Datasets:

Misraj
/

SadeedDiac-25

Dataset card Data Studio Files Files and versions Community

Split (1)

train · 1.2k rows

filename stringclasses 3 values	output stringlengths 10 1.23k	input stringlengths 6 739
Our-Benchmark.csv	حَيْثُ اشْتُهِرَ وَسْطَ النَّاسِ بِالصَّادِقِ الْأَمِينِ، وَحَتَّى الْكُفَّارُ اعْتَرَفُوا بِذَلِكَ. فَقَدْ رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عِنْدَمَا نَزَلَتِ الْآيَةُ 214 مِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} . حَيْثُ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشُّعَرَاءُ: 214] وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ: وَهُنَّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ،	حيث اشتهر وسط الناس بالصادق الأمين، وحتى الكفار اعترفوا بذلك. فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما عندما نزلت الآية 214 من سورة الشعراء: {وأنذر عشيرتك الأقربين} . حيث قال: "لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] ورهطك منهم المخلصين قال: وهن في قراءة عبد الله،
Our-Benchmark.csv	خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَادَى: (يَا صَبَاحَاهُ) فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ يَا بَنِي يَا بَنِي أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَصَدَّقْتُمُونِي) ؟	خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الصفا فصعد عليها ثم نادى: (يا صباحاه) فاجتمع الناس إليه فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله فقال صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني عبد مناف يا بني يا بني أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أصدقتموني) ؟
Our-Benchmark.csv	قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَإِنِّي ( {نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سَبَأٌ: 46] ) فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَمَا دَعَوْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ: ( {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [الْمَسَدُ: 1] وَقَدْ تَبَّ وَقَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا"، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ بِاخْتِلَافٍ يَسِيرٍ. وَعِنْدَمَا كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ يُعْلِمُ هِرَقْلَ زَعِيمَ الرُّومِ وَقَيْصَرَهُمْ بِأَخْلَاقِ النَّبِيِّ،	قالوا: نعم قال: فإني ( {نذير لكم بين يدي عذاب شديد} [سبأ: 46] ) فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم أما دعوتمونا إلا لهذا ثم قام فنزلت: ( {تبت يدا أبي لهب وتب} [المسد: 1] وقد تب وقالوا: ما جربنا عليك كذبا"، أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير. وعندما كان أبو سفيان بن حرب يعلم هرقل زعيم الروم وقيصرهم بأخلاق النبي،
Our-Benchmark.csv	وَصِفَةِ الصِّدْقِ الْمُلَازِمَةِ لَهُ، وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: " [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:] أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ، أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قَالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ"، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ بِنَحْوِهِ.	وصفة الصدق الملازمة له، وورد ذلك في الحديث الصحيح: " [عن عبد الله بن عباس قال:] أخبرني أبو سفيان، أن هرقل قال له: سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت: أنه أمركم بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي"، أخرجه البخاري، ومسلم بنحوه.
Our-Benchmark.csv	إِنَّهَا حِكَايَةٌ. ثَمَّةَ تَحَدِّيَاتٌ. ثَمَّةَ عَمَلٌ شَاقٌّ، أَنْ تَشُدِّي رِبَاطَ الْحِذَاءِ، وَتُشَمِّرِي عَنْ سَاعِدَيْكِ، وَأَنْ تَسْتَقِيمِي بِجَسَدِكِ. عَالِيًا. مُسَيْطِرَةً وَمُتَفَوِّقَةً، إِلَيَ آخِرِهِ. قَدْ سَمِعْتِ ذَلِكَ مِنْ قَبْلُ. إِنَّهَا لَيْسَتْ حَيَاتِي، لَكِنَّهَا مُشْرِقَةٌ وَرَائِيَ عَلَى بُعْدِ مِتْرَيْنِ وَأَنَا أُخَاطِبُ الْوُجُوهَ النَّاعِمَةَ الطَّيِّعَةَ الْمَائِلَةَ لِلْأَمَامِ فَوْقَ أَكْتَافٍ تَحْمِلُ شَارَاتٍ رَسْمِيَّةً. أَسْرُدُ سُطُورِي الْقَدِيمَةَ كَمَا لَوْ أَنَّهَا أَسْرَارٌ جَدِيدَةٌ.	إنها حكاية. ثمة تحديات. ثمة عمل شاق، أن تشدي رباط الحذاء، وتشمري عن ساعديك، وأن تستقيمي بجسدك. عاليا. مسيطرة ومتفوقة، إلي آخره. قد سمعت ذلك من قبل. إنها ليست حياتي، لكنها مشرقة ورائي على بعد مترين وأنا أخاطب الوجوه الناعمة الطيعة المائلة للأمام فوق أكتاف تحمل شارات رسمية. أسرد سطوري القديمة كما لو أنها أسرار جديدة.
Our-Benchmark.csv	انْقُرِ الزِّرَّ لِعَرْضِ الشَّرِيحَةِ التَّالِيَةِ. تُشِيرُ الْوُجُوهُ الْجَبَّارَةُ وَالْمُتَنَوِّعَةُ وَالْبَاسِمَةُ لِلَابِسِي الْبِزَّاتِ الرَّمَادِيَّةِ إِلَى الرُّسُومِ التَّخْطِيطِيَّةِ، وَتُصَافِحُ الْأَيْدِي وَتُلَوِّحُ خَلْفِي. يَئِزُّ جِهَازُ الْعَرْضِ وَتَتَحَوَّلُ ابْتِسَامَاتُهُمْ إِلَى شِعَارِ الْبَنْكِ الْمُدَوِّي. حَانَ وَقْتُ اخْتِتَامِ الْجَلْسَةِ. وَأَتَأَمَّلُ أَرْتَالَ تِلْمِيذَاتِ الْمَدْرَسَةِ. أَشْكُرُهُنَّ عَلَى إِصْغَائِهِنَّ، قَبْلَ أَنْ أَتَلَقَّى الْأَسْئِلَةَ. تَسْأَلُنِي إِحْدَاهُنَّ إِنْ كُنْتُ أَسْكُنُ فِي دَارٍ رِيفِيَّةٍ مُتْرَفَةٍ.	انقر الزر لعرض الشريحة التالية. تشير الوجوه الجبارة والمتنوعة والباسمة للابسي البزات الرمادية إلى الرسوم التخطيطية، وتصافح الأيدي وتلوح خلفي. يئز جهاز العرض وتتحول ابتساماتهم إلى شعار البنك المدوي. حان وقت اختتام الجلسة. وأتأمل أرتال تلميذات المدرسة. أشكرهن على إصغائهن، قبل أن أتلقى الأسئلة. تسألني إحداهن إن كنت أسكن في دار ريفية مترفة.
Our-Benchmark.csv	يَقُولُ مُنَسِّقُ الْبَرْنَامَجِ إِنَّ الْأَمْرَ كَانَ إِنْجَازًا، وَأَوْمَأَتْ مُدِيرَةُ الْمَدْرَسَةِ بِهَزَّةٍ مُنْهَكَةٍ مِنْ شَعْرِهَا الضَّارِبِ إِلَى الشَّيْبِ. يَفْتَرُّ الْجُزْءُ الْمُتَوَتِّرُ مِنْ شَفَتَيْهَا عَنْ أَسْنَانٍ تَحْمِلُ آثَارَ اصْفِرَارِ الْقَهْوَةِ. نَمْشِي وَنَطُوفُ قُرْبَ سُلَّمٍ خَلْفِيٍّ صَغِيرٍ، يُغْثِينِي الْهَوَاءُ الدَّافِئُ وَرَائِحَةُ الْخُضَرِ الْمَسْلُوقَةِ فِي الْمَدْرَسَةِ. تَشْكُرُنِي مُدِيرَةُ الْمَدْرَسَةِ عَلَى مَجِيئِي، وَتَقُولُ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ مَصْدَرَ إِلْهَامٍ لِجَمِيعِ الطَّالِبَاتِ.	يقول منسق البرنامج إن الأمر كان إنجازا، وأومأت مديرة المدرسة بهزة منهكة من شعرها الضارب إلى الشيب. يفتر الجزء المتوتر من شفتيها عن أسنان تحمل آثار اصفرار القهوة. نمشي ونطوف قرب سلم خلفي صغير، يغثيني الهواء الدافئ ورائحة الخضر المسلوقة في المدرسة. تشكرني مديرة المدرسة على مجيئي، وتقول إن ذلك كان مصدر إلهام لجميع الطالبات.
Our-Benchmark.csv	زَعِيقٌ وَضَحِكٌ وَحَيَوِيَّةٌ، أَصْدَاءُ ثَرْثَرَةٍ مُنَغَّمَةٍ حَوْلَنَا مَعَ تَدَفُّقِ الطَّالِبَاتِ مِنْ قَاعَةِ الِاجْتِمَاعَاتِ ثُمَّ إِلَى الْمَمَرَّاتِ الْإِسْمَنْتِيَّةِ. تَقُولُ، إِنَّهُ بِبَسَاطَةٍ يُحَرِّضُ الْإِلْهَامَ. بِالْعَوْدَةِ إِلَى الْمَكْتَبِ، لَمْ يَكُنْ "لُوو" قَدْ أَتَى بَعْدُ. قَلَّمَا يَأْتِي قَبْلَ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ.	زعيق وضحك وحيوية، أصداء ثرثرة منغمة حولنا مع تدفق الطالبات من قاعة الاجتماعات ثم إلى الممرات الإسمنتية. تقول، إنه ببساطة يحرض الإلهام. بالعودة إلى المكتب، لم يكن "لوو" قد أتى بعد. قلما يأتي قبل الحادية عشرة.
Our-Benchmark.csv	وَكَالْعَادَةِ كُلَّ صَبَاحٍ، وَكَعَادَتِهِ مِثْلَ كُلِّ صَبَاحٍ، كَمَا يَنْسَلُّ الطَّقْسُ الْمُعْتَدِلُ الْمُنْعِشُ مِنَ الْمُحِيطِ، وَيَشُقُّ طَرِيقَهُ فَوْقَ الصُّخُورِ وَالرِّمَالِ الطُّحْلُبِيَّةِ مُنْزَلِقًا بِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ فَوْقَ تِلْكَ الزَّوَائِدِ الَّتِي تَتَمَدَّدُ وَتَتَحَوَّلُ وَتَنْجَدِلُ إِلَى أَطْرَافٍ أَثْنَاءَ انْدِفَاعِهَا إِلَى الْبَرِّ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ تَشَكُّلَهَا فِي نِهَايَةِ الْأَمْرِ، يَدْخُلُ لُوو! الرَّدْهَةَ مُتَمَهِّلًا عَلَى قَدَمَيْنِ مُسَطَّحَتَيْنِ فِي حِذَاءٍ مُلَمَّعٍ.	وكالعادة كل صباح، وكعادته مثل كل صباح، كما ينسل الطقس المعتدل المنعش من المحيط، ويشق طريقه فوق الصخور والرمال الطحلبية منزلقا بخفة ورشاقة فوق تلك الزوائد التي تتمدد وتتحول وتنجدل إلى أطراف أثناء اندفاعها إلى البر حتى تستكمل تشكلها في نهاية الأمر، يدخل لوو! الردهة متمهلا على قدمين مسطحتين في حذاء ملمع.
Our-Benchmark.csv	يَبْرُقُ، يَنْقُرُ الْأَرْضَ، فِي انْتِظَارِ الْمِصْعَدِ إِلَى طَابِقِنَا. يُحَرِّكُ رَأْسَهُ مَعَ صَوْتِ سَمَّاعَتَيْ بِيتْس فِي أُذُنَيْهِ. لَمْ يَتَوَرَّطْ أَبَدًا فِي كُلِّ هَذَا. أَتَكَفَّلُ بِهَذِهِ النِّقَاشَاتِ – الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتِ، وَاللِّجَانِ النِّسَائِيَّةِ، وَمَعَارِضِ التَّوْظِيفِ- كُلَّ بِضْعَةِ أَسَابِيعَ. إِنَّهُ الْمَأْمُولُ مِنَ الْوَظِيفَةِ. لَا بُدَّ مِنْ رُؤْيَةِ التَّنَوُّعِ. كَمْ عَدَدُ النِّسَاءِ وَالْفَتَيَاتِ اللَّائِي كَذَبْتُ عَلَيْهِنَّ؟	يبرق، ينقر الأرض، في انتظار المصعد إلى طابقنا. يحرك رأسه مع صوت سماعتي بيتس في أذنيه. لم يتورط أبدا في كل هذا. أتكفل بهذه النقاشات – المدارس والجامعات، واللجان النسائية، ومعارض التوظيف- كل بضعة أسابيع. إنه المأمول من الوظيفة. لا بد من رؤية التنوع. كم عدد النساء والفتيات اللائي كذبت عليهن؟
Our-Benchmark.csv	كَمْ عَدَدُ الَّذِينَ رَأَوْا وَجْهِي الْمُبْتَسِمَ يُدَافِعُ عَنْ هَذِهِ الشَّرِكَةِ أَوْ تِلْكَ الْأُخْرَى، أَوْ عَنْ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، أَوْ تِلْكَ الْجَامِعَةِ، هَذِهِ الْحَيَاةُ؟ مِثْلُ هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ لَيْسَتْ بَنَّاءَةً. أَحْتَاجُ إِلَى تَعْوِيضِ مَا فَاتَنِي مِنْ سَاعَاتِ الصَّبَاحِ. عِشْتُ مُعْظَمَ طُفُولَتِي قُرْبَ مَقْبَرَةٍ.	كم عدد الذين رأوا وجهي المبتسم يدافع عن هذه الشركة أو تلك الأخرى، أو عن هذه الصناعة، أو تلك الجامعة، هذه الحياة؟ مثل هذه الأسئلة ليست بناءة. أحتاج إلى تعويض ما فاتني من ساعات الصباح. عشت معظم طفولتي قرب مقبرة.
Our-Benchmark.csv	وَمِنْ خِلَالِ النَّوَافِذِ الْأَمَامِيَّةِ، كُنْتُ أُشَاهِدُ مَوَاكِبَ الْجَنَائِزِ تَتَلَوَّى عَلَى امْتِدَادِ الطَّرِيقِ: أَحْصِنَةٌ سَوْدَاءُ تَتْبَعُهَا سَيَّارَاتُ دَفْنٍ سَوْدَاءُ تَتْبَعُهَا سَيَّارَاتٌ عَادِيَّةٌ مِنْ مُخْتَلَفِ الْأَلْوَانِ. وَأَحْيَانًا كَانَ رَجُلٌ يَسِيرُ فِي الْمُقَدِّمَةِ يَعْتَمِرُ قُبَّعَةً عَالِيَةً وَيُمْسِكُ بِعَصَاهُ. ثُمَّ النَّاسُ: يَخْرُجُونَ مِنْ سَيَّارَاتِهِمْ وَسَيَّارَاتِ الدَّفْنِ وَيَتَجَمَّعُونَ حَامِلِينَ أَكَالِيلَ الزُّهُورِ وَمُمْسِكِينَ بِالْقُبَّعَاتِ. وَأَظُنُّهُمْ يَحْمِلُونَ التَّوَابِيتَ أَيْضًا.	ومن خلال النوافذ الأمامية، كنت أشاهد مواكب الجنائز تتلوى على امتداد الطريق: أحصنة سوداء تتبعها سيارات دفن سوداء تتبعها سيارات عادية من مختلف الألوان. وأحيانا كان رجل يسير في المقدمة يعتمر قبعة عالية ويمسك بعصاه. ثم الناس: يخرجون من سياراتهم وسيارات الدفن ويتجمعون حاملين أكاليل الزهور وممسكين بالقبعات. وأظنهم يحملون التوابيت أيضا.
Our-Benchmark.csv	لَا أَتَذَكَّرُ أَنِّي رَأَيْتُ ذَلِكَ. كَانُوا يَتَجَمَّعُونَ بِالْقُرْبِ مِنْ أَكْوَامِ التُّرَابِ الْمَحْفُورِ حَدِيثًا وَيَنْتَظِرُونَ فِي الْمَكَانِ، تَتَرَاكَمُ قُرْبَهُمْ أَكَالِيلُ الزُّهُورِ، أَوْ يَكْتَفُونَ بِالْوُقُوفِ هُنَاكَ قَابِضِينَ عَلَى الزُّهُورِ. أَوْ مُمْسِكِينَ بِأَيْدِي بَعْضِهِمْ. كَائِنَاتٌ صَغِيرَةٌ بَعِيدَةٌ، يَتَشَبَّثُ أَحَدُهَا بِالْآخَرِ طَلَبًا لِلسُّلْوَانِ. كُنْتُ أَرْقُبُهُمْ مِنَ الْأَعْلَى. فِي الْعَامِ الْمَاضِي، اشْتَرَيْتُ الطَّابِقَ الْعُلْوِيَّ مِنْ مَبْنًى يَعُودُ إِلَى الْعَصْرِ الْجُورْجِيِّ فِي مَنْطِقَةٍ تُبَشِّرُ بِنُمُوٍّ قَرِيبٍ.	لا أتذكر أني رأيت ذلك. كانوا يتجمعون بالقرب من أكوام التراب المحفور حديثا وينتظرون في المكان، تتراكم قربهم أكاليل الزهور، أو يكتفون بالوقوف هناك قابضين على الزهور. أو ممسكين بأيدي بعضهم. كائنات صغيرة بعيدة، يتشبث أحدها بالآخر طلبا للسلوان. كنت أرقبهم من الأعلى. في العام الماضي، اشتريت الطابق العلوي من مبنى يعود إلى العصر الجورجي في منطقة تبشر بنمو قريب.
