text
stringlengths 223
576k
|
---|
يرجى أن تتصل بالحكومة الأوغندية وأن تحثهم على ما يلي: 1- قوموا بإجراء اختبار الحمض النووي على جثة المشتبه به المتبقي على نفقة الحكومة دون تأخير. 2- ضمان تنفيذ جميع تقنيات التحقيق ذات الصلة على الفور، بما في ذلك اختبار الحمض النووي، في حالات العنف الجنسي، وعلى وجه الخصوص، الحالات التي تتعلق بالضحايا ذوات الإعاقة.
ويرجى مساعدتنا على التعريف بهذه الحملة من خلال الاشتراك في هذا العمل مع أصدقائك.
وتوجه الرسائل إلى:
ريتشارد بوتيرا مدير النيابات العامة مديرية النيابات العامة صندوق بريد 1550 كمبالا، أوغندا الهاتف: 7-501 -332-414- 256 + فاكس: 951-251-414- 256 +
الأونرابل رئيس المحكمة العليا بنيامين جوزيف أودوكي، رئيس المحكمة العليا في أوغندا المحاكم القضائية لنظام القضاء مبنى المحكمة العليا صندوق بريد 7085 كمبالا، أوغندا الهاتف: 116-341-414-256 + البريد الإلكتروني: [email protected]
القاضية أليس إ. مباجي-باهيجين نائبة رئيس المحكمة العليا في أوغندا المحاكم القضائية لنظام القضاء مبنى المحكمة العليا صندوق البريد 7085 كمبالا، أوغندا البريد الإلكتروني: [email protected]
رسائل:
الأونرابل رئيس المحكمة العليا / القاضية
أعرب عن بالغ القلق إزاء تقاعس الحكومة الأوغندية عن حماية ضحايا العنف الجنسي ذوات الإعاقة وعدم اتخاذها خطوات إضافية للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهن من شأنها أن تكفل العدالة السريعة. ومن الأمثلة على ذلك قضية سانيو، وهي فتاة أوغندية مكفوفة البصر وصماء وبكماء تبلغ 13 عاما من العمر، تعرضت للاغتصاب وأصبحت حاملا نتيجة لذلك، ولكنها لم تتمكن من التعريف بهوية مغتصبها بسبب حالتها. وطلبت والدة سانيو ومنظمة العمل القانوني من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة في أوغندا إجراء اختبار فحص الحمض النووي لوالد سانيو، وأشقائها الثلاثة (وهم الذكور الوحيدون الذين كان بإمكانهم الوصول إليها) والطفل لإثبات الأبوة، ولكن المختبر التحليلي الحكومي في وانديجيا لم يستجب لهذا الطلب الرسمي وأغلقت الشرطة ملف القضية.
ولدى علم المنظمة الدولية لحقوق الإنسان المساواة الآن بالقضية، نجحت في جمع الأموال لإجراء اختبار الحمض النووي في عام 2011 وبمساعدة من منظمة العمل القانوني من أجل ذوي الإعاقة أعيد فتح القضية. وتم أخذ عينات من الحمض النووي من ثلاثة من المشتبه فيهم الاربعة (وهرب واحد من الأشقاء) في 24 أغسطس/آب 2011 (بعد أربع سنوات من الاغتصاب) وإرسالها إلى خبير الحكومة الكيميائي لإجراء الاختبار، كما يشترَط لمقبولية المحاكمة. وطال أمر اختبار الحمض النووي لمدة تزيد عن عام، وعندما وصلت نتائجه أخيرا، تبين منها أن والد الطفل ينتمي لنفس الخط الوراثي للأب، رغم أن أيا من الثلاثة الذين تم فحصهم لم يكن والد الطفل الذي أنجبته سانيو. وعلى حد علمنا لم يبذل أي جهد من قبل الشرطة لإلقاء القبض على المشتبه فيه المتبقي وإجراء الاختبار له. وأشارك المساواة الآن ومنظمة العمل القانوني من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة ما يساورهما من الانزعاج البالغ لعدم القيام بتحقيق شامل في الأمر والتأخير لمدة خمس سنوات في إقرار العدالة لسانيو، التي يبلغ عمرها الآن 18 عاما. وأؤيد الدعوة إلى تحسين الإجراءات القانونية في قضايا العنف الجنسي، وإلى اتخاذ خطوات إضافية لمساعدة الضحايا ذوات الإعاقة.
إن العنف الجنسي منتشر على نطاق واسع في أوغندا والنساء والفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة مثل سانيو معرضات لخطره بشكل خاص. ويكفل دستور أوغندا وقانون المعوقين لعام 2006 حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وينصان على القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المعوقين والعمل على تحقيق تكافؤ الفرص لهم. غير أن الحكومة لا تتخذ خطوات إضافية لتسهيل تحقيق العدالة لضحايا العنف الجنسي ذوات الإعاقة مثل سانيو بتوفير تقنيات التحقيق التي من شأنها تسهيل هذه العملية مما يؤدي إلى مزيد من الإيذاء.
وقد صدقت حكومة أوغندا على عدد من الصكوك الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان التي تنص على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا (البروتوكول)، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وبالإضافة إلى ذلك، صدقت أوغندا على اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي تدعو لجنتها الدول في توصيتها العامة 18 إلى تقديم تقارير عما تتخذه من تدابير خاصة للتعامل مع حالة النساء ذوات الإعاقة على وجه التحديد.
وللتأكد من حصول سانيو والفتيات اللواتي في حالات مماثلة على العدالة، يجب أن ترقى أوغندا إلى مستوى التزاماتها المحلية والدولية وأن تتخذ خطوات إضافية لتحسين معدل القيام بعملية التحقيق والمقاضاة في قضايا العنف الجنسي التي تتعلق بالضحايا المعوقات. وعلى وجه الخصوص، أحثكم على ضمان إجراء اختبار الحمض النووي على المشتبه فيه المتبقي على نفقة الحكومة دون تأخير. ويرجى منكم ضمان تطبيق جميع تقنيات التحقيق ذات الصلة على الفور، بما في ذلك اختبار الحمض النووي، في حالات العنف الجنسي، وعلى وجه الخصوص الحالات المتعلقة بضحايا من ذوات الإعاقة.
دخل (تعديل) قانون الأراضي حيز النفاذ في 18 مارس/أذار 2004، مؤذناً بإحراز تقدم هام صوب تحقيق المساواة للمرأة. وقد أصدرت المساواة الآن في أغسطس/آب 2000، نشرة مواقف المرأة 17.1 التي تدعو فيها إلى إصدار تعديل لقانون الأراضي الأوغندي لعام 1998 ينص على اشتراك الأزواج في امتلاك الأراضي. وكان البرلمان قد أقرّ حكماً مماثلاً ولكنه استبعد من النص النهائي لقانون 1998 نتيجة لتنقيحات فنية وعرف فيما بعد باسم "المادة الغائبة".
ما الذي يمكنك أن تفعله:
يرجى الكتابة إلى رئيس الجمهورية ووزير شؤون المياه والأراضي والبيئة على النحو المبيّن أدناه. والرجا توجيه التهنئة لهما على التعديلات الهامة في القانون الأوغندي، التي تنص على أمن شغل الأراضي. كما يرجى تشجيعهما على المضي في الإصلاحات التي من شأنها ضمان المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة في أوغندا في جميع المجالات، بما فيها امتلاك الأراضي.
His Excellency Yoweri Museveni President of Uganda Parliamentary Building P.O. Box 7168 Kampala, UGANDA Fax: +256-41-235459/244012
The Honorable Col. Kahinda Otafiire Minister for Water, Land and Environment P.O. Box 7096 Kampala, UGANDA Fax: +256-41-230891 Email: [email protected]
عاشت مريم نامايانجا كبيرى مع زوجها في منزل صغير في كوكوبا في يوغندا لأكثر من 38 عاما. حيث عملا سويا على فلاحة الأرض التي تسمي باللغة المحلية كيبانجا، واعتمدا عليها في المعيشة مع أطفالهما الستة. عندما أتخذ زوج مريم زوجة ثانية بنى لها بيتا في الكيبانجا وحرم مريم من الأرض [ تنويه: تعدد الزوجات مباح في يوغندا حسب القانون الإسلامي والقانون العُرفي].
ما الذي يمكنك أن تفعله:
نرجو الكتابة إلي السيد رئيس جمهورية يوغندا والمسئولين المذكورين أدناه لحثهم على مساندة تعديل قانون الأراضي ليضمن شركة الزوجين في الأرض. كما نرجو تذكيرهم بمواد الدستور اليوغندي والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب التي تلزم دولة يوغندا بالقضاء على التمييز ضد المرأة ومساندة حقوقها. نوهوا بالفارق العظيم في ملكية الأراضي بين النساء والرجال بالمقارنة مع حجم مشاركة المرأة في القطاع الزراعي والي حاجة النساء إلى المزيد من الضمانات عند ملكية الأرض. والرجاء ذكر قصة مريم كبيرى التي حجر عليها الدخول إلى أرضها وباتت مهددة بالطرد من بيتها بعد زواج دام 38 عاما، مما يشكل انتهاكا صارخا لما تستحقه مريم كإنسان، هذا الحق سيضمنه لها تعديل القانون للاعتراف بالشركة بين الزوجين.
His Excellency Yoweri Museveni President of Uganda Parliamentary Building P.O. Box 7168 Kampala, Uganda Tel: +256-41-254881-8 Fax: +256-41-235459/244012
Hon. Edward Sekandi Speaker of the Parliament Parliament Avenue P.O. Box 7178 Kampala, Uganda Tel: 256-41-341038/346806 Fax: 256-41-231296/347826 Email: [email protected]
Hon. Ruhakana Rugunda Minister for Water, Land, and Environment P.O. Box 7122 Kampala, Uganda Tel: +256-41-342931-3 or 358191 Fax: +256-41-230891 Email: [email protected] |
هل مره سمعتي عن طفل ذكي و طفل غبي ؟
هل تعلمي انه من الممكن ان يكون طفل ذكي جدا في تركيب الليجو و يتعامل مع العاب التركيب بذكاء بينما لا يمكنه ابدا ابدا ان يتكلم بطلاقه ؟
هل تعلمي ان من نعم الله ان يكون الذكاء اقسام ؟
لا تحكمي بعد الان عن طفل غبي و طفل ذكي .
اليكي هذه التقارير المنقوله من اسلام اون لاين .
بعنوان صيف ذكي جدا
تعتبر نظرية الذكاءات المتعددة من النظريات التربوية الهامة؛ والتي تعتبر قديمة نسبيا حيث توصل لها العالم "هاورد جاردنر" منذ عام 1983م ومنذ ذلك الحين تعدت النظرية حيزها النظري لتنزل فعليا ساحة التطبيق، ويعمل عليها الباحثون في كل ميدان ليستفيدوا منها -تجريبيا وتطبيقيا- أقصى استفادة في تنمية الطفل سواء في الأسرة أو في المدارس.
ورغم أننا لا نملك تغيير طرقنا التعليمية في المدارس دفعة واحدة.. فإننا نحاول -كصفحة إعلامية متخصصة- رفع الوعي خطوة خطوة لدى كل متعامل مع الطفل؛ محاولين بناء ما نفضل أن نسميه بالتعليم الموازي سدا للفجوة -بل الهوة- الواسعة في منظومتنا التعليمية والتربوية على حد سواء.. ولذا نحاول دوما أن نتجه للمساحات التي يمكن أن تؤتي بعض الثمار الطيبة السريعة؛ وهذه المساحات هي ساحة كل متعامل مع الطفل من خلال برامج غير نظامية: كالأسرة، مراكز الأنشطة، المساجد.. آملين في وقت من الأوقات بعد ارتفاع الوعي وازدياده أن يبدأ الناس حينها بالمطالبة بالتغيير.. بوعي وعن وعي.. بل ويكونوا مؤهلين لأن يشاركوا في هذا التغيير.
وقد وجدنا مع قدوم الإجازات الصيفية والتحرر من عبء التعليم النظامي الفرصة للبدء بكثافة على فكرة واحدة: "الذكاءات المتعددة" خلال هذا الملف، والتعريف بها عمليا من خلال ما نقدمه من أنشطة متعددة نترك للناس اختيار ما يناسب أبناءهم منها وفق ما سيعرفونه من علاقة كل من هذه الأنشطة بتنمية نوع معين من أنواع الذكاءات.
لن اضعها كلها مره واحده حتي لا تملو . |
صدى الحقيقة- وكالات (وكالة هنا الجنوب)
جوبه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بشعارات مناوئة بعد اعلانه عن بعض الوعود الانتخابية من بعض المشاركين بالحملة الدعائية الانتخابية لمجالس المحافظات لائتلاف دولة القانون في محافظة ذي قار .
حيث هتف بعض الحاضرين في الحملة الدعاية الانتخابية للمالكي في ملعب الادارة المحلية ببعض الهتافات التي تعبر عن عدم صدقهم للوعود التي اطلقها المالكي من زيادة في سلم الرواتب وتوزيع 200 الف وحدة سكنية على الفقراء والمتجاوزين مجانا.
يذكر ان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وفي جولته الدعائية في جنوب العراق التي بدئها من محافظة ميسان مرورا في محافظة البصرة وصولاُ الى محافظة ذي قار عصر يوم الثلاثاء |
المؤتمرنت - صواريخ (ستينغر) أمريكية في قبضة المعارضة السورية قال مصدر من المعارضة السورية في الولايات المتحدة لـ"العربية" إن الجيش السوري الحرّ تلقى 14 قاعدة صاروخ أرض جو من نوع "ستينغر"، لكنه لم يستعملها بعد، وأكد المصدر استطراداً خلال اتصال بـ"العربية" أن الطائرة الحربية السورية التي سقطت منذ أيام لم تسقط بصاروخ أرض جو بل بنيران أرضية فقط ولا مؤشر بعد على استعمال الجيش الحرّ لهذه الوسيلة الدفاعية النوعية.
ويعتبر تسليم صواريخ "ستينغر" للمعارضة خطوة كبيرة ميدانياً وسياسياً من قبل الدول الداعمة لها، ويرجح أن تكون وصلت بمعرفة تركيا والمملكة العربية السعودية والأمريكيين، خصوصاً أنه يجب على واشنطن السماح بإيصال أسلحة من صنعها ينقلها مالكوها الى طرف ثالث.
وفي هذا السياق، اتصلت "العربية" بوزارة الدفاع الأمريكية للتأكد من هذه المعلومات لكن الضابط المسؤول لم يُجب على هذا الاستفسار بالذات، وأحالنا إلى كلام حول سوريا أدلى به وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا منذ يومين.
14 صاروخ "ستينغ"
وفي المقابل، أكد مصدر آخر في واشنطن، مطلع على عمليات الجيش الحر وتسليحه، أن عدد الصواريخ البالغ 14 صحيح، وأنها وصلت إلى الجيش الحرّ عبر منطقة لواء الإسكندرون وبمعرفة الأمريكيين والأتراك. وعلى الرغم من حذر المصدر الذي تحدثت إليه "العربية"، للتأكد من صدق المعلومات لجهة مصدر السلاح، إلا أنه أشار - بعدما طلب عدم نشر اسمه - إلى أن التمويل ربما يكون جاء من المملكة العربية السعودية، ولكن مصدر الصواريخ قد يكون مختلفاً.
يُذكر أن عملية إرسال الصواريخ المضادة للطائرات للجيش السوري الحرّ حصلت في وقت كانت فيه معركة حلب تلوح في الأفق وسيطرة الثوار على المدينة الاستراتيجية يُشكل تحوّلاً أساسياً في مسار المعركة، أولاً لأن النظام السوري يخسر معها ثاني أكبر مدن البلاد، ثانياً لأنه توجد على أطراف المدينة مناطق ريفية يسيطر عليها الجيش السوري الحر وتصل إلى الحدود التركية، ولو حافظ الجيش السوري الحرّ على المدينة وريفها يكون عملياً فرض منطقة آمنة عليه أن يحميها.
وللمحافظة عليها تحتاج هذه المنطقة البرية الآمنة حماية من الطيران السوري، فالنظام عمد في المرحلة الأخيرة الى استعمال الطيران الحربي والمروحيات لضرب الثوار داخل وخارج المدن. ولا يملك الجيش الحرّ وسيلة للدفاع عن هذه المناطق سوى أسلحة سطا عليها من الجيش النظامي أو هرب بها جنود وضباط انشقوا عن النظام السوري ولكن لا شيء لمواجهة الطيران السوري.
صفقة بين مالكي الصواريخ والإدارة الأمريكية
إلى ذلك، يتردد الأمريكيون أيضاً في إرسال أسلحة للمعارضة السورية بشكل مباشر لأنهم يريدون حتى الآن أن يقتصر دورهم على الدعم السياسي وفرض العقوبات، وهم يشعرون بقلق شديد من وجود عناصر جهادية على الأراضي السورية جاء بعضها من العراق وغيرها من الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
أمام هذا التردد الأمريكي كانت النافذة الوحيدة المفتوحة هي إجراء صفقة بين مالكي الصواريخ الأمريكية الصنع والإدارة الأمريكية. وتقوم الصفقة على تسليم الجيش السوري الحرّ صواريخ "ستينغر" مع التأكد والحرص على أن يتمّ تسليمها لضباط منشقين وليس للجهاديين ولمجموعات معروفة من قبل الأمريكيين والأتراك.
وقال المصدر القريب من الجيش السوري الحرّ إن قواعد الصواريخ التي حصل عليها الجيش الحر وصلت منذ أقل من أسبوع، ولم تعبر على الأرجح الحدود التركية السورية. وكان المصدر الأول أشار خلال اتصال بـ"العربية" إلى أن وحدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" عملت جاهدة لمنع وصول هذه الصواريخ إلى داخل الأراضي السورية، لأنها تتخوّف من وصولها الى عناصر تجهلها أو الى عناصر جهادية دخلت سوريا، وتحارب إلى جانب الجيش الحرّ.
كما أشار المصدر لـ"العربية" إلى أن الأتراك والأمريكيين تأكدوا من أن ضباط ووحدات معروفة لديهم تسلّمت الصواريخ. ويبقى أن يستعمل الجيش الحرّ هذه الصواريخ المضادة للطائرات، للتأكد من قدرته على فرض منطقة آمنة وحمايتها من طيران النظام السوري، وربما يكون استعمال هذه الأسلحة النوعية وسيلة أخرى لتأخير الانخراط الأمريكي والأطلسي المباشر في سوريا. |
قائمة الصانعين و المنتجات
-
- الكابلات المقواة,صانع الكابلات المقواة,محول العاكس
- نحن صانع الكابلات المقواة في الصين. ميزات الكابلات المقواة. يمكن متابعه عكس الطارة. ثلاث صمامات ضوئية LED تشير إلى جهد بطارية السيارة. اختبار مولد التيار مسموح . كلاليب فكية محكمة القبض 500 AMP. لون طلاء الكابلات المقواة يسهل تحديد الاقطاب. لدينا الكابلات المقواة مصممة لمسك قمة اطراف القضيب او جانب القضيب. اسلاك الكابلات المقواة خالية من الاشتباكات.
http://www.greatwayae.com/1-cable-2.html
- محول العاكس,محول إشتراك الكهربائي
- Greatway ، خبراء تصنيع لكابلات السيارات المقواة و المشابك المقواة في الصين. نحن نعمل اساسا في انتاج وبيع مجموعة متنوعة من الكابلات المقواة ، المشابك المقواة ، أجهزة اختبار البطاريات ، محولات الطاقة ، ومنتجات ملحقات السيارات الأخرى. أيضا ، من أجل تلبية الطلب على قطع غيار السيارات وغيرها ، نحن نوفر شاحن السيارات ، جهاز حفظ الزاكرة ، اكسسوارات البطارية ، وأكثر من ذلك.
http://www.greatwayae.com/sitemap.html
- ملحقات البطارية,أطراف البطارية,شاحن السيارات
- نحن خبراء تصنيع ملحقات البطاريات في الصين. ونحن قادرون على تقديم مجموعة كاملة من الملحقات مثل أطراف البطارية ، موصل أطراف البطارية ، الخ. لتلبية الاحتياجات المختلفة للعملاء. وتنقسم حسب المواد المحتلفة وتجهيزها ، فلدينا ملحقات البطاريات تقسم الى اطراف بطارية خالية من الرصاص ، اطراف بطارية من النحاس الاصفر ، اطراف بطارية النحاسية ، الخ. يمكنك اختيار منتجاتنا من أطراف البطارية عالية الجودة لتوصيل موثوق به للطاقة إلى البطارية.
http://www.greatwayae.com/8-battery-accessory.html
- حافظ الذاكرة,ملحقات البطارية
- نحن صانع حافظ الذاكرة في الصين. لدينا حافظ الذاكرة يمكن بطارية السيارة من الانفصال دون أن تفقد الذاكرة والإعدادات على الساعات الرقمية ، وأجهزة الاسلكي ، وما إلى ذلك وهي مجهزة بمزود طاقة منفصل 1.8 متر يؤدي الى التلائم مع المشابك التمساحية. لذلك فمن السهل جدا التحميل والتركيب.
http://www.greatwayae.com/8-memory-saver.html
- الشاحن العائم,الكابلات,محول العاكس
- نحن خبراء صناعة الشاحن العائم فى الصين. نحن اساسَا ننتج الشاحن العائم 12 فولت. وهو يستخدم بشكل مكثف في المراكب ، السيارات ، ATVs ، عربات الثلج ، الخ. هناك نوعان من المؤشرات LED للإشارة إلى حالة شحن البطاريات. صمام الضوء الأحمر LED يشير إلى تشغيل الطاقة في حين أن المؤشر باللون الأخضر يشير إلى أن الشاحن يعمل. فمن السهل للمستخدمين معرفة حالة الشحن للشاحن العائم.
http://www.greatwayae.com/8-floating-charger.html
- شاحن السيارات,ملحقات البطارية
- نحن خبراء صناعة شاحن السيارات فى الصين. لدينا شاحن يمكنة شحن المنتجات الرقمية مع محول الطاقة فى اي مكان أو زمان . أنه مريح للاستخدام. كما أنه يوفر تكلفة البطاريات. وفي الوقت نفسه ، شاحن بطاريات السيارات لدية إمكانية الحماية من التحميل الزائد و و الحماية من الدائرة الكهربائية العكسية.
http://www.greatwayae.com/8-auto-charger.html
- شاحن السيارات,الشاحن العائم,حافظ الذاكرة,ملحقات البطارية
- نحن الشركة الرائدة في تصنيع شاحن السيارات و شاحن السيارات العائم في الصين. نحن نقدم للعملاء ليس فقط أجهزة شحن السيارات وأجهزة الشحن العائمة ، ولكن أيضا حافظ الذاكرة وغيرها من الأجهزة. كما يتم توفير مستلزمات السيارات مثل موصلات البطارية و أطراف البطارية ، واأطراف بطاريات السيارات ، وما إلى ذلك. نحن نقوم بتصنع ملحقات السيارات والاكسسوارات من مواد خام ذات جودة عالية. كما أنها صديقة للبيئة ، وذات أداء مستقر. وتستخدم على نطاق واسع في السيارات والقوارب و RVs والجرارات ، الخ.
http://www.greatwayae.com/8-batteries.html
- شاحن البطاريات AC,صانع شحان البطارية
- ونحن خبراء تصنيع شاحن بطارية التيار AC فى الصين. نحن ننتج أساسا شاحن البطاريات اللرصاص الحمضية 6 ، 12 فولت. لدينا أنواع مختلفة من أجهزة شحن البطاريات AC مثل شاحن البطاريات 6 ، شاحن البطاريات 12 فولت ، شواحن بطاريات السيارات ، شاحن البطاريات الدراجة النارية ،الخ. وضع الشحن يمكن أن يكون يدويا أو اوتوماتيكيَا.
http://www.greatwayae.com/7-ac-charger.html
- شاحن البطارية عالية التردد,شحان البطارية
- نحن الشركة الرائدة في مجال تصنيع شاحن البطاريات ذات التردد العالي في الصين. لدينا شاحن بطارية عالي التردد له وظائف عديدة مثل حماية التحميل الزائد ، حماية الدوائر القصيرة ، الحماية من درجة الحرارة فوق المحتملة ، حماية الاستقطاب العاكس ،الخ. وبالتالي ، يمكن للعملاء أن يشعرون بالأمان تماما لاستخدام منجنا من الشواحن.
http://www.greatwayae.com/7-battery-charger-2.html
- شحان البطارية,شاحن البطاريات لمحمل
- نحن خبراء تصنيع شحنات البطاريات في الصين . نحن نوفر شواحن البطاريات AC العالية التردد. أجهزة شحن البطاريات AC تستخدم في شحن البطاريات . 6 ، 12 ، 24 فولت. وهكذا يمكن أن تقسم إلى شاحن بطارية 6 فولت ، شاحن البطارية 12 فولت وشاحن بطارية 24 فولت. وفقا لاوضاع الشحن المختلفة لدينا شاحن البطاريات الاوتوماتيكي ، شاحن البطاريات اليدوية. بالإضافة إلى ذلك ، مع محولات الاختيار و التي تعرف أيضا على أنها شاحن بطارية السيارة أو شاحن بطارية الدراجة نارية.
http://www.greatwayae.com/7-battery-charger.html
- آلة قطع البلازما العاكسة,آلة التلحيم,آلة القطع
- نحن رواد في مجال تصنيع آلة قطع البلازما العاكسة في الصين. لدينا آلة قطع البلازما العاكسة وتسمى أيضا العاكسة آلة قطع البلازما ، قاطع البلازما الهوائي أو قاطع البلازما الهوائي العاكسة . ويستخدم على نطاق واسع في السيارات والدراجات النارية والآلات الكيميائية ، الآلات الهندسية ، وما إلى ذلك فهو يستخدم لقطع المواد الرقيقة والسميكة على حد سواء.
http://www.greatwayae.com/6-inverter-cutter.html
- آلة التلحيم العاكس MIG,آلة التلحيم,آلة القطع
- Greatway ، خبراء تصنيع آلة التلحيم العاكس MIG في الصين. آلة التلحيم العاكس MIG. هو آلة لحام قوسي ، والمعروف أيضا بآلة التلحيم العاكس MIG ، آلة التلحيم العاكس. وهي تستخدم أساسا في تلحيم قطع الشغل. انها صغيرة وخفيفة وسهلة للتحرك. وهي تستخدم على نطاق واسع في صيانة المركبات وغيرها من المجالات.
http://www.greatwayae.com/6-inverter-mig-welder.html |
لقد لاحظنا أنك تستخدم مستعرضًا غير معتمد. لذا، قد لا يتم عرض موقع ويب TripAdvisor بشكل صحيح.
نحن ندعم المستعرضات التالية:
Windows:
Internet Explorer,
Mozilla Firefox,
Google Chrome.
Mac:
Safari.
San Isidro من الصور الفوتوغرافية
صورة فوتوغرافية لـ San Isidro, Province of Buenos Aires (فبراير 2013)
مقدمة من الإدارة |
دبي: عبد الله مخارش
«كل شيء كان بمثابة حلم، حدث بشكل سريع جدا، ودونما أي تحضيرات».. هكذا أجابت فرح يوسف، المشتركة السورية في «Arab Idol»، في معرض حديثها عن تجربتها في البرنامج وقرار الاشتراك فيه، مؤكدة أن انضمامها إلى الموسم الثاني من «Arab Idol» لم يكن ضمن أجندتها في هذه المرحلة، بل هو وليد الصدفة، لذا فهو أشبه بالحلم.
وقفت فرح على مسرح «Arab Idol» فأشعلته بغنائها الأخاذ وأدائها الأكثر من رائع وإحساسها الصادق المحمل بالشجن. قالت فرح: «ما يحزنني هو بلدي سوريا، وأول ما يخطر في بالي صباحا هو شروق الشمس في دمشق، وروعة مراقبة هذه المدينة الحالمة من قمة جبل قاسيون المطل عليها». بكت على مسرح «Arab Idol» مرارا، وأبكت الناس جميعا خاصة عندما غنى عبد الكريم حمدان موال «حلب يا نبع من الألم». فرح، كغيرها من شباب سوريا وشاباتها، سلبوا أحلامهم خلال الأحداث الأليمة التي مرت وتمر بها البلاد، ولكن تبقى «فسحة الأمل» ويبقى «الحلم».
«الحلم» هو الأغنية التي اختارتها وأدتها فرح يوسف خلال «برايم» يوم الجمعة الماضي وهي من الأعمال الخالدة للسيدة أم كلثوم، غنتها فرح بكثير من الإحساس والحرفية، فلاقت إعجاب كل اللجنة وإجماعا منهم على روعة أدائها وخياراتها، فكانت باعتراف لجنة التحكيم «المشتركة الأفضل» خلال الحلقة. بدوره، اعتبر راغب علامة أنه سمع أغنية «الحلم» للسيدة أم كلثوم بصوت أسمهان.. عبر تأدية فرح فيما وقف الموزع الموسيقي حسن الشافعي مصفقا في واحدة من وقفاته القليلة منذ بداية البرنامج. وعن ذلك تقول فرح: «أشكر أعضاء اللجنة على دعمهم المستمر لي، ولإيمانهم بقدرة وموهبة وفن فرح يوسف.. في كل مرة أقف أمامهم أشعر بخوف سرعان ما يتبدد مع ابتساماتهم التي تترافق مع مطلع ما أغنيه. اخترت أن أغني «الحلم » لأنني أحبها كثيرا، ولأن لكل منا حلم، ولأن كل ما حصل لي منذ البداية كان بمثابة حلم.. حدث بشكل سريع جدا، دونما أي تحضيرات». وتابعت فرح سرد حكايتها مع «Arab Idol» والتي ابتدأت من دمشق، حيث كانت برفقة العائلة، وتعاني من ضغط نفسي سببته الأزمة في سوريا. «أنا حساسة جدا..» تقول فرح، وتضيف: «كان للأزمة أثر كبير علي كما هو الحال على الجميع»، وذات يوم كنت أبكي من شدة الأسى، أبكي على غيري وعلى ذاتي، فكنت لا أستطيع الذهاب إلى الجامعة بسبب الأحداث، والحياة كانت شبه متوقفة بالنسبة لي. فاقترح أهلي وبعض الأصدقاء أن اشترك في «Arab Idol» بعدما شاهدوا الإعلان عن تجارب الأداء. وأجمعوا على أن مكاني الحقيقي هو في «Arab Idol» وقناة «MBC» نظرا لما يقدمونه للمواهب في العالم العربي. لا أنكر أنني كنت مترددة في البداية، ولكنني قبلت، وقررت الذهاب إلى بيروت. ولولا أنني كنت قد عزمت النية على الذهاب مهما كانت المخاطر، لتراجعت بسبب خطورة الوضع على الطريق ». ذهبت فرح إلى تجارب الأداء في بيروت، وبعد انتظار طويل، ودموع كثيرة في القاعة الخارجية، وقفت أمام لجنة التحكيم فنالت إعجابهم منذ الوهلة الأولى، وبالتالي قبلت في البرنامج وتأهلت إلى المرحلة الثانية. وحول مرحلة ما بعد القبول في البرنامج تقول فرح: «عندما أتيت إلى لبنان، جهزت نفسي للبقاء يومين أو ثلاثة في بيروت على أبعد تقدير، ولكن عندما قبلت في البرنامج وأردت السفر إلى دمشق والعودة في موعد التصوير، قوبلت برفض من المنتج حسين جابر الذي اعتبر أن سفري إلى دمشق فيه خطر على حياتي، وبالتالي بقيت في بيروت، بضيافة «MBC»، منذ نحو خمسة أشهر وحتى الآن»، وبعد أن غصت بالبكاء، تابعت: «لذلك أشتاق لسوريا، ولأهلي وأصدقائي الذين فقدت منهم الكثير.. لمعهد الموسيقى ودار الأوبرا، ولكل جزء من بلدي الحبيب. أقول لسوريا، الله يفرجها عليك يا أمي».
في حلقة النتائج، ومباشرة بعد حلقة البنات، تأهلت فرح يوسف بفضل تصويت الجمهور، وفي «برايم» الأسبوع الماضي، أنقذها الجمهور أيضا، وتفاعل معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشبه إجماع على موهبتها الفنية وصوتها الأخاذ، وبلغت نسب مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بها مئات الآلاف من المشاهدات. غنت للسيدة فيروز بروعة وإحساس، وكذلك غنت لأسمهان، كما قدمت اللون الخليجي، فكانت في كل مرة تأسر قلوب المشاهدين. تعلق فرح على نتائج التصويت معتبرة أنها تفاجأت بالنتيجة، فلم تتوقع أن تتأهل بتصويت الجمهور نظرا للوضع في سوريا، ولكن فرحتها بالفوز كانت متوازية مع فرحة أخرى، تقول: «على قدر فرحتي بالانتقال إلى المرحلة النهائية بتصويت الجمهور، كانت فرحتي بطبيعة الدعم الذي أتى من مختلف الدول العربية. لقد كنت خائفة من النتيجة، ومستعدة لتقديم أغنية في اليوم التالي كي أحظى ببطاقة ذهبية تساعدني على الانتقال إلى المراحل النهائية، ولكن ولله الحمد.. تعبي أثمر. والأهم أنني تمكنت من نقل إحساسي للمشاهدين وكسب ثقتهم وحملهم على التصويت لي. أود أن أشكرهم جميعا، وأقول لكل من صوت لي أنني أحبكم كثيرا.. لم أتوقع أن يتخطى التصويت عامل الانتماء الجغرافي، وأنه يمكن أن يحسم يوما على أساس الموهبة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المستوى العالي والثقافة العالية للمتلقي العربي». |
ما حكم زراعة شعر باللحية إذا كان بها نقص ؟
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز زرع شعر اللحية إلا أن يكون ذلك من باب العلاج وإزالة العيب ، كأن تزول أو تتشوه بمرض أو حرق مثلا ؛ لأن زراعتها لغير ذلك من تغيير خلق الله .
وقد دل على جواز التجميل لإزالة العيب الطارئ : ما روى أبو داود (4232) والترمذي (1770) والنسائي (5161) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ : " أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ [ أي فضة] فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ " . والحديث حسنه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال الدكتور صالح بن محمد الفوزان حفظه الله : " يظهر لي أن للّحية حالتين :
الحالة الأولى : أن تكون ضعيفة في نموها خِلْقةً ، وفي هذه الحالة لا يجوز تكثيرها بزراعة الشعر لما يلي :
1- أن المراد بالإعفاء المأمور به : ترك اللحية وعدم أخذ شيء منها بالقص أو الحلق ، وليس في ذلك ما يدل على مشروعية تكثيرها بزراعة الشعر ، قياسا على عدم مشروعية تكثيرها بالمعالجة ، بل الزراعة أولى بالمنع لما تشتمل عليه من آثار ومضاعفات .
2- أن في زراعة شعر اللحية مع عدم الحاجة تغييرا لخلق الله تعالى ، ومجرد طلب الحسن والظهور بمظهر معين ، ليس كافيا في تجويز هذا التغيير ، مع ما يشتمل عليه من جرح وتعرض لبعض آثار ومضاعفات هذه الجراحة الطبية .
الحال الثانية : ألا تكثر اللحية أو تتساقط بسبب مرض أو حادث ، وفي هذه الحال يظهر لي والله أعلم جواز زراعة شعر اللحية ، لأنه من باب العلاج وإزالة العيوب ، خاصة إذا ترتب على ذلك ظهور الرجل بشكل مشوّه " انتهى من "الجراحة التجميلية" ص 159 .
والله أعلم . |
Axiom News
إلتزام اكسيوم في خدمة العملاء في السعودية
28, Aug 2013.
"بعد التحري من الوزاره تبين لنا أننا لا نعتبر وكلاء معتمدين، لأن الوكيل المعتمد يجب أن تكون عقوده مسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة السعودية. وبناءً عليه، سنبدأ مباشرة بإجراءات تسجيل العقود التي لدينا رسمياً لتصحيح الوضع" صرح فيصل البناي
وستقوم اكسيوم بتعزيز تعاونها مع وزارة التجارة والصناعة السعودية لفهم ومعالجة أي من القضايا العالقة بأسرع وقت ممكن. حيث إننا في اكسيوم تليكوم نقدّر ونثمّن الجهود المبذولة من قبل الوزارة لرفع وتحسين مستويات خدمة العملاء في المملكة، خصوصاً وأننا جميعاً نسعى لهذا الهدف.
تتمتع شركة اكسيوم تليكوم بسمعة قوية لدى عملائها، ونحن ملتزمون على الدوام ومستعدون لتصحيح أي من الأخطاء أو القضايا التي يمكن أن تحصل فور ظهورها.
وفيما يخص موضوع خدمة العملاء، نود أن نؤكد أن شركة اكسيوم تليكوم ضخت استثمارات ضخمة في مجال ابتكار وتطوير المزيد من خدمات القيمة المضافة لعملائها، انطلاقاً من إيماننا المطلق بأهمية وقيمة العملاء.
وبحكم أننا من أكبر الشركات ضمن القطاع الذي نعمل به في أنحاء المنطقة، فإننا نتولى ملايين المعاملات والإجراءات الخاصة بالعملاء، وبطبيعة الحال ومع هذا الحجم الهائل من العمل فإن الأخطاء يمكن أن تحصل في بعض الأحيان، حتى ولو كانت بنسبة ضئيلة من حجم معاملاتنا الكلي. لكن بكل الأحوال، وكعادتنا دائماً، فإننا ملتزمون التزاماً مطلقاً بحل أي من القضايا التي تظهر مع عملائنا بأفضل الطرق الممكنة
"وفي هذا الإطار، فإنني أفتتح بالإضافة إلى البريد الإلكتروني الحالي الخاص باستقبال شكاوى العملاء .(JavaScript must be enabled to view this email address), قناة تواصل جديدة مع العملاء تتيح وصول شكواهم مباشرة لي أنا شخصياً. حيث يمكن لأي عميل لا يحصل على استجابة تساعده في حل مشكلته من فريق خدمة العملاء بعد التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني المخصص لذلك أو الاتصال على مركز خدمة العملاء، أن يتواصل معي مباشرة عبر العنوان الإلكتروني .(JavaScript must be enabled to view this email address). وسأكون مستعداً دائماً لتقديم الاستجابة السريعة، وأفضل الحلول لمشكلة العميل.
لطالما بُني نجاح اكسيوم تليكوم على تقديم خدمة عملاء فريدة من نوعها ميزتنا عن غيرنا، ومن خلال ردود الفعل والاستجابات التي نحصل عليها بشكل مستمر، سوف نستطيع أن نحافظ على مستوى خدمه يليق بسمعتنا" صرح فيصل البناي.
:وفي حال وجود أي شكوى من قبل العملاء فإننا ننصح باتباع الخطوات التالية
الاتصال بالرقم 920029466 أو إرسال بريد إلكتروني إلى العنوان .(JavaScript must be enabled to view this email address) وتوضيح المشكلة وتقديم رقم المعاملة المرجعي إذا كان متوفراً
إذا لم يتم حل المشكلة في وقت مناسب، يمكن أن يتجه العميل إلى إرسال رسالة إلى الرئيس التنفيذي للشركة على العنوان .(JavaScript must be enabled to view this email address) متضمنة الرسالة الأولى التي أرسلها إلى خدمة العملاء، أو تاريخ اتصاله بمركز خدمة العملاء. وسيتولى الرئيس التنفيذي تقديم استجابة مناسبة بالسرعة وقت
:نبذة عن معايير تميُّز «اكسيوم تليكوم» في السوق السعودية
تدير «اكسيوم تليكوم» أول مركز خدمة قامَ بتطبيق نظام رصد انطباعات العملاء على امتداد مراكز الخدمة التابعة للشركة لتقييم مستويات رضا العملاء أولاً بأول. وفي اللحظة الراهنة، يبلغ رضا العملاء عن خدماتها 97 بالمئة، وهذا المستوى قلَّ مثيله في السوق السعودية بل والمنطقة عامة
تدير «اكسيوم تليكوم» حالياً اثني عشر مركز خدمة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وتعتزم تدشين ثمانية مراكز خدمة إضافية بالمملكة خلال الأشهر القليلة القادمة
تملك «اكسيوم تليكوم» أكثر من 100 نقطة لجَمْع الأجهزة النقالة للصيانة ضمن متاجر تجزئة واقعة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وهذا العدد لم يصل إليه أيٌّ من منافسيها في السوق السعودية
«اكسيوم تليكوم» هي شريك خدمة معتمَد لسبعة من أشهر العلامات التجارية في صناعة الهواتف الذكية والنقالة في العالم، مثل سامسونج وبلاك بيري ونوكيا وإل جي وبي
تطبّق «اكسيوم تليكوم» نظاماً ذكياً لتمكين العملاء من متابعة وضعية هواتفهم قيد الصيانة عبر الإنترنت
يتم التعامل يومياً مع أكثر من 1000 عميل يقصدون فروع «اكسيوم تليكوم» المختلفة لصيانة هواتفهم النقالة والذكية |
المعارضة البحرينية والموقف المطلوب
فيصل المالكي - 18/07/2012م - 7:34 م - 3357 قراءة
فيصل المالكي*
كل الثورات تحدد مجموعةُ فصول مقاطعَ خطها الزمني، بحيث يستبين الفصل اللاحق عن السابق بجلاء، إلا الثورة في البحرين إذْ بدأ فصل ما بعد الغزو السعودي في مارس2011م واستمر إلى هذه اللحظة، وكل تحرك المعارضة طوال هذه المدة هو ضمن دائرة محددة لم تتجاوزها بعد. هذا الوضع أصاب الساحة بجمود أصبح مدار حديث وجدل مستمرين بين الثوَّار عموماً والناشطين على وجه الخصوص.
مباشرة ودون مقدمات فإنني أعزو سبب ذلك الجمود الميداني إلى جمود في الموقف الذي لم يتجاوز سقف المطالب المحدد بمملكة دستورية، والذي أبقى حدود النقد الأدبي في شخص رئيس الحكومة ووزرائه، ولم ينتقل بعد إلى حمد بن عيسى وولي عهده. وأعبر عن ذلك بالجمود لأن النظام لم يبقِ حرمة لم ينتهكها وظل الموقف المعارض هو ذاته.
ولعل قائلاً يقول: إنك لا تتابع تصريحات المعارضين ممن ينضوون تحت سقف الجمعيات، لأن خطابهم شديد على الترويكا البحرينية عموماً (الملك-ولي العهد-رئيس الوزراء). وأقول: إنني وصلت إلى هذه النتيجة بناء على فرط متابعتي لتصريحاتهم، ولكنني أفرق بين اللغة والموقف، فالأولى قد تُصَعَّد لكن الموقف لا يبارح مكانه، وهذا هو واقع الحال بالضبط، فأنا لا يهمني تصريح معارض شديد ضد حمد بن عيسى، وفي ذات الوقت يتمسك به ملكاً، ويرفض أن يرفع الناس في فعالياته التي يقيمها شعار (يسقط حمد)، برغم كونه رأس السلطات جميعاً، وبرغم خروجه علناً من حين لآخر ببزة عسكرية يبارك كل الانتهاكات التي صبت على هذا الشعب المظلوم.. تلك اللغة الشديدة لا تنفع مع الموقف الراكن عند نقطة الإيمان به وبزمرته ممثلين للشرعية.. وهنا المشكلة. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: ما هو الموقف المطلوب إذن؟
برأيي إن الموقف المطلوب هو أن ترفع المعارضة ممثلة في الجمعيات السياسية موقفها لتعتبر النظام نظاماً غير شرعي بعد أن قتل ونكل بشعبه، وأنه لا بد من نظام بديل يقوم على اختيار الشعب. على أن يكون هذا الموقف استراتيجياً وليس تكتيكياً، وهنا يمكن القول إن هذه الرؤية ستكون محل التقاء كل التيارات في البحرين، ويصبح ما يفرق بينها أن بعضها وعى إلى هذه النتيجة قبل الآخر كالذين دعوا إلى الاتحاد من أجل الجمهورية (حق-وفاء-أحرار البحرين).
ما لم ينتقل الخطاب من الكلام المكرر الذي يحوم حول اللغة بتغيير مفردة هنا أو جملة هناك إلى موقف جديد بَنتْه التجربة والممارسة والاختبار جرّاء التعامل مع النظام، فإنه سيبقى الجمود يخيم على الساحة، وستكون هناك أكثر من فرصة لدى النظام لتطويق عمل المعارضة كان آخرها حشرها في زاوية منع المسيرات والاعتصامات ليكون أقصى ما تذكره المعارضة أن النظام المتبجح بالديمقراطية والحرية قد منع خمسا وثلاثينا مسيرة.
*كاتب من البحرين. |
التهاب الدماغ المحمول بالقراد
الْتِهابُ الدِّماغِ المَحْمُوْلُ بالقُرَاد الْتِهابُ الدِّماغِ المَحْمُوْلُ بالقُرَاد Tick-borne encephalitis (TBE) أو يسمى الْتِهابُ الدِّماغِ الرُّوسِيُّ المَنْقُولُ بالقُرَاد ينقلها القراد كما يشير الاسم هو مرض فيروسي معد تنطوي على الجهاز العصبي المركزي. هذا المرض غالبا ما يسبب التهاب السحايا والتهاب الدماغ، على الرغم من هو الأكثر شيوعا كما TBE اضطراب عصبي، ويمكن أيضا أن تحدث حمى خفيفة. طويل الأمد أو دائم في العصبية 10-20 ٪ من المرضى المصابين. يمكن للفيروس يصيب الدماغ (التهاب الدماغ)، والسحايا (الحمى الشوكية) أو كليهما (التهاب السحايا الدماغي). بشكل عام، ألوفيات بهذا المرض هي 1 ٪ إلى 2 ٪ من الحالات، مع حدوث حالة ألوفاة بعد 5 إلى 7 أيام بعد ظهور ألعلامات العصبية. |
مقدمــــــة
يمكن تعريف الحق المالي بأنه عبارة عن الاستئثار بقيمة مالية معينة وذلك في مواجهة شخص آخر أو شيء من الأشياء
فالحقوق المالية إما حقوق شخصية تقرر لشخص قبل شخص آخر، وإما حقوق عينية تثبت لشخص على شيء معين وإما حقوق معنوية فما هي هذه الحقوق وما هي تفرعاتها ؟
وما الفرق بين الحق الشخصي والحق العيني ؟
المبحث الأول : الحقوق العينية
الحقوق العينية هي قدرات أو إمكانيات أو مزايا أو سلطات مباشرة يقررها القانون لشخص معين على شيء محدد بذاته . ويقصد بالسلطة المباشرة، أن يكون الحق لصاحب الشيء في استعماله مباشرة دون حاجة إلى تدخل شخص آخر ليمكنه من استعمال حقه فلا يوجد وسيط بين صاحب الحق والشيء موضوع الحق وتطلق على هذه الحقوق تسمية العينية لأنها متعلقة بالعين أو الشيء المادي "1"
المطلب الأول: الحقوق العينية الأصلية
أي أنها تحترم بذاتها دون حاجة إلى وجود حق آخر تتبعه وتنقسم إلى : حق الملكية – حق الإنتفاع – حق الإرتفاق – حق السكن
1. حق الملكية : يعتبر أوسع الحقوق من حيث المدى والآثار فهو.
أ. حق جامع :يجمع بين إستعمال الشيء كالسكن والإستغلال كالتأجير والتصرف كالبيع والهيبة والرهن
ب. حق مانع : أي الإمتناع عن التدخل في ملكه متى كان ذلك مضرا بالغير وإلا أعتبر متعسفا في إستعمال حقه : كالمالك الذي يقوم ببناء حائط يحجب به النور على الجار .
ج. حق دائم : يدوم بدوام الشيء مثل الورث .
د . لا يسقط بعدم الإستعمال لكن إذا أقترن عدم إستعمال حق الملكية بحيازة الشيء من طرف الغير وتوافرت لهذا الغير شروط التقادم المكسب فإنه يكتسب هذا الشيء بالتقادم إذ حق الملكية لا يسقط بالتقادم ولكنه يكتسب به "2"
2. حق الإنتفاع : هو حق عيني يقع على شيء مملوك للغير سواء أكان عقارا أو منقولا، فيخول لصاحبه حق استعمال ذلك الشيء أو استغلاله لمدة محددة مادة 846 مدني وينتهي هذا الحق بموت المنتفع ، أو انتهاء المدة المحددة ، وذلك ما جاء في المادة 852 مدني، كما ينتهي بهلاك الشيء مادة 853 مدني وكذلك ينتهي بعدم استعمال الشيء 15 سنة مادة 854 مدني .
ويكون المنتفع ملزم بالمحافظة على الشيء ورده لصاحبه عند نهاية الانتفاع مادة 849 مدني وينتفع بالشيء بحسب ما أعد له 847 /1 مدني .
يكسب حق الانتفاع بالتعاقد وبالشفعة وبالتقادم وبمقتضى القانون مادة 844 مدني ويجب تحديد المدة لحق الانتفاع حتى لا يكون الانتفاع قيدا أبديا على الملكية .
1-محمدي فريدة – المدخل للعلوم القانونية – نظرية الحق 2001 ص 19
2-محمدي فريدة – المدخل للعلوم القانونية – نظرية الحق 2001 ص 21
3. حق الارتفاق : تعرف المادة 867 مدني الارتفاق بأنه " حق يجعل حدا لمنفعة عقار لفائدة عقار آخر لشخص آخر …" فهو حق يكتسب بمقتضى القانون عن طريق العقد – الوصية – الميراث – التقادم . فقط الارتفاقات الظاهرة والمستثمرة وهذا ما نصت عليه مادة 868 مدني وقد يكون حق الارتفاق عمل إيجابي أو سلبيي ولحق الارتفاق شروط هي :
-يجب أن تكون العلاقة بين عقاريين (عقار مرفق وعقار مرفق به)
-يجب أن يكون العقارين مملوكين لشخصين مختلقين
-يجب أن يكون التكليف لمصلحة عقار وليس لفائدة شخص فحق الصيد مثلا حق استعمال وليس حق ارتفاق لأنه يحقق مصلحة شخصية للصياد .
وكذلك إلزام شخص بحرث أرض جاره ليس حق ارتفاق فما هو إلا حق شخصي ومحدد بوقت معين مادة 876 مدني وكذلك ينتهي بهلاك العقار 878 مدني أو اجتماع العقارين في يد مالك واحد مادة 878 مدني أو عدم استعماله مدة 10 سنوات 879 مدني وكذلك ينتهي إذا فقد حق الارتفاق كل منفعة للعقار المرتفق أو بقيت له فائدة محددة لا تتناسب مع الأعباء الواقعة على العقار المرتفق به مادة 881 مدني .
4.حق السكن : هو عبارة عن حق الاستعمال الوارد على العقارات المبنية وحق الاستعمال هو حق الارتفاق في تطاق محدود بدخول لصاحبه الحق في استعمال الشيء في حدود ما يحتاجه هو وأسرته مادة 855 مدني :" نطاق حق الاستعمال وحق السكن يتحدد بقدر ما يحتاج إليه صاحب الحق وأسرته لخاصة أنفسهم وذلك دون الإخلال بالأحكام التي يقررها السند المنشئ للحق "
المطلب الثاني : الحقوق العينية التبعية :
لا تقوم مستقلة بذاتها وإنما تستند في وجودها لحق آخر تقوم لضمانه والوفاء به الأصل أنه يجب على المدين تنفيذ إلتزامه تنفيذا عينيا مادة 160 مدني وكل أمواله ضمانا لدينه مادة 188 مدني . وتنقسم هذه الحقوق إلى : الرهن الرسمي – الرهن الحيازي – حق التخصيص – حق الامتياز .
1-الرهن الرسمي : ينشأ الرهن الرسمي بمقتضى عقد مادة 882 مدني فمصدره إتفاق
-عقد الرهن الرسمي كمصدر للحق من العقوق الشكلية فلتزم فيه الرسمية وذلك يتحريره من قبل الموظف المختص بمكتب التوثيق
-حق الرهن الرسمي لا يرد إلا على عقار
-تبقى حيازة العقار للرهن في يد المالك الراهن
-يلزم شهر الرهن الرسمي بقيده في مكتب الشهر العقاري للإحتجاج به في مواجهة الغير، فيتقرر للدائن المرتهن عندئذ أفضلية تجاه الدائنين العادين وأصحاب الحقوق العينية التبعية التالية له في المرتبة لتأخرهم في القيد، فضلا عن سلطة التتبع بالتنفيذ على العقار المرهون وإستفاء حقه من قيمته في يد المتصرف إليه الذي انتقلت إليه ملكية العقار المنقول "1"
2-الرهن الحيازي : يختص الرهن الحيازي بما يلي :
-مصدر الرهن الحيازي اتفاقي فيتقرر بناء على عقد مادة 948 مدني
-عقد الرهن الحيازي رضائي ، فلا يلتزم لنشوء شيء معين
-يرد الرهن الحيازي على العقار والمنقول
-تنقل حيازة الشيء المرهون إلى الدائن المرتهن حيث يلتزم باستثمار الشيء على أن يختصم الربع من أصل الدين المضمون بالرهن .
-يحتج بالرهن الحيازي في مواجهة الغير عند انتقال الحيازة للدائن المرتهن فضلا عن القيد إذا كان الشيء المنقول عقارا وثبوت التاريخ إذا كان منقولا "2"
-يتقرر للدائن المرتهن سلطة الأفضلية – سلطة حسب الشيء المرهون – سلطة التتبع
4. حق التخصيص : هو حق يتقرر للدائن على عقار أو أكثر من عقارات المدين يقتضي حكم واجب التنفيذ صادر بإلزام المدين بالدين ويخول الدائن التقدم إلى الدائنين لذلك العقار في أي يد كان "3" ويتقرر هذا الحق بحكم من رئيس المحكمة مادة 941 مدني
5. حق الامتياز : هو " أولوية يقررها القانون لحق معين مراعاة منه لصفة " مادة 982/1 وترد حقوق الامتياز على جميع أموال المدين وتسمى بحقوق الامتياز العامة مادة 984 مدني
وحقوق الامتياز العامة تخول للدائن صاحب حق الامتياز استيفاء حقه بالأولوية من أموال المدين وقت التنفيذ عقارات كانت أو منقولات .
أما حقوق الامتياز الخاصة فإنها ترد على عقار أو منقول معين المادة 984 ق مدني
ومن الامتيازات الخاصة الواردة على المنقول امتياز صاحب الفندق على المنقولات المملوكة للنزيل وهذا ما نصت عليه مادة 986 :" المبالغ المستحقة لصاحب الفندق في ذمة النزيل عن أجرة الإقامة … يكون لها الامتياز على الأمتعة إلى حضرها النزيل إلى الفندق أو ملحقاته ) "4"
1. 2 -فتحي عبد الرحيم عبد الحق –النظرية العامة للحق . منشأ المعارف – الإسكندرية أحمد شوقي محمد عبد الرحمان 2001 ص 38 ص 39
3-نظرية الحق فريدة محمدي ط 2002 ص 36 – إبراهيم نبيل سعد التأمينات العينية والشخصية منشأة المعارف – الإسكندرية ص 159.
4- فريدة محمدي المرجع السابق ص 38 .
المبحث الثاني : الحقوق الشخصية :
المطلب الأول: مفهوم الحق الشخصي "الإلتزام "
الحق الشخصي استئثار بقيمة مالية معينة يتقرر لشخص يسمى الدائن تجاه شخص آخر يسمى المدين، فالحق الشخصي يمثل رابطة بين شخصين دائن ومدين بمقتضاها يكون للدائن أن يطالب بأداء معين فإذا نظرنا إليها من ناحية الدائن اتضح لنا جانب الحق فيها … وإذا ركزنا النظر في هذه الرابطة على المدين فنحن نتكلم عن الالتزام فحق الدائن إذن يقابله التزام على عاتق المدين "1"
أركان الحق الشخصي :
1-طرفا الحق هما الدائن والمدين
2-محل الحق وهو إما أن يكون إعطاء الشيء مثال التزام البائع بتسليم الشيء المبيع إلى المشتري أو الالتزام بالقيام بعمل مثال التزام المقاول بإنشاء البناء الذي تعهد بإنشائه أو الالتزام بالامتناع عن عمل مثال التزام مهندس معماري بعدم إجراء تصاميم لغير الشركة التي تعاقد معها "2"
المطلب الثاني : مصادر الحقوق الشخصية :
على عكس الحقوق العينية التي أوردها القانون على سبيل الحصر فإنه بالنسبة للحقوق الشخصية اكتفى ببيان مصادرها، أي أن الحقوق الشخصية لا يمكن حصرها حسب موضوعها، ولكن تحصر بحسب المصدر أو السبب الذي تنشأ منه، والمصادر هي : العقد – الإرادة المنفردة – العمل غير المشروع – الاثراء بلا سبب – القانون
1-العقد : هو توافق إرادتين أو أكثر على إنشاء رابطة قانونية أو على تعديلها أو إنهائها، وللأفراد بمقتضاه إنشاء ما نشاؤوا من الحقوق بشرط عدم مخالفة النظام العام والآداب العامة (المادة 54 قانون مدني جزائري )
1-توفيق حسن فرج –المدخل للعلوم القانونية النظرية العامة للقانون والنظرية العامة للحق مطابع الأمل بيروت 1990 ص 468 .
2-هجيرة دنوني – بن الشيخ الحسن- الموجز المدخل للقانون النظرية العامة للقانون والنظرية العامة للحق وتطبيقا نقهما في التشريع الجزائري . منشورات دحلب 1992 ص 149
2-الإرادة المنفردة : إذ هي قادرة على انشاء حق شخصي في حالة الوعد بجائزة مثلا، فإذا ما وجه شخص إلى آخر وعدا بجائزة يعطيها عن عمل معين، فإنه يلتزم بإعطائها لمن قام بهذا العمل (نصت عليها المادة 115 مدني جزائري وما بعدها) إذن فقد التزم بإرادته المنفردة بإعطاء هذه الجائزة لمن قام بهذا العمل.
3-العمل غير المشروع (الفعل الضار) : ينشئ العمل غير المشرع حقا شخصيا على أساس أن كل خطأ يسبب ضرر للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض أي أنه ينشئ لمتضرر حقا في التعويض (المادة 124 مدني جزائري وما بعدها) ، مثلا شخص يصدم بسيارته أحد المارة نتيجة الإفراط في السرعة، بحالة ينجم عنها ضرر لهذا الشخص فيستفيد هذا الأخير من حق التعويض .
إذن فكل ضار ( غير مشروع ) ينشأ عنه في ذمة فاعله إلتزاما بتعويض المتضرر يقابله حق المصاب في الحصول على هذا التعويض ، إن مرتكب الفعل الضار في هذه الحالة مسؤولية تقصيره. تمييزا لها عن المسؤولية العقدية التي تنشأ عن الإخلال بإلتزام كان مصدره عقدا من العقود .
4- الإثراء بلا سبب (الفعل النافع): (نصت عليه المادة 141 مدني جزائري )
الفعل النافع هو فعل يقوم به شخص يفتقر بسببه فيعود منه نفع على شخص آخر يثري منه دون سبب قانوني يبرر هذا الإثراء و يترتب عليه إلزام من انتفع بأن يدفع إلى من افتقر قيمته ما افتقر به ، بمعنى آخر كل شخص أثرى بدون سبب مشروع على حساب شخص آخر يلتزم في حدود ما أثرى به بتعويض هذا الشخص عما لحقه من خسارة .
مثال ذلك : أن يبني بأدواته و ماله في أرض غيره معتقدا أن هذه الأرض ملكا له ثم تتضح حقيقة الأمر فيصبح البناء ملكا لمالك الأرض عن طريق الإلتصاق و لكن الذي بنى قد يكون قد افتقر بقيمة الأدوات والمال، ومالك الأرض قد أثري به دون سبب قانوني يبرر هذا الإثراء فليزم المالك بأن يرّد قيمة الإثراء إلى صاحب البناء على أن لا يتجاوز ذلك قيمة ما افتقر هذا الأخير .
5. القانون : هناك التزامات تنشأ مباشرة عن طريق القانون مثال ذلك التزام الأب بالنفقة على أبنائه، أي حق الأبناء في النفقة من أبيهم .
المطلب الثالث : التفرقة بين الحق الشخصي والحق العيني :
يتميز الحق الشخصي عن الحق العيني بما يلي :
1-من حيث الأطراف : طرفا الحق الشخصي هما الدائن والمدين أما في الحق العيني فنجد الشخص هو صاحب الحق ويقابله الشيء، إنطلاقا من هذه الفكرة قال البعض بأن الحق العيني مماثل للحق الشخصي من حيث الأطراف فإذا كان الطرف المدين في الحق الشخصي شخصا واحد طبيعيا كان أو اعتباريا فإن المدين في الحق العيني هم الغير والكافة الذين يلتزمون باحترام هذا الحق .
2-من حيث سلطة صاحب الحق: في الحق العيني سلطة مباشرة فلصاحب الملكية حق الاستعمال والتصرف دون واسطة، وللدائن المرتهن أيضا سلطة مباشرة على المال المرهون فيكون له حق التنفيذ عند عدم وفاء المدين بالدين، أما في الحق الشخصي فالسلطة غير مباشرة بين الدائن وحقه أنه لا يصل إلى حقه إلا بتدخل المدين .
3-من حيث الآثار :
أ- يتميز الحق العيني عن الحق الشخصي بميزتي التتبع والأولوية ففيما يتعلق بالتتبع يستطيع صاحب الحق العيني تتبع الشيء في أي يد يكون فإذا سرقت سيارة من صاحبها ثم بيعت مثلا يكون للمالك حق استردادها من المشتري .أما الميزة الثانية أي حق الأولوية فهي ميزة نجدها في الحقوق العينية التبعية
ب- التنازل عن الحق يختلف أيضا بسبب وجود هذه الرابطة في الحق الشخصي فتجعل التنازل لا يتم إلا بموافقة المدين أو إبلاغه أما التنازل عن الحق العيني فهو كالحق نفسه أي أنه سلطة مباشرة لصاحبه فلا تحتاج إلى واسطة "1"
ت- التقادم : فالحق العيني يكتسب بالتقادم ولا يسقط به أما في الحق الشخصي فهو لا يكتسب بالتقادم وإنما يسقط به
ث- الحقوق الشخصية لا تنحصر حسب موضوعها بل حسب مصدرها أما الحقوق العينية فقد أوردها القانون حسب موضوعها على سبيل الحصر لأنها تمس النظام العام .
1-هجيرة دنوني المرجع السابق ص 149 ، 150
المبحث الثالث : الحقوق المعنوية ( الذهنية )
الحقوق الذهنية هي سلطات مخولة لشخص على شيء غير مادي سواء كان هذا الشيء فكرة ابتكرها أم اختراعا كشفه أم مزية معنوية أخرى نتجت من عمله وبمعنى آخر هي حقوق ترد على نتاج الذهن أو الفكر وتنقسم هذه الحقوق إلى طائفتين : حقوق الملكية الصناعية وحقوق الملكية الأدبية
المطلب الأول : حق الملكية الصناعية
ويشمل جانبه المالي حق الشخص في استغلال اختراعه، أما الجانب الأدبي فيتمثل في حقه في احتكار استغلال الاختراع، ويهدف هذا الحق عموما إلى حماية رجال الصناعة والمخترعين .
1-براءة الاختراع : هي شهادة رسمية تمنح للمخترع عن كل ابتكار جديد قابل للاستغلال الصناعي … تمكنه من استغلال اختراعه ماليا ويستأثر به دون غيره ويحتج به في مواجهة كافة الناس .
2-الرسوم والنماذج الصناعية :فالرسم هو كل ترتيب للخطوط بألوان خاصة أو بدونها فتكون خاصة بصاحبها ومميزة لصناعة أما النموذج فهو كل شكل مجسم يجعل الشيء مميزا وصالحا للاستعمال الصناعي ويحق لصاحب الرسم أو النموذج أن يتصرف فيه .
3-العلامة التجارية والصناعية : مادة 1 فقرة 1 من الأمر 66 - 86
هي كل رمز أو إشارة يستخدمها الشخص تمييز صناعة عن غيرها وقد يتم ذلك إما بالكلمات أو بالحلوف أو بالأرقام أو بالرسوم ، يجوز لصاحب العلامة أن يصرف فيها أو يتخلى عنها وهي قابلة للتحويل كليا أو جزئيا (م 21 من الأمر 66 – 57 )
4- الإسم التجاري : هو الإسم الذي يتخذه التاجر للدلالة على منشأته التجارية أو الصناعية لتمييزها عن غيرها من المنشآت وهو وجوبي لأن القانون يلزم كل تاجر بأن يكون له اسم يميز محله عن غيره من المحلات .
5-العنوان التجاري : هو الذي يوضع على لافتة المحل التجاري وهو عنصر من عناصر المحل التجاري فلا يجوز التصرف فيه مستقلا عن المحل التجاري .
المطلب الثاني : الملكية الأدبية والفنية :
هي الحق الذي يكسبه المؤلف على المصنف أو على إنتاجه الفكري سواء كان فنيا أو أدبيا
الفرع الأول: أركان حق الملكية الأدبية :
1-المؤلف : هو كل شخص ينتج إنتاجا ذهنيا أو فكريا أيا كان نوعه وهو مبتكر الإنتاج "1"
2-المؤلف أو المصنف : هو كل إنتاج ذهني كالمصنفات القصص
الفرع الثاني : طبيعة حق المؤلف :
له الحق في الاستفادة صاحبه ماديا وأدبيا
1-الحق المالي : يتمثل هذا الحق في استفادة صاحبه ماديا من المصنف عن طريق استغلاله فله الحق في الاستفادة ماديا من نشر مؤلفاته ومن ترجمته وهو قابل للتصرف فيه وينتقل إلى الورثة .
2-الحق الأدبي : متصل بشخصية صاحبه فله الحق في حماية جانب من جوانب شخصيته، فله تقدير نشره من عدمه أو تعديله أو سحبه من التداول إن شاء .
1- أنظر فريدة محمدي " نظرية الحق " ص 50 و51
الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــة:
وفي الأخير نستنتج أن الحقوق المالية يعبر عنها بالأموال لأنها تحقق لأصحابها
مصالح يمكن تقويمها بالمال .
والحقوق المالية تنص عليها وتقررها وتحميها قواعد القانون المدني
بصفة خاصة وأساسية وكثيرا ما تحميها قواعد القانون الجنائي في أغلب الأحيان |
إذا كنت تبحث عن فندق بموقع جيد في دافاو، فقد وجدت ضالتك في Big Apple Hotel & Bar . يمكن من هنا للضيوف الاستمتاع بسهولة الوصول إلى كل ما تقدمه هذه المدينة النابضة بالحياة. إن سهولة الوصول من الفندق إلى المعالم السياحية الشهيرة الكثيرة في المدينة كمثل لانانج كلوب, روبنسون سايبرجيت, ضفو مديكال سنتر هو استثنائي بحد ذاته.
إن الخدمات الممتازة وحسن الضيافة العالي في Big Apple Hotel & Bar تجعل إقامتك تجربة لا تنسى. لضمان راحة ضيوفه، يقدم الفندق الخدمات التالية: مقهى, خدمة الغرف, خدمة غرف على مدار الساعة, جراج سيارات, خدمة غسيل وكي الملابس .
تتضمن كل غرف النزلاء وسائل الراحة والتسلية المصممة خصيصاً لضمان الراحة القصوى للضيوف. يقدم الفندق مجموعة واسعة من وسائل الراحة المتنوعة، كمثل: تدليك. مهما كانت دواعي سفرك فإن Big Apple Hotel & Bar هو خيار ممتاز لإقامتك في دافاو. |
هل سبق لك أن أردت تشكيل نص أو جملة ووجدت صعوبة في ذلك لأن مدرس القواعد الذي درسك كان تدريسه مثل عدمه؟
أو مازلت طالباً عند هذا المدرس وطلب منك واجباً بأن تشكل جملة معينة؟
قام القسم العربي في جوجل ببرمجة أداة مفيدة تقوم بتشكيل الكلمات وجمل كاملة أو حتى صفحة كاملة، وكما يوجد خيار لتشكيل أواخر الكلمات.
ولأن درجة ضعيف كانت تعشق مادة القواعد في شهادتي لا أعلم إذا كان التشكيل صحيحاً أم لا، ولكن هذه الأداة ستطلب منك تصحيحها إذا كان هناك أي خطاء في التشكيل للتعلم من أخطائها ولتتفاداها في المستقبل.
