حواءَ أو دما </|bsep|> <|bsep|> رثٌ تمشَّى في دمي منهما <|vsep|> ميراثهُ ينتظمُ العالما </|bsep|> <|bsep|> فأنتَ قدَّرتَ عليَّ الشقاء <|vsep|> من حيثُ قدَّرتَ عليّ النعيمْ </|bsep|> <|bsep|> وما أرى هل في غدٍ لي ثواء <|vsep|> بالخلدِ أمْ مثوايَ نارُ الجحيمْ </|bsep|> <|bsep|> ما أثِمتْ روحي ولا أجرمتْ <|vsep|> ولا طغى جسمي ولا استهترا </|bsep|> <|bsep|> عناصرُ الروح بما أُلهِمَتْ <|vsep|> أوحت لى الجسمِ فما قصَّرا </|bsep|> <|bsep|> كلاهما لم يَعْدُ تصويرَهُ <|vsep|> ما كان لَّا مِثلما كُوِّنا </|bsep|> <|bsep|> كم حاولا بالأمسِ تغييرَهُ <|vsep|> فاستكبرَ الطبعُ وما أذعنا </|bsep|> <|bsep|> أمنذِري أنت بيومِ الحسابْ <|vsep|> ولائمي أنتَ على ما جرى </|bsep|> <|bsep|> رُحماك ما يرضيكَ هذا العذَابْ <|vsep|> لطيّعٍ لم يَعْصِ ما قُدِّرا </|bsep|> <|bsep|> ما كنتُ لا مثلما رُكِّبَتْ <|vsep|> غرائزي ما شئتَ لا ما أشاء </|bsep|> <|bsep|> فلتجزِها اليوم بما قدَّمتْ <|vsep|> ون تكنْ مما جَنتهُ براء </|bsep|> <|bsep|> وفيمَ تُجزى وهيَ لم تأثمِ <|vsep|> ألستَ أنت الصائغَ الطابعا </|bsep|> <|bsep|> ألمْ تسِمْها قبلُ بالميسمِ <|vsep|> ألمْ تصُغْ قالبها الرائعا </|bsep|> <|bsep|> ألم تصُغْها عنصراً عنصرا <|vsep|> من أين ما علمي وأنت العليمْ </|bsep|> <|bsep|> جَبَلتها يومَ جبلتَ الثرى <|vsep|> من عالم الذرِّ ودنيا السَّديمْ </|bsep|> <|bsep|> الخيرُ والشرُّ بها توأمانْ <|vsep|> والحبُّ والشهوة في طبعِها </|bsep|> <|bsep|> حوّاءُ والشيطانُ لا يبرحانْ <|vsep|> يُساقِطان السّحرَ في سمعِها </|bsep|> <|bsep|> تشكّكتْ نفسي بما تنتهي <|vsep|> ليهِ دنياها وماذا يكونْ </|bsep|> <|bsep|> مضتْ فما بتْ بما تشتهي <|vsep|> من حيرة الفكر وهجس الظنونْ </|bsep|> <|bsep|> رأتْ ساري في قيودٍ ثقالْ <|vsep|> بين يدَيْ ذي مِرّةٍ يبسمونْ </|bsep|> <|bsep|> يسوقهم في فلواتِ الليالْ <|vsep|> في بطشِ جَبَّارينَ لا يرحمونْ </|bsep|> <|bsep|> نْ ضجَّ في الأغلالِ منهم طليحْ <|vsep|> أخرسهُ السوطُ الذي يُرهفُ </|bsep|> <|bsep|> ونْ هوى للأرضِ منهمْ جريحْ <|vsep|> أنهضهُ في قيدهِ يَرْسُفُ </|bsep|> <|bsep|> يا ويحهم ما عرفوا مَوئِلا <|vsep|> من قسوةِ الدهرِ وجورِ القضاء </|bsep|> <|bsep|> يا أرضُ ما كنتِ لنا منزلا <|vsep|> ما أنتِ لا موبقُ الأبرياء </|bsep|> <|bsep|> أفي سبيل العيشِ هذا الصراعْ <|vsep|> أم في سبيل الخلدِ والخرهْ </|bsep|> <|bsep|> وهؤلاء البائسونَ الجياعْ <|vsep|> تطحنهم تلك الرَّحى الدائرهْ </|bsep|> <|bsep|> ما ذنبُ هذا العالم الثَّائِرِ <|vsep|> نْ حاولَ الفلاتَ من سره </|bsep|> <|bsep|> ما كانَ في ميلادهِ الغابرِ <|vsep|> أسعدَ حالاً منهُ في حاضره </|bsep|> <|bsep|> ما كانَ لو لم تنزُ لامُهُ <|vsep|> بالماجنِ الرُّوحِ ولا الهائمِ </|bsep|> <|bsep|> ولو جرَتْ بالصفوِ أيامهُ <|vsep|> ما كانَ بالرَّازي ولا الناقمِ </|bsep|> <|bsep|> رأى بعينيه المصيرَ الرهيبْ <|vsep|> وكيف غالَ الناسَ من قبْلِه </|bsep|> <|bsep|> وكلَّ يومٍ للمنايا عصيبْ <|vsep|> يسوقُهم للموتِ من حولِهِ </|bsep|> <|bsep|> فحقَّرَ الدُّنيا وأزرى بها <|vsep|> وقالَ ما لي أنكرُ الواقعا </|bsep|> <|bsep|> فلتَسْعَدِ النفسُ بأنخابها <|vsep|> من قبْلِ أن تلقى الغدَ الرائعا </|bsep|> <|bsep|> أيصبحُ النسانُ هذا الرميمْ <|vsep|> والجيفةَ الملقاةَ نهبَ الترابْ </|bsep|> <|bsep|> أيستحيلُ الكونُ هذا الهشيم <|vsep|> والظلمة الجاثمُ فيها الخراب </|bsep|> <|bsep|> لمنْ ذاً تبدعُ تلك العقولْ <|vsep|> أفي الرَّدى تدرك ما فاتها </|bsep|> <|bsep|> أم في غدٍ تثوي بتلك الطلولْ <|vsep|> ويسحقُ الدهرُ يواقيتَها </|bsep|> <|bsep|> وسفا للعالَمِ البائدِ <|vsep|> ليس له مما يرى مهربُ </|bsep|> <|bsep|> على رنينِ المنجَلِ الحاصدِ <|vsep|> مضى يُغنِّي وهوَ لا يطربُ </|bsep|> <|bsep|> فَدَعهُ ينسى بعضَ ما حُمِّلا <|vsep|> من نكد الدنيا وضنكِ الحياهْ </|bsep|> <|bsep|> وأوْلِهِ العطفَ الذي أمَّلا <|vsep|> فنهُ أولى بعطفِ اللهْ </|bsep|> <|bsep|> ما هي لَّا لحظاتٌ قصارْ <|vsep|> تَمُرُّ مِثْلَ الومضِ في عينهِ </|bsep|> <|bsep|> فن مضى الليلُ وجاءَ النهارْ <|vsep|> عاودَهُ الخالدُ من حزنهِ </|bsep|> <|bsep|> وما أتى الغَيَّ ليعصى اللهْ <|vsep|> يوماً ولا كان بهِ مُغرَما </|bsep|> <|bsep|> لكنْ لينسى شقواتِ الحياهْ <|vsep|> وسرَّها المستغلقَ المبهما </|bsep|> <|bsep|> يا للشقيّ القلبِ كم سامهُ <|vsep|> توهُّم النعمةِ ما لا يُطيقْ </|bsep|> <|bsep|> يُريدُ أن يُقنعَ أوهامهُ <|vsep|> بأنّهُ ذاك الخليُّ الطليقْ </|bsep|> <|bsep|> هأنذا أرفعُ لامَهُ <|vsep|> لى سماءِ المنقذِ الأعظمِ </|bsep|> <|bsep|> أنا الذي ترسلُ أنغامَهُ <|vsep|> قيثارةُ القلبِ ونايُ الفمِ </|bsep|> <|bsep|> من عبراتي صُغتُ هذا المقالْ <|vsep|> ومن لهيب الروحِ هذا القلمْ </|bsep|> <|bsep|> ملأتُ منهُ صفحاتِ الليالْ <|vsep|> فضمِّنَتْ كلَّ معاني الألمْ </|bsep|> <|bsep|> أنا الذي قدَّسْتَ أحزانَهُ <|vsep|> الشَّاعرُ الباكي شقاءَ البشرْ </|bsep|> <|bsep|> فَجَّرْتَ بالرحمةِ ألحانَهُ <|vsep|> فاملأْ بها يا ربِّ قلبَ القدرْ </|bsep|> <|bsep|> ما الشاعرُ الفنّانُ في كونهِ <|vsep|> لَّا يدَ الرحمة من ربّهِ </|bsep|> <|bsep|> مُعَزِّيَ العالمِ في حزنِهِ <|vsep|> وحاملَ اللامِ عن قلبهِ </|bsep|> <|bsep|> عزاؤهُ شعرٌ بهِ أهزجُ <|vsep|> في نغمٍ مستعذَبٍ ساحرِ </|bsep|> <|bsep|> ما يحزنُ العالم أو يبهجُ <|vsep|> لَّا على قيثارةِ الشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> يا ربِّ ما أشقيتني في الوجودْ <|vsep|> لَّا بقلبي ليتهُ لم يكنْ </|bsep|> <|bsep|> في المثل الأعلى وحبِّ الخلودْ <|vsep|> حمّلتهُ العبءَ الذي لم يَهُنْ </|bsep|> <|bsep|> خلقتهُ قلباً رقيقَ الشغافْ <|vsep|> يهيمُ بالنورِ ويهوى الجمالْ </|bsep|> <|bsep|> حَلَتْ له النجوى ولذَّ الطوافْ <|vsep|> بعالم الحسنِ ودنيا الخيالْ </|bsep|> <|bsep|> بعثتهُ طيراً خفوقَ الجناحْ <|vsep|> على جِنانٍ ذاتِ ظلٍّ وماءْ </|bsep|> <|bsep|> أطلقتهُ فيها قُبَيْلَ الصباحْ <|vsep|> وقلتَ غنّ الأرضَ لحنَ السماءْ </|bsep|> <|bsep|> فهامَ في فاقها الواسعهْ <|vsep|> النُّورُ يهفو حولَهُ والنَّدى </|bsep|> <|bsep|> مُصفِّقاً للضحوةِ الساطعهْ <|vsep|> ومنشداً ما شاءَ أن يُنشدا </|bsep|> <|bsep|> نْ جاءَ صيفٌ أو تجلَّى ربيعْ <|vsep|> حيَّاهُ منهُ عبقريُّ الغِناءْ </|bsep|> <|bsep|> وكم خريفٍ في نشيدٍ بديعْ <|vsep|> تظلُّ ترويه ليالي الشتاءْ </|bsep|> <|bsep|> قيثارةٌ تصدرُ في فنِّها <|vsep|> عن عالم السِّحر ودنيا الخفاءْ </|bsep|> <|bsep|> على الصَّدَى الحائِر من لحنها <|vsep|> يستيقظُ الفجرُ ويغفو المساء </|bsep|> <|bsep|> مَشتْ على الأمواجِ أنغامُها <|vsep|> والأرضُ قيدَ النشوة المسكِرهْ </|bsep|> <|bsep|> كأنما ترقصُ أحلامُها <|vsep|> في ليلةٍ شرقيةٍ مُقمرهْ </|bsep|> <|bsep|> من قلبهِ أسلَسْتَ أوتارَها <|vsep|> فقلبُهُ يخفقُ في كفِّه </|bsep|> <|bsep|> يشدو فتُملي النفسُ أسرارها <|vsep|> عليهِ فهيَ اللحنُ من عزفهِ </|bsep|> <|bsep|> ذاتَ صباحٍ طار لا يُمهِلُ <|vsep|> والأرضُ سَكرى من عبيرِ الزهورْ </|bsep|> <|bsep|> على حصاها رنَّمَ الجدولُ <|vsep|> وفي روابيها تُغنّي الطيورْ </|bsep|> <|bsep|> ما كان لَّا ريثما حدَّقا <|vsep|> حتى جَلَتْ دنياهُ عن سرِّها </|bsep|> <|bsep|> رأى بعينيهِ الذي لم يَرهْ <|vsep|> الذئبَ والشاةَ وحربَ البقاءْ </|bsep|> <|bsep|> ما عَرفَ القتلَ ولا أبصرهْ <|vsep|> ولا رأى من قبلُ لونَ الدماءْ </|bsep|> <|bsep|> ما هي لا صرخاتُ الفزعْ <|vsep|> وصيحةُ المقتولِ والقاتلِ </|bsep|> <|bsep|> قد انقضى الأمرُ كأنْ لم يقعْ <|vsep|> وضاع صوتُ الحقّ في الباطلِ </|bsep|> <|bsep|> وبعدَ ساعاتٍ يُوَلّي النهارْ <|vsep|> ويقبلُ الليلُ وما يعلمُ </|bsep|> <|bsep|> سيلبثُ السرُّ وراءَ الستارْ <|vsep|> ويختفي الشلوُ ويُمحى الدمُ </|bsep|> <|bsep|> فرُوّع الشاعرُ مما رهُ <|vsep|> وهامَ في الأرض على وجههِ </|bsep|> <|bsep|> ما كان يدري قبلَ أن ينظرا <|vsep|> ما خَبأتْهُ النظرةُ العاجلهْ </|bsep|> <|bsep|> ما أبدعَ الحلم الذي صوَّرا <|vsep|> لوْ لم تَشبْهُ اليقظةُ القاتلهْ </|bsep|> <|bsep|> مرَّ بنهرٍ دافقٍ سلسبيلْ <|vsep|> تهفو القمارى حوله شاديَهْ </|bsep|> <|bsep|> في ضفتيهِ باسقاتُ النخيلْ <|vsep|> ترعى الشياهُ تحتها ثاغيهْ </|bsep|> <|bsep|> فهاجت النظرةُ مما رأى <|vsep|> في قلبهِ الحسرَ وفي عينهِ </|bsep|> <|bsep|> الكونُ يبدو وادعاً هانئا <|vsep|> كأنهُ الفردوسُ في أمنِه </|bsep|> <|bsep|> فظلَّ في التفكير مستغرقا <|vsep|> من فتنة الدنيا ومن سحرِها </|bsep|> <|bsep|> أين ترى يا أرضُ يُلقي عصاهُ <|vsep|> وأيُّ وادٍ ضلَّ في تيههِ </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا شارفَ ظلَّ الشجرْ <|vsep|> في روضةٍ غناءَ ريَّا الأديمْ </|bsep|> <|bsep|> قد ضَحِكتْ للنور فيها الزَّهرْ <|vsep|> وصفَّقَتْ أوراقُها للنسيمْ </|bsep|> <|bsep|> ختار في الظلِّ له مقعدا <|vsep|> في ربوةٍ فاتنةٍ ساحرَهْ </|bsep|> <|bsep|> أذاب فيها الشفقُ العسجدا <|vsep|> وناسمتها النفحةُ العاطرهْ </|bsep|> <|bsep|> بينا يُمَلِّي العينَ من سحرها <|vsep|> ذ أبصر الصَلَّ بها مُطرقا </|bsep|> <|bsep|> قد انتحى الأطيارَ في وكرِها <|vsep|> فسامَها من نابهِ موبقا </|bsep|> <|bsep|> هل سمِعَتْ أذناك قصفَ الرعودْ <|vsep|> في صخَبِ البحرِ وعصفِ الرياحْ </|bsep|> <|bsep|> هل أبصرتْ عيناك ركضَ الجنودْ <|vsep|> في فزعِ الموتِ وهولِ الكفاحْ </|bsep|> <|bsep|> ن كنتَ لم تبصرْ ولم تسمعِ <|vsep|> فقِفْ لى ميدانها الأعظمِ </|bsep|> <|bsep|> ما بين ميلادكَ والمصرعِ <|vsep|> ما بين نابي ذلك الأرقمِ </|bsep|> <|bsep|> جريمةُ الغدرِ وسفكِ الدمِ <|vsep|> جريمةٌ لم يخلُ منها مكانْ </|bsep|> <|bsep|> يا لُجةً كلٌّ ليها ظمي <|vsep|> قد جاز طوفانُكِ شمَّ القنانْ </|bsep|> <|bsep|> من علّم الوحشَ الأذى والقتالْ <|vsep|> من بثَّ فيهِ الشرَّ أو ألهمهْ </|bsep|> <|bsep|> من علّم الثعبانَ هذا الختالْ <|vsep|> والحيوانَ الغدرَ من علّمهْ </|bsep|> <|bsep|> يا أرضُ هذا الوحيُ من عالمِكْ <|vsep|> الماءُ والطينُ به يشهدانْ </|bsep|> <|bsep|> جنيتِ يا أرضُ على دمِكْ <|vsep|> ذ سمته بالأمسِ هجرَ الجنانْ </|bsep|> <|bsep|> يا ضلّة الشاعر أين النجاهْ <|vsep|> وأين أينَ المنزلُ المنُ </|bsep|> <|bsep|> أكلَّ وادٍ طرقته خُطاهْ <|vsep|> طالعهُ منهُ الرَّدى الكامنُ </|bsep|> <|bsep|> حتى ذا ضاقتْ عليهِ السُّبُلْ <|vsep|> وعزَّ في الأرض عليهِ المقامْ </|bsep|> <|bsep|> أوى لى كهفٍ بسفح الجبلْ <|vsep|> عساهُ يقضي ليله في سلامْ </|bsep|> <|bsep|> ما كان لَّا حُلُماً كاذبا <|vsep|> أفاقَ منهُ مستطيرَ الجَنانْ </|bsep|> <|bsep|> البحرُ يُرغي تحتهُ صاخبا <|vsep|> والشّهبُ نارٌ والدياجي دخان </|bsep|> <|bsep|> الأرضُ من أقطارها راجفه <|vsep|> كأنما طافَ عليها المنونْ </|bsep|> <|bsep|> تضجُّ في أرجائها العاصفه <|vsep|> كأنما الناسُ بها يُحشرونْ </|bsep|> <|bsep|> ثم استقرَّ العالمُ الثائرُ <|vsep|> وأقبلَ النورُ وولّى الظلامْ </|bsep|> <|bsep|> واعَجباً مما يرى الشاعرُ <|vsep|> كأنما أمسى بوادي الحِمامْ </|bsep|> <|bsep|> بدتْ لهُ الأرضُ كقبرٍ عفا <|vsep|> ِلّا بَقايا رِمَّةٍ أو حجر </|bsep|> <|bsep|> قد أصبح القاعُ بها صفصفا <|vsep|> فما عليها من حياةٍ أثرْ </|bsep|> <|bsep|> مرَرْتُ بالبُلدانِ مُستعبرا <|vsep|> أبكي الحضاراتِ وأرثي الفنونْ </|bsep|> <|bsep|> أنقاضُها تملأ وجه الثرى <|vsep|> وكنَّ بالأمس مثارَ الفتون </|bsep|> <|bsep|> أتى على اليابسِ والأخضرِ <|vsep|> الموجُ والنوءُ وسيلُ الحُمَمْ </|bsep|> <|bsep|> يا رحمةَ اللَّهِ اهبطي وانظري <|vsep|> ما حصدَ الموتُ ودكَّ العَدَمْ </|bsep|> <|bsep|> أيستحقُّ الناسُ هذا العقاب <|vsep|> أم حانت الساعةُ من نقمتكْ </|bsep|> <|bsep|> ما احتملوا يا ربّ هذا العذابْ <|vsep|> لَّا رجاءَ الغوثِ من رحمتكْ </|bsep|> <|bsep|> أما ترى منفرجاتِ الشفاهْ <|vsep|> عن خر الصيحات من رعبها </|bsep|> <|bsep|> ما زال فيها من معاني الحياهْ <|vsep|> يماءةُ الشكوى لى ربها </|bsep|> <|bsep|> وهذه الأعينُ نهبَ العفاءْ <|vsep|> في رقدةِ الموتِ كأنْ لم تَنَمْ </|bsep|> <|bsep|> مُحدَّقاتٍ في نواحي السماءْ <|vsep|> تُشهدها هذا الأسى والألمْ </|bsep|> <|bsep|> وهذه الأيدي تحوطُ الصدورْ <|vsep|> كأنها في موقفٍ للصلاهْ </|bsep|> <|bsep|> لم تَنْسَ في نزْع الحياةِ الغرورْ <|vsep|> ضراعةً ترسمها لللهْ </|bsep|> <|bsep|> ما عرَفوا في صَعقاتِ الردى <|vsep|> لَّاكَ من غوثٍ ومن منجدِ </|bsep|> <|bsep|> ولا سرى في الأرض منهم صدى <|vsep|> لَّا ودوّى باسمِكَ الأمجدِ </|bsep|> <|bsep|> أعبرةً تذكرها كلَّ حينْ <|vsep|> للعالم الذَّاكرِ مَّا نسِي </|bsep|> <|bsep|> أمْ ضرباتٍ قاسياتٍ تُلينْ <|vsep|> بهنَّ قلبَ الفظِّ والأشرسِ </|bsep|> <|bsep|> أم موجةُ الطهرِ التي تغْسلُ <|vsep|> مثمَ الكونِ وتمحو أذاهْ </|bsep|> <|bsep|> يا ربِّ ضِقنا بالذي نحملُ <|vsep|> فحسبُنا لامُنا في الحياهْ </|bsep|> <|bsep|> ألمْ تُطهِّرْ ذلك العالما <|vsep|> من كل عاصٍ أو غويٍّ جموحْ </|bsep|> <|bsep|> ما غادر الموجُ بهِ قائما <|vsep|> يوم احتوى الأعلامَ طوفانُ نوحْ </|bsep|> <|bsep|> ذاً فما للناسِ ضلُّوا الهدى <|vsep|> وأخطأوا اليوم سبيلَ الرشادْ </|bsep|> <|bsep|> لعلَّ نوحاً أخطأ المقصدا <|vsep|> فأغرقَ الخيرَ ونجَّى الفسادْ </|bsep|> <|bsep|> يا ليتَهُ لمّا دعا بابنهِ <|vsep|> وحالتْ الأمواجُ أنْ يُسْمعا </|bsep|> <|bsep|> لجَّ عليهِ القلبُ في حزنهِ <|vsep|> فلم يرَ الجوديَّ لمّا دعا </|bsep|> <|bsep|> يا أرضُ ولّى عهدُ نوحٍ وزالْ <|vsep|> فمن لكِ اليومَ بطوفانِهِ </|bsep|> <|bsep|> مسكينةً تطوين بحرَ الليالْ <|vsep|> قد عزَّكِ المرسى بشطنِهِ </|bsep|> <|bsep|> لامَ تطوين عُباب السنينْ <|vsep|> شوقاً لى فردوسكِ الضائعِ </|bsep|> <|bsep|> غُرّرْتِ يا أرضُ بما تحلمينْ <|vsep|> فاستيقظي من حلمكِ الخادعِ </|bsep|> <|bsep|> وابقيْ كما أنتِ على موجهِ <|vsep|> تُمزِّقُ الأنواءُ منك الشراعْ </|bsep|> <|bsep|> يقذِفُكِ التيَّار في لجِهِ <|vsep|> عشواءَ لا يهديكِ فيهِ شعاعْ </|bsep|> <|bsep|> سلي القداساتِ وأربابها <|vsep|> ضراعةً تُصغي ليها السماءْ </|bsep|> <|bsep|> أو فاطرقي بالبثِّ أبوابها <|vsep|> لعلّها ترفعُ عنكِ الشقاءْ </|bsep|> <|bsep|> يا أيها الغادونَ والرائحونْ <|vsep|> في شعبِ الأرضِ وليل الهمومْ </|bsep|> <|bsep|> تُمسون أشتاتاً كما تصبحونْ <|vsep|> والشمس حيرى فوقكم والنجومْ </|bsep|> <|bsep|> مُدُّوا لها الأيدي وولُّوا الجباهْ <|vsep|> وأرسلوها صيحةً واحدهْ </|bsep|> <|bsep|> قولوا لها يا من شهدتِ الحياهْ <|vsep|> من أينَ تلك النظرةُ الجامدهْ </|bsep|> <|bsep|> من أينَ تلك النظرةُ الهادئهْ <|vsep|> والقسماتُ المشرقاتُ الجبينْ </|bsep|> <|bsep|> هل أنتِ من لامنا هازئهْ <|vsep|> أم أنتِ يا أعينُ لا تُبصرينْ </|bsep|> <|bsep|> أم هكذا أوحى ليكِ القضاءْ <|vsep|> فما عرفتِ الحزنَ والأدمعا </|bsep|> <|bsep|> يا أيُّها الناس اضرعوا للسماءْ <|vsep|> قد ن أن تُصغي وأن تشْفعا </|bsep|> <|bsep|> هاتوا الأزاهيرَ وهاتوا الغصونْ <|vsep|> وكلَّ ما يحلو وما يجملُ </|bsep|> <|bsep|> قد ن أن تُفْضوا بما تشعرونْ <|vsep|> فأشعلوا النارَ بها أشعلوا </|bsep|> <|bsep|> أو فاملأوا من زهرها اليانعِ <|vsep|> مجامرَ النارِ وألقوا البخورْ </|bsep|> <|bsep|> وصعِّدوا في ذِلّةِ الضارعِ <|vsep|> أنفاسكم نشْوى بتلك العطورْ </|bsep|> <|bsep|> أحببْ بها من أنَّةٍ عاطرهْ <|vsep|> في مسمعِ الأملاكِ ذ تصعدُ </|bsep|> <|bsep|> أصداؤُها الرفَّافَةُ الحائره <|vsep|> في وجهها الفاق لا توصدُ </|bsep|> <|bsep|> يا أرض ناديتُ فلم تسمعي <|vsep|> أنكرتِ صوتي وهو من قلبكِ </|bsep|> <|bsep|> لا تَفرقي مني ولا تَفزعي <|vsep|> من شاعرٍ شاكٍ لى ربِّكِ </|bsep|> <|bsep|> أيَّتُها المحزونةُ الباكيهْ <|vsep|> لا تيأسي من رحمةِ المنْقِذِ </|bsep|> <|bsep|> لعلَّ من لامِكِ الطاغيهْ <|vsep|> ذا دعوتِ الله من منفَذِ </|bsep|> <|bsep|> فابتهلي لله واستغفري <|vsep|> وكفّري عنكِ بنار الألمْ </|bsep|> </|psep|> |
إلى قمة الزمن الغابر | 8المتقارب
| [
"لى قِمَّةِ الزَّمنِ الغابرِ",
"سَمَتْ رَبَّةُ الشعر بالشاعرِ",
"يَشُقُّ الأثيرَ صدىً عابراً",
"وروحاً مُجَنَّحَةَ الخاطرِ",
"مضتْ حرةً من وثاق الزَّمانِ",
"ومن قبضةِ الجسدِ السرِ",
"وأوفتْ على عالَمٍ لم يكنْ",
"غريباً على أمسِها الدَّابرِ",
"نمَتْ فيه بين بناتِ السديمِ",
"وشبَّتْ مع الفلكِ الدائرِ",
"تُلقَّنُ سيرَتَها في الحياة",
"وتنطُقُ بالمثلِ السائرِ",
"وترْسُمُ أسماءَ ما عُلِّمَتْ",
"من القلم المبدع القادرِ",
"مشاهدُ شتى وَعَتها العقولُ",
"وغابتْ صُواها عن الناظرِ",
"وجودٌ حوى الروح قبل الوجودِ",
"وماضٍ تمثَّلَ في حاضرِ",
"تبدَّى لها فانجلى شكُّها",
"وثابت لى وَعْيِها الذَّاكرِ",
"وأصغت فمرت على سمعِها",
"روايةُ ميلادِها الغابرِ",
"هو البعثُ فاستمعوا واقرأوا",
"حديثَ السَّماءِ عن الشاعرِ",
"عَجبتُ مَنِ الملَكُ العابرُ",
"ومنْ ذلك الشَّبَحُ الطَّائرُ",
"أهَلَّا علينا فما سلَّما",
"ولا صافح الناظرَ الناظرُ",
"وللرِّيحِ حولهما زَفَّةٌ",
"كما صَدَحَ المِزْهَرُ الساحرُ",
"أفي عالمِ الأرضِ بعثٌ جديد",
"أم الوهْمُ مثّله الخاطرُ",
"نعم هو روحٌ جميلُ الهاب",
"يُنِيلُ الرِّياحَ جَنَاحَيْ مَلَكْ",
"وذلك هرميسُ يَسْري بهِ",
"سُرى النورِ في سُبُحاتِ الفلكْ",
"عرفناهُ لا شكَّ هذا فتىً",
"سَيَسْلُكُهُ الفنُّ فيمن سَلَكْ",
"غداً تملأُ الأرضَ ألحانهُ",
"ويَبْقى صداها ذا ما هلَكْ",
"لى الأرضِ فليمضِ هذا الشقيُّ",
"ألا ولتَفِضْ كأسُهُ بالشجونْ",
"جزاءً لِما غضّ من أمرنا",
"ومرَّ كأنْ لمْ تلاقَ العيونْ",
"أراهُ ولمَّا يَزَلْ بيننا",
"أصابَتْه لُوثَةُ أهلِ الفنونْ",
"لئنْ صحَّ ما كان من أمرهِ",
"فيا شِقْوَةَ الأرضِ ممَّا يكونْ",
"حنانكِ يا أختِ لا تغضَبي",
"فما اختالَ زهواً ولا استكبرا",
"لقد كفَّ عينيهِ بَرْقُ الحياةِ",
"فمرَّ بنا دون أن يُبْصِرا",
"لنا مِثْلُهُ في غدٍ غشيةٌ",
"ذا ما حللنا رحابَ الثرى",
"ذا كان في الأرضِ هذا الشقاءُ",
"فلا كانَ بَعْثٌ ولا قُدِّرا",
"أرى في حديثكِ معنى الرِّضا",
"وأسمعُ فيهِ هُتَافَ الحنانْ",
"فهلا ذكرتِ لهُ خوةً",
"حديثهمُ ملءُ سَمْعِ الزمانْ",
"أصاروا الفنونَ رُمُوزَ الأثامِ",
"واستلهموا الشرَّ سِحْرَ البيانْ",
"وأغرَوْا بحواءَ ما لُقِّنوا",
"وما حذَقُوا من طريدِ الجنانْ",
"ألمْ تسمعِي بفتى شاعرٍ",
"يُحَمِّلُها عبءَ أوزارِهِ",
"ترَشَّفها خمرةً فانتشَى",
"فألقمها مرّ أثمارِهِ",
"أنالته أجمَل أزهارِها",
"فأهدى لها شَرَّ أزهارِهِ",
"ذا كنتِ يا أخت لم تسمعي",
"خُذي فاقرأي بعضَ أشعارِهِ",
"ولفَّتْ ذراعين كالحيّتينِ",
"عليَّ وبي نشوةٌ لم تطِرْ",
"وقد قرَّبتْ فمَها من فمي",
"كشِقَّينِ من قبَسٍ مُسْتَعِرْ",
"أشمُّ بأنفاسها رغبةً",
"ويهتفُ بي جفنُها المنكسرْ",
"تبيَّنْتُ في صدرها مصرعي",
"وخرة العاشقِ المنتحِرْ",
"أفي حُلُمٍ أنا أم يقظةٍ",
"ومنْ أنتِ أيتها الخاطئهْ",
"هو الحبُّ لا بل نداءُ الحياة",
"تُلبِّيهِ أجسادُنا الظامئهْ",
"يَخِفُّ دمي لصداهُ الحبيبِ",
"وتدفعني القُدرةُ الهازئهْ",
"كأني ببحرٍ بعيدِ القرار",
"طوى أفقَه وزوَى شاطئهْ",
"أرى ما أرى جسَداً عارياً",
"تضجُّ به الشهوةُ الجائعهْ",
"أرى ما أرَى حَدَقيْ ساحر",
"تؤجّان بالنظرة الرائعهْ",
"أرى ما أرى شَفتيْ غادةٍ",
"ترِفَّان بالقُبلَةِ الخادعهْ",
"تُساقطني ثمراً ما أرى",
"أرى حيَّةَ الجنَّة الضائعهْ",
"بعينكِ أنتِ فلا تُنكري",
"صفاتِ أنوثتكِ الشَّاهدهْ",
"تَمثَّلْتِ شتَّى جسومٍ وكم",
"تجدَّدْت في صُوَرٍ بائدهْ",
"نعم أنت هنَّ نعم ما أرى",
"أرى الكلَّ في امرأةٍ واحدهْ",
"لقد فنيَتْ فيك أرواحهن",
"وها أنتِ أيتها الخالدهْ",
"لقد كنتِ وحْي رَخامٍ يصاغُ",
"فأصبحتِ لحماً يثير الدماءْ",
"وكنتُ فتىً ساذجاً لا أرى",
"سوى دميةٍ صوِّرت من نقاءْ",
"أُنيلُ الثرى قَدَميْ عابرٍ",
"يعيش بأحلامِه في السماءْ",
"فأصبحتُ شيئاً ككل الرجال",
"وأصبحتِ شيئاً ككل النساءْ",
"وكنتِ أميرة هذي الدُّمى",
"وصورةَ حُسنٍ عزيز المنالْ",
"وكنتِ نموذجَ فنِّ الجمالِ",
"أحبُّكِ للفنِّ لا للجمالْ",
"أرى فيكِ ما لا تحدُّ النّهى",
"كأنكِ معنىً وراء الخيالْ",
"فجرَّدْتِني رجلاً أشتهي",
"وجرَّدتُ أنثى تشهَّى الرجالْ",
"دعيني حواءُ أو فابعدي",
"دعيني لى غايتي أنطلِقْ",
"أخمرٌ ونار لقد ضاق بي",
"كِياني وأوشِكُ أن أختنِقْ",
"أرى ما أرى لهباً بل أشمُّ",
"رائحةَ الجسد المحترقْ",
"فيا لكِ أفعى تشهَّيتُها",
"ويا ليَ من أُفعوانٍ نزقْ",
"كفانا فقد جُنَّ هذا الفتى",
"وجاوز حدَّ الكلام المباحْ",
"نكاد نُحِسُّ اختلاجَ النجوم",
"ونسمع مُضْطرباً في الرياحْ",
"مريضُ الغريزةِ فتَّاكُها",
"حَبَتْهُ الطبيعةُ أمضَى سلاحْ",
"سَقَتْهُ الشياطينُ يحمومَها",
"فمجَّ الرحيقَ وذمَّ الصباحْ",
"تأثَّم بالفنِّ حتى غوَى",
"وما الفنُّ بالمرأةِ الخاطئهْ",
"هو الدمُ واللحمُ ما يشتهي",
"هو الخمرُ والمتعةُ الطارئهْ",
"وكم في الرجالِ سُعَارُ الوحوش",
"ذا لمسوا الجُثَّةَ الدافئهْ",
"فلا تذكري فنَّ هذا الفتى",
"بل الحيوانيةَ الخاسئهْ",
"رأى جسمَ حواءَ فاشتاقَه",
"فهاجتْ به النزوة المُسْكِرَهْ",
"سَبى روحَها فاشتهى جسمَها",
"فثارتْ بعزّةِ مستكبرَهْ",
"سَمَا جسمُها وتأبَّى عليه",
"فجرَّدَ في وجهها خِنجرَهْ",
"وهمَّ بها فالتوى قصدهُ",
"فأرسل صيحتَه المُنكرَهْ",
"ألمْ يَنسِمِ الخُلدَ من عطرها",
"ألمْ يعْبدِ الحسنَ في زهرِها",
"ألم يقبسِ النورَ من فجرها",
"ألم يسرقِ الفنَّ من سحرِها",
"شفَتْ غُلّةَ الفنِّ حتى ارتوى",
"ون دنَّسَ الفنُّ من طهرِها",
"وهامَتْ على ظمأٍ روحُها",
"وكم ملأوا الكأسَ من خمرِها",
"على مَذْبَحِ الحب من قلبها",
"سِراجٌ يُسبِّح مَنْ لألأه",
"منارٌ يجوبُ الدجى لمحهُ",
"فتلقى السفينُ به مرفأه",
"يبثُّ الحرارةَ بَرْدَ الشتاءِ",
"ويُلهبُ شُعلته المطفأه",
"وتمشي الحياةُ على نورِهِ",
"وما نورُهُ غيرُ عينِ امرأه",
"خطيئتُها قِصَّةُ الملهمين",
"وغراؤها الفرَحُ المفتقَدْ",
"بأرواحهم يَرتقون الخلودَ",
"على سُلَّمٍ من متاع الجسدْ",
"ولو لم تكن لهوى فنّهم",
"صريعَ الظلام قتيلَ الجمَدْ",
"وما الفنُّ لَّا سعيرُ الحياةِ",
"وثورتُها في محيط الأبدْ",
"لهيبٌ ذا الرُّوحُ مرَّتْ بهِ",
"تضاعفتِ الرُّوحُ في نارهِ",
"يُطيقُ القويُّ لظى جَمْرِهِ",
"ويعشو الضعيفُ بأنوارهِ",
"رَمَتْ فيهِ حواءُ ثامها",
"فذابتْ على صُمِّ أحجارهِ",
"لقد قرَّبَتْ جَسداً عارياً",
"وقلباً يَضِنُّ بأسرارهِ",
"أمن صَنْعَةِ اللّه هذا الجمالْ",
"نعم ومن الفنِّ هذا المثالْ",
"على مَعْرِضٍ مرمري الدُّمى",
"ترامى أشعتُه والظلالْ",
"تماثيلُ من جسدٍ فاتنٍ",
"تأبَّى على شهواتِ الرجالْ",
"حَبَتهُ الطبيعةُ أسرارَها",
"ولاقى الحقيقةَ فيهِ الخيالْ",
"لقد أخذَتْنا شجونُ الحديث",
"وكم في حديث الفتى من شجونْ",
"سَمَرنا بهِ وجهلنَا اسمَهُ",
"وما حظُّه من رفيعِ الفنونْ",
"أمِنْ ربَّةِ الشعر لهامهُ",
"أم الوترِ الأُرفُسيِّ الحنونْ",
"أم المرمرِ الغضِّ يجلو بهِ",
"رفيفَ الشفاهِ ولمْحَ العيونْ",
"هي وحيهُ من سماءِ الأُولمبِ",
"ولهةِ الحكمة الغابرينْ",
"فما هو بالملَكِ المستعزِّ",
"ولكنَّهُ الدميُّ المَهينْ",
"وما الدمية بنتُ السَّماءِ",
"ولكنَّها بنتُ ماءٍ وطينْ",
"يريدُ لها الفنُّ أفقَ النُّجوم",
"فيُقْعِدُها جسمُ عبدٍ سجينْ",
"وما فنُّهُ ما أراهُ سوى",
"أداةِ مطامعِه الواسعهْ",
"غداً يستَغلُّ غرامَ الحسانِ",
"سبيلاً لى الشُّهرةِ الذائعهْ",
"يصيبُ بهنَّ خُلودَ اسمِهِ",
"وهنَّ قرابينُهُ الضائعهْ",
"تمنَّيْتُ لو أطلقَتنا السماءُ",
"ويا حَبذا لو بُعِثنا مَعَه",
"ألا حبذا الأرضُ مغدىً لنا",
"ون بشَّرَتها المنايا بنَا",
"وما الأرضُ بالمنزلِ المسْتَطابِ",
"ولكنَّهُ ثأرُ أترابنَا",
"لنشربَ منْ دمِ هذا الفتى",
"مُصفَّى الرحيقِ بأكوابنَا",
"ونجعلَ من حشرجاتِ الرجال",
"تحيَّةَ شادٍ لأنخابنَا",
"ونسلُبُ ما رزِقُوا من حجىً",
"ونهدمُ ما رفعوا من قِبابْ",
"ونبني لهم نُصُباً خالداً",
"يكون على الدَّهرِ رمزَ العقابْ",
"تطوف به لَعَناتُ السَّماءِ",
"وترصُدُهُ مُثُلاتُ العذابْ",
"ولكن أرى غيرَ ما قلتُما",
"وما الغدر في الرأي كلُّ الصوابْ",
"ذا خَلَتِ الأرضُ من طيرهم",
"فمن ذا يُحيّي الجمالَ القسيمْ",
"ومن يُطلِقُ الحبَّ من وكرِهِ",
"على خطَراتِ الغناءِ الرَّخيمْ",
"وفيمَ نُرَقِّشُ هذا الجناحَ",
"ونصقلُه ببنانِ النعيمْ",
"طيورَ السماء حَذَارِ الوقوعَ",
"على حَطبٍ في الثَّرى أو هشيمْ",
"وتحت الوسادة أقصوصةٌ",
"لقلبين لم يَروِها عاشقانْ",
"ماذا تُرى صَنَعَ العاشقان",
"وما ذكرياتُ الليالي الحسانْ",
"حديثُكِ نْ لم يكنْ بدْعةً",
"فحُلمٌ جَرَى في قديمِ الزمانْ",
"وصيحةُ مُخفقةٍ في الهوى",
"مُعَربدةِ الرُّوحِ سكرَى اللسانْ",
"الأنوثةَ هذا الهوانْ",
"وفيها الدهاءُ القويُّ الجنانْ",
"لنا الكيدُ ن خذلَتنا القُوى",
"أحابيلُ شتى وفنٌّ عجابْ",
"نُلقَّاهُ عن مَلكاتِ الزَّمانِ",
"أقاصيصَ لم يروِ عنها كتابْ",
"وقد نستعيرُ صفاءَ النمير",
"وقد نستمدُّ صراعَ العبابْ",
"أيغريكِ بالحبِّ سُودُ اللِّحى",
"غِلاظُ الشِّفاهِ العراضُ الطِّوالْ",
"كأنَّ الهوى صُنْعُ أيديهمُ",
"فمن غيرهم كلُّ عيشٍ مُحَالْ",
"ذا شئتِ كان لنا عالَمٌ",
"يحوط الأنوثةَ فيهِ الجلالْ",
"حَمتْ رِقَّةَ الجنسِ ربَّاتُهُ",
"فليس بها حاجةٌ للرجالْ",
"لكلِّ اثنتينِ هَوىً واحدٌ",
"تلاقَى على سرِّهِ مهجتانْ",
"وعُشّ يضمهما في المساءِ",
"وروضٌ به في الضُّحَى يعبثانْ",
"وفي ركنِ خدْرهما مِغْزَلٌ",
"وفوقَ الأريكةِ قيثارتانْ",
"وقد نسحبُ الليلَ فوق القلوب",
"ونغري العيون بقوسِ السَّحابْ",
"نساقِطُهم من غَواياتنا",
"أزاهرَ تَندى بماء الشبابْ",
"ذا لألأتْ فوق موج الشُّعور",
"أثارتْ بهم ظمأً للسَّرابْ",
"بألوانِها الحمر جَمْرُ الغضا",
"وفي نفحِها لفَحَاتُ العذابْ",
"هو الفنُّ لا ترتوي روحهُ",
"بأشهى من الأرجوانِ المذابْ",
"هو الحسنُ فتَّانُنا العبقريُّ",
"هو الحبُّ سلطاننا القاهرُ",
"ممثلهمْ لُعْبةٌ في يديهِ",
"ومثَّالهم صبَعٌ فاجرُ",
"وألحانهم من فحيح العروقِ",
"يُصَعِّدُها الوترُ الساخرُ",
"ورسَّامهم صَنَمٌ مُبْصِرٌ",
"فنْ جُمِعوا فَهُمُ الشَّاعرُ",
"قلوبٌ مُدلَّهةٌ بالجمالِ",
"ترى فيه معبودَها المُلْهَما",
"هو الرجلُ القلبُ لا غيرُهُ",
"فأودِعْنَهُ القبسَ المضرَما",
"أنِمْنَ به الشَّرسَ المستخفَّ",
"وأيقِظنَ فيهِ الفتى المغرَما",
"اقتحمتنَّ السياجَ",
"فقد خضعَ الكونُ واستسلما",
"ولكنْ حَذارِ ففي طبعٌ",
"لِيانٌ يسمُّونَهُ بالوداعهْ",
"وفيهم جراءةُ مستأسدٍ",
"تحدَّى المنيةَ باسمِ الشجاعهْ",
"وهِمْتِ فذلك هَزْلُ الرجال",
"وفنٌّ أجزنا عليهم خداعهْ",
"نذيبُ بهِ صُلْبَ أعصابهم",
"وفي رِقَّةِ العود سِرُّ المناعهْ",
"أطلْنا الأحاديثَ عن عالَمٍ",
"مُلَثَّمةٍ أرضُهُ بالخفاءْ",
"جعلناهُ مَطمَحَ أحلامنا",
"كأنَّا شَقِينا بِسُكنى السَّماءْ",
"طَوانا على حُبِّهِ شاعرٌ",
"كثيرُ المجانة نَزْرُ الحياءْ",
"أثارَ الملائكَ في قُدسِها",
"وأوقعَ في سحرهِ الأبرياءْ",
"عَجِبْتُ له كيف جاز السماءَ",
"وغرَّر بالملِ الطاهرِ",
"أيمرحُ في الكونِ شيطانُهُ",
"بلا وازعٍ وبلا زاجرِ",
"دَعي الوهمَ سافو ولا تحقِري",
"بليتيس معجزةَ الشاعرِ",
"فما نتَّقِيهِ بحيَّاتنا",
"ذا هو ألقى عصا الساحرِ",
"بليتيس هل هو ذاكَ الخيال",
"المُجنَّحُ بين حواشي الغيومْ",
"عشيةَ صاح بأترابنا",
"وقد أخطأتْه قِسِيُّ الرُّجومْ",
"وقيلَ لنا مَلَكٌ عاشِقٌ",
"يُسرّي الهمومَ ببنتِ الكرومْ",
"يجوبُ السماءَ ذا ما انتشى",
"يُعربدُ بين خدورِ النجومِ",
"أعاجيبُ شتَّى لهذا الفتى",
"وأعجبُ منها الذي تذكرينْ",
"كأنَّ أحاديثَه بيننا",
"أساطيرُ لهةٍ غابرينْ",
"ذا كان للفنِّ هذا الصِّيالُ",
"فوارحمتَا للجمال الغبينْ",
"ودَدْتُ لو أنِّي في ثرِهِ",
"درجتُ على الأرض في الدارجينْ",
"أتُغوين بالشعر شيطانَه",
"خياليةٌ أنتِ أم شاعرهْ",
"بل الشعرُ سرُهُ المستبدُّ",
"فيا ليتَ لي روحَه السرهْ",
"ويا ليتَ لي وثباتِ الخيالِ",
"وقوةَ أربابِه القاهرهْ",
"لصيَّرتُهُ مُثلَةً في الحياةِ",
"وسُخريةَ البعثِ في الخرهْ",
"صفي لي بِليتيسُ هذا الأملْ",
"وماذا ابتدعتِ له من حِيَلْ",
"أُدلِّهُ هذا الفتى بالجمالِ",
"وأُسمِعُه من رقيق الغزَلْ",
"وأورثه جُنَّةً بالرحيقِ",
"وأحرِمهُ رَشفَاتِ القُبَلْ",
"لى أنْ تُحرَقَ أعصابهُ",
"ويصرَعه طائفٌ من خَبَلْ",
"وأحفرُ بعد الردى قبرَه",
"هناك على قمَّةِ الهاويَهْ",
"وأغرس في قلبهِ زهرةً",
"من الشرِّ راويةً ناميَهْ",
"سَقَتْها سمومُ شرايينه",
"ورفَّتْ بها روحهُ العاتيَهْ",
"تخفُّ ليها قلوبُ الرجال",
"وترجع بالشوكةِ الداميَهْ",
"ذا جنّها الليلُ لاحتْ به",
"كعينٍ من اللهبِ المضطرمْ",
"تثور الشياطينُ من عطرها",
"كمجمرة الساحر الملتثمْ",
"ذا استافَها الرَّجلُ العبقريُّ",
"تحوَّل كالحيوان الوخِمْ",
"تضُجُّ البلاهة من حولهِ",
"وينظر كالصنَّمِ المبتسمْ",
"هَبي الشعرَ أولاكِ من مُلكه",
"سماءَ الأُلوهةِ ذات البروجْ",
"ونصَّ المعانيَ عن جانبيكِ",
"فمنها السُّرَى وليكِ العروجْ",
"فما تصنعينَ ذا ما بُعِثْتِ",
"واحدةً من بناتِ الزُّنوجْ",
"ألم تقرأي قِصَّةَ السامريِّ",
"وما صَنَعَ القومُ بعد الخروجْ",
"نَبا منطقُ الوحيِ في سمعهم",
"وخفَّ عليهِ رنينُ الطربْ",
"ومدُّوا العيونَ لى فتنةٍ",
"تجسَّد في حيوانٍ عَجَبْ",
"ترامى بأحضانِه غادةٌ",
"أفادَ صِباها شبوبَ اللهبْ",
"جنونُ الحياةِ وأهواؤها",
"أنوثتُها وبريقُ الذَّهبْ",
"فأينَ من القومِ سحرُ البيانِ",
"وصيْحةُ موسى قُبَيل الوداعْ",
"هُمُ الناسُ لا يعشقون الخيالَ",
"ذا لم يكنْ حافزاً للطماعْ",
"هُمُ الناسُ لا يعبدون الجمالَ",
"ذا لم يكنْ نُهزةً للمتاعْ",
"هُمُ الناسُ لا يألفون الحياةَ",
"ذا لم تكنْ مَعرِضاً للخداعْ",
"تماثيلُهُ بعضُ أجسامِنا",
"وقد صاغَها العبقريُّ الصّناعْ",
"ولوحاتُهُ صُوَرُ العارياتِ",
"ذا مَزَّقَ الفنُّ عنها القِناعْ",
"أبالشِّعرِ تُغْوينَ هذا الفتى",
"وهمْتِ ذن وجَهلتِ الطِّباعْ",
"أليستْ لهُ صَبْوَةُ الدميِّ",
"وشهوةُ تلك الذئابِ الجِياعْ",
"رَجعْتُ لنفسي فلا تغْضبا",
"وكُفَّا العتابَ ولا تُسْهِبا",
"لقد رُعتمانِي بهذا المزاح",
"وأبدَعْتما نبأً مُغرِبا",
"سَرَتْ بيَ من ذكره رِعدةٌ",
"كأني لبِستُ به الغَيْهبا",
"أتاييسُ لا كنتُ بنت الزنوجِ",
"ولا شِمْتُ أُمَّا بهم أو أبا",
"وصمْتِ الخليقة في بعثهم",
"كأنهم الحدَثُ المنكرُ",
"وما أخطأ الطيفُ ألوانَه",
"ولكنهُ اللهَبُ الأحمرُ",
"أبوهم كما زعموا دمٌ",
"وحواءُ أُمُّهمُ المُعْصِرُ",
"لهم أعينٌ تتملَّى الجمالَ",
"وأفئدةٌ بالهوى تشعرُ",
"لهم نارُهم في أقاصي الدُّجى",
"وأبياتُهم في أعالي الكهوفْ",
"وسحرُ الطبيعةِ في عُرْيها",
"ذا هتَكَ الفجرُ عنها الشُّفوفْ",
"ونايٌ يُقسِّمُ فيهِ الربيعُ",
"ويسكبُ شَجْوَ المساءِ الهتوفْ",
"ورقصٌ يُمثِّلُ قلبَ الحياةِ",
"ذا ما استُخِفَّ بنقرِ الدفوفْ",
"تفرَّدَ فنُّهُمُ بالخفاء",
"وصِيغَ بفطرتهم واتَّسمْ",
"يعيشُ جديداً بأرواحهم",
"ون عاش فيهم بروح القِدَمْ",
"له بأسُ مانا ويحاؤه",
"ذا اضطربتْ رُوحهُ بالألمْ",
"ورِقَّة هاوايَ في شدْوها",
"ذا جاشَ خاطرُها بالنَّغمْ",
"ألا فلْيَكُنْ لكِ من فنهم",
"سموُّ اللظى وعتوُّ الجبالْ",
"ألا فلْيكُنْ لكِ من سحرهم",
"فنونٌ تُعطِّلُ سحرَ الخيالْ",
"ألا فليكنْ لكِ من نارهم",
"وشاحُ مؤلَّهةٍ بالجمالْ",
"لى الأرضِ فانتقمي للنساءِ",
"وكوني بها محنةً للرجالْ",
"سلامٌ لكُنَّ عذارى السماء",
"سلامٌ لهرميس روحِ اللهْ",
"أرى ومْضَةَ الشرِّ في جوِّكنَّ",
"وأسمعُ صوتاً كأنِّي أراهْ",
"يلاحقني في رحابِ السماءِ",
"ويرتجُّ في مِسمعيَّ صداهْ",
"لقد فارقَ البشرُ غُرَّ الوجوهِ",
"وشاعَ الذبولُ بوردِ الشفاهْ",
"أجل أيها الملَك المجتبى",
"صدقناكَ فاغفر عذابَ الضميرْ",
"لقد مرَّ كالطيرِ من قربنا",
"فتىً في رعاية ربٍّ خطيرْ",
"رنا فأعرض عنَّا ولمْ",
"يُحَييِّ السماءَ بروحٍ قريرْ",
"تخايلَ عُجباً بأوهامه",
"وأمعن في شرِّه المستطيرْ",
"ظلمتنَّ هذا الغلامَ البريء",
"وقد غضَّ من ناظريهِ الحذَرْ",
"أهَلَّ بقلبٍ كفرخِ القَطا",
"يرفرفُ تحتَ جناحِ القدَرْ",
"رَكنَّ فيهِ وحيَّا بهِ",
"فلم أدْرِ حاجتَه للنظرْ",
"وكيف تكلَّم قلبُ الفتى",
"وما هو لا سليلُ البشرْ",
"هُوَ ابنُ السماءِ ولكنَّهُ",
"من النقصِ تركيبُه والتمامْ",
"صَنَاعُ الطبيعةِ بل صُنْعُها",
"فمنها دَمامتُه والوَسامْ",
"يُسِفُّ لى حيث لا ينتهي",
"ويسمو لى قمةٍ لا تُرَامْ",
"ويُسْقَى بكأسٍ لهيةٍ",
"مُرَنقةٍ بالهوى والأثامْ",
"نقيضانِ شتَّى فما يستقرُّ",
"على غَضَبٍ منهما أو رضاء",
"تحدَّى الحياةَ ولامَها",
"ببأسِ الجبابرة الأعلياء",
"يزيدُ عُتُوّاً على نارها",
"ويلمعُ جوهرهُ مِنْ صَفاء",
"وينشقُّ عن نَضرةٍ قلبُه",
"ونْ طَمَرَتهُ ثلوجُ الشتاء",
"هو المرِحُ الشاردُ المستهامُ",
"شُرودَ الفراشةِ عند المساء",
"حَبَتهُ الألوهةُ روحاً يَرَى",
"وينطِقُ عنها بوحي السماء",
"يحُسُّ الخيالَ ذا ما سَرَى",
"ويلمسُ ما في ضميرِ الخفاء",
"ويبتدرُ النجمَ في أفقه",
"فيرشُفُهُ قطرةً من ضِياء",
"أرتهُ السماءُ أعاجيبَها",
"ورَوَّتهُ من كلِّ فنٍّ بديعْ",
"فضنَّ بلألاءِ هذا الجمالِ",
"وخافَ على كنزِهِ أن يضيعْ",
"أبى أن يُبدّدَهُ ناظراهُ",
"فأطبقَ جفنيهِ ما يستطيعْ",
"فن شارفَ الأرضَ نادتْ بهِ",
"ففَتَّحَ عيناً كعينِ الرَّبيعْ",
"هنالكَ حيث تَشبّ الحياةُ",
"وحيث الوجودُ جنينُ العَدَمْ",
"وحيثُ الطبيعةُ جبَّارةٌ",
"تشقُّ الوهادَ وتبني القِمَمْ",
"وحيثُ السعادة بنتُ الخيالِ",
"ولذَّتها من معاني الألمْ",
"وحيث الطريدانِ شجَّا الكؤوسَ",
"ومَجَّا صُبَابتَها من قِدَمْ",
"رَنَا والطبيعةُ في حَلِيها",
"وحواءُ عاريةٌ كالصَّنمْ",
"فمن أين سارَ وأنَّى سرَى",
"تصَدَّتهُ مقبلَةٌ من أمَمْ",
"هنالكَ أولُ قلبٍ هفا",
"وأولُ صوتٍ شدا بالنَّغَمْ",
"وأولُ أنمُلةٍ صوَّرَتْ",
"وخَطَّتْ على اللوحِ قبل القَلمْ",
"فما لكِ حواءُ أغويتِهِ",
"وأعقبتِهِ حَسَراتِ النَّدَمْ",
"لقد كان راعيَكِ المجتَبى",
"فأصبحَ راميَكِ المتَّهمْ",
"ولولاكِ ما ذرفتْ عينُهُ",
"ولا شامَ بارقةً فابتسَمْ",
"وعاشَ كما كانَ باؤه",
"يُغنِّي النجومَ ويرعَى الغنمْ",
"لأجلكِ يَشقى بلمحِ العيونِ",
"ويُصرعُ بالنظرةِ العابرهْ",
"لَوَدَّ لى الأرضِ لو لم يُصِخْ",
"أو ارتدَّ بالمقلةِ الحاسرهْ",
"وكم من فتىً عزَّها سمعُهُ",
"وغضَّ على حَذَرٍ ناظرهْ",
"عصاها فنادت فلم يستمعْ",
"فحلَّت به لعنةُ الفاجرهْ",
"له مقلتانِ على ما وعَى",
"من الألَق الطُّهْر مختومتانْ",
"ففي عقلهِ حركاتُ الزَّمان",
"مصورةً وحدود المكانْ",
"وفي قلبهِ أعينٌ ثَرَّةٌ",
"بها النارُ طاغية العنفوانْ",
"وفي كلِّ خاطرة نَيْزَكٌ",
"يشقُّ سناهُ حجابَ الزمانْ",
"ذا ما هوتْ ورقاتُ الخريفِ",
"أحسَّ لها وَخَزَاتِ السَّنانْ",
"ون سَكَبَتْ زهرةٌ دمعةً",
"فمن قلبه انحدرتْ دمعتانْ",
"ومن عَجَبٍ شَدْوُهُ للربيع",
"وقد يخطىءُ الطيرُ شدوَ الأوانْ",
"وقيثارةُ الرِّيح ما لحنُها",
"سوى الريح في جفوةٍ أو حنانْ",
"عوالمُ جَيّاشةٌ بالمنى",
"ودنيا بأهوائها تضطربْ",
"من اللاَّنهاية ألوانُها",
"مشعشعةٌ بالندى المنسكبْ",
"ففيها الصباحُ وفيها المساءُ",
"وبينهما الشَّفَق الملتهبْ",
"تطوف بها صَدَحاتُ الطروب",
"وتسهو بها أنَّةُ المكتئبْ",
"لكَ الحبُّ فيما أتاحتْ لنا",
"سريرتُكَ السَّمحَةُ الطاهره",
"ومن مَلَكٍ مثلُ هذا الحديث",
"طُمأنينةُ المهجِ الحائره",
"عَطفْتَ على قلبِ هذا الفتى",
"قلوباً على فَنِّهِ ثائره",
"وصوَّرتهُ مَلَكاً ناقماً",
"على دميتهِ الجائره",
"أجل هو ذاكَ ولو زدتكنَّ",
"لزدتُنَّ عطفاً على فنِّهِ",
"وما ذنبُ روحٍ نَمَتْهُ السماءُ",
"ذا ضجَّ في الأرضِ من سِجنهِ",
"تَعلَّقَ مهواهُ فوق النجوم",
"وحَوَّمَ وَهْناً على كِنِّهِ",
"لينعمَ في ظِلِّهِ لحظةً",
"ويملأَ عينيهِ من حسنهِ",
"لهُ ولَعٌ بخدورِ النجومِ",
"ذا ما تخلَّصَ من طيفهِ",
"ويا رُبَّ ليلٍ كوادي الخيال",
"دَعَتْهُ الحقيقةُ من جوفهِ",
"فسار يَضمُّ صدورَ الرّباب",
"ويستضحكُ النُّورَ في سُدْفهِ",
"وغاب كأعجوبةٍ في الدُّجى",
"تحارُ الأساطيرُ في وصفهِ",
"على الأرضِ شيطانُهُ الحائمُ",
"وفي الكون وجدانه الساهمُ",
"مضى سابحاً في عبابِ الأثير",
"كما يسبحُ النظرُ الحالمُ",
"يدورُ فلا أفقٌ ينتهي",
"ليه ولا كوكبٌ هائمُ",
"وحيثُ هو الن فيمن أرى",
"هناكَ على سِرّهِ جاثمُ",
"هناك هناك كأنّي أراه",
"نعم خلف هذا الغمام الرقيق",
"ذا ما عطفتنَّ ناديتهُ",
"عسى الن من روْعِه أن يُفيقْ",
"ألا أيُّها الروحُ مني السلامُ",
"وأنتَ بحبِّ العذارى خليقْ",
"عرائسُ أحلامِكَ المائلاتُ",
"وما أنا لَّا مَلاكٌ صديقْ",
"لقد طَلعَ الفجرُ يا شاعري",
"وكادتْ تزولُ نجومُ الصباحْ",
"وحان الرواحُ فودِّعْ خباءَكَ",
"وادنُ أحدِّثكَ قبل الرواحْ",
"أتهتف بي أنتَ أم هُنَّ أمْ",
"نذيرُ الردى والقضاءُ المتاحْ",
"تراك سمعتَ أحاديثنا",
"لقد نقَلَتها ليّ الرياح",
"عجبتُ لحوريَّةٍ في السماء",
"ويأخذ أهلَ السماء العجبْ",
"أتحلمُ بالأرضِ مخمورةً",
"من الدمِ راقصةً في اللهبْ",
"وتُغري بيَ الموتَ لا جانياً",
"ولكنها ثورةٌ من غضبْ",
"برئتُ من الثمِ حوريَّتي",
"فرُدِّي الظنونَ وخلِّي الريبْ",
"أأبغض حواءَ وهي التي",
"عرفتُ الحنانَ لها والرِّضى",
"وباعَ بها دمٌ خُلدَهُ",
"ولو لم يَكُنْ لتمنَّى القضا",
"ورِثتُ هواها فرُمت الحياةَ",
"وحبَّب لي العالم المبْغَضا",
"أراها على الأرض طيفَ النعيم",
"وحُلمَ الفراديسِ فيما مضى",
"وكانت حياتي محْضَ اتِّباع",
"فصارتْ طرائفَ من فَنِّها",