Our-Benchmark.csv	وَاسْتَأْجَرَ كُلًّا مِنَ الشَّقَّتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ ثُنَائِيَّانِ قَلِقَانِ فِي سِنِّ الشَّبَابِ. يَحْتَدِمُ الْجِدَالُ الْحَادُّ بَيْنَهُمَا حَوْلَ عُلُوِّ صَوْتِ الْمُوسِيقَى كُلَّ لَيْلَةٍ. احْتَلَّ الثُّنَائِيُّ الَّذِي لَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اسْمَاهُمَا آدَمَ وَإِيفِي الطَّابِقَ الْأَرْضِيَّ. عِنْدَمَا الْتَقَيْنَا فِي بِئْرِ السُّلَّمِ، قَدَّمَتْ إِيفِي نَفْسَهَا أَوَّلًا، كَصَدِيقَةٍ لِآدَمَ.	واستأجر كلا من الشقتين الأخريين ثنائيان قلقان في سن الشباب. يحتدم الجدال الحاد بينهما حول علو صوت الموسيقى كل ليلة. احتل الثنائي الذي لا يحتمل أن يكون اسماهما آدم وإيفي الطابق الأرضي. عندما التقينا في بئر السلم، قدمت إيفي نفسها أولا، كصديقة لآدم.
Our-Benchmark.csv	رَدَّتْ بِيَدِهَا خُصْلَةَ شَعْرٍ شَقْرَاءَ نَاعِمَةً عَنْ جَبِينِهَا إِلَى الْوَرَاءِ بَيْنَمَا انْثَالَتِ الْمَقَاطِعُ اللَّفْظِيَّةُ الْمُتَلَأْلِئَةُ لِ (صَدِيقَةٍ) مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهَا. تَعْمَلُ فِي التَّسْوِيقِ. وَعِنْدَمَا يَعْلُو صَوْتُ الْمُوسِيقَى أَكْثَرَ مِمَّا يَجِبُ، سَتَقْرَعُ بَابَ الشَّقَّةِ الْعُلْوِيَّةِ وَتُنَاشِدُهُمْ أَنْ يَتَكَرَّمُوا وَيَخْفِضُوا الصَّوْتَ. لَا تَعْدُو كَوْنَهَا طِفْلَةً. كَانَ غَضَبُهَا الصَّرِيحُ يَصِلُ إِلَى مَسْمَعِي كَمَا الشَّظَايَا عَبْرَ أَرْضِيَّةِ شَقَّتِي.	ردت بيدها خصلة شعر شقراء ناعمة عن جبينها إلى الوراء بينما انثالت المقاطع اللفظية المتلألئة ل (صديقة) من بين أسنانها. تعمل في التسويق. وعندما يعلو صوت الموسيقى أكثر مما يجب، ستقرع باب الشقة العلوية وتناشدهم أن يتكرموا ويخفضوا الصوت. لا تعدو كونها طفلة. كان غضبها الصريح يصل إلى مسمعي كما الشظايا عبر أرضية شقتي.
Our-Benchmark.csv	الثُّنَائِيُّ الْآخَرُ كَئِيبٌ وَمُنْعَزِلٌ. قَلَّمَا يَتَحَدَّثَانِ، مَعَ أَنِّي سَمِعْتُ عَوِيلَهُمَا الْحَارَّ عَلَى أَغَانِي التِّسْعِينِيَّاتِ. كِلَاهُمَا جَمِيلٌ. وَهُمَا أَسْمَرَانِ بِمَلَامِحَ حَادَّةٍ وَأَقْدَامٍ صَغِيرَةٍ. ثَمَّةَ زَوْجَانِ مِنْ أَحْذِيَةِ كُرَةِ الْقَدَمِ الصَّغِيرَةِ الْمُوحِلَةِ تُرْكَنُ كَيْ تَجِفَّ خَارِجَ بَابِهِمَا الْأَمَامِيِّ كُلَّ صَبَاحِ خَمِيسٍ. تَحَوَّلَتِ الْإِيقَاعَاتُ الْمَأْلُوفَةُ فِي حَيَاتِنَا الْمُتَرَاصَّةِ إِلَى نَوْعٍ مِنَ الْأُلْفَةِ.	الثنائي الآخر كئيب ومنعزل. قلما يتحدثان، مع أني سمعت عويلهما الحار على أغاني التسعينيات. كلاهما جميل. وهما أسمران بملامح حادة وأقدام صغيرة. ثمة زوجان من أحذية كرة القدم الصغيرة الموحلة تركن كي تجف خارج بابهما الأمامي كل صباح خميس. تحولت الإيقاعات المألوفة في حياتنا المتراصة إلى نوع من الألفة.
Our-Benchmark.csv	فِي الْعَمَلِ، أَتَخَيَّلُ الشَّقَّةَ وَكَيْفَ يَشْعُرُ الْأَهْلُ بِاللَّهْفَةِ لَحْظَةَ يَرَوْنَ وُجُوهَ أَطْفَالِهِمُ الْبَاسِمَةَ دَاخِلَ إِطَارٍ مَسْنُودٍ بَيْنَ الْأَوْرَاقِ وَالْأَكْوَابِ عَلَى طَاوِلَاتِ مَكَاتِبِهِمْ. صَدِيقَتِي رَاتْشْ – الصَّغِيرَةُ الْمُدَلَّلَةُ وَالْمُفْعَمَةُ بِالْحَيَوِيَّةِ – تَزْدَرِي مَنْزِلَهَا الْكَائِنَ فِي إِحْدَى ضَوَاحِي وِسْتْ لُنْدُنَ الْمُشَجَّرَةِ. تَقُولُ إِنَّهَا تُرِيدُ مَنْزِلًا أَكْبَرَ، وَحَبِيبًا أَفْضَلَ، وَمَالًا أَوْفَرَ!	في العمل، أتخيل الشقة وكيف يشعر الأهل باللهفة لحظة يرون وجوه أطفالهم الباسمة داخل إطار مسنود بين الأوراق والأكواب على طاولات مكاتبهم. صديقتي راتش – الصغيرة المدللة والمفعمة بالحيوية – تزدري منزلها الكائن في إحدى ضواحي وست لندن المشجرة. تقول إنها تريد منزلا أكبر، وحبيبا أفضل، ومالا أوفر!
Our-Benchmark.csv	إِنَّهَا تُرِيدُ كُلَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ دُونَ خَجَلٍ أَوْ وَجَلٍ وَأَنَا فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ أَشْعُرُ بِالْهَيْبَةِ وَالْإِعْجَابِ حِيَالَ نَهَمِهَا. لَقَدْ تَلَاشَى نَهَمِي. أَوْغَلْتُ فِي الْغَوْصِ عَمِيقًا، شُدِدْتُ إِلَى أَسْفَلَ أَكْثَرَ بِشَيْءٍ يَلْتَفُّ وَيُحِيطُ أَطْرَافِي. مَعَ ذَلِكَ، لَا أَزَالُ أَحْبِسُ أَنْفَاسِي. وَسِوَى ذَلِكَ مَاذَا تَبَقَّى؟ أَجْيَالٌ مِنَ التَّضْحِيَاتِ؛ مِنَ الْعَمَلِ الْقَاسِي وَالْعَيْشِ الْأَقْسَى.	إنها تريد كل هذه الأشياء دون خجل أو وجل وأنا في الوقت نفسه أشعر بالهيبة والإعجاب حيال نهمها. لقد تلاشى نهمي. أوغلت في الغوص عميقا، شددت إلى أسفل أكثر بشيء يلتف ويحيط أطرافي. مع ذلك، لا أزال أحبس أنفاسي. وسوى ذلك ماذا تبقى؟ أجيال من التضحيات؛ من العمل القاسي والعيش الأقسى.
Our-Benchmark.csv	عَانَيْتُ الْكَثِيرَ وَخَسِرْتُ الْكَثِيرَ – مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْفُرْصَةِ. مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي. وَقَدْ جَهِدْتُ، وَجَهِدْتُ أَنْ أَرْتَقِيَ بِالْعَيْشِ إِلَى مُسْتَوَاهَا. لَكِنْ بَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ الْكِفَاحِ وَالسِّبَاحَةِ عَكْسَ التَّيَّارِ، أَنَا مُسْتَعِدَّةٌ لِأَنْ أُسْبِلَ ذِرَاعَيَّ. أَكُفَّ عَنِ الصِّرَاعِ. أَسْتَنْشِقَ الْمَاءَ. أَنَا خَائِرَةُ الْقُوَى. لَعَلَّ الْوَقْتَ حَانَ لِوَضْعِ حَدٍّ لِهَذِهِ الْحِكَايَةِ. آهْ – هَا هُوَ لُوو.	عانيت الكثير وخسرت الكثير – من أجل هذه الفرصة. من أجل حياتي. وقد جهدت، وجهدت أن أرتقي بالعيش إلى مستواها. لكن بعد سنوات من الكفاح والسباحة عكس التيار، أنا مستعدة لأن أسبل ذراعي. أكف عن الصراع. أستنشق الماء. أنا خائرة القوى. لعل الوقت حان لوضع حد لهذه الحكاية. آه – ها هو لوو.
Our-Benchmark.csv	مُدُنٌ صِنَاعِيَّةٌ وَاسْتِثْمَارَاتٌ تُنْعِشُ الشَّمَالَ السُّورِيَّ رَغْمَ الْمَخَاطِرِ الْمُحْدِقَةِ إِدْلِبُ- فِي ظِلِّ الِاسْتِقْرَارِ النِّسْبِيِّ الَّذِي شَهِدَتْهُ مَنَاطِقُ شَمَالِ سُورِيَا بَعْدَ اتِّفَاقِيَّةِ مَارِسَ/آذَارَ 2020، ازْدَادَتْ وَتِيرَةُ الْحَرَكَةِ التِّجَارِيَّةِ وَالصِّنَاعِيَّةِ وَالتَّعْلِيمِيَّةِ، وَشَجَّعَ عَلَى ذَلِكَ إِنْشَاءُ مَدِينَتَيْنِ صِنَاعِيَّتَيْنِ فِي إِدْلِبَ وَمَارِعَ لِاسْتِقْبَالِ الصِّنَاعِيِّينَ وَالْمُسْتَثْمِرِينَ وَالْحِرَفِيِّينَ.	مدن صناعية واستثمارات تنعش الشمال السوري رغم المخاطر المحدقة إدلب- في ظل الاستقرار النسبي الذي شهدته مناطق شمال سوريا بعد اتفاقية مارس/آذار 2020، ازدادت وتيرة الحركة التجارية والصناعية والتعليمية، وشجع على ذلك إنشاء مدينتين صناعيتين في إدلب ومارع لاستقبال الصناعيين والمستثمرين والحرفيين.
Our-Benchmark.csv	وَتُسْهِمُ الْمَدِينَتَانِ فِي تَشْغِيلِ آلَافٍ مِنَ الْأَيْدِي الْعَامِلَةِ وَتُؤَمِّنَانِ حَاجَةَ الْمِنْطَقَةِ مِنَ السِّلَعِ، فَضْلًا عَنِ الْمَشَارِيعِ الِاسْتِثْمَارِيَّةِ مِثْلَ "الْمُولَاتِ" التِّجَارِيَّةِ وَالْمَعَامِلِ وَرَفْدِهَا بِالْجَامِعِيِّينَ الْخِرِّيجِينَ وَخَاصَّةً مِنْ أَفْرُعِ الْهَنْدَسَةِ. وَكَانَ الرَّئِيسَانِ التُّرْكِيُّ رَجَبُ طَيِّبُ أَرْدُوغَانُ وَالرُّوسِيُّ فْلَادِيمِيرُ بُوتِينُ عَقَدَا قِمَّةً فِي مُوسْكُو يَوْمَ 5 مَارِسَ/آذَارَ 2020، وَتَوَصَّلَا إِلَى اتِّفَاقٍ لِوَقْفِ إِطْلَاقِ النَّارِ فِي إِدْلِبَ بَدْءًا مِنَ الْيَوْمِ التَّالِي لِلِاجْتِمَاعِ.	وتسهم المدينتان في تشغيل آلاف من الأيدي العاملة وتؤمنان حاجة المنطقة من السلع، فضلا عن المشاريع الاستثمارية مثل "المولات" التجارية والمعامل ورفدها بالجامعيين الخريجين وخاصة من أفرع الهندسة. وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين عقدا قمة في موسكو يوم 5 مارس/آذار 2020، وتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب بدءا من اليوم التالي للاجتماع.
Our-Benchmark.csv	وَصَدَرَ بَيَانٌ مُشْتَرَكٌ عَنِ الْبَلَدَيْنِ تَضَمَّنَ الِاتِّفَاقَ عَلَى إِنْشَاءِ مَمَرٍّ آمِنٍ بِعُمْقِ 6 كِيلُومِتْرَاتٍ شَمَالِيَّ الطَّرِيقِ الدَّوْلِيِّ وَمِثْلِهَا جَنُوبَهُ. الِاسْتِثْمَارُ الْمَحَلِّيُّ وَفِي وَاجِهَةِ حَرَكَةِ الْعُمْرَانِ وَإِعَادَةِ تَأْهِيلِ الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ نِسْبِيًّا وَاسْتِيرَادِ الْكَهْرَبَاءِ مِنْ تُرْكِيَا، لَا تَزَالُ تَقْبَعُ خَلْفَ تِلْكَ الْأَبْنِيَةِ التِّجَارِيَّةِ الضَّخْمَةِ آلَافُ الْمُخَيَّمَاتِ الَّتِي يَعِيشُ قَاطِنُوهَا تَحْتَ خَطِّ الْفَقْرِ، بَاحِثِينَ عَنْ عَمَلٍ فِي ظِلِّ تَخْفِيفِ الدَّعْمِ الْأُمَمِيِّ.	وصدر بيان مشترك عن البلدين تضمن الاتفاق على إنشاء ممر آمن بعمق 6 كيلومترات شمالي الطريق الدولي ومثلها جنوبه. الاستثمار المحلي وفي واجهة حركة العمران وإعادة تأهيل البنية التحتية نسبيا واستيراد الكهرباء من تركيا، لا تزال تقبع خلف تلك الأبنية التجارية الضخمة آلاف المخيمات التي يعيش قاطنوها تحت خط الفقر، باحثين عن عمل في ظل تخفيف الدعم الأممي.
Our-Benchmark.csv	وَتَوَجَّهَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْتَثْمِرِينَ لِافْتِتَاحِ الْمَشَارِيعِ فِي مِنْطَقَةِ شَمَالِ سُورِيَا بِخُطْوَةٍ تَحُفُّهَا الْمَخَاطِرُ جَرَّاءَ عَدَمِ اسْتِقْرَارِ الْمِنْطَقَةِ بِالْمُطْلَقِ وَتَعَرُّضِهَا لِلْقَصْفِ، إِضَافَةً إِلَى "غَزْوِ" السُّوقِ بِالْبَضَائِعِ التُّرْكِيَّةِ وَالْأُورُوبِيَّةِ الْمُنَافِسَةِ بِالْأَسْعَارِ.	وتوجه كثير من المستثمرين لافتتاح المشاريع في منطقة شمال سوريا بخطوة تحفها المخاطر جراء عدم استقرار المنطقة بالمطلق وتعرضها للقصف، إضافة إلى "غزو" السوق بالبضائع التركية والأوروبية المنافسة بالأسعار.
Our-Benchmark.csv	وَفِي حَدِيثٍ لِلْجَزِيرَةِ نَتْ، قَالَ التَّاجِرُ حُسَامُ عَبْدُ الْعَالِ إِنَّهُ رَغْمَ كُلِّ الْعُرُوضِ الْخَارِجِيَّةِ لِافْتِتَاحِ مَعْمَلِ الْكَابِلَاتِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ الَّذِي يَمْلِكُ فِيهِ عَلَامَةً تِجَارِيَّةً مُنْذُ عُقُودٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَفْتَتِحْهُ إِلَّا فِي مَدِينَةِ بَابِ الْهَوَى الصِّنَاعِيَّةِ لِرَفْدِ السُّوقِ الْمَحَلِّيَّةِ بِحَاجَاتِهَا؛	وفي حديث للجزيرة نت، قال التاجر حسام عبد العال إنه رغم كل العروض الخارجية لافتتاح معمل الكابلات الكهربائية الذي يملك فيه علامة تجارية منذ عقود فإنه لم يفتتحه إلا في مدينة باب الهوى الصناعية لرفد السوق المحلية بحاجاتها؛
Our-Benchmark.csv	بَعْدَ وُصُولِ الْكَهْرَبَاءِ إِلَى الْمِنْطَقَةِ وَزِيَادَةِ الطَّلَبِ عَلَيْهَا، "وَهِيَ ذَاتُ جَوْدَةٍ عَالِيَةٍ وَبِأَسْعَارٍ أَقَلَّ مِنَ الْمُسْتَوْرَدِ، رَغْمَ أَنَّ قُوَّاتِ النِّظَامِ دَمَّرَتْ مَعْمَلًا لَهُ فِي رِيفِ حَلَبَ الْغَرْبِيِّ عَامَ 2019".	بعد وصول الكهرباء إلى المنطقة وزيادة الطلب عليها، "وهي ذات جودة عالية وبأسعار أقل من المستورد، رغم أن قوات النظام دمرت معملا له في ريف حلب الغربي عام 2019".