الآن جرب الخدمة واكتب في تعليقك عن مدى دقة التشكيل.
هذا المقال مشكل باستخدام خدمة جوجل تشكيل:
هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ أَرَدْتُ تَشْكِيلُ نَصَّ أَوْ جُمْلَةٍ وَوَجَدْتُ صُعُوْبَةَ فِيْ ذَلِكَ لِأَنَّ مُدَرِّسُ الْقَوَاعِدَ الَّذِيْ دَرْسَكَ كَانَ تَدْرِيْسِهِ مِثْلَ عَدَمِهِ؟ أَوْ مَازِلْتُ طَالِبُا عِنْدَ هَذَا الْمُدَرِّسُ وَطَلَبَ مِنْكَ وَاجِبِا بِأَنَّ تُشَكِّلُ جُمْلَةً مُعَيَّنَةً؟ قَامَ الْقَسَمِ الْعَرَبِيِّ فِيْ جُوْجِلْ بِبَرْمَجَةٌ أَدَاةِ مُفِيْدَةٍ تَقُوْمُ بِتَشْكِيْلَ الْكَلِمَاتِ وَجَمَلٌ كَامِلَةً أَوْ حَتَّىَ صَفْحَةٌ كَامِلَةً، وَكَمَا يُوْجَدُ خِيَارُ لِتَشْكِيلِ أَوَاخِرِ الْكَلِمَاتِ. وَلِأَنَّ دَرَجَةً ضَعِيْفٌ كَانَتْ تَعْشَقْ مَادَّةٌ الْقَوَاعِدَ فِيْ شَهَادَتِيْ لَا أَعْلَمُ إِذَا كَانَ الْتَّشْكِيْلِ صَحِيْحا أَمْ لَا، وَلَكِنِ هَذِهِ الْأَدَاةِ سَتَطْلُبُ مِنْكَ تَصْحِيْحُهَا إِذَا كَانَ هُنَاكَ أَيْ خَطَّاءٌ فِيْ الْتَّشْكِيْلِ لِلْتَعَلَّمْ مِنْ أَخْطَائِهِا وَلْتَتَفَادَاهَا فِيْ الْمُسْتَقْبَلِ. |
ماهي الفدرالية ؟
هي اتحاد بين مقاطعات لتكوين كيان سياسي واحد ضمن دولة واحدة مثال على ذلك الاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية و الإمارات العربية المتحدة الكونفدرالية هي اتحاد بين مجموعة من الدول لتحقيق مصلحة اقتصادية أو سياسية مثال على ذلك الاتحاد الأوروبي .
ما يريد حكام صنعاء وحزب التكفير هي الفدرالية لكي يبقى الجنوب تحت سيطرتهم حتى يتمكنوا من نهب ثرواته وأراضيه ويبقى محتل من قبل جيش الاحتلال كما هوا الحال من ١٩٩٤ عندما غزت قوات الفيدً والنهب ارض الجنوب واستباحت ارضه ودم أبنائه الذي راح ضحية هذه الحرب الظالمة آلاف الشهداء الجنوبيين وآلاف الأسرى الذي لا يزال البعض قابعين في سجون الاحتلال مخفيين ولم تكفيهم بل استمروا في القتل والتشريد وقتلوا في المظاهرات السلمية الذي انطلقت في ٢٠٠٧ اكثر من الف شهيد ٣٠٠ جريح وكذلك تسريح ضباط وكوادر الجنوب من المؤسسات العسكرية والأمنية والوظائف المدنية واحلالهم بشماليين وعزم قبول ابنا الجنوب في الكليات العسكرية واقتصر ألأمر عل ابنا الشمال.
لقد مارست حكومة الفساد حكومة عفاش ابشع الجرائم بحق ابنا الجنوب وكذلك حكومة الاصلاح التكفيرية الذي سارت بنفس الوتيرة من قتل ونهب وتكفير الذاهبون الى مؤتمر الحوار مطالبين بفدرالية نقول لهم انتم مجرد أداه بيد قوات الاحتلال تستخدمكم لأغراض في نفسها والحل لشعب الجنوب هوا الاستقلال وفك الارتباط بدولة الشمال وطرد قواته الغازية من ارض الجنوب الحر ومحاسبة كل المجرمين الذي ارتكبوا جرائم بحق شعب الجنوب وإعادة الممتلكات لهذا الشعب.
النصر قادم بإذن الله والاستقلال قادم بتضافر ابناء الجنوب الشرفاء |
الصيد في المياه الوسطى
الصيد في المياه الوسطى (بالإنجليزية: Midwater trawling) ويعرف أيضا بالصيد البلاجي هو أحد أنواع صيد السمك بالاشباك العائمة في عمق عمود الماء والذي هو أعلى من منطقة القاع . يستخدم في الصيد البلاجي شبكة على شكل قمع يمكن سحبها من قارب واحد وتفتح بفعل أبواب الجر ، أو يمكن ان تفتح في حال وجود قاربين يشداها معا. الصيد البلاجي يستخدم لصيد البلم ، والروبيان ، والتونة والماكريل . ويختللف هذا النوع عن صيد السمك في الأعماق والذي يحدث أضرار خطيرة لقاع البحار باعتبار الصيد البلاجي صيد حميد نسبيا . |
تغريد
اليمن السعيد - متابعات
قال مركز السيطرة على الأمراض في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المسافرين من المملكة العربية السعودية إلى اليمن أو دول الجوار الأخرى في شبه الجزيرة العربية أن يقوموا بفحص طبي خلال عشرة أيام من السفر
.
وحسب موقع (سي بي اس نيوز) باللغة الإنجليزية قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها الأثنين أنه تم الإبلاغ عن وفاة شخصين بسبب فيروس جديد من (الكرونا ) في المملكة العربية السعودية .
وكانت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن وفاة خمسة اشخاص جراء إصابتهم بفيروس "الكرونا" كما أعلنت عن إثنين آخرين في حالة حرجة من هذا الفيروس الذي يشبه فيروس السارس لكنه مجهول الهوية والمنشأ .
الكرونا هي من عائلة الفيروسات التي يمكن أن تسبب الأمراض بدءا من نزلات البرد إلى السارس العدوى، والتي أسفرت عن مقتل 800 شخصا خلال الوباء العالمي عام 2003، معظمهم في آسيا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية منذ بداية شهر مايو عام 2013، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 13 مريضا من هذا المرض في المملكة العربية السعودية، منهم سبعة لقوا حتفهم. وتراوحت أعمار المرضى بين سن 24-94 سنة.
وعندما بدأت منظمة الصحة العالمية تتبع الإصابات منذ سبتمبر عام 2012، أبلغت عن 30 حالة مؤكدة، ثمانية عشر منهم توفي.
والتاجى الجديد، الذي يمكن أن يسبب أمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي الحاد والفشل الكلوي، يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس الخفافيش ويبحث العلماء فيما إذا كان الخفافيش أو غيرها من الحيوانات مثل الماعز أو الإبل قد جلبت العدوى. |
آمون
|آمون|
|الاسم بالهيروغليفية||
|اللقب||خالق الكون والحياة|
|منطقة الانتشار||طيبة|
|الزوجة||أمونت|
آمون، إله الشمس والريح والخصوبة؛ أحد الآلهة الرئيسيين في الميثولوجيا المصرية القديمة (ديانة قدماء المصريين)، ومعنى اسمه الخفي. من العسير معرفة كيف كان اسمه ينطق بالضبط لأن الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية كانت تستعمل الحروف الساكنة (الصوامت)، فكان اسمه يكتب أمن ومن الممكن أنه كان ينطق أَمِن مع إمالة الكسر إلى الفتح.
محتويات
اللاهوت[عدل]
إن عبادة آمون (و أمنرع فيما بعد) والديانة المرتبطة بهما من أعقد ثيولوجيات مصر القديمة. في أسمى صوره كان أمنرع إلها خفيا مثلما يعني اسمه، ولكن لاهوتيا فلم يكن الإله وحده خفياً، بل إن اسمه خفي أيضاً وإن شكله لا يمكن إدراكه. بكلمات أخرى إن الغموض المحيط بآمون سببه هو كماله المطلق، وفي هذا كان مختلفا عن كل الآلهة المصرية الأخرى. كانت قداسته بمكان بحيث أنه ظل منفصلاً عن الكون المخلوق. كان مرتبطا بالهواء ولهذا كان قوة خفية، مما سهل له الترقي كإله أعلى.
اعتبر آمون خالقاً لنفسه، (إلا أن مدرسة هِرموبوليس (الأشمونين\شْمون\خِمنو) اللاهوتية الأقدم اعتبرته أحد الآلهة في الأجدود، الثامون المعروف باسمها)، كما كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه التي مُثلت بقدرته على التحول إلى أفعى وطرح جلده، ومع هذا فقد ظل مختلفا عن الخلق، منفصلا ومستقلاً عنه.
بتوحده مع رَع، الشمس، تجلى آمون للخلق، ولهذا جمع أمنرع في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته آمون كان خفيا وغامضا ومنفصلا عن العالم، وبصفته رع كان جليا وظاهراً ومانحا للحياة اليومية. بنفس المنطق كان ارتباطه بماعت، المفهوم المصري للعدل والتوازن في الكون.
سهلت طبيعة آمون الخفية اقترانه بالآلهة الأخرى. في طيبة ارتبط آمون بادئ ذي بدء بمونتو، إلهها القديم، ثم جاء اقترانه برَع، وتلا ذلك اقترانه بآلهة أخرى، فعرف بالأسماء أمنرعأتوم وأمنرعمونتو وأمنرعحُراختي ومينأمن. وهنا تجب ملاحظة أن آمون لم يكن يندمج في الآلهة الأخرى لخلق إله جديد، بل كان اقترانه توحداً للقدرة الإلهية.
في أوج عبادة آمون-رع، اقتربت الديانة المصرية كثيراً من كونها ديانة توحيدية، حيث أصبح الآلهة الآخرون أوجهًا لقدرته، أو تجليات له. باختصار أصبح هو الإله الأوحد والأعلى.
كانت زوجته أحيانا تدعى أمونت، الصيغة المؤنثة لآمون، ولكنها غالباً ما كانت تعرف بالاسم موط، وكان لها رأس إنسانة مرتدية التاج المزدوج للوجهين القبلي والبحري، وكان ابنهما هو خونسو، القمر. معًا شكلوا ثالوث طيبة.
ذهب البعض إلى أن آمون كان إلها حديثاً نسبياً في الديانة المصرية القديمة، حيث أن عبادته في طيبة - حيث توجد أقدم معابده - لم توثق إلا اِبتداء من الأسرة الحادية عشرة، ولكنه في الحقيقة وجد مذكورا في متون الأهرام التي ترجع لعصر الملك أُناس، الأخير في الأسرة الخامسة، والتي تظهره كرمز للقوى الخالقة، متوافقا مع دوره في ثامون آلهة هِرموبوليس، مما يعطي وجوده قدما أكبر.
صعوده[عدل]
أسر مصر القديمة
عندما ظهرت الأسرة الحادية عشرة من إقليم هيرمونثيس (أرْمـَنـْت)، أو ربما من طيبة نفسها، أغدقت على معبد الكرنك بالتماثيل والعطايا. عندما تمكن ملوك الأسرة السابعة عشرة الطِيبيون من طرد الهِكسوس، أصبح لآمون، إله العاصمة الملكية، شأن كبير باعتباره حامي مصر.
و عندما حمل ملوك الأسرة الثامنة عشر السلاح خارج الحدود المصرية المعروفة حتى ذلك الوقت في حملات عسكرية ناجحة على سورية والنوبة وليبيا، أصبح آمون إلها قوميا لمصر، تعرف به عالميا، طامسا نور كل الآلهة الآخرين ومثبتا مكانته فوق آلهة البلاد الأجنبية، فشاعت عبادته في النوبة وليبيا اللتان كانت الثقافة المصرية شائعة فيهما. نسب ملوك مصر كل انتصاراتهم وإنجازاتهم وأمجادهم إلى آمون وأغدقوا الثروة والعطايا والغنائم على معابده. في هذا الوقت حل آمون محل الإله المحارب مونتو كإله رئيس لمدينة طيبة، وأصبح ملكا للآلهة.
أصبح آمون إله النوبة في عصر الأسرة الخامسة والعشرين، كما كان كهنة آمون في مملكة بلانة (ناباتيا) ومِرْوِه يتحكمون في جميع شئون الدولة، فيختارون الملك ويوجهون حملاته العسكرية، بل وأحيانا يرغمونه على الانتحار كما ذكر ديودورس الصقلي. استمر ذلك حتى القرن الثالث قبل الميلاد عندما قام أركامان (Arkamane Ergamenes) بذبح الكهنة.
تواكب صعود آمون إلى مرتبة الإله القومي والعالمي مع ازدياد أهمية طيبة. هذا الصعود تسارع مع تولي أمنمحت الأول (سِـحِـتِـپ اِب رَع) الحكم في طيبة وتأسيسه الأسرة الثانية عشرة، وبلغ أوجَه في عصر الدولة الحديثة عندما كان يُحتفى به في عيد أُپـِت. اقترن اسم أمنمحت مؤسس هذه الأسرة باسم الإله آمون وحمله من بعده ثلاثة من خلفاءه، كما اتخذ ملوك طيبيون عديدون من المملكة الوسطى الاسم نفسه فيما بعد.
تمتع آمون بشعبية كبيرة بين الناس حيث كان ينادى بنصير الفقراء، وأنه يحمي الضعيف من القوي، وحامي العدالة، وكان على من يطلب العون من آمون أن يثبت نقاءه أو أن يتطهر من ذنوبه أولاً.
كان ارتباط آمون بالملكية المصرية يعني أن يستمد الملك قوته منه باعتباره ابنا له مثل ما حدث عندما وجدت الملكة حَتْشِـپْسوت (ماعت-كا-رع) فيه نصيرا لها، فعظمته ونفسَها بأن أعلنت أنها ابنته، وبنت معبدها في الدير البحري باسمه. وطبقا للاهوت الرسمي في الدولة الحديثة كان أمون-رع هو الذي يحكم مصر من خلال الملك، ويظهر مشيئته من خلال كهنته. لكن مع ازدياد أهمية الإله ازدادت قوة كهنته وسطوتهم ففرضوا سيطرتهم على الساحة السياسية، ووصل الحال إلى أن حكمت مصر سلالة من الملوك الكهَّان هي الأسرة الحادية والعشرين.
صُوِّر آمون في هيئة آدمية، مرتديا تاجا يخرج منه شكلان متوازيان، مستطيلان ودائريّا الطرف، ربما يمثلان ريشتان عظيمتان من ذيل الصقر المستعارتان من الإله مين. يوجد نمطان شائعان لتصويره: في واحد منهما يصور جالسا على عرش، وفي الآخر يصور في وضع القضيب منتصبا (ithyphallic) ممسكا في يده سوطا، تماما مثلما صور الإله مين. ومن المرجح أن هذا التصوير الأخير هو شكله الأصلي الذي عرف به باعتباره إلها للخصوبة، الذي يؤدي أمامه الملك الطقوس الشعائرية الرمزية لفلاحة الأرض أو حصاد الغلة.
إبان الأسرة الثامنة عشرة اعتبرت الإوزة المصرية (chenalopex) مقدسة كتجسد لآمون، ولكنه كان يُمثل أكثر باعتباره الكبش وفير الصوف ذي القرنين المعقوفين الذين أصبحا يعرفان باسمه قرنا آمون ووجد ممثلا بهذه الصورة منذ عهد أمنحوتب الثالث. (في المقابل ارتبط نوع الكباش المحلي القديم ذي الشعر المرسل والقرون المستقيمة المبرومة بالإله خنوم). كما ظهر أيضا في صورة إنسان برأس ضفدع، ممثلا لدوره في الأجدود.
أحيانا كان اسم الإله الشمس رع يقرن باسم آمون ليصبح أمون-رع، خصوصا عندما كان يشار إليه باعتباره "ملك الآلهة" ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة، حيث كان حكم السموات في دينة قدماء المصريين للإله رع. عندما نقل أمنمحات الأول العاصمة إلى اتجتاوي (عند طرف الدلتا؛ لم تكتشف بعد ويمكن أن تكون ليشت) ازدادت أهمية هذا الاقتران برَع سياسيا ولاهوتيا وهو ما كان أمرا منطقيا بالنسبة لإله متفوق كآمون، الذي كان يلقب أيضا "ملك تاجي الأرضين".
الأفول[عدل]
بدءا من حكم تحوتمس الرابع من الأسرة الثامنة عشرة وفي الوقت الذي وصلت فيه عبادة آمون إلى أوجها، بدأ تقديس صورة مجردة للشمس تتمثل في آتون، بالظهور. حتى أحمس مؤسس الأسرة وُجد نقش يمتدحه بأنه "أتن عندما يسطع". وصلت عبادة آتون إلى الأوج عندما حرم الملك أمنحتب الرابع، الذي أصبح الملك الموحد إخناتون عبادة آمون. فشل إخناتون في فرض عبادة الإله آتون على الشعب كما فشل في القضاء على سطوة كهنة آمون الأقوياء، فعادت الديانة القديمة إلى ما كانت عليه بعد موته ودمرت آثار ومعابد آتون وهجرت عاصمته أخِتْاتِن (العمارنة) إلى طيبة مرة أخرى على يد خليفته توت-عنخ-أمن، الذي كان اسمه قبل تولى الحكم توت-عنخ-أتن وغيره بعذ ذلك تحت ضغط كهنة آمون إلى توت-عنخ-أمون. في الفترة التي تلت عودة عبادة آمون كتبت ترانيم وصلوات لأمن-رع تكاد تكون توحيدية في صياغتها ومعناها.
بعد زوال الأسرة العشرين تحول مركز الثقل عن طيبة وبدأت سلطة آمون في الخفوت. حاول الملوك الكهنة في الأسرة الحادية والعشرين حفظ هيبة آمون بقدر استطاعتهم، ومع أن عاصمة الأسرة الثانية والعشرون كانت في الشمال، إلا أن كهنة آمون استمروا في لعب دور هام في العاصمة العتيقة طيبة، والتي كانت قد أصبحت أكبر تجمع للمعابد في العالم حتى ذلك الوقت .
باستمرار ضعف الحكم ازداد الانقسام بين الوجهين القبلي والبحري، وبدءا من ذلك الزمان كان تبجيل الملوك النوبيون لآمون الذي سادت عبادته في أرضهم طويلا هو الذي حفظ لطيبة مكانتها، فجعلوها عاصمة ملكهم بالرغم من أن ثروتهم ونفوذهم الثقافي لم يكونا بالتأثير الكافي.
كان آمون هو إله طيبة حتى في زمن تدهورها، بالإضافة إلى أنه كان الإله الأهم لعدد من مناطق الدلتا ومعابد صغيرة عديدة من بلدة الهيبة في مصر الوسطى إلى كانوپس على البحر المتوسط (بالقرب من أبي قير)؛ كما كان يمثل إلى حد ما التطلعات القومية المحلية لمصر العليا في مواجهة مصر الوسطى والدلتا.
عرافة سيوة[عدل]
كانت عرافة شهيرة قد تأسست لعدة قرون في معبد آمون في واحة سيوة في الصحراء الليبية والتي كانت تتمتع باستقلالية كبيرة عن ملوك وادي النيل، واشتهرت عندما اختفت بدون أثر الحملة الفارسية التي وجهها قمبيز لتدمير المعبد.
اشتهرت عرافة آمون عند الإغريق لدرجة أن الإسكندر الأكبر ارتحل إليها بعد معركة إسّوس ليحصل على مباركتها وليتوج فرعونا على مصر وليسمى ابنا لآمون، كما كان ملوك الأسرة الثامنة عشرة يعتبرون أبناء آمون، الذي أخصب الملكة الأم، وأحيانا ما ارتدوا قرني الكبش، وهكذا صور الإسكندر مرتديهما على العملات المضروبة.
علاقته بآلهة أخرى[عدل]
أسماء أخرى[عدل]
- كماتف: في مرحلة متأخرة في التاريخ المصري.
موضوعات أخرى[عدل]
- حمون (آمون الأمازيغي).
- اشتق من اسم آمون كلمات أخرى: أمونيا وأمونايت. الأمونيا بالإضافة إلى كونها المركب الكيميائي هو اسم جنس في عائلة فورمانيفيرا (foraminifera) قشرية، والتي لها هي والأمونيت (رأسقدميات قشرية منقرضة) قشرة لولبية تشبه قرن الكبش وقرن آمون. أما مركب الأمونيا فيشتق اسمه بطريق أبعد قليلا.
مراجع[عدل]
Erman, Handbook of Egyptian Religion (London, 1907); Ed. Meyer, article "Ammon" in Roscher's Lexikon der griechischen und römischen Mythologie; Pietschmann, articles "Ammon" and "Ammoneion" in Pauly-Wissowa, Realencyclopädie.
الديانة الفرعونية، واليس بَدج، ترجمة: نهاد خياطة، العربية للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق.
وصلات خارجية[عدل]
اقرأ أيضا[عدل]
|في كومنز صور وملفات عن: آمون|
|في كومنز صور وملفات عن: آمون| |
طهران، إيران (CNN) -- اتهمت إيران الطيران الأمريكي بالتجسس على أهداف عسكرية ومراكز اقتصادية تابعة لها عبر الطائرة العاملة دون طيار التي أطلقت المقاتلات الإيرانية النار عليها فوق مياه الخليج قبل أيام، وهددت بأنها "ستتصدى بحزم" لهذا الأمر، ملوحة بإمكان اتخاذ "إجراء أقوى" في حال تكراره.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن العمید أمیر علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية والفضائية في الحرس الثوري قوله إن إيران "لدیها خطوط حمراء ینبغی على الأمیركیین إدراكها ومراعاتها،" وأضاف: "إذا تكرر هذا الحادث فإننا من المؤكد سنتصدى وبحزم."
وبحسب حاجي زادة فإن الطائرة الأمريكية العاملة دون طيار "كانت تقوم بمهمة تجسسیة تهدف إلى جمع معلومات اقتصادیة ونفطیة،" وقال إنها ""كانت تحلق في أطراف جزیرة خارك، واستنتاجنا هو أنها تقوم بجمع معلومات عن أهداف عسكریة، إضافة إلى معلومات عن جزیرة خارك ومعلومات اقتصادیة وقضایا نفطیة وحركة ناقلات النفط."
وأضاف الضابط الإيراني "حذرنا الأمريكیین فی وقت سابق ولكن فی هذه المرحلة حذرناهم بشكل أكثر جدیة،" وأوضح أن المقاتلات الإیرانیة أطلقت النار على الطائرة قائلا: "في البدایة وجهنا تحذیرا لهم ولكنهم لم یعتنوا بذلك، فی حالة تكرار الحادث سنقوم بإجراءات أقوى."
وكانت مقاتلات إيرانية قد أطلقت قبل أسبوع النار على طائرة استطلاع دون طيار غير مسلحة، من طراز "بريداتور،" تتبع لسلاح الجو الأمريكي، في الخليج، وأثار الحادث مخاوف جديدة داخل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حول النوايا العسكرية الإيراني في الخليج الذي يعتبر ممرا حيويا لشحنات النفط العالمي.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط. |
دمشق-سانا
أصدر السيد الرئيس بشار الأسد اليوم المرسوم التشريعي رقم /116/ للعام /2011/ المتضمن تعديلات على المادة /8/ من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام /2004/ بحيث يجري التعيين في الوظائف للفئتين الأولى والثانية بموجب مسابقة كما يجري التعيين لوظائف الفئات الثالثة والرابعة والخامسة بموجب اختبار.
كما تعدل بموجب المرسوم المادة /10/ من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام /2004/ والمادة /17/ من قانون العمل رقم /17/ لعام /2010/.
وفيما يلي نص المرسوم التشريعي:
المرسوم التشريعي رقم /116/
رئيس الجمهورية
بناء على أحكام الدستور
يرسم مايلي:
المادة /1/ تعدل المادة /8/ من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام /2004/ لتصبح على النحو التالي:
مع مراعاة أحكام المواد /12/13/14/16/ من هذا القانون يجري التعيين وفق مايلي:
أ/ بموجب مسابقة .. تجرى لوظائف الفئتين الاولى والثانية.
ب/ بموجب اختبار .. يجري لوظائف الفئات الثالثة والرابعة والخامسة.
ج / تصدر بقرار من مجلس الوزراء بناء على اقتراح من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل إجراءات وأصول التعيين والتعاقد في الجهات العامة.
مادة /2/ تعدل المادة /10/ من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام /2004/ لتصبح على النحو التالي:
أ/ يتم التعيين بموجب الاختبار عن طريق إعلان الجهة صاحبة الحق بالتعيين عن احتياجاتها من العاملين حسب الفئات المطلوبة وفق الإجراءات المنصوص عليها في الفقرة /ج/ من المادة /8/ من هذا القانون.
ب/ تنشر أسماء المقبولين والناجحين في الاختبار بصكوك تصدر عن الجهة صاحبة الحق في التعيين حسب تسلسل درجات نجاحهم في لوحة إعلان المركز الرئيسي للجهة العامة ذات العلاقة فيما إذا كان التعيين سيتم في أكثر من محافظة أما إذا كان التعيين سيتم في محافظة واحدة فيكتفى بنشر تلك الأسماء في لوحة إعلان مركز الجهة العامة في تلك المحافظة.
مادة /3/ تعدل المادة /17/ من قانون العمل رقم /17/ لعام /2010/لتصبح على النحو التالي:
أ/تعتبر وثيقة قيد العمل الصادرة عن المكاتب العامة للتشغيل من الأوراق الثبوتية المطلوبة للتعيين أو التشغيل في الجهات العامة والقطاعين الخاص والمشترك والقطاع التعاوني داخل أراضي الجمهورية العربية السورية.
ب/ تصدر بقرار من الوزير الأحكام الناظمة لعمل المكاتب العامة للتشغيل وما تتضمنه شهادة قيد العمل من بيانات.
مادة /4/ ينشر هذا المرسوم التشريعي في الجريدة الرسمية ويعتبر نافذا من تاريخ صدوره.
دمشق في /21/10/1431/هجري والموافق /19/9/2011/ميلادي.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور رضوان الحبيب في تصريح لسانا أن المرسوم جاء استجابة لتحقيق المرونة الكافية للجهات العامة والخاصة في عملية التوظيف وللحد من الفساد في هذا المجال.
وأوضح الوزير الحبيب أنه سيتم التعيين بالنسبة للفئتين الأولى والثانية عن طريق مسابقة أما باقي الفئات فيتم تعيينهم عن طريق اختبار شريطة أن يتم الإعلان عن المسابقة أو الاختبار لمدة محددة لافتا إلى أن وثيقة قيد عمل من مكاتب التشغيل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعتبر إحدى الوثائق المقدمة كشرط ضروري ولازم للتوظيف.
وأشار وزير الشؤون إلى أنه سيتم إصدار إجراءات وأصول التعيين والتعاقد في الجهات العامة قريبا. |
كريمان الكيالي
تذكر البرلمانات الطلابية بمجالس الضبط ،التي كانت موجودة في المدارس أيام زمان مع اختلاف كبير ،حيث البرلمان يشكل بالانتخاب الديمقراطي وتتجاوز مهامه انضباط السلوك الى المشاركة في العملية التربوية، من تحديد مواعيد الامتحانات وغيرها من الامورالتي تلبي مطالب الطلبة المشروعة في بيئة مدرسية سوية .
عاما بعد آخر ، تزداد القناعة باهمية دور»البرلمانات» في تحسين المناخ المدرسي، وتعميق العلاقة بين الطالب والمدرسة ،وتهيئة الأجواء الملائمة للديمقراطية ، مما ينفي تخوف بعض مدراء المدارس والمعلمين واولياء الأمور، من حدوث فوضى ووقوع مشاجرات ،او ضياع حصص على الطلاب .
تعتبرالبرلمانات المدرسية تجربة ديمقراطية مصغرة ومسؤولية، تختلف عن الواجبات والانشطة المدرسية التقليدية ، تسعى لاكساب الطلاب مهارات الديمقراطية بشكل عملي، كما يقول الخبير التربوي «د.عودة أبو سنينه»، حيث يقوم الطلاب بالترشح والانتخاب ويتعرفون على كيفية الاقتراع وادارة الانتخابات، وبعد فرزالاصوات واعلان النتائج ومن ثم ممارسة هذه المجالس للأنشطة المكلفة بها، ضمن قوانين ونظم يلتزم بها الطلاب ، ومن خلال الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والنقد الهادف، بما يصب في مصلحة الجميع ابناء واولياء امور وهيئة تدريسية، والتأكيد على ان الديمقراطية ليست دائما معارضة كما يعتقد البعض !
وفي تجربة لافته لبرلمان مدرسي تتجلى فيه ديمقراطية جميلة ، ترشحت «فقط «الفتيات في مدرسة «حفصة بنت عمر» الاساسية المختلطة، أما الذكور فلم يشاركوا بالانتخاب اوالترشح حيث كلهم في الصفوف الادنى و نظام التربية والتعليم يشترط المشاركة بالعملية الانتخابية ابتداء من الصف الخامس وحتى الصفوف العليا ، وتقول « مديرة المدرسة»عفاف شقور»، التي عايشت تجربة الانتخابات المدرسية اكثر من مرة ، بأنها تميزت هذا العام بانتخاب برلمان اكثر تنظيما ووعيا، لدور المرشحين والناخبين على حد سواء ، حيث اجمعت الآراء على انتخاب اعضاء المجلس بمواصفات تتراوح بين الاجتهاد والادب وحسن المعاملة وحب المساعدة للزملاء بالاضافة الى قوة الشخصية في الحديث والدفاع عن حقوق الطلاب ، لأن عضو البرلمان ،يشكل همزة الوصل ما بين الهيئة التدريسية والطلاب , يتحدث بلسانهم ونيابة عنهم ويحقق لهم ما يريدون من مكتسبات .
كما وتضيف «شقور» : لقد تم تجهيز صناديق اقتراع في كل صف ، واتيحت الفرصة لكل طالب مرشح ،للاعلان عن برنامجه الانتخابي عبر الاذاعة المدرسية امام جميع طلاب المدرسة ، فيما كان المسرح المدرسي هو مكان الانتخابات ، كما تم تشكيل لجنة تشرف على الانتخابات من ثلاث معلمات وثلاث امهات ايضا .
وحملت البيانات الانتخابية للطلاب المرشحين ، وعودا بالتغيير والانضباط والاجتهاد ونصرة حقوق الطلاب ، فيما تعلق احدى المشرفات على الانتخابات المعلمة «سناء الكيالي» وتقول بأن الحماس والاستعداد والعمل بجدية لانجاح هذه العملية الديمقراطية يصعب وصفه ، حتى اننا تخيلنا انفسنا امام صناديق اقتراع للمجلس التشريعي وليس لبرلمان المدرسة ، بدءا بالحملات والشعارات الانتخابية الجميلة وعملية الادلاء بالاصوات ،وصولا الى فرز الاصوات التي اوصلت اسماء تستحق بجدارة ان تمثل الطلاب في برلمان المدرسة .
وتضيف : من خلال متابعتي و زميلتي «غادة وهديل « اضافة الى الامهات عضوات اللجنة المكلفة ، نؤكد بأن الانتخابات كانت نزيهة وهادئة، ولم تحدث فوضى على الاطلاق ، بل ان المدرسة عاشت عرسا ديمقراطيا بهيجا برغم بساطته ،عبر فيها الجميع عن فرحتهم بالرقص والغناء ، وتم فيها كذلك توزيع الحلوى، ومعظمها كان من اعداد امهات المرشحين والناخبين على السواء.
ويعبرالطلاب عن فرحهم وحماسهم لهذ ا الإنجازالديمقراطي الكبير، وتقول «زينه الشرايدة - 8 سنوات « بان الانتخابات فترة من اجمل الايام في المدرسة ، حتى انها تخيلت نفسها تنتخب أعضاء في مجلس النواب الاردني ، وقد منحت صوتها لزميلتين تعتقد أنهما الأفضل.
اما « محمد « في الصف الرابع فقال ، أنه لو كان له حق التصويت لأعطى صوته لمرشحة، حتى لو ترشح لمنافستها زميل له من الذكور لأنه يعتقد أنها تستحق ، فالأهم إنتخاب الأكفأ الذي يمثل زملائه بأمانة .
hgfvglhkhj hgl]vsdm >> ]dlrvh'dm [ldgm |
السؤال
وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى
ماهو التفسير ؟
الإجابات
1 من 2
بسم الله الرحمن الرحيم ,
ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( 131 ) )
قوله تعالى : ( ولا تمدن عينيك ) قال أبو رافع : نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي فقال لي : " قل له إن رسول الله يقول لك بعني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب " فأتيته فقلت له ذلك فقال : والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " والله لئن باعني وأسلفني لقضيته وإني لأمين في السماء وأمين في الأرض ، اذهب بدرعي الحديد إليه " فنزلت هذه الآية : ( ولا تمدن عينيك ) لا تنظر ، ( إلى ما متعنا به ) أعطينا ، ( أزواجا ) أصنافا ، ( منهم زهرة الحياة الدنيا ) أي : زينتها وبهجتها ، وقرأ يعقوب زهرة بفتح الهاء وقرأ العامة بجزمها ، ( لنفتنهم فيه ) أي لنجعل ذلك فتنة لهم بأن أزيد لهم النعمة فيزيدوا كفرا وطغيانا ، ( ورزق ربك ) في المعاد ، يعني : الجنة ، ( خير وأبقى ) قال أبي بن كعب : من لم يتعز [ ص: 304 ] بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات ، ومن يتبع بصره فيما في أيد الناس بطل حزنه ، ومن ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قل عمله وحضر عذابه .
24/5/2011
تم النشر بواسطة مظلوم في حياتي1 (Oryoken Adoolke).
2 من 2
لا تنظر إلى ما مَتَّعْنا به هؤلاء المشركين وأمثالهم من أنواع المتع, فإنها زينة زائلة في هذه الحياة الدنيا, متعناهم بها; لنبتليهم بها, ورزق ربك وثوابه خير لك مما متعناهم به وأدوم; حيث لا انقطاع له ولا نفاد.
24/5/2011
تم النشر بواسطة orng555.
قد يهمك أيضًا
عرض إجابات Google في::
Mobile
كلاسيكي |
|الصحة والطب البديل | حميات غذائية نصائح وإرشادات طبية ، ريجيم ، حميات ، الغذاء الطبيعي ، الطب البديل ، الطب النبوي ، آخر الأخبار في عالم الطب والصحة ( صحتك تهمنا )|
| ||أدوات الموضوع||انواع عرض الموضوع|
|05-03-2006, 08:28 PM||#1 (permalink)|
بشرى لمرضى السكري ... علاج أول مريض بالسكري بشكل تام ونهائي في لندن
علاج أول مريض بالسكري بشكل تام ونهائي في لندن
أعلن باحثون بريطانيون أنهم نجحوا في علاج أول بريطاني بشكل تام ونهائي من مرض السكري وذلك عن طريق زرع خلايا منتجة للأنسولين في كبده.
ويقول الباحثون في كينغز كوليدج بجامعة لندن إن هذه الطريقة التي ثبت نجاحها الكامل قد تعمل على شفاء مرضى السكري الذي يعاني منه الملايين في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح البروفسور ستيفاني أميل المستشار بمستشفى كينغز كوليدج أن هذه الطريقة العلاجية ستكون لها نتائج كبيرة في المستقبل، إذ أنها تعني نهاية معاناة المصابين بالسكري من الدرجة الأولى والمدمنين على حقن مادة الأنسولين.
وقبل التوصل لهذا العلاج اكتشف الباحثون البريطانيون أن الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس -التي تم الحصول عليها من أجسام موتى تبرعوا ببعض أعضائهم- قد تكون نافعة إذا حقنت في كبد المريض.
وتستغرق عملية زرع تلك الخلايا نحو 45 دقيقة حيث تشرع في تطوير إمدادها الخاص من الدم وفي إنتاج مادة الأنسولين.
لكن أميل أشار إلى أن هذا العلاج لا زال في مرحلته التجريبية، وأن نجاحه على نطاق واسع مرتبط بحالة كتلة نسيج الخلايا التي يتم زرعها في أجسام المصابين بالسكري.
د. أمين الجيوسي
ومن جانبه أوضح استشاري أمراض السكري والغدد الصماء الدكتور أمين الجيوسي أن العلاج الذي توصل إليه الفريق البريطاني يفيد أكثر المصابين بالسكري من الدرجة الأولى والذين تقلهم أعمارهم عن 40 عاما.
وأضاف الجيوسي في لقاء مع الجزيرة أن مرضى الدرجة الأولى في حاجة إلى ذلك النوع من العلاج، لأن حالتهم تستدعي مساعدة كبيرة وتحمل مضاعفات كبيرة على العين وشرايين القلب والكلى.
وأشار إلى أن سكري الدرجة الأولى ينجم عن خلل في البنكرياس ينجم عنه عطل الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين، أما سكري الدرجة الثانية فيصيب الذين تزيد أعمارهم على الأربعين ويكون ذلك عن طريق الوراثة أو البدانة.
ويمثل المصابون بسكري الدرجة الثانية نحو 90% من مجموع الحالات البالغ عددها نحو 271 مليونا بمختلف أنحاء العالم ...
المصدر: منتديات عالم الرومانسية
|أدوات الموضوع|
|انواع عرض الموضوع|
|
قصة امرأة العزيز في 2/11/1429هـ
الحمدُ للهِ الذي أنزلَ آياتٍ بيناتٍ، وفصلها سورًا وآياتٍ، وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِّ الْمَكْرُمَاتِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم حتى المماتِ. أمّا بعدُ: أيّها النَّاسُ! اتقوا ربَّكم واشكروه، واعملوا بالقرآنِ وتدبروه، فقد جعلَهُ اللهُ سدًّا منيعًا لمواجهةِ فتنِ الشبهاتِ والشهواتِ. عبادَ اللهِ: مواصلةً لسلسلةِ (قصصِ النساءِ في القرآنِ)وكنا قد بدأْنَا الحديثَ بقصةِ أمِّ البشرِ حواءَ عليها السلامُ، ثمَّ أتبعنَاها بقصةِ امرأةِ نوحٍ وامرأةِ لوطٍ، وها نحنُ اليومَ نتحدثُ عن امرأةٍ ذُكِرتْ في القرآنِ، هيَ امرأةُ وزيرٍ من وزراءِ الأرضِ، امرأةٌ لها مكانةٌ اجتماعيةٌ عاليةٌ، ألا وهي امرأةُ عزيزِ مصرَ، وهو الوزيرُ، وقيل اسمُه: قِطفير، وأما هيَ فقيلَ اسمُها: زُلَيْخَا، وقيل:راعيل. ذُكرت قصتُها في سورةِ يوسفَ لِما دارَ بينها وبينَ يوسفَ عليهِ السلامُ في قصرِها، فإنه لَمَّا تركَ أخوةُ يوسفَ يوسفَ في البئرِ جَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ، قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ، وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً، ثم باعوهُ لعزيزِ مصرَ{بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ} فوصَّى العزيزُ امْرَأَتَهُ قائلاً:{أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}وَلَمَّا بلغَ يوسفُ أشدَّه، واكتملتْ قُوَاهُ الحسيةُ والمعنويةُ، وصَلُحَ لتحملِ الأحمالِ الثقيلةِ، جعلَه اللهُ نبيًّا رسولاً وعالماً ربانياً، وأعطاهُ الحكمَ بينَ الناسِ والعلمَ الكثيرَ والنبوةَ، وأعطاهُ اللهُ Uجمالاً لم يُعطِهِ أحداً من خلقِه في زمانِه، فلقد أوتي شطرَ الحسنِ والجمالِ، فتعرضَuلمحنةٍ عظيمةٍ شديدةٍ، هيَ أعظمُ من محنتِه معَ إخوتِه، ألا وهيَ محنةُ امرأةِ العزيزِ، إذ أنه uبقيَ مُكَرَّمًا في بيتِ العزيزِ، وكانَ جمالُه سبباً لمراودتِه من امرأةِ العزيزِ،كما قالَ تعالى:{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ}فهو غلامُها وتحتَ تدبيرِهَا، والمسكنُ واحدٌ، فيتيسرُ إيقاعُ المكروهِ من غيرِ إشعارِ أحدٍ، ولا إحساسِ بشرٍ، ولكن مما زادَ المصيبةَ أن غَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وصارَ المحلُّ خالياً، وهما آمنانِ من دخولِ أحدٍ عليهِما، بسببِ أن الأبوابَ كلها مُغَلَّقَةً، وتأتي هنا خطورةُ الخلوةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ الأجنبيةِ عنهُ دونَ أن يكونَ معهما أحدٌ، فهي معصيةٌ وبابُ شرٍّ مستطيرٍ! وليسا هما وحدَهما، بلِ الشيطانُ معهُما، كما أخبرَ بذلكَ الصادقُ المصدوقُr ففي المسندِ لأحمدَ بسندٍ صحيحٍ، أنَّ النبيَّrقالَ:"لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا" فهنا يقومُ الشيطانُ بدورِه ليُزَيِّنَ من خلا بامرأةٍ أو من خلتْ برجلٍ المعصيةَ والفاحشةَ، حتى يُودِي بِهمِا إلى الزنا والعياذُ باللهِ، فالشيطانُ يجري من ابنِ آدمَ مجرى الدمِ في العروقِ، فهو الذي توعدَ ابنَ آدمَ مقسمًا: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}فالشيطانُ بالمرصادِ لكلِّ من عبدَ اللهَ وأطاعَه وسارَ على منهجِه، فالحذرَ الحذرَ من سبلِ إغوائِه، وحيلِهِ والْتِوَائِه، أسألُ اللهَ أن يعصمَني وإياكُم منَ الشيطانِ الرجيمِ، فالخلوةُ بالمرأةِ الأجنبيةِ خطرُهُ جسيمٌ، ففتنةُ النساءِ أضرُّ فتنةٍ كما روى البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ النَّبِيِّr قَالَ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ" فالشيطانُ يكونُ بينهما يُسَوِّلُ ويُزَيِّن لهما الشَرَّ، لذا لما خلتِ امرأةُ العزيزِ بيوسفَuفي حضرةِ الشيطانِ قالتْ:{هَيْتَ لَكَ} أقبِلْ عليَّ، وافعَل، ومعَ توفُّرِ كلِّ السبلِ، فهوَ في بيتِها، وهي من تَعرِض، والأبوابُ مغَلَّقةٌ فلا مفرَّ، وهي سيدةُ البيتِ بل سيدةُ النساءِ، وهوَ غريبٌ والغريبُ لا يحتشمُ كما إذا كانَ في وطنِه وبينَ معارفِه، وهو أسيرٌ تحتَ يدِهَا، وهيَ سيدتُهُ، وفيها منَ الجمالِ ما يدعو إلى ما هنالك، وهو شابٌ عزبٌ، وقد هدَّدَتْهُ وتوعَّدَتْهُ إن لم يفعلْ ما تأمرُهُ بهِ بالسجنِ أوِ العذابِ الأليمِ، ومعَ ذلكَ كلِّه استعانَ بربِّهِ، ولجأَ لمولاهُ واعتصمَ بهِ وصبرَ عن معصيةِ اللهِ قائلاً:{مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، إنهُ درسُ العفةِ والعفافِ خاصةً في مثلِ زمانِنا هذا، إنهُ درسُ الفضيلةِ ومجاهدةِ النفسِ، درسٌ حيٌّ يتراقصُ للشبابِ والفتياتِ، فيمكنُ أن تنتصرَ الفضيلةُ مهما توافرتِ الدواعي للرذيلةِ إذا كانَ حبُّ اللهِ وخوفُه قد خالطَ سويداءَ القلبِ يا شباب، وقد ثبتَ في الصحيحينِ أنَّ رسولَ اللهِ r قالَ:((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وذكر منهم: وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ)). وخيرٌ من ذلكِ كلِّهِ:البعدُ عنِ الفتنةِ وإغلاقُ البابِ بدايةً وسدُ المنافذِ أولاً،مِن تساهلٍ بمكالماتٍ هاتفيةٍ، أو مشاهداتٍ إباحيةٍ، أو خلوةٍ غيرِ شرعيةٍ، حتى ولو كانتْ خادمةً تعملُ في البيتِ، حتى ولو كانت خلوةُ المرأةِ بالسائقِ الأجنبيِّ عنها في السيارةِ، فقد سُئِلَ سماحةُ العلامةِ ابنُ بازٍ رحمهُ اللهُ: ما حكمُ ركوبِ المرأةِ معَ سائقٍ أجنبيٍّ عنها وحدَهَا ليُوصِلَهَا في داخلِ المدينةِ؟ وما الحكمُ إذا ركبت المرأةُ ومجموعةُ النساءِ مع السائقِ وحدَهُنَّ؟ فأجابَ قائلاً: لا يجوزُ ركوبُ المرأةِ معَ سائقٍ ليسَ محرماً لها وليسَ معهُمَا غيرُهُما، لأنَّ هذا في حكمِ الخلوةِ، وقد صحَّ عن رسولِ اللهِrأنه قالُ: "لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا"،وأما إن كانَ معهُما رجلٌ آخرُ أو أكثرُ أو امرأةٌ أخرى أو أكثرُ فلا حرجَ في ذلكَ إذا لم يكن هناكَ ريبةٌ، لأنَّ الخلوةَ تزولُ بوجودِ الثالثِ أو أكثرْ وهذا في غيرِ السفرِ، أما في السفرِ فليسَ للمرأةِ أن تسافرَ إلا معَ ذِي محرمٍ"، فلنحذرْ يا عبادَ اللهِ ولنلتزِم بشرعِ اللهِ، فإن فيه نجاةً وسلامةً، وكم من متساهلٍ أو متساهلةٍ عضَّ أصابعَ الندمِ، ولكنْ بعدَ فواتِ الأوانِ، فما أجملَ الاعتصامَ بالشرعِ، وتأملوا آثارَ فتنةِ الخلوةِ وما جرى ليوسفَ عليهِ السلامُ بسببِهَا من سجنٍ وأحداثٍ،{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}فالمتدبرُ لهذهِ الآيةِ يجدُ أنَّ امرأةَ العزيزِ كادتْ ليوسفَ وافتُتِنَتْ بهِ افتِتَانًا شديداً، وضعُفَت أمامَه، وغلبَ عليها جانبُ العاطفةِ، فأرادت منه فعلَ الفاحشةِ معها، فتزيَّنَتْ وَتَهَيَّأَتْ بكاملِ زينتِها لتكونَ الفتنةُ أشدَّ، فلقد هَمَّتِ المرأةُ بفعلِ المعصيةِ، ولولا أنَّ يوسفَ uرءَا برهانَ ربِّهِ لَهَمَّ هوَ الآخرُ لطبعِهِ البشريِّ، قيلَ: هَمُّه خاطرٌ قلبيٌّ غريزيٌّ لكنَّه مزمومٌ بالتقوى، فلما رءَا برهانَ ربِّه لم يحصُل منهُ همٌّ أصلاً بناءاً على أنَّ الهَمَّ معلقٌ بأداةِ الامتناعِ التي هيَ (لولا) واللهُ أعلمُ، والمهمُّ أنَّ اللهَ Uعصمَه منَ الوقوعِ في المعصيةِ{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}سبحانَ اللهِ! مراودةٌ وإصرارٌ من جانبٍ، واستعصامٌ وعفةٌ وإصرارٌ عليهِ من جانبٍ آخرَ، فهوuيريدُ الفرارَ بدينِه، فقد حاولَ الهروبَ منها فبادرَ إلى الخروجِ منَ البابِ، فقامتِ المرأةُ ممسكةً بِهِ، متعلقةً بثيابِه، حتى قَدَّتْ قميصَه من دبُرٍ، فما أن وصَلا إلى البابِ، حتى كانتِ المفاجأةُ بأنْ وجَدَا الزوجَ على البابِ، فرأى أمراً شقَّ عليهِ، فبادرتِ المرأةُ من شدةِ كيدِها ليوسفَ إلى الكذبِ، وأن المراودةَ كانتْ منهُ، اتَّهَمَتْهُ تُهمةً كبيرةً بأسلوبٍ يجعلُ الزوجَ يشتدُّ غلظةً وغيظاً على يوسفَuوذلكَ بقولِها:{مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فَعَجَّلَ يوسفُ بدفعِ التهمةِ، وبرَّأَ نفسَه مما اتُّهِمَ بهِ فقال:{هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}فلو أنَّ في نفسِه ذرةً منَ السوءٍ ما استطاعَ أن ينطقَ بكلمةٍ في مثلِ هذا الموقفِ، قالَ ابنُ سعديّ: فاحتملتِ الحالُ حينئذٍ صدقَ كلِّ واحدٍ منهُما ولم يعلمْ أيُّهُمَا، ولكنَّ اللهَ تعالى جعلَ للحقِّ والصدقِ علاماتٍ وأماراتٍ تدلُّ عليهِ، قد يعلمُها العبادُ وقد لا يعلمُونَها، فمنَّ اللهُ في هذه القضيةِ بمعرفةِ الصادقِ منهُما، تبرئةً لنبيِّه وصفيِّه يوسفَu، فانبعثَ شاهدٌ من أهلِ بيتِها، يشهدُ بقرينةٍ، هذهِ القرينةُ تشهدُ للقرآنِ كيفَ وضعَ أصولَ علمِ الجريمةِ والجناياتِ وأدلتِها وشواهدِهَا، وعلمِ الإدعاءِ والتحقيقِ وإثباتِ أو نفيِ التهمِ للتعدياتِ والحقوقِ، فما أعظمَ القرآنَ وإرشاداتِه فهوَ مصدرُ كلِّ علمٍ، وأساسُ كلِّ فنٍّ لو تدبَّرْنَاهُ وعمِلْنَا بِهِ ،قال شاهدُ القصةِ: هناكَ قرينةٌ من وُجِدَتْ مَعَهُ فهوَ الصادقُ:{إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}لأنَّ ذلكَ يدلُّ على أنَّه هُوَ المقبلُ علَيْهَا، المراودُ لها الباغي عليها، وأنها أرادتْ أن تدفَعَهُ عَنْهَا، فشَقَّتْ قميصَه من هذا الجانبِ{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}لأنَّ ذلكَ يدلُّ على هروبِهِ منها، وأنَّها هي التي طلبَتْهُ فشقَّت قميصَه من هذا الجانبِ،{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ} عرفَ بذلكَ صدقَ يوسفَ وبراءَتَه، وأنها هي الكاذبةُ، فقالَ لها سيدُها:{إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}وهل أعظمُ من هذا الكيدِ، الذي برَّأَتْ بهِ نفسَهَا مما أرادتْ وفعلتْ، ورمتْ بهِ نبيَّ اللهِ يوسفَ u، ثم إن سيدَهَا لما تحققَ الأمرُ، قالَ ليوسفَ:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} أي: اتركِ الكلامَ فيهِ وتَنَاسِهِ ولا تذكرْه لأحدٍ، طلبًا للسترِ على أهلِهِ، {وَاسْتَغْفِرِي}يا زُلَيْخَا{لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}فأمرَ يوسفَ بالإعراضِ عن ما رأى وسمعَ وعدمِ الخوضِ فيهِ، وأمرَهَا بالاستغفارِ والتوبةِ. قالَ ابنُ كثيرٍ:{واستغفري لذنبِكِ} يقولُ لامرأَتِهِ ذلكَ وقد كانَ لينَ العريكةِ سهلاً، أو أنَّه عذرَهَا لأنَّها رأتْ ما لا صبرَ لَهَا عَنْهُ، فقالَ لَهَا: استغفِري لذنبِكِ، أي الذي وقعَ منكِ من إرادةِ السوءَ بِهذا الشابِّ ثم قَذْفِه بما هُوَ بَرِيءٌ منهُ، استغفِرِي من هذا الذي وقعَ منكِ،{إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}ولكنَّ الخبرَ شاعَ وانتشرَ في البلدِ، وأخذتِ النساءُ تتحدثُ فيهِ، فجعَلْنَ يلُمْنَهَا،{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ}أخذَ نساءُ الكبراءِ والأمراءِ يُنكِرْنَ على امرأةِ العزيزِ، ويَعِبنَ ذلكَ علَيْهَا{امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ}أي تحاولُ وتدعوهُ إلى نفسِهَا{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}. قالَ الضحاكُ عنِ ابنِ عباسٍ:الشغفُ الحبُّ القاتلُ,والشِّغَافُ حِجَابُ القلبِ.{إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}بسببِ صنيعِها هذا وحُبِّها فتاها ومراودتِها إياهُ عن نفسِهِ,{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}أي: بالقيلِ والقالِ والغيبةِ لَهَا، وقال ابنُ إسحاق: بلغَهُنَّ حسنُ يوسفَ, فأحبَبْنَ أنْ يَرَيْنَهُ, فقُلنَ ذلكَ القولَ ليَتَوَصَّلْنَ إلى رؤيتِهِ ومشاهدتِهِ, ولِهَذا سمَّاهُ اللهُ مكراً، فعندَ ذلكَ {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ}أي دَعَتْهُنَّ إلى منزِلِهَا{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}.وهو المجلسُ المعدُّ فيه مفارشٌ, ومخادٌّ, وطعامٌ، وفيهِ ما يقطعُ بالسكاكينِ منْ أُتْرُجٍّ ونحوِهِ, ولهذا قالَ تعالى:{وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا}وكانَ هذا مكيدةً منها ومقابلةً لَهُنَّ في احتيالِهن على رُؤيَتِهِ{وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}،{فَلَمَّا}خرجَ و{رَأَيْنَهُ، أَكْبَرْنَهُ} أي أعظمْنَه وأعظمْنَ شأنَه, وأجللْنَ قدرَه, وجعلْنَ يُقَطِّعْنَ أيدِيَهُنَّ دهشاً برؤيتِه, وهنَّ يَظْنُنَّ أنَّهُنَّ يُقَطِّعْنَ الأُتْرُجَّ بالسكاكينِ, والمرادُ أنَّهُنَّ حَزَزْنَ أيديَهُنَّ بِهَا. وقد ذكرَ غيرُ واحدٍ أنَّها قالتْ لَهُنَّ بعدَ ما أَكَلْنَ وطابتْ أنفسُهُنَّ, ثم وضعتْ بينَ أيديهِنَّ أُتْرُجًّا وآتت كلَّ واحدةٍ منهُنَّ سِكِّينًا: هلْ لكُنَّ في النظرِ إلى يوسفَ؟ قُلنَ: نَعَم, فبعثَتْ إليهِ تَأْمُرُهُ أنِ اخرُجْ إليهِنَّ, فلمَّا رأيْنَهُ جَعَلْنَ يُقَطِّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ, ثُمَّ أَمَرَتْهُ أن يَرجِعَ لِيَرَيْنَهُ مُقْبِلاً ومُدْبِرًا, فرجَعَ وَهُنَّ يحزِزْنَ في أيدِيهِنَّ, فلمَّا أَحْسَسْنَ بالألمِ جَعَلنَ يُوَلْوِلْنَ, فقالتْ: أنتُنَّ من نظرةٍ واحدةٍ فَعَلْتُنَّ هذا, فكيفَ أُلامُ أنا؟{وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} لأنَّهُنَّ لَمْ يَرَيْنَ في البشرِ شبيهَهُ ولا قريباً منهُ, فإنهuكانَ قد أُعطِيَ شِطْرَ الحُسنِ كما ثبتَ ذلكَ في الحديثِ الصحيحِ في حديثِ الإسراءِ أنَّ رسولَ اللهِrمرَّ بيوسفَuفي السماءِ الثالثةِ, قالَ:"فإذا هوَ قدْ أُعطِيَ شطرَ الحُسنِ"وقالَ حمادُ بنُ سلمةَ, عن ثابتٍ,عن أنسٍ, قالَ: قال رسولُ اللهِr: "أُعطِيَ يوسفُ وأمُّه شِطرَ الحُسنِ". وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ, قال: "كانَ وجهُ يوسفَ مثلَ البرقِ, وكانتِ المرأةُ إذا أتَتْهُ لحاجةٍ غَطَّى وجْهَهُ مخافةَ أنْ تُفْتَتَنَ بِهِ". فلهذا قالَ هؤلاءِ النسوةُ عندَ رُؤْيَتِهِ{حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}تقولُ هذا مُعتذرةً لنفسِهَا بالافتتانِ بِهِ بأَنَّ هذا حقيقٌ أن يُحَبَّ لِجَمَالِه وكَمَالِه, فلَمَّا رأَتْ افتِتَانَهُنَّ أَيْضًا بِهِ صَرَّحَتْ بِمَا اقْتَرَفَتْ بِقَوْلِهَا:{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} أيْ فامتَنَعَ واسْتَمْسَكَ. ثُمَّ عَاوَدَتِ المراودةُ مرةً أخرى جِهَارًا وبِمَحضَرٍ مِنْهُنَّ، بَل وتَوَعَّدَتْ بسجنِهِ وإذلالِهِ، وهيَ الآنَ تأمُرُهُ أَمْرًا فهيَ السيدةُ وهوَ غلامُهَا، فَقَالَتْ:{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}وفيهِ جرأةُ المرأةِ إذا ضَعُفَتْ قِوَامَةُ الرَّجُلِ عَلَيْهَا، وَقَلَّ خَوْفُهُا مِن اللهِ، فإنَّ هذا من أسبابِ انهيارِ البيتِ وفسادِه وتمادِي أهلِه بالباطلِ، فموقفُ العزيزِ باردٌ تجاهَ امرأتِهِ معَ ثبوتِ خَطَئِهَا وجُرْأَتِهَا بطلبِ الفاحشةِ جَهْرًا، وعندَ ذلكَ زادتْ عفةُ يوسفَuواستعاذَ باللهِ من شرِّ النسوةِ وكيدِهِنَّ, وضاقَ عليهِ الأمرُ واشتدَّ فقالَ مُسْتَنْجِدًا:{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}أي منَ الفاحشةِ{وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} أي: يا ربِّ لا تَكِلْنِي إلى نفسِي، فلا أملكُ لَهَا ضَرًّا ولا نَفْعًا إلا بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ, فأنتَ المستعانُ وعليكَ التُّكْلانُ, يا ربِّ لا تَكِلْنِي إلى نفسِي فـ{أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ*فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} تَدَبَّرُوا قولَهُ:"فَاسْتَعْصَم" ولم يقُل: فَاعْتَصَم، وهكذا من أرادَ النجاةَ منَ الفتنةِ حَقًّا، فيوسفُu استعصمَ بِرَبِّه مُلِحًّا مُنَاجِيًا داعيًا مُستَغِيثًا، فهو يعلَمُ شدةَ الفتنةِ وخَطَرَهَا، فاستجابَ اللهُ لَهُ وعَصَمَهُ وَحمَاهُ فامتنعَ منها أشدَّ الامتناعِ, واختارَ السجنَ على ذلكَ خوفًا منَ اللهِ ورجاءَ ثوابِه، وفي ذلكَ عبرةٌ لكلِّ مفتونٍ،كيفَ تكونُ النجاةُ؟ وما علاجُ سعارِ الشهوةِ؟ إرادةٌ وعزيمةٌ، وإيمانٌ وصدقٌ معَ اللهِ، ثمَّ دعاءُ مضطرٍّ يُريدُ النجاةَ والفِكَاكَ، معَ اعترافٍ وانطراحٍ وانكسارٍ ومناجاةٍ، فأينَ أسارَى الشهوةِ والشبقِ وسعارِ الجنسِ من هذِهِ الوسائلِ لعلاجِ ما يشكُونَ وَيجِدُونَ، فإنَّ اللهَ سميعٌ عليمٌ، وهوَ لطيفٌ خبيرٌ فهوَ وَعَدَ وَبَشَّرَ سبحانَه فقالَ:".. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً". اختارَ يوسفُ السجنَ على الجرِيمَةِ فَسُجِنَ، فصبرَ وجاهدَ نفسَهُ وَتَحَمَّلَ من أجلِ الفضيلةِ، فالسجنُ أحبُّ منَ الرذيلةِ، فسُجنَ يوسفُ لحكمةٍ وتدبيرٍ منَ الحكيمِ الخبيرِ، ثمَّ ذَكَرَ القُرآنُ خِتامَ هذهِ القصةِ وهُو ما جَرَى بحضرةِ العزيزِ، وذلكَ أنَّه سَأَلَ النسوةَ{قال مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ}؟وكانَ ذلكَ بطلبٍ من يوسفَ فقد رفضَ الخروجَ من السجنِ إلا بعدَ أن تظهرَ براءَتُه {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}فَأَجَبْنَ النسوةُ قائلاتٍ:{قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ} فعندَ ذلكَ{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} ظهرَ الحقُّ وتبينَ ووضحَ، والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَعَ {أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} أي فيما يقولُه من أنهُ برئٌ وأنه لم يراوِدُنِي بلْ حُبِسَ ظُلْمًا،
ثم ذَكَرَتْ أنَّ اعترافَها هذا ليعلَمَ زوجُهَا أنَّهَا لمْ تخُنْهُ بارتكابِ الفاحشةِ، وأنَّ الذي كانَ منهَا إنما هوَ المراودةُ فقط، ثمَّ قالت: ولستُ أُبَرِّئُ نفسي فإنَّ النفسَ تَتَحَدَّثُ وَتَتَمَنَّى، ولِهَذا راوَدتهُ لأنها أمارةٌ بالسوءِ "إلا مَا رَحِمَ رَبِّي" أي: إلا منْ عَصَمَهُ اللهُ. نسألُ اللهَ أن يعصِمَنَا ويحفَظَنَا منَ الفتنِ ما ظهرَ منهَا وما بطنَ، وأن يُعَمِّرَ قُلُوبَنَا بالإيمانِ ومراقبةِ اللهِ.بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فاتقوا الله الله عباد الله، وتدبروا القرآن، وخذوا منه العظة والعبرة، واعملوا بما فيه، فهو دستور حياة ومنهج عمل. اللهم فقهنا بالدين وارزقنا تدبر القرآن والعمل به يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان يا رب العلمين،وانتقم لهم من الظالمين، اللهم انصر جندَك وكتابك وسنة نبيك، وأعل كلمة الحق، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعَزُّ فيه أهلُ الطاعةِ، ويُهْدَى فيه أهلُ المعصيةِ. اللهم أصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم ألف بين قلوبهم وقلوب رعيتهم، اللهم اشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين، وارفع عنهم البلاء برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صل وسلم على النبي الأمين، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين. |
الأردن أمام مجلس حقوق الإنسان: الانتخابات النيابية جرت بنزاهة ونتعامل مع مطالب الحراك السياسي بايجابية وانفتاحاستماع /
قال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، إن النهج الإصلاحي للأردن يقوم على التطور التدريجي المستمر، المستند إلى توافق الأغلبية وإدماج الجميع، والتغيير السلمي والتعددية، واحترام آراء الآخرين وقبولها، والبناء على ما تم تحقيقه من إنجازات.
وأشار في كلمة له خلال ترؤسه وفد الأردن لمناقشة التقرير الوطني لآلية الاستعراض الدوري الشامل في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، إلى التعديلات الدستورية وتحديث التشريعات العديدة التي شهدها الأردن والتي شملت قوانين الأحزاب، والانتخاب، والاجتماعات العامة، وقانون المطبوعات والنشر، وإنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب، واستحداث مجموعة مؤسسات دستورية رقابية، كالمحكمة الدستورية.
وأكد المومني على أن الانتخابات النيابية التي جرت مطلع العام الجاري، مثلت الطريق الذي يسلكه الأردن على طريق الديمقراطية والاصلاح الشامل. وقال:
"لقد جرت العملية الانتخابية في اطار من النزاهة والشفافية ووفقا لأفضل الممارسات الدولية وتحت رقابة الكثير من الهيئات المحلية والدولية، حيث تجاوزت نسبة التسجيل للانتخابات سبعين بالمائة، بالرغم من دعوات البعض لمقاطعتها، وقاربت نسبة الاقتراع سبعا وخمسين بالمائة وهي من أعلى النسب في تاريخ المملكة. كما تجلت أهمية الانتخابات في العدد غير المسبوق للمترشحين والمترشحات، حيث شارك ما نسبته ثمانون بالمائة من الأحزاب السياسية، كما أن واحدا وستين من الفائزين في الانتخابات يصلون لمجلس النواب للمرة الأولى مما يدل على قدرة الدولة على تجديد نخبها السياسية".
وأضاف المومني أن تطبيق أحكام القانون لم يؤثر على سقف الحريات ولم يقلل حجم الانتقادات للسياسات الحكومية، موضحا أن المملكة شهدت آلاف المسيرات السلمية، التي عبر المشاركون فيها عن آرائهم بصراحة وحرية وديمقراطية. وأضاف:
" لقد أظهرت قوات الأمن العام أعلى درجات المهنية لتأمين الحماية لتلك المسيرات التي حرص المشاركون فيها على سلميتها وحضاريتها، باستثناء بعض الحوادث الفردية، التي تم التعامل معها في إطار القانون والقضاء، التزاما من المملكة بتطبيق المعايير الدولية التي صادقت عليها، وإعطاء المواطن الفرصة للتعبير عن رأيه بحرية وأمان في ظل ظروف تسودها الديمقراطية، وقبول الرأي والرأي الآخر والعدل والمساواة".
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام على أنه قد تمت الاستجابة لمطالب الحراك السياسي بإيجابية وانفتاح منذ بدايته، حيث تم تشكيل لجنة الحوار الوطني، وكذلك شكلت، بإرادة ملكية، لجنة لتعديل الدستور، وأحيل إلى القضاء أشخاص بتهم الفساد ممن تولوا المسؤولية العامة.
وكانت العديد من الدول قد قدمت جملة توصيات، وذلك خلال مناقشة التقرير الدوري الشامل لحالة حقوق الإنسان في الأردن. |
نجاحات النساء المتحولات جنسيا
Copyright © 2001-6, Lynn Conway
http://www.lynnconway.com
صفحة لين الرئيسية : العربيّة
http://ai.eecs.umich.edu/people/conway/conway-Arabic.html
ترجمة مريم
Translated by Marim
حوالي من 30 ألف إلى 40 ألف من النساء المتحولات واللاتي أجرين الجراحة يعيشون في الولايات المتحدة , ويوجد الآن عدة الآلاف في مرحلة تغيير النوع . وهذه الأعداد أكثر بكثير من الأعداد المسجلة بشكل عام لأنه يوجد ستار من التعتيم يخفى الطبيعة الحقيقة ومدى طول حالة التحول الجنسي . وخاصة وانه يوجد عدد كبير من النساء الناجحات بشكل كبير وآلاتي أتمنن عميلة التحويل بالكامل في حالة التخفي . والسبب في ذلك أن معظم النساء الناجحات يعيشون في مود الخفية أو ( إخفاء ماضيهم ) . وقد تركوا ماضيهم خلفهم وتخفوا ببساطة لكي يتجنبوا نظرة المجتمع السيئة ويبدؤوا حياتهم الجديدة . ونجاحا تهم الشخصية تؤكد أن المجتمع قد استعوبهم اندمجوا فيه بالشكل الصحيح .
التخفي الاجتماعي للنساء الناجحات والذين صححوا النوع تدعم فكرة أن تحويل الجنس من ذكر إلى أنثى نادر جدا . ومع ذلك فحالات تحويل الجنس ليست القليلة إلي هذا الحد . التعداد الحديث يؤشر إلى وجود حالة لكل 250 إلى 500 طفل يولدوا كذكور , وحوالي واحد من كل 2500 ذكر في الولايات المتحدة قد أجروا جراحة تغيير الجنس بالفعل . وهكذا فأن التحول الجنسي منتشر أكثر من ضعفى حالات تصلب الشرايين , والسكتة الدماغية , وحالات انشقاق سقف الحلق .
تخفى هذه الناجحات يدعم فكرة أن عملية تحويل النوع غالبا ما يكون لها نهاية حزينة . ففي الوقت الحاضر , يركز الأعلام ويلقى الضوء على حالتين من الناس المتحولين جنسيا , " عندما يغير شخص ما معروف جيدا أو مشهور جنسه " وعندما يقع شخص ما كضحية للتمييز العنصري أو الاضطهاد أو الهجوم . القصص التي تروى في الأعلام عن تغيير جنس شخص ما لا تتبع أبدا حياة هذا الشخص لتكشف ما قد حدث له بعد مرور السنين . وبدل من ذلك تركز القصص على الحياة ما قبل التحول والعوائق أثناء التحول ,وأبدا لا تركز على حياتهم فيما بعد . هذا النقص في الثوران في نظرة المجتمع يرسخ فكرة أن التحويل يؤدى إلى التهميش الاجتماعي أو أسوء من ذلك , لأننا "لا نسمع عنهم مرة أخرى " . فقط القصص التي تحكى عن حالات الفشل الاجتماعي وضحايا الاضطهاد والعنف تظل عالقة في الأذهان فترة أطول .
نقص الأمثلة الناجحة , وكذلك تأثرهم سلبيا بالصورة الجنسية المشوهة لصفات المتحولين جنسيا والتي تعرض بشكل واسع في استعراضات البرامج التليفزيونية مثل (" جيري سبرنج شو") , فالبنات الصغيرات غالبا ما ينتابهم الرعب من أخبار آي أحد عن حالاتهم . وبالتأكيد هذا يذكرنا بالعنف والعنصرية التي يواجهها الناس المتحولين , ولكننا لا ندرك أن هذا العدد الكبير من النساء المتحولات الناجحات قد تغلبوا على هذه المصاعب , فالكثير من البنات الشابات في مرحلة التحول الجنسي لا يستطيعوا أن يروا طريقة للخروج من هذا المأزق المخيف . فنظرة المجتمع السيئة للتحول الجنسي تؤدى إلى أن يشعر العديد من الشباب بالمزيد من العار الغير مستحق والأحر أج وكذلك الذنب بالنسبة لحالاتهم . وكنتيجة لذلك , في الغالب ما تضيع البنات الصغيرات في مرحلة التحول الجنسي سنين عمرهم الثمينة قبل أن يسعوا للمساعدة , ولا يستطيع العديد منهم أن يجدوا طريقة لتصحيح نوعهم .
حديثا ستار الخفية بدأ في الانحسار , فقد بدأ العديد من النساء الآتي أجرين الجراحة من كل أنحاء العالم في انتشار مواقع على الإنترنت لمساعدة الآخرين . والبعض من هؤلاء النساء قد خرجوا بالفعل من مجتمع المتحولين جنسيا . وآخرين يتشاركوا بقصصهم بكونهم " خرجوا إلى المجتمع بالفعل " فقط بواسطة استخدام شبكة الإنترنت ( وبطريقة أخرى مازالوا يعيشون في مود التخفي أو إخفاء ماضيهم ) . وفى النهاية نحن متحمسين جدا أن نكون قادرين على أن نتعلم عن حياتهم , بعد ما أصبحوا مسجلين على صفحات الإنترنت مثل هذه الصفحة . تأمل لين أن يأتى المزيد والمزيد من النساء الناجحات , ويشعروا بالارتياح عندما يشاركوا بقصصهم بهذه الطريقة بواسطة استخدام صفحات الإنترنت .
النساء اللاتي سجلن في هذه الصفحات من مجموعة شديدة التنوع , فهم من عديد من جنسيات وأجناس وأعراق مختلفة . فقد آتوا من مدى واسع من الطبقات الاجتماعية وخلفيات عائلية . وقد تحولوا في أعمار مختلفة . بعضهم أجروا الجراحة منذ وقت طويل , آخرين تحولوا حديثا . بعضهم خرج إلى المجتمع لسنين عديدة , آخرين ما زالوا يعيشون في حالة التخفي .
العديد من هؤلاء النساء عانى من تجارب مرعبة لكي يجروا التحول , وخاصة الذين أجروا الجراحة من سنين عديدة . بعضهم آتوا من بداية متواضعة للغاية , بما فيهم حياتهم في الشوارع , وبآي الأحوال فقد نجحوا . آخرين كان التحول أسهل في الأزمنة الحديثة في العديد من بلا د الغرب المتفتحة . والقليل كانوا من المحظوظين بالدرجة الكافية لكي يجدوا الدعم من آباءهم وأمهاتهم عندما كانوا في سن صغيرة . وكما سوف ترى , هذه الصفحة ليست تعنى أن تكون قائمة الشرف أو شئ مماثل لذلك . فالمقصود بها آن تكون مكان حيث يمكن لهذا التنوع العديد من الموديلات أن يتقدموا ويصبحوا موديلات أكثر وضوحا والذين أعلبهم يستخدم الإنترنت للتفاعل مع الآخرين وطلب المساعدة .
الشيء الذي جعل هؤلاء النساء " نجاحات " ليس هو إلى آي مدى تقدموا في عملهم أو مهنهم , آو كمية النقود التي اكتسبوها , أو كيف تبدوا البعض منهن جميلات , أو مدى شهرة بعضهم كمرفهين . هذه الإنجازات ذات معنى كبير وتوضح أن التحويل لن يثنى المرآة عن تحقيق ناجحات بمقاييس المجتمع التقليدية . ومع ذلك النجاحات الحقيقة الذي نجده هنا هي نجاح القلب . هم ناجحات في المعيشة " الحياة بشكل أوسع " . ويمكننا أن نرى ذلك في الوجوه السعيدة , ونشعر ونحس به بين سطور قصصهم . هذه هي نجاحات النساء الذين عاشوا وصححوا جنسهم في فترة مبكرة , استمروا لكي يجدوا المتعة والراحة والسلام في حياتهم .
بالاتحاد معا , سوف تساعد قصصنا في تغيير رؤية الناس لحالات تغيير الجنس . وعلى كل الأحوال , نحن مساهمين سعداء ومنتجين في كل مسارات الحياة : كا – طبيبات ومحاميات و علماء ومهندسات و المبرمجين و طيارين الخطوط الجوية والمقاولين والمديرات والموظفات مثل أستاذة الجامعة والطالبات في السياسة والتعليم وتنفيذ القوانين وفى المهارات التجارية وفى عروض الأزياء وفى وسائل الترفيه. ولا يمكن إنكار الحقائق عن اكتمال تحولهم الجسدي النوعي . والكثير مننا زوجات , و محبين أو شركاء في علاقات حب طويلة المدى . يمكننا أن نشد انتباه الناس لحالة تغيير الجنس بواسطة عرض المواقع التي ترتبط بهذه الصفحة , والتي تحتوى على معلومات عن خبرات هؤلاء النساء الناجحات .
تأمل لين أن تمدنا قصص هؤلاء النساء بالأمل والشجاعة وأن نكون مثال للآخرين , وخاصة لهؤلاء الفتيات الصغيرات الآتي هن في مرحلة التحول الجنسي والذين يوجهون عملية تحويل النوع . مثل المرهقات هم ( وآبأهم والناس المحبين لهم ) يحتاجوا أن يتعلموا أن حالة التصحيح الكاملة لنوعهم أصبحت ألان ممكنة وبتطبيق المعرفة المكتسبة بواسطة الباحثين والذين ساروا في نفس الطريق من قبل , وكذلك باستغلال معجزات الطب الحديث . وهم أيضا محتاجين أن يتعلموا المميزات الجادة لأجراء جراحة تصحيح النوع وهم في سن صغيرة , لتجنب الحياة بأمتغاص في الجنس الخطأ لعقود وفى النهاية يجروا جراحة التحويل وهم محبطين في سن متقدم . لو آن الآباء يستطيعوا أن يتعلموا ببساطة أن يروا أطفالهم المتحولين جنسيا في الحقيقة " كبنت لديها مشكلة جسدية أو طبية " عن أن يروهم " كولد لديه مشكلة عقلية أو نفسية " , وعندها سيكون هناك أمل لمستقبل هذا الطفل . مع وجود حب ودعم الآباء , يمكن الآن لهذه البنت الصغيرة المتحولة جنسيا أن تصل إلى أحلامها , وتستطيع أن تعيش حياة كاملة وممتعة كاأمرآة.
( لمزيد من المعلومات عن تحويل الجنس من ذكر إلى أنثى , أنظر صفحات الإنترنت الخاصة بالمعلومات عن تغيير النوع / تغيير الجنس / متداخلي الجنس الخاصة بلين )
( * للمزيد عن انتشار التحويل الجنسي أنظر صفحات الانتشار الفرعية الخاصة بلين )
( للحصول على معلومات عن جراحة تغيير الجنس من ذكر لأنثى, انظر صفحة جراحة تغيير الجنس الخاصة بلين )
( لمزيد من روابط النت عن تغيير النوع من ذكر إلى أنثى , أنظر مصادر المرأة المتحولة جنسيا )
معرض صور النّجاحات
You can also locate all the
women's photos and stories by consulting the
بعض الطرق لكي تستخدم هذه الصفحات :
العرض الرئيسي لهذه الصفحات أن تمدنا بأمثلة لهؤلاء الأشخاص الذين هم في مرحلة تغيير النوع , وخاصة البنات الصغيرات المتحولات جنسيا والذين يكونوا في الغالب يأسات عما يمكن أن يحمله المستقبل لهم . وهذه الصفحة مخصصة لكي تمدهم بالأمل وبمدى واسع من أمثلة متنوعة لكي توضح وتبين لهم الطريق .
من خلال هذه الصفحات , يمكن أيضا للمتحولات الصغيرات أن يساعدوا آباؤهم , واقاربهم وأصدقائهم والآخرين المهمين في حياتهم لكي يفهموا أن أجراء تصحيح النوع لا يعنى أن يعيشوا مهمشين في الحياة , وأنهم سوف يصبحون بحالة جيدة فيما بعد , بالرغم من الصعوبات الموجودة في التحويل , فالقصص التي توجد في هذه الصفحة توضح وتبين أن العديد من النساء المتحولات يعيشون حياة كاملة وسعيدة .
تقدم هذه الصفحات أيضا إحصاء عام للنساء اللاتي أجرين تصحيح للنوع . لا يوجد أحد من الذين يقرءون هذه الصفحات أو يدرسوا العديد من القصص هنا , يمكنهم المساعدة ولكنهم لديهم صورة مختلفة تماما عن المرأة التي تقدم بصورة تقلديه في الأعلام أو يكتب عنهم بواسطة الخبراء .
أشجع بقوة لقراء هذه الصفحات أن يستخدموا هذه المواد للتغلب على التوجهات السلبية للأعلام . ففي آي وقت تقرأ فيه تقرير أعلامي والذي تقدم المرأة المتحولة جنسيا بشكل خاطئ , قومي بإرسال عنوان هذا الموقع أو هذه الصفحة للكاتب أو الناشر اسأليهم إذا كان رأوا هذا الموقع من قبل . إذا أجابوا " لا " عندها اسأليهم " لما لا " اسأليهم " لماذا تنشرون أشياء تقدم المرأة المتحولة جنسيا بشكل خاطئ , مع وجود العديد من الدلائل آلتي تخالف وجهة نظرهم ؟ "
يجب أيضا لقراء هذه الصفحات أن يتحدوا آي وكل " الخبراء " و " الأشكال المتسلطة " في المنظمات الدينية وفى الطب النفسي . في البيروقراطية وفى أنظمة الموارد لبشرية وفى النظام القانوني والسياسي بنفس الطريقة . وفى آي وقت تسمع فيه الخبراء يرون فيه أشياء خاطئة عن المرأة المتحولة , تحدوا هؤلاء الخبراء فأنهم يجب أن يتعلموا أو يدرسوا هذه الصفحات .
في الماضي , كان دائما آخرين يتحدثون بالنيابة عننا . كان دائما آخرين : مثل الأطباء والأخصائيين النفسيين وممثلي السلطات الدينية , والمحامين وأصحاب الفكر والسياسيين والمستشارين في شئون الجنس وفى السنين الأخيرة الشواذ والسحقيات , الناشطات في مجال الأنوثة . كل هؤلاء الخبراء الدخلاء يتكلمون بالنيابة عنا , كلا منهم بوجهة نظره الخاصة لكي تظلمنا وكذلك " نظريات الخبراء " الخاصة بهم ويراوغوا فيما نكون نحن ولماذا نحن . وكمثال , انظر الصفحات التالية في موقعي والتي تهتم بالجدل المثار حول كتاب عالم النفس جى .ميتشيل باليز والذي يستنكر ويسخر من المرأة المتحولة جنسيا بشكل كاريكوتيرى : تعلم المزيد عن الجدل المثار حول كتاب بالى ( المزيد )
في كل حالة , لهؤلاء " الخبراء " يعرفون فقط عينات صغيرة جدا لا تمثل المرأة " المتحولة " بشكل كامل ,
أو في الحقيقة لم يقابلوا آي منهم فعلا . القليل من هؤلاء الخبراء قد عرفوا أو قابلوا امرأة متحولة ناجحة . وحتى الآن دائما , يشعرون بحرية في أن " يتكلموا عنا " . ويخبرون الناس عن كيفية التفكير عنا ويختلقون نظريات غريبة لانهائية عنا .
كيف قدمونا بهذا الشكل الخاطئ ؟ والسبب بسيط : انه في الماضي غالبا " لم يكن واضح " نجاحاتنا الكبيرة . ونحن أيضا فشلنا بأننا لم يكن لدينا الشجاعة أن نتحدى التوجهات التعسفية وتقديم حقيقتنا بشكل خاطئ .
حسنا أنتهي هذا العصر . ولم نعد متخفيين , وسوف " نتكلم عن أنفسنا " بشكل متزايد .
مما سبق يتضح أن أكثر الطرق تأثيرا " لنتكلم " هي آن نعيش حياة كاملة ومنتجة وسعيدة . وقصصنا الحياتية عندها ستتكلم بصوت أعلى , وسوف تساعد العامة في تحطيم التوجهات القديمة المختلفة بواسطة هؤلاء " الخبراء " . وفى النهاية , من نكون نحن ليس هذا موضوع " نظرية " أو " رأى " أو " من يستطيع أن يثير أفكاره بصوت أعلى " . والبديل ببساطة أنه موضوع تجريبي لملاحظة حياتنا الحقيقة في العالم الحقيقي .
يمكنك أن تساعدي بشكل عظيم بأن تجعلي هذه" النجاحات " بقدر الإمكان أن تكون مرئية للعامة , خاصة بين الأطباء , الأخصائيين النفسيين والزعماء الدينين والمحامين و السياسيين والاستشاريين المختصين بالجنس , وآخرين . ونعم - أيضا من الشواذ والسحقيات والمؤنثين . كل هؤلاء الدخلاء الذين يتكلمون بالنيابة عنا يحتاجون لدرس جيد ليعرفوا من نحن على حقيقتنا , وهم محتاجون بصفة خاصة الآن لمعرفة حقيقة نجاحاتنا المرئية والمعترف بها .
مراجع شباب المتحولين جنسيا ونوعيا من ذكر لأنثى
هناك مواقع رائعة والتي يمكن أن تمد المساعدة لشباب المتحولين جنسيا ونوعيا . توصى لين خاصة بالمواقع أنت جينيز " صفحات أنتى جينى " و صفحات أندريا جميس " التحول المبكر في الحياة " . جينى واندريا أيضا يقومون بعلم شبكة لمساعدة صغار المتحولين . وهم أيضا هناك لمد يد المساعدة .
موقع أيميلى هوبى لمعيشة النوع في سلام مهتم أيضا بالمتحولين الصغار . موقع أيميلى يمكن أن يساعد البنت المتحولة الصغيرة أن تجد السلام والراحة و قبول النفس وبالتالي السعادة بعد أن " يعيشوا حياة التحول الجنسي " .
وأيضا تأكد أن تقرأ الكتب الرائعة والتي هي مبثة مباشرة من خلال بواسطة فيكى , و أمي أحتاج أن أكون بنت بواسطة جست أيفيلين . وفيكى مراهقة شابة وهى في طور التحول الآن . في كتاب من خلال هي مقتنعة بشعورها كأنها بنت تنمو وتكبر في جسم ولد . مظهرة كل الاضطرابات والعواطف والخبرات طوال فترة الطفولة المبكرة إلى , ومن خلال تحول النوع . آمي أحتاج أن أكون بنت هي كتاب لالتقاط الأنفاس لتحول بنت صغيرة جنسيا وكتب بواسطة أمها ( جيست ) أيفيلين والتي دعمت تحول بنتها بشكل كامل .
أنها لطريقة خاصة وجيدة لبنت صغيرة متحولة أن تشرح لولديها ما يجرى لها , وكيف أيضا يمكن أن يتم تصحيح حالة النوع لديها , بأن تجعل والديها يقرءوا من خلال و آمي أحتاج أن أكون بنت . هذه الكتب التي هي على الخط , متحدة مع صفحات معلومات النت الخاصة بالمتحولين نوعيا وجنسيا ومتداخلي الجنس للين و صفحة نجاحات المتحولين جنسيا هذه . وممكن آن أيضا أن تساعد المتحولين الصغار أن يعرفوا حالاتهم مع عائلتهم وزملائهم وأصدقائهم .
وأنه من المهم جدا للشباب والذي يشعرون بدرجة ما من الذنب تجاه نوعهم أن يدركوا أن هناك العديد من الاختيارات المتاحة لحل المشاكل التي تخص حالاتهم . بالاعتماد على مدى شدة حالاتهم النوعية يمكن لهم بالفعل أن يجدوا حلول جيدة في التعبير باستخدام الملابس , أو التغيير باستخدام الهرمونات وكذلك اجتماعيا لحالة الأنوثة بينما يحتفظون ببطاقة التعريف أو الهوية الذكرية , آو يمكنهم استخدام الهرمونات ويتعيشون اجتماعيا كمتحولين نوعيا ويستخدمون بطاقة تعريف الهوية لأنثى بدون آن يجروا جراحة تغيير الجنس .
فقط في حالات التحول الشديدة في العادة , تتطلب أجراء جراحة كاملة لتغيير الجنس وهذا إذا كانت البنت تريد حياة كاملة وسعيدة . يوجد العديد من الناس المتحولين في النوع والذين ليس لديهم شعور قوى بالتحول الجنسي , ولهؤلاء أجراء جراحة تغيير الجنس تكون خطأ كبير ( أنظر صفحة لين " محظورات الجراحة " ) . وهكذا فأنه من المهم أن يحدد المتحولين الصغار باهتمام مسار النوع الصحيح المناسب لحالتهم الخاصة . فقط إذا أردت أن تعرف الا فضل . أصغى لقلبك - وهو سوف يخبرك ماذا تفعل . وتذكر , أنه لا يوجد عيب أو عار في أن تتخذ بطاقة هوية كمتحول نوعى بدون أن تجرى الجراحة " تغيير الجنس " . هناك الكثير الذين اختاروا هذا المسار ونجحوا أيضا . لو درست القوائم العديدة لل " البنت المتحولة " والمتحولين نوعيا على شبكة الإنترنت , يمكنك أن تطلع على الإمكانيات المحتملة لمتحولى النوع .
وعلى الصعيد الآخر , هؤلاء الذين يعانون من حالة التحول الجنسي الشديدة في الغالب ودائما يعرفون بالتأكيد , حتى المراهقين , يعرفون أنهم محتاجين لأن يكونوا بنات وأن الحل الوحيد لهم آن يحولوا جنسهم . وهذه الصفحة صممت خصيصا لهؤلاء البنات . النساء الموجودات في هذه الصفحة هم شهادة لحقيقة التحول الجنسي الكامل يمكن الآن أن يكون ناجح جدا للبنات ذو حالة التحول الجنسي الشديدة ولديهم الحماس الشديد , والذين يخططون للأشياء بعناية , والذين يعملون بجد في سبيل التحول , والذين يتحركون بإحساس قوى ناحية تقبل أنفسهم من خلال معيشتهم كنساء بعد ذلك .
بما أن لين هي أمراءه متحولة جنسيا , وبالتالي كان التركيز الأساسي في صفحة الإنترنت الخاصة بها للتحول الجنسي من ذكر إلى أنثى , ليس فقط يوجد عدد كبير من الأولاد الذي يجب حقيقة أن يكونوا بنات , لكن يوجد أيضا العديد من الأطفال ولدوا كبنات ويجب حقيقة أن يصبحوا أولاد . في الحقيقة , التحول الجنسي من أنثى إلى ذكر هو شائع مثل التحول من ذكر إلى أنثى . وفى السنين الأخيرة مكنت المعالجة الهرمونية والجراحية العديد من الرجال التحولي الجنس أن يصبحوا ناجحين جدا , ويوجد الآن معلومات كثيرة عن هذه الحالات في شبكة الإنترنت . وللمعلومات عن التحول الجنسي من أنثى إلى ذكر , أنظر الموقع الموقع الدولي للتحول من أنثى إلى ذك و موارد وروابط المتحولين من أنثى إلى ذكر واتبع العديد من الروابط في هذه المواقع .
أخبار عن يوم النصر بواسطة كالبيرنا آد مز وأند ريا جيمس
رابطة للسيرة الذاتية والصور الخاصة بالمؤدين / خريطة طريق المتحولين جنسيا
مستندات يوم النصر " الأبنات الجميلات " هى
تعرض الآن على قناة لوجوا ( أنظر الجدول )
الصور / الفيديو / طاقم العمل والسيرة الذاتية /عن العرض / رؤية عامة
قدم إنتاج أسلوب الخفية العميق حملة عالمية ليوم النصر 2004 في لوس أنجلوس في يوم السبت , 21 فبراير . بالتعاون مع المؤلفة لمسرحيةمعروف دوليا أيف أنسلر , تحت رعاية حين فوندا , هذا العرض المفيد جسد أول طاقم متحول جنسيا على الإطلاق " مونولوج الفرج " وشمل مونولوج جديد كتب خصيصا بواسطة أيف لهذا الحدث .
كان هذا الحدث واسع المدى فرصة تاريخية لمجتمع المتحولين لكي يقدموا أنفسهم بشكل إيجابي ومتعاون. أستعرض الأداء قراءة المرأة المتحولة المميزة من خلال مونولوج أيف الجميل عن خبرات الأنوثة وأصلاح الجسد من خلال حب واحترام أجسامنا . جسد الحدث أيضا مساهمات فنية وأدبية وموسيقية من النساء المتحولات من جميع أنحاء البلاد . وكان من بين النساء الكثيرات المشاركات : كالبيرنا أدمز , بيكى أليسون , مارس يورز , لين كونواى , أندريا جيمس , دونا روز , جوان سمس , ليذل تونسند , والكثير الكثير .... كان حدث يوم النصر في لوس أنجلوس مقاما في هوليود مساء يوم السبت , 21 فبراير , 2004 في مسرح الشاشة الفضية في مركز التصميم الباسفيكي الجميل .
أنتجت التذكار الخاص ليوم النصر لوس أنجلوس 2004 لذكرى هذا الحدث الرائع , وكمستند لهذا الحدث , قد تم تسميته " الأبنات الجميلات " وسوف يتم إصداره على أسطوانات دى في دى وسوف يرى على قناة لوجوا في فبراير 2006 .
اعترافات بالجميل :
تبدى لين شكرها الخاص ل " ديفيد " , كار لا أنتيليونى و لورنا روت لتشجيعها كي تبدع صفحات نجاحات المتحولين جنسيا هذه . وديفيد هو المؤلف لموقع الإنترنت الأصلي " معرض جوديزيز " , ( غير معروض ألان ) , والذي يقدم صورة إيجابية رائعة للمتحولين جنسيا والمرآة المتحولة من كل أنحاء العالم . وقد تعلمت لين أولا من عدد من القصص الناجحة للنساء المتحولات والى كانت مذكورة في موقع ديفيد . هذا الموقع توفق أخيرا ( والروابط من موقع لين لهذا الموقع لا تعمل ألان ) . وآمل أن يرجع موقع ديفيد يوما ما مرة أخرى . وبعدها قابلت لين كارلا أنتليونى مباشرة على النت وتعلمت عنها دعمها لهذه النشاطات وموقعها المدعم باللغة الأسبانية والتي تظهر الصورة الإيجابية للمرآة المتحولة . وتأثرت لين جدا ب موقع لورنا روت " حلم ليلة نصف الصيف " , والذي يوضح قصص وصور العديد من النساء المتحولات . وعدد من المداخل هنا في صفحة نجاحات المتحولين جنسيا مرتبطة بالموجودة في موقع لورنا الرائع .
هناك عديد من المواقع الأخرى المهمة التي تظهر المرأة المتحولة جنسيا ونوعيا من كل مجتمعات المتحولين جنسيا , وهذه أيضا مصادر للأفكار والتشجيع لهذه الصفحة ومن بين هؤلاء المواقع جميلة الجميلات ليفكى رينيه , ارض المتعة لفيونا , قاموس سوزنا ماركوا و انت لست وحدك
أخيرا , كلنا ندين بدين كبير للعديد من النساء والذين تطوعوا ليكونوا مسجلين في هذه الصفحات . ونأمل من القراء آن يتفاعلوا معهم بالطيبة والاحترام والاعتزاز كما يستحقونه حقيقة . هؤلاء النساء قد اكتسبوا مكانتهم في العالم بالطريق الصعب . وفقط بقراءة قصصهم يمكنك أن تبدأ في فهم المحاولات والتضحيات والألم الذي تحمله معظمهم في طريقهم لحياتهم الجديدة الناجحة . وبمرور الوقت بعض النساء المسجلات هنا سوف يردن أن يندمجوا في حياتهم ويتخفوا , وهكذا سوف يغادرون هذه القائمة في هذا الموقع . وفى نفس الوقت آخرون لديهم قصص شيقة لكي يشاركوا بها من خلال شبكة الإنترنت سوف يقررون أن ينضموا للقائمة لفترة من الوقت , وسوف يضافوا لهذه القائمة , من فضلكم أن تنضموا للين في شكر كل هؤلاء النساء الرائعات المتشجعات لأقدمهن على أخبارنا بقصصهم , ويضيئوا الطريق للأخريات كي يتبعوه .
Reset on 4-03-06
V-10-17-05
Posted by LC 4-03-06
صفحة لين الرئيسية : العربيّة |
جمّع 10 ليالٍ، واحصل على ليلة مجانًا*
برنامج المكافآت الخاص بنا
من 220,000
تمنحك Hotels.com فرصة الاختيار من بين أكثر من 220,000 فندق في أكثر من 60 دولة. ستساعدك التقييمات الفندقية لدينا في العثور على أفضل عرض في المكان الملائم. وسواء أكنت ستسافر في آخر لحظة أو مع أسرتك أو كنت تبحث عن فندق لأغراض العمل فسوف تجد لدينا العرض الفندقي الملائم لك. ابحث عٍن فنادق رائعة بأسعار ملائمة على Hotels.com مع إمكانية المقارنة بينها وحجز الأنسب لك. |
متلازمة ترجرج العيون و الإختلاج العضلي
متلازمة ترجرج العيون والاختلاج العضلي هي اضطراب عصبي نادر غير معروف السبب يبدو أنه نتيجة لعملية مناعة ذاتيى تستهدف الجهاز العصبي. إنها حالة نادرة للغاية تصيب نسبة قليلة جدا لاتتعدى 1 في ال 10 ملايين سنويا. تصيب تلك الحالة 2 إلى 3% من الأطفال المصابين بالورم الأرومي العصبي
محتويات
التسمية[عدل]
قام مارسل كينسبورن بوصف المرض لأول مرة عام 1962. (تم صياغة مصطلح "ترجرج" لأول مرة بواسطة أورزيشوسكي عام 1913، لكن تم وصفه كلاسيكيا وربطه بالورم الأرومي العصبي بواسطة كينسبورن. بعض التسميات الأخرى للمرض تتضمن :
- ترنح ترجرج العيون والاختلاج العضلي
- ترنح ترجرج العيون والاختلاج العضلي المصاحب للورم
- متلازمة كينسبورن
- داء الدماغ ذو الاختلاج العضلي في الأطفال
- متلازمة تراقص العينين والقدمين
- متلازمة تراقص العينين
العلامات والأعراض[عدل]
تتضمن الأعراض
- ترجرج العينين (حركات عين سريعة لاإرادية متعددة المحاور (أفقية ورأسية) غير متوقعة مقترنة بدون فترات بينية لدوران العين السريع
- اختلاج عضلي (ارتعاش قصير لاارادي لعضلة واحدة أو مجموعة من العضلات)
- ترنح مخيخي جذعي وطرفي
- حبسة (اضطراب لغوي يحدث فيه ضعف في النطق وفهم الكلام بسبب إصابة المخ)
- بكم (اضطراب لغوي يصبح فيه المريض عاجزا عن الكلام على الرغم من القدرة على الكلام في الماضي وهو جزء من اضطراب عصبي أو نفسي أكبر غالبا).
- إعياء
- قابلية التهيج أو توعك
- ترويل
- حول (حالة لاتكون فيها العينان متحاذيتان كلا منهما مع الأخرى)
- تقيوء
- اضطرابات في النوم
تحدث نصف حالات المرض تقريبا مع حالات الورم الأرومي العصبي (سرطان الجهاز العصبي السمبثاوي ويحدث عادة في الأطفال والرضع).
التشخيص[عدل]
قد يكون التشخيص بطيئا بسبب أن المرض نادر ويحدث في متوسط عمر 19 شهر (6 إلى 36 شهر). تم تشخيص بعض الحالات بشكل خاطيء على أنها حدثت بسبب فيروس. بعد تشخيص المرض، يتم اكتشاف الورم الأرومي العصبي المصاحب في نصف الحلالات مع متوسط تأخر 3 شهور.
السبب[عدل]
نصف الحالات تقريبا تكون مُصاحبة بورم أرومي عصبي ويُعتقد أن معظم الحالات الأخرى مُصاحبة بورم أرومي عصبي بدرجة طفيفة ينحسر بشكل تلقائي قبل تحديده. يُعتبر المرض أحد المتلأزمات القليلة المصاحبة للسرطانات والتي تحدث في كل من الأطفال والبالغين، على الرغم من أن آليات الاختلال المناعي المسببة لمتلازمة البالغين مختلفة على الأرجح.
يفترض نظريا أن سبب باقي الحالات هو عدوى فيروسية (قد تكون فيروس القديس لويس المسبب للالتهاب الدماغي، فيروس ابشتاين بار، فيروس كوكساكي بي أو فيروس معوي) على الرغم من عدم ثبوت وجود علاقة مباشرة.
لايُنظر إلى المرض بصفة عامة على أنه مرض معدي. لاينتقل المرض عن طريق الجينات.
مسار المرض والأنواع الإكلينيكية الفرعية ]تعديل[
في معظم الحالات يبدأ المرض بنوبة حادة شديدة من الأعراض الجسدية في غضون أيام أو أسابيع إلا أن بعض الأعراض الأقل وضوحا مثل التهيج والإعياء قد تبدأ قبل ذلك بأسابيع أو شهور.
مصير تقدم المرض[عدل]
لايوجد حاليا فحوصات معملية مثبتة إكلينيكيا تتنبأ بمصير تقدم المرض أو مدى الاستجابة للعلاج.
تميل الأورام التي تحدث في الأطفال المصابين بمتلازمة ترجرج العيون والاختلاج العضلي إلى كونها أكثر نضجا بالإضافة إلى كونها ذات تركيب نسيجي حميد مع غياب تمدد المستضاد الورمي n-myc بشكل أكبر من الأورام المشابهة في الأطفال بدون أعراض متلازمة ترجرج العيون والاختلاج العضلي. من الشائع إصابة العقد الليمفاوية المحيطة ولكن هؤلاء الأطفال نادرا مايعانون من حدوث نقيلات ورمية ومصير تقدم المرض عندهم ممتاز من ناحية عدم حدوث مرض أو وفاة بسبب الورم. معدل الحياة لمدة 3 سنوات للأطفال المصابين بالورم الأرومي العصبي الغير منتقل ومتلازمة ترجرج العيون والاختلاج العضلي هو 100% طبقا لبيانات مجموعة سرطان الأطفال (والتي تم تجميعها من 675 مريضا تم تشخيصهم بين عامي 1980 و 1994) معدل الحياة لمدة 3 سنوات للأطفال بالمقارنة مع المصابين بمتلازمة ترجرج العيون والاختلاج العضلي كانت 77%. على الرغم من أن المرضى يستجيبون بشكل قطعي للستيرويدات وأن الشفاء من الأعراض الحادة للمتلازمة قد تكون جيدة بشكل كبير إلا أن الأطفال يعانون من عواقب عصبية طويلة المدى تعيق النمو الحركي والإدراكي واللغوي والنفسي.
يعاني معظم الأطفال من الصورة الارتدادية للمرض إلا أن القليل منهم يحدث لهم المسار أحادي الطور للمرض وتكون احتمالية شفائهم بدون عيوب متبقية أكبر. ربما تلعب العدوى الفيروسية دورا في إعادة تنشيط المرض في بعض المرضى الذين كانوا يعانون من انحسار سابق للمرض ،ربما يحدث ذلك عن طريق زيادة عدد خلايا الذاكرة ب في الجهاز المناعي. أكدت الأبحاث بشكل عام أن 70 – 80% من الأطفال المصابين بالمتلازمة يعانون من خلل عصبي أو إدراكي أو نفسي أو أكاديمي أو خلل في النمو. وحيث أنه لم يتم الإبلاغ عن صعوبات عصبية أو صعوبات في النمو كعواقب للورم الأرومي العصبي أو كنتيجة لعلاجه فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب الآلية المناعية المسببة للمتلازمة بشكل حصري.
إستنتجت إحدى الدراسات أن : مرضى المتلازمة المصابين بالورم الأرومي العصبي يتمتعون بفترة طويلة من العيش مع المرض إلا أنهم عرضة بشكل كبير للمضاعفات العصبية. تقترن الفترة الحميدة للمرض مع زيادة التعرض لحدوث مضاعفات عصبية. يحتاج دور الأجسام المضادة للأعصاب في المضاعفات المتأخرة للمتلازمة توضيحا بشكل أكبر.
تنص دراسة أخرى هي Neuroepidemiologic Trends in 105 US Cases of Pediatric Opsoclonus-Myoclonus Elizabeth D. Tate, Michael R. Pranzatelli, Tyler Allison, Steven Verhurst, Springfield, IL على حدوث الاختلالات النفسية واللغوية والإدراكية في معظم المرضى.
العلاج[عدل]
لايوجد علاج معروف محدد للمتلازمة إلا أن بعض الأدوية المتنوعة أثبتت فعاليتها في علاجها.
بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأعراض هي:
- الهرمون الموجه لقشرة الكظر أثبت تحسن في الأعراض لكنه قد يؤدي إلى شفاء غير مكتمل مع اختلالات متبقية
- الستيرويدات القشرية (مثل البريدنيزون أو ميثايل بريدنيزون) والتي تستخدم بجرعات عالية (500 مج – 2 ج يوميا داخل الوريد لمدة 3 إلى 5 أيام) يمكنها تسريع انحسار الأعراض. يعقب ذلك تقليل تدريجي جدا للحبوب. يحتاج معظم المرضى جرعات عالية لشهور أو سنين قبل تقليل الحبوب.
- الجلوبيولينات المناعية في الوريد تستخدم غالبا مع نتائج متنوعة
- باقي الأدوية المثبطة للمناعة الأخرى مثل سايكلوفوسفاميد وآزيثوبرين قد تساعد في بعض الحالات
- العلاج الكيميائي للورم الأرومي العصبي قد يكون فعالا على الرغم من أن البيانات متضاربة وغير مقنعة في هذا الوقت.
- تم استخدام ريتوكسيماب وحقق نتائجا مشجعة. أنظر Immunologic and Clinical Responses to Rituximab in a Child With Opsoclonus-Myoclonus Syndrome Michael R. Pranzatelli, MD, Elizabeth D. Tate, FNP-C, MN, Anna L. Travelstead, BS, MT(ASCP)§ and Darryl Longee,MD
- يتم استخدام أدوية أخرى لعلاج الأعراض دون التأثير على طبيعة المرض (علاج عرضي):
- قد يكون ترادازون مفيدا لعلاج اضطرابات التهيج ومشاكل النوم
- بعض خيارات العلاج الأخرى تتضمن تبادل البلازما ("غسل الدم" ويشبه الديال إلى حد كبير) في حالة الارتدادات الشديدة التي لاتستجيب للستيرويدات.
يمكن العثور على ملخص أكثر تفصيلا عن خيارات العلاج الحالية على http://www.omsusa.org/pranzatelli-medications.htm يتعين على الأرجح تجنب الأدوية التالية:
أنظر أيضا[عدل]
An Innovative Approach to the Problem of Sedating Children with Opsoclonus-Myoclonus Syndrome (Annals of Neurology. 1994;36(3):543-544) من أجل تفاصيل أوفى.
مراجع[عدل]
- Armstrong MB. Robertson PL. Castle VP. Delayed, recurrent opsoclonus-myoclonus syndrome responding to plasmapheresis. Pediatric Neurology. 33(5): 365-7, 2005 Nov.
- Cooper R. Khakoo Y. Matthay KK. Lukens JN. Seeger RC. Stram DO. Gerbing RB. Nakagawa A. Shimada H. Opsoclonus-myoclonus-ataxia syndrome in neuroblastoma: histopathologic features-a report from the Children's Cancer Group. Medical & Pediatric Oncology. 36(6): 623-9, 2001 Jun.
- Dale RC. Childhood opsoclonus myoclonus. Lancet Neurology. 2(5): 270, 2003 May.
- Gesundheit B. Smith CR. Gerstle JT. Weitzman SS. Chan HS. Ataxia and secretory diarrhea: two unusual paraneoplastic syndromes occurring concurrently in the same patient with ganglioneuroblastoma. Journal of Pediatric Hematology/Oncology. 26(9): 549-52, 2004 Sep.
- Hayward K. Jeremy RJ. Jenkins S. Barkovich AJ. Gultekin SH. Kramer J. Crittenden M. Matthay KK. Long-term neurobehavioral outcomes in children with neuroblastoma and opsoclonus-myoclonus-ataxia syndrome: relationship to MRI findings and anti-neuronal antibodies. Journal of Pediatrics. 139(4): 552-9, 2001 Oct.
- Kinsbourne M. Myoclonic encephalopathy of infants. Journal of Neurology, Neurosurgery, Psychiatry 25:271-276, 1962.
- Mezey LE. Harris CM. Adaptive control of saccades in children with dancing eye syndrome. Annals of the New York Academy of Sciences. 956: 449-52, 2002 Apr.
- Mitchell WG. Davalos-Gonzalez Y. Brumm VL. Aller SK. Burger E. Turkel SB. Borchert MS. Hollar S. Padilla S. Opsoclonus-ataxia caused by childhood neuroblastoma: developmental and neurologic sequelae. Pediatrics. 109(1): 86-98, 2002 Jan.
- Pranzatelli, M. R., Travelstead, A. L., Tate, E. D., Allison, T. J.,Moticka, E. J., Franz, D. N., Nigro, M. A., Parke, J. T., Stumpf, D. A., Verhulst, S. J. (2004). B- and T-cell markers in opsoclonus-myoclonus syndrome: Immunophenotyping of CSF lymphocytes. Neurology 62: 1526-1532
- Rudnick E. Khakoo Y. Antunes NL. Seeger RC. Brodeur GM. Shimada H. Gerbing RB. Stram DO. Matthay KK. Opsoclonus-myoclonus-ataxia syndrome in neuroblastoma: clinical outcome and antineuronal antibodies-a report from the Children's Cancer Group Study. Medical & Pediatric Oncology. 36(6): 612-22, 2001 Jun.
- Longitudinal Neurodevelopmental Evaluation of Children With Opsoclonus-Ataxia. PEDIATRICS Vol. 116 No. 4 October 2005, pp. 901-907 (doi:10.1542/peds.2004-2377)
- Rothenberg AB, Berdon WE, D'Angio GJ, Yamashiro DJ, Cowles RA (July 2009). "The association between neuroblastoma and opsoclonus-myoclonus syndrome: a historical review". Pediatr Radiol 39 (7): 723–6. doi:10.1007/s00247-009-1282-x. PMID 19430769.
وصلات خارجية[عدل]
- Awareness website for OMS
- Foundation for OMS awareness, research and family support
- An active OMS Support forum
- An active OMS Family Support Site
- short description of OMS
- OMS Support Network
- The National Pediatric Myoclonus Center (US)
- Dancing eyes syndrome (UK name for OMS)
- National Organization for Rare Disorders, Inc.
- A blog about Amelia, an OMS patient diagnosed at 4.5 years (stage I neuroblastoma)
- The experience of a man who had OMS at age 32
- Chase Away OMS Foundation: A non-profit foundation dedicated to funding research to improve the diagnosis, treatment and ultimately find a cure for OMS
- Antibody information related to opsocponus
- [1] Brief overview of O.M.S. along with an OMS Message Board.
- [2] Laurie-Ann Duchaine Foundation: a non-profit foundation dedicated to funding to help families, find more cases in the world. |
وفاة أدولف هتلر
مات المستشار الألماني أدولف هتلر في 30 أبريل 1945 منتحرا عن طريق تناول مادة السيانيد السامة وإطلاق النار على نفسه وهي الرواية العامة المقبولة لطريقة موت الزعيم النازي. ولكن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار والظروف الأخرى التي أحاطت بالحادثة شجعت البعض على إطلاق الشائعات بأن هتلر لم ينتحر وأنه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مع الاختلاف حول ما حدث لجثته. وقد أكدت الوثائق السوفيتية المفرج عنها من جهازي كي جي بي وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي سنة 1993 الرواية التي تقول بانتحاره. ولكنها لم تظهر ما حدث لبقايا جثته بعد حرقها.
الانتحار[عدل]
اتخذ هتلر من ملجأ الفوهرر مقراً له منذ 16 يناير 1945. وكانت ألمانيا النازية تنهار سريعاً تحت ضربات الحلفاء الذين يتقدمون من الشرق والغرب. وفي نهاية أبريل دخلت القوات السوفيتية برلين وكانت تشق طريقها إلى وسط المدينة حيث يوجد مستشارية الرايخ. وفي 22 أبريل عاني هتلر مما وصفه بعض المؤرخين بانهيار عصبي خلال أحد الاجتماعات العسكرية لتقييم الحالة، وفي هذا الاجتماع اقر هتلر بأن الهزيمة قريبة وأن ألمانيا ستخسر الحرب. وصرح بأنه سينتحر وبعد ذلك سأل الدكتور فارنر هاسه عن طريقة جيدة للانتحار. واقترح هاسه تناول السيانيد ثم إطلاق النار على الرأس.
وحصل هتلر على كمية من كبسولات السيانيد عن طريق وحدات النخبة النازية. وفي هذه الأثناء في 28 أبريل، علم هتلر أن هاينريش هيملر يحاول التفاوض بدون علمه على اتفاقية سلام مع الحلفاء. واعتبر هتلر ذلك خيانة وبدأ يظهر علامات فرط الارتياب، فاظهر شكوكه في فاعلية كبسولات السيانيد التي استلمها من وحدات النخبة النازية التي يترأسها هيملر. وعندما علم بأن حليفه الإيطالي موسوليني قد أعدم قرر بألا يشاركه مصيره. وللتأكد من فاعلية كبسولات السيانيد أمر الدكتور هاسه بتجربتها على كلبه بلوندي ومات الكلب مثبتاً فاعلية الكبسولات.
وبعد منتصف ليل يوم 29 أبريل[1]، تزوج هتلر من إيفا براون في حفل صغير في غرفة الخرائط داخل قبو الفوهرر. وبعد أن تناول فطاراً خفيفاً مع زوجته الجديدة ذهب إلى غرفة أخرى مع سكيرتيرته تراودل يونغه وكتب وصيته الأخيرة. ثم وقع على وصيته في الرابعة صباحاً ثم رجع لغرفة نومه (بعض المصادر تقول أن هتلر كتب وصيته قبل الزواج مباشرة، ولكن كل المصادر تتفق على وقت توقيعه الرابعة صباحاً).[2][3]
وعاش هتلر وإيفا في القبو كزوجين لأقل من 40 ساعة فقط. وفي صباح 30 أبريل، كان السوفيت على بعد 500 متر من القبو، قابل هتلر اللواء هيلموت فايدلينغ قائد منطقة برلين الدفاعية الذي أخبر هتلر أن حامية برلين ستنفذ ذخيرتها هذه الليلة. وطلب فايدلينغ من هتلر السماح له بالهرب، وقد طلب فايدلينغ من هتلر من قبل السماح له ولكن هتلر رفض، ولم برد عليه هتلر ثم ذهب فايدلينغ إلى مقر القيادة في مبنى البندلربلوك حيث جاءه رد هتلر الساعة الواحدة ظهراً بالسماح له بالهرب هذه الليلة[4]. وتناول هتلر عشاءاً خفيفاً من مكرونة اسباغيتي بالصلصة مع اثنين من سكيرتيراته والطباخ ثم لف هتلر وزوجته إيفا على سكان القبو وتمنيا لهم حظاً سعيداً وكان من ضمن سكان القبو عائلة جوزيف غوبلز، بورمان، السكيرتيرات والعديد من ضباط الجيش. وفي حوالي الساعة الثانية والنصف ظهراً دخل الزوجان حجرة مكتب هتلر الشخصية.
وقال بعض الشهود بأنهم سمعوا صوت طلقة مسدس حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً (وقيل أن الابن الأصغر لغوبلز قال "أُصيب الهدف!" أو "إصابة مباشرة!" معتقداً إنها قنبلة سقطت على رؤوسهم). وبعد دقائق قليلة، فتح خادم هتلر هاينز لينغه ومعه بورمان باب الغرفة الصغيرة. وقد قال لينغه بعد ذلك أنه شم رائحة لوز محترق التي تميز حمض البروسيك، وهو الصورة الغازية للسيانيد. وكان الزوجان جالسان على أريكة صغيرة، إيفا على اليسار وهتلر على يمينها. وكان جسد إيفا مائلاً بعيداً عن هتلر. وكان واضحاً أن هتلر قد أطلق النار على الجانب الأيمن من رأسه (وكان هناك جرح ناتج من خروج الرصاصة من يسار رأسه مائل ناحية الأعلى) وكان يوجد مسدس فالتر عيار 7.65 مل تحت قدميه. وكانت الدماء تسيل من جانب رأسه وذقنه وصبغت الدماء الذراع الأيمن للأريكة وكانت تتساقط على السجادة/أرضية الغرفة. ولم يكن لدى إيفا أي جروح ورجح لينغه إنها سممت نفسها.
وقال العديد من الشهود أن الجثتين حملتا إلى خارج القبو على الدور الأرضي فوق الأرض عبر مخرج الطوارئ إلى حديقة صغيرة تم قصفها وراء مقر المستشارية حيث تم رشهما بالنفط وحرقهما بواسطة لينغه وعناصر الحرس الخاص بهتلر. ولكن لم تحترق الجثتين تماماً عندما باغت القصف السوفيتي على القبو لينغه وحرس هتلر مما جعل محاولتهم لحرق الجثة مرة أخرى مستحيلة وتم تغطية بقايا الجثتين داخل فجوة ضحلة في الساعة السادسة مساءاً.
إلقاء الرماد في نهر إلبه[عدل]
قام الصحفي السوفيتي ليف بيزمينسكي بنشر تقرير تشريح جثتي هتلر وإيفا عام 1969 وعلى الرغم من نشر هذا التقرير في الغرب، إلا أن المؤرخين الغربيين لم يصدقونه لأنهم اعتبروه محاولة سوفيتية لدس معلومات مغلوطة[5]. ولكن في عام 1993 نشرت الكي جي بي التقربر علانية ومعه العديد من شهادات أعضاء المخابرات السوفيتية. ومن هذه الوثائق السوفيتية، توصل المؤرخون إلى اتفاق على ماحدث لجثتي هتلر وإيفا.
بدأ جنود الجيش الأحمر اقتحام مقر المستشارية حوالي الساعة الحادية عشر مساءاً، بعد حوالي سبع ساعات ونصف من موت هتلر. وفي يوم 2 مايو،اكتشف إيفان تشوراكوف من الفيلق التاسع والسبعين بقايا جثث هتلر، إيفا وكلبين (يُعتقد أنهما لبلوندي وجروها الصغير وولف) في حفرة قذيفة. وكان يُصاحب هذا الفيلق وحدة من مخابرات المضادة لديهم أوامر بالبحث عن جثة هتلر.[6]
وفي تقرير التشريح كتب أنه يوجد تدمير في جمجمة هتلر ناتج عن رصاصة بالإضافة إلى قطع من الزجاج في ذقنه، وقد تم دفن وإخراج بقايا الجثتين عدة مرات بواسطة وحدة المخابرات المضادة خلال انتقال الوحدة من برلين إلى منشأة جديدة في ماغديبورغ حيث تم دفنهما نهائياً (ومعهما البقايا المتفحمة لوزير الدعاية غوبلز وزوجته ماعدا واطفاله الستة) في قبر بدون شاهد في القسم الممهد من الفناء الرئيسي للمنشأة وظل مكان الجثث في طي الكتمان.
وبحلول عام 1970، اتفق على تسليم منشأة المخابرات المضادة إلى حكومة ألمانيا الشرقية. وخوفاً من تحول مقبرة هتلر إلى مزار للنازيين الجدد، أمر مدير الكي جي بي يوري أندروبوف بتنفيذ عملية خاصة لتدمير بقايا الجثث. وفي 4 ابريل عام 1970 قام فريق من الكي جي بي (مزودين بخرائط مفصلة عن موقع الدفن) بإخراج الجثث سراً وتم إحراقها تماماً قبل أن يرموا رمادها في نهر إلبه.
مراجع[عدل]
- ^ Hitler's last days: "Hitler's will and marriage" "In the small hours of 28-29 April.." (إنجليزية)
- ^ Beevor References p. 343. Records the marriage as taking place before Hitler had dictated the last will and testament (إنجليزية)
- ^ Hitler's last days: "Hitler's will and marriage" on the website of MI5 using the sources available to Trevor Roper (a WWII MI5 agent) The Last Days of Hitler records the marriage as taking place after Hitler had dictated the last will and testament. (إنجليزية)
- ^ Beevor, References p.358 (إنجليزية)
- ^ JSTOR bibliographical note (إنجليزية)
- ^ spiritus-temporis.com, Hitler's death - subsequent events, retrieved 2 September 2008. This unit has sometimes been called 79th SMERSH (إنجليزية)
وصلات خارجية[عدل]
|
الالتحاق بالمدارس، المرحلة الثانوية (% من الإجمالي)
نسبة الالتحاق الإجمالي. مرحلة التعليم الثانوي. جميع البرامج. هو إجمالي الطلاب الملتحقين بالتعليم الثانوي، بصرف النظر عن السن، معبرا عنه كنسبة مئوية من السكان في السن الرسمي للالتحاق بالتعليم الثانوي. ويمكن أن تتجاوز نسبة الالتحاق الإجمالي 100 في المائة بسبب قيد الأطفال الذين تخطوا العمر المدرسي المقرر والأطفال الذين لم يبلغوا العمر المدرسي المقرر في سن متأخرة أو مبكرة و / أو بسبب إعادتهم الصفوف. |
|ثم إن الناظم رحمه الله تعالى حض على العفاف ، ورشح ذلك بأن من عف عن محارم الناس عف أهله ، ومن لا فلا فقال : |
مطلب : من عف عن محارم الناس عف أهله ومن لا فلا : ومن عف تقوى عن محارم غيره يعف أهله حقا وإن يزن يفسد ( ومن ) أي أي رجل ( عف ) أي لم يزن ، ومثله من كف بصره ( تقوى ) أي لأجل التقوى لا لخوف عاجل في الدنيا ولا لحفظ منصبه وناموسه ( عن ) الزنا في ( محارم ) أي نساء ( غيره ) ومثل النساء الذكور بأن عف عن اللواط في أولاد غيره تقوى ( يعف ) أي لم يزن ( أهله ) بإسقاط الهمز ضرورة من نسائه من زوجاته وسراريه وبناته وأخواته وأمهاته ونحوهن حق ذلك ( حقا ) ولا تشك فيه فإنه ورد عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى .
فقد روى الحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ، ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا ، فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض } . [ ص: 439 ]
( وإن ) حرف شرط جازم ( يزن ) فعل الشرط مجزوم بحذف الياء ( يفسد ) فعل مضارع مبني للمجهول جواب الشرط مجزوم وحرك بالكسر للقافية ، أي وإن يزن الرجل يفسد في أهله ، يعني يزنى في أهله ، لأن الجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا . ويصح أن يكون مبنيا للمعلوم أي يفسد أهله .
وروى الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا { عفوا تعف نساؤكم . وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض } ورواه أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد حسن .
وروى القاسم بن بشر في أماليه وابن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا { عفوا تعف نساؤكم } .
وروى ابن ماجه بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها } .
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الكبرى : قال بعض العباد : نظرت امرأة لا تحل لي فنظر زوجتي من لا أريد .
وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر : ما نزلت بي آفة ولا غم ولا ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى يمكنني أن أقول هذا بالشيء الفلاني ، وربما تأولت تأويلا فيه بعد فأرى العقوبة . وقال محمود الوراق :
رأيت صلاح المرء يصلح أهله وأنشد بعضهم :
ويعديهم داء الفساد إذا فسد ويشرف في الدنيا بفضل صلاحه
ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا فيكشف الله سترا من مساويكا وقال آخر :
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولا تعب أحدا منهم بما فيكا
واستغن بالله عن كل فإن به غنى لكل وثق بالله يكفيكا
يا هاتكا حرم الرجال وتابعا طرق الفساد فأنت غير مكرم [ ص: 440 ]
من يزن في قوم بألفي درهم في أهله يزنى بربع الدرهم
إن الزنا دين إذا استقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم |
فرانس فوتبول - سيتم بناء متحف على شرف ليو ميسي في روزاريو مسقط راسه بالارجنتين . و قد اعلن عن ذلك من طرف عمدة مدينة روزاريو السيدة مونيكا فين .
و قالت عمدة مدينة روزاريو :
" اسرة ليو ميسي وعدتنا انها ستقدم للمتحف اشياء في ملك ميسي لم يسبق لأحد أن رأها من قبل "
و ذكرت عمدة مدينة رورزاريو ان المتحف سيكون على شرف ليو ميسي الذي سيكون نجم المتحف لكنه سيفسح فيه مجال للاعبين ارجنتينيين اخرين مثل دي ماريا
من جهته ، هيرميس بينر المحافظ السابق لمدينة رزاريو و الرجل القوي في اقليم سانتا في الذي تتبع له مدينة روزاريو صرح ان متحف ميسي في ورزاريو سيتم افتتاجه في اجل سنتين
و للتذكير ، حين كان ميسي طفلا و قبل ان ينتقل للبارسا و عمره 13 سنة ، لعب في صفوف احد ناديي مدينة روزاريو : نادي نيولز أولد بوي . و هو النادي الذي ظهر فيه ايضا غابرييل باتيستوتا ، موريسيو بوشيتينو ، غابرييل هينز و جورج فالدانو
المصدر : فرانس فوتبول |
|02-08-2013, 09:10 PM||#1|
الصبغ السالب للبكتيريا , Negative staining
تـمـهـيد :
في هذا النوع من الصبغات عند خلط خلايا بكتيرية بمعلق من محلول النجروسين Nigrosin أو الحبر الهندي Indian ink أو الأيوسين ( وهي من الصبغات الحامضية أي لديها أيون سالب ) ثم يفرد الغشاء ويترك ليجف في الهواء فإن الصبغة تتكدس حول الخلايا البكتيرية التي تظل شفافة في وسط أسود بسبب أن الصبغة تحمل شحنة سالبة مماثلة للشحنة التي تحملها جدر الخلايا البكتيرية فيحدث بينهما تنافراً فتتجمع جزيئات الصبغة حول الخلية البكتيرية فتظهر شفافة.
وتسمى هذه الطريقة بالصبغ السالب أو الصبغ غير المباشر حيث يصبغ الوسط المحيط بالخلية البكتيرية (الشريحة الزجاجية) دون التعرض للخلايا البكتيرية فتظهر شفافة بدون لون .
والهدف من هذه الصبغة هو التعرف على أشكال الخلايا البكتيرية و أحجامها دون تعريض الخلايا البكتيرية لإي معاملات حرارية أو كيميائية وعادة تكون أشكال وأحجام الخلايا واضحة عند استخدام هذه الطريقة أكثر منها في حال استخدام الصبغ المباشر.
المواد والأدوات اللازمة :
مزارع بكتيرية ذات أشكال مختلفة – شرائح فارغة – صبغة النجروسين – ابرة ذات عقدة – حامل – حوض غسيل.
خطوات العمل :
1- ضع قطرة من صبغة النجروسين على أحد طرفي الشريحة.
2- عقم إبرة التلقيح ذات العقدة ثم خذ مسحة من أحد المزارع البكتيرية (لوب واحد) أو غمسة من المعلق البكتيري واخلطها جيداً بقطرة النجروسين.
3- باستخدام شريحة أخرى نضعها بزاوية 45 ْ ثم نفرد القطرة على الشريحة جيداً.
4- نترك الشريحة في هواء المعمل حتى تجف تماماً (لمدة 15-20 دقيقة) نلاحظ عدم استعمال الحرارة حتى لا يتشقق الغشاء البكتيري .
5- افحص الشريحة بالعدسة الزيتية وسجل النتائج ملاحظاً عدم اصطباغ الخلايا ولكن يصبغ محيط الخلية ( الشريحة ) .
|الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)|
|أدوات الموضوع|
|انواع عرض الموضوع|
|
طائرة 'جون سميث' غادرت امستردام منذ لحظات متجهة إلى نيويورك تحت قيادته.
إنه يقول: " الكابتن يحدثكم. رحلتنا إلى نيويورك اليوم ستستغرق ثماني ساعات و20 دقيقة. سنطير فوق لندن ثم كونمارا في أيرلندا ونيوفاوندلند وبوسطن ثم نتجه إلى مطار كنيدى في نيويورك حيث نهبط حوالي الساعة 4:20 عصرا بالتوقيت المحلي. وسيكون ارتفاعنا 000 33 قدم. وينتظر أن يكون الجو في الطريق حسنا باستثناء قليل من الاضطراب في شمال الأطلسي. والجو في نيويورك بارد جدا فالتنبؤات تشير إلى درجة حرارة قدرها 15 تحت الصفر وإلى رياح شمالية قوية. أتمنى لكم رحلة طيبة!"
بفضل النظام الذي أرسته المنظمة لمراقبة الارصاد الجوية العالمية أصبح بوسع الطائرات أن تحدد الطريق الأنسب لرحلتها لضمان سلامة الركاب وراحتهم. فالبيانات الأرصادية تنقل إليها بصورة آلية عن طريق نظام الاتصالات العالمية الذي استحدثته المنظمة لهذا الغرض..
'موديبو تراوري' واحد من أكثر من 000 10 مزارع يمارسون الفلاحة في قرى الريف في مالي، ويستمعون دائما إلى التنبؤات والتحذيرات الجوية اليومية التي تصدرها الادارة الوطنية للأرصاد الجوية.
إنه يقول: " كل صباح أول شئ أفعله هو أن أفتح الراديو لأني من المحظوظين القادرين على استقبال المعلومات عن الطقس والمناخ التي تساعدنا نحن المزارعين على أن نحدد الوقت المناسب للبذر أو لجمع المحصول أو حتى للإعداد لحالة جفاف مقبلة. ونتيجة للتحذيرات والتنبؤات الآتية في أوانها حققنا زيادة في محصوليّ الدخن والسَّرغم تصل إلى 67 في المائة وهي زيادة تقدر بمبلغ 000 240 دولار إذا كنا نتحدث عن 6000 هكتار! في الماضي كنا نعتمد على خبرتنا وأحاسيسنا الداخلية، ولكن طرقنا التقليدية تبدو الآن أقل نفعا من الطرق الجديدة. فالمرء لا يملك أن يهوّن من قيمة المعلومات الارصادية، ولا يصح أن نُغفل أن هذا كله قد حقق لنا الاكتفاء الذاتي. بل الأكثر من ذلك أن هذا التوفيق قد شجع مزيدا من رجال ونساء مجتمعاتنا الريفية على الاستقرار."
تواصل المنظمة العالمية للارصاد الجوية مساعدة الحكومات على كفالة حصول المزارعين على الارشادات الدقيقة والآتية في أوانها إستنادا إلى الارصاد الزراعية عن طريق النشرات الاذاعية والقنوات الأخرى وذلك حرصا على سلامة البيئة وإسهاما في خدمة اقتصادات بلدان الساحل السوداني المعرّضة للجفاف.
حمد مقبال يعيش في 'بوريرتشار' الواقعة على بعد 20 كيلومترا من خليج البنغال.
إنه يقول: " في الأيام الخوالي كان أبي يتنبأ بقدوم الأعاصير بمجرد النظر إلى حيوانات المزرعة: فإذا بدا عليها هدؤ غير مألوف أدرك أن شيئا ما سيحدث. وللأسف أن هذه الطريقة لم تكن ناجحة في جميع الاوقات فتقع الكارثة أحيانا ويتهدم البيت ويصبح علينا أن نبدأ من الصفر. أما هذه الأيام فقد تبدل الحال، فالراديو يبقينا علىعلم، ساعة بساعة، بأنباء وصول الإعصار وبذلك يتاح لنا الوقت اللازم لاتخاذ التدابير الاحتياطية فنحمي الأشياء المعرضة للخطر ونلجئ الأسرة إلى مأوى آمن."
إن نظام المراقبة العالمي الذي تضطلع به المنظمة يتابع سير الأعاصير بصورة مستمرة، إذ تقوم السواتل بمراقبة تطورها وخط سيرها وتُرسل البيانات عنها في آنها إلى السلطات لكي يتسنى لها أن تتخذ على الفورالتدابير اللازمة لحماية السكان.
أنشئت المنظمة العالمية للارصاد الجوية في عام 1950 لتخلف المنظمة الدولية للارصاد التي كانت قائمة منذ عام 1873. وهي تقوم، بالتعاون مع الدوائر الارصادية والهيدرولوجية الوطنية، بما يلي:
World Meteorological Organization WMO
41, avenue Giuseppe-Motta
1211 Geneva 2
Switzerland
Tel.: (41 22) 730 8314
Website: http://www.wmo.ch/web-ar/
E-mail: [email protected] |
الحمى الصفراء في ليبيريا
18 نيسان/أبريل 2008 - أبلغت وزارة الصحة الليبيرية عن حدوث حالة مشتبه فيها وحالة مؤكّدة مختبرياً من الحمى الصفراء في بلدة زيوتيو الواقعة في منطقة تابيتا بمقاطعة نيمبا. وتتعلّق الحالة المؤكّدة برجل يبلغ من العمر 32 عاماً قضى نحبه جرّاء المرض، أمّا المصاب بالحالة المشتبه فيها فقد شُفي من مرضه.
وتم تأكيد الحمى الصفراء من قبل المختبر الوطني بمونروفيا ومعهد باستور الكائن في داكار بالسنغال، الذي يؤدي دور المختبر المرجعي الإقليمي والمركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الحمى الصفراء. وتم، في الفترة بين 4 و7 نيسان/أبريل، الاضطلاع بعملية مشتركة بين وزارة الصحة ومكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي بغرض تحرّي فاشية الحمى الصفراء.
وتعتزم وزارة الصحة، بفضل المساعدة التقنية التي تقدمها منظمة الصحة العالمية، شنّ حملة تطعيم جموعية بغية التصدي للفاشية في المناطق الموبوءة والمناطق المجاورة لها وذلك اعتباراً من 25 نيسان/أبريل. وقد وجهت الوزارة طلباً إلى فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاح لمكافحة الحمى الصفراء تلتمس فيه منه تزويدها بما يلزم من لقاحات من المخزون العالمي لحالات الطوارئ الذي يديره. والجدير بالذكر أنّ التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع هو الذي يتولى تمويل المخزون المخصّص لحالات الطوارئ المتعلقة بالحمى الصفراء، بينما يتولى فريق التنسيق الدولي المذكور إدارته. ويضمّ ذلك الفريق ممثّلين من اليونيسيف ومنظمة أطباء بلا حدود والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، التي تؤدي دور أمانته.
وسيتم تغطية التكاليف التشغيلية لتلك الحملة بدعم مالي من مبادرة الحمى الصفراء، ومكتب المعونة الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية، وحكومة ليبيريا. |
وفي الإعلان المشترك مع حكومة سيشيل في 25 يناير 2012، قمنا بالكشف عن مذكرة تفاهم تم توقيعها بين الطريفين والتي بموجبها استحوذت شركة الاتحاد للطيران على 40 في المائة من حصة أسهم شركة سيشيل للطيران المحدودة. وقد تم الإعلان عن الصفقة من قبل جيمس هوجان، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران وجويل مورغان، وزير الشؤون الداخلية والبيئة والمواصلات والطاقة في جمهورية سيشيل. |
لم يكن من السهل لنا الحصول على المستجدات أولاً بأول من منتدى متكأ، الذي نحترم رغبة إدارته بأن يكون التسجيل بالاسم الحقيقي وليس المستعار (مع وجود أعضاء اختاروا أسماء مركبة ظاهرها يدل أنها مستعارة!). فاستعنا بأحد المشاركين في تزويدنا بالمشاركات والردود على هذه القضية.
واضح وبيّن أن المشاركين في هذه القضية من غير المشاركين كأعضاء في أسرة الأدباء والكتاب، حريصون على دور هذه المؤسسة. فلم يتبين من معظم الردود وجود شخص يحقد أو يحسد دور الأسر كما حاول البعض التخمين والاستنتاج.
كريم رضي:
لفتتنا لفتة من السيد كريم رضي الذي كنا نتظره لأن يرد على آخر رد في الموضوع السابق. حينما كان يتكلم عن المؤسسة وبيئتها والذي نتفق معه كثيراً في حرية اختيار أعضاء المؤسسة للطريقة التي تحلو لهم في أن يتعايشوا ويتفاعلوا فيها، وليس من حق الغرباء عنها (التفلسف) كثيراً في ماهيتها. ولكن أليست هي مؤسسة ثقافية وتحمل اسم الكتاب والأدباء، فلماذا حينما قلت إن بيئتك التقليدية (ونتحفظ على التقليدية) لا تقبل الغناء والموسيقى الموجودان في بعض من أمسيات وفعاليات الأسرة يجب أن لا يتنكر لهما من يريد الانضمام للأسرة. أنتم لا تجبرونه على الانضمام، ولكن تضايقونه من حيث لا تدرون. لماذا السمة العامة للأسرة أن أعضاءها ممن يستمعون للغناء ولا يأبهون للمقدسات (بنوع ما كما صرحت لا تقديس)، وقد يكونون علمانيين أو شيوعيين. كما قلت لا نسعى لأن نفرض عليكم ما لا تحبونه. ولكن لماذا لا تتجردون من بعض الأشياء، لتكون المؤسسة حيادية تستقبل جميع الأصناف من الأدباء والكتاب؟
مهدي سلمان:
تجرد قليلاً، فالتفاوت ولن نقول التناقض في المبادرة والجرأة واضح في مشاركاتك وردودك. كن منصفاً كما تحب ونحب، ولكن تجرد قليلاً.
عبدالعزيز الموسوي:
لا يسعنا إلا شكرك على المنتدى، ونرجو أن يبقى ويستمر حيادياً كما نتمنى أن تكون الأسرة.
عبدالجبار علي، حازم حسن، إيمان دعبل، منال الجاسم والآخرون:
متضايقون أنتم! لماذا لا تجتمعون. لا تنتظروا من الأسرة أن تتهمكم بالاتكالية الذي تبدو بصورة غير مباشرة تطفو في بعض الردود. اجتمعوا، تفاعلوا، اطبعوا نشرة لكم وللمتكأ، اجمعوا شعراء العمود وشعراء الحداثة، أسسوا يا جماعة الشعر، ويكفي تتبعاً، أنتم بحاجة للتأسيس.
جعفر الديري:
أنت شاعر عُرف في قريته بأنه شاعر المأتم وشاعر له ثقله وجودته، ولكن كمتابعين بتواضع للصفحات الثقافية رأيناك في تجاربك الحرة في الصحف وليست الشعرية أو الكلاسيكية حتى اتهمك البعض كما اعترفت أخيراً أنك تسعى لإرضاء البارزين في إعلام البحرين. ندعوك كالباقي، اجتمعوا في ناد أو قهوة أو مجلس أو حديقة وادعوا أعضاء الأسرة، تقبلوا الجميع واقبلوا ما تستطيعون حتى تنتجوا وتنجزوا. |
التناظر
يسمى كل تطبيق[ر] تقابلي بين مجموعة نقاط مستوٍ (أو نقاط الفضاء)، والمجموعة نفسها تحويلاً نقطياً، ويسمى كل تحويل نقطي يحافظ على الأبعاد تقايساً isometry. والتناظر symmetry (التماثل) هو تقايس يتمتع بخواص معينة.