"وكان شبابيَ صَمْتَ القفارِ",
"ورَجْعَ الهواتفِ من جِنِّها",
"فعادتْ ليالي الصِّبا والهوى",
"أرقَّ المقاطعِ في لحنها",
"وأفرغتُ بؤسيَ في حِضنها",
"وأترعتُ كأسيَ من دَنِّها",
"وكم ذكرياتٍ لها عَذْبَةٍ",
"أعيش عليها وأحيا بها",
"لها في دَمي خَلجاتُ الحياةِ",
"كأني خلِقتُ بأعصابها",
"مُسامرتي حين يمضي الصِّبا",
"وتهتفُ رُوحي بأحبابها",
"وتخلو بيَ الدارُ عِندَ الغروبِ",
"وأجلسُ وحدي على بابها",
"بَدَتْ شِبْهَ عابسةٍ فانثنيتُ",
"وقد زايلَ الشمسَ لألاؤها",
"وخِلتُ الحياةَ وضوضاءها",
"تموتُ على الأرض أصداؤها",
"وكفَّ عن الهمْسِ حتى النسيمُ",
"وأمسكَ عن لَعِبٍ ماؤها",
"وناديتُ فالتفتتْ لا تجيبُ",
"ولكنْ دعاني غراؤها",
"ومرَّتْ زائي فتابعتُها",
"بقلبي وعيني لى أمِّها",
"رأيتُ مفاتنها غيرَ تلك",
"ون لم يُخلَّدْنَ في جسمِها",
"وأبصرتُ من حولها الكائناتِ",
"جوانحَ تهفو لى ضَمِّها",
"ويحنو الصباحُ على ثغرِها",
"وقد جُنَّ شوقاً لى لثمِها",
"يسائلني القلب عن أمرها",
"وأسأله أنا عن سرها",
"ويعطفني في الهوى ضعفُها",
"وأنسَى بأنِّي في أسرها",
"وتُبدي ليَ الأنجمُ الوامقاتُ",
"رفيفَ الأماني على ثغرها",
"فأحسبُ أن اهتزازَ الحياة",
"صدَى حبِّها ورؤى سحرها",
"لكذبتها تُستحبُّ الحياةُ",
"ويَصْفو الزمانُ بتغريرها",
"ويأخذُني الشكُّ في قَوْلها",
"فتُقنعني بأساريرها",
"وتعصفُ بي شهْوَةٌ للجدال",
"فَتسكِتُني بمعَاذيرها",
"غفرتُ لها كلَّ أخطائها",
"سِوَى دَمعتينِ لتبريرها",
"أحاول أفهمها مرَّةً",
"فأعيا بها وبتفكيرها",
"أمخلوقةٌ هيَ أم ربَّةٌ",
"تسيرُ الخلائقُ في نِيرها",
"وما سِحْرُها ألتكوينها",
"وما حسنُها ألتصويرها",
"تقولُ الطبيعةُ بِنْتي وما",
"أُحِسُّ لها بعضَ تأثيرها",
"أعند الطبيعةِ هذا الدلالُ",
"وفي دِفئِها مثلُ هذا الحنانْ",
"ذا قيلَ لي هاكَ مُلك الثّرى",
"ودنيا الشَّبابِ وعمْرَ الزمانْ",
"فما لذَّتي بالذي نِلتُه",
"وما نشوتي برحيق الجنانْ",
"كرعشةِ رُوحِي وهزَّاتِها",
"وصدري على صدرها واليدانْ",
"وغَنَّتْ فأسمعني صوتها",
"صَدى الروحِ في خلَجات البدنْ",
"عميقاً كأنفذ ما في الحياةِ",
"وأبعدِ ما في قرارِ الزّمنْ",
"فأحسستُ كيف تطيش العقولُ",
"وتسهو القلوبُ وتصحو الفتنْ",
"وقال لها الحسنُ يا ربتي",
"فقالت له كلّ شيءٍ حسنْ",
"رها على النبع بعضُ الرُّعاةِ",
"مصوَّرةً في طار الغصونْ",
"فقالوا أحُلْمٌ تراه العيونْ",
"أفي الغابِ حوريَّةٌ من تكونْ",
"ومسَّ مزاهرهم روحُها",
"فرفَّتْ بها خالداتُ اللحونْ",
"وباتتْ تعانقُ أحلامَهم",
"وقد كاد يرقصُ حتى السكونْ",
"ولاحت بمرأىً لعينيْ فتىً",
"طوى البحرَ ليس لهُ من قرارْ",
"تفتَّحُ عن صدرها موجتان",
"وينشقُّ في الفجر عنها المحارْ",
"رها فجنَّ غراماً بها",
"وغنَّى بها الليلَ بعد النهارْ",
"وقالوا تعشَّقَ جِنِّيةً",
"فتىً شاعرٌ تائهٌ في البحارْ",
"قضى اللّهُ أن تُغويَ الخالدين",
"وتُغريَ بالمجدِ عُشَّاقَها",
"لَقِيتُ على بابها الفاتحينَ",
"وغارَ الفتوحِ وأبواقَها",
"وكلَّ مُدِلٍّ عَصِيِّ القياد",
"دَعَتْهُ الصبابةُ فاشتاقها",
"سَلا مَجدَهُ الضَّخْمَ في قُبْلةٍ",
"تُذِلُّ وتُسْعِد من ذاقها",
"أمانيُّ شَتَّى تمثَّلنَ لي",
"بكلِّ وضيءِ الصِّبا ناعمِ",
"مُبَعْثَرةً حولها في الترابِ",
"بقايا الدُّمى في يدِ الحاطمِ",
"تَمُرُّ بها وهي في ضِحْكها",
"وما ذَرَفَتْ دمعةَ النَّادمِ",
"فيا لكِ من طفلةٍ فَذَّةٍ",
"ورُحماكِ سَيِّدَةَ العالَمِ",
"يحاولُ بالشعرِ غراءنا",
"لنؤمنَ واحدةً واحده",
"هو الموقف الضنكُ ما يتقيهِ",
"كمايتقي باشقٌ صائده",
"متى كان صَبّاً عطوفَ الفؤاد",
"وهذي قصائدُه الجاحدهْ",
"ألا ذكِّريهِ بمثَّاله",
"ونادي بحيَّتِهِ الخالدهْ",
"ظَلَمْتِ الفنونَ وأربابها",
"وما كنتِ حوريَّتي ظالمه",
"قلوبٌ تلذُّ بتعذيبها",
"غرائزُ عاتيةٌ عارمه",
"تُرنِّحها سَكراتُ الهوى",
"وتُوقظها الفِتنُ النائمه",
"صَحَتْ من خُمار مَلذَّاتها",
"تُعنِّفُ أهواءَها الثمه",
"ألا ما لأختيكِ ما تبغيان",
"أقلبيَ والخنجرَ المُنتَضَى",
"خذاهُ اقتلاهُ ولا ترحماهُ",
"فليسَ له بَعْدُ أن يَنبِضا",
"أذيقاهُ ما شئتما واغرسا",
"به الشرَّ ملتهباً مُرْمِضا",
"فلن تُنبِتَا فيه لَّا السلامَ",
"والحُبَّ والزهَرَ الأبيضا",
"ناءٌ من النُّور طافتْ بهِ",
"يَدُ الحبِّ غارسةُ الزَّنبقِ",
"تُغاديهِ شاديةٌ في الدُّجى",
"وراقصةٌ في الضُّحى المشرقِ",
"على رِسْلكنَّ فقد عاقبته",
"بأقوالكنَّ بناتُ القدرْ",
"لقد عاقبتهُ بأشعاره",
"فيا ليتَه ما هذَى أو شَعَرْ",
"أتصرخ ويحْكَ نَّ السماء",
"لتأخذُها صرخاتُ الألَمْ",
"من الغيمِ يا شاعري فالتمسْ",
"دِثاركَ واخصِفْ به من أممْ",
"وخُذْ من جناحيَّ ما تتَّقي",
"به في السماء عثارَ القدمْ",
"وأقسمُ ما رُمْتُ غيرَ الحنان",
"ونِّي زعيمٌ بهذا القسمْ",
"بليتيس تاييس ماذا انظرا",
"فثمَّتَ أُعجوبةٌ تظهرُ",
"بأجنحةٍ كرؤى الخالدين",
"لغير الصبابةِ لم تخفِقِ",
"وقلبيَ من قدَحٍ في السماء",
"ومن نبْعِ لهةٍ يستقي",
"أتخشى لِقانا سليلَ السماء",
"أتحذرُنا أم تخافُ الضِّياء",
"مُحدِّثتي ما أحبَّ اللقاءَ",
"لقد حال جسمي دونَ اللقاء",
"وكنتُ تخلَّصتُ من طيفهِ",
"فلفَّتهُ حولي يدٌ في الخفاء",
"كأنِّيَ أهذي بأضغاثِ حُلمٍ",
"أو أني ضللتُ طريقَ السماء",
"بليتيس سافو الفرارَ الفرار",
"فقد لبسَ الروحُ طيفَ البشرْ",
"أتبْصِرُهُ جسداً عارياً",
"وتقربهُ تلك حدى الكُبرْ",
"تعالَ فتى الشعرِ يا للسماءِ",
"أبِالشعرِ أم بالفَتى تَسخَرُ",
"أهذا هو الدميّ العظيمُ",
"ألا شدّ ما يخدعُ المنظر",
"تَصوَّرتُهُ من أحاديثهِ",
"فتىْ لوَسامته يؤثرُ",
"تريدينه صورةً أم فتىً",
"تهلّلَ فيه الحِجى وابتسمْ",
"رأيتُ الرجولةَ كلَّ الجمالِ",
"هو الرَّجلُ الفردُ في المزْدحَمْ",
"تراهُ على النبع يُعلي الغطاءَ",
"ويُدْلي الدلاءَ ويَسقي الغنمْ",
"ويحدو العذارى لى دارهنَّ",
"حَيِيَّ الخطى موسويَّ القدمْ",
"لشدَّ الذي قُلتِهِ يا ابنتي",
"كلاماً توهَّجَ منه الحنينْ",
"تعاليْ هنا والثمي جبهةً",
"هزأت بها وهي حُلْمُ السنينْ",
"أمن خَمَلِ السُّحْبِ هذا الدثار",
"ومن حم الأرض هذا الجبينْ",
"دعي طيفه وانظري روحَه",
"ففيها الصِّبا والجمالُ المبينْ",
"هل الرجل الروح لا نه",
"محيّا ترقرق فيه الوسام",
"وعينانِ بالسحر تستأثرانِ",
"خيالٌ لعمركِ هذا الكلام",
"مُحيَّا وعينانِ ما في الرجالِ",
"سوى كلِّ أصيدَ سبْطِ القوام",
"ذراعاهُ تستدرجانِ الخصورَ",
"وفي شفتيهِ حديثُ الغرامْ",
"تنزَّهْتَ عن شُبْهةٍ عالمي",
"ولا رابني فيكَ ما أسمعُ",
"عهدتُ البراءَة فيمن تُظِلُّ",
"فماليَ من ريبة أفزعُ",
"وأبدعتَ خلقاً ولكنني",
"أراهُ لى عَبَثٍ ينزِعُ",
"سبَى السحرُ أجملَ أرواحِهِ",
"فأنطقهن بما يخدعُ",
"أفي عالم الرُّوح تفشو الظنونُ",
"وينطق روحٌ بهذا الكلِمْ",
"أسائلُ نفسي أشيطانةٌ",
"توسوسُ لي أم مَلاكٌ أثِمْ",
"أم الشكُّ ذنني بالصراع",
"أم حلَّ بي غضبُ المنتقمْ",
"بل البعثُ ذنهنَّ الغداةَ",
"فلا تَلْحَهُنَّ ولا تتَّهِمْ",
"هي الدميةُ طافتْ بهنَّ",
"وتلك غرائزُها والطباعْ",
"غداً تدرجُ الرُّوحُ في طيفها",
"وما الطيفُ للرَّوحِ لَّا قِناعْ",
"سترقدُ في غورها الذِّكريات",
"وتوقظهنَّ السنون السِّراعْ",
"وتمشي لحاضرها في الحياة",
"بمصباحِ ماضٍ خَفيِّ الشعاعْ",
"وكم نبأةٍ كالحديث الجديد",
"وما هو لَّا القديم السماعْ",
"من الخيرِ والشرِّ لهامها",
"مقادِرُ تجري بهنَّ اليراعْ",
"فدع للسماءِ تصاريفها",
"فقد أذِنَ البعثُ بعد انقطاعْ",
"وداعاً صديقي لى أين تمضي",
"لى الملتقى فالوداع الوداع"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=520777 | علي محمود طه | نبذة
:
علي محمود طه المهندس.\nشاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.\nله دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=9457 | null | null | null | null | <|meter_5|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لى قِمَّةِ الزَّمنِ الغابرِ <|vsep|> سَمَتْ رَبَّةُ الشعر بالشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> يَشُقُّ الأثيرَ صدىً عابراً <|vsep|> وروحاً مُجَنَّحَةَ الخاطرِ </|bsep|> <|bsep|> مضتْ حرةً من وثاق الزَّمانِ <|vsep|> ومن قبضةِ الجسدِ السرِ </|bsep|> <|bsep|> وأوفتْ على عالَمٍ لم يكنْ <|vsep|> غريباً على أمسِها الدَّابرِ </|bsep|> <|bsep|> نمَتْ فيه بين بناتِ السديمِ <|vsep|> وشبَّتْ مع الفلكِ الدائرِ </|bsep|> <|bsep|> تُلقَّنُ سيرَتَها في الحياة <|vsep|> وتنطُقُ بالمثلِ السائرِ </|bsep|> <|bsep|> وترْسُمُ أسماءَ ما عُلِّمَتْ <|vsep|> من القلم المبدع القادرِ </|bsep|> <|bsep|> مشاهدُ شتى وَعَتها العقولُ <|vsep|> وغابتْ صُواها عن الناظرِ </|bsep|> <|bsep|> وجودٌ حوى الروح قبل الوجودِ <|vsep|> وماضٍ تمثَّلَ في حاضرِ </|bsep|> <|bsep|> تبدَّى لها فانجلى شكُّها <|vsep|> وثابت لى وَعْيِها الذَّاكرِ </|bsep|> <|bsep|> وأصغت فمرت على سمعِها <|vsep|> روايةُ ميلادِها الغابرِ </|bsep|> <|bsep|> هو البعثُ فاستمعوا واقرأوا <|vsep|> حديثَ السَّماءِ عن الشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> عَجبتُ مَنِ الملَكُ العابرُ <|vsep|> ومنْ ذلك الشَّبَحُ الطَّائرُ </|bsep|> <|bsep|> أهَلَّا علينا فما سلَّما <|vsep|> ولا صافح الناظرَ الناظرُ </|bsep|> <|bsep|> وللرِّيحِ حولهما زَفَّةٌ <|vsep|> كما صَدَحَ المِزْهَرُ الساحرُ </|bsep|> <|bsep|> أفي عالمِ الأرضِ بعثٌ جديد <|vsep|> أم الوهْمُ مثّله الخاطرُ </|bsep|> <|bsep|> نعم هو روحٌ جميلُ الهاب <|vsep|> يُنِيلُ الرِّياحَ جَنَاحَيْ مَلَكْ </|bsep|> <|bsep|> وذلك هرميسُ يَسْري بهِ <|vsep|> سُرى النورِ في سُبُحاتِ الفلكْ </|bsep|> <|bsep|> عرفناهُ لا شكَّ هذا فتىً <|vsep|> سَيَسْلُكُهُ الفنُّ فيمن سَلَكْ </|bsep|> <|bsep|> غداً تملأُ الأرضَ ألحانهُ <|vsep|> ويَبْقى صداها ذا ما هلَكْ </|bsep|> <|bsep|> لى الأرضِ فليمضِ هذا الشقيُّ <|vsep|> ألا ولتَفِضْ كأسُهُ بالشجونْ </|bsep|> <|bsep|> جزاءً لِما غضّ من أمرنا <|vsep|> ومرَّ كأنْ لمْ تلاقَ العيونْ </|bsep|> <|bsep|> أراهُ ولمَّا يَزَلْ بيننا <|vsep|> أصابَتْه لُوثَةُ أهلِ الفنونْ </|bsep|> <|bsep|> لئنْ صحَّ ما كان من أمرهِ <|vsep|> فيا شِقْوَةَ الأرضِ ممَّا يكونْ </|bsep|> <|bsep|> حنانكِ يا أختِ لا تغضَبي <|vsep|> فما اختالَ زهواً ولا استكبرا </|bsep|> <|bsep|> لقد كفَّ عينيهِ بَرْقُ الحياةِ <|vsep|> فمرَّ بنا دون أن يُبْصِرا </|bsep|> <|bsep|> لنا مِثْلُهُ في غدٍ غشيةٌ <|vsep|> ذا ما حللنا رحابَ الثرى </|bsep|> <|bsep|> ذا كان في الأرضِ هذا الشقاءُ <|vsep|> فلا كانَ بَعْثٌ ولا قُدِّرا </|bsep|> <|bsep|> أرى في حديثكِ معنى الرِّضا <|vsep|> وأسمعُ فيهِ هُتَافَ الحنانْ </|bsep|> <|bsep|> فهلا ذكرتِ لهُ خوةً <|vsep|> حديثهمُ ملءُ سَمْعِ الزمانْ </|bsep|> <|bsep|> أصاروا الفنونَ رُمُوزَ الأثامِ <|vsep|> واستلهموا الشرَّ سِحْرَ البيانْ </|bsep|> <|bsep|> وأغرَوْا بحواءَ ما لُقِّنوا <|vsep|> وما حذَقُوا من طريدِ الجنانْ </|bsep|> <|bsep|> ألمْ تسمعِي بفتى شاعرٍ <|vsep|> يُحَمِّلُها عبءَ أوزارِهِ </|bsep|> <|bsep|> ترَشَّفها خمرةً فانتشَى <|vsep|> فألقمها مرّ أثمارِهِ </|bsep|> <|bsep|> أنالته أجمَل أزهارِها <|vsep|> فأهدى لها شَرَّ أزهارِهِ </|bsep|> <|bsep|> ذا كنتِ يا أخت لم تسمعي <|vsep|> خُذي فاقرأي بعضَ أشعارِهِ </|bsep|> <|bsep|> ولفَّتْ ذراعين كالحيّتينِ <|vsep|> عليَّ وبي نشوةٌ لم تطِرْ </|bsep|> <|bsep|> وقد قرَّبتْ فمَها من فمي <|vsep|> كشِقَّينِ من قبَسٍ مُسْتَعِرْ </|bsep|> <|bsep|> أشمُّ بأنفاسها رغبةً <|vsep|> ويهتفُ بي جفنُها المنكسرْ </|bsep|> <|bsep|> تبيَّنْتُ في صدرها مصرعي <|vsep|> وخرة العاشقِ المنتحِرْ </|bsep|> <|bsep|> أفي حُلُمٍ أنا أم يقظةٍ <|vsep|> ومنْ أنتِ أيتها الخاطئهْ </|bsep|> <|bsep|> هو الحبُّ لا بل نداءُ الحياة <|vsep|> تُلبِّيهِ أجسادُنا الظامئهْ </|bsep|> <|bsep|> يَخِفُّ دمي لصداهُ الحبيبِ <|vsep|> وتدفعني القُدرةُ الهازئهْ </|bsep|> <|bsep|> كأني ببحرٍ بعيدِ القرار <|vsep|> طوى أفقَه وزوَى شاطئهْ </|bsep|> <|bsep|> أرى ما أرى جسَداً عارياً <|vsep|> تضجُّ به الشهوةُ الجائعهْ </|bsep|> <|bsep|> أرى ما أرَى حَدَقيْ ساحر <|vsep|> تؤجّان بالنظرة الرائعهْ </|bsep|> <|bsep|> أرى ما أرى شَفتيْ غادةٍ <|vsep|> ترِفَّان بالقُبلَةِ الخادعهْ </|bsep|> <|bsep|> تُساقطني ثمراً ما أرى <|vsep|> أرى حيَّةَ الجنَّة الضائعهْ </|bsep|> <|bsep|> بعينكِ أنتِ فلا تُنكري <|vsep|> صفاتِ أنوثتكِ الشَّاهدهْ </|bsep|> <|bsep|> تَمثَّلْتِ شتَّى جسومٍ وكم <|vsep|> تجدَّدْت في صُوَرٍ بائدهْ </|bsep|> <|bsep|> نعم أنت هنَّ نعم ما أرى <|vsep|> أرى الكلَّ في امرأةٍ واحدهْ </|bsep|> <|bsep|> لقد فنيَتْ فيك أرواحهن <|vsep|> وها أنتِ أيتها الخالدهْ </|bsep|> <|bsep|> لقد كنتِ وحْي رَخامٍ يصاغُ <|vsep|> فأصبحتِ لحماً يثير الدماءْ </|bsep|> <|bsep|> وكنتُ فتىً ساذجاً لا أرى <|vsep|> سوى دميةٍ صوِّرت من نقاءْ </|bsep|> <|bsep|> أُنيلُ الثرى قَدَميْ عابرٍ <|vsep|> يعيش بأحلامِه في السماءْ </|bsep|> <|bsep|> فأصبحتُ شيئاً ككل الرجال <|vsep|> وأصبحتِ شيئاً ككل النساءْ </|bsep|> <|bsep|> وكنتِ أميرة هذي الدُّمى <|vsep|> وصورةَ حُسنٍ عزيز المنالْ </|bsep|> <|bsep|> وكنتِ نموذجَ فنِّ الجمالِ <|vsep|> أحبُّكِ للفنِّ لا للجمالْ </|bsep|> <|bsep|> أرى فيكِ ما لا تحدُّ النّهى <|vsep|> كأنكِ معنىً وراء الخيالْ </|bsep|> <|bsep|> فجرَّدْتِني رجلاً أشتهي <|vsep|> وجرَّدتُ أنثى تشهَّى الرجالْ </|bsep|> <|bsep|> دعيني حواءُ أو فابعدي <|vsep|> دعيني لى غايتي أنطلِقْ </|bsep|> <|bsep|> أخمرٌ ونار لقد ضاق بي <|vsep|> كِياني وأوشِكُ أن أختنِقْ </|bsep|> <|bsep|> أرى ما أرى لهباً بل أشمُّ <|vsep|> رائحةَ الجسد المحترقْ </|bsep|> <|bsep|> فيا لكِ أفعى تشهَّيتُها <|vsep|> ويا ليَ من أُفعوانٍ نزقْ </|bsep|> <|bsep|> كفانا فقد جُنَّ هذا الفتى <|vsep|> وجاوز حدَّ الكلام المباحْ </|bsep|> <|bsep|> نكاد نُحِسُّ اختلاجَ النجوم <|vsep|> ونسمع مُضْطرباً في الرياحْ </|bsep|> <|bsep|> مريضُ الغريزةِ فتَّاكُها <|vsep|> حَبَتْهُ الطبيعةُ أمضَى سلاحْ </|bsep|> <|bsep|> سَقَتْهُ الشياطينُ يحمومَها <|vsep|> فمجَّ الرحيقَ وذمَّ الصباحْ </|bsep|> <|bsep|> تأثَّم بالفنِّ حتى غوَى <|vsep|> وما الفنُّ بالمرأةِ الخاطئهْ </|bsep|> <|bsep|> هو الدمُ واللحمُ ما يشتهي <|vsep|> هو الخمرُ والمتعةُ الطارئهْ </|bsep|> <|bsep|> وكم في الرجالِ سُعَارُ الوحوش <|vsep|> ذا لمسوا الجُثَّةَ الدافئهْ </|bsep|> <|bsep|> فلا تذكري فنَّ هذا الفتى <|vsep|> بل الحيوانيةَ الخاسئهْ </|bsep|> <|bsep|> رأى جسمَ حواءَ فاشتاقَه <|vsep|> فهاجتْ به النزوة المُسْكِرَهْ </|bsep|> <|bsep|> سَبى روحَها فاشتهى جسمَها <|vsep|> فثارتْ بعزّةِ مستكبرَهْ </|bsep|> <|bsep|> سَمَا جسمُها وتأبَّى عليه <|vsep|> فجرَّدَ في وجهها خِنجرَهْ </|bsep|> <|bsep|> وهمَّ بها فالتوى قصدهُ <|vsep|> فأرسل صيحتَه المُنكرَهْ </|bsep|> <|bsep|> ألمْ يَنسِمِ الخُلدَ من عطرها <|vsep|> ألمْ يعْبدِ الحسنَ في زهرِها </|bsep|> <|bsep|> ألم يقبسِ النورَ من فجرها <|vsep|> ألم يسرقِ الفنَّ من سحرِها </|bsep|> <|bsep|> شفَتْ غُلّةَ الفنِّ حتى ارتوى <|vsep|> ون دنَّسَ الفنُّ من طهرِها </|bsep|> <|bsep|> وهامَتْ على ظمأٍ روحُها <|vsep|> وكم ملأوا الكأسَ من خمرِها </|bsep|> <|bsep|> على مَذْبَحِ الحب من قلبها <|vsep|> سِراجٌ يُسبِّح مَنْ لألأه </|bsep|> <|bsep|> منارٌ يجوبُ الدجى لمحهُ <|vsep|> فتلقى السفينُ به مرفأه </|bsep|> <|bsep|> يبثُّ الحرارةَ بَرْدَ الشتاءِ <|vsep|> ويُلهبُ شُعلته المطفأه </|bsep|> <|bsep|> وتمشي الحياةُ على نورِهِ <|vsep|> وما نورُهُ غيرُ عينِ امرأه </|bsep|> <|bsep|> خطيئتُها قِصَّةُ الملهمين <|vsep|> وغراؤها الفرَحُ المفتقَدْ </|bsep|> <|bsep|> بأرواحهم يَرتقون الخلودَ <|vsep|> على سُلَّمٍ من متاع الجسدْ </|bsep|> <|bsep|> ولو لم تكن لهوى فنّهم <|vsep|> صريعَ الظلام قتيلَ الجمَدْ </|bsep|> <|bsep|> وما الفنُّ لَّا سعيرُ الحياةِ <|vsep|> وثورتُها في محيط الأبدْ </|bsep|> <|bsep|> لهيبٌ ذا الرُّوحُ مرَّتْ بهِ <|vsep|> تضاعفتِ الرُّوحُ في نارهِ </|bsep|> <|bsep|> يُطيقُ القويُّ لظى جَمْرِهِ <|vsep|> ويعشو الضعيفُ بأنوارهِ </|bsep|> <|bsep|> رَمَتْ فيهِ حواءُ ثامها <|vsep|> فذابتْ على صُمِّ أحجارهِ </|bsep|> <|bsep|> لقد قرَّبَتْ جَسداً عارياً <|vsep|> وقلباً يَضِنُّ بأسرارهِ </|bsep|> <|bsep|> أمن صَنْعَةِ اللّه هذا الجمالْ <|vsep|> نعم ومن الفنِّ هذا المثالْ </|bsep|> <|bsep|> على مَعْرِضٍ مرمري الدُّمى <|vsep|> ترامى أشعتُه والظلالْ </|bsep|> <|bsep|> تماثيلُ من جسدٍ فاتنٍ <|vsep|> تأبَّى على شهواتِ الرجالْ </|bsep|> <|bsep|> حَبَتهُ الطبيعةُ أسرارَها <|vsep|> ولاقى الحقيقةَ فيهِ الخيالْ </|bsep|> <|bsep|> لقد أخذَتْنا شجونُ الحديث <|vsep|> وكم في حديث الفتى من شجونْ </|bsep|> <|bsep|> سَمَرنا بهِ وجهلنَا اسمَهُ <|vsep|> وما حظُّه من رفيعِ الفنونْ </|bsep|> <|bsep|> أمِنْ ربَّةِ الشعر لهامهُ <|vsep|> أم الوترِ الأُرفُسيِّ الحنونْ </|bsep|> <|bsep|> أم المرمرِ الغضِّ يجلو بهِ <|vsep|> رفيفَ الشفاهِ ولمْحَ العيونْ </|bsep|> <|bsep|> هي وحيهُ من سماءِ الأُولمبِ <|vsep|> ولهةِ الحكمة الغابرينْ </|bsep|> <|bsep|> فما هو بالملَكِ المستعزِّ <|vsep|> ولكنَّهُ الدميُّ المَهينْ </|bsep|> <|bsep|> وما الدمية بنتُ السَّماءِ <|vsep|> ولكنَّها بنتُ ماءٍ وطينْ </|bsep|> <|bsep|> يريدُ لها الفنُّ أفقَ النُّجوم <|vsep|> فيُقْعِدُها جسمُ عبدٍ سجينْ </|bsep|> <|bsep|> وما فنُّهُ ما أراهُ سوى <|vsep|> أداةِ مطامعِه الواسعهْ </|bsep|> <|bsep|> غداً يستَغلُّ غرامَ الحسانِ <|vsep|> سبيلاً لى الشُّهرةِ الذائعهْ </|bsep|> <|bsep|> يصيبُ بهنَّ خُلودَ اسمِهِ <|vsep|> وهنَّ قرابينُهُ الضائعهْ </|bsep|> <|bsep|> تمنَّيْتُ لو أطلقَتنا السماءُ <|vsep|> ويا حَبذا لو بُعِثنا مَعَه </|bsep|> <|bsep|> ألا حبذا الأرضُ مغدىً لنا <|vsep|> ون بشَّرَتها المنايا بنَا </|bsep|> <|bsep|> وما الأرضُ بالمنزلِ المسْتَطابِ <|vsep|> ولكنَّهُ ثأرُ أترابنَا </|bsep|> <|bsep|> لنشربَ منْ دمِ هذا الفتى <|vsep|> مُصفَّى الرحيقِ بأكوابنَا </|bsep|> <|bsep|> ونجعلَ من حشرجاتِ الرجال <|vsep|> تحيَّةَ شادٍ لأنخابنَا </|bsep|> <|bsep|> ونسلُبُ ما رزِقُوا من حجىً <|vsep|> ونهدمُ ما رفعوا من قِبابْ </|bsep|> <|bsep|> ونبني لهم نُصُباً خالداً <|vsep|> يكون على الدَّهرِ رمزَ العقابْ </|bsep|> <|bsep|> تطوف به لَعَناتُ السَّماءِ <|vsep|> وترصُدُهُ مُثُلاتُ العذابْ </|bsep|> <|bsep|> ولكن أرى غيرَ ما قلتُما <|vsep|> وما الغدر في الرأي كلُّ الصوابْ </|bsep|> <|bsep|> ذا خَلَتِ الأرضُ من طيرهم <|vsep|> فمن ذا يُحيّي الجمالَ القسيمْ </|bsep|> <|bsep|> ومن يُطلِقُ الحبَّ من وكرِهِ <|vsep|> على خطَراتِ الغناءِ الرَّخيمْ </|bsep|> <|bsep|> وفيمَ نُرَقِّشُ هذا الجناحَ <|vsep|> ونصقلُه ببنانِ النعيمْ </|bsep|> <|bsep|> طيورَ السماء حَذَارِ الوقوعَ <|vsep|> على حَطبٍ في الثَّرى أو هشيمْ </|bsep|> <|bsep|> وتحت الوسادة أقصوصةٌ <|vsep|> لقلبين لم يَروِها عاشقانْ </|bsep|> <|bsep|> ماذا تُرى صَنَعَ العاشقان <|vsep|> وما ذكرياتُ الليالي الحسانْ </|bsep|> <|bsep|> حديثُكِ نْ لم يكنْ بدْعةً <|vsep|> فحُلمٌ جَرَى في قديمِ الزمانْ </|bsep|> <|bsep|> وصيحةُ مُخفقةٍ في الهوى <|vsep|> مُعَربدةِ الرُّوحِ سكرَى اللسانْ </|bsep|> <|bsep|> الأنوثةَ هذا الهوانْ <|vsep|> وفيها الدهاءُ القويُّ الجنانْ </|bsep|> <|bsep|> لنا الكيدُ ن خذلَتنا القُوى <|vsep|> أحابيلُ شتى وفنٌّ عجابْ </|bsep|> <|bsep|> نُلقَّاهُ عن مَلكاتِ الزَّمانِ <|vsep|> أقاصيصَ لم يروِ عنها كتابْ </|bsep|> <|bsep|> وقد نستعيرُ صفاءَ النمير <|vsep|> وقد نستمدُّ صراعَ العبابْ </|bsep|> <|bsep|> أيغريكِ بالحبِّ سُودُ اللِّحى <|vsep|> غِلاظُ الشِّفاهِ العراضُ الطِّوالْ </|bsep|> <|bsep|> كأنَّ الهوى صُنْعُ أيديهمُ <|vsep|> فمن غيرهم كلُّ عيشٍ مُحَالْ </|bsep|> <|bsep|> ذا شئتِ كان لنا عالَمٌ <|vsep|> يحوط الأنوثةَ فيهِ الجلالْ </|bsep|> <|bsep|> حَمتْ رِقَّةَ الجنسِ ربَّاتُهُ <|vsep|> فليس بها حاجةٌ للرجالْ </|bsep|> <|bsep|> لكلِّ اثنتينِ هَوىً واحدٌ <|vsep|> تلاقَى على سرِّهِ مهجتانْ </|bsep|> <|bsep|> وعُشّ يضمهما في المساءِ <|vsep|> وروضٌ به في الضُّحَى يعبثانْ </|bsep|> <|bsep|> وفي ركنِ خدْرهما مِغْزَلٌ <|vsep|> وفوقَ الأريكةِ قيثارتانْ </|bsep|> <|bsep|> وقد نسحبُ الليلَ فوق القلوب <|vsep|> ونغري العيون بقوسِ السَّحابْ </|bsep|> <|bsep|> نساقِطُهم من غَواياتنا <|vsep|> أزاهرَ تَندى بماء الشبابْ </|bsep|> <|bsep|> ذا لألأتْ فوق موج الشُّعور <|vsep|> أثارتْ بهم ظمأً للسَّرابْ </|bsep|> <|bsep|> بألوانِها الحمر جَمْرُ الغضا <|vsep|> وفي نفحِها لفَحَاتُ العذابْ </|bsep|> <|bsep|> هو الفنُّ لا ترتوي روحهُ <|vsep|> بأشهى من الأرجوانِ المذابْ </|bsep|> <|bsep|> هو الحسنُ فتَّانُنا العبقريُّ <|vsep|> هو الحبُّ سلطاننا القاهرُ </|bsep|> <|bsep|> ممثلهمْ لُعْبةٌ في يديهِ <|vsep|> ومثَّالهم صبَعٌ فاجرُ </|bsep|> <|bsep|> وألحانهم من فحيح العروقِ <|vsep|> يُصَعِّدُها الوترُ الساخرُ </|bsep|> <|bsep|> ورسَّامهم صَنَمٌ مُبْصِرٌ <|vsep|> فنْ جُمِعوا فَهُمُ الشَّاعرُ </|bsep|> <|bsep|> قلوبٌ مُدلَّهةٌ بالجمالِ <|vsep|> ترى فيه معبودَها المُلْهَما </|bsep|> <|bsep|> هو الرجلُ القلبُ لا غيرُهُ <|vsep|> فأودِعْنَهُ القبسَ المضرَما </|bsep|> <|bsep|> أنِمْنَ به الشَّرسَ المستخفَّ <|vsep|> وأيقِظنَ فيهِ الفتى المغرَما </|bsep|> <|bsep|> اقتحمتنَّ السياجَ <|vsep|> فقد خضعَ الكونُ واستسلما </|bsep|> <|bsep|> ولكنْ حَذارِ ففي طبعٌ <|vsep|> لِيانٌ يسمُّونَهُ بالوداعهْ </|bsep|> <|bsep|> وفيهم جراءةُ مستأسدٍ <|vsep|> تحدَّى المنيةَ باسمِ الشجاعهْ </|bsep|> <|bsep|> وهِمْتِ فذلك هَزْلُ الرجال <|vsep|> وفنٌّ أجزنا عليهم خداعهْ </|bsep|> <|bsep|> نذيبُ بهِ صُلْبَ أعصابهم <|vsep|> وفي رِقَّةِ العود سِرُّ المناعهْ </|bsep|> <|bsep|> أطلْنا الأحاديثَ عن عالَمٍ <|vsep|> مُلَثَّمةٍ أرضُهُ بالخفاءْ </|bsep|> <|bsep|> جعلناهُ مَطمَحَ أحلامنا <|vsep|> كأنَّا شَقِينا بِسُكنى السَّماءْ </|bsep|> <|bsep|> طَوانا على حُبِّهِ شاعرٌ <|vsep|> كثيرُ المجانة نَزْرُ الحياءْ </|bsep|> <|bsep|> أثارَ الملائكَ في قُدسِها <|vsep|> وأوقعَ في سحرهِ الأبرياءْ </|bsep|> <|bsep|> عَجِبْتُ له كيف جاز السماءَ <|vsep|> وغرَّر بالملِ الطاهرِ </|bsep|> <|bsep|> أيمرحُ في الكونِ شيطانُهُ <|vsep|> بلا وازعٍ وبلا زاجرِ </|bsep|> <|bsep|> دَعي الوهمَ سافو ولا تحقِري <|vsep|> بليتيس معجزةَ الشاعرِ </|bsep|> <|bsep|> فما نتَّقِيهِ بحيَّاتنا <|vsep|> ذا هو ألقى عصا الساحرِ </|bsep|> <|bsep|> بليتيس هل هو ذاكَ الخيال <|vsep|> المُجنَّحُ بين حواشي الغيومْ </|bsep|> <|bsep|> عشيةَ صاح بأترابنا <|vsep|> وقد أخطأتْه قِسِيُّ الرُّجومْ </|bsep|> <|bsep|> وقيلَ لنا مَلَكٌ عاشِقٌ <|vsep|> يُسرّي الهمومَ ببنتِ الكرومْ </|bsep|> <|bsep|> يجوبُ السماءَ ذا ما انتشى <|vsep|> يُعربدُ بين خدورِ النجومِ </|bsep|> <|bsep|> أعاجيبُ شتَّى لهذا الفتى <|vsep|> وأعجبُ منها الذي تذكرينْ </|bsep|> <|bsep|> كأنَّ أحاديثَه بيننا <|vsep|> أساطيرُ لهةٍ غابرينْ </|bsep|> <|bsep|> ذا كان للفنِّ هذا الصِّيالُ <|vsep|> فوارحمتَا للجمال الغبينْ </|bsep|> <|bsep|> ودَدْتُ لو أنِّي في ثرِهِ <|vsep|> درجتُ على الأرض في الدارجينْ </|bsep|> <|bsep|> أتُغوين بالشعر شيطانَه <|vsep|> خياليةٌ أنتِ أم شاعرهْ </|bsep|> <|bsep|> بل الشعرُ سرُهُ المستبدُّ <|vsep|> فيا ليتَ لي روحَه السرهْ </|bsep|> <|bsep|> ويا ليتَ لي وثباتِ الخيالِ <|vsep|> وقوةَ أربابِه القاهرهْ </|bsep|> <|bsep|> لصيَّرتُهُ مُثلَةً في الحياةِ <|vsep|> وسُخريةَ البعثِ في الخرهْ </|bsep|> <|bsep|> صفي لي بِليتيسُ هذا الأملْ <|vsep|> وماذا ابتدعتِ له من حِيَلْ </|bsep|> <|bsep|> أُدلِّهُ هذا الفتى بالجمالِ <|vsep|> وأُسمِعُه من رقيق الغزَلْ </|bsep|> <|bsep|> وأورثه جُنَّةً بالرحيقِ <|vsep|> وأحرِمهُ رَشفَاتِ القُبَلْ </|bsep|> <|bsep|> لى أنْ تُحرَقَ أعصابهُ <|vsep|> ويصرَعه طائفٌ من خَبَلْ </|bsep|> <|bsep|> وأحفرُ بعد الردى قبرَه <|vsep|> هناك على قمَّةِ الهاويَهْ </|bsep|> <|bsep|> وأغرس في قلبهِ زهرةً <|vsep|> من الشرِّ راويةً ناميَهْ </|bsep|> <|bsep|> سَقَتْها سمومُ شرايينه <|vsep|> ورفَّتْ بها روحهُ العاتيَهْ </|bsep|> <|bsep|> تخفُّ ليها قلوبُ الرجال <|vsep|> وترجع بالشوكةِ الداميَهْ </|bsep|> <|bsep|> ذا جنّها الليلُ لاحتْ به <|vsep|> كعينٍ من اللهبِ المضطرمْ </|bsep|> <|bsep|> تثور الشياطينُ من عطرها <|vsep|> كمجمرة الساحر الملتثمْ </|bsep|> <|bsep|> ذا استافَها الرَّجلُ العبقريُّ <|vsep|> تحوَّل كالحيوان الوخِمْ </|bsep|> <|bsep|> تضُجُّ البلاهة من حولهِ <|vsep|> وينظر كالصنَّمِ المبتسمْ </|bsep|> <|bsep|> هَبي الشعرَ أولاكِ من مُلكه <|vsep|> سماءَ الأُلوهةِ ذات البروجْ </|bsep|> <|bsep|> ونصَّ المعانيَ عن جانبيكِ <|vsep|> فمنها السُّرَى وليكِ العروجْ </|bsep|> <|bsep|> فما تصنعينَ ذا ما بُعِثْتِ <|vsep|> واحدةً من بناتِ الزُّنوجْ </|bsep|> <|bsep|> ألم تقرأي قِصَّةَ السامريِّ <|vsep|> وما صَنَعَ القومُ بعد الخروجْ </|bsep|> <|bsep|> نَبا منطقُ الوحيِ في سمعهم <|vsep|> وخفَّ عليهِ رنينُ الطربْ </|bsep|> <|bsep|> ومدُّوا العيونَ لى فتنةٍ <|vsep|> تجسَّد في حيوانٍ عَجَبْ </|bsep|> <|bsep|> ترامى بأحضانِه غادةٌ <|vsep|> أفادَ صِباها شبوبَ اللهبْ </|bsep|> <|bsep|> جنونُ الحياةِ وأهواؤها <|vsep|> أنوثتُها وبريقُ الذَّهبْ </|bsep|> <|bsep|> فأينَ من القومِ سحرُ البيانِ <|vsep|> وصيْحةُ موسى قُبَيل الوداعْ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ الناسُ لا يعشقون الخيالَ <|vsep|> ذا لم يكنْ حافزاً للطماعْ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ الناسُ لا يعبدون الجمالَ <|vsep|> ذا لم يكنْ نُهزةً للمتاعْ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ الناسُ لا يألفون الحياةَ <|vsep|> ذا لم تكنْ مَعرِضاً للخداعْ </|bsep|> <|bsep|> تماثيلُهُ بعضُ أجسامِنا <|vsep|> وقد صاغَها العبقريُّ الصّناعْ </|bsep|> <|bsep|> ولوحاتُهُ صُوَرُ العارياتِ <|vsep|> ذا مَزَّقَ الفنُّ عنها القِناعْ </|bsep|> <|bsep|> أبالشِّعرِ تُغْوينَ هذا الفتى <|vsep|> وهمْتِ ذن وجَهلتِ الطِّباعْ </|bsep|> <|bsep|> أليستْ لهُ صَبْوَةُ الدميِّ <|vsep|> وشهوةُ تلك الذئابِ الجِياعْ </|bsep|> <|bsep|> رَجعْتُ لنفسي فلا تغْضبا <|vsep|> وكُفَّا العتابَ ولا تُسْهِبا </|bsep|> <|bsep|> لقد رُعتمانِي بهذا المزاح <|vsep|> وأبدَعْتما نبأً مُغرِبا </|bsep|> <|bsep|> سَرَتْ بيَ من ذكره رِعدةٌ <|vsep|> كأني لبِستُ به الغَيْهبا </|bsep|> <|bsep|> أتاييسُ لا كنتُ بنت الزنوجِ <|vsep|> ولا شِمْتُ أُمَّا بهم أو أبا </|bsep|> <|bsep|> وصمْتِ الخليقة في بعثهم <|vsep|> كأنهم الحدَثُ المنكرُ </|bsep|> <|bsep|> وما أخطأ الطيفُ ألوانَه <|vsep|> ولكنهُ اللهَبُ الأحمرُ </|bsep|> <|bsep|> أبوهم كما زعموا دمٌ <|vsep|> وحواءُ أُمُّهمُ المُعْصِرُ </|bsep|> <|bsep|> لهم أعينٌ تتملَّى الجمالَ <|vsep|> وأفئدةٌ بالهوى تشعرُ </|bsep|> <|bsep|> لهم نارُهم في أقاصي الدُّجى <|vsep|> وأبياتُهم في أعالي الكهوفْ </|bsep|> <|bsep|> وسحرُ الطبيعةِ في عُرْيها <|vsep|> ذا هتَكَ الفجرُ عنها الشُّفوفْ </|bsep|> <|bsep|> ونايٌ يُقسِّمُ فيهِ الربيعُ <|vsep|> ويسكبُ شَجْوَ المساءِ الهتوفْ </|bsep|> <|bsep|> ورقصٌ يُمثِّلُ قلبَ الحياةِ <|vsep|> ذا ما استُخِفَّ بنقرِ الدفوفْ </|bsep|> <|bsep|> تفرَّدَ فنُّهُمُ بالخفاء <|vsep|> وصِيغَ بفطرتهم واتَّسمْ </|bsep|> <|bsep|> يعيشُ جديداً بأرواحهم <|vsep|> ون عاش فيهم بروح القِدَمْ </|bsep|> <|bsep|> له بأسُ مانا ويحاؤه <|vsep|> ذا اضطربتْ رُوحهُ بالألمْ </|bsep|> <|bsep|> ورِقَّة هاوايَ في شدْوها <|vsep|> ذا جاشَ خاطرُها بالنَّغمْ </|bsep|> <|bsep|> ألا فلْيَكُنْ لكِ من فنهم <|vsep|> سموُّ اللظى وعتوُّ الجبالْ </|bsep|> <|bsep|> ألا فلْيكُنْ لكِ من سحرهم <|vsep|> فنونٌ تُعطِّلُ سحرَ الخيالْ </|bsep|> <|bsep|> ألا فليكنْ لكِ من نارهم <|vsep|> وشاحُ مؤلَّهةٍ بالجمالْ </|bsep|> <|bsep|> لى الأرضِ فانتقمي للنساءِ <|vsep|> وكوني بها محنةً للرجالْ </|bsep|> <|bsep|> سلامٌ لكُنَّ عذارى السماء <|vsep|> سلامٌ لهرميس روحِ اللهْ </|bsep|> <|bsep|> أرى ومْضَةَ الشرِّ في جوِّكنَّ <|vsep|> وأسمعُ صوتاً كأنِّي أراهْ </|bsep|> <|bsep|> يلاحقني في رحابِ السماءِ <|vsep|> ويرتجُّ في مِسمعيَّ صداهْ </|bsep|> <|bsep|> لقد فارقَ البشرُ غُرَّ الوجوهِ <|vsep|> وشاعَ الذبولُ بوردِ الشفاهْ </|bsep|> <|bsep|> أجل أيها الملَك المجتبى <|vsep|> صدقناكَ فاغفر عذابَ الضميرْ </|bsep|> <|bsep|> لقد مرَّ كالطيرِ من قربنا <|vsep|> فتىً في رعاية ربٍّ خطيرْ </|bsep|> <|bsep|> رنا فأعرض عنَّا ولمْ <|vsep|> يُحَييِّ السماءَ بروحٍ قريرْ </|bsep|> <|bsep|> تخايلَ عُجباً بأوهامه <|vsep|> وأمعن في شرِّه المستطيرْ </|bsep|> <|bsep|> ظلمتنَّ هذا الغلامَ البريء <|vsep|> وقد غضَّ من ناظريهِ الحذَرْ </|bsep|> <|bsep|> أهَلَّ بقلبٍ كفرخِ القَطا <|vsep|> يرفرفُ تحتَ جناحِ القدَرْ </|bsep|> <|bsep|> رَكنَّ فيهِ وحيَّا بهِ <|vsep|> فلم أدْرِ حاجتَه للنظرْ </|bsep|> <|bsep|> وكيف تكلَّم قلبُ الفتى <|vsep|> وما هو لا سليلُ البشرْ </|bsep|> <|bsep|> هُوَ ابنُ السماءِ ولكنَّهُ <|vsep|> من النقصِ تركيبُه والتمامْ </|bsep|> <|bsep|> صَنَاعُ الطبيعةِ بل صُنْعُها <|vsep|> فمنها دَمامتُه والوَسامْ </|bsep|> <|bsep|> يُسِفُّ لى حيث لا ينتهي <|vsep|> ويسمو لى قمةٍ لا تُرَامْ </|bsep|> <|bsep|> ويُسْقَى بكأسٍ لهيةٍ <|vsep|> مُرَنقةٍ بالهوى والأثامْ </|bsep|> <|bsep|> نقيضانِ شتَّى فما يستقرُّ <|vsep|> على غَضَبٍ منهما أو رضاء </|bsep|> <|bsep|> تحدَّى الحياةَ ولامَها <|vsep|> ببأسِ الجبابرة الأعلياء </|bsep|> <|bsep|> يزيدُ عُتُوّاً على نارها <|vsep|> ويلمعُ جوهرهُ مِنْ صَفاء </|bsep|> <|bsep|> وينشقُّ عن نَضرةٍ قلبُه <|vsep|> ونْ طَمَرَتهُ ثلوجُ الشتاء </|bsep|> <|bsep|> هو المرِحُ الشاردُ المستهامُ <|vsep|> شُرودَ الفراشةِ عند المساء </|bsep|> <|bsep|> حَبَتهُ الألوهةُ روحاً يَرَى <|vsep|> وينطِقُ عنها بوحي السماء </|bsep|> <|bsep|> يحُسُّ الخيالَ ذا ما سَرَى <|vsep|> ويلمسُ ما في ضميرِ الخفاء </|bsep|> <|bsep|> ويبتدرُ النجمَ في أفقه <|vsep|> فيرشُفُهُ قطرةً من ضِياء </|bsep|> <|bsep|> أرتهُ السماءُ أعاجيبَها <|vsep|> ورَوَّتهُ من كلِّ فنٍّ بديعْ </|bsep|> <|bsep|> فضنَّ بلألاءِ هذا الجمالِ <|vsep|> وخافَ على كنزِهِ أن يضيعْ </|bsep|> <|bsep|> أبى أن يُبدّدَهُ ناظراهُ <|vsep|> فأطبقَ جفنيهِ ما يستطيعْ </|bsep|> <|bsep|> فن شارفَ الأرضَ نادتْ بهِ <|vsep|> ففَتَّحَ عيناً كعينِ الرَّبيعْ </|bsep|> <|bsep|> هنالكَ حيث تَشبّ الحياةُ <|vsep|> وحيث الوجودُ جنينُ العَدَمْ </|bsep|> <|bsep|> وحيثُ الطبيعةُ جبَّارةٌ <|vsep|> تشقُّ الوهادَ وتبني القِمَمْ </|bsep|> <|bsep|> وحيثُ السعادة بنتُ الخيالِ <|vsep|> ولذَّتها من معاني الألمْ </|bsep|> <|bsep|> وحيث الطريدانِ شجَّا الكؤوسَ <|vsep|> ومَجَّا صُبَابتَها من قِدَمْ </|bsep|> <|bsep|> رَنَا والطبيعةُ في حَلِيها <|vsep|> وحواءُ عاريةٌ كالصَّنمْ </|bsep|> <|bsep|> فمن أين سارَ وأنَّى سرَى <|vsep|> تصَدَّتهُ مقبلَةٌ من أمَمْ </|bsep|> <|bsep|> هنالكَ أولُ قلبٍ هفا <|vsep|> وأولُ صوتٍ شدا بالنَّغَمْ </|bsep|> <|bsep|> وأولُ أنمُلةٍ صوَّرَتْ <|vsep|> وخَطَّتْ على اللوحِ قبل القَلمْ </|bsep|> <|bsep|> فما لكِ حواءُ أغويتِهِ <|vsep|> وأعقبتِهِ حَسَراتِ النَّدَمْ </|bsep|> <|bsep|> لقد كان راعيَكِ المجتَبى <|vsep|> فأصبحَ راميَكِ المتَّهمْ </|bsep|> <|bsep|> ولولاكِ ما ذرفتْ عينُهُ <|vsep|> ولا شامَ بارقةً فابتسَمْ </|bsep|> <|bsep|> وعاشَ كما كانَ باؤه <|vsep|> يُغنِّي النجومَ ويرعَى الغنمْ </|bsep|> <|bsep|> لأجلكِ يَشقى بلمحِ العيونِ <|vsep|> ويُصرعُ بالنظرةِ العابرهْ </|bsep|> <|bsep|> لَوَدَّ لى الأرضِ لو لم يُصِخْ <|vsep|> أو ارتدَّ بالمقلةِ الحاسرهْ </|bsep|> <|bsep|> وكم من فتىً عزَّها سمعُهُ <|vsep|> وغضَّ على حَذَرٍ ناظرهْ </|bsep|> <|bsep|> عصاها فنادت فلم يستمعْ <|vsep|> فحلَّت به لعنةُ الفاجرهْ </|bsep|> <|bsep|> له مقلتانِ على ما وعَى <|vsep|> من الألَق الطُّهْر مختومتانْ </|bsep|> <|bsep|> ففي عقلهِ حركاتُ الزَّمان <|vsep|> مصورةً وحدود المكانْ </|bsep|> <|bsep|> وفي قلبهِ أعينٌ ثَرَّةٌ <|vsep|> بها النارُ طاغية العنفوانْ </|bsep|> <|bsep|> وفي كلِّ خاطرة نَيْزَكٌ <|vsep|> يشقُّ سناهُ حجابَ الزمانْ </|bsep|> <|bsep|> ذا ما هوتْ ورقاتُ الخريفِ <|vsep|> أحسَّ لها وَخَزَاتِ السَّنانْ </|bsep|> <|bsep|> ون سَكَبَتْ زهرةٌ دمعةً <|vsep|> فمن قلبه انحدرتْ دمعتانْ </|bsep|> <|bsep|> ومن عَجَبٍ شَدْوُهُ للربيع <|vsep|> وقد يخطىءُ الطيرُ شدوَ الأوانْ </|bsep|> <|bsep|> وقيثارةُ الرِّيح ما لحنُها <|vsep|> سوى الريح في جفوةٍ أو حنانْ </|bsep|> <|bsep|> عوالمُ جَيّاشةٌ بالمنى <|vsep|> ودنيا بأهوائها تضطربْ </|bsep|> <|bsep|> من اللاَّنهاية ألوانُها <|vsep|> مشعشعةٌ بالندى المنسكبْ </|bsep|> <|bsep|> ففيها الصباحُ وفيها المساءُ <|vsep|> وبينهما الشَّفَق الملتهبْ </|bsep|> <|bsep|> تطوف بها صَدَحاتُ الطروب <|vsep|> وتسهو بها أنَّةُ المكتئبْ </|bsep|> <|bsep|> لكَ الحبُّ فيما أتاحتْ لنا <|vsep|> سريرتُكَ السَّمحَةُ الطاهره </|bsep|> <|bsep|> ومن مَلَكٍ مثلُ هذا الحديث <|vsep|> طُمأنينةُ المهجِ الحائره </|bsep|> <|bsep|> عَطفْتَ على قلبِ هذا الفتى <|vsep|> قلوباً على فَنِّهِ ثائره </|bsep|> <|bsep|> وصوَّرتهُ مَلَكاً ناقماً <|vsep|> على دميتهِ الجائره </|bsep|> <|bsep|> أجل هو ذاكَ ولو زدتكنَّ <|vsep|> لزدتُنَّ عطفاً على فنِّهِ </|bsep|> <|bsep|> وما ذنبُ روحٍ نَمَتْهُ السماءُ <|vsep|> ذا ضجَّ في الأرضِ من سِجنهِ </|bsep|> <|bsep|> تَعلَّقَ مهواهُ فوق النجوم <|vsep|> وحَوَّمَ وَهْناً على كِنِّهِ </|bsep|> <|bsep|> لينعمَ في ظِلِّهِ لحظةً <|vsep|> ويملأَ عينيهِ من حسنهِ </|bsep|> <|bsep|> لهُ ولَعٌ بخدورِ النجومِ <|vsep|> ذا ما تخلَّصَ من طيفهِ </|bsep|> <|bsep|> ويا رُبَّ ليلٍ كوادي الخيال <|vsep|> دَعَتْهُ الحقيقةُ من جوفهِ </|bsep|> <|bsep|> فسار يَضمُّ صدورَ الرّباب <|vsep|> ويستضحكُ النُّورَ في سُدْفهِ </|bsep|> <|bsep|> وغاب كأعجوبةٍ في الدُّجى <|vsep|> تحارُ الأساطيرُ في وصفهِ </|bsep|> <|bsep|> على الأرضِ شيطانُهُ الحائمُ <|vsep|> وفي الكون وجدانه الساهمُ </|bsep|> <|bsep|> مضى سابحاً في عبابِ الأثير <|vsep|> كما يسبحُ النظرُ الحالمُ </|bsep|> <|bsep|> يدورُ فلا أفقٌ ينتهي <|vsep|> ليه ولا كوكبٌ هائمُ </|bsep|> <|bsep|> وحيثُ هو الن فيمن أرى <|vsep|> هناكَ على سِرّهِ جاثمُ </|bsep|> <|bsep|> هناك هناك كأنّي أراه <|vsep|> نعم خلف هذا الغمام الرقيق </|bsep|> <|bsep|> ذا ما عطفتنَّ ناديتهُ <|vsep|> عسى الن من روْعِه أن يُفيقْ </|bsep|> <|bsep|> ألا أيُّها الروحُ مني السلامُ <|vsep|> وأنتَ بحبِّ العذارى خليقْ </|bsep|> <|bsep|> عرائسُ أحلامِكَ المائلاتُ <|vsep|> وما أنا لَّا مَلاكٌ صديقْ </|bsep|> <|bsep|> لقد طَلعَ الفجرُ يا شاعري <|vsep|> وكادتْ تزولُ نجومُ الصباحْ </|bsep|> <|bsep|> وحان الرواحُ فودِّعْ خباءَكَ <|vsep|> وادنُ أحدِّثكَ قبل الرواحْ </|bsep|> <|bsep|> أتهتف بي أنتَ أم هُنَّ أمْ <|vsep|> نذيرُ الردى والقضاءُ المتاحْ </|bsep|> <|bsep|> تراك سمعتَ أحاديثنا <|vsep|> لقد نقَلَتها ليّ الرياح </|bsep|> <|bsep|> عجبتُ لحوريَّةٍ في السماء <|vsep|> ويأخذ أهلَ السماء العجبْ </|bsep|> <|bsep|> أتحلمُ بالأرضِ مخمورةً <|vsep|> من الدمِ راقصةً في اللهبْ </|bsep|> <|bsep|> وتُغري بيَ الموتَ لا جانياً <|vsep|> ولكنها ثورةٌ من غضبْ </|bsep|> <|bsep|> برئتُ من الثمِ حوريَّتي <|vsep|> فرُدِّي الظنونَ وخلِّي الريبْ </|bsep|> <|bsep|> أأبغض حواءَ وهي التي <|vsep|> عرفتُ الحنانَ لها والرِّضى </|bsep|> <|bsep|> وباعَ بها دمٌ خُلدَهُ <|vsep|> ولو لم يَكُنْ لتمنَّى القضا </|bsep|> <|bsep|> ورِثتُ هواها فرُمت الحياةَ <|vsep|> وحبَّب لي العالم المبْغَضا </|bsep|> <|bsep|> أراها على الأرض طيفَ النعيم <|vsep|> وحُلمَ الفراديسِ فيما مضى </|bsep|> <|bsep|> وكانت حياتي محْضَ اتِّباع <|vsep|> فصارتْ طرائفَ من فَنِّها </|bsep|> <|bsep|> وكان شبابيَ صَمْتَ القفارِ <|vsep|> ورَجْعَ الهواتفِ من جِنِّها </|bsep|> <|bsep|> فعادتْ ليالي الصِّبا والهوى <|vsep|> أرقَّ المقاطعِ في لحنها </|bsep|> <|bsep|> وأفرغتُ بؤسيَ في حِضنها <|vsep|> وأترعتُ كأسيَ من دَنِّها </|bsep|> <|bsep|> وكم ذكرياتٍ لها عَذْبَةٍ <|vsep|> أعيش عليها وأحيا بها </|bsep|> <|bsep|> لها في دَمي خَلجاتُ الحياةِ <|vsep|> كأني خلِقتُ بأعصابها </|bsep|> <|bsep|> مُسامرتي حين يمضي الصِّبا <|vsep|> وتهتفُ رُوحي بأحبابها </|bsep|> <|bsep|> وتخلو بيَ الدارُ عِندَ الغروبِ <|vsep|> وأجلسُ وحدي على بابها </|bsep|> <|bsep|> بَدَتْ شِبْهَ عابسةٍ فانثنيتُ <|vsep|> وقد زايلَ الشمسَ لألاؤها </|bsep|> <|bsep|> وخِلتُ الحياةَ وضوضاءها <|vsep|> تموتُ على الأرض أصداؤها </|bsep|> <|bsep|> وكفَّ عن الهمْسِ حتى النسيمُ <|vsep|> وأمسكَ عن لَعِبٍ ماؤها </|bsep|> <|bsep|> وناديتُ فالتفتتْ لا تجيبُ <|vsep|> ولكنْ دعاني غراؤها </|bsep|> <|bsep|> ومرَّتْ زائي فتابعتُها <|vsep|> بقلبي وعيني لى أمِّها </|bsep|> <|bsep|> رأيتُ مفاتنها غيرَ تلك <|vsep|> ون لم يُخلَّدْنَ في جسمِها </|bsep|> <|bsep|> وأبصرتُ من حولها الكائناتِ <|vsep|> جوانحَ تهفو لى ضَمِّها </|bsep|> <|bsep|> ويحنو الصباحُ على ثغرِها <|vsep|> وقد جُنَّ شوقاً لى لثمِها </|bsep|> <|bsep|> يسائلني القلب عن أمرها <|vsep|> وأسأله أنا عن سرها </|bsep|> <|bsep|> ويعطفني في الهوى ضعفُها <|vsep|> وأنسَى بأنِّي في أسرها </|bsep|> <|bsep|> وتُبدي ليَ الأنجمُ الوامقاتُ <|vsep|> رفيفَ الأماني على ثغرها </|bsep|> <|bsep|> فأحسبُ أن اهتزازَ الحياة <|vsep|> صدَى حبِّها ورؤى سحرها </|bsep|> <|bsep|> لكذبتها تُستحبُّ الحياةُ <|vsep|> ويَصْفو الزمانُ بتغريرها </|bsep|> <|bsep|> ويأخذُني الشكُّ في قَوْلها <|vsep|> فتُقنعني بأساريرها </|bsep|> <|bsep|> وتعصفُ بي شهْوَةٌ للجدال <|vsep|> فَتسكِتُني بمعَاذيرها </|bsep|> <|bsep|> غفرتُ لها كلَّ أخطائها <|vsep|> سِوَى دَمعتينِ لتبريرها </|bsep|> <|bsep|> أحاول أفهمها مرَّةً <|vsep|> فأعيا بها وبتفكيرها </|bsep|> <|bsep|> أمخلوقةٌ هيَ أم ربَّةٌ <|vsep|> تسيرُ الخلائقُ في نِيرها </|bsep|> <|bsep|> وما سِحْرُها ألتكوينها <|vsep|> وما حسنُها ألتصويرها </|bsep|> <|bsep|> تقولُ الطبيعةُ بِنْتي وما <|vsep|> أُحِسُّ لها بعضَ تأثيرها </|bsep|> <|bsep|> أعند الطبيعةِ هذا الدلالُ <|vsep|> وفي دِفئِها مثلُ هذا الحنانْ </|bsep|> <|bsep|> ذا قيلَ لي هاكَ مُلك الثّرى <|vsep|> ودنيا الشَّبابِ وعمْرَ الزمانْ </|bsep|> <|bsep|> فما لذَّتي بالذي نِلتُه <|vsep|> وما نشوتي برحيق الجنانْ </|bsep|> <|bsep|> كرعشةِ رُوحِي وهزَّاتِها <|vsep|> وصدري على صدرها واليدانْ </|bsep|> <|bsep|> وغَنَّتْ فأسمعني صوتها <|vsep|> صَدى الروحِ في خلَجات البدنْ </|bsep|> <|bsep|> عميقاً كأنفذ ما في الحياةِ <|vsep|> وأبعدِ ما في قرارِ الزّمنْ </|bsep|> <|bsep|> فأحسستُ كيف تطيش العقولُ <|vsep|> وتسهو القلوبُ وتصحو الفتنْ </|bsep|> <|bsep|> وقال لها الحسنُ يا ربتي <|vsep|> فقالت له كلّ شيءٍ حسنْ </|bsep|> <|bsep|> رها على النبع بعضُ الرُّعاةِ <|vsep|> مصوَّرةً في طار الغصونْ </|bsep|> <|bsep|> فقالوا أحُلْمٌ تراه العيونْ <|vsep|> أفي الغابِ حوريَّةٌ من تكونْ </|bsep|> <|bsep|> ومسَّ مزاهرهم روحُها <|vsep|> فرفَّتْ بها خالداتُ اللحونْ </|bsep|> <|bsep|> وباتتْ تعانقُ أحلامَهم <|vsep|> وقد كاد يرقصُ حتى السكونْ </|bsep|> <|bsep|> ولاحت بمرأىً لعينيْ فتىً <|vsep|> طوى البحرَ ليس لهُ من قرارْ </|bsep|> <|bsep|> تفتَّحُ عن صدرها موجتان <|vsep|> وينشقُّ في الفجر عنها المحارْ </|bsep|> <|bsep|> رها فجنَّ غراماً بها <|vsep|> وغنَّى بها الليلَ بعد النهارْ </|bsep|> <|bsep|> وقالوا تعشَّقَ جِنِّيةً <|vsep|> فتىً شاعرٌ تائهٌ في البحارْ </|bsep|> <|bsep|> قضى اللّهُ أن تُغويَ الخالدين <|vsep|> وتُغريَ بالمجدِ عُشَّاقَها </|bsep|> <|bsep|> لَقِيتُ على بابها الفاتحينَ <|vsep|> وغارَ الفتوحِ وأبواقَها </|bsep|> <|bsep|> وكلَّ مُدِلٍّ عَصِيِّ القياد <|vsep|> دَعَتْهُ الصبابةُ فاشتاقها </|bsep|> <|bsep|> سَلا مَجدَهُ الضَّخْمَ في قُبْلةٍ <|vsep|> تُذِلُّ وتُسْعِد من ذاقها </|bsep|> <|bsep|> أمانيُّ شَتَّى تمثَّلنَ لي <|vsep|> بكلِّ وضيءِ الصِّبا ناعمِ </|bsep|> <|bsep|> مُبَعْثَرةً حولها في الترابِ <|vsep|> بقايا الدُّمى في يدِ الحاطمِ </|bsep|> <|bsep|> تَمُرُّ بها وهي في ضِحْكها <|vsep|> وما ذَرَفَتْ دمعةَ النَّادمِ </|bsep|> <|bsep|> فيا لكِ من طفلةٍ فَذَّةٍ <|vsep|> ورُحماكِ سَيِّدَةَ العالَمِ </|bsep|> <|bsep|> يحاولُ بالشعرِ غراءنا <|vsep|> لنؤمنَ واحدةً واحده </|bsep|> <|bsep|> هو الموقف الضنكُ ما يتقيهِ <|vsep|> كمايتقي باشقٌ صائده </|bsep|> <|bsep|> متى كان صَبّاً عطوفَ الفؤاد <|vsep|> وهذي قصائدُه الجاحدهْ </|bsep|> <|bsep|> ألا ذكِّريهِ بمثَّاله <|vsep|> ونادي بحيَّتِهِ الخالدهْ </|bsep|> <|bsep|> ظَلَمْتِ الفنونَ وأربابها <|vsep|> وما كنتِ حوريَّتي ظالمه </|bsep|> <|bsep|> قلوبٌ تلذُّ بتعذيبها <|vsep|> غرائزُ عاتيةٌ عارمه </|bsep|> <|bsep|> تُرنِّحها سَكراتُ الهوى <|vsep|> وتُوقظها الفِتنُ النائمه </|bsep|> <|bsep|> صَحَتْ من خُمار مَلذَّاتها <|vsep|> تُعنِّفُ أهواءَها الثمه </|bsep|> <|bsep|> ألا ما لأختيكِ ما تبغيان <|vsep|> أقلبيَ والخنجرَ المُنتَضَى </|bsep|> <|bsep|> خذاهُ اقتلاهُ ولا ترحماهُ <|vsep|> فليسَ له بَعْدُ أن يَنبِضا </|bsep|> <|bsep|> أذيقاهُ ما شئتما واغرسا <|vsep|> به الشرَّ ملتهباً مُرْمِضا </|bsep|> <|bsep|> فلن تُنبِتَا فيه لَّا السلامَ <|vsep|> والحُبَّ والزهَرَ الأبيضا </|bsep|> <|bsep|> ناءٌ من النُّور طافتْ بهِ <|vsep|> يَدُ الحبِّ غارسةُ الزَّنبقِ </|bsep|> <|bsep|> تُغاديهِ شاديةٌ في الدُّجى <|vsep|> وراقصةٌ في الضُّحى المشرقِ </|bsep|> <|bsep|> على رِسْلكنَّ فقد عاقبته <|vsep|> بأقوالكنَّ بناتُ القدرْ </|bsep|> <|bsep|> لقد عاقبتهُ بأشعاره <|vsep|> فيا ليتَه ما هذَى أو شَعَرْ </|bsep|> <|bsep|> أتصرخ ويحْكَ نَّ السماء <|vsep|> لتأخذُها صرخاتُ الألَمْ </|bsep|> <|bsep|> من الغيمِ يا شاعري فالتمسْ <|vsep|> دِثاركَ واخصِفْ به من أممْ </|bsep|> <|bsep|> وخُذْ من جناحيَّ ما تتَّقي <|vsep|> به في السماء عثارَ القدمْ </|bsep|> <|bsep|> وأقسمُ ما رُمْتُ غيرَ الحنان <|vsep|> ونِّي زعيمٌ بهذا القسمْ </|bsep|> <|bsep|> بليتيس تاييس ماذا انظرا <|vsep|> فثمَّتَ أُعجوبةٌ تظهرُ </|bsep|> <|bsep|> بأجنحةٍ كرؤى الخالدين <|vsep|> لغير الصبابةِ لم تخفِقِ </|bsep|> <|bsep|> وقلبيَ من قدَحٍ في السماء <|vsep|> ومن نبْعِ لهةٍ يستقي </|bsep|> <|bsep|> أتخشى لِقانا سليلَ السماء <|vsep|> أتحذرُنا أم تخافُ الضِّياء </|bsep|> <|bsep|> مُحدِّثتي ما أحبَّ اللقاءَ <|vsep|> لقد حال جسمي دونَ اللقاء </|bsep|> <|bsep|> وكنتُ تخلَّصتُ من طيفهِ <|vsep|> فلفَّتهُ حولي يدٌ في الخفاء </|bsep|> <|bsep|> كأنِّيَ أهذي بأضغاثِ حُلمٍ <|vsep|> أو أني ضللتُ طريقَ السماء </|bsep|> <|bsep|> بليتيس سافو الفرارَ الفرار <|vsep|> فقد لبسَ الروحُ طيفَ البشرْ </|bsep|> <|bsep|> أتبْصِرُهُ جسداً عارياً <|vsep|> وتقربهُ تلك حدى الكُبرْ </|bsep|> <|bsep|> تعالَ فتى الشعرِ يا للسماءِ <|vsep|> أبِالشعرِ أم بالفَتى تَسخَرُ </|bsep|> <|bsep|> أهذا هو الدميّ العظيمُ <|vsep|> ألا شدّ ما يخدعُ المنظر </|bsep|> <|bsep|> تَصوَّرتُهُ من أحاديثهِ <|vsep|> فتىْ لوَسامته يؤثرُ </|bsep|> <|bsep|> تريدينه صورةً أم فتىً <|vsep|> تهلّلَ فيه الحِجى وابتسمْ </|bsep|> <|bsep|> رأيتُ الرجولةَ كلَّ الجمالِ <|vsep|> هو الرَّجلُ الفردُ في المزْدحَمْ </|bsep|> <|bsep|> تراهُ على النبع يُعلي الغطاءَ <|vsep|> ويُدْلي الدلاءَ ويَسقي الغنمْ </|bsep|> <|bsep|> ويحدو العذارى لى دارهنَّ <|vsep|> حَيِيَّ الخطى موسويَّ القدمْ </|bsep|> <|bsep|> لشدَّ الذي قُلتِهِ يا ابنتي <|vsep|> كلاماً توهَّجَ منه الحنينْ </|bsep|> <|bsep|> تعاليْ هنا والثمي جبهةً <|vsep|> هزأت بها وهي حُلْمُ السنينْ </|bsep|> <|bsep|> أمن خَمَلِ السُّحْبِ هذا الدثار <|vsep|> ومن حم الأرض هذا الجبينْ </|bsep|> <|bsep|> دعي طيفه وانظري روحَه <|vsep|> ففيها الصِّبا والجمالُ المبينْ </|bsep|> <|bsep|> هل الرجل الروح لا نه <|vsep|> محيّا ترقرق فيه الوسام </|bsep|> <|bsep|> وعينانِ بالسحر تستأثرانِ <|vsep|> خيالٌ لعمركِ هذا الكلام </|bsep|> <|bsep|> مُحيَّا وعينانِ ما في الرجالِ <|vsep|> سوى كلِّ أصيدَ سبْطِ القوام </|bsep|> <|bsep|> ذراعاهُ تستدرجانِ الخصورَ <|vsep|> وفي شفتيهِ حديثُ الغرامْ </|bsep|> <|bsep|> تنزَّهْتَ عن شُبْهةٍ عالمي <|vsep|> ولا رابني فيكَ ما أسمعُ </|bsep|> <|bsep|> عهدتُ البراءَة فيمن تُظِلُّ <|vsep|> فماليَ من ريبة أفزعُ </|bsep|> <|bsep|> وأبدعتَ خلقاً ولكنني <|vsep|> أراهُ لى عَبَثٍ ينزِعُ </|bsep|> <|bsep|> سبَى السحرُ أجملَ أرواحِهِ <|vsep|> فأنطقهن بما يخدعُ </|bsep|> <|bsep|> أفي عالم الرُّوح تفشو الظنونُ <|vsep|> وينطق روحٌ بهذا الكلِمْ </|bsep|> <|bsep|> أسائلُ نفسي أشيطانةٌ <|vsep|> توسوسُ لي أم مَلاكٌ أثِمْ </|bsep|> <|bsep|> أم الشكُّ ذنني بالصراع <|vsep|> أم حلَّ بي غضبُ المنتقمْ </|bsep|> <|bsep|> بل البعثُ ذنهنَّ الغداةَ <|vsep|> فلا تَلْحَهُنَّ ولا تتَّهِمْ </|bsep|> <|bsep|> هي الدميةُ طافتْ بهنَّ <|vsep|> وتلك غرائزُها والطباعْ </|bsep|> <|bsep|> غداً تدرجُ الرُّوحُ في طيفها <|vsep|> وما الطيفُ للرَّوحِ لَّا قِناعْ </|bsep|> <|bsep|> سترقدُ في غورها الذِّكريات <|vsep|> وتوقظهنَّ السنون السِّراعْ </|bsep|> <|bsep|> وتمشي لحاضرها في الحياة <|vsep|> بمصباحِ ماضٍ خَفيِّ الشعاعْ </|bsep|> <|bsep|> وكم نبأةٍ كالحديث الجديد <|vsep|> وما هو لَّا القديم السماعْ </|bsep|> <|bsep|> من الخيرِ والشرِّ لهامها <|vsep|> مقادِرُ تجري بهنَّ اليراعْ </|bsep|> <|bsep|> فدع للسماءِ تصاريفها <|vsep|> فقد أذِنَ البعثُ بعد انقطاعْ </|bsep|> </|psep|> |
تحن بزوراء المدينة ناقتي | 5الطويل
| [
"تَحِنُّ بِزَوراءِ المَدينَةِ ناقَتي",
"حَنينَ عَجولٍ تَبتَغِ البَوَّ رائِمِ",
"وَيا لَيتَ زَوراءَ المَدينَةِ أَصبَحَت",
"بِأَحفارِ فَلجٍ أَو بِسَيفِ الكَواظِمِ",
"وَكَم نامَ عَنّي بِالمَدينَةِ لَم يُبَل",
"ِلَيَّ اِطِّلاعَ النَفسِ دونَ الحَيازِمِ",
"ِذا جَشَأَت نَفسي أَقولُ لَها اِرجِعي",
"وَرائِكِ وَاِستَحيِي بَياضَ اللَهازِمِ",
"فَِنَّ الَّتي ضَرَّتكَ لَو ذُقتَ طَعمَها",
"عَلَيكَ مِنَ الأَعباءِ يَومَ التَخاصُمِ",
"وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ",
"ِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ",
"وَلَمّا أَبَوا ِلّا الرَحيلَ وَأَعلَقوا",
"عُرىً في بُرىً مَخشوشَةٍ بِالخَزائِمِ",
"وَراحوا بِجُثماني وَأَمسَكَ قَلبَهُ",
"حُشاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَواقِمِ",
"أَقولُ لِمَغلوبٍ أَماتَ عِظامَهُ",
"تَعاقُبُ أَدراجِ النُجومِ العَوائِمِ",
"ِذا نَحنُ نادَينا أَبى أَن يُجيبُنا",
"وَِن نَحنُ فَدَّيناهُ غَيرَ الغَماغِمِ",
"سَيُدنيكَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ فَاِعتَدِل",
"تَناقُلُ نَصَّ اليَعمُلاتِ الرَواسِمِ",
"ِلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلَّ مُقَيَّدٍ",
"يَداهُ وَمُلقي الثِقلِ عَن كُلِّ غارِمِ",
"بِكَفَّينِ بَيضاوَينِ في راحَتَيهِما",
"حَيا كُلُّ شَيءٍ بِالغُيوثِ السَواجِمِ",
"بِخَيرِ يَدَي مَن كانَ بَعدَ مُحَمَّدٍ",
"وَجارَيهِ وَالمَظلومِ لِلَّهِ صائِمِ",
"فَلَمّا حَبا وادي القُرى مِن وَرائِنا",
"وَأَشرَفنَ أَقتارَ الفِجاجِ القَوائِمِ",
"لَوى كُلُّ مُشتاقٍ مِنَ القَومِ رَأسَهُ",
"بِمُغرَورِقاتٍ كَالشِنانِ الهَزائِمِ",
"وَأَيقَنَ أَنّا لا نَرُدُّ صُدورَها",
"وَلَمّا تُواجِهّا جِبالُ الجَراجِمِ",
"أَكُنتُم ظَنَنتُم رِحلَتي تَنثَني بِكُم",
"وَلَم يَنقُدِ الِدلاجُ طَيَّ العَمائِمِ",
"لَبِئسَ ِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي",
"يُلاذُ بِهِ في المُعضِلاتِ العَظائِمِ",
"وَمائِن كَأَنَّ الدِمنَ فَوقَ جَمامِهِ",
"عِباءٌ كَسَتهُ مِن فُروجِ المَخارِمِ",
"رِياحٌ عَلى أَعطانِهِ حَيثُ تَلتَقي",
"عَفا وَخَلا مِن عَهدِهِ المُتَقادِمِ",
"وَرَدتُ وَأَعجازُ النُجومِ كَأَنَّها",
"وَقَد غارَ تاليها هَجائِنُ هاجِمِ",
"بِغيدٍ وَأَطلاحٍ كَأَنَّ عُيونَها",
"نِطاقٌ أَظَلَّتها قِلاتُ الجَماجِمِ",
"كَأَنَّ رِحالَ المَيسِ ضَمَّت حِبالُها",
"قَناطِرَ طَيِّ الجَندَلِ المُتَلاجِمِ",
"ِلَيكَ وَلِيَّ الحَقِّ لاقى غُروضَها",
"وَأَحقابَها ِدراجُها بِالمَناسِمِ",
"نَواهِضَ يَحمِلنَ الهُمومَ الَّتي جَفَت",
"بِنا عَن حَشايا المُحصَناتِ الكَرائِمِ",
"لِيَبلُغنَ مِلءَ الرَرضِ نوراً وَرَحمَةً",
"وَعَدلاً وَغَيثَ المُغبِراتِ القَواتِمِ",
"جُعِلتَ لِأَهلِ الرَرضِ أَمناً وَرَحمَةً",
"وَبُرءً لِئاثارِ القُروحِ الكَوالِمِ",
"كَما بَعَثَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً",
"عَلى فَترَةٍ وَالناسُ مِثلَ البَهائِمِ",
"وَرِثتُم قَناةَ المُلكِ غَيرَ كَلالَةٍ",
"عَنِ اِبنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ",
"تَرى التاجَ مَعقوداً عَلَيهِ كَأَنَّهُم",
"نُجومٌ حَوالي بَدرِ مُلكٍ قُماقِمِ",
"عَجِبتُ ِلى الجَحّادِ أَيَّ ِمارَةٍ",
"أَرادَ لِأَن يَزدادَها أَو دَراهِمِ",
"وَكانَ عَلى ما بَينَ عَمّانَ واقِفاً",
"ِلى الصينِ قَد أَلقَوا لَهُ بِالخَزائِمِ",
"فَلَمّا عَتا الجَحّادُ حينَ طَغى بِهِ",
"غِنىً قالَ ِنّي مُرتَقٍ في السَلالِمِ",
"فَكانَ كَما قَلَ اِبنُ نوحٍ سَأَرتَقي",
"ِلى جَبَلٍ مِن خَشيَةِ الماءِ عاصِمِ",
"رَمى اللَهُ في جُثمانِهِ مِثلَ ما رَمى",
"عَنِ القِبلَةِ البَيضاءِ ذاتِ المَحارِمِ",
"جُنوداً تَسوقُ الفيلَ هَتّى أَعادَهَ",
"هَباءً وَكانوا مُطرَخِمّي الطَراخِمِ",
"نُصِرتَ كَنَصرِ البَيتِ ِذ ساقَ فيلَهُ",
"ِلَيهِ عَظيمُ المُشرِكينَ الأَعاجِمِ",
"وَما نُصِرَ الحَجّاجُ ِلّا بِغَيرِهِ",
"عَلى كُلِّ يَومٍ مُستَحَرِّ المَلاحِمِ",
"بِقَومٍ أَبو العاصي أَبوهُم تَوارَثوا",
"خِلافَةَ مَهدِيٍّ وَخَيرِ الخَواتِمِ",
"وَلا رَدَّ مُذ خَطَّ الصَحيفَةَ ناكِثاً",
"كَلاماً وَلا باتَت لَهُ عَينُ نائِمِ",
"وَلا رَجَعوا حَتّى رَأوا في شِمالِهِ",
"كِتاباً لِمَغرورٍ لَدى النارِ نادِمِ",
"أَتاني وَرَحلي بِالمَدينَةِ وَقعَةٌ",
"لِئالِ تَميمٍ أَقعَدَت كُلَّ قائِمِ",
"كَأَنَّ رُؤوسَ الناسِ ِذ سَمِعوا بِها",
"مُدَمَّغَةٌ مِن هازِماتٍ أَمائِمِ",
"فِدىً لِتَميمٍ مِن سُيوفٍ وَفى بِها",
"رِدائي وَجَلَّت عَن وُجوهِ الأَهاتِمِ",
"شَفَينَ حَزازاتِ النُفوسِ وَلَم تَدَع",
"عَلَينا مَقالاً في وَفاءٍ لِلائِمِ",
"أَبَأنا بِهِم قَتلى وَما في دِمائِهِم",
"وَفاءٌ وَهُنَّ الشافِياتُ الحَوائِمِ",
"جَزى اللَهُ قَومي ِذ أَرادَ خِفارَتي",
"قُتَيبَةُ سَعيَ الرَفضَلينَ الأَكارِمِ",
"هُمُ سَمِعوا يَومَ المُحَصسَبِ مِن مِنىً",
"نِدائي ِذِ اِلتَفَّت رِفاقُ المَواسِمِ",
"هُمُ طَلَبوها بِالسُيوفِ وَبِالقَنا",
"وَجُردٍ شَجٍ أَفواهُها بِالشَكائِمِ",
"تُقادُ وَما رُدَّت ِذا ما تَوَهَّسَت",
"ِلى البَأسِ بِالمُستَبسِلينَ الضَراغِمِ",
"كَأَنَّكَ لَم تَسمَع تَميمَن ِذا دَعَت",
"تَميمُن وَلَم تَسمَع بِيَومِ اِبنِ خازِمِ",
"وَقَبلَكَ عَجَّلنا اِبنَ عَجلى حِمامَهُ",
"بِأَسيافِنا يَصدَعنَ هامَ الجَماجِمِ",
"وَما لَقِيَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ وَقعَةً",
"وَلا حَرَّ يَومٍ مِثلَ يَومِ الأَراقِمِ",
"عَشِيَّةَ لاقى اِبنُ الحُبابُ حِسابَهُ",
"بِسِنجارَ أَنضاءَ السُيوفِ الصَوارِمِ",
"نَبَحتَ لِقَيسٍ نَبحَةً لَم تَدَع لَها",
"أُنوفَن وَمَرَّت طَيرُها بِالأَشائِمِ",
"نَدِمتَ عَلى العِصيانِ لَمّا رَأَيتَنا",
"كَأَنّا ذُرى الأَطوادِ ذاتِ المَخارِمِ",
"عَلى طاعَةٍ لَو أَنَّ أَجبالَ طَيِّئٍ",
"عَمَدنَ لَها وَالهَضبَ هَضبَ التَهائِمِ",
"لِيَنقُلنَها لَم يَستَطِعنَ الَّذي رَسا",
"لَها عِندَ عالٍ فَوقَ سَبعينَ دائِمِ",
"وَأَلقَيتَ مِن كَفَّيكَ حَبلَ جَماعَةٍ",
"وَطاعَةَ مَهدِيٍّ خَديدِ النَقائِمِ",
"فَِن تَكُ قَيسٌ في قُتَيبَةَ أُغضِبَت",
"فَلا عَطَسَت ِلّا بِأَجدَعَ راغِمِ",
"وَما كانَ ِلّا باهِلِيّاً مُجَدَّعاً",
"طَغى فَسَقَيناهُ بِكَأسِ اِبنِ خازِمِ",
"لَقَد شَهِدَت قَيسٌ فَما كانَ نَصرُها",
"قُتَيبَةَ ِلّا عَضَّها بِالأَباهِمِ",
"فَِن تَقعُدوا تَقعُد لِئامٌ أَذِلَّةٌ",
"وَِن عُدتُمُ عُدنا بِبيضٍ صَوارِمِ",
"أَتَغضَبُ أَن أُذنا قُتَيبَةَ حُزَّتا",
"جِهارَن وَلَم تَغضَب لِيَومِ اِبنِ خازِمِ",
"وَما مِنهُما ِلّا بَعَثنا بِرَأسِهِ",
"ِلى الشَأمِ فَوقَ الشاحِجاتِ الرَواسِمِ",
"تَذَبذَبُ في المِخلاةِ تَحتَ بُطونِها",
"مُحَذَّفَةَ الرَذنابِ جُلحَ المَقادِمِ",
"سَتَعلَمُ أَيُّ الوَدِيَينِ لَهُ الثَرى",
"قَديمَن وَأَولى بِالبُحورِ الخَضارِمِ",
"أَوادٍ بِهِ صِنُّ الوِبارِ يُسيلُهُ",
"ِذا بالَ فيهِ الوَبرُ فَوقَ الخَراشِمِ",
"كَوادٍ بِهِ البَيتُ العَتيقُ تَمُدُّهُ",
"بُحورٌ طَمَت مِن عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ",
"فَما بَينَ مَن لَم يُعطِ سَمعاً وَطاعَةً",
"وَبَينَ تَميمٍ غَيرُ حَزِّ الحَلاقِمِ",
"وَكانَ لَهُم يَومانِ كانا عَلَيهِمُ",
"كَأَيّامِ عادِن بِالنُحوسِ الرَشائِمِ",
"وَيَومٌ لَهُم مِنّا بِحَومانَةَ اِلتَقَت",
"عَلَيهِم ذُرى حَوماتِ بَحرٍ قُماقِمِ",
"تَخَلّى عَنِ الدُنيا قُتَيبَةُ ِذ رَأى",
"تَميماً عَلَيها البيضُ تَحتَ العَمائِمِ",
"غَداةَ اِضمَحَلَّت قَيسُ عَيلانَ ِذ دَعا",
"كَما يَضمَحِلُّ اللُ فَوقَ المَخارِمِ",
"لِتَمنَعَهُ قَيسٌ وَلا قَيسَ عِندَهُ",
"ِذا ما دَعا أَو يَرتَقي في السَلالِمِ",
"تُحَرِّكُ قَيسٌ في رُؤوسٍ لَئيمَةٍ",
"أُنوفَن وَذاناً لِئامَ المَصالِمِ",
"وَلَمّا رَأَينا المُشرِكينَ يَقودُهُم",
"قُتَيبَةُ زَحفاً في جُموعِ الزَمازِمِ",
"ضَرَبنا بِسَيفٍ في يَمينِكَ لَم نَدَع",
"بِهِ دونَ بابِ الصينِ عَيناً لِظالِمِ",
"بِهِ ضَرَبَ اللَهُ الَّذينَ تَحَزَّبوا",
"بِبَدرٍ عَلى أَعناقِهِم وَالمَعاصِمِ",
"فَِنَّ تَميماً لَم تَكُن أُمُّهُ اِبتَغَت",
"لَهُ صِحَّةً في مَهدِهِ بِالثَمائِمِ",
"كَأَنَّ أَكُفَّ القابِلاتِ لِأُمِّهِ",
"رَمَينَ بِعادِيِّ الأُسودِ الدَراغِمِ",
"تَأَزَّرَ بَينَ القابِلاتِ وَلَم يَكُن",
"لَهُ تَوأَمٌ ِلّا دَهاءٌ لِحازِمِ",
"وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي",
"بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ",
"ِذا هِيَ ماسَت في الحَديدِ وَأَعلَمَت",
"تَميمٌ وَجاشَت كَالبُحورِ الخَضارِمِ",
"فَما الناسُ في جَمعَيهِمُ غَيرُ حِشوَةٍ",
"ِذا خَمَدَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ",
"كَذَبتَ اِبنِ دِمنَ الأَرضِ وَاِبنَ مَراغَها",
"لَلُ تَميمٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ",
"جَلَوا هُمَماً فَوقَ الوُجوهِ وَأَنزَلوا",
"بِعَيلانَ أَيّاماً عِظامَ المَلاحِمِ",
"تُعَيِّرُنا أَيَّمَ قَيسٍ وَلَم نَدَع",
"لِعَيلانَ أَنفاً مُستَقيمَ الخَياشِمِ",
"فَما أَنتَ مِن قَيسٍ فَتَنبَحَ دونَها",
"وَلا مِن تَميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ",
"وَِنَّكَ ِذ تَهجو تَميمَن وَتَرتَشي",
"تَبابينَ قَيسٍ أَو سُحوقَ العَمائِمِ",
"كَمُهريقِ ماءٍ بِالفَلاةِ وَغَرَّهُ",
"سَرابٌ أَثارَتهُ رِياحُ السَمائِمِ",
"بَلى وَأَبيكَ الكَلبِ ِنّي لَعالِمٌ",
"بِهِم فَهُمُ الأَدنَونَ يَومَ التَلاحُمِ",
"فَقَرِّب ِلى أَشياخِنا ِذ دَعَوتَهُم",
"أَباكَ وَدَعدِع بِالجِداءِ التَوائِمِ",
"فَلَو كُنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم",
"وَلَكِن حِمارٌ وَشيُهُ بِالقَوائِمِ",
"مَنَعتُ تَميماً مِنكَ ِنّي أَنا اِبنُها",
"وَراجِلُها المَعروفُ عِندَ المَواسِمِ",
"أَنا اِبنُ تَميمٍ وَالمُحامي وَرائَها",
"ِذا أَسلَمَ الجاني ذِمارَ المَحارِمِ",
"ِذا ما وُجوهُ الناسِ سالَت جِباهُها",
"مِنَ العَرَقِ المَعبوطِ تَحتَ العَمائِمِ",
"أَبي مَن ِذا ما قيلَ مَن أَنتَ مُعتَزٍ",
"ِذا قيلَ مِمَّن قَومُ هَذا المُراجِمِ",
"أَدِرسانَ قَيسٍ لا أَبا لَكَ تَشتَري",
"بِأَعراضِ قَومٍ هُم بُناةِ المَكارِمِ",
"وَما عَلِمَ الرَقوامُ مِثلَ أَسيرِنا",
"أَسيرَن وَلا ِجدافِنا بِالكَواظِمِ",
"ِذا عَجَزَ الأَحياءُ أَن يَحمِلوا دَماً",
"أَناخَ ِلى أَجداثِنا كُلُّ غارِمِ",
"تَرى كُلُّ مَظلومٍ ِلَينا فِرارُهُ",
"وَيَهرُبُ مِنّا جَهدَهُ كُلُّ ظالِمِ",
"أَبَت عامِرٌ أَن يَأخُذوا بِأَسيرِهِم",
"مِئينَ مِنَ الأَسرى لَهُم عِندَ دارِمِ",
"وَقالوا لَهُم زيدوا عَلَيهِم فَِنَّهُم",
"لَغاءٌ وَِن كانوا ثُغامَ اللَهازِمِ",
"رَأَوا حاجِباً أَغلى فِداءً وَقَومَهُ",
"أَحَقَّ بِأَيّامِ العُلى وَالمَكارِمِ",
"فَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم",
"ِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ",
"فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم",
"أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ",
"كَذاكَ سُيُفُ الهِندِ تَنبو ظُباتُها",
"وَيَقطَعنَ أَحياناً مَناطَ التَمائِمِ",
"وَيَومَ جَعَلنا الظِلَّ فيهِ لِعامِرٍ",
"مُصَمَّمَةً تَفأى شُؤونَ الجَماجِمِ",
"فَمِنهُنَّ يَومٌ لِلبَريكَينِ ِذ تَرى",
"بَنو عامِرٍ أَن غانِمٌ كُلُّ سالِمِ",
"وَمِنهُنَّ ِذ أَرخى طُفَيلُ اِبنُ مالِكٍ",
"عَلى قُرزُلٍ رِجلي رَكوضِ الهَزائِمِ",
"وَنَحنُ ضَرَبنا مِن شُتَيرِ اِبنِ خالِدٍ",
"عَلى حَيثُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ",
"وَيَومَ اِبنِ ذي سَيدانَ ِذ فَوَّزَت بِهِ",
"ِلى المَوتِ أَعجازُ الرِماحِ الغَواشِمِ",
"وَنَحنُ ضَرَبنا هامَةَ اِبنِ خُوَيلِدٍ",
"يَزيدَ عَلى أُمِّ الفِراخِ الجَواثِمِ",
"وَنَحنُ قَتَلنا اِبنَي هُتَيمٍ وَأَدرَكَت",
"بُجَيراً بِنا رُكضُ الذُكورِ الصَلادِمِ",
"وَنَحنُ قَسَمنا مِن قُدامَةَ رَأسَهُ",
"بِصَدعٍ عَلى يافوخِهِ مُتَفاقِمِ",
"وَعَمراً أَخا عَوفٍ تَرَكنا بِمُلتَقىً",
"مِنَ الخَيلِ في سامٍ مِنَ النَقعِ قاتِمِ",
"وَنَهنُ تَرَكنا مِن هِلالِ اِبنِ عامِرٍ",
"ثَمانينَ كَهلاً لِلنُسورِ القَشاعِمِ",
"بِدَهنا تَميمٍ حَيثُ سُدَّت عَلَيهِمُ",
"بِمُعتَرَكٍ مِن رَملِها المُتَراكِمِ",
"مُلوكٌ ِذا طَمَّت عَلَيكَ بُحورُها",
"تَطَحطَحتَ في ذِيِّها المُتَصادِمِ",
"ِذا ما وُزِنّا بِالجِبالِ رَأَيتَنا",
"نَميلُ بِأَنضادِ الجِبالِ الأَضاخِمِ",
"تَرانا ِذا صَعَّدتَ عَينَكَ مُشرِفاً",
"عَلَيكَ بِأَطوادٍ طِوالِ المَخارِمِ",
"وَلَو سُؤِلَت مَن كُفأُنا الشَمسُ أَومَأَت",
"ِلى اِبنَي مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ",
"وَكَيفَ تُلاقي دارِماً حَيثُ تَلتَقي",
"ذُراها ِلى حَيثُ النُجومِ التَوائِمِ",
"لَقَد تَرَكَت قَيساً ظُباتُ سُيوفِنا",
"وَأَيدٍ بِأَعجازِ الرِماحِ اللَهاذِمِ",
"وَقائِعَ أَيّامٍ أَرَينَ نِسائَهُم",
"نَهاراً صَغيراتِ النُجومِ العَوائِمِ",
"بِذي نَجَبٍ يَومٌ لِقَيسٍ شَريدُهُ",
"كَثيرُ اليَتامى في ظِلالِ المَتِمِ",
"وَنَحنُ مَنَعنا مِن مَصادٍ رِماحَنا",
"وَكُنّا ِذا يَلقَينَ غَيرَ حَوائِمِ",
"رُدَينِيَّةً صُمَّ الكُعوبِ كَأَنَّها",
"مَصابيحُ في تَركيبِها المُتَلاحِمِ",
"وَنَحنُ جَدَعنا أَنفَ عَيلانَ بِالقَنا",
"وَبِالراسِياتِ البيضِ ذاتِ القَوائِمِ",
"وَلَو أَنَّ قَيساً قَيسَ عَيلانَ أَصبَحَت",
"بِمُستَنِّ أَبوالِ الرُبابِ وَدارِمِ",
"لَكانوا كَأَقذاءٍ طَفَت في غُطامِطٍ",
"مِنَ البَحرِ في ذِيِّها المُتَلاطِمِ",
"فَِنّا أُناسٌ نَشتَري بِدِمائِنا",
"دِيارَ المَنايا رَغبَةً في المَكارِمِ",
"أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ يَومَ تَقايَسوا",
"ِلى المَجدِ بِالمُستَأثِراتِ الجَسائِمِ",
"وَنَحنُ تَرَكنا بِالدَفينَةِ حاضِراً",
"لِئالِ سُلَيمٍ هامُهُم غَيرُ نائِمِ",
"حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ ِلى مِنىً",
"يَقينَ نَهاراً دامِياتِ المَناسِمِ",
"عَلَيهِنَّ شُعثٌ ما اِتَّقوا مِن وَريقَةٍ",
"ِذا ما اِلتَظَت شَهبائُها بِالعَمائِمِ",
"لَتَحتَلِبَن قَيسُ اِبنُ عَيلانَ لَقحَةً",
"صَرىً ثَرَّةً أَخلافُها غَيرَ رائِمِ",
"لَعَمري لَئِن لامَت هَوازِنُ أَمرَها",
"لَقَد أَصبَحَت حَلَّت بِدارِ المَلاوِمِ",
"وَلَولا اِرتِفاعي عَن سُلَيمٍ سَقَيتُها",
"كِئاسَ سِمامٍ مُرَّةً وَعَلاقِمِ",
"فَما أَنتُمُ مِن قَيسِ عَيلانَ في الذُرى",
"وَلا مِن أَثافيها العِظامِ الجَماجِمِ",
"ِذا حُصِّلَت قَيسٌ فَأَنتُم قَليلُها",
"وَأَبعَدُها مِن صُلبِ قَيسٍ لِعالِمِ",
"وَأَنتُم أَذَلُّ قَيسِ عَيلانَ حُبوَةً",
"وَأَعجَزُها عِندَ الأُمورِ العَوارِمِ",
"وَما كانَ هَذا الناسُ حَتّى هَداهُمُ",
"بِنا اللَهُ ِلّا مِثلَ شاءِ البَهائِمِ",
"فَما مِنهُمُ ِلّا يُقادُ بِأَنفِهِ",
"ِلى مَلِكٍ مِن خِندِفٍ بِالخَزائِمِ",
"عَجِبتُ ِلى قَيسٍ وَما قَد تَكَلَّفَت",
"مِنَ الشِقوَةِ الحَمقاءِ ذاتِ النَقائِمِ",
"يَلوذُنَ مِنّي بِالمَراغَةِ وَاِبنِها",
"وَما مِنهُما مِنّي لِقَيسٍ بِعاصِمِ",
"فَيا عَجَبا حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني",
"وَكانَت كُلَيبٌ مَدرَجاً لِلمَشاتِمِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=489745 | الفَرَزدَق | نبذة
:
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.\nشاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.\nيشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.\nوهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.\nلقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=8806 | null | null | null | null | <|meter_13|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تَحِنُّ بِزَوراءِ المَدينَةِ ناقَتي <|vsep|> حَنينَ عَجولٍ تَبتَغِ البَوَّ رائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيا لَيتَ زَوراءَ المَدينَةِ أَصبَحَت <|vsep|> بِأَحفارِ فَلجٍ أَو بِسَيفِ الكَواظِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَم نامَ عَنّي بِالمَدينَةِ لَم يُبَل <|vsep|> ِلَيَّ اِطِّلاعَ النَفسِ دونَ الحَيازِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا جَشَأَت نَفسي أَقولُ لَها اِرجِعي <|vsep|> وَرائِكِ وَاِستَحيِي بَياضَ اللَهازِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّ الَّتي ضَرَّتكَ لَو ذُقتَ طَعمَها <|vsep|> عَلَيكَ مِنَ الأَعباءِ يَومَ التَخاصُمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ <|vsep|> ِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمّا أَبَوا ِلّا الرَحيلَ وَأَعلَقوا <|vsep|> عُرىً في بُرىً مَخشوشَةٍ بِالخَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَراحوا بِجُثماني وَأَمسَكَ قَلبَهُ <|vsep|> حُشاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَواقِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَقولُ لِمَغلوبٍ أَماتَ عِظامَهُ <|vsep|> تَعاقُبُ أَدراجِ النُجومِ العَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا نَحنُ نادَينا أَبى أَن يُجيبُنا <|vsep|> وَِن نَحنُ فَدَّيناهُ غَيرَ الغَماغِمِ </|bsep|> <|bsep|> سَيُدنيكَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ فَاِعتَدِل <|vsep|> تَناقُلُ نَصَّ اليَعمُلاتِ الرَواسِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلَّ مُقَيَّدٍ <|vsep|> يَداهُ وَمُلقي الثِقلِ عَن كُلِّ غارِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِكَفَّينِ بَيضاوَينِ في راحَتَيهِما <|vsep|> حَيا كُلُّ شَيءٍ بِالغُيوثِ السَواجِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِخَيرِ يَدَي مَن كانَ بَعدَ مُحَمَّدٍ <|vsep|> وَجارَيهِ وَالمَظلومِ لِلَّهِ صائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَمّا حَبا وادي القُرى مِن وَرائِنا <|vsep|> وَأَشرَفنَ أَقتارَ الفِجاجِ القَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَوى كُلُّ مُشتاقٍ مِنَ القَومِ رَأسَهُ <|vsep|> بِمُغرَورِقاتٍ كَالشِنانِ الهَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَيقَنَ أَنّا لا نَرُدُّ صُدورَها <|vsep|> وَلَمّا تُواجِهّا جِبالُ الجَراجِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَكُنتُم ظَنَنتُم رِحلَتي تَنثَني بِكُم <|vsep|> وَلَم يَنقُدِ الِدلاجُ طَيَّ العَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَبِئسَ ِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي <|vsep|> يُلاذُ بِهِ في المُعضِلاتِ العَظائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمائِن كَأَنَّ الدِمنَ فَوقَ جَمامِهِ <|vsep|> عِباءٌ كَسَتهُ مِن فُروجِ المَخارِمِ </|bsep|> <|bsep|> رِياحٌ عَلى أَعطانِهِ حَيثُ تَلتَقي <|vsep|> عَفا وَخَلا مِن عَهدِهِ المُتَقادِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَدتُ وَأَعجازُ النُجومِ كَأَنَّها <|vsep|> وَقَد غارَ تاليها هَجائِنُ هاجِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِغيدٍ وَأَطلاحٍ كَأَنَّ عُيونَها <|vsep|> نِطاقٌ أَظَلَّتها قِلاتُ الجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ رِحالَ المَيسِ ضَمَّت حِبالُها <|vsep|> قَناطِرَ طَيِّ الجَندَلِ المُتَلاجِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِلَيكَ وَلِيَّ الحَقِّ لاقى غُروضَها <|vsep|> وَأَحقابَها ِدراجُها بِالمَناسِمِ </|bsep|> <|bsep|> نَواهِضَ يَحمِلنَ الهُمومَ الَّتي جَفَت <|vsep|> بِنا عَن حَشايا المُحصَناتِ الكَرائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لِيَبلُغنَ مِلءَ الرَرضِ نوراً وَرَحمَةً <|vsep|> وَعَدلاً وَغَيثَ المُغبِراتِ القَواتِمِ </|bsep|> <|bsep|> جُعِلتَ لِأَهلِ الرَرضِ أَمناً وَرَحمَةً <|vsep|> وَبُرءً لِئاثارِ القُروحِ الكَوالِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَما بَعَثَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً <|vsep|> عَلى فَترَةٍ وَالناسُ مِثلَ البَهائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَرِثتُم قَناةَ المُلكِ غَيرَ كَلالَةٍ <|vsep|> عَنِ اِبنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَرى التاجَ مَعقوداً عَلَيهِ كَأَنَّهُم <|vsep|> نُجومٌ حَوالي بَدرِ مُلكٍ قُماقِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَجِبتُ ِلى الجَحّادِ أَيَّ ِمارَةٍ <|vsep|> أَرادَ لِأَن يَزدادَها أَو دَراهِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ عَلى ما بَينَ عَمّانَ واقِفاً <|vsep|> ِلى الصينِ قَد أَلقَوا لَهُ بِالخَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَمّا عَتا الجَحّادُ حينَ طَغى بِهِ <|vsep|> غِنىً قالَ ِنّي مُرتَقٍ في السَلالِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَكانَ كَما قَلَ اِبنُ نوحٍ سَأَرتَقي <|vsep|> ِلى جَبَلٍ مِن خَشيَةِ الماءِ عاصِمِ </|bsep|> <|bsep|> رَمى اللَهُ في جُثمانِهِ مِثلَ ما رَمى <|vsep|> عَنِ القِبلَةِ البَيضاءِ ذاتِ المَحارِمِ </|bsep|> <|bsep|> جُنوداً تَسوقُ الفيلَ هَتّى أَعادَهَ <|vsep|> هَباءً وَكانوا مُطرَخِمّي الطَراخِمِ </|bsep|> <|bsep|> نُصِرتَ كَنَصرِ البَيتِ ِذ ساقَ فيلَهُ <|vsep|> ِلَيهِ عَظيمُ المُشرِكينَ الأَعاجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما نُصِرَ الحَجّاجُ ِلّا بِغَيرِهِ <|vsep|> عَلى كُلِّ يَومٍ مُستَحَرِّ المَلاحِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِقَومٍ أَبو العاصي أَبوهُم تَوارَثوا <|vsep|> خِلافَةَ مَهدِيٍّ وَخَيرِ الخَواتِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلا رَدَّ مُذ خَطَّ الصَحيفَةَ ناكِثاً <|vsep|> كَلاماً وَلا باتَت لَهُ عَينُ نائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلا رَجَعوا حَتّى رَأوا في شِمالِهِ <|vsep|> كِتاباً لِمَغرورٍ لَدى النارِ نادِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَتاني وَرَحلي بِالمَدينَةِ وَقعَةٌ <|vsep|> لِئالِ تَميمٍ أَقعَدَت كُلَّ قائِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ رُؤوسَ الناسِ ِذ سَمِعوا بِها <|vsep|> مُدَمَّغَةٌ مِن هازِماتٍ أَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فِدىً لِتَميمٍ مِن سُيوفٍ وَفى بِها <|vsep|> رِدائي وَجَلَّت عَن وُجوهِ الأَهاتِمِ </|bsep|> <|bsep|> شَفَينَ حَزازاتِ النُفوسِ وَلَم تَدَع <|vsep|> عَلَينا مَقالاً في وَفاءٍ لِلائِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبَأنا بِهِم قَتلى وَما في دِمائِهِم <|vsep|> وَفاءٌ وَهُنَّ الشافِياتُ الحَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> جَزى اللَهُ قَومي ِذ أَرادَ خِفارَتي <|vsep|> قُتَيبَةُ سَعيَ الرَفضَلينَ الأَكارِمِ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ سَمِعوا يَومَ المُحَصسَبِ مِن مِنىً <|vsep|> نِدائي ِذِ اِلتَفَّت رِفاقُ المَواسِمِ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ طَلَبوها بِالسُيوفِ وَبِالقَنا <|vsep|> وَجُردٍ شَجٍ أَفواهُها بِالشَكائِمِ </|bsep|> <|bsep|> تُقادُ وَما رُدَّت ِذا ما تَوَهَّسَت <|vsep|> ِلى البَأسِ بِالمُستَبسِلينَ الضَراغِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّكَ لَم تَسمَع تَميمَن ِذا دَعَت <|vsep|> تَميمُن وَلَم تَسمَع بِيَومِ اِبنِ خازِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَبلَكَ عَجَّلنا اِبنَ عَجلى حِمامَهُ <|vsep|> بِأَسيافِنا يَصدَعنَ هامَ الجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما لَقِيَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ وَقعَةً <|vsep|> وَلا حَرَّ يَومٍ مِثلَ يَومِ الأَراقِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَشِيَّةَ لاقى اِبنُ الحُبابُ حِسابَهُ <|vsep|> بِسِنجارَ أَنضاءَ السُيوفِ الصَوارِمِ </|bsep|> <|bsep|> نَبَحتَ لِقَيسٍ نَبحَةً لَم تَدَع لَها <|vsep|> أُنوفَن وَمَرَّت طَيرُها بِالأَشائِمِ </|bsep|> <|bsep|> نَدِمتَ عَلى العِصيانِ لَمّا رَأَيتَنا <|vsep|> كَأَنّا ذُرى الأَطوادِ ذاتِ المَخارِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَلى طاعَةٍ لَو أَنَّ أَجبالَ طَيِّئٍ <|vsep|> عَمَدنَ لَها وَالهَضبَ هَضبَ التَهائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لِيَنقُلنَها لَم يَستَطِعنَ الَّذي رَسا <|vsep|> لَها عِندَ عالٍ فَوقَ سَبعينَ دائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَلقَيتَ مِن كَفَّيكَ حَبلَ جَماعَةٍ <|vsep|> وَطاعَةَ مَهدِيٍّ خَديدِ النَقائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَِن تَكُ قَيسٌ في قُتَيبَةَ أُغضِبَت <|vsep|> فَلا عَطَسَت ِلّا بِأَجدَعَ راغِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما كانَ ِلّا باهِلِيّاً مُجَدَّعاً <|vsep|> طَغى فَسَقَيناهُ بِكَأسِ اِبنِ خازِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَقَد شَهِدَت قَيسٌ فَما كانَ نَصرُها <|vsep|> قُتَيبَةَ ِلّا عَضَّها بِالأَباهِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَِن تَقعُدوا تَقعُد لِئامٌ أَذِلَّةٌ <|vsep|> وَِن عُدتُمُ عُدنا بِبيضٍ صَوارِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَتَغضَبُ أَن أُذنا قُتَيبَةَ حُزَّتا <|vsep|> جِهارَن وَلَم تَغضَب لِيَومِ اِبنِ خازِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما مِنهُما ِلّا بَعَثنا بِرَأسِهِ <|vsep|> ِلى الشَأمِ فَوقَ الشاحِجاتِ الرَواسِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَذَبذَبُ في المِخلاةِ تَحتَ بُطونِها <|vsep|> مُحَذَّفَةَ الرَذنابِ جُلحَ المَقادِمِ </|bsep|> <|bsep|> سَتَعلَمُ أَيُّ الوَدِيَينِ لَهُ الثَرى <|vsep|> قَديمَن وَأَولى بِالبُحورِ الخَضارِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَوادٍ بِهِ صِنُّ الوِبارِ يُسيلُهُ <|vsep|> ِذا بالَ فيهِ الوَبرُ فَوقَ الخَراشِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَوادٍ بِهِ البَيتُ العَتيقُ تَمُدُّهُ <|vsep|> بُحورٌ طَمَت مِن عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما بَينَ مَن لَم يُعطِ سَمعاً وَطاعَةً <|vsep|> وَبَينَ تَميمٍ غَيرُ حَزِّ الحَلاقِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ لَهُم يَومانِ كانا عَلَيهِمُ <|vsep|> كَأَيّامِ عادِن بِالنُحوسِ الرَشائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَومٌ لَهُم مِنّا بِحَومانَةَ اِلتَقَت <|vsep|> عَلَيهِم ذُرى حَوماتِ بَحرٍ قُماقِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَخَلّى عَنِ الدُنيا قُتَيبَةُ ِذ رَأى <|vsep|> تَميماً عَلَيها البيضُ تَحتَ العَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> غَداةَ اِضمَحَلَّت قَيسُ عَيلانَ ِذ دَعا <|vsep|> كَما يَضمَحِلُّ اللُ فَوقَ المَخارِمِ </|bsep|> <|bsep|> لِتَمنَعَهُ قَيسٌ وَلا قَيسَ عِندَهُ <|vsep|> ِذا ما دَعا أَو يَرتَقي في السَلالِمِ </|bsep|> <|bsep|> تُحَرِّكُ قَيسٌ في رُؤوسٍ لَئيمَةٍ <|vsep|> أُنوفَن وَذاناً لِئامَ المَصالِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمّا رَأَينا المُشرِكينَ يَقودُهُم <|vsep|> قُتَيبَةُ زَحفاً في جُموعِ الزَمازِمِ </|bsep|> <|bsep|> ضَرَبنا بِسَيفٍ في يَمينِكَ لَم نَدَع <|vsep|> بِهِ دونَ بابِ الصينِ عَيناً لِظالِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِهِ ضَرَبَ اللَهُ الَّذينَ تَحَزَّبوا <|vsep|> بِبَدرٍ عَلى أَعناقِهِم وَالمَعاصِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَِنَّ تَميماً لَم تَكُن أُمُّهُ اِبتَغَت <|vsep|> لَهُ صِحَّةً في مَهدِهِ بِالثَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّ أَكُفَّ القابِلاتِ لِأُمِّهِ <|vsep|> رَمَينَ بِعادِيِّ الأُسودِ الدَراغِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَأَزَّرَ بَينَ القابِلاتِ وَلَم يَكُن <|vsep|> لَهُ تَوأَمٌ ِلّا دَهاءٌ لِحازِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي <|vsep|> بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا هِيَ ماسَت في الحَديدِ وَأَعلَمَت <|vsep|> تَميمٌ وَجاشَت كَالبُحورِ الخَضارِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما الناسُ في جَمعَيهِمُ غَيرُ حِشوَةٍ <|vsep|> ِذا خَمَدَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَذَبتَ اِبنِ دِمنَ الأَرضِ وَاِبنَ مَراغَها <|vsep|> لَلُ تَميمٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ </|bsep|> <|bsep|> جَلَوا هُمَماً فَوقَ الوُجوهِ وَأَنزَلوا <|vsep|> بِعَيلانَ أَيّاماً عِظامَ المَلاحِمِ </|bsep|> <|bsep|> تُعَيِّرُنا أَيَّمَ قَيسٍ وَلَم نَدَع <|vsep|> لِعَيلانَ أَنفاً مُستَقيمَ الخَياشِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما أَنتَ مِن قَيسٍ فَتَنبَحَ دونَها <|vsep|> وَلا مِن تَميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّكَ ِذ تَهجو تَميمَن وَتَرتَشي <|vsep|> تَبابينَ قَيسٍ أَو سُحوقَ العَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَمُهريقِ ماءٍ بِالفَلاةِ وَغَرَّهُ <|vsep|> سَرابٌ أَثارَتهُ رِياحُ السَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> بَلى وَأَبيكَ الكَلبِ ِنّي لَعالِمٌ <|vsep|> بِهِم فَهُمُ الأَدنَونَ يَومَ التَلاحُمِ </|bsep|> <|bsep|> فَقَرِّب ِلى أَشياخِنا ِذ دَعَوتَهُم <|vsep|> أَباكَ وَدَعدِع بِالجِداءِ التَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلَو كُنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم <|vsep|> وَلَكِن حِمارٌ وَشيُهُ بِالقَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> مَنَعتُ تَميماً مِنكَ ِنّي أَنا اِبنُها <|vsep|> وَراجِلُها المَعروفُ عِندَ المَواسِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَنا اِبنُ تَميمٍ وَالمُحامي وَرائَها <|vsep|> ِذا أَسلَمَ الجاني ذِمارَ المَحارِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا ما وُجوهُ الناسِ سالَت جِباهُها <|vsep|> مِنَ العَرَقِ المَعبوطِ تَحتَ العَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبي مَن ِذا ما قيلَ مَن أَنتَ مُعتَزٍ <|vsep|> ِذا قيلَ مِمَّن قَومُ هَذا المُراجِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَدِرسانَ قَيسٍ لا أَبا لَكَ تَشتَري <|vsep|> بِأَعراضِ قَومٍ هُم بُناةِ المَكارِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما عَلِمَ الرَقوامُ مِثلَ أَسيرِنا <|vsep|> أَسيرَن وَلا ِجدافِنا بِالكَواظِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا عَجَزَ الأَحياءُ أَن يَحمِلوا دَماً <|vsep|> أَناخَ ِلى أَجداثِنا كُلُّ غارِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَرى كُلُّ مَظلومٍ ِلَينا فِرارُهُ <|vsep|> وَيَهرُبُ مِنّا جَهدَهُ كُلُّ ظالِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَبَت عامِرٌ أَن يَأخُذوا بِأَسيرِهِم <|vsep|> مِئينَ مِنَ الأَسرى لَهُم عِندَ دارِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقالوا لَهُم زيدوا عَلَيهِم فَِنَّهُم <|vsep|> لَغاءٌ وَِن كانوا ثُغامَ اللَهازِمِ </|bsep|> <|bsep|> رَأَوا حاجِباً أَغلى فِداءً وَقَومَهُ <|vsep|> أَحَقَّ بِأَيّامِ العُلى وَالمَكارِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم <|vsep|> ِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم <|vsep|> أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ </|bsep|> <|bsep|> كَذاكَ سُيُفُ الهِندِ تَنبو ظُباتُها <|vsep|> وَيَقطَعنَ أَحياناً مَناطَ التَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَومَ جَعَلنا الظِلَّ فيهِ لِعامِرٍ <|vsep|> مُصَمَّمَةً تَفأى شُؤونَ الجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَمِنهُنَّ يَومٌ لِلبَريكَينِ ِذ تَرى <|vsep|> بَنو عامِرٍ أَن غانِمٌ كُلُّ سالِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِنهُنَّ ِذ أَرخى طُفَيلُ اِبنُ مالِكٍ <|vsep|> عَلى قُرزُلٍ رِجلي رَكوضِ الهَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ ضَرَبنا مِن شُتَيرِ اِبنِ خالِدٍ <|vsep|> عَلى حَيثُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَومَ اِبنِ ذي سَيدانَ ِذ فَوَّزَت بِهِ <|vsep|> ِلى المَوتِ أَعجازُ الرِماحِ الغَواشِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ ضَرَبنا هامَةَ اِبنِ خُوَيلِدٍ <|vsep|> يَزيدَ عَلى أُمِّ الفِراخِ الجَواثِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ قَتَلنا اِبنَي هُتَيمٍ وَأَدرَكَت <|vsep|> بُجَيراً بِنا رُكضُ الذُكورِ الصَلادِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ قَسَمنا مِن قُدامَةَ رَأسَهُ <|vsep|> بِصَدعٍ عَلى يافوخِهِ مُتَفاقِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَمراً أَخا عَوفٍ تَرَكنا بِمُلتَقىً <|vsep|> مِنَ الخَيلِ في سامٍ مِنَ النَقعِ قاتِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَهنُ تَرَكنا مِن هِلالِ اِبنِ عامِرٍ <|vsep|> ثَمانينَ كَهلاً لِلنُسورِ القَشاعِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِدَهنا تَميمٍ حَيثُ سُدَّت عَلَيهِمُ <|vsep|> بِمُعتَرَكٍ مِن رَملِها المُتَراكِمِ </|bsep|> <|bsep|> مُلوكٌ ِذا طَمَّت عَلَيكَ بُحورُها <|vsep|> تَطَحطَحتَ في ذِيِّها المُتَصادِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا ما وُزِنّا بِالجِبالِ رَأَيتَنا <|vsep|> نَميلُ بِأَنضادِ الجِبالِ الأَضاخِمِ </|bsep|> <|bsep|> تَرانا ِذا صَعَّدتَ عَينَكَ مُشرِفاً <|vsep|> عَلَيكَ بِأَطوادٍ طِوالِ المَخارِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو سُؤِلَت مَن كُفأُنا الشَمسُ أَومَأَت <|vsep|> ِلى اِبنَي مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ تُلاقي دارِماً حَيثُ تَلتَقي <|vsep|> ذُراها ِلى حَيثُ النُجومِ التَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَقَد تَرَكَت قَيساً ظُباتُ سُيوفِنا <|vsep|> وَأَيدٍ بِأَعجازِ الرِماحِ اللَهاذِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَقائِعَ أَيّامٍ أَرَينَ نِسائَهُم <|vsep|> نَهاراً صَغيراتِ النُجومِ العَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> بِذي نَجَبٍ يَومٌ لِقَيسٍ شَريدُهُ <|vsep|> كَثيرُ اليَتامى في ظِلالِ المَتِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ مَنَعنا مِن مَصادٍ رِماحَنا <|vsep|> وَكُنّا ِذا يَلقَينَ غَيرَ حَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> رُدَينِيَّةً صُمَّ الكُعوبِ كَأَنَّها <|vsep|> مَصابيحُ في تَركيبِها المُتَلاحِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ جَدَعنا أَنفَ عَيلانَ بِالقَنا <|vsep|> وَبِالراسِياتِ البيضِ ذاتِ القَوائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو أَنَّ قَيساً قَيسَ عَيلانَ أَصبَحَت <|vsep|> بِمُستَنِّ أَبوالِ الرُبابِ وَدارِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَكانوا كَأَقذاءٍ طَفَت في غُطامِطٍ <|vsep|> مِنَ البَحرِ في ذِيِّها المُتَلاطِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَِنّا أُناسٌ نَشتَري بِدِمائِنا <|vsep|> دِيارَ المَنايا رَغبَةً في المَكارِمِ </|bsep|> <|bsep|> أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ يَومَ تَقايَسوا <|vsep|> ِلى المَجدِ بِالمُستَأثِراتِ الجَسائِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَنَحنُ تَرَكنا بِالدَفينَةِ حاضِراً <|vsep|> لِئالِ سُلَيمٍ هامُهُم غَيرُ نائِمِ </|bsep|> <|bsep|> حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ ِلى مِنىً <|vsep|> يَقينَ نَهاراً دامِياتِ المَناسِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَلَيهِنَّ شُعثٌ ما اِتَّقوا مِن وَريقَةٍ <|vsep|> ِذا ما اِلتَظَت شَهبائُها بِالعَمائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَتَحتَلِبَن قَيسُ اِبنُ عَيلانَ لَقحَةً <|vsep|> صَرىً ثَرَّةً أَخلافُها غَيرَ رائِمِ </|bsep|> <|bsep|> لَعَمري لَئِن لامَت هَوازِنُ أَمرَها <|vsep|> لَقَد أَصبَحَت حَلَّت بِدارِ المَلاوِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَولا اِرتِفاعي عَن سُلَيمٍ سَقَيتُها <|vsep|> كِئاسَ سِمامٍ مُرَّةً وَعَلاقِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما أَنتُمُ مِن قَيسِ عَيلانَ في الذُرى <|vsep|> وَلا مِن أَثافيها العِظامِ الجَماجِمِ </|bsep|> <|bsep|> ِذا حُصِّلَت قَيسٌ فَأَنتُم قَليلُها <|vsep|> وَأَبعَدُها مِن صُلبِ قَيسٍ لِعالِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَنتُم أَذَلُّ قَيسِ عَيلانَ حُبوَةً <|vsep|> وَأَعجَزُها عِندَ الأُمورِ العَوارِمِ </|bsep|> <|bsep|> وَما كانَ هَذا الناسُ حَتّى هَداهُمُ <|vsep|> بِنا اللَهُ ِلّا مِثلَ شاءِ البَهائِمِ </|bsep|> <|bsep|> فَما مِنهُمُ ِلّا يُقادُ بِأَنفِهِ <|vsep|> ِلى مَلِكٍ مِن خِندِفٍ بِالخَزائِمِ </|bsep|> <|bsep|> عَجِبتُ ِلى قَيسٍ وَما قَد تَكَلَّفَت <|vsep|> مِنَ الشِقوَةِ الحَمقاءِ ذاتِ النَقائِمِ </|bsep|> <|bsep|> يَلوذُنَ مِنّي بِالمَراغَةِ وَاِبنِها <|vsep|> وَما مِنهُما مِنّي لِقَيسٍ بِعاصِمِ </|bsep|> </|psep|> |
هجرت فعطف الغصن لم يتأود | 5الطويل
| [
"هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ",
"بِنَجْدٍ وَخَدُّ الوَرْدِ لَمْ يِتَوَرَّدِ",
"وَلاَ الْتَفَتَتْ فِي الأَرْضِ مُقْلَةُ نَرْجِسٍ",
"وَلاَ اكْتَحَلَتْ مِنْ فَيْئَتَيْهِ بَِثْمِدِ",
"وَلاَ ابْتَسَمَتْ لِلزَّهْرِ فِيهِ مَبَاسِمٌ",
"لَهَا شَنَبٌ مِنْ طَلِّهَا المُتَزَيِّدِ",
"وَلاَ جُرَّ ذَيْلُ السِ فِي مَلْعَبِ الصّبَا",
"عَلَى شِبْهِ دُرٍّ بَيْنَ شِبْهِ زَبْرَجَدِ",
"وَلاَ زُرَّ جَيْبُ الغَيْمِ فَوْقَ حَدِيقَةٍ",
"تَضُوعُ الشَّذَا النَّدِّيَ مِنْ تُرْبِهَا النَدِي",
"وَلاَ انْفَضَّ مَجْرَى النَّهْرِ عَنْ ذَوْبِ فِضَّةٍ",
"تُمَوِّهُهَا كَفُّ الأَصِيلِ بِعَسْجَدِ",
"عَسَى زَوْرَةٌ يَا سَاكِنَ الجَزْعِ ِنَّ لِي",
"ِلَى الجَزْعِ أَشْوَاقاً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي",
"وَلِي زَفْرَةٌ لَوْلاَ دَوَامُ الْتِظَائِهَا",
"لَقُلْتُ وَمِيضُ الْبَرْقِ لِلْمُتَوَقِّدِ",
"وَطَائِرُ قَلْبٍ لاصْطِبَارِي مُغَرِّبٌ",
"بِطَائِرِ غُصْنٍ لاصْطِبَاحِي مُغَرِّدِ",
"وَلَفْحُ غَرَامٍ فِي صَفَاءِ مَدَامِعٍ",
"كَمَا انْطَبَعَتْ شَمْسٌ بِحَدٍّ مُهَنَّدِ",
"نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى العُذَيْبَ وَنَاهِداً",
"تَصِيخُ أَمَامَ الْحَيِّ لِلْمُتَنَهِّدِ",
"لَيَالِيَ جَاذَبْتُ الشَّبَابَ أَرَاكَةً",
"تظِلُّ مَنَ اللَّذَاتِ أَعْذَبَ مَوْرِدِ",
"وَِذْ أَنَا فِي نُعْمٍ أُطِيلُ صَبَابَتِي",
"وَأَعْصِي عَذُولي في الهَوَى وَمُفَنِّدِي",
"وَكَمْ لَيْلَةٍ حَلَّيْتُ عَاطِلَ جِيدِهَا",
"بِدُرَّيْنِ مِنْ شَعْرٍ وَثَغْرٍ مُنَضَّدِ",
"وَفِي كَبِدِ الظَّلْمَاءِ قَدْحٌ يَفُتُّهَا",
"بِنَارَيْنِ مِنْ شَمْعٍ وَمِنْ وَجْدٍ مُكْمَدِ",
"ِلَى أَنْ شَدَتْ وُرْقُ الحَمَامِ فَنَبَّهَتْ",
"بِمَا أَسْمَعَتْ مِنْ شَدْوِهَا كُلَّ مُنْشِدِ",
"وَمَالَتْ كُؤُوسُ الشُّهْبِ حَتَّى حَسِبْتُهَا",
"مُسَائِلَةً عَنْ خَمْرِهَا الْمُتَبَرِّدِ",
"تَجُولُ بِهَا وُرْقُ الحَمَامِ كَأَنَّهَا",
"جَوَارِحُ ذِي هَزْلٍ وَأَفْكَارُ ذِي جِدِّ",
"أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي عَنْ لَيَالٍ بِحَاجِزٍ",
"سَقَى عَهْدَهَا مَا سَحَّتِ السُّحْبُ مِنْ عَهْدِ",
"لَيَالٍ يَكَادُ الأُفْقُ يَرْعُفُ أَنْفُهُ",
"بِمِسْكِ دُجَاهَا أَوْ بِمَا شَبَّ مِنْ نَدِّ",
"وَِيهٍ عَلَى الشَّمْلِ الجَمِيعِ وَجِيرَةٍ",
"لَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ صِدْقِ حُبِّي وَمِنْ وُدِّي",
"تَوَلَّوْا عِشَاءً بِالخِيَامِ وَخَلَّفُوا",
"مَوَاقِدَهَا فِي القَلْبِ مِنِّيَّ وَالْكَبْدِ",
"وَقَالُوا خِيَاماً مَا تَرَى قُلْتُ بَلْ أَرَى",
"كَمَائِمَ رَوْضٍ لَيْتَ أَزْهَارَهَا عِنْدِي",
"وَلِلَّهِ سَيْرِي وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا",
"مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ",
"وَقَدْ سُلَّ سَيْفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى",
"فَلَم تَتَّخِذْ غَيْرَ الغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ",
"وَمَاسَتْ قُدُودُ القُضْبِ فِي حُلَلِ الصَّبَا",
"وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَّلِّ فِي أوْجُهِ الوَرْدِ",
"فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى القُرْبِ حَسْرَةً",
"فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ",
"وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ اليَأْسُ فِي الهَوَى",
"مَأخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ",
"وَلَيْسَ يَفُوتُ الْعَبْدَ أَمْرٌ مُغَيَّبٌ",
"ِذَا كَانَ ذَاكَ الأَمْرُ قُدِّرَ لِلْعَبْدِ",
"وَمَا ثَمَّ ِلاَّ اللَّهُ هَادٍ وَنَاصِرٌ",
"وَنْ تَكُ قَدْ أَحْبَبْتَ نَّكَ لاَ تَهْدِي",
"بِنَفْسِيَ رَكْبٌ أَسْكَرَتْهُمْ يَدُ السُّرَى",
"بِخَمْرَيْنِ مِنْ حُبٍّ قَدِيمٍ وَمِنْ جَهْدِ",
"صَوَادِعُ أَكْبَادِ الفَلاَةِ بِأَيْنُقٍ",
"تَرَاخَتْ بُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ",
"وَلانَتْ ظُهُوراً حِينَ مَدَّتْ رِقَابَهَا",
"فَكَانَتْ حُرُوفَ اللِّينِ لاَشَكَّ وَالْمَدِّ",
"وَلَمْ أَنْسَهُمْ لَمَّا تَهَاوَوْا وَعَرَّسُوا",
"كَسِرْبِ القَطَا حَامَتْ عَلَى مَوْرِدٍ ثَمْدِ",
"وَمَا جَدَّدُوا لِلْقَلْبِ شَوْقاً وَِنَّمَا",
"أَكَبُّوا يُطِيرُونَ الشَّرَارَ عَنِ الزَّنْدِ",
"وَمِمَّا شَجَانِي وَالشَّجَا يَبْعَثُ الشَّجَا",
"نَسِيمٌ عَلِيلٌ كَادَ يَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ",
"وَأَرَّقَنِي مِنْ جَانِبِ الرَّمْلِ سَاجِعٌ",
"طَرُوبٌ ِذَا هَزَّتْ صَباً أعْطُفَ الرَّنْدِ",
"طَوَيْتُ لَهُ قَلْبِي عَلَى الشَّوْقِ ضَلَّةً",
"وَمَا خِلْتُ أَنَّ الشَّوْقَ مِنْ قَبْلِهِ يُعْدِي",
"وَقَدْ كَانَ عُطْلاً جِيدُ كُلِّ غَرَارَةٍ",
"فَلَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ المَدَامِعِ مِنْ عِقْدِ",
"رَعَى اللَّهُ فِي أَكْنَافِ طِيبَة رَوْضَةً",
"وَحَيَّا بِذَيَّاكَ الحِمَى سَاكِنَ اللَّحْدِ",
"نَبِيٌ قَؤُولُ الصِّدْقِ يُرْشِدُ لِلْهُدَى",
"رَسُولٌ صَدُوقُ القَوْلِ يَهْدِي ِلَى الرُّشْدِ",
"صَرِيحٌ نَمَتْهُ الْغُرُّ مِنْ لِ هَاشِمٍ",
"وَأَحْمَدَهُ نَيْلَ العُلاَ شَيْبَةُ الْحَمْدِ",
"وَقَدْ أَنْجَبَتْهُ أَزْهُرُ الْمَجْدِ أَزْهَراً",
"كَرِيماً كَرِيمَ الخَالِ وَالأَبِ وَالجَدِّ",
"لِمَوْلِدِهِ نِيرَانُ فَارِسَ أُخْمِدَتْ",
"فَعُطِّلَ مِنْهَا كُلُّ أَفْيَحَ مُسْوَدِّ",
"وَغَاضَتْ مِيَاهُ النَّهْرِ حَتَّى لَقَدْ شَكَا",
"بِحَرٍّ كَمَا تَشْكُو المَوَاقِدُ مِنْ بَرْدِ",
"وَِيوَانُ كِسْرَى وَهْوَ ذَاكَ وَمُلْكُهُ",
"كِلاَ الشَّامِخَيْنِ اسْتَشْعَرَا الِذْنَ بِالحَدِّ",
"وَلِلْجِنِّ طَرْدٌ عَنْ مَقَاعِدِ سَمْعِهَا",
"بِكُلِّ شِهَابٍ لاَ يَمَلُّ مِنَ الطَّرْدِ",
"وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ الَّذِي كَانَ قَدْ حَكَى",
"سِوَارَ لُجَيْنٍ مُسْتدِيراً عَلَى زَنْدِ",
"وَسَالَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ",
"تَكَادُ تُرَوِّي باطِنَ الحَجَرِ الصَّلْدِ",
"وَعُكَّاشَةٌ أَعْطَاهُ غُصْناً فَعَادَ ِذْ",
"تَنَاوَلَهُ سَيْفاً صَقِيلاً مِنَ الهِنْدِ",
"وَأَضْفَتْ عَلَيْهِ الظِّلُّ كُلَّ غَمَامَةٍ",
"تُنِيرُ لِمُسْتَجْلٍ وَتَسْخُو لِمُسْتَجْدِ",
"وَعَيْنُ أَبِي السِّبْطَيْنِ بِالتَّفْلِ قَدْ شَفَى",
"وَكَانَ لَهَا التَّبرِيحُ فِي الأَعْيُنِ الرُّمْدِ",
"وَلَمَّا دَعَا بِالْغَيْثِ لَبَّاهُ مُتْحِفاً",
"بِنَوْرٍ وَنُورٍ ذَاكَ يُهْدَى وَذَا يَهْدِي",
"وَكَانَ لَهُ مِنْ مُعْجِزَاتٍ سَوَاطِعٍ",
"تَجِلُّ عَنِ الحَصْرِ المُوَاصَلِ وَالعَدِّ",
"وَأَعْظَمُهَا القُرْنُ لاَ شَكَّ ِنَّهُ",
"لَبَاقٍ مُحِيلُ الشَّكِّ وَالقَوْلِ بِالْجَحْدِ",
"تَحَدَّى بِهِ أَهْلَ الفَصَاحَةِ مَعْجِزاً",
"فَمَا كَانَ جَهْلاً كُفْرُهُمْ بَلْ عَلَى عَمْدِ",
"رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَعَ رَحْمَةً",
"وَأَنْجَحَ قَصْدَ المُبْتَغَى أَحْسَنَ الْقَصْدِ",
"وََدَمُ بَيْنَ الطِّينِ وَالمَاءِ كَان قَدْ",
"أُقِيمَ نَبِياً جَلَّ فِي الفَضْلِ عَنْ نِدِّ",
"وَأَيُّ شَفِيعٍ لِلْكُرُوبِ مُفرِّجٍ",
"ِذَا قِيلَ يَوْمَ الحَشْرِ يَا أَزْمَةُ اشْتَدِّي",
"وَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ امْرُؤٌ كَانَ بِاسْمِهِ",
"مُسَمًّى وَلَكِنْ دَارُهُ جَنَّةُ الْخُلْدِ",
"كَمِثْلِ أَمِيرِ المُسْلِمِينَ مُحَمَّدٍ",
"أَجَلِّ بِني نَصْرٍ وَخَيْرِ بَنِي سَعْدِ",
"ِمَامٌ أَطَاعَ الشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَمْرَهُ",
"وَلَيْسَ لأَمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ",
"وَعَمَّ الوَرَى دَفْعاً وَنَفْعاً كِلَيْهِمَا",
"فَلَيْلُ الرَّدَى يُخْفِي وَصْبْحُ الهُدَى يُبْدِي",
"وَمَهْمَا تَلَى أَوْ يَتْلُوَ فِي الحَرْبِ قِرْنُهُ",
"فَيَاتُهُ وَالدِّرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ",
"مُزِيرُ بَنِي الهَيْجَاءِ كُلَّ كَتِيبَةٍ",
"تُضَلِّلُ كَيْدَ القَادِرِينَ عَلَى حَرْدِ",
"وَأَرْعَنَ كَالبَحْرِ الخِضَمِّ تَخُوضُهُ",
"سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ",
"حَقِيقَةَ مَعْنَى الْفَتْكِ عَرَّفَ سَيْفُهُ",
"وَلاَ غَرْو لِلتَّعْرِيفِ ِنْ صَحَّ بِالحَدِّ",
"وَلَمْ يُلْهِهِ نَهْدٌ عَلَى الصَّدْرِ عِنْدَمَا",
"تَحَمَّلَ مِنْهُ الطِّرْفُ صَدْرَاً عَلَى نَهْدِ",
"لَهُ الهَضْبَةُ الشَّمَاءُ فِي لِ يَعْرُبٍ",
"وَبُحْبُوحَةُ المَجْدِ الْمُؤَثِّلِ فِي الأزْدِ",
"مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ البِهَالِيلِ أَخْفَرُوا",
"بِأَسْيَافِهِمْ مَا كَانَ لِلدِّرْعِ مَنْ عَهْدِ",
"كِرَامُ بَنِي زَيْدِ بْنِ كَهْلاَنَ قَادَةٌ",
"طَوَالَعُ أَنْجَادِ الأَصَالَةِ وَالْمَجْدِ",
"غَدَتْ وَرْدَةً مِثْلَ الدِّهَانِ هِضَابُهُمْ",
"لِكَثْرَةِ شَبِّ النَّارِ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ",
"فَهُمْ مَا هُمُ وَالسُّمْرُ تُشْرَعُ فِي الوَغَى",
"صُدُوراً بِهَا مَا بِالصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ",
"وَهُمْ مَا هُمْ وَالْمَحْلُ فِي الأُفْقِ ضَارِبٌ",
"بِأَرْوَاقِهِ فِي أَوْجُهِ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ",
"ذُؤَابَةُ مَجْدٍ مِنْ سُلاَلَةِ خَزْرَجٍ",
"بَنُو الْحَسَبِ الوَضَّاحِ وَالشَّرَفِ الْعَدِّ",
"لَهُمْ خَلَفٌ أَلْفَوْهُ فِي الْخُبْرِ مِثْلَهُمْ",
"وَلاَ غَرْوَ فَالأَشْبَالُ فِي الخُبْرِ كَالأُسْدِ",
"وَِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَخَيرُ مَنْ",
"يَدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ في الحَلِّ وَالْعَقْدِ",
"وَأَرْعَفَ أَنْفَ الصُّبْحِ كَثْرَةُ شَمِّهِ",
"لِمِسْكِ الدُّجَى حَتَّى رَمَى الْمِسْكَ مِنْ يَدِ",
"وَقَدْ هَمَلَتْ وُطْفُ السَّحَابِ كَأَنَّهَا",
"مَدَامِعُ عَيْنِي أَوْ نَوَالُ مُحَمَّدِ",
"سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالمَلِكُ الَّذِي",
"لَهُ شَادَتِ الأَنْصَارُ أَشْرَفَ مَحْتَدِ",
"ِمَامُ الهُدَى الْمَنْصُورُ والبَطَلُ الَّذِي",
"بِهِ الأُسْدُ أُسْدُ الغَابِ فِي الوَثْبِ تَقْتَدي",
"سَلِيلُ أَبِي الحجَّاجِ أَكْرَم مُسْعِفٍ",
"بِأَكْرَمِ مَا يُرْجَى وَأَعْظَم مُسْعِدِ",
"مِنَ الرَّاكِضِينَ الخَيْلَ تَزْحَفُ لِلْوَغَى",
"سِرَاعاً كَأَمْثَالِ النَّعَامِ المُشَرَّدِ",
"صَوَاهِلَ غُرًّا لَمْ تَزَلْ مُنْذُ مُجِّدَتْ",
"تُنَقِّبُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُمَجَّدِ",
"ذُؤَابَةُ مَجْدٍ فِي الصَّرِيِح تَأَثَّلُوا",
"فُرُوعَ المَعَالِي بَيْنَ مَثْنَى وَمَوْحِدِ",
"سَرَاةُ بَنِي كَهْلاَنَ قَرَّتْ كُهُولُهُمْ",
"وَشُبَّانُهُمْ وَالشِّيْبُ في خَيْرِ مصْعَدِ",
"هُمُ القَوْمُ أَمَّا مَنْ حَصُوْا فَهْوُ غَالِبٌ",
"عِدَاهُ وَأَمَّا مَنْ هَدَوْا فَهْوَ مُهْتَدِي",
"وَهُمْ مَا هُمُ وَالْخَيْلُ تَرْدَى كَأَنَّهَا",
"سَفَائِنُ فِي بَحْرٍ مِنَ النَّقْعِ مُزْبِدِ",
"أَمِيرٌ حَوَى المُلْكَ الرَّفِيعَ وَدُونَهُ",
"مَقَامٌ لَهُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ بِمَرْصِدِ",
"فَبَأْسٌ كَلَفْحِ الْبَرْقِ فِي قَلْبِ مُعْتَصٍ",
"وَجُودٌ كَسَفْحِ الْغَيْثِ فِي كَفِّ مُجْتَدِ",
"وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ السّيوفَ بِضَارِبٍ",
"وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الرِّمَاحَ بِمُقْصِدِ",
"حَيَاةٌ لِمَظْلُومٍ وَمَوْتٌ لِظَالِمٍ",
"وَبُشْرَى لِمُعْتَدٍّ وَوَيْلٌ لِمُعْتَدِ",
"يَلَذُّ نَدَاهُ بَعْدَ ِرْهَابِ بَأْسِهِ",
"كَمَا لَذَّ نَوْمٌ بَعْدَ طُولِ تَسَهُّدِ",
"وَتَرْضَى رِمَاحُ الْخَطِّ حَطْمَ قُدُودِهَا",
"ِذَا هَزَّهَا لِلطَّعْنِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ",
"وَيَحْسُنُ فِي سَمْعِ الْحُسَامِ ضِرَابُهُ",
"كَمَا تَحْسُنُ الأَمْدَاحُ فِي سَمْعِ سَيِّدِ",
"نَمَاهُ لِنَصْرِ الدِّينِ نَصْرٌ وَقدْ حَوَى",
"عَنِ الْجَدِّ سَعْدٍ أَيَّ سَعْدٍ مُجَدَّدِ",
"لَكَ اللَّهُ مَا أَزْكَى مَنَاقِبَكَ الَّتِي",
"تَبَوَّأْتَ مِنْهَا فِي الْجَنَابِ الْمُمَهَّدِ",
"وَمَا الْفَضْلُ ِلاَّ مَا حَوَيْتَ وَِنَّهُ",
"لَعَنْ أَمْجَدٍ سَامِي الْعَلاَءِ فَأَمْجَدِ",
"صَدَعْتَ بِشَمْسِ الْعَدْلِ فِي مَشْرِقِ الْهُدَى",
"وَأَرْشَدْتَ مِنَّا لِلتُّقَى كُلَّ مرْشِدِ",
"وَقُمْتَ بِأَمْرٍ كَانَ فَرْضاً عَلَيْكَ أَنْ",
"تَقُومَ بِهِ رُحْمَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ",
"وَأَذْهَبْتَ عَنَّا فِتْنَةً جَاهِلِيَّةً",
"لَهَا فِي حَشَى السْلاَمِ أَيُّ تَوَقُّدِ",
"وَقَدْ كُنْتَ أَوْحَشْتَ الْبِلاَدَ وَأَهْلَهَا",
"وَأَذْكَرْتَ حُسْنَ الْعَهْدِ فِي كُلِّ مَعْهَدِ",
"وَأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا لِبُعْدِكَ وَاغْتَدَتْ",
"مُرَدِّدَةً ذِكْرَ الْحَنِينِ الْمُرَدَّدِ",
"ِلَى أَنْ أَرَانَا اللَّهُ غُرَّتَكَ الَّتِي",
"جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالِعِ أَسْعُدِ",
"وَكُنْتَ كَمِثْلِ الرُّوحِ عَادَ لِجِسْمِهِ",
"وَكَالنَّوْمِ وَافَى الْعَيْنَ بَعْدَ تَسَهُّدِ",
"هَنِيئاً لِهَذَا الْقُطْرِ مَقْدَمكَ الَّذِي",
"بِهِ نِلْتُ مَالِي وَبُلِّغْتُ مَقْصِدِي",
"وَبُشْرَى الْوَرَى طُرّاً بِبَيْعَتِكَ الَّتِي",
"غَدَتْ رِفْقَ مُولٍ لِلْجَمِيلِ وَمُشْهِدِ",
"هَنِيئاً لِهَذَا الدِّينِ بَيْعَتكَ الَّتِي",
"جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالَعِ أَسْعُدِ",
"وَخَصَّتْكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ",
"فَمَا شِئْتَ مِنْ غَيْبٍ كَرِيمٍ وَمَشْهَدِ",
"وَقَدْ رُعْتَ دِينَ الْكُفْرِ مِنْكَ بِعَزْمَةٍ",
"سَتُودِعُ أَلْحَادَ الرَّدَى كُلَّ مُلْحِدِ",
"وَجُدْتَ بِمَا جَمَّعْت لاَ الْجُودُ مُوكِسٌ",
"وَمَا النَّيْلُ بَعْدَ العَوْدِ يَوْماً بِمُبْعَدِ",
"وَما أَصْلَحَ الْعَلْيَاءَ وَالْمَجْدَ مُصْلِحٌ",
"لأَمْوَالِهِ يَوْمَ النَّدَى غَيْرُ مُفْسِدِ",
"أَقُولُ لِحَادِي الْعِيسِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ",
"بِأَكْوَارِهَا فِي كُلِّ قَفْرٍ وَفَدْفَدِ",
"وَقَدْ أَجْهَدَتْ عُوجَ الرِّكَابِ لِبَانَةٌ",
"ثَنَتْ كُلَّ صَبْرٍ دُونَهَا وَتَجَلُّدِ",
"وَرَاءَكَ عَنْ كُلِّ الْمُلوكِ وَعُجْ بِهَا",
"لأحْمَدِ مَلْكٍ سَاسَ أُمَّةَ أَحْمَدِ",
"وَأَمِّلْ أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ مُحَمَّداً",
"تَجِدْ خَيْرَ مَأْمُولٍ وَأَكْرَمَ مُنْجِدِ",
"أَمَوْلاَيَ حُبِّي مَا عَلِمْتَ وَِنَّهُ",
"لأَكْرَمُ حُبٍّ بِالْخُلُوصِ مُؤَكَّدِ",
"وَأَمَّا مَدِيحِي فِي عُلاَكَ فَأَوْحَدٌ",
"يُقَدِّمُهُ صِدْقُ الرَّجَاءِ لأَوْحَدِ",
"فَعُدْ لِي بِمَا عَوَّدْتَ قَبْلُ مُوَاصِلاً",
"رِضَاكَ وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ",
"وَدَعْ عَنْكَ مَا قَالَ الْعدُوُّ فَِنَّهُ",
"بِفَاسٍ أَتَى بِالزُّورِ فِعْلَ تَعَمُّدِ",
"وَتَضْيِيعِ أَوْقَاتٍ بِمَا لاَ أَعُدُّهُ",
"لِيَوْمِ مَعَادِي وَالمَقَالِ الْمُرَدَّدِ",
"ضَلِلْتُ عَلَى عِلْمٍ وَلَوْ كُنْتُ جَاهِلاً",
"لَمَا قُلْتُ ِنِّي لَسْتُ كَالْمُتَعَمِّدِ",
"فَكُنْ لِي أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التُّقَى",
"مُعِيناً وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ",
"وَجُدْ لِلَّتِي يُنْمَى لِمِثْلِكَ مِثْلُهَا",
"صَنِيعَةَ مَوْلىً لِلْجَمِيِل مُعَوِّدِ",
"بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ فِي خَيْرِ دَوْلَةٍ",
"يُقَصِّرُ عَنْهَا الْيَوْمُ فِي النَّصْرِ عَنْ غَدِ",
"وَلاَ زِلْتَ فِي غَزْوٍ وَفَتْحٍ مُوَاصَلٍ",
"وَسَعْدٍ وَِسْعَادٍ وَمُلْكٍ مُشَيَّدِ",
"رَمَانِي بِدَاءِ وَهْوَ وَاللَّهِ دَاؤُهُ",
"وَِنْ يُسْأَلِ الحَقُّ الَّذِي بَانَ يَشْهَدِ",
"وَكُلُّ الَّذِي زَكَّاهُ فِي الغَرْبِ حَاسِدٌ",
"مَتَى نِلْتُ خَيْراً مِنْكَ مَوْلاَيَ يَكْمَدِ",
"وَِنِّي لَرَاجٍ أَنْ يَخِيبَ احْتِيَالُهُمْ",
"فَعَادَةُ رَبِّي أَنْ يُخَيِّبَ حُسَّدِي",
"وَمَا لِيَ فِي غَيْرِ الْعِبَادَةِ مَقْصِدٌ",
"وَأَنْتَ أَيَا مَوْلاَيَ تُنْجِحُ مَقْصِدِي",
"وَقَدْ حَدَّثَتْنِي النَّفْسُ أَنَّكَ مُسْعِفِي",
"بِتَبْليغِ مَالِي وَأَنَّكَ مُسْعِدِي",
"نَدِمْتُ وَعَادَ الْهَزْلُ جِداً وَِنَّنِي",
"لأُشْفِقُ مِنْ ذَنْبِي وَمَا كَسِبَتْ يَدِي",
"فَلَهْفِي عَلَى عُمْرٍ تَقَضَّى سَفَاهَةً",
"بِتَذْكَارِ عَهْدٍ لِلْحَبِيبِ وَمَعْهَدِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=603232 | ابن الحاج النميري | نبذة
:
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.\nأديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.\nله شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب). | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10995 | null | null | null | null | <|meter_13|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ <|vsep|> بِنَجْدٍ وَخَدُّ الوَرْدِ لَمْ يِتَوَرَّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ الْتَفَتَتْ فِي الأَرْضِ مُقْلَةُ نَرْجِسٍ <|vsep|> وَلاَ اكْتَحَلَتْ مِنْ فَيْئَتَيْهِ بَِثْمِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ ابْتَسَمَتْ لِلزَّهْرِ فِيهِ مَبَاسِمٌ <|vsep|> لَهَا شَنَبٌ مِنْ طَلِّهَا المُتَزَيِّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ جُرَّ ذَيْلُ السِ فِي مَلْعَبِ الصّبَا <|vsep|> عَلَى شِبْهِ دُرٍّ بَيْنَ شِبْهِ زَبْرَجَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ زُرَّ جَيْبُ الغَيْمِ فَوْقَ حَدِيقَةٍ <|vsep|> تَضُوعُ الشَّذَا النَّدِّيَ مِنْ تُرْبِهَا النَدِي </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ انْفَضَّ مَجْرَى النَّهْرِ عَنْ ذَوْبِ فِضَّةٍ <|vsep|> تُمَوِّهُهَا كَفُّ الأَصِيلِ بِعَسْجَدِ </|bsep|> <|bsep|> عَسَى زَوْرَةٌ يَا سَاكِنَ الجَزْعِ ِنَّ لِي <|vsep|> ِلَى الجَزْعِ أَشْوَاقاً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي </|bsep|> <|bsep|> وَلِي زَفْرَةٌ لَوْلاَ دَوَامُ الْتِظَائِهَا <|vsep|> لَقُلْتُ وَمِيضُ الْبَرْقِ لِلْمُتَوَقِّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَطَائِرُ قَلْبٍ لاصْطِبَارِي مُغَرِّبٌ <|vsep|> بِطَائِرِ غُصْنٍ لاصْطِبَاحِي مُغَرِّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَفْحُ غَرَامٍ فِي صَفَاءِ مَدَامِعٍ <|vsep|> كَمَا انْطَبَعَتْ شَمْسٌ بِحَدٍّ مُهَنَّدِ </|bsep|> <|bsep|> نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى العُذَيْبَ وَنَاهِداً <|vsep|> تَصِيخُ أَمَامَ الْحَيِّ لِلْمُتَنَهِّدِ </|bsep|> <|bsep|> لَيَالِيَ جَاذَبْتُ الشَّبَابَ أَرَاكَةً <|vsep|> تظِلُّ مَنَ اللَّذَاتِ أَعْذَبَ مَوْرِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَِذْ أَنَا فِي نُعْمٍ أُطِيلُ صَبَابَتِي <|vsep|> وَأَعْصِي عَذُولي في الهَوَى وَمُفَنِّدِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَمْ لَيْلَةٍ حَلَّيْتُ عَاطِلَ جِيدِهَا <|vsep|> بِدُرَّيْنِ مِنْ شَعْرٍ وَثَغْرٍ مُنَضَّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَفِي كَبِدِ الظَّلْمَاءِ قَدْحٌ يَفُتُّهَا <|vsep|> بِنَارَيْنِ مِنْ شَمْعٍ وَمِنْ وَجْدٍ مُكْمَدِ </|bsep|> <|bsep|> ِلَى أَنْ شَدَتْ وُرْقُ الحَمَامِ فَنَبَّهَتْ <|vsep|> بِمَا أَسْمَعَتْ مِنْ شَدْوِهَا كُلَّ مُنْشِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَالَتْ كُؤُوسُ الشُّهْبِ حَتَّى حَسِبْتُهَا <|vsep|> مُسَائِلَةً عَنْ خَمْرِهَا الْمُتَبَرِّدِ </|bsep|> <|bsep|> تَجُولُ بِهَا وُرْقُ الحَمَامِ كَأَنَّهَا <|vsep|> جَوَارِحُ ذِي هَزْلٍ وَأَفْكَارُ ذِي جِدِّ </|bsep|> <|bsep|> أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي عَنْ لَيَالٍ بِحَاجِزٍ <|vsep|> سَقَى عَهْدَهَا مَا سَحَّتِ السُّحْبُ مِنْ عَهْدِ </|bsep|> <|bsep|> لَيَالٍ يَكَادُ الأُفْقُ يَرْعُفُ أَنْفُهُ <|vsep|> بِمِسْكِ دُجَاهَا أَوْ بِمَا شَبَّ مِنْ نَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَِيهٍ عَلَى الشَّمْلِ الجَمِيعِ وَجِيرَةٍ <|vsep|> لَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ صِدْقِ حُبِّي وَمِنْ وُدِّي </|bsep|> <|bsep|> تَوَلَّوْا عِشَاءً بِالخِيَامِ وَخَلَّفُوا <|vsep|> مَوَاقِدَهَا فِي القَلْبِ مِنِّيَّ وَالْكَبْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَالُوا خِيَاماً مَا تَرَى قُلْتُ بَلْ أَرَى <|vsep|> كَمَائِمَ رَوْضٍ لَيْتَ أَزْهَارَهَا عِنْدِي </|bsep|> <|bsep|> وَلِلَّهِ سَيْرِي وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا <|vsep|> مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ سُلَّ سَيْفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى <|vsep|> فَلَم تَتَّخِذْ غَيْرَ الغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَاسَتْ قُدُودُ القُضْبِ فِي حُلَلِ الصَّبَا <|vsep|> وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَّلِّ فِي أوْجُهِ الوَرْدِ </|bsep|> <|bsep|> فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى القُرْبِ حَسْرَةً <|vsep|> فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ اليَأْسُ فِي الهَوَى <|vsep|> مَأخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَلَيْسَ يَفُوتُ الْعَبْدَ أَمْرٌ مُغَيَّبٌ <|vsep|> ِذَا كَانَ ذَاكَ الأَمْرُ قُدِّرَ لِلْعَبْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَا ثَمَّ ِلاَّ اللَّهُ هَادٍ وَنَاصِرٌ <|vsep|> وَنْ تَكُ قَدْ أَحْبَبْتَ نَّكَ لاَ تَهْدِي </|bsep|> <|bsep|> بِنَفْسِيَ رَكْبٌ أَسْكَرَتْهُمْ يَدُ السُّرَى <|vsep|> بِخَمْرَيْنِ مِنْ حُبٍّ قَدِيمٍ وَمِنْ جَهْدِ </|bsep|> <|bsep|> صَوَادِعُ أَكْبَادِ الفَلاَةِ بِأَيْنُقٍ <|vsep|> تَرَاخَتْ بُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلانَتْ ظُهُوراً حِينَ مَدَّتْ رِقَابَهَا <|vsep|> فَكَانَتْ حُرُوفَ اللِّينِ لاَشَكَّ وَالْمَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمْ أَنْسَهُمْ لَمَّا تَهَاوَوْا وَعَرَّسُوا <|vsep|> كَسِرْبِ القَطَا حَامَتْ عَلَى مَوْرِدٍ ثَمْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَا جَدَّدُوا لِلْقَلْبِ شَوْقاً وَِنَّمَا <|vsep|> أَكَبُّوا يُطِيرُونَ الشَّرَارَ عَنِ الزَّنْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمِمَّا شَجَانِي وَالشَّجَا يَبْعَثُ الشَّجَا <|vsep|> نَسِيمٌ عَلِيلٌ كَادَ يَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَرَّقَنِي مِنْ جَانِبِ الرَّمْلِ سَاجِعٌ <|vsep|> طَرُوبٌ ِذَا هَزَّتْ صَباً أعْطُفَ الرَّنْدِ </|bsep|> <|bsep|> طَوَيْتُ لَهُ قَلْبِي عَلَى الشَّوْقِ ضَلَّةً <|vsep|> وَمَا خِلْتُ أَنَّ الشَّوْقَ مِنْ قَبْلِهِ يُعْدِي </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ كَانَ عُطْلاً جِيدُ كُلِّ غَرَارَةٍ <|vsep|> فَلَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ المَدَامِعِ مِنْ عِقْدِ </|bsep|> <|bsep|> رَعَى اللَّهُ فِي أَكْنَافِ طِيبَة رَوْضَةً <|vsep|> وَحَيَّا بِذَيَّاكَ الحِمَى سَاكِنَ اللَّحْدِ </|bsep|> <|bsep|> نَبِيٌ قَؤُولُ الصِّدْقِ يُرْشِدُ لِلْهُدَى <|vsep|> رَسُولٌ صَدُوقُ القَوْلِ يَهْدِي ِلَى الرُّشْدِ </|bsep|> <|bsep|> صَرِيحٌ نَمَتْهُ الْغُرُّ مِنْ لِ هَاشِمٍ <|vsep|> وَأَحْمَدَهُ نَيْلَ العُلاَ شَيْبَةُ الْحَمْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ أَنْجَبَتْهُ أَزْهُرُ الْمَجْدِ أَزْهَراً <|vsep|> كَرِيماً كَرِيمَ الخَالِ وَالأَبِ وَالجَدِّ </|bsep|> <|bsep|> لِمَوْلِدِهِ نِيرَانُ فَارِسَ أُخْمِدَتْ <|vsep|> فَعُطِّلَ مِنْهَا كُلُّ أَفْيَحَ مُسْوَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَغَاضَتْ مِيَاهُ النَّهْرِ حَتَّى لَقَدْ شَكَا <|vsep|> بِحَرٍّ كَمَا تَشْكُو المَوَاقِدُ مِنْ بَرْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَِيوَانُ كِسْرَى وَهْوَ ذَاكَ وَمُلْكُهُ <|vsep|> كِلاَ الشَّامِخَيْنِ اسْتَشْعَرَا الِذْنَ بِالحَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَلِلْجِنِّ طَرْدٌ عَنْ مَقَاعِدِ سَمْعِهَا <|vsep|> بِكُلِّ شِهَابٍ لاَ يَمَلُّ مِنَ الطَّرْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ الَّذِي كَانَ قَدْ حَكَى <|vsep|> سِوَارَ لُجَيْنٍ مُسْتدِيراً عَلَى زَنْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَسَالَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ <|vsep|> تَكَادُ تُرَوِّي باطِنَ الحَجَرِ الصَّلْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَعُكَّاشَةٌ أَعْطَاهُ غُصْناً فَعَادَ ِذْ <|vsep|> تَنَاوَلَهُ سَيْفاً صَقِيلاً مِنَ الهِنْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَضْفَتْ عَلَيْهِ الظِّلُّ كُلَّ غَمَامَةٍ <|vsep|> تُنِيرُ لِمُسْتَجْلٍ وَتَسْخُو لِمُسْتَجْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَعَيْنُ أَبِي السِّبْطَيْنِ بِالتَّفْلِ قَدْ شَفَى <|vsep|> وَكَانَ لَهَا التَّبرِيحُ فِي الأَعْيُنِ الرُّمْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمَّا دَعَا بِالْغَيْثِ لَبَّاهُ مُتْحِفاً <|vsep|> بِنَوْرٍ وَنُورٍ ذَاكَ يُهْدَى وَذَا يَهْدِي </|bsep|> <|bsep|> وَكَانَ لَهُ مِنْ مُعْجِزَاتٍ سَوَاطِعٍ <|vsep|> تَجِلُّ عَنِ الحَصْرِ المُوَاصَلِ وَالعَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَأَعْظَمُهَا القُرْنُ لاَ شَكَّ ِنَّهُ <|vsep|> لَبَاقٍ مُحِيلُ الشَّكِّ وَالقَوْلِ بِالْجَحْدِ </|bsep|> <|bsep|> تَحَدَّى بِهِ أَهْلَ الفَصَاحَةِ مَعْجِزاً <|vsep|> فَمَا كَانَ جَهْلاً كُفْرُهُمْ بَلْ عَلَى عَمْدِ </|bsep|> <|bsep|> رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَعَ رَحْمَةً <|vsep|> وَأَنْجَحَ قَصْدَ المُبْتَغَى أَحْسَنَ الْقَصْدِ </|bsep|> <|bsep|> وََدَمُ بَيْنَ الطِّينِ وَالمَاءِ كَان قَدْ <|vsep|> أُقِيمَ نَبِياً جَلَّ فِي الفَضْلِ عَنْ نِدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَأَيُّ شَفِيعٍ لِلْكُرُوبِ مُفرِّجٍ <|vsep|> ِذَا قِيلَ يَوْمَ الحَشْرِ يَا أَزْمَةُ اشْتَدِّي </|bsep|> <|bsep|> وَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ امْرُؤٌ كَانَ بِاسْمِهِ <|vsep|> مُسَمًّى وَلَكِنْ دَارُهُ جَنَّةُ الْخُلْدِ </|bsep|> <|bsep|> كَمِثْلِ أَمِيرِ المُسْلِمِينَ مُحَمَّدٍ <|vsep|> أَجَلِّ بِني نَصْرٍ وَخَيْرِ بَنِي سَعْدِ </|bsep|> <|bsep|> ِمَامٌ أَطَاعَ الشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَمْرَهُ <|vsep|> وَلَيْسَ لأَمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَعَمَّ الوَرَى دَفْعاً وَنَفْعاً كِلَيْهِمَا <|vsep|> فَلَيْلُ الرَّدَى يُخْفِي وَصْبْحُ الهُدَى يُبْدِي </|bsep|> <|bsep|> وَمَهْمَا تَلَى أَوْ يَتْلُوَ فِي الحَرْبِ قِرْنُهُ <|vsep|> فَيَاتُهُ وَالدِّرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ </|bsep|> <|bsep|> مُزِيرُ بَنِي الهَيْجَاءِ كُلَّ كَتِيبَةٍ <|vsep|> تُضَلِّلُ كَيْدَ القَادِرِينَ عَلَى حَرْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَرْعَنَ كَالبَحْرِ الخِضَمِّ تَخُوضُهُ <|vsep|> سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ </|bsep|> <|bsep|> حَقِيقَةَ مَعْنَى الْفَتْكِ عَرَّفَ سَيْفُهُ <|vsep|> وَلاَ غَرْو لِلتَّعْرِيفِ ِنْ صَحَّ بِالحَدِّ </|bsep|> <|bsep|> وَلَمْ يُلْهِهِ نَهْدٌ عَلَى الصَّدْرِ عِنْدَمَا <|vsep|> تَحَمَّلَ مِنْهُ الطِّرْفُ صَدْرَاً عَلَى نَهْدِ </|bsep|> <|bsep|> لَهُ الهَضْبَةُ الشَّمَاءُ فِي لِ يَعْرُبٍ <|vsep|> وَبُحْبُوحَةُ المَجْدِ الْمُؤَثِّلِ فِي الأزْدِ </|bsep|> <|bsep|> مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ البِهَالِيلِ أَخْفَرُوا <|vsep|> بِأَسْيَافِهِمْ مَا كَانَ لِلدِّرْعِ مَنْ عَهْدِ </|bsep|> <|bsep|> كِرَامُ بَنِي زَيْدِ بْنِ كَهْلاَنَ قَادَةٌ <|vsep|> طَوَالَعُ أَنْجَادِ الأَصَالَةِ وَالْمَجْدِ </|bsep|> <|bsep|> غَدَتْ وَرْدَةً مِثْلَ الدِّهَانِ هِضَابُهُمْ <|vsep|> لِكَثْرَةِ شَبِّ النَّارِ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ </|bsep|> <|bsep|> فَهُمْ مَا هُمُ وَالسُّمْرُ تُشْرَعُ فِي الوَغَى <|vsep|> صُدُوراً بِهَا مَا بِالصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَهُمْ مَا هُمْ وَالْمَحْلُ فِي الأُفْقِ ضَارِبٌ <|vsep|> بِأَرْوَاقِهِ فِي أَوْجُهِ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ </|bsep|> <|bsep|> ذُؤَابَةُ مَجْدٍ مِنْ سُلاَلَةِ خَزْرَجٍ <|vsep|> بَنُو الْحَسَبِ الوَضَّاحِ وَالشَّرَفِ الْعَدِّ </|bsep|> <|bsep|> لَهُمْ خَلَفٌ أَلْفَوْهُ فِي الْخُبْرِ مِثْلَهُمْ <|vsep|> وَلاَ غَرْوَ فَالأَشْبَالُ فِي الخُبْرِ كَالأُسْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَخَيرُ مَنْ <|vsep|> يَدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ في الحَلِّ وَالْعَقْدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَرْعَفَ أَنْفَ الصُّبْحِ كَثْرَةُ شَمِّهِ <|vsep|> لِمِسْكِ الدُّجَى حَتَّى رَمَى الْمِسْكَ مِنْ يَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ هَمَلَتْ وُطْفُ السَّحَابِ كَأَنَّهَا <|vsep|> مَدَامِعُ عَيْنِي أَوْ نَوَالُ مُحَمَّدِ </|bsep|> <|bsep|> سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالمَلِكُ الَّذِي <|vsep|> لَهُ شَادَتِ الأَنْصَارُ أَشْرَفَ مَحْتَدِ </|bsep|> <|bsep|> ِمَامُ الهُدَى الْمَنْصُورُ والبَطَلُ الَّذِي <|vsep|> بِهِ الأُسْدُ أُسْدُ الغَابِ فِي الوَثْبِ تَقْتَدي </|bsep|> <|bsep|> سَلِيلُ أَبِي الحجَّاجِ أَكْرَم مُسْعِفٍ <|vsep|> بِأَكْرَمِ مَا يُرْجَى وَأَعْظَم مُسْعِدِ </|bsep|> <|bsep|> مِنَ الرَّاكِضِينَ الخَيْلَ تَزْحَفُ لِلْوَغَى <|vsep|> سِرَاعاً كَأَمْثَالِ النَّعَامِ المُشَرَّدِ </|bsep|> <|bsep|> صَوَاهِلَ غُرًّا لَمْ تَزَلْ مُنْذُ مُجِّدَتْ <|vsep|> تُنَقِّبُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُمَجَّدِ </|bsep|> <|bsep|> ذُؤَابَةُ مَجْدٍ فِي الصَّرِيِح تَأَثَّلُوا <|vsep|> فُرُوعَ المَعَالِي بَيْنَ مَثْنَى وَمَوْحِدِ </|bsep|> <|bsep|> سَرَاةُ بَنِي كَهْلاَنَ قَرَّتْ كُهُولُهُمْ <|vsep|> وَشُبَّانُهُمْ وَالشِّيْبُ في خَيْرِ مصْعَدِ </|bsep|> <|bsep|> هُمُ القَوْمُ أَمَّا مَنْ حَصُوْا فَهْوُ غَالِبٌ <|vsep|> عِدَاهُ وَأَمَّا مَنْ هَدَوْا فَهْوَ مُهْتَدِي </|bsep|> <|bsep|> وَهُمْ مَا هُمُ وَالْخَيْلُ تَرْدَى كَأَنَّهَا <|vsep|> سَفَائِنُ فِي بَحْرٍ مِنَ النَّقْعِ مُزْبِدِ </|bsep|> <|bsep|> أَمِيرٌ حَوَى المُلْكَ الرَّفِيعَ وَدُونَهُ <|vsep|> مَقَامٌ لَهُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ بِمَرْصِدِ </|bsep|> <|bsep|> فَبَأْسٌ كَلَفْحِ الْبَرْقِ فِي قَلْبِ مُعْتَصٍ <|vsep|> وَجُودٌ كَسَفْحِ الْغَيْثِ فِي كَفِّ مُجْتَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ السّيوفَ بِضَارِبٍ <|vsep|> وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الرِّمَاحَ بِمُقْصِدِ </|bsep|> <|bsep|> حَيَاةٌ لِمَظْلُومٍ وَمَوْتٌ لِظَالِمٍ <|vsep|> وَبُشْرَى لِمُعْتَدٍّ وَوَيْلٌ لِمُعْتَدِ </|bsep|> <|bsep|> يَلَذُّ نَدَاهُ بَعْدَ ِرْهَابِ بَأْسِهِ <|vsep|> كَمَا لَذَّ نَوْمٌ بَعْدَ طُولِ تَسَهُّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَرْضَى رِمَاحُ الْخَطِّ حَطْمَ قُدُودِهَا <|vsep|> ِذَا هَزَّهَا لِلطَّعْنِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَيَحْسُنُ فِي سَمْعِ الْحُسَامِ ضِرَابُهُ <|vsep|> كَمَا تَحْسُنُ الأَمْدَاحُ فِي سَمْعِ سَيِّدِ </|bsep|> <|bsep|> نَمَاهُ لِنَصْرِ الدِّينِ نَصْرٌ وَقدْ حَوَى <|vsep|> عَنِ الْجَدِّ سَعْدٍ أَيَّ سَعْدٍ مُجَدَّدِ </|bsep|> <|bsep|> لَكَ اللَّهُ مَا أَزْكَى مَنَاقِبَكَ الَّتِي <|vsep|> تَبَوَّأْتَ مِنْهَا فِي الْجَنَابِ الْمُمَهَّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَمَا الْفَضْلُ ِلاَّ مَا حَوَيْتَ وَِنَّهُ <|vsep|> لَعَنْ أَمْجَدٍ سَامِي الْعَلاَءِ فَأَمْجَدِ </|bsep|> <|bsep|> صَدَعْتَ بِشَمْسِ الْعَدْلِ فِي مَشْرِقِ الْهُدَى <|vsep|> وَأَرْشَدْتَ مِنَّا لِلتُّقَى كُلَّ مرْشِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقُمْتَ بِأَمْرٍ كَانَ فَرْضاً عَلَيْكَ أَنْ <|vsep|> تَقُومَ بِهِ رُحْمَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَذْهَبْتَ عَنَّا فِتْنَةً جَاهِلِيَّةً <|vsep|> لَهَا فِي حَشَى السْلاَمِ أَيُّ تَوَقُّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ كُنْتَ أَوْحَشْتَ الْبِلاَدَ وَأَهْلَهَا <|vsep|> وَأَذْكَرْتَ حُسْنَ الْعَهْدِ فِي كُلِّ مَعْهَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا لِبُعْدِكَ وَاغْتَدَتْ <|vsep|> مُرَدِّدَةً ذِكْرَ الْحَنِينِ الْمُرَدَّدِ </|bsep|> <|bsep|> ِلَى أَنْ أَرَانَا اللَّهُ غُرَّتَكَ الَّتِي <|vsep|> جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالِعِ أَسْعُدِ </|bsep|> <|bsep|> وَكُنْتَ كَمِثْلِ الرُّوحِ عَادَ لِجِسْمِهِ <|vsep|> وَكَالنَّوْمِ وَافَى الْعَيْنَ بَعْدَ تَسَهُّدِ </|bsep|> <|bsep|> هَنِيئاً لِهَذَا الْقُطْرِ مَقْدَمكَ الَّذِي <|vsep|> بِهِ نِلْتُ مَالِي وَبُلِّغْتُ مَقْصِدِي </|bsep|> <|bsep|> وَبُشْرَى الْوَرَى طُرّاً بِبَيْعَتِكَ الَّتِي <|vsep|> غَدَتْ رِفْقَ مُولٍ لِلْجَمِيلِ وَمُشْهِدِ </|bsep|> <|bsep|> هَنِيئاً لِهَذَا الدِّينِ بَيْعَتكَ الَّتِي <|vsep|> جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالَعِ أَسْعُدِ </|bsep|> <|bsep|> وَخَصَّتْكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ <|vsep|> فَمَا شِئْتَ مِنْ غَيْبٍ كَرِيمٍ وَمَشْهَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ رُعْتَ دِينَ الْكُفْرِ مِنْكَ بِعَزْمَةٍ <|vsep|> سَتُودِعُ أَلْحَادَ الرَّدَى كُلَّ مُلْحِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَجُدْتَ بِمَا جَمَّعْت لاَ الْجُودُ مُوكِسٌ <|vsep|> وَمَا النَّيْلُ بَعْدَ العَوْدِ يَوْماً بِمُبْعَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَما أَصْلَحَ الْعَلْيَاءَ وَالْمَجْدَ مُصْلِحٌ <|vsep|> لأَمْوَالِهِ يَوْمَ النَّدَى غَيْرُ مُفْسِدِ </|bsep|> <|bsep|> أَقُولُ لِحَادِي الْعِيسِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ <|vsep|> بِأَكْوَارِهَا فِي كُلِّ قَفْرٍ وَفَدْفَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ أَجْهَدَتْ عُوجَ الرِّكَابِ لِبَانَةٌ <|vsep|> ثَنَتْ كُلَّ صَبْرٍ دُونَهَا وَتَجَلُّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَرَاءَكَ عَنْ كُلِّ الْمُلوكِ وَعُجْ بِهَا <|vsep|> لأحْمَدِ مَلْكٍ سَاسَ أُمَّةَ أَحْمَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمِّلْ أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ مُحَمَّداً <|vsep|> تَجِدْ خَيْرَ مَأْمُولٍ وَأَكْرَمَ مُنْجِدِ </|bsep|> <|bsep|> أَمَوْلاَيَ حُبِّي مَا عَلِمْتَ وَِنَّهُ <|vsep|> لأَكْرَمُ حُبٍّ بِالْخُلُوصِ مُؤَكَّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَمَّا مَدِيحِي فِي عُلاَكَ فَأَوْحَدٌ <|vsep|> يُقَدِّمُهُ صِدْقُ الرَّجَاءِ لأَوْحَدِ </|bsep|> <|bsep|> فَعُدْ لِي بِمَا عَوَّدْتَ قَبْلُ مُوَاصِلاً <|vsep|> رِضَاكَ وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَدَعْ عَنْكَ مَا قَالَ الْعدُوُّ فَِنَّهُ <|vsep|> بِفَاسٍ أَتَى بِالزُّورِ فِعْلَ تَعَمُّدِ </|bsep|> <|bsep|> وَتَضْيِيعِ أَوْقَاتٍ بِمَا لاَ أَعُدُّهُ <|vsep|> لِيَوْمِ مَعَادِي وَالمَقَالِ الْمُرَدَّدِ </|bsep|> <|bsep|> ضَلِلْتُ عَلَى عِلْمٍ وَلَوْ كُنْتُ جَاهِلاً <|vsep|> لَمَا قُلْتُ ِنِّي لَسْتُ كَالْمُتَعَمِّدِ </|bsep|> <|bsep|> فَكُنْ لِي أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التُّقَى <|vsep|> مُعِيناً وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَجُدْ لِلَّتِي يُنْمَى لِمِثْلِكَ مِثْلُهَا <|vsep|> صَنِيعَةَ مَوْلىً لِلْجَمِيِل مُعَوِّدِ </|bsep|> <|bsep|> بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ فِي خَيْرِ دَوْلَةٍ <|vsep|> يُقَصِّرُ عَنْهَا الْيَوْمُ فِي النَّصْرِ عَنْ غَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلاَ زِلْتَ فِي غَزْوٍ وَفَتْحٍ مُوَاصَلٍ <|vsep|> وَسَعْدٍ وَِسْعَادٍ وَمُلْكٍ مُشَيَّدِ </|bsep|> <|bsep|> رَمَانِي بِدَاءِ وَهْوَ وَاللَّهِ دَاؤُهُ <|vsep|> وَِنْ يُسْأَلِ الحَقُّ الَّذِي بَانَ يَشْهَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَكُلُّ الَّذِي زَكَّاهُ فِي الغَرْبِ حَاسِدٌ <|vsep|> مَتَى نِلْتُ خَيْراً مِنْكَ مَوْلاَيَ يَكْمَدِ </|bsep|> <|bsep|> وَِنِّي لَرَاجٍ أَنْ يَخِيبَ احْتِيَالُهُمْ <|vsep|> فَعَادَةُ رَبِّي أَنْ يُخَيِّبَ حُسَّدِي </|bsep|> <|bsep|> وَمَا لِيَ فِي غَيْرِ الْعِبَادَةِ مَقْصِدٌ <|vsep|> وَأَنْتَ أَيَا مَوْلاَيَ تُنْجِحُ مَقْصِدِي </|bsep|> <|bsep|> وَقَدْ حَدَّثَتْنِي النَّفْسُ أَنَّكَ مُسْعِفِي <|vsep|> بِتَبْليغِ مَالِي وَأَنَّكَ مُسْعِدِي </|bsep|> <|bsep|> نَدِمْتُ وَعَادَ الْهَزْلُ جِداً وَِنَّنِي <|vsep|> لأُشْفِقُ مِنْ ذَنْبِي وَمَا كَسِبَتْ يَدِي </|bsep|> </|psep|> |
سرى في دجى من شعره فحكا البدرا | 5الطويل
| [
"سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا",
"وأَبدَى لنا من ثَغرِه الأَنجُمَ الزُّهرا",
"وحَيا بكأسٍ فعلُها فعل جَفنهِ",
"غَلِطتُ ومَن للخمر أَن تُشبِهَ السِّحرا",
"بِعَينكَ عَطَّلَّ هذه الكأس واسقنا",
"بعينيك ما يغتالُ ألبابَنا سُكرا",
"أدر حمرةَ الأَلحاظِ فيها لأنَها",
"بتأثيرها في العقل من أختها أَدرى",
"لَحَى اللَهُ عُذالي عليك فنما",
"تَزَيَّدتَ لما زاد عَذلُهُمُ ِغرا",
"أَيطمَعُ في صَبري العذولُ ونَّ مَن",
"يصاحب قلباً في الهوى يَعرف الصَبرا",
"أبنُّك ما ألقاه من لاعجِ الجَوَى",
"ون كان واشي السُّقمِ لم يُبقِ لي سِرَّا",
"عَذَرتُ فُؤَادي حين ضاقَت جوانحي",
"عليهِ وقد أوسَعتُهُ بالجَفَا ذُعرَا",
"وبتُّ وطَرفي فيك باكٍ مُسَهَّدٌ",
"فلا دَمعتي تَرفَا ولا مُقلَتي تَكرَا",
"وعندي بهذا الدهر شُغلٌ عن الهوى",
"ون كنت لا أختارُ أن أَعتبَ الدهَرا",
"متى لُمتُهُ أغراهُ لَومي بِعفلِهِ",
"وتُتشدُ مالي لعل له عُذرا",
"ولن يُعدمَ الِعدامُ من كَنزُهُ المُنَى",
"ولن يَختشى الأيامَ من يَرتجى الصَّدرا",
"أرانا بحُسنِ العَفو منه عواطفاً",
"تُؤَمِّنُنَا من بأسِهِ البَطشَةَ الكُبرَى",
"مكارمُ أخلاقٍ لو أنَّ زماننا",
"تعلَّمها ما ساءنا قَطُّ بل سَرَّا",
"ولم يَرضَ يوماً للمسئ ذا أسا",
"مقابلةً لكنه يرتضى الجبرَا",
"ولن تَستطيعَ السُّحبُ تَحكى بنانَه",
"وكيف تُبارى ديمةٌ أَبحُراً عَشرَا",
"ذا هزَّ فوق الطَّرسِ منه أناملا",
"تأمَّل بحارَ الجود تُبدى لك الدُّرَّا",
"ون نَظَم الشِّعرَ البديعَ سَمعتَ من",
"بَديهَته ما يَبهَرُ العَقلَ والفكرَا",
"ولو تعقلُ الوُرقُ السَّواجِعُ سَجعَهُ",
"لَراحَت وقد أزرى بها منه ما أزرى",
"ون ذكر التاريخَ يوما بُمقتَضَى",
"بلاغته حَلَّى الزمانَ الذي مَرَّا",
"أيا ابنَ عليٍ أنت فاضلُ عصرنا",
"ونك أن تُدعَى بفاضله أحرى",
"وأنتَ الذي ما زال للقَصدِ قبلَةً",
"ونائلُه شَفعاً وسُؤدَدُهُ وترَا",
"ومَغناه للراجي مجَنّاً وجُنَّةً",
"فها نحن فيها لا نجوع ولا نَعرَا",
"تَهُنَّ بعيد أنت أكبرُ عيدِهِ",
"تُضاعِفُ في الأولى الثَّوابَ وفي الأُخرى",
"فَصَلَّ به وانحَر عِدَاك فنهم",
"على نَقصِهِم لا يأمنون بك النَّحرا",
"ولا زلتَ أعلى العالمين مكانة",
"وأنفَذَهم حُكماً وأرفعَهم قَدرَا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=611642 | الجزار | نبذة
:
أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد أبو جعفر القيرواني، ابن الجزار.\nطبيب مؤرخ من أهل القيروان.\nله (زاد المسافر) في الطب، و(الاعتماد) في الأدوية المفردة، و(البغية) في الأدوية المركبة، و(التعريف بصحيح التاريخ) كبير، و(ذم إخراج الدم). | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11367 | null | null | null | null | <|meter_13|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا <|vsep|> وأَبدَى لنا من ثَغرِه الأَنجُمَ الزُّهرا </|bsep|> <|bsep|> وحَيا بكأسٍ فعلُها فعل جَفنهِ <|vsep|> غَلِطتُ ومَن للخمر أَن تُشبِهَ السِّحرا </|bsep|> <|bsep|> بِعَينكَ عَطَّلَّ هذه الكأس واسقنا <|vsep|> بعينيك ما يغتالُ ألبابَنا سُكرا </|bsep|> <|bsep|> أدر حمرةَ الأَلحاظِ فيها لأنَها <|vsep|> بتأثيرها في العقل من أختها أَدرى </|bsep|> <|bsep|> لَحَى اللَهُ عُذالي عليك فنما <|vsep|> تَزَيَّدتَ لما زاد عَذلُهُمُ ِغرا </|bsep|> <|bsep|> أَيطمَعُ في صَبري العذولُ ونَّ مَن <|vsep|> يصاحب قلباً في الهوى يَعرف الصَبرا </|bsep|> <|bsep|> أبنُّك ما ألقاه من لاعجِ الجَوَى <|vsep|> ون كان واشي السُّقمِ لم يُبقِ لي سِرَّا </|bsep|> <|bsep|> عَذَرتُ فُؤَادي حين ضاقَت جوانحي <|vsep|> عليهِ وقد أوسَعتُهُ بالجَفَا ذُعرَا </|bsep|> <|bsep|> وبتُّ وطَرفي فيك باكٍ مُسَهَّدٌ <|vsep|> فلا دَمعتي تَرفَا ولا مُقلَتي تَكرَا </|bsep|> <|bsep|> وعندي بهذا الدهر شُغلٌ عن الهوى <|vsep|> ون كنت لا أختارُ أن أَعتبَ الدهَرا </|bsep|> <|bsep|> متى لُمتُهُ أغراهُ لَومي بِعفلِهِ <|vsep|> وتُتشدُ مالي لعل له عُذرا </|bsep|> <|bsep|> ولن يُعدمَ الِعدامُ من كَنزُهُ المُنَى <|vsep|> ولن يَختشى الأيامَ من يَرتجى الصَّدرا </|bsep|> <|bsep|> أرانا بحُسنِ العَفو منه عواطفاً <|vsep|> تُؤَمِّنُنَا من بأسِهِ البَطشَةَ الكُبرَى </|bsep|> <|bsep|> مكارمُ أخلاقٍ لو أنَّ زماننا <|vsep|> تعلَّمها ما ساءنا قَطُّ بل سَرَّا </|bsep|> <|bsep|> ولم يَرضَ يوماً للمسئ ذا أسا <|vsep|> مقابلةً لكنه يرتضى الجبرَا </|bsep|> <|bsep|> ولن تَستطيعَ السُّحبُ تَحكى بنانَه <|vsep|> وكيف تُبارى ديمةٌ أَبحُراً عَشرَا </|bsep|> <|bsep|> ذا هزَّ فوق الطَّرسِ منه أناملا <|vsep|> تأمَّل بحارَ الجود تُبدى لك الدُّرَّا </|bsep|> <|bsep|> ون نَظَم الشِّعرَ البديعَ سَمعتَ من <|vsep|> بَديهَته ما يَبهَرُ العَقلَ والفكرَا </|bsep|> <|bsep|> ولو تعقلُ الوُرقُ السَّواجِعُ سَجعَهُ <|vsep|> لَراحَت وقد أزرى بها منه ما أزرى </|bsep|> <|bsep|> ون ذكر التاريخَ يوما بُمقتَضَى <|vsep|> بلاغته حَلَّى الزمانَ الذي مَرَّا </|bsep|> <|bsep|> أيا ابنَ عليٍ أنت فاضلُ عصرنا <|vsep|> ونك أن تُدعَى بفاضله أحرى </|bsep|> <|bsep|> وأنتَ الذي ما زال للقَصدِ قبلَةً <|vsep|> ونائلُه شَفعاً وسُؤدَدُهُ وترَا </|bsep|> <|bsep|> ومَغناه للراجي مجَنّاً وجُنَّةً <|vsep|> فها نحن فيها لا نجوع ولا نَعرَا </|bsep|> <|bsep|> تَهُنَّ بعيد أنت أكبرُ عيدِهِ <|vsep|> تُضاعِفُ في الأولى الثَّوابَ وفي الأُخرى </|bsep|> <|bsep|> فَصَلَّ به وانحَر عِدَاك فنهم <|vsep|> على نَقصِهِم لا يأمنون بك النَّحرا </|bsep|> </|psep|> |
كففت انسجام الدمع فانهل وانتثر | 5الطويل
| [
"كففت انسجام الدمع فانهلّ وانتثر",
"وعاد عقيقا بعدما كان كالدرر",
"وأبدل مني من جوى البين والأسا",
"سبات الكرى والنوم بالسهد والسهر",
"وجفني مبنيّ على الفتح رفعه",
"ولا يتأتى فيه ضمّ وما انكسر",
"وقد كان لي لب مصون فقدته",
"فيا ليت شعري أين صار وما الخبر",
"هلمّوا اقرأوا ما الحب ّمني وما الجوى",
"وما العشق ما أحلى الجميع وما أمر",
"فيثلج ما بالمستهام من اللظى",
"ويوقد الخفا أخفى وأظهر ما ظهر",
"أهيم ذا ما شمت برقا يمانيا",
"ون ماست الأغصان في نسم السحر",
"وتوقاد أضواء النجوم ذا رست",
"أو أظلم ليل العاشقين أو اعتكر",
"تغرّب جسمي ف يالتوله مغربا",
"وغرب جفوني بالدم انهلّ وانهمر",
"وقلبي بالشوق الحجازي مشرق",
"فهل لهما جمع ولو جمع انكسر",
"لئن شاق مشتاقا لى اليض منزل",
"فشوقي على الخضر المطيّبة انحصر",
"وقد شاقني ذكر الحبيب محمد",
"ذا اشتاق أقوام لى الدل والخفر",
"وقد شاقني لألاء ذر حديثه",
"ذا اشتاق قوم للثغور وللأشر",
"ون سمرو في أنسهم وحديثهم",
"فسيرته عندي التحدّث والسمر",
"ون سكروا بالشرب من راح خمرهم",
"فراح حميّا حبه الشرب والسكر",
"فعلل ودندن باسمه وبذكره",
"وروح وجانب في تدندنك الخفر",
"فلالوم لي ن همت شوقا لى اللقا",
"ون غاب عقلي عند ذلك أو حضر",
"هناك يتيه التائهون بذكره",
"وترميهم نار المحبّة بالشرر",
"به ازدانت الدنيا به البشر ازدهى",
"متى كان في الدنيا متى كان من بشر",
"فياليلة الميلاد يا خير ليلة",
"بك ازدانت الدنيا بك الدين قد زهر",
"تحلّيت بالمولود فيك وحليت",
"جيود الليالي من حليك بالنضر",
"وأنت ربيعي يا ربيع ومربعي",
"بمولودك الأسمى استدام لنا البشر",
"ألم يك خير الخلق تالله لم تلد",
"شبيها له أنثى يمينا ولا ذكر",
"فمن يدّعي من مادح حصر مدحه",
"فبالصقر امتاز ادعاء وبالبقر",
"فن شئت جمالا ففيه عن الورى",
"لقد حصر الفضل المهيمن فانحصر",
"وتفصيله يعيى الألباء حصره",
"ألم يكف ما تاتي به الي والسور",
"أأهل الثنا فأتوا بمثل براءة",
"وفاتحة والفتح والنجم والزمر",
"أو ايتوا بحدى الي والي أنزلت",
"عليه فهل من بعد ذلك مفتخر",
"أبعد ثناء الله مدح ورفعة",
"وفخر وتفضل لخلق من البشر",
"فأظهره قهرا على الدين كله",
"برغم على أهل النفاق ومن كفر",
"وأرسله للخلق قاطبة ومن",
"سواه على جبل من الأمم اقتصر",
"وناصره بالرعب شهرا ومن يكن",
"له ناصرا قد عزوا اغتزّ وافتخر",
"به أقسم المولى فقال معظما",
"لعمرك ن تفخر فحق لك الفخر",
"رسول لعمري سر طينة دم",
"ونقطة سر الكون الاتي ومن غبر",
"بصائر أهل الجحد كفّت بنوره",
"وعين يقين الحق نسان من نظر",
"وشقّ على أهل الشقاق شقاقهم",
"متى عاينوا شقين شق له الذكر",
"وقد خرسوا من نطق وحشيّة الظبا",
"ووقع الظبا فيهم وصارمة الذكر",
"سقت يده جيشا بها سبّح الحصا",
"وقد جاءه يختال في مشيه الشجر",
"ذا ما مشى في الصخر أثر ثره",
"ون سار في حقف اللوى خفي الأثر",
"وحين له جذع النخيل تشوقا",
"فلله جذع حن للشوق واذكر",
"وقد عذب الماء الأجاح بريقه",
"كما رييء في الظلماء من نوره البر",
"ولو شاء قلب الصخر يقلب عسجدا",
"ولو شاء منه اللين يقلب كالوبر",
"أو أن الحصى تبر من الأرض خالص",
"وخالص تبر العين يقلب كالمدر",
"أتى صفو لو شاء في عشر حجة",
"ولو شاء كان العيد في العشر من صفر",
"ونجم الثرى نجم السماء أحاله",
"وزهر السما عادت هي النجم والزهر",
"ولو شاء لم تخلق من الكون ذرّة",
"فمن شاء فليؤمن ومن شابه كفر",
"فن تفهم المعنى سلمت وما على",
"مصحح معناه الغباوة في البقر",
"فقد قال سل تعطه مفضله كما",
"أتى في الحديث القدسي عنه وفي الأثر",
"فيارائما في الكون شبه محمد",
"فبطن يد الانسان هل ينبت الشعر",
"لأحلم من أغضى وأفضل من مشى",
"وأكرم من أعطى واسمح من غفر",
"فسيان ألف من جواهر عنده",
"وجوهر فرد الأرض والبدر والبدر",
"عطاء بلامن ولاسأم العطا",
"ويطلق وجها للعفاة ن اعتذر",
"فكم من فقير من غنائمة اغتنى",
"وكم من غني من كتائبه افتقر",
"فلله بدركم حواه قليبه",
"وكم أسروا فيه وكم أودعوا سقر",
"فأين أبو جهل وعتبة وابنه",
"وشيبة والعاتي أميّة الأشر",
"واين الصناديد الطغاة وبغيهم",
"وطغيانهم والسحر والهزء والبطر",
"تفرّق بالهندي والسمر حزبهم",
"وبالمشرفيات اللدان شدر مذر",
"وخير لم تحص العبارة قبله",
"زهاها فصارت عبرة لمن اعتبر",
"ولم أنس يوم الفتح لله درّة",
"فهل لهم من بعده الهزء والسخر",
"فكم منهم أخزى وأخجل منهم",
"وكم منهم أجلى وكم منهم هدر",
"وكم سلمت من بعد أن أسلمت له",
"وسلّمت أقوام سمت واختفت أخر",
"زمام المعالي وهو مالك أمرها",
"وذرّة أعلاها وستبرق الحبر",
"وعاقدها جبريل صاحبه ومن",
"سما فوق أملاك المهيمن واشتهر",
"وشاهدها ختم الرسالة وابتدا",
"ذكانوره من قبل أن تخلق الصور",
"بماضي سيوف الله في مفرق العذا",
"بسنّته السمحا بشرعته مهر",
"وأنتج منه محو كل ضلالة",
"لى أن أنار الدين بالحق وانتشر",
"فأين قياصر الملوك وما اقتنى",
"هرقل وكسرى الفرس ملكا وما اذخر",
"ويارائما منها اقتطافا بغيره",
"هبلت له الابنا وللعاهر الحجر",
"فلو كان خلق الله أغصان دوحة",
"لكنت لها نورا وكنت لها ثمر",
"ولو كان نجما كنت شمسا أو الحصا",
"لكنت هو الياقوت والتبر والدرر",
"ولو كان جسما كنت روحا لجسمه",
"ورأسا لكنت النطق والصسمع والبصر",
"ومنطقه فصل بأبلغ حجّة",
"ولا نزر في ذاك البلاغ ولا هذر",
"شفاء فما أحلى عذوبة لفظه",
"ومعسوله فالشهد منها بلا بر",
"وأشهى من الراح العقار تعلّلا",
"والاوبة بعد الغنم من وحشة السفر",
"ومن نغمة المعشوق في أذن عاشق",
"وخلسة مشتاق لمن شاقه النظر",
"هنيئا وياطويي لمن زار طيبة",
"ولم تثنه عنها الملامة والزور",
"فطيبة طيب الطيب طبنا",
"ومرهمنا ترياقنا ثمد البصر",
"بها راحة المهموم من كل غمّة",
"وراح ارتياح النفس من كربة الكدر",
"مقرّا له اختيرت ودارا لهجرة",
"فأكرم بها دارا وأكرم بها مقر",
"هنالك خضراء القباب تلألأت",
"بها رفرف الأنوار لألاؤه ازدهر",
"وذاك قباء والبقيع وهذه",
"قباب أهاليه الجهابذة الغرر",
"فليت مطايا الوهم كانت مراكبي",
"ليها أو الأرواح تخذي أو الفكر",
"ذا ما حططنا الرحل بين رحابها",
"وداخلنا ذهل الملاقاة والحير",
"فلا لي لالي لا عليّ ملامة",
"فحالة مرء فاقد اللب تغتفر",
"أغفر خدي في حراء ومن حرى",
"أطوف ببيت الله في الحج والعمر",
"وأضرع في أخذي لاستار كعبة",
"وأدعو مجابا في الخطيم لدى السحر",
"وأركع في محراب مسجد بيته",
"وأكرع من أكواب زمزمه تير",
"أمرغ وجهي في المحصب من منى",
"وأهدي وبعد الهدي أحلق للشعر",
"ومن بين ما هذي وذاك وهذه",
"أقبل في كل المناسك للحجر",
"وفي عرفات الحج لم أنس موقفا",
"فكم هز من باك وأجرى من العبر",
"منازل منها بعثه ليتني بها",
"أزور على ترتيبها أقتفي الأثر",
"ولي على ترتيب ما بعثت لى",
"تراتيبه شعرا قرائح من شعر",
"ففي مدحه قسّ وسحبان وائل",
"سيان هما أو باقل وأبو حذر",
"ملهم للعجز والعي والونى",
"وهل يدرك الغواص ما أضمر الزفر",
"فما مادح مدحا بأبلغ مدحة",
"تطاول لا عن مدائحه قصر",
"أقربأني قاصر عن مديحه",
"ومن سامه حصرا فقد ربح الخسر",
"ومن لي بمستوف ثناء صحابه",
"نجوم الدياجي صفوة البدو والحضر",
"وباعوا نفوسا بعد أن بايعوه في",
"رضا الله لا بيع احتكار ولا غرر",
"أروني أروني كالعتيق رفيقه",
"ولا أروني مثل سيدنا عمر",
"ولا أروني مثل عثمان صهره",
"وشبه أبي السبطين حيدرة الزفر",
"هو المهجر الأسمى ومنتخب العلى",
"وفتاح شكال ذا حارت المرر",
"تصير هباء عنده أسد الشرى",
"وما تلبث المرة ن لاقت الصخر",
"وطلحة أو شبه الزبير وسعدا أو",
"سعيدا ومن حاكى ابن عوف وما ادخر",
"وشبه أمين الأمة المرتضى ابي",
"عبيدة ختم المسك للسادة النصر",
"فهل أسد الله الغضنفر حمزة",
"له من يضاهي من ربيعة أو مضر",
"أوالأنجب الأسمى أبو الفضل من به",
"أبو حفص يستسقى فينسكب المطر",
"أو الحسنان الهاشميان سيدا",
"شباب جنان الخلد نادرتا السمر",
"فكم أنجبا من قدوة بعد قدوة",
"وكم من نجيب فاق منهم وقد مهر",
"وكم منهم في الكون قطب بربّه",
"تصرّف أو غوث تصرف أو ظهر",
"ومن هاجروا الأوطان واللف منهم",
"ولم يثنهم خوف ولم يثنهم حذر",
"عيون العلا تيجانه أبحر الندا",
"ليوث الوغى نور الظلام ذا احتضر",
"فذاك فتى النادي وبيت قصيده",
"وخنصره الأسمى المطاع كما أمر",
"وذاعن تليد المال منهم مهاجر",
"وطارفه والبيض والكوم والحير",
"وكم غادروا من غادة قمريّة",
"تباهي ضياء الزبر قان ذا بدر",
"مثرهم لا تنقضي أو للحصى",
"عديد وموج البحر عد ذا زخر",
"وأنصاره أكرم بأنصاره اللي",
"بهم عزّ دين الله وامتدّ وانتشر",
"لقد بذلوا أموالهم ونفوسهم",
"وووا رسول الله في العسر واليسر",
"أولئك أبطال الوغى وأسودها",
"ذا اصفرّت السادوا انتفخ السحر",
"وهزّ الرماح السمر يطربهم كما",
"يطيرون عقبانا لى رنّة الوتر",
"وفرد جميع الصحب جمع وعنه قد",
"تقاصر أهل المجد في الطول والقصر",
"أناشدك الله الكريم تفضلا",
"فمن علينا بالمراد وبالظفر",
"وكن حصننا في كل خوف وأمننا",
"ومعقلنا أنت المؤمل والوزر",
"وقل وشتت صد واهزم ودمرن",
"أعادينا لاتبق منهم ولا تذر",
"وضنّ بنا عن ضرهم وأذاهم",
"فلا بؤس نلقى من عدانا ولا ضرر",
"وأنشدك اللهم بالنور أحمد",
"فأجر وحرّك بالمراد لنا القدر",
"ومره لهي بالقضاء لحاجنا",
"بلا مهلة كالبرق واللمح للبصر",
"ونا غلبنا غالب فانتصر لنا",
"أيا غالب الغلاب يا خير من نصر",
"وعن بيضة السلام فرج بسرعة",
"ونسبتنا واكشف عن الأمة الضرر",
"أيا خاتم الرسل الكرام وصحبه",
"أضفت لكم نفسي وني على خطر",
"فلا تجعلوا بين المضاف وبين من",
"يضاف له فصلا ون زلّ أو عثر",
"وحاشاكم أن تجعلوه ولو هفا",
"كغالب ما يأتي للولا من الخبر",
"ومن شرف المتبوع يشرف تابع",
"ومن جالس العطار طيّبة العطر",
"ويا أهل بدر والبقيع ومكة",
"ومن بايعوا طه بمفردة الشجر",
"فنا توسّلنا بكم للذي به",
"توسلنا لله في نيلنا الوطر",
"محمدنا المختار كعبة قصدنا",
"مقضي اللبانات الملاذ من الغير",
"أدم نضرة الدنيا عليّ وبرها",
"وخيراتها والعز والنصر واليسر",
"وخفضالعيش العمر في منتهى الغنى",
"بأحكام رفع القدر لا أدوات جر",
"وأسالك السعاد والحظ لي وأن",
"تديم علي السعد والحفظ والفجر",
"وتثبتني عند النزوع وكن معي",
"وعند مماتي والتوجه للحفر",
"ولا أر في قبري مضيقا ووحشة",
"وفي الحشر لا ألقى وما بعده ضجر",
"وتنزلني أعلى الجنان مخلدا",
"وأكد حاجاتي لى وجهك النظر",
"وصلى على النور المقدس من سرى",
"به ليلة السرا لى منتهى السدر",
"وكلمه فردا مشرف قدره",
"وما زاغ منه أو طغى ثمة البصر",
"صلاة سمت فضلا على غيرها فلا",
"يحيط بها وهم ولا اللسن والفكر",
"وسلم تسليما عليه يجل عن",
"مساومة الحصاء والعد والقدر",
"سجيس الليالي ما تشوّق مغرمٌ",
"وما غردت ورقاء في مورق الشجر"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=612112 | أحمد الهيبة | نبذة
:
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.\nزعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11394 | null | null | null | null | <|meter_13|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> كففت انسجام الدمع فانهلّ وانتثر <|vsep|> وعاد عقيقا بعدما كان كالدرر </|bsep|> <|bsep|> وأبدل مني من جوى البين والأسا <|vsep|> سبات الكرى والنوم بالسهد والسهر </|bsep|> <|bsep|> وجفني مبنيّ على الفتح رفعه <|vsep|> ولا يتأتى فيه ضمّ وما انكسر </|bsep|> <|bsep|> وقد كان لي لب مصون فقدته <|vsep|> فيا ليت شعري أين صار وما الخبر </|bsep|> <|bsep|> هلمّوا اقرأوا ما الحب ّمني وما الجوى <|vsep|> وما العشق ما أحلى الجميع وما أمر </|bsep|> <|bsep|> فيثلج ما بالمستهام من اللظى <|vsep|> ويوقد الخفا أخفى وأظهر ما ظهر </|bsep|> <|bsep|> أهيم ذا ما شمت برقا يمانيا <|vsep|> ون ماست الأغصان في نسم السحر </|bsep|> <|bsep|> وتوقاد أضواء النجوم ذا رست <|vsep|> أو أظلم ليل العاشقين أو اعتكر </|bsep|> <|bsep|> تغرّب جسمي ف يالتوله مغربا <|vsep|> وغرب جفوني بالدم انهلّ وانهمر </|bsep|> <|bsep|> وقلبي بالشوق الحجازي مشرق <|vsep|> فهل لهما جمع ولو جمع انكسر </|bsep|> <|bsep|> لئن شاق مشتاقا لى اليض منزل <|vsep|> فشوقي على الخضر المطيّبة انحصر </|bsep|> <|bsep|> وقد شاقني ذكر الحبيب محمد <|vsep|> ذا اشتاق أقوام لى الدل والخفر </|bsep|> <|bsep|> وقد شاقني لألاء ذر حديثه <|vsep|> ذا اشتاق قوم للثغور وللأشر </|bsep|> <|bsep|> ون سمرو في أنسهم وحديثهم <|vsep|> فسيرته عندي التحدّث والسمر </|bsep|> <|bsep|> ون سكروا بالشرب من راح خمرهم <|vsep|> فراح حميّا حبه الشرب والسكر </|bsep|> <|bsep|> فعلل ودندن باسمه وبذكره <|vsep|> وروح وجانب في تدندنك الخفر </|bsep|> <|bsep|> فلالوم لي ن همت شوقا لى اللقا <|vsep|> ون غاب عقلي عند ذلك أو حضر </|bsep|> <|bsep|> هناك يتيه التائهون بذكره <|vsep|> وترميهم نار المحبّة بالشرر </|bsep|> <|bsep|> به ازدانت الدنيا به البشر ازدهى <|vsep|> متى كان في الدنيا متى كان من بشر </|bsep|> <|bsep|> فياليلة الميلاد يا خير ليلة <|vsep|> بك ازدانت الدنيا بك الدين قد زهر </|bsep|> <|bsep|> تحلّيت بالمولود فيك وحليت <|vsep|> جيود الليالي من حليك بالنضر </|bsep|> <|bsep|> وأنت ربيعي يا ربيع ومربعي <|vsep|> بمولودك الأسمى استدام لنا البشر </|bsep|> <|bsep|> ألم يك خير الخلق تالله لم تلد <|vsep|> شبيها له أنثى يمينا ولا ذكر </|bsep|> <|bsep|> فمن يدّعي من مادح حصر مدحه <|vsep|> فبالصقر امتاز ادعاء وبالبقر </|bsep|> <|bsep|> فن شئت جمالا ففيه عن الورى <|vsep|> لقد حصر الفضل المهيمن فانحصر </|bsep|> <|bsep|> وتفصيله يعيى الألباء حصره <|vsep|> ألم يكف ما تاتي به الي والسور </|bsep|> <|bsep|> أأهل الثنا فأتوا بمثل براءة <|vsep|> وفاتحة والفتح والنجم والزمر </|bsep|> <|bsep|> أو ايتوا بحدى الي والي أنزلت <|vsep|> عليه فهل من بعد ذلك مفتخر </|bsep|> <|bsep|> أبعد ثناء الله مدح ورفعة <|vsep|> وفخر وتفضل لخلق من البشر </|bsep|> <|bsep|> فأظهره قهرا على الدين كله <|vsep|> برغم على أهل النفاق ومن كفر </|bsep|> <|bsep|> وأرسله للخلق قاطبة ومن <|vsep|> سواه على جبل من الأمم اقتصر </|bsep|> <|bsep|> وناصره بالرعب شهرا ومن يكن <|vsep|> له ناصرا قد عزوا اغتزّ وافتخر </|bsep|> <|bsep|> به أقسم المولى فقال معظما <|vsep|> لعمرك ن تفخر فحق لك الفخر </|bsep|> <|bsep|> رسول لعمري سر طينة دم <|vsep|> ونقطة سر الكون الاتي ومن غبر </|bsep|> <|bsep|> بصائر أهل الجحد كفّت بنوره <|vsep|> وعين يقين الحق نسان من نظر </|bsep|> <|bsep|> وشقّ على أهل الشقاق شقاقهم <|vsep|> متى عاينوا شقين شق له الذكر </|bsep|> <|bsep|> وقد خرسوا من نطق وحشيّة الظبا <|vsep|> ووقع الظبا فيهم وصارمة الذكر </|bsep|> <|bsep|> سقت يده جيشا بها سبّح الحصا <|vsep|> وقد جاءه يختال في مشيه الشجر </|bsep|> <|bsep|> ذا ما مشى في الصخر أثر ثره <|vsep|> ون سار في حقف اللوى خفي الأثر </|bsep|> <|bsep|> وحين له جذع النخيل تشوقا <|vsep|> فلله جذع حن للشوق واذكر </|bsep|> <|bsep|> وقد عذب الماء الأجاح بريقه <|vsep|> كما رييء في الظلماء من نوره البر </|bsep|> <|bsep|> ولو شاء قلب الصخر يقلب عسجدا <|vsep|> ولو شاء منه اللين يقلب كالوبر </|bsep|> <|bsep|> أو أن الحصى تبر من الأرض خالص <|vsep|> وخالص تبر العين يقلب كالمدر </|bsep|> <|bsep|> أتى صفو لو شاء في عشر حجة <|vsep|> ولو شاء كان العيد في العشر من صفر </|bsep|> <|bsep|> ونجم الثرى نجم السماء أحاله <|vsep|> وزهر السما عادت هي النجم والزهر </|bsep|> <|bsep|> ولو شاء لم تخلق من الكون ذرّة <|vsep|> فمن شاء فليؤمن ومن شابه كفر </|bsep|> <|bsep|> فن تفهم المعنى سلمت وما على <|vsep|> مصحح معناه الغباوة في البقر </|bsep|> <|bsep|> فقد قال سل تعطه مفضله كما <|vsep|> أتى في الحديث القدسي عنه وفي الأثر </|bsep|> <|bsep|> فيارائما في الكون شبه محمد <|vsep|> فبطن يد الانسان هل ينبت الشعر </|bsep|> <|bsep|> لأحلم من أغضى وأفضل من مشى <|vsep|> وأكرم من أعطى واسمح من غفر </|bsep|> <|bsep|> فسيان ألف من جواهر عنده <|vsep|> وجوهر فرد الأرض والبدر والبدر </|bsep|> <|bsep|> عطاء بلامن ولاسأم العطا <|vsep|> ويطلق وجها للعفاة ن اعتذر </|bsep|> <|bsep|> فكم من فقير من غنائمة اغتنى <|vsep|> وكم من غني من كتائبه افتقر </|bsep|> <|bsep|> فلله بدركم حواه قليبه <|vsep|> وكم أسروا فيه وكم أودعوا سقر </|bsep|> <|bsep|> فأين أبو جهل وعتبة وابنه <|vsep|> وشيبة والعاتي أميّة الأشر </|bsep|> <|bsep|> واين الصناديد الطغاة وبغيهم <|vsep|> وطغيانهم والسحر والهزء والبطر </|bsep|> <|bsep|> تفرّق بالهندي والسمر حزبهم <|vsep|> وبالمشرفيات اللدان شدر مذر </|bsep|> <|bsep|> وخير لم تحص العبارة قبله <|vsep|> زهاها فصارت عبرة لمن اعتبر </|bsep|> <|bsep|> ولم أنس يوم الفتح لله درّة <|vsep|> فهل لهم من بعده الهزء والسخر </|bsep|> <|bsep|> فكم منهم أخزى وأخجل منهم <|vsep|> وكم منهم أجلى وكم منهم هدر </|bsep|> <|bsep|> وكم سلمت من بعد أن أسلمت له <|vsep|> وسلّمت أقوام سمت واختفت أخر </|bsep|> <|bsep|> زمام المعالي وهو مالك أمرها <|vsep|> وذرّة أعلاها وستبرق الحبر </|bsep|> <|bsep|> وعاقدها جبريل صاحبه ومن <|vsep|> سما فوق أملاك المهيمن واشتهر </|bsep|> <|bsep|> وشاهدها ختم الرسالة وابتدا <|vsep|> ذكانوره من قبل أن تخلق الصور </|bsep|> <|bsep|> بماضي سيوف الله في مفرق العذا <|vsep|> بسنّته السمحا بشرعته مهر </|bsep|> <|bsep|> وأنتج منه محو كل ضلالة <|vsep|> لى أن أنار الدين بالحق وانتشر </|bsep|> <|bsep|> فأين قياصر الملوك وما اقتنى <|vsep|> هرقل وكسرى الفرس ملكا وما اذخر </|bsep|> <|bsep|> ويارائما منها اقتطافا بغيره <|vsep|> هبلت له الابنا وللعاهر الحجر </|bsep|> <|bsep|> فلو كان خلق الله أغصان دوحة <|vsep|> لكنت لها نورا وكنت لها ثمر </|bsep|> <|bsep|> ولو كان نجما كنت شمسا أو الحصا <|vsep|> لكنت هو الياقوت والتبر والدرر </|bsep|> <|bsep|> ولو كان جسما كنت روحا لجسمه <|vsep|> ورأسا لكنت النطق والصسمع والبصر </|bsep|> <|bsep|> ومنطقه فصل بأبلغ حجّة <|vsep|> ولا نزر في ذاك البلاغ ولا هذر </|bsep|> <|bsep|> شفاء فما أحلى عذوبة لفظه <|vsep|> ومعسوله فالشهد منها بلا بر </|bsep|> <|bsep|> وأشهى من الراح العقار تعلّلا <|vsep|> والاوبة بعد الغنم من وحشة السفر </|bsep|> <|bsep|> ومن نغمة المعشوق في أذن عاشق <|vsep|> وخلسة مشتاق لمن شاقه النظر </|bsep|> <|bsep|> هنيئا وياطويي لمن زار طيبة <|vsep|> ولم تثنه عنها الملامة والزور </|bsep|> <|bsep|> فطيبة طيب الطيب طبنا <|vsep|> ومرهمنا ترياقنا ثمد البصر </|bsep|> <|bsep|> بها راحة المهموم من كل غمّة <|vsep|> وراح ارتياح النفس من كربة الكدر </|bsep|> <|bsep|> مقرّا له اختيرت ودارا لهجرة <|vsep|> فأكرم بها دارا وأكرم بها مقر </|bsep|> <|bsep|> هنالك خضراء القباب تلألأت <|vsep|> بها رفرف الأنوار لألاؤه ازدهر </|bsep|> <|bsep|> وذاك قباء والبقيع وهذه <|vsep|> قباب أهاليه الجهابذة الغرر </|bsep|> <|bsep|> فليت مطايا الوهم كانت مراكبي <|vsep|> ليها أو الأرواح تخذي أو الفكر </|bsep|> <|bsep|> ذا ما حططنا الرحل بين رحابها <|vsep|> وداخلنا ذهل الملاقاة والحير </|bsep|> <|bsep|> فلا لي لالي لا عليّ ملامة <|vsep|> فحالة مرء فاقد اللب تغتفر </|bsep|> <|bsep|> أغفر خدي في حراء ومن حرى <|vsep|> أطوف ببيت الله في الحج والعمر </|bsep|> <|bsep|> وأضرع في أخذي لاستار كعبة <|vsep|> وأدعو مجابا في الخطيم لدى السحر </|bsep|> <|bsep|> وأركع في محراب مسجد بيته <|vsep|> وأكرع من أكواب زمزمه تير </|bsep|> <|bsep|> أمرغ وجهي في المحصب من منى <|vsep|> وأهدي وبعد الهدي أحلق للشعر </|bsep|> <|bsep|> ومن بين ما هذي وذاك وهذه <|vsep|> أقبل في كل المناسك للحجر </|bsep|> <|bsep|> وفي عرفات الحج لم أنس موقفا <|vsep|> فكم هز من باك وأجرى من العبر </|bsep|> <|bsep|> منازل منها بعثه ليتني بها <|vsep|> أزور على ترتيبها أقتفي الأثر </|bsep|> <|bsep|> ولي على ترتيب ما بعثت لى <|vsep|> تراتيبه شعرا قرائح من شعر </|bsep|> <|bsep|> ففي مدحه قسّ وسحبان وائل <|vsep|> سيان هما أو باقل وأبو حذر </|bsep|> <|bsep|> ملهم للعجز والعي والونى <|vsep|> وهل يدرك الغواص ما أضمر الزفر </|bsep|> <|bsep|> فما مادح مدحا بأبلغ مدحة <|vsep|> تطاول لا عن مدائحه قصر </|bsep|> <|bsep|> أقربأني قاصر عن مديحه <|vsep|> ومن سامه حصرا فقد ربح الخسر </|bsep|> <|bsep|> ومن لي بمستوف ثناء صحابه <|vsep|> نجوم الدياجي صفوة البدو والحضر </|bsep|> <|bsep|> وباعوا نفوسا بعد أن بايعوه في <|vsep|> رضا الله لا بيع احتكار ولا غرر </|bsep|> <|bsep|> أروني أروني كالعتيق رفيقه <|vsep|> ولا أروني مثل سيدنا عمر </|bsep|> <|bsep|> ولا أروني مثل عثمان صهره <|vsep|> وشبه أبي السبطين حيدرة الزفر </|bsep|> <|bsep|> هو المهجر الأسمى ومنتخب العلى <|vsep|> وفتاح شكال ذا حارت المرر </|bsep|> <|bsep|> تصير هباء عنده أسد الشرى <|vsep|> وما تلبث المرة ن لاقت الصخر </|bsep|> <|bsep|> وطلحة أو شبه الزبير وسعدا أو <|vsep|> سعيدا ومن حاكى ابن عوف وما ادخر </|bsep|> <|bsep|> وشبه أمين الأمة المرتضى ابي <|vsep|> عبيدة ختم المسك للسادة النصر </|bsep|> <|bsep|> فهل أسد الله الغضنفر حمزة <|vsep|> له من يضاهي من ربيعة أو مضر </|bsep|> <|bsep|> أوالأنجب الأسمى أبو الفضل من به <|vsep|> أبو حفص يستسقى فينسكب المطر </|bsep|> <|bsep|> أو الحسنان الهاشميان سيدا <|vsep|> شباب جنان الخلد نادرتا السمر </|bsep|> <|bsep|> فكم أنجبا من قدوة بعد قدوة <|vsep|> وكم من نجيب فاق منهم وقد مهر </|bsep|> <|bsep|> وكم منهم في الكون قطب بربّه <|vsep|> تصرّف أو غوث تصرف أو ظهر </|bsep|> <|bsep|> ومن هاجروا الأوطان واللف منهم <|vsep|> ولم يثنهم خوف ولم يثنهم حذر </|bsep|> <|bsep|> عيون العلا تيجانه أبحر الندا <|vsep|> ليوث الوغى نور الظلام ذا احتضر </|bsep|> <|bsep|> فذاك فتى النادي وبيت قصيده <|vsep|> وخنصره الأسمى المطاع كما أمر </|bsep|> <|bsep|> وذاعن تليد المال منهم مهاجر <|vsep|> وطارفه والبيض والكوم والحير </|bsep|> <|bsep|> وكم غادروا من غادة قمريّة <|vsep|> تباهي ضياء الزبر قان ذا بدر </|bsep|> <|bsep|> مثرهم لا تنقضي أو للحصى <|vsep|> عديد وموج البحر عد ذا زخر </|bsep|> <|bsep|> وأنصاره أكرم بأنصاره اللي <|vsep|> بهم عزّ دين الله وامتدّ وانتشر </|bsep|> <|bsep|> لقد بذلوا أموالهم ونفوسهم <|vsep|> وووا رسول الله في العسر واليسر </|bsep|> <|bsep|> أولئك أبطال الوغى وأسودها <|vsep|> ذا اصفرّت السادوا انتفخ السحر </|bsep|> <|bsep|> وهزّ الرماح السمر يطربهم كما <|vsep|> يطيرون عقبانا لى رنّة الوتر </|bsep|> <|bsep|> وفرد جميع الصحب جمع وعنه قد <|vsep|> تقاصر أهل المجد في الطول والقصر </|bsep|> <|bsep|> أناشدك الله الكريم تفضلا <|vsep|> فمن علينا بالمراد وبالظفر </|bsep|> <|bsep|> وكن حصننا في كل خوف وأمننا <|vsep|> ومعقلنا أنت المؤمل والوزر </|bsep|> <|bsep|> وقل وشتت صد واهزم ودمرن <|vsep|> أعادينا لاتبق منهم ولا تذر </|bsep|> <|bsep|> وضنّ بنا عن ضرهم وأذاهم <|vsep|> فلا بؤس نلقى من عدانا ولا ضرر </|bsep|> <|bsep|> وأنشدك اللهم بالنور أحمد <|vsep|> فأجر وحرّك بالمراد لنا القدر </|bsep|> <|bsep|> ومره لهي بالقضاء لحاجنا <|vsep|> بلا مهلة كالبرق واللمح للبصر </|bsep|> <|bsep|> ونا غلبنا غالب فانتصر لنا <|vsep|> أيا غالب الغلاب يا خير من نصر </|bsep|> <|bsep|> وعن بيضة السلام فرج بسرعة <|vsep|> ونسبتنا واكشف عن الأمة الضرر </|bsep|> <|bsep|> أيا خاتم الرسل الكرام وصحبه <|vsep|> أضفت لكم نفسي وني على خطر </|bsep|> <|bsep|> فلا تجعلوا بين المضاف وبين من <|vsep|> يضاف له فصلا ون زلّ أو عثر </|bsep|> <|bsep|> وحاشاكم أن تجعلوه ولو هفا <|vsep|> كغالب ما يأتي للولا من الخبر </|bsep|> <|bsep|> ومن شرف المتبوع يشرف تابع <|vsep|> ومن جالس العطار طيّبة العطر </|bsep|> <|bsep|> ويا أهل بدر والبقيع ومكة <|vsep|> ومن بايعوا طه بمفردة الشجر </|bsep|> <|bsep|> فنا توسّلنا بكم للذي به <|vsep|> توسلنا لله في نيلنا الوطر </|bsep|> <|bsep|> محمدنا المختار كعبة قصدنا <|vsep|> مقضي اللبانات الملاذ من الغير </|bsep|> <|bsep|> أدم نضرة الدنيا عليّ وبرها <|vsep|> وخيراتها والعز والنصر واليسر </|bsep|> <|bsep|> وخفضالعيش العمر في منتهى الغنى <|vsep|> بأحكام رفع القدر لا أدوات جر </|bsep|> <|bsep|> وأسالك السعاد والحظ لي وأن <|vsep|> تديم علي السعد والحفظ والفجر </|bsep|> <|bsep|> وتثبتني عند النزوع وكن معي <|vsep|> وعند مماتي والتوجه للحفر </|bsep|> <|bsep|> ولا أر في قبري مضيقا ووحشة <|vsep|> وفي الحشر لا ألقى وما بعده ضجر </|bsep|> <|bsep|> وتنزلني أعلى الجنان مخلدا <|vsep|> وأكد حاجاتي لى وجهك النظر </|bsep|> <|bsep|> وصلى على النور المقدس من سرى <|vsep|> به ليلة السرا لى منتهى السدر </|bsep|> <|bsep|> وكلمه فردا مشرف قدره <|vsep|> وما زاغ منه أو طغى ثمة البصر </|bsep|> <|bsep|> صلاة سمت فضلا على غيرها فلا <|vsep|> يحيط بها وهم ولا اللسن والفكر </|bsep|> <|bsep|> وسلم تسليما عليه يجل عن <|vsep|> مساومة الحصاء والعد والقدر </|bsep|> </|psep|> |
