id
int32
0
61k
text
stringlengths
4
31.7k
text_type
stringclasses
7 values
context
stringlengths
4
31.7k
context_type
stringclasses
6 values
source_language_name
stringclasses
1 value
source_language_code
stringclasses
1 value
source_title
stringlengths
0
80
source_url
stringlengths
0
620
1,100
أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,101
وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,102
ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,103
من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,104
والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,105
ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,106
على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,107
ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,108
ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,109
على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,110
على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,111
وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن".
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,112
وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"...
sentence
وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن".
paragraph
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,113
فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن".
sentence
وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن".
paragraph
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,114
كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,115
في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,116
كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,117
على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,118
ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,119
في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,120
وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,121
والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,122
أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,123
أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير...
sentence
أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟
paragraph
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,124
باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,125
يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,126
وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,127
ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,128
على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,129
والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,130
عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,131
برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,132
تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,133
والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,134
غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,135
الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,136
وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,137
وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف...
sentence
وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟
paragraph
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,138
بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,139
هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,140
المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,141
الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,142
وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,143
ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة.
paragraph
## أنت هنا # علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء ## الكهنة احتكروا المعارف في معابدهم وحجبوها عن العامة فهل فعلوا ذلك عمدا؟ السبت 3 يوليو 2021 10:11 أسرار هندسة البناء الفرعونية ما زالت عصية على العلماء (أ.ف.ب) لا يزال التساؤل الخاص بما جرى لحضارة المصريين القدماء، أو الحضارة الفرعونية، يشاغب عقول الباحثين والمفكرين، إذ كيف لمثل تلك العظمة على صعيد البشر والحجر، أن تختفي على هذا النحو المزعج، بعد أن ملأت الدنيا حضوراً. اجتهد العلماء كثيراً ولا يزالون في محاولتهم تقديم أسباب ومبررات، وقد كان آخر تلك الأصوات مجموعة من العلماء الروس، الذين ذهبوا إلى أن سبب انتهاء الحضارة المصرية القديمة كان ثوراناً بركانياً أدى إلى تغيير المناخ العالمي، ما تسبب في انخفاض منسوب المياه في النيل. ووفقاً للعلماء فإن الانفجارات الشمسية نتجت عنها جزئيات متناثرة في الهواء، أدت إلى عكس أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض، مما أثّر في تغيير توزيع الحرارة والأمطار في جميع أنحاء الأرض، وبالرجوع إلى دفاتر التاريخ، نجد أنه بالفعل حدثت تلك الانفجارات عام 44 قبل الميلاد، أي في عهد الملكة كليوباترا. لكن هل هذا هو بالفعل السبب الحقيقي لاندثار الحضارة الفرعونية، أم أن هناك دوراً آخر خفياً موصولاً بغياب علوم الفراعنة التي كانت السبب الرئيس في نشوء وارتقاء تلك الحضارة؟ عن العلوم في مصر الفرعونية يحتاج الحديث عن العلوم في مصر القديمة إلى مجلدات، وليس بضعة أسطر، ولعل مطالعة سريعة لبعض الموسوعات العالمية وفي المقدمة منها الموسوعة البريطانية، تعطينا فكرة ولو مختصرة عن إبداعات المصري القديم ومكتشفاته، بدءاً من الورق والحبر ومستحضرات التجميل وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب وعالم الفلك والفن والأدب. ولعل نظرة سريعة على الهرم الأكبر، الذي عجز علماء البشرية حتى الساعة عن فك شفرته تبين لنا كيف استطاع المصريون القدماء العمل على الضد من قوانين الفيزياء، ما يفيد بأنه كان لديهم نظرياتهم الخاصة في البناء، والتي بقيت سراً من أسرار حضارتهم غير المكتشفة بعد. عن المصريين القدماء أخذ الفيلسوف "طاليس المالطي" (585 ق.