قد يكون التقايس مباشراً (محافظاً على التوجيه) كالتناظر بالنسبة لنقطة في مستو أو التناظر بالنسبة لمستقيم في الفضاء، أو غير مباشر (يعكس اتجاه الزوايا) كالتناظر بالنسبة لمستقيم في مستو، أو التناظر بالنسبة لمستو أو نقطة في الفضاء.
التناظر في مستو
1ـ التناظر بالنسبة لمستقيم (ويسمى أيضاً الانعكاس على مستقيم)، ليكن ق مستقيماً معيناً في مستو كـ، ولتكن جميع نقاط هذا المستوي قد رسمت على صحيفة من الورق الشفاف، فإذا قلبت هذه الصحيفة بحيث تبقى كل نقطة من ق في مكانها، فإنه ينتج تقابل بين مجموعة نقاط المستوي وهذه المجموعة نفسها. يسمى هذا التحويل النقطي تناظراً بالنسبة للمستقيم ق أو انعكاساً على المستقيم ق، ويرمز له بـ نق. يدعى المستقيم ق محور التناظر (محور الانعكاس).
وإذا كان هناك نظام إحداثي م س ع بحيث ينطبق المحور م س على المستقيم ق، ويكون م ع عمودياً عليه. وإذا كانت ن(س،ع) نقطة من المستوي فإن نَ (س، -ع) هي نظيرة ن بالنسبة لـ ق. وعلى هذا إذا كانت (سَ، عَ) صورة (س، ع) وفق التناظر المذكور فإن سَ = س، ع، عَ =-ع.
إن التناظر بالنسبة لمستقيم تقايسٌ غير مباشر يحقق الخواص الآتية:
أ ـ إذا كانت بَ صورة ب وفق نق، فإن ب هي صورة بَ وفق نق، وإن المستقيم ق هو محور القطعة ب بَ.
ب ـ إن نقاط محور التناظر ق تبقى في مواضعها فهي نقط ثابتة في التطبيق نق.
حـ ـ صورة كل مستقيم ل وفق نق هو مستقيم لَ (الشكل -1).
د ـ يحافظ التناظر بالنسبة لمستقيم على قياس الأطوال والزوايا غير أنه يعكس جهة الزوايا.
هـ ـ إذا أُجري تناظر نق في المستوي مرتين الواحدة بعد الأخرى، أي إذا رُكِّب التناظر مع نفسه، فإن النقاط تعود إلى مواضعها، أي إنه ينتج التطبيق المطابق مـ:
هذا يعني أن التحويل المعاكس لـ نق هو نق نفسه، فالتناظر تطبيق ارتدادي involutive.
2- جُداء تناظرين: إذا كان ق، قَ مستقيمين متقاطعين في نقطة م، وكانت الزاوية بينهما تساوي يه، وإذا كانت ن1 هي صورة نقطة ن بالتناظر نق وكانت نَ هي صورة ن1 بالتناظر نق، فإن نَ هي صورة ن بالتركيب (الشكل -2).
يلاحظ أن م نَ = م ن، وأن الزاوية بين من ومنَ ثابتة وتساوي 2يه. وعلى هذا فإن تركيب تناظرين بالنسبة لمستقيمين متقاطعين هو دوران حول نقطة تقاطع هذين المستقيمين بزاوية ضعف الزاوية بين المستقيمين.
أما إذا كان المستقيمان ق، قَ متوازيين (الشكل -3) فإن انسحاب translation عمودي على المستقيمين المتوازيين، ومتجه الانسحاب يساوي ضعف المتجه الذي يسحب المستقيم الأول ق إلى المستقيم الثاني قَ.
ويلاحظ سواء في الحالة الأولى أو الثانية أن تركيب التناظرين يعطي تحويلاً مباشراً (دوران في الحالة الأولى وانسحاب في الحالة الثانية).
3- التناظر بالنسبة لنقطة: إذا كانت م نقطة من المستوي و ن نقطة ما، فإن نظير ن بالنسبة لـ م هو نقطة نَ تقع على استقامة ن م وفي الجهة الأخرى بالنسبة لـ ن وبحيث يكون ن م = م نَ (الشكل ـ4). يتضح من هذا التعريف أن التناظر بالنسبة لنقطة م (ويسمى أيضاً انعكاس في م) هو تركيب انعكاسين على مستقيمين متعامدين ق، قَ مارين من النقطة م.
يسمى التناظر بالنسبة لنقطة م أيضاً نصف دورة حول م، ويرمز له بـ ندم. ويكون:
يقال عن جسم إنه متناظر بالنسبة لنقطة م إذا كانت صورته وفق ندم هي الجسم نفسه. ويقال عنه إنه متناظر بالنسبة لمستقيم ق إذا كانت صورته وفق نق هي نفسه.
ينتج مما سبق أنه إذا كان ق،قَ مستقيمين متعامدين وكانت م نقطة تقاطعهما، وإذا كان جسم متناظراً بالنسبة لعنصرين من هذه العناصر الثلاثة فهو متناظر بالنسبة للعنصر الثالث.
التناظر في الفضاء
1 ـ التناظر بالنسبة لمستو: إذا كان كـ مستوياً و ن نقطة من الفضاء.
نقول عن النقطة نَ التي تقع على العمود من ن على كـ وبحيث يكون المستوي كـ عمودياً على القطعة ن نَ في منتصفها، إنها نظير ن بالنسبة للمستوي كـ. وإذا كان م س ع ص نظاماً إحداثياً قائماً وكان المحوران م س، م ع واقعين في المستوي كـ. وإذا كانت إحداثيات ن هي (س، ع، ص) فإن إحداثيات نَ هي (س،ع، -ص).
يتضح من هذا أن التناظر بالنسبة لمستوٍ يحافظ على قياس الأطوال والزوايا، ولكنه يعكس جهة الزوايا فهو تقايس غير مباشر. ويتضح كذلك أن هذا التناظر هو تحويل ارتدادي. ثم إن نظير مستقيم ق بالنسبة لمستو كـ هو مستقيم قَ ونظير دائرة هو دائرة، ونظير كرة هو كرة.
2 ـ جداء تناظرين بالنسبة لمستويين: إذا كان المستويان متقاطعين، وكانت يه الزاوية من المستوي الأول إلى المستوي الثاني، فإن تركيب التناظرين بالنسبة لهذين المستويين هو دوران حول فصلهما المشترك زاويته عه تساوي ضعف الزاوية بين المستويين عه = 2يه. أما إذا كان المستويان متوازيين وكان هو متجه الانسحاب الذي ينقل المستوي الأول إلى المستوي الثاني فإن تركيب التناظرين بالنسبة لهذين المستويين هو انسحاب متَّجهه . وبالعكس يمكن النظر إلى الدوران حول مستقيم ق زاويته يه على أنه تركيب تناظرين بالنسبة لأي مستويين يمران بـ ق زاويتها ، كما يمكن النظر إلى الانسحاب الذي متجهه على أنه تركيب تناظري حول مستويين ينشأ ثانيهما عن الأول بانسحاب قدره .
3 ـ التناظر بالنسبة لمستقيم ق: يسمى هذا التناظر كذلك نصف دورة حول المستقيم ق (الشكل -5). ويمكن النظر إلى هذا التناظر على أنه تركيب تناظرين بالنسبة لمستويين متعامدين مارين من المستقيم ق. إن هذا التناظر في الفضاء بالنسبة لمستقيم ق هو تقايس مباشر لأنه يحافظ على توجيه الزوايا. فإذا كان شكلان س، سَ يقعان في مستو، متناظرين بالنسبة لمستقيم ق واقع في هذا المستوي (الشكل -6) فإن هذين الشكلين يكونان متساويين مع تغير الجهة. أما إذا كان التناظر بالنسبة لمستقيم ق في الفضاء فإن أحد الشكلين ينطبق على الآخر بنصف دورة حول ق.
4 ـ جداء نصفي دورتين: إذا كان ق1، ق2، مستقيمين متوازيين فهما يحددان مستوياً كـ.
ليكن كـ1، كـ2، مستويين مارين بـ ق1، ق2، على الترتيب، متعامدين مع كـ. ولتكن ند1 نصف دورة حول ق1، وند2 نصف دورة حول ق2، ونكـ، نكـ1،نكـ2،، تناظرات بالنسبة للمستويات كـ، كـ1، كـ2، على الترتيب. إن
وعلى هذا فإن:
فهو انسحاب متجه بفرض أن الانسحاب الذي ينقل المستوي كـ1 إلى المستوي كـ2 (الشكل -7).
أما إذا كان ق1، ق2، متقاطعين فإن جداء نصفي الدورتين هو دوران حول الفصل المشترك للمستويين، تساوي زاويته ضعف الزاوية بين هذين المستويين.
5 ـ التناظر بالنسبة لنقطة: إن نظير النقطة ن بالنسبة لنقطة م هو نقطة نَ بحيث يكون ، أي إن التناظر بالنسبة لنقطة م هو تحاك مركزه م ونسبته -1، فهو تقايس غير مباشر يحافظ على قياسات الأطوال والزوايا ولكنه يعكس جهة الزوايا. ويتصف هذا التناظر بالخاصتين التاليتين:
أ ـ جداء تناظرين بالنسبة لنقطتين م، مَ، هو انسحاب متَّجهه .
ب ـ يمكن أن يستبدل بالتناظر بالنسبة لنقطة م، جداءٌ مستقل عن الترتيب لتناظر بالنسبة لمستو كـ يمر بـ م ونصف دورة حول مستقيم ق عمودي على كـ في م أو جداء ثلاثة تناظرات بالنسبة لثلاثة مستويات متعامدة مثنى مارة بـ م. وينتج عن هاتين الخاصتين:
1ً ـ إذا كان جسم متناظراً بالنسبة لعنصرين من المجموعة المكونة من مستو ونقطة منه ومستقيم عمودي عليه عند هذه النقطة، فإنه يكون متناظراً بالنسبة للعنصر الثالث.
2ً ـ إذا كان جسم متناظراً بالنسبة لثلاثة مستويات متعامدة مثنى فإنه يكون متناظراً بالنسبة لنقطة تقاطع هذه المستويات وبالنسبة للفصول المشتركة لهذه المستويات.
زمرة التقايسات في الفضاء الإقليدي
إن المجموعة المكونة من جميع التقايسات في الفضاء، أي من جميع التقايسات المباشرة ومن جميع التناظرات بالنسبة للنقط والتناظرات بالنسبة للمستويات تشكل زمرة[ر] غير تبادلية بالنسبة لعملية تركيب التحويلات. وإن مجموعة جميع التقايسات المباشرة تشكل زمرة جزئية من زمرة التقايسات. إن كل تقايس في الفضاء هو إما أن يكون التحويل المطابق أو تناظراً بالنسبة لمستو أو جداء تناظرين بالنسبة لمستويين أو جداء ثلاثة تناظرات بالنسبة لثلاثة مستويات أو جداء أربعة تناظرات بالنسبة لأربعة مستويات.
ويبرهن أن كل تقايس مباشر في المستوي هو جداء تناظرين بالنسبة لمستقيمين واقعين في هذا المستوي، فهو بالتالي إما انسحاب وإما دوران، ويبرهن أن كل تقايس غير مباشر في المستوي هو تناظر انزلاقي أو انعكاسي انزلاقي glide reflection. والتناظر الانزلاقي هو جداء تناظر بالنسبة لمستقيم في انسحاب يوازي متجهه محور التناظر.
إن مجموعة جميع الانسحابات تشكل زمرة تبادلية بالنسبة لعملية تركيب التحويلات، ذلك لأن تركيب كل انسحابين هو انسحاب، والتحويل المطابق م هو العنصر المحايد، والتحويل المحاكي لانسحاب هو انسحاب، وعملية تركيب الانسحابات تخضع للخاصتين التجمعية والتبادلية. إن زمرة الانسحابات هي زمرة جزئية من زمرة التقايسات.
أما مجموعة جميع التقايسات غير المباشرة فلا تشكل زمرة بالنسبة لعملية تركيب التحويلات لأن تركيب كل تقايسين غير مباشرين هو تقايس مباشر.
ومن الأسئلة التي ترد في نطاق زمرة التقايسات، هو السؤال عن التقايسات في المستوي التي تنقل كل مربع ب حـ د هـ، إلى نفسه. من الواضح أنه لا يوجد أي انسحاب أو أي تناظر انزلاقي يحول المربع إلى نفسه. فالتقايسات الممكنة هي دورانات وتناظرات. وفي الواقع إن التحويلات التالية تنقل المربع إلى نفسه: التحويل المطابق، الدورانات حول مركز المربع بزوايا قدرها +90ْ، +180ْ، +270ْ، التناظران بالنسبة لقطري المربع، التناظران بالنسبة لمستقيمين اللذين يمر كل منهما بمنتصفي ضلعين متقابلين من المربع. إن هذه التقايسات الثمانية تشكل زمرة منتهية بالنسبة لعملية تركيب التطبيقات. وهذا يعني أن تركيب أي من عناصر هذه الزمرة يعطي كذلك تحويلاً ينقل المربع إلى نفسه. إن هذه الزمرة تشتمل على جميع العناصر المطلوبة.
تناظرات المكعب
يقال عن جسم إنه ذو محور دوران axis of rotation من المرتبة ن إذا لم يتغير شكله العام نتيجة دورانه حول هذا المحور بزاوية قدرها . فالمضلع المنتظم الذي عدد أضلاعه ن لا يتغير شكله العام إذا ما دوِّر حول محور عمودي على مستويه عند مركزه بزاوية تساوي أحد مضاعفات الزاوية . ومن الواضح أن أي محور دوران من المرتبة 2 (محور دوران ثنائي) هو محور تناظر للشكل.
ويلاحظ أن للمكعب الخواص التناظرية الآتية:
أ ـ المكعب متناظر بالنسبة لمركزه (والذي هو نقطة تقاطع أقطاره)
ب ـ للمكعب ثلاثة محاور دوران رباعية (من المرتبة الرابعة)، يمر كل منها بمركزيْ وجهين متقابلين منه. إن هذه المحاور الثلاثة متعامدة مثنى.
حـ ـ للمكعب أربعة محاور دوران ثلاثية (من المرتبة الثالثة) هي أقطاره. وهذا يعني أن المكعب لا يتغير شكله العام نتيجة دوران زاويته حول كلٍ من هذه الأقطار.
د ـ للمكعب ستة محاور دوران ثنائية، يُحصل عليها بوصل منتصفي كل ضلعين متقابلين.
هـ ـ للمكعب ثلاثة مستويات تناظرية عمودية على محاور الدوران الرباعية وتمر بمركز المكعب.
و ـ للمكعب ستة مستويات تناظرية عمودية على محاور الدوران الثنائية وتتعين بالأزواج الستة للأضلاع المتقابلة.
إن عناصر التناظر هذه هي أيضاً عناصر تناظرية لثماني الوجوه المنتظم الذي يحصل عليه بوصل كل مركز من مراكز وجوه المكعب مع مراكز الوجوه المجاورة له.
التناظر في عالم الأحياء
تلاحظ تناظرات محورية في الأجزاء الأكثر انتظاماً من النباتات (كالأزهار) أو في بعض الحيوانات المائية المثبتة (كعديدات الأرجل Polyps). والتناظرات المحورية هذه هي من مرتبة غير منتهية أو من مرتبة منتهية. ففي النباتات أحاديات الفلقة monocotyledones تكون هذه المرتبة 3 أو 6، وفي معظم النباتات ثنائيات الفلقة[ر] dicotyledones وفي شائكات الجلدة échinodermes وفي معائيات الجوف[ر] Coelentérés 4 أو 6 أو 8. وقد يظهر تناظر ثنائي الجانب نتيجة للتراكب تحت تأثير التطور (كما في الأزهار زيجية الشكل zyomorphes وفي قنافد البحر[ر] oursins غير المنتظمة). ولا يلاحظ لدى الحيوانات السريعة الحركة كالفقاريات [ر] Verteprés ومفصليات الأرجل[ر] Arthopes سوى تناظرات ثنائية الجانب.
ولدى عدد من ذوات المصراعين[ر] يقال لها متساوية الجوانب ومتباينة المصاريع (كصدفة القديس جاك والمحار) ولدى الأسماك المنبسطة pleutonectes (سمك موسى وسمك الترس) يلاحظ أن المستوي البدائي للتناظر قد استبدل به مستو عمودي عليه.
وقلما يلاحظ تناظر من النمط الكروي الدوراني حول مركز ما في الهيكل العظمي للكائنات وحيدات الخلية (كالشعاعيات).
وأما تناظر المشطيات فوحيد من نوعه فهو حول مستويين متعامدين محورهما المشترك أمامي خلفي.
ومما لا شك فيه أنه كلما ازداد التعقيد في الكائن الحي قليلاً كان لبعض أجهزته تناظر مختلف عن ذاك التناظر للكائن بكامله. فالتناظر التقريبي لفك الإنسان مثلاً عمودي على تناظر الجسم وأما تناظر المقلة فمحوري إلخ..
وأخيراً فإن التناظر الخارجي قد يخفي في بعض الأحيان عدم تناظر داخلي، ففي الإنسان تكون المعدة على اليسار أما الكبد والزائدة الدودية فعلى اليمين.
موفق دعبول
التطبيق ـ الفضاء الإقليدي ثلاثي البعد ـ الهندسة.
ـ ماكس جيجر، هندسة التحويلات والهندسة التآلفية، ترجمة محمد عادل سودان، موفق دعبول، محمد سعيد البرني (مؤسسة الرسالة 1979).
- J.Lelong-Ferrand et J.M.Arnaudiès, Cous de mathétique, t.1: Algèber (Dunod 1971). |
المراقبة الفعالة( أصبح بالإمكان تنفيذ الجراحات الجذرية لعلاج سرطان البروستاتا التي على الرغم من تطبيق التقنيات الطبية الحديثة فإنها يمكن أن ترتبط مع العجز الجنسي وعدم ( »Active Surveillance« بفضل القدرة على التحكم في البول أو تأجيلها أو تجنبها على الإطلاق. ومع ذلك فإن الإجهاد النفسي الناتج عن المعرفة بالإصابة بالسرطان لا يستهان من شأنه. |
شرح لامية العرب
1- أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
يريد استعدادهم لرحيله عنهم ، أشار إلى أنَهم لا مقام لهم بعده ، فمن الخير لهم أن يرحلوا
.
2- فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
لقد قُدِّر رحيلي عنكم ، فلا مفرّ منه ، فتهيؤوا له .
3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ y
إن الكريم يتجنب الذلّ ، فيهاجر إلى مكان بعيد عمَّن يسيؤون إليه، فاعتزال الناس أفضل من احتمال أذيتهم.
4- و َلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ
فضل الشاعر الحياة مع الوحوش ، على العيش مع قبيلته .
5- هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ
يرى الشاعر أن الوحوش أهله لا قومه و يقارن بين أهله والوحوش ، فيفضل هذا على ذاك ، فهي لا تفْشِي الأسرار، ولا تخذل بعضها بعضاً .
6- وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
كل الوحوش تأبى الذّلَّ والظلم و تتصف بالشجاعة . لكن الشاعر جعل نفسه أكثر شجاعة منها .
7- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
يفتخر بقناعته وعدم جشعه ، فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.
8- وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ
ذاك: كناية عن أخلاقه التي ذكرها ، َفالشاعر يتحلى بهذه الأخلاق ليتميز على غيره بها
9- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهم منفعة أو خير
10-- ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ، وقوس طويلة .
11- وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْيَ بُهَّـلُ
لستُ ذلك الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها جائعة .
12- ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ
ينفي عن نفسه الجبن وسوء الخلق والكسل ، وهو ليس ضعيف الشخصية ؛ فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها.
13- ولا خَالِــفٍ دارِيَّــةٍ مُتَغَــزِّلٍ يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَحَّـلُ
ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.
14- أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَـلُ
أتحمل الجوع بأن أتناساه ، فيذهب عنّي. وهذه الصورة من حياة الصَّعْلَكَة.
15- وَأَسْتَـفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَـهُ عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
الشاعر يفضل أن يستفَّ تراب الأرض على أن يمن عليه أحد ينعمة أو لقمة .
16ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ مَشْـرَبٌ يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَأْكَـلُ
لولا تجنُّبي ما أذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.
17- وَلكِنّ نَفْسَـاً مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا أَتَحَـوَّلُ
يستدرك الشاعر فيقول: إن نفسه لا تقبل العيب قَطّ.
18 وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ خُيُوطَـةُ مـارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ
أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.
ولد الذئب
19- فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ
يقول : إنّه صبور، شجاع، حازم.
20- وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا يَنَـالُ الغِنَى ذو البُغيةِ المُتَبَـذِّلُ
يقول: إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينال الغنى إلا الذي يحرص على الغنى بأي وسيلة.
21- فلا جَـزِعٌ مِنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ ولا مَـرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّـلُ
الفقر لا يجعلني أبتئس وأظهر ضعفي، و الغنى لا يجعلني أفرح وأختال.
22 ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي ولا أُرَى سَؤُولاًَ بأعْقَـاب الأقَاويلِ أُنْمِـلُ
المعنى أنّ الشاعر حليم لا يستفزه الجهلاء، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس. |
لتحديد المواقع
تهدف العنوان للفنادق والمنتجعات إلى أن تكون معترف بها من الشركات الرائدة في إدارة الفنادق. حيث يمثل الموقع، والفوائد، والخدمة السمة المميزة لأسلوب الإدارة لدينا، وكذلك القوة الدافعة وراء علامتنا التجارية.
تستجيب العنوان للفنادق والمنتجعات لآخر التطورات في قطاع السفر الفاخر من خلال سياسة فلسفة 'حجم واحد يناسب واحد' الفريدة. بناء على نمط خدمة 'البوتيك' الجديدة.
مع أربعة ملحقات لعلامتها التجارية أي رئيسي، متمدن، ومنتجع، ومعزل، فإن فنادق ومنتجعات العنوان للفنادق والمنتجعات لديها المعادلة الرابحة لنجاح التنمية. ليس فقط لأن العنوان للفنادق والمنتجعات تنحدر من داخل شبكة إعمار بل لأنها تسعى أيضا لإدارة العقود في الوجهات الرئيسية.
المساحة البيضاء
بعد 12 شهرا من الأبحاث المكثفة بشأن تحديد المواقع، تم تحديد 'المساحة البيضاء' في السوق العالمية للفنادق الراقية والتي لم تكن في الوقت الراهن يتم تخديمها كما ينبغي. باستغلال هذه الفرصة يمكن العنوان للفنادق والمنتجعات أن تقدم بديلا لمطوري التجارب الفندقية. تتمثل نقاط قوتها الرئيسية ونقاط التمايز الآن مع توسعها على الصعيد العالمي في :
- أهم المواقع الاستراتيجية القريبة من المباني البارزة ومراكز الترفيه، ويقدم أكثر بكثير من مجرد تجربة الفندق
- ثورة في الخدمات والعمليات لتحقيق استراتيجية 'واحد يناسب واحدة'
- التركيز على فوائد بدلا من مميزات الفندق لضيوفه تجربة لضمان أن يحصلوا على ما يحتاجونه من إقامتهم بالفندق بأحدث وسائل الراحة المفيدة، والمرافق، والخدمات ، مما يجعل البقاء في العنوان للفنادق والمنتجعات مريحة وممتعة للغاية.
فرص النمو
العنوان للفنادق والمنتجعات علامة تجارية عالمية بالفعل من إعمار العقارية، وهو ما يدفع الشركة للتوسع في قطاع الضيافة في العالم. يمكن أن يكون ذلك بسبب الرقعة الجغرافية الشاسعة لإعمار والموارد والقدرات التي تم تجنيدها لـ العنوان للفنادق والمنتجعات للفنادق والمنتجعات على المستوى العالمي.
تهدف العنوان للفنادق والمنتجعات إلى توفير حلول مرنة لإدارة الفرص المتاحة في سوق معينة. لضمان نزاهتها بين الماركات تم توقيع عقد إدارة للسماح بإدارة الفنادق مع العلامة التجارية الفريدة من قبل العنوان للفنادق والمنتجعات. هذا التأييد يهدف الى طمأنة أصحاب المصلحة وأصحاب الفنادق والتي يجري النظر بعد من قبل الطبقة العالم الضيافة المشغل في الوقت الذي تسمح بإدارة المباني بما يمكن من الحفاظ على هويتها الخاصة.
تقوم استراتيجية استراتيجية العنوان للفنادق والمنتجعات على التوسع المستمر. ويعمل ذا "العنوان" حاليا على تقييم مختلف الأسواق. وشمل خطوط التطوير الجارية حاليا ما يلي:
اتفاقات الإدارة 2009
وقعت فنادق ومنتجعات ذا آدرس في عام 2009 أول عقد إدارة لطرف ثاني لتشغيل الممتلكات الفاخرة في معتكف جنان عمار، وهو مشروع تنموي متعدد الاستخدامات من الدرجة الأولى في مراكش. وكان ذلك سيعقبه قريبا الدخول إلى السوق الأوروبية مع عقد إدارة لتشغيل دومينيك دي لافارك، وهو منتجع فخم تم بناؤه في لانغدوك روسييو - جنوب فرنسا. المشروع عبارة عن أحد قصور القرن السابع عشر يتم تحويله إلى فندق ومنتجع شيك على النمط المعاصر مع الشقق الفندقية ذات العلامات التجارية، وتقع على مقربة من ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ذا آدرس جنان عمار- مراكش
فندق المنعزل في جنان عمار يضم 60 غرفة فاخرة من بينهم اثنان من الأجنحة الرئاسية و 16 فيلا خاصة. كما يجري التخطيط لعدد كبير من مرافق الأطعمة والمشروبات المتخصصة ، بالإضافة إلى قاعة حفلات حديثة، وصالة لرجال الأعمال. ستكون هناك مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية بما في ذلك أيضا منطقة مخصصة للعبة الجولف وأخرى للعبة البولو، وكلها ستضيف إلى قدرات مجموعة إعمار في قطاع الضيافة والترفيه.
ذا آدرس – لافاجناك – جنوب فرنسا
لموازنة النمو المطرد للحركة السياحية في لانغدوك. سيكون المنتجع الصحي الذي تزيد مساحته على 1000 متر مربع من أكبر المنتجعات في المنطقة، وسيضم صالات فسيحة تسبح في الضوء الطبيعي وحمامات سباحة داخلية لتوفير مكان مثالي للاسترخاء حيث فصول الاسترخاء واستعادة الحيوية والعلاجات لتدليل الزوار. ستدير فنادق ومنتجعات ذا آدرس إدارة مباني المطاعم الفاخرة لنشر الطهي اللذيذ بما في ذلك الحلوى المحلية للانغدوك المشهود لها بالطعم اللذيذ والمعدة باستخدام الأعشاب، والمحار والفطر البري. و سوف يضم المبنى قاعات اجتماعات بما في ذلك مركز للمؤتمرات التي يمكن أن تستوعب ما يصل الى 500 شخص والمرافق الترفيهية وصالة رجال الأعمال.
للاستفسارات المتعلقة ا بفنادق ومنتجعات ذا آدرس يرجى الاتصال بـ :
السيد/باتريك هيوز
المدير التنفيذي للعمليات
مجموعة إعمار للضيافة شركة ذات مسئولية محدودة.
صندوق بريد رقم 9440
مجمع إعمار للأعمال
مبنى رقم 3 - طابق 3
دبي - الامارات العربية المتحدة
هاتف : 3170 367 971+
فاكس : 3699 367 971+
البريد الإلكتروني : |
فضائح امانة عمان : رواتب خيالية للمستشارين والسكرتيرات..وموظفون نائمون في منازلهم
أكّد رئيس لجنة امانة عمان المهندس عبدالحليم الكيلاني أنه لم يتعرض لأي ضغوط حكومية، واستعرض في حوار شامل وصريح مع عبد الله اليماني مندوب صحيفة "العرب اليوم" الثلاثاء، أبرز ما يدور في ساحة الأمانة من خفايا ومشاريع وتوجهات. وكشف عن تيار قوى شد عكسي يعارض توجهات التطوير والتحديث في امانة عمان وعن قضايا فساد ورشوة.
واستعرض أبرز المعيقات التي تعترض عمله محذرا من انهيار وشيك إذا لم يتم معالجة الخلل ودار حوار في كل المفاصل التي تعاني منها الامانة وطرق حلها. حاولنا
قراءة افكار العمدة مع توجيه الاتهامات هنا وهناك ولكونه خريج مدرسة ادارة ناجحة امتدت حوالى 30 عاما وقف على كل مواضع الخلل في الأمانة وكان يجيب بثقة.
عمدة عمان كان شفافا فيها حيث كشف انه لم يتعرض لضغوط حكومية ولكن ترتب على عدم تلبية طلبات بعض النواب غضب بعضهم ومرده التعيينات، وقال ان تراجع النظافة سببه قلة الاليات وقوى الشد العكسي. وان مديونة الامانة بين( 600 – 800 ) مليون دينار. وان لديه رؤية وأولويات لإخراج أمانة عمان من عنق الزجاجة. فهو يعرف الامانة كونه ابنها وتعايش مع كل مراحلها التي انتقلت فيها من شح الامكانيات والآليات، الى عدد العاملين الذي يتجاوز " 23 " ألف موظف. وتحدث عن انهاء العقود وشراء الخدمات وأصحاب الرواتب المرتفعة من مستشارين وسكرتيرات تبلغ
رواتبهم بين 10-20 ألف دينار اردني، واستملاكات كلفت الامانة ثلاثة اضعاف قيمتها الحقيقية. وقال ان مشروع الباص السريع سيكون تنفيذه بناء على قرار الحكومة ونتيجة
الدراسة التي ستظهر قريبا . وأكد انه لا تمييز بين احياء عمان، والشرقية احيانا تكون أنظف من الغربية.
وفيما يلي نص الحوار:
*برأيك أين يكمن الخلل في مسار الأمانة؟
-بداية أنا ابن المؤسسة لقد تركتها سنتين وخدمتي فيها 28 عاما واعرف
الخلل ومفاصله فيها وأفكر في خدمة مصلحة البلد وإزالة الخلل، وفي الفترات السابقة وقع
هناك تحطيم لأن كل شيخ له طريقته،وهم رأوه إصلاحا لكنه في حقيقة الأمر إصلاح لا
يتماشى مع المؤسسية والوطن والمواطن، لأنه لا يصلح إحضار نظرية خارجية ناجحة في
إحدى الدول في المحيط لكنها في عمان لا تنجح، فالنظريات التي طبقت في الأمانة كانت
بحاجة أن يتقبلها المجتمع لكن لم يراع ذلك، إدخال القطاع الخاص على القطاع العام
كان جسما غريبا على قطاع الأمانة، يمكن أن يمزج القطاعين معا، بسلاسة إذا راعيت
الظروف في المؤسسة،هناك من دخلوا بروح استعلاء على المؤسسة وأوجدوا فيها نوعا من
الحرب الداخلية. وسابقا
جاء أمين وإدارة جديدة وفريق لا احد يعرف وظيفته وعندما كنت وكيلا للأمانة.كان
أصغر موظف يتدخل بقرار أكبر مسؤول ووقعت تدخلات لا تعرف مصدرها ومن يقف خلفها يغير
قرار لجنة كاملا.
*ما قصة التدخلات في الأمانة ؟هل من تفاصيل؟ وما دور القطاع الخاص في
ذلك؟
-القطاع الخاص له احترامه، وبرأيي حدث تحطيم في الأمانة سابقا، وكانت
هناك تدخلات من الدخلاء على الأمانة بتغيير قرار لجنة مثلا وعندما تراجع بشأنها يقولون
لك فلانة غيرته وفلانة ليس لها صفة!! وعندما تستدعيها تبدأ بالبكاء!! فالتدخل غير
معروف مصدره كما انه هناك تمايزا في الرواتب أدى إلى طبقة سادة وأخرى عبيد وهنا
صار الخلل.
*ألم يكن هناك إداريون يدققون في القرارات؟
-بعض الأشخاص الذين تم إحضارهم من الخارج للاستعانة بخبرته إذا تكلم
بالحق وإذا لم يمش حسب سياسة من هو فوق كان ينهى عقده وبعض الأشخاص ممن تم الاستعانة
بهم عمل برواتب عالية في سبيل الهيكلة وتفعيل فكرة اللامركزية في حين أن نتائج
التطبيق كانت تؤدي الى مركزية، وخاصة عندما تسحب الصلاحيات من مدراء المناطق وكان
لدينا 27 منطقة من دون صلاحيات، فدوائر المركز هي التي بيدها القوة ، وهي لا تسيطر
على الإطراف وبالتالي انعكس هذا على الخدمة وسبب تراجع خدمات الأمانة، الهيكلة فقط
أحدثت تباينا بين رواتب الموظفين. ولدينا رواتب 110 مليون دينار لكادر الأمانة و
23 ألف موظف منهم 3 آلاف موظف بالمناطق التي فصلت عن الأمانة مؤخرا أي 20 ألف
موظف، بما تكلفة 9ملايين دينار شهريا، مع العلم أن دخل الأمانة كان 195 مليون دينار عام2010 وفي عام
2012 تجاوز 200 مليون دينار وموازنة الأمانة 340 مليون دينار، لدينا كادر زائد قبل
عام 2000 وحتى الآن المشكلة تراكمية .
*الانتخابات التي تجددت في المناطق ألم تضخ دماء جديدة؟
-الانتخابات أفرزت أعضاء مجلس الأمانة تغولوا على مدراء المناطق وهم
أعلى من مدير المنطقة فعضوا المجلس، وبدعم من الإدارة السابقة كان القرار الفعلي لرئيس
اللجنة وليس لمدير المنطقة وهو المدير التنفيذي.
*ما سبب تراجع الخدمات والنظافة في الأمانة؟
-تراجع الخدمات والنظافة كانت بسبب توجه إلى خصخصة قطاع النظافة في العاصمة،
وعملوا بعض التجارب على مناطق منها منطقة بسمان بتكلفة 100 ألف دينار،والإدارات
السابقة للأمانة أهملت النظافة وصيانة الآليات وشرائها. وكانوا يريدون أن تفشل من أجل الذهاب إلى الخصخصة. فالحاويات لم تجدد
وصار إهمال وتلف سنوي وذلك في السنوات الخمسة الأخيرة ولم تحدث الآليات ، وأنا متأكد
انهم كانوا يتجهون إلى الخصخصة.
*ماذا عن الامتيازات والرواتب الخيالية والموظفين الذين يعملون من
بيوتهم؟
-يهمني إيضاح الحقيقة للمواطن في ذات السياق، فعندما أتيت للأمانة بهذا
المنصب وجدت أن بعض المدراء يداومون في منازلهم فأوقفت كل المياومات والامتيازات
التي يأخذونها وصرفتها للعمال وعملت على تخفيف معاناتهم وانصافهم على حساب
الجالسين بالدور. لكن هؤلاء المدراء كانوا ينقلون الصورة عكسية بأني ضد انصافهم،
هؤلاء هم قوى الشد العكسي. يريدون تحريض العمال ضدي. بأن الأمين يعمل على وقف
المكافآت .
*هل كانت أبواب الأمين مغلقة في السابق؟
-نعم كان باب الامين السابق مغلقا، والنواب كانوا يأتون الينا بدون
موعد وإذا لم تقابلهم يشتكون إلى رئيس مجلس النواب ومن ثم رئيس الوزراء ،بالمحصلة
لديك مؤسسة منهارة محطمة بمعنى الكلمة وصحافة تهاجمك قبل ان تعرف تطلعاتك وخيرك من
شرك لخدمة الأمانة والنهوض بها.لدينا نقص سواقين، وعمال وطن فالعامل المصري اجرته
15 دينار يوميا ويعطي رشوة مقابل عمله ولو ارتشى المسؤول عن كل عامل ب 5 دنانير
ففي نهاية اليوم سيحصل على 100 دينار من تشغيل 20 عاملا وهذا موجود ومن أسباب تردي
وضع النظافة.
*أين جهات الرقابة مثل ديوان المحاسبة من كل هذا؟
-كان ديوان المحاسبة لا يفتح فاه ولما طرحت عطاء الضاغطات وسيارات نقل النفايات
كان موافقا على قراري اللجنة الفنية والمالية،وحاول تعطيل العطاء،وتوقف على امور
شكلية ومع ان الآليات الموجودة لدينا تعمل على ثلاث شفتات لكن البيرقراطية التي
تعامل بها معنا ديوان المحاسبة نوع من أنواع الخلل.
*ماذا عن الوضع المالي للأمانة هل هو مقلق؟
-مديونية الأمانة بين( 650 – 850 ) مليون دينار ولدى الامانة امكانيات هائلة
ومديونيتها سابقا وصلت الى (500 – 600 ) مليون دينار لكن هناك الكثير للإنفاق عليه
فالشوارع محفرة ،وبدأنا في طرح عطاءات تعبيد ، ولولا تعطيل ديوان المحاسبة لكانت
الآليات تصل بالشهر الثاني من العام المقبل.
نحن لا نستطيع الوقوف امام هذا الواقع المأساوي للأمانة. وطرحنا عطاء التعبيد
لتراجع الخدمة،وإذا لم يتوفر لدينا سيولة مالية سيكون لدينا كارثة والدولة يجب
عليها ان تكفل الامانة .نحن على أبواب كارثة ولمواجهة ذلك وضعنا خطة للخروج من هذا
الوضع عبر توفير أراض كبيرة تعود للأمانة سنطرحها للاستثمار،وخرجنا بخطة تشمل
12مشروعا فالأراضي التي سنطرحها للاستثمار ستشغل الأيدي العاملة وتعود علينا بعملة
صعبة.
*ماهو مصير المخطط الشمولي للأمانة؟
-المخطط الشمولي فعليا حطم وخرب الأمانة و زاد المديونية ،والاستملاكات
التي تمت بموجبه في الأراضي بمئات الملايين وألغينا من لا تستفيد منها الخزينة
وهناك قضايا في المحاكم ،فالأراضي التي خططوها في الوديان متداخلة قطعها مع بعضها
بعضا وأصحاب الأرض غير قادرين على بيعها لأنها غير مفروزة. والأجنبي المستثمر حطم المرور في العاصمة، بالمحصلة المخطط الشمولي جر
مديونية على الأمانة مقدارها 200 مليون دينار منها 93 مليون دينار منظورة أمام
المحاكم ويمكن ان تصل الى 300 مليون دينار.
*لدينا معلومات عن هدر مالي في الأمانة ما قصته؟
-نعم وجدت هدرا ماليا من الدائرة القانونية في الأمانة وقد عينت
قانونين جددا، وكلفت فريقا لدراستها ودراسة أين يوجد حدائق وشوارع تحتاج إلى جدران
استنادية واستملاكات قمت بإلغاءها ،وسأعمل على تقليص الهدر من(400)مليون دينار إلى
50 مليون دينار.
ونحن نسعى إلى رفد خزينة الامانة عبر الاستثمار ونعمل على استثمار
للأرض التي تقع بالقرب من حي القيسية، سنعمل على افرازها قطعا مع تأمين خدمات البنية
التحتية وبيعها وقد عرضت المشروع على رئيس الوزراء وسيرى النور قريبا وسيكون مصدر
دخل للأمانة ومن خلاله سيتم سداد ديون الأمانة،ولكن في حال عدم الموافقة على
المشروع فانهم سائرون نحو الكارثة ، ولكنني متأكد أن المشروع سيرى النور ،وسيشمل
على الفنادق والمستشفيات والمطاعم والمولات وسيدعم موازنة الأمانة ويعود عليها
بمئات الملايين.
*أين يتركز أغلبية إنفاق موازنة الأمانة؟
-غالبية إنفاق الامانة على المرور والنقل إما البيئة فهي تحتاج 30
مليون دينار، وفي العام المقبل سوف يتحسن وضعنا استثماريا وقد جاءتنا عروضا من الكويت
وسأسافر الى دول الخليج لعرض مشاريع الأمانة هناك. والمشاريع الاستثمارية سنوزعها
إلى قطع ،ولدينا قطعة ارض مساحتها 185 دونما بجانب ديونز ستخصص لإقامة مدينة
ترفيهية ،وكان مسؤولون سابقون منحوا إحدى العشائر5 دونمات لإقامة ديوان وألغيت
ذلك، وستستغل الأرض في استثمارات وإعادة تأهيل لمدينة الجبيهة وكذلك تأهيل 55
دونما في حدائق الملك عبدالله وإقامة فنادق فيها. وستقيم الامانة حراجا للسيارات
مساحته 150 دونما في ماركا الشمالية بدلا من الحراج الحالي.وأتوقع أن يكون دخل
مشاريع المخطط الشمولي 400 مليون دينار بعد بيع أراضيه وبهذا لا تبقى على الأمانة مديونية،
أما قرض الاسكان وفوائده تبلغ 61 مليون دينار.ولا مشكلة مالية في الأمانة لكن
مشكلتنا مع "قوى الشد العكسي ".
* يقال انك قمت بتعيين اكثر من 1400 موظف جديد منذ بداية عهدك في
الأمانة، اكثرهم من أبناء محافظتك؟
- التعيينات في الأمانة لم تتوقف، لكنها لم تصل إلى هذا الرقم، ولم اعين
من أبناء محافظتي السلط إلا حسب حاجة الامانة، ومعظمها حالات انسانية، فكلنا يعرف
أن ابواب التعيين في الوزارات الحكومية مغلقة، والأوضاع الاقتصادية في البلاد
تحتاج إلى مساهمة كل المؤسسات في تحسينها، وعلى هذه القواعد يتم التعيين في
الأمانة.
* هناك معلومات أن الأمانة تقوم بإعـــــــــداد أغنيـــــة بكلفة 150
ألف دينار وهي تعــــــــــاني من أوضاع مالية صعبة؟
- نعم نقوم بإعداد أغنية سوف نطلقها للمناسبات الوطنية وكلفتها 30 ألقا
فقط، وهذا جزء من دورنا في دعم الثقافة.
*هل تعاني من ضغوطات معينة من نافذين؟
-لا أعاني من أية ضغوطات، كما أن الأمين السابق كان جريئا ولديه قوة.
*ماهي آخر تطورات خط الباص السريع؟
-التقيت المعارضين والمؤيدين للمشروع للخروج بتصور يخدم عملية النقل
والمرور في العاصمة.
*تحدثت عن قضايا رشوة، هل من سبيل لوقف ذلك؟
-خبرتي الطويلة في الأمانة جعلتني اصبح خبيرا في اكتشاف قضايا الرشوة والفساد
واعترف أن لدينا بعض الموظفين المرتشين لكننا عندما نطلب من صاحب الادعاء على
الموظف يرفض تقديم أي دليل خوفا.
وعندما تتوفر لدينا إثبــــــــاتات نحول المرتشين إلى القضاء وقد
حـــــــولنا 20 قضية فساد للقضاء.
ولدينا ديون على المواطنين حوالى 100 مليون دينار وسنطرح عطاء لتحصيل الديون
قريبا ونحاول استرداد ديون الأمانة على الحكومة والبالغة 250 مليون دينار من خلال
استملاك أراض حكومية في منطقة أحد . |
"
فنادق خمس نجوم: مستوى آخر من الفخامة وجودة على أعلى مستوى!
يتم تصنيف الفنادق بالنجوم حسب الخدمات ووسائل الراحة المتاحة بالفندق والغرف والمرافق التي يقدمها، ويجدر التنويه بأنه لا يوجد تصنيف دولي معتمد لكل الفنادق في جميع أنحاء العالم، وإنما يختلف الأمر من بلد لبلد. ومن بين التصنيفات: الفنادق فئة الخمس نجوم؛ حيث أعلى مستويات الفخامة والرقي والتميز، وحيث المنشأة السياحية تبذل أقصى ما بوسعها لتمنحك خبرة استرخاء لا تضاهى بكل ما تقدمه لك من خدمات المطاعم الراقية التي تتنافس في تقديم الأطباق الشهية العالمية في كثير من الأحيان لاستقطاب النزيل وإرضائه. كما تمتاز أغلب فنادق الخمس نجوم بالأجواء الراقية والديكورات الفخمة المميزة والأثاث الفاخر، مع توفير مختلف وسائل الراحة والاسترخاء داخل الغرفة وفي المنشأة نفسها. وهناك العديد من فنادق الخمسة نجوم التي توفر صالات اللياقة البدنية، وخدمات النادي الصحي والتدليك والعناية، وساحات الانتظار، وخدمات الإرشاد والاستعلامات (الكونسيرج). وهناك أيضًا فنادق توفر حمامات سباحة وملاعب جولف أو تنس أو خدمات وتجهيزات الحفلات والأعمال والمؤتمرات، وهناك منشآت تقدم أماكن ترفيهية داخل الموقع أو تقع على بعد دقائق من مناطق أثرية ومعالم تاريخية أو مناطق ترفيهية.
ويمكنك الاختيار من بين العديد من الفنادق فئة الخمس نجوم على موقعنا بحسب ما تفضله من خدمات؛ فهناك الفنادق التي تطل على مناظر طبيعية رائعة وتلك التي تمنحك إطلالة بانورامية على مناظر للمدينة أو لمواقع أثرية أو للمياه الزرقاء الصافية أو حتى تلك التي تمتعك بتصاميمها الداخلية الراقية. فقط ابحث وانتقي ما تفضله وانعم بتجربة غاية في التميز.
وقد تقدم فنادق أخرى خدمات ومرافق أكثر أو أقل، ولكن كما ذُكر سابقًا، فإن الأمر يعتمد تمامًا على البلد الذي يوجد فيه الفندق وموقعه.
برنامج الولاء Welcome Rewards™
يتيح لك موقع Hotels.com البحث والاختيار من بين العديد من فنادق النجمة الواحدة، مع إمكانية الاستفادة من برنامج نقاط الولاء Welcome Rewards™ - للفنادق المشاركة. ببساطة عندما تقوم بالحجز والإقامة لمدة عشر ليالٍ كاملة في إحدى المنشآت المؤهلة لبرنامج welcomerewardsTM عبر Hotels.com أو من خلال مركز الاتصال التابع للموقع على رقم الهاتف & #9742; 8008446203 عند الاتصال من المملكة العربية السعودية (للأرقام الأخرى، راجع أرقام الهواتف المجانية في موقعنا باللغة العربية) ستحصل على ليلة واحدة (1) مجانية* في إحدى المنشآت المشاركة في البرنامج في الفنادق المشاركة في البرنامج. ويمكنك الاطلاع على المزيد من التفاصيل عن البرنامج وطريقة الاستفادة منه هنا
ضمان تقديم أفضل سعر
نحن على ثقة تامة من أن أسعارنا لا مثيل لها، ونضمن لك ذلك، ولكن إذا عثرت على سعر أقل للفندق الذي حجزته في موقع آخر، فما عليك سوى إخبارنا وسنُعيد لك الفرق أو نساعدك في إلغاء الحجز. الأمر بغاية السهولة.
وبخلاف بعض المواقع الأخرى، فلا تقتصر مدة العرض الذي نقدمه على فترة 24 ساعة فقط من تاريخ حجز الفندق، بل إذا وجدت سعرًا أقل في أي وقت حتى الموعد النهائي لإلغاء الحجز في الفندق، فما عليك سوى إعلامنا بذلك وسوف نقوم بمطابقة السعر من أجلك.
تعليقات النزلاء
ربما تكون فكرة جيدة أن تقوم بالاطلاع على تعليقات المسافرين الآخرين على الفنادق قبل أن تحجز إقامتك فيها، ونحن في موقع Hotels.com نسهل عليك الأمر؛ حيث نوفر أكثر من ستة ملايين تعليق من نزلاء حقيقيين. ستساعدك التقييمات الفندقية لدينا في العثور على أفضل عرض في المكان الملائم. وسواء أكنت ستسافر في آخر لحظة، أو مع أسرتك أو أصدقائك، أو كنت تبحث عن فندق لأغراض العمل فسوف تجد لدينا العرض الفندقي الملائم لك.
خيارات السداد
من خيارات السداد الجديدة التي يقدمها موقع Hotels.com، خيار السداد الفوري عبر الإنترنت أو السداد لاحقًا في الفندق عند تسجيل المغادرة. وتتوفر هذه الإمكانية في بعض فنادق الخمس نجوم على موقعنا.
" |
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أثار أحد مقاطع الفيديو المنشورة على موقع "يوتيوب" ضجة إعلامية وحقوقية واسعة، بعد إظهار نسر أمريكي ينقض على طفل بأحد الحدائق الأمريكية محاولا اختطافه والطيران به.
وأشارت تقارير تحليلية أن مقطع الفيديو هذا "مزور" الا أن ذلك لم يمنع نحو 33 مليون شخص بمشاهدته للإتقان الكبير الذي تم تصنيعه وتركيب الصور فيه.
والجدير بالذكر أن مصممي هذا الفيديو اعترفا علانية أنه "مزيف" حيث كان هذا العمل جزءا من مشروع قاما به ضمن مشاريع ممنهجة خلال دراستهما في الجامعة، حيث أن علامة النجاح في هذا المشروع هو تكوين أو تصوير مقطع فيديو ينال على الأقل عشرة آلاف مشاهدة، إلا أنهما تمكنا من تجاوز هذا الرقم بكثير لينال فريق العمل علامة كاملة في هذه المقرر.
وأطلق على هذا الفيديو اسم " eagle snatching up a toddler"
ويمكن مشاهدته على الرابط التالي:
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط. |
لم يكن نكاح الأنساب والأصهار الأقربين محرماً في التاريخ القديم، واليهودي منه تحديداً، فحرّم لاحقاً لحكمة إلهية، علمنا منها ما ينتج عنه من نسل معوق، فيه تثبيت لما تحمل الجينات من صفات وراثية مضطربة، حتى انه لا يوصى بزواج الأقارب الأباعد كي لا ينتقل ما يخشى منه بالوراثة، فكيف يحدث زنا المحارم؟ هل هو بمخالطة الصبيان للبنات في النوم إلى ما قبل مرحلة البلوغ وأحياناً أثناءها، جهلاً أو فقراً وقلة حيلة في إيجاد متسع يفصل بين الجنسين! أو هو البعد عن المدنية والتحضّر والوعي الديني والأخلاقي لكائنات سكنت القرى النائية وتسلقت الأماكن المهجورة، فتكاثرت وتناسلت وتعاملت مع شهواتها بانفلات وتعوّد! أو هو انحراف يحدث بين السفلة من الناس والعلية منهم على حد سواء! أو هو أمر مَرَضي يخص المتحرِّش ولا دخل للطبقة الاجتماعية أو مكانها وظروفها به! أو يكون الابتزاز والخوف من الافتضاح، أو استغلال الضعف والحياء! أو إنه الأمن من العقاب! والسؤال: هل يعد المتحرِّش مريضاً حقاً؟ قيل إنه يعاني من تدهور عضوي بالمخ بفعل شيخوخة مبكرة نتيجة تصلب في الشرايين، يصاحبه مردود نفسي يتدنى معه الحس الأخلاقي للمصاب فيتخفف من الضوابط والنواهي والزواجر، وتختلط لديه معاني الحلال والحرام، حتى لو بدى بمظهر اجتماعي مقبول، إلا أنه واقعياً مخلوق يميل إلى العزلة والانطواء، (لا تستبعد العدوانية)، لا يثق بمن حوله، وتركيبته شبيهة ببناء انفصامي للشخصية ليس مستغرباً أبداً أن تعاني من تخلف عقلي، وهو تحليل «سيكوباتي» يشترك فيه النساء والرجال معاً، وللأمانة موضوع الشيخوخة بالذات غير مقنع تماماً، فهل كل من شاخ مخه مارس الانحراف السلوكي!
على العموم جاءت نسبة الزنا بالمحارم ما بين 2،4 في المئة إلى 6،3 في المئة من الجرائم الجنسية عالمياً، وإن كانت الهزائم الإنسانية تشهد بأعلى من ذلك الرقم، حتى أن 15 في المئة من بنات إصلاحيات الأحداث هن ضحايا لزنا المحارم، يتم الإبلاغ عنه إما بواسطة طرف ثالث على صلة بحياة المتحرّش بها، أو عن طريق الضحية نفسها، أو بمحض الصدفة البحتة بلا تدخل من أحد.
إنها الخطيئة ولا ينجو من تعرض لها إلاّ من رحم ربي، وإن يظل من الصعب عليه التخلص من تشوّهه النفسي والفكري، فمشاعر الذنب القوية التي تحملها الضحية عن نفسها، وأحاسيسها المتضاربة تجاه العملية الجنسية تستحدث داخلها نفوراً شديداً نحو الجنس الآخر، قد ينمو ويتطور إلى أفعال انتقامية تقضي على الضحية وجلادها، إن كان الحقيقي أو المتخيل.
من يأمن العقاب يشعر بالاستقواء و«البلطجة» في استمرارية تحقيق شذوذه، وكم سمعنا بزنا المحارم، ولكننا لم نسمع بالمعالجة، دع عنك «إجراءات الاقتصاص»، التي ما لم تكن واضحة وعلى الملأ فلن يرتدع من حاله بهذا الحضيض الحيواني، ولن يرتدع غيره، فمن أبسط حقوق الضحية على مجتمعها انتصاره لألمها ضد من نهشها، ألم تبن الكرامة على الدفاع عنها؟ |
كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله مقالة نشرت سنة 1956 في مجلة الإذاعة تقول :
نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه .
فقلت " الحمد لله " ، أخرجتها من قرارة قلبي ، ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها ، حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء ، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين ، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟، وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟
وسألتني زوجتي: فيمَ تفكر ؟، فقلت لها .
قالت : صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم .
قلت : لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير ، تغدو خماصا ً وتروح بطاناً ؟
لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ، وأنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، ورب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ، وليس فيها صغير ولا كبير ، ومن شك فإني أسأله أصعب سؤال يمكن أن يوجه إلى إنسان ، أسأله عن العصفور : هل هو صغير أم كبير ؟، فإن قال صغير ، قلت : أقصد نسبته إلى الفيل ، وإن قال كبير ، قلت : أقصد نسبته إلى النملة ..
فالعصفور كبير جدا مع النملة ، وصغير جدا مع الفيل ، وأنا غني جدا مع الأرملة المفردة الفقيرة التي فقدت المال والعائل ، وإن كنت فقيرا جدا مع فلان وفلان من ملوك المال ..
تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم .. لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدّرة " ( وهو طعام من البرغل أي القمح المجروش مع العدس ) ، تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة ..
والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوبا لمن ليس له شيء ، والذي عنده بذلة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها ، وعنده ثلاث جدد من دونها ، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة ، ورب ثوب هو في نظرك عتيق وقديم بال ، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد ولاتخذه لباس الزينة ، وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين مل سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 – بعدما اشترى كاديلاك طراز 1956 – فأعطاك تلك السيارة .
ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه ، إن أصغر موظف لا يتجاوز راتبه مئة وخمسين قرش ، لا يشعر بالحاجة ولا يمسه الفقر إذا تصدق بقرش واحد على من ليس له شيء ، وصاحب الراتب الذي يصل إلى أربعة جنيهات لا يضره أن يدفع منها خمس قروش ويقول " هذه لله " ، والذي يربح عشرة آلاف من التجار في الشهر يستطيع أن يتصدق بمئتين منها في كل شهر .
ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا ؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي ، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ، وكانت زوجتي تقول لي دائما : " يا رجل ، وفر واتخذ لباتك دارا على الأقل " ، فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ !!
لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم : {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} ، وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح : {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} ، فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .
وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .
فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟، وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة ، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها ،
إنما أسوق لكم مثلا واحدا : قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله ، وقد كان شيخ أبي ، وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط ، ولطالما لبس الجبة أو " الفروة " فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار ، وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل ، وكان يوما في رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع ، فجاء سائل يقسم أنه وعياله بلا طعام ، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله ! ، فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها لا تقعد عنده ، وهو ساكت ..
فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ، فسألوا : ما الخبر ؟، وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ، فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي ، قال : أرأيت يا امرأة ؟
وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ،
فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ،
فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى ،
قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول " لقمة بلقمة " ، ولم أفهم مراده .
فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير ، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .
والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع ، وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح ، والملحد ما لنا معه كلام .
والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل ، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر ، وأن يكون له أثره ، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر .
ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت : تعالي يا بنت ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ، إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز .
ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين ، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل ، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر " شطارتها " كلها ، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها ، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين !
فيا أيها النساء أسألكن بالله ، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون ، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة ؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ .
ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا ، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة ، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت ، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير ، والمسائل – كما قلت – نسبية ، ولو كلفت المعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور ، مع أن التاجر الكبير يقول : وما ألف جنيه ؟! سهلة ! سهلة عليه وصعبة عليها ، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء .
والخلاصة يا سادة : إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر ، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر ، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه ، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر ، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده ، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن بماله إن كان غنيا ، ويبخل بجاهه إن كان وجيها ، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله ، وإنما يكون مرائيا أو كذابا .
فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا ، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم ، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له ؛ فهو جهاد بالمال ، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس .
ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى |
نقلا عن صحيفة الخليج الإماراتية
مسلمات أوروبا.. رمضانهن بين العبادة واستحقاقات الأسرة
روما - أيمن أبوعبيد:
الأقليات المسلمة في الغرب هي امتداد للجسد الإسلامي في وطنه الأم، لا تتخلف عنه في الالتزام بالدين وإيفائها بالواجبات، بيد أنها تقل عنه في الحقوق وتزيد عليه في نوعية العقبات وعددها . مما يجعل الجهد المطلوب بذله من قبل هذه الأقليات أكبر بكثير مما يبذله المسلمون في أوطانهم، حيث تكون العوامل المساعدة في أداء العبادات أكثر والفتن في الدين أقل .
أحد أهم أعمدة الأقلية المسلمة في الغرب، هي المرأة المسلمة، هذا الإنسان الذي وجد نفسه مطالباً بلعب دور في بناء الأمة الإسلامية يفوق دور نظيرتها في العالم الإسلامي، ويصغر أمامه دور الرجل ولي الأمر، التي وجدت نفسها معه في خندق واحد، لكنها مطالبة أكثر منه بالجهاد، وكيف ولا وهي التي يقع على عاتقها تربية الأولاد وتنشئتهم النشأة الإسلامية، إلى جانب دورها كزوجة، يضاف إليهم المجتمع غير الإسلامي المحيط بأسرتها، مما يجعل حياة هذه المرأة في حالة عمل دائم بلا كلل . وهذا العمل على كثرته، تزيد صعوبة أدائه في أوقات معينة، ربما أبرزها هو شهر رمضان .
المرأة المسلمة في أوروبا، مطالبة في هذا الشهر الفضيل داخل محيطه الغربي، أن تلعب دوراً معنوياً ومادياً تنوء بها أجساد أعتى الرجال، فمن جانب، يكون عليها إيجاد وخلق وسط رمضاني إيماني داخل دائرة الأسرة، تتمثل أهم تحدياته في زرع ورعاية الغرس الإسلامي داخل نفوس أطفالها . من جانب آخر هي مطالبة بالتزاماتها الأسرية كزوجة، ناهيك عن عملها خارج البيت للمساهمة في تحمل نفقات العيش . .فتصبح ببساطة وإن كانت الصورة غاية في التعقيد أماً وزوجة وربة أسرة وداعية للإسلام ومربية لجيل جديد .
"الخليج" حاورت عدداً من ناشطات العمل الإسلامي ونساء مسلمات في أوروبا، محاولة إسقاط الضوء على المرأة ودراسة سلوكها والتعرف إلى بعض من معاناتها في رمضان وسط مجتمع غير إسلامي .
ترى نورا جاب الله، رئيسة المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل، أن رمضان هو موسم الخير والبركة، رحمة ومنة من الله تعالى يتفضل بها على المؤمنين في كل عام، فتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب جهنم ويصفد الشياطين، وهو شهر المغفرة مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" .
وعن أثر هذا الشهر في الأقلية المسلمة في أوروبا تقول "نرى آثار هذا الشهر المبارك في صفوف الشباب ونلاحظ باهتمام الموضع الخاص له في قلوبهم له، حتى أن الإحصاءات الأخيرة في فرنسا تقول إن سبعين في المئة من الشباب يصومون رمضان ويقبلون على الصلاة في المساجد ولا سيما في الليالي الأخيرة من الشهر . ويستغرب الباحثون من النسبة العالية في تطبيق هذه الشعيرة بخلاف الشعائر الأخرى كأداء الصلاة مثلاً، إذ إن عدد الذين يلتزمون بهذه الأخيرة لا يتجاوز العشرين في المئة" .
وعن دور المرأة المسلمة في أوروبا خلال هذا الشهر، توضح جاب الله "لا ريب في أن الدور الأكبر يقع على عاتق المرأة المسلمة والأم المربية، فهي مطالبة بترسيخ المبادئ والقيم الاسلامية داخل نفوس الأجيال . والحمدلله تقوم بهذا الدور بفضل الوعي الذي تقدمه جمعياتنا النسائية في كافة الأقطار الأوروبية وبجهود المراكز الإسلامية والمساجد . التي تحاول إيجاد الأجواء الرمضانية المشجعة كإقامة سنة التراويح وتنظيم الحلقات القرآنية وتقديم الهدايا للفائزين في المسابقات القرآنية" .
وبخصوص العمل المؤسساتي وتحديداً المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة تقول "إن المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة يحث الجمعيات التي تندرج تحت غطائه على توعية المرأة المسلمة ومدها بالأدوات والأساليب الضرورية والمساعدة في أداء دورها على أحسن وجه، وتجني ثمار النجاح في تحبيب صيام رمضان للأجيال الصاعدة، وتجعلهم يقبلون عليه راغبين في أدائه عن وعي وبينة وسعي حثيث لنيل ثوابه، فيستقبلونه بشغف يجتهدون في إقامته على أكمل وجه" .
وتختتم حديثها بالقول "المرأة المسلمة أينما كانت لها دور كبير في تشكيل الهوية الإسلامية الصحيحة، وهو دور حضاري من شأنه أن يساعد في نهضة الأمة من خلال تنشئة جيل إسلامي واعٍ وملتزم بالعبادات والطاعات وحريص على القيام بأي عمل صالح يسهم في رقي وازدهار أمتنا الإسلامية" .
تقريب الأطفال من دينهم
أما كاتري محمد وهي من الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين في إيطاليا تعتقد أن رمضان خارج الوطن العربي هو تحد للمسلم على كافة الصعد "ولدت وترعرعت في إيطاليا، وقضيت فيها أوائل تجاربي في رمضان، ولكن عندما دخلت مصر ودرست فيها المرحلة الجامعية، شعرت بالفرق الهائل بين رمضان في دولة غير إسلامية ورمضان في دولة إسلامية، صحيح أننا كجيل ثانٍ من المسلمين المهاجرين تربينا على التعاليم الإسلامية وحب الثقافة العربية وتمسكنا بهما جيداً، ولم نشعر يوماً أننا بحكم اصلنا العربي الإسلامي أقل من نظرائنا الإيطاليين، بل العكس أثرى هذا العامل شخصيتنا ونمط تفكيرنا .
القنوات التلفزيونية العربية
تشير كاتري إلى أن رمضان هو من أبلغ رسائل التعريف بالإسلام في مجتمع غربي "عندما تكون في العمل ويحين وقت استراحة الغداء، يلاحظ الزملاء والعملاء أنك لا تتناول غداءك، فيسألونك عن السبب ومن هنا يبدأ الحوار وتتابع الأسئلة عن ماهية الصوم وكيف نقوم به والحكمة منه . .الى آخره، فمعظم الأوروبيين ممن يسمعون أو يعرفون أن هناك شهر رمضان، يعتقدون أنه شهر لا نأكل فيه نهاراً ونعوض ذلك ليلاً، لكن عن طريق الاحتكاك بنا تكبر دائرة معلوماتهم، ونشرح لهم المعنى الاجتماعي والديني والعقائدي من وراء الصيام وأنه ليس امتناعاً عن الأكل والشرب فقط" .
أما بخصوص رمضان داخل المحيط الأسري تقول "من الأمور التي اعتدنا عليها كتقليد رمضاني داخل أسرتنا هو تجنب فتح التلفاز الإيطالي طوال الشهر الكريم، فتكون القنوات التلفزيونية العربية فقط هي الحاضرة، وتفيدنا في إضفاء جو عربي رمضاني علينا" .
وتحكي كاتري عن تجربتها الحديثة كأم لطفلين هما (شادي ومريان) قائلة "أحاول إشعار الأطفال بأن رمضان شهر مختلف عن باقي الأشهر بوسائل مختلفة، فمثلاً نجتمع على مائدة الإفطار مع عائلات مسلمة صديقة قدر المستطاع، بحيث يكون المنزل عامراً دائماً بالضيوف، كما نخرج لحضور الإفطار عند عائلات أخرى، فيشعر أطفالي من خلال مآدب الإفطار وتبادل الزيارات أن هذا الشهر يجتمع فيه الناس دائماً ويلتقون" . مضيفة "كذلك ألجأ إلى طرق أخرى ربما تكون غريبة نوعاً ما، ولكنا تترك الأثر في الأطفال بجعلهم يشعرون أن رمضان شهر مختلف، وهنا يحضرني مثال فانوس رمضان، فبالرغم من أنه ليس من الدين، والبعض يقول إنه أمر مكروه أو غير مستحب، احتفظ بفانوس من الحجم الكبير وأضعه في وسط منزلي، ونيتي في ذلك خير وهي تحفيز أبنائي على حب هذا الشهر وتمييزهم له، وبالتالي بناء جسر بينهم وبين ديننا الإسلامي" .
وتعتقد كاتري أن قدوم رمضان في فصل الصيف أقل وطأة من حلوله شتاء، نظراً لأن النهار في الشتاء قصير، ويدخل وقت المغرب والناس لا تزال في أعمالها، كما أن الفرق الوقتي بين الصلوات يكون قصيراً جداً، ومعظمنا يضطر إلى قضائها فور العودة للمنزل .
وتوجه كاترى نداء إلى المسلمين ولاسيما أخواتها في الوطن العربي "نحن المسلمات في أوروبا نبذل مجهوداً مضاعفاً للحفاظ على هوية الأسرة، من تربية وتنشئة لأولادنا، والالتزام بالتعاليم الدينية في معاملة الزوج، ناهيك عن العمل والكدح للمساهمة في تكاليف الحياة في أوروبا، لهذا أرجو أن يبدي العرب تعاطفاً أكبر مع الأقليات الإسلامية في العالم، وأن يخففوا من حدة النظر إليهم كمسلمي درجة ثانية، فنحن عضو من ذلك الجسد، وعليهم أن يجدوا قليلاً في التواصل معنا والتعرف بنا عن كثب" .
أما الأخت "إيمان" الناشطة في مجال الدعوة الإسلامية واندماج المهاجرين في الدنمارك وترأس إحدى الجمعيات النسائية المسلمة، ترى أنه بحكم عملها فإن صعوباتها الشخصية في داخل محيط العمل معدومة، نظرأ لأن زملائها هم أيضاً مسلمون وكذلك العملاء، بخلاف النساء المسلمات اللواتي يعملن في نطاق احتكاك مباشر مع غير المسلمين، مستدركة "مسألة الصعوبات نسبية تقريبا، فمع التطور الزمني لتاريخ المهاجرين في الدول الإسنكدنافية، وتزايد عدد المسلمين عاماً تلو الآخر، تصبح الصعوبات أقل تدريجياً، سيما مع تسعينات القرن الماضي، حيث بدأ التدفق على الهجرة وطلب اللجوء، فأصبح المجتمع الدنماركي يتعرف شيئاً فشيئاً عن هذه الشريحة وديانتها، أما قبل تلك الفترة فكانت الأقلية الإسلامية بسيطة جداً ومحصورة في الطبقة العاملة، وبالتالي صعوباتها أكبر، وكان أصحاب البلاد الاصليون في حالة تقبل بطيء للوافد المسلم .