Our-Benchmark.csv	وَيُوضِحُ مَدْينُ رَشِيدٍ، مُدِيرُ "النَّافِذَةِ الْوَاحِدَةِ" فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ هَدَفَهُمْ جَذْبُ الِاسْتِثْمَارَاتِ إِلَى مِنْطَقَةِ شَمَالِ سُورِيَا بِاعْتِبَارِهَا بِيئَةً نَاشِئَةً وَسُوقًا اسْتِهْلَاكِيَّةً كَبِيرَةً، وَقَالَ إِنَّهُمْ يَطْمَحُونَ لِزِيَادَةِ الْإِنْتَاجِ الْمَحَلِّيِّ الَّذِي سَيُسْهِمُ فِي الْحَدِّ مِنَ الِاسْتِيرَادِ وَخَلْقِ مُنَاخٍ يُشَجِّعُ الْمُهَجَّرِينَ عَلَى الْعَوْدَةِ إِلَى بَلَدِهِمْ لِلِاسْتِثْمَارِ فِيهِ.	ويوضح مدين رشيد، مدير "النافذة الواحدة" في هذه المدينة، أن هدفهم جذب الاستثمارات إلى منطقة شمال سوريا باعتبارها بيئة ناشئة وسوقا استهلاكية كبيرة، وقال إنهم يطمحون لزيادة الإنتاج المحلي الذي سيسهم في الحد من الاستيراد وخلق مناخ يشجع المهجرين على العودة إلى بلدهم للاستثمار فيه.
Our-Benchmark.csv	مِنْ جَانِبِهِ، نَوَّهَ حَمْدُو الْجَاسِمُ، مُدِيرُ الْعَلَاقَاتِ الْعَامَّةِ فِي وَزَارَةِ الِاقْتِصَادِ بِحُكُومَةِ الْإِنْقَاذِ، إِلَى أَنَّ الْمَدِينَةَ الصِّنَاعِيَّةَ أَمَّنَتْ تَشْغِيلَ 15 أَلْفَ عَامِلٍ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ وَ 10 آلَافٍ آخَرِينَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ، وَقَدَّمَتْ كُلَّ التَّسْهِيلَاتِ لِلتُّجَّارِ وَالْمُسْتَثْمِرِينَ مِنْ خِلَالِ التَّخْفِيضَاتِ عَلَى الرُّسُومِ الْأَوَّلِيَّةِ وَإِعْفَاءِ مَوَادٍّ غِذَائِيَّةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ رُسُومِ الدُّخُولِ إِلَى الْمِنْطَقَةِ الْمُحَرَّرَةِ.	من جانبه، نوه حمدو الجاسم، مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد بحكومة الإنقاذ، إلى أن المدينة الصناعية أمنت تشغيل 15 ألف عامل بشكل مباشر و 10 آلاف آخرين بطريقة غير مباشرة، وقدمت كل التسهيلات للتجار والمستثمرين من خلال التخفيضات على الرسوم الأولية وإعفاء مواد غذائية كثيرة من رسوم الدخول إلى المنطقة المحررة.
Our-Benchmark.csv	وَلِتَأْمِينِ مُتَطَلَّبَاتِ السُّكَّانِ فِي الْمِنْطَقَةِ وَمُرَاعَاةِ الْفُرُوقِ الْمَادِّيَّةِ بَيْنَهُمْ، لَفَتَ مَحْمُودُ بُولَانْدَ إِلَى أَنَّهُ وَسَّعَ مَحَلَّهُ لِيَشْمَلَ أَنْوَاعَ الْأَلْبِسَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ وَالْجَيِّدَةِ وَذَاتِ الْعَلَامَاتِ الْعَالَمِيَّةِ، وَمَحْمُودُ صَاحِبُ عَلَامَةِ أَلْبِسَةٍ نَقَلَ مَحَلَّهُ مِنْ إِسْطَنْبُولَ بَعْدَ تَرْحِيلِهِ مِنْ تُرْكِيَا إِلَى "مُوَالِ الْحَمْرَا" أَحَدِ الْمَرَاكِزِ التِّجَارِيَّةِ الْكَبِيرَةِ.	ولتأمين متطلبات السكان في المنطقة ومراعاة الفروق المادية بينهم، لفت محمود بولاند إلى أنه وسع محله ليشمل أنواع الألبسة المتوسطة والجيدة وذات العلامات العالمية، ومحمود صاحب علامة ألبسة نقل محله من إسطنبول بعد ترحيله من تركيا إلى "موال الحمرا" أحد المراكز التجارية الكبيرة.
Our-Benchmark.csv	وَأَضَافَ أَنَّهُ بَعْدَ الْمَشَاكِلِ الَّتِي يَتَعَرَّضُ لَهَا السُّورِيُّونَ فِي تُرْكِيَا مِنْ مُلَاحَقَةٍ وَتَرْحِيلٍ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ التُّجَّارِ عَادُوا لِلِاسْتِثْمَارِ فِي الشَّمَالِ السُّورِيِّ، لِافْتِتَاحِ مَشَارِيعَ تِجَارِيَّةٍ تَزِيدُ مِنْ فُرَصِ الْعَمَلِ زِيَادَةً كَبِيرَةً وَتُؤَمِّنُ حَاجَةَ السُّوقِ الْمَحَلِّيَّةِ مِنْ هَذِهِ الْبَضَائِعِ.	وأضاف أنه بعد المشاكل التي يتعرض لها السوريون في تركيا من ملاحقة وترحيل، فإن كثيرا من التجار عادوا للاستثمار في الشمال السوري، لافتتاح مشاريع تجارية تزيد من فرص العمل زيادة كبيرة وتؤمن حاجة السوق المحلية من هذه البضائع.
Our-Benchmark.csv	اسْتِقْرَارٌ وَأَمْنٌ وَقَالَتْ إِدَارَةُ "مُولِ الْحَمْرَا" - وَهُوَ أَحَدُ أَكْبَرِ الْمَرَاكِزِ التِّجَارِيَّةِ فِي الشَّمَالِ السُّورِيِّ - إِنَّ الِاسْتِقْرَارَ النِّسْبِيَّ وَالْأَمْنَ السَّائِدَ فِي الْمِنْطَقَةِ كَانَ السَّبَبَ الْأَكْبَرَ لِتَشْجِيعِهِمْ عَلَى اتِّخَاذِ مِثْلِ هَذِهِ الْخُطْوَةِ الْمُهِمَّةِ رَغْمَ الْمَخَاطِرِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا بِالْقَصْفِ مِنْ قُوَّاتِ النِّظَامِ.	استقرار وأمن وقالت إدارة "مول الحمرا" - وهو أحد أكبر المراكز التجارية في الشمال السوري - إن الاستقرار النسبي والأمن السائد في المنطقة كان السبب الأكبر لتشجيعهم على اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة رغم المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها بالقصف من قوات النظام.
Our-Benchmark.csv	وَأَضَافَتْ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ فِي هَذَا الْمَجَالِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ وَهَدَفُهُمُ الْبِنَاءُ وَالِاسْتِثْمَارُ فِي بَلَدِهِمْ، وَ"هَذَا مَا حَقَّقُوا جُزْءًا مِنْهُ مِنْ خِلَالِ تَأْمِينِ أَكْثَرَ مِنْ 700 فُرْصَةِ عَمَلٍ". أَمَّا إِدَارَةُ "مَشْرُوعِ الْغَيْدَقِ" فَذَكَرَتْ أَنَّ الْمَشَارِيعَ الْإِنْتَاجِيَّةَ فَتَحَتْ فُرَصَ الْعَمَلِ أَمَامَ أَرْقَامٍ ضَخْمَةٍ مِنَ الشَّبَابِ فَقَدْ تَمَّ تَأْمِينُ نَحْوَ 500 فُرْصَةِ عَمَلٍ فِي الْمُولِ التِّجَارِيِّ وَمِثْلِهَا فِي الْبِنَاءِ.	وأضافت أنهم يعملون في هذا المجال منذ سنوات طويلة وهدفهم البناء والاستثمار في بلدهم، و"هذا ما حققوا جزءا منه من خلال تأمين أكثر من 700 فرصة عمل". أما إدارة "مشروع الغيدق" فذكرت أن المشاريع الإنتاجية فتحت فرص العمل أمام أرقام ضخمة من الشباب فقد تم تأمين نحو 500 فرصة عمل في المول التجاري ومثلها في البناء.
Our-Benchmark.csv	وَأَشَارَتْ إِلَى أَنَّ 14 مُسْتَثْمِرًا دَخَلُوا الْمِنْطَقَةَ مِنْهُمْ سُورِيُّونَ وَأَتْرَاكٌ وَأَجَانِبُ وَقَدْ زَادَ ذَلِكَ مِنْ فُرَصِ الْعَمَلِ لِاخْتِيَارِ مُعْظَمِ الْعُمَّالِ مِنْ سُكَّانِ مُخَيَّمَاتِ النُّزُوحِ لِإِعَالَةِ أُسَرِهِمْ فِي ظِلِّ تَرَاجُعِ الدَّعْمِ الْإِغَاثِيِّ.	وأشارت إلى أن 14 مستثمرا دخلوا المنطقة منهم سوريون وأتراك وأجانب وقد زاد ذلك من فرص العمل لاختيار معظم العمال من سكان مخيمات النزوح لإعالة أسرهم في ظل تراجع الدعم الإغاثي.
Our-Benchmark.csv	مِنْ جِهَتِهِ، أَفَادَ مَاهِرُ الْعَبْدُو، وَهُوَ صَاحِبُ وَرْشَةِ كَهْرَبَاءٍ، بِأَنَّ وَرْشَتَهُ كَانَتْ تَتَأَلَّفُ قَبْلَ عَامَيْنِ مِنْ 5 أَشْخَاصٍ فَقَطْ، وَمَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ وَزِيَادَةِ الطَّلَبِ عَلَى الْعَمَلِ وَوُجُودِ مَشَارِيعَ إِنْتَاجِيَّةٍ، وَصَلَ عَدَدُ عُمَّالِهِ إِلَى 35 مُعْظَمُهُمْ يَمْلِكُ أُسْرَةً كَبِيرَةً بِحَاجَةٍ لِمَصَارِيفَ يَوْمِيَّةٍ اسْتَطَاعُوا تَأْمِينَهَا.	من جهته، أفاد ماهر العبدو، وهو صاحب ورشة كهرباء، بأن ورشته كانت تتألف قبل عامين من 5 أشخاص فقط، ومع مرور الوقت وزيادة الطلب على العمل ووجود مشاريع إنتاجية، وصل عدد عماله إلى 35 معظمهم يملك أسرة كبيرة بحاجة لمصاريف يومية استطاعوا تأمينها.
Our-Benchmark.csv	مِنْ جَانِبٍ آخَرَ، شَجَّعَ الِاسْتِقْرَارُ الَّذِي تَشْهَدُهُ الْمِنْطَقَةُ عَلَى زِيَادَةِ الِالْتِزَامِ بِالتَّعْلِيمِ وَخَاصَّةً مِنَ الطُّلَّابِ الْمُتَسَرِّبِينَ مِنَ الْمَدَارِسِ بِسَبَبِ النُّزُوحِ وَتَغَيُّرِ السَّكَنِ الْمُتَكَرِّرِ، وَجَرَّاءَ عَدَمِ وُجُودِ مَدَارِسَ فِي الْمُخَيَّمَاتِ وَاتِّجَاهِ طُلَّابٍ كُثُرٍ لِلْعَمَلِ لِإِعَالَةِ أُسَرِهِمْ وَمُعَانَاةِ الْقِطَاعِ التَّعْلِيمِيِّ مِنْ تَوَقُّفِ دَعْمِ الْكَادِرِ التَّدْرِيسِيِّ وَتَكَالِيفِ تَشْغِيلِ الْمَدَارِسِ.	من جانب آخر، شجع الاستقرار الذي تشهده المنطقة على زيادة الالتزام بالتعليم وخاصة من الطلاب المتسربين من المدارس بسبب النزوح وتغير السكن المتكرر، وجراء عدم وجود مدارس في المخيمات واتجاه طلاب كثر للعمل لإعالة أسرهم ومعاناة القطاع التعليمي من توقف دعم الكادر التدريسي وتكاليف تشغيل المدارس.
Our-Benchmark.csv	مُبَادَرَاتٌ: يُوَضِّحُ عُمَرُ حَاجُّ أَحْمَدُ، مَسْؤُولُ الشُّؤُونِ الْإِدَارِيَّةِ فِي "مُبَادَرَةِ مَسَارَاتٍ" لِلتَّعْلِيمِ عَنْ بُعْدٍ، أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ مُنْذُ 5 سَنَوَاتٍ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ شَرِكَةِ مَايْكْرُوسُوفْتَ عَلَى الْإِسْهَامِ فِي تَمْكِينِ فِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ الْمَحَلِّيِّ وَرَبْطِهِمْ بِسُوقِ الْعَمَلِ عَبْرَ تَقْدِيمِ خِدْمَةٍ مَعْرِفِيَّةٍ كَامِلَةٍ.	مبادرات: يوضح عمر حاج أحمد، مسؤول الشؤون الإدارية في "مبادرة مسارات" للتعليم عن بعد، أنهم يعملون منذ 5 سنوات بالتعاون مع شركة مايكروسوفت على الإسهام في تمكين فئات المجتمع المحلي وربطهم بسوق العمل عبر تقديم خدمة معرفية كاملة.
Our-Benchmark.csv	وَلِأَنَّ مُبَادَرَتَهُمْ تَعْمَلُ بِنِظَامِ الْأُونْلَايْنِ، أَضَافَ أَنَّهُمُ اسْتَهْدَفُوا الْفِئَاتِ الْأَكْثَرَ احْتِيَاجًا وَهُمُ الْمُنْقَطِعُونَ عَنِ الدِّرَاسَةِ وَذَوُو الْإِعَاقَةِ وَالْمُتَسَرِّبُونَ وَخَاصَّةً سُكَّانُ الْمُخَيَّمَاتِ أَوْ فِي مَنَاطِقَ جَبَلِيَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَقَدِ اسْتَفَادَ مِنَ الْمُبَادَرَةِ 31 أَلْفًا وَ 200 طَالِبٍ فِي التَّعْلِيمِ الْأَسَاسِيِّ وَالثَّانَوِيِّ.	ولأن مبادرتهم تعمل بنظام الأونلاين، أضاف أنهم استهدفوا الفئات الأكثر احتياجا وهم المنقطعون عن الدراسة وذوو الإعاقة والمتسربون وخاصة سكان المخيمات أو في مناطق جبلية بعيدة، وقد استفاد من المبادرة 31 ألفا و 200 طالب في التعليم الأساسي والثانوي.
Our-Benchmark.csv	بِدَوْرِهِ، أَشَارَ وَزِيرُ التَّعْلِيمِ الْعَالِي عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَبْدُ الْحَافِظِ إِلَى أَنَّهُ مَعَ ازْدِيَادِ عَدَدِ الطَّلَبَةِ الْمُسَجَّلِينَ سَنَوِيًّا فِي الْجَامِعَاتِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، تَوَجَّهُوا إِلَى افْتِتَاحِ جَامِعَةٍ عَامَّةٍ ثَانِيَةٍ بِاسْمِ "حَلَبَ الشَّهْبَاءِ" إِلَى جَانِبِ جَامِعَةِ إِدْلِبَ الَّتِي افْتَتَحُوا لَهَا أَيْضًا فَرْعًا ثَانِيًا فِي مَدِينَةِ سَلْقِينَ.	بدوره، أشار وزير التعليم العالي عبد المنعم عبد الحافظ إلى أنه مع ازدياد عدد الطلبة المسجلين سنويا في الجامعات العامة والخاصة، توجهوا إلى افتتاح جامعة عامة ثانية باسم "حلب الشهباء" إلى جانب جامعة إدلب التي افتتحوا لها أيضا فرعا ثانيا في مدينة سلقين.
Our-Benchmark.csv	مِنْ نَاحِيَتِهِ، قَالَ رَئِيسُ جَامِعَةِ إِدْلِبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ عُبَيْدُ الْخَالِدِ إِنَّ الْجَامِعَاتِ أَصْبَحَتْ تُقَدِّمُ الرَّسَائِلَ فِي الدِّرَاسَاتِ الْعُلْيَا وَتَمْنَحُ دَرَجَاتِ الْمَاجِسْتِيرِ وَالدُّكْتُورَاهِ وَكَانَ آخِرُهَا مَنْحَ الدُّكْتُورَاهِ فِي الطِّبِّ الْبَشَرِيِّ بِقِسْمِ الْجِرَاحَةِ الْعَظْمِيَّةِ. وَبِخُصُوصِ اسْتِقْرَارِ الْعُمُلَاتِ الْأَجْنَبِيَّةِ وَسِعْرِ الصَّرْفِ، كَانَتِ السُّوقُ السَّوْدَاءُ هِيَ الْمُتَحَكِّمَةُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي شَهِدَتْ فِيهِ اللِّيرَةُ السُّورِيَّةُ انْهِيَارًا مُتَسَارِعًا.	من ناحيته، قال رئيس جامعة إدلب عبد الحميد عبيد الخالد إن الجامعات أصبحت تقدم الرسائل في الدراسات العليا وتمنح درجات الماجستير والدكتوراه وكان آخرها منح الدكتوراه في الطب البشري بقسم الجراحة العظمية. وبخصوص استقرار العملات الأجنبية وسعر الصرف، كانت السوق السوداء هي المتحكمة في الوقت الذي شهدت فيه الليرة السورية انهيارا متسارعا.
Our-Benchmark.csv	وَجَاءَ قَرَارُ اسْتِبْدَالِهَا بِاللِّيرَةِ التُّرْكِيَّةِ مِنْ قِبَلِ "مُؤَسَّسَةِ النَّقْدِ" فِي مِنْطَقَةِ إِدْلِبَ "خُطْوَةً مُهِمَّةً جِدًّا فِي مُكَافَحَةِ السُّوقِ السَّوْدَاءِ لِتَحْقِيقِ نَوْعٍ مِنَ الثَّبَاتِ فِي سِعْرِ الصَّرْفِ وَالتَّحَكُّمِ بِالتَّضَخُّمِ"، حَسَبَ مُصْطَفَى عَكُّوشَ الْمُدِيرِ الْمَالِيِّ لِهَذِهِ الْمُؤَسَّسَةِ. وَوَفْقَ إِحْصَائِيَّةِ "مَكْتَبِ تَنْسِيقِ الشُّؤُونِ الْإِنْسَانِيَّةِ أُوتْشَا" بِالنِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ 2024، يَعِيشُ فِي الْمَنَاطِقِ الْمُحَرَّرَةِ نَحْوَ 5.1	وجاء قرار استبدالها بالليرة التركية من قبل "مؤسسة النقد" في منطقة إدلب "خطوة مهمة جدا في مكافحة السوق السوداء لتحقيق نوع من الثبات في سعر الصرف والتحكم بالتضخم"، حسب مصطفى عكوش المدير المالي لهذه المؤسسة. ووفق إحصائية "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا" بالنصف الأول من عام 2024، يعيش في المناطق المحررة نحو 5.1
Our-Benchmark.csv	مَلَايِينَ نَسَمَةٍ وَهُوَ تَعْدَادُ السُّكَّانِ فِي شَمَالِ غَرْبِيِّ سُورِيَا، يُعَانِي 3.6 مَلَايِينَ مِنْهُمْ مِنِ انْعِدَامِ الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ، يَعِيشُ مِلْيُونَانِ مِنْهُمْ فِي مُخَيَّمَاتِ النُّزُوحِ وَمِلْيُونُ طِفْلٍ خَارِجَ الْمَدْرَسَةِ.	ملايين نسمة وهو تعداد السكان في شمال غربي سوريا، يعاني 3.6 ملايين منهم من انعدام الأمن الغذائي، يعيش مليونان منهم في مخيمات النزوح ومليون طفل خارج المدرسة.
Our-Benchmark.csv	عُرَاةُ الرُّوحِ: أَعْمَاقِي الْعَارِيَةُ تَسْتَغِيثُ.. فَمَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟! قَبْلَ أَيَّامٍ، انْتَابَنِي شُعُورٌ جَارِفٌ بِالنَّدَمِ تَصَاعَدَتْ حِدَّتُهُ مَعَ تَطَوُّرِ سَوَادِ اللَّيْلِ، عَمَّ السُّكُونُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَمْ يَهْدَأْ صَخَبُهُ فِي عَقْلِي لَحْظَةً، وَمَعَ سَيْطَرَةِ الْأَحْلَامِ عَلَى الْمَدِينَةِ تَمَلَّكَتْنِي كَوَابِيسُ التَّسَاؤُلَاتِ بِضَرَاوَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ! لِمَاذَا ارْتَكَبْتُ هَذَا الْفِعْلَ الْبَشِعَ؟! مُنْذُ مَتَى وَأَنَا بِهَذَا الْغَبَاءِ؟!	عراة الروح: أعماقي العارية تستغيث.. فمن يشعر بها؟! قبل أيام، انتابني شعور جارف بالندم تصاعدت حدته مع تطور سواد الليل، عم السكون في كل مكان ولم يهدأ صخبه في عقلي لحظة، ومع سيطرة الأحلام على المدينة تملكتني كوابيس التساؤلات بضراوة غير مسبوقة! لماذا ارتكبت هذا الفعل البشع؟! منذ متى وأنا بهذا الغباء؟!
Our-Benchmark.csv	لِمَ التَّهَوُّرُ وَالِانْدِفَاعُ دُونَ التَّفْكِيرِ فِي الْعَوَاقِبِ؟! لِمَاذَا وَكَيْفَ وَلِمَ وَمَتَى وَأَيْنَ؟!! وَاسْتَمَرَّ هَذَا الْحَالُ حَتَّى تَسَلَّلَ شُعَاعُ الْفَجْرِ عَبْرَ الْفَضَاءِ الْوَاسِعِ وَأَنَا فِي غُرْفَتِي الضَّيِّقَةِ أَنْخَرِطُ فِي الظَّلَامِ وَحْدِي.. كَمْ كَانَتْ لَيْلَةً غَلِيظَةً! حَاوَلْتُ النَّوْمَ وَلَوْ لِسَاعَةٍ لِتَجْدِيدِ الْخَلَايَا وَاسْتِئْنَافِ الرُّوتِينِ الْمُمِلِّ فِي الصَّبَاحِ بِنَشَاطٍ، وَلَا جَدْوَى مِنَ الْمُحَاوَلَاتِ..	لم التهور والاندفاع دون التفكير في العواقب؟! لماذا وكيف ولم ومتى وأين؟!! واستمر هذا الحال حتى تسلل شعاع الفجر عبر الفضاء الواسع وأنا في غرفتي الضيقة أنخرط في الظلام وحدي.. كم كانت ليلة غليظة! حاولت النوم ولو لساعة لتجديد الخلايا واستئناف الروتين الممل في الصباح بنشاط، ولا جدوى من المحاولات..
Our-Benchmark.csv	فَقَدْتُ الِاتِّزَانَ، وَهِيَ بِدَايَةُ النِّهَايَةِ! انْتَكَسْتُ كُلَّمَا هَرَبْتُ بِخَيَالِي مِنَ الْحَسْرَةِ وَاللَّوْمِ الْفَتَّاكِ، وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ أَصْطَدِمُ بِهَمَسَاتٍ تُوَبِّخُنِي: "لَا مَجَالَ لِلرَّاحَةِ يَا حَمْقَاءُ، إِصْلَاحُ الْمَوْقِفِ أَوَّلًا وَمِنْ ثَمَّ النَّوْمُ كَمَا يَحْلُو لَكِ.." مَوْقِفٌ؟ أَيُّ مَوْقِفٍ يَسْتَحِقُّ هَذِهِ الْجَلَبَةَ؟! سَأَنْقُلُهُ لَكُمْ بِأَمَانَةٍ وَكَمَا هُوَ، وَإِنْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنَ الصَّدْمَةِ!	فقدت الاتزان، وهي بداية النهاية! انتكست كلما هربت بخيالي من الحسرة واللوم الفتاك، وفي كل مرة أصطدم بهمسات توبخني: "لا مجال للراحة يا حمقاء، إصلاح الموقف أولا ومن ثم النوم كما يحلو لك.." موقف؟ أي موقف يستحق هذه الجلبة؟! سأنقله لكم بأمانة وكما هو، وإن كنت أخشى عليكم من الصدمة!
Our-Benchmark.csv	كَانَتْ مُكَالَمَةً هَاتِفِيَّةً عَادِيَّةً مَعَ صَدِيقَةٍ غَالِيَةٍ، اسْتَغْرَقَتْ دَقِيقَةً وَرُبَّمَا أَقَلَّ بِغَرَضِ الِاسْتِفْسَارِ عَنْ شَيْءٍ مَا، وَبَيْنَمَا كُنَّا نَتَبَادَلُ الْحَدِيثَ لَاحَظْتُ مِنْ نَبْرَةِ صَوْتِهَا الِانْشِغَالَ وَبِمَنْ يُنَادِيهَا: "يَا فُلَانَةُ، تَعَالَيْ"، فَلَمْ أَسْتَكْمِلِ النِّقَاشَ بِالِاتِّفَاقِ مَعَهَا عَلَى مَوْعِدٍ آخَرَ يُنَاسِبُهَا، وَانْتَهَتِ الْمُكَالَمَةُ بِمَوَدَّةٍ وَسَلَامَاتٍ لَطِيفَةٍ، وَوَضَعَتْنِي أَنَا فِي وَرْطَةٍ خَطِيرَةٍ لَمْ تَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ!	كانت مكالمة هاتفية عادية مع صديقة غالية، استغرقت دقيقة وربما أقل بغرض الاستفسار عن شيء ما، وبينما كنا نتبادل الحديث لاحظت من نبرة صوتها الانشغال وبمن يناديها: "يا فلانة، تعالي"، فلم أستكمل النقاش بالاتفاق معها على موعد آخر يناسبها، وانتهت المكالمة بمودة وسلامات لطيفة، ووضعتني أنا في ورطة خطيرة لم تكن في الحسبان!
Our-Benchmark.csv	كَيْفَ أَجْرُؤُ عَلَى الِاتِّصَالِ بِهَا فِي وَقْتٍ غَيْرِ مُلَائِمٍ كَهَذَا "وَإِنْ كُنْتُ لَا أَعْلَمُ بِانْشِغَالِهَا"؟! هَلْ طَالَهَا الضِّيقُ مِنْ إِزْعَاجِي "الَّذِي يُصَوِّرُهُ لِي ذِهْنِي"؟! وَمَاذَا قَالَ عَنِّي الشَّخْصُ مَجْهُولُ الْهُوِيَّةِ بِجِوَارِهَا؟ لَا تُحْسِنُ اخْتِيَارَ الْوَقْتِ؟ كَانَتْ سَاعَةَ الْمَغْرِبِيَّةِ.. ثَرْثَارَةٌ؟ لَمْ يَرِنَّ هَاتِفِي عَلَى رَقَمِهَا مُنْذُ دُهُورٍ.. عَاطِلَةٌ بِلَا مَسْؤُولِيَّاتٍ تَقُومُ بِهَا؟	كيف أجرؤ على الاتصال بها في وقت غير ملائم كهذا "وإن كنت لا أعلم بانشغالها"؟! هل طالها الضيق من إزعاجي "الذي يصوره لي ذهني"؟! وماذا قال عني الشخص مجهول الهوية بجوارها؟ لا تحسن اختيار الوقت؟ كانت ساعة المغربية.. ثرثارة؟ لم يرن هاتفي على رقمها منذ دهور.. عاطلة بلا مسؤوليات تقوم بها؟
Our-Benchmark.csv	أَوْرَاقِي فِي تَكَدُّسٍ دَائِمٍ فَوْقَ الْمَكْتَبِ وَلَا تَحْتَمِلُ مُكَالَمَةً تَقْطَعُنِي عَنْ حَبْلِ أَفْكَارِي.. كُلُّ هَذَا وَأَكْثَرُ دَارَ فِي خَاطِرِي، وَهُوَ كَمَا تَرَوْنَ لَا يَمُتُّ لِلْوَاقِعِ بِأَيِّ صِلَةٍ! فَمَا الْعَمَلُ الْآنَ؟! قَرَّرْتُ أَنْ أُرْسِلَ لَهَا اعْتِذَارًا صَرِيحًا عَلَى اقْتِحَامِي "بِغَيْرِ تَعَمُّدٍ"، وَفَجْأَةً تَرَاجَعْتُ عَنْهُ وَلَجَأْتُ إِلَى الصَّبْرِ وَالْحِكْمَةِ فِي فَكِّ الِاشْتِبَاكِ..	أوراقي في تكدس دائم فوق المكتب ولا تحتمل مكالمة تقطعني عن حبل أفكاري.. كل هذا وأكثر دار في خاطري، وهو كما ترون لا يمت للواقع بأي صلة! فما العمل الآن؟! قررت أن أرسل لها اعتذارا صريحا على اقتحامي "بغير تعمد"، وفجأة تراجعت عنه ولجأت إلى الصبر والحكمة في فك الاشتباك..
Our-Benchmark.csv	تَمَهَّلْتُ، وَفَكَّرْتُ أَنَّنِي لَوِ انْحَدَرْتُ نَحْوَ هُوَّةِ اضْطِرَابِي وَأَرْسَلْتُ لَهَا أَسَفِي فَلَنْ أَصِلَ إِلَى نَتَائِجَ مُرْضِيَةٍ.. هَلْ سَتُدْرِكُ أَسْبَابَهُ؟ سَتَقُولُ لِي فِي ذُهُولٍ: وَلِمَ الْأَسَفُ؟! وَسَأُجِيبُ عَلَيْهَا بِلَا تَرَدُّدٍ: لَا أَعْرِفُ! وَهَكَذَا نَقَعُ فِي قَبْضَةِ صِرَاعٍ أَشَدَّ عُنْفًا.. الْحَيْرَةُ أَمَامَ اللَّاشَيْءِ! كَانَ السُّؤَالُ الْأَهَمُّ حِينَهَا.. مَاذَا أَصَابَنِي؟! لَقَدْ عِشْتُ صُعُوبَةً بَالِغَةً فِي تَخَطِّي ثَوْرَاتِ الْغَضَبِ النَّاجِمَةِ عَنْ دَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ!	تمهلت، وفكرت أنني لو انحدرت نحو هوة اضطرابي وأرسلت لها أسفي فلن أصل إلى نتائج مرضية.. هل ستدرك أسبابه؟ ستقول لي في ذهول: ولم الأسف؟! وسأجيب عليها بلا تردد: لا أعرف! وهكذا نقع في قبضة صراع أشد عنفا.. الحيرة أمام اللاشيء! كان السؤال الأهم حينها.. ماذا أصابني؟! لقد عشت صعوبة بالغة في تخطي ثورات الغضب الناجمة عن دقيقة واحدة!
Our-Benchmark.csv	وَكُنْتُ فِي حَاجَةٍ إِلَى تَمَاسُكٍ عَاجِلٍ، فَلَا حُلُولَ وَأَنَا أُهَشِّمُ رَأْسِي فِي الْحَائِطِ كَالْمَجَانِينِ! الْتَقَطْتُ أَنْفَاسِي السَّاخِنَةَ، تَأَمَّلْتُ الْوَضْعَ، وَتَبَيَّنَ لِي أَنَّنِي وَقَعْتُ ضَحِيَّةَ "الْحَسَّاسِيَّةِ الْمُفْرِطَةِ"! ذَلِكَ الْخَوْفُ الْقَابِعُ فِي وِجْدَانِي يَقْتُلُنِي بِوَحْشِيَّةٍ مِنْ آنٍ لِآخَرَ!	وكنت في حاجة إلى تماسك عاجل، فلا حلول وأنا أهشم رأسي في الحائط كالمجانين! التقطت أنفاسي الساخنة، تأملت الوضع، وتبين لي أنني وقعت ضحية "الحساسية المفرطة"! ذلك الخوف القابع في وجداني يقتلني بوحشية من آن لآخر!
Our-Benchmark.csv	خَوْفِي مِنْ إِيذَاءِ أَيِّ مَخْلُوقٍ بِلَا قَصْدٍ، أَوْ أَنْ أَكُونَ ثَقِيلَةَ الْحُضُورِ وَالْأَثَرِ وَلَوْ بِذِكْرِ اسْمِي، لِدَرَجَةِ تَقْلِيصِ دَائِرَةِ مَعَارِفِي عَلَى مَنْ يَتَفَهَّمُونَ حَالَتِي تَمَامًا كَيْ لَا تَهْزِمَنِي مَشَاعِرِي غَيْرُ الْمُنْضَبِطَةِ أَمَامَهُمْ..	خوفي من إيذاء أي مخلوق بلا قصد، أو أن أكون ثقيلة الحضور والأثر ولو بذكر اسمي، لدرجة تقليص دائرة معارفي على من يتفهمون حالتي تماما كي لا تهزمني مشاعري غير المنضبطة أمامهم..
Our-Benchmark.csv	أَصْبَحْتُ فِي مُرَاقَبَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ لِخَطِّ سَيْرِ حُرُوفِي وَتَصَرُّفَاتِي، وَبِمُجَرَّدِ أَنْ أَنْتَهِيَ مِنْ مُجَالَسَةِ إِنْسَانٍ أَعُودُ بِسُرْعَةِ الْبَرْقِ إِلَى أَرْشِيفِ ذَاكِرَتِي لِأَقْتَنِصَ مِنْ شَرِيطِ الْحِوَارِ كُلَّ الْعِبَارَاتِ وَاللَّمَسَاتِ الَّتِي قَدْ تُلْحِقُ الضَّرَرَ بِهِ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ، فَلَا تَصْدُرُ مِنِّي مُجَدَّدًا وَلَا تُرَاوِدُنِي الْفِكْرَةُ مِنَ الْأَسَاسِ..	أصبحت في مراقبة مستمرة لخط سير حروفي وتصرفاتي، وبمجرد أن أنتهي من مجالسة إنسان أعود بسرعة البرق إلى أرشيف ذاكرتي لأقتنص من شريط الحوار كل العبارات واللمسات التي قد تلحق الضرر به بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فلا تصدر مني مجددا ولا تراودني الفكرة من الأساس..
Our-Benchmark.csv	يَبْدُو أَنَّهَا نَتِيجَةٌ رَائِعَةٌ تَضْمَنُ سَلَامَةَ الْعَلَاقَاتِ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنَّهَا حَتْمًا لَنْ تَضْمَنَ لِي الْحَيَاةَ! إِنَّهَا لَيْسَتْ فَوْضَى عَارِمَةً تَمُرُّ بِي فِي مَوَاسِمَ مُحَدَّدَةٍ، بَلْ هُوَ مَأْزِقٌ كَبِيرٌ مَعِي فِي كُلِّ الْأَزْمَانِ، أَنَا أُوَاجِهُ مُعْضِلَةً حَقِيقِيَّةً سَأَخْتَصِرُهَا لَكُمْ فِي جُمْلَةٍ بَسِيطَةٍ لَعَلَّهَا تَكْفِي.. لَقَدْ خُلِقْتُ فِي عَالَمٍ لَا يُرَحِّبُ بِأَمْثَالِي!	يبدو أنها نتيجة رائعة تضمن سلامة العلاقات من الموت، ولكنها حتما لن تضمن لي الحياة! إنها ليست فوضى عارمة تمر بي في مواسم محددة، بل هو مأزق كبير معي في كل الأزمان، أنا أواجه معضلة حقيقية سأختصرها لكم في جملة بسيطة لعلها تكفي.. لقد خلقت في عالم لا يرحب بأمثالي!