إن اهل الهوى هم الأحياء | 1الخفيف
| [
"ن أهل الهوى هم الأحياءُ",
"وهم عند أهله الشهداء",
"كلّ شيء لا شيء عندي سواهم",
"فهم لقوم لا لهم نظراء",
"حسبوا العشق جمّلا فرأوه",
"بعض ي هي المنا والهناء",
"فنعيما لهم وملكا كبيرا",
"وبها صار عندهم الاكتفاء",
"وكذا الشعر ليس لا فصيحا",
"نحتته من ذهنها البلغاء",
"بدؤه الذكر والديار اشتياقا",
"والغواني والعيس والبيداء",
"فحل لفظ ونسجه بكر معنى",
"محكم اللفظ أشعلته لظاء",
"لم يكن للأسماع أسبق معنى",
"من مجال الأفكار فيه سواء",
"صيغ درّابلا تكلّف ذهن",
"من هم هكذا هم الشعراء",
"لهم المدح والنسيب ومنهم",
"ينتح الجود والثنا والسخاء",
"وذا قلت ن منهم فصيحا",
"وشويعرا شاعرا أدباء",
"قلت قصدى الشم الخناذيذ منهم",
"والفحول الأوابد البلغاء",
"سيما ن يرونق الشعر منهم",
"خمرة الحب والجوى والطلاء",
"يا رعى الله دهرهم لا أراهم",
"فيه لا هيفاء أو نجلاء",
"أورخيمات منطق من بروق",
"صائدات القلوب أو أدماء",
"أو دجنّات من فروع ولا",
"مائسات القدود أو عجزاء",
"أو ثقال الأرداف أولا ثغور",
"خالطتها في ظلمها الصهباء",
"أو ظبيّات مصمتات حجال",
"والدماليج كالبرى خرساء",
"سلّط الله حبّهن علينا",
"فرمتنا الأهواء كيف تشاء",
"كل شيء يثير شوق هواهم",
"فلذا أغرقتهم الأهواء",
"فالليالي لولا الغدائر قلنا",
"نما الفرع الليلة الليلاء",
"وكذا الصبح لو تورّد قلنا",
"نما الصبح أوجه لا ضياء",
"ويروق لولا التفلج قلنا",
"نما الثغر النيّر الألاء",
"وسهام هي اللحاظ ولكن",
"فاتها الهدب والنوةى والمضاء",
"وغصون هي المعاطف لولا",
"هضبة الردف تحتها واللواء",
"أيد الله دولة العشق حتى",
"لا يرى ناظر ولا رقباء",
"ينقضي الصبح والمجالس زهرٌ",
"وابتدا مثل صبحه المساء",
"نسمات الصبا تهبّ عشيّا",
"وسحيراً وتسجعُ الورقاء",
"مابها غير مغرم مستهام",
"أشعلته من الهوى الصعداء",
"مولع ماجد صقيل الحجا أو",
"أدباء أجلّة ظرفاء",
"أو شموس تبرقعت فأضاءت",
"فادلهمت فلاح منها الضياء",
"يا معاطيف ميس وارتجاج",
"من رمال الأرداف بادعجاء",
"يا سهام اللحاظ يافتكات",
"من رماح القدود مهما تشاء",
"ارفقوا بالألباب قطعتموها",
"وأربعوا ن فعلكم غلواء",
"وثغورا هلا بنا قد رفقتم",
"دام فيكم تفلج وضياء",
"يا أسود العرين نّ خصوراً",
"وعيونا قد مازجتها الطلاء",
"وزجاجات بهجة تتثنّى",
"خوط بان تهزّه النكباء",
"ما لكم تصرعون كل هزبر",
"مالكم صرعتكم الضعفاء",
"يا سليمى وبالييلى ولبنى",
"يادعيد يا ميّ يا اسماء",
"يا مثيرات كل حرب ويا من",
"لالهن العهود لا والوفاء",
"ن طه لمن يوقظ حربا",
"لاعن ما استدامت الهيجاء",
"قلن لي لم يقرع لنا ذاك سمعا",
"وكذا لم تجىء به الأنباء",
"بل سمعنا مقاله ن أولى",
"فتن العالمين هنّ النساء",
"وحديثا ليّ حبب من دني",
"اكم ما النساء فيه ابتداء",
"قلت هذا من كيد كنّ عظيمٌ",
"يا حبال الشيطان أو يا ظباء",
"قلن لي أمسكوا الأعنّة عنّا",
"واحذروا أن يكون منكم لقاء",
"قلت هذا بشرط أن تطفئوا ما",
"في الحوايا وهل له طفاء",
"نفث هاروت بابليّ لحاظ",
"عقد ماروت الطعنة النجلاء",
"قلن لي كيف طعننا ما مددنا",
"لة القتل ننا خصماء",
"فأتينا لى الهوى وذكرنا",
"كل ما فيه للجميع ادعاء",
"وأتى الشوق والغرام شهودا",
"والتصابي لهنّ والبرحاء",
"وأجاب الهوى حكمت عليكم",
"نهن الحكام والأمراء",
"قلت لن يفلح المولى عليهم",
"مرأة فاحتجاجكن هباء",
"قلن لي العشق والهوى والأسى هم",
"الأمراء الذكور يا شهداء",
"فسكتنا وما وجدنا جوابا",
"واتبعنا الهوى على ما يشاء",
"يبد أن القتيل منا شهيد",
"وفي الأصوات ننا الأحياء",
"رب بهنانة هيفا أناة",
"تتثنّى رقراقة درماء",
"من هواها تجاذب الصب مما",
"يعتريه التحذير والغراء",
"وجدها فاعل بنا ما تراه",
"ما لها لم ترفعه يا قرّاء",
"واذكار على السكون بنته",
"أعربت عنه الدمعة الوكفاء",
"جمعت كل مفرد أفردته",
"عن هوى كل غادة أدماء",
"جمع كسر لا صحة خصّ فعلى",
"وهي عنهم تخصّها فعلاء",
"فللا ولى صرعى وقس مثل قتلى",
"وللأخرى النجلاء والهيفاء",
"وللأولى أطلق وقيد للأخرى",
"كل لفظ للهيف فيه بهاء",
"لالنا غير يعملات وصالا",
"أو قلاص كأنها الهوجاء",
"عنتريس عرندس عيطموس",
"عيسجور وعرمس كوماء",
"أطلقت أشهرا وأعملت أخرى",
"بعد أن مر صيفها والشتاء",
"ليس لا الجبال كانت وصارت",
"كل حرف منها في الأحرف راء",
"تعبر الل كالنعام ذا ما",
"نظرت ظل سوطها من وراء",
"أدلجت هكذا لى الصبح حتى",
"ينقضي الصبح ينقضي المساء",
"لا لنا غير بطنها من وساد",
"ولنا الرمل أفرش وغطاء",
"ن نظرنا الحصى نقول جبال",
"أو نظرنا الجبال تقول سماء",
"من فياف لمهمه لفياف",
"وصحار من بعدها صحراء",
"ومعي فتية ألبّا كرام",
"كالمرايا أذهانهم أذكياء",
"ذا للاشعار والعلوم لهذا",
"ولهذا تطريبنا والغناء",
"أن منّا السلوّ عمّا أردنا",
"أين منا المنام والغفاء",
"حيث نلقى الأسود ما صريعٌ",
"من غزال أو ضرّجته الدماء",
"دمعة من سوادها انتثرت من",
"نظم در في أصفر حمراء",
"ذا محلّ العذارى تمشي عشيّا",
"وعلى الحقف تجلس الندماء",
"يا ظبيّات يا أحيباب مهلا",
"ليكن منكم لنا الصغاء",
"فتكات الألحاظ منكم أعيرت",
"فتكة بيّنت لناما المضاء",
"يا أهيل الهوى أبيتم سواه",
"ودواكم هو الهوى والداء",
"وكأن الدموع منكم أعيرت",
"ودقة لانقضا لها وكفاء",
"وذ ينقضي النسيب كهذا",
"فتخلّص للقصد وهو الثناء",
"ودقّة من ندى مام البرايا",
"شيخنا البحر الواهب المعطاء",
"فتكة للأعداء تمطر باسا",
"كان منها البأساء والضراء",
"رحمة نقمة نبات حصاد",
"نال من ربه العلي ما يشاء",
"غاية الفضل منتهاه ارتقاء",
"أنت فيه وما لذاك ارتقاء",
"وانتهاء الحلاحل الجهبد الفا",
"ئق مجدا من ارتقاك ابتداء",
"قصص الفخر منك لا يتناهى",
"عجزت عن دراكها الشعراء",
"وسواه الأنفال وهي فروضٌ",
"فتيمّم لها وهي الماء",
"نصرها في بروج فتح المعالي",
"كوثر المجد قلد الجوزاء",
"بحر غيب مطلسمٌ فيض سر",
"نور نور فعم منه الضياء",
"مصدر المكرمات مورد عذب",
"فصدور منه ومنه استقاء",
"لهو القطب الجامع الفرد قطعا",
"أين منه الأخيار والنجباء",
"أين منه الأوتاد حيث تساموا",
"أين منه الأبدال والنقباء",
"جمع جمع مقامه وكفاه",
"حيث أرقاه من له الكبرياء",
"واردات الله والحال منه",
"صد قا ما تقوله الأنبياء",
"هو غيث لا ينقضي سحّه لو",
"رصعته البيضاء والصفراء",
"نال أعلى مقام كل ولي",
"ممكن أن تناله الأولياء",
"واضح كالشموس في الصحو نورا",
"واختفى حيث لا يصحّ الخفاء",
"أيّ فضل يفوته ايّ فخر",
"أي مجد تعذّر الحصاء",
"ولأي كذا كما قال عمرو",
"خلقت هكذا ترى الفضلاء",
"ن أسماء فاعل من فخار",
"قد حواها سناكم والسناء",
"بل لكم كل أفعل من كمال",
"واستمرت ما دام يلفى ثناء",
"أعلم العالمين في العلم بحرٌ",
"كيف تحوي علومه العلماء",
"أكرم الأكرمين بحر خضم",
"اين منه الكرام والكرماء",
"أعقل العاقلين شمسٌ جحاه",
"عقلت عن وصولها العقلاء",
"أحلم الناس كالجبال ثباتا",
"أين منه الاطواد والحكماء",
"فبنار الغضى ذا مر أضحى",
"غليها الثلج في الشتا والصلاء",
"ولو اجتاز مغضبا ببحار",
"لغدا غربها عليه اصطلاء",
"هو أتقى لله مما سواه",
"اين منه الزهد والأتقياء",
"لا لغير افله يسخط سخطا",
"وكذا ن رضي له استرضاء",
"لنعم لا زال انسكابا كما قد",
"لازم العلو كالنجوم السماء",
"وبلا لم يجمع دواما كما لم",
"يجتمع نطق واصل والراء",
"نال فوق السماك منزلة فلبيق في",
"الأرض الحاسد الغوّاء",
"رحمةُ العالمين منذ تبدّى",
"وللأعداء نقمة وشقاء",
"ترجمان القرن عثمانه بل",
"هو أعلى ما تبلغ القرّاء",
"وصحاح الحديث بل هو فيه",
"حاكم ذلا فوق ذاك ارتقاء",
"وأصول وما تفرّغ منها",
"أين منه حلولو والفقهاء",
"نوافى او سطا أو جرى بحارا",
"من عطاه جودا ونعم العطاء",
"أين منه سموأل أين عمرو",
"أين بشر منه وأين عطاء",
"هل حروب البسوس مثل سواها",
"أو تحاكي الغطمطم الأنداء",
"خاضم للغبراء لما رأته",
"يتمشى بأرضها الخضراء",
"فبعلياه خصّها فتسامت",
"وتباهت بشخصه الغبراء",
"وله الجود زوّج البذل ذ قد",
"عزّ كفءٍ ما ن له أكفاء",
"طلّق المال فالتفرّق فيه",
"دائم فالهنا له والرفاء",
"للمعالي منذ اشتريت استقرّت",
"ليس فيها بيعٌ وليس شراء",
"أين منه لدى الفصاحة قسّ",
"أين غيّاس منه والبلغاء",
"أفصح الأبله البليد ذكاه",
"مثل ما منه تخرس الفصحاء",
"لو ره في النحو عمرو تغطّى",
"ليت شعري ما يفعل الفرّاء",
"وخليل ذا ره تورات",
"من عروض عن ذهنه الأجزاء",
"أو ره سعد البيان توارى",
"عنه يخفى الخبار والنشاء",
"بل هو الفرد في العلوم جميعا",
"ولكل من علمه استملاء",
"كل علم يقول ليس لغيري",
"منه حظّ فالعلم منه سواء",
"قائم الليل صائم الشمس لله تعالى",
"لا سمعة ولا رياء",
"يخجل السيف حدّه وسناه",
"يخجل البدر والبحار والعطاء",
"وهو صخر لدى العصاة وأمّا",
"للمساكين الدمعة الخنياء",
"كل وصف جميل مد فمقصو",
"ر عليهكم يا أطلس يا علاء",
"ولدى السلم مرسلات رياح",
"ولدى الشر صرصر وبلاء",
"أي ناريه ليت شعري أقوى",
"ناره للقرى أم الهيجاء",
"رب رجراجة تموج أشتعالا",
"وسط هيجاء ظلمة دهماء",
"ملأت كل جدول من نقيع",
"ودقهاا لأنتك الشواظ الدماء",
"صرصر الباس تظلم الجو ظهرا",
"وأضاءت ظلامها الشهباء",
"صاعقات الرصاص تشدو رعودا",
"ويذيب الجبال منها الصلاء",
"وشخير الفحول يلفح نارا",
"ووجوه الضياغم الحرباء",
"وصليل السيوف تحصد منه",
"فضفضات الدروع والحصداء",
"فتراه طودا طليق المحيا",
"مارج البأس الغارة الشعواء",
"فيلقٌ في تفرّد وخميس",
"ضيغم جحفل يصول كداء",
"بذل الهام للسيوف فأضحت",
"نما هي عنده الصفراء",
"ضحك أرماحه وضحك ظباه",
"لعداه هو الأسى والبكاء",
"ليس لا أخف من لا كأن لم",
"تلق رجراجة ولا هيجاء",
"ليت شعري الأقلام أمضى لديه",
"أم سيوف أمضى أم الراء",
"صاغه الله شمس نور تجلّت",
"تحفة الخلق الشرعة البيضاء",
"روح سر الأرواح مهيع صدق",
"أحمديّ طريقه السمحاء",
"أنت شمس وليس ينكر ضوء الشم",
"س لا حندوقة عمياء",
"كامل رث جده واقتفاه",
"قصرت عن مقامه الفضلاء",
"خل حاشا ودع سوى واترك لا",
"وعدا ما هنالك استثناء",
"قل لمن كثر الأماجد مدحا",
"من قديم لم تستو الاشياء",
"عظم هائل وليس كعرش",
"بصر باصر ولا الزبّاء",
"فلئن قيل حلبة أو نجوم",
"فلأنت المجلي أنت ذكاء",
"أو عيون فأنت نسانها أو",
"هم قلوب فاللبّ والأحشاء",
"ولئن قيل نهم عقد درّ",
"فكما قيل الدرة العصماء",
"أو خواتيم أنت جوهر فص",
"أو قرى أنت مكّة البطحاء",
"أوهمُ الطيب ذ يفوح أريجا",
"أنت مسك وأنت منه الذكاء",
"أو عصيّ فنّ منساة موسى",
"مثلا أنت واليد البيضاء",
"أوهمُ النهرُ أو هم الطل فخرا",
"فلأنت العباب أنت الحياء",
"ولئن قيل ن فيهم عبابا",
"في علاه ما ن له شركاء",
"قلت مرعى ولا لسعدان شبه",
"ومياه أيضا ولا الصداء",
"والنبيّ جل فضلهُ بشرٌ لم",
"تحذ حاشا لفضله الفضلاء",
"نّ أدنى مقامك المجد علوا",
"فماذا يريد منك العلاء",
"خنصرٌ حيث عدّ أهل خصال",
"وتباهت بعظمها العظماء",
"ليس يحصى مديحكم مادح لو",
"كان في مدحه لكم طراء",
"لا لقعر البحار حدّ وأنى",
"لمعاليك في العلا استقصاء",
"كيف تحصى ملائك ونبات",
"كيف تحصى الرمال والحصباء",
"مفرد وتر نه غير شفع",
"قلت عجبا هل توجد العنقاء",
"أبحر والمداح غرب دلاء",
"هل لها تنزح البحار الدلاء",
"في بروج الكمال حل افتضالا",
"فتدلى للخلق منه الضياء",
"ليس عيب به وحاشا سوى أن",
"ليس فيه يعاب لا الثناء",
"لم يفته من المكارم لا",
"لفظ حرف لم تحوينه الهجاء",
"دوحة المجد يا ثمال اليتامى",
"يا مفاتيح الفتح يا معطاء",
"يا لواء الأقطاب يا من لواه",
"تهتح فردهم ونعم اللواء",
"يا ذرى الفضل يا أعالي المعالي",
"يا سراجا يا أيها الكيمياء",
"دمت سعدا يعلو على كل سعد",
"لك تحبو العصاة والعظماء",
"نضرة الخير عودها في زهو",
"نما هي الروضة الغناء",
"وطيور السرور تنغم بشرا",
"وأفانينها العلا والكلاء",
"ترغم الحاسدين نصرا وعزّا",
"وسناء وتكبت الأعداء",
"في هناء ما دام يلفى هناء",
"وبقاء ما دام يلفى بقاء",
"نّ شهر الصيام سار ببشر",
"وابتهاج يلوح منه البهاء",
"واذّخرت السهاد فيه قياما",
"لا منام لكم ولا غفاء",
"قوتك الحمد فيه والذكر دأبا",
"والمناجاة تارة والدعاء",
"بيد أن الشهور شهر صيام",
"عندكم والأعوام فيه سناء",
"هاكها يا كفؤا لها بنت فكر",
"تتحلى بحليها العظماء",
"غير أني لابدّ لي من جزاء",
"والنبي جدكم به التأساء",
"حيث أعطى هنيدة لذويها",
"ولى الن للمديح جزاء",
"وجزائي في أبحر الغيب خوضٌ",
"وصعود حيث استدام ارتقاء",
"أشرب الصرف أنظر المزج مزجا",
"وتجلى من الكؤوس الصفاء",
"وذا الخمرة التي خرّ منها",
"صعقا موسى تاجها الكبرياء",
"لا مفاعيل لا مصادير لا",
"ما تصوغ الأفعال والأسماء",
"ثم أفنى في مشهد الذّات حتى",
"يبدو المحو والفنا والبقاء",
"أنظر الحق نه الحق كلا",
"نه الحق ليس ثم غطاء",
"وصلاة لطه لا تنتهي ذ",
"لا له في مدى العلو انتهاء"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=612079 | أحمد الهيبة | نبذة
:
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.\nزعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة. | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=11394 | null | null | null | null | <|meter_0|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ن أهل الهوى هم الأحياءُ <|vsep|> وهم عند أهله الشهداء </|bsep|> <|bsep|> كلّ شيء لا شيء عندي سواهم <|vsep|> فهم لقوم لا لهم نظراء </|bsep|> <|bsep|> حسبوا العشق جمّلا فرأوه <|vsep|> بعض ي هي المنا والهناء </|bsep|> <|bsep|> فنعيما لهم وملكا كبيرا <|vsep|> وبها صار عندهم الاكتفاء </|bsep|> <|bsep|> وكذا الشعر ليس لا فصيحا <|vsep|> نحتته من ذهنها البلغاء </|bsep|> <|bsep|> بدؤه الذكر والديار اشتياقا <|vsep|> والغواني والعيس والبيداء </|bsep|> <|bsep|> فحل لفظ ونسجه بكر معنى <|vsep|> محكم اللفظ أشعلته لظاء </|bsep|> <|bsep|> لم يكن للأسماع أسبق معنى <|vsep|> من مجال الأفكار فيه سواء </|bsep|> <|bsep|> صيغ درّابلا تكلّف ذهن <|vsep|> من هم هكذا هم الشعراء </|bsep|> <|bsep|> لهم المدح والنسيب ومنهم <|vsep|> ينتح الجود والثنا والسخاء </|bsep|> <|bsep|> وذا قلت ن منهم فصيحا <|vsep|> وشويعرا شاعرا أدباء </|bsep|> <|bsep|> قلت قصدى الشم الخناذيذ منهم <|vsep|> والفحول الأوابد البلغاء </|bsep|> <|bsep|> سيما ن يرونق الشعر منهم <|vsep|> خمرة الحب والجوى والطلاء </|bsep|> <|bsep|> يا رعى الله دهرهم لا أراهم <|vsep|> فيه لا هيفاء أو نجلاء </|bsep|> <|bsep|> أورخيمات منطق من بروق <|vsep|> صائدات القلوب أو أدماء </|bsep|> <|bsep|> أو دجنّات من فروع ولا <|vsep|> مائسات القدود أو عجزاء </|bsep|> <|bsep|> أو ثقال الأرداف أولا ثغور <|vsep|> خالطتها في ظلمها الصهباء </|bsep|> <|bsep|> أو ظبيّات مصمتات حجال <|vsep|> والدماليج كالبرى خرساء </|bsep|> <|bsep|> سلّط الله حبّهن علينا <|vsep|> فرمتنا الأهواء كيف تشاء </|bsep|> <|bsep|> كل شيء يثير شوق هواهم <|vsep|> فلذا أغرقتهم الأهواء </|bsep|> <|bsep|> فالليالي لولا الغدائر قلنا <|vsep|> نما الفرع الليلة الليلاء </|bsep|> <|bsep|> وكذا الصبح لو تورّد قلنا <|vsep|> نما الصبح أوجه لا ضياء </|bsep|> <|bsep|> ويروق لولا التفلج قلنا <|vsep|> نما الثغر النيّر الألاء </|bsep|> <|bsep|> وسهام هي اللحاظ ولكن <|vsep|> فاتها الهدب والنوةى والمضاء </|bsep|> <|bsep|> وغصون هي المعاطف لولا <|vsep|> هضبة الردف تحتها واللواء </|bsep|> <|bsep|> أيد الله دولة العشق حتى <|vsep|> لا يرى ناظر ولا رقباء </|bsep|> <|bsep|> ينقضي الصبح والمجالس زهرٌ <|vsep|> وابتدا مثل صبحه المساء </|bsep|> <|bsep|> نسمات الصبا تهبّ عشيّا <|vsep|> وسحيراً وتسجعُ الورقاء </|bsep|> <|bsep|> مابها غير مغرم مستهام <|vsep|> أشعلته من الهوى الصعداء </|bsep|> <|bsep|> مولع ماجد صقيل الحجا أو <|vsep|> أدباء أجلّة ظرفاء </|bsep|> <|bsep|> أو شموس تبرقعت فأضاءت <|vsep|> فادلهمت فلاح منها الضياء </|bsep|> <|bsep|> يا معاطيف ميس وارتجاج <|vsep|> من رمال الأرداف بادعجاء </|bsep|> <|bsep|> يا سهام اللحاظ يافتكات <|vsep|> من رماح القدود مهما تشاء </|bsep|> <|bsep|> ارفقوا بالألباب قطعتموها <|vsep|> وأربعوا ن فعلكم غلواء </|bsep|> <|bsep|> وثغورا هلا بنا قد رفقتم <|vsep|> دام فيكم تفلج وضياء </|bsep|> <|bsep|> يا أسود العرين نّ خصوراً <|vsep|> وعيونا قد مازجتها الطلاء </|bsep|> <|bsep|> وزجاجات بهجة تتثنّى <|vsep|> خوط بان تهزّه النكباء </|bsep|> <|bsep|> ما لكم تصرعون كل هزبر <|vsep|> مالكم صرعتكم الضعفاء </|bsep|> <|bsep|> يا سليمى وبالييلى ولبنى <|vsep|> يادعيد يا ميّ يا اسماء </|bsep|> <|bsep|> يا مثيرات كل حرب ويا من <|vsep|> لالهن العهود لا والوفاء </|bsep|> <|bsep|> ن طه لمن يوقظ حربا <|vsep|> لاعن ما استدامت الهيجاء </|bsep|> <|bsep|> قلن لي لم يقرع لنا ذاك سمعا <|vsep|> وكذا لم تجىء به الأنباء </|bsep|> <|bsep|> بل سمعنا مقاله ن أولى <|vsep|> فتن العالمين هنّ النساء </|bsep|> <|bsep|> وحديثا ليّ حبب من دني <|vsep|> اكم ما النساء فيه ابتداء </|bsep|> <|bsep|> قلت هذا من كيد كنّ عظيمٌ <|vsep|> يا حبال الشيطان أو يا ظباء </|bsep|> <|bsep|> قلن لي أمسكوا الأعنّة عنّا <|vsep|> واحذروا أن يكون منكم لقاء </|bsep|> <|bsep|> قلت هذا بشرط أن تطفئوا ما <|vsep|> في الحوايا وهل له طفاء </|bsep|> <|bsep|> نفث هاروت بابليّ لحاظ <|vsep|> عقد ماروت الطعنة النجلاء </|bsep|> <|bsep|> قلن لي كيف طعننا ما مددنا <|vsep|> لة القتل ننا خصماء </|bsep|> <|bsep|> فأتينا لى الهوى وذكرنا <|vsep|> كل ما فيه للجميع ادعاء </|bsep|> <|bsep|> وأتى الشوق والغرام شهودا <|vsep|> والتصابي لهنّ والبرحاء </|bsep|> <|bsep|> وأجاب الهوى حكمت عليكم <|vsep|> نهن الحكام والأمراء </|bsep|> <|bsep|> قلت لن يفلح المولى عليهم <|vsep|> مرأة فاحتجاجكن هباء </|bsep|> <|bsep|> قلن لي العشق والهوى والأسى هم <|vsep|> الأمراء الذكور يا شهداء </|bsep|> <|bsep|> فسكتنا وما وجدنا جوابا <|vsep|> واتبعنا الهوى على ما يشاء </|bsep|> <|bsep|> يبد أن القتيل منا شهيد <|vsep|> وفي الأصوات ننا الأحياء </|bsep|> <|bsep|> رب بهنانة هيفا أناة <|vsep|> تتثنّى رقراقة درماء </|bsep|> <|bsep|> من هواها تجاذب الصب مما <|vsep|> يعتريه التحذير والغراء </|bsep|> <|bsep|> وجدها فاعل بنا ما تراه <|vsep|> ما لها لم ترفعه يا قرّاء </|bsep|> <|bsep|> واذكار على السكون بنته <|vsep|> أعربت عنه الدمعة الوكفاء </|bsep|> <|bsep|> جمعت كل مفرد أفردته <|vsep|> عن هوى كل غادة أدماء </|bsep|> <|bsep|> جمع كسر لا صحة خصّ فعلى <|vsep|> وهي عنهم تخصّها فعلاء </|bsep|> <|bsep|> فللا ولى صرعى وقس مثل قتلى <|vsep|> وللأخرى النجلاء والهيفاء </|bsep|> <|bsep|> وللأولى أطلق وقيد للأخرى <|vsep|> كل لفظ للهيف فيه بهاء </|bsep|> <|bsep|> لالنا غير يعملات وصالا <|vsep|> أو قلاص كأنها الهوجاء </|bsep|> <|bsep|> عنتريس عرندس عيطموس <|vsep|> عيسجور وعرمس كوماء </|bsep|> <|bsep|> أطلقت أشهرا وأعملت أخرى <|vsep|> بعد أن مر صيفها والشتاء </|bsep|> <|bsep|> ليس لا الجبال كانت وصارت <|vsep|> كل حرف منها في الأحرف راء </|bsep|> <|bsep|> تعبر الل كالنعام ذا ما <|vsep|> نظرت ظل سوطها من وراء </|bsep|> <|bsep|> أدلجت هكذا لى الصبح حتى <|vsep|> ينقضي الصبح ينقضي المساء </|bsep|> <|bsep|> لا لنا غير بطنها من وساد <|vsep|> ولنا الرمل أفرش وغطاء </|bsep|> <|bsep|> ن نظرنا الحصى نقول جبال <|vsep|> أو نظرنا الجبال تقول سماء </|bsep|> <|bsep|> من فياف لمهمه لفياف <|vsep|> وصحار من بعدها صحراء </|bsep|> <|bsep|> ومعي فتية ألبّا كرام <|vsep|> كالمرايا أذهانهم أذكياء </|bsep|> <|bsep|> ذا للاشعار والعلوم لهذا <|vsep|> ولهذا تطريبنا والغناء </|bsep|> <|bsep|> أن منّا السلوّ عمّا أردنا <|vsep|> أين منا المنام والغفاء </|bsep|> <|bsep|> حيث نلقى الأسود ما صريعٌ <|vsep|> من غزال أو ضرّجته الدماء </|bsep|> <|bsep|> دمعة من سوادها انتثرت من <|vsep|> نظم در في أصفر حمراء </|bsep|> <|bsep|> ذا محلّ العذارى تمشي عشيّا <|vsep|> وعلى الحقف تجلس الندماء </|bsep|> <|bsep|> يا ظبيّات يا أحيباب مهلا <|vsep|> ليكن منكم لنا الصغاء </|bsep|> <|bsep|> فتكات الألحاظ منكم أعيرت <|vsep|> فتكة بيّنت لناما المضاء </|bsep|> <|bsep|> يا أهيل الهوى أبيتم سواه <|vsep|> ودواكم هو الهوى والداء </|bsep|> <|bsep|> وكأن الدموع منكم أعيرت <|vsep|> ودقة لانقضا لها وكفاء </|bsep|> <|bsep|> وذ ينقضي النسيب كهذا <|vsep|> فتخلّص للقصد وهو الثناء </|bsep|> <|bsep|> ودقّة من ندى مام البرايا <|vsep|> شيخنا البحر الواهب المعطاء </|bsep|> <|bsep|> فتكة للأعداء تمطر باسا <|vsep|> كان منها البأساء والضراء </|bsep|> <|bsep|> رحمة نقمة نبات حصاد <|vsep|> نال من ربه العلي ما يشاء </|bsep|> <|bsep|> غاية الفضل منتهاه ارتقاء <|vsep|> أنت فيه وما لذاك ارتقاء </|bsep|> <|bsep|> وانتهاء الحلاحل الجهبد الفا <|vsep|> ئق مجدا من ارتقاك ابتداء </|bsep|> <|bsep|> قصص الفخر منك لا يتناهى <|vsep|> عجزت عن دراكها الشعراء </|bsep|> <|bsep|> وسواه الأنفال وهي فروضٌ <|vsep|> فتيمّم لها وهي الماء </|bsep|> <|bsep|> نصرها في بروج فتح المعالي <|vsep|> كوثر المجد قلد الجوزاء </|bsep|> <|bsep|> بحر غيب مطلسمٌ فيض سر <|vsep|> نور نور فعم منه الضياء </|bsep|> <|bsep|> مصدر المكرمات مورد عذب <|vsep|> فصدور منه ومنه استقاء </|bsep|> <|bsep|> لهو القطب الجامع الفرد قطعا <|vsep|> أين منه الأخيار والنجباء </|bsep|> <|bsep|> أين منه الأوتاد حيث تساموا <|vsep|> أين منه الأبدال والنقباء </|bsep|> <|bsep|> جمع جمع مقامه وكفاه <|vsep|> حيث أرقاه من له الكبرياء </|bsep|> <|bsep|> واردات الله والحال منه <|vsep|> صد قا ما تقوله الأنبياء </|bsep|> <|bsep|> هو غيث لا ينقضي سحّه لو <|vsep|> رصعته البيضاء والصفراء </|bsep|> <|bsep|> نال أعلى مقام كل ولي <|vsep|> ممكن أن تناله الأولياء </|bsep|> <|bsep|> واضح كالشموس في الصحو نورا <|vsep|> واختفى حيث لا يصحّ الخفاء </|bsep|> <|bsep|> أيّ فضل يفوته ايّ فخر <|vsep|> أي مجد تعذّر الحصاء </|bsep|> <|bsep|> ولأي كذا كما قال عمرو <|vsep|> خلقت هكذا ترى الفضلاء </|bsep|> <|bsep|> ن أسماء فاعل من فخار <|vsep|> قد حواها سناكم والسناء </|bsep|> <|bsep|> بل لكم كل أفعل من كمال <|vsep|> واستمرت ما دام يلفى ثناء </|bsep|> <|bsep|> أعلم العالمين في العلم بحرٌ <|vsep|> كيف تحوي علومه العلماء </|bsep|> <|bsep|> أكرم الأكرمين بحر خضم <|vsep|> اين منه الكرام والكرماء </|bsep|> <|bsep|> أعقل العاقلين شمسٌ جحاه <|vsep|> عقلت عن وصولها العقلاء </|bsep|> <|bsep|> أحلم الناس كالجبال ثباتا <|vsep|> أين منه الاطواد والحكماء </|bsep|> <|bsep|> فبنار الغضى ذا مر أضحى <|vsep|> غليها الثلج في الشتا والصلاء </|bsep|> <|bsep|> ولو اجتاز مغضبا ببحار <|vsep|> لغدا غربها عليه اصطلاء </|bsep|> <|bsep|> هو أتقى لله مما سواه <|vsep|> اين منه الزهد والأتقياء </|bsep|> <|bsep|> لا لغير افله يسخط سخطا <|vsep|> وكذا ن رضي له استرضاء </|bsep|> <|bsep|> لنعم لا زال انسكابا كما قد <|vsep|> لازم العلو كالنجوم السماء </|bsep|> <|bsep|> وبلا لم يجمع دواما كما لم <|vsep|> يجتمع نطق واصل والراء </|bsep|> <|bsep|> نال فوق السماك منزلة فلبيق في <|vsep|> الأرض الحاسد الغوّاء </|bsep|> <|bsep|> رحمةُ العالمين منذ تبدّى <|vsep|> وللأعداء نقمة وشقاء </|bsep|> <|bsep|> ترجمان القرن عثمانه بل <|vsep|> هو أعلى ما تبلغ القرّاء </|bsep|> <|bsep|> وصحاح الحديث بل هو فيه <|vsep|> حاكم ذلا فوق ذاك ارتقاء </|bsep|> <|bsep|> وأصول وما تفرّغ منها <|vsep|> أين منه حلولو والفقهاء </|bsep|> <|bsep|> نوافى او سطا أو جرى بحارا <|vsep|> من عطاه جودا ونعم العطاء </|bsep|> <|bsep|> أين منه سموأل أين عمرو <|vsep|> أين بشر منه وأين عطاء </|bsep|> <|bsep|> هل حروب البسوس مثل سواها <|vsep|> أو تحاكي الغطمطم الأنداء </|bsep|> <|bsep|> خاضم للغبراء لما رأته <|vsep|> يتمشى بأرضها الخضراء </|bsep|> <|bsep|> فبعلياه خصّها فتسامت <|vsep|> وتباهت بشخصه الغبراء </|bsep|> <|bsep|> وله الجود زوّج البذل ذ قد <|vsep|> عزّ كفءٍ ما ن له أكفاء </|bsep|> <|bsep|> طلّق المال فالتفرّق فيه <|vsep|> دائم فالهنا له والرفاء </|bsep|> <|bsep|> للمعالي منذ اشتريت استقرّت <|vsep|> ليس فيها بيعٌ وليس شراء </|bsep|> <|bsep|> أين منه لدى الفصاحة قسّ <|vsep|> أين غيّاس منه والبلغاء </|bsep|> <|bsep|> أفصح الأبله البليد ذكاه <|vsep|> مثل ما منه تخرس الفصحاء </|bsep|> <|bsep|> لو ره في النحو عمرو تغطّى <|vsep|> ليت شعري ما يفعل الفرّاء </|bsep|> <|bsep|> وخليل ذا ره تورات <|vsep|> من عروض عن ذهنه الأجزاء </|bsep|> <|bsep|> أو ره سعد البيان توارى <|vsep|> عنه يخفى الخبار والنشاء </|bsep|> <|bsep|> بل هو الفرد في العلوم جميعا <|vsep|> ولكل من علمه استملاء </|bsep|> <|bsep|> كل علم يقول ليس لغيري <|vsep|> منه حظّ فالعلم منه سواء </|bsep|> <|bsep|> قائم الليل صائم الشمس لله تعالى <|vsep|> لا سمعة ولا رياء </|bsep|> <|bsep|> يخجل السيف حدّه وسناه <|vsep|> يخجل البدر والبحار والعطاء </|bsep|> <|bsep|> وهو صخر لدى العصاة وأمّا <|vsep|> للمساكين الدمعة الخنياء </|bsep|> <|bsep|> كل وصف جميل مد فمقصو <|vsep|> ر عليهكم يا أطلس يا علاء </|bsep|> <|bsep|> ولدى السلم مرسلات رياح <|vsep|> ولدى الشر صرصر وبلاء </|bsep|> <|bsep|> أي ناريه ليت شعري أقوى <|vsep|> ناره للقرى أم الهيجاء </|bsep|> <|bsep|> رب رجراجة تموج أشتعالا <|vsep|> وسط هيجاء ظلمة دهماء </|bsep|> <|bsep|> ملأت كل جدول من نقيع <|vsep|> ودقهاا لأنتك الشواظ الدماء </|bsep|> <|bsep|> صرصر الباس تظلم الجو ظهرا <|vsep|> وأضاءت ظلامها الشهباء </|bsep|> <|bsep|> صاعقات الرصاص تشدو رعودا <|vsep|> ويذيب الجبال منها الصلاء </|bsep|> <|bsep|> وشخير الفحول يلفح نارا <|vsep|> ووجوه الضياغم الحرباء </|bsep|> <|bsep|> وصليل السيوف تحصد منه <|vsep|> فضفضات الدروع والحصداء </|bsep|> <|bsep|> فتراه طودا طليق المحيا <|vsep|> مارج البأس الغارة الشعواء </|bsep|> <|bsep|> فيلقٌ في تفرّد وخميس <|vsep|> ضيغم جحفل يصول كداء </|bsep|> <|bsep|> بذل الهام للسيوف فأضحت <|vsep|> نما هي عنده الصفراء </|bsep|> <|bsep|> ضحك أرماحه وضحك ظباه <|vsep|> لعداه هو الأسى والبكاء </|bsep|> <|bsep|> ليس لا أخف من لا كأن لم <|vsep|> تلق رجراجة ولا هيجاء </|bsep|> <|bsep|> ليت شعري الأقلام أمضى لديه <|vsep|> أم سيوف أمضى أم الراء </|bsep|> <|bsep|> صاغه الله شمس نور تجلّت <|vsep|> تحفة الخلق الشرعة البيضاء </|bsep|> <|bsep|> روح سر الأرواح مهيع صدق <|vsep|> أحمديّ طريقه السمحاء </|bsep|> <|bsep|> أنت شمس وليس ينكر ضوء الشم <|vsep|> س لا حندوقة عمياء </|bsep|> <|bsep|> كامل رث جده واقتفاه <|vsep|> قصرت عن مقامه الفضلاء </|bsep|> <|bsep|> خل حاشا ودع سوى واترك لا <|vsep|> وعدا ما هنالك استثناء </|bsep|> <|bsep|> قل لمن كثر الأماجد مدحا <|vsep|> من قديم لم تستو الاشياء </|bsep|> <|bsep|> عظم هائل وليس كعرش <|vsep|> بصر باصر ولا الزبّاء </|bsep|> <|bsep|> فلئن قيل حلبة أو نجوم <|vsep|> فلأنت المجلي أنت ذكاء </|bsep|> <|bsep|> أو عيون فأنت نسانها أو <|vsep|> هم قلوب فاللبّ والأحشاء </|bsep|> <|bsep|> ولئن قيل نهم عقد درّ <|vsep|> فكما قيل الدرة العصماء </|bsep|> <|bsep|> أو خواتيم أنت جوهر فص <|vsep|> أو قرى أنت مكّة البطحاء </|bsep|> <|bsep|> أوهمُ الطيب ذ يفوح أريجا <|vsep|> أنت مسك وأنت منه الذكاء </|bsep|> <|bsep|> أو عصيّ فنّ منساة موسى <|vsep|> مثلا أنت واليد البيضاء </|bsep|> <|bsep|> أوهمُ النهرُ أو هم الطل فخرا <|vsep|> فلأنت العباب أنت الحياء </|bsep|> <|bsep|> ولئن قيل ن فيهم عبابا <|vsep|> في علاه ما ن له شركاء </|bsep|> <|bsep|> قلت مرعى ولا لسعدان شبه <|vsep|> ومياه أيضا ولا الصداء </|bsep|> <|bsep|> والنبيّ جل فضلهُ بشرٌ لم <|vsep|> تحذ حاشا لفضله الفضلاء </|bsep|> <|bsep|> نّ أدنى مقامك المجد علوا <|vsep|> فماذا يريد منك العلاء </|bsep|> <|bsep|> خنصرٌ حيث عدّ أهل خصال <|vsep|> وتباهت بعظمها العظماء </|bsep|> <|bsep|> ليس يحصى مديحكم مادح لو <|vsep|> كان في مدحه لكم طراء </|bsep|> <|bsep|> لا لقعر البحار حدّ وأنى <|vsep|> لمعاليك في العلا استقصاء </|bsep|> <|bsep|> كيف تحصى ملائك ونبات <|vsep|> كيف تحصى الرمال والحصباء </|bsep|> <|bsep|> مفرد وتر نه غير شفع <|vsep|> قلت عجبا هل توجد العنقاء </|bsep|> <|bsep|> أبحر والمداح غرب دلاء <|vsep|> هل لها تنزح البحار الدلاء </|bsep|> <|bsep|> في بروج الكمال حل افتضالا <|vsep|> فتدلى للخلق منه الضياء </|bsep|> <|bsep|> ليس عيب به وحاشا سوى أن <|vsep|> ليس فيه يعاب لا الثناء </|bsep|> <|bsep|> لم يفته من المكارم لا <|vsep|> لفظ حرف لم تحوينه الهجاء </|bsep|> <|bsep|> دوحة المجد يا ثمال اليتامى <|vsep|> يا مفاتيح الفتح يا معطاء </|bsep|> <|bsep|> يا لواء الأقطاب يا من لواه <|vsep|> تهتح فردهم ونعم اللواء </|bsep|> <|bsep|> يا ذرى الفضل يا أعالي المعالي <|vsep|> يا سراجا يا أيها الكيمياء </|bsep|> <|bsep|> دمت سعدا يعلو على كل سعد <|vsep|> لك تحبو العصاة والعظماء </|bsep|> <|bsep|> نضرة الخير عودها في زهو <|vsep|> نما هي الروضة الغناء </|bsep|> <|bsep|> وطيور السرور تنغم بشرا <|vsep|> وأفانينها العلا والكلاء </|bsep|> <|bsep|> ترغم الحاسدين نصرا وعزّا <|vsep|> وسناء وتكبت الأعداء </|bsep|> <|bsep|> في هناء ما دام يلفى هناء <|vsep|> وبقاء ما دام يلفى بقاء </|bsep|> <|bsep|> نّ شهر الصيام سار ببشر <|vsep|> وابتهاج يلوح منه البهاء </|bsep|> <|bsep|> واذّخرت السهاد فيه قياما <|vsep|> لا منام لكم ولا غفاء </|bsep|> <|bsep|> قوتك الحمد فيه والذكر دأبا <|vsep|> والمناجاة تارة والدعاء </|bsep|> <|bsep|> بيد أن الشهور شهر صيام <|vsep|> عندكم والأعوام فيه سناء </|bsep|> <|bsep|> هاكها يا كفؤا لها بنت فكر <|vsep|> تتحلى بحليها العظماء </|bsep|> <|bsep|> غير أني لابدّ لي من جزاء <|vsep|> والنبي جدكم به التأساء </|bsep|> <|bsep|> حيث أعطى هنيدة لذويها <|vsep|> ولى الن للمديح جزاء </|bsep|> <|bsep|> وجزائي في أبحر الغيب خوضٌ <|vsep|> وصعود حيث استدام ارتقاء </|bsep|> <|bsep|> أشرب الصرف أنظر المزج مزجا <|vsep|> وتجلى من الكؤوس الصفاء </|bsep|> <|bsep|> وذا الخمرة التي خرّ منها <|vsep|> صعقا موسى تاجها الكبرياء </|bsep|> <|bsep|> لا مفاعيل لا مصادير لا <|vsep|> ما تصوغ الأفعال والأسماء </|bsep|> <|bsep|> ثم أفنى في مشهد الذّات حتى <|vsep|> يبدو المحو والفنا والبقاء </|bsep|> <|bsep|> أنظر الحق نه الحق كلا <|vsep|> نه الحق ليس ثم غطاء </|bsep|> </|psep|> |
قضيت العمر في سكر | 15الهزج
| [
"قَضَيتُ العُمرَ في سُكرِ",
"مِنَ الأَلحانِ وَالشِّعرِ",
"وَلَم أَشرَب عَصيرَ الكَرمِ",
"أَو صِنفاً مِنَ الخَمرِ",
"تَراني دائماً نَشوانَ مِن",
"عِطرِ الهَوى العُذري",
"وَمِن رَفَّ الخَيالِ الحُلوِ",
"يَسري في مَدى الفِكرِ",
"تُسَلِّيهِ نُجومُ اللَّيلِ",
"حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ",
"وَيُغنيهِ ضِياءُ الصُّبحِ",
"عَن مَحبوبِهِ البَدرِ",
"تُغَنّيهٍِ عَصافيرُ الرُّؤى",
"أُنشودَةَ الدَّهرِ",
"بِرَوضٍ مِلؤُهُ الأَلوانُ",
"بَينَ العُشبِ وَالزَّهرِ",
"وَأَنسامٌ كَرَوحِ المَجدِ تَشفي",
"الوَجدَ في صَدري",
"فَأَستَجلي سُلافَ الفَنِّ",
"في أَقداحِ بِلَّورِ",
"هِيَ الخَمرُ الَّتي أَغرَت",
"ذَوي الحساسِ بِالسُّكرِ",
"وَكَم غَنَّى بِها قَبلي",
"مِفَنٌ هامَ بِالسِّحرِ",
"فَقالَ النّاسُ في أشعارِهِ",
"شَيءِ مَنَ الكُفرِ",
"وَلَو ذاقوا الَّذي عاناهُ",
"لَم يَرموهُ بِالنُّكرِ",
"فَكُلُّ العَيشِ لَولا خَمرُهُ",
"ضَربٌ مِنَ الهَذرِ",
"وَما أَبعَدَ أَهلَ الشَّرِّ",
"عَن ياتِهِ الغُرِّ",
"هَوَ المَظلومُ في الدُّنيا",
"فَهَل يَرتاحُ في الحَشرِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573569 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_10|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قَضَيتُ العُمرَ في سُكرِ <|vsep|> مِنَ الأَلحانِ وَالشِّعرِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَم أَشرَب عَصيرَ الكَرمِ <|vsep|> أَو صِنفاً مِنَ الخَمرِ </|bsep|> <|bsep|> تَراني دائماً نَشوانَ مِن <|vsep|> عِطرِ الهَوى العُذري </|bsep|> <|bsep|> وَمِن رَفَّ الخَيالِ الحُلوِ <|vsep|> يَسري في مَدى الفِكرِ </|bsep|> <|bsep|> تُسَلِّيهِ نُجومُ اللَّيلِ <|vsep|> حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ </|bsep|> <|bsep|> وَيُغنيهِ ضِياءُ الصُّبحِ <|vsep|> عَن مَحبوبِهِ البَدرِ </|bsep|> <|bsep|> تُغَنّيهٍِ عَصافيرُ الرُّؤى <|vsep|> أُنشودَةَ الدَّهرِ </|bsep|> <|bsep|> بِرَوضٍ مِلؤُهُ الأَلوانُ <|vsep|> بَينَ العُشبِ وَالزَّهرِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَنسامٌ كَرَوحِ المَجدِ تَشفي <|vsep|> الوَجدَ في صَدري </|bsep|> <|bsep|> فَأَستَجلي سُلافَ الفَنِّ <|vsep|> في أَقداحِ بِلَّورِ </|bsep|> <|bsep|> هِيَ الخَمرُ الَّتي أَغرَت <|vsep|> ذَوي الحساسِ بِالسُّكرِ </|bsep|> <|bsep|> وَكَم غَنَّى بِها قَبلي <|vsep|> مِفَنٌ هامَ بِالسِّحرِ </|bsep|> <|bsep|> فَقالَ النّاسُ في أشعارِهِ <|vsep|> شَيءِ مَنَ الكُفرِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَو ذاقوا الَّذي عاناهُ <|vsep|> لَم يَرموهُ بِالنُّكرِ </|bsep|> <|bsep|> فَكُلُّ العَيشِ لَولا خَمرُهُ <|vsep|> ضَربٌ مِنَ الهَذرِ </|bsep|> <|bsep|> وَما أَبعَدَ أَهلَ الشَّرِّ <|vsep|> عَن ياتِهِ الغُرِّ </|bsep|> </|psep|> |
عاش يهواها ويستوحي جهاده | 3الرمل
| [
"عاشَ يَهواها وَيَستَوحي جِهادَه",
"مِن هَوىً فانٍ رَأَى فيهِ سَعادَه",
"وَأَطالَت في الهَوى تَعذيبَهُ",
"وَلَعَلَّ الدَّلَّ عِندَ الغيدِ عادَه",
"أَوهَمَتهُ أَنَّها تَهوى بِهِ",
"مَبدَأَ حُراًّ فَهَل صانَت ودادَه",
"لا فَقَد هامَت بِمَن لَم يَحفَظوا",
"عَهدَها وَاتَّخَذوا مِنها وِسادَه",
"سَجَدوا ذُلاًّ لَدَيها فَادَّعَت",
"أَنَّ في الذُّلِّ عَلَى الحُبِّ شَهادَه",
"نَهَمٌ خَطَّ عَلَى أَظفارِهِم",
"مُنيَةُ الجائِعِ أَن يَقنِصَ زادَه",
"ِنَّ مَن تَسِرُهُ أَهواؤُهُ",
"عَبدُ رِقٍ وَلَئِن أَخفى سَوادَه",
"وَلَقَد يَسطو فَمَن لاذَت بِهِ",
"ضَيَّعَت أَثمَنَ ما تَملِكُ غادَه",
"وَكَريمُ النَّفسِ يَقضي عُمرَهُ",
"ظامئاً يَرعى الَّتي أَدمَت فُؤادَه",
"مُثُلٌ عُليا سَرَت في نَفسِهِ",
"جَعَلَت مِنهُ أَبِيّاً ذا ِرادَه",
"عَدلُهُ يَفتِنُ أربابَ النُّهى",
"فَذا مَرَّ بِمَظلومٍ أَفادَه",
"كانَ في نِيَّتِهِ سعادُها",
"يا لَصَبٍّ سَلبَ الحُبُّ رَشادَه",
"بَعدَ حينٍ أَدرَكَت مَن أَهمَلَت",
"أَمرَهُ خُسرانَ أحلامِ الرَّغادَه",
"فَمَضَت تَذرِفُ دَمعاً قانِياً",
"وَمِنَ الدَّمعِ صَلاةٌ وَعِبادَه",
"وَتَمَنَّت لَو رَعَت زَهرَ الرُّبى",
"قَبلَ أَن ماتَ وَلَم يُدرِك مُرادَه",
"ثُمًّ لَمّا اذَّكَرَت ما سَمِعَت",
"مِن شَهيدٍ خَلَّدَ الشِّعرُ جِهادَه",
"مَلأَت مَثواهُ نَبتاً ناضِراً",