م)، تقنيات الري والزراعة، وغالب الأمر أنه أعاد هذه الابتكارات إلى اليونان، واعتبرت مصر حتى بدايات عصر الاضمحلال في زمن البطالمة، سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية. أما عن الفلك فقد كان للمصري القديم قصة مثيرة وعجيبة مع النجوم، حتى إن هناك بعض الآراء العلمية التي تقول بأن الهرم الأكبر ليس إلا مرصد الفراعنة لمتابعة ما هو خارج الكرة الأرضية، وأن تصميمه قد تم بزوايا يمكن من خلالها مواكبة حركة النجوم. كان علم الفلك على المستوى الروحي مهم للغاية عند الفراعنة، فقد رسخ لديهم توجه بأن أرض مصر ليست سوى انعكاس مثالي لأرض الآلهة والحياة الأخرى. وقد برع المصري القديم في الربط بين حركة النجوم ومواقيت الزراعة، ومواسم الأمطار، ومواعيد الغرس، وصولاً إلى أوان الحصاد. وعلى صعيد الطب تبقى الحقيقة الواضحة أن أبقراط الملقب بأبو الطب قد أخذ من طب البرديات الفرعونية، كما أن هوميروس الشاعر الملحمي الإغريقي الأسطوري، أشار في كتابه الشهير "الأوديسا"، إلى أن الناس في مصر موهوبون في الطب أكثر من غيرهم، وأن الطب لديهم كان متفوقاً على العلوم الأخرى. أما هيرودوت أبو التاريخ، فيقول في كتاباته عن المصريين: "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحاً لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له". ويبقى سر التحنيط من الأسرار الخفية عن ناظري العالم بشرقه وغربه، وقد عجزت العلوم والمخترعات الحديثة عن تفسير قدرة هؤلاء على الاحتفاظ بأجساد موتاهم، الأمر الموصول بفكرة الخلود في الحياة الأخرى، ما يعني أن العلوم كانت مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالمنظومة الدينية في حياة المصري القديم وأعماله على الأرض، ورؤاه للحياة في العالم الآخر. UGUVXJPBGRIRZMHJPV7R45F2DIreuters.jpg من الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء (رويترز) عن الحياة الدينية في مصر القديمة من بين كتابات هيرودوت كذلك نجد إقراراً بأن المصريين كانوا أشد الناس تديناً، واعتقدوا دوماً بأن كل شيء في العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأن الآلهة على علم برغبات البشر الدنيوية، وفي استطاعتهم التدخل في أي وقت يشاؤون. والثابت من الرجوع إلى معظم إن لم يكن كل الكتب التي خلفها الفراعنة، وبخاصة كتاب "الخروج إلى النور"، والمعروف بالاسم الخطأ "متن الموتى"، أن الدين لعب دوراً مهماً في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين. كان الدين مساعد المصري القديم على فهم الظواهر المحيطة به، بل أكثر من ذلك فقد كان الأفق الديني مساراً للرغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. ولعل أبو الطب النفسي، سيجموند فرويد، قد أثار جدلاً كبيراً حين قال إن المصريين: "هم من اخترعوا الألوهية"، وقد رد عليه السندباد المصري، والمفكر الكبير الدكتور حسين فوزي بالقول، إن المصريين أعادوا اكتشاف أهمية الدين للنفس البشرية بعد بضعة آلاف من السنين من الحياة البعيدة عن التحضر والأقرب إلى الهمجية منها إلى نسق التعايش الإنساني، الذي قاد إلى بناء حضارة خلاقة على نحو الحضارة المصرية القديمة. على أن فكرة الدين عند الفراعنة لم تكن ذات صبغة موحدة، ولم يتفق المصريون على إله واحد أو معبود قائم بذاته، ولهذا نرى تعددية في الآلهة، فهناك آمون وهناك آتون، وبينهما العشرات وربما المئات من المعبودات. ولعل من أفضل ما ذكر في هذا الإطار هو أن المصري الفرعوني لم يرد أن يلجأ إلى سند يحميه بل أراد أن يوجد لنفسه معبوداً إذا ما فكر فيه سما بنفسه، فوق كل ما ينتاب الإنسان من اضطرابات مختلفة في حياته اليومية، فلقد دفعت الطبيعة البشرية الإنسان على أن يخلق لنفسه معبودات أعطى لها أشكالاً مختلفة، وحين بلغت هذه الديانة أوج المجد والقداسة وتغلغلت في نفوس المصريين القدماء، يبدو أن كهنة المعابد قد سيطروا عليها وجعلوها ملكاً لهم، وبهذا انقطع التواصل المباشر مع العوام، وبات لا بد من وساطة بين الآلهة وأفراد الشعب، ومن هنا يبدأ الحديث عن الوسيط الذي وضع يديه على علوم المصريين القدماء، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في اندثار الحضارة الفرعونية لا انتشارها. كهنة المعابد وعلوم تحوت إله الحكمة ضمن كثير من المرويات عن الحضارة الفرعونية أن جذورها البعيدة جداً قد نشأت من عند تحوت إله الحكمة، ذاك الذي عرفه أتباع حضارة أطلانطيس الغارقة، الذين هبطوا على جبال أفريقيا ومن هناك زحفوا على وادي النيل واستزرعوه وقامت من ثم حضارة الفراعنة. على أن المرويات شيء، والحقائق عن كهنة الفراعنة ودورهم في مصر القديمة شيء آخر، فقد كانوا المقدمة الضاربة للعلوم المصرية القديمة، وإن تخفوا وراء قيامهم بالطقوس الدينية، والوساطة بين السماء والأرض، بين الآلهة المعبودة والعباد من البشر. على أن أحد أهم المهمات التي أنيطت بكهنة المعابد الفرعونية، هو الحفاظ على النصوص الدينية ومعرفة المخفيات، وقد كان كبير مقرئي المعبد هو المؤتمن على المخطوطات المقدسة وعلى نصوص الطقوس. وقد برع الكهنة المصريون في مجالات كثيرة ومعارف مختلفة طوال العصور المصرية القديمة، والدليل على ذلك مقولة لأحد الطاعنين في السن في العصر المتأخر للمشرع ورجل القانون الأثيني الشهير، صولون: "إنكم يا معشر الإغريق ما زلتم أطفالاً، فليس في اليونان شيوخ"... فسأله صولون: "ماذا تقصد؟" فرد عليه الكاهن المصري: "إن مدارككم ما زالت شابة، وذلك لأنكم لا تملكون قديماً من التقاليد ومن المعارف التي شيبها الزمن". كان الحاكم هو من يعين الكهنة، لكنه ترك لهم مهمات العبادة، بمعنى القيام بالطقوس اللازمة لأداء الشعائر بحسب كل معبود في معبده، غير أن الجانب الخفي من دوره، تعلق دوماً بالحفاظ على معتقدات المصريين القدماء، وما وصل إليهم من أسلافهم، وكان من الطبيعي على شعب زراعي مثل الشعب المصري أن يتمسك بكل عقائده، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة، لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة في عالم الكهنوت الفرعوني. بيوت الحياة... معابد بدرجة جامعات علمية في ورقة بحثية للأثري المصري محمود مندراوي، نقرأ عن العلاقة بين العلوم وكهنة المعابد الفرعونية، ويتوقف طويلاً أمام كهنة هليوبوليس الذين يعتبرون أعلم كهنة مصر. كان كهنة الفراعنة هم أول من عرفوا تقسيم السنة الشمسية، وذلك لتنظيم الحياة الزراعية والمناسبات الدينية والأعياد، وقد اهتدوا لهذا التقسيم بسبب تأملهم في النجوم. على أن ما يطلق عليه مندراوي "العلم الكهنوتي"، فأمره موصول بالبحث في الكتابات القديمة والاعتقاد في قوة نفوذ الأصوات والتخصص المندرج في الكتابة الهيروغليفية بغرض الاستعمال الديني ثم البحث في هذه الكتابة عن طرق متعددة للتعبير. ولعل أحدث الدراسات في علوم المصريات تخبرنا بأن مصر القديمة قد عرفت المعاهد التعليمية المتعددة الوظائف، والدراسة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، وقد كان يطلق على تلك المعاهد اسم "بيت الحياة"، وهي تشبه الجامعة اليوم. فقد كان من مهام الكهنة بالإضافة إلى قيامهم بطقوسهم الدينية، ومباشرة مهامهم الكهنوتية، الاهتمام الفائق بالمعرفة ورعاية العلم الإلهي المقدس. في بيوت الحياة التي عملت بمثابة مكتبات للمعابد، كان للمرء أن يرى عمليات حفظ وتدوين كل العلوم، فقد كان الكهنة الكتبة المتخصصون يطورون علومهم في هذه الحقول، فعلوم الكهانة والطقوس كانت لها الحصة الكبرى، وقد كان للكهنة ولع خاص بتدوين كل ما يحصل سنوياً، ما يساعد في شؤون العرافة والفأل. وطبقاً لدراسة مركز الأقصر، فإنه في تلك المعابد جرى نسخ آلاف كتب الموتى، التي كانت من الضروريات التي يحتاجها المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر، حسب معتقدات المصريين القدماء. والشاهد أنه داخل تلك المعابد، وبيوت الحياة، جرى تدوين وتخزين كل علوم الحضارات السابقة، وقد دونوا الكثير والكثير من المعلومات التي تخص جغرافية مصر، بل والكون كله، وقد شملت العلوم التي تم تخزينها في تلك البيوت شروحات لعلم الفلك والهندسة، ونصوصاً لعلوم التنجيم، وكذلك علوم الهندسة وفن العمارة. أما العلوم الطبية فقد كانت من أهم العلوم المقدسة وقد شملت التحنيط واختلطت بالسحر القديم وفنون الجراحة وتطورت علوم الحيوانات وظهرت مدونات كثيرة لتفسير الأحلام والسحر والعقاقير... فهل يعني ما تقدم شيئاً بعينه؟ باختصار غير مخل، كانت المعابد الفرعونية بمثابة جامعات عالمية، وأن الكهنة كانوا بمثابة علماء ماديين وروحانيين في ذات الوقت، والشق الأخير يفتح الباب للنقاش حول ما بات يعرف بلعنة الفراعنة أو السحر الأسود. 307606-1919979935.png مومياوات فرعونية (اندبندنت عربية)​​​​​​​ لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال يندر أن لا يسمع المرء حديثاً عن قصة لعنة الفراعنة إذا جاء ذكر المصري القديم، والحكايا عديدة بعضها معروف ومنشور، مثل حادثة وفاة هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون، الذي أودت به لدغة ناموسة. وهناك حادثة أكثر شهرة، وإن شاء المرء فليقل أكثر كارثية، وهي حادثة السفينة تيتانيك، ويروج أن مومياء وضعت عليها لنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تسببت في كوارث متلاحقة في بريطانيا، وأشعلت حرائق في أكثر من موقع أو موضع وضعت فيه. ولعل أقرب مثار للحديث عن لعنة الفراعنة، ما حدث في مصر منذ نحو شهرين، وعلى هامش نقل مومياوات ملكية من المتحف المصري الكائن في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى متحف المومياوات الملكية بمنطقة الفسطاط، وما أعقب ذلك من سلسلة من حوادث القطارات والحرائق، وقد ربط البعض بينها وبين تغيير مكان تلك المومياوات. على أنه وعلى الرغم من نفي فكرة لعنة الفراعنة فإن هذا لا ينفي أن هناك مساحة غموض عريضة حول عدد من البرديات والنصوص المصرية القديمة، التي أفادت بأن الموت سيصيب كل من يزعج الفرعون النائم بالمقبرة، وهي نصوص تحذيرية قد تكون مستقبلية. في هذا الإطار كان تصريح الدكتور خالد سعد الخبير السياحي والأثري المصري، الذي أشار إلى أنه من غير المستبعد دراية المصري القديم بعلوم سرية كعلم السحر. والثابت أن المصري القديم كان بارعاً جداً في عدد من العلوم، وهناك حديث عن توصله لما يمكن أن نسميه مجازاً الآن "تسمم الأجواء"، وهو المنهج الذي جرى اتباعه في كل مراسم الدفن التي حدثت في التاريخ القديم، وذلك عبر الاستعانة بمادة "الزرنيخ"، ومع إغلاق المقبرة تعلق في الهواء لفترة طويلة جداً، وحال جرى فتح المكان بطريقة غير علمية يصاب الشخص بوباء أو تسمم بالدم أو تقرحات بالجلد، وفي كل الأحوال يبقى التساؤل هل عرف المصريون طريق السحر الأسود أم أنهم برعوا في عالم السحر الأبيض أو السحر العلمي؟ عوالم السحر وتقاطعاتها مع علوم الفراعنة عزا الإنسان الأول الكثير من الظواهر غير المفهومة أو المبررة إلى الغيب، وربط ذلك بالسحر، لا سيما في مجال الطب والطبابة، فقد اعتقد المصري القديم أن المرض هو عبارة عن أرواح شريرة تسكن الجسد، وأن الشفاء لا بد أن يتم من خلال طردها. برع المصري القديم في علوم الخيمياء، وهو ما تحدث عنه العالم الإنجليزي نيوتن بشكل خاص في أوراق تم اكتشافها حديثاً، فعلى سبيل المثال عرف الفراعنة مادة البنج، المستخدمة في التخدير، وكانوا يحضرونه من خلال سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، كما يبين لنا الأستاذ مندراوي في بحثه السابق الإشارة إليه. تالياً وفي العصور الحديثة أثبتت العلوم الكيميائية فعل هذا المخدر، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم الذي يتأثر بحمض الخليك الموجود في الخل ويكون حمض الكربونيك، فكانوا يستفيدون من تأثير حمض الكربونيك الناتج من التفاعل الكيميائي أثناء صعوده في إحداث التخدير الموضعي. والثابت أنه لا يمكن القطع بما إذا كان للمصريين القدماء علاقة بعالم السحر الأسود، واتصال الفراعنة بالقوى الروحية في العالم الآخر، فقد اختلطت الحقائق مع الأساطير عبر بضعة آلاف من السنين. غير أنه من المؤكد أن الفراعنة قد برعوا فيما يمكن أن نطلق عليه السحر الأبيض، أي السحر القائم على مرتكزات علمية لم يقدر لأحد حتى الساعة اكتشافها، منها على سبيل المثال الطريقة التي تم بها لصق أحجار الهرم الأكبر من غير مادة لاصقة، وهل تم تفريغ تلك الأحجار التي يزن بعضها طنين من خلال عمليات فيزيائية معقدة لم تعرفها العلوم الحديثة بعد ولم تكتشفها علوم الطبيعة حتى الآن؟ الحقيقة المؤكدة أن جدران معابد الفراعنة، ومنها ما هو باقٍ حتى الآن، سجلت عليها مخترعات القرن العشرين، كالطائرات الحوامة مثلاً، كما أن طرق بناء المعابد الهائلة في مدينة الأقصر تبين كيف استطاع المصريون القدماء تسخير الطبيعة بوسائل وطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية فيزيائية وكيميائية لصالح الإنسان والبشرية، وقد أطلقوا على هذا النوع من السحر العلمي الطلسمات والسيمياء، ولهذا غالباً ما أطلق على الكاهن الفرعوني لفظة الساحر، كما في الرواية القرآنية عن سحرة فرعون أو علمائه بحسب الروايات الدينية، ومنها أيضاً التوراة. ### اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أين اختفى كل ذلك العلم الفرعوني؟ في حوار مع الفيلسوف المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، ضرب مقاربة بين الحضارة اليونانية وسابقتها الفرعونية. وعنده أنه على الرغم من أن الحضارة الفرعونية غذت الفلسفة اليونانية، فإن هذه الفلسفة استطاعت أن تعيش إلى اليوم، بينما اندثرت أو توقف تأثير الحضارة الفرعونية ودخلت المتاحف... فما السر وراء ذلك؟ بحسب الفيلسوف الراحل، فإن العلم في الحضارة الفرعونية نشأ خادماً للعقيدة الدينية، فالأهرامات على سبيل المثال على عظمتها ليست سوى مقابر يوضع فيها جثمان فرعون انتظاراً لعودة الروح، والتحنيط كذلك على عظمته لم يكن إلا حفظاً للجسم بحيث يكون مهيئاً لاستقبال الروح مرة أخرى، وليس في فكر اليونان آثار دينية. هل كانت علوم المصريين القدماء إذن وقفاً على الكهنة في المعابد وما ألحق بها من بيوت الحياة، ومع اضمحلال الدولة القوية والأسر التي أرست دعائم تلك الحضارات ذابت تلك العلوم والتي كانت حكراً على الكهنة – العلماء، وبعيدة عن متناول أيدي العوام؟ المثير في البحث عن الجواب أن الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية، والمعارك العسكرية، بل والأنساق الحياتية اليومية عند المصريين القدماء، قد تم تسجيلها على جدران المعابد، لكن الكثير من العلوم لم يتم الإشارة إليها بالمرة، فهل كانت علوماً شفاهية تم تسليمها من جيل إلى جيل وبقصد عدم كتابتها حتى لا تسرقها حضارات أخرى، أو أن تبقى خاصة بالملوك وكبار الكهنة؟ الأكثر إثارة هو أن الحضارة الفرعونية لم تندثر مرة واحدة، وإنما جرى الأمر عبر فترات زمنية طويلة، فكيف لم يتم تسريب أي من أخبار علوم الأولين الإ إذا كان الإخفاء تم على سبيل العمد والقصد؟ وفي الخلاصة، يمكن القول إن هناك حلقات عديدة مفقودة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويوماً تلو الآخر تثبت الاكتشافات الحديثة أن الثرى المصري يحمل الكثير جداً من أسرار الفراعنة، وعلومهم. ويبقى التأكيد أن موقعاً وموضعاً بعينه، كان له أن يميط اللثام عن الكثير من علوم تلك الحضارة، هو مكتبة الإسكندرية، تلك التي لا يزال سر حرقها قائماً، ومعها ضاع سر أسرار مصر القديمة وعلومها وفنونها ورجالاتها، عبر لفائف ومخطوطات كتب عنها الإغريق الذين زاروا مصر قبل بضعة آلاف من السنين، ولو بقيت إلى يومنا هذا لكنا قادرين على إيجاد جواب يخص علوم الفراعنة وأين اختفت ولماذا لم تصل إلى أيادينا حتى الساعة. ###### اقرأ المزيد #### المزيد من تحقيقات ومطولات ##### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ##### الفساد في لبنان... المتورطون به يستمرون في الإفلات من العقاب ##### "خزين المصريين" أسير الدولار وسليل العادات ومرآة الاقتصاد وثائق بريطانية ##### لماذا أحرج اختطاف مصطفى الديراني من بقاع لبنان سوريا؟ (3 – 4) ### آخر الأخبار ###### ما دلالات وتأثير دعم ديك تشيني لهاريس بدلا من ترمب؟ ###### مقتل 5 فلسطينيين بقصف جوي على شمال الضفة الغربية ###### بزشكيان يتوجه إلى العراق في زيارة رسمية غداة قصف مطار بغداد ###### سقوط صاروخين بالقرب من موقع للقوات الأميركية في بغداد ###### إغلاق مراكز الاقتراع في الأردن ونسبة المشاركة بلغت 32 في المئة ###### 19 قتيلا بضربة المواصي والأمم المتحدة تندد باستهداف منطقة "آمنة" ### آراء ذكي بن مدردش ###### حرب السودان والسبيل إلى الحل رفيق خوري ###### من أوباما إلى كامالا مصطفى النعمان ###### تعز وعدن مفتاح استقرار اليمن أنس بن فيصل الحجي ###### أسواق الطاقة بين هاريس وترمب سعد بن طفلة العجمي ###### العفو ملكي والفرح بحريني مصطفى الفقي ###### الزعامات وفلسفة التاريخ ###### تابعونا: جميع الحقوق الحصرية باللغة العربية محفوظة لشركة Media Arabia 2024 ©
article
Arabic
ar
علوم الفراعنة... أسرار الحضور والاختفاء - اندبندنت عربية
https://www.independentarabia.com/node/237901/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1
1,144
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
title
معلومات عن الفراعنة
query
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,145
يرجى التبرع والمساهمة في تغطية تكاليف الخادم الخاص بنا في عام 2024.
sentence
ساعد مهمتنا في توفير تعليم التاريخ المجاني للعالم! يرجى التبرع والمساهمة في تغطية تكاليف الخادم الخاص بنا في عام 2024. بفضل دعمك، يتعرف ملايين الأشخاص على التاريخ مجانًا تمامًا كل شهر.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,146
بفضل دعمك، يتعرف ملايين الأشخاص على التاريخ مجانًا تمامًا كل شهر.
sentence
ساعد مهمتنا في توفير تعليم التاريخ المجاني للعالم! يرجى التبرع والمساهمة في تغطية تكاليف الخادم الخاص بنا في عام 2024. بفضل دعمك، يتعرف ملايين الأشخاص على التاريخ مجانًا تمامًا كل شهر.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,147
تم تجسيد السحر في الإله "حكا" الذي هو (إله الطب أيضًا) المشارك في عملية الخلق والحفاظ علي البشر بعد ذلك، فكان مفهوم ماعت (الانسجام والتوازن) حجر الزاوية لفهم المصريين للحياة وحركة الكون وكانت قوة "حكا" هي التي تجعل مفهوم ماعت مفعولاُ، ومن خلال الالتزام التوازن والانسجام، تم تشجيع الناس على العيش في سلام مع الآخرين والمساهمة في السعادة المجتمعية، يوعظ الحكيم بتاح حتب (وزير الملك جد كا رع أسيس، 2414-2375 ق.
sentence
تم تجسيد السحر في الإله "حكا" الذي هو (إله الطب أيضًا) المشارك في عملية الخلق والحفاظ علي البشر بعد ذلك، فكان مفهوم ماعت (الانسجام والتوازن) حجر الزاوية لفهم المصريين للحياة وحركة الكون وكانت قوة "حكا" هي التي تجعل مفهوم ماعت مفعولاُ، ومن خلال الالتزام التوازن والانسجام، تم تشجيع الناس على العيش في سلام مع الآخرين والمساهمة في السعادة المجتمعية، يوعظ الحكيم بتاح حتب (وزير الملك جد كا رع أسيس، 2414-2375 ق.م)، في سطور من مواعظه:
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,148
أن تدع وجه المرء "يشرق" يعني أن تكون سعيدًا، وأن تكون لديك روح طيبة، اعتقادًا بأن هذا يجعل فؤاد المرء ينير ويضيء أفئدة الآخرين، وعلى الرغم من أن المجتمع المصري كان مجتمعاً طبقياً منذ فترة مبكرة جدًا (في وقت مبكر من عصر ما قبل الأسرات في مصر حوالي 6000-3150 ق.
sentence
أن تدع وجه المرء "يشرق" يعني أن تكون سعيدًا، وأن تكون لديك روح طيبة، اعتقادًا بأن هذا يجعل فؤاد المرء ينير ويضيء أفئدة الآخرين، وعلى الرغم من أن المجتمع المصري كان مجتمعاً طبقياً منذ فترة مبكرة جدًا (في وقت مبكر من عصر ما قبل الأسرات في مصر حوالي 6000-3150 ق.م)، فإن هذا لا يعني أن الملوك والطبقات العليا استمتعوا بحياتهم على حساب الفلاحين، ويعد الملك وبلاطه دائمًا أفضل ما يمكن توثيقه لأن الناس في ذلك الوقت ، كما هو الحال الآن، اهتموا بالمشاهير أكثر من جيرانهم، والكتبة الذين سجلوا تاريخ تلك الفترة وثقوا تاريخ ما هو أعلي مكانة كالملك،
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,149
م)، فإن هذا لا يعني أن الملوك والطبقات العليا استمتعوا بحياتهم على حساب الفلاحين، ويعد الملك وبلاطه دائمًا أفضل ما يمكن توثيقه لأن الناس في ذلك الوقت ، كما هو الحال الآن، اهتموا بالمشاهير أكثر من جيرانهم، والكتبة الذين سجلوا تاريخ تلك الفترة وثقوا تاريخ ما هو أعلي مكانة كالملك،
sentence
أن تدع وجه المرء "يشرق" يعني أن تكون سعيدًا، وأن تكون لديك روح طيبة، اعتقادًا بأن هذا يجعل فؤاد المرء ينير ويضيء أفئدة الآخرين، وعلى الرغم من أن المجتمع المصري كان مجتمعاً طبقياً منذ فترة مبكرة جدًا (في وقت مبكر من عصر ما قبل الأسرات في مصر حوالي 6000-3150 ق.م)، فإن هذا لا يعني أن الملوك والطبقات العليا استمتعوا بحياتهم على حساب الفلاحين، ويعد الملك وبلاطه دائمًا أفضل ما يمكن توثيقه لأن الناس في ذلك الوقت ، كما هو الحال الآن، اهتموا بالمشاهير أكثر من جيرانهم، والكتبة الذين سجلوا تاريخ تلك الفترة وثقوا تاريخ ما هو أعلي مكانة كالملك،
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,150
أعطت الآلهة الناس كل شيء وجعلت الملك علي رأسهم كأفضل من يستطيع فهم إرادتهم وتنفيذها، وكان الملك هو الوسيط بين الآلهة والشعب من عصر ما قبل الأسرات حتى عصر الدولة القديمة (2613-2181 ق.
sentence
أعطت الآلهة الناس كل شيء وجعلت الملك علي رأسهم كأفضل من يستطيع فهم إرادتهم وتنفيذها، وكان الملك هو الوسيط بين الآلهة والشعب من عصر ما قبل الأسرات حتى عصر الدولة القديمة (2613-2181 ق.م) حين بدأ كهنة إله الشمس رع في اكتساب المزيد من القوة، وفي خضم ذلك، كان الملك لا يزال يعتبر رسول الآلهة المختار، حتى الفترة الأخيرة من الدولة الحديثة (1570-1069 ق.م) عندما كان كهنة آمون في طيبة يتمتعون بسلطة أكبر من الملك، كان لايزال الملك يحظى بالاحترام باعتباره قدراً إلهيًا.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,151
م) حين بدأ كهنة إله الشمس رع في اكتساب المزيد من القوة، وفي خضم ذلك، كان الملك لا يزال يعتبر رسول الآلهة المختار، حتى الفترة الأخيرة من الدولة الحديثة (1570-1069 ق.
sentence
أعطت الآلهة الناس كل شيء وجعلت الملك علي رأسهم كأفضل من يستطيع فهم إرادتهم وتنفيذها، وكان الملك هو الوسيط بين الآلهة والشعب من عصر ما قبل الأسرات حتى عصر الدولة القديمة (2613-2181 ق.م) حين بدأ كهنة إله الشمس رع في اكتساب المزيد من القوة، وفي خضم ذلك، كان الملك لا يزال يعتبر رسول الآلهة المختار، حتى الفترة الأخيرة من الدولة الحديثة (1570-1069 ق.م) عندما كان كهنة آمون في طيبة يتمتعون بسلطة أكبر من الملك، كان لايزال الملك يحظى بالاحترام باعتباره قدراً إلهيًا.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,152
م) عندما كان كهنة آمون في طيبة يتمتعون بسلطة أكبر من الملك، كان لايزال الملك يحظى بالاحترام باعتباره قدراً إلهيًا.
sentence
أعطت الآلهة الناس كل شيء وجعلت الملك علي رأسهم كأفضل من يستطيع فهم إرادتهم وتنفيذها، وكان الملك هو الوسيط بين الآلهة والشعب من عصر ما قبل الأسرات حتى عصر الدولة القديمة (2613-2181 ق.م) حين بدأ كهنة إله الشمس رع في اكتساب المزيد من القوة، وفي خضم ذلك، كان الملك لا يزال يعتبر رسول الآلهة المختار، حتى الفترة الأخيرة من الدولة الحديثة (1570-1069 ق.م) عندما كان كهنة آمون في طيبة يتمتعون بسلطة أكبر من الملك، كان لايزال الملك يحظى بالاحترام باعتباره قدراً إلهيًا.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,153
كان الجيش قبل عصر الدولة الوسطى يتكون من ميليشيات إقليمية جندها حكام الأقاليم لغرض معين، عادةً ما يكون دفاعيًا، ثم يتم إرسالها إلى الملك، لكن مع بداية الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، قام الملك أمنمحات الأول (حوالي 1991 - 1962 ق.
sentence
كان الجيش قبل عصر الدولة الوسطى يتكون من ميليشيات إقليمية جندها حكام الأقاليم لغرض معين، عادةً ما يكون دفاعيًا، ثم يتم إرسالها إلى الملك، لكن مع بداية الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، قام الملك أمنمحات الأول (حوالي 1991 - 1962 ق.م) بإصلاح الجيش وإنشاء أول جيش دائم، مما قلل من قوة وهيبة حكام الأقاليم ووضع الجيش تحت سيطرته المباشرة.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,154
م) بإصلاح الجيش وإنشاء أول جيش دائم، مما قلل من قوة وهيبة حكام الأقاليم ووضع الجيش تحت سيطرته المباشرة.
sentence
كان الجيش قبل عصر الدولة الوسطى يتكون من ميليشيات إقليمية جندها حكام الأقاليم لغرض معين، عادةً ما يكون دفاعيًا، ثم يتم إرسالها إلى الملك، لكن مع بداية الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، قام الملك أمنمحات الأول (حوالي 1991 - 1962 ق.م) بإصلاح الجيش وإنشاء أول جيش دائم، مما قلل من قوة وهيبة حكام الأقاليم ووضع الجيش تحت سيطرته المباشرة.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,155
أصبح الجيش بعد ذلك، يتكون من قادة الطبقة العليا وأعضاء من الطبقة الدنيا، وكانت هناك إمكانية للالتحاق بالجيش، دون النظر للطبقة الاجتماعية للفرد، وكان الجيش المصري قبل عصر الدولة الحديثة، مهتمًا في المقام الأول بالدفاع، لكن مع فراعنة أمثال تحتمس الثالث (1458-1425 ق.
sentence
أصبح الجيش بعد ذلك، يتكون من قادة الطبقة العليا وأعضاء من الطبقة الدنيا، وكانت هناك إمكانية للالتحاق بالجيش، دون النظر للطبقة الاجتماعية للفرد، وكان الجيش المصري قبل عصر الدولة الحديثة، مهتمًا في المقام الأول بالدفاع، لكن مع فراعنة أمثال تحتمس الثالث (1458-1425 ق.م) ورمسيس الثاني (1279-1213 ق.م) قاد الجيش حملات هجومية خارج حدود مصر لتوسيع الإمبراطورية، تجنب المصريون عمومًا السفر إلى أراضٍ أخرى لأنهم كانوا يخشون أنهم إذا ماتوا هناك، فسيواجهون صعوبة أكبر في الانتقال إلى العالم الآخر، وكان هذا الاعتقاد هو الشغل الشاغل للجنود في الحملات الخارجية لذلك اتخذت الترتيبات اللازمة لإعادة جثث الموتى إلى مصر لدفنها.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,156
م) قاد الجيش حملات هجومية خارج حدود مصر لتوسيع الإمبراطورية، تجنب المصريون عمومًا السفر إلى أراضٍ أخرى لأنهم كانوا يخشون أنهم إذا ماتوا هناك، فسيواجهون صعوبة أكبر في الانتقال إلى العالم الآخر، وكان هذا الاعتقاد هو الشغل الشاغل للجنود في الحملات الخارجية لذلك اتخذت الترتيبات اللازمة لإعادة جثث الموتى إلى مصر لدفنها.
sentence
أصبح الجيش بعد ذلك، يتكون من قادة الطبقة العليا وأعضاء من الطبقة الدنيا، وكانت هناك إمكانية للالتحاق بالجيش، دون النظر للطبقة الاجتماعية للفرد، وكان الجيش المصري قبل عصر الدولة الحديثة، مهتمًا في المقام الأول بالدفاع، لكن مع فراعنة أمثال تحتمس الثالث (1458-1425 ق.م) ورمسيس الثاني (1279-1213 ق.م) قاد الجيش حملات هجومية خارج حدود مصر لتوسيع الإمبراطورية، تجنب المصريون عمومًا السفر إلى أراضٍ أخرى لأنهم كانوا يخشون أنهم إذا ماتوا هناك، فسيواجهون صعوبة أكبر في الانتقال إلى العالم الآخر، وكان هذا الاعتقاد هو الشغل الشاغل للجنود في الحملات الخارجية لذلك اتخذت الترتيبات اللازمة لإعادة جثث الموتى إلى مصر لدفنها.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,157
كانت الطبقة الاجتماعية الدنيا مكونة من الفلاحين الذين لا يملكون الأرض التي يعملون فيها أو المنازل التي يعيشون بداخلها، فكانت الأرض مملوكة للملك أو أعضاء البلاط أو حكام الأقاليم أو الكهنة، وكانت العبارة الصباحية الشائعة بين الفلاحين هي "دعونا نعمل من أجل النبلاء!"