Our-Benchmark.csv	كَزَهْرَةِ عَبَّادِ الشَّمْسِ، أَيْنَمَا حَلَّ النُّورُ تَمِيلُ إِلَيْهِ، وَأَجِدُنِي أَنَا فِي كُلِّ اتِّجَاهَاتِ التَّفَاصِيلِ أَنْغَمِسُ! أَتَسَاءَلُ.. هَلْ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْآنَ مَنْزِلَةٌ عَالِيَةٌ مِنَ الْإِنْسَانِيَّةِ كَمَا يُقَالُ أَمْ هِيَ مَرْحَلَةٌ نَفْسِيَّةٌ أَكْثَرُ تَعْقِيدًا؟! مَا أَعْرِفُهُ وَبِحَقٍّ أَنَّ مَنْ تَكْتُبُ إِلَيْكُمْ لَيْسَتِ الْأُولَى وَلَا الْأَخِيرَةَ الَّتِي تَحْكُمُهَا عَاطِفَتُهَا، فَمَا أَكْثَرَنَا!	كزهرة عباد الشمس، أينما حل النور تميل إليه، وأجدني أنا في كل اتجاهات التفاصيل أنغمس! أتساءل.. هل ما أنا عليه الآن منزلة عالية من الإنسانية كما يقال أم هي مرحلة نفسية أكثر تعقيدا؟! ما أعرفه وبحق أن من تكتب إليكم ليست الأولى ولا الأخيرة التي تحكمها عاطفتها، فما أكثرنا!
Our-Benchmark.csv	نَحْنُ مَنْ تُدَمِّرُنَا نَظْرَةُ سُخْرِيَةٍ لِأَحَدِهِمْ وَلَوْ بِدَافِعِ الْمِزَاحِ، وَإِنْ عَلَتِ الضَّحَكَاتُ حَوْلَنَا تَنْدَلِعُ دَاخِلَنَا النِّيرَانُ تَلَاحُمًا مَعَهُ كَأَنَّنَا نَتَجَسَّدُ فِيهِ.. مَنْ نَمُوتُ قَهْرًا بِرُؤْيَةِ طِفْلٍ يَبْكِي، مُسِنَّةٍ تُطْرَدُ، مِسْكِينٍ يُهَانُ، كُلُّهَا مَشَاهِدُ مُرْعِبَةٌ تَقْتَلِعُ سَلَامَنَا مِنَ الْجُذُورِ.. مَنْ تَجَمَّلْنَا بِالْعَطَاءِ وَالِاحْتِوَاءِ، وَلَمْ نَجِدْ مَنْ يَتَكَفَّلُ بِتَهْدِئَةِ ذُعْرِنَا مِنْ قُوَّةِ الْمُلَاحَظَةِ وَهَشَاشَةِ الْأَنْفَاسِ..	نحن من تدمرنا نظرة سخرية لأحدهم ولو بدافع المزاح، وإن علت الضحكات حولنا تندلع داخلنا النيران تلاحما معه كأننا نتجسد فيه.. من نموت قهرا برؤية طفل يبكي، مسنة تطرد، مسكين يهان، كلها مشاهد مرعبة تقتلع سلامنا من الجذور.. من تجملنا بالعطاء والاحتواء، ولم نجد من يتكفل بتهدئة ذعرنا من قوة الملاحظة وهشاشة الأنفاس..
Our-Benchmark.csv	حَتَّى السَّعَادَةُ تُؤْلِمُنَا! نَفْرَحُ مِنَ الْأَعْمَاقِ، نَحْزَنُ مِنَ الْأَعْمَاقِ، نُبْدِعُ مِنَ الْأَعْمَاقِ وَنَعْشَقُ مِنَ الْأَعْمَاقِ.. لَمْ نَعْرِفِ الِاعْتِدَالَ يَوْمًا، تَضَخُّمُ الشُّعُورِ يُلَازِمُنَا كَمَا الظِّلُّ الْوَفِيُّ، لَا انْسِلَاخَ مِنْهُ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَةِ!	حتى السعادة تؤلمنا! نفرح من الأعماق، نحزن من الأعماق، نبدع من الأعماق ونعشق من الأعماق.. لم نعرف الاعتدال يوما، تضخم الشعور يلازمنا كما الظل الوفي، لا انسلاخ منه حتى قيام الساعة!
Our-Benchmark.csv	أَنَا الْيَوْمَ أَشْعُرُ بِرَجْفَةِ عُرُوقِي أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ، وَالسَّبَبُ لَا يَعُودُ لِتَذَبْذُبِ مُسْتَوَى ضَغْطِ الدَّمِ مَثَلًا أَوْ لِأَنِيمِيَا حَادَّةٍ، أَنَا بِخَيْرٍ، أَتَعَايَشُ بِطَاقَتِي الْمُتَبَقِّيَةِ وَلَا اخْتِلَافَ كَبِيرَ فِي ظَاهِرِي، فَتَاةٌ عِشْرِينِيَّةٌ ذَاتُ مَلَامِحَ شَبَابِيَّةٍ وَهَيْئَةٍ مَقْبُولَةٍ وَفِكْرٍ يُكَافِحُ الْغَفْلَةَ، لَكِنَّهَا الرُّوحُ..	أنا اليوم أشعر برجفة عروقي أكثر من قبل، والسبب لا يعود لتذبذب مستوى ضغط الدم مثلا أو لأنيميا حادة، أنا بخير، أتعايش بطاقتي المتبقية ولا اختلاف كبير في ظاهري، فتاة عشرينية ذات ملامح شبابية وهيئة مقبولة وفكر يكافح الغفلة، لكنها الروح..
Our-Benchmark.csv	ثَمَّةَ تَغْيِيرٌ طَرَأَ عَلَيْهَا دُونَ سَابِقِ إِنْذَارٍ، أَشْبَهُ بِجُرْحٍ مُلْتَهِبٍ لَمْ يَلْتَئِمْ بَعْدُ وَأَقَلُّ احْتِكَاكٍ بِهِ يُفَجِّرُ الْأَوْجَاعَ، وَرَغْمَ ذَلِكَ لَا أَسْتَطِيعُ حَتَّى الصُّرَاخَ! هَلْ أُخْبِرُكُمْ بِسِرٍّ؟ أَوْ دُعَابَةٍ لَذِيذَةٍ إِنْ أَرَدْتُمْ وَصْفَهَا، فَهِيَ فَضْفَضَةُ رُوحٍ تَتَأَلَّمُ وَلَيْسَ عَلَيْهَا حَرَجٌ..	ثمة تغيير طرأ عليها دون سابق إنذار، أشبه بجرح ملتهب لم يلتئم بعد وأقل احتكاك به يفجر الأوجاع، ورغم ذلك لا أستطيع حتى الصراخ! هل أخبركم بسر؟ أو دعابة لذيذة إن أردتم وصفها، فهي فضفضة روح تتألم وليس عليها حرج..
Our-Benchmark.csv	مَعَ أَوَّلِ خُطُوَاتِ الشِّتَاءِ، يَتَسَابَقُ الْبَشَرُ لِشِرَاءِ الْأَصْوَافِ وَالسُّتْرَاتِ الْجِلْدِيَّةِ عَلَى أَحْدَثِ مُوضَةٍ وَمِنْ أَشْهَرِ الْمَارْكَاتِ، وَذَلِكَ لِتَدْفِئَةِ أَجْسَادِهِمْ مِنْ تَقَلُّبِ الْفُصُولِ وَتَحْذِيرَاتِ الْأَرْصَادِ الْجَوِّيَّةِ الْمُتَكَرِّرَةِ، وَبِالطَّبْعِ التَّفَاخُرِ بِالْقِشْرَةِ الْبَالِيَةِ.. فَمَاذَا عَنِ الضُّلُوعِ الْمُتَجَمِّدَةِ؟! وَمِنْ أَيْنَ يُمْكِنُنَا شِرَاءُ مَا يَسْتُرُ دَوَاخِلَنَا الْمُتَجَرِّدَةَ مِنْ رِدَاءِ الطُّمَأْنِينَةِ؟! نَعَمْ، أَنَا أَشْعُرُ بِبُرُودَةِ الْأَجْوَاءِ مِنَ الدَّاخِلِ أَكْثَرَ مِنْ أَطْرَافِي الْمُغَطَّاةِ بِالْجَوَارِبِ!	مع أول خطوات الشتاء، يتسابق البشر لشراء الأصواف والسترات الجلدية على أحدث موضة ومن أشهر الماركات، وذلك لتدفئة أجسادهم من تقلب الفصول وتحذيرات الأرصاد الجوية المتكررة، وبالطبع التفاخر بالقشرة البالية.. فماذا عن الضلوع المتجمدة؟! ومن أين يمكننا شراء ما يستر دواخلنا المتجردة من رداء الطمأنينة؟! نعم، أنا أشعر ببرودة الأجواء من الداخل أكثر من أطرافي المغطاة بالجوارب!
Our-Benchmark.csv	رُوحِي الْآنَ مُتَلَهِّفَةٌ لِشُعَاعِ ضَوْءٍ سَاخِنٍ يَمْنَحُهَا الْقَلِيلَ مِنَ الِاسْتِقْرَارِ، تِلْكَ الْغُيُومُ الرَّمَادِيَّةُ لَا تُدْفِئُنِي مُطْلَقًا، غِيَابُ الْحَرَارَةِ يُمْرِضُنِي وَإِنْ كُنْتُ مِنْ عُشَّاقِ صَوْتِ فَيْرُوزَ عَلَى خَلْفِيَّةٍ مِنْ جِبَالِ الثُّلُوجِ، وَفِي وَاقِعِ الْأَمْرِ ذَاتِي تَتَغَنَّى عَلَى أَلْحَانِ الْعَنْدَلِيبِ: "إِنِّي أَتَنَفَّسُ تَحْتَ الْمَاءِ.. إِنِّي أَغْرَقُ! " أَنُكَتَةٌ سَخِيفَةٌ أَنْ أَمْلِكَ عَشَرَاتِ "الْبُلُوفَرَاتِ" فِي خِزَانَتِي وَأَفْتَقِرُ لِمَا يَرْتَدِيهِ كِيَانِي لِحِمَايَتِهِ مِنْ عَوَاصِفِ التَّأَثُّرِ!	روحي الآن متلهفة لشعاع ضوء ساخن يمنحها القليل من الاستقرار، تلك الغيوم الرمادية لا تدفئني مطلقا، غياب الحرارة يمرضني وإن كنت من عشاق صوت فيروز على خلفية من جبال الثلوج، وفي واقع الأمر ذاتي تتغنى على ألحان العندليب: "إني أتنفس تحت الماء.. إني أغرق! " أنكتة سخيفة أن أملك عشرات "البلوفرات" في خزانتي وأفتقر لما يرتديه كياني لحمايته من عواصف التأثر!
Our-Benchmark.csv	وَالْعَجِيبُ أَنَّنِي كَائِنٌ شِتَوِيٌّ "نُوفَمْبَرِيَّةٌ" بِالْمُسْتَنَدَاتِ، وَلَكِنَّ "نُورَا" تَشْعُرُ بِصَقِيعِ الْأَيَّامِ.. وَتَرْتَعِشُ! تَعَاطَفْتَ مَعِي وَجَفَّتْ بُحُورُ كَلِمَاتِكَ، لَا عَلَيْكَ.. لَقَدْ أَرَدْتُ الْبَوْحَ فَحَسْبُ.. رِقَّةُ الْفُؤَادِ هَذِهِ تُنْقِذُنَا مِنْ تَحَجُّرِ النَّبْضِ، وَتُعَسِّرُ عَلَيْنَا مُهِمَّةَ الْوُجُودِ! فَأَنَا أَظْهَرُ بِكَامِلِ أَنَاقَتِي وَأَمَلِي وَنَجَاحِي، وَأَشْتَاطُ غَيْظًا عَلَى عِقَابِ طِفْلَةٍ كَسَرَتْ كُوبًا وَهِيَ تَلْهُو وَلَوْ كَانَتْ عَلَى الْمَرِّيخِ!	والعجيب أنني كائن شتوي "نوفمبرية" بالمستندات، ولكن "نورا" تشعر بصقيع الأيام.. وترتعش! تعاطفت معي وجفت بحور كلماتك، لا عليك.. لقد أردت البوح فحسب.. رقة الفؤاد هذه تنقذنا من تحجر النبض، وتعسر علينا مهمة الوجود! فأنا أظهر بكامل أناقتي وأملي ونجاحي، وأشتاط غيظا على عقاب طفلة كسرت كوبا وهي تلهو ولو كانت على المريخ!
Our-Benchmark.csv	أَتَكَاتَفُ مَعَهَا دُونَ أَنْ أَعْرِفَهَا.. هَلْ تَعِي مَأْسَاتِي؟! تَفْتَرِسُنِي الرَّغْبَةُ فِي الْبُكَاءِ، وَأَخْشَى أَنْ أَسْتَسْلِمَ لِدُمُوعِي كَيْ لَا تَذُمَّنِي أَلْسِنَةُ النَّاسِ! وَلَكِنِّي أُمَارِسُ حَقِّي الْمَشْرُوعَ.. "إِنْسَانِيَّتِي".. فَهَلْ أَصْبَحَ الْبُكَاءُ مِنَ الْجَرَائِمِ الَّتِي يُعَاقِبُ عَلَيْهَا الْقَانُونُ؟!	أتكاتف معها دون أن أعرفها.. هل تعي مأساتي؟! تفترسني الرغبة في البكاء، وأخشى أن أستسلم لدموعي كي لا تذمني ألسنة الناس! ولكني أمارس حقي المشروع.. "إنسانيتي".. فهل أصبح البكاء من الجرائم التي يعاقب عليها القانون؟!
Our-Benchmark.csv	تَحْضُرُنِي الْآنَ الْمَرَّاتُ الَّتِي انْقَلَبَ مِزَاجِي فِيهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ حِينَمَا صَادَفْتُ قِطَّةً تَطْلُبُ شَرْبَةَ مَاءٍ دُونَ الرَّحْمَةِ بِهَا، شَعَرْتُ بِمَدَى عَجْزِهَا وَهَوَانِ رُوحِهَا، وَرُبَّمَا رُوحِي أَنَا أَيْضًا، وَقْتَهَا طَعَنْتُ قَلْبِي بِشَرَاسَةٍ تَأْدِيبًا لَهُ عَلَى شُعُورِهِ الْفَائِضِ لِيَكُفَّ عَنْ تَعْذِيبِي بِهَذَا الشَّكْلِ..	تحضرني الآن المرات التي انقلب مزاجي فيها رأسا على عقب حينما صادفت قطة تطلب شربة ماء دون الرحمة بها، شعرت بمدى عجزها وهوان روحها، وربما روحي أنا أيضا، وقتها طعنت قلبي بشراسة تأديبا له على شعوره الفائض ليكف عن تعذيبي بهذا الشكل..
Our-Benchmark.csv	الْمُؤْسِفُ أَنَّ قَلْبِي كَانَ يَنْزِفُ بِغَزَارَةٍ بَيْنَمَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ تَضُجُّ بِالْحَيَوِيَّةِ وَالْأَضْوَاءِ وَسَيَّارَاتِ الْأُجْرَةِ وَالْمَلَاكِي وَكَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ! فَمَنْ يَهْتَمُّ بِالْأَرْوَاحِ الْمُرْهَقَةِ؟! لَسْتُ وَحْدِي؟ أَحْسَسْتُ بِمُوَاسَاةٍ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ..	المؤسف أن قلبي كان ينزف بغزارة بينما كانت المدينة تضج بالحيوية والأضواء وسيارات الأجرة والملاكي وكأن شيئا لم يكن! فمن يهتم بالأرواح المرهقة؟! لست وحدي؟ أحسست بمواساة من هذا القبيل..
Our-Benchmark.csv	أَعْرِفُ، وَلَكِنَّ شُعُورِي تَجَاوَزَ الْمَعْقُولَ كَمَا تَنْقَضُّ مَنَاعَةُ الْجِسْمِ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ وَتُقَاتِلُهُ هُوَ بَدَلًا مِنْ مُقَاتَلَةِ الْمِيكْرُوبَاتِ وَالْفَيْرُوسَاتِ الْمُمِيتَةِ، وَعَزَائِي أَنَّهُ فِي مَكَانٍ مَا عَلَى الْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ مَنْ يَتَنَسَّمُ الْهَوَاءَ بِ "إِحْسَاسٍ مُفْرِطٍ" كَمَا يُسَمُّونَهُ، لَكِنَّهُ صَادِقٌ..	أعرف، ولكن شعوري تجاوز المعقول كما تنقض مناعة الجسم عليه في بعض الأحيان وتقاتله هو بدلا من مقاتلة الميكروبات والفيروسات المميتة، وعزائي أنه في مكان ما على الكرة الأرضية من يتنسم الهواء ب "إحساس مفرط" كما يسمونه، لكنه صادق..
Our-Benchmark.csv	الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّنِي لَمْ أَتَسَرَّعْ فِي إِرْسَالِ اعْتِذَارِي لَهَا، كَانَتْ رِسَالَةً عَبَثِيَّةً بِالْفِعْلِ، سَأُعِيدُ صِيَاغَتَهَا وَتَوْجِيهَهَا فِي هَذِهِ الْأَثْنَاءِ بِكَلِمَاتِ امْتِنَانٍ وَشُكْرٍ وَإِلَى أَصْحَابِهَا الْبَوَاسِلِ.. إِلَيْنَا نَحْنُ أَصْحَابُ الْقَضِيَّةِ..	الحمد لله أنني لم أتسرع في إرسال اعتذاري لها، كانت رسالة عبثية بالفعل، سأعيد صياغتها وتوجيهها في هذه الأثناء بكلمات امتنان وشكر وإلى أصحابها البواسل.. إلينا نحن أصحاب القضية..