"وَغَدَت تَرعى وِرادَه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573547 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> عاشَ يَهواها وَيَستَوحي جِهادَه <|vsep|> مِن هَوىً فانٍ رَأَى فيهِ سَعادَه </|bsep|> <|bsep|> وَأَطالَت في الهَوى تَعذيبَهُ <|vsep|> وَلَعَلَّ الدَّلَّ عِندَ الغيدِ عادَه </|bsep|> <|bsep|> أَوهَمَتهُ أَنَّها تَهوى بِهِ <|vsep|> مَبدَأَ حُراًّ فَهَل صانَت ودادَه </|bsep|> <|bsep|> لا فَقَد هامَت بِمَن لَم يَحفَظوا <|vsep|> عَهدَها وَاتَّخَذوا مِنها وِسادَه </|bsep|> <|bsep|> سَجَدوا ذُلاًّ لَدَيها فَادَّعَت <|vsep|> أَنَّ في الذُّلِّ عَلَى الحُبِّ شَهادَه </|bsep|> <|bsep|> نَهَمٌ خَطَّ عَلَى أَظفارِهِم <|vsep|> مُنيَةُ الجائِعِ أَن يَقنِصَ زادَه </|bsep|> <|bsep|> ِنَّ مَن تَسِرُهُ أَهواؤُهُ <|vsep|> عَبدُ رِقٍ وَلَئِن أَخفى سَوادَه </|bsep|> <|bsep|> وَلَقَد يَسطو فَمَن لاذَت بِهِ <|vsep|> ضَيَّعَت أَثمَنَ ما تَملِكُ غادَه </|bsep|> <|bsep|> وَكَريمُ النَّفسِ يَقضي عُمرَهُ <|vsep|> ظامئاً يَرعى الَّتي أَدمَت فُؤادَه </|bsep|> <|bsep|> مُثُلٌ عُليا سَرَت في نَفسِهِ <|vsep|> جَعَلَت مِنهُ أَبِيّاً ذا ِرادَه </|bsep|> <|bsep|> عَدلُهُ يَفتِنُ أربابَ النُّهى <|vsep|> فَذا مَرَّ بِمَظلومٍ أَفادَه </|bsep|> <|bsep|> كانَ في نِيَّتِهِ سعادُها <|vsep|> يا لَصَبٍّ سَلبَ الحُبُّ رَشادَه </|bsep|> <|bsep|> بَعدَ حينٍ أَدرَكَت مَن أَهمَلَت <|vsep|> أَمرَهُ خُسرانَ أحلامِ الرَّغادَه </|bsep|> <|bsep|> فَمَضَت تَذرِفُ دَمعاً قانِياً <|vsep|> وَمِنَ الدَّمعِ صَلاةٌ وَعِبادَه </|bsep|> <|bsep|> وَتَمَنَّت لَو رَعَت زَهرَ الرُّبى <|vsep|> قَبلَ أَن ماتَ وَلَم يُدرِك مُرادَه </|bsep|> <|bsep|> ثُمًّ لَمّا اذَّكَرَت ما سَمِعَت <|vsep|> مِن شَهيدٍ خَلَّدَ الشِّعرُ جِهادَه </|bsep|> </|psep|> |
قصد الفلاح ذيب | 3الرمل
| [
"قَصَدَ الفَلاّحُ ذيب",
"دارَ ِدريسَ الطَّبيب",
"وَشكا لامَهُ في العَينِ",
"بِالدَّمعِ السَّكيب",
"فادَّعى ِدريسُ أَنَّ",
"الدّاءَ مُستَعصٍ خَطير",
"وَأضافَ الأَمرُ مُحتاجٌ",
"لى مالٍ كَثير",
"قالَ ذيبٌ ما مَعي فَلسٌ",
"فأَرجو المَعذِرَه",
"مَورِدي اليَومِيُّ سَطلٌ",
"مِن حَليبِ البَقَرَه",
"وَارتَضى دريسُ نِصفَ",
"السَّطلِ أَجراً لِلعيادَه",
"وَانقَضى شَهرانِ وَالفَلاّحُ",
"لَم يُدرِك مُرادَه",
"كُلَّ صُبحٍ بَعد لأي",
"يَسكُنُ الجَفنُ السَّقيم",
"فَِذا جاءَ المَساءُ",
"استَيقَظَ الدّاءُ الأَليم",
"ومَضى ِدريسُ في دَعوى",
"لى دارِ الوِلايَه",
"فَارتَأَى تِلميذُهُ مَبروكُ",
"ِنهاءَ الرِّوايَه",
"لَم يَكن في العَينِ ِلا",
"شَوكَةٌ جِدُّ صَغيرَه",
"شُفِيَ الفَلاّحُ وَالدُّكتورُ",
"لَم يَعلم مَصيرَه",
"وَاَخَيراً قالَ لِلتِّلميذِ",
"هَل داوَيتَ ذيبا",
"ثَكِلَت أُمُّكَ يا مَلعونُ",
"ضَيَّعنا الحَليبا",
"هذِه قِصَّةُ مَن ساسوا",
"الوَرى والسِّرُّ بادي",
"زُمرَةٌ تَستَثمِرُ الدُّنيا",
"بِتَعذيبِ العِبادِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573579 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قَصَدَ الفَلاّحُ ذيب <|vsep|> دارَ ِدريسَ الطَّبيب </|bsep|> <|bsep|> وَشكا لامَهُ في العَينِ <|vsep|> بِالدَّمعِ السَّكيب </|bsep|> <|bsep|> فادَّعى ِدريسُ أَنَّ <|vsep|> الدّاءَ مُستَعصٍ خَطير </|bsep|> <|bsep|> وَأضافَ الأَمرُ مُحتاجٌ <|vsep|> لى مالٍ كَثير </|bsep|> <|bsep|> قالَ ذيبٌ ما مَعي فَلسٌ <|vsep|> فأَرجو المَعذِرَه </|bsep|> <|bsep|> مَورِدي اليَومِيُّ سَطلٌ <|vsep|> مِن حَليبِ البَقَرَه </|bsep|> <|bsep|> وَارتَضى دريسُ نِصفَ <|vsep|> السَّطلِ أَجراً لِلعيادَه </|bsep|> <|bsep|> وَانقَضى شَهرانِ وَالفَلاّحُ <|vsep|> لَم يُدرِك مُرادَه </|bsep|> <|bsep|> كُلَّ صُبحٍ بَعد لأي <|vsep|> يَسكُنُ الجَفنُ السَّقيم </|bsep|> <|bsep|> فَِذا جاءَ المَساءُ <|vsep|> استَيقَظَ الدّاءُ الأَليم </|bsep|> <|bsep|> ومَضى ِدريسُ في دَعوى <|vsep|> لى دارِ الوِلايَه </|bsep|> <|bsep|> فَارتَأَى تِلميذُهُ مَبروكُ <|vsep|> ِنهاءَ الرِّوايَه </|bsep|> <|bsep|> لَم يَكن في العَينِ ِلا <|vsep|> شَوكَةٌ جِدُّ صَغيرَه </|bsep|> <|bsep|> شُفِيَ الفَلاّحُ وَالدُّكتورُ <|vsep|> لَم يَعلم مَصيرَه </|bsep|> <|bsep|> وَاَخَيراً قالَ لِلتِّلميذِ <|vsep|> هَل داوَيتَ ذيبا </|bsep|> <|bsep|> ثَكِلَت أُمُّكَ يا مَلعونُ <|vsep|> ضَيَّعنا الحَليبا </|bsep|> <|bsep|> هذِه قِصَّةُ مَن ساسوا <|vsep|> الوَرى والسِّرُّ بادي </|bsep|> </|psep|> |
وا طول شوقي الى الخلود | 0البسيط
| [
"وا طولَ شَوقي لى الخُلود",
"في عالَمِ الفِكرِ وَالرُّؤى",
"وَكَم تَمنَيَّتُ أَن يَعود",
"ذاكَ الخَيالُ الَّذي نَأَى",
"هُناكَ أَستَعذِبُ المُام",
"كَأَنَّما الخًلدُ مَلعَبُ",
"فَلا شَقاءٌ وَلا صِدام",
"وَلا فُؤادٌ مُعَذَّبُ",
"وَكَيفَ يَرضى عَنِ السُّهاد",
"مَن لَم يُوَفَّق بِحُبِّهِ",
"يا قَلبُ ذَلَّ الَّذي استَفاد",
"مِنَ المُرائِي وَطِبِّهِ",
"ِن لَم تَكُن مُصلِحَ العِباد",
"فَلا أَقَلَّ مِنَ الكَلام",
"هيِّ لَهُم خُطَّةَ الجِها",
"لِيَفهَموا العَدلَ وَالنِّظام",
"وَاذهَب وَغازِل شَذا الغُصون",
"وَما تًغّنِّي العَنادِلُ",
"في الرَّوض شَيئٌ مِنَ الفُتون",
"في حَبَّةِ القَلبِ ناِزلُ",
"يوحي ِلَيكَ هَوىً يَدوم",
"وَنَشرُهُ يَنفَعُ البَشَر",
"أَحلى الهَوى حُبُّكَ العًلوم",
"وَالشِّعرَ وَالعودَ وَالصُّوَر"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573565 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> وا طولَ شَوقي لى الخُلود <|vsep|> في عالَمِ الفِكرِ وَالرُّؤى </|bsep|> <|bsep|> وَكَم تَمنَيَّتُ أَن يَعود <|vsep|> ذاكَ الخَيالُ الَّذي نَأَى </|bsep|> <|bsep|> هُناكَ أَستَعذِبُ المُام <|vsep|> كَأَنَّما الخًلدُ مَلعَبُ </|bsep|> <|bsep|> فَلا شَقاءٌ وَلا صِدام <|vsep|> وَلا فُؤادٌ مُعَذَّبُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَيفَ يَرضى عَنِ السُّهاد <|vsep|> مَن لَم يُوَفَّق بِحُبِّهِ </|bsep|> <|bsep|> يا قَلبُ ذَلَّ الَّذي استَفاد <|vsep|> مِنَ المُرائِي وَطِبِّهِ </|bsep|> <|bsep|> ِن لَم تَكُن مُصلِحَ العِباد <|vsep|> فَلا أَقَلَّ مِنَ الكَلام </|bsep|> <|bsep|> هيِّ لَهُم خُطَّةَ الجِها <|vsep|> لِيَفهَموا العَدلَ وَالنِّظام </|bsep|> <|bsep|> وَاذهَب وَغازِل شَذا الغُصون <|vsep|> وَما تًغّنِّي العَنادِلُ </|bsep|> <|bsep|> في الرَّوض شَيئٌ مِنَ الفُتون <|vsep|> في حَبَّةِ القَلبِ ناِزلُ </|bsep|> <|bsep|> يوحي ِلَيكَ هَوىً يَدوم <|vsep|> وَنَشرُهُ يَنفَعُ البَشَر </|bsep|> </|psep|> |
من اولعوا بالصور الرمزيه | 2الرجز
| [
"مَن أُولِعوا بِالصُّوَرِ الرَّمزِيَّه",
"سَيُدرِكونَ الغَمزَةَ الخَفِيَّه",
"مُحِبُّ فَنٍّ ضَيَّعَ الأَعواما",
"في رَسمِ ما يُحَيِّرُ الأَفهاما",
"مَضى ِلَيهِ صاحِبُ القَصيدَه",
"وَقالَ عِندي صُورَةٌ فَريدَه",
"مُوسى وَفِرعَونُ وَأَطماعُ البَشَر",
"تَبدو بِرمزٍ كَالكَلامِ المُختَصَر",
"أَجابَ حَقَّا ِنَّها غَريبَه",
"فَمَن أَتى بِهذِهِ العَجيبة",
"وَهَل أَراها يا صَديقي الغالي",
"مَعروضَةً في حَفلَةِ استِقبالي",
"يَدرُسُها النُّقّادُ بِاهتمِامِ",
"كَأَنَّها أُنشودَةُ الأَحلامِ",
"وَكانَ نِصفُ الصُّورَةِ العَظيمَه",
"عِشرينَ خَطاًّ شِبهَ مُستَقيمَه",
"وَفَوقَها خَطٌّ كَمَوجِ البَحرِ",
"وَعَرضُها مِترٌ بِطولِ شِبرِ",
"شاهَدَها النُّقّادُ فَاعتَلى الضَّحِك",
"وَصَرَخوا فَسِّر لَنا ما تَمتَلِك",
"وَأَينَ فِرعَونُ أَجَبتُهُم غَرِق",
"وَجَيشُهُ في لُجَّةِ البَحرِ عَلِق",
"قالوا وَأَينَ باتَ مُوسى يا عَجَب",
"أَجَبتُهُم لا تَعجَبوا فَقَد هَرَب",
"فَهَتَفوا عِفنا هَوى الرُّموزِ",
"في صورَةٍ كَسَحنَةِ العَجوزِ",
"فَقُلتُ ِنَّها مِثالُ النّاسِ",
"فقَد أَحَبُّوا فاسِدَ الأَساسِ",
"وَكُلُّ ِصلاحٍ تَعَلَّموهُ",
"يُمسي كَرسمٍ عافَهُ ذَوُوهُ",
"كَاَّنَّهُ حِبرٌ بَدا عَلَى وَرَق",
"في صورَةٍ رَمزِيَّةٍ توحي القَلَق",
"أَو قِصَّةٍ خَلَت مِنَ المَعاني",
"لَمّا تَزَل مَهزلَةَ الزَّمانِ",
"وَالنّاسُ يَهتفِونَ في النِّهايَه",
"لِبَطَلَيها الجَهلِ وَالعَمايَه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573576 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_15|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> مَن أُولِعوا بِالصُّوَرِ الرَّمزِيَّه <|vsep|> سَيُدرِكونَ الغَمزَةَ الخَفِيَّه </|bsep|> <|bsep|> مُحِبُّ فَنٍّ ضَيَّعَ الأَعواما <|vsep|> في رَسمِ ما يُحَيِّرُ الأَفهاما </|bsep|> <|bsep|> مَضى ِلَيهِ صاحِبُ القَصيدَه <|vsep|> وَقالَ عِندي صُورَةٌ فَريدَه </|bsep|> <|bsep|> مُوسى وَفِرعَونُ وَأَطماعُ البَشَر <|vsep|> تَبدو بِرمزٍ كَالكَلامِ المُختَصَر </|bsep|> <|bsep|> أَجابَ حَقَّا ِنَّها غَريبَه <|vsep|> فَمَن أَتى بِهذِهِ العَجيبة </|bsep|> <|bsep|> وَهَل أَراها يا صَديقي الغالي <|vsep|> مَعروضَةً في حَفلَةِ استِقبالي </|bsep|> <|bsep|> يَدرُسُها النُّقّادُ بِاهتمِامِ <|vsep|> كَأَنَّها أُنشودَةُ الأَحلامِ </|bsep|> <|bsep|> وَكانَ نِصفُ الصُّورَةِ العَظيمَه <|vsep|> عِشرينَ خَطاًّ شِبهَ مُستَقيمَه </|bsep|> <|bsep|> وَفَوقَها خَطٌّ كَمَوجِ البَحرِ <|vsep|> وَعَرضُها مِترٌ بِطولِ شِبرِ </|bsep|> <|bsep|> شاهَدَها النُّقّادُ فَاعتَلى الضَّحِك <|vsep|> وَصَرَخوا فَسِّر لَنا ما تَمتَلِك </|bsep|> <|bsep|> وَأَينَ فِرعَونُ أَجَبتُهُم غَرِق <|vsep|> وَجَيشُهُ في لُجَّةِ البَحرِ عَلِق </|bsep|> <|bsep|> قالوا وَأَينَ باتَ مُوسى يا عَجَب <|vsep|> أَجَبتُهُم لا تَعجَبوا فَقَد هَرَب </|bsep|> <|bsep|> فَهَتَفوا عِفنا هَوى الرُّموزِ <|vsep|> في صورَةٍ كَسَحنَةِ العَجوزِ </|bsep|> <|bsep|> فَقُلتُ ِنَّها مِثالُ النّاسِ <|vsep|> فقَد أَحَبُّوا فاسِدَ الأَساسِ </|bsep|> <|bsep|> وَكُلُّ ِصلاحٍ تَعَلَّموهُ <|vsep|> يُمسي كَرسمٍ عافَهُ ذَوُوهُ </|bsep|> <|bsep|> كَاَّنَّهُ حِبرٌ بَدا عَلَى وَرَق <|vsep|> في صورَةٍ رَمزِيَّةٍ توحي القَلَق </|bsep|> <|bsep|> أَو قِصَّةٍ خَلَت مِنَ المَعاني <|vsep|> لَمّا تَزَل مَهزلَةَ الزَّمانِ </|bsep|> </|psep|> |
وغانية اخفى الجمال خصالها | 5الطويل
| [
"وغانِيَةٍ أَخفى الجَمالُ خِصالَها",
"تَراها فَتَهوى لطفَها وَجَمالَها",
"وَيُبدي لَكَ البَحثُ الطَّويلُ خَفِيَّها",
"فَتُدرِكُ أَنَّ الطُّهرَ أُلهِيَّةٌ لَها",
"رَعتني وَلَم تَقَبل دِفاعي عَنِ الهُدى",
"فَلِم تَدَّعي وُدّي وَتَرمي نِبالَها",
"تَطوفُ بِلادَ اللهِ وَالفِكرُ شارِدٌ",
"وضأَنَّى تَوارَت تَلقَ طَيفي حِيالَها",
"وَلَمّا تَجِد مِثلي أَبِيًّا تُجِلُّهُ",
"وَيَملأُ مِن فَيضِ الجَمالِ خَيالَها",
"وَأَيُّ ِسارٍ مِثلُ سِحري وَمَن تُرى",
"يَفُكُّ مِنَ السِّحرِ الحَلالِ عِقالَها",
"لَقَد كُنتُ أَرجو عَدلَها وَوَفاءَها",
"وَلَكِنَّ حُبَّ الأدعِياءِ استَمالَها",
"فَما حَصَدَت مِنهُم سِوى ضائِعِ المُنى",
"فَلا عَجَبٌ ِن غَيَّرَ الهَمُّ حالَها",
"وَرُبَّ قِصاصٍ كانَ خَيراً لِقاؤُهُ",
"وداءٍ نَفى عَن ذاتِ دَلٍ مَلالَها",
"سَأرثي لَها حَتَّى تَعودَ فَتَهتَدي",
"وَِلاّ فَلا داوى الزَّمانُ اعتِلالَها",
"وَما الحُبُّ وَالِخلاصُ ِلاّ بَلاهَةٌ",
"ذا كُنتَ تَهوى مَن تَعافُ احتِمالَها",
"وَأَجهَلُ خَلقِ اللهِ يَمنَحُ قَلبَهُ",
"لِيَهزَاَ مِنهُ مَن بِخلاصِهِ لَها",
"أَرى الظِّلِّ يَستَهوي المُحِبَّ وَِنَّني",
"لَظَبيٌ نَفورٌ ِن رَأَيتُ ظِلالَها",
"فَِنّي وَياَّها عَلَى الحَقِّ أَلتَقي",
"وَلكِنَّني لا أَستَطيبُ ضَلالَها",
"أَقولُ لِقَلبي وَهوَ أَكرَمُ عاشِقٍ",
"حَذارَكَ مِنها ِن أَطالَت دَلالَها",
"فَما بَلَغَ الرَّكبُ المُجِدُّونَ شِعبَها",
"وَلا عَرَفَت خَيلُ الطِّرادِ مِثالَها",
"لَئِن شَغَلَت بالي بِكَثرَةِ جَريِها",
"فَلا هَدَّأَ المَولى مِنَ الجَريِ بالَها",
"وَأَضرَمَ فيها هَمَّ مَن لَم يَعُج بهِ",
"أَخو نِعمَةٍ ِلاّ تَمَنَّى زَوالَها"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573546 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> وغانِيَةٍ أَخفى الجَمالُ خِصالَها <|vsep|> تَراها فَتَهوى لطفَها وَجَمالَها </|bsep|> <|bsep|> وَيُبدي لَكَ البَحثُ الطَّويلُ خَفِيَّها <|vsep|> فَتُدرِكُ أَنَّ الطُّهرَ أُلهِيَّةٌ لَها </|bsep|> <|bsep|> رَعتني وَلَم تَقَبل دِفاعي عَنِ الهُدى <|vsep|> فَلِم تَدَّعي وُدّي وَتَرمي نِبالَها </|bsep|> <|bsep|> تَطوفُ بِلادَ اللهِ وَالفِكرُ شارِدٌ <|vsep|> وضأَنَّى تَوارَت تَلقَ طَيفي حِيالَها </|bsep|> <|bsep|> وَلَمّا تَجِد مِثلي أَبِيًّا تُجِلُّهُ <|vsep|> وَيَملأُ مِن فَيضِ الجَمالِ خَيالَها </|bsep|> <|bsep|> وَأَيُّ ِسارٍ مِثلُ سِحري وَمَن تُرى <|vsep|> يَفُكُّ مِنَ السِّحرِ الحَلالِ عِقالَها </|bsep|> <|bsep|> لَقَد كُنتُ أَرجو عَدلَها وَوَفاءَها <|vsep|> وَلَكِنَّ حُبَّ الأدعِياءِ استَمالَها </|bsep|> <|bsep|> فَما حَصَدَت مِنهُم سِوى ضائِعِ المُنى <|vsep|> فَلا عَجَبٌ ِن غَيَّرَ الهَمُّ حالَها </|bsep|> <|bsep|> وَرُبَّ قِصاصٍ كانَ خَيراً لِقاؤُهُ <|vsep|> وداءٍ نَفى عَن ذاتِ دَلٍ مَلالَها </|bsep|> <|bsep|> سَأرثي لَها حَتَّى تَعودَ فَتَهتَدي <|vsep|> وَِلاّ فَلا داوى الزَّمانُ اعتِلالَها </|bsep|> <|bsep|> وَما الحُبُّ وَالِخلاصُ ِلاّ بَلاهَةٌ <|vsep|> ذا كُنتَ تَهوى مَن تَعافُ احتِمالَها </|bsep|> <|bsep|> وَأَجهَلُ خَلقِ اللهِ يَمنَحُ قَلبَهُ <|vsep|> لِيَهزَاَ مِنهُ مَن بِخلاصِهِ لَها </|bsep|> <|bsep|> أَرى الظِّلِّ يَستَهوي المُحِبَّ وَِنَّني <|vsep|> لَظَبيٌ نَفورٌ ِن رَأَيتُ ظِلالَها </|bsep|> <|bsep|> فَِنّي وَياَّها عَلَى الحَقِّ أَلتَقي <|vsep|> وَلكِنَّني لا أَستَطيبُ ضَلالَها </|bsep|> <|bsep|> أَقولُ لِقَلبي وَهوَ أَكرَمُ عاشِقٍ <|vsep|> حَذارَكَ مِنها ِن أَطالَت دَلالَها </|bsep|> <|bsep|> فَما بَلَغَ الرَّكبُ المُجِدُّونَ شِعبَها <|vsep|> وَلا عَرَفَت خَيلُ الطِّرادِ مِثالَها </|bsep|> <|bsep|> لَئِن شَغَلَت بالي بِكَثرَةِ جَريِها <|vsep|> فَلا هَدَّأَ المَولى مِنَ الجَريِ بالَها </|bsep|> </|psep|> |
هذا هواك فودعي عهد الهوى | 6الكامل
| [
"هذا هَواكِ فَوَدِّعي عَهدَ الهَوى",
"لَيسَ الهَوى شَغفي وَقَلبُكِ سالِ",
"بي مِن مَعاني الحُسنِ ما فَتَنَ الوَرى",
"أَفَهَل أُكابِدُ ذِلَّةَ التَّسلِ",
"وَأَنا الَّذي جَعَلَت مَحابِرُ مُهجَتي",
"أَدَبي وَفَنّي مَضرِبَ الأَمثالِ",
"كَتَبَ اللهُ عَلَى جَبيني َيَةً",
"كُن كَيفَ شِئتَ فَِنَّ قَلبَكَ خالِ",
"يَحتَلُّهُ مَن كانَ نِدَّ جَمالِهِ",
"فَصَفاؤُهُ قَد فاقَ كُلَّ جَمالِ",
"كَالماسِ عُدَّ مِنَ الثَّرى وَسَما بِهِ",
"شَرَفُ الضِّياءِ فَبيعَ بِالمِثقالِ",
"يامَيُّ تَيَّمتِ الفُؤادَ وَعِفتِهِ",
"طَرحُ المَوَدَّةِ مُنتَهى التَّرحالِ",
"وَلَكَم مُتَيَّمَةٍ تَركتُ لِكَي أَفي",
"لَكِ وَالجَزاءُ بِنسبَةِ الأعمالِ",
"سَيَعِفُّ رَبّى عَن حِسابي عِندَما",
"يَتلو القَضاءُ دَفاتِرَ الأجيالِ",
"فَلقَد لَقيتُ جضزاءَ ما صَنَعَت يَدي",
"رَدَّ السِّهامِ ِلى الفُؤادِ الصّالي",
"ِنَّ الهَوى كَالشُّهبِ في أَطوارِهِ",
"يَخبو وَيتبَعُهُ شِهابٌ تالِ",
"وَالعُمرُ أَقصَرُ مِن شِهابٍ مُسرِعِ",
"ِن لَم يُطَوِّلهُ هُدوءُ البالِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573549 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هذا هَواكِ فَوَدِّعي عَهدَ الهَوى <|vsep|> لَيسَ الهَوى شَغفي وَقَلبُكِ سالِ </|bsep|> <|bsep|> بي مِن مَعاني الحُسنِ ما فَتَنَ الوَرى <|vsep|> أَفَهَل أُكابِدُ ذِلَّةَ التَّسلِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَنا الَّذي جَعَلَت مَحابِرُ مُهجَتي <|vsep|> أَدَبي وَفَنّي مَضرِبَ الأَمثالِ </|bsep|> <|bsep|> كَتَبَ اللهُ عَلَى جَبيني َيَةً <|vsep|> كُن كَيفَ شِئتَ فَِنَّ قَلبَكَ خالِ </|bsep|> <|bsep|> يَحتَلُّهُ مَن كانَ نِدَّ جَمالِهِ <|vsep|> فَصَفاؤُهُ قَد فاقَ كُلَّ جَمالِ </|bsep|> <|bsep|> كَالماسِ عُدَّ مِنَ الثَّرى وَسَما بِهِ <|vsep|> شَرَفُ الضِّياءِ فَبيعَ بِالمِثقالِ </|bsep|> <|bsep|> يامَيُّ تَيَّمتِ الفُؤادَ وَعِفتِهِ <|vsep|> طَرحُ المَوَدَّةِ مُنتَهى التَّرحالِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكَم مُتَيَّمَةٍ تَركتُ لِكَي أَفي <|vsep|> لَكِ وَالجَزاءُ بِنسبَةِ الأعمالِ </|bsep|> <|bsep|> سَيَعِفُّ رَبّى عَن حِسابي عِندَما <|vsep|> يَتلو القَضاءُ دَفاتِرَ الأجيالِ </|bsep|> <|bsep|> فَلقَد لَقيتُ جضزاءَ ما صَنَعَت يَدي <|vsep|> رَدَّ السِّهامِ ِلى الفُؤادِ الصّالي </|bsep|> <|bsep|> ِنَّ الهَوى كَالشُّهبِ في أَطوارِهِ <|vsep|> يَخبو وَيتبَعُهُ شِهابٌ تالِ </|bsep|> </|psep|> |
غدا ابدل خلانا بخلان | 0البسيط
| [
"غَداً أُبَدِّلُ خُلاّناً بِخُلاّنِ",
"ِن لَم تَصُن عَهدَ وُدّي ظَبيَةُ البانِ",
"فَليسَ مِن مَذهَبي مَن لا يُبادِلُني",
"حُبًّا بِحبٍّ وَتَحناناً بِتَحنانِ",
"وَما الهَوى بِالهَوى حَتَّى تُواكِبُهُ",
"كَرامَةُ النَّفسِ في سِرٍّ وعلانِ",
"ِنّي لَمِن مَعشَرٍ تَأبى نُفوسُهُمُ",
"حَملَ المَذَلَّةِ كَالمُستَعبَدِ العاني",
"وَِنَّ بي خَيرَ أَسبابِ الغَرامِ فَلِم",
"أَهوى وَ لاأَدَعُ الغاداتِ تَهواني",
"واهاً لٍقَلبي ِذا ثارَ الهُيامُ بِهِ",
"أَما لَهُ عَن أَضاليلِ الهَوى ثانِ",
"وَوَيحَ نَفسي ِذا هاجَت مَخاوِفُها",
"في حَربِ غِرٍّ كَحيلِ الطَّرفِ فَتّانِ",
"وَلستُ مِمَّن ثَوَت في الأَرضِ عِزَّتُهُ",
"لأَستَعيضَ بَعيدَ الهَمِّ بِالدَّاني",
"وَلَيسَ لي حاجَةٌ في حُبِّ فاتِنَةٍ ِن لَم",
"تَكُن أَدرَكَت قَدري وَحساني",
"يا مُنيَةَ الرُّوحِ ِنَّ النَّفسَ زاهِدَةٌ",
"وَأَنتِ عالِقَةٌ بِالعالمِ الفاني",
"منتُ بِالحُبِّ فَاستَضحَكتِ مِن شَغَفي",
"وَلَم تُغَنّي أَناشيدي وَأَلحاني",
"ما عُدتُ مُضناكِ بَعدَ النَ فَاذَّكِري",
"يَومَ النَّدامَةِ كَم زَعزَعتِ ِماني"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573544 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> غَداً أُبَدِّلُ خُلاّناً بِخُلاّنِ <|vsep|> ِن لَم تَصُن عَهدَ وُدّي ظَبيَةُ البانِ </|bsep|> <|bsep|> فَليسَ مِن مَذهَبي مَن لا يُبادِلُني <|vsep|> حُبًّا بِحبٍّ وَتَحناناً بِتَحنانِ </|bsep|> <|bsep|> وَما الهَوى بِالهَوى حَتَّى تُواكِبُهُ <|vsep|> كَرامَةُ النَّفسِ في سِرٍّ وعلانِ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي لَمِن مَعشَرٍ تَأبى نُفوسُهُمُ <|vsep|> حَملَ المَذَلَّةِ كَالمُستَعبَدِ العاني </|bsep|> <|bsep|> وَِنَّ بي خَيرَ أَسبابِ الغَرامِ فَلِم <|vsep|> أَهوى وَ لاأَدَعُ الغاداتِ تَهواني </|bsep|> <|bsep|> واهاً لٍقَلبي ِذا ثارَ الهُيامُ بِهِ <|vsep|> أَما لَهُ عَن أَضاليلِ الهَوى ثانِ </|bsep|> <|bsep|> وَوَيحَ نَفسي ِذا هاجَت مَخاوِفُها <|vsep|> في حَربِ غِرٍّ كَحيلِ الطَّرفِ فَتّانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلستُ مِمَّن ثَوَت في الأَرضِ عِزَّتُهُ <|vsep|> لأَستَعيضَ بَعيدَ الهَمِّ بِالدَّاني </|bsep|> <|bsep|> وَلَيسَ لي حاجَةٌ في حُبِّ فاتِنَةٍ ِن لَم <|vsep|> تَكُن أَدرَكَت قَدري وَحساني </|bsep|> <|bsep|> يا مُنيَةَ الرُّوحِ ِنَّ النَّفسَ زاهِدَةٌ <|vsep|> وَأَنتِ عالِقَةٌ بِالعالمِ الفاني </|bsep|> <|bsep|> منتُ بِالحُبِّ فَاستَضحَكتِ مِن شَغَفي <|vsep|> وَلَم تُغَنّي أَناشيدي وَأَلحاني </|bsep|> </|psep|> |
حواء هل نلتقي يوما على هدف | 0البسيط
| [
"حَوّاءُ هَل نَلتَقي يَوما عَلَى هَدَفِ",
"حَتَّى نَصونَ الهَوى بِالصِّدقِ وَالشَّرَفِ",
"وَهَل يُوحِّدنا في الحُبِّ نَهجُ هُدىً",
"أَم نَحنُ في دَربِنا كُلٌ عَلى طَرَفِ",
"نَسري وَنُمعِنُ في المَسرى وَلا قَبَسٌ",
"يَجلو لَنا الفَرقَ بَينَ الدُّرِّ وَالصَّدَفِ",
"وَلا دَليلٌ نَبيلُ القَصدِ نَأمَنُهُ",
"يَهدي لِدَربِكِ أَو يودي لِمُنعَطَفي",
"كَم تَشمَخينَ وَنارُ الوَجدِ قَد حَرقَت",
"أَعماقَ صَدرِكِ فَاستَضحَكتُ مِن أَسَفي",
"وَكَم تُلاقينَ مِن هَمٍّ سَرى فَبَرى",
"مِنكِ الفُؤادَ وَكَم تُخفينَ مِن كَلَفِ",
"أَنتِ الأبِيَّةُ في جَنبَيكِ لاهِبَةٌ",
"نارُ الغَرامِ فَما قَولي لَها انصَرِفي",
"وَفي ضُلوعِكِ أَشواقٌ مُبَرِّحَةٌ",
"مِن كِبرياءِ الهَوى تَذكُو مِن الأَنفِ",
"فِيكَ الِباءُ وَهذا الوَصفُ مِن شِيَمي",
"وَقَد رَمانا شُموخُ الأنفِ بِالتَّلَفِ",
"نَهوى وَذُلُّ الهَوى يَطغى فَيَمنعُنا",
"بي مِثلُ ما بِكِ يا حَوّاءُ مِن صَلَفِ",
"أَهفو ِلَيكِ وَما في الجِسمِ جارِحَةٌ",
"تَهفو لِغَيركِ فالقَلبُ الوَفشيُّ وَفي",
"وَلَيسَ في الشِّعرِ مِن مَقطوعَةٍ حَسُنَت",
"ِلاّ وَتَنطِقُ عَن حُبِّي وَعَن شَغفَي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573776 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ف <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> حَوّاءُ هَل نَلتَقي يَوما عَلَى هَدَفِ <|vsep|> حَتَّى نَصونَ الهَوى بِالصِّدقِ وَالشَّرَفِ </|bsep|> <|bsep|> وَهَل يُوحِّدنا في الحُبِّ نَهجُ هُدىً <|vsep|> أَم نَحنُ في دَربِنا كُلٌ عَلى طَرَفِ </|bsep|> <|bsep|> نَسري وَنُمعِنُ في المَسرى وَلا قَبَسٌ <|vsep|> يَجلو لَنا الفَرقَ بَينَ الدُّرِّ وَالصَّدَفِ </|bsep|> <|bsep|> وَلا دَليلٌ نَبيلُ القَصدِ نَأمَنُهُ <|vsep|> يَهدي لِدَربِكِ أَو يودي لِمُنعَطَفي </|bsep|> <|bsep|> كَم تَشمَخينَ وَنارُ الوَجدِ قَد حَرقَت <|vsep|> أَعماقَ صَدرِكِ فَاستَضحَكتُ مِن أَسَفي </|bsep|> <|bsep|> وَكَم تُلاقينَ مِن هَمٍّ سَرى فَبَرى <|vsep|> مِنكِ الفُؤادَ وَكَم تُخفينَ مِن كَلَفِ </|bsep|> <|bsep|> أَنتِ الأبِيَّةُ في جَنبَيكِ لاهِبَةٌ <|vsep|> نارُ الغَرامِ فَما قَولي لَها انصَرِفي </|bsep|> <|bsep|> وَفي ضُلوعِكِ أَشواقٌ مُبَرِّحَةٌ <|vsep|> مِن كِبرياءِ الهَوى تَذكُو مِن الأَنفِ </|bsep|> <|bsep|> فِيكَ الِباءُ وَهذا الوَصفُ مِن شِيَمي <|vsep|> وَقَد رَمانا شُموخُ الأنفِ بِالتَّلَفِ </|bsep|> <|bsep|> نَهوى وَذُلُّ الهَوى يَطغى فَيَمنعُنا <|vsep|> بي مِثلُ ما بِكِ يا حَوّاءُ مِن صَلَفِ </|bsep|> <|bsep|> أَهفو ِلَيكِ وَما في الجِسمِ جارِحَةٌ <|vsep|> تَهفو لِغَيركِ فالقَلبُ الوَفشيُّ وَفي </|bsep|> </|psep|> |
إني ارى بالعطف احلى فرحة | 6الكامل
| [
"ِنَّي أَرى بِالعَطفِ أَحلى فَرحَةٍ",
"فَلتَضمَحِلَّ المُشكِلاتُ الغابِرَه",
"وَِذا ضِياءُ الفَجرِ أَشرَق باسِماً",
"يَمحو مِنَ القَلبِ الأَسى وَبَوادِرَه",
"ِن كانَ شَخصُكَ بِالتُّرابِ مُقَيَّداً",
"فَنُهاكَ حُرٌّ وَالخَواطِرُ ثائِرَه",
"كَم هامَ في كُنهِ الوُجودِ مُفَكِّرٌ",
"وَمَضَى وَخَلّى لِلأَنامِ خَواطِرَه",
"وَلَكَم صَبا قَلبي فَضَيَّعَ فَرحَتي",
"بالحُبِّ جانٍ لا يَطولُ عَلائِي",
"فَتَنَ الحَبيبَةً بِالزَّخارِفِ فَارتَمَت",
"سَكرى بِخَمرِ المالِ وَالغراءِ",
"ِنَّ النِّساءَ لى الصِّدامِ دَفَعنَنا",
"لَمَّا عَشِقنَ زَوائِلَ الأشياءِ",
"فَتَعامَتِ الأرواحُ عَن حُبِّ العُلى",
"وَاهتَمَّتِ الأجسادُ بِالأَهواءِ",
"فَخُذوا الحَبيبَةَ وَاترُكوا لي روحَها",
"ما الشِّعرُ بالألفاظِ وَالأوزانِ",
"ِنّي عَدَلتُ عَنِ امتِلاكِ قَصائِدي",
"فَالرُّوحُ روحي وَالبَيانُ بَياني",
"ِن يَفتَخِر أَهلُ الغِنى بِثرائِهِم",
"وَالأُقوِياءُ بِما لَهُم مِن شانِ",
"فَليَفتَخِر قَلبي بِعِزَّةِ خالِقي",
"وَليَزدَهِر بِالعَدلِ وَالحسانِ",
"ِنَّ المَطامِعَ مَزَّقَت مَجموعَنا",
"وَغَدا التَّنابُذُ فةَ الأوطانِ",
"فَخُذوا الخاءَ كَنِعمَةٍ عُلوِيَّةٍ",
"وَتَبادَلوهُ بِأَحرَجِ الأزمانِ",
"ها مَهمَهُ الدُّنيا الذي ضاعَت بِهِ",
"أَحلامُ مَن سَلَفوا بِبِضعِ ثَوانِ",
"وَشَذا العَواطِفِ خَيرُ ما استَهوى ال",
"ورى وَأَجَلُّ ما مَلَكَت يَدُ النسانِ",
"وَلَكُم مُحِقٍّ في سَبيلِ مُرادِهِ",
"جَلَبَ الشَّقاءَ لِقومِهِ وَبِلادِه",
"يا ليتَهُ بَذَل الحُقوقَ ضَحِيَّةً",
"لِسَعادَةِ المَجموعِ أَو أَفرادِهِ",
"هذا الجِهادُ بِذِكرِهِ يَحيا الفَتى",
"ِن أَهمَلَ النَّاسُ اذِّكارَ وِدادِهِ",
"وَلَعَلَّ مِن نِعَمِ الحَياةِ عَلَيكَ أَن",
"يَرِثَ المُحِقُّ خُلودَهُ بِجِهادِهِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573531 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِنَّي أَرى بِالعَطفِ أَحلى فَرحَةٍ <|vsep|> فَلتَضمَحِلَّ المُشكِلاتُ الغابِرَه </|bsep|> <|bsep|> وَِذا ضِياءُ الفَجرِ أَشرَق باسِماً <|vsep|> يَمحو مِنَ القَلبِ الأَسى وَبَوادِرَه </|bsep|> <|bsep|> ِن كانَ شَخصُكَ بِالتُّرابِ مُقَيَّداً <|vsep|> فَنُهاكَ حُرٌّ وَالخَواطِرُ ثائِرَه </|bsep|> <|bsep|> كَم هامَ في كُنهِ الوُجودِ مُفَكِّرٌ <|vsep|> وَمَضَى وَخَلّى لِلأَنامِ خَواطِرَه </|bsep|> <|bsep|> وَلَكَم صَبا قَلبي فَضَيَّعَ فَرحَتي <|vsep|> بالحُبِّ جانٍ لا يَطولُ عَلائِي </|bsep|> <|bsep|> فَتَنَ الحَبيبَةً بِالزَّخارِفِ فَارتَمَت <|vsep|> سَكرى بِخَمرِ المالِ وَالغراءِ </|bsep|> <|bsep|> ِنَّ النِّساءَ لى الصِّدامِ دَفَعنَنا <|vsep|> لَمَّا عَشِقنَ زَوائِلَ الأشياءِ </|bsep|> <|bsep|> فَتَعامَتِ الأرواحُ عَن حُبِّ العُلى <|vsep|> وَاهتَمَّتِ الأجسادُ بِالأَهواءِ </|bsep|> <|bsep|> فَخُذوا الحَبيبَةَ وَاترُكوا لي روحَها <|vsep|> ما الشِّعرُ بالألفاظِ وَالأوزانِ </|bsep|> <|bsep|> ِنّي عَدَلتُ عَنِ امتِلاكِ قَصائِدي <|vsep|> فَالرُّوحُ روحي وَالبَيانُ بَياني </|bsep|> <|bsep|> ِن يَفتَخِر أَهلُ الغِنى بِثرائِهِم <|vsep|> وَالأُقوِياءُ بِما لَهُم مِن شانِ </|bsep|> <|bsep|> فَليَفتَخِر قَلبي بِعِزَّةِ خالِقي <|vsep|> وَليَزدَهِر بِالعَدلِ وَالحسانِ </|bsep|> <|bsep|> ِنَّ المَطامِعَ مَزَّقَت مَجموعَنا <|vsep|> وَغَدا التَّنابُذُ فةَ الأوطانِ </|bsep|> <|bsep|> فَخُذوا الخاءَ كَنِعمَةٍ عُلوِيَّةٍ <|vsep|> وَتَبادَلوهُ بِأَحرَجِ الأزمانِ </|bsep|> <|bsep|> ها مَهمَهُ الدُّنيا الذي ضاعَت بِهِ <|vsep|> أَحلامُ مَن سَلَفوا بِبِضعِ ثَوانِ </|bsep|> <|bsep|> وَشَذا العَواطِفِ خَيرُ ما استَهوى ال <|vsep|> ورى وَأَجَلُّ ما مَلَكَت يَدُ النسانِ </|bsep|> <|bsep|> وَلَكُم مُحِقٍّ في سَبيلِ مُرادِهِ <|vsep|> جَلَبَ الشَّقاءَ لِقومِهِ وَبِلادِه </|bsep|> <|bsep|> يا ليتَهُ بَذَل الحُقوقَ ضَحِيَّةً <|vsep|> لِسَعادَةِ المَجموعِ أَو أَفرادِهِ </|bsep|> <|bsep|> هذا الجِهادُ بِذِكرِهِ يَحيا الفَتى <|vsep|> ِن أَهمَلَ النَّاسُ اذِّكارَ وِدادِهِ </|bsep|> </|psep|> |
لننس الأمس والنسدل | 16الوافر
| [
"لِنَنسَ الأَمسَ وَالنُسدِل",
"عَلَيهِ ذَيلَ نِسيانِ",
"فَيا نورَ الهُدى اعتَصِمي",
"بِحَبلِ الوُدِّ وَالكَرَمِ",
"غَداً نَمضي ِلى العَدَمِ",
"فَِن أَبصَرتنِي ابتَسِمي",
"وَحَييِّني بِتَحنان",
"وَِن بِتِّ كَهائِمَةٍ عَلَ",
"ما فاتَ نادِمَةٍ",
"فَكوني نِصفَ باسِمَةٍ",
"وَسيري سَيرَ حالِمَةٍ",
"وَقولي كانَ يَهواني"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573745 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_6|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لِنَنسَ الأَمسَ وَالنُسدِل <|vsep|> عَلَيهِ ذَيلَ نِسيانِ </|bsep|> <|bsep|> فَيا نورَ الهُدى اعتَصِمي <|vsep|> بِحَبلِ الوُدِّ وَالكَرَمِ </|bsep|> <|bsep|> غَداً نَمضي ِلى العَدَمِ <|vsep|> فَِن أَبصَرتنِي ابتَسِمي </|bsep|> <|bsep|> وَحَييِّني بِتَحنان <|vsep|> وَِن بِتِّ كَهائِمَةٍ عَلَ </|bsep|> <|bsep|> ما فاتَ نادِمَةٍ <|vsep|> فَكوني نِصفَ باسِمَةٍ </|bsep|> </|psep|> |
شدت العنادل يا جميلة فارتدي | 6الكامل
| [
"شَدَتِ العَنادِلُ يا جَميلَةُ فارتَدي",
"ثَوبَ البَهاءَ وَكَالعَنادِلِ أَنشِدي",
"ِن المَلالَ لَيعتَريني كُلَّما",
"راحَ المُحِقُّ فَريسَةً لِلمُعتَدي",
"والعَيشُ حَربٌ ضاعَ أَمرُ شَهيدِها",
"فَِذا عَرَفتِ بَلاءَهُ فَتَجَلَّدي",
"سِيّانِ في نَظِرِ العَدالَةِ مُجرِمٌ",
"حازَ البَراءَةَ وَالنَّزيهُ المُهتَدي",
"وَلأَنتِ أَسمى ما أَتى الباري بِهِ",
"فَبِكِ ابتَدَأتُ وَعِندَ عَرشِكِ أَنتَهي",
"ِن كُنتُ بَدراً فَالظَّلامُ يَحُفُّني",
"وَأَدورُ حَولَكِ في الفَضاءِ المزدَهي",
"أَو كُنتُ قِسطاسَ العِبادِ فَِنَّني",
"عَبدٌ شَجاهُ أُنسُ مَغناكِ البَهي",
"ها قَد نَشَرتُ عَلَى الخَلائِقِ رايَتي",
"فَتأَمَّلي تِلكَ المَواكِبَ كَيفَ هي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573528 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> شَدَتِ العَنادِلُ يا جَميلَةُ فارتَدي <|vsep|> ثَوبَ البَهاءَ وَكَالعَنادِلِ أَنشِدي </|bsep|> <|bsep|> ِن المَلالَ لَيعتَريني كُلَّما <|vsep|> راحَ المُحِقُّ فَريسَةً لِلمُعتَدي </|bsep|> <|bsep|> والعَيشُ حَربٌ ضاعَ أَمرُ شَهيدِها <|vsep|> فَِذا عَرَفتِ بَلاءَهُ فَتَجَلَّدي </|bsep|> <|bsep|> سِيّانِ في نَظِرِ العَدالَةِ مُجرِمٌ <|vsep|> حازَ البَراءَةَ وَالنَّزيهُ المُهتَدي </|bsep|> <|bsep|> وَلأَنتِ أَسمى ما أَتى الباري بِهِ <|vsep|> فَبِكِ ابتَدَأتُ وَعِندَ عَرشِكِ أَنتَهي </|bsep|> <|bsep|> ِن كُنتُ بَدراً فَالظَّلامُ يَحُفُّني <|vsep|> وَأَدورُ حَولَكِ في الفَضاءِ المزدَهي </|bsep|> <|bsep|> أَو كُنتُ قِسطاسَ العِبادِ فَِنَّني <|vsep|> عَبدٌ شَجاهُ أُنسُ مَغناكِ البَهي </|bsep|> </|psep|> |
إذا رمت ان تحيا سليما من الأذى | 5الطويل
| [
"ِذا رُمتَ اَن تحَيا سَليما من الأَذى",
"وَفضُلُكَ في دُنيا المَحامِدِ بَيِّنُ",
"وَعَيشُكَ مَرضي وَبابُك مُرتَجىً",
"وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَينُ",
"فَلا يَنطِقن منكَ اللِّسانُ بِسَوأَةٍ",
"فَشَرُّ الوَرى مَن بِالعُيوبِ يُطَنطِنُ",
"وَِن خِلتَ تَعيير الفَتى لا يَضيرُهُ",
"فَكُلُّكَ سَوءاتٌ أَلسُنُ",
"وَعَينُكَ ِن أَبدَت ِليكَ مَعايِباً",
"فَنِسيانُ وَجهِ العَيبِ أَجدى وَأَهونُ",
"وَِن طَلَبَت ما لا يَحِلُّ مِنَ الرُّوى",
"فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلنّاسِ أَعيُنُ",
"وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اعتَدى",
"فَسَوف يُثيبُ المُصلِحينَ المُهَيمِنُ",
"وَأَحبِب لى أَن يَبلُغُ اليأسُ حَدَّهُ",
"وَفارِق وَلكِن بِالَّتي هِيَ أَحسنُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573774 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِذا رُمتَ اَن تحَيا سَليما من الأَذى <|vsep|> وَفضُلُكَ في دُنيا المَحامِدِ بَيِّنُ </|bsep|> <|bsep|> وَعَيشُكَ مَرضي وَبابُك مُرتَجىً <|vsep|> وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَينُ </|bsep|> <|bsep|> فَلا يَنطِقن منكَ اللِّسانُ بِسَوأَةٍ <|vsep|> فَشَرُّ الوَرى مَن بِالعُيوبِ يُطَنطِنُ </|bsep|> <|bsep|> وَِن خِلتَ تَعيير الفَتى لا يَضيرُهُ <|vsep|> فَكُلُّكَ سَوءاتٌ أَلسُنُ </|bsep|> <|bsep|> وَعَينُكَ ِن أَبدَت ِليكَ مَعايِباً <|vsep|> فَنِسيانُ وَجهِ العَيبِ أَجدى وَأَهونُ </|bsep|> <|bsep|> وَِن طَلَبَت ما لا يَحِلُّ مِنَ الرُّوى <|vsep|> فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلنّاسِ أَعيُنُ </|bsep|> <|bsep|> وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اعتَدى <|vsep|> فَسَوف يُثيبُ المُصلِحينَ المُهَيمِنُ </|bsep|> </|psep|> |
تركوني وسروا | 3الرمل
| [
"تَرَكوني وَسَرَوا",
"مَعَ غَيري وَافتَروا",
"لَيتَ شِعري هَل دَرَوا",
"أَيَّ قَلب مَلَكوا",
"كُنتُ أَشتاقُ السُّرى",
"لو نَسيتُ العِبَرا",
"وَفؤادي لَو دَرى",
"أيَّ شِعبٍ سَلَكوا",
"مدمَعي ِثرَهُمُ",
"حائِرٌ مُستَفهِم",
"أَتُراهُم سَلِموا",
"أَم تُراهُم هَلَكوا",
"فَِذا اختاروا النَّوى",
"وشَكا القَلبُ الجَوى",
"حارَ أَربابُ الهَوى",
"في الهَوى وَارتَبَكوا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573768 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تَرَكوني وَسَرَوا <|vsep|> مَعَ غَيري وَافتَروا </|bsep|> <|bsep|> لَيتَ شِعري هَل دَرَوا <|vsep|> أَيَّ قَلب مَلَكوا </|bsep|> <|bsep|> كُنتُ أَشتاقُ السُّرى <|vsep|> لو نَسيتُ العِبَرا </|bsep|> <|bsep|> وَفؤادي لَو دَرى <|vsep|> أيَّ شِعبٍ سَلَكوا </|bsep|> <|bsep|> مدمَعي ِثرَهُمُ <|vsep|> حائِرٌ مُستَفهِم </|bsep|> <|bsep|> أَتُراهُم سَلِموا <|vsep|> أَم تُراهُم هَلَكوا </|bsep|> <|bsep|> فَِذا اختاروا النَّوى <|vsep|> وشَكا القَلبُ الجَوى </|bsep|> </|psep|> |
تخاصمت الثعالب ثم سنت | 16الوافر
| [
"تَخاصَمَتِ الثَّعالِبُ ثُمَّ سَنَّت",
"نِظاماً لِلتَّفاهُم فَاطمَأَنَّت",
"وَنَفَّذَهُ بِروحِ العَدلِ لَيثٌ",
"أَرادَ صَلاحَها فَأَبَت وَجُنَّت",
"وَأَلفَت أَنَّها باتَت دَجاجاً",
"لَدى أَسَدٍ بِصَولَتِهِ تَغضنَّت",
"وَقالَ زَعيمُها هذا كَثيرُ فَما",
"أَحَدٌ بِتَوجيهي جَديرُ",
"اَلَيسَ نِظامُنا مِن نَسجِ فِكري",
"يُنَفِّذُهُ مُدَبِّرُنا الكَبيرُ",
"فَهَيا لِلتَّخَلُّصِ مِن أَذاهُ",
"فَدَيدَنُهُ الصَّرامَةُ وَالزَّئيرُ",
"وَعافَ اللَّيثُ مَملَكَةَ الثَّعالِب",
"بَينَها حَربُ المَثالِب",
"وَزال العَدلُ وَالجُرذانُ هَبَّت",
"تَعيثُ فَلا رَقيبَ وَلا مُحاسِب",
"وَساءَت حالُ شِرذِمةٍ تَهاوَت",
"عَلى جَرِّ المَغانِمِ وَالمَكاسِب"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573923 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_6|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تَخاصَمَتِ الثَّعالِبُ ثُمَّ سَنَّت <|vsep|> نِظاماً لِلتَّفاهُم فَاطمَأَنَّت </|bsep|> <|bsep|> وَنَفَّذَهُ بِروحِ العَدلِ لَيثٌ <|vsep|> أَرادَ صَلاحَها فَأَبَت وَجُنَّت </|bsep|> <|bsep|> وَأَلفَت أَنَّها باتَت دَجاجاً <|vsep|> لَدى أَسَدٍ بِصَولَتِهِ تَغضنَّت </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ زَعيمُها هذا كَثيرُ فَما <|vsep|> أَحَدٌ بِتَوجيهي جَديرُ </|bsep|> <|bsep|> اَلَيسَ نِظامُنا مِن نَسجِ فِكري <|vsep|> يُنَفِّذُهُ مُدَبِّرُنا الكَبيرُ </|bsep|> <|bsep|> فَهَيا لِلتَّخَلُّصِ مِن أَذاهُ <|vsep|> فَدَيدَنُهُ الصَّرامَةُ وَالزَّئيرُ </|bsep|> <|bsep|> وَعافَ اللَّيثُ مَملَكَةَ الثَّعالِب <|vsep|> بَينَها حَربُ المَثالِب </|bsep|> <|bsep|> وَزال العَدلُ وَالجُرذانُ هَبَّت <|vsep|> تَعيثُ فَلا رَقيبَ وَلا مُحاسِب </|bsep|> </|psep|> |
أصبح الحب بقلبي كالطلول | 3الرمل
| [
"أَصبَحَ الحُبُّ بِقَلبي كَالطُّلول",
"هذهِ عاقِبَةُ الصَّبِّ المَلول",
"عاشَ مَفتوناً فَأَغواهُ الذُّهول",
"وَسُرورُ الحُبِّ وَهمٌ لا يَطول",
"وَجمالُ الحُبِّ ظِلٌ لا يُقيم",
"وَأضاليلُ الهَوى تَسبي العُقول",
"ثُمَّ تَذوي مِثلَ أَزهارِ الحُقول",
"وَالصِّبا كالبَدرِ يَعروهُ الأُفول",
"وَعُهودُ الحُبِّ أَحلامٌ تَزول",
"عِندما يَستَيقِظُ العَقلُ السَّليم"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573717 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أَصبَحَ الحُبُّ بِقَلبي كَالطُّلول <|vsep|> هذهِ عاقِبَةُ الصَّبِّ المَلول </|bsep|> <|bsep|> عاشَ مَفتوناً فَأَغواهُ الذُّهول <|vsep|> وَسُرورُ الحُبِّ وَهمٌ لا يَطول </|bsep|> <|bsep|> وَجمالُ الحُبِّ ظِلٌ لا يُقيم <|vsep|> وَأضاليلُ الهَوى تَسبي العُقول </|bsep|> <|bsep|> ثُمَّ تَذوي مِثلَ أَزهارِ الحُقول <|vsep|> وَالصِّبا كالبَدرِ يَعروهُ الأُفول </|bsep|> </|psep|> |
يعلم العارفان ربي وجاري | 1الخفيف
| [
"يَعلَمُ العارِفانِ رّبَّي وَجاري",
"أَنَّ نَهجَ الصلاحِ كانَ شِعاري",
"لَستُ أَخشى تَأَخُّري وَعِثاري",
"رُبَّ ذَنبٍ مَحَوتُهُ بِاعتِذاري",
"وَحَمَلتُ الوَرى عَلَى ِكباري",
"لِيَ نَفسٌ مِنَ الضَّلالِ أَفاقَت",
"وَِلى الصِّدقِ وَالصَّراحَةِ تاقَت",
"كَم صِفاتٍ فُضلى بِذاتي أَحاقَت",
"وَِذا قيسَتِ الفَضائِلُ فاقَت",
"كَرَمَ العَفوِ جُرأَةُ القرار"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573740 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_0|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يَعلَمُ العارِفانِ رّبَّي وَجاري <|vsep|> أَنَّ نَهجَ الصلاحِ كانَ شِعاري </|bsep|> <|bsep|> لَستُ أَخشى تَأَخُّري وَعِثاري <|vsep|> رُبَّ ذَنبٍ مَحَوتُهُ بِاعتِذاري </|bsep|> <|bsep|> وَحَمَلتُ الوَرى عَلَى ِكباري <|vsep|> لِيَ نَفسٌ مِنَ الضَّلالِ أَفاقَت </|bsep|> <|bsep|> وَِلى الصِّدقِ وَالصَّراحَةِ تاقَت <|vsep|> كَم صِفاتٍ فُضلى بِذاتي أَحاقَت </|bsep|> </|psep|> |
ضربت في الأرض والأشواك حراسي | 0البسيط
| [
"ضَربتُ في الأَرضِ وَالأَشواكُ حُرّاسي",
"وَعِفتُ لَهوَ الوَرى بِالكَأسِ وَالطّاسِ",
"وَاَنتِ رافِلَةٌ بِالفَروِ وَالماسِ تَشكينَ",
"فَصلَ الشِّتاءِ البارِدِ القاسي",
"ماذا أَقولُ أَنا في عِشرَةِ النّاس",
"عانَيتُ مِن بَردِهِم ما أَعجَزَ السي",
"وَلَم يَزَل وَلَعي بالنسِ نِبراسي",
"أَقولُ لِلنَّفسِ يَكفي حَرُّ أَنفاسي",
"نامي عَلَى الثَّلجِ نامي لَيسَ مِن باسِ",
"فَالثَّلجُ غَيرُ فُؤادٍ دونَ ِحساس"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573739 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> س <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ضَربتُ في الأَرضِ وَالأَشواكُ حُرّاسي <|vsep|> وَعِفتُ لَهوَ الوَرى بِالكَأسِ وَالطّاسِ </|bsep|> <|bsep|> وَاَنتِ رافِلَةٌ بِالفَروِ وَالماسِ تَشكينَ <|vsep|> فَصلَ الشِّتاءِ البارِدِ القاسي </|bsep|> <|bsep|> ماذا أَقولُ أَنا في عِشرَةِ النّاس <|vsep|> عانَيتُ مِن بَردِهِم ما أَعجَزَ السي </|bsep|> <|bsep|> وَلَم يَزَل وَلَعي بالنسِ نِبراسي <|vsep|> أَقولُ لِلنَّفسِ يَكفي حَرُّ أَنفاسي </|bsep|> </|psep|> |
يا نفس ما دمت من دنياك طالبة | 0البسيط
| [
"يا نَفسُ ما دُمتِ مِن دُنياكِ طالِبَةً",
"خَيراً وَعَن نَزَواتِ الشَّرِّ راغِبَةً",
"تَذَكَّري حِكمَةً كَالنّارِ لاهِبَةً",
"ِنَّ الأَشِحّاءَ أَسخى النّاسِ قاطِبَةً",