sentence
كانت الطبقة الاجتماعية الدنيا مكونة من الفلاحين الذين لا يملكون الأرض التي يعملون فيها أو المنازل التي يعيشون بداخلها، فكانت الأرض مملوكة للملك أو أعضاء البلاط أو حكام الأقاليم أو الكهنة، وكانت العبارة الصباحية الشائعة بين الفلاحين هي "دعونا نعمل من أجل النبلاء!" وكان جميع الفلاحين تقريبًا مزارعين، بغض النظر عن الأعمال الأخرى التي كانوا يتعهدونها (على سبيل المثال، عامل المراكب)، فقد زرعوا وحصدوا محاصيلهم، وأعطوا معظمها لصاحب الأرض، واحتفظوا ببعضها لأنفسهم، وكان لمعظمهم حدائق خاصة، تعتني بها النساء أثناء خروج الرجال إلى الحقول.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,158
وكان جميع الفلاحين تقريبًا مزارعين، بغض النظر عن الأعمال الأخرى التي كانوا يتعهدونها (على سبيل المثال، عامل المراكب)، فقد زرعوا وحصدوا محاصيلهم، وأعطوا معظمها لصاحب الأرض، واحتفظوا ببعضها لأنفسهم، وكان لمعظمهم حدائق خاصة، تعتني بها النساء أثناء خروج الرجال إلى الحقول.
sentence
كانت الطبقة الاجتماعية الدنيا مكونة من الفلاحين الذين لا يملكون الأرض التي يعملون فيها أو المنازل التي يعيشون بداخلها، فكانت الأرض مملوكة للملك أو أعضاء البلاط أو حكام الأقاليم أو الكهنة، وكانت العبارة الصباحية الشائعة بين الفلاحين هي "دعونا نعمل من أجل النبلاء!" وكان جميع الفلاحين تقريبًا مزارعين، بغض النظر عن الأعمال الأخرى التي كانوا يتعهدونها (على سبيل المثال، عامل المراكب)، فقد زرعوا وحصدوا محاصيلهم، وأعطوا معظمها لصاحب الأرض، واحتفظوا ببعضها لأنفسهم، وكان لمعظمهم حدائق خاصة، تعتني بها النساء أثناء خروج الرجال إلى الحقول.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,159
م، يعمل بنظام المقايضة وكان عماده الزراعة، وكانت الوحدة النقدية في مصر القديمة هي "الديبن"، والتي وفقًا للمؤرخ جيمس سي طومسون، "تعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الدولار في أمريكا الشمالية اليوم للسماح للعملاء بمعرفة أسعار الأشياء، باستثناء أنه لم تكن هناك عملة "ديبن" متداولة بين الناس" (الاقتصاد المصري، 1)، كان الديبن يزن "حوالي 90 جرامًا من النحاس؛ ويمكن أيضًا تسعير العناصر باهظة الثمن بالديبن الفضة أو الذهب مع تغيرات متناسبة في القيمة" (المرجع نفسه)، ويواصل طومسون:
sentence
كان الاقتصاد المصري حتى وقت الغزو الفارسي عام 525 ق.م، يعمل بنظام المقايضة وكان عماده الزراعة، وكانت الوحدة النقدية في مصر القديمة هي "الديبن"، والتي وفقًا للمؤرخ جيمس سي طومسون، "تعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الدولار في أمريكا الشمالية اليوم للسماح للعملاء بمعرفة أسعار الأشياء، باستثناء أنه لم تكن هناك عملة "ديبن" متداولة بين الناس" (الاقتصاد المصري، 1)، كان الديبن يزن "حوالي 90 جرامًا من النحاس؛ ويمكن أيضًا تسعير العناصر باهظة الثمن بالديبن الفضة أو الذهب مع تغيرات متناسبة في القيمة" (المرجع نفسه)، ويواصل طومسون:
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,160
كان صانعو الجعة أيضًا يتمتعون باحترام كبير، وكانت النساء تدير مصانع الجعة في بعض الأحيان، في الواقع، في التاريخ المصري المبكر، يبدو أن هذه المصانع بكاملها كانت تديرها الإناث، وكانت الجعة هي المشروب الأكثر شعبية في مصر القديمة، وكثيرًا ما كانت تستخدم عوضاً عن النبيذ (لم يكن النبيذ شائعًا على الإطلاق إلا بين الملوك)، فكان العمال في هضبة الجيزة يحصلون على حصة من الجعة ثلاث مرات يومياً، ويعتقد أن الإله "أوزوريس" هو الذي يقدم ذلك المشروب للناس، وكانت الإلهة "تينينت" ترأس مصانع الجعة، وكان للجعة أهمية قصوي لدي المصريين، ويظهر ذلك عندما فرضت الملكة البطلمية كليوباترا السابعة (69-30 ق.
sentence
كان صانعو الجعة أيضًا يتمتعون باحترام كبير، وكانت النساء تدير مصانع الجعة في بعض الأحيان، في الواقع، في التاريخ المصري المبكر، يبدو أن هذه المصانع بكاملها كانت تديرها الإناث، وكانت الجعة هي المشروب الأكثر شعبية في مصر القديمة، وكثيرًا ما كانت تستخدم عوضاً عن النبيذ (لم يكن النبيذ شائعًا على الإطلاق إلا بين الملوك)، فكان العمال في هضبة الجيزة يحصلون على حصة من الجعة ثلاث مرات يومياً، ويعتقد أن الإله "أوزوريس" هو الذي يقدم ذلك المشروب للناس، وكانت الإلهة "تينينت" ترأس مصانع الجعة، وكان للجعة أهمية قصوي لدي المصريين، ويظهر ذلك عندما فرضت الملكة البطلمية كليوباترا السابعة (69-30 ق.م) ضريبة على الجعة؛ هبطت شعبيتها بسبب هذه الضريبة أكثر مما هبطت شعبيتها بسبب حروبها مع روما.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,161
م) ضريبة على الجعة؛ هبطت شعبيتها بسبب هذه الضريبة أكثر مما هبطت شعبيتها بسبب حروبها مع روما.
sentence
كان صانعو الجعة أيضًا يتمتعون باحترام كبير، وكانت النساء تدير مصانع الجعة في بعض الأحيان، في الواقع، في التاريخ المصري المبكر، يبدو أن هذه المصانع بكاملها كانت تديرها الإناث، وكانت الجعة هي المشروب الأكثر شعبية في مصر القديمة، وكثيرًا ما كانت تستخدم عوضاً عن النبيذ (لم يكن النبيذ شائعًا على الإطلاق إلا بين الملوك)، فكان العمال في هضبة الجيزة يحصلون على حصة من الجعة ثلاث مرات يومياً، ويعتقد أن الإله "أوزوريس" هو الذي يقدم ذلك المشروب للناس، وكانت الإلهة "تينينت" ترأس مصانع الجعة، وكان للجعة أهمية قصوي لدي المصريين، ويظهر ذلك عندما فرضت الملكة البطلمية كليوباترا السابعة (69-30 ق.م) ضريبة على الجعة؛ هبطت شعبيتها بسبب هذه الضريبة أكثر مما هبطت شعبيتها بسبب حروبها مع روما.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,162
م)، الموجود في منطقة "الملقطة" اليوم على النقيض من ذلك، إذ كان يغطي أكثر من 30 ألف متر مربع (30 هكتارًا) ويضم بيوتاً فسيحة وقاعات مؤتمرات وغرف الجمهور وغرفة العرش وقاعة الاستقبال، قاعة الاحتفالات والمكتبات والحدائق والمخازن والمطابخ والحرملك ومعبد للإله آمون، وطليت جدران القصر الخارجية باللون الأبيض الناصع بينما كانت الألوان الداخلية زرقاء وصفراء وخضراء نابضة بالحياة.