Our-Benchmark.csv	صَحِيحٌ أَنَّنَا نَخْرُجُ لِلْعَالَمِ بِفِكْرٍ يَنْصَهِرُ فِي أَبْسَطِ الْمَسَائِلِ، وَفِي أَشْيَاءَ لَا مَعْنَى لَهَا أَصْلًا، وَالْحَقُّ أَنَّنَا لَسْنَا ضَحَايَا كَمَا كُنْتُ أَعْتَقِدُ، الْمَنْطِقُ يُؤَكِّدُ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَبْطَالٌ مِنْ طِرَازٍ فَرِيدٍ، نُقَاوِمُ الْعَذَابَ بِعَذَابٍ أَشَدَّ! خُذْهَا مِنِّي قَاعِدَةً حَيَاتِيَّةً تَعَلَّمْتُهَا عَلَى مَدَارِ تَجْرِبَتِي الشَّاقَّةِ.. أَيُّ بُطُولَةٍ تُقَارَنُ بِالنِّضَالِ ضِدَّ الْقَسْوَةِ وَالْخِدَاعِ وَالْعَدَمِ فَهِيَ صِفْرٌ عَلَى الشِّمَالِ..	صحيح أننا نخرج للعالم بفكر ينصهر في أبسط المسائل، وفي أشياء لا معنى لها أصلا، والحق أننا لسنا ضحايا كما كنت أعتقد، المنطق يؤكد ذلك، وإنما نحن أبطال من طراز فريد، نقاوم العذاب بعذاب أشد! خذها مني قاعدة حياتية تعلمتها على مدار تجربتي الشاقة.. أي بطولة تقارن بالنضال ضد القسوة والخداع والعدم فهي صفر على الشمال..
Our-Benchmark.csv	أَتَفَهَّمُ أَنَّ بَعْضَ الدُّرُوبِ لَا تَلِيقُ بِنَا وَبِحَالَتِنَا الْخَاصَّةِ الْمُزْمِنَةِ، إِنَّ الْمُعْضِلَةَ لَيْسَتْ وَلِيدَةَ اللَّحْظَةِ، لَقَدْ بَدَأَتْ مَعَنَا مُنْذُ الْأَزَلِ وَتَرَاكَمَتْ فِي سَرَادِيبِ الرُّوحِ حَتَّى تَحَرَّرَتْ كَلِمَاتِي بِهَذَا الشَّجَنِ، فَإِنَّ أَزْمَتَنَا تَكْمُنُ فِي الْخُرُوجِ عَنْ إِطَارِ اللَّوْحَةِ، بَعِيدًا حَدَّ السَّمَاءِ، وَلَا عَجَبَ فِي ذَلِكَ، "لَمْ نَعْرِفِ الِاعْتِدَالَ"، أَلَا تَتَذَكَّرُ تِلْكَ السُّطُورَ؟	أتفهم أن بعض الدروب لا تليق بنا وبحالتنا الخاصة المزمنة، إن المعضلة ليست وليدة اللحظة، لقد بدأت معنا منذ الأزل وتراكمت في سراديب الروح حتى تحررت كلماتي بهذا الشجن، فإن أزمتنا تكمن في الخروج عن إطار اللوحة، بعيدا حد السماء، ولا عجب في ذلك، "لم نعرف الاعتدال"، ألا تتذكر تلك السطور؟
Our-Benchmark.csv	فَكَانَ الِابْتِعَادُ عَيْنَ الرُّؤْيَةِ، لِتَتَّضِحَ لَنَا الصُّورَةُ بِكُلِّ الْمَحَاسِنِ وَالْمَسَاوِئِ بَيْنَمَا غَيْرُنَا يَمْتَزِجُ بِزَاوِيَةٍ عَقِيمَةٍ.. وَهُوَ الْفَرْقُ الْجَوْهَرِيُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ.. خُلَاصَةُ الْقَوْلِ.. يَكْفِي أَنَّنَا نُحَارِبُ مِنْ أَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى فِطْرَتِنَا السَّلِيمَةِ فِي عَالَمٍ مُلَوَّثٍ وَالْإِنْسَانُ فِيهِ لَا يَهُمُّ.. مَرِيضٌ، جَائِعٌ، مُفْتَقِدُ الْأَمَانِ.. لَا يَهُمُّ! نَحْنُ فِي عَالَمِ السَّطْحِيَّةِ وَالْمَادِّيَّاتِ وَتَفَاهَاتِ الْأُمُورِ، عَالَمٍ جَامِدٍ لَا يَشْعُرُ..	فكان الابتعاد عين الرؤية، لتتضح لنا الصورة بكل المحاسن والمساوئ بينما غيرنا يمتزج بزاوية عقيمة.. وهو الفرق الجوهري بيننا وبينهم.. خلاصة القول.. يكفي أننا نحارب من أجل الحفاظ على فطرتنا السليمة في عالم ملوث والإنسان فيه لا يهم.. مريض، جائع، مفتقد الأمان.. لا يهم! نحن في عالم السطحية والماديات وتفاهات الأمور، عالم جامد لا يشعر..
Our-Benchmark.csv	فَكَيْفَ نَلُومُ أَنْفُسَنَا عَلَى نُبْلِ الْمَضْمُونِ؟! لَنْ أَسْتَاءَ مِنْ نَفْسِي أَبَدًا، وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، سَأَحْتَرِمُ فِيهَا الْمِصْدَاقِيَّةَ وَالشَّفَافِيَّةَ وَلَوْ كَانَ الْمُقَابِلُ حَيَاتِي، إِحْسَاسِي بِالْأَكْوَانِ هُوَ الْغَايَةُ الْأَسْمَى مَهْمَا كَلَّفَنِي.. وَهُنَا شُكْرٌ وَاجِبٌ لِمَنْ دَفَعَ الثَّمَنَ كَمَا دَفَعْتُهُ، الشُّكْرُ لَنَا عَلَى الثَّبَاتِ فِي حَرْبِنَا وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ مُتَكَافِئَةِ الْأَطْرَافِ.. أَقُولُهَا لِي وَلِكُلِّ مُحَارِبٍ شُجَاعٍ يَقْرَأُ بِصَمْتٍ أَنِيقٍ وَإِحْسَاسٍ عَمِيقٍ..	فكيف نلوم أنفسنا على نبل المضمون؟! لن أستاء من نفسي أبدا، وأنتم كذلك، سأحترم فيها المصداقية والشفافية ولو كان المقابل حياتي، إحساسي بالأكوان هو الغاية الأسمى مهما كلفني.. وهنا شكر واجب لمن دفع الثمن كما دفعته، الشكر لنا على الثبات في حربنا وإن كانت غير متكافئة الأطراف.. أقولها لي ولكل محارب شجاع يقرأ بصمت أنيق وإحساس عميق..
Our-Benchmark.csv	وَبَعْضِ الْأَلَمِ!	وبعض الألم!
Our-Benchmark.csv	لِأَنَّهُ لَا يُعْقَلُ أَنْ أُغَادِرَ الدُّنْيَا دُونَ أَنْ أَلْتَقِيَ أُمَّهَا، كَانَ لَا بُدَّ لِسِتِّينِيٍّ مِثْلِي أَنْ يَزُورَ مِصْرَ. هَكَذَا، كَانَتْ زِيَارَتِي لِهَذَا الْبَلَدِ تَصْحِيحًا لِوَضْعٍ غَيْرِ مَنْطِقِيٍّ. وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ رَغْبَتِي فِي زِيَارَةِ أُمِّ الدُّنْيَا لَا تَعُودُ فَقَطْ إِلَى الْأَسْبَابِ الَّتِي يَشْتَرِكُ فِيهَا الْجَمِيعُ، أَقْصِدُ زِيَارَةَ الْأَهْرَامَاتِ وَمَتَاحِفِ الْقَاهِرَةِ وَدُورِ الْفَنَّانِينَ وَالْأُدَبَاءِ وَالْمَقَاهِي الَّتِي ارْتَبَطَتْ بِأَسْمَائِهِمْ وَآثَارِ الْفَرَاعِنَةِ فِي الْأُقْصُرِ وَأَسْوَانَ.	لأنه لا يعقل أن أغادر الدنيا دون أن ألتقي أمها، كان لا بد لستيني مثلي أن يزور مصر. هكذا، كانت زيارتي لهذا البلد تصحيحا لوضع غير منطقي. والحقيقة أن رغبتي في زيارة أم الدنيا لا تعود فقط إلى الأسباب التي يشترك فيها الجميع، أقصد زيارة الأهرامات ومتاحف القاهرة ودور الفنانين والأدباء والمقاهي التي ارتبطت بأسمائهم وآثار الفراعنة في الأقصر وأسوان.
Our-Benchmark.csv	وَلَا إِلَى صَدَاقَتِي الَّتِي ارْتَقَتْ إِلَى مَرْتَبَةِ الْأُخُوَّةِ مَعَ الدُّكْتُورِ حَازِمٍ حُسَيْنٍ عَبَّاسٍ، أَخِي الَّذِي لَمْ تَلِدْهُ لِي أُمِّي، حَتَّى غَدَوْتُ أُنَادِيهِ حَزُّومَ "حَافْ". سَبَبُ إِصْرَارِي عَلَى زِيَارَةِ مِصْرَ هُوَ قَنَاعَتِي بِأَنَّ لِأَهْلِي فِي الْجَرِيدِ أُصُولًا صَعِيدِيَّةً. فَمَلَامِحُ الْوُجُوهِ وَأَنْوَاعُ اللِّبَاسِ التَّقْلِيدِيِّ وَالطُّقُوسُ الدِّينِيَّةُ وَالْمِعْمَارُ وَالْأَدَبُ الشَّعْبِيُّ تَرْشَحُ كُلُّهَا بِمُؤَشِّرَاتٍ تُرَجِّحُ فَرْضِيَّتِي.	ولا إلى صداقتي التي ارتقت إلى مرتبة الأخوة مع الدكتور حازم حسين عباس، أخي الذي لم تلده لي أمي، حتى غدوت أناديه حزوم "حاف". سبب إصراري على زيارة مصر هو قناعتي بأن لأهلي في الجريد أصولا صعيدية. فملامح الوجوه وأنواع اللباس التقليدي والطقوس الدينية والمعمار والأدب الشعبي ترشح كلها بمؤشرات ترجح فرضيتي.
Our-Benchmark.csv	سَافَرْتُ إِلَى هُنَاكَ كَمَنْ يَتَقَفَّى آثَارَ أَسْلَافِهِ. إِلَى ذَلِكَ، فَنَحْنُ فِي تُونِسَ ابْتُلِينَا بِحُبِّ مِصْرَ مِنْ قَدِيمِ الزَّمَانِ. وَلَمْ أُصَادِفْ تُونِسِيًّا يَتَسَاءَلُ كَيْفَ يُشْفَى مِنْ حُبِّ مِصْرَ؟ فَتُونِسُ وَهَبَتْ لِمِصْرَ خِيرَةَ أَبْنَائِهَا، وَمِصْرُ احْتَضَنَتْهُمْ وَتَبَنَّتْهُمْ حَتَّى أَيْنَعَتْ فِيهَا مَوَاهِبُهُمْ وَتَدَفَّقَ عَطَاؤُهُمْ.	سافرت إلى هناك كمن يتقفى آثار أسلافه. إلى ذلك، فنحن في تونس ابتلينا بحب مصر من قديم الزمان. ولم أصادف تونسيا يتساءل كيف يشفى من حب مصر؟ فتونس وهبت لمصر خيرة أبنائها، ومصر احتضنتهم وتبنتهم حتى أينعت فيها مواهبهم وتدفق عطاؤهم.
Our-Benchmark.csv	يَكْفِي أَنْ أَذْكُرَ ابْنَ خَلْدُونَ وَابْنَ مَنْظُورٍ وَمُحَمَّدَ الْخَضِرَ حُسَيْنَ أَوَّلَ مَنِ ارْتَقَى إِلَى إِمَامَةِ الْأَزْهَرِ الشَّرِيفِ مِنْ خَارِجِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ. وَهَلْ يُمْكِنُ أَلَّا أَذْكُرَ فِي هَذَا الْمَقَامِ الشَّاعِرَ وَالصَّحَفِيَّ مَحْمُودَ بَيْرَمَ التُّونِسِيَّ الَّذِي غَنَّتْ لَهُ أُمُّ كُلْثُومٍ قَصَائِدَ عَدِيدَةً. وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ كَثِيرٌ... نَبْتَدِي مِنِينِ الْحِكَايَةَ؟ أَنَا حَتْعَبْ، حَتْعَبْ أَنَا...	يكفي أن أذكر ابن خلدون وابن منظور ومحمد الخضر حسين أول من ارتقى إلى إمامة الأزهر الشريف من خارج الديار المصرية. وهل يمكن ألا أذكر في هذا المقام الشاعر والصحفي محمود بيرم التونسي الذي غنت له أم كلثوم قصائد عديدة. وغير هؤلاء كثير... نبتدي منين الحكاية؟ أنا حتعب، حتعب أنا...
Our-Benchmark.csv	وَقَفْتُ عَلَى ضِفَّةِ النِّيلِ أَكَادُ أَنْحَنِي لِأَكْرَعَ جَرْعَةً تُحَلِّي صَوْتِي وَتُذْهِبُ عَنْهُ الْبُحَّةَ عَمَلًا بِفِكْرَةٍ وَرِثْتُهَا عَنْ أُمِّي الَّتِي كَمْ أَكَّدَتْ لِي أَنَّ عُذُوبَةَ أَصْوَاتِ الْمُطْرِبِينَ الْمِصْرِيِّينَ تَعُودُ إِلَى كَوْنِهِمْ شَرِبُوا مِنَ النِّيلِ. لَكِنْ مَا فَائِدَةُ ذَلِكَ فِي هَذَا الْعُمْرِ؟ أُفَكِّرُ جِدِّيًّا فِي مِلْءِ قَارُورَةٍ مِنَ النِّيلِ أَرُشُّهَا عَلَى قَبْرِهَا.	وقفت على ضفة النيل أكاد أنحني لأكرع جرعة تحلي صوتي وتذهب عنه البحة عملا بفكرة ورثتها عن أمي التي كم أكدت لي أن عذوبة أصوات المطربين المصريين تعود إلى كونهم شربوا من النيل. لكن ما فائدة ذلك في هذا العمر؟ أفكر جديا في ملء قارورة من النيل أرشها على قبرها.
Our-Benchmark.csv	وَأَسْقِي مِنْهَا الْعَصَافِيرَ الَّتِي تَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، فَتَغْدُو أَصْوَاتُهَا أَكْثَرَ عُذُوبَةً. سَيِّدِي يُفَضِّلُ مَاءَ زَمْزَمَ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يَسْتَهْجِنَ حَرَكَتِي كَعَادَتِهِ فِي التَّنَازُلِ عَنْ قَنَاعَاتِهِ كُلَّمَا تَعَلَّقَ الْأَمْرُ بِالْوَالِدَةِ... أَعْرِفُ أَنَّ نِيلَ الْقَاهِرَةِ لَيْسَ كَنِيلِ الْبَوَادِي وَالصَّعِيدِ، مَعَ أَنَّ الْمَاءَ وَاحِدٌ. الْأَوَّلُ صِنَاعِيٌّ تِجَارِيٌّ سِيَاحِيٌّ أَمَّا الثَّانِي فَحِكَايَةٌ أُخْرَى لَا يُمْكِنُ اخْتِزَالُهَا فِي آهَاتِ الْفَلَّاحِينَ وَغِنَاءِ الصَّبَايَا.	وأسقي منها العصافير التي تستريح عليه، فتغدو أصواتها أكثر عذوبة. سيدي يفضل ماء زمزم. ولكنه لن يستهجن حركتي كعادته في التنازل عن قناعاته كلما تعلق الأمر بالوالدة... أعرف أن نيل القاهرة ليس كنيل البوادي والصعيد، مع أن الماء واحد. الأول صناعي تجاري سياحي أما الثاني فحكاية أخرى لا يمكن اختزالها في آهات الفلاحين وغناء الصبايا.
Our-Benchmark.csv	مِنْ أَيْنَ نَزَلَ ذَلِكَ الْخُشُوعُ الْعَمِيقُ عَلَى عِلْمَانِيٍّ مِثْلِي وَأَنَا دَاخِلُ قَاعَةِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ سَيِّدِنَا الْحُسَيْنِ؟ هَلْ هُوَ جَلَالُ الْعِمَارَةِ الْفَاطِمِيَّةِ أَمْ عُذُوبَةُ صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ الَّذِي يَتَرَدَّدُ فِي سَمَاءِ الطَّاهِرَةِ؟ حُبُّ مِصْرَ هُوَ جِينُ الْهُوِيَّةِ الْمِصْرِيَّةِ وَالْأُوكْسِجِينُ الَّذِي يَتَنَفَّسُهُ الْمِصْرِيُّونَ، إِلَى حَدٍّ يُفْقِدُهُمُ الْمَوْضُوعِيَّةَ وَيَجْعَلُهُمْ لَا يَرَوْنَ عُيُوبَ بَلَدِهِمْ وَلَا يَقْبَلُونَ فِيهَا خَدْشًا بَسِيطًا.	من أين نزل ذلك الخشوع العميق على علماني مثلي وأنا داخل قاعة الصلاة في مسجد سيدنا الحسين؟ هل هو جلال العمارة الفاطمية أم عذوبة صوت المؤذن الذي يتردد في سماء الطاهرة؟ حب مصر هو جين الهوية المصرية والأوكسجين الذي يتنفسه المصريون، إلى حد يفقدهم الموضوعية ويجعلهم لا يرون عيوب بلدهم ولا يقبلون فيها خدشا بسيطا.