وتشير الناشطة إيمان إلى أن التحدي الأكبر يكمن في قطاع صغار المسلمين "أعتقد أن الكبار لايواجهون صعوبات بالمعنى المتعارف عليه مقارنة بأطفال المسلمين المهاجرين، فهؤلاء وبسبب حداثة عهدهم بالصيام إضافة إلى المحيط المدرسي غير الإسلامي الذي يوجد فيه طوال وقت النهار" موضحة "ربما يكون أيضاً هناك تقصير من بعض أولياء الأمور في بذل مزيد من الجهد مع أطفالهم، فهؤلاء التلاميذ يخف نشاطهم بطبيعة الحال مع الصيام، ويشعر كثير منهم بالنعاس داخل حجرات الدراسة، وآخرون لا يقومون بحل واجباتهم بالشكل الذي طلب منهم، مما يدفع بعض الهيئات التدريسية بالضغط على الأقلية من أجل منع أبنائهم المسلمين" .
السيدة "حفيظة" مقيمة في إيطاليا منذ أحد عشر عاماً، وتعمل في مجال الخدمة الاجتماعية واستشارات قانونية للمهاجرين وناشطة في العمل الإسلامي، تتذكر رمضان في السنوات الأولى قائلة "أتيت طالبة علم، وكان جل وقتنا نقضيه بين الجامعة والكتب الدراسية، وكنا نقيم في سكن الطلبة ولم يكن لدينا الوقت للطبخ وتحضير الطعام بشكل كاف، مضيفة كانت الظروف صعبة إلى حد ما، ولكن بين الفترة والفترة، كنا الطالبات المسلمات نلتقي في منزل إحداهن على مائدة الإفطار، فتحضر كل واحدة أكلة من بلدها، وكان هذا يخفف قليلاً من الشعور بالغربة، وكانت فرصة للتعرف إلى عادات المسلمين من جنسيات أخرى في رمضان، وإثراء لثقافتي الشخصية" .
وتوضح حفيظة أن من محاسن أداء العبادات وخاصة صيام رمضان في دولة غير إسلامية، هو ذلك الأثر الإيجابي في توحيد المسلمين والإخاء بينهم، فينسلخ الإنسان عن جلبابه الوطني لينصهر في بوتقة الإسلام التي تساوي بين العربي والعجمي، فتوسع أفق الإنسان العادي وتخفف من النعرة القبلية، ويزيد التراحم بين المسلمين، متناسين جنسياتهم وموروثهم العرقي، لنصبح في النهاية أسرة واحدة تعوض بعضاً من حرمان الأسرة الحقيقية، والحمدلله على نعمة الإسلام التي أوجدت لي الأخت المسلمة والأم المسلمة والصديقة المسلمة في غربتي .
تؤكد حفيظة أن المرأة المسلمة في أوروبا هي مناضلة من الطراز الأول وتلعب دوراً رئيساً في البناء والمحافظة على هوية المسلم من خلال دورها العائلي، مشيرة إلى "نحن النساء المسلمات في أوروبا كالرسل، نحمل الإسلام في أرجاء القارة، وقد أصبح ديننا بسماحته معروفاً للجميع والحمدلله، واستطعنا أن نظهر وجهه الصحيح، وانتشر الإسلام اعتناقاً وثقافة بين الشعوب الأوروبية بعد أن كان ديننا غامضاً بالنسبة لهم أو سلبياً في أحوال كثيرة، ولكن عن طريق حجابنا وسلوكنا وعبادتنا ومراكزنا الإسلامية، تبدلت الصورة كثيراً، وقد بذلت المرأة المسلمة مجهوداً مضاعفاً عن نظيرتها العربية، بسبب نقص الظروف المحيطة المساندة لتربية الناشئة والمحافظة على هوية الأسرة المسلمة، وهو أمر جد عسير لمن عاش هذه التجربة" .
مصدر الخبر : دار الخليج |
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشاد ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .
ثانيا :
تضمَّن سؤالك أنك الآن لا ترتدين الحجاب ، خوفا من أن تطردي من عملك ، ونحن لن نشير عليك إلا بما نرضاه لزوجاتنا ولأخواتنا وبناتنا ، فمهما كان الأمر كما ذكرت فإن الحجاب شأنه عظيم ، وهو شعار المؤمنة ، ورمز حيائها وعفتها ، ولا يجوز التفريط فيه احتجاجا بالرزق الذي كفله الله تعالى لكل أحد ، ووعد بالمزيد منه أهل طاعته ومرضاته ، قال تعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) الذاريات/22، 23. وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3.
فكوني على يقين وثقة بالله تعالى ، وأن رزقك لن ينقطع لو لبست الحجاب ، بل نرجو أن يعقب ذلك فرج عظيم ورزق كبير كما وعد الله ، وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) صححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة .
فالبسي حجابك ، وابحثي عن عمل مباح لا تختلطين فيه بالرجال ، ويعوضك الله خيرا ، فإن الأمر كله بيده ، وخزائنه ملأى سبحانه وتعالى وتقدس .
وراجعي السؤال رقم (6666) .
ثالثا :
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم ، مهما كانت الأسباب ، ولو كان ذلك على الورق كما قلت ، فإن النكاح جده جد ، وهزله جد ، وليس هناك نكاح صوري كما يظن البعض ، بل هناك نكاح لازم ، إن كان مستوفي الشروط فهو مباح ، وإن كان مختل الشروط فهو نكاح محرم لا يجوز لأحد أن يقدم عليه .
قال تعالى : ( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221.
وقال : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) الممتحنة/10.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وقد اتفق المسلمون على أن الكافر لا يرث المسلم , ولا يتزوج الكافر المسلمة " (انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/130) ).
ومرة أخرى نعود إلى مسألة الرزق – والزواج من جملة الرزق – فإن أعظم أسباب الرزق : طاعة الله تعالى ، والعجب ممن يسعى للرزق بمعصية الله ، فهذا حري أن تسد في وجه الأبواب ، وإن فتحت له كان ذلك استدراجا له ، نسأل الله العافية .
وإليك هذا الحديث العظيم لتزدادي إيمانا ويقينا بأن الرزق مصاحب لطاعة الله : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: (2085) .
ولا تهتمي بنظر الآخرين وتعليقاتهم ، فإن كلامهم لا يضر ولا ينفع في الحقيقة ، وتأخير الزواج قد يكون لخير أراده الله لك ، ونحن لا نعلم أين يكون الخير ، ففوضي أمرك إلى الله تعالى ، وابذلي وقتك في تحصيل الحسنات وتكفير السيئات ، فإن الموعد غدا ، يوم يفوز الفائزون ، ويخسر الخاسرون ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران/185.
فيا لله كم من امرأة متزوجة ، متعها الله بالذرية والمال ، تساق غدا إلى النار !
وكم من امرأة لم تنل مالا ، ولم تسعد بزوج ، هي في أعلا جنان الخلد !
فالله الله في الإيمان ، والطاعة ، والعفة ، فإن الدنيا عرض زائل ، ومتعة فانية ، ولذة منقضية ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) العنكبوت/64.
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم . |
يواجه العراقيون اليوم أعلى معدلات العنف منذ يونيو/حزيران 2004. وفي هذه الشهادات المنشورة في مدونات عراقية يصور مدونون عراقيون الوضع الأمني في العراق الذي ارتفعت فيه وتيرة العنف مما جعل بعض المدونين يفكرون في مغادرة العراق والاستقرار في مناطق آمنة.
تتضمن هذه القصة روابط خارجية غير خاضعة للسياسة التحريرية للبي بي سي.
نرحب أيضا بآرائكم وتجاربكم:
مدونة باسم "روكر العراقي"
اضغط للدخول إلى المدونة
رابط لمدون عراقي يطلق على نفسه اسم "روكر العراقي" أو "ميمو"، يبلغ من العمر 19 عاما، ويسكن في بغداد.
االأربعاء 13 ديسمبر 2006: حاولت ميليشيا المهدي السيطرة على الحي الذي أسكن فيه لكنها لم تنجح في مسعاها. أظن أنها ستعيد الكرة في وقت لاحق.
الطرف الآخر الذي يحاول بسط نفوذه على الحي الذي أقطن به هو تنظيم القاعدة الذي لا ينفذ هجماته بالطريقة التي يتبعها تنظيم جيش المهدي...فالقاعدة أكثر دموية عند تنفيذ هجماتها.
إنها تلجأ إلى زرع العبوات الناسفة على قارعة الطرقات كما يقوم أعضاؤها باقتحام منازل سكان الحي وقتل أصحابها دون استثناء.
القاعدة وجيش المهدي يمارسان أعمال القتل، ولذا فإني لا أحب أيا منهما وأتمنى أن تلتهمهما نيران جهنم.
الأربعاء 20 ديسمبر 2006: سأغادر بغداد في غضون يومين. سأتجه إلى سورية كخطوة أولى باتجاه استعادة حياتي الطبيعية مثل باقي العالم، وآنذاك لن أرى الموت...مثلما أنني لن أسمع صوت تفجير السيارات المخففة مرة أخرى...سأعود إلى الحياة مرة أخرى.
كما أني لن أعيش مرة أخرى وأنا ميت... سأعود إلى الإنسانية في غضون يومين.
وداعا بغداد: أتمنى أن تستعيدي عافيتك وسلامك المفقود قريبا.
أتمنى لك السلام يا مدينتي بغداد بمناسبة رأس السنة الميلادية.
مدونة باسم "شيكيتيتا"
اضغط للدخول إلى المدونة
رابط لمدونة عراقية تطلق على نفسها اسم شيكيتيتا، وهي عراقية تبلغ من العمر 27 عاما تسكن ببغداد.
الاثنين 18 ديسمبر 2006: هل أنا الوحيدة التي تعتقد أن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من طرف الحكومة العراقية بعد الاحتلال قد غطت على المقابر الجماعية في عهد صدام حسين؟
أليس من السخرية أن مثل هذه الجرائم الفظيعة التي تحدث حاليا تجعل صدام يبدو وكأنه ملاك عند مقارنته مع "شياطين" اليوم.
على الأقل جثث الضحايا كانت تُدفن عندما كان صدام في السلطة..إنه لم يعط الأوامر بإلقاء الجثث التي تحمل كل واحدة منها ثلاث رصاصات في الرأس كعلامة مميزة في أكوام من القمامات.
لكن عند النظر إلى الأمر من كل الزوايا، فإن على العراقيين أن يكونوا ممتنين لحكومتهم المنتخبة ديمقراطيا.
ومن جهة أخرى أصبحت آلة الموت لا تفرق بين عراقي وعراقي سواء كان خبازا أو أكاديميا، غنيا أو فقيرا على يد الميليشيات التي تخترق الأجهزة الأمنية أو المتمردين المتشددين.
مدونة باسم "الزوجة العراقية العصبية"
اضغط للدخول إلى المدونة
رابط لمدونة عراقية تطلق على نفسها اسم "الزوجة العراقية العصبية" وهي بريطانية من أصل عراقي تعمل وتقيم في المنطقة الخضراء ببغداد.
الاثنين 18 ديسمبر 2006: أصبح العراق ضحية للعنف والعنف الداخلي. كما أصبح العراقي عرضة للصفع والضرب والاغتصاب سواء من قبل العراقيين أو الأمريكيين أو البريطانيين أو العرب أو الأفارقة أو الإيرانيين أو الأفغان.
صار العالم كله يشارك في اغتصاب حقوق العراقيين.
لقد سقط العراق ضحية شخصيات مريضة نفسانيا تتباكى على العراق وتتظاهر أنها تقتل من أجل العراق..غير أن الضحية في نهاية المطاف يظل هو العراق ذاته...لقد أصبح العراق والعراقيون ضحايا العنف.
مدونة باسم "نبيل"
اضغط للدخول إلى المدونة
رابط لمدون عراقي يسمى "نبيل"، يبلغ من العمر 19 عاما، وهو طالب يرغب في مغادرة العراق والاستقرار في نيوزيلندا. يعيش في منطقة سكنية سنية من بغداد.
الاثنين 18 ديسمبر 2006: انفجرت سيارة مخففة مملوءة بالمتفجرات على بعد 20 مترا تقريبا من البوابة الخارجية لمنزلي عندما كانت قافلة عسكرية أمريكية تمر بالمنطقة لكن لم يصب أي من الجنود الأمريكيين أو المدنيين بجروح.
ونتيجة للتفجير تعرضت الأسلاك الكهربائية ذات التوتر العالي للتدمير مما أدى إلى حرمان الحي من الكهرباء بشكل كامل.
الأحد 3 ديسمبر 2006: تتعرض الجامعات في بغداد لهجمات متزايدة من قبل المجموعات السنية المتشددة. (نبيل صاحب المدونة نشر رسالة تهديد علقتها منظمة أنصار السنة المتشددة على جدران الحي الذي يسكن به) والتي تقول:
"في سبيل الحفاظ على دماءكم من ما ترتكبه حكومة المالكي وفرق الموت التابعة لها من قتل واختطاف واستباحة لكل الكفاءات العلمية وكذلك لطلاب أهل السنة خصوصا حتى صارت كفاءات أهل السنة في جامعات بغداد سوق تصطاد فيه فرق الموت، فصارت هذه الكليات وكرا آمنا لها تنطلق منه لتنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف ضد أساتذة وطلاب أهل السنة.
لذلك قررنا إلغاء الدوام الرسمي لطلبة الدراسات الأولية والدراسات العليا للعام الدراسي 2006-2007 في كافة الجامعات والمعاهد والكليات الأهلية وما يعادلها التي تقع في العاصمة بغداد حصرا حفاظا على دماء علمائنا وطلبتنا أولا ومن ثم لغرض تطهير هذه الجامعات من فرق الموت".
مدونة باسم "نجمة من الموصل"
اضغط للدخول إلى المدونة
رابط لمدونة عراقية تطلق على نفسها اسم "نجمة" تبلغ من العمر 18 عاما من الموصل بدأت للتو فصلها الجامعي الأول بالموصل في شمال العراق.
الخميس 7 ديسمبر 2007: نظرا لأن الجامعات في العراق مختلطة، فقد وجدت بعض الصعوبة في التأقلم مع الأجواء الجامعية غير أني ما لبثت أن اعتدت عليها تدريجيا واكتسبت القدرة على التواصل مع زملائي في الدراسة على نحو أفضل.
أحيانا يفتح طالب معين حوارا مع طالبة لكن الأمر يصبح مزعجا حقا عندما لا يستطيع إكمال جملة مفيدة دون تعريض نفسه للسخرية أو جرح مشاعر الفتاة.
غادرت منزلي في وقت متأخر اليوم نظرا لأن الحي الذي أسكن به كان محاصرا.
كنا نتناول طعام الفطور عندما حدث انفجار أدى إلى تهشيم عدة نوافذ بالبيت بما في ذلك نوافذ غرفة الجلوس لكن لم يصب أحد بأذى.
بالأمس، كسرت رصاصة نافذة في البيت. ومن ثم فإننا نحتاج إلى تركيب زجاج في النافذة المكسورة إضافة على تركيب ستائر جديدة. لا يمكن للمرء أن يتوقع ما سيحدث.
تجاربكم وآراؤكم
اعتقد ان الوضع متأزم بشكل فظيع لكن الوزراء ينعمون بالراحة والرواتب الضخمة والشعب لا يجد الأكل ولا الوقود ليتدفأ.
محمد سعدي - بغداد العراق
لو طرح العراقيون جميعا ارديتهم الحزبية والطائفية خارج ساحات النضال لعاد العراق القوى الحر العربى الاصيل.
حسين محمد البسومى - مصر
نعيش واقع مأساوي في بلدنا الذي نحس فيه بالغربة لوجود قوات محتله أجنبيه، العراقي ليس له حرية التعبير عن رأيه ولا العيش في سلام حتى في بيته كل شي هنا حصار من جميع الاتجاهات.
حلا شاكر- كربلاء
حقيقة انا برأيي ان الهدف من وراء إحداث قتل الناس الأبرياء في العراق وتهجير العوائل المتزايد هو من اجل تمزيق الوحدة بين ابناء الشعب الواحد ومن اجل مسيرة التعليم في العراق وكافة النواحي الفاعلة والمنتجة في المجتمع العراقي.
نورهان الخفاجي- بغداد العراق
خروج الأمريكان هو الحل ومهما اختلفنا سوف نتفق بالنتيجة لاننا خوال وعمام ومن يقول غير ذالك فهو ليس عراقي حتما ويكذب.
محمد - بغداد العراق
انا مهندس مدني قبل عام بالتحديد كنت اعمل في اكبر الشركات في بغداد الان لا استطيع الخروج من المنزل ولا استطيع القول لاي شخص لا اعرفه باني مهندس خوفا على نفسي من القتل ولا استطيع العمل للظروف الراهنه حالي كحال كل المهندسين في بغداد واما تعليقي على قتل اصحاب الكفاءات بان الدول المجاوره لا تريد ان يكون العراق منافسا لها في طريق الدمقراطيه لما تعيشه الدول المجاوره من انظمه اسلاميه دكتاتوريه وهي تريد ان يكون العراق بلد يتالف من اناس جهله تسهل السيطره عليهم باسم الدين او المذهب.
المهندس ابو زينه -بغداد
الوضع الامني الرهيب في العراق وبغداد خاصه سببه تدخل الدين في السياسه. العراق بحاجه الى رجال علمانيون اكاديميون يديرون العراق بعيدا عن الدين الذي اصبح غطاء للقتل والخطف وارتكاب الجرائم ومن يعبد الله لا يحتاج الى ملايين الدولارات لعبادته على رجال الدين عباده الله في بيوتهم دون اللجوء الى سفك دماء العراقيين وانشاء ميليشيات مجرمه تقتل العراقيين ب اسم الله وتحجيم وابعاد دور ايران وحزب الله الحزب الارهابي في العراق لا اظن ان الله امرهم بجمع الملايين من الدولارات لانشاء ميليشيات للقتل والخطف. مصيبه العراق هو فرض سياسه دينيه متخلفه عليهم وارهاب العراقيين وتجويعهم تحت ستار الدين فالدين لله وحده والوطن للجميع وما يحدث في بغداد هو وباء خبيث اساسه التجاره با الدين وجعله وسيله للقتل برعايه ايرانيه مباشره. وعلى الاداره الامريكيه اشاعه ثقافه العلم والحريه والديمقراطيه عن طريق العلم والدراسه وتشجيع اصحاب الكفاءات العلميه واقصاء رجال الدين عن السياسه الذين اثبتوا انهم رجال الشيطان وليسو رجال دين.
هاله - بغداد
الامن في العراق مفقود المرأة اصبحت خائفه من القتل لاتفه الاسباب والطفل والرجل والمليشيات المجرمه من جيش المهدي وقوات بدر الايرانيه تقتل بسبب وبدون سبب يمكن ان تقتل لاتفه الاسباب تحت غطاء الدين من شجع العمائم وغطاء الدين؟ من شجع جيش المهدي ومن اين امواله وتمويله؟ وجرائم لا تحصى الكل في بغداد والعراق يعرف المجرمين باسمائهم وعمائمهم اصبح الدين وسيله للقتل وتجاره لكل شخص سعر. ارحموا العراقيين من خططكم الفاشله. لو ارادت اميركا انقاذ المرأه العراقيه والطفل والرجل العراقي لفعلت من دهر لانها تعرف حق المعرفه المجرمين صدموا اهالي بغداد من استقبال الرئيس الامريكي للالحكيم كان الاجدر به مقابله امراءه عراقيه او شخصيه عراقيه لكن التاريخ سيسجل. كنا نتمنى قوات تحرير لكن الواقع وكثره المجرمين والمليشيات جعلتنا نترحم على صدام والشوارع الامنه والجامعات والعيد وحقوق المراءه اقلها في زمن صدام لم تكن المراءه تقتل في الشارع لانها لا تلبس حجاب!
ندى - بغداد
أقولها للتأريخ ..أني أحمل العرب السنة مسؤلية تدمير العراق،لان تنظيم القاعدة يسكن في مناطقهم وهم من رفعوا السلاح من أجل كلمة حق أريد بها باطل وهي:المقاومة...فيا أخوتي أصحو..لان أعداء العراق يستخدمونكم كجسور لمئاربهم ....
أبن بغداد - العراق
انا ضد الميلشيات ولكنهم يقومن برد فعل، هل سمعتم يوما بانه فجر سيارة ممفخه في وسط سوق؟
علا ء جاسم - دورة بغداد
إن ما يحدث اليوم في عراقنا الجريح لا يمت صلة بما جاء به الإسلام ولا الرسالة المحمدية بل أن ما يحدث هو من المؤامرة صهيونية تجاه شعبنا العربي المسلم فالسنة هم ضحية أولئك الذين يوهمونهم أنهم هدفا للاضطهاد الشيعي والشيعة هم ضحية أولئك الذين يوهمونهم أن السنة هم أعوانا للحكم الصدامي البائد أنني أدعوا الله العلي القدير أن يهدي أولئك الذين ينصبون أنفسهم قادة وزعماء على أخوتنا العراقيين ويهبط أعمال المرتزقة وأعوان الشياطين وعلى رأسهم أمريكا.
مشارك
جميلة ورائعة هذه المدونات ، وعساكم تقرؤون مدونتي : مقالات ساخرة عن الوضع العراق : http://2comicjasim.blogspot.com
جاسم الرصيف - نبراسكا أمريكا
أنا أسكن سابقا في مدينة الثورة التي أصبحت تسمى مدينة الصدر. سحقا لجميع المسلحين، فالحياة معدومة في بغداد وأصبح قانون الغاب هو السائد أنهم يأتون بناس لا لشيء سوى أنهم سنة ويقتلونهم أمام مرأى الناس وحتى أهل المدينة غير راضين عن الذي يحصل، ولكنهم يخافون جيش الرعب جيش المهدي، سحقا لكل من تلطخت يديه بدم العراقيين إنهم جميعا يشاركون في قتل الإنسان العراقي ...
المهجر - بغداد
أتمنى للشعب العراقي ان يجلس علي طاولة التفاوض حتي يجنب البلاد شر الهلاك.
سوسن على يوسف - الخرطوم السودان
اين ذهبت المخابرات وقوات الأمن الصداميه بعد الاحتلال هل اختفت او تقككت؟...لا بل لازالت تواصل عملها بجداره وانتم تعرفونهم ..(انصار السنة والمجاهدين وكثير من الأسماء التي تعرفونها) ..صدام حسين ترك ورائه جيشا للتخريب، سبب اعمال العنف هو ليس وجود القوات الامريكيه وانتم تعرفون سبب وجودهم لان الوضع الأمني متدهور ولا يستطيعون المغادرة من دون ان يحل استقرار الوضع الامني في العراق وهذا حجه يستخدمها المجرمين باداء اعمالهم الاجراميه وينسبونها الى الاسلام او بالأحرى الجهاد في سبيل الله. يا له من سبب مضحك ....انا شيعي ولا احقد على سنيا لان ليس هناك سبب للحقد وانا اقصد سنة العراق لانهم اهلي وأبناء بلدي لكن احقد على السنة الذين قدموا الى العراق لتفجير انفسهم وقتل ابناء وطني، وانا اطلب من كل عراقي شريف ان كان سني او شيعي او كردي او اي طائفة ان يقاوم من هم قادمون لتخريب وطننا وهتك حرمة شعبنا واسأل الله ان يعين كل عراقي وان يحمي شعبنا من العدوان الارهابي.
غريب-عراقي امريكا
هل تسمعون بالفدرالية المناطقية او المحلية انها باتت فدرالية محلات فأنت في بغداد اذا أردت ان تدخل حي سني عليك ان تحمل هوية سنية ويا ويلك من ان يوشي بك بانك شيعي فانك تذبح على يد عصابات جيش عمر اما اذا دخلت حي شيعي نفس الحالة فبغداد باتت منقسمة ويوميا بعد رحيل القوات الامريكية من المحلة تهجم الميليشيات والقاعدة على بعضها اما القاعدة فتهجم لتقتل المدنيين من الأطفال والنساء وترحل العوائل اما الميليشيات فهي تدافع لا غير لكن المضحك المبكي بعد وصول الهامر الأمريكي ترى الهدوء يسود المنطقة والناس المدنيين باتوا يفرحون بوصول الأمريكان لان القاعدة تتوارى بعد وصولهم وترى مظاهر التسلح معدومة. هذا الوضع في بغداد.
رامي - بغداد
يجب ان يعلم الجميع ان العراق أكثر بلد ترى فيه تعايش سلمي للطوائف والديانات بدليل نحن في الخارج جميعا نجلس معا ونحدد من المسؤول عن الأحداث الجارية والجميع يتفق بان القاعدة والمحتل هم من يسبب هذه الاحداث ويقف خلفها من اجل فت عضد العراق وجعله لقمة سائغة يسهل قضمها وابتلاعها. هذا كل الذي يحدث باختصار وعليه يجب ان يكون هناك تعاضد شعبي لتعقب القاعدة وفضح من يأويهم ويتستر عليهم ويدعمهم. لوحصل ذلك صدقوني سوف يستقر العراق.
ماجد الفرحان -عراقي في عمان
أن الوضع في العراق اخطر من أن يوصف وان ما يقال ويكتب ما هو الا نزر يسير مما يجري على الارض فنحن نعيش في حقل من الألغام لا نعرف متى ينفجر لقد كنت اعد الساعات وربما حتى الدقائق للخلاص من نظام صدام حسين لما اذاقنا اياه من اشكال المرار، ولكنني اليوم صرت أتحسر على تلك الايام وكأنها اجمل ما عشت بسبب الزمر التي أتت الى العراق والتي ما انزل الله بها من سلطان وحكومة ضعيفة تنساق وراء مليشيات اكلت الاخضر واليابس ومجاميع مؤلفة من عدة اشخاص سمت نفسها جيوشا وتفجر وتقتل وكأن العراقيين قطيع من الخراف المعدة للذبح والعالم يتفرج ولا اعرف سبب هذا الصمت المطبق. كان الله في عونك يا بلدي الحبيب ويا شعبي المغلوب على أمره وحسبنا الله ونعم الوكيل.
احمد - العراق
جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب في العراق والتي أصبحت أبشع واكبر جريمة في تاريخ الإنسانية، لان واحدا من كل ثلاثين عراقيا قد قتل لحد الان،لان عدد العراقيين المتواجدين داخل العراق فعليا لا يزيد عن 18 مليونا واذا اردنا ان نحدد اكثر فان ما نسبته 90% من القتلى هم من الرجال فان الأمر كارثة فهذا يعني ان رجلا من كل 12 رجلا قد قتل انتبه يا ايها العالم الحر- العالم المتحضر- الساكت عن كل هذه الجرائم لان بوش لا يريد ان يبدو فاشلا، لانه لا يريد ان يوقف دعمه لحكومة الفساد والجريمة المنظمة التي قادتها في النهار وزراء ونواب وفي الليل قادة لفرق الموت والميليشيات كما عبر احد المسئولين الأمريكان الى متى هذا الصمت الدولي والعربي عما يحدث في العراق؟ متى تتصدى وسائل الإعلام الشريفة لهذه الجرائم بالفضح والكشف وتسليط الأضواء على أمراء الحرب المجرمين بشكل حقيقي وتحريض الشعوب الغربية لكي تضغط على حكوماتها لاتخاذ موقف حازم لوقف النزيف الرهيب الحاصل في العراق انتبهوا، انتبه ايها العالم فان شعبا يباد تحت سمعكم وأبصاركم.
مهدي صالح- هارب من العراق
العراق ضحية بعض الدول المجاورة التي تساند مصالحها وليس الشعب العراقي الذي يسعى لتدمير نفسه. فأسأل القارئ هل هناك طائفية في زمن النظام السابق؟ الجواب لا! لأن ليس هناك أي تدخل خوفا من بطش الطاغية.
البرنس - البصرة
احب التعليق على البرنس من البصرة، لانه بالفعل لم يكن هنالك اي طائفيه في عهد صدام بل كان العراقيون يعيشون متآخين بدون تلك الأنا التي أظهرتها الاحزاب الدينيه.
الصكار- البصره
الحمد لله الذي جعلني عراقيا والحمد لله اذ خرجت من عراق الموت من عراق تنظيمات ليس لها الحق بتصفية الحسابات هنا واللعب على جماجمنا المهشمة برصاصات الحقد الأسود الا شاهت الوجوه وتبت الأيدي وخسرت الصفقة ايها الاحتلال البغيض واللعنة على أمريكا وصدام والقاعدة والمالكي والجيش والشرطة وكل من تلوثت يداه بدم الأطفال والأبرياء يا رب انزل الرحمة علينا وانزل الغضب على من اراد العراق بسوء آمين رب العالمين.
حسين العراقي- بغداد
انا لا ادري من اين ابدأ! كل الذي أقوله لماذا وصل العراق الى هذه الدرجه من الدموية؟ ومن الذي دعم ويدعم هذه المليشيات بغياب القانون! انها غلطة بريمر بعد ان حل الجيش والقوات المسلحة وأمسى سلاح الجيش العراقي عرضه للسرقة من قبل اللصوص القابعين بناحية من بغداد الحبيبة متربصين ببغداد وبأهل بغداد وهم من محافظات عدة أسكنهم عبد الكريم قاسم في بغداد لكي يدعموا حكمه...دموعنا دم عليك يا دار السلام الميتة ويا مدينة الحب والعصافير.
ابن الجده العمارتلي- ملبورن استراليا
أشاطرك في كلمه دونتها اذهب وعش حياتك يا عزيزي قلبي معك ومعك كل العراقيين الشرفاء الذين يتمنون ان يجدوا موطنهم الحقيقي العراق.
العزاوي- النجف الاشرف
من الإنصاف والمهنية ذكر الداء قبل تشخيص الدواء فلا يصح ان نذم الناس ان شكلت مجاميع لحماية أنفسهم ولا نذكر بشيء من يسومهم سوء العذاب ومنذ بضع سنين ويقتل على الانتماء في السوق والجامع والمدرسة ولا أمل بقوات الاحتلال او حكومة في توفير بصيص من الأمن لهم ورغم فداحة الجرائم المرتكبة بحقهم وبشاعتها فأن ما يحسب لهم عدم الرد بتفخيخ السيارات ولا زرعوا عبوة لغير محتل ولهم قيادة يشهد المحتل بوطنيتها يمكن التحاور معها لاحتواء ردة الفعل ولكن كيف لي التحاور مع من يرسل من يفجر نفسه وسط جمع من البسطاء أو مع من لا يتبرأ من هذا الفعل ولا يستقبحه.
شماس احمد - بغداد
عندما يقال العراق فان أول شئء يأتي على بال الكثير هو الانفجار القنابل، الموت بلا سبب، لان الانفجار وأصوات الإسعاف أصبح جزء من حياتنا ليت العراق كانت دولة فقيرة ليتها.
دريا- كركوك
السبب في توتر الأمن في العراق هم السنة وفرق الموت والعبوات الناسفة والشيعة وميلشياتهم. ارى ان الاكراد هم الاولى بالحكم.
صالح- الرياض
لا تفاجئوا ان قلت لكم باننا هنا في بريطانيا نعيش أسوء حالة نحن العراقيين نحن محرومون من الكثير لأننا عراقيون فقط، ونقف في طوابير لساعات لكي نستلم بطاقة نشتري بها الأكل لا غير. فلا تحزنوا كثيرا لان اي عراقي في اي بلد يعاني بطريقه او بأخرى. لا احترام لدينا بسبب مواقف حكوماتنا والسكوت على حقوقنا الضائعه في جميع البلدان نحن نموت ايضا كل يوم مع العراقيين في العراق.
كرزان- مانشستر
اذا شاءت امريكا ان يستقر الوضع في العراق فعليها إسقاط الحكومة الحالية وحل البرلمان وفرض الأحكام العسكرية والاستعانة بقوات عربية لحفظ السلام.
عمر توفيق- العراق
سبب القتل وتأزم الوضع في العراق هم التكفيريون بمساعدة هيئة علماء المسلمين الذين يساندون التكفيريون ولا يستنكرون أعمالهم الإجرامية ان هذه الفئة الضالة ليست من المسلمين الإسلام بريء منهم..
حمود علي عبود- المنامة
مادامت حكومة المالكي لم تقمع جموح الميلشيات فسوف يرتفع العنف كل يوم ومادام هنالك احتلال فهنالك مقاومه وعنف.
عبد الكريم الجبوري- الموصل العراق
حديثي هذا موجه إلى السيد بوش والى المالكي والى الضاري والصدر والربيعي والجبوري وأقول لهم أما ان الاون ان تنسوا خلافاتكم اتركوا الحسابات القديمة التي تصفونها الآن والمتضرر منها فقط المواطن العراقي سواء كان شيعيا أم سنيا انسوا ما مضى وضعوا يدا بيد من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا البلد المليء بالجراح العميقة.. ياحكيم ويا مقتدى ويا ضاري والنداء للجميع اما ان تكونوا قدوه يقتدى بكم أو تتركوا العراق وتعودون إلى حيث جئتم.
جريح عراقي - بغداد العراق
مادام أهل السنة مضطهدين فان الوضع من أسوأ إلى أسوأ.
مكرم عبد الكريم - إب اليمن
الآراء المنشورة تعبر عن مواقف اصحابها ولا علاقة لبي بي سي بمحتواها. |
Document - Chad: Further information: Topona released, but still in danger: Eric Topona
لمزيد من المعلومات حول التحرك العاجل: 116/13 تشادIndex: AFR 20/006/2013 تاريخ 28 أغسطس/ آب 2013.
تحرك عاجل
توبونا مطلق السراح لكنه مازال في خطر
في 19 أغسطس/ آب أطلق سراح الصحافي إريك توبونا الأمين العام لاتحاد الصحافيين التشاديين، بعد أن أصدرت المحكمة العليا في نجامينا ضده حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ. وفي نفس اليوم تقدم محاميه بدعوى استئناف في نفس اليوم.
عندما ألقي القبض على إريك توبونا في 6 مايو/ أيار، وجهت إليه تهمة " تهديد النظام الدستوري" ونقل إلى سجن آم سينين في العاصمة نجامينا، حيث أحوال نزلائه تتهدد حياتهم بالخطر. وفي مؤتمر صحفي عقد في أول أغسطس/ آب أعلن ممثل نيابة نجامينا إسقاط اتهامات خطيرة كانت موجهة ضد إريك توبونا وإنه لم يعد يواجه سوى مخالفات بسيطة. وفي 19 أغسطس/ آب مثل إريك توبونا أمام المحكمة العليا في نجامينا التي حكمت عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ، وتم إطلاق سراحه في نفس اليوم.
في تشاد، أحكام السجن مع إيقاف التنفيذ قد تكون لها عواقب وخيمة على من تصدر بحقهم. وطبقاً للقانون الجنائي التشادي، يظل المحكوم عليهم مع إيقاف التنفيذ خاضعين لمراقبة شديدة ويمكن الزج بهم في السجن للفترة المنصوص عليها في الحكم السابق بالإضافة إلى عقوبتهم الجديدة، إذا ارتكبوا مجرد مخالفة بسيطة خلال خمس سنوات من إدانتهم السابقة. كما أنه يمكن استدعاؤهم في أي وقت من قبل القائمين على إنفاذ القوانين، ويمكن منعهم من زيارة أماكن بعينها أو الحديث مع أشخاص بعينهم. وكذلك يمكن منعهم من الاشتراك في نشاطات معينة لمدة خمس سنوات بعد صدور الأحكام ضدهم.
وعند إطلاق سراحه توجه إريك توبونا بالشكر إلى منظمة العفو الدولية للحملة التي نظمتها من أجله.
ولم يعد مطلوبا من شبكة التحركات العاجلة القيام بأي عمل الأن. والشكر موصول بكل من أرسل مناشدات بالفعل. |
في حفل بهيج جرى الأربعاء29/12/2010م تم تسليم معسكر البوكا في ناحية أم قصر إلى الحكومة العراقية، وحضر حفل التسليم ممثل السيد رئيس الوزراء والسيد محافظ البصرة والسيد قائد عمليات محافظة البصرة، كما وشارك مجلسنا المحلي ممثلا بالسيد رئيس وأعضاء المجلس والسيد مدير ناحية أم قصر.
وتم في حفل التسليم إنزال العلم الأمريكي ورفع العلم العراقي، وقد تم تغيير أسم الموقع إلى ( مدينة البصرة اللوجستية).
وهذا الموقع قد منح إستثماره إلى شركتين، شركة( كوفان) العراقية وشركة( كولف) الأمريكية، على أن تدفع الشركتان مبلغ( 650.000.000) مليون دينار إلى بلدية ناحية أم قصر لوقوع الموقع داخل أراضي البلدية، ومبلغ( 550.000.000) مليون دينار إلى محافظة البصرة كعائد عن إيجار المنشآت داخل الموقع. |
المنظمة تصعّد جهود الإغاثة في السودان
بذورٌ ومدخلات وخدمات للصحة الحيوانية لنحو 40000 من أشد الأسر تضرراً بإقليم دارفور السوداني
روما، 2 ديسمبر/كانون الأول 2004، أعلنت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أنها تؤمن البذور النباتية وتضمن الآلات والأدوات لنحو 35 ألف من أشد الأسر فقراً وأكثرها عرضةً للمخاطر في المناطق المتأثرة بالصراع من ولاية دارفور بالسودان لإستخدامها خلال موسم المحاصيل الشتوية للعام الحالي.
وأعلنت أيضاً أنها ستساعد في تحسين صحة الحمير الذين تعود ملكيتهم إلى نحو 5000 أُسرة تعيش حالياً في معسكرات المشردين داخل البلاد.
وأفادت المنظمة أنها قد أوعزت بتأمين 390 ألف دولار لشراء 9 أطنان من بذور الخضراوات وأكثر من 35 ألف قطعة من أدوات البستنة والتجهيزات البيطرية بالاضافة الى المساعدات التقنية عن طريق خبراء الإرشاد الزراعي في المنطقة المتضررة جراء بالصراع.
التركيز على إنتاج الخضراوات والماشية
لقد إنتهى موسم الحبوب في دارفور ولم يعُد هناك فائدة من المعونات الزراعية لذلك فإن المنظمة تُركز على إنتاج الخضراوات والمحافظة على الثروة الحيوانية.
وتقول منسقة العملية الطارئة في دارفور السيدة سارة ماك هاتي "أننا نستهدف المزارعين الفقراء الذين ليس بمقدورهم أن يشتروا البذور أو أنهم قد فقدوا مخازن بذورهم وذلك بسبب الصراع. فالبذور التي تبرعت بها المنظمة ستتيح للأُسر الفرصة لزراعة الخضراوات بهدف تحسين ما تتناوله من فيتامينات بينما تؤمن بعض المنتجات لبيعها في السوق وهذا يعني أن المزارعين سينفذون على الأقل بعض أنشطتهم المعيشية بالرغم من انقطاع تلك الانشطة بدرجة كبيرة جراء الصراع".
ومن شأن هذه البذور أن تساعد كل عائلة على إنتاج ما قيمته 300 دولار من الخضراوات ، وهذا في رأي السيدة ماك هاتي " يُمثل مستوىً جيداً من الدخل في أجواء تسودها الأزمة بالنسبة العديد ممن فقدوا فرصهم لمزاولة أنشطة تدُرُ عليهم الدخل بصورة تامة".
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة ستساعد أيضاً ما يزيد على 5 آلاف أُسرة مُشردة على توفير واحدة من مقتنياتها الرئيسية وذلك من خلال تأمين الإمدادات البيطرية واللقاحات لنحو 12 ألف حمار ، التي غالباً ما تُعد الواسطة الوحيدة في النقل إلى نقاط التزود بالمياه والأسواق . ففي العام الماضي كانت تلك الحيوانات قد أنقذت حياة آلاف الأشخاص بحملها للأُسر وحاجياتهم بعيداً عن القرى التي كانت عرضة للهجمات. وقد تعرضت صحة تلك الحيوانات التي تعود ملكيتها الى المشردين داخل البلاد بعد ان تعذر توفير الاعلاف والخدمات البيطرية ز ومن ناحيتها فان الأموال التي وفرتها المنظمة ستنفق على تدريب المراقبين على الصحة الحيوانية في تلك المجتمعات.
يعد فقدان الحمير ضربة هامة للأسر ،ليس لأنها اليوم تكافح للعيش داخل المعسكرات، وإنما أيضاً بالنسبة ليوم غد حين يجب أن تعود تلك الأُسَر إلى ديارها وتعيد بناء حياتها دون أهم المقومات الهامة لديها على حد تعبير السيد آدم صالح مساعد منسق الثروة الحيوانية الذي يتخذ من العاصمة السودانية الخرطوم مقراً له.
الزراعة على وشك الإنهيار
لقد مرّ إقليم دارفور بالسودان منذ الثمانينيات بعدة نزاعات وتنافسات ما بين الرعاة والمجتمعات الفلاحية المستوطنة بسبب الأراضي وندرة الموارد الطبيعية.
ففي عام 2003 تدهورت الأحوال بشكل خطير وتصاعدت حتى تطورت الى صراع مفتوح ، الأمر الذي أدى إلى تشريد ما يزيد على مليون شخص.
لقد أدّت عمليات نهب وحرق القرى وتحويل الحقول بواسطة قطعان المهاجمين إلى أراض جرداء أدت إلى نفاد مخزونات البذور المستخدمة لأغراض الزراعة حيث جرى إستهلاك كميات كبيرة منها أو بيعها أو حرقها أو نهبها ،أما الحيوانات فقد تمت سرقتها.
ونتيجة لذلك لم يتوفر لآلاف الأسر المتضررة أية وسيلة لإيجاد المُدخلات الزراعية الأكثر نفعاً.
أُسر عديدة بحاجة إلى المساعدة مرتين
لقد تلقت المنظمة مبلغاً بحدود 2,9مليون دولار أمريكي وقد تمكنت من مساعدة ما يقارب من 70 ألف أُسرة في دارفور إلى يومنا الحاضر . والمشروع الجديد هذا من شأنه أن يرفع من العدد الإجمالي للأسر المستفيدة من المساعدة التي تقدمها المنظمة في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية الى اكثر من 110 ألف أسرة ، غير أن المنظمة تقدر ما يزيد على 330 ألف أسرة في دارفور بحاجة الآن إلى المساعدات الزراعية والغذائية.
ومما يُذكر أن المانحين قد تعهدوا بمبلغ إضافي مقداره 4,9 مليون دولار أمريكي ، ومن المتوقع أن تكون هناك تمويلات أخرى أيضاً ،غير أن الحالة الأمنية غير المستقرة في الإقليم قد حددت بصورة شديدة من الفرص إلى الكثير من الأُسر الأكثر تعرضاً للمخاطر.
وإستناداً إلى منسق العمليات الطارئة للمنظمة لشمال السودان، السيد مارك بيل مانز " إن هذا المشروع الجديد يُعطي دفعة ضرورية لأنشطتنا وقدرتنا على تلبية إحتياجات المزارعين والمشردين داخلياً في دارفور ولكننا ما نزال بعيدين عن أكثر من نصف السكان الذين هم بحاجة إلى المعونة".
وأضاف قائلاً "أن المشكلة ستتطور إلى أسوأ بينما يقترب الموسم الزراعي الرئيسي في أبريل/ نيسان ومايو /آيار حين يتوفر فترة قصيرة لزراعة محصول مهم من الحبوب ".و أعرب عن أمله أن " تقوم الجهات الدولية المانحة بتأمين المعونات في وقتها بما يمكننا من توفير البذور للمزارعين كي يتمكنوا من جديد من تأمين غذائهم وغذاء مجتمعاتهم بأنفسهم للحد بذلك من درجة إعتمادهم على المعونات الغذائية.
إرسل هذا المقال |
صور و تفاصيل حادث قتل الجنود المصريين فى معبر رفح اليوم
اليوم شهدت سيناء حادث مؤسف حيث كان الهجوم على معبر رفح المصرى و ذلك فى وقت الافطار حيث قامت مجموعة بالهجوم على المعبر و سرقة احد المدرعات و استخدامها فى قتل الجنود المصريين الموجودين فى المعبر و قد ادى الحادث الى استشهاد 14 جندى من القوات المسلحة و اصابة اخرين و قد عقد الرئيس محمد مرسى اليوم منذ قليل مؤتمر عاجل مع المجلس العسكرى لبحث الموقف و قد اكد ان الموقف لم يمر مرور الكرام و لذلك ننشر لكم الان صور و تفاصيل حادث قتل الجنود المصريين فى معبر رفح اليوم 5 \ 8 \ 2012.
اليوم بعد افطار المصريين بعد اذا ن المغرب فقد هاجمت اليوم مجموعة تطلق على نفسها المجموعة الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة. و قامت بسرقة مدرعة من المدرعات الموجودة عند معبر كرم ابو سالم و بعد ذلك قامت بالهجوم على الجنود المصريين الموجودين فى المعبر و قد ادى ذلك الى قتلهم حيث وصل على الجنود الذى استشهدو فى هذا الحادث الى 15 جندى و اصابة اخرين. و ذلك فى الوقت الذى اعلن فيه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى ان ما حدث فى سيناء نتيجة وجود الكثير من العناصر الارهابية فيها.
شاهد ايضا فى الرابط التالى تفاصيل هوية الذين قتلو المصريين على الحدود مع اسرائيل فى سيناء
اما عن رد فعل الرئيس محمد مرسى على الحادث فقد عقد اجتماع عاجل مع المجلس العسكرى منذ قليل لبحث الموقف و قد اكد المتحدث الرسمى للرئاسة ان هذا الحادث لن يمر مرور الكرام و سيتم الرد عليه. و فى هذه الاثناء تم الاعلان عن اغلاق معبر رفح لاجل غير مسمى. و ايضا تم الهجوم على عدة انقاق وقد قامت حكومة حماس باغلاق جميع الانقاق التى تؤدى الى سيناء . و تابعونا على مدار اليوم و سننشر لكم اخر اخبار حادث قتل الجنود المصريين على الحدود |
زواج تراكبي
زواج تراكبي (بالإنجليزية: Amplexus) هو شكل تزاوج تقوم به البرمئيات يقوم خلاله الذكر باعتلاء ظهر الانثى وامساكها بأرجله الامامية حيث تقوم الانثى خلال هذه العملية بوضع البيض بينما يقوم الذكر بإفراز سائله المنوي حيث يتم تخصيب البيض في الماء وهو ما يسمى باإخصاب الخارجي وهو يختلف عن الإخصاب الداخلي. يحدث الزواج التركبي في الغالب في البيئات المائية لكن بعض الضفادع تمارسه على اليابسة وهناك فرق في طريقة امساك الذكر بالانثى فالضفادع الأكثر تطورا يمسك الذكر الانثي من منطقة الابط بينما في بعض الضفادع الأقل تطورا يقوم الذكر بالامساك بالبطن ومن طريف عملية التزاوج التراكبي للضفادع انه أحيانا يعتلي الانثى أكثر من ذكر. |
[b]ما هو التخطيط الاستراتيجي؟
التخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. التخطيط الاستراتيجي هو عملية متجددة يتم تحديثها كل عام لدراسة المستجدات الخارجية والداخلية. التخطيط الاستراتيجي يجيب عن سؤالين :
ه ما هي القطاعات أو الشرائح التي سنعمل فيها
ه ما هو أسلوبنا في المنافسة في كل شريحة :السعر، الجودة، السرعة، المرونة
فمثلا التخطيط الاستراتيجي لمطعم دجاج منذ عامين كان لابد أن يأخذ في الاعتبار تهديد أنفلونزا الطيور. التخطيط الاستراتيجي لمطعم فول قد يكون استهداف سكان منطقة سكنية معينة وتقديم خدمة متميزة لهم والاقتصار على الفول فقط أو وجود تنوع في السندوتشات. وقد تكون خطة بائع التلفزيونات العادية أن يبدأ في بيع تلفزيونات البلازما تدريجيا مع التركيز على النوعيات الجيدة جدا
ما هي فائدة التخطيط الاستراتيجي؟
التخطيط الاستراتيجي يجعل الأهداف العامة للشركة واضحة للجميع وبالتالي
ه تنبثق منها خطط الإدارات أو قطاعات العمل
ه تكون الهدف العام الذي يحكم جميع القرارات
ه يجعل جميع العاملين يعملون لتحقيق هدف واحد
ما معنى هذا الكلام؟
عندما تكون خطتنا أن نعمل في مجال الملابس ونستهدف الطبقة محدودة الدخل فإن كل الإدارات ستعمل على تقليل التكلفة وسيحاول قسم التصميم تخفيض تكلفة المواد ويحاول قسم التصنيع تقليل تكلفة التصنيع وسيعمل جميع العاملين في هذا الاتجاه، ويتم الاستثمار في المعدات التي تؤدي في النهاية إلى تخفيض التكلفة مثل المعدات الأوتوماتيكية وسنحاول تقليل عدد التصاميم التي ننتجها لكي نتمكن من تقليل التكلفة عن طريق إنتاج كميات كبيرة من نفس التصميم
أما إن كانت خطتنا هي أن نعمل في مجال الملابس ونستهدف طبقة رجال الأعمال فإن جميع الإدارات ستحاول تحسين الجودة وزيادة التميز وسيحاول قسم التصميم تطوير الملابس بما يجعلها متميزة وسنستثمر في المعدات والخدمات التي تحقق لنا التميز من محلات فاخرة وخامات مكلفة ولن نتجه إلى الأتمتة الكاملة للإنتاج لأننا نريد أن نغير تصميماتنا كثيرا وأن ننتج كميات قليلة من تصميميات مختلفة
فالاستراتيجية تجعل كل العاملين يعلمون من هو العميل المستهدف وبالتالي يتم التركيز على تلبية متطلبات هذه الشريحة. كذلك فإن الاستراتيجية تحدد لنا أسلوبنا في المنافسة من تقليل التكلفة أو التميز أو الابداع أو النجاح في التوزيع.
هل التخطيط الاستراتيجي يختص بالشركات الكبرى؟
التخطيط الاستراتيجي يختص بالشركات الصغيرة والكبيرة والقديمة والحديثة بل وكذلك الدول والأفراد. بالطبع يختلف الجهد المبذول في التخطيط الاستراتيجي من شركة لأخرى، فالتخطيط الاستراتيجي لدولة هو عملية طويلة ومعقدة وكذلك الحال في الشركات الكبرى الدولية. أما الشركات الصغيرة والمنشآت المحلية جدا فلابد لها من تخطيط استراتيجي كذلك ولكنه يكون أبسط من التخطيط للشركات الكبرى.
التخطيط الاستراتيجي هو عملية طبيعية جدا فأنت مثلا عندما كنت طالبا قد قررت أن تكون مهندسا أو طبيبا وأن تتميز في هذا المجال وبالتالي كانت أولوياتك هي الاستذكار والإنفاق على شراء الكتب وتعلم لغة أجنبية وحضور المحاضرات. في نفس الوقت قرر شخص آخر أن يكون رياضي شهير فاهتم بالتمرينات الرياضية وأنفق على شراء ملابس وأدوات الرياضة ولم يهتم كثيرا بدراسته
هل التخطيط الاستراتيجي هو عملية أكاديمية؟
التخطيط الاستراتيجي هو أمر يطبق في الشركات والمؤسسات في دول العالم المختلفة. فليس معنى انك تعيش في دولة نامية أنك لا تحتاج للتخطيط الاستراتيجي. إن كثيرا من التجار الناجحين الذي لهم خبرة في التجارة وليس لهم قدر كبير من التعليم يمارسون التخطيط الاستراتيجي بشكل جيد دون أن يعرفوا هذا المسمّى فتجد هذا التاجر يعرف جيدا الشريحة التي يستهدفها ويعرف احتياجاته ويعرف منافسيه وتكون قراراته نابعة من فهمه لمتغيرات السوق ولأسلوبه في المنافسة. هذا التاجر اكتسب طريقة التفكير هذه من الخبرة وربما من التجار الذين تعلم منهم. التخطيط الاستراتيجي هو ما يقوم به هذا التاجر ولكن هذا التاجر قد يفوته بعض الأشياء أحيانا لأن عملية التخطيط بالنسبة له لا تتم بشكل منظم، كذلك فإنك إن لم تكن ذا خبرة مثل هذا التاجر فأنت تحتاج لتعلم أسلوب التخطيط
هناك شركات أو مؤسسات ناجحة ولا تعرف شيئا عن التخطيط الاستراتيجي فما فائدته؟
بعض هذه المؤسسات يديرها شخص يخطط استراتيجيا بنفسه بناء على خبراته كما ذكرت أعلاه. وبعض هذه الشركات ينجح لفترة من الزمن اعتمادا على ضعف المنافسة أو عظم حجم الطلب ولكنها لا تنجح على المدى البعيد لأن الأحوال تتغير وإذا لم نخطط استراتيجيا فسيأتي يوم لا نجد من يشتري بضاعتنا أو يقل حجم الطلب بشكل يصعب معه الاستمرار أو تتغير احتياجات العملاء وتتغير شرائحهم وهكذا. كمثال بسيط لذلك فإن مشروع مقهى الإنترنت الصغير يحتاج لتخطيط استراتيجي لأنه قد يحدث أو قد حدث بالفعل ضعف في الطلب عليها نتيجة لهبوط أسعار الحاسب وسهولة الدخول على الشبكة الدولية من المنزل، فصاحب هذا المشروع لا بد أن يدرس هذه الأمور ويقرر ما الذي سيفعله عند اضمحلال هذا السوق وكيف يستغل إمكانياته وقدراته في شيء آخر
ما أهمية التخطيط الاستراتيجي بالنسبة للمشروعات الجديدة؟
أنت تريد أن تبدأ مشروعا جديدا في مجال معين ويستهدف شريحة معينة فلماذا تحتاج التخطيط الاستراتيجي؟ لعدة أسبابه لكي تتمكن من التعرف على شرائح العملاء المختلفة وعلى جاذبية كل شريحة فقد تكتشف أنه من الأفضل أن تغير المشروع قليلا وتستهدف شريحة أكثر جاذبية
ه لتعرف كيف ستصمم مشروعك وما هي احتياجات الشريحة المستهدفة وهل أنت تهدف إلى أن تكون أسعارك زهيدة أم أن تكون منتجاتك أو خدماتك متميزة
ه لتعرف ماذا ستفعل العام القادم والأعوام التالية هل ستتوسع أم ستبدأ في نشاط آخر. هل هذا المنتج سينتهي استخدامه خلال عام أم عامين أم سيتمر لسنوات عديدة
ه لتعرف كيف ستواجه المنافسة وما تأثيرها على مشروعك
ه لتعرف أولويات الإنفاق على المشروع
ه لتكون دراسة الجدوى مبنية على أساس سليم فأنت تحتاج لدراسة كل العوامل المؤثرة في السوق قبل أن تقدر حجم الطلب المتوقع على منتجك أو خدمتك
لا يمكن الحصول على كل المعلومات المطلوبة للتخطيط الاستراتيجي وبالتالي فكيف نقوم به؟
بالطبع لن يمكنك معرفة كل المعلومات عن المنافسين وعن ما سيحدث في المستقبل ولكنك ستقوم بمحاولة الحصول على الكثير من المعلومات ثم تقدر ما لا تستطيع الحصول عليه. فأنت عندما تقرر الخروج من المنزل لا تعلم إن كنت ستموت في حادث ولكنك تقدر أن احتمالات الإصابة في حادث قليلة فتخرج ثم تحاول ألا تصاب. أنت تقرر الذهاب للاستجمام في بلد ما فتدرس الطقس في هذا المكان لتحدد الوقت الجيد للرحلة بما يتناسب مع جدول عملك واهتماماتك الأخرى ثم تختار الوقت المناسب وتقوم بالرحلة. فعملية التقدير لبعض الأمور هو أمر نستخدمه دائما في حياتنا اليومية
هل التخطيط الاستراتيجي ينجح دائما؟
بالطبع لا فقد يفشل لأسباب عديدة مثل :
ه الإعداد السيئ للخطة وعدم الدراسة الجيدة
ه عدم إخبار المديرين والعاملين بخطة الشركة
ه عدم اتخاذ القرارات بناء على الخطة الاستراتيجية
ه فقدان التركيز والبعد عن الخطة الاستراتيجية
ه عدم المرونة وعدم تغيير الخطة بالرغم من وجود تغيرات مؤثرة بشكل واضح على افتراضات الخطة الاستراتيجية
أخيرا فإن التخطيط الاستراتيجي ليس عبارة عن لافتة تعلقها في كل مكان في المؤسسة تقول فيها "نحن مؤسسة رائدة في مجال كذا ونحرص على كذا وكذا ونهدف إلى كذا وكذا" وتكون هذه مجرد لافتة. التخطيط الاستراتيجي يهدف إلى الوصول إلى أفضل مجالات العمل وطرق المنافسة بناء على قدراتنا وإمكانياتنا ومتغيرات السوق والمتغيرات الخارجية وطلبات العملاء وتحليل المنافسين[/b] |
كوريا الشمالية: حكم عشائري
أشارت مصادر مقربة من الحكم في كورية الشمالية إلى تحول في نظام الحكم الديكتاتوري الذي بات «حكم أقلية» ولم يعد حكم «الفرد الواحد»، وبالتالي ينتظر أن يقف وراء الزعم الشاب كيم يونغ أون عدد من أفراد عائلته إلى جانب بعض المقربين من والده الراحل. مع دعم من الأطر العسكرية التي تمسك بالجيش.
وقد أقسم قادته بالولاء لكيم يونغ أون رغم غياب أي خبرة له في الحكم ما يشير إلى أن الأسرة التي حكمت البلاد منذ تأسسها بعد الحرب العالمية الثانية، ما زالت ممسكة بزمام الأمور. وبدا الوضع في كوريا الشمالية مستقراً بعد يومين خصوصاً بعدما أعلن الجيش مساندته لكيم يونغ أون.
وفي ما يراه البعض إشارة إلى قوة تماسك الأقلية الحاكمة فقد تبين أن بكين أخطرت بوفاة كيم فقط يوم الاثنين وهو اليوم الذي أذاع فيه التلفزيون الحكومي لكوريا الشمالية نبأ الوفاة التي حصلت السبت، يرى خبراء من اليابان أن هذا إشارة إلى أن التوريث لم يتم بشكل سلس وتطلب مفاوضات بين أفراد العائلة والجيش.
وتفسر هذه المصادر تجربة لإطلاق صاروخ يوم الاثنين الماضي بأنه «تحذير للولايات المتحدة من اتخاذ أي خطوات ضدها»، ويؤكد ذلك إعلان بيونغ يانغ إنها لا تعتزم إجراء المزيد من التجارب. |
الملاعب - صالح داوود الراشد
تالق اسد الجنوب كما لم يفعل من قبل ,قلب الطاولة على حامل اللقب الوحدات والفيصلي المتصدر ,واثبت انه على ارضه فريق لا يهزم , وخصم عنيد , وقادر على الحاق الخسارة باي فريق ,ذات راس سفير الجنوب المشرف في عالم كرة القدم الاردنية كان اكثر الفرق تعرضا للظلم من اتحاد كرة القدم , وقد دافعت عن النادي في احد الحلقات التلفزيونية وطالبت بان يلعب جميع مباريات الاياب على ارضه , كونه خاص جميع مباريات الذهاب على ارض المنافس , ويومها استنكر ممثل اتحاد كرة القدم في اللقاء هذا الطلب واعتبره مغاليا فيه , وان من الافضل عدم اللعب في الكرك , لان الملعب غير امن ومن الصعب السيطرة على الجمهور.
كان هذا تحديا ليس فقط لابناء ذات راس يل لعشاق كرة الجنوب حين توافدوا الى مدرجات الملعب وشجعوا فريقهم بطريقة حضارية ,اثبتت ان الاتحاد ولجنة المسابقات قد ارتكبت خطئا فظيعا بحق اسود الجنوب ,الذين لو كتب لهم وخاضوا نصف المباريات على ارضهم لتغير الحال كثيرا وربما نجدهم بين الاربعة الكبار.
نعم ..لقد ظلموك يا ذات راس تحت ذرائع غير مقبوله اطلاقا فعلى ملعبك خضت "3" مباريات للان في الموسم فتعادلت في البداية مع الوحدات "1\1" وهزمت كفرسوم "2\1" والحقت به الزعيم الفيصلي ب"3\0" وهي نتيجة لم يتجرا اي ناد على ان يفكر بها , او يفكر انه قادر على الحاق الهزيمة بالزعيم ,لكن اصرار اسود الجنوب صنع فرقا كبيرا وغير ملامح كرة القدم الاردنية , واثبت للجميع ان في ذات راس اسود قادمين للمنافسة ليس على البقاء ,بل على الدخول في المربع الذهبي اذا حصلوا على حقهم ولم يقم اتحاد اللعبة بظلمهم .
وهنا نستغرب كيف ان فريق ذات راس يلاقي فريق الجزيرة مرتين على استاد عمان الدولي فيفوز في الاول "5\1" ويتعادل في الثانية التي كان من الواجب ان تقام على ارضة "1\1" ,ثم يتعادل مع اليرموك مرتين على اض استاد الملك عبد الله وبنفس النتيجة "1\1" , وهنا نقول ان لقاء الاياب لو كان في الكرك لتغير الموقف , اما مع البقعة فبقدره قادر اصبح استاد عمان الدولي الذي يبعد عن البقعة "10" كلم وعن ذات راس "160" كلم الملعب البيتي لذات راس ليخسر مرتين "1\2" و"0\1" , ومن هنا فان اتحاد اللعبة قد حرم ذات راس على الاقل من "7" نقاط" كانت ستضاف الى رصيده .
ذات راس باق باذن الله في دوري المناصير ,وهذا يعني ان سياسة الظلم التي انتهجها الاتحاد في الموسم الحالي ممنوعه كليا في الموسم القادم ,وان من حق ذات راس ان يلعب في الكرك , كما من حق المنشية ان يلعب في المفرق اذا وجد ملعب مناسب .
مبروك لذات راس الذي لم ينصفة الاعلام حين وضع البعض الاسباب المخففة لخسارة الفيصلي كما فعل مع خسارة الوحدات امام الجزيرة , لقد اتبثتم انتم والجزيرة انه لا كبير في عالم كرة القدم الاردنية , وان الكبار يسقطون كما تسقطون ويخسرون كما تخسرون , فكرة القدم لعبة الجهد والعرق لا الاسماء والاموال. |
عمون - قرر رئيس جامعة الحسين بن طلال تعيين الدكتور حسن عبد الله العايد نائبا لعميد البحث العلمي لشؤون الدراسات العليا. ويعمل الدكتور العايد أكاديمي في الجامعة منذ عام 2003، وعمل في مواقع ولجان أكاديمية مختلفة ومنها رئيسا لقسم الإعلام والدراسات الإستراتيجية . أجمل التهاني و التبريكات إلى الدكتور العايد وبالتوفيق إن شاء الله. |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
• إليــكـم زملائي الطلبة والطالبات ملـخص مبسـط لأهـم ما في مــادة القــانــون الـدستــوري،
مقتبس من بعض محاضرات الأستـاذ المهدي الفحصـي ، و بعض المعلـومات المقتضبة من الشبكة العنكوبتية .
ــــ تعـاريــف أســاسيــة
ــ تعريف القانون الدستوري
ـ المعيار الشكلي فهو مجموعة من القواعد القانونية التي لا يمكن أن توضع أو تعدل إلا بعد إتباع إجراءات خاصة تختلف عن إجراءات وضع وتعديل القانون العادي.
ـ المعيار الموضوعي فيقصد به مجموعة القواعد القانونية التي تنظم مزاولة السلطة السياسية في الدولة فتنظم شكل الدولة الخارجي والسلطات المختلفة فيها ووظيفة كل منها والعلاقات فيما بينهما، كما أنها تبين ما يفترض أن تقوم به الحكومة وما لا ينبغي أن تقوم به من ناحية أخرى.
ــــ الدستور
يعني الوثيقة الدستورية الخاصة بدولة معينة التي تتضمن أحكام الدولة وتنظيمها السياسي وبالأخص تنظيم السلطة التشريعية وعلاقتها بالسلطة التنفيذية وحقوق الأفراد وحرياتهم العامة،
ــــ الدستور العرفي
يعني مجموعة المبادئ و القواعد القانونية غير مكنوبة والتي تكونت ونشأت في الأصل عن طريق العرف "عادات و تقاليد" توارتها الناس وتكررالعمل بها جعلهم يشعرون بقوتها الإلزامية كالقانون.
ــــ سمو الدستور
يعني علو القاعدة الدستورية على غيرها من القواعد القانونية المطبقة في الدولة وهذا يعني ان أي قانون تصدره الدولة يجب ان لايكون مخالفاً للدستور . بمعنى ان النظام القانوني للدولة باكمله يكون محكوماً بالقواعد الدستورية وان أي سلطة من السلطات الدولة لايمكن ان تمارس الا السلطة التي خولها اياها الدستور وبالحدود التي رسمها.
ــــ السلطة التأسيسية الأصلية
هي تلك السلطة التي تضع الدستور وتنشئ في نفس الوقت السلطات الأخرى التشريعية والتنفيذية و القضائية . في وقت لا يكون فيه أي دستور سابق , لذا تكون أصلية وغير مقيدة قانونيا ومتحررةلأن الشعب إنتخبها.
ــــ السلطة التأسيسية الفرعية
هي لا تكون متحررة ولا تلملك سلطة مطلقة تكون مقيدة بالدستور لممارسة مهامها المتجلية في تعديل الدستور ومراجعته فقط.
ــــ الجمعية التأسيسية
هي أن يقوم الشعب بإنتخاب جمعية تأسيسية بالإقتراع العام المباشر ' ممثلين عن الشعب' مثل البرلمان ولا يختلفان إلا في المهمة المنوطة بكل مهما , حيت يعهد للجمعية التأسيسية وضع الدستور على أساس أن الشعب هو مصدر السلطة.
ــــ العرف الدستوري
هو مجموعة قواعد تتكون إلى جانب القواعد المكتوبة في الدستور فتعتبرها الدولة ضرورية بعد أن تكون قد لا حظت ممارستها الدستورية.
ــــ أنواع العرف الدستوري
ـ العرف المفسر : يقوم بتفسير فقط التص الدستوري الغامض.
ـ العرف المكمل : يكون هناك نقص فيأتي العرف ليكمل القاعدة الدستورية وذلك بخلق قاعدة جديدة لتنظيم ما أغفله الدستور ، بينما العرف المفسر لا ينشئ قواعد جديدة .
ـ العرف المعدل: هو إضافة مقتضيات جديدة للويثيقة الدستورية وقد يحذف بعضها .
ــــ أنواع الدساتير من حيت المراجعة والتعديل
ـ الدستور المرن هو الذي يمكن تعديله بنفس الإجراءات التي يعدل بها القانون العادي , غياب مسطر معينة لتعديل .
ـ الدستور الجامد فهو ذلك الذي يتطلب في تعديله إجراءات أشد من الإجراءات التي يعدل بها القانون العادي، ويهدف واضعو أي دستور من جعله جامدا إلى كفالة نوع من الثبات لأحكامه وذلك باشتراط تنظيم خاص يجعل تعديل الدستور عسيرا. ويتراوح الدستور الجامد بين أحد أمرين إما حظر تعديل الدستور وإما إجازة التعديل بشروط خاصة أو مشددة.
ــــ طرق وضع الدستور : أساليبب غير ديمقراطية و أساليب ديمقراطيبة
ــــ أساليب غير ديمقراطيبة
ـ أسلوب المنحة : يكون القرار فردي . كأن يمنح الملك الحكم لشعبه , ليحكم نفسه بنفسه من خلال إنتخابات حرة ديمقراطية.
ـ أسلوب التعاقد :هو بمثابة عقد بين الملك والأمة ويعتبر هذا النوع أكثر تفيداً من السباقوخطوة إلى الأمام في إتجاه الديمقراطية ,من الناحية القانونية طرفي التعاقد الحاكم و الشعب ، من الناحية المنطقية غير مقبول شخص واحد يتعاقد مع شعب بـأكمله .
ــــ أساليب ديمقراطية
ـ أسلوب اللجنة التأسيسية : هي أن يقوم الشعب بإنتخاب جمعية تأسيسية بالإقتراع العام المباشر ' ممثلين عن الشعب' مثل البرلمان ولا يختلفان إلا في المهمة المنوطة بكل مهما , حيت يعهد للجمعية التأسيسية وضع الدستور على أساس أن الشعب هو مصدر السلطة , ويعتبر أكقر الأساليب ديمقراطية .