"فَطالَما نَفَعوا الدُّنيا وَما انتَفَعوا",
"وَعِندَما رَحَلوا وَاهلَولَكَ الطَّمَعُ",
"ناداهُمُ مالُهُم عودوا فَما رَجَعوا",
"يا وَيلَهُم حَصَدوا الشُّحَّ الَّذي زَرَعوا",
"لَم يَمنَعوا النّاسَ يَوماً بَعضَ ما جَمَعوا",
"ِلاّ لِكَي يَمنَحوهُم كُلَّ ما جَمَعوا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573738 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يا نَفسُ ما دُمتِ مِن دُنياكِ طالِبَةً <|vsep|> خَيراً وَعَن نَزَواتِ الشَّرِّ راغِبَةً </|bsep|> <|bsep|> تَذَكَّري حِكمَةً كَالنّارِ لاهِبَةً <|vsep|> ِنَّ الأَشِحّاءَ أَسخى النّاسِ قاطِبَةً </|bsep|> <|bsep|> فَطالَما نَفَعوا الدُّنيا وَما انتَفَعوا <|vsep|> وَعِندَما رَحَلوا وَاهلَولَكَ الطَّمَعُ </|bsep|> <|bsep|> ناداهُمُ مالُهُم عودوا فَما رَجَعوا <|vsep|> يا وَيلَهُم حَصَدوا الشُّحَّ الَّذي زَرَعوا </|bsep|> </|psep|> |
طوينا رحاب الأرض كي ندرك المنى | 5الطويل
| [
"طَوَينا رِحابَ الأَرضِ كَي نُدرِكَ المُنى",
"فَفَرَّت بِلا داعٍ وهاجَ بِنا الضَّنى",
"فَرُحنا نُغنّيها وَقَد ضاقَ ذَرعُنا",
"أَجارَتَنا ِنّا غَريبانِ ههُنا",
"وَكُلُّ غَريبٍ لِلغريبِ نَسيب",
"وَمَرَّت بِنا شَتَّى اللَّيالي كَأَنَّنا",
"عَدُوّانِ حَتَّى لَملَمَ الدَّهرُ شَملَنا",
"فَيا مُنيَتي هَيّا لِنَحزِمَ أَمرَنا",
"فَِن تَصِلينا فَالمَوَدَّةُ بَينَنا",
"وَن تَهجُرينا فَالغَريبُ غَريب"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573582 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> طَوَينا رِحابَ الأَرضِ كَي نُدرِكَ المُنى <|vsep|> فَفَرَّت بِلا داعٍ وهاجَ بِنا الضَّنى </|bsep|> <|bsep|> فَرُحنا نُغنّيها وَقَد ضاقَ ذَرعُنا <|vsep|> أَجارَتَنا ِنّا غَريبانِ ههُنا </|bsep|> <|bsep|> وَكُلُّ غَريبٍ لِلغريبِ نَسيب <|vsep|> وَمَرَّت بِنا شَتَّى اللَّيالي كَأَنَّنا </|bsep|> <|bsep|> عَدُوّانِ حَتَّى لَملَمَ الدَّهرُ شَملَنا <|vsep|> فَيا مُنيَتي هَيّا لِنَحزِمَ أَمرَنا </|bsep|> </|psep|> |
أراني ود عاد الهوى بعدما جنى | 5الطويل
| [
"أَراني وَد عادَ الهَوى بَعدَما جَنى",
"عَليلاً أُداوي القَلبَ مِن عائِدِ الضَّنى",
"أُقَضِّي نَهاري بِالأَحاديثِ وَالمُنى",
"وَيَجمَعُني وَالهّمَّ بِاللَّيلِ جامِعُ",
"كَاَنَّ الهَوى لَم يُسجُ وَاللَّيلُ قَد سَجا",
"فَلا أَضلُعي تَنجو وَلا الوَصلُ يُرتَجى",
"نَهاري نَهارُ النَّاسِ حَتَّى ِذا دَجا",
"لِيَ اللَّيلُ هَزَّتني ِليكِ المَضاجِعُ",
"دَهاكِ عَقيمُ الحُبِّ هَل أَنتِ عِلَّةٌ",
"فَلَيست تُسَلِّي الصَّبَّ عَنكِ تَعِلَّةٌ",
"لَقَد رَسَخَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ",
"كَما رَسَخَت في الرّاحَتَينِ الأَصابِعُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573767 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ع <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أَراني وَد عادَ الهَوى بَعدَما جَنى <|vsep|> عَليلاً أُداوي القَلبَ مِن عائِدِ الضَّنى </|bsep|> <|bsep|> أُقَضِّي نَهاري بِالأَحاديثِ وَالمُنى <|vsep|> وَيَجمَعُني وَالهّمَّ بِاللَّيلِ جامِعُ </|bsep|> <|bsep|> كَاَنَّ الهَوى لَم يُسجُ وَاللَّيلُ قَد سَجا <|vsep|> فَلا أَضلُعي تَنجو وَلا الوَصلُ يُرتَجى </|bsep|> <|bsep|> نَهاري نَهارُ النَّاسِ حَتَّى ِذا دَجا <|vsep|> لِيَ اللَّيلُ هَزَّتني ِليكِ المَضاجِعُ </|bsep|> <|bsep|> دَهاكِ عَقيمُ الحُبِّ هَل أَنتِ عِلَّةٌ <|vsep|> فَلَيست تُسَلِّي الصَّبَّ عَنكِ تَعِلَّةٌ </|bsep|> </|psep|> |
يا مانح الدنيا لآلىء ادمعي | 6الكامل
| [
"يا مانِحَ الدُّنيا لَلِىءَ أَدمُعي",
"شِعراً يُلَطِّفُ لَوعَةَ المُتَوَجِّعِ",
"كَفَرَ العُتاةُ بِنورِكَ السّاري مَعي",
"اَلباحِثونَ وَما سِواكَ بِمُبدِعِ",
"وَالعاشِقونَ وَما سِواكَ غَرامُ",
"فِذا صَحِبتَ أَخا الجَمالِ تَفَرَّدا",
"وَِذا البَريَّةُ قاوَمَتهُ تَشَدَّداً",
"ِنَّ الأُلى جاروا عَلَيهِ وَما اعتَدى",
"عَرَفوا انتِقامَكَ يَومَ لَم يُجدِ الهُدى",
"نَفعاً وَلا غَفَرَ الذُّنوبَ صِيام"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573766 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ع <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يا مانِحَ الدُّنيا لَلِىءَ أَدمُعي <|vsep|> شِعراً يُلَطِّفُ لَوعَةَ المُتَوَجِّعِ </|bsep|> <|bsep|> كَفَرَ العُتاةُ بِنورِكَ السّاري مَعي <|vsep|> اَلباحِثونَ وَما سِواكَ بِمُبدِعِ </|bsep|> <|bsep|> وَالعاشِقونَ وَما سِواكَ غَرامُ <|vsep|> فِذا صَحِبتَ أَخا الجَمالِ تَفَرَّدا </|bsep|> <|bsep|> وَِذا البَريَّةُ قاوَمَتهُ تَشَدَّداً <|vsep|> ِنَّ الأُلى جاروا عَلَيهِ وَما اعتَدى </|bsep|> </|psep|> |
بلية المرء في شرع الهوى النظر | 0البسيط
| [
"بَلِيَّةُ المَرءِ في شَرعِ الهَوى النَّظَرُ",
"فَلا تُعَذِّب مُحِبّاً أَيُّها القَمَرُ",
"نَحنُ الضَّحايا وَفي تاريخِنا عِبَرُ",
"ِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَورُ",
"قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا",
"وَكَم شَكا ذو الهضوى أًلحاظَ صاحِبِهِ",
"لكِنَّ قاضيهِ أَغفى عَن مَطالبِهِ",
"وَخَطَّ كَم أَعينُ في بَيتِ كاتِبِهِ",
"يَصرَعنَ ذا اللُّبِّ حَتَّى لا حَراكَ بِهِ",
"وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللهِ ِنسانا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573605 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> بَلِيَّةُ المَرءِ في شَرعِ الهَوى النَّظَرُ <|vsep|> فَلا تُعَذِّب مُحِبّاً أَيُّها القَمَرُ </|bsep|> <|bsep|> نَحنُ الضَّحايا وَفي تاريخِنا عِبَرُ <|vsep|> ِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَورُ </|bsep|> <|bsep|> قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا <|vsep|> وَكَم شَكا ذو الهضوى أًلحاظَ صاحِبِهِ </|bsep|> <|bsep|> لكِنَّ قاضيهِ أَغفى عَن مَطالبِهِ <|vsep|> وَخَطَّ كَم أَعينُ في بَيتِ كاتِبِهِ </|bsep|> </|psep|> |
ترد المعالي ما يود المهاجم | 5الطويل
| [
"تَرُدُّ المَعالي ما يَوَدُّ المُهاجِمُ",
"وَتَستعبِدُ الأَهواءُ مَن لا يُقاوِمُ",
"فَذَلَّلتَها وَالمَكرُماتُ تَمائِمُ",
"عَلَى قَدرِ أََهلِ العَزمِ تَاتي العَزائِمُ",
"وَتَاتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المكارِمُ",
"وَكَم فِكرةٍ لَجَّ عِثارُها",
"بَنيتُ لَها عَرشاً فَعزَّ جِوارُها",
"فَعالٌ يُضِيءُ العالَمينَ مَنارُها",
"وَتَعظُمُ في عَينِ الصَّغيرِ صِغارُها",
"وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِم"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573628 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تَرُدُّ المَعالي ما يَوَدُّ المُهاجِمُ <|vsep|> وَتَستعبِدُ الأَهواءُ مَن لا يُقاوِمُ </|bsep|> <|bsep|> فَذَلَّلتَها وَالمَكرُماتُ تَمائِمُ <|vsep|> عَلَى قَدرِ أََهلِ العَزمِ تَاتي العَزائِمُ </|bsep|> <|bsep|> وَتَاتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المكارِمُ <|vsep|> وَكَم فِكرةٍ لَجَّ عِثارُها </|bsep|> <|bsep|> بَنيتُ لَها عَرشاً فَعزَّ جِوارُها <|vsep|> فَعالٌ يُضِيءُ العالَمينَ مَنارُها </|bsep|> </|psep|> |
قد يفقد المرء بين الناس عزته | 0البسيط
| [
"قَد يَفقِدُ المَرءُ بَينَ النَّاسِ عِزَّتَهُ",
"ِذا شَكا أَمرَهُ أَو سَبَّ مِحنَتَهُ",
"فَكُن كَلَيثِ الشَّرى ما باعَ هَيبَتَهُ",
"وَلا تَشَكَّ ِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ",
"شَكوى الجَريحِ لى الغِربانِ والرَّخَم",
"تَصونُ نَفسي عضنِ الفصاحِ عِزَّتُها",
"كَأَنَّما عِفَّةُ الأَجيالِ عِفَّتُها",
"وَقَد تُذِلُّ نُفوسَ الأُسدِ مِحنَتُها",
"سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها",
"فيما النُّفوسُ تَراه غايَةَ الأَلَم"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573626 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قَد يَفقِدُ المَرءُ بَينَ النَّاسِ عِزَّتَهُ <|vsep|> ِذا شَكا أَمرَهُ أَو سَبَّ مِحنَتَهُ </|bsep|> <|bsep|> فَكُن كَلَيثِ الشَّرى ما باعَ هَيبَتَهُ <|vsep|> وَلا تَشَكَّ ِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ </|bsep|> <|bsep|> شَكوى الجَريحِ لى الغِربانِ والرَّخَم <|vsep|> تَصونُ نَفسي عضنِ الفصاحِ عِزَّتُها </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّما عِفَّةُ الأَجيالِ عِفَّتُها <|vsep|> وَقَد تُذِلُّ نُفوسَ الأُسدِ مِحنَتُها </|bsep|> </|psep|> |
أهديك شعرا كروض فيه تختال | 0البسيط
| [
"أُهديكَ شِعراً كَرَوضٍ فيهِ تَختالُ",
"بَناتُ فِكري وَبَعضُ الُّرِّ أَقوالُ",
"قَلبي يُحَدِّثني ِن غَرَّني اللُ",
"لا خَيلَ عِندَك تُهديها وَلا مالُ",
"فَلَيُسعِدِ النُّطقُ ِن لَم تُسعِدِ الحال",
"وَغايَةُ المَرءِ في الدُّنيا كَرامَتُهُ",
"ما قيمَةُ المَرءِ ِن لَم تَعلُ رايَتُهُ",
"ضَلَّ الَّذي ظَنَّ أَنَّ المالَ غايَتُهُ",
"ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ",
"ما قاتَهُ وفُضولُ العَيش أَشغالُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573625 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أُهديكَ شِعراً كَرَوضٍ فيهِ تَختالُ <|vsep|> بَناتُ فِكري وَبَعضُ الُّرِّ أَقوالُ </|bsep|> <|bsep|> قَلبي يُحَدِّثني ِن غَرَّني اللُ <|vsep|> لا خَيلَ عِندَك تُهديها وَلا مالُ </|bsep|> <|bsep|> فَلَيُسعِدِ النُّطقُ ِن لَم تُسعِدِ الحال <|vsep|> وَغايَةُ المَرءِ في الدُّنيا كَرامَتُهُ </|bsep|> <|bsep|> ما قيمَةُ المَرءِ ِن لَم تَعلُ رايَتُهُ <|vsep|> ضَلَّ الَّذي ظَنَّ أَنَّ المالَ غايَتُهُ </|bsep|> </|psep|> |
إليك الهي من على عرشه استوى | 5الطويل
| [
"ِليكَ ِلهي مَن عَلَى عَرشِهِ استَوى",
"صَلاةَ مُحَبٍّ صالَ في قَلبِهِ الجَوى",
"يُرَنِّمُ كَالمُشتاقِ لَجَّت بِهِ النَّوى",
"ِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى",
"وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبر",
"أَنا الوالِهُ المُضنى أَطالَت شُجونَهُ",
"أَغاني المُنى وَالبُعدُ هاجَ فُتونَهُ",
"وَماتَ الَّذي لَيلاهُ شاءَت مَنونَهُ",
"مُعلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ",
"ِذا مُتُّ ظمناً فَلا نَزَلَ القَطرُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573624 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِليكَ ِلهي مَن عَلَى عَرشِهِ استَوى <|vsep|> صَلاةَ مُحَبٍّ صالَ في قَلبِهِ الجَوى </|bsep|> <|bsep|> يُرَنِّمُ كَالمُشتاقِ لَجَّت بِهِ النَّوى <|vsep|> ِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى </|bsep|> <|bsep|> وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبر <|vsep|> أَنا الوالِهُ المُضنى أَطالَت شُجونَهُ </|bsep|> <|bsep|> أَغاني المُنى وَالبُعدُ هاجَ فُتونَهُ <|vsep|> وَماتَ الَّذي لَيلاهُ شاءَت مَنونَهُ </|bsep|> </|psep|> |
لا تكترث لممالىء متشدق | 6الكامل
| [
"لا تَكتَرِث لِمُمالِىءٍ مَتَشَدِّقِ",
"فَالفِعلُ أَصدَقُ مِن خَطيبٍ مُفلقِ",
"وَاحذَر صَداقَةَ مَغرِضٍ وَمُلَفِّقِ",
"لا خَيرَ في وُدِّ امرِىءٍ مُتَمَلِّقِ",
"حُلوِ اللِّسانِ وَقَلبُهُ يَتَلَهَّبُ",
"وَأَشَدُّ مُؤذٍ مَن يَصوغُ مَقالَةً",
"في وَصفِ ما تُسدي لِيَبلُغَ غايَةً",
"فَِذا تَعَذَّرَ أَن يَنالَ عُلالَةً",
"يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِّسانِ حَلاوَةً",
"وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَّعلَب"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573622 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ق <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لا تَكتَرِث لِمُمالِىءٍ مَتَشَدِّقِ <|vsep|> فَالفِعلُ أَصدَقُ مِن خَطيبٍ مُفلقِ </|bsep|> <|bsep|> وَاحذَر صَداقَةَ مَغرِضٍ وَمُلَفِّقِ <|vsep|> لا خَيرَ في وُدِّ امرِىءٍ مُتَمَلِّقِ </|bsep|> <|bsep|> حُلوِ اللِّسانِ وَقَلبُهُ يَتَلَهَّبُ <|vsep|> وَأَشَدُّ مُؤذٍ مَن يَصوغُ مَقالَةً </|bsep|> <|bsep|> في وَصفِ ما تُسدي لِيَبلُغَ غايَةً <|vsep|> فَِذا تَعَذَّرَ أَن يَنالَ عُلالَةً </|bsep|> </|psep|> |
مضى عهد التدله والتصابي | 16الوافر
| [
"مَضى عَهدُ التَّدَلُّهِ وَالتَّصابي",
"مُضِيَّ السُّكرِ مِن بَعدِ الشَّرابِ",
"فَما لِخُفوقِ قَلبي مِن ِيابِ",
"أَعاذِلَ قَد كَبِرتُ عَنِ العِتابِ",
"وَقَد ضَحِكَ المَشيبُ مِنَ الشَّباب",
"كَأَنّي رَوضَةٌ لَمّا تَعَرَّت",
"كَساها الثَّلجُ حُلَّتَهُ فَسُرَّت",
"وَلَمّا حُرقَةُ الأَهواءِ مَرَّت",
"رَدَدتُ ِلى التُّقى نِفسي فَقَرَّت",
"كَما رُدَّ الحُسامُ ِلى القِراب"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573621 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_6|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> مَضى عَهدُ التَّدَلُّهِ وَالتَّصابي <|vsep|> مُضِيَّ السُّكرِ مِن بَعدِ الشَّرابِ </|bsep|> <|bsep|> فَما لِخُفوقِ قَلبي مِن ِيابِ <|vsep|> أَعاذِلَ قَد كَبِرتُ عَنِ العِتابِ </|bsep|> <|bsep|> وَقَد ضَحِكَ المَشيبُ مِنَ الشَّباب <|vsep|> كَأَنّي رَوضَةٌ لَمّا تَعَرَّت </|bsep|> <|bsep|> كَساها الثَّلجُ حُلَّتَهُ فَسُرَّت <|vsep|> وَلَمّا حُرقَةُ الأَهواءِ مَرَّت </|bsep|> </|psep|> |
سلونا وعدنا والصبابة شدها | 5الطويل
| [
"سَلَونا وَعُدنا وَالصَّبابَةُ شَدَّها",
"وِثاقٌ جَديدٌ وَالصُّدودُ استَرَدَّها",
"لَقَد بَلَغَت أُلعوبَةُ الحُبِّ حَدَّها",
"ِذا قُلتُ قَضَّيتُ الصَّبابَةَ رَدَّها",
"خَيالٌ مُلِمٌّ مِن حَبيبٍ مُجانِبِ",
"أَتاني وَقَد عَلَّلتُ نَفسي بِقُربِهِم",
"وَقالَ أَنا هُم ِنَّ قَلبي كَقَلبِهِم",
"فَواعَجَبي هَل دَربُهُ عَكسُ دَربِهِم",
"يَجودُ وَقَد ضَنَّ الأُلى شَغَفي بِهِم",
"وَيَدنو وَقَد شَطَّت دِيارُ الحَبائِب"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573620 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> سَلَونا وَعُدنا وَالصَّبابَةُ شَدَّها <|vsep|> وِثاقٌ جَديدٌ وَالصُّدودُ استَرَدَّها </|bsep|> <|bsep|> لَقَد بَلَغَت أُلعوبَةُ الحُبِّ حَدَّها <|vsep|> ِذا قُلتُ قَضَّيتُ الصَّبابَةَ رَدَّها </|bsep|> <|bsep|> خَيالٌ مُلِمٌّ مِن حَبيبٍ مُجانِبِ <|vsep|> أَتاني وَقَد عَلَّلتُ نَفسي بِقُربِهِم </|bsep|> <|bsep|> وَقالَ أَنا هُم ِنَّ قَلبي كَقَلبِهِم <|vsep|> فَواعَجَبي هَل دَربُهُ عَكسُ دَربِهِم </|bsep|> </|psep|> |
إذا لم افز من امتي بمودة | 5الطويل
| [
"ِذا لَم أَفُز مِن أُمَّتي بِمَودَّةٍ",
"فَلا خَيرَ في جُهدِ وَِعدادِ عُدَّةٍ",
"وَِن عَقَّني جُهدي وَوَلَّى بِحِدَّةٍ",
"تَطَلَّعتُ في يَومَي رَخاءٍ وَشِدَّةٍ",
"وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِد",
"فَرَدَّ بَنو أُمّي وَقَلبي كَمائِتِ",
"سَنَبحَثُ عَن جُهدٍ عَلى الدَّربِ نابِتِ",
"وَساروا وَهذا العُمرُ تٍ كَفائِتِ",
"فَلَم أَرَ فيما ساءَني غَيرَ شامِتِ",
"وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِد"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573677 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِذا لَم أَفُز مِن أُمَّتي بِمَودَّةٍ <|vsep|> فَلا خَيرَ في جُهدِ وَِعدادِ عُدَّةٍ </|bsep|> <|bsep|> وَِن عَقَّني جُهدي وَوَلَّى بِحِدَّةٍ <|vsep|> تَطَلَّعتُ في يَومَي رَخاءٍ وَشِدَّةٍ </|bsep|> <|bsep|> وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِد <|vsep|> فَرَدَّ بَنو أُمّي وَقَلبي كَمائِتِ </|bsep|> <|bsep|> سَنَبحَثُ عَن جُهدٍ عَلى الدَّربِ نابِتِ <|vsep|> وَساروا وَهذا العُمرُ تٍ كَفائِتِ </|bsep|> </|psep|> |
جمال نفسي ضياء في طبيعتها | 0البسيط
| [
"جَمالُ نَفسي ضِياءٌ في طَبيعتِها",
"ِذا ابتَغى ذو الهَوى نُكرانَ زَينَتِها",
"وَكُلَّما طَعَنَ الباغي بِشيمَتِها",
"غالى بِنَفسِيَ عِرفاني بِقيمَتِها",
"فَصُنتُها عَن رَخيصِ القَدرِ مُبتَذَلِ",
"وَاللهُ يَعلَمُ أَنَّ الحَقَّ رائِدُها",
"ِن أَنَكرَ الشِّيمَةَ الحَسناءَ جاحِدُها",
"يا صاحِبي ِنَّما الدُّنيا شَدائِدُها",
"وَِنَّما رَجُلُ الدُّنيا وَواحِدُها",
"مَن لا يُعَوِّلُ في الدُّنيا عَلى رَجُل"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573676 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> جَمالُ نَفسي ضِياءٌ في طَبيعتِها <|vsep|> ِذا ابتَغى ذو الهَوى نُكرانَ زَينَتِها </|bsep|> <|bsep|> وَكُلَّما طَعَنَ الباغي بِشيمَتِها <|vsep|> غالى بِنَفسِيَ عِرفاني بِقيمَتِها </|bsep|> <|bsep|> فَصُنتُها عَن رَخيصِ القَدرِ مُبتَذَلِ <|vsep|> وَاللهُ يَعلَمُ أَنَّ الحَقَّ رائِدُها </|bsep|> <|bsep|> ِن أَنَكرَ الشِّيمَةَ الحَسناءَ جاحِدُها <|vsep|> يا صاحِبي ِنَّما الدُّنيا شَدائِدُها </|bsep|> </|psep|> |
ععرفتك يا قدوس جهد استطاعتي | 5الطويل
| [
"ععَرفتُك يا قُدُّوسُ جُهدَ استِطاعَتي",
"وَضاقَت بِِدراك الكَمالِ وَسيلَتي",
"وَأَنتَ الَّذي حَدَّتَ مِقدارَ طاقَتي",
"فَلا تُغفِ عَنِّي وَاغتَفِر لي نَقيصَتي",
"لَعَلِّي ِذا أَمسى نَعيمُكَ غايَتي",
"أُطَهِّرُ نَفسي من بَقايا خَطيئَتي",
"فَهَبني بِِقراري بُلوغَ سَعادَتي",
"وَوَجِّه ِلى نَفعِ العِبادِ مَشيئَتي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573966 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ععَرفتُك يا قُدُّوسُ جُهدَ استِطاعَتي <|vsep|> وَضاقَت بِِدراك الكَمالِ وَسيلَتي </|bsep|> <|bsep|> وَأَنتَ الَّذي حَدَّتَ مِقدارَ طاقَتي <|vsep|> فَلا تُغفِ عَنِّي وَاغتَفِر لي نَقيصَتي </|bsep|> <|bsep|> لَعَلِّي ِذا أَمسى نَعيمُكَ غايَتي <|vsep|> أُطَهِّرُ نَفسي من بَقايا خَطيئَتي </|bsep|> </|psep|> |
دع عنك لومي ولا تسأل عن الخبر | 0البسيط
| [
"دَع عَنكَ لَومي وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ",
"كَفَرتُ بِالحُبِّ واستَغنَيتُ عَن وَطَري",
"وَزَهَّدَتني بِحُسنِ الشَّكلِ فاتِنَةٌ",
"تَهوى غُراباً قَبيحَ الوَجهِ وَالأَثَرِ",
"كَأَنَّما نَفسُها مِن ريشِهِ انبَثُقَت",
"فَاستَحسَنَتهُ وَلَيسَ السِّرُّ بِالصُّورِ",
"ِن لَم تَكُن لِلهَوى الرُّوحِيِّ قيمَتُهُ",
"فَلَيسَ لِلحُبِّ مَعنًى يا بَني البَشَرِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573960 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> دَع عَنكَ لَومي وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ <|vsep|> كَفَرتُ بِالحُبِّ واستَغنَيتُ عَن وَطَري </|bsep|> <|bsep|> وَزَهَّدَتني بِحُسنِ الشَّكلِ فاتِنَةٌ <|vsep|> تَهوى غُراباً قَبيحَ الوَجهِ وَالأَثَرِ </|bsep|> <|bsep|> كَأَنَّما نَفسُها مِن ريشِهِ انبَثُقَت <|vsep|> فَاستَحسَنَتهُ وَلَيسَ السِّرُّ بِالصُّورِ </|bsep|> </|psep|> |
إذا طال حب المرء طال اكتئابه | 5الطويل
| [
"ِذا طالَ حُبُّ المَرءِ طالَ اكتِئابُهُ",
"وَأَصبَحَ كَالمَسحورِ ضاعَ صَوابُهُ",
"أَلَيسَ الهَوى كَالماكِرِ اشتَدَّ بَأسُهُ",
"وَكَالسّاحِرِ المَملوءِ خَلطاً كِتابُهُ",
"فَلا تَشكُ أَوهاماً أَطالَت زِيارَةً",
"فَما لَطَّفَ الضَّيفَ الثَّقيلَ ذَهابُهُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573864 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِذا طالَ حُبُّ المَرءِ طالَ اكتِئابُهُ <|vsep|> وَأَصبَحَ كَالمَسحورِ ضاعَ صَوابُهُ </|bsep|> <|bsep|> أَلَيسَ الهَوى كَالماكِرِ اشتَدَّ بَأسُهُ <|vsep|> وَكَالسّاحِرِ المَملوءِ خَلطاً كِتابُهُ </|bsep|> </|psep|> |
وضعتك في قلبي فأغراك افلات | 5الطويل
| [
"وَضَعتُكِ في قَلبي فَأَغراكِ فلاتُ",
"وَلَم تَعلَمي أَنَّ الأُلى أَفلَتوا ماتوا",
"أَنا الأَرضُ غَذَّ زَهرَها مِن فُؤادِها",
"لِيَقطِفَهُ مَن راوَدتهُ المَلذاتُ",
"وَلَو كانَ يَدري الزَّهرُ ما بَعدَ قَطفِهِ",
"لَفَضَّلَ رَوضاً فيهِ أَسرٌ وَِعناتُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573863 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> وَضَعتُكِ في قَلبي فَأَغراكِ فلاتُ <|vsep|> وَلَم تَعلَمي أَنَّ الأُلى أَفلَتوا ماتوا </|bsep|> <|bsep|> أَنا الأَرضُ غَذَّ زَهرَها مِن فُؤادِها <|vsep|> لِيَقطِفَهُ مَن راوَدتهُ المَلذاتُ </|bsep|> </|psep|> |
لا تحسبي الآلام مر شهاب | 6الكامل
| [
"لا تَحسَبي اللامَ مَرَّ شِهاب",
"مُرُّ الحَياة صَبابَةُ المُرتابِ",
"وَالمُفسِدونَ وَلا أَراهُم كَثرَةً",
"ِلاّ لِفَرطِ تَأََثُّري وَعَذابي",
"فَعَساكِ أَن تَضَعي لَهُم حَدًّا فما",
"أَشقى البَريءَ بِفَرحَةِ المُغتابِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573862 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> لا تَحسَبي اللامَ مَرَّ شِهاب <|vsep|> مُرُّ الحَياة صَبابَةُ المُرتابِ </|bsep|> <|bsep|> وَالمُفسِدونَ وَلا أَراهُم كَثرَةً <|vsep|> ِلاّ لِفَرطِ تَأََثُّري وَعَذابي </|bsep|> </|psep|> |
سيري حنانيك سير الزهر في الماء | 0البسيط
| [
"سيري حَنانَيكِ سَيرَ الزَّهرِ في الماءِ",
"بِجَنَّةٍ مِن رِياضِ الحُبِّ غَنّاء",
"وَأَنشِدي بَعضَ أَشعاري لِتَلمَعَ في",
"نَفسي بَوارِقُ تَحنانٍ وَِغراءِ",
"وَهَل يَمَلُّ الهَوى قَلبانِ ضَمَّهُما",
"فَهُم الجَمالِ وَِحساسُ الأَحِبّاءِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573861 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> سيري حَنانَيكِ سَيرَ الزَّهرِ في الماءِ <|vsep|> بِجَنَّةٍ مِن رِياضِ الحُبِّ غَنّاء </|bsep|> <|bsep|> وَأَنشِدي بَعضَ أَشعاري لِتَلمَعَ في <|vsep|> نَفسي بَوارِقُ تَحنانٍ وَِغراءِ </|bsep|> </|psep|> |
عاد زهر الربى وعاودت الذكرى فؤادي | 1الخفيف
| [
"عادَ زَهرُ الرُّبى وَعاوَدَت الذِّكرى فُؤادي",
"فَهَل نَأَت عَن فُؤادِك",
"ِن قَسَوتِ فَسَوفَ يَأتيكِ يَومٌ",
"فيهِ تَستَعرِضينَ عَهدَ وِدادِك",
"وَتُنادينَ الحُبَّ هَل مِن مَعادٍ",
"فَتَرُدُّ الأَصداءُ يَومَ مَعادِك"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573860 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_0|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> عادَ زَهرُ الرُّبى وَعاوَدَت الذِّكرى فُؤادي <|vsep|> فَهَل نَأَت عَن فُؤادِك </|bsep|> <|bsep|> ِن قَسَوتِ فَسَوفَ يَأتيكِ يَومٌ <|vsep|> فيهِ تَستَعرِضينَ عَهدَ وِدادِك </|bsep|> </|psep|> |
يا ابنة الشعر مبهج الأكوان | 1الخفيف
| [
"يا ابنَةَ الشِّعرِ مُبهِجِ الأَكوانِ",
"غَرِّدي لِلمُتَيَّمِ الوَلهانِ",
"بالَّذي أَسكَر الخَميلَةَ بالشَّدوِ",
"وَهزَّ الأَغصانَ بِالرنانِ",
"لا تُغَنِّي لِغَيرِ قَلبي نَشيداً",
"أَنتِ أَدرى بِغَيرَةِ الخُلاّنِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573859 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_0|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يا ابنَةَ الشِّعرِ مُبهِجِ الأَكوانِ <|vsep|> غَرِّدي لِلمُتَيَّمِ الوَلهانِ </|bsep|> <|bsep|> بالَّذي أَسكَر الخَميلَةَ بالشَّدوِ <|vsep|> وَهزَّ الأَغصانَ بِالرنانِ </|bsep|> </|psep|> |
ما علينا بعد توديع المنى | 3الرمل
| [
"ما عَلَينا بَعدَ تَوديعِ المُنى",
"غَيرُ تَقبيلِ الرِّياحِ السّارِيَه",
"عَلَّها تَحمِلُ ما يُؤنِسنا",
"مِن بَقايا الذِّكرَياتِ الماضِيَه",
"كُلُّ ما مَرَّ انقَضَت لَذّاتُهُ",
"ِنَّما الذِّكرى حَياةٌ ثانِيَه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573858 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> ي <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ما عَلَينا بَعدَ تَوديعِ المُنى <|vsep|> غَيرُ تَقبيلِ الرِّياحِ السّارِيَه </|bsep|> <|bsep|> عَلَّها تَحمِلُ ما يُؤنِسنا <|vsep|> مِن بَقايا الذِّكرَياتِ الماضِيَه </|bsep|> </|psep|> |
رد للناس حقهم في الحياة | 1الخفيف
| [
"رُدَّ لِلنّاسِ حَقَّهُم في الحَياةِ",
"سالِبُ المُعوِزينَ أََدهى الجُناةِ",
"أَوَ لَيسَ الحسانُ رَدَّ سَليبٍ",
"مُذ عَصى الأغنِياءُ فَرضَ الزَّكاةِ",
"كَوبُ ماءٍ زادَ الحَريقَ احتِداماً",
"وَالأَنابيبُ تَحتَ أَمرِ الطُّعاةِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573884 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_0|> ه <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> رُدَّ لِلنّاسِ حَقَّهُم في الحَياةِ <|vsep|> سالِبُ المُعوِزينَ أََدهى الجُناةِ </|bsep|> <|bsep|> أَوَ لَيسَ الحسانُ رَدَّ سَليبٍ <|vsep|> مُذ عَصى الأغنِياءُ فَرضَ الزَّكاةِ </|bsep|> </|psep|> |
من لي بكفء كي امد له يدي | 6الكامل
| [
"مَن لي بِكفءٍ كَي أَمُدَّ لَهُ يَدي",
"وَأَريحَ نَفسي مِن دَعِيٍّ مُعتَدي",
"فَالكُفءُ ِن تَطمُسهُ كَالنّورِ الَّذي",
"لَفّوهُ ظُلماً بِالحِجابِ الأَسوَدِ",
"رَضِيَ الِلهُ عِنِ الأُلى انتَفَعوا بِهِ",
"وَقَضى عَلَى الفِئَةِ الَّتي لَم تَهتَدِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573883 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> مَن لي بِكفءٍ كَي أَمُدَّ لَهُ يَدي <|vsep|> وَأَريحَ نَفسي مِن دَعِيٍّ مُعتَدي </|bsep|> <|bsep|> فَالكُفءُ ِن تَطمُسهُ كَالنّورِ الَّذي <|vsep|> لَفّوهُ ظُلماً بِالحِجابِ الأَسوَدِ </|bsep|> </|psep|> |
نور من الله ابداعي وإلهامي | 0البسيط
| [
"نورٌ مِنَ اللهِ ِبداعي وَِلهامي",
"وَن شَجاني مُقامي بَينَ أَصنامِ",
"ضَحَّوا بِمُبتَكِرٍ فاضَت مَواهِبُهُ",
"خَوفَ الفَضيحَةِ مِن ِنتاجِهِ السّامي",
"وَغَرَّهُم يَومَ وَأَدِ الحَقِّ أَنَّهُمُ",
"نَجوا بِأَنفُسِهِم مِن سَيفِهِ الدّامي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573882 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> نورٌ مِنَ اللهِ ِبداعي وَِلهامي <|vsep|> وَن شَجاني مُقامي بَينَ أَصنامِ </|bsep|> <|bsep|> ضَحَّوا بِمُبتَكِرٍ فاضَت مَواهِبُهُ <|vsep|> خَوفَ الفَضيحَةِ مِن ِنتاجِهِ السّامي </|bsep|> </|psep|> |
أبناء امي اين عهد ولائي | 6الكامل
| [
"أَبناءَ أُمِّي أَينَ عَهدُ وَلائي",
"هَل سَبَّبَ الحَسَدُ الدَّفينُ عِدائي",
"لا تَغمِطوا حَقِّي فَلَيسَ يَضيرُكُم",
"أَن يَبلُغَ العالي ذُرى العَلياءِ",
"ِن كُنتُ في دارِ امتَلَكتُ وَهَبتكُم",
"مُلكي أَأَنكِرُ حَقِّكُم بِسَمائي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573881 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ء <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أَبناءَ أُمِّي أَينَ عَهدُ وَلائي <|vsep|> هَل سَبَّبَ الحَسَدُ الدَّفينُ عِدائي </|bsep|> <|bsep|> لا تَغمِطوا حَقِّي فَلَيسَ يَضيرُكُم <|vsep|> أَن يَبلُغَ العالي ذُرى العَلياءِ </|bsep|> </|psep|> |
هام الجهول بجمع الماس والذهب | 0البسيط
| [
"هامَ الجَهولُ بِجَمعِ الماسِ وَالذَّهَبِ",
"وَعاشَ مُفتَقِراً لِلفَنِّ وَالأَدَبِ",
"وَأَنفَقَ العُمرَ يَسعى في مَناكِبِها",
"وَهيَ الَّتي لَوَّعَت مَن جَدَّ في الطَّلَبِ",
"واهاً لِمَن لَم يَنَل مِن حُبِّها أَرَباً",
"وَقد رَأَى مَن قَضَوا في ذلك الأَرَبِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573880 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> هامَ الجَهولُ بِجَمعِ الماسِ وَالذَّهَبِ <|vsep|> وَعاشَ مُفتَقِراً لِلفَنِّ وَالأَدَبِ </|bsep|> <|bsep|> وَأَنفَقَ العُمرَ يَسعى في مَناكِبِها <|vsep|> وَهيَ الَّتي لَوَّعَت مَن جَدَّ في الطَّلَبِ </|bsep|> </|psep|> |
إذا رازني ناقد عادل | 8المتقارب
| [
"ِذا رازَني ناقِدٌ عادِلٌ",
"فَِنِّي بِنصافِهِ قابِلُ",
"وَِن لَم يَكُن حَقُّهُ بَيِّناً",
"فَلَستُ بِمَن هَزَّهُ الباطِلُ",
"سُكوتي جَزاءٌ لأَمثالِهِ",
"وهَل ينصِفُ العالمَ الجاهِلُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573879 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_5|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِذا رازَني ناقِدٌ عادِلٌ <|vsep|> فَِنِّي بِنصافِهِ قابِلُ </|bsep|> <|bsep|> وَِن لَم يَكُن حَقُّهُ بَيِّناً <|vsep|> فَلَستُ بِمَن هَزَّهُ الباطِلُ </|bsep|> </|psep|> |
يحسب المرء في ربيع شبابه | 1الخفيف
| [
"يَحسَبُ المَرءُ في رَبيعِ شَبابِه",
"أَنَّ مَعنى الهَوى بُلوغُ طِلابِه",
"وَِذا كَرَّتِ اللَّيالي يَراهُ",
"عَمَلاً باقِياً لِخَيرِ صِحابِه",
"وَِذا شارَفَ النِّهايَةَ اَمسى",
"رَغبَةَ الرُّوحِ في لِقاءِ ثَوابِه"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573878 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_0|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> يَحسَبُ المَرءُ في رَبيعِ شَبابِه <|vsep|> أَنَّ مَعنى الهَوى بُلوغُ طِلابِه </|bsep|> <|bsep|> وَِذا كَرَّتِ اللَّيالي يَراهُ <|vsep|> عَمَلاً باقِياً لِخَيرِ صِحابِه </|bsep|> </|psep|> |
من بعد ان ذقت الهوى المشبوبا | 6الكامل
| [
"مِن بَعدِ أَن ذُقتُ الهَوى المَشبوبا",
"عاهَدتُ قَلبي لا يَمَسُّ لَهيبا",
"ِن كانَ ماتَ وَعادَ حَيًّا مَرَّةً",
"فَلَسَوفَ يَأبى أَن يَزور طَبيبا",
"وَهوَ الَّذي غَلَبَ الغَرامَ بِطُهرِهِ",
"مَلأَ الوَرى حُبًّا وَظَلَّ أَديبا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573877 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ب <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> مِن بَعدِ أَن ذُقتُ الهَوى المَشبوبا <|vsep|> عاهَدتُ قَلبي لا يَمَسُّ لَهيبا </|bsep|> <|bsep|> ِن كانَ ماتَ وَعادَ حَيًّا مَرَّةً <|vsep|> فَلَسَوفَ يَأبى أَن يَزور طَبيبا </|bsep|> </|psep|> |
إن كان حبي مثل حب فتاة | 6الكامل
| [
"ِن كانَ حُبّي مِثلَ حُبَّ فَتاةٍ",
"فَرِكَت فَأَينَ عَزيمَتي وَثَباتي",
"ِنِّي مَنَعتُ القَلبَ عَن وَأدِ الهَوى",
"لَمّا اذَّكَرتُ قِيامَةَ الأَمواتِ",
"وَِذا المُفَكِّرُ قَيَّدَت مالَهُ",
"دُنيا الزَّوالِ يَلوذُ بِالِفلاتِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573876 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِن كانَ حُبّي مِثلَ حُبَّ فَتاةٍ <|vsep|> فَرِكَت فَأَينَ عَزيمَتي وَثَباتي </|bsep|> <|bsep|> ِنِّي مَنَعتُ القَلبَ عَن وَأدِ الهَوى <|vsep|> لَمّا اذَّكَرتُ قِيامَةَ الأَمواتِ </|bsep|> </|psep|> |
تركت دنياك لم تحفل ببهجتها | 0البسيط
| [
"تَرَكتَ دُنياكَ لَم تَحفِل بِبَهجَتِها",
"وَهِمتَ بِالرُّوحِ ِقراراً بِعِزَّتِها",
"فَأَنتَ يَومَ اطمَأَنَّ النّاسُ قائِدُهُم",
"وَأَنتَ يَومَ المُلِمّاتِ ابنُ بجَدَتِها",
"وَأَجهَلُ الخَلقِ مَن عاداكَ مُتَّبِعاً",
"ضَلالَةَ النَّفسِ في ِبّانِ ثَورَتِها"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573875 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> ت <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> تَرَكتَ دُنياكَ لَم تَحفِل بِبَهجَتِها <|vsep|> وَهِمتَ بِالرُّوحِ ِقراراً بِعِزَّتِها </|bsep|> <|bsep|> فَأَنتَ يَومَ اطمَأَنَّ النّاسُ قائِدُهُم <|vsep|> وَأَنتَ يَومَ المُلِمّاتِ ابنُ بجَدَتِها </|bsep|> </|psep|> |
أيا جارتا نادي الهوى كان نادينا | 5الطويل
| [
"أَيا جارَتا نادي الهَوى كانَ نادينا",
"وَلكِنَّ صَرفَ الدَّهرِ ما زالَ يُقصينا",
"وَلَمّا قَضَينا العُمرَ ِلا سُوَيعَةً",
"تَراءَى لَنا أَنّا بَلَغنا أَمانِينا",
"وَلَيسَ بُلوغُ القَصدِ ِلا نِهايَةً",
"فَهَل أَدرَكَت سِرَّ الحَياةِ أَغانِينا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573874 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> ن <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> أَيا جارَتا نادي الهَوى كانَ نادينا <|vsep|> وَلكِنَّ صَرفَ الدَّهرِ ما زالَ يُقصينا </|bsep|> <|bsep|> وَلَمّا قَضَينا العُمرَ ِلا سُوَيعَةً <|vsep|> تَراءَى لَنا أَنّا بَلَغنا أَمانِينا </|bsep|> </|psep|> |
في فيه شيء مبهم | 6الكامل
| [
"في فيهِ شَيءٌ مُبهَمُ",
"مُتَأَرجِحٌ يَتَأَلَّمُ",
"وَكَأَنَّهُ الصَّمتُ المُجَسَّمُ",
"فَهوَ لا يَتَكَلَّمُ",
"لا تَرحَموهُ لأنَّ مَن",
"كَتَمَ الهَوى لا يُرحَمُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573873 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> في فيهِ شَيءٌ مُبهَمُ <|vsep|> مُتَأَرجِحٌ يَتَأَلَّمُ </|bsep|> <|bsep|> وَكَأَنَّهُ الصَّمتُ المُجَسَّمُ <|vsep|> فَهوَ لا يَتَكَلَّمُ </|bsep|> </|psep|> |
إذا سايرت اوهامك | 15الهزج
| [
"ِذا سايَرتُ أَوهامَك",
"فَلا تَهزَأ بِأَوهامي",
"فَقَد ضَيَّعتَ أَيّامَك",
"كَما ضَيَّعتُ أَيَّامي",
"وَغَنَّى الدَّهرُ أَنغامَك",
"فَكانَت مِثلَ أَنغامي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573872 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_10|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ِذا سايَرتُ أَوهامَك <|vsep|> فَلا تَهزَأ بِأَوهامي </|bsep|> <|bsep|> فَقَد ضَيَّعتَ أَيّامَك <|vsep|> كَما ضَيَّعتُ أَيَّامي </|bsep|> </|psep|> |
غرها الحسن فيا بؤس المصير | 3الرمل
| [
"غَرَّها الحُسنُ فَيا بُؤسَ المَصير",
"وَتَوَلَّى أَمرَها حَظٌ قَصير",
"فَتَأَمَّل مُنتَهى عابِثَةٍ",
"كَم عَظيمٍ عامَلَت مِثلَ الأَجير",
"وَاَخيراً عاشَرَت عَبداً لَها",
"فَغَدَت عَبدَةَ ذَيّاكَ الحَقير"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573871 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_3|> ر <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> غَرَّها الحُسنُ فَيا بُؤسَ المَصير <|vsep|> وَتَوَلَّى أَمرَها حَظٌ قَصير </|bsep|> <|bsep|> فَتَأَمَّل مُنتَهى عابِثَةٍ <|vsep|> كَم عَظيمٍ عامَلَت مِثلَ الأَجير </|bsep|> </|psep|> |
قل يا اخي للشاعر الغريد | 6الكامل
| [
"قُل يا أَخي لِلشّاعِرِ الغَرِيدِ",
"حَرَموكَ ِنشاداً بِأبهَجِ عيدِ",
"هذا هُوَ الدّاءُ الدَّفينُ بِهِم وَكَم",
"حُرٍّ أَراهُ النُّكرَ رَهطُ عَبيدِ",
"يَتَشَدَّقونَ بِحُبِّهِم حُرِّيَّةً",
"نَصَبوا لَها سِرًا سِتارَ حَديدِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573904 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> قُل يا أَخي لِلشّاعِرِ الغَرِيدِ <|vsep|> حَرَموكَ ِنشاداً بِأبهَجِ عيدِ </|bsep|> <|bsep|> هذا هُوَ الدّاءُ الدَّفينُ بِهِم وَكَم <|vsep|> حُرٍّ أَراهُ النُّكرَ رَهطُ عَبيدِ </|bsep|> </|psep|> |
دعني الاقي اضطهدا من بني بلدي | 0البسيط
| [
"دَعني أُلاقي اضطهِداً مِن بَني بَلَدي",
"وَمِن سُلالَةِ أَهلِ اللُّؤمِ وَالحَسَدِ",
"فَالذَّنبُ أَنَّي ضِياءٌ باتَ شَمعُهُمُ",
"ِزاءَ ِشراقِهِ كَالأَمسِ في الأَبَدِ",
"وَباتَ فَخرُهُمُ الذّاوي أَسيرَ يَدي",
"وَهَل يُباهي عَديمُ الحِسِّ بِالجَسَدِ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573903 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> دَعني أُلاقي اضطهِداً مِن بَني بَلَدي <|vsep|> وَمِن سُلالَةِ أَهلِ اللُّؤمِ وَالحَسَدِ </|bsep|> <|bsep|> فَالذَّنبُ أَنَّي ضِياءٌ باتَ شَمعُهُمُ <|vsep|> ِزاءَ ِشراقِهِ كَالأَمسِ في الأَبَدِ </|bsep|> </|psep|> |
ذراني اعاني الغمط حظ الأماجد | 5الطويل
| [
"ذَراني أُعاني الغَمطَ حَظَّ الأَماجِدِ",
"فَقَد مَلأَ الدُّنيا أَنينُ المَحامِدِ",
"وَلا يَحسَبِ الحُسّادُ أَنَّي أخافُهُم",
"كَما خَشِيَ السّاري عَزيفَ الفَدافِدِ",
"ذِئابٌ عَوَت لَيلاً وَكانَ جُنونُها",
"مَخافَةَ نارٍ أَطلَقَتها قَصائِدي"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573902 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_13|> د <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> ذَراني أُعاني الغَمطَ حَظَّ الأَماجِدِ <|vsep|> فَقَد مَلأَ الدُّنيا أَنينُ المَحامِدِ </|bsep|> <|bsep|> وَلا يَحسَبِ الحُسّادُ أَنَّي أخافُهُم <|vsep|> كَما خَشِيَ السّاري عَزيفَ الفَدافِدِ </|bsep|> </|psep|> |
ساد الشقاء الأرض فاختلف الملا | 6الكامل
| [
"سادَ الشَّقاءُ الأَرضَ فَاختَلَفَ المَلا",
"وَجَنَوا بِعَربَدِةِ السِّياسَةِ حَنظَلا",
"ِنَّ المَبادىءَ أُسُّ كُلِّ سِياسَةٍ",
"وَالسِّرُّ تَحديدُ المَطامِعِ أَوَّلا",
"فَدَعُوا الضَّلالَةَ وَاتبَعوا العَدلَ الَّذي",
"يَكفي الفَقيرَ وَيُقنِعُ المُتَمَوِّلا"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573925 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_14|> ل <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> سادَ الشَّقاءُ الأَرضَ فَاختَلَفَ المَلا <|vsep|> وَجَنَوا بِعَربَدِةِ السِّياسَةِ حَنظَلا </|bsep|> <|bsep|> ِنَّ المَبادىءَ أُسُّ كُلِّ سِياسَةٍ <|vsep|> وَالسِّرُّ تَحديدُ المَطامِعِ أَوَّلا </|bsep|> </|psep|> |
نكاية بالسلام انقادت الأمم | 0البسيط
| [
"نِكايَةً بِالسَّلامِ انقادَتِ الأُمَمُ",
"لى الخِصامِ وَأَعمى القادَةَ النَّهَمُ",
"وَقَد تَناهى جُنونُ النّاسِ فَاندَفَعوا",
"في غَيِّهِم وَاستَبَدَّ الفَقرُ وَالأَلَمُ",
"وَنالَ ِعجابَهُم مَن حَلَّ مُشكِلَةً",
"صُغرى فَما بَرِحوا في الفَهمِ حَيثُ هُمُ"
] | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poemDescription.do?poemId=573924 | ميخائيل خير الله ويردي | null | http://www.aldiwanalarabi.com/poetPage.do?poetId=10077 | null | null | null | null | <|meter_4|> م <|theme_11|> <|psep|> <|bsep|> نِكايَةً بِالسَّلامِ انقادَتِ الأُمَمُ <|vsep|> لى الخِصامِ وَأَعمى القادَةَ النَّهَمُ </|bsep|> <|bsep|> وَقَد تَناهى جُنونُ النّاسِ فَاندَفَعوا <|vsep|> في غَيِّهِم وَاستَبَدَّ الفَقرُ وَالأَلَمُ </|bsep|> </|psep|> |
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.