Our-Benchmark.csv	تَقُولُ لِسَائِقِ التَّاكْسِي الْمَدِينَةُ تَهَرَّمَتْ كَثِيرًا، فَيَبْدُو كَالْمُتَفَاجِئِ وَيُعَقِّبُ عَلَى مُلَاحَظَتِكَ بِأَنَّ الْعِمَارَاتِ مُؤَسَّسَةٌ جَيِّدًا وَلَا يُخْشَى عَلَيْهَا مِنَ السُّقُوطِ. وَقَدْ يَخْتِمُ تَعْقِيبَهُ بِ"تَحْيَا مِصْرُ" وَ"مِصْرُ هِيَ أُمُّ الدُّنْيَا". كَكُلِّ الْعَوَاصِمِ الْكُبْرَى فِي الْعَالَمِ، لَا تَخْلُو مِصْرُ، أَعْنِي الْقَاهِرَةَ، مِنْ عُيُوبٍ. لَكِنَّهَا تَظَلُّ مَعَ ذَلِكَ سَاحِرَةً وَفَاتِنَةً. بَلْ رُبَّمَا كَانَتْ عُيُوبُهَا تَحْدِيدًا مَصْدَرَ سِحْرِهَا وَفِتْنَتِهَا.	تقول لسائق التاكسي المدينة تهرمت كثيرا، فيبدو كالمتفاجئ ويعقب على ملاحظتك بأن العمارات مؤسسة جيدا ولا يخشى عليها من السقوط. وقد يختم تعقيبه ب"تحيا مصر" و"مصر هي أم الدنيا". ككل العواصم الكبرى في العالم، لا تخلو مصر، أعني القاهرة، من عيوب. لكنها تظل مع ذلك ساحرة وفاتنة. بل ربما كانت عيوبها تحديدا مصدر سحرها وفتنتها.
Our-Benchmark.csv	فَالْمِصْرِيُّ لَبِقٌ كَلِمَنْجِيٌّ، صَعْبُ الْمِرَاسِ فِي الْجَدَلِ وَالْمُحَاجَّةِ، يَرُوقُ لَهُ أَنْ يَقُودَ النِّقَاشَ وَيُوَجِّهَهُ فِي الِاتِّجَاهِ الَّذِي يُرِيدُ، وَلَا يَنْسَاقُ وَرَاءَكَ فِي مَا تَفْتَحُهُ مِنْ مَسَارِبَ لِلْحَدِيثِ. إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ مَثَلًا "هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ حُبِّ الْوَطَنِ وَالْوَطَنِيَّةِ. وَلَيْسَ يَكْفِي أَنْ تُحِبَّ وَطَنَكَ كَيْ تَكُونَ وَطَنِيًّا. لِأَنَّ الْوَطَنِيَّةَ لَا تَسْتَوِي إِلَّا مَتَى تَجَسَّدَتْ فِي السُّلُوكِ وَلَمْ تَبْقَ حَبِيسَةَ الْخِطَابِ الْعَاطِفِيِّ. "	فالمصري لبق كلمنجي، صعب المراس في الجدل والمحاجة، يروق له أن يقود النقاش ويوجهه في الاتجاه الذي يريد، ولا ينساق وراءك في ما تفتحه من مسارب للحديث. إياك أن تقول له مثلا "هناك فرق بين حب الوطن والوطنية. وليس يكفي أن تحب وطنك كي تكون وطنيا. لأن الوطنية لا تستوي إلا متى تجسدت في السلوك ولم تبق حبيسة الخطاب العاطفي. "
Our-Benchmark.csv	سَيَنْظُرُ إِلَيْكَ بِرِيبَةٍ وَسَيَرَى فِي كَلَامِكَ تَبْطِينًا. وَالْمِصْرِيُّ إِلَى ذَلِكَ حَذِرٌ، تُلْقِي عَلَيْهِ سُؤَالًا، فَيُجِيبُكَ بِسُؤَالٍ. إِذَا رَكِبْتَ الْمُوَاصَلَاتِ، عَلَيْكَ أَنْ تَضَعَ قَلْبَكَ فِي كَفٍّ حَتَّى لَا يَقَعَ مِنْكَ وَتُمْسِكَ كَفَنَكَ فِي الْكَفِّ الْأُخْرَى. اسْتِخْدَامُ الْمُنَبِّهَاتِ هُنَا لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِلَفْتِ الِانْتِبَاهِ أَوِ التَّحْذِيرِ. هُوَ جَوْقَةٌ جَمَاعِيَّةٌ كَمَا الْعَصَافِيرِ الضَّاجَّةِ فِي غَابَةٍ كَثِيفَةٍ.	سينظر إليك بريبة وسيرى في كلامك تبطينا. والمصري إلى ذلك حذر، تلقي عليه سؤالا، فيجيبك بسؤال. إذا ركبت المواصلات، عليك أن تضع قلبك في كف حتى لا يقع منك وتمسك كفنك في الكف الأخرى. استخدام المنبهات هنا لا علاقة له بلفت الانتباه أو التحذير. هو جوقة جماعية كما العصافير الضاجة في غابة كثيفة.
Our-Benchmark.csv	هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّسْلِيَةِ الْوَطَنِيَّةِ. لَمَّا أَخْبَرْتُ حَزُّومَ أَنَّنِي حَجَزْتُ غُرْفَةً بِفُنْدُقٍ يَفْتَحُ عَلَى مَيْدَانِ طَلْعَتَ حَرْبَ قَرِيبًا مِنْ مَقْهَى رِيشٍ الَّذِي تُحَلِّيهِ صُوَرُ مَشَاهِيرِ مِصْرَ مِمَّنْ كَانُوا يَتَرَدَّدُونَ عَلَيْهِ. أُمُّ كُلْثُومٍ وَأَحْمَدُ رَامِي وَيُوسُفُ وَهْبِي وَرُشْدِي إِبَاظَةَ وَأَمَلُ دُنْقُلٍ وَصَلَاحُ جَاهِينٍ وَنَجِيبُ مَحْفُوظٍ وَاسْمَاعِيلُ يَاسِينٍ وَعَبْدُ الْمُنْعِمِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْفِيقُ الدِّقْنِ وَمَحْمُودُ الْمَلِيجِيِّ،	هو نوع من التسلية الوطنية. لما أخبرت حزوم أنني حجزت غرفة بفندق يفتح على ميدان طلعت حرب قريبا من مقهى ريش الذي تحليه صور مشاهير مصر ممن كانوا يترددون عليه. أم كلثوم وأحمد رامي ويوسف وهبي ورشدي إباظة وأمل دنقل وصلاح جاهين ونجيب محفوظ واسماعيل ياسين وعبد المنعم إبراهيم وتوفيق الدقن ومحمود المليجي،
Our-Benchmark.csv	تَحَفَّظَ عَلَى وَاقِعِيَّةِ ذَلِكَ وَقَالَ إِنَّهَا أَدَاةٌ تَسْوِيقِيَّةٌ لَا غَيْرَ، يَسْتَخْدِمُهَا كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَطَاعِمِ لِاسْتِدْرَاجِ الْحُرَفَاءِ. لَمْ أَرْغَبْ فِي الْإِصْرَارِ عَلَى أَنَّ صَاحِبَ الْمَقْهَى يَكُونُ قَدْ أَهْدَى حُرَفَاءَهُ رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ حُلْمًا جَمِيلًا. وَهُوَ يُنَاوِلُنِي بِطَاقَتَهُ الْبَنْكِيَّةَ وَوَرَقَةً دَوَّنَ عَلَيْهَا كُودَ الْبِطَاقَةِ،	تحفظ على واقعية ذلك وقال إنها أداة تسويقية لا غير، يستخدمها كثير من أصحاب المطاعم لاستدراج الحرفاء. لم أرغب في الإصرار على أن صاحب المقهى يكون قد أهدى حرفاءه رغم كل شيء حلما جميلا. وهو يناولني بطاقته البنكية وورقة دون عليها كود البطاقة،
Our-Benchmark.csv	قَالَ لِي حَزُّومٌ: "لَوْ كَانَ بِإِيدِي كُنْتُ سَبَقْتُكَ لِلْقَاهِرَةِ عَشَانْ أَغَسِّلَكَ شَوَارِعَهَا". دَارَيْتُ اضْطِرَابِي أَمَامَ نُبْلِهِ وَغَيْرَتِي مِنْ فَصَاحَتِهِ بِإِغَاظَتِهِ أَنَّ غُرْفَتِي تَفْتَحُ عَلَى عِمَارَةِ يَعْقُوبِيَانَ. غَسَلَ لِي الْقَاهِرَةَ بَدَلًا عَنْ حَزُّومٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ سَائِقُ تَاكْسِي. وَسَائِقُو التَّاكْسِي هُنَا إِمَّا حَرَامِيَةٌ أَوْ مُثَقَّفُونَ وَطَيِّبُونَ.	قال لي حزوم: "لو كان بإيدي كنت سبقتك للقاهرة عشان أغسلك شوارعها". داريت اضطرابي أمام نبله وغيرتي من فصاحته بإغاظته أن غرفتي تفتح على عمارة يعقوبيان. غسل لي القاهرة بدلا عن حزوم، أبو محمد سائق تاكسي. وسائقو التاكسي هنا إما حرامية أو مثقفون وطيبون.
Our-Benchmark.csv	لَا يُوجَدُ عِنْدَهُمْ صِنْفٌ ثَالِثٌ. كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ لَا يُفَوِّتُ مَعْلَمًا دُونَ أَنْ يُعْطِيَنِي حَوْلَهُ بَسْطَةً ضَافِيَةً وَأَنَا مُنْدَهِشٌ بِسَعَةِ ثَقَافَتِهِ وَمُعْجَبٌ بِاعْتِدَادِهِ بِبَلَدِهِ. حَدَّثَنِي عَنْ قَلْعَةِ صَلَاحِ الدِّينِ وَعَنْ سُورِ مَجْرَى الْعُيُونِ الَّذِي يَنْقُلُ إِلَيْهَا الْمَاءَ مِنَ النِّيلِ وَعَنْ مَسْجِدِ ابْنِ طُولُونَ وَعَنْ هَدْمِ السِّيسِي لِلْمَقَابِرِ وَنَقْلِ سُكَّانِهَا إِلَى أَحْيَاءٍ جَدِيدَةٍ،	لا يوجد عندهم صنف ثالث. كان أبو محمد لا يفوت معلما دون أن يعطيني حوله بسطة ضافية وأنا مندهش بسعة ثقافته ومعجب باعتداده ببلده. حدثني عن قلعة صلاح الدين وعن سور مجرى العيون الذي ينقل إليها الماء من النيل وعن مسجد ابن طولون وعن هدم السيسي للمقابر ونقل سكانها إلى أحياء جديدة،
Our-Benchmark.csv	وَعَنْ وَاقِعَةِ إِبَادَةِ مُحَمَّدٍ عَلِي لِأَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ أَعْيَانِ الْمَمَالِيكِ بَعْدَ أَنِ اسْتَدْرَجَهُمْ إِلَى الْقَلْعَةِ وَأَوْقَعَهُمْ فِي كَمِينٍ بِدَاخِلِهِ، وَعَنِ الدِّمَاءِ الَّتِي جَرَتْ أَنْهَارًا وَغَمَرَتِ الْأَحْيَاءَ الْمُحِيطَةَ بِالْقَلْعَةِ فَسُمِّيَتِ الْمِنْطَقَةُ مُنْذُ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ بِالدَّرْبِ الْأَحْمَرِ. قَالَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ وَهُوَ يَرْكَنُ التَّاكْسِي أَمَامَ الْفُنْدُقِ،	وعن واقعة إبادة محمد علي لأربعمائة من أعيان المماليك بعد أن استدرجهم إلى القلعة وأوقعهم في كمين بداخله، وعن الدماء التي جرت أنهارا وغمرت الأحياء المحيطة بالقلعة فسميت المنطقة منذ تلك الواقعة بالدرب الأحمر. قال لي أبو محمد وهو يركن التاكسي أمام الفندق،
Our-Benchmark.csv	أَنَّ الْقَاهِرَةَ سُمِّيَتْ هَكَذَا لِأَنَّهَا بُنِيَتْ تَحْتَ نَجْمَةٍ تُعْرَفُ بِالْقَاهِرَةِ. وَلِذَلِكَ جَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ الْقَوْلُ بِوُجُودِ قَاهِرَتَيْنِ: قَاهِرَةٍ فِي السَّمَاءِ وَقَاهِرَةٍ فِي الْأَرْضِ. لَمَّا انْصَرَفَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَاتَبَتْنِي زَوْجَتِي عَلَى عَدَمِ طَلَبِي لِرَقْمِهِ حَتَّى لَا نَتَحَرَّكَ إِلَّا مَعَهُ خِلَالَ بَقِيَّةِ إِقَامَتِنَا بِالْقَاهِرَةِ.	أن القاهرة سميت هكذا لأنها بنيت تحت نجمة تعرف بالقاهرة. ولذلك جرى على ألسنة الناس القول بوجود قاهرتين: قاهرة في السماء وقاهرة في الأرض. لما انصرف أبو محمد عاتبتني زوجتي على عدم طلبي لرقمه حتى لا نتحرك إلا معه خلال بقية إقامتنا بالقاهرة.
Our-Benchmark.csv	فَشَرَحْتُ لَهَا أَنَّنِي لَا أُحِبُّ أَنْ يَحْجُبَ عَنِّي أَبُو مُحَمَّدٍ بَقِيَّةَ الْقَاهِرِيِّينَ. أَغْلَبُ آثَارِ الْقَاهِرَةِ مَحْضُونَةٌ بِأَحْيَاءٍ شَعْبِيَّةٍ وَفَقِيرَةٍ. قَلْعَةُ مُحَمَّدٍ عَلِي وَمُتْحَفُ الْحَضَارَةِ الْمِصْرِيَّةِ وَالْأَهْرَامَاتُ وَالْفُسْطَاطُ وَسَيِّدُنَا الْحُسَيْنُ وَالسَّيِّدَةُ زَيْنَبُ وَقَصْرُ عَابِدِينَ وَغَيْرُهَا... تُشَكِّلُ الْأَحْيَاءُ الشَّعْبِيَّةُ حَوْلَ الْآثَارِ طَوْقًا يَمْنَحُهَا رُوحَهَا الْمِصْرِيَّةَ. الْآثَارُ بِالنِّسْبَةِ لِسُكَّانِ تِلْكَ الْأَحْيَاءِ إِرْثٌ تَرَكَهُ الْأَجْدَادُ مِنْهُ يَعِيشُونَ وَيَتَكَسَّبُونَ. وَبِمُرُورِ الْوَقْتِ،	فشرحت لها أنني لا أحب أن يحجب عني أبو محمد بقية القاهريين. أغلب آثار القاهرة محضونة بأحياء شعبية وفقيرة. قلعة محمد علي ومتحف الحضارة المصرية والأهرامات والفسطاط وسيدنا الحسين والسيدة زينب وقصر عابدين وغيرها... تشكل الأحياء الشعبية حول الآثار طوقا يمنحها روحها المصرية. الآثار بالنسبة لسكان تلك الأحياء إرث تركه الأجداد منه يعيشون ويتكسبون. وبمرور الوقت،
Our-Benchmark.csv	تَشَكَّلَ نَسِيجٌ وَاسِعٌ وَمُعَقَّدٌ مِنَ الْمَصَالِحِ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَالْمُعَامَلَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَصَارَ أَمْرًا وَاقِعِيًّا خَارِجًا عَنْ سَيْطَرَةِ الدَّوْلَةِ رَغْمَ أَوْ رُبَّمَا بِسَبَبِ الْمُشَارَكَةِ النَّشِطَةِ لِأَصْنَافٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ أَعْوَانِ الدَّوْلَةِ وَمُوَظَّفِيهَا فِي هَذَا النَّسِيجِ وَاسْتِفَادَتِهِمْ مِنْهُ. وَسَيَكُونُ مِنَ الصَّعْبِ الْمَسَاسُ بِهَذَا النَّسِيجِ مِنَ الْمَصَالِحِ وَالْمُعَامَلَاتِ فِي إِطَارِ خُطَّةٍ رَسْمِيَّةٍ لِمُرَاجَعَةِ سِيَاسَةِ الْآثَارِ وَأَشْكَالِ تَثْمِينِهَا وَالِاسْتِثْمَارِ فِيهَا وَالِاسْتِفَادَةِ مِنْهَا بِشَكْلٍ أَكْثَرَ شَفَافِيَّةً وَاسْتِدَامَةً،	تشكل نسيج واسع ومعقد من المصالح الاقتصادية والمعاملات الاجتماعية، وصار أمرا واقعيا خارجا عن سيطرة الدولة رغم أو ربما بسبب المشاركة النشطة لأصناف مختلفة من أعوان الدولة وموظفيها في هذا النسيج واستفادتهم منه. وسيكون من الصعب المساس بهذا النسيج من المصالح والمعاملات في إطار خطة رسمية لمراجعة سياسة الآثار وأشكال تثمينها والاستثمار فيها والاستفادة منها بشكل أكثر شفافية واستدامة،
Our-Benchmark.csv	دُونَ كُلْفَةٍ اقْتِصَادِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ بَاهِظَةٍ. هَذَا فَضْلًا عَنْ أَنَّ كُلْفَةَ تَهْيِئَةِ هَذِهِ الْمَعَالِمِ وَتَعَهُّدِهَا بِالصِّيَانَةِ تَفُوقُ إِمْكَانِيَّاتِ أَيِّ دَوْلَةٍ مَهْمَا عَظُمَ شَأْنُهَا. وَالْكُلُّ يَعْلَمُ كَمِ الْتَاعَتْ مِصْرُ مِنْ نَهْبِ الدُّوَلِ الْأَجْنَبِيَّةِ وَخَبِرَتْ أَنَّهَا لَا تَعْرِضُ مُسَاعَدَاتِهَا لِوَجْهِ اللَّهِ. وَنَحْنُ نَتَمَشَّى بِاتِّجَاهِ مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ لِنَسْهَرَ بَعِيدًا عَنْ رُطُوبَةِ الْغُرْفَةِ وَنَعُبَّ مِنْ نَسِيمِ النِّيلِ،	دون كلفة اقتصادية واجتماعية باهظة. هذا فضلا عن أن كلفة تهيئة هذه المعالم وتعهدها بالصيانة تفوق إمكانيات أي دولة مهما عظم شأنها. والكل يعلم كم التاعت مصر من نهب الدول الأجنبية وخبرت أنها لا تعرض مساعداتها لوجه الله. ونحن نتمشى باتجاه ميدان التحرير لنسهر بعيدا عن رطوبة الغرفة ونعب من نسيم النيل،
Our-Benchmark.csv	وَقَفْتُ أَتَصَفَّحُ كِتَابًا بِعُنْوَانِ: "لِمَاذَا يُحِبُّ الرِّجَالُ الْعَاهِرَاتِ؟ " وَلَكِنَّ زَوْجَتِي الَّتِي اسْتَهْجَنَتِ الْعُنْوَانَ افْتَكَّتْهُ مِنْ يَدِي فَاقْتَنَيْتُ تَرْجَمَةً مِصْرِيَّةً لِ"سِيكُولُوجِيَا الْجَمَاهِيرِ"، يَقِينًا مِنِّي أَنَّ قِرَاءَةَ هَذَا الْكِتَابِ فِي السَّاهِرَةِ وَفِي مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ بِالذَّاتِ حَيْثُ تَجَسَّدَتْ سِيكُولُوجِيَا الْجَمَاهِيرِ أَيَّامَ الثَّوْرَةِ الْمِصْرِيَّةِ،	وقفت أتصفح كتابا بعنوان: "لماذا يحب الرجال العاهرات؟ " ولكن زوجتي التي استهجنت العنوان افتكته من يدي فاقتنيت ترجمة مصرية ل"سيكولوجيا الجماهير"، يقينا مني أن قراءة هذا الكتاب في الساهرة وفي ميدان التحرير بالذات حيث تجسدت سيكولوجيا الجماهير أيام الثورة المصرية،
Our-Benchmark.csv	سَتُعْطِي لِكِتَابِ غُوسْتَافَ لُوبُونَ أَجْنِحَةً جَدِيدَةً. ضِيَاءُ وَأَمَانِي يُطْلِقَانِ ذَلِكَ النَّيْزَكَ الْمُشِعَّ فِي سَمَاءِ مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ مَزْهُوِّينَ بِمَهَارَتِهِمَا أَمَامَ الْأَطْفَالِ الْمُنْتَشِرِينَ عَلَى "النَّچِيلَةِ". مَا أَرْوَعَ الْأَطْفَالَ فِي عَفْوِيَّتِهِمْ وَمَا أَسْرَعَ عِنْدَهُمُ التَّعَارُفَ وَعَقْدَ الصَّدَاقَاتِ. عُشْبُ مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ، هَذَا الَّذِي كَانَ شَاهِدًا عَلَى اعْتِصَامِ الثَّوْرَةِ الْمِصْرِيَّةِ،	ستعطي لكتاب غوستاف لوبون أجنحة جديدة. ضياء وأماني يطلقان ذلك النيزك المشع في سماء ميدان التحرير مزهوين بمهارتهما أمام الأطفال المنتشرين على "النچيلة". ما أروع الأطفال في عفويتهم وما أسرع عندهم التعارف وعقد الصداقات. عشب ميدان التحرير، هذا الذي كان شاهدا على اعتصام الثورة المصرية،
Our-Benchmark.csv	يَشْهَدُ الْآنَ عَلَى دُمُوعِ تِلْكَ الْبِنْتِ الْقَاهِرِيَّةِ ذَاتِ التِّسْعِ سَنَوَاتٍ وَهِيَ تُوَدِّعُ أَمَانِي: "حَتُوحِشِنِي أَوِي يَا أَمَانِي".	يشهد الآن على دموع تلك البنت القاهرية ذات التسع سنوات وهي تودع أماني: "حتوحشني أوي يا أماني".