sentence
كان قصر الفرعون أمنحتب الثالث (1386-1353 ق.م)، الموجود في منطقة "الملقطة" اليوم على النقيض من ذلك، إذ كان يغطي أكثر من 30 ألف متر مربع (30 هكتارًا) ويضم بيوتاً فسيحة وقاعات مؤتمرات وغرف الجمهور وغرفة العرش وقاعة الاستقبال، قاعة الاحتفالات والمكتبات والحدائق والمخازن والمطابخ والحرملك ومعبد للإله آمون، وطليت جدران القصر الخارجية باللون الأبيض الناصع بينما كانت الألوان الداخلية زرقاء وصفراء وخضراء نابضة بالحياة.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,163
حكمت مصر أربع نساء على الأقل، أشهرهن حتشبسوت (1479-1458 ق.
sentence
حكمت مصر أربع نساء على الأقل، أشهرهن حتشبسوت (1479-1458 ق.م) وكليوباترا السابعة، لكن هذه لم تكن القاعدة، حيث أن معظم الحكام كانوا من الذكور، كان لدى النساء الملكيات، غالباً، عبيد وخدم يعتنون بالأطفال ولم يتحملوا أعباء تنظيف المنزل أو الاعتناء به، حيث ساعدوا أزواجهن في استقبال كبار الشخصيات الأجنبية وتطوير سياسات معينة، عرفت نساء الطبقات العليا أسلوب حياة مشابهًا، باستثناء إمكانهم قضاء وقتًا أطول في رعاية الأطفال، بينما في الطبقات الدنيا، كانت رعاية المنزل والأطفال تقع على عاتق المرأة بالكامل.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,164
م) وكليوباترا السابعة، لكن هذه لم تكن القاعدة، حيث أن معظم الحكام كانوا من الذكور، كان لدى النساء الملكيات، غالباً، عبيد وخدم يعتنون بالأطفال ولم يتحملوا أعباء تنظيف المنزل أو الاعتناء به، حيث ساعدوا أزواجهن في استقبال كبار الشخصيات الأجنبية وتطوير سياسات معينة، عرفت نساء الطبقات العليا أسلوب حياة مشابهًا، باستثناء إمكانهم قضاء وقتًا أطول في رعاية الأطفال، بينما في الطبقات الدنيا، كانت رعاية المنزل والأطفال تقع على عاتق المرأة بالكامل.
sentence
حكمت مصر أربع نساء على الأقل، أشهرهن حتشبسوت (1479-1458 ق.م) وكليوباترا السابعة، لكن هذه لم تكن القاعدة، حيث أن معظم الحكام كانوا من الذكور، كان لدى النساء الملكيات، غالباً، عبيد وخدم يعتنون بالأطفال ولم يتحملوا أعباء تنظيف المنزل أو الاعتناء به، حيث ساعدوا أزواجهن في استقبال كبار الشخصيات الأجنبية وتطوير سياسات معينة، عرفت نساء الطبقات العليا أسلوب حياة مشابهًا، باستثناء إمكانهم قضاء وقتًا أطول في رعاية الأطفال، بينما في الطبقات الدنيا، كانت رعاية المنزل والأطفال تقع على عاتق المرأة بالكامل.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,165
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج.
sentence
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج. مارك في اليونان وألمانيا وسافر إلى مصر. قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,166
قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.
sentence
كاتب مستقل وأستاذ سابق بدوام جزئي في الفلسفة في كلية ماريست، نيويورك، عاش جوشوا ج. مارك في اليونان وألمانيا وسافر إلى مصر. قام بتدريس التاريخ والكتابة والأدب والفلسفة على المستوى الجامعي.
paragraph
Arabic
ar
الحياة اليومية في مصر القديمة - موسوعة تاريخ العالم
https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-933/
1,167
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
title
معلومات عن الفراعنة
query
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,168
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
title
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,169
على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,170
وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,171
وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد.
sentence
وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,172
وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة.
sentence
وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,173
غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,174
غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون.
sentence
غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,175
وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة.
sentence
غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,176
لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,177
لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات.
sentence
لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,178
وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية.
sentence
لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,179
وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,180
وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,181
وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات.
sentence
وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,182
واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة.
sentence
وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,183
وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية.
sentence
وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,184
تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,185
تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه.
sentence
تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,186
وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى.
sentence
تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,187
وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,188
تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,189
تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون.
sentence
تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,190
وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات.
sentence
تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,191
لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,192
لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية.
sentence
لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,193
وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية.
sentence
لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,194
خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,195
خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك.
sentence
خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,196
وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا.
sentence
خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,197
غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,198
تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين.
