id
int32
0
61k
text
stringlengths
4
31.7k
text_type
stringclasses
7 values
context
stringlengths
4
31.7k
context_type
stringclasses
6 values
source_language_name
stringclasses
1 value
source_language_code
stringclasses
1 value
source_title
stringlengths
0
80
source_url
stringlengths
0
620
2,900
المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛
sentence
وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,901
نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي
sentence
وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,902
أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,903
أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛
sentence
أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,904
يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه
sentence
أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,905
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,906
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور
sentence
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,907
مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف
sentence
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,908
يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم،
sentence
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,909
وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة،
sentence
فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,910
وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,911
وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه،
sentence
وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,912
وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس،
sentence
وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,913
أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم
sentence
وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,914
كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,915
كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها
sentence
كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,916
أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء،
sentence
كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,917
والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية.
sentence
كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,918
فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,919
فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات
sentence
فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,920
الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية
sentence
فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,921
والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس.
sentence
فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,922
ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,923
ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه
sentence
ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,924
نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو
sentence
ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,925
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,926
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي
sentence
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,927
التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من
sentence
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,928
الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل
sentence
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,929
وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل
sentence
من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,930
وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,931
وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء
sentence
وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,932
ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر،
sentence
وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,933
جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض.
sentence
وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,934
فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,935
فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل
sentence
فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,936
جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى:
sentence
فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,937
ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,938
ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة
sentence
ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,939
اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب.
sentence
ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,940
ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,941
ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء
sentence
ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,942
قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر —
sentence
ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,943
في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,944
في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء
sentence
في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,945
معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة.
sentence
في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,946
على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,947
على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير
sentence
على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,948
شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس.
sentence
على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,949
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,950
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف
sentence
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,951
مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛
sentence
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,952
عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛
sentence
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,953
أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف،
sentence
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,954
وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في
sentence
ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,955
كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد.
paragraph
 ## زائر  # مقدمة في القسم الأول من هذا الكتاب أردت التعرض بالدراسة لمحاولة رصد ملمح لأطلس عربي للأساطير والفولكلور؛ لذا آثرت من البداية التعرض للمشاكل والعراقيل التي تقف في وجه أي محاولة تجيء من منطلق الدراسة الشاملة لتراثنا الفولكلوري والأسطوري العربي، وموقعه من الرقعة الكونية. وبالطبع هناك ندرة ملفتة للجهود المبذولة في هذا المجال أو الحقل على المستوى القومي، بصرف النظر عن الدراسات المفتقدة إلى المنهج، ويمكن القول سيول الدراسات الغيبية والمغلوطة وغير المدركة للمدى الذي قطعته حركة الدراسات السامية والتي يشكل عالمنا العربي الواسع رصيدها الأعظم. ومن هنا جاء تركيزي على هذه المشاكل المتراكمة إلى اليوم للمعرفة بالأصول والمكونات الأولى لهذا التراث، سواء من حيث ضياع وافتقاد المدونات، أو من حيث تهافت المناهج الدراسية القومية، وسواء من منطلق إعادة التعرف على المنابت الأولى لجزئيات ومواضيع وعبارات وخصائص هذا التراث المتوارث المتراكم الحلقات تراكم الصخور الجيولوجية. من ذلك تُوصل الدراسات الفولكلورية والأسطورية المقارنة إلى أن هناك أساسًا أسطوريًّا وفولكلوريًّا عقائديًّا ولاهوتيًّا مشتركًا لأغلب الشعوب العربية، بل السامية، منذ أكثر من ألفي عام ق.م، سواء فيما بين النهرين أو في الجزيرة العربية والشام ولبنان وفلسطين. فمنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها على مدى ٦ آلاف عام، أي منذ السومريين غير الساميين. وعلى هذا أفردت جزءًا خاصًّا للتعرف بهذه المنابع الأولى خلال وعبر حركة تنقلاتها وانتشارها، ما بين حضارة — لا سامية — مندثرة، لأخرى قادمة، وأصَّلت اكتمالها — لغويًّا — وبالتالي تراثيًّا اليوم. كذلك كان من المفيد عمل إلمامة للتراث الأسطوري والفولكلوري لبؤرة العالم القديم في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكذا إلمامة للتراث العبري — السامي — ودور اليهود في تدوين هذا التراث، خاصة في مجموعة التلمودات، البابلي، أو الفلسطيني، أو الحجازي، بالإضافة إلى بقية المدونات من مقدسة، ومحظورة Apoeriha ومدى تجانسه، ولنقل توحده مع تراث عرب الجزيرة لما اصطلح على تسميتهم بالجاهليين. وبالطبع كان من المفيد أيضًا التعرض لهؤلاء الجاهليين، ودورهم الحضاري، استنادًا إلى ما كشفت عنه نصوصهم الحفرية في اليمن وجنوب الجزيرة، وما سادهم من خرافات و«خزعبلات» الجن وقوى الطبيعة الخارقة التي ما تزال متواترة، تفتك في عضد العقل الغيبي والأسطوري العربي، بما يعوق كل محاولات الأخذ بشعارات «العقلنة» وبناء طاقات الإنسان العربي الذي أصبح يعاني أزمة حضارية محققة. وأعقبت هذا الفصل، بدراسة مقارنة بين التراثين المتلازمين السوداني والمصري. ثم اخترعت مجموعة — محددة — من المداخل أو الأنساق أو المنطلقات، كمقدمة لدراسة الفولكلور — متضمنًا الأساطير العربية — كأساسيات عامة لا غناء عنها لأي باحث في هذا الحقل، بل هي قد تكون ألزم للباحث الاجتماعي في علم وتاريخ الإنسان الثقافي — الأنثروبولجيا — بنفس درجة لزومها لجامع وباحث الفولكلور. فلا خلاف على أن الذاكرة الشعبية الجماعية هي ما حفظت لنا هذا التراث المتواتر منذ طفولة البشرية الأولى، وهو الفولكلور، وللذاكرة الشعبية — تحت تأثير العادة والتوراث — حضورها وإعجازها لمن خبر التعامل معها، ذلك أنها مخزون متواتر الحلقات، تحفظ أدق دقائق شعائر وممارسات الولادة والموت الأولى أيامنا، بنفس درجة حفظها بما يصاحب التنفس والتثاؤب، وكل ما يتصل وصاحب الانتقال من النيئ والمطبوخ بالنسبة لمطبخ البخار العصري، كذلك فهي ذاتها الذاكرة الشعبية أو الشفهية التي أسهمت في الكشف عن الكثير من تراث البشرية التاريخي أو الحفري الأركبولوجي، وما من مكتشف أثري — مثلًا — لم يستهدِ ويَسْتَفِدْ من مخزون الحكايات الشعبية والحواديت وفابيولات الكنوز — المقابر — المدفونة، وعالم ما تحت الأرض، منذ د. فلاندرز بيتري الذي دأب على تأكيد أن هذه الخرافات التي كان يجمعها ويستمع إليها من فلاحي الفيوم والدلتا قادته إلى اكتشاف «كنوزه» من الآلاف المؤلفة من البرديات الأدبية والفولكلورية والتاريخية التي ينظر إليها اليوم بكل تقدير، والشيء نفسه أشار إليه ماريت، وماسبيرو، وكارتر مكتشف عصر توت عنخ آمون، وغيرهم من الرواد الأثريين الذين عملوا في حفائر ومكتشفات العالم العربي، خاصة بسوريا والعراق، أمثال: كلوديوس ريش، وسير هنري لايارد، اللذين استفادا حتى من «ألف ليلة وليلة»، والنصوص الشفهية لفلاحي العراق ﻟ «ألف ليلة وليلة» في مناطق أو مديريات الموصل، وجلجاميش، ونمرود، وبقية رحاب العراق. كما أنه لا خلاف على أن اللغة هي حاملة التراث من فولكوري وثقافي؛ لذا وجب مراعاة جامع الفولكلور لدقائق اللهجات وطرق النطق والصوتيات، بالإضافة إلى علوم صناعتها. كذلك ففي انقسام حياة أي شعب من الشعوب إلى مباح ومحظور، أو حلال وحرام، وهو ما تعارف عليه بالتابو؛ ما يدعو إلى تناوله بالدراسة، وهكذا بالنسبة لبقية الأنساق أو الأبنية المختارة موضوع هذا الكتاب مثل خصائص فولكلور القبيلة والحرب، وصراع الطعام والإدام والكلأ، سواء في الصحراء الليبية أو الأدومية بالأردن، أو في أغوار الجزيرة العربية المترامية. ••• وقد يبدو للوهلة الأولى أنني إنما أهرب من حقل الدراسات الفولكلورية والأسطورية لحقل التاريخ الثقافي — الأنثروبولوجي — أو الأثنوغرافي بعامة، وبين المنهج التاريخي وحقل الدراسات التاريخية بعامة. والنظر للفولكلور باعتباره «ماضٍ حي»، أو النظر إليه باعتباره ثقافة منحدرة، أو مجرد بقايا قديمة ومخلفات، تواصل توالدها الذاتي وفرض سلطانها تحت تأثير العادة والتوارث وغياب العقل في مجتمعات ما قبل العقل والعلم. وهذا كما هو واضح يستلزم الاتجاه نحو علم الاجتماع، وبالتحديد نحو علم الاجتماع البنائي، وما يستتبعه هذا من تحليل بنائي، أي فهم الظاهرات والعلاقات الاجتماعية عن طريق الاستعانة بالنماذج الفولكلورية، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، وحافظت — قدر جهدي — على فونيماتها ولهجاتها وأساليب نطقها، ثم يلي هذا — بقدر الإمكان — محاولتي للتعرف على النبتة الأولى — الشفافية — على ضوء المدونة، وعلى ضوء مضاهاة هذه المواد من شفاهية ومدونة، لما أمكن التوصل إليه حفريًّا أو أركيولوجيًّا. وهو على أية حال نوع من «الدراسة الشاملة لحالة واحدة»، وهو ما يفسر لنا وجود العلاقة الحميمة بين حاجة وتكاتف البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار ونظريات الانتشارية مع عدم إغفال التأويلات السيكولوجية، والنزعة الوظيفية التي ترى في كل موتيف فولكلوري سواء أكان مثلًا أو ممارسة أو كلمة أو عملًا أو شعيرة — يخضع لنظام التابو — داخل أي مجتمع وجماعة، وله في النهاية دوره وهدفه الوظيفي لخدمة أغراض طبقية مباشرة ومحددة. ولعلني حاولت جاهدًا الاستفادة من نتائج هذه المناهج سواء التاريخية الجغرافية أو الأنثروبولوجية أو الشمسية أو الوظيفية، أو التطورية، والديموقراطية؛ لدراسة فولكلور بلداننا — التي تتكلم العربية — عن طريق التعرض لمكوناته الرئيسية أو أنساقه أو منطلقاته؛ من لغة، وقرابة، وتابو، وذاكرة جمعية، وأنيمزم — روحانيات — على اعتبار أن مثل هذه البناءات أو الأنساق تلزم باحث الفولكلور، وإن كان أول من نبَّه إليها — بحق — هو الباحث الاجتماعي أو الأنثروبولوجي. ولقد اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية النظر للفولكلور لا باعتباره علمًا مستقلًّا، بل على أنه مجرد فنون كلامية أو فنون قول أو آداب شفوية أو الحكايات والأساطير الشعبية. بل وصل الأمر ببعض دراسي الثقافة والنظم الاجتماعية والأنثروبولوجيين عامة إلى حد المغالاة بطرد «مصطلح» فولكلور وإخراجه من مجال العلوم الاجتماعية. وظل هذا هو الحال السائد منذ أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في ربط عجلة الدراسات الفولكلورية والأسطورية بالدراسات والاجتهادات الأدبية أو الفلسفية. وهو موقف أميل إلى الخطأ؛ ذلك أن المغالطة تتوقف عند مجرد استبدال تسمية فولكلور، بالأنثرجرافيا كمصطلح جديد شائع داخل العلوم الاجتماعية، فإذا ما كانت الأنثوجرافيا هي دراسة الحضارة بعامة، أي كافة نواحي السلوك الإنساني؛ من لغة ومعتقدات ودين وفلسفة وشعائر وممارسات وفنون، بالإضافة إلى ما يعتري كل هذا من تحولات. فهذا بذاته هو حقل الفولكلور والأساطير، بل إن هذا بذاته هو مفهوم تيلور في مؤلفه الهام عن الثقافة البدائية، وغوصه في حقول الخرافات والحكايات وخوارق الجان والمأثورات الشعبية، فرغم التوسع في استخدامه لمجالات الفولكلور إلا أنه لم يستخدم مصطلح فولكلور. ونفس الشيء يمكن ملاحظته بالنسبة لموسوعة فريزر «الغصن الذهبي» وموسوعة روبرتسون سميث عن «الأديان السامية»، وغيره وغيره من كلاسيكيات العلوم الاجتماعية أو الأنثروبولوجيا. هذا برغم ما أبداه الفولكلور — كعلم — لحقل الدراسات الاجتماعية، ولعله من المفيد تصور مدى إسهام الفولكلور في إرساء وتقدم علم الاجتماع، منذ أن أرسى قوائمه دوركايم، وما تفرع منه مثل علمي الأنثروبولوجيا والأفثولوجيا، وهما العلمان اللذان يوليان اهتمامهما الرئيسي لدراسة علم الإنسان الثقافي، مشتملًا على كافة نواحي السلوك الإنساني، على اعتبار أن المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرَّت بمختلف التحولات، إلا أنها لم تتخلَّ كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، التي تعرضنا لها بالدارسة، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر؛ أنها — أي الطوطمية — ما تزال تحيا وترتع — كرموز ذهنية بدائية — تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدولة الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات، والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث … إلخ. ولقد أغفلت التعرض بالدراسة لعلاقة الطوطمية بالفولكلور؛ بهدف إعادة التعرض لهذا الموضوع على حدة، خاصة وأن المناهج البنائية قد حققت بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر. ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية، تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرًا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة. فمنذ عام ١٩٢٠ رصد فان جنيب ٤١ نمطًا مختلفًا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريًا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد. فالطواطم ما هي إلا أرواح أسلاف تحيا في الخلفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب. وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان — أو الوطن — في المفهوم البدائي، كما إن الحيوانات والطيور والنباتات — في بعض الحالات — تبدو أكثر قوًى من الإنسان، فالحيوانات قوية، والطيور — على رأسه ريشة — تطير محلقة في السماء، والسمك والحيوانات البحرية تعوم في أعماق البحار والمحيطات. فشتراوس يسألنا منذ رادكليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وأنيمزم١ تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرًا توظيفية مالينوفسكي؛ فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. ••• على أن علاقة الفولكلور واستقلاليته كعلم، بالأنثروبولوجيا، ليست بأكثر قربًا أو تطفلًا منها عن علاقة الأنثروبولوجيا — من جانب ثانٍ — بعلمي التاريخ وما قبل التاريخ. ذلك أن الفوائد الكثيرة التي يسديها الفولكلور كعلم، لكلا علمي التاريخ وما قبل التاريخ، تتوازى أو قد تتساوى مع كمِّ استفادة الفولكلور والأساطير — بالتالي — من علم التاريخ. وطبيعي أن يؤدي الأمر في تضافر هذه العلوم إلى كثير من النتائج المفيدة، لعل أبسطها أن أي نصٍّ شفاهي أو شعيرة أو ممارسة في حياتنا المعاصرة أمكن بالفعل رصدها وتجليلها إلى أدنى عناصرها أو إخضاعها للبحث والاستقصاء؛ من بحث مقارن، وأبحاث تاريخية، والتوصل في النهاية إلى منابتها الأولى، وهجراتها، وما صاحبها من تحولات خلال وعبر مختلف البيئات والعصور. وإذا ما قصرنا الأمر على مجتمعاتنا وحضاراتنا العربية السامية، يمكن القول بأن الجسد الأكبر من أساطيرنا وفولكلورنا، أمكن العثور على قنوات منابعه الأولى عند السومريين اللاساميين الذين توارثهم الساميون الأوائل من بابليين وآشوريين — سوريين — وفينيقيين لبنانيين وعبريين وعرب من شبه الجزيرة، من شماليين وجنوبيين. فما من شك في مدى الإفادة التي عمَّت الدراسات الفولكلورية — كعلم — من المكتشفات الحفرية التي أُجريت في مختلف بلدان عالمنا العربي؛ من سومرية لاسامية في العراق، لبابلية آشورية فيما بين وادي الرافدين، لفينيقية في لبنان وفلسطين، مثل مكتشفات رأس الشمرا في فلسطين أو أوغاريت في سوريا (اللاذقية) عام ١٩٢٩، ومكتشفات البحر الميت الهامة في إسرائيل، ومكتشفات بيبلوس الإغريقية أو جبيل بلبنان، ومكتشفات بعلبك، بالإضافة طبعًا إلى مئات المكتشفات والنصوص السومرية والبابلية والأكادية بالعراق، ومكتشفات الحفري جوزيف هالفي ود. أحمد فخري في اليمن والجنوب العربي … إلخ. وفيما يتصل بالنظريات والمحكات التي يمكن أن ترسي الفولكلور كعلم، فيكفي بالطبع التقدم الكبير الذي قطعته بعض المناهج الكبرى من جغرافية وتاريخية، ومقارنة في كل مناشطه، من أحاجي وحكايات وملاحم وخوارق وأغانٍ وبالاد، ولعب أولاد، وممارسات، سواء على مستوى الجمع والتنميط أو التصنيف، أو البحث والاستقصاء بهدف تحديد كل جزئية أو فكرة أو تنميطة أو أيتم أو تضمينة؛ تأخذ مكانها في الترقيم على رقعة العالم الجمع. وإذا ما أخذنا بضعة أمثلة، يمكن ملاحظة أن أساطير خلق العالم المتشابهة عند معظم الشعوب خاصة السامية وما يستتبعها من خلق الإنسان الأول أو القديم من أديم الأرض، أو طين العمق اللازب، أو الصلصال أو العلق، حين أرسل الله رسله الطوطمية — الحشرية — الثلاثة، لإحضار مادة الخلق، ونفخ فيها فخرج من دبره، وهي أفكار حُفظت في لعب الأطفال بالطين والعجين، عن طريق النفخ فيها، والنطق بنص سحري «كوك كوك». وكيف أن فكرة الأطفال الموعودين، الذين يسبق مولدهم أو يصحبه مجموعة خوارق، لا يخلو منها بطل أسطوري أو ملحمي أو شعائري، منذ إيل وكرونس، حتى إبراهيم ويوسف وموسى ويونس وأدونيس وشعيب، والعشرات غيرهم، ممن تصادف تضميناتهم أي جامع ودارس فولكلور بالآلاف المؤلفة، ونفس الشيء لأفكار: الجارية المضطهدة — هاجر والعذراء — وأربعة أركان التابوت أو الدنيا أو العالم، أو ملائكة العرش الأربعة، وهم في معتقدنا الشعبي المصري والعربي الأقطاب الأربعة: قطب الغوص — أو الغوث، وقطب البلاوى، وقطب الرجال، وقطب المتولي. فيكفي الفولكلور كعلم إنجاز مهامه، وهي كثيرة شائكة حقًّا. فباحث الفولكلور مثله مثل باحث علم الحشرات، عليه أن لا يتأفف من البحث والتشريح في حكايات ومأثورات الطيور والحشرات والهوام من ناموس لنمل لهداهد لجعارين لضفادع لديدان، خلفت حضارتها وأقوامها بنفس الاسم في حضارات عالمنا العربي؛ مثل الحميرية والكلبية، بشقيها العربي والعبري، «كالب» Kalep بالإضافة إلى حضارات «سوس» وديدان، وآلاف الحضارات الطوطمية الماثلة اليوم. ولو أن النظرية أو التناول الذي يرى في الفولكلور — الآداب الشفاهية — نوعًا من التعبير «الفوقي» للطبقات المتوارثة صاحبة السلطة أو الأرستقراطية — الثقافية والحضارية — التي كانت تورثها وتبعث فيها بالانتشار وما يخدم مصالحها مورثة إياها جماهيرها، أو ما عرفها تونبي بالبروليتاريا الداخلية أو جماهيري الشغيلة، وهو الرأي الذي طرحه منذ منتصف الستينات أستاذنا المرحوم الدكتور مصطفى مشرفة.٢ وأجدني أميل إلى جانب الرأي المقابل للمدرسة الروسية المستهدفة البحث عن ملامح الاحتجاج والثورية «للمهانين المضطهدين»، برغم أن مثل هذا المدخل لا يحقق أقصى منافعه في حالة التعامل مع تراثنا المصري — العربي والعبري — السامي بعامة. فما أندر آداب وفنون الاحتجاج والثورية في مثل هذا التراث الضاغط المتجبر، المتسق كل اتساق ممكن وعلى كافة أبنيته لخدمة أهدافه في التجهيل بمصالح جماهير المهانين المضطَهدين، وعلى كافة أبنيته؛ من كوزمولوجية قرابية وتشريعية تولي اهتمامها الأقصى لاتساق التواريث والتوارث والتراث بعامة، بما يحقق البنية الطبقية وتراكيبها. ••• ولعل بداية تعرفي على حقل الفولكلور والأساطير صاحبت البداية التقليدية طبعًا؛ أي الشغف بجمع المواد الفولكلورية، سواء أكانت شفاهية أم مدونة تزخر بها وتفيض كتابات الكلاسيكيين العرب أمثال ابن الكلبي، ووهب بن منبه، والطبري، والمقريزي، وابن النديم، وابن إسحاق، وغيرهم. فما أن بدأت تحقيق موادي التي جمعتها من شفاه فلاحي مصر على طول قرى مصر الوسطى في الفيوم والجيزة وبني سويف والمنيا؛ حتى هالني أن معظم — إن لم يكن كل — هذه المواد يمكن فعلًا تعقبها — خلال الزمان والمكان؛ أي على كلا المستويين التاريخي والجغرافي، وردُّها بالتالي لمنابتها وأصولها الأولى. وإن معظم — إن لم يكن كل — فولكلور الشعب المصري ينتمي في مجمله لتراث البلدان العربية المتاخمة والمجاورة؛ أي إن هناك حقيقة عربية تتمثل أول ما تتمثل في هذا التراث المتجانس الواحد، الذي يلتقي تحت لوائه المصري القديم، جنبًا إلى جنب مع السوري — أو الآشوري — واليمني القحطاني مع العربي العدناني في السعودية. بل إنه وبنفس هذا المنهج يتلقانا العالم من حولنا، على خرائط وأطالس الفولكلور العالمية، فلا تفرد هذه الأطالس دراسة مصر بمعزل عن العراق، ولا الشمال الإفريقي بمعزل عن دول الخليج العربي، وهكذا. فلقد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل، يقول بها عديد من علماء وشرَّاح العالم القديم؛ وهي أنه لكي نتفهم ونستكشف دور الحضارة المصرية الفرعونية — بفولكلورها وأساطيرها — على الوجه الصحيح، يجب أن نتسلسل بادئين بدراسة حضارة وموروثات الشرق القديم عامة، والشرق الأدنى بشكل أخص — أو مجموعة الشعوب السامية في إطار حضارة البحر الأبيض.٣ ويتحمس لهذا الرأي كثير من العلماء؛ منهم: برستد وجوردن تشايلد وأرنولد توينبي، والعالم الأثري المصري أحمد فخري، والعالم العراقي الكبير د. جواد علي. ففي الوقت الذي يجنح فيه توينبي إلى عدم جدوى البحث عن بقايا مصر القديمة خلال ثنايا مصر المعاصرة، يرى كل من د. برستد، ود. أحمد فخري؛ أنه من المحتم معرفة حضارة الشرق القديم مجتمعة، ثم الإفاضة أو التخصص في أي حضارة محددة من هذه الحضارات على حدة؛ مثل الحضارة المصرية أو القحطانية أو العبرية أو الكنعانية الفينيقية، وهكذا. وهو ما حاولت — جاهدًا — الأخذ به والسير على هداه في محاولتي الدراسية هذه، المستهدفة تَعَرُّف ملامح وموروثات شرقنا القديم أو مجموعة الأقوام السامية؛ بقصد تحديد دور ومكان تراثنا المصري الفولكلوري منها. ويمكن الجزم بأن الأخطاء أو المغالطات أو الغموض، الذي قد ينتاب أي حضارة مفردة منها؛ يؤثر في مجموع حضارات الشرق الأدنى القديم عامة. ومعنى هذا أن ضياع المدونات التاريخية لبعض هذه الحضارات المتتاخمة يؤثر على بعضها الآخر، أي إن غموض وعدم وضوح الحضارات القبلية القديمة لشبه الجزيرة العربية بقسميها الشمالي الإسماعيلي العدناني الرعوي، في مكة والحجاز ونجد، والجنوبي القحطاني أو اليقطاني في اليمن والجنوب العربي؛ يؤثر مباشرة في الحضارة المصرية القديمة المجاورة تأثيرًا مباشرًا، وكذا يؤثر في حضارات الشام وفلسطين وما بين النهرين، وهكذا. خلاصة القول أنه قد تعارف علماء الفولكلور والإنسانيات على النظر ودراسة عالمنا العربي كمنطقة متجانسة التراث، تُعرف بمنطقة الفولكلور والأساطير السامية، والسامية هنا تعريف لغوي — أثنولوجي — أكثر منه تعريف جنسي؛ بمعنى أنه يتمثل في الأصول اللغوية المتجانسة أو الواحدة التي تصل روافدها المبكرة إلى عشرات ومئات اللهجات، والتي اكتملت اليوم في العربية والعبرية وبعض السريانية. فلقد اتفق علماء الأساطير والفولكلور على تقسيم قارة آسيا إلى خمس مناطق متجانسة التراث، أقربها إلينا منطقتان هما: منطقة الفولكلور والأساطير الآرية، وتضم الهند وفارس — إيران، ومنطقة الفولكلور والأساطير السامية، وهي تشمل الشرق الأدنى القديم، أو الشرق الأوسط المعاصر، أو مجموعة الشعوب التي انتهت إليها وتبلورت اللغات واللهجات السامية، التي اكتملت اليوم في العربية والعبرية. وطبعًا كان لزامًا عليَّ التعرض بالدراسة لكلا التراثين العربي والعبري، بالإضافة إلى المؤثرات الآرية للهند وأواسط آسيا وفارس، وبالإضافة أيضًا للتراثين الهليني والروماني؛ نظرًا لدورهما المؤثر في مصر والعالم العربي عامة، ولوجود إمبراطوريتهما وبالتالي مؤثراتهما التراثية والحضارية قرابة ١٠٠٠ عام. وعن هذا الطريق يمكن معرفة تراثنا المصري وإعادة تفهمه، ونفس الشيء بالنسبة لتراث الشعب الليبي والعراقي، وهكذا. أي إن المدخل العلمي للوقوف على أدق خصائص الملامح المحلية لأي شعب من شعوبنا العربية؛ لن يكتمل إلا في إطار المعرفة الشاملة لخصائص المنطقة ككل متجانس، أقرب إلى التوحد منه إلى الاختلاف والتناقض. فمعظم السِّيَر والملاحم والقصص الشعرية الطقوسية التي يجمعها جامع ودارس الفولكلور في مصر؛ يمكن أن يعثر على متنوعاتها زميله التونسي والعراقي والليبي في بلاده؛ مثل: سيف بن ذي يزن، وسيرة الهلالية أو بني هلال، وسير وملاحم التباعنة — جمع تبع — ومثل الزير سالم، وعزيزة ويونس، ويوسف وزليخة، وسارة وهاجر، والقميص — قميص النبي محمد، وزرقاء اليمامة، وبرافشن، وعلي الزيبق، والأمثرة ذات الهمة. وكذا كل ما يتناقل شفاهيًّا عن قصص وحكايات الخلق والسقوط والطوفان واغتيال الأخ لأخيه، وكل ما يتصل بولادة وتربية الأنبياء الموعودين: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وداود، وإدريس، ويونس، والخضر، وشعيب. أي يمكن الحصول على مترادفات وتنويعات هذه الأساطير والملاحم والقصص والبالاد والخرافات على طول العالم العربي. كما أن من المفيد معرفة أن معظم هذه السير والملاحم والقصص الطقوسية هي في حقيقتها أشلاء أحداث تاريخية ومناسبات أُريد بها الحفظ والتذكير، كأعياد العيد الكبير والصغير وعاشوراء، والجمعة الحزينة، وبئر زمزم، وشم النسيم، وعديد من المناسبات التقويمية. فهذه الملاحم والأناشيد الروائية يُنظر إليها كمدونات تاريخية «وهكذا دخلت في المؤرخات الأولى عناصر الملحمة والقصة الشعبية» كما يقول عالم ما قبل التاريخ جوردن تشايلد،٤ «بل إن الرواية الأدبية التقليدية العربية استفادت من الرواية الدينية والتاريخية، وما اصطنعته من ضوابط»،٥ كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس. ولعل المشكلة الرئيسية التي واجهتني في محاولة عمل إلمامة سريعة لتاريخ منطقتنا هذه التي نعيش أحداثها العنيفة المتجددة؛ تبلورت في غياب وجود تتابع تاريخي واضح إلى حد، أو هو متوازٍ مع تاريخ الشعب المصري أو العراقي القديم. من ذلك افتقاد شبه الجزيرة العربية لتاريخها المبكر السابق على مجيء الإسلام، وهي الفترة التي يُطلق عليها اعتباطًا بالجاهلية، وإن كانت — هذه الجاهلية — تزدهر بالعديد من النشاطات الإبداعية الحضارية المرصودة أركيولوجيًّا أو علميًّا، تصل إلى قرابة ٤ آلاف عام قبل الميلاد. وللجنوب العربي في اليمن ودول الخليج حضارته وتراثه الأسطوري والعقلي — الموغل في القدم والعراقة. وليكن واضحًا أنني لا أكتب تاريخًا بقدر ما أنا أبحث عنه محاولًا استخدامه لإرساء ضوابط ومحكات تراثية أو حضارية على قوائمها يمكن إرساء معالم تتابع تراثي، عصرًا إثر عصر، أو جيلًا إثر جيل، إن شَابَه شيئًا فهو أقرب إلى تتابع الصخور الرسوبية بعضها فوق بعض. فكما هو مفهوم يصبح الفولكلور بلا قيمة تُذكر ما لم يتحدد تاريخه ومنبته الجغرافي، ومجراته، وما طرأ عليه من تغييرات خلال الزمان والمكان. وعلى هذا أدت المناهج البنائية، التي موجزها تكاتف مجموعة علوم ذات أهداف ومستويات استراتيجية، في الكشف عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر. وبهذا أصبح لا غناء لعلمي الأساطير والفولكلور عن علمي التاريخ وما قبل التاريخ. كما أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها. فما من إضافة كشفية أركيولوجية أو حفرية لم تسهم بشكل إيجابي في إعادة توضيح وتكامل جزئيات هذا التراث الهائل لشرقنا الأوسط، الذي وهب العالم أديانه الثلاثة الكبرى: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية. وما من إضافة — مدونةً كانت أو شفاهيةً — لم يترتب عليها دوام الهدف المستهدف — أصلًا — لتوالي البناء واستقامته. وعلى هذا فالعلاقة وثيقة بين التاريخ وبين التراث الأسطوري والفولكلوري، أو بين الأنثوجرافيا وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية محتوية — أو متضمنة — الأساطير، أحد المركبات الهامة اليوم، في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب. ففي مقدور مثل هذه الدراسات الجديدة الشابة، تلك التي تستهدف أول ما تستهدف إرساء أكبر قدر من التسامح القائم على الفهم، كما يقول أحد روادها الأوائل — سير جيمس فريزر — في نهاية موسوعته المعروفة بالغصن الذهبي البالغة ١٤ مجلدًا. في مقدور الدراسات الموضوعية البعيدة عن محاولات نطح جدران التعصب؛ أن تعيد إرساء وتشكيل معالم تاريخ جليٍّ واضح لحضارات شرقنا العربي، الموغلة في العراقة. على أن هذا التاريخ الثقافي أو الفكر سيكون مرتبطًا أشد الارتباط وأوثقه بحركة جماهير شعوب منطقتنا العربية أو السامية، وصراعاتها المستهدفة للتوحد والتجانس. ومفهوم طبعًا أن مثل هذه العلوم الإنسانية قطعت مرحلة كبيرة من الرصد والجمع والتصنيف على مستوى العالم أجمع، وتوصلت إلى نتائج علمية وصلت إلى حد استخدام الأجهزة التكنولوجية؛ من عقول إليكترونية وآلات حاسبة، ومناهج رياضية، فأصبح هناك اليوم عقول إليكترونية متخصصة؛ في أفرع الفولكلور والأساطير المختلفة عقل إليكتروني متخصص في حكايات الحيوان، وآخر للزواحف، وثالث لخرافات الجان، ورابع للحشرات والهوام والنبات، وهكذا، وهو ما ينجز بتوسع في دول شمال أوروبا، وفرنسا وأيرلندا. وما أحوجنا اليوم إلى الاستفادة من حركات «عقلنة» التراث التي تجري من حولنا بهدف مضاعفة التنمية؛ من مادية، وبشرية، وعقلية. كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد. وكم سيكون مفجعًا أن تكتشف الأجيال القادمة مدى سيطرة الخرافات على العلم، ومدى تعنت الأساطير وجبروتها في الدفع والتحكم في حركة التاريخ، كما يقول فريزر. شوقي عبد الحكيم ١أي روحانيات. ٢في تقديمه لأدب الفلاحين، شوقي عبد الحكيم، القاهرة ١٩٥٧. ٣انتصار الحضارة، برستد، ترجمة أحمد فخري، ص٢. ٤التاريخ، جوردن تشايلد، ترجمة عدلي برسوم، ص٦. ٥الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، د. عبد الحميد يونس، ص٨٢. ### مؤسسة هنداوي «مؤسسة هنداوي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين باللغة العربية. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤
article
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,956
كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها
sentence
كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,957
على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية
sentence
كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,958
للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي
sentence
كما أنه ما أحوجنا — هنا في مصر — إلى قيادة حركة تنوير حقيقية ذات جذور، تبعث بإشعاعاتها على طول منطقتنا العربية وتُسهم بشكل علمي حقيقي في شعارات إعادة بناء الطاقات العقلية للإنسان المصري والعربي، استجابة لشعارات الدولة العلمانية، وإعادة بناء الإنسان الاشتراكي المصري الصاعد.
paragraph
Arabic
ar
مقدمة | مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية - مؤسسة هنداوي
https://www.hindawi.org/books/74636907/0.1/
2,959
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
title
التعرف على الفلكلور العربي
query
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,960
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
title
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,961
إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,962
إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي..
sentence
إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,963
فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول.
sentence
إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,964
ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,965
ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور..
sentence
ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,966
وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب.
sentence
ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,967
وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,968
وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال.
sentence
وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,969
ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها.
sentence
وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,970
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,971
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.
sentence
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,972
أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.
sentence
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,973
وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.
sentence
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,974
وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.
sentence
وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,975
وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997).
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,976
وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي».
sentence
وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997).
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,977
وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968.
sentence
وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997).
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,978
وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997).
sentence
وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997).
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,979
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,980
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,981
وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,982
أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,983
وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,984
وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,985
ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
sentence
وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,986
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,987
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,988
ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,989
وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,990
وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,991
أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,992
وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,993
وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,994
وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
sentence
أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس.