Our-Benchmark.csv	مَحْمُودٌ ذُو السَّبْعِ سَنَوَاتٍ يَجْرِي نَحْوِي بِقَدَمَيْهِ الْحَافِيَتَيْنِ رَافِعًا جَلَابِيَتَهُ حَتَّى لَا تُعِيقَهُ عَنِ الْعَدْوِ وَيَقِفُ أَمَامِي يَرْجُونِي أَنْ أَتْرُكَ ضِيَاءً يَلْعَبُ مَعَهُ أَكْثَرَ... يَا اللَّهُ عَلَى جَمَالِ ذَلِكَ الصَّبِيِّ وَعَلَى خِفَّةِ رُوحِهِ. بَشَرَةٌ قَمْحِيَّةٌ وَعَيْنَانِ وَاسِعَتَانِ صَافِيَتَانِ عَلَى فَمٍ صَغِيرٍ تَشِعُّ مِنْ وَرَائِهِ أَسْنَانٌ كَالثَّلْجِ فِي بَيَاضِهِ. لِمَحْمُودٍ كَارِيزْمَا عَجِيبَةٌ جَعَلَتْهُ يَخْتَرِقُ قَلْبِي.	محمود ذو السبع سنوات يجري نحوي بقدميه الحافيتين رافعا جلابيته حتى لا تعيقه عن العدو ويقف أمامي يرجوني أن أترك ضياء يلعب معه أكثر... يا الله على جمال ذلك الصبي وعلى خفة روحه. بشرة قمحية وعينان واسعتان صافيتان على فم صغير تشع من ورائه أسنان كالثلج في بياضه. لمحمود كاريزما عجيبة جعلته يخترق قلبي.
Our-Benchmark.csv	وَحَتَّى لَا يُحِسَّ بِقَسْوَتِي سَأَلْتُهُ: "خَلَاصِ الْوَقْتُ مُتَأَخِّرٌ. هُوَ أَنْتَ مَا عَنْدَكْشِ مَدْرَسَةٌ بُكْرَةِ الصُّبْحْ؟ "، "لَا يَا عَمِّي احْنَا مِنَ السُّودَانِ. وَمُوشْ حَ يِبْقَى فِيهِ مَدَارِسُ قَبْلَ مَا تِهْدَأَ الْحَرْبُ"... تُلَوِّحُ أَمَانِي بِالتَّحِيَّةِ نَحْوَ بِنْتٍ أُخْرَى وَتُخْبِرُنِي أَنَّهَا سُورِيَّةٌ لَجَأَتْ أُسْرَتُهَا إِلَى الْقَاهِرَةِ بِسَبَبِ الْحَرْبِ. وَنَحْنُ نَخْطُو فِي طَرِيقِ عَوْدَتِنَا إِلَى غُرْفَةِ الْفُنْدُقِ،	وحتى لا يحس بقسوتي سألته: "خلاص الوقت متأخر. هو أنت ما عندكش مدرسة بكرة الصبح؟ "، "لا يا عمي احنا من السودان. وموش ح يبقى فيه مدارس قبل ما تهدأ الحرب"... تلوح أماني بالتحية نحو بنت أخرى وتخبرني أنها سورية لجأت أسرتها إلى القاهرة بسبب الحرب. ونحن نخطو في طريق عودتنا إلى غرفة الفندق،
Our-Benchmark.csv	تَصِلُنَا أَصْوَاتُ حَفْلٍ يُقَامُ فِي حَدِيقَةِ الْجَامِعَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ. وَلَكِنَّ هُتَافَاتِ شَبَابِ الطَّلَبَةِ تَفَاعُلًا مَعَ مُوسِيقَى الرُّوكْ أَنْدْ رُولْ لَا تُغَطِّي عَلَى أَصْوَاتِ الْبِنْتَيْنِ الْمِصْرِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ وَالْفَتَى مَحْمُودٍ السُّودَانِيِّ ذَهَبْتُ إِلَى مِصْرَ أَبْحَثُ عَنْ وَجْهِ الْمِصْرِيِّ الضَّاحِكِ فِي وَجْهِ كُلِّ شَيْءٍ وَرَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ، فَوَجَدْتُ شَكَاوَى الْفَلَّاحِ الْفَصِيحِ عَلَى كُلِّ لِسَانٍ.	تصلنا أصوات حفل يقام في حديقة الجامعة الأمريكية. ولكن هتافات شباب الطلبة تفاعلا مع موسيقى الروك أند رول لا تغطي على أصوات البنتين المصرية والسورية والفتى محمود السوداني ذهبت إلى مصر أبحث عن وجه المصري الضاحك في وجه كل شيء ورغم كل شيء، فوجدت شكاوى الفلاح الفصيح على كل لسان.
Our-Benchmark.csv	وَشَكَاوَى الْفَلَّاحِ الْفَصِيحِ قِصَّةٌ مِنَ الْأَدَبِ الْفِرْعَوْنِيِّ عُثِرَ عَلَى نَصِّهَا كَامِلًا غَيْرَ مَنْقُوصٍ مُدَوَّنًا فِي بَرْدِيَّةٍ. تَرْوِي الْقِصَّةُ حِكَايَةَ فَلَّاحٍ فَقِيرٍ تَعَرَّضَ إِلَى ظُلْمِ وَاحِدٍ مِنَ الْأَعْيَانِ ضَرَبَهُ وَافْتَكَّ مِنْهُ حَمِيرَهُ وَمَحْصُولَهُ. لَجَأَ الْمِسْكِينُ إِلَى الْمَلِكِ فِرْعَوْنَ شَاكِيًا. فَأَبْهَرَهُ بِفَصَاحَةِ لِسَانِهِ. لَكِنَّ فِرْعَوْنَ تَعَمَّدَ تَجَاهُلَهُ حَتَّى يَسْتَمِرَّ فِي كَلَامِهِ الْمُرَصَّعِ بِالْفَلْسَفَةِ وَالْحِكَمِ عَنِ الْعَدْلِ وَالظُّلْمِ وَأَسْبَابِ دَوَامِ الْعُمْرَانِ.	وشكاوى الفلاح الفصيح قصة من الأدب الفرعوني عثر على نصها كاملا غير منقوص مدونا في بردية. تروي القصة حكاية فلاح فقير تعرض إلى ظلم واحد من الأعيان ضربه وافتك منه حميره ومحصوله. لجأ المسكين إلى الملك فرعون شاكيا. فأبهره بفصاحة لسانه. لكن فرعون تعمد تجاهله حتى يستمر في كلامه المرصع بالفلسفة والحكم عن العدل والظلم وأسباب دوام العمران.
Our-Benchmark.csv	أَمَرَ فِرْعَوْنُ بِتَدْوِينِ كُلِّ كَلِمَةٍ تَصْدُرُ عَنِ الْفَلَّاحِ عِنْدَمَا يَعْرِضُ شَكَاوِيهِ، حَتَّى يَئِسَ الْمِسْكِينُ وَهَدَّدَ بِالِانْتِحَارِ. حِينَهَا أَنْصَفَهُ فِرْعَوْنُ وَاقْتَصَّ لَهُ مِنْ ظَالِمِهِ. لَا أَذْكُرُ إِنْ كَانَ خَيَالِي صَوَّرَ لِي أَنَّ الْحُكَّامَ الْفَرَاعِنَةَ اتَّخَذُوا مِنْ شَكَاوَى الْفَلَّاحِ الْفَصِيحِ دُسْتُورًا لِدَوْلَتِهِمْ، أَمْ أَنَّ ذَلِكَ حَصَلَ فِعْلًا... ذَهَبْتُ إِلَى مِصْرَ، أَتَقَفَّى مَلَامِحَ وَجْهِ أَبِي فِي وُجُوهِ الصَّعَايِدَةِ الْقَمْحِيَّةِ،	أمر فرعون بتدوين كل كلمة تصدر عن الفلاح عندما يعرض شكاويه، حتى يئس المسكين وهدد بالانتحار. حينها أنصفه فرعون واقتص له من ظالمه. لا أذكر إن كان خيالي صور لي أن الحكام الفراعنة اتخذوا من شكاوى الفلاح الفصيح دستورا لدولتهم، أم أن ذلك حصل فعلا... ذهبت إلى مصر، أتقفى ملامح وجه أبي في وجوه الصعايدة القمحية،
Our-Benchmark.csv	فَأَسَرَتْنِي مَتَاحِفُ الْقَاهِرَةِ وَمَيَادِينُهَا وَصَخَبُهَا. أَعُدُّ الْأَيَّامَ الْمُتَبَقِّيَةَ لِي فِي مِصْرَ وَأُدْرِكُ أَنَّنِي لَنْ أَرَى الصَّعِيدَ، فَيَغْمُرُنِي الْحَنِينُ إِلَى مِصْرَ قَبْلَ أَنْ أُغَادِرَهَا وَأَبْدَأُ التَّخْطِيطَ لِرِحْلَتِي الْقَادِمَةِ إِلَى الصَّعِيدِ.	فأسرتني متاحف القاهرة وميادينها وصخبها. أعد الأيام المتبقية لي في مصر وأدرك أنني لن أرى الصعيد، فيغمرني الحنين إلى مصر قبل أن أغادرها وأبدأ التخطيط لرحلتي القادمة إلى الصعيد.
Our-Benchmark.csv	سَأَعِيشُ رَغْمَ الدَّاءِ وَالْأَعْدَاءِ سَأَعِيشُ رَغْمَ الدَّاءِ وَالْأَعْدَاءِ كَالنَّسْرِ فَوْقَ الْقِمَّةِ الشَّمَّاءِ أَرْنُو إِلَى الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ هَازِئًا بِالسُّحْبِ وَالْأَمْطَارِ وَالْأَنْوَاءِ لَا أَرْمُقُ الظِّلَّ الْكَئِيبَ وَلَا أَرَى مَا فِي قَرَارِ الْهُوَّةِ السَّوْدَاءِ وَأَسِيرُ فِي دُنْيَا الْمَشَاعِرِ حَالِمًا غَرِدًا وَتِلْكَ سَعَادَةُ الشُّعَرَاءِ أُصْغِي لِمُوسِيقَى الْحَيَاةِ وَوَحْيِهَا وَأُذِيبُ رُوحَ الْكَوْنِ فِي إِنْشَائِي وَأُصِيخُ لِلصَّوْتِ الْإِلَهِيِّ الَّذِي يُحْيِي بِقَلْبِي مَيِّتَ الْأَصْدَاءِ	سأعيش رغم الداء والأعداء سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا بالسحب والأمطار والأنواء لا أرمق الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء وأسير في دنيا المشاعر حالما غردا وتلك سعادة الشعراء أصغي لموسيقى الحياة ووحيها وأذيب روح الكون في إنشائي وأصيخ للصوت الإلهي الذي يحيي بقلبي ميت الأصداء
Our-Benchmark.csv	وَأَقُولُ لِلْقَدَرِ الَّذِي لَا يَنْثَنِي عَنْ حَرْبِ آمَالِي بِكُلِّ بَلَاءِ لَا يُطْفِئُ اللَّهَبَ الْمُؤَجَّجَ فِي دَمِي مَوْجُ الْأَسَى وَعَوَاصِفُ الْأَزْرَاءِ فَاهْدِمْ فُؤَادِي مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِثْلَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ لَا يَعْرِفُ الشَّكْوَى الذَّلِيلَةَ وَالْبُكَا وَضَرَاعَةَ الْأَطْفَالِ وَالضُّعَفَاءِ وَيَعِيشُ جَبَّارًا يُحَدِّقُ دَائِمًا بِالْفَجْرِ بِالْفَجْرِ الْجَمِيلِ النَّائِي إِمْلَأْ طَرِيقِي بِالْمَخَاوِفِ وَالدُّجَى وَزَوَابِعِ الْأَشْوَاكِ وَالْحَصْبَاءِ	وأقول للقدر الذي لا ينثني عن حرب آمالي بكل بلاء لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي موج الأسى وعواصف الأزراء فاهدم فؤادي ما استطعت فإنه سيكون مثل الصخرة الصماء لا يعرف الشكوى الذليلة والبكا وضراعة الأطفال والضعفاء ويعيش جبارا يحدق دائما بالفجر بالفجر الجميل النائي إملأ طريقي بالمخاوف والدجى وزوابع الأشواك والحصباء
Our-Benchmark.csv	وَانْشُرْ عَلَيْهِ الرُّعْبَ وَ انْثُرْ فَوْقَهُ رُجُمَ الرَّدَى وَصَوَاعِقَ الْبَأْسَاءِ سَأَظَلُّ أَمْشِي رَغْمَ ذَلِكَ عَازِفًا قِيثَارَتِي مُتَرَنِّمًا بِغِنَائِي أَمْشِي بِرُوحٍ حَالِمٍ مُتَوَهِّجٍ فِي ظُلْمَةِ الْآلَامِ وَالْأَدْوَاءِ النُّورُ فِي قَلْبِي وَبَيْنَ جَوَانِحِي فَعَلَامَ أَخْشَى السَّيْرَ فِي الظَّلْمَاءِ إِنِّي أَنَا النَّايُ الَّذِي لَا تَنْتَهِي أَنْغَامُهُ مَا دَامَ فِي الْأَحْيَاءِ وَأَنَا الْخِضَمُّ الرَّحْبُ لَيْسَ تَزِيدُهُ إِلَّا حَيَاةً سَطْوَةُ الْأَنْوَاءِ	وانشر عليه الرعب و انثر فوقه رجم الردى وصواعق البأساء سأظل أمشي رغم ذلك عازفا قيثارتي مترنما بغنائي أمشي بروح حالم متوهج في ظلمة الآلام والأدواء النور في قلبي وبين جوانحي فعلام أخشى السير في الظلماء إني أنا الناي الذي لا تنتهي أنغامه ما دام في الأحياء وأنا الخضم الرحب ليس تزيده إلا حياة سطوة الأنواء

Subsets and Splits

No community queries yet

The top public SQL queries from the community will appear here once available.