ـ أسلوب الإستفتاء الدستوري : أيأن الشعب لا يضع الدستور ولا يشارك في صياغته ولكن دوره يقتصر على إداء رأيه بالقول نعم أم لا .
ـ ويتخد الإستفتاء الدستوري شكلين: إماعن طريق جمعية برلمانية منتخبة لوضع الدستور . أو عن طريق لجنة حكومية تقوم بإعداد مشروع الدستورقبل عرضه على الشعب.
ــــ مراحل مراجعة الدستور
اقتراح التعديل، وتقرير مبدأ التعديل، إعداد التعديل، إقرار التعديل نهائيا. وقد يتقرر حق اقتراح تعديل الدستور للحكومة وحدها أو للبرلمان وحده أو لكليهما معا، أو لكل من البرلمان والشعب. أما تقرير مبدأ التعديل فهو عادة ما يمنح للبرلمان سلطة الفصل فيما إذا كان هناك محل لتعديل الدستور باعتبار أن البرلمان يمثل الأمة وهو بهذا الوصف أكثر السلطات صلاحية للفصل في مدى ضرورة التعديل، على أن بعض الدساتير تتطلب، بالإضافة إلى موافقة البرلمان على إقرار مبدأ التعديل، موافقة الشعب . أما إعداد التعديل فبعض الدساتير تتطلب انتخاب هيئة خاصة يعهد إليها بمهمة التعديل، إلا أن معظم الدساتير عهدت بمهمة إعداد التعديل إلى البرلمان وفقا لشروط خاصة أهمها اجتماع البرلمان في شكل مؤتمر أو اشتراط نسبة خاصة في الحضور لصحة جلسات البرلمان أو في التصويت لصحة القرارات الصادرة منه أو في كليهما معا. وبالنسبة للإقرار النهائي للتعديل فإن معظم الدساتير تجعل نفس الهيئة التي توليها اختصاص إعداد التعديل الدستوري مختصة أيضا بإقراره نهائيا وهذه الهيئة تكون هيئة تنتخب خصيصا لأداء المهمة الموكولة إليها، مع تطلب شروط خاصة فيه. وتجعل بعض الدساتير سلطة إقرار التعديل فى يد الشعب ومن ثم تشترط استطلاع رأيه عن طريق الاستفتاء الدستوري.
ــــ الرقابة في إطار المجلس الدستوري
ـ يتالف المجلس الدستوري من : ستة اعضاء يعينهم الملك وثلاثة اعضاء يعينهم رئيس مجلس النواب بعد استشارة الفرو ثلاثةاعضاء يعينهم رئيس مجلس المستشارين من بين الاعضاء الذين يعينهم .لمدة
تسع سنوات غير قابلة للتجديد.
ـ صلاحيات المجلس الدستوري : الرقابة على دستورية القوانين وتقتضي النظر في الطعون الإنتخابية و التائج ويمكن النظر في القرارات القضائية . وينظر في القوانين التنظيمية : قبل صدورها تعرض على المجلس الدستوري وجوباً.القوانين العادية إختيارية سبقى التدخل فيها إختيارياً , وينظر في النزاعات التي تكون بين البرلمان والحكومة :وذلك بالنظر في مدى دخول مضمون بعض النصوص في المجال التنظيمي ليصدر موافقته على إمكانية تغيير المرسوم .
ـ من له حق الإحالة إلى المجلس الدستوري : الملك و الوزير الأول و رئيس المجلس النواب والمستشارين وربع أعضاء مجلس النواب و ربع مجلس المستشارين.وبالنسبة للطعون تحال للطعون الإنتخابية تحال بعريضة من أصحابها عن طريق محامهم إلى المجلس وفق الشروط المحددة في القانون التنظيمي للمجلس الدستوري .والمواطنين ليس لهم الحق في الطعن امام المجلس الدستوري .
ـــ الدولة : هي مجموعة بشرية تقيم فوق الأرض وتخضع إلى سلطة .
ــــ العناصر المادية للدولة
ـ الشعب : مجموعة بشرية يقطنون فوق أرض معينة من خلال الحصول على جنسيتها مع خضوها لسلطة
ـ أما الأمة فهي إلى جانب ذلك تتميز باشتراك أفرادها في عنصر أو عدة عناصر كاللغة والدين والأصل أو
الرغبة المشتركة في العيش معا ,وتفتقر الأمة للظاهرةالسياسية
ـ الإقليم : هو الأرض هو المجال الترابي الذي يحيا فيه شعب الدولة , وتمارس فيه الهيئة لحاكمة مظاهر السيادة .ولا يشمل اليابسة فقط وإنما إلى جانبها المسطحات المائية التابعة لليابسة والفضاء الذي يعلو الأرض والبحار الخاضعة للدولة وفقاً لقواعد السلوك الدولي.
ـ السلطة السياسية : تعتبر الركن الأساسي والمحوري داخل الدولة, الذي بدونه لن تكون الدولة ولن تكون حياة سياسية ولا أنظمة سياسية , ويجب أن تكون الهيئة الحاكمة صاحبة السلطة ينبغي أن يكون ذات سيادة وهي التي تملي على جميع المواطنين قواعد السلوك .
ــــ الركن القانوني للدولة
ـ الشخصية القانونية :
ـ و السيادة : وهي قدرة الدولة على اتخاد القرارات والأعمال المتصلة بمصيرها على الصعيدين الداخلي والخارجي بحرية تامة .
ــــ أشـكـال الـدولــة:
• الدول البسيطة الموحدة: وهي الدول التي تكون فيها السلطة واحدة ولها دستور واحد، ويكون شعبها وحدة بشرية متجانسة تخضع لقوانين واحدة داخل إقليم الدولة الموحد. تتميز الدولة الموحدة بكون التنظيم السياسي للسلطة فيها واحد، وتكون موزعة على على عدة هيئات تمارس في شكل وظائف أو اختصاصات مختلفة بمبدأ الفصل بين السلطات ولكن كل هذه الهيئات أو السلطات هي عبارة عن جهاز سلطوي واحد في الدولة البسيطة وما هذا التوزيع غلا توزيع للوظائف وطرق العمل داخل نفس السلطة الحاكمة في الدولة فقط، وكأمثلة على الدول البسيطة نجد الجزائر، ليبيا، تونس...و فيما يخص توزيع السلطات الإدارية على الأقاليم والهيئات فإن السلطة التنفيذية في الدولة تتولى مهمتين وظيفة الحكم ووظيفة الإدارة التي يمكن تقسيمها وتوزيعها على هيئات لامركزية تتمتع بالاستقلال في أداء وظيفتا الإدارية، فاعتماد على نظام اللامركزية الإدارية لا يؤثر في وحدة الدولة السياسية.
• الدولة المركبة: هي الدول التي تتكون من إتحاد دولتين أو أكثر غير أن هذا الإتحاد ينقسم إلى عدة أشكال بسبب اختلاف نوع وطبيعة الإتحاد الذي يقوم بين هذه الدول ,
ــــ الفرق بين الفدرالية والكونفدرالية
فروق متعددة بين الإتحاد المركزي الفدرالي والإتحاد الاستقلالي الكونفدرالي: إذ يستمد الإتحاد الاستقلالي وجوده من معاهدة تتم بين الدول الأعضاء فيه، في حين ينشأ الإتحاد المركزي من خلال عمل قانوني داخلي هو الدستور الاتحادي لتعديل هذا الأخير يكفي توفر الأغلبية في حين يشترط موافقة كافة الأطراف في الإتحاد الكونفدرالي. الانفصال حق مقرر لكل دولة من الإتحاد الاستقلالي بينما ذلك مرفوض في الإتحاد المركزي. يتمتع جميع أفراد الشعب في الإتحاد المركزي بجنسية واحدة هي جنسية الدولة الاتحادية بينما يبقى لرعايا كل دولة في الإتحاد الاستقلالي جنسيتهم الخاصة لدولتهم. إذا قامت حرب بين دولتين من دول الإتحاد الاستقلال فهي حرب دولية، أما الحرب التي تقوم بين الولايات الأعضاء في الإتحاد المركزي هي حرب داخلية أهلية.
أتمنى لكم النجاح والتوفيق |
جدارة
|لا يزال النص الموجود في هذه الصفحة في مرحلة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية. إذا كنت تعرف اللغة الإنجليزية، لا تتردد في الترجمة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية.
(إنجليزية) en:competency ← (عربية) جدارة
الجدارة أو القدرة (بالإنجليزية Competence) هي إمكانية الفرد لعمل وظيفة معينة بشكل مناسب. الجدارات هي مجموعة من السلوكيات المعروفة في تشكل دليل مرتب لتمكين التعرف، التقييم و التطوير لسلوكيات الفرد الموظف. كلمة جدارة طهرت أول مرة في مقال باللغة الإنجليزية للكاتب أر دبليو وايت في 1959 كنظرية لحافز الأداء. لاحقاً في 1970، كريج لاندبيرغ عرَّف النظرية بـ "التخطيط لبرنامج التطوير التنفيذي". المصطلح كسب جاذبية في 1973 عندما كتب الدكتور ديفيد ماكليلاند ورقة بحثية عنوانها "الإختبار لأجل القدرة وليس لأجل الذكاء" ومنذ ذلك الوقت عمم المصطلح عدنا إستخدمه موظفي مؤسسة ماكبير أند كومباني (حالياً هي جروب) وآخرون مثل تي إف قيلبرت (1978) الذي إستخدم النظرية في العلاقة مع تحسن الأداء. وتستخدم بشكل واسع مما يؤدي الى سوء فهم أحياناً.
بعض الباحثين يرون الجدارة كمجموعة من المعرفة العملية والنظرية، المهارات المعرفية، السلوك والقيم المستخدمة لتطوير الأداء، أو حالة أو نوعية مايجري بشكل كاف أو التأهيل بشكل جيد، إمتلاك القدرة لأداء دور محدد. مثلا، جدارة الإدارة من الممكن أن تحتوي على التفكير المنهجي والذكاء العاطفي ومهارات التأثير والتفاوض.
الجدارة في بعض الأحيان بعتقد أنها يمكن أن تمثل بنشاط معين في حالة وسياق يمكن أن يكون مختلفاً في المرة المقبلة عندما يتصرف شخص ما. في الطوارئ، الناس الجديرون بمكن أن بتفاعلون مع الحالة باتباع تسلوكيات سبق نجاحها من قبل. لكي تكون شخصاً جديراً يتطلب أن يفسر الموقف في السياق ويفكر في ردود الفعل المحتملة ويتدرب على الإحتمال الأكثر قابلية للتنفيذ، إذا كان له علاقة. بغض النظر عن التدريب، الجدارة ممكن أن تنمو عن طريق الخبرة وسياق الفرد في التعلم والتأقلم. الجدارة لها الكثير من المعاني، وتبقى من اكثر المفردات المنتشرة في إدارة التطوير، وأدب المنظمات والموارد البشرية.[1]
محتويات
دور دريڤوس و دريڤوس في تطوير الجدارات[عدل]
دريڤوس و دريڤوس[2] قدما مسميات لمستويات الجدارات في التطوير. المنطق المسبب هذا النوع من اللغة لمستويات الجدارة ممكن أن يطلع عليه في ورقة البحث الخاصة بهما فمجال الحسابيات العقلانية بعنوان "من سقراط إلى النُظُم الخبيرة: حدود والأخطار من العقلانية الحسابية". المستويات الخمسة المقترحة من البحث هي:
- المبتدئ: سلوك قائم على القواعد، محدد بشدة ومرن.
- الخبير المبتدئ: يدمج إتجهاهات مختلفة.
- الممارس: يتصرف بوعي وفق أهداف وخطط طويلة المدى.
- الممارس المتمكن: يرى الوضع بشكل كامل ويتصرف وفق قناعة ذاتية.
- الخبير: له مبادرات في فهم الوضع الحاي ويركز على الأوجه الرئيسية.
عملية تطوير الجدارات هي سلسلة حياتية من الأفعال وردود الأفعال. كما تنطبق الجدارات على المسار الوظيفي تنطبق على الوظيفة. تطوير الجدارات على طول الحياة مرتبط في التطوير الشخصي كنظرية إدارية. ويتطلب بيئة معينة، حيث القواعد ضرورية لبداية المبتدئيين، لكن الأشخاص في مستويات جدارية أعلى سيكسرون القواعد بشكل منظم إذا تطلب الأمر. توصف هذه البيئة بشكل مترادف باستخدام مصلحات أخرى مثل تنظيم التعلم خلق المعرفة التنظيم الذاتي والتمكين.
عندما تقيَّم منظمة أو مجتمع مهني، أو جدارة مهنية بشكل متكرر. هناك بعض الجدارات المتشابهة يجب أن تقاس في المقابلة الوظيفية. اليوم هناك طرق اخرى للنظر لها: هناك مناطق عامة للجدارات الوظيفية متطلبة للبحث عن وظيفة، أو نيل ترقية. لكل المنظمات والمجتمعات هناك مهام أساسية على الأشخص ذوي الجدارة المشاركة فيها كل الوقت. لطالب الجامعة مثلا، المهام الأساسية ممكن أن تكون:
- التعامل مع النظريات
- التعامل مع الطرق
- التعامل مع المعلومات والواجبات.
هناك أربع مجالات للجدارة هي:
- جدارة المضمون : الشخص المُقَّيم يجب أن يكون قادراً على التعرف هدف المنشأة أو المجتمع ويتصرف على أساس الرؤية المستقبلية مع قيم المنشأة أو المجتمع.
- جدارة العلاقة: يجب أن يُرِي القدرة على خلق وتغذية العلاقات مع ذوي العلاقة مع المهام الأساسية.
- جدارة التعلم: : الشخص المُقَّيم يجب أن يكون قادراً على خلق والبحث عن حالات من الممكن للتجربة ذات مجموعة الحلول من إكمال المهام الرئيسية والإنعكاس على التجربة.
- جدارة التغيير: الشخص المُقَّيم يجب أن يكون قادراً على التصرف عوفق طرق جديدة عندما تدعم هدف المنظمة أو المجتمع وتجعل الرؤوية المستقبيلة حقيقية.
ماكليلاند والجدارات الوظيفية[عدل]
حركة الجدارات الوظيفية بدأت بواسطة ديفيد ماكليلاند في الستينات من القرن الماضي برؤية أبعد من المحاولات التقليدية لوصف الجدارات في مصطلح أوسع من المعرفة، المهارة، والسلوك ويركز بدلاً من ذلك على الصورة الذاتية، القيم، السمات ودوافع السلوك التي توجد بشكل مستمر وواضح غير الأداء في مهمة أو وظيفة ما. ينبغي التنبه أن الجدارات المختلفة تتوقع أداءاً غير مسبوقاً في مختلف المهام و هناك عدد محدود من الجدارات التي تتوقع الأداء الغير مسبوق في كل الوظائف والمهام. لذلك السمة هي جدارة لوظيفة واحدة ممكن أن لا تتوقع أداءاً غير مسبوق في مهام أخرى. مع ذلك كما يلاحظ من رافين و ستيفنسون,[3] كان هناك تطور مهم [لفظة تعظيم] في أبحاث متعلقة في الطبيعة، التطور وتقييم الجدارات عالية المستوى في المنازل، المدارس وأماكن العمل.
الفائدة المرجوة للمنظمات[عدل]
نماذج الجدارات ممكن أن تساعد المنظمات أن تحاذي مبادراتها مع إستراتيجية المنشأة ككل. بمحاذاة الجدارات للإستراتيجية العامة، المنشئات يمكن أن توظف وتختار موظفين بشكل أفضل للمنشاة. الجدارات أصبحت طرق دقيقة للمنشئآت لتمييز ذوي الأداء المتميز عن متوسطي الأداء أو منخفي الأداء. لأن الجدارات تمتد خلف قياس الصفات الأساسية أو المهارات المستخدمة لتعريف وتقييم الأداء الوظيفي. بالإضافة الى التوظيف والإختيار، نموذج جدارات متين سيساعد في إدارة الأداء، و خطط التعاقب الوظيفي والتطوير الوظيفي.
الإختيار إستخدام المقابلة الوظيفية السلوكية والإختبارات حين الحاجة، لفحص المرشحن للوظيفة بالإعتماد على إمتلاكهم لجدارات المهمة الأساسية للوظيفة:
- توفر صورة كاملة عن إحتياج الوظيفة.
- تزيد إحتمالية إختيار ومقابلة الأشخاص المحتمل نجاحهم والحصول على الوظيفة.
- تقلل الإستثمار (في الوقت والمال) في الناس الذين لا يطابقون توقعات المنشأة.
- تمكن من أداء مقابلة وظيفية وعملية إختيار ممنهجة وصالحة.
- تساعد في التمييز بين الجدارات ذات القابلية للتدريب والجدارات صعبة التطوير.
التدريب والتطوير: تطوير خطط تدريب وتعليم الأفراد أو مجموعات من الموظفين على أساس الفجوة بين الجدارات الوظيفية المطلوبة من الوظيفة و الجدارات الوظيفية التي تتم معالجتها من قبل الموظف.
- تركيز خطط التدريب والتطوير نحو الجدارات المفقودة أو رفع مستوى إحترافية الجدارات الحالية.
- تمكين الأشخاص من التركيز على المهارات، المعرفة والصفات التي لها الأثر الأكبر على فعالية الوظيفة.
- التأكد أن فرص التدريب والتطوير متوافقة مع إحتياجات المنظمة.
- الإستخدام الفعال والأمثل تتدريب والتطوير من ناحية الوقت والمال.
- إعطاء هيكل جدارات للتدريب المستمر والتغذية الراجعة، من ناحية التدريب أو الإصلاح.
إدارة الأداء: تقديم مقاييس دورية للسلوكيات المستهدفة ونتائج الأداء المربوطة بعوامل المهمة المؤثرة على الجدارات الوظيفية
- توفير فهم موحد لما يجب أن يراقب، يقاس و يكافأ عليه.
- تركيز وتسهيل نقاشات تقييم الأداء بشكل مناسب على الأداء الفعلي والتطوير.
- توفير تركيز على جمع المعلومات عن تصرفات الأشخاص في الوظيفية.
- تسهيل عملية وضع الأهداف بفعالية حول جهود التطوير المطلوبة ونتائج الأداء.
المسارات الوظيفية: تطوير الخطوات المطلوبة للترقية والخطط طويلة المدى للنمو.
- توظيح المهارات، المعرفة والصفات المطلوبة في الوظيفة والوظائف التالية.
- تحديد المستويات المطلوبة من الإحترافية لكل وظيفة تالية.
- السماح بتحديد أهداف واضحة وصالحة وقانونية وسهلة التحقيق لترقية الموظفين.
- التخلص من الظن في عملية مناقشة الترقية وتطوير المسار الوظيفي.
التعاقب الوظيفي: المنهجية المركزة والدقيقة لجذب وتنمية الجدارات مهمة للمنشأة للإستمرار والإزدهار.
- توفير وسيلة لتقييم المرشحين بغض النظر عن الوظيفة.
- تركيز خطط التطوير والتدريب على الجدارات الغائبة والفراغات في مستويات الإحترافية في الجدارات.
- تمكين المنظمة من قياس عدد البدلاء الأقوياء، أو عدد المحتمل ان يكونو ذوي اداء عالي ومايحتاجونه ليصلوا الى المرحلة الأعلى.
- توفير هيكل جدارات لمقل المعرفة المهمة والمهارات والخبرة لمن يعقب، وإعداد المرشحين لهذا النقل من خلال التدريب والمراقبة.
تطوير منهج تطويري لبرامج تطوير القيادة وهي مكون أساسي في خطط التعاقب الوظيفي.
بناء نموذج جدارات[عدل]
الكثير من متخصصي الموارد البشرية يوظفون نموذج جدارات منافس لتقوية كل مايجب التركيز عليه في إداة المواهب. من التوظيف وإدارة الأداء، الى التدريب والتطوير، الى خطط التعاقب الوظيفي وأكثر. نموذج الجدارات الوظيفية هو نموذج شامل، ووصف وظيفي مبني على السلوك والموظفين المحتملين والحاليين ويمكن لمدرائهم أن يستعملوه لقياس وإدارة الأداء وإنشاء خطة تطوير وظيفي. وفي العادة ما يرفق برسم توضيحي للجدارات أيضاً. إنشاء نموذج جدارات للمنشأة عملية مهمة للموظف ولنجاح النظام. المنشأة لا يمكن أن تطور أداء الموظفين بدون أن يعرفوا ماهو أداء الموظفين أولاً. لفعل ذلك على المنشاة تطوير أسئلة مقابلة سلوكية، ويتم مقابل جيدو الأداء وذوي الأدء السيء أيضاً، مرجعة بيانات المقابلات (تتبع وترميز الكلمات والأوصاف المتكررة، وإختيار مجموعات المهارات والمعرفة والسلوك التي تمثل ذوي الأداء الأفضل وتسمى جدارات)
أحد أهم الأخطاء التي تقع فيها المنشئآت عند إنشاء نموذج الجدارات أنهم يركزون أكثر من اللازم على الوصف الوظيفي بدلا من سلوك الموظف. الخبراء قالوا أن إنشاء نموذج جدارات يتطلب الخطوات التالي:
- جمع المعلومات عن المهام والوظائف.
- مقابلة خبراء المهام لإستكشاف أهم الجدارات الحالية وكيف يتصورون تغيير مهامهم في المستقبل.
- تحديد السلوكيات لذوي الأداء المتميز.
- إنشاء ومراجعة (أو تدقيق) وإكمال النموذج الوظيفي.
عندما يتم الإنتهاء من نموذج الجدارات الوظيفية، خطوة أخيرة تتضمن الإعلان عن كيفية إستخدام نموذج الجدارات لدعم المبادرات الحالية مثل التوظيف، وإدارة الأداء، والتطوير الوظيفي، التعاقب الوظيفي وأي عملية من عمليات الموارد البشرية.
الإستعانة بمصادر خارجية لنموذج الجدارات[عدل]
أكثر السلبيات المذكورة من خبراء نماذج الجدرات بخصوص إنشاء النموذج هو الوقت المطلوب والتكلفة. وهذا أيضاً سبب مرشح لأن تكون بعض المنشئآت بدون نموذج جدارات أو لديها نموذج جدارات غير كامل وغير شامل. بناء نموذج جدارات يتطلب دراسة دقيقة للوظيفة، المجموعة، والمنشأة في الصناعة نفسها. العملية في العادة تحتوي على البحث عن الأداء والنجاح، مقابلة الموظفين ذوي الأداء المتميز، القيام بمجموات النقاش المركزة والدراسات الإحصائية.
في إجابة عن سؤال في حلقة ويبكاست جمعية الموارد البشرية (شرم) قال 67% من الحضور أن كتابة الوصف الوظيفي بعجالة يمكن أن تكون مشكلة جذرية في عدم إكمال الجدارات. تحديد وتجميع الجدارات هي عملية طويلة ممكن أن تتطلب في بعض الأحيان وقتاً وجهداً أكثر من ماتستعد له المنظمات. بدلاً من إنشاء نموذج الجدارات بأنفسهم، المنشئآت تُحَث على الإستعانة بالمختصين والمستشارين لتقييم منشئآتهم وإنشاء نماذج جدارات فريد وخاص بهم. هناك أكثر من طريقة يمكن للمنشأة أن تستعين بها بطرف خارجي في هذا المجال:
مكتبات الجدارات: المنشئآت التي لا تملك وقتاً ولا موارد لبناء وتطوير الجدارات يمكنها شراء مكتبة جدارات كاملة على الإنترنت. هذه الجدارات الموحدة يمكن تطبيقها على طل المنشئآت على كل الأقسام. المنشئآت يمكن أن تأخذ هذه الجدارات وتبدأ ببناء النموذج الخاص بها.
المختصون والإستشاريون: للمنشئآت التي ترغب في مساعدة متخصص لإنشاء نموذج الجدارات فالإستعانة بوسيط خارجي أمر ممكن. المختص أو المستشار يمكن أن يعمل مع المنشأة لتحديد الأسباب الجوهرية لتحديات العمالة. بتحديد هذه التحديات يمكن تشكيل خطط عمل مخصصة لتلبية الإحتياجات المطلوبة. في العادة هذه الحلول مختلفة لكل ثقافة و تحديات المنشأة.
أنظر أيضاً[عدل]
وصلات خارجية[عدل]
المراجع[عدل]
- ^ Collin, Audrey (1989). Managers' Competence: Rhetoric, Reality and Research. Personnel Review, 18, 6, pp. 20 - 25
- ^ Dreyfus، Stuart E.(February 1980)."A Five-Stage Model of the Mental Activities Involved in Directed Skill Acquisition". Storming Media.Retrieved on June 13, 2010.
- ^ Raven, J., & Stephenson, J. (Eds.). (2001). Competency in the Learning Society. New York: Peter Lang.
- Eraut, M. (1994). Developing Professional Knowledge and Competence. London: Routledge.
- Gilbert, T.F. (1978). Human Competence. Engineering Worthy Performance. New York: McGraw-Hill.
- Mulder, M. (2001). Competence Development – Some Background Thoughts. The Journal of Agricultural Education and Extension, 7, 4, 147-159.
- White, R. W. (1959). Motivation reconsidered: The concept of competence. Psychological Review, 66, 5, p. 297-333.
- http://www.shrm.org/hrdisciplines/orgempdev/articles/pages/competencymodelingmeetstalentmanagement.aspx
- http://www.shrm.org/templatestools/toolkits/pages/leveragingemployeecompetencies.aspx
- http://www.shrm.org/research/articles/articles/pages/competency_20models_20series_20part_20i__20competency_20models_20-_20an_20overview.aspx |
قبل أن نتحدث عن المدرسة التعبيرية يجدر بنا ان نتطرق إلى ثلاثة من أهم الفنانين الذين كانوا مرحلة في حد ذاتهم وخاصة بعد المدرسة التأثيرية، فلو تأملنا أعمالهم فاننا نرى فيها صفات التأثيرية، ولكننا إذا أمعنا النظر فاننا نرى اعمال هؤلاء تختلف عن أصحاب المذهب التأثيري أو الأنطباعي، ويجدر بنا أن نذكر أسماء هؤلاء الثلاثة وهو (بول شسيزان) و(فان جوخ) و(بول جوجان) فالذي يريد أن يتعرف شخصية الفن المعاصر في بداية القرن العشرين عليه أن يتعرف على الشخصيات الثلاث، لقد أبتعد هؤلاء عن المدرسة التأثيرية فصاروا مرحلة سميت ما بعد التأثيرية، وقد مهدت هذه المرحلة لظهور المدرسة التعبيرية والوحشية على حد سواء على أيه حال كان سيزان أبا للفن الحديث في القرن العشرين، لقد كان تمهيدا للعديد من الحركات الفنية، ولكن أوضحها هو التكعيبية التي تظهر في إسلوبه، وقد مهد (فان جوخ) للمدرسة التعبيرية، كما مهد (بول جوجان) الطريق للمدرسة الوحشية بأعتماده على الحس الفطري في رسم الأشكال، والآن وقد عرفنا شيئا عن بعض الفنانين الذين أثروا في القرن العشرين علينا أن نعود إلى المدرسة التعبيرية، بعد أن عرفنا ان الفنان (فان جوخ) هو الذي مهد الطريق لظهور مثل هذه المدرسة، فالتعبيرية مدرسة اتجاه فني يرتكز على تبسيط الخطوط والألوان لقد خرجت هذه المدرسة عن الأوضاع الكلاسيكية التي تقوم على تسجيل معالم الجسم بل الطبيعة، تسجيلا دقيقا، سواء في الخط، كما ذكرنا، أو في تلوين الأشكال فقد ركزت على دراسة الاجسام ورسمها والمبالغة في انحرافات بعض الخطوط أو بعض أجزاء الجسم وحركته، وهي بهذا تقترب في بعض الأحيان من الكاريكاتور. ثم أعتمدت هذه المدرسة على إظهار تعابير الوجوه والأحاسيس النفسية، من خلال الخطوط التي يرسمها الرسام، التي تبين الحالة النفسية للشخص الذي يرسمه الفنان، وقد ساعد على ذلك استخدام بعض الالوان التي تبرز انفعالات الاشخاص، بل تثير مشاعر المشاهد للموضوع التعبيري، إن التعبيرية وجه آخر للرومانسية، إن المذهب التعبيري يعيد بناء عناصر الطبيعة بطريقة تثير المشاعر والمذهب التعبيري قد صار يعمل على التنظيم والبناء من جديد للصورة الرومانسية، ولكن في إسلوب تراجيدي يتسم بما تعانيه الأجيال في العصر الحديث من قلق وأزمات.ويعد الفنان فان جوخ أشهر فناني هذه المدرسة والرائد الأول لها، والفنان (مونخ) والفنان (لوتريك). |
أغفلت «الأخبار»، بحسب متابعتي اليومية لها، على نحو لافت، أخباراً ضجت بها وسائل الإعلام الأخرى تخص سلوكيات شاذة لحزب الله في القرى الجنوبية، بينها تعرض عناصر من الحزب لأصحاب محال لبيع الكحول والتضييق عليهم لإقفال محالهم، لأسباب لا يخفى على أحد وجود نكهة إقصائية فيها لكل اختلاف في السلوك والمعتقدات، وحتماً لكلّ متمايز في الرأي السياسي. لا شأن لي في تقويم مهنية الصحيفة التي لا جدال حول استقطابها شريحة واسعة من القراء. ما يعنيني هو سياسة حزب الله في الاختباء وراء إصبعه، لدى مواجهة الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية. فعندما يتعامل كثير من مسؤولي الحزب في القرى الجنوبية (العديسة مثالاً)، بشيء من العنجهية، مع مواطنيهم، ويؤدي ذلك إلى الاصطدام بهم، واعتقال بعضهم لتأديبهم بسبب إشكال فردي، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه. ما حدث في العديسة أنّ إشكالاً فردياً وقع أمام حسينية البلدة بين مسؤول الحزب في البلدة وبعض أبنائها، تطوّر إلى تضارب بالأيدي والعصي والسكاكين.
حتى الآن، لا يزال الأمر طبيعياً، ويحدث في كل القرى والمدن، وفي أحسن العائلات كما يقال، لكن في اليوم التالي، قام عناصر من الحزب بالاقتصاص ممن شارك في الإشكال، واحتج أبناء من القرية لأنّ عناصر من الحزب اعتقلوا أحد المشاركين في الإشكال. وفي ذلك تثبيت لتهمة غالباً ما ينفيها الحزب عن نفسه، بأنّه ليس الدولة، ولا بديلاً عنها!
لكن ما حصل في العديسة، وقبله في حولا، وبعده في البازورية (بلدة السيد حسن نصر الله) لا يبشّر بالخير، لا لأنّه فعل مدان وحسب، بل لأنّ سلوكيات مماثلة عوّدتنا إيّاها ميليشيات أخرى غير حزب الله، فيما كان يبدو الحزب منضبطاً على نحو مخيف في سلوكه الاجتماعي والأمني مع الناس، فلازمة «لا عناصر غير منضبطين في حزب الله» لا تزال طنّانة في آذان اللبنانيين. وقد عودنا الحزب أنّه ليس في قاموسه «سلوك فردي» لعناصره، فتركيبته الأيديولوجية والحزبية تمنع أي خطأ أو تماد في ذلك المجال، وإذا حصل الخطأ والتمادي، تتكفل أجهزة المحاسبة في الحزب بتقويم ولجم الخطأ والتمادي.
لكن هذا ما لم يحصل في حولا مثلاً، عندما هاجم عناصر من الحزب محل الرجل الوحيد الذي يبيع الكحول في القرية، لإرغامه على الإقفال. سارع مسؤولون في الحزب عند سؤالهم، إلى إنكار علاقة حزبهم بما حدث، وعلّقوا المسؤولية فوراً على شمّاعة «الأهالي». إشكال حولا ذاك، الذي أغفلت ذكره «الأخبار»، ذكرته جريدة «السفير» بشيء من التورية الواضحة، فهي إذ ذكرت انتقال «مسلسل منع المشروبات الروحية إلى حولا»، أكدت وقوع «إشكال في بلدة حولا، في قضاء مرجعيون بين مالك محل لبيع المشروبات (و. خ.)، وعناصر حزبيين دخلوا إلى المحل (عناصر من حزب الله) وطلبوا من (خ) إقفاله، فلما لم يمتثل الأخير لطلبهم حصل عراك وتضارب بالأيدي داخل المحل، بين العناصر وصاحبه، الذي جرت نجدته من عناصر من حزب آخر (حركة أمل)، ما أدى إلى إصابة شخصين بكدمات وأضرار مادية في المحل. وأعقبت ذلك حالة من التوتر في البلدة بين تنظيمين حزبيين (حزب الله والحزب الشيوعي اللبناني)، ما دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى الدخول إلى البلدة، والعمل على حلّ الإشكال وتسيير دوريات داخل البلدة وعلى طريقها وفتح تحقيق في ما جرى».
ما ذكرته «السفير» مواربة عن حولا، عرضته بوضوح عن إشكال في البازورية، (الخبر غيبته «الأخبار» تماماً). لنقرأ معاً خبر «السفير» (17/8/2011): «أقدم مجهولون قبل أيام على تهديد المدعو أ. ش. وهو صاحب محل لبيع المشروبات الروحية في بلدة البازورية في قضاء صور، بواسطة بيان موقع باسم «أنصار المهدي»، ما دفع الأخير إلى إقفال محله، بعد تحذيره بإحراق محتوياته والتعرض له شخصياً. وقال مقربون من أ. ش.: «إنّ الحادثة جاءت بعد سلسلة من المضايقات، كانت قد بدأت قبل أكثر من سنة، عندما أنذر أحد رجال الدين في البلدة ويدعى ر. ح، صاحب المحل بضرورة التوقف عن بيع المشروبات الروحية، التي يمتلك أ. ش. ترخيصاً رسمياً ببيعها». وعندما لم يمتثل صاحب المحل ويوقف مزاولة عمله، انطلاقاً من كونه يملك ترخيصاً رسمياً من ناحية، ومن عدم صلاحية الجهة التي حذّرته، قصد رجل الدين المذكور قبل مدة قصيرة صاحب المحل برفقة شاب آخر، طالباً منه التوقف عن بيع المشروبات. وبعد أيام على الحادثة، وُضع البيان التحذيري، الذي وقعته جهة تطلق على نفسها اسم «أنصار المهدي»، أمام باب المحل.
وأوضح المقربون أنّهم راجعوا حزب الله في الموضوع، على اعتبار أنّ رجل الدين ر. ح. مقرب من الحزب، فما كان من الأخير إلا أن «أعلن عدم علاقة الحزب بالقضية، لا من قريب ولا من بعيد، وعدم ارتباط رجل الدين المذكور بالحزب»، مشيراً إلى «أنّ تصرفه شخصي».
«التصرف الشخصي» هو التعبير الآخر عن مصطلح «الأهالي»، الذين سبق لحزب الله أن استخدمهم في «بوز المدفع»، عندما أراد تصفية حساباته مع قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. ذلك الانطباع هو حقيقة في أذهان الجميع، أهالٍ ومتابعين ومراقبين، وهو يستخدمهم اليوم لحرق الإطارات في القرى الجنوبية الغاضبة من انقطاع الكهرباء، كنوع من تنفيس الغضب الذي يزداد لدى «الأهالي» على الحكومة التي أتى بها حزب الله، وتبيّن أنّها لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، لجهة إغفال الهمّ المعيشي للناس، لكنّ الحزب إذ يستخدم جمهوره حجة يعلّق عليها أخطاءه ومناوراته السياسية والاجتماعية، يغفل عن حقيقة أنّ هؤلاء «الأهالي»، أو بعضهم على الأقل، يمكنهم أن يتململوا من الواقع الذي يعيشون فيه، وخصوصاً مع ضيق أفق الحريات الفردية في الجنوب، وتحوّل بعض مسؤولي الحزب أو المحسوبين عليه والمتمتعين بسلطته وسلطانه، في بعض القرى، إلى مطاوعين على الطريقة السعودية، ينهون الناس عن المنكر، ويأمرونهم بالمعروف، في تطبيق صارم لقواعد الحزب الثقافية والاجتماعية والأيديولوجية، مع مجتمع لم يتحوّل إلى مجتمع يطبق الشريعة الإسلامية، غير آبه بالقوانين المرعية الإجراء في لبنان.
في سلوك الحزب ما يذكّر برواية جورج أورويل «1984» عن «الأخ الأكبر» الذي يسيطر على جميع تفاصيل حياة الناس، الذين يعيشون تحت المراقبة المستمرة طيلة حياتهم، ويتحكم في مشاعرهم، ويوجّه تصرفاتهم، لكن حزب الله يصطدم أخيراً بنفسه ومجتمعه، في محاكاة صارخة لقول فريديريك نيتشه، «في الأحوال السلمية ينقضّ الإنسان المحارب على نفسه»، ويُخشى عليه ومنه، أن يتحوّل بذلك إلى نموذج آخر لحركات أخرى دخلت في بازار «تربية» الناس، وخرجت منه بدرس لا يُنسى، لقّنها الناس إيّاه.
* صحافي لبناني |
ترحيل عدد من أعضاء القافلة .. و 600 في السجون .. والعالم يحتج
محتجون يحيطون بمنزل السفير الإسرائيلي في أنقرة .. وأمريكا: ما يحدث في غزة يجب ألا يستمر
طالبت تركيا اليوم بأن تدفع إسرائيل تعويضات لعائلات القتلى والجرحى الذين سقطوا عندما هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. في الوقت الذي رحلت السلطات الإسرائيلية بترحيل عدد من أعضاء قافلة المساعدات، بينما لا يزال 600 في السجون الإسرائيلية. وقال أحمد أوزومكو، مبعوث تركيا إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، الذي عقد جلسة مناقشة عاجلة حول الحادث "ما قامت به إسرئيل لم يكن مبررا" ويشكل "انتهاكا جسيما للقانون الدولي". وأضاف "يجب تعويض عائلات القتلى والجرحى"، وطالب المجلس بـ"إرسال بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق" للتحقيق في الحادث. ويعتقد أن معظم القتلى والجرحى من المواطنين الأتراك. وأفادت بيانات للجيش الإسرائيلي بأن العملية العسكرية التي قامت بها البحرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء، بينما أشارت تقارير أخرى إلى سقوط 19 قتيلا. وفي أنقرة طوق محتجون منزل السفير الإسرائيلي الذي توارى عن الأنظار وسط مطالبات بطرده فورا. من جانبها قالت الولايات المتحدة اليوم إنها "منزعجة بشدة" بسبب الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة نشطاء. وخلال كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قالت السفيرة ايلين تشامبرلين دوناهو إن الولايات المتحدة تتوقع إجراء تحقيق شفاف وذي مصداقية" في الحادث. وقالت دوناهو في جنيف "في نهاية المطاف، هذا الحادث يبرز الحاجة إلى المضي قدما بسرعة في مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى سلام شامل في المنطقة". وكررت الموقف الذي أعرب عنه مجلس الأمن الدولي مساء أمس في نيويورك أن "الوضع في غزة لا يمكن استمراره وليس في مصلحة أي من الأطراف المعنية". وقالت السفيرة الأمريكية إن الولايات المتحدة ستعمل مع اللاعبين في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، للسماح بـ"دخول ما يكفي" من السلع الإنسانية، بما في ذلك مواد البناء.
رئيس الموساد: إسرائيل اصبحت عبئا على الولايات المتحدة
اعتبر رئيس جهاز (الموساد) الاسرائيلي مئير دغان اليوم أن اسرائيل تحولت تدريجيا من كنز استراتيجي إلى عبء على الولايات المتحدة الأمريكية. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة (هاآرتس) العبرية عن دغان قوله خلال جلسة لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلية ان "الولايات المتحدة كانت على وشك طرح خطة سلام لارغام الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على قبول الخطة الأمريكية لكنها توصلت إلى قناعة بأن فرض الخطة لن يؤدي إلى اتفاق سلام". وتعرضت إسرائيل لانتقادات حادة وشديدة من كافة انحاء العالم احتجاجا على هجومها على قافلة سفن الحرية وقتلها واصابتها عشرات المتضامنين العزل الذين كانوا يحملون مساعدات انسانية واغاثية لقطاع غزة.
كلمة ساخنة لاردوغان وتركيا تطالب إسرائيل بفك الحصار عن غزة ومصر تفتح معبر رفح
طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل اليوم برفع الحصار غير الانساني الذي تفرضه على قطاع غزة بأسرع وقت ممكن في خطاب القاه امام البرلمان التركي انتقد فيه الغارة الاسرائيلية على قافلة سفن مساعدات متجهة الى القطاع الساحلي. وقال اردوغان انه على المجتمع الدولي ان يجري تحقيقا في العملية التي نفذتها قوات كوماندوس اسرائيلية لايقاف سفينة تركية كانت تحمل مساعدات لغزة.
إلى ذلك ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أمام المعونات الانسانية. وقالت أن القرار صدر "في إطار تحرك مصر لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
حقوق الإنسان تدعو لاجتماع طارئ
مجلس حقوق الإنسان يدعو لاجتماع طارئ حول الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ بعد ظهر الثلاثاء في جنيف حول الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" المحمل مساعدات لقطاع غزة كما أعلنت المتحدثة باسم المجلس. وقالت المتحدثة في تعميم الى الصحافيين "أن المجلس سيعقد اجتماعا طارئا حول الحادث المتعلق بالأسطول المتوجه إلى غزة من الساعة 15,00 الى 18,00" (13,00 الى 16,00 ت غ). وأوضحت ان هذا الاجتماع الطارئ دعت إلى عقده جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
مجلس الأمن يدين الهجوم على أسطول الحرية
أدان مجلس الأمن اليوم الثلاثاء التصرفات التي أدت إلى مقتل مدنيين أثناء العملية الإسرائيلية أمس الاثنين ضد قافلة سفن المساعدات التي كانت متجهة إلى قطاع غزة ودعا إلى تحقيق حيادي. وفي بيان رسمي تمت الموافقة عليه بعد أكثر من عشر ساعات من المفاوضات وراء أبواب مغلقة طالب المجلس بالإفراج الفوري عن السفن والمدنيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
إسرائيل تحتجز 610 من نشطاء أسطول الحرية
أكد متحدث باسم هيئة السجون الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن إسرائيل تحتجز 610 من نشطاء "أسطول الحرية" الأجانب بأحد السجون جنوبي البلاد. وأوضح أن المواطنين الأجانب محتجزون في "ظروف جيدة" في زنزانات تتسع لشخصين أو لأربعة أشخاص في سجن جديد يسمى "إيلا" افتتح فقط منذ عشرة أيام بمدينة النقب جنوبي إسرائيل ويتسع لنحو 800 نزيل. وأشار إلى أن معظم النشطاء الذين وصلت أول مجموعة منهم في وقت متأخر بعد ظهر أمس الاثنين والمجموعة الأخيرة صباح اليوم الثلاثاء جاءوا بدون متعلقات شخصية ، ولذا سيتم إعطاءهم جميعا ملابس داخلية وفرش وبطاطين وستقدم لهم وجبات.
كافة تداعيات القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية
فيما يلي تداعيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحاول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر البحر
الغضب يعم الكويت أثر العدوان الإسرائيلي على الأسطول
عم الغضب الكويت اثر العدوان الإسرائيلي على سفن المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة حيث اعتصم مئات من الكويتيين والمقيمين وأهالي المحتجزين الكويتيين أمام مجلس الأمة منددين بالجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل قبل أن يعقد أهالي المحتجزين الكويتيين اجتماعا مطالبين المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي بضمان سلامة النشطاء وسلامة ابنائهم المتضامين
متظاهر في العاصمة اليونانية أثينا يواجه الغاز المسيل للدموع في تظاهرة حاولت اقتحام السفارة الإسرائيلية في اليونان
منظمات حقوقية دولية تدعو لإجراء تحقيق في الهجوم الإسرائيلي
دعت اثنتان من المنظمات الحقوقية الدولية أمس الاثنين للتحقيق في قيام القوات الإسرائيلية بقتل ما لا يقل عن تسعة من النشطاء على متن أسطول من السفن كان يحمل مساعدات إنسانية ويتجه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقال مالكوم سمارت مدير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشنال" :" يبدو جليا أن القوات الإسرائيلية لجأت لاستخدام القوة المفرطة". ودعت نظيرته في منظمة "هيومان رايتس ووتش" سارة ليه ويتسون ، لإجراء "تحقيق فوري ونزيه وموضوعي". وأضافت ويتسون " نظرا لسجل إسرائيل السيئ فيما يتعلق بالتحقيق في عمليات القتل غير القانونية على يد قواتها المسلحة...يتعين على المجتمع الدولي مراقبة أي تحقيق عن كثب..لضمان وفائه بالمعايير الدولية الأساسية .. ولضمان مثول المخطئين أمام العدالة".
القذافي: وزر هذه الجريمة البشعة تتحمله أمريكا ودافع الضرائب الأمريكي
بعث الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس القمة العربية أمس الاثنين برقية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول سفن الحرية والذي أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة عدد آخر. وجاء في برقية الزعيم الليبي "سيادة الرئيس بركه حسين أوباما... إن وزر هذه الجريمة البشعة لا يتحملها الإسرائيليون بل تتحملها أمريكا ويتحملها دافع الضرائب الأمريكي المسكين الذي يمول هذا الكيان الاستعماري ويمول الأسطول السادس الذي يحميه ". وأضاف "إن الزوارق التي قتلت الاثنين عشرات المدنيين العزل من فاعلي الخير ودعاة السلام من جميع الأمم ما كان لها أن تفعل ذلك لولا استنادها على الأسطول السادس الأمريكي".
تركيا تطالب بالإفراج عن نشطاء غزة وجثث الضحايا
طالبت الحكومة التركية في وقت متأخر أمس الاثنين بأن تفرج إسرائيل عن جثث النشطاء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي أمس، بالإضافة إلى السفن الست ومئات الناشطين الذين يبدو أنهم محتجزين لدى إسرائيل. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل أن يقطع زيارته لشيلي عائدا لبلاده ليتابع مستجدات الأزمة :" هذا موقف قومي..سوف ندرس ما يمكننا فعله". وأضاف أردوغان "يجب إطلاق سراح السفن وكل النشطاء على متنها فورا..نريد معلومات كاملة عن الضحايا ..ونطالب بنقل الجثث ومساعدة المصابين على الفور".
وفي مسعى للحيلولة دون تعرض المجتمع اليهودي في تركيا لأي مضايقات ، تعهد أردوغان بان توفر الحكومة التركية الحماية للأتراك اليهود. وقتل عدد من المدنيين لا يقل عددهم عن تسعة أشخاص ومن الممكن أن يصل عددهم إلى 19 شخصا ، في وقت مبكر امس الاثنين عندما اجتاحت عناصر قوات الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية أسطولا من ست سفن كانت في طريقها لقطاع غزة. ووقع الهجوم ، حسبما تقول إسرائيل ، بعد أن رفضت السفن ان تعود أدراجها أو التوجه لميناء أشدود الإسرائيلي . وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولينت أرينك لشبكة "تي آر تي" التلفزيونية التركية :"لا يمكننا إعلان الحرب ضد إسرائيل بسبب هذا الهجوم..لن يكون هذا موقفا صحيحا". ومن المقرر أن يتوجه ممثلون للهلال الأحمر التركي لإسرائيل اليوم الثلاثاء لبحث نقل الجثث والمصابين إلى تركيا.
شافيز يهاجم إسرائيل بشدة بسبب "المذبحة الوحشية" ضد أسطول الحرية
انتقد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز اسرائيل بشدة أمس الاثنين بسبب الهجوم الذي نفذته قواتها ضد أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة، ووصفه بأنه "مذبحة وحشية". ووصف شافيز الهجوم بأنه "عمل حرب نفذه الجيش الإسرائيلي ضد مدنيين عزل" كانوا يحاولون كسر "حصار إجرامي" تفرضه إسرائيل. وأضاف البيان أن فنزويلا "ستواصل التنديد بالطبيعة الإرهابية والمجرمة للحكومة الإسرائيلية حتى في الوقت الذي تؤكد فيه فنزويلا مجددا اليوم وأكثر من أي وقت مضى التزامها القوي تجاه نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والسيادة الوطنية والكرامة". قطعت فنزويلا علاقاتها مع إسرائيل في يناير عام 2009 احتجاجا على ما وصفته "بالفظاعات" التي ارتكبتها إسرائيل خلال عملياتها العسكرية على قطاع غزة في ديسمبر 2008 .
قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين في العاصمة المصرية
الصين "مصدومة" بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وتطالب الأمم المتحدة برد سريع
أعربت الصين عن "صدمتها" بهجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول إنساني دولي كان متجها إلى غزة وطلبت "ردا سريعا" من الأمم المتحدة بعد الهجوم الذي أوقع تسعة قتلى. وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوشيوي الاثنين "صدمنا بالهجوم الإسرائيلي على الأسطول التركي الذي كان ينقل المساعدة الإنسانية إلى غزة وأوقع ضحايا ونحن ندينه". ومن ناحيته، قال مندوب الصين في الأمم المتحدة يانغ تاو خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الاثنين "نحن مع رد سريع من مجلس الامن (الدولي) كي يتخذ الإجراءات المناسبة"، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة. ودعا المتحدث باسم الوزارة أيضا إسرائيل إلى تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يخضع لحصار منذ 2007 وان تطلب قرارات مجلس الأمن الدولي.
تنديد دولي
هاجمت وحدات إسرائيلية في المياه الدولية الأسطول الدولي لناشطين مؤيدين للفلسطينيين كانوا متوجهين الى قطاع غزة المحاصر ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وأثار استياء دوليا اغرق إسرائيل في أزمة دبلوماسية خطيرة.
واجبر هذا الهجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اختصار زيارته لكندا والولايات المتحدة حيث كان مقررا ان يلتقي الرئيس باراك اوباما الثلاثاء، والعودة الى بلاده. وأعلن نتانياهو في اوتاوا انه "يأسف" لسقوط خسائر بشرية، مؤكدا ان الجنود الإسرائيليين اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم. وخلال اتصال هاتفي مع نتانياهو، طلب الرئيس الاميركي معرفة كل الظروف الدقيقة لهذا الهجوم "في اسرع وقت ممكن".
وفي هذه الاثناء اجتمع مجلس الامن الدولي بصورة عاجلة لمناقشة التدخل العسكري الاسرائيلي ضد اسطول الحرية المؤلف من ست سفن كانت تنقل مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين واطنانا من المساعدات الى غزة.
واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين ان اسرائيل "فقدت كل شرعية دولية" وذلك اثناء جلسة مناقشة في مجلس الامن الدولي حول الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية المتوجه الى غزة. وفي خطاب شديد اللهجة في مستهل المناقشة، اكد داود اوغلو ان اسرائيل ارتكبت "جريمة خطيرة، مستهترة في شكل كامل بكل القيم التي اقسمنا على الدفاع عنها منذ قيام الامم المتحدة".
واتهمت السلطات الاسرائيلية التي كانت اعلنت نيتها منع اسطول الحرية من الوصول الى قطاع غزة بالقوة، منظمي الرحلة بانهم "تسببوا باعمال العنف" على متن السفينة التركية مافي مرمرة. لكن هؤلاء ردوا باتهام الجنود الاسرائيليين باطلاق النار من دون مبرر. واتهمت تركيا اسرائيل بانها ارتكبت عملا هو بمثابة "إرهاب دولة" واستدعت سفيرها في تل ابيب، وخصوصا ان العديد من ضحايا الهجوم من مواطنيها. من جهتها، دعت الدولة العبرية مواطنيها الى عدم التوجه لتركيا. وخفض الجيش الإسرائيلي حصيلة الهجوم وقال أن تسعة ركاب قتلوا وأصيب سبعة جنود على الأقل. لكن منظمة تركية غير حكومية في غزة تحدثت عن 15 قتيلا على الأقل معظمهم من الأتراك. واعلن الجيش الإسرائيلي ان إعمال العنف انحصرت في السفينة التركية ولم يقع اي حادث على السفن الخمس الاخرى. وقالت المتحدثة باسم شرطة الهجرة سابين حداد انه تم اعتقال 83 ناشطا "حتى الان" بينهم "25 وافقوا على ان يتم ترحيلهم". وأضافت أن "الباقين سيرسلون إلى السجن" متوقعة أن يتم اعتقال "مئات آخرين" خلال الليل. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو "بذلنا كل الجهود الممكنة لتفادي هذا الحادث. لقد تلقى الجنود تعليمات ان المطلوب تنفيذ عملية للشرطة مع التزام اكبر قدر من ضبط النفس". وأضاف "مع الأسف، لقد تعرض (الجنود) لهجوم عنيف جدا من جانب الأشخاص على متن السفينة، بوساطة قضبان حديدية وسكاكين مع إطلاق رصاص حي". وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكينازي ان "عنفا شديدا اندلع (على متن السفينة التركية) ما ان وصلت قواتنا الى متن السفينة. كان الامر معدا سلفا، وكان هناك أسلحة وقضبان حديدية وسكاكين وحتى اسلحة نارية".
من جهته، اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان سفن اسطول الحرية الذي وقع ضحية هجوم اسرائيلي تم "تفتيشه بشكل صارم" ولا يتضمن اي شيء اخر غير "المساعدة الانسانية" و"متطوعين مدنيين". واعلن اردوغان في سانتياغو "اود ان اقول للعالم، الى رؤساء الدول والحكومات ان هذه السفن التي انطلقت من دول اخرى ومن تركيا تم تفتيشها بشكل صارم في اطار قواعد الملاحة الدولية وكانت محملة فقط بالمساعدة الانسانية".
امراة تسقط في المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين ضد عمليات القتل المنظمة التي مارستها القوات الإسرائيلية ضد أسطول الحرية قبالة السفارة الإسرائيلية في باريس
وفي اليونان، حيث ألغت الحكومة زيارة لرئيس أركان القوات الجوية الاسرائيلية كانت مقررة الثلاثاء، تحدثت منظمة غير حكومية شاركت في القافلة الإنسانية عن تعرض سفينة يونانية لإطلاق رصاص حي انطلاقا من مروحيات وزوارق مطاطية اسرائيلية. وبعد الهجوم، تم اقتياد السفن الى اسرائيل ووصلت كلها مساء إلى ميناء أسدود جنوبا. واعتقل 83 ناشطا حتى الان بينهم 25 وافقوا على الترحيل، بحسب شرطة الهجرة. واضافت الشرطة "الباقون سيذهبون الى السجن"، مضيفة ان "مئات الاعتقالات الاخرى" متوقعة ليلا.
وفي غزة، دعت حركة حماس إلى "الانتفاض" امام سفارات اسرائيل في العالم احتجاجا على الهجوم. كما دعت حماس وفتح الى تحركات احتجاجية اخرى داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها. كما اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان اجتماعا طارئا للجامعة سيعقد الثلاثاء للبحث في الخطوات التي ستتخذ بعد الهجوم.
وسارت تظاهرات عدة ضد الدولة العبرية في الاردن ولبنان ومصر وايران وغزة والعراق وتركيا وكذلك في عدد من المدن الاوروبية. وتظاهر نحو 200 شخص الاثنين امام مقر الامم المتحدة الاوروبي في جنيف للتنديد بهجوم الجيش الاسرائيلي على اسطول المساعدات الى غزة.
وفي الرباط تظاهر نحو الفي شخص الاثنين ضد الهجوم الاسرائيلي الذي قتل خلاله تسعة اشخاص، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وفي موريتانيا، تظاهر مئات الاشخاص في نواكشوط الاثنين ضد الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الى غزة، منددين ب"وحشية الصهاينة"، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وسار المتظاهرون الى مقر الامم المتحدة في وسط نواكشوط. وطالبوا ب"ادانة وحشية الصهاينة الذين يهاجمون المدنيين العزل ...".
واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دان الهجوم، الحداد ثلاثة ايام على ضحايا الهجوم. واعتبر عباس ان اسرائيل تعمدت مهاجمة اسطول الحرية الذي كان في طريقه الى قطاع غزة لمنع العالم من "دعم الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن قطاع غزة". وقال عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية ان "اسرائيل تعمدت اليوم الاعتداء على اسطول الحرية من اجل ردع العالم عن دعم الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن قطاع غزة". واضاف ان "اسرائيل مصرة على ابقاء الحصار على اهلنا في غزة، لهذا قامت بهذا العمل الاثم والمجزرة الآثمة ضد هؤلاء الابرياء، وهذه المرة لم تكتف بمنع المعونات والمساعدات عن الناس بل امعنت قتلا وتجريحا بالناس، لذلك نحن لن نسكت على ذلك".
واعلن المتحدث باسم الحلف الاطلسي جيمس اباثوراي الاثنين ان سفراء دول الحلف سيعقدون الثلاثاء اجتماعا طارئا بناء على طلب تركيا لبحث الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة. وقال المتحدث لوكالة فرانس برس ان "اجتماعا لمجلس الحلف الاطلسي" الذي يضم السفراء ال28 للدول الاعضاء في الحلف "هو قيد التحضير لبعد ظهر غد (الثلاثاء) بناء على طلب السلطات التركية".
تظاهرات في السويد والنرويج ضد الهجوم الإسرائيلي
تظاهر آلاف الأشخاص الاثنين في السويد والنرويج للتنديد بالهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية لغزة والذي اثار موجة استنكار واستياء دولية. ففي السويد، تجمع قرابة 600 شخص بحسب الشرطة في وسط ستوكهولم وسط هتافات "قاطعوا إسرائيل!" او "إسرائيل الى لاهاي" حيث المحكمة الجنائية الدولية، ورافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "هناك سفن أخرى تتجه إلى غزة". وأعلن المتظاهر ياسر السيد في الثلاثين من العمر بغضب لوكالة فرانس برس "ان مهاجمة هذه السفن تجعل من إسرائيل دولة إرهابية. لقد هاجموا مدنيين". وجرت تظاهرات اخرى في عدد من المدن السويدية مع آلاف المشاركين في غوتبورغ وحوالي 600 في مالمو. وفي النرويج، سار مئات الأشخاص الى سفارة إسرائيل في أوسلو حيث احرقوا أعلاما إسرائيلية. وأمام الحشود أعلن ايرلينغ فولكفورد من حزب "احمر" اليساري المتطرف "لقد كنا شهودا على جريمة رهيبة". وأضاف "انه عمل إرهابي تسمح به الحكومة وتستخدم كوماندوس لمهاجمة سفن مساعدة ومدنيين".
ودانت الحكومة التشيلية الاثنين هجوم الجيش الإسرائيلي على الاسطول الذي كان ينقل مساعدات انسانية الى الفلسطينيين في غزة، ونددت باستخدام القوة "ولا سيما في هذه الحالة داخل المياه الدولية". واعربت الحكومة التشيلية "عن الاسف لرد الفعل العنيف للقوات الاسرائيلية ضد مجموعة سفن مدنية، ترفع احداها العلم التركي، وكانت متوجهة الى قطاع غزة"، كما اعلنت وزارة الخارجية في بيان.
وعلى غرار منظمة العفو الدولية التي طالبت ب"تحقيق مستقل يتمتع بمصداقية" ارتفعت اصوات عديدة للمطالبة بالقاء الضوء على الهجوم الاسرائيلي الذي حصل في المياه الدولية.
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" ازاء الهجوم الاسرائيلي على سفن كانت تنقل برلمانيين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين وصحافيين ومثقفين من جميع انحاء العالم ارادوا نقل مساعدات الى قطاع غزة والعمل على رفع الحصار الاسرائيلي عن هذا القطاع. وقال الامين العام للامم المتحدة "من الضروري اجراء تحقيق كامل لتحديد كيفية وقوع حمام الدم هذا".
كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون وممثل اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير بفتح تحقيق.
وفي حين أعرب الفاتيكان عن "المه وقلقه"، استدعت العديد من الدول سفراء إسرائيل لديها لطلب ايضاحات حول ملابسات الهجوم مثل فرنسا ومصر والأردن والنمسا واليونان وايرلندا والسويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا والنمسا واسبانيا. وأعربت دول أخرى عن قلقها على رعايا لها كانوا على متن سفن أسطول الحرية.
ورات موسكو ان "استخدام السلاح ضد مدنيين واعتراض سفن في عرض البحر من دون اسباب قانونية يشكلان خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي".
واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها اتصلت بنتانياهو واردوغان وابلغتهما "قلقها العميق" مضيفة "علينا القيام بكل ما هو ممكن لتجنب التدهور".
ودعت لجنة المتابعة العربية العليا في اسرائيل في بيان الاثنين الى التظاهر في كل القرى والمدن العربية في اسرائيل كما دعت الى الاضراب العام يوم الثلاثاء احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي.
وفي اوروبا تميزت الادانات بلهجتها القاسية فكانت "غير مقبولة على الاطلاق" بالنسبة الى السويد، و"غير متناسبة وخطيرة ومقلقة" بالنسبة لاسبانيا، و"ردا غير مقبول على الاطلاق" على مهمة انسانية لايرلندا. واعتبرت المانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال ان الهجوم "لم يكن متناسبا" واعربت روما عن "الاسف لسقوط ضحايا مدنيين".
في بروكسل توافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي الاثنين على بيان "يدين" استخدام العنف خلال الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية، ودعوا إلى إجراء تحقيق "حيادي". ودعت الجامعة العربية إلى اجتماع استثنائي في القاهرة الثلاثاء.
منظمة المؤتمر الإسلامي أعربت عن "إدانتها الشديدة وتأثرها" حسب ما أعلن رئيسها الرئيس السنغالي عبدالله واد. وطالب الاتحاد الإفريقي بتحقيق لكشف ملابسات الهجوم الذي وصفته باكستان ب"الوحشي وغير الإنساني".
مجلس الأمن يعقد جلسة لبحث مهاجمة إسرائيل لأسطول الحرية
عقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة أمس الاثنين لمناقشة مهاجمة اسرائيل لقافلة من السفن المحملة بالمساعدات كانت متجهة لغزة ودعا معظم اعضاء المجلس المكون من 15 عضوا الى اجراء تحقيق شامل.
وبعد اجتماع مفتوح دام 90 دقيقة انتقل المجلس الى اجراء مشاورات خلف أبواب مغلق. وقال دبلوماسيون ان المبعوثين يتفاوضون بشأن نص بيان مقترح يصدره المجلس وهي مهمة استمرت حتى وقت متاخر من الليل. وتفرض اسرائيل حصارا منذ ثلاث سنوات على قطاع غزة في خطوة انتقدها المسؤولون بالامم المتحدة لتسببها فيما يسمونه أزمة انسانية. وردد كثير من أعضاء المجلس بيانات أصدرتها حكومات بلادهم في وقت سابق اليوم وتندد أو تنتقد ما فعلته اسرائيل وقالوا انه حان الوقت لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة رفعا كاملا. وأبدت الولايات المتحدة رد فعل متحفظا. وقال نائب سفيرها في الأمم المتحدة اليخاندرو وولف أن واشنطن تأسف أشد الأسف لإزهاق أرواح وتريد من إسرائيل إجراء "تحقيق جدير بالمصداقية ويتسم بالشفافية ."
وانتقد المبعوث الامريكي محاولة منظمي القافلة كسر حصار اسرائيل لغزة. وقال "ان تقديم معونات بشكل مباشر عن طريق البحر ليس أمرا ملائما أو معقولا وليس بالقطع فعالا في ظل هذه الظروف."
وقال نائب السفير الإسرائيلي دانييل كارمون للمجلس أن القافلة "قد تكون أي شأ" غير بعثة إنسانية. وأضاف أن منظميها "استخدموا على نحو يبعث على السخرية ستار المعونات الإنسانية لإرسال رسالة كراهية وتنفيذ عنف."
متظاهرون ضد العنجهية الإسرائيلية يحملون علم فلسطين في مدينة برشلونة الإسبانية
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت انه توجد "حاجة ماسة ان تتحلى اسرائيل بضبط النفس" ووصف حصار غزة بانه "غير مقبول وضار." وقال دبلوماسيون ان النقاط محل الخلاف في بيان المجلس المقترح تتضمن هل ينبغي ان يكون التحقيق مستقلا وكيفية تحديد من يقع عليه اللوم في الحادث.
وجاء انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس الامن بناء على طلب تركيا ولبنان وهما من الاعضاء غير الدائمين بالمجلس. وقال المراقب الفلسطيني الدائم لدى الامم المتحدة رياض منصور للصحفيين قبل الجلسة انه يأمل في اجراء سريع من مجلس الامن. وقال "نأمل ان يتخذ مجلس الامن في نهاية اليوم قرارا حاسما..رد فعل لمحاسبة اسرائيل..وادانة هذا العمل" مضيفا ان اسرائيل يجب ان "ترفع الحصار المفروض على شعبنا في غزة". |
"مضادات الدوبامين"
مضادات الدوبامين : ـ تشمل : الفينوتيازين ، الميتوكلوبراميد ، الدومبيريدون . ـ تستخدم لمعالجة القياء والغثيان الناجمين عن مختلف االسباب بما فيها التأثيرات السامة لبعض األدوية ، وللوقاية قبل العمليات الجراحية . ـ قد تتجاوب االضطرابات الدهليزية للمعالجة بالفينوتيازينات رغم ازدياد خطر عدم التوازن خاصة لدى الكهول . مضادات الهستامين : ـ تفيد في عالج متالزمة منيير وغيرها من االضطرابات التيهية ومن الممكن استعمالها لمنع دوار السفر شريطة ان يعطى الدواء قبل الرحلة . ـ تسبب هذه المركبات النعاس ، لذا يجب تحذير المريض من خطر قيادة المركبات واآلليات. ـ وتتداخل هذه المركبات مع الكحول وغيره من مثبطات الجهاز العصبي المركزي . ـ مثالها : الديمينهيدرينات .3- مضادات الفعل الكوليني: ـ تؤثرعلى مركز القياء إلى جانب تاثيرها الموضعي المثبط للفعالية الهضمية الزائدة ، ويمكن استخدامها للسيطرة على دوار السفر . ـ من آثارها الجانبية : جفاف الفم ، شلل العضلة الهدبية ، الوسن . مضادات السيروتونين - 3 (53: )HT ـ تقوم بحجب منعكسات الغثيان والقياء الناتجة عن تنبيه مستقبالت السيروتونين في كل من االمعاء الدقيقة ومنطقة جذع الدماغ (. )CTZ ـ مثالها : االوندانسيترون ، وهو أحد حاصرات السيروتونين -3 ، يتميز بانتقائية عالية وفعالية شديدة ، اليملك خصائص مضادة للدوبامين وال يترافق بتأثيرات جانبية خارج هرمية . يعطى بالحقن الوريدي البطيء او بالتسريب الوريدي ويتبع ذلك بمعالجة فموية . |
الرياض: د. عبير مبارك
مع حلول الشهر الخامس للحمل يبدأ الشعور بالحيوية والعافية والتألق للتحسن الملحوظ للبشرة والشعر، ولظهور ملامح الحمل المتمثلة في كبر حجم البطن فلقد آن الأوان لارتداء ملابس الحمل الفضفاضة المريحة.
يقوم الطبيب في هذا الشهر بالفحص الدوري المعتاد والذي أشرنا إليه سابقا بالإضافة إلى سماع ضربات قلب الجنين والفحص الخارجي لحجم وشكل الرحم.
* ماذا تشعرين:
ـ بدء الإحساس بحركة الجنين كرفرفة الطير أو كفقاعات تتصاعد داخل البطن.
ـ إفرازات مهبلية غزيرة بيضاء اللون بدون رائحة.
ـ الشعور بآلام أسفل البطن لارتخاء وتمدد الأربطة المساندة للرحم.
ـ استمرار الإمساك.
ـ خروج مادة لبنية من الثديين تدعى اللباء.
ـ حرقة المعدة وعسر الهضم والانتفاخ.
ـ انسداد ونزيف الأنف من حين لآخر.
ـ انفتاح الشهية للطعام.
ـ تنميل القدمين.
ـ ظهور دوالي القدم والبواسير، احدهما أو كلاهما.
ـ الإحساس بخفقان في القلب.
ـ الرغبة الشديدة أو انعدام الرغبة في العلاقة الزوجية.
ـ آلام الظهر.
ـ تغير لون الجلد في منطقة المعدة والوجه والرقبة.