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,995
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
paragraph
فصلية علمية متخصصة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم العدد 65 Folk Culture and IOV # دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي ###### العدد 18 - جديد الثقافة الشعبية دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي كاتبة من مصر إن المتتبع لحركة نشر التراث الشعبي العربي منذ بداية القرن الحالي، سيلاحظ جلياً أن الإنتاج الفكري في المجال يتزايد بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقدين الأخيرين من القرن الماضي.. فمنذ نهاية التسعينات حتى الآن سنلاحظ هذا التراكم المعرفي سواء في مجال الكتب أو المقالات أو الأطروحات الجامعية أو أعمال المؤتمرات العلمية التي تحتاج إلى توثيق ومتابعة للتعرف على الجديد فيهاأولاً بأول. ونحن نطرح في هذا المقال قضية ملحة أظن أننا في حاجة إلى تنفيذها في المرحلة الراهنة، وهي إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافيا عربية لتغطية الإنتاج الفكري العربي الذي يصدر يومياً في مجال الفولكلور.. وهو مشروع أتصور أنه سيعيد لحركة البحث والتواصل العربي في المجال مكانتها اللائقة الجديرة بها والتي نأمل أن تتحقق في الوقت القريب. وما جعلني أطرح هذه القضية في باب جديد النشر هذه المرة أنني وجدت العديد من الجهود السابقة التي قامت على التوثيق الببليوجرافي لتراثنا الشعبي العربي، ومع ذلك لم يتعرف عليها معظم العاملين في المجال. وهو ما يهدر العديد من الجهود للتواصل العلمي العربي. ومن ثم فإن الفكرة التي نطرحها هنا هو جمع كل هذه الجهود في قاعدة معلومات عربية متخصصة تتبناهاإحدى الجهات العربية المهتمة بالمجال، لنشرها على شبكة الإنترنت لتتيح لكل مهتم بالمجال الاطلاع عليها. البدايات الأولى لببليوجرافيات الفولكلور كانت البدايات الأولى في العمل الببليوجرافي الفولكلوري مع فريق العمل الذي أشرف عليه محمد الجوهري في مطلع السبعينات حيث خرجت لنا أول ببليوجرافيا عربية في المجال تحت اسم «مصادر دراسة الفولكلور العربي: قائمة ببليوجرافية مشروحة» والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978 عن دار الكتاب للتوزيع، والطبعة الثانية عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1983ضمن سلسلة علم الاجتماع المعاصر رقم 19. ونحن نهتم بتوثيق هذه الببليوجرافيا لأن القائمين عليها أدركوا منذ ذلك التاريخ البعيد أهمية وجود مثل هذا العمل في خدمة جميع فئات المهتمين بمجال علم الفولكلور على اختلاف مواقعهم وطبيعة اهتمامهم،باعتبار أن تجميع مصادر المعلومات والتعريف بها يعد أهم مقومات البحث في أي ثقافة وفي أي مجال،وبدون الببليوجرافيات لا يمكن وجود بحث تحققت له مقومات الدقة والاكتمال. إن الخريطة الكاملة للإنتاج الفكري في أي مجال تظل غير واضحة المعالم بالنسبة للباحثين،إذ لا يمكن لأي باحث أن يجمع بنفسه كل المصادر التي يمكن أن يستفيد منها.ويؤكد محمد الجوهري ضمن حديثه حول هذه الببليوجرافيا أنها تصنف ضمن الببليوجرافيات المشروحة وأن أهميتها لا تقتصر على مجرد تعريف الباحثين بمصادر المعلومات المتاحة،وإنما يمكن أن تفيد في مجالات تخطيط البحث في هذا المجال،نظراً لأنها تعطي صورة كاملة للإنتاج الفكري العربي على اختلاف أشكاله ومصادر نشره.ومن ثم فإنها يمكن أن تفيد في الكشف عن الموضوعات التي لا زالت فى حاجة إلى بحث،والموضوعات التي بلغت درجة من التشبع ولم تعد بحاجة إلى المزيد منها،لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكرار للجهد لا مبرر له.وهكذا استهدفت تلك الببليوجرافيا تجميع مصادر المعلومات التي نشرت باللغة العربية تأليفاً وترجمة،وذلك في حدود ما هو متاح فعلاً ضمن مقتنيات المكتبات الكبرى والمكتبات المتخصصة في المجال في جمهورية مصر العربية.وهي مكتبات الجامعات،ودار الوثائق القومية،ومكتبات المعاهد والمراكز المتخصصة في الدراسات الاجتماعية،بالإضافة إلى المواد الأخرى التي وردت إشارات إليها فى المصادر التي اعتمد عليها التجميع،طالما كان من الممكن توفيرها للباحث العربي بأي وسيلة.وفيما يتعلق بالتحديد الزمني لتلك الببليوجرافيا فلم تضع حداً زمنياً للبداية،وحاولت أن تغطي كل ما كتب في مجال الفولكلور ومصادر المادة التراثية الشعبية مجال تلك الببليوجرافية ليغطي الإنتاج الفكري العربي في المجال سواء ما نشر منه في الوطن العربي،وما نشر خارج الوطن العربى بشرط أن يكون باللغة العربية حتى نهاية عام 1972.على حين اقتصر التحديد اللغوي للعمل على ما هو عربي فقط.أما عن التحديد النوعي فقد اجتهد التجميع ليشمل كافة الكتب الكاملة وأجزاء الكتب المطبوعة،والمخطوطات،والرسائل الجامعية،وبحوث المؤتمرات،والتقارير،والنشرات.أما بالنسبة لمقالات الدوريات فقد اقتصر فقط على المقالات التي نشرت في الدوريات المتخصصة في مجال الفولكلورحينذاك،وأهمها مجلة «التراث الشعبي» العراقية،»والفنون الشعبية» المصرية.ويمكن تقسيم الكتب التي غطتها تلك الببليوجرافيا إلى الفئات التالية: (أ) كتب التراث العربي،وكانت ما تزال تعد آنذاك المصادر الأساسية لدراسة المجال،وهي تتسم بالشمول الذي يصل حد المعالجة الموسوعية في أغلب الأحوال. (ب) الكتب التي ألفها رواد من المحدثين،سواء كانوا من العرب أو من الأجانب الذين اهتموا بالمجال. (ج)الدراسات الأكاديمية الجادة،والتي تمتاز بالموضوعية والتعمق،وكانت في ذلك الحين ما تزال قليلة العدد. (د) الكتب التى ألفها بعض المهتمين بالمجال،والتي تعتمد أساساً على تجميع بعض مفردات أونماذج من التراث الشعبي من أدب وفن،ودراستهاأوتحقيقها ونشرها وبهذا يتضح أن تلك القائمة الببليوجرافية تغطي مصادر المادة الفولكلورية،كما تغطي الدراسات الأعمال الشعرية والقصصية والملحمية الشعبية،كما تتضمن الدراسات التي تناولت هذه الأعمال.أما عن التحديد الموضوعي فقد شملت الببليوجرافيا جميع فروع الفولكلور التي اتفق عليها المتخصصون في هذا المجال.وقد التزمت التقسيم الرباعي الذي وضعه محمد الجوهري لميدان التراث الشعبي،وطرحه في مقال بمجلة كلية الآداب أواخر الستينات.وبلغ مجموع العناوين التي احتواها ذلك العمل 4175 عنواناً.وتقع كلها في أكثر من سبعمائة صفحة. ببليوجرافيا التراث الشعبي وفي إطار إعداد الببليوجرافيات التي اهتمت بالتراث الشعبي العربي، المرتبط بالمصادر العربية خاصة، تطالعنا الببليوجرافيا التي أعدها إبراهيم شعلان تحت عنوان «ببليوجرافيا التراث الشعبي». وقد كان الإطار الموضوعي الذي احتوى هذا العمل هو قـوائم الأدب الشعبــي التي عكف على تسجيلها من مكتبتـي دارالكتب والأزهر بالقاهرة، وتوقف بحثه عند عام 1968. وقد نشر شعلان هذا الجزء من الببليوجرافيا- والمرتبط بالأدب الشعبي- بمجلة الفنون الشعبية، واشتمل على عشر قوائم نشرت في عشر حلقات من العدد 45 (ديسمبر 1994) حتى العدد 54-55 (يناير / يونية 1997). ببليوجرافيات السودان ودول الخليج العربي وبعد ظهور الطبعة الأولى لمصادر دراسة الفولكلور العربي بأربع سنوات تقريباً ظهرت إلى الوجود ببليوجرافيتان مهمتان، الأولى بالخرطوم عام 1982من إعداد الطيب علي،وفهرسة وتصنيف وإشراف الرضية آدم بعنوان»ببليوغرافيا الفولكلور السوداني باللغة العربية»صدرت عن جامعة الخرطوم بشعبة الفولكلور،معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، 1982، وقد صدرت في 200 صفحة عن سلسلة دراسات في التراث السوداني رقم 29. وهذه الببليوجرافيا ارتبطت فقط بالإنتاج العلمي للفولكلور السوداني الصادر باللغة العربية،دون بداية محددة،وينتهي التجميع الببليوجرافي عند عام 1975. أما التغطية النوعية فالقائمة تغطي الكتب،والدوريات،والمقالات.وقد أشار القائمون على العمل إلى أهمية متابعة الرصد الببليوجرافي للإنتاج العربي في الفولكلور السوداني باضطراد.وتقدم الببليوجرافيا شرحاً مختصراً لكل مرجع ورد فيها في حدود 3-5 سطور لكل عمل.ويبلغ إجمالي عدد المراجع الواردة في القائمة حوالي 450 عملاً. أما الببليوجرافية الثانية فقد ظهرت طبعتها الأولى بالدوحة في عقد التسعينيات- عام 1993- بإشراف أحمد عبد الرحيم نصر تحت عنوان «التراث الشعبي في دول الخليج العربية: ببليوغرافيا مشروحة» عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.ويقتصر الإطار الجغرافي لهذه الببليوجرافيا على منطقة الخليج العربي ممثلة في خمس دول هي: البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.وهي تغطي الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي العربي المنشور بهذه الدول أوما يرتبط بها من موضوعات.وتشير مقدمة العمل إلى الإطار الموضوعي للببليوجرافيا بأنها «تشمل الأعمال المتصلة اتصالاً مباشراً بالتراث الشعبي والأعمال المبثوثة في تصانيفها المادة التراثية الشعبية أيضاً ككتابات الرحالة، والكتابات الأدبية كالقصص والروايات،والكتابات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والتراجم…إلخ،التي تأتي فيها المادة عرضاً ودون قصد».أما الإطار الزمني للببليوجرافيا فهو يحصر الإنتاج الفكري في مجال التراث الشعبي لدول الخليج حتى عام 1987 لكل من البحرين وقطر والكويت،وحتى عام 1988 لكل من الإمارات والسعودية.وقد جاء التحديد النوعي لمواد الببليوجرافيا «تنفيذاً لتوصية تكررت في ندوات التخطيط الأربع لجمع ودراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية التي عقدها المركز في عامي 1984 و1985.وقد تم تنفيذ التوصية على مراحل تشمل الأولى منها ما نشر باللغة العربية، أوالمترجم إليها،من كتب ومقالات في كتب أودوريات.وتشمل الثانية ما نشر باللغات الأخرى.وتتضمن الثالثة المخطوطات والرسائل الجامعية وغيرها.وتشمل الأخيرة الصحف والمجلات المصورة».وتمثل هذه الببليوجرافيا المرحلة الأولى من التوصية والتي تم تطبيقها على الدول العربية الخمس. وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً». وقد اعتمدت الببليوجرافيا على مصادر عدة لجمع مادتها مثل كشاف مجلة التراث الشعبي العراقية، وقائمة الإنتاج الفكري القطري، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية المتخصصة والعامة والتي بلغت حوالي ثلاثين دورية عربية مثل: الفنون الشعبية المصرية والمنهل (السعودية) والمأثورات الشعبية (قطر) والعربي (الكويت) وشؤون اجتماعية (الإمارات) والوثيقة (البحرين).وقد ذيلت الببليوجرافيا بملحقين الأول بالأعمال التي لم يستطع القائمون على العمل الحصول عليها وكتابة نبذة عنها.أما الملحق الثاني فقد خُصص لعروض الكتب وكلمات رؤساء التحرير،والرسائل الواردة إليهم،والمقابلات والتحقيقات مع حاملي التراث الشعبي أو المهتمين به أودارسيه،إذ حوت معلومات حول التراث الشعبي- كما تشير المقدمة- تفيد الباحث. وتبقى الإشارة إلى أن القائمين على هذا العمل من المتخصصين في المجال بكل دولة،حيث قام بجمع مادة الإمارات يوسف عايدابى (126 بطاقة) وقام بجمع مادة البحرين إبراهيم عبد الله غلوم (56 بطاقة) على حين قام أحمد عبد الرحيم نصر بجمع مادتي السعودية (462 بطاقة) وقطر (109 بطاقة).أما الكويت فقد عكف على جمعها محمد رجب النجار فى (131 بطاقة).مما يشير فى النهاية إلى الجهد الجماعي في إخراج هذا العمل الببليوجرافي الذي حرره وصنفه أحمد عبد الرحيم نصر وراجعه القسم المركزي للمعلومات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور مع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت الحاجة إلى ببليوجرافيا عربية شاملة وحديثة، ومن ثم صدرت أحدث ببليوجرافيا شاملة في مجال الفولكلور على المستويين المحلي والعربي من حيث التغطية وطبيعة العرض- (شاركت كاتبة هذه السطور فيها)-  وصدرت تحت عنوان:«الإنتاج الفكري العربي في علم الفولكلور: قائمة ببليوجرافية»إعداد محمد الجوهري وابراهيم عبد الحافظ ومصطفى جاد، وقد صدرت طبعتها الأولى عام 2000، وطبعتها الثانية المنقحة عام 2005 عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية التابع لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وقد تأسست الببليوجرافيا على مجموعة من المعايير، في مقدمتها المجال الزمني، والذي يبدأ بعام 1940، باعتبار أن فترة الأربعينيات قد شهدت بداية الريادة الحقيقية -من الناحية الأكاديمية- في علم الفولكلور، حيث ظهرت خلال هذه الفترة أطروحة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وأطروحة عبد الحميد يونس عن الظاهر بيبرس، ودراسة فؤاد حسنين علي عن قصصنا الشعبي. وينتهي المجال الزمني عند عام 2005. أما المجال الجغرافي فقد تحدد برصد الإنتاج الفكري العربي المنشور داخل الوطن العربي. على حين ارتبط  التحديد اللغوي بكل ما هو منشور باللغة العربية تأليفاً وترجمة وجمعاً ونقصد بالأخير هنا المواد الفولكلورية التي عكف أصحابها على جمعها ميدانياً، وقُدمت كمادة إبداعية موثقة، مثل الحكايات الشعبيةونصوص الأغاني والمواويل والأمثال. أما التحديد النوعي للببليوجرافيا فقد اتسع لأوعية المعلومات التي تشترك جميعها في كونها مطبوعة ومنشورة، ومن ثم فهي متاحة للباحثين، حيث استبعد فريق العمل أوعية المعلومات غير المطبوعة لصعوبة الحصول عليها. ويأتي في مقدمة ذلك: الكتب، حيث تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري المطبوع من الكتب، سواء كان أصحابها من داخل الوطن العربي أو من خارجه. مع الإشارة إلى أنه لم يكن من الممكن تغطية جميع الكتب التي تحوي أعمالاً إبداعية سواء فردية مستلهمة أو شعبية مجهولة المؤلف.وعلى سبيل المثال، فإن دراسة عبد الحميد يونس عن السيرة  الهلالية تدخل في الببليوجرافيا، على حين استبعد نص السيرة الهلالية نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لدراسة سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة.كما غطت الببليوجرافيا مجموعة من الدوريات العلمية المتخصصة في مجال الفولكلور. إلى جانب بعض الدوريات المتخصصة في الأدب والنقد وعلم الاجتماع، حيث قام فريق العمل برصد الدراسات الفولكلورية التى وردت بها. وقد بينت تجربة جمع المادة من الدوريات مدى اهتمام هذا النوع من أوعية المعلومات برصد وتحليل مواد الفولكلور على المستوى العربي في الدوريات المتخصصة، كما كشفت أيضاً عن تعثر بعض الدوريات وظهور أخرى في بقعة جديدة من الوطن العربي، في مقابل اختفاء بعض الدوريات تماماً. وقد شملت الدوريات المتخصصة التي غطتها الببليوجرافيا عدة مجلات منها:الفنون الشعبية (مصر) - التراث الشعبي (العراق) - المأثورات الشعبية (قطر) - الفنون الشعبية (الأردن) –وازا (السودان) –الحداثة (لبنان).وهناك العديد من الدوريات الأخرى على المستوى العربي التي استعانت بها الببليوجرافيا، أُورد لها ثبتاً في نهاية الببليوجرافيا. كما اهتمت الببليوجرافيا برصد الإنتاج العلمي الفولكلوري المرتبط بالأطروحات الجامعية:الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية والعربية. والواقع أن الجانب الأكبر من هذا القطاع النوعي مرتبط -من ناحية الإشراف العلمي والمؤسسة العلمية المانحة- بمصر، وعلى الجانب الآخر فإننا سنجد المعالجة العلمية للموضوعات فضلاً عن جنسية الباحثين ممثلة لمختلف البلاد العربية تقريباً: الكويت- قطر- السودان- الأردن- الإمارات…إلخ.ولم تغفل الببليوجرافيا أيضاً رصد عدة مؤتمرات علمية في مجال الفولكلور على المستوى العربي. وكان معيار اختيار هذه المؤتمرات مرتبطاً بإخراج الأبحاث مُجلدة فى كتاب منشور، حتى يسهل على من يستخدم الببليوجرافيا الحصول على تلك الأبحاث والإفادة منها. و في نهاية الببليوجرافيا ثبت بأسماء المؤتمرات التي وردت على حسب ترتيبها الزمني. وقد اتبع القائمون على الببليوجرافيا الترتيب الموضوعي المصنف لكل المواد بصرف النظر عن أشكالها، وذلك لملاءمة احتياجات الباحثين، ولتحقيق الأهداف التي قُصد إليها من هذا العمل.وقد اعتمد فريق العمل على تقسيم موضوعات الفولكلور إلى ستة أقسام جاءت على النحو التالي: الفولكلور(عام) - المعتقدات والمعارف الشعبية- العادات والتقاليد الشعبية- الأدب الشعبي- الفنون الشعبية- الثقافة المادية. كما اعتمد الوصف الببليوجرافي للبيانات على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في أحدث طبعاتها، مع إضافة بعض التعديلات الضرورية. وقد رُوعيَ في عملية الوصف الببليوجرافي عدم تسجيل الأطروحات الجامعية التي نُشرت في كتب مع الإشارة لذلك في تبصرة في نهاية البطاقة. وإضافة بيان (جامع) للشخص الذي قام بجمع مادة ميدانية (حكاية أو أغنية…إلخ). واشتملت بيانات الفهرسة على العناصر الرئيسية كاسم المؤلف والكتاب أو المقال أو الأطروحة، وبيانات النشر، والعدد والسنة واسم المشرف على الأطروحة، والجهة المانحة..إلخ.وقد تم استخدام بعض المختصرات عند الوصف، مثل:ط (للطبعة) - د.م  (دون مكان نشر)-  د.ن (دون ناشر)- ص (صفحة) - ع (عدد) -مج (مجلد)- ج (جزء). واتبع فريق العمل في أسلوب تنظيم الببليوجرافيا نظام الترقيم المسلسل للبطاقات، حيث بلغ الحجم الإجمالي للعمل في طبعته الثانية7185 بطاقة. ولما كان هناك عدد من البطاقات التي يمكن أن تصنف تحت أكثر من موضوع، باعتبار أنها تعالج أكثر من موضوع فولكلوري، فقد تم عمل إحالة لها في الموضوع أو الموضوعات الأخرى ذات العلاقة، حيث تكون الإحالة بتسجيل رقم البطاقة فقط. كما تم عمل كشاف بالمؤلفين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في الببليوجرافية، حيث رُتبت الأسماء ترتيباً هجائياً وسجل أمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات الخاصة بكل اسم. وقد اعتمد الاسم الذي عُرف به الكاتب أو الباحث بالنسبة للأسماء العربية. أما الأسماء الأجنبية، فقد اعتمد اسم العائلة في الترتيب الهجائي، مثال: إدوارد وليم لين. يُسجل:(لين، إدوارد وليم). ويعمل فريق الإعداد على تحديث هذه الببليوجرافيا كل خمس سنوات. غير أنها لم يتم تحديثها منذ عام 2005 حتى الآن، ومع ذلك فهي لاتزال من أحدث الببليوجرافيات العربية في المجال حتى الآن. الببليوجرافيات المشروحة لعلم الفولكلور وعند الانتهاء من ببيوجرافيا الفولكلور العربي، التي عرفت بـ «الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور»، وجد فريق العمل أهمية كبرى لتقديم هذا العمل في صورة مشروحة، وصدر بالفعل في ثلاثة مجلدات تحت عنوان «الفولكلور العربي: بحوث ودراسات» عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة، (صدر المجلد الأول عام 2000، والمجلد الثاني عام 2001، والمجلد الثالث عام 2006.وشرفت كاتبة السطور بالاشتراك في هذه المرحلة أيضاً. وكتب محمد الجوهري مقدمة في المجلد الأول ذكر فيها منهج العمل في الببليوجرافيا المشروحة، مشيراً إلى أننا «كنا نفكر ونحن بصدد التخطيط للببليوجرافيا العربية في علم الفولكلور أن تأتي القائمة كلها مشروحة، ولو ببضعة أسطر لكل عمل. وسرعان ما تبينا (بفضل الزميل الكبير فتحي عبد الهادى) أن شرح كل الأعمال أمر غير مفيد ولا وارد حسب مقتضيات الأصول الببليوجرافية العلمية، فوق أنه مستحيل عملياً، لأنه من غير المعقول أن تقع في أيدي فريق العمل كافة الأعمال المرصودة في القائمة. ثم حسمت الحقائق الواقعية الأمر برمته. فقد سجلت قائمة الإنتاج العربي في علم الفولكلور 6607 عملاً فولكلورياً عربياً. وأصبح معنى الإصرار على شرح كل عمل من هذه الآلاف أن تصدر القائمة المشار إليها في نحو ثلاثة آلاف صفحة. وهو وضع إن لم يكن مستحيلا، فهو مكلف -مادياً ومعنوياً- بلا طائل. واتجهنا إلى بديل آخر، تصورناه البديل الصحيح، هو اختيار بعض الأعمال التي تحظى بسمة الأهمية أو سمة التأثير، والتي يقدر فريق العمل أنها تستحق الاستخلاص أو الشرح.»وقد انتهت آراء فريق العمل على إنجاز ببليوجرافية مشروحة تحوي شرحا لما يقرب من الألف عمل عربي قامت اللجنة باختياره على أسس ومعايير تم تحديدها سلفاً، على أن تنشر على ثلاثة مجلدات على النحو التالي: المجلد الأول: مجموعة كتب ودراسات الرواد في علم الفولكلور وكتب المداخل الخاصة بالعلم، فضلاً عن الأطروحات الجامعية. المجلد الثاني: تم التركيز فيه على المقالات العربية المنشورة في الدوريات العربية المتخصصة المجلد الثالث: تم التركيز فيه على الأعمال العربية المترجمة في مجال الفولكلور. ونقصد بالمجلدات المشروحة هنا أن شرح العمل لا يقتصر على فقرة قصيرة أو بضع كلمات كما هو المعتاد، وإنما يتسع الشرح من صفحة إلى ثلاث صفحات فأكثر، بحيث يتعرف الباحث على محتويات العمل تفصيلاً. وخلال المجلدات الثلاث كان الاهتمام بعرض كافة موضوعات الفولكلور الخمسة: الفولكلور-عام، والمعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الفنون الشعبية والثقافة المادية. وهكذا أصبح بين يدي الباحث والقارىء العربي أداة منهجية ودليل ببليوجرافي يشرح له أهم ألف عمل خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 2005. وهو إنجاز –على أهميته- فهو في تقديرنا لم ينل حظه من الانتشار بين الباحثين العرب، إذ أنني عندما يأتي الحديث عن هذه الأعمال في محفل عربي أجد الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً، بل وأظل أحمل منه بعض النسخ لتوزيعها بصورة يدوية. ببليوجرافيات حول الفولكلور المصري ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ظهرت بعض الببليوجرافيات المصرية التي غطت موضوعات الفولكلور المصري فقط. ومن بين هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيا التي أصدرها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت لحصة الرفاعي عام 2001 تحت عنوان «دراسات الفولكلور في مصر: ببليوجرافيا مشروحة»: واشتملت على عرض للدراسات المنشورة بمصر منذ عام 1936 حتى عام 1996، وقد تم التعريف بها في مستخلصات مختصرة. أما مقالات الدوريات فقد عرضت بدون شروحات. أما الببليوجرافيا الثانية فقد صدرت عام 2004 بعنوان «أطلس دراسات التراث الشعبي» لمصطفى جاد عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة. واشتملت جميع الدراسات الفولكلورية الميدانية فقط والتي نشرت حول المجتمع المصري منذ عام 1940 حتى نهاية عام 2004. وقد تم تحليل المادة الببليوجرافية بها جغرافياً وتاريخياً ونوعياً وحصل صاحبها على جائزة الدولة التشجيعية آنذاك. ببليوجرافيات علم الاجتماع العربي وهناك عمل ببليوجرافي آخر أرى أنه شديد الأهمية للباحثين في علم الفولكلور، وعلم الاجتماع، وقد صدر في مجلدين الأول حمل عنوان«الإنتـاج العربي فـي علـم الاجتماع: قائمة ببليـوجـرافيـة مشروحة 1924 – 1995» إشـراف أحمد زايد، ومحمد الجوهري، وقد صدر أيضاً بالقاهـرة عن مـركـز البحـوث والدراسات الاجتماعية عام 2001 في 800 ص، أما المجلد الثاني فقد صدر بالعنوان نفسه واشتمل على الإنتاج الفكري لعلم الاجتماع في الفترة من عام 1995 حتى عام 2000. ومن ثم تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري في مجال علم الاجتماع منذ بداياته في المنطقة العربية (عام 1924) حتى مطلع القرن العشرين (وقد شرفت كاتبة السطور أيضاً بالعمل في هذه الببليوجرافيا). أما المجال الموضوعي للببليوجرافيا فقد شمل موضوعات علم الاجتماع الرئيسية، بما فيها علم الفولكلور على النحو التالي: 1 -الأنثروبولوجيا الاجتماعية.    2 -  الأنثروبولوجيا الثقافية. 3 -الأنثروبولوجيا العامة.         4 - التاريخ الاجتماعي. 5 -تاريخ الفكر الاجتماعي.         6 - التنمية والتخطيط والرعاية الاجتماعية. 7 -دراسات الإعلام والاتصال.   8 - دراسات البيئة(الإيكولوجيا). 9 -دراسات الشباب.               10 -دراسات الطفولة. 11 - دراسات العنف.           12 - دراسات العولمة. 13 - دراسات المرأة.           14 -دراسات المعلوماتية والإنترنت، 15 - علم الاجتماع الاقتصادي.  16 - علم الاجتماع البدوي، 17 - علم الاجتماع التربوي.   18 - علم الاجتماع التطبيقي. 19 - علم اجتماع التنظيم والإدارة.      20 – علم الاجتماع الثقافي. 21 – علم الاجتماع الجنائي.             22 - علم الاجتماع الحضري. 23 -علم الاجتماع الديني.                24 - علم الاجتماع الريفي. 25 - علم الاجتماع السياسي.             26 -علم الاجتماع الصناعي. 27 - علم الاجتماع الطبي.               28 - علم الاجتماع العام. 29 - علم الاجتماع العائلي.              30 - علم الاجتماع العسكري. 31 - علم الاجتماع القانوني والضبط الاجتماعي. 32 - علم السكان.     33 - علم الفولكلور ودراسات التراث الشعبي. 34 - علم النفس الاجتماعي.             35 - المجتمع المدني. 36 - المجتمع المصري.                 37 -مناهج البحث. 38 - النظرية الاجتماعية. وهذا العمل يمكن تصنيفه ضمن الببليوجرافيات المشروحة، حيث آثر فريق العمل على تقديم شرح مختصر (فقرة أو أقل) لبعض المواد المنشورة في متن الببليوجرافيا. غير أننا نود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن هذا الجهد العلمي قد سبقه جهد آخر لفريق العمل نفسه في إطار ببليوجرافيات علم الاجتماع المشروحة، حيث نشر المركز ما يقرب من اثنتي عشر مجلداً يحوي ملخصات لأهم الأعمال في التراث العلمي الاجتماعي، تحت عنوان «الملخصات السوسيولوجية العربية» والتي أشرف عليها أحمد زايد من المجلد الأول حتى المجلد السابع، ثم تابع الجوهري بقية المجلدات من المجلد الثامن حتى الثاني عشر. وصدرت الأعداد عن المركز نفسه منذ عام 1997 حتى عام 2000. أي أن تجربة التوثيق الببليوجرافي لعلم الاجتماع قد بدأت عكس تجربة علم الفولكلور. فالأخيرة بدأت بالببليوجرافيا العامة ثم الببليوجرافيات المشروحة، أما الثانية- علم الاجتماع- فقد بدأت بالببليوجرافيات المشروحة- الملخصات- ثم الببليوجرافيا العامة التي صدرت في مجلدين كما أشرنا.وهذا العمل يؤكد حاجة علم الفولكلور للبحوث الاجتماعية الأخرى كالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ودراسات الإعلام والاتصال،ودراسات المرأة،وعلم الاجتماع الديني، وعلم الاجتماع الريفي،وعلم الاجتماع الطبي،وعلم النفس الاجتماعي، لتحليل وتفسير الظواهر الفولكلورية. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم الباحثون العرب أن لدينا توثيق كامل لعلم الاجتماع العربي على هذا النحو..؟ لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم. جهود تكشيف الدوريات العربية وفي إطار الجهد العربي في التوثيق الببليوجرافي لعلم الفولكلور، سنجد عشرات الجهود التي قامت على أساس التكشيف الببليوجرافي للدوريات العربية. ويبرز في هذا الإطار أول عمل ببليوجرافي منشور لدورية عربية فولكلورية، وأقصد هنا «مجلة التراث الشعبي العراقية». ولعل أشهر فهرست نشر لهذه الدورية، صدر تحت عنوان «فهارس التراث الشعبي 1969- 1979» لجعفر الكواز. وصدر عام 1980 عن دار الجاحظ للنشر ضمن سلسلة كتاب مجلة التراث الشعبي رقم2. والفهرس يعرض للموضوعات المنشورة خلال السنوات العشر للمجلة مرتب في البداية بأسماء المؤلفين، ثم تصنيف آخر موضوعي اشتمل على خمس وعشرين موضوعاً بدأها هجائياً بالأحلام والأزياء والأشربة.. وانتهت بالفنون التشكيلية واللغة والنبات. أما مجلة المأثورات الشعبية التي كانت تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بقطر (بدأت عام 1986 وتوقفت عام 2005)، فقد كانت تصدر كل عام فهرساً للأعداد الأربعة التي صدرت خلال العام.. ومن ثم فقد حافظت على آلية الاسترجاع لموادها بشكل دوري منتظم. أما مجلة الفنون الشعبية المصرية فقد تولى مصطفى جاد إعداد الكشافات الخاصة بها منذ صدورها عام 1965 حتى عام 1995،وقد بدأ إعداد الكشافات منذ العدد 27، 28(عام 1989) حيث صدرت المجلة لأول مرة في عدد واحد اشتمل على تكشيف موضوعات المجلة منذ العدد الأول عام 1965 حتى العدد 25. ثم توالت عمليات التكشيف للدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلة مع كشافات تحليلية بالأعداد: 38/39 (1993)، 48 (1995)، 56 / 57 (1997). أما مجلتنا الثقافة الشعبيةفقد صدر عنها فهرس لأعداد السنة الأولى للمجلة من العدد الأول (أبريل-مايو-يونيو2008)حتى العدد الرابع (شتاء2009) نشر بالعدد الخامس (ربيع 2009). واشتمل على فهرسين الأول حسب الكُتاب والثاني حسب المواضيع. ونحن إذ نعرض لهذه الجهود، فإننا على يقين من أن هناك العديد من الجهود المحلية في كل بلد، قد لا نعرفها، ولم تصل إلينا، وهو ما جعلنا ندعو في هذا المقال إلى إنشاء قاعدة معلومات لمنشور للفولكلور العربي. تصور لقاعدة بيانات الفولكلور العربي وقد اشتركنا ضمن فريق عمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لإعداد قاعدة بيانات إلكترونية يكون هدفها تجميع الجهود العربية المبذولة في المجال الببليوجرافي لتوحيد مصدر البحث عن البيانات. غير أن المشروع لم يكتمل أو (توقف مؤقتاً) نظراً للظروف السياسية الراهنة التي كان من نتيجتها توقف العديد من الأنشطة كان من بينها هذا المشروع. وتقوم الفكرةعلي إعداد قاعدةمعلومات للكتب والمقالات المنشورة والأطروحات الجامعية (الماجستير والدكتوراه)،تحوي عدة حقول من البيانات الببليوجرافية على النحو التالي: الحقل البيانات المطلوبة التصنيف اعتماد تصنيف مكنز الفولكلور النوع كتاب- مقال- أطروحة عنوان عنوان العمل المؤلف مؤلف العمل (المؤلفون المشاركون) المترجم مترجم العمل (المترجمون المشاركون) عدد المجلدات/الأجزاء يسجل رقمياً رقم المجلد/الجزء يسجل رقمياً رقم الطبعة خاص بالكتاب (ط1، أو ط2..إلخ) مكان النشر يسجل اسم الدولة ثم مكان النشر (مثال: البحرين، المنامة) الناشر خاص بالكتاب (يسجل اسم الناشر) تاريخ النشر خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) عدد الصفحات خاص بالكتاب (يسجل رقمياً) السلسلة خاص بالكتاب (يسجل اسم السلسلة ورقمها) اسم الدورية خاص بالمقال (مثال: الثقافة الشعبية) رقم العدد يسجل رقمياً تاريخ العدد يسجل رقمياً، أو يستخدم اسماء الأشهر، مثال: (يناير – فبراير – مارس 1988) رقم الصفحات خاص بالمقال (يسجل رقمياً) مثال: من 24-35 جهة إصدار الدورية مثال: الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر المشرف خاص بالأطروحة الجامعية (يسجل اسم الأستاذ أو الأساتذة المشرفون) عدد صفحات الأطروحة يسجل رقمياً مستوى الأطروحة دكتوراه أو ماجستير الجامعة خاص بالأطروحة (مثال: جامعة الإسكندرية) الكلية/ المعهد خاص بالأطروحة (مثال: كلية الآداب) القسم يسجل رقمياً(مثال: قسم الأنثروبولوجيا) النطاق الجغرافي للموضوع يسجل: إسم الدولة منفرداً- أو مجموعة دول، مثال: الخليج – الشام – المغرب العربى..إلخ لغة الإصدار اللغة التي عليها العمل الموثق (عربية إنجليزية فرنسية..إلخ) تبصرة توضيحية نبذة عن محتويات العمل كانت هذه هي بيانات التوثيق النهائية للنماذج الثلاث الكتاب – المقال-  الأطروحة العلمية، بعد مراجعة الملاحظات التي ظهرت لنا في بداية العمل، من خلال عدة اجتماعات متتالية بين مجموعة من الخبراء في مجالات متعددة منها:مجال البرمجة وقواعد المعلومات«database»، والتوثيق وعلوم المكتبات، وعلم الفولكلور، وقد كانت التجربة رائعة، ظهر فيها جلياً كيف يكون التكامل بين العلوم أو التخصصات المتعددة مثمراً علمياً. وتوالت الاجتماعات وورش العمل وفي كل مرة يتم عرض نماذج ويقوم متخصصو الفولكلور، وقواعد المعلومات بالتطبيق العملي الذي كان يظهر لنا في كل مرة تقدم ونجاح نسبي، مع ظهور بعض الإخفاقات التي كانت تتم معالجتها علي الفور بالنقاش العلمي.. إلى أن توصلنا لنماذج تم الأخذ بها وتجربتها بالتطبيق الفعلي، حتى توصلنا للشكل النهائي الذي عرضنا له. وقد توقف العمل- كما ذكرت- لأسباب متعددة، وما نأمله أن يعود هذا المشروع بإرادة عربية. هي دعوة من هذا الباب- جديد النشر- لمشروع عربي مشترك لإعداد قاعدة البيانات الإكترونية لهذا الإنتاج العربي الضخم، واستكمال جمع البيانات حتى عام 2012. ونحلم بأن تضم قاعدة البيانات جميع ما نشر عن الفولكلور العربي بلغات أجنبية، وهذا القسم المهم يمثل وحده آلاف الدراسات التي لايعرف معظمنا عنها الكثير. حتى يصبح بين يدي الباحث العربي أداة مسايرة للعصر.. ولنستكمل الجهد الذي بذله هؤلاء العظام وفي مقدمتهم الرائد الأول في هذا المجال وهو الدكتور محمد الجوهري أطال الله لنا في عمره. وأحسب أن المسالة تحتاج فقط لتضافر الجهود. فخطة العمل جاهزة، وأكثر من ثلاث أرباع المعلومات متوفرة.. فهل نبدأ من الآن؟.. هي دعوة أتمنى أن تجد استجابة.. Folk Culture and IOV بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي #### إشترك في النشرة البريدية arenfrspruch اشترك جميع الحقوق محفوظة © 2024 - الثقافة الشعبية - البحرين ### أعداد المجلة
article
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,996
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.
sentence
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,997
وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.
sentence
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,998
وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.
sentence
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337
2,999
وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
sentence
وقد رتبت مواد الببليوجرافيا على حسب عنوان الدراسة ترتيباً هجائياً مع عمل كشاف بالمؤلفين وآخر بالموضوعات: الأدب الشعبي، الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية،العادات والتقاليد والمعارف الشعبية،الموسيقى والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وموضوعات أخرى،مع تصنيف فرعي لكل موضوع على حدة.وقد اتبعت الببليوجرافيا التقنين الدولي العام للوصف الببليوجرافي والذي يتيح بيانات كاملة للمادة،مع عمل مستخلص لكل كتاب أومقال فى نهاية البطاقة يعرف بمحتوى كل منه.وتضم الببليوجرافيا على هذا النحو حوالى 884 بطاقة أكثر من نصفها من نصيب المملكة العربية السعودية والتي استوعبت 462بطاقة،والملاحظ أن أكثر مواد المملكة مرتبط بالشعر النبطي.وهو ما نجد إشارة غير مباشرة له فى المقدمة،حيث يذكر معد الببليوجرافيا أنه «في محور الأدب الشعبي وموضوع الشعر الشعبي على وجه الخصوص تضمنت الببليوغرافيا الشعر الذي يطلق عليه أصحابه (الشعر الشعبي)أو(الشعر النبطي)،والذي يسميه المتخصصون في التراث الشعبى (الشعر العامي) تمييزاً له عن (الشعر الشعبي) الذي من أهم خصائصه التداول الشفهي،واللغة العامية،وتبني الجماعة له،ومجهولية المؤلف أحياناً،إلى غير ذلك،فقد يجد فيه الباحثون جوانب مختلفة كتأثير التراث الشعبي في شكله أومضمونه أوموسيقاه مثلاً».
paragraph
Arabic
ar
دعوةإلى إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافيا الفولكلور العربي
https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=65&page=article&id=337