paragraph
## القائمة الرئيسية ابحثابحث ابحثابحث التلفزيون العربي الأحد 8 Sep / September 2024 # حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة الأربعاء 20 مارس 2024 ## شارك القصة اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوز الذهبية اشتهرت مصر بأهراماتها ومومياواتها وكنوزها الذهبية - غيتي على مدى 3 آلاف عام، عرفت مصر خلال ما يصطلح على وصفها بمرحلة الفراعنة، إنجازات عسكرية وأخرى معمارية على غرار الأهرامات والتماثيل الضخمة والمومياوات والكنوز الذهبية. وتمتدّ الحقبة الفرعونية في تاريخ مصر من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل البلاد. وشهدت مصر خلالها العديد من مراحل النهضة والتقدم، حتى باتت توصف بحضارة الفراعنة. #### حقائق لا يعرفها كثيرون عن الفراعنة غير أنّ هذه الحضارة القديمة تخبئ في مكامنها حقائق وألغاز لا يعرفها كثيرون. وفي هذا الإطار، رصدت عالمة الآثار البريطانية جويس تيلديسلي المتخصّصة في الآثار المصرية لموقع " historyextra" عشر حقائق أقلّ شهرة. فما هي هذه الحقائق؟ ##### 1- لم يستخدموا الجِمال وسيلة للتنقّل لم يستخدم الفراعنة الجمل بانتظام في مصر حتى نهاية عصر الأسرات. وبدلًا من ذلك، استخدم المصريون القدامى الحمير وسيلة للتحميل، والقوارب وسيلة نقل مريحة للغاية. وكان نهر النيل يتدفّق وسط أراضيهم الخصبة، ما أدى إلى إنشاء طريق سريع طبيعي، فيما ساعد التيار في التجديف من الجنوب إلى الشمال، وسهّلت الرياح الحياة لمن أراد الإبحار في الاتجاه المعاكس. استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل استخدم الفراعنة المراكب الخشبية الضخمة وسيلة للنقل- غيتي وتمّ ربط النهر بالمستوطنات والمحاجر ومواقع البناء عن طريق القنوات. واستُخدمت المراكب الخشبية الضخمة لنقل الحبوب والكتل الحجرية الثقيلة. وكانت قوارب البردى الخفيفة تنقل الناس في أعمالهم اليومية. ##### 2- التحنيط ليس للجميع تُعتبر المومياء قطعة أثرية مصرية مميزة. ومع ذلك، كان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وكانت مخصّصة لأفراد المجتمع الأكثر ثراءً. أما الغالبية العظمى من موتى مصر، فكانوا يُدفنون في حفر بسيطة في الصحراء. ##### 3- الأحياء يتقاسمون الطعام مع الأموات تم تصميم المقبرة في مصر الفراعنة لتكون الموطن الأبدي للجسد المحنطّ والروح التي تعيش بجانبه. وكانت العائلات والكهنة يزورون الميت ويتركون القرابين التي يعتقدون أنّ الروح تطلبها، بينما كانت غرفة الدفن المخفية تحمي المومياء من الأذى. وخلال "عيد الوادي"، وهو مهرجان سنوي للموت والتجديد، تقضي العديد من العائلات الليل في مصليات مقابر أسلافه ا، وتتناول الطعام على ضوء المشاعل، بينما يحتفل الأحياء بلمّ شملهم مع الأموات. ##### 4- حقوق متساوية بين الرجال والنساء تمتّع الرجال والنساء في مصر الفراعنة بالمساواة وفقًا للقانون. وهذا يعني أنه كان للمرأة أن تمتلك وأن تكسب وأن تشتري وتبيع وترث الممتلكات. كما أمكنها أن تعيش دون حماية من قبل الأوصياء الذكور. عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة عُومل الرجال والنساء على قدم المساواة في مصر القديمة- غيتي وإذا ترملت أو تطلقت حقّ لها تربية أطفالها. كما كان بإمكانها أن ترفع قضايا أمام المحاكم، وأن تنوب عن الزوج الغائب في شؤون العمل. ##### 5- نادرًا ما استُخدمت اللغة الهيروغليفية لكتابة الكتب خصّص الفراعنة اللغة الهيروغليفية لكتابة النصوص المهمة، على غرار الكتابات التي تزين جدران المقابر والمعابد، والنصوص التي تسجّل الإنجازات الملكية. لكن في أعمالهم اليومية، استخدم كتبة مصر الهيراطيقية بشكل روتيني، وهي شكل مبسّط أو مختصر من الكتابة الهيروغليفية. وفي نهاية فترة الأسرات، استخدموا الديموطيقية وهي نسخة أكثر تبسيطًا من الهيراطيقية. ##### 6- ملك مصر قد يكون امرأة خلال العصر الفرعوني، اعتلت ثلاث نساء العرش، وحكمن بأنفسهنّ بوصفهن ملكات واستخدمن لقب الملك. وأنجح هؤلاء الحاكمات حتشبسوت، التي حكمت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا. وبالإضافة إلى حتشبسوت، تولّت سُبك نفرو وتاوسرت عرش مصر. حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا حكمت الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عامًا مزدهرًا- غيتي ##### 7- كليوباترا لم تكن فاتنة الفاتنات قيل إنّ كليوباترا آخر ملكة لمصر القديمة، حظيت بحب يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وهما من أهم رجال روما، بسبب جمالها الفاتن. غير أنّ بعض العملات المعدنية التي تصوّرها أظهرتها بأنف وذقن بارزين وعينين عميقتين؛ ما دفع بالمؤرخ بلوتارخ إلى اعتبار أنّ سحر كليوباترا كان يكمن في سلوكها وصوتها الجميل. ##### 8- بعض ملوك مصر تزوجوا أخواتهم تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين. ولم يكن زواج سفاح القربى شائعًا خارج العائلة المالكة حتى نهاية عصر الأسرة الحاكمة. #### 9- لم يبن كل الفراعنة الأهرامات قام جميع الفراعنة تقريبًا في المملكة القديمة (حوالي 2686-2125 قبل الميلاد) والمملكة الوسطى (حوالي 2055-1650 قبل الميلاد) ببناء مقابر هرمية في صحارى مصر الشمالية. وربطت هذه الآثار البارزة للغاية الملوك بإله الشمس رع. إقرأ أيضاً ولكن مع بداية عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 ق.م.) أصبح بناء الهرم غير شائع، إذ بنى الملوك نصبين جنائزيين منفصلين تمامًا، حيث تم دفن مومياواتهم في مقابر مخفية منحوتة في الصخر في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة طيبة الجنوبية. وبعد انهيار الدولة الحديثة، تمّ دفن الملوك في مقابر في شمال مصر، ولم يتم اكتشاف بعض مدافنهم مطلقًا. ##### 10- الهرم الأكبر لم يبنه العبيد يعتقد المؤرخ الكلاسيكي هيرودوت أن الهرم الأكبر قد بناه 100 ألف عبد. واكتسبت صورة المعلَم، وفيها رجال ونساء وأطفال يكدحون بشدة في أقسى الظروف، شعبية بشكل ملحوظ لدى منتجي الأفلام المعاصرين. غير أنّ الأدلة الأثرية تُشير إلى أن الهرم الأكبر بنته قوة عاملة مؤلفة من 5 آلاف موظف دائم بأجر، وحوالي 20 ألف عامل مؤقت. وكان هؤلاء العمال رجالًا أحرارًا عملوا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في موقع البناء قبل العودة إلى ديارهم. وتم إيواؤهم في معسكر مؤقت بالقرب من الهرم، حيث تلقّوا مدفوعات في شكل طعام وشراب ورعاية طبية. أما الذين ماتوا أثناء العمل، فدُفنوا في مقبرة قريبة. المصادر: العربي - ترجمات ## الدلالات ## المزيد من مصر ## موضوعات ذات صلة - ### اكتشاف أثري جديد في مصر.. جزء علوي من تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف حديثَا من تمثال الملك رمسيس 3.80 مترًا - ### حضارة مصر القديمة.. أساور ملكة فرعونية تكشف سرًا جديدًا - ### رقصة التحطيب.. لعبة مصرية متوارثة عبر الأجيال منذ زمن الفراعنة - ### "نجوم الفراعنة".. معرض يبرز أسباب شهرة بعض الأسماء المصرية القديمة Close تغطيّة إخبارية شاملة ومتعدّدة الوسائط للأحداث العربيّة والعالمية، ويتيح الوصول إلى شبكة منوّعة من البرامج السياسية والاجتماعية. ## روابط العربي ## عن العربي ## اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © التلفزيون العربي 2024 تطوير: ihorizons
article
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9
1,199
تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس.
sentence
تزوّج بعض ملوك مصر شقيقاتهم أو أخواتهم غير الشقيقات، وأبرزهم إيزيس وأوزوريس. ومع ذلك، لم يكن الزواج بين الأخ والأخت إلزاميًا أبدًا، كما كانت بعض أبرز ملكات مصر بما في ذلك نفرتيتي من مواليد غير ملكيين.
paragraph
Arabic
ar
حقوق متساوية وسِفاح قربى.. 10 حقائق مجهولة عن الفراعنة
https://www.alaraby.com/news/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89-10-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%86%D8%A9