أما من الناحية النفسية فسيتحسن المزاج بشكل عام مع الشعور بالضيق من حين إلى آخر واستمرار الشرود.
* كيف تبدين:
تكون الزيادة الكاملة للوزن خلال المرحلة الثانية للحمل ما بين 5 إلى 7 كيلوغرامات بمعدل نصف كيلو لكل أسبوع وهي ما تعادل 50 إلى 60% من كامل زيادة الوزن أثناء الحمل.
* كيف يبدو طفلك:
ـ نمو شعر الرأس.
ـ بدء تكون الأسنان.
ـ تكون مادة دهنية على الجسم لحماية البشرة داخل الرحم تدعى الدمام.
ـ انتقال خلايا المناعة من الأم للجنين عبر الدم لتساعد على المقاومة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. ـ تكثر حركة الطفل.
* الشعور بالإجهاد:
عند ممارسة التمارين الرياضية أو خلال القيام بالأعمال المنزلية يزداد الشعور بالإجهاد والتعب، وهنا يجب التوقف عن مزاولة أي مجهود قبل الإحساس بالإجهاد، بمعنى اخذ فترات متقطعة من الراحة أثناء مزاولة الرياضة أو غيرها من الأعمال المجهدة لتجنب التأثير السلبي للإجهاد على الأم والطفل معا.
* وضع النوم:
من أكثر الأمور صعوبة خلال فترة الحمل هو تغير وضع النوم المفضل لدى الحامل مما يسبب الأرق حتى يتم الاعتياد على وضع النوم الجديد.
بسبب كبر حجم البطن يصبح من المحال النوم على البطن، كما ان الاستلقاء على الظهر مع كونه أكثر راحة إلا انه يزيد من ضغط الرحم بثقله على الظهر والأمعاء والوريد الأجوف السفلي مما يؤدي إلى الشعور بآلام الظهر وعسر الهضم وصعوبة التنفس و انخفاض ضغط الدم. لذا يكون الوضع المثالي للنوم هو الاضطجاع على احد الجنبين مع رفع احدى القدمين فوق الاخرى ووضع وسادة بينهما.
* آلام الظهر:
تكثر الشكوى من آلام أسفل الظهر خلال فترة الحمل، وذلك نتيجة لارتخاء مفاصل عنق الرحم لتسهيل عملية خروج الطفل أثناء الولادة، إضافة إلى ازدياد حجم البطن مما يؤدي إلى اختلال توازن الجسم. ولتجنب هذه الآلام يجب الحرص على الوقوف بشكل سليم مع رفع احدى القدمين على شيء مرتفع مع ثني الركبة لتجنب إجهاد الجزء السفلي من الظهر، والجلوس بطريقة صحيحة مع عدم وضع احدى القدمين فوق الاخرى. مع مراعاة انتقاء أحذية ذات كعب منخفض، والحرص على إبقاء الوزن ضمن الحد المسموح به.
الشهر السادس للحمل
من أفضل الأشهر لقلة الإحساس بالإنهاك وعينا الجنين تبدآن بالتفتح ويسمع الموسيقى
الرياض: د. عبير مبارك
من أفضل أشهر فترة الحمل، الشهر السادس لما يتميز به من قلة الإحساس بالإنهاك والتعب، ولجمال المظهر الخارجي والذي يبدو فيه الحمل جليا وواضحا.
يأخذ الوزن بالازدياد خلال هذه الفترة الممتدة من نهاية الأسبوع العشرين وحتى الرابع والعشرين بمعدل نصف كيلو غرام للأسبوع، وإذا كانت الحامل دون الوزن المطلوب عند بدء الحمل فان معدل الزيادة يكون اعلى. وعند زيارة الطبيب يتم الفحص الروتيني السابق ذكره.
الأعراض المحتملة
* ـ زيادة حركة ونشاط الجنين بصورة واضحة. ـ استمرار الإفرازات المهبلية.
ـ آلام أسفل البطن.
ـ تنميل الساقين.
ـ زيادة العرق في الجسم والشعور بالحرارة.
ـ حكة في البطن.
ـ كبر حجم الثديين.
ـ استمرار أو اختفاء بعض من أعراض الشهر الخامس السابق ذكرها.
* الناحية المعنوية
* تناقض التقلبات المزاجية فمن القلق إلى الارتياح والعكس، مع استمرار شرود الذهن، وبدء الشعور بالملل من الحمل، والتفكير في المستقبل.
* نمو الطفل
* ـ يبلغ طول الجنين 33 سم ووزنه 570 غراما، ولم يتم تخزين الدهون في الجسم بعد لذا يكون الطفل لحما خالصا في هذه الفترة.
ـ تتشكل غدد العرق في البشرة.
ـ تتكون عضلات الساقين والذراعين.
ـ القدرة على السعال والفواق.
ـ البصر: تبدأ عيناه بالتفتح تدريجيا إلى أن يتم ذلك تماما مع حلول الأسبوع 28 فيتمكن من الرؤية.
ـ السمع: بإمكانه سماع الموسيقى والتأثر بها ويمكنه تفضيل بعض أنواعها، ويجفل الطفل لدى سماعه ضجيجا مفاجئا وتظهر ردة فعله بالركل وزيادة الحركة.
ـ يستطيع أن يقطب حاجبيه ويحرك عينيه ويصر شفتيه ويفتح فمه ويغلقه.
ـ حركة الطفل: يركل ويلكم ويقبض يديه وينقلب بحركة شقلبة.
ـ المص والبلع والتنفس: يستطيع الآن مص إبهامه وابتلاع الماء الدافئ المحيط به ويخرج الزائد عن طريق التبول، كما انه يقوم بحركات تنفسية مرتبة تهيئه للتنفس عند الخروج للعالم الخارجي.
ـ التذوق: تتشكل براعم التذوق لديه.
ـ الغذاء: يتغذى الطفل بواسطة المشيمة التي تنقل له كل ما تأكلينه سواء كان ضارا أو نافعا.
يغدو الطفل إنسانا واعيا ذا مشاعر ومتجاوبا مع محيطه بالاضافة إلى نموه الجسماني.
ويأخذ وضعه في الرحم وهو متقوس بحدة على ذاته ويتوسد كيس الماء المحيط به، ويمكن أن تكتب له الحياة إن ولد مبكرا إذا ما وفرت له العناية الكافية.
* مشاكل قد تعانين منها
* ـ آلام الساق أثناء النوم: من الأمور الشائعة جدا لدى الحوامل في الثلث الثاني والثالث من الحمل حدوث تشنجات مؤلمة في الساق وتحدث غالبا أثناء النوم نتيجة لزيادة الفسفور ونقص لتوزيع الكالسيوم في الدم. وتناول أقراص الكالسيوم التي لا تحتوي على فسفور يمكن أن تخلصك من ذلك. وعند حدوث ألم الساق تمدد الساق مع ثني الكاحل لأعلى اتجاه الوجه، وسرعان ما يخفف ذلك من حدة الألم وتكرار ذلك عدة مرات قبل النوم يساعد على الوقاية من الإصابة بها.
ـ نزف المستقيم: ينتج النزيف في كثير من الأحيان عن البواسير الخارجية ويقل حدوثه نتيجة البواسير الداخلية والبواسير وهي دوالي المستقيم، تصيب ما بين 20% إلى 50% من مجموع السيدات الحوامل، وكما أن أوردة الساق تكون عرضة للإصابة بالدوالي في هذا الوقت فكذلك الأمر بالنسبة للمستقيم وحدوث الإمساك يزيد من تفاقم هذه المشكلة. كما يمكن ان ينتج النزيف عن شقوق تظهر في فتحة الشرج نتيجة الإمساك والتي يمكن أن تصاحب البواسير أو تظهر بصورة مستقلة والتي تكون عادة مؤلمة بدرجة كبيرة. ولتجنب حدوث ذلك، يجب الوقاية من حدوث الإمساك بتجنب الأطعمة المطبوخة والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات الطازجة مع تناول السوائل بكثرة وممارسة التمارين الرياضية. تجنبي الضغط على أوردة المستقيم بالاستلقاء على احد الجانبين وليس على الظهر. |
ثمّ قال : أَمَّا بَعْدُ ؛ فَانْسِبُونِي وَانْظُرُوا مَنْ أَنَا؟ ثُمَّ ارْجِعُوا إلَی أَنْفُسِكُمْ وَعَابِتُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلَحُ لَكُمْ قَتْلِي وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِي ؟! أَوَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ ؟ وَابْنَ وَصِيِّهِ ، وَابْنَ عَمِّهِ ، وَأَوَّلَ المُؤْمِنِينَ المُصَدِّقِ لِرَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ ؟! أَوَلَيْسَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِي (عَمِّ أَبي) ؟
أَوَلَيْسَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِيالجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ عَمِّي ؟ أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ لِي وَلاِخِي : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ؟!
فَإنْ صَدَّقْتُمُونِي بِمَا أَقُولُ وَهُوَ الحَقُّ ، وَاللَهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِبَاً مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ اللَهَ يَمْقُتُ عَلَیْهِ أَهْلَهُ ، وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي فَإنَّ فِيكُمْ مَنْ إنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْ ذَلِكَ أَخْبَرَكُمْ ، سَلُوا جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَهِ الاْنْصَارِيّ ؛ وَأَبَا سَعِيدٍ الخُدَرِيّ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدِ السَّاعِدِيّ ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمْ ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكَ يُخْبِرُوكُمْ أَنـَّهُمْ سَمِعُوا هَذِهِ المَقَالَةَ مِنْ رَسُولِ اللَهِ لِي وَلاِخِي ، أَمَا فِي هَذَا حَاجِزٌ لَكُمْ عَنْ سَفْلِ دَمِي ؟!
فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله علی حرف إن كان يدري ما تقول . [233]
فقال حبيب بن مظاهر : والله إنّي لارداك تعبد الله علی سبعين حرفاً ، وأنا أشهد أنّك صادقٌ وماتدري ما يقول الحسين علیه السلام ، وقد طبع الله علی قبلك .
ثمّ قال لهم الحسين علیه السلام : فَإِنْ كُنْتُم فِي شَكٍّ مِنْ هَذَا أَفَتَشُكُّونَ أَنِّي ابْنُ بِنْتِ نَبِيُّكُمْ ؟ فَوَاللَهِ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ابْنُ بِنْتِ نَبِيٍّ غَيْرِي فِيكُمْ وَلاَ فِي غَيْرِكُمْ ، وَيْحَكُمْ أَتَطْلُبُونِي بِقَتِيلٍ مِنْكُمْ قَتَلْتُهُ ؟ أَوْ مَالٍ اسْتَهْلَكْتُهُ ؟ أَوْ بِقَصَاصٍ جُراحَةٍ ؟
فأخذوا لا يكلّمونه ، فنادي :
يَا شَبَثُ بْنُ رِبْعِيّ ! وَيَا حَجَّارُ بْنُ أَبْجَر ! وَيَا قَيْسُ بْنُ الاْشْعَث ! وَيَا يَزِيدُ بْنُ الحَارِثِ ! أَلَمْ تَكْتُبُوا إلَی أَنْ قَدْ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَاخْضَرَّ الجَنَابُ وَإنَّمَا تَقْدِمُ عَلَی جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ فَأَقْبَلْ ؟
فقالوا : لم نفعل .
قال : سبحان الله ! بلی والله لقد فعلتم .
ثم قال : ایها الناس اذا کرهتمونی فدعونی انصرف عنکم الی مأمنی من الارض.
فقال له قیس بن الاشعث : أولا تنزل علی حکم بنی عمک ؟ فانهم لم یروک ا لا ما تحب و لن یصل الیک منهم مکروه .
فقال الحسین علیه السلام : لا والله لا اعطیکم بیدی اعطاء الذلیل و لا اقر قرار العبید !
ثم نادی : یا عباد الله ! انی عذت بربی و ربکم ان ترجمون انی اعوذ بربی و ربکم من کل متکبر لا یومن بیوم الحساب.
ثم اناخ راحلته و امر عقبة بن سمعان فعقلها و اقبلوا یزحفون نحوه[234]
قال في « نفس المهموم »، ص 149 ، بعد ذكر الخطبة الثانية للإمام علیه السلام تَبَّاً لَكُمْ أَيـُّهَا الجَمَاعَةُ وَتَرَحَاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالهِيهَ فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ : ويعجبني في هذا المقام نقل كلام ابن أبي الحديد في « شرح النهج » عند ذكر الابيّين من احتمال الضيّم والذلّ ، قال : سيّدُ أهل الإباء الذي علّم الناسَ الحميّة والموت تحت ظِلال السيوف اختياراً له علی الدنيّة أبو عبد الله الحسين بن علیّ بن أبي طالب علیه السلام ، عُرض علیه وعلی أصحابه الامان فأنف من الذلّ ، ثمّ ذكر قوله : أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَنِي بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ، إلی آخر الخطبة . ثمّ يقول ابن أبي الحديد : سمعتُ النقيب أبا زيد يحيي بن زيد العلويّ البصريّ يقول : كأنّ أبيات أبي تمام في محمّد بن حميد الطائيّ ما قيلت إلاّ في الحسين علیه السلام :
وَقَدْ كَانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فَرَدَّهُ إلَیهِ الحِفَاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعْرُ
وَنَفْسٌ تَعَافُ الضَّيْمَ حَتَّي كَأَنـَّهُ هُوَ الكُفْرَ يَوْمَ الرَّوْعِ أَوْ دُونَهُ الكُفْرُ
فَأَثْبَتَ فِي مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ وَقَالَ لَهَا مِنْ تَحْتِ أَخْمَصِكِ الحَشْر
ُ تَرَدَّي ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا أَتَي لَهَا اللَّيْلُ إلاَّ وَهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ
ِبسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظيم
وصلَّي الله علی محمّد وآله الطاهرين
ولعنة الله علی أعدائهم أجمعين من الا´ن إلی قيام يوم الدين
قال الله الحكيم في كتابه الكريم:
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّي الْقُرْءَانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ علیمٍ. [235]
قال سماحة آية الله العلاّمة الطباطبائي قدّس الله نفسه في التفسير القرآن اسم لكتاب الله باعتبار قراءته، والتلقية قريبة المعني من التلقين، وتنكير حكيم علیم للتعظيم. والتصريح بكون هذا القرآن من عنده تعإلی ليكون ذلك حجّةً علی الرسالة، وتأييداً لما تقدّم من المعارف، ولصحّة ما سيذكره من قصص الانبياء علیهم السلام. وتخصيص الاسمينِ الكريمينِ حكيم وعلیم للدلالة علی نزوله من ينبوع الحكمة، فلا ينقضه ناقض ولا يوهنه موهن، ومنبع العلم فلا يكذب في خبره ولا يخطي في قضائه. [236]
وقد اشتّي لفظ القرآن من مادّة قَرَأَ يَقْرَأُ قَرَاءَةً وَقُرْآنَاً، أي جمع بعض الشيء إلی بعضه الا´خر؛ ولان الإنسان يجمع وقت القراءة الحروف ويضمّ بعضها إلی البعض الا´خر فتصير كلمةً، ثمّ ينشأ العبارة والكلام، فقد قبل للكلام والتلاوة قراءةً.
والقرآن مصدر من هذا الباب، ثمّ جُعل عَلَمًا للكتاب السماويّ للمسملين، المُنزل علی النبيّ الاكرم صلّي الله علیه وآله وسلّم، ودُعي بالقرآن لان العقائد الحقّة الواقعيّة والاحكام والمواعظ والقصص قد جُمعت فيه.
وقال بعض العلماء رضوان الله علیهم: إنّ علّة عسمية القرآن قرآناً أنـّه كان من بين جميع الكتب السماويّة ثمرتها وعصارتها جميعاً، بل قد جُمع فيه عُصارة وثمرة العلوم الحقّة بأكلمها، ويمكن أن نستبين فيه تفصيل كلّ شيء، كما قال تعإلی:
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةً لاّ لِي الاْ لْبَـ'بِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَي' وَلَـ'كِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًي وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. [237]
وكذلك عدّ القرآن تبياناً ومظهراً لكلّ شيء:
وَنَزَّلْنَا علیكَ الْكِتَـ'بَ تِبْيَـ'نًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًي وَرَحْمَةً وَبُشْرَي' لِلْمُسْلِمِينَ. [238]
والشاهد علی قولنا هو الا´يات القرآنيّة الدالّة علی هذا المعني، مثل آية:
لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ علینَا جَمْعَهُ و وَقُرْءَانَهُ و * فَإِذَا قَرَأْنَـ'هُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ و * ثُمَّ إِنَّ علینَا بَيَانَهُ. [239]
وآية: وَقُرْءَانًا فَرَقْنَـ'هُ لِتَقْرَأَهُ و علی النَّاسِ علی' مُكْثٍ وَنَزَّلْنَـ'هُ تَنْزِيلاً. [240]
ومن أسماء القرآن أيضاً: الفرقان، من مادّة فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقَاً وَفُرْقَانَاً، من التفريق بين الاجزاء، لذا فقد عرفنا في الا´ية الاخيرة وَقُرْءَانًا فَرَقْنَـ'هُ أنّ مضاها: أنّا فصّلنا القرآن جزءاً جزءاً وأتقنّاه وأحكمناه.
وعلی هذا فإنّ مصدرها الفُرْقَان بمعني الفارق والفارق بين الحقّ والباطل؛ ولانّ هذا الكتاب السماويّ المبين كتابُ فصلٍ وليس بالهزل، وكتاب حقّ لاباطل، فهو الفاصل والمميّز والمفرّق بين الحقّ والباطل:
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي´ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًي لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـ'تٍ مِّنَ الْهُدَي' وَالْفُرْقَانِ. [241]
وقد ورت لفظة الفُرقان في سبعة مواضع من القرآن الكريم، وكانت تعني في تلك المواضع جميعاً القدرة علی تشخيص الحقّ من الباطل، والنور والبصيرة الحاصلة للمؤمنين إثر التقوي.
والقرآن الشامل لجميع المعارف أعمّ وأشمل ممّا كان يوحي للانبياء السابقين وبُيّن لنبيّنا، وأعمّ ممّا أُوحي إلی رسول الله نفسه هو أيضاً فرقان.
ويستفاد من الروايات الواردة عن الائمّة المعصومين صلوات الله وسلامه علیهم أجمعين أنّ القرآن يُطلق علی مجموع الا´يات الإلهيّة، المحكم منها والمتشابه، في حين يُطلق الفرقان علی الا´يات المحكمة خاصةً.
يروي في تفسير « نور الثقلين » عن « أُصُول الكافي » عن علی بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان أو عن غيره، عمّن ذكره قال:
سَأَلَْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ علیهِ السَّلاَمُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالفُرْقَانِ أَهْمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْءٌ وَاحِدٌ ؟ فَقَالَ علیهِ السَّلاَمُ: القُرْآنُ جُمْلَةُ الكِتَابِ وَالفُرْقَانُ المُحْكَمُ الوَاجِبُ العَمَلُ بِهِ. [242]
وورد كذلك في « الصحيفة السجّاديّة » في دعاء ختم القرآن قوله:
اللَهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي علی خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُورَاً؛ وَجَعَلْتَهُ مُهَيمِنَاً علی كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ؛ وَفَضَّلْتَهُ علی كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَهُ ! وَفُرْقَانَاً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلاَلِكَ وَحَرَامِكَ ! وَقُرْآنَاً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ. [243]
ويصف كثير من الا´يات القرآنيّة القرآن بأنـّه كتاب مبين له نور وجلاله ومجد وعظمة وحكمة، كما في الا´يات التإلیة:
ق´ وَالْقُرْءَانِ الْمَجَِيدِ. [244]
بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ.[245]
يس´ * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ.[246]
إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَـ'بٍ مَّكْنُونٍ.[247]
ال´ر تِلْكَ ءَايَـ'تُ الْكِتَـ'بِ وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ. [248]
وَهَـ'ذَا كِتَـ'بٌ أَنزَلْنَـ'هُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ. [249]
وَهَـ'ذَا كِتَـ'بٌ أَنزَلْنَـ'هُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ. [250]
وعلاوة علی هذه الا´يات ونظائرها الدالّة علی أصالة وثبات وحقّانيّة القرآن وامتناع ورود الباطل والتردّد فيه، فهناك آيات أُخري في هذا الكتاب العزيز أمّا أن تسند تنزيل القرآن إلی الله مباشرةً، كأية: الرَّحْمَـ'نُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ. [251]
وآية: حَم´ * تَنزِيلُ الْكِتَـ'بِ مِنَ اللَهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. [252]
أو بواسطة الوحي منه، كآية: نَحْنُ نَقُصُّ علیكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَا إلَیكَ هَـ'ذَا الْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَـ'فِلِينَ. [253]
أو تعدّه بواسطة وحي الروح، والروج الامين، وروح القدس، وجبرائيل، كآية: وَكَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إلَیكَ رُوحًا [254] مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَـ'بُ وَلاَ الإمَـ'نُ وَلَـ'كِن جَعَلْنَـ'هُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي´ إلَی' صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَ طِ اللَهِ الَّذِي لَهُ و مَا فِي السَّمَـ'وَ تِ وَمَا فِي الاْرْضِ أَلاَ´ إلَی اللَهِ تَصِيرُ الاْمُورُ. [255]
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاْمِينُ * علی' قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبّيٍّ مُّبِينٍ. [256]
قُلْ نَزَّلَهُ و رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا. [257]
قل من کان عدواً لجبریل فانه نزَّله علی قلبک باذن الله.[258]
أو أنـّه كان يوحي بواسطة أعوان جبرائيل ومساعديه، وكانت آيات القرآن تنزل في ألواح أو شبه ألواح بأيدي ملائكة الوحي وسفراء الحقّ تعإلی، وهم ملائكة كرام بررة:
كَلاَّ´ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ. [259]
ويبدو من هذه الا´يات أن الا´يات القرآنيّة كانت تنزل أحياناً بشكل وحي مباشر من الله تعإلی إلی الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله وسلّم وأحياناً بواسطة روح أعظم من الملائكة، وتنزل تارةً بواسطة جبرائيل وهو أعظم ملائكة السماء، وتارةً أُخري بواسطة ملائكة الوحي الكثيرين العاملين تحت إمرة جبرائيل.
وباعتبار تحديد الا´ية القرآنيّة المباركة كلام الله سبحانه مع البشر بالوحي، أو من وراء حجاب، أو بإرسال رسول، وحصرها ذلك بهذه الاقسام الثلاثة، فيمكن بالتأكيد استنتاج أنّ جميع هذه الاقسام لنزول الا´يات من قبل الله، والروح وجبرائيل، ومساعديه من الملائكة، لم تكن كلّها من قبيل الوحي:
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَةُ اللَهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآيءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ و علی حَكِيمٌ * وَكَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إلَیكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا [260]... الا´ية.
فهذه الا´ية تعلن بصراحةٍ تامّة أنّ وحي الله غير نزول جبرائيل وإرسال رسالة، لانّ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً الشامل لنزول جبرائيل و سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ وسائر مساعديه جُعل قسيماً مع إِلاَّ وَحْيًا.
لذا فإنّ التكلّم مع البشر سوف لن يتعدّي هذه الطرق الثلاثة، ومن المسلّم أنـّه بالنسبة إلی رسول الله لم يكن مِن وَرَآءِ حِجَابٍ، فيجب أن يكون إمّا وحياً أو بواسطة جبرائيل وملائكته، وعلی هذا فإنّ من المؤكّد أن يكون كلام الله وحياً غير كلامه بإرسال جبرائيل والملائكة.
أمّا الامر المهمّ الذي يلقي الضوء علی المسألة، ويمكن الاستعانة به لحلّ هذه المسألة وكثير غيرها من المسائل، نظير ما ورد من قبض أرواح الناس من قبل الله في موضع، ومن قبل ملك الموت في موضع آخر، ومن قبل ملائكة الموت وقبض الارواح في موضع ثالث، وما ورد من إرسال المطر من السماء وهبوب الرياح من قبل الله، وبواسطة الملائكة، وبالاسباب والعلل الطبيعيّة، ونظير شفاء الامراض من قبل الله، وبواسطة الملائكة، وبالاسباب والعلل الطبيعيّة والعلوم الطبّيّة وكثير غيرها [261] هو أن نقول:
تبعاً للادلّة الفلسفيّة في الحكمة المتعإلیة، ووفقاً للشواهد الذوقيّة والعرفانيّة في المشاهدات السّريّة والملكوتيّة، وطبقاً لصراحة الا´يات القرآنيّة الكريمة وتواتر آثار المعصومين وأخبارهم، فإنّ الله عزّوجلّ واحد في الذات، وفي الاسم والصفة، أي لا ذات غير ذاته القدسيّة في عالم الوجود ودائرته الواسعة، ولا اسم وصفة غير أسمائه وصفاته، ولا فعل إلاّ فعله هو.
وما يبدو بالنظر البدويّ من استقلالٍ في الذوات، إنّما هو ذاته هو، وما يُشاهد من الاسماء والصفات، كالعالِم والعِلْم، والقادر والقدرة، والحيّ والحياة، إنّما هي أسماؤه وصفاته، وما يُشاهد من الافعال فهي كلّها مطلقاً بلا استثناء فعله هو.
غاية الامر أنّ نفس ذاته، أو اسمه وصفته أو فعله، حين تريد الظهور في عالم الكثرة فإنّ علیها العبور من شبكات ومرايا نشأت من نفس تجلّيه وظهوره فاتّخذت عنوان المرآة واكتسبت صفة المرآتيّة؛ وستكتسب في كلّ عبور كثرةً من تعيّنها، لتوجد وتكوّن في عالم الكثرة بكلّ سعته وامتداده هذه الظهورات الجمّة، وهذه الكثرات التي لاتعدّ ولاتُحصي.
الملائكة المقرّبون كلّ منهم اسمٌ وصفة من الاسماء والصفات الكلّيّة الإلهيّة له تعيّن اسميّ يمتاز به عن غيره، ويمثّل كلٌّ منها نوعاً لا نظير له، لكنّ كثرة هذا العالم أفراد متعدّدة لا تندرج تحت تلك الانواع، فالنوع والجنس الذي له أفراد تندرج تحته وتتركّب من جنس وفصل مختصّ بعالم الطبع والمادّة، أمّا الانواع المجرّدة فلا تنطبق علیها هذه المقولة.
فأُولئك الملائكة المقرّبون هم أوّل محلّ ظهوره وتجلّيه، ثمّ الملائكة الذين يلونهم رتبةً، وهكذا انخفاضاً حتّي يصل إلی هذا العالم، حيث إنّ نور أحديّة الحقّ تعإلی بواسطة التجلّي والظهور، ومن ثمّ العبور من هذه المرايا والشبكات قدرارانا وأشهدنا هذه الكثرات في عالم الوجود.
إنّ علم الحقّ تعإلی يتجلّي في جبرائيل المَلَك المقرّب للّه والاعظم من جميع الملائكة، ويتجلّي ويظهر منه عن طريق الوحي إلی الملائكة الاصغر والاوطأ والاكثر عدداً، ثمّ يتجلّي ويظهر منهم إلی النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم. وليس لجبرائيل ولهؤلاء الملائكة وجود بأنفسهم، وليس لهم استقلال وعزّة، فما هو موجود وجود الله واستقلال وعزّ قدسه جلّ وتعإلی.
وكان الله يوحي دوماً وباستمرار إلی الرسول الاكرم بواسطة جبرائيل بواسطة سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ، وكان ذلك كلّه وحياً إلهيّاً، إذ لا شيء في عالم الوجود إلاّ الله.
وكان يحصل أن يغرق النبيّ في أنوار الذات الاحديّة للحدّ الذي لم يكن جبرائيل ليراه مع سعة وجوده الملكوتيّ فضلاً عن السفرة الكرام البررة، وكان النبيّ الاكرم صلّي الله علیه وآله وسلّم يدهش في هذه المواقع ويسقط علی الارض مغميً علیه بلا حسّ ولا حركة وكأنه شخص متوفّي، وكان وجهه يصغّر ويشحب، وبدنه يثقل، فإن كان علی ناقته أو بغلته ثقلتْ وكادت تمسّ بجرانها الارض.
وفي سورة المائدة وهي آخر سورة نزلت علی رسول الله، وكان ذلك في حجّة الوداع عند سفر النبيّ راجعاً إلی المدينة، حين كانت الا´يات تنزل كان حال النبيّ يتغيّر وينقلب، وبدنه المبارك يثقل حتّي كادت ناقته تبرك؛ في هذه الموارد كان تجلّي الله ووحيه بلا واسطة، أي بعدم إدراك ومشاهدة الواسطة، وما جاء في الاخبار من أنّ حال النبيّ كان يتغيّر وينقلب عند نزول الوحي كان من هذا القبيل.
وكان رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم يشاهد جبرائيل أحياناً بصورته الحقيقيّة مالئاً بوجوده الملكوتيّ شرق العالم وغربه، لا تخلو ذرّة في العالم منه، وكان النبيّ يشاهده في هذه الحال فلا يتغيّر حاله ولا ينقلب، إذ إنّ الوحي الإلهيّ المشهود من قبل الرسول كان يحصل هنا بواسطة جبرائيل. ومع أنّ الكرام البررة كانوا يشتركون في ذلك إلاّ أنـّهم لم يكونوا مشاهدين من قبل النبيّ، أمّا الله سبحانه فكان مشاهداً له من خلال جبرائيل ومرآة وجوده.
وكان القسم الثالث هو رؤية رسول الله السفرة الكرام البررة عند الوحي، أي أن يشاهد سفراء الوحي وملائكته العديدين، وفي هذه الحالة فقد كان الله تعإلی وجبرائيل وهؤلاء أيضاً، أي أنّ الله تعإلی كان مشهوداً لرسول الله من خلال جبرائيل وكذلك من خلال السَّفَرة، وكان الثلاثة جميعاً مشهودين في هذا القسم بشكل تجلٍّ وظهور في شيءٍ آخر، أمّا في القسم الثاني فقد كان الله سبحانه وجبرائيل بشكل تجلٍّ وظهور للّه سبحانه في جبرائيل، وأمّا في القسم الاوّل فقد كان الله مشهوداً لوحده، ولم يكن جبرائيل والكرام البررة مشهودين مع وجودهم بشكل إلی ومرآتيّ.
و فی رواية أن الإمام الصادق علیه السلام سئل:یابن رسول الله أکانت الغشية التي تأخذ النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم عند هبوط جبرائيل ؟ فقال: لاَ، إنّ جَبْرَائيلَ علیهِ السَّلاَمُ إِذَا أتَي النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْ علیهِ حَتَّي ذَلِكَ عِنْدَ مُخَاطَبَةِ ا للَهِ عَزَّوَجَلَّ إيَّاهُ بِغَيْرِ تُرْجُمَانٍ وَوَاسِطَةٍ. [262]
هذه الاقسام جميعاً هي الرؤية والمشاهدة القلبيّة للنيّ، حيث كان يتّصل بسرّه وبباطن ذاته بعالم الملكوت، ولم يكن للحاضرين عند خبرٌ بباطنه، فليس ثمّة من شيء ظاهر ومشاهد حضوريّاً.
وما ورد في الروايات من أنّ جبرائيل كان يستأذن رسول الله عند نزوله ويسلّم علیه فدالٌّ علی جلالة مقام رسول الله وعلوّ مرتبته، وقد مرّ في بعض أبحاث « معرفة المعاد » أنّ مقام الإنساني أفضل من الملائكة، [263] ويمكن استنباط أفضليّة آدم بتعلیم الله إيّاه الاسماء كلّها، ثمّ أمره سبحانه لملائكة بالسجود لا´دم.
أمّا ما كان مشهوداً لرسول الله عند نزول الوحي، فكلّ الاسرار والعلوم الباطنيّة، والتجلّيّات الربّانيّة، والكشف السبحاتيّ، التي أودعتها يد الفطرة والقدرة للحقّ جلّ وعزّ في وجوده الشريف. وهذه التجلّيّات والمعجزات والكرامات والعلوم الغيبيّة التي لاتعدّ ولا تحصي قد انطوت كلّها فيه بإذن الخالق الودود، وكان الله سبحانه يظهر ويتجلّي له بواسطة الروح أو جبرائيل أو السفرة الكرام البررة.
وكان سير رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم في منازل ومراتب القرب من الحقّ تعإلی، وفي المعراج الربّانيّ، ومشاهدة آثار الجمال والجلال السبحانيّ، والإحاطة بالاُمور الباطنيّة، وكشف الاسرار والالغاز والعلوم البكر التي لم تنلها يدُ بشر؛ كلّه سيراً في منازل النفس ومراحلها، وعبوراً من الحجب النورانيّة، وخلقةً خلعها ربّ العزّة علی رسوله إذ رأي قامته المديدة تناسب التشرّف بهذا اللباس والخلقة وتليق به.
إنّ وصول النبيّ لدرجة الفناء المطلق والعبوديّة المحضة، التي هي نفسها مقام الولاية الكلّيّة، يستتبع السيطرة والإحاطة علی جميع ما سواه، حتّي الملائكة المقرّبين، وحملة العرش، وجميع روحانيّي عالم الملكوت، والجنّ والإنس في عالم المُلك، والهيمنة والتسلّط علی جميع أصناف وأنواع الحيوانات والنباتات والجمادات، فلو قيل ـ والحال هذه ـ إنّ جبرائيل وإسرافيل وعزرائيل كانوا خاضعين للامر والحكم الإلهيّ والمكلوتيّ للنبيّ لما دعا ذلك إلی التعجّب والدهشة، إذ إنّ النبيّ لايمتلك هنا الإحاطة العلميّة فقط، بل الإحاظة الذاتيّة والوجوديّة، فضلاً عن مقام الا´مريّة والمأموريّة، فحقيقة جبرائيل وسائر الملائكة هي في الحقيقة تجلٍّ وجوديّ له صلّي الله علیه وآله وسلّم، لانتفاء الثنويّة والفاصلة بينه وبين الله سبحانه؛ ولم يكن في الامر اتّحاداً وحلولاً بين شيئين، بل كان هناك مقام العبوديّة المحضة والفناء.
وفي عالم العبوديّة المطلقة والفناء المطلق، لا وجود لرسول الله آنذاك، لا وجود لمحمّد، لا اسم له ولا رسم، ولا يمكن أن يكون له ذلك، فهناك الله جلّ وعللا، هناك الله لا أحد معه، ومعلوم أنّ الله حيث وُجد فلا شيء يمكن أن يوجد غير ذاته القدسيّة، بل إنّ جميع الموجودات كلّها بلا استثناء موجودة بنوره، وبظهوره وتجلّيه، كلّ وجد في عالمه الخاصّ بما يتناسب مع ماهيّته وسعته الوجوديّة.
وكم كان رائعاً وجميلاً وصف العارف الجليل المصريّ المعروف: ابن الفارض، لهذه المراحل والمنازل:
وَأَطْلُبُهَا مِنِّي، وَعِنْدِيَ لَمْ تَزَلْ عَجِبْتُ لَهَا بِي كَيْفَ عَنِّي اسْتَجَنَّتِ
وَمَازِلْتُ فِي نَفْسِي بِهَا مُتَرَدِّدَاً لِنَشْوَةِ حِسِّي، وَالمَحَاسِنُ خَمْرَتِي
أُسَافِرُ عَنْ عِلْمِ إلیقِينِ لِعَيْنِهِ إلَی حَقِّهِ حَيْثُ الحَقِيقَةُ رِحْلَتِي[264]
1 ـ وكنتُ أطلب محبوبي ومعشوقي ـ أي ذاته القدسيّة ـ منّي مع أنـّها لم تزل معي، فعجبتُ كيف استترت عنّي بي ( لابشيءٍ غيري منفصل عنّي، بل بمنيّتي وتعيّني ).
2 ـ وما زلتُ في نفسي وباطني متردّداً في طلبها، وهذا التردّد كان بسكر حواسّي، فخمر المحاسن والجمالات أسكرني ومنعني من إزاحة ستر الحسّ لاهتدي إلی محبوبي الازليّ.
3 ـ وسافرتُ أخيراً من علم إلیقين، أي من علمي العقليّ والذهنيّ إلیقينيّ، إلی عين إلیقين فشاهدته عياناً، ثمّ سافرت من هناك إلی حقّ إلیقين فاهتديت إلی الحقيقة الموجودة. [265]
ثمّ يقول بعد بيانٍ مفصّل لكيفيّة المنازل وآثارها الوجوديّة ولوازمها الضروريّة:
وَمَوْضِعُهَا فِي عَالَمِ المَلَكُوتِ مَا خُصِصْتُ مِنَ الإسْرَا بِهِ دُونَ أُسْرَتِي( 1 )
مَدَارِسُ تَنْزِيلٍ، مَحَارِسُ غِبْطَةٍ مَغَارِسُ تَأْوِيلٍ، فَوَارِسُ صِنْغَةِ( 2 )
وَمَوْقِعُهَا مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ مِن مَشَارِقِ فَتْحٍ، لِلْبَصَائِرِ مُبْهِتِ ( 3 )
أَرَائِكُ تَوْحِيدٍ، مَدَارِكُ زُلْفَةٍ مَسَالِكُ تَمْجِيدٍ، مَلاَئِكُ نُصْرَةِ( 4 )
وَمَنْبَعُهَا بِالفَيْضِ، فِي كُلِّ عَالَمٍ لِفَاقَةِ نَفْسٍ، بِالإفَاقَةِ أَثْرَتِ( 5 )
فَوَائِدُ إلْهَامٍ، رَوَائِدُ نُعْمَةٍ عَوَائِدُ إنْعَامٍ، مَوَائِدُ نِعْمَةِ( 6 )
وَيَجْرِي بِمَا تُعْطِي الطَرِيقَةُ سَائِرِي علی نَهْجِ مَا مِنِّي الحَقِيقَةُ أعْطَتِ( 7 )
وَلَمَّا شَعَبْتُ الصَّدْعَ وَالتَأَمَتْ خُطُو رُ شَمْلٍ بِفَرْقِ الوَصْفِ غَيْرِ مُشْتِّتِ( 8 )
وَلَمْ يَبْقَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ تَوْثُّقِي بِإيْنَاسِ وُدِّي، مَا يُؤدِّي لِوَحْشَهِ( 9 )
تَحَقَّقْتُ أَنَّا فِي الحَقِيقَةِ وَاحِدٌ وَأَثْبَتَ صَحْوُ الجَمْعِ مَحْوَ التَشَتُّتِ( 10 )
وَكُلِّي لِسَانٌ، نَاظِرٌ، مِسْمَعٌ، يَدٌ لِنُطْقٍ، وَإدْرَاكٍ، وَسَمْعٍ، وَبَطْشَةِ( 11 )
1 ـ إنّ موضع ومحلّ ورود الاسماء الإلهيّة في عالم الملكوت؛ أي عالم الصفات؛ عالم الصفات والملكوت، ولم يكن ذلك لرفعتي وقواي الروحيّة وحواسّي الظاهرة والباطنة.
2 ـ وقد ساقني سيري إلی محالّ درس القرآن وتلاوته من قبل فَالتَّـ'لِيـ'تِ ذِكْرًا، [266] والاماكن التي يُحرس فيها صاحبها عن الغبطة أي الحسد، فلا يغبط أحداً لعلوّ مكانه؛ بل يرضي بما أُعطي من مقامه. وذلك المكان هو محلّ غرس المعاني ـ أي منبتها ـ التي كان تأويل القرآن يستمدّ منها، وكان هناك أيضاً موانع وزواجر تمنع من أراد الوصول والمساس بحريم الذات أن يعبر منها ويجتازها، ( إذ قليلٌ هم أُولئك الذين استطاعوا عبور عالم الصفات والوصول إلی عالم الذات ).
3 ـ ومَن اجتاز عالم الصفات ونال عالم الجبروت الذي هو الذات، فإنّ محلّ وقوع واستقرار تلك الصفات والاسماء فيه مشارقٌ تطلع فيها الذات القدسيّة، فيصل هناك إلی فتح وصول للذات، وهو حقّاً مكان يحيّر بصائر الارواح ونور القلوب الباطنيّ ويُبهتها، إذ إنّ طلوع نور الذات وانكشافها لن يُبقي أيّ اسم وصفته، بل سيحرق الجميع ويحيّرهم ويبهتهم.
4 ـ هناك أرائك التوحيد ومقاماته، ومحلّ إدراك حقيقة القرب إلی الله، ومحلّ سلوك وطيّ الطريق والسلوك المنزّه في الذات (السير في الله)، ومبادي التكوين النازلة من سماء الذات إلی أرض الكاينات لنصرة صاحبه رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم في معركته مع المشركين.
5 ـ وإنّ منبع ومحلّ إفاضة ماء رحمة الحقّ في كلّ عالم، باعبتار احتياج وفاقة ذات الإنسان التي تحسّها بإقافتها وصحوتها من المحو، بعد السكر من الفناء في مقام البقاء بالحقّ، بعد الفناء فيه عن غيره ورجوعها إلیه، هو أشياء أربعة:
6 ـ أ ـ العوائد والفوائد الناشئة بإلهام وإلقاء الحقّ تعإلی، ليفرّق بها بين الفجور والتقوي، إذ إنّ النفس محتاجة للإذن والإشارة الملكوتيّة للحقّ جلّ وعزّ للتصرّف في الاشياء.
ب ـ معارف آثار الاسماء اللائحة في صفات الوجود، التي تقرّ عين العارف، إذ إنّ من يفيق بعد السكر والإغماء فإنّ ناظريه تقرّ وتسعد بنور مشاهدة الحقّ في كلّ موجود.
ج ـ منافع إنعام الحقّ علی عبده، من النعم الاُخرويّة في عالم الغيب التي يدركها العبد.
د ـ الموائد المبسوطة من النعم الدنيويّة في عالم الشهادة ( وهذه الاشياء الاربعة نتيجة فيض اسم المُلِْم والشَّهِيد والمُنْعِم وغيرها التي تحتاج لها نفس الإنسان لإصلاح دنياه وآخرته ).
7 ـ وتجري أجزاء وجودي، من نفسٍ وروح وقلب وقالب، بما تقتضيه أحكام الطريقة [267] من التزكية والتحلية، بذلك النهج الذي تعطنيه ذاتي وحقيقتي.
8 ـ وحين انتقلت من عالم التفرقة والتجزئة إلی عالم الجمع، لم أُفرّق في هذا الامر بين صفةٍ وصفة، والتأم صدع التفرقة الناشي من الافتراق في الوصف لا الذات.
9 ـ ولم يبق هناك شيء يوحشني بيني وبين اعتصامي المحكم الثابت برؤية محبّتي ومودّتي والاُنس بها.
10 ـ وتيقّنتُ إذ ذاك أنّا في الحقيقة واحد، فأثبت صحوي الناشي في جمعي سكر التفرّق والتشتّت، وعلمتُ أنّ المحبّ والمحبوب هما ذات واحدة.
11 ـ فكان وجودي كلّه لساناً، وعيناً وأُذناً، ويداً، يتكلّم بها ويري ويسمع ويبطش. ( ولم تختصّ أفعإلی إذ ذاك بموضع خاصّ، فكنت أتكلّم بعيني، وأري بلساني، وأتحدّث بأُذني، وأسمع بيدي ).
ارجاعات
[224] - قسم من الآية 56، من السورة 11: هود .
[225] - قسم من الآية 56، من السورة 11: هود .
[226] ـ يقول : «أنت ذلك الواحد الذي كان نفس الكثرة ـ وذلك الجمع الذي كان عين الواحد .
في هذا المشهد واحدٌ صار جمعاً وأفراداً ـ والافراد صاروا تسارياً في كلّ الاعداد .
[227] یقول: مَن يفهم هذا السرّ عندما سافر من عالم الجزئيّات إلی عالم الكلّيّات» .
[228] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 55، طبعة گراوري الإسلاميّة .
[229] ـ حين رفع جيش معاوية بتدبير ومكر عمرو بن العاص المصاحَف علي رؤوس الرماح وطلبوا تحكيم القرآن ، قال أميرالمؤمنين عليه السلام لصحبه أن لا يُخدعوا بمكيدة أعدائهم ، فهي حيلة يريدون بها إيقاع الوهن بينهم وحيازة النصر عنهم ثمّ العمل بعد ذلك خلاف كتاب الله ، حتّي يصل إلی القول : أنا كلام الله الناطق وهذا كلام الله الصامت . هذه عبارة حكاها الشهيد القاضي نور الله الشوشتريّ في مقدّمة كتابه «مجالس المؤمنين» ، الطبعة الحجريّة ، ص 4 عن قطب الدين صاحب «المكاتيب» ، ثم قرّره بالنحو التالي : فحسب الوجه الذي ذكره مولانا الفاضل العارف قطب الدين الانصاريّ الشافعيّ في كتاب «المكاتيب» لايكمن الاهتداء إلی الطريق بلا دليل ، وقولُ (إنّ كتاب الله وسُنّة رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم بيننا فلا حاجة لدليل ومرشد) يشبه قول المريض : إنّ الكتب التي خطّها الطبيب موجودة فلا داعي لمراجعة الطبيب ، وهو خطأ ، لانّ فهم الكتب التي خطّها الطبيب والاستنباط منها لا يتيسّر لكلّ أحد ، فلابدّ من الرجوع إلی أهل الاستنباط ، (ولو ردّوه إلی الرسول وإلی أُولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ، فالكتاب الحقيقيّ هو صدور أهل العلم لا في بطون الدفاتر (بل هو آياتٌ بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم) كما قال أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا كلام الله الناطق وهذا كلام الله الصامت . هذا تمام كلام الفاضل المذكور ـ انتهي نقل القاضي نور الله عن قطب الدين الشافعيّ .
[230] ـ النِّصْف بكسر النون وسكون الصاد ، وقد تثلّث النون : اسم بمعني الإنصاف ، يقال : ما جعلوا بيني وبينهم نُصْفاً : أي إنصافاً وعدلاً «أقرب الموارد» .
[231] ـ «تاريخ الطبريّ» ج 6، ص 242.
[232] ـ مقتل محمّد بن أبي طالب حسب نقل المقرّم في «مقتل الحسين عليه السلام» ، ص 254 و 255.
[233] ـ في «أقرب الموارد» : حرفُ كلّ شيء طرفه وشفيره وحدّه ، ومن هذا القبيل : حرف الجبل أي أعلي قمّته . (فلانُ علي حرفٍ من أمره) أي ناحيةٍ منه إذا رأي شيئاً لايُعجبه عدل عنه ، ومنه قول القرآن : «ومن الناس من يعبد الله علي حرف» ؛ أي إذا لم يرَ ما يجب النقلب علي وجهه ، فيعبده في السّراء لا في الضرّاء ـ انتهي .
وعلي هذا فإنّ معني العبادة علي حرف أنـّه يعبد الله في بعض الحالات لا في جميعها ، أي أنـّه لا يعبده بعقيدةً راسخة وإيمانٍ تامّ . والآية القرآنيّة : «ومن الناس من يعبدالله علي حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأنّ به وإن أصابته فتنةٌ انقلب علي وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين» . وهي الآية 11، من السورة 22: الحجّ .
[234]- نفس المهموم ص 145 و 146 عن الارشاد للشیخ المفید .
[235] ـ الا´ية 6، من السورة 27: النمل.
[236] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 15، ص 272.
[237] ـ الا´ية 111، من السورة 12: يوسف.
[238] ـ النصف الثاني للا´ية 89، من السورة 16: النحل.یقول ابن حجر العسقلانی فی شرح صحیح البخاری ج13 ص 210و 211 ، فی شرح کلام الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله : بعثت بجوامع الکلم . ما من الانبیاء نبی الا اعطی من الایات ما مثله او من ( او آمن ) علیه البشر ، و انما کان الذی اوتیت وحیا اوحاه الله الیّ فارجو انی اکثرهم تابعا یوم القیامة : و معنی الحصر فی قوله انما کان الذی اوتیته ان القرآن اعظم المعجزات و افیدها و ادومها لاشتماله علی الدعوة و الحجة و دوام الانتفاع الی آخر الدهر ، فلما کان لاشیء یقاربه فضلا عن ان یساویه کان ما عداه بالنسبة الیه کأن لم یقع .
قیل یؤخذ من ایراد البخاری هذا الحدیث عقب الذی قبله ( بعثت بجوامع الکلم ) ان الراجح عنده ان المراد بجوامع الکلم القرآن و لیس ذلک بلازم ، فان دخول القرآن فی قوله بعثت بجوامع الکلم لاشک فیه و انما النزاع هل یدخل غیره من کلامه من غیر القرآن .
[239] ـ الا´يتان 16 إلي 19، من السورة 75: القيامة. اورد الشیخ محمود ابو ریة فی کتاب « اضواء علی السنة المحمدیة » ص 246، الطبعة الثالثة : کان النبی حینما ینزل علیه من القرآن ما ینزل یأمر کتّّّّّابه بان یسارعوا الی کتابته عند النطق به ، حتی لقد بلغ من حرصه علی ادائه کما اوحی الیه ان کان یحرک به لسانه بما یتلقاه من الوحی حتی لا یتفلت منه شیء ، فقد اخرج البخاری و غیره عن ابن عباس فی تفسیر قوله تعالی : لا تحرک به لسانک ... الآیة ، قال : کان رسول الله یعالج من التنزیل شدة ، کان یحرک به لسانه و شفتیه مخافة ان یتفلت منه – یرید ان یحفظه – فانزل الله : لا تحرک... الآیة.
[240] ـ الا´ية 106، من السورة 17: الإسراء. وقريب من هذا المعني الا´ية 114، من السورة 20: طه: فَتَعَلَي اللَهُ الْمُلْكُ الْحَقُّ وَلاَتَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَي' إِلَيْكَ وَحْيُهُ و وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا.
[241] ـ النصف الاوّل 185، من السورة 2: البقرة. یقول ابو ریة فی هامش کتابه « اضواء علی السنة المحمدیة » ص246و 247: کان بین نزول اول القرآن و آخره 20 سنة او 23 او 25 ، و هو مبنی علی الاختلاف فی مدة اقامته ( صلی الله علیه و آله ) بمکة بعد البعثة ، فقیل عشر و قیل 13 و قیل 15، و لم یختلف فی مدة اقامته بالمدینة انها عشر سنین – و کان القرآن ینزل بحسب الحاجة ، خمس آیات ، و عشر آیات و اکثر و اقل ، و صح نزول غیر اولی الضرر وحدها ، و هی بعض آیة – ( کتاب التبیان للجزائری ، ص 29).
[242] ـ «تفسير نور الثقلين» لعبد علي بن جمعة العروسيّ الحويزي، ج 1، ص 258 في ذيل الا´ية الكريمة: و انزل الفرقان ؛ و«أُصول الكافي» ج 2، ص 630.
[243] ـ «الصحيفة الكاملة السجّاديّة» الدعاء الثاني والاربعون.
[244] ـ الا´ية 1، من السورة 50: ق.
[245] ـ الا´يتان 21 و 22، من السورة 85: البروج.
[246] ـ الا´يتان 1 و 2، من السورة 36: يس.
[247] ـ الا´يتان 77 و 78، من السورة 56: الواقعة.
[248] ـ الا´ية 1، من السورة 15: الحجر.
[249] ـ الا´ية 92، من السورة 6: الانعام.
[250] ـ الا´ية 55، من السورة 6: الانعام.
[251] ـ الا´يتان 1 و 2، من السورة 55: الرحمن.
[252] ـ الا´يتان 1 و 2، من السورة 45: الجاثية؛ والا´ية 2، من السورة 46: الاحقاف.
[253] ـ الا´ية 3، من السورة 12: يوسف.
[254] ـ الروح هوأحد الموجودات، وهو أفضل وأشرف من جميع الملائكة وبضمنها جبرائيل ويستفاد من الروايات أنّ نزول جبرائيل وتبليغه الوحي بمساعدة الروح ومعيّته، ويستفاد من آية «تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم» أنّ الملائكة جمع والروح واحد، وهو غير الملائكة، لانـّه عُدّ قسيماً لها، ويُقال لنفس الإنسان الناطقة روحاً، لإمكان تكاملها وترقيّها وبلوغها مرتبة الروح، وإلاّ فإنّ النفس بذاتها ليست روحاً.
[255] ـ الا´يتان 52 و 53، من السورة 42: الشوري.
[256] ـ الا´يات 193 إلي 195، من السورة 26: الشعراء.
[257] ـ الا´ية 102، من السورة 16: النحل.
[258] ـ الا´ية 97، من السورة 2: البقره.
[259] الا´يات 11 إلي 16، من السورة 80: عبس. یقول احمد امین المصری فی کتابه « یوم الاسلام » ص 42و43 ( الذی الفه سنة 1952 م ) : و هذا الوحی انواع ، بعضه لا تختص به الرسل بل و لا الانسان ، بل ان الحیوانات تعمل بغرائز ها بوحی من الله ، کما قال تعالی : و اوحی ربک الی النحل ان اتخذی من الجبال بیوتا و من الشجر و مما یعرشون .
و کل خطرات نفس الانسان و الایعاز الیه بعمل الخیر ایحاء من الله . اما الرسل فلهم شأن أرقی من هذا، بأن یرسل الله ملکا کجبریل یحمل رسالته الی النبی بآیة قرآنیة او بحدیث قدسی . و قد حدث النبی صلی الله علیه و آله و سلم نفسه عن هذا ، فقال انه کان یأتیه احیانا علی شکل انسان کدحیة الکلبی و احیانا یأتی علی شکل صلصلة جرس فیفصم عرقا فی الیوم الشدید البرد ، ثم ینفصل عنه و قد وعی عنه ما یقول .
علی کل حال ، ان تعالیم القرآن لیست من عند محمد ، و انما هی من عند الله بواسطة ذلک الوحی . و اسلوب القرآن نفسه دال علی ذلک ، مثل: قل اعوذ برب الفلق . و قل اعوذ برب الناس . و قل هو الله احد . و انا انزلنه قرءآنا عربیا . و قل اوحی الی انه استمع نفر من الجن، و هکذا من الاسالیب التی تدل علی انه کان النبی صلی الله علیه و آله و سلم یتصل بالملأ الأعلی بشکل لانعرفه ، و یتلقی العلم عن الله بشکل لا نعرفه ایضا.
[260] ـ الا´يتان 51 و 52، من السورة 42: الشوري.
[261] ـ يعزو القرآن الكريم سَوق السحاب إلي الرياح من جهة أنّ الرياح علّة معدّة، وحين يعزو ذلك في الحديث إلي الملائكة فباعبتار الملك علّة فاعلة، فلا تنافي فيما بينها، وقد جاء عكس ذلك في القرآن والحديث بشأن شفاء الامراض، فيقول في القرآن: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. (الا´ية 80، من السورة 26: الشعراء). الحديث أنّ الله خلق لكلّ داءٍ دواءً.
[262] ـ هذه الرواية منقولة عن الاُستاذ العلاّمة آية الله الطباطبائيّ قدّس الله سرّه، في كتاب «مهرتابان» (=الشمس الساطعة) ص 207 و 208 من الترقيم السفليّ للصفحات.
یقول محی الدین بن عربی فی کتابه « الدر المکنون و الجوهر المصون فی علم الحروف» : القرآن یأتی یوم القیامة بکرا لا یعلم تأویله الا الله . و هو کلام ذو مضمون عمیق الی حد کبیر ، ای ان القرآن سیکون خلال رجعته و معاده الی الله تعالی مجردا و نورانیا بلاحد ، بحیث لا یعلم تأویله الا الذات القدسیة الاحدیة.
[263] ـ «معرفة المعاد» ج 1، ص 8 إلي 10، المجلس الاوّل.
[264] ـ «ديوان ابن الفارض» ص 94، طبعة بيروت 1382 هجريّ، من التائيّة الكبري، الابيات 512 إلي البيت 514.
[265] ـ يقول المولي عبدالرزّاق الكاشانيّ في شرحه علي التائيّة والمسمّي ب «كشف الوجوه الحرّ لمعاني نظم الدرّ» ص 387: علم اليقين عقدٌ ذهنيّ مطابق بلا اضطراب؛ وعين اليقين مشاهدةٌ بلا حجاب، وحقّ اليقين اتّحادٌ بعد اقتراب. وقال بعض الصوفيّد: علم اليقين حال التفرقة، وعين اليقين حال الجمع، وحقّ اليقين حال جمع الجمع بلسان التوحيد. وقيل أيضاً: لليقين اسمٌ ورسم، وعلمٌ وعينٌ وحقّ، فالاسم والرسم للعوامّ، والعلم علم اليقين للاولياء، وعين اليقين لخواصّ الاولياء، وحقّ اليقين للانبياء، وحقيقة حقّ اليقين اختصّ به نبيّنا محمّد صلّي الله عليه (وآله) وسلّم.
[266] ـ الا´ية 3، من السورة 37: الصافّات.
[267] ـ قال المولي عبد الرزّاق في شرح هذا البيت: الطريقة عند الصوفيّة هي طريقٌ موصل إلي الله كما أنّ الشريعة طريقٌ موصل إلي الجنّة. وهي أخصّ من الشريعة، لاشتما لها علي أحكام الشريعة من الاعمال الصالحة البدنيّة، والانتهاء عن المحارم والمكارم العامّة؛ وعلي أحكام خاصّة من الاعمال القلبيّة والانتهاء عمّا سوي الله كلّه. («شرح التائيّة» ص 420، الطبعة الحجريّة).
|
أنا (علم نفس)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالاً بين الهو والأنا العليا، حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك، وتربطها بقيم المجتمع وقواعده، حيث من الممكن للأنا ان تقوم باشباع بعض الغرائز التي تطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا ترفضها الأنا العليا. • مثال: عندما يشعر شخص بالجوع، فان ما تفرضه عليه غريزة البقاء (الهو) هو أن يأكل حتى لو كان الطعام نيئاً أو برياً، بينما ترفض قيم المجتمع والأخلاق (الأنا العليا) مثل هذا التصرف، بينما تقبل الأنا اشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفاً ومطهواً ومعد للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على صحة الفرد أو يؤذي المتعاملين مع من يشبع تلك الحاجة. • يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية. • وهو يعمل وفق مبدأ الواقع. • ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية. • ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد. • ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك. • ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي، وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية. |
[ قراءة: 9638 | طباعة: 182 | إرسال لصديق: 0 | عدد المقيمين: 0 ]
السؤال
منذ عام أعاني من آلام في القدمين من أسفل (الكعب)، فقمت بعمل تحليلين لليوريك اسيد.
بعد الأول أخذت اليوروسلفين وزيورليك ثم انقطعت عن الدواء فعاودتني الآلام مرة أخرى، فعملت تحليلا آخر وكانت النتيجة: (خمسة وأربعة من عشرة) وأعتذر عن الإطالة إذا قلت أنني أتناول في اليوم:
الإفطار: تمر والقليل من اللبن.
الغداء: طبق أرز و100 إلى 120جرام لحم بقري (هذا الوزن قبل التسوية) وسلطة.
العشاء: ثمرة أو اثنتان من الفاكهة.
وسؤالي:
1- نوعية الطعام التي يجب أن أتناوله مع الأخذ في الاعتبار أن اللحم في الغداء هو مصدر البروتين الأساسي لي، لأني لا أتناول ـ الفراخ ـ بسبب ما نعلمه من وجود الهرمونات والأعلاف السيئة، وبالنسبة للسمك لا أستطيع شراءه في مدينتي، فهل هذه الكمية ضارة بي وهي بعد التسوية تكون قليلة؟
2- هل من دواء يجب أن أتناوله؟ وإلى متى؟ وهل الاستمرار في الدواء له جوانب سلبية؟
3- أشعر هذه الأيام بآلام في أسفل الساق من الداخل عند العقبين في القدمين، ولكن الألم ليس في العظم، فهل يعد نقرسا؟
وأخيرا الحمد لله لا أشتكي من أمراض أخرى ولا أتناول أدوية أخرى.
وأعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنا لا أعتقد أن ما تعاني منه له علاقة بالنقرس، فمعظم الأحوال يكون الألم في أسفل الكعب ناجما عن التهاب في الرباط الأخمصي، وسببه الوقوف الطويل ولبس الأحذية غير المريحة، وأحيانا يكون السبب هو وضعية القدم.
ومن ناحية أخرى فإن النقرس في معظم الأحوال يبدأ في سن أكبر من سنك ( قد يحصل في سنك عند من يكون قصة عائلية للنقرس في سن مبكرة مثل سنك.
ومن ناحية أخرى فإن نسبة اليرويك اسيد ( حمض البول ) في المرة الثانية كان طبيعيا، لم تذكر إن كنت تتناول الزايلوريك عندما أجريت التحليل الثاني، لأن حمض البول ينقص إذا أخذت الزايلوريك ثم يزداد بعد يومين من التوقف عن تناول الدواء، وأنا لا أرى أنك بحاجة لهذا الدواء؛ ولذا أرى أن تشتري لك حذاء مريحا، وتتبع التعليمات التالية:
1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير.
2- إذا كان هناك زيادة في الوزن فعليك تخفيف الوزن، فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد، والتقليل من فرصة تكرارها.
3- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
4- انتعال الحذاء المناسب واستخدام الأحذية المريحة والمزودة بدعامة لقوس القدم ووسادة للكعب لتخفيف الضغط، والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دورا كبيرا في تخفيف ألم باطن القدم، لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية، ويمكن وضع واقية مطاطية للكعب تشتريها من الصيدلية تسمى viscospot .
5- عدم المشي حافياً في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج.
6- التدليك بالماء: بغمس القدمين ليلاً بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تُغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات.. وهذه الطريقة تُعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها.
7- عمل مساج (تدليك) باستعمال الإبهامين بحركة شبه دائرية على باطن القدم ابتداء من مقدمة القدم إلى الكعب قبل النهوض من السرير.
8- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويمكن استخدام الثلج بداخل منشفة لتخفيف الالتهاب لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.
9- قد يلزم استخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل، مثل الفولتارين أو بروكسين أو موبيك لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع بشكل مستمر.
والنقرس يبتدأ بشكل تورم حاد يترافق مع ألم شديد في المفصل مع احمرار، ويستمر عدة أيام إلى عدة أسابيع، وإذا لم يعالج فإنه يتكرر ويكون هناك ارتفاع في حمض البول من 10-20 سنة قبل حصول هجمات النقرس. |
أبرز المهارات والإستراتيجيات التي يتوجب على لاعب الإسكواش إتقانها فهي:
ضربة الإرسال: وهي الضربة الوحيدة التي يستطيع اللاعب التحكم فيها بشكل مطلق.
الضربة الطائرة: مهارة هجومية مهمة، أهم مميزاتها عدم منح الخصم وقتاكافيا لأخذ مكان مناسب ورد الكرة .
ضربة اللوب: ضرب الكرة في الحائط الأماميلتسقط في عمق الملعب بعيدا عن الخصم
تعتمد الإستراتيجية الأساسية للإسكواش على ضرب الكرة على الحائط لترتد إلى الزواياالخلفية للملعب, ليتجه الضارب بعدها إلى وسط الملعب قريبا من الحرف( T ) وهي نتيجةالتقاء الخطوط الحمراء في وسط الملعب تحضيرا لرد ضربة الخصم.
كما يعتمداللاعبون أيضا على القيام بهجمات دقيقة غير قوية, بحيث تُضرب الكرة على زواياالحائط الأمامي, مما يجبر الخصم على العدو بشكل أكبر وبذل مجهود اكبر للوصول إلىالكرات, لكن أي خطأ في ضرب هذه الكرات, يعطي أفضلية للاعب الآخر فيالملعب.
وتعتبر منطقة الـ (T) المعروفة بـ "منطقة السيطرة" من النقاط الأكثرإستراتيجية في الملعب, ففيها يستطيع اللاعب أن يأخذ أفضل مركز في الملعب ليبقىمتأهبا لرد كرات الخصم, فاللاعبون يضربون الكرة ثم يتحركون بسرعة لمنطقة الـ (T) حيث يستطيعون الانتقال منها لأي نقطة في الملعب بأسرع وقت وبأقل مجهود ممكن
.
قوانين اللعبة
- المباراة مكونة من خمس مجموعات
- يفوز بالمجموعة منيحرز تسع نقاط, شرط أن يكون الفارق نقطتين عن الخاسر
- يفوز باللقاء من يحرزثلاث مجموعات أولاً
- تحتسب النقطة للمرسل فقط فإذا فاز المستقبل بالكرة لاتحتسب له نقطة بل يربح الإرسال
- اللاعب الذي يرسل يجب أن تضرب كرته في المنطقةالمخصصة على الحائط الأمامي
- ارتداد الكرة على الأرض يجب أن يتم لمرة واحدة, فإذا ما ارتدت مرتين كسب الضارب نقطة إذا كان الإرسال أصلا معه, وإذا لم يكن كسبالإرسال فقط.
- إذا أخطأ المرسل في الإرسال خسره وانتقل إلى خصمه
يتبع ... |
|فلسطيني حتى النخاع|
المدير العام
عدد المساهمات: 431
نقاط: 7926
السٌّمعَة: 3
تاريخ التسجيل: 09/06/2010
|موضوع: الاسئله المتوقعه لمادة نظم المعلومات الاداريه المستوى الثالث وحدة طرق تطوير نظم المعلومات الأربعاء 18 يناير 2012 - 11:48|| |
س: وضح المقصود بالمصطلحات التالية:
نماذج الاعمال: التي تستخدم في المؤسسسة سواء أكانت فارغة أم مستخدمة مثل الفواتيرونماذج الطلبيات
- طريقة دورة حياة النظام:هي مجموعه من المراحل مخطط لها تمر بها عملية التطوير حيث يتم الانتقال من مرحله إلى اخرى بعد الانتهاء من المرحله الحاليه.
- الفحص:هي عملية اختبار لصحة عمل البرامج أو تنفيذ للبرامج بقصد معرفة الاخطاء ومعالجتها،وليس لإثبات أن المنتج خال من الأخطاء.
- تثبيت النظام:هي عملية تنظيمية توضح آلية الانتقال من العمل على النظام القديم في المؤسسة إلى العمل على النظام الجديد أو تركيب النظام وتطبيقة للعمل عليه في حال عدم وجود نظام قائم أصلا.
الفحص:هي عملية اختبار لصحة عمل البرامج أو تنفيذ للبرامج بقصد معرفة الاخطاء ومعالجتها،وليس لإثيات أن المنتج خال من الأخطاء. مهم
- تصميم واجهة الاستخدام: هي تصميم طريقة تفاعل المستخدمين مع النظام مثل وضع تفاصيل التصاميم الخاصة في شاشات الإدخال والتقارير وطرق الحوار مع المستخدم.
س: اذكر عوامل اختيار طريقة تطوير النظم. مهم الكلفة والفترة الزمنية اللازمة لتطوير النظم ومدى جودة النظام المنتج وتحقيقه لمتطلبات المؤسسة وتوافر الكفاءات و الانظمة الجاهزة التي تلبي معظم احتياجات المؤسسة وحجم المؤسسةس:اذكر الطرق المتبعة في تطوير نظم المعلومات؟ مهم1. دورة حياة تطوير النظام. 2. حزم التطبيقات. 3. النموذج التجريبي.4. تطوير المستخدم الاخير. 5. الطريقه الموجهة للكينونات.س: عدد إيجابيات طريقة دورة حياة النظام؟ مهم
- الفحص المدمج:العملية التي تتبع فحص الوحدات حيث يتم دمج اكثر من برنامج فرعي وفحصهم معا مثل دمج المحاسبه مع الماليه.
- الفحص الارتدادي:ينبثق من الفحص المدمج وذلك في حالة اكتشاف الاخطاء اثناء عملية الفحص في مرحلة المدمج ويتم الرجوع إلي المرحله السابقة (فحص الوحدات او الاجزاء)واعادة فحص الوحدات المكونة للنظام الفرعي ومعالجة اخطائها وفحص النظم الفرعية المحتوية للوحدات من جديد للتاكد من عدم تكرار حدوث الاخطاء السابقة او أي اخطاء جديدة.
- الكاتب التقني:هو الشخص المسؤل عن الصياغة والاشراف على التوثيق بالتنسيق مع افراد الفريق المعنيين كل حسب اختصاصه
- الوثائق التسويقيه:هي التي تستهدف شرائح مختلفة من العملاء بهدف ايصال فكرة المنتج البرمجي ومزايا ومقارنته مع منتجات ونظم اخرى .
- شجرة القرار:هي تمثيل للقرارات حيث تظهر الشجره المسارات التي يمكن ان يتم تتبعها لاتخاذ القرار المناسب.
- حزم التطبيقات:هي نظم تضم مجموعه من البرمجيات حيث تعالج الانشطه التي تكون مشتركه بين معظم الشركات بطريقة ادائها مثل نظم (دفتر الاستاذ العام وإدارة المستودعات) وتوفر الجهد والوقت اللازمين لتحليل وتصميم وبناء أي نظام.
- النموذج التجريبي:هو وسيلة تطوير بديلة يعتمد فيها مطورو النظم على الافكار والمتطلبات العامه للمستخدمين لتطوير نموذج يوضع مباشره للاستخدام ومن ثم يقوم المطورون بتعديل النموذج بناء على اقتراحات المستخدمين وخبراتهم.
- الكينونه:تمثل الاشياء الواقعيه التي يعالجها نظام المعلومات مثل الزبائن والمزودين والعقود واتفاقيات الإيجار.
- الصنف: مجموعه من الكينونات تشترك في خصائص تكوينيه وسلوكيه.
- التوارث: وجود اصناف جديده تتشارك في بعض خصائص الاصناف الموجوده.
- هندسة البرمجيات:هي طرق تصميم البرامج وتطويرها وظهرت بسبب الفشل الذي حدث بالبرمجياتوما تتطلبه عملية التطوير من وقت وجهد ولضمان عملها بالكفاءه المطلوبة وبقائها لأطول فترة ممكنة وذلك بإيجاد كينونات تحاكي الواقع.
س: عدد سلبيات طريقة دورة حياة النظام؟ مهم
- تلزم الفريق بطريقة نظامية باتباع المراحل.
- تتضمن كفاءة عالية للنظم المعدة من خلال المحافظة على المعايير الواجب الالتزام بها.
- تضمن عدم السهو عن اية احتياجات للنظام.
- الانسب في إعداد النظم المعقدة.
4. عادة يكون هناك صعوبة في نقل احتياجات المستخدم للخبراء.س: ما هي الخصائص التي يجب دراستها عند تقييم البدائل من المعدات؟ مهم1. الاداء. 2. الكلفه. 3. الموثوقيه.4. التكنولوجيا . 5. إمكانية الربط . 6. الدعم.س:اذكر جوانب تقييم البرمجيات وفحصها؟مهم جدا1. التحويل . 2. التدريب . 3. المعدات.س:ما الامور التي يجب التأكد منها خلال دراسة الجدوى؟ مهم1. رؤيه واضحه للنظام. 2. توفير الامكانات لتطبيق النظام وتشغيله (واقعية النظام).3. قائمه بالمخاطر التي من الممكن ان يتعرض لها تطوير النظام والخطط اللازمه لإدارتها ومعالجتها. 4 . وصف لمتطلبات النظام ومواصفاته. 5. خطه لضمان نوعية النظام وضبط الجوده. 6. خطه تطوير النظام التفصيليه. س:كيف يتم التخطيط للنظام؟ مهم1.وضع خطه لتنفيذ المشروع المقترح. 2. تحديد معايير تقييم النظام.3. تحديد الاجراءات الإداريه اللازمه لمتابعة انشطة المشروع.س:اذكر الموضوعات التي تغطيها عملية التحليل.مهم جدا
- تنتج كما هائلا من الوثائق. 2. تتطلب تكلفة ووقتا كبيرين. 3.تحتاج إلى جهد كبير.
س:اذكر الطرق التقليديه لجمع المعلومات في تحديد متطلبات النظام؟ مهمأ) المقابله. ب) الاستبانه. ج) الملاحظة المباشرة للمستخدمين. د) تحليل وثائق النظام الحالي.س:اذكر الطرق الرئيسية لجمع المعلومات عن النظام الحالي وتحديد الاحتياجات للنظام الجديد او المطور؟ مهمالمقابلةس:اذكر اهم المعلومات التي يمكن لمحلل النظم ان يحصل عليها من خلال دراسة الوثائق والمستندات؟ مهم جدا1- المشكلات في النظام الحالي (مثل تحديد الخطوات المتكررة)حتى يتم تجنبها في النظام الجديد .2- الفرص المتاحة للوصول إلى الاحتياجات الجديدة فمثلا إذا كانت إحدى الاحتياجات هي "تحليل المبيعات بناء على المنطقة الجغرافية فإن معرفة البيانات التي تم تسجيلها في النظام الحالى تبين مدى القدرة على التوصل إلى هذا المتطلب .3- البيانات والتعليمات التي تستخدم في المؤسسة.س: يعتمد المحلل على العديد من الوثائق والتقارير في مرحلة تحليل النظام ضمن دورة حياة النظام وذلك للحصول على تفاصيل اكثر عن النظام,اعط ثلاثة امثلة على هذه الوثائق؟ مهم1- دليل إجراءات العمل 2- نماذج الأعمال 3- التقارير من النظام الحالي س:ماهي المميزات التي ينظر إليها بعين الاعتبار عند اختيار البديل الافضل؟ مهمالزمن اللازم لتطبيق النظام ومدى توفر الموارد المالية والبشرية . س:ما اهمية التوثيق المصدري؟ مهم يستفاد من هذا النوع من التوثيق في فحص البرنامج وتعديلها ودراستها حيث انه من الصعب جدا فهم الشيفرة دون توافر التوثيق اللازم لها .س:عند التخطيط لمرحلة تثبيت النظام يجب الأخذ بنظر الاعتبار العديد من الأمور التي يجب معالجتها والوقوف عليها اذكرها. مهم جدا
- الأنشطة التي تجري داخل النظام القائم وإداراك آلية عملها .
- تحديد الإمكانات المطلوبة من النظام الجديد وآلية عمله .
س: عدد طرق تحويل النظام. مهم1. المباشر. 2. المرحلي 3. المتوازي 4. التطبيق في موقع واحدس:اذكر ميزات ادوات التحليل؟ بماذا تمتاز ادوات التحليل. مهم 1.سهولة فهمها وتعديلها. 2. قدرتها على تقسيم النظام إلى نماذج يسهل التعامل معها.س:جداول القرار تحتوي على اربعة قطاعات اذكرها. مهم جدا1) الشروط 2) البدائل 3) الأفعال 4) مدخلات القرار س:اذكرانواع النماذج التجريبية. مهم1.النموذج التجريبي المتسارع 2. النموذج التجريبي المستبعد 3.النموذج التجريبي التطويري س:اذكر إيجابيات النماذج التجريبية. مهم جدا1. تقليل الوقت اللازم لتطوير النظام. 2. تقليل تكلفة التطوير 3.تتطلب التواصل مع المستخدمين 4. المطورون يحصلون على ردود مباشرة من المستخدمين.5..تسهل تطبيق النظام وتحقق إرضاء اكبر من قبل المستخدمين.6.تساعد المطورين على تطوير النظام وتحسينه مستقبلاً.س:اذكر سلبيات النماذج التجريبيه. مهم1. قد تؤدي إلى تحليل غير كافٍ. 2. يتوقع المستخدمون كفاءة في النظام مطابقة لكفاءة النموذج.3. يصبح المطورون متلاصقين بنماذجهم. 4. قد تسبب عدم استكمال النظم او تفعيل نظم قبل استكمالها.5. يفقد الوقت الذي توفرّ للنماذج عند توفير نماذج معقدة.س:قارن بين طريقتي المقابلة والاستبانه في جمع المعلومات من حيث: مهم جداأ)ثراء المعلومة ب)الوقت اللازم ج)التكلفة د)السرية.
- تحويل البيانات الموجودة في النظام القديم ونقلها إلى النظام الجديد واستخدامها فيه.
- دورة عمل المؤسسة حيث اختيار وقت مناسب لتنفيذ هذه المرحلة وجدولتها في أوقات يكون نشاط المؤسسة فيها عند أدنى مستوياته وذلك لتجنب إعاقة عمل المؤسسة وارباك الموظفين ،وخصوصا في حال حدوث أخطاء.
- آلية تصحيح الأخطاء التى قد تطرأ عند التطبيق الفعلي للنظام.
س13: قارن بين الطرائق المختلفه لتطوير نظم المعلومات من حيث:حجم البيانات والزمن اللازم للتطوير والجهد اللازم ودور المستخدم وحجم النظام.
المقابلة
الاستبانه
|ثراء المعلومات|
توفر معلومات كثيرة
المعلومات قليله
|الوقت اللازم|
تحتاج لوقت كبير
لا تحتاج لوقت كبير
|التكلفه|
تكلفتها كبيرة
تكلفتها قليله
|السرية|
كثيره
اقل سرية
س: علل ما يلي:1) تعتبر دورة حياة تطوير النظام الطريقه الاكثر شيوعا او استخداماً لبناء وتطوير نظم المعلومات.لانها تشمل المراحل والمفاهيم كافه في جميع الطرق الاخرى.2) تحديد المشكله هي الخطوة الاولى للمرحلة التمهيدية لدورة حياة النظام حيث تقوم إدارة المؤسسه او الشركه بتشكيل فريق يتم ترشيحه ليقوموا بتحديد المشكله.3) يقوم محلل النظم بجمع المعلومات الضروريه وذلك لوضع البدائل حيث تلعب الخبره باستخلاص المعلومات الضروريه.بهدف جمع المعلومات عن النظام القائم والمساعده على ابتكار البدائل ثم صياغة البدائل واختيار البديل الافضل.4) يجب تجنب التكنولوجيا الحديثه التي لم يتم فحصها والتي بطريقها للزوال.لانها تسبب مشكلات مختلفه وغير محدده، ولاننا سنضطر بعد وقت قريب لاستبدالها.5) تعد دراسة الجدوى منهجية لاتخاذ القرارات.لانها تعتمد على مجموعه من الاساليب والادوات والاختبارات والأسس العلميه التي تعمل على المعرفه الدقيقه لاحتمالات نجاح او فشل مشروع معين (مشروع تطوير النظام) ضمن ظروف وقيود معينه ومحدده وهي الماليه والتقنيه والتشغيليه والزمنيه.6) يقوم محلل النظم في المشاريع الصغيرة مستخدما خبرته وفهمه بتصميم النظم وتطويرهالوصف وتقييم حلول تتناسب مع متطلبات النظام المراد تطويره و تحديد الكلفه الماليه للحلول المقدمه والوقت اللازم لإنجازها واثر هذه الحلول على المستخدمين.7) على محلل النظم التحضير للمقابلة بالطريقة المناسبة؟حتى يستثمر الوقت للحصول على المعلومات التي يحتاج اليها ويساعده ذلك تنفيذ المقابلة وتدوين الملحوظات. على محلل النظم التحضير للمقابلة بالطريقة المناسبة حيث يستثمر الوقت للحصول على المعلومات التي يحتاج اليها.ليساعده بنفيذ المقابلة وتدوين الملحوظات.9) بالرغم مما توفره المقابلة لمحلل النظم من معلومات إلا أنه لا يمكن القيام بها دائما.لما تحتاجه من وقت وكلفة لذا قد تكون الاستبانه هي الطريقه الاخرى التي يلجأ إليها محلل النظم لجمع المعلومات.10) في بعض الأحيان ونتيجة لقصر في عملية التحليل يحتاج المبرمجون إلى وقت كبير في إعداد البرامج. لأنهم سيضطرون للعودة مرارا لمرحلة التحليل والتصميم . 11) تعد مرحلة تطبيق النظام مرحلة حيوية .لأن عدم نجاحها قد يؤدى إلى فشل النظام حتى لو تم إعداد نظام عالي الكفاءة س: اذكر مثال على كل ما يلي:الوثائق والتقارير التي يعتمد عليها محلل النظم للحصول على تفاصيل اكثر عن النظام.1. دليل إجراءات العمل 2. نماذج الاعمال 3. التقارير من النظام الحالي امثلة على مفهوم الصنف والتوارث.ü عند تصميم نوافذ الادخال لا يتم الدخول في تفاصيل كل نافذة إدخال على حده بينما يتم إعداد صنف"نافذة ادخال" بمواصفات محددة مثل ألوان النوافذ واشكالها واحجامها وعمليات محددة مثل محتويات القوائم وبالتالي عند تعريف أي نافذه إدخال ككائن تنتمي الى صنف معين ستأخذ الخصائص والعمليات نفسها للصنف.ü يمكن اعتبار الموظف صنفا بخصائص عامة مثل ( الاسم,الرقم الوطني,العنوان,تاريخ الميلاد) ومن هذا الصنف صنف فرعي (مبرمج) توارث خصائص صنف الموظف بالاضافة ألى صفات خاصة به مثل ( لغات برمجة).س: ضع دائرة:1. المرحلة التي تقوم إدارة مؤسستها بتشكيل فريق البدء بالمشروع هي :أ)تحديد المشكلة. ب) إعداد الموازنه. ج)التخطيط للنظام. د)تحليل المشكلة.2. الشخص المسؤل عن إعداد دراسة الجدوى في المشاريع الكبيرة عند التخطيط لنظم المعلومات هو:أ-محلل النظم. ب-المبرمج. ج-مدير المشروع. د-الكاتب التقني.3. الشخص المسؤل عن إعداد دراسة الجدوى في المشاريع الصغيرة عند التخطيط لنظم المعلومات هو:أ-محلل النظم. ب-المبرمج. ج-مدير المشروع. د-الكاتب التقني.4. الشخص الذي يقوم بهيكلة المعلومات الكثيرة التي قام بجمعها هو:أ-المحلل ب-المبرمج. ج-مدير المشروع. د-الكاتب التقني.5. الفحص المدمج يستهدف النظمأ-التسويقية ب-الفرعية ج-التشغيلية د-التقنية6. اثناء الفحص تتم عملية التأكد من عدم تكرار حدوث الاخطاء السابقة او أي اخطاء جديدة بعدعملية الدمج تسمى هذه العملية بــــ:أ-فحص الوحدات ب-الارتدادي ج-الاجزاء د- النظام7. فحص البرنامج الذى تم تطويره جزء من نظام أشمل وأكبر يتضمن المعدات وأجهزة الحاسوب والخدمات وقواعد البيانات يسمى فحصأ- القبول ب- المدمج ج- النظام د- الاجزاء8. تقع مسؤولية الصياغة والاشراف على التوثيق في مرحلة التطبيق ضمن طريقة دورة حياة النظام على:أ- محلل النظم ب- المبرمج ج- مدير المشروع د- الكاتب التقني9. يصف المزايا والوظائف التي يتضمنها النظام وكيفية استخدامها وقد يحتوي ايضا على دليل لحل المشكلات المتعلقة بتشغيل النظام هو توثيقأ- توثيق التصميم ب- توثيق الشيفرة ج- توثيق المستخدم د- توثيق المبرمج10. يوضح المبرمجون والمحللون في مثل هذا النوع من الوثائق ، الاسباب الجوهرية الرئيسية لاختيار طريقة دون اخرى في تصميم النظام ومناقشة الحلول البديلة وكيفية تطوير التصميم الحالي في مراحل لاحقه هو أ- توثيق التصميم ب- توثيق الشيفرة ج- توثيق المستخدم د- توثيق المبرمج11. التي تستهدف شرائح مختلفة من العملاء بهدف ايصال فكرة المنتج البرمجي ومزايا ومقارنته مع منتجات ونظم اخرى هي:أ-توثيق التصميم. ب-وثائق تسويقية. ج- وثائق خاصة. د-وثائق موجهة عموما.12. مرحلة تبدأ بتطوير نظام جديد و يتم إيجاد وصف لعمليات المؤسسه والإمكانات المطلوبه التي تساعد على اتخاذ القرار لاختيار حزمة التطبيق المناسبة للمؤسسه هيأ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التنفيذ د- مرحلة التشغيل والصيانة 13. المرحلة التي يقوم بها المزود بتعديل البرمجيه لتناسب احتياجات الشركه وتقييم مدى اهمية وجوده في النظام على نحو دائمأ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التنفيذ د- مرحلة التشغيل والصيانة 14. مرحلة تتم خلال عملية تثبيت التطبيق(Installation) على الاجهزه, وفي العادة تقع هذه العملية على عاتق مزود النظام تسمى بـــأ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التنفيذ د- مرحلة التشغيل والصيانة 15. يستغل هذا النموذج اقصر الطرق التطويريه الاساسيه والمعايير للوصول إلى التطور السريع و إنتاج نسخة اوليه من النظام يسمى نموذجأ- المستبعد ب- المتسارع ج- التطويري د- المقبول16. من انواع النماذج التجريبية في طريقة حزم التطبيقات,والذي يعد من اكثر الانواع هدرا للجهد والوقت,النموذج التجريبيأ- المستبعد ب- المتسارع ج- التطويري د- المقبول17. من انواع النماذج التجريبية في طريقة حزم التطبيقات حيث يسمح هذا النظام بتصحيح الاخطاء وتعديلها قبل بداية عملية تطبيق النظامأ- المستبعد ب- المتسارع ج- التطويري د- المقبول18. من انواع النماذج التجريبية تبنى بطريقه نوعيه لتزويد المستخدم بالتغذيه الراجعه ويتم التعديلأ- المستبعد ب- المتسارع ج- التطويري د- المقبول19. الميزه الرئيسيه للنموذج التجريبي التطويري أنهأ- ذاتي التقسير ب- نواة النظام الجديد ج- نظاما وظائفيا. د- تبنى بطريقة نوعية20. الطريقه التي يسعى المستخدم من خلالها إلى تطوير نظام خاص به ولا تستطيع دائرة نظم المعلوم متابعة التغيرات المعلوماتية التي احدثها التطوير تسمى طريقةأ- دورة حياة تطوير النظام. ب- تطوير المستخدم الاخير. ج- حزم التطبيقات. د- النموذج التجريبي.21. المرحلة التي يحدد فيه المستخدم ضمن طريقة تطوير المستخدم الاخير بتحديد المشكله و كيفية حلها ضمن الادوات المتوافره هي أ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التنفيذ د- مرحلة التشغيل والصيانة 22. المرحلة التي يقوم يها المستخدم ضمن طريقة تطوير المستخدم الاخير بإنشاء النظام باستخدام ادوات لا تتطلب مهارات محترفين في البرمجه.أ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التنفيذ د- مرحلة التشغيل والصيانة 23. مرحلة ضمن طريقة تطوير المستخدم الاخير لاتكون هناك حاجه للتدريب وإذا تم تدريب باقي المستخدمين فيكون ذلك سهلا هيأ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التطبيق د- مرحلة التشغيل والصيانة24. مرحلة ضمن طريقة تطوير المستخدم الاخير يكون المستخدم فيها الشخص المسؤل عن تشغيل النظام لأنه المسؤل عن عمل النسخ الاحتياطيه والمحافظه على سريته وهو الذي يتابع صيانة النظام بتحديد التعديلات التي يريدهاأ-مرحلة التطوير ب-المرحلة الاولية ج- مرحلة التطبيق د- مرحلة التشغيل والصيانة25. من احدث اساليب هندسة البرمجيات الذي يستخدم في دمج البيانات والعمليات في بيئة واحدة أسلوبأ- التوارث ب- التصميم والتحليل الكينوني ج- الصنف د- الموجه26. تتعلق الفكره الاساسيه وراء الطريقة الموجهة للكينونات في مفهوم التوارث وترتيب الكينونات في مجموعات تسمىأ- اصناف ب- نماذج ج- حزم د- توارث
حجم البيانات
الزمن اللازم للتطوير
دور المستخدم
حجم النظام
دورة حياة النظام
|يتم جمع كم هائل من البيانات||تأخذ وقتا طويلا||تحديد الاحتياجات عند تحليل النظام||يستخدم في الانظمه الكبيره والمعقده والمتداخله في مهامها|
النموذج التجريبي
|لا يوجد حجم كبير من البيانات||قد لا يحتاج لوقت طويل وقد تدوم طويلا||له دور كبير بإعطاء تغذيه راجعه لتطوير النظام||يستخدم بالانظمه الكبيره والصغيره غير الواضحه|
حزم التطبيقات
|لا يوجد حجم كبير من البيانات||لا تحتاج لوقت طويل||إعطاء تغذيه راجعه للمؤسسه المعده للنظام وتطويره||يستخدم بالانظمه الكبيره ذات المهام المشتركه بين معظم الشركات|
المستخدم الاخير
|لا يوجد حجم كبير من البيانات||لا تحتاج لوقت طويل||له دور رئيسي في بناء النظام||يستخدم بالانظمه البسيطه|
الموجهة للكينونات
|يكون اقل من دورة حياة النظام||تأخذ وقت ولكنها اقل نسبيا من دورة حياة النظام||تحديد الاحتياجات عند تحليل النظام||يستخدم في الانظمه الكبيره والمعقده والمتداخله في مهامها|
|فلسطينية الروح|
نائب المدير العام الثالث لمراقبة مراقبي الاقسام
عدد المساهمات: 1397
نقاط: 8055
السٌّمعَة: 1
تاريخ التسجيل: 01/10/2010
العمر: 18
|موضوع: رد: الاسئله المتوقعه لمادة نظم المعلومات الاداريه المستوى الثالث وحدة طرق تطوير نظم المعلومات الأربعاء 18 يناير 2012 - 14:27|| |
شكرا مديرنا على هذه اللمسات الرائعة |
إن فندق Crown Regency Hotel & Towers بموقعه الممتاز في سيبو سيتى هو نقطة انطلاق جيدة لنزهاتك في سيبو. يقع الفندق على بعد 1 km من مركز المدينة، ويؤمن الوصول إلى أهم مراكز المدينة. يمكن لنزلاء الفندق الاستمتاع بجولة في أشهر المعالم السياحية في المدينة: سكاي ايكسبيريانس, فوينتي اوسمينا فونتين, شونغ هو هوسبيتل
. إن الخدمات الممتازة وحسن الضيافة العالي في Crown Regency Hotel & Towers تجعل إقامتك تجربة لا تنسى. تتضمن الميزات الرئيسية في هذا الفندق: نادي ليلي , جراج سيارات, غرفة للتدخين, مقهى, غرفة للعائلات. في Crown Regency Hotel & Towers غرف نوم يزيد عددها عن 470 صممت بذوق وعناية لتوفر لك كل وسائل الراحة كمثل تكييف هواء, دُش وبانيو مستقل, مجفف شعر, ثلاجة صغيرة, دُش. يقدم الفندق خدمات رائعة كمثل حمام سباحة داخلي, نادي صحي, حمام سباحة (للأطفال), حمام بخار, مركز للياقة البدنية لمساعدتك على الاسترخاء بعد نهار طويل من النشاط والتجوال في المدينة. إن Crown Regency Hotel & Towers هو خيار ذكي بالنسبة للمسافرين إلى سيبو، بما يوفره من إقامة هادئة ومرحة. |
تطلق موبيليس المسلسل الجديد "switcher" على التلفزيون الجزائري، وهو عمل جزائري يجمع بين الخيال والإثارة وتكنولوجيات الإعلام والاتصالات الجديدة سيشاهده المواطنون بداية من 04 ماي، وسيكون لهم شغف معايشة تطورات حياة أمين، شاب عادي يجد نفسه بعد لقاء وقع صدفة، يتمتع بإمكانيات خارقة تغير مجرى حياته وتجعله يعيش مغامرات مثيرة.
أمين سيكون أحد أبطال الأزمان المعاصرة، شاب يعيش على وقع تطور التكنولوجيات الحديثة، والذي سيتمكن من استغلال كل الفرص التي تقدّمها خدمات الهاتف النّقال والمواقع الاجتماعية ليغيّر مجرى يوميات حياته، البرنامج الذي ُوضع في صيغته الجزائرية، جعلت منه موبيليس مشروعا كبيرا، ثمانية أسابيع من التصوير بمدينة بجاية، أكثر من 40 تقنيا، عشرون ممثلا واكثر من 150 ممثل ثانوي.
ومكن هذا العمل أيضا من اكتشاف مواهب جديدة، ستذهل بقوّة أدائها، وهنا أيضا نجد واحدة من أعمق قيم مؤسسة موبيليس في منح الفرصة للمواهب الشابة من أجل التغيير وإثبات الإمكانيات، إنّ نوعية التصوير، والخدع السينمائية، سيجعل هذا البرنامج أكثر جاذبية للشباب وغير الشباب، بالإضافة إلى اللّمسة الكوميدية والحالات الخاصة التي ستتخلّل المسلسل ستزيد بالضرورة من نجاح العمل التلفزيوني، المسلسل بحلقاته الثلاثيين، حيث ستكون مدّة كل حلقة ثماني دقائق، هو فكرة وإخراج الفنان "أكتاروس" الذي جال العالم وتتلمذ باستوديوهات هوليود، ثم عاد إلى الجزائر بلده الأصل بسيناريو وإخراج باهرين، سيسمحان باستقطاب عدد هائل من المشاهدين وروّاد الأنترنت على مدار الشهرين القادمين. |
تجنبوا زحمة الطوابير واختاروا مقاعكم على الطائرة عن طريق إنهاء إجراءات السفر على الإنترنت قبل 24 ساعة إلى ساعتين من موعد الرحلة.
سافروا مع الاتحاد للطيران واستمتعوا برحلة خالية من الصعوبات من خلال إنهاء الإجراءات على الإنترنت قبل 24 ساعة إلى ساعتين من موعد الرحلة.
يمكنكم اختيار مقعدكم المفضل وإنهاء إجراءات السفر وطباعة بطاقة الصعود للطائرة من خلال النقر على زر الماوس، وما عليكم سوى تقديم بطاقة الصعود إلى الطائرة عند الوصول إلى منصة تسليم الأمتعة في المطار.
• كونوا أول من يختار المقعد
• تجنبوا طوابير المطار
• يمكنكم قضاء المزيد من الوقت في صالات الانتظار الفاخرة بالمطار وفي منتجع سيكس سنسز سبا الصحي في مطار أبو ظبي الدولي*
• تسوقوا كما يحلو لكم في السوق الحرة في المطار.
*تتوافر لضيوف الدرجة الماسية الأولى وضيوف درجة لؤلؤ رجال الأعمال
إتمام إجراءات السفر عبر الإنترنت
قوموا بإنهاء إجراءات السفر في مكاتب إنهاء إجراءات السفر داخل المدينة في أي وقت بين 24-5 ساعات قبل موعد مغادرة الطائرة. ومن شأن هذه التسهيلات أن توفر جهد ووقت ضيوفنا.
الرجاء ملاحظة أن خدمة إنهاء إجراءات السفر داخل المدينة لا تتوافر لضيوفنا المسافرين للولايات المتحدة والضيوف ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال القُصّر الذين يسافرون بدون مرافق بالغ والضيوف حاملي تذاكر الموظفين.
إنهاء إجراءات السفر داخل مدينة أبو ظبي
تقع مبنى المسافرين في قلب مدينة أبوظبي، ويقدم المركز خدماته للمسافرين على مدى أربع وعشرين ساعة في اليوم طيلة أيام الأسبوع. قوموا بتسليم الأمتعة والوثائق اللازمة واستلموا بطاقة الصعود إلى الطائرة.
• يمكنكم إتمام إجراءات السفر قبل 24 ساعة إلى 5 ساعات من موعد مغادرة الرحلة .
• تضاف رسوم بقيمة 30 درهم إماراتي على كافة ضيوف درجة المرجان السياحية سواء كان بالغاً أو طفلاً صغيراً بينما يحتسب الأطفال الرضع مجاناً.
إنهاء إجراءات السفر داخل مدينة دبي
• يقع مكتب إنهاء إجراءات السفر في شارع الشيخ زايد بالقرب من مكتب الاتحاد للطيران في دبي، ويوفر خدمة إنهاء إجراءات السفر المجانية على مدار اليوم، قوموا بإنهاء إجراءات سفركم وقوموا بإيداع أمتعتكم واحصلوا على بطاقة الصعود إلى الطائرة واتركوا الباقي علينا.
• يمكنكم إتمام إجراءات السفر قبل 24 ساعة إلى 5 ساعات من موعد مغادرة الرحلة.
إذا كنتم مسافرون على درجة المرجان السياحية، يمكنك ركوب إحدى حافلاتنا المجانية للذهاب إلى مطار أبو ظبي الدولي، بينما يتمكن لضيوف الدرجة الأولى الماسية ودرجة لؤلؤ رجال الأعمال من استخدام خدمة سيارة مع سائق المجانية.
إنهاء إجراءات السفر داخل المدينة
تفتح منصات إنهاء إجراءات السفر في مطار أبوظبي الدولي قبل أربع ساعات من موعد المغادرة.
لضمان مرور إجراءات المغادرة بدون أي توتر، تأكدوا من وصولكم إلى منصة إنهاء الإجراءات قبل 90 دقيقة من موعد مغادرة الرحلة وعند بوابة المغادرة قبل 45 دقيقة من موعد مغادرة الرحلة.
موعد إغلاق منصات إنهاء إجراءات السفر:
• تُغلق منصات إتمام إجراءات السفر لضيوف درجة المرجان السياحية قبل 60 دقيقة من موعد مغادرة الرحلة.
• تُغلق منصات إتمام إجراءات السفر لضيوف الدرجة الماسية الأولى ودرجة لؤلؤ رجال الأعمال قبل 45 دقيقة من موعد المغادرة، أما بالنسبة للضيوف المتجهين إلى الولايات المتحدة، تغلق المنصات أمامهم قبل 60 دقيقة من موعد المغادرة. |
ايقاع الحرف حب العالم مثال أوبرا وينفري ناصر الحجيلان
يعتقد البعض أنه من الأفضل أن تكون هناك قدوة حقيقية في الحياة بحيث يجسدها شخص معين لكي تكون واقعية، ويمكن احتذاؤها وربما الاحتفال بها. وأصحاب هذه النظرة، حتى إن فشلوا في تحقيق مايريدون في الوصول إلى ما وصلت إليه هذه الشخصية التي وضعوها قدوة لهم، فإنهم في نهاية الأمر لن يضعوا اللوم على مبادئهم التي اختاروها لكي تمثل لهم الحياة الكاملة، لأن هذه المبادئ في رأيهم أثبتت نجاحها عبر تلك الشخصية المنتقاة.
وهناك فئة أخرى من الناس تعتقد أنه من غير المناسب أن يؤخذ شخصٌ ما على أساس الغاية التي يريد أن يصل إليها، لأن المبادئ المثالية لديهم لاتحتاج إثباتاً لكي تكون صحيحة، من منطلق أن الصواب والخطا واضحان لكل عاقل. يضاف إلى ذلك، أن الشخصية القدوة كثيًرا ماتخيّب ظن معجبيها؛ فالإنسان قد يمرّ بمراحل ضعف أو قد يختار بعض الأمور من واقع ظروف صعبة لايعرفها إلا هو، لكنها تمثل نكسة غير مقبولة عند الغير. لذلك من الأسلم والأكثر ذكاء أن تكون القدوة مجردة من التجسيد الذي قد يُهينها.
وبغض النظر عن أي الفئتين ينتمي الواحد منا، فإنه من المفيد أن يكون هناك شخص ما يثير حماس الآخرين لكي يعيشوا حياة تليق بهم بمراعاتهم لقدراتهم ومواهبهم، واهتمامهم الإنساني بأنفسهم وبغيرهم من البشر، وتذكّرهم بالضمير الإنساني الجمعي الذي يشمل الجميع بلا استثناء؛ فيحنّ الناس على بعضهم من منطلق إنساني بحت، دون فروقات تجعل بعضهم جديرًا بالشفقة والمساعدة وغيرهم لايحصل عليها لأنه مثلًا لاينتمي للمجموعة.
وعند الحديث عن أمثال هؤلاء ممن كرسوا حياتهم لكي يجعلوا حياتهم وحياة الآخرين أفضل، يمكن لنا تذكر السيدة الأمريكية المشهورة أوبرا وينفري. هذه السيدة المتألقة، والتي بدأت مشوار برنامجها الحواري المعروف منذ أكثر من ربع قرن، دخلت قلوب الكثيرين كما دخلت بيوتهم عبر شاشات التلفزيون وأصبحت لدى البعض مصدرًا موثوقًا بل وحميميًا للمعلومات التي تتنوّع من ثقافية إلى صحية واجتماعية وسياسية واقتصادية وخلافه. وبعد هذا المشوار الحافل الذي يصعب أن ينكره إنسان مطلع، أنهت برنامجها وللأبد في شهر مايو الحالي. ومن المثير أنها لم تفعل ذلك بالدموع والبكائيات بل بالفخر والاحتفال؛ فكانت الحلقة الأخيرة من برنامجها مليئة بالحميمية والصراحة.
بدأت السيدة وينفري مشوارها حينما كانت شابة في الثلاثينيات، وكانت حينها تفتقر إلى أبسط مبادئ الأناقة حسب اعترافها، إلى جانب عدم وجود طاقم مساعد لها في وقته؛ فقد كانت تقريبًا تقوم بالكثير من الأعمال بنفسها، ولم تكن المحطة التي تعمل لديها قد وثقت كثيرًا بنجاح البرنامج الحواري؛ فبدأت أولى حلقاته دون جمهور. وهذا جعل وينفري تشعر بانفصال عن المشاهدين، لأنها - كما قالت - تحتاج لكي تعرف ردة فعل الجمهور وهل ما تقوله يجد صدى طيبًا لديهم أم أنهم في حاجة لشيء آخر.
وقد عانت الكثير من بعض الضيوف الذين كان بعضهم فظاً معها بسبب عِرقها أو مظهرها، لكنها لم تجعل أياً من هذا يقف في طريقها. فقد راقبها العالم بأسره وهي تنضج أمامهم ويتبدّل مظهرها، وتخرج بحرفية ومهنية أكثر حتى وصلت إلى بيوت الناس حول العالم في أكثر من 150 دولة تتحدث فيها عن آرائها، وماتراه حقيقيًا في نظرها، وبكل جرأة ووضوح مع مراعاة لمشاعر الآخرين وقيمهم..
والواقع، أنه قلّما نصادف شخصية نسائية مؤثرة على مستوى عالمي مثل أوبرا وينفري، وقد تتنوع الأسباب بسبب الظروف الخاصة بالمرأة وثقافة مجتمعها وكذلك غايتها في الحياة وماتريد أن تفعل؛ فليس الكل مهتماً كثيرًا بتحسين مستوى حياة الآخرين بل ربما كان هدفه الأوحد هو ذاته، وإن اتسع قليلا شمل أسرته الصغيرة.
وعلى أي حال، تبقى وينفري شخصية مؤثرة وناجحة، فهي تخطّت حاجز الثقافة واللغة والدين ووصلت لقلوب الناس حول العالم لأنها إنسانة صريحة وواضحة ويشعر الناس بذلك خصوصًا أنها تقف بحزم ولكن بدبلوبماسية كذلك حينما يتعلق الأمر بشيء تؤمن به أو تدعمه.
قابلتْ هذه السيدة أناسًا مخمورين ومجرمين وأمهات وآباء ومراهقين يعانون من مشكلات متنوعة، وسيدات مجتمع ورؤساء دول وشخصيات سياسية نافذة ورموزاً إعلامية مشهورة، كما فتحت المجال لكي يكون جزء من برنامجها لخدمة بعض الطاقات الواعدة مثل الدكتور الأمريكي تركي الأصل "أوز"، وقبله كان الدكتور المشهور بسببها "د. فيل"، والاقتصادية "سوزان"، وخبراء تصميم ديكور ومدربين رياضيين، ثم أصبح الجميع لهم الآن برامجهم الخاصة التي نجحت في كسب شريحة عريضة من الجمهور الوفي بسبب تقديم أوبرا لهم؛ وبذلك شعر الناس أنه بما أنها وثقت بهم فإنهم بلاشك جديرون بالمتابعة.
لم تخجل وينفري من بعض ضيوفها كما لم تكن تخجل من بعض الموضوعات الحساسة التي كانت تقدمها، ولاحتى المعلومات الخاصة بحياتها مثل: كون أمها سيدة عزباء أو تعرضها للتحرش الجنسي، ومانتج عن ذلك من تبعات جعلتها تعيش حياة مختلفة حتى وهي الآن سيدة خمسينية وفي علاقة إيجابية ومستقرة مع العالم. هذه الجرأة وتلك الصراحة ساعدتا الكثير من الناس حول العالم على تفهم بعض مشاعرهم حول بعض المشكلات التي مروا بها، فلم يضطروا مثلا لكي يتحدثوا عن مشكلاتهم بشكل علني لكي يتعرفوا على غيرهم ممن مرّ بمثل مامروا به؛ ومع هذا فقد حصلوا على شيء من علاجهم عبر الشاشة.
ربما يحتاج إعلامنا العربي شخصية مميزة رجلًا كان أو امراة تصنع شيئًا حقيقيًا للعالم مثل ماصنعته السيدة وينفري والتي تميزت باحتوائها واحتفالها بالاختلاف، وعدم خوفها من الثقافات المختلفة، بل على العكس كانت نظرتها دائمًا ايجابية ومتفائلة ومحفزة للتعلم من الآخر. احتياجنا لهذه النظرة الجادة والناضجة في الحوار خصوصًا في عالمنا العربي الذي لازالت فئاته المتناحرة لاتقبل آراء بعضها البعض، بل ويتقابل هذا الاختلاف بالحديد والنار في تجسيد مؤلم لخطر الفكر الأحادي الذي إن تسلح بالجهل والسلطة والعنجهية أصبح مدمّرًا.
وأملنا في الله كبير وفي أجيالنا القادمة أن نكون على وعي أوسع واطلاع أشمل على ثقافات العالم ومعارفهم لكي نتعلم التقبل والتسامح والحب للجميع. وبالله التوفيق.
اقتباس: افتتحت المذيعة التلفزيونية الاميركية الشهيرة اوبرا وينفري الثلاثاء مدرسة للفتيات من ابناء الاسر الفقيرة بالقرب من جوهانسبورغ. وبذلك تكون اوبرا قد اوفت بالوعد الذي قطعته للرئيس السابق نلسون مانديلا قبل ست سنوات. وقال بطل مكافحة الفصل العنصري في رسالة تليت خلال حفل الافتتاح ان "هذه المدرسة ستتيح فرصا لشبابنا ما كانوا ليحصلوا عليها دون اوبرا". واضاف ان "مفتاح المستقبل لاي بلد هو تعليم شبابه. اوبرا لا تستثمر في حفنة من الشبان فحسب وانما في مستقبل بلدنا". وقد اغرورقت اعين النجمة التلفزيونية بالدموع وهي تقص شريط "اوبرا وينفري ليدرشيب اكاديمي فور غيرلز" (اكاديمية اوبرا وينفري الرائدة للفتيات) في هنلي اون كليب جنوب جوهانسبورغ. وحضر الحفل محموعة كبيرة من الشخصيات البارزة منهم النجم سيدني بواتييه والمغنية تينا ترنر والمخرج سبايك لي. واوضحت اوبرا وينفري التي ولدت لعائلة فقيرة وتقول مجلة فوربس انها تربح سنويا حاليا ما لا يقل عن مليار و500 مليون دولار انها ارادت اعطاء فرصة لفتيات فقيرات مثلها. وقد احاطت بها طالبات يرتدين زي المدرسة ذي اللونين الابيض والاخضر. واوضحت ان تلميذات هذه المدرسة ال152 اللاتي تتراوح اعمارهن بين 11 و13 سنة تم اختيارهن من بين 3500 فتاة من جميع انحاء البلاد. واضافت "ذهبت الى منازلهن والتقيت آباءهن واساتذتهن. اعرف قصة حياتهن لانها ايضا قصة حياتي". وتمتد المدرسة التي تكلفت 40 مليون دولار اميركي مولتها المذيعة اللامعة على مسافة 21 هكتارا وتضم 28 مبنى من بينها عنبر نوم وقاعة كمبيوتر وقاعة محاضرات. واكدت اوبرا "عندما تعلمون فتاة فانكم تبدأون في تغيير وجه بلد".
في الرابط دا يمكن مشاهدة(اونلاين ) مجموعة ضخمة جدا من الحلقات (لمن فاته القطار) http://www.watchseries-online.com/?s...ey+Show&search و بالذات الحلقات الاخيرة بتاعت الوداع( جزءين) : The Farewell Show ,,,, و هنا ممكن تحميل(تنزيل ) جزء من الحلقة الاخيرة ( دي فيها ترجمة بالعربي ):
أذكر أن هناك برامج أدت دوراً فاعلاً زي البرنامج الذي تقدمه منى الشاذلي (أظنه 90 دقيقة) وبرامج أخرى وإن كان أثرها محدوداً لكنها على الأقل قدمت شيئاً يذكر لكن من يذكر لنا برنامجاً واحداً بالقنوات السودانية؟؟؟
وأظن أوبرا ليست بمحل مقارنة على الإطلاق هنا وربما هناك
اوبرا كل الجمال والأناقة والبساطة والفهم الراقي اضف عليها الحنية موغلة حد الضلوع وموكرة في الحشا دميعاتها في طرف رموشها من فرط الحنين الرضعتو من حكر حنين إعلامية صنعت المستحيل وفرضت نفسها بإسلوب البساطة والفهم العميق تربعت في عرش الإعلام بجدارة ,, دبلوماسية كم تمنيت ان تمثل بلادي في الخارجية وليس في الإعلام
لو خيروني ان تكون اوبرا وزيرة إعلام في بلادي ام سفيرة فخترت سفيرة لأنها سوف تكون دبلوماسية محنكة تربطنا بكل الدول مهما كبر الخلاف وبالتالي مكسب كبير في كل المجالات
حبابك يا بلة وتسلم كتير ,, دائما مطرك غزير ، وخريفك نديان، وبحرك محمر ... وشكرا لدندونة الحنونة بي تصاويرها البديعة التحية لكم ولزواركم الكرام ارقدوا عافية
"اوبرا كل الجمال والأناقة والبساطة والفهم الراقي اضف عليها الحنية موغلة حد الضلوع وموكرة في الحشا دميعاتها في طرف رموشها من فرط الحنين الرضعتو من حكر حنين إعلامية صنعت المستحيل وفرضت نفسها بإسلوب البساطة والفهم العميق تربعت في عرش الإعلام بجدارة ,, دبلوماسية كم تمنيت ان تمثل بلادي في الخارجية وليس في الإعلام
لو خيروني ان تكون اوبرا وزيرة إعلام في بلادي ام سفيرة فخترت سفيرة لأنها سوف تكون دبلوماسية محنكة تربطنا بكل الدول مهما كبر الخلاف وبالتالي مكسب كبير في كل المجالات
حبابك يا بلة وتسلم كتير ,, دائما مطرك غزير ، وخريفك نديان، وبحرك محمر ... وشكرا لدندونة الحنونة بي تصاويرها البديعة التحية لكم ولزواركم الكرام ارقدوا عافية"
وحاتك آ خيتي السمحة اقتباس ما اقتباس يخربني شيل قص لزق وصنقعت دنقرت قلتا يمكن تجي خيتي بت خالد دندونة ترد عليك الرد المجيه أبت جت أها انحدثك قاموس بشبه سماحة روحك دي يخربني الحبة ما عندي فشنو . . . ما ذكرته عنها هو ما لمحته فيها حقيقة لكني لا أظن بأني أوافقك الرأي في أن تكون سفيرة حينها لن تكن مؤثرةً على هذه الشريحة الضخمة من الناس ولن يُرى بالشكل المباشر ما تقدمه على ما فيه من خير عميم إن ما يقدم عبر الإعلام من برامج وغيره يغير حياة الناس تماماً فليتهم يقدمون ما ينفع ليتهم
إليك د. مصطفى هذا اللقاء دعماً لما تبذله من عطاء في جانب الترجمة ولما تجابهه من مصاعب لذيذة في مقاربتها
....... الترجمة الشعرية هل هي مسألة لغوية أم تقنية نهلة العربي
يعتبر مجال الترجمة من اصعب المجالات التى قد يخوضها أي مترجم وخصوصاً الترجمة للاعمال الادبية وعلى وجه التحديد الترجمة الشعرية ، لاعتماد الشعر على العديد من الجوانب والتى بدورها لا تتطابق من حيث الخصائص من لغة الى اخري ، و فى الكثير من المحاولات تتعرض الكثير من التجارب فى مجال الترجمة الشعرية الى الكثير من النقد من حيث الدقة وعدم الاتقان للغتين المنقل والمنقول اليها ومدي قرب اللفظ من اللفظ الاصلي من حيث المعنى والمدلول وروح النص بشكل كامل ، هناك بعض التجارب التى اصابت اهدافها الى حد كبير ولاقت نجاح وهذا يدل على عدم استحالة الامر وانما عن صعوبته فقط ، ما أسباب نجاح بعض التجارب دون سواها ؟ ما اهم العوامل التى تحتاجها الترجمة الشعرية ؟ هل كانت نوايا جميع المستشرقين الذين ترجموا الاعمال الشعرية العربية حسنة ؟ وانطلاقاً من هذه الاسئلة واكثر طرحنا اشكالية ترجمة الشعر على مجموعة من المثقفين بحثاً عن اجابات لها، وكان لنا لقاء مع :
الصيد ابو ديب- مثقف : الشعر يقوم علي جانبين الاحساس والمشاعر والعواطف والجانب الاخر وهو الايقاع والوزن والقافية ، حينما يترجم الشعر العربي الى لغة اخرى سيفقد كلا الجانبين ، فأحساس الشاعر لن يستطيع اى مترجم الاقتراب منه وفى حالة استطاع لن تكتمل هذه الدائرة فى كل الاحوال فلا يمكن لاى كان ان يعيش تجربة شخص اخر كما عاشها هو بكل جوانبها ، وبالنسبة الى الشعر العربي فايقاعه يختلف تماماً عن ايقاع الشعر الغربي وعلى الرغم من أن الشعر الغربي ايضاً يملك وزن و يملك قافيته التى تسمى بالـ " rhyme " و " rhythm " الا انه حينما يتم نقل الشعر العربي الى اللغة الاجنبية سيفقد خاصيته الاساسية وهى ما نسميها بالبحور والتفعيلة ، والعكس ايضا فحينما نترجم الشعر الغربي الى اللغة العربية سنفقد ونحن نترجم اهم خصائص اللغة الانجليزية فهذه اللغة متميزة جدا عن اى لغة اخري واحياناً لا نملك الا ان نتحولها الى نثر ، والقاري باللغة الاصلية للنص يشعر بها اكثر من القارى للشعر الغربي مترجم الى العربية فهو سيعيش مع الكلمات فقط واجتهاد المترجم بقدر الامكان على احتواء تجربة الشاعر علماً بانه سيفقد خاصية الوزن و القافية ، و الجميع الذين خاضوا تجربة ترجمة الشعر اجمعوا على ان الشعر يفقد مهما وصل من دقة روح النص الاصلي وخصائصه الاساسية ، بعض التجارب حين اقراها ابحث عن الشعر فيها ولا اجده واذكر ان احد المترجمين ترجم قصيدة لشاعر غربي معروف بقافية واوزان عربية واي نقلها شعراً ولو هذا الشاعر الغربي صاحب النص حياً وسمعها سيتنصل منها بكل تأكيد لانه لم ينظمها على هذا الشكل ابداً ربما نقل خيالى ولكن لا شى اكثر من ذلك .
محمد بن طاهر استاذ بكلية الاداب جامعة السابع من ابريل – مترجم للشعر : الشعر عبارة عن تجسيد للمشاعر فى كلمات وتراكيب وهى ليست تراكيب عادية يقف خلفها معانى وفلسفة عميقة جداً وبالتالي الكثير من المعاني تكون من خاصة بمنشئ الشعر فاي من يريد ان يترجم هذا الشعر ونقله الى لغة اخري قديكون يحمل افكار وفلسفة الا انه من الصعب جدا وليس من المستحيل ان ينقل هذه الخصوصية ، اذا تمكن المترجم من اللغتين المنقول منها والمنقول اليها ولديه نفس الموهبة اي يكون شاعر او اديب يمكن ان يقارب المعانى ليس بصورة كاملة ولكن بشر قريب جداً ، انا عشت هذه التجربة ولانى اتقن كلا اللغتين العربية والانجليزية فادرك بعض المعانى البعيدة فتأتى صورة المنقول قريبة جدا الى النص الاصلي ، هناك تجربات كثيرة جداً استطاعت ان يصيبوا اهدافها منها ترجمة قصائد " وليم بليك " الذي وعلى طول تجربته الشعرية لم يترجم له احد قصائده شعراً اى بالشعر الموزون مثل قصيدة " النمر "، فنحن عندما نترجم نحن لا ننقل كلمات من لغة الى لغة بل ننقل ثقافة وعلم وتجربة وحياة وانا ارى ان الشعر من بين اهم وسائل الاتصالات بين الشعوب وفهم الاخر ، معضم الترجمات التى تمت لم تتم فى اطار تنظيمى لغوي فالنظريات اللغوية كثيرة جداً عربية او غير عربية ولهذا يجب ان نستفيد منها فى اطار الترجمة بمعنى ان يكون للترجمة اطار لغوي ، فالترجمة هي فرع من فروع علم اللغة التطبيقى ونموذج له فعندما نترجم فى اطار تنظيمى له اسس ومناهج وقواعد بالامكان ان ناتى الى ترجمة قريبة جدا من المطلوب فلا يمكن ان نستمر فى عملية الترجمة بهذا الشكل وكل منا يترجم بمزاجية ، وانا لا اعتقد ان اللغة العربية صعبة على احد بدليل انه تم ترجمة المعلقات من قبل المستشرقين بمنتهى الروعة فلو تم اجادة اللغتين لن يكون هناك عراقيل ، ولا يمكن ان نفكر بالطبع ان كل المستشرقين كانت نواياهم حسنة فمنهم من تسبب فى مشاكل كبيرة ومنهم من تسبب فى تشويه صورة العربي او صورة العالم الاسلامي ومنهم على حد علمي من لا يتقن اللغة العربية من الاساس فكيف ينقل منها الشعر .
أحمد ابراهيم الفقيه- كاتب : الشعر هو من اصعب الاشكال الادبية فى الترجمة لانه تعامل حساس ودقيق بالنسبة الى اللغة اكثر من اى الاشكال الاخرى فالقصة والرواية مثلا بهم احداث وشخصيات وحوار يمكن لكل هذه العناصر ان تترجم بشكل جيد ، اما فى الشعر يمكن ان تكون الكلمات فى اللغتيين بنفس الجماليات والابعاد والايحاءات والايقاعات الشعر يحتاج الى مهارة فى الترجمة ولمترجم لديه روح شعرية ولهذا تجدين الشعراء هم نفسهم مترجمين ومثال على ذلك ترجمة رباعية الخيام للشاعر ادوارد فيتزجرال الى الانجليزية ونجحت نجاح كبير لانه شاعر ولم يترجمها حرفياً ، حدث مع نزار قباني مثلاً العكس حيث ترجمت له اشعار كثيرة لم تكن على المستوى وهو نفسه كان يقول انا متهم ان شعري فيه سذاجة حين يترجم له قصيدة مثلا اسمها "صباحك سكر" وعندما تترجم تتحول الى " your morning is sugar " جملة سذاجة و من دون معني ولن يفهمها الاخر ، الشعر يحتاج الى معاملة خاصة لا تعنى انه نكتفى بمجرد معرفتنا للغة او مهارتنا بها بل يجب على المترجم ان يكون شاعراً لكي يترجم الشعر ، وبرغم ذلك انا ارى ان شعر لوركا المترجم لن يكون شعر لوركا وشعر نزار قبانى بالانجليزية لن يكون شعر نزار قبانى ولن يحتفى بهم بنفس الطريقة كما يحتفى بهم فى الدول الاخري التى لا تتقاسم معهم اللغة فى جمالها او مفرداتها ، شكسبير استطاع ان يخترق الثقافات فقط لان شعره شعر مسرحي فيه احداث وشخصيات وحكايات وحوار يمكن العمل من خلالها ، و بالنسبة للمستشرقين انا ارى انه لا يجب ان ننظر لهم بهذه النظرة التأمرية فهم من قدموا نصوصنا الى الغرب وشكرا لكل من ترجم لنصوصنا منهم من اساء لنا وهذا يوضع فى ميزان سيئاته هو ومن ترجم بصدق نقول له شكراً.
محمد الدنقلي – شاعر : انا لا اري اي مشكلة فى ترجمة الشعر من والى اللغة العربية وهذا شى قديم وموجود من قديم الازل يبقى فقط يحتاج الى مترجم جيد ومتمكن يستطيع ان يترجم بشكل نزيه النصوص الشعرية بروحها ومعانيها ، انا مع ترجمة الشعر بكل تأكيد .
محمد سليمان الزيات – ناقد : تعتبر الترجمة عموماً مسأله لغوية اكثر منها مسأله تقنية فليس هناك لفظ متطابق مع لفظ اخر فى لغة اخري بالضرورة وانما هناك الفاظ تحدد معانيها ما امتلكه من استعمالاته اى ان معناه معبأ بتلك الاستعمالات، وهذا معناه ان من يقوم باستعمال اللفظ هو من يعبأه بالمعني ، فاذا ما تصورنا جماعة من الناس تستعمل لغتها عند مستوى معين من المعرفة فسوف يكون الالفاظ محدودة بهذا المستوى من المعرفة، بينما يمون اناس اخرون مستوى المعرفة عندهم مرتفع فسوف تعبأ كلماتهم بمفاهيم جديدة باستمرار تجعل من اللفظ حاملاً لمعرفتهم وهنا يقع الفرق بين معنى اللفظ التاريخية عبر استعماله زمنياً مختلفة من لغة الى اخري ، وهذه الاشكالية الاولى التي تواجه المترجم الذي يحاول ان يثبت مدلول اللفظ كما عرفه حتى يتمكن من عملية النقل مستعيناً بالمعني الذي يعتقد ان المؤلف قد ذهب اليه فى نصه والاشكالية الثانية يمكن ان نراها عندما تكون اللغة المطلوب نقلها الى لغة اخرى قد اعتمد مؤلفها تركيباً مجازياً اى انها قد اجري عليها عملية تحويل .
* اوبرا بكل هذا الخصب وبكل الجراءة , المحزن ان سقف انطلاقها يقف عندما يلامس الخطوط الحمراء للسياسة الخارجية الامريكية هنا نذكر في لقاء لها في جنوب افريقيا انها عرضت لموضوع الايدز وابكت المشاهد حينذاك وظل سؤالها كمبتلع الاسى غصة في حلق الجراءة وضوء في نفق الاظلام الراسمالي عرضت وينفري المشهد دون ان تستطيع ان تقول (بغم) في انحطاط الانسانية في مشهد قاتل وقتها اذ ان سؤالها ظل حبيس التعليق المبتسر ذلك انها سألت عما يقدم لهؤلاء الاطفال المرضى بالايدز ففجعت بأنهم يمضون الى الموت ببطء ويتناولون في اعلى سقف امانيهم المضاد الحيوي في وقت تقف الابواب شامخة الاغلاق محكمة الانسداد لان من يملك العلاج اصحاب رؤوس الاموال وهم الشركات الكبرى المتحركة وفق سياسات عليا وقفت حينها لتعبر بالدموع عن المأساة وينفري احتارت وغلب حمارها يا بلة !!!.
** وقفت وينفري منحازة لاحتلال بلادها لدولة مثل العراق في تملك اسهام اكبر وفق ضوئها فهل ذلك عجز الوعي ام قوة الخديعة عبر الاعلام الامبريالي في حين وقفت ممثلة ذات نفوذ لا يطال نفوذ وينفري هي جين فوندا وقفت ضد السياسة الامريكية في ذلك الوقت وعبرت عن سخطها عن الحرب الفيتنامية ذلك وجه آخر يقف في مسير الرائعة المؤثرة وينفري .
السؤال اذا ما وقفت اوبرا ضد السياسة الامريكية هل كانت ستمضي الى عالم الشهرة والمال والاضواء الصاخبة ... ؟؟؟ يظل سؤال مقلق .
النقد كفكرة مقدم من محمد عبدالرحمن صديقنا المشترك والتعبير لي .
"السؤال: اذا ما وقفت اوبرا ضد السياسة الامريكية هل كانت ستمضي الى عالم الشهرة والمال والاضواء الصاخبة ... ؟؟؟"
............ وإني معكما لمن السائلين صاحبي فليس عندي ما استند إليه لأدافع به عنها.. إذن فإني أحول السؤال مع ما استند إليه صاحبه إلى الأحباب هنا ومن يعرفون عن أوبرا وعالمها أكثر من مجرد محبتي لها... وحتى لا يأتي أحدهم فيقول كيف تحب ولا تعرف عمن تحب ما تدافع به عنه فإني أقول: على قدر ما رأيت أحببت ولربما من نظرة واحدة يقتل الفتى...
ليس كل ما (يتوقعه) المرء (يجده) يا صاحب والاختلاف نبتةٌ طيبة الشذى إن مضت باتجاه اللطف وهذا ديدن من مر من هنا
وكل خلق لما يسر له فللحبيبة مدارها الذي تبدع فيه إيما إبداع فهي معلمة لا يشق لها غبار أكاد لا أميزها أهي زوجتي أم أخرى حين تقف في الفصل ويخرج منها الصوت الذي لم أعهده بالغاً حتى خارج دائرة الفصل... ههههههه وليس عندي من رغبة في الحجر عليها إن رأت أنها ستكون نافعة في مجال ما ورغبت في أن تمشي في طريقه لها مطلق الحرية فيما تود...
هلا أخوي بله ، أعتذر لك عن طول الغياب اجتهدت في موضوع الترجمة ، لاكين كلامك الكتبتو في الزولاية دي ...حلو بالحيل ...وصعب بالحيل .. المهم ...بعد مكابسة وشغل قواميس وصلت للنتيجة التحت : دي ...
Quote:
one fourth a century of brightness And you kept descending to us Without slowness From the ultimate pulse of light that contains you Proclaiming the scent of visions Gifts to our breathes, Pawned to narrow dreams you are a garden of verdant gladness Each time I embrace your protoplasmic wide attention Shudders twitter your directions your heart sinks in tears For ablution I know that , You will conquer further horizons For, your self dose not lay in laziness And Get gulped by sleepiness how could that happen And you are a cloud, explores our souls measures, and rains
Please, With all your politeness, do not egress lest our fates recess lest we regress
Balla Mohammed Alfadil ---------------------------------------------------------------------------------- If I may correct something , I would have said :
Each time I embrace your protoplasmic-al wide PRESENCE Shudders twitter MY directions And MY heart sank in tears For ablution
أتمني أن لا أكون قد أدخلت البهدلة على معانيك الجميلة وأتمنى أن تسامحني ، حال لا يعجبك ما وصلت إليه كما أتمنى من الأستاذ مصطفى مدثر أن يسامحني على إقتباس بعض ترجمته التي تفضل بها أعلاه ، للمقطع الأخير مع بعض التحريف و الدعوة مفتوحة لك وللفطاحل والفطحولات بهذا المنبر ومن خارجه لتناول هذه المحاولة بالردم والرجم والهدم وفقما اتفق . حتى أروق في علبي وأعود مرتاح البال هانيهو ، فلست إلا جربندي متطاول ...
ودي لك .. يغلب الوصاف -----------------------------------------------------------------------------------------
بخير والحمد لله إبراهيم كيف حالك أنت ومن عندك وأتمنى أن تعود ديار بكري إلى سابق عهدها الأول حيث لا مجال للمتطفلين الهاكرين مخربي العامر
شكراً لك على مجهودك المقدر لقد أبدى صاحبنا الطيب مصطفى ملاحظة أحسبها بمكانها تماماً والنص بطرفه الآن وانتظر ما يراه بشكل نهائي بخصوصه وقد رأى أن النص (عام) ولا يلاحظ فيه خصوصية ب (أوبرا) اللهم إلا عنوانه وأظنني اتفق معه إلى حد كبير لذلك فكرت في إضافة بعض التعديلات عليه ليكون على النحو التالي:
أوبرا وينفري ... الرحيق والضوء
ربعُ قرنٍ من الإشراقِ وأنتِ لا تتوانينَ (أوبرا) تهبطينَ إلينا من أقصى خفقِ ضوءٍ يحتويكِ شاهِرةً أريجَ الرؤى عطايا لأنفاسنا المرهونةَ للأحلامِ الضيقة.. |
د. محمد علي المنصوري القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات من يحرِّكه؟!
سؤالٌ يطرح نفسه وبقوَّة مع كثرة التحركات المريبة لهذا الرجل والذي لا يفتأ عن إشعال فتيل المؤامرات ضدّ الدَّولة في الداخل والخارج ومحاولة زعزعة استقرارها الداخلي والخارجي.
هل هو يا ترى عميلٌ لجهة ما؟
هل هو جزءٌ من تحالفات خفيَّة؟
من هو هذا الرجل بالتحديد ومن وراءه ومن يحرِّكه؟
تساؤلات تطرح نفسها وبقوَّة.
وربَّما يقول قائل :
لماذا كل هذا الكلام عن هذا الرجل وبهذه الصيغة الخطيرة؟
فأقول: إنَّ إطلالة على ملابسات هذه التساؤلات المذكورة في طيَّات هذا المقال ستجلِّي لنا حقائق كثيرة، ، وتكشف لنا عن كمٍّ من المؤامرات التي تُحاك ضدَّ هذا الوطن الغالي من قبل أفراد مشبوهين، وتُبيِّن أيضًا لمن توهم بأنَّ الكلام عن خطورة التنظيم الإخواني ومؤامراته فوبيا نفسية أن الأمر ليس كذلك أبدًا.
ومن هنا أقول إنَّ الواقع يفرض على الأقلام الوطنية السيالة ومثقفي هذا البلد الأفذاذ الأذكياء أن يقوموا بدورهم البنَّاء في الكشف عن ألاعيب المتآمرين وفضح الممارسات الحاقدة ضدَّ إماراتنا الغالية سواءً كانت تلك المؤامرات من قبل التنظيم الإخواني أو التيار الليبرالي، ففي مثل هذه المواقف الوطنية يُعرف الرجال الحريصون أصحاب العزائم والوعي والإدراك، وهم بحمد لله كُثُر لم يتوانوا ولن يتوانوا بإذن الله عن الدِّفاع عن هذا الوطن وهم يستحقُّون منَّا كلَّ شكرٍ واحترام وتقدير.
وأمَّا عن موضوع هذا المقال فإنَّنا في الحقيقة لسنا نتكلَّم فيه عن مجرد تكهُّنات وافتراضات، فإنه لا يحقُّ لنا أن نجانب العدل والإنصاف مع الآخر مهما كان، ولكنَّنا نتحدَّث عن معادلات واقعيَّة مبنيَّة على مواقف ظاهرة واضحة تنضح بالحقد الأسود وتكشف عن التآمر الكبير ضد الدولة، ومن حقِّ كلِّ مواطنٍ حريصٍ على دولته ذي ثقافة ووعي أن يتساءل عن هذا الرجل على ضوء هذه المعادات الخطيرة والدور الذي يلعبه في زعزعة استقرار البلد ومن يسانده ويقف وراءه.
رحلة سريعة وتساؤلات عديدة:
إذا عرجنا في رحلة سريعة إلى ماضي هذه الشَّخصيَّة – أعني محمد المنصوري – نجد أنَّه ظهر كرجل يدَّعي الرَّغبة في الإصلاح شأنه شأن غيره من أفراد التنظيم الإخواني في الإمارات، فأُحسِنَ الظنُّ به وقتها، وفُتحت له الأبواب، لعله أن يقدّر ويشكر ، واعتلى المنابر، وارتقى في المناصب، فعمل مدرِّسًا لمادة التربية الإسلامية في إحدى المدارس في إمارة رأس الخيمة، ثم مديرًا للمدرسة نفسها، وعمل في عدَّة وظائف رسميَّة، فعمل مثلاً رئيسًا للجنة تمليك الأراضي ومستشارًا شرعيًّا وقانونيًّا لصاحب السمو حاكم إمارة رأس الخيمة.
ومع هذه المعاملات الحسنة وإحسان الظن العميم والفرص المتاحة الكبيرة لتقديم الخير والإصلاح للمجتمع لم نجد من خذا الرجل إلا أنه يستخدم وظائفه لخدمة التنظيم الإخواني وليس خدمة الدولة ، بل يكن من هذا الرجل إلاَّ النكران والجحود والتطاول على الدولة وتشويهها وصنع المؤامرات ضدَّها في الداخل والخارج ومحاولة زعزعة استقرارها الداخلي والخارجي.
فماذا كان يريد هذا الرَّجل بالضَّبط؟!
وماذا كان هدفه بالتَّحديد؟!
لقد عمل في سلك التدريس معلِّمًا ومديرًا.
واعتلى المنابر داعيًا وخطيبًا.
وأُعطي مناصب وكان يمكن أن يكون فيها ناصحًا ومشيرًا.
وفُتحت له الأبواب ليكون نافعًا للمجتمع كغيره من أبناء هذا الوطن.
وتربَّى على أرض الوطن وتعلَّم في مدارسه عندما كان صغيرًا لا يعي.
ويسَّرت له الدولة أموره فمنحته إجازة دراسية لتحصيل الماجستير والدكتوراة، فسافر إلى المملكة المتحدة على أمل أن يعود بتلك الشهادات رجلاً أكثر وعيًا ونضجًا فينفع ويفيد.
لم تقصِّر معه الدولة في شيء، بل أحسنت إليه غاية الإحسان.
فبماذا كافأها يا ترى؟
هل كافأ بشكر الدولة والالتفاف حول القيادة والمحافظة على أسس الاتحاد وأركانه ومؤسسات الدولة ؟
من المؤسف لم يكن من محمد المنصوري رغم تلك الأبواب المفتوحة والإحسان العميم إلاَّ ركل النعم وإلاَّ الهجوم والتجني على الدولة بطرق عجيبةٍ مريبةٍ وكأنَّ بينه وبينها ثأرًا كبيرًا .
لقد سلك الرجل طريقا وعرة مملوءة بشحن أتباع التنظيم الإخواني الإماراتي ضد الدولة عموما وضد أجهزة أمن الدولة حتى جعل شباب التنظيم يخونون ويسبون ويسفهون بجهاز أمن الدولة الذي يسهر على حماية هذه البلد الطيبة وحماية شعبها فما أكثر المقالات والتغريدات التي كان يبثها في التشكيك بأمن الدولة وتلفيق التهم والأكاذيب بهم .
بل قام في سبيل ذلك بممارسات عدَّة، منها رفع دعاوى المظلوميَّة والتباكي أمام المنظمات الخارجية، والتحريض المتواصل ضدَّ الدولة، ومحاولة زعزعة استقرارها بشتَّى الطرق والوسائل، والمحاولات المستمرَّة لاستعداء الخارج عليها، ولم يزل على هذه الحال المريبة إلى يومنا هذا.
الظلم المزعوم والحقيقة المفضوحة:
يدَّعي محمد المنصوري كما في مقاله (استقواء واسترضاء) أنَّ الظلم المزعوم الذي يتباكى من أجله والذي ينسبه إلى الدولة كان حاصلاً بصورة متواصلة منذ عشرين عامًا أي منذ عهد مؤسِّس هذه الدَّولة الشيخ زايد طيَّب الله ثراه.
فما هو هذا الظُّلم الشنيع المزعوم الذي جعل المنصوري يتناسى كل ذلك الجميل بل وينسى معه معاني الوفاء لدولته التي لم تقصِّر معه يومًا قط ؟!
لقد كان الحدث الذي فجَّر الضغائن في نفس محمد المنصوري وغيره من أفراد التنظيم الإخواني هو القرار الذي صدر من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بحل مجلس إدارة جمعية الإصلاح عام 1995م.
لقد أظهر هذا القرار في الحقيقة أمرًا غايةً في الخطورة.
فقد أظهر القرار أنَّ المصلحة المقدَّسة عند محمد المنصوري والتنظيم الإخواني هي مصلحة هذه الجمعية، وأنَّ مصلحتها عندهم هي المصلحة المقدَّمة والأهمُّ ولو كان على حساب مصلحة الوطن، وأنَّ الولاء لهذه الجمعية فوق أيِّ ولاءٍ آخر مهما كان.
ومن هنا وفي سبيل هذه الجمعية أجاز محمد المنصوري لنفسه الانغماس في حَبْك شتَّى المؤامرات ضد الدولة في الداخل والخارج.
من أسرار النفسية الحاقدة لمحمد المنصوري:
قد يتساءل أحد: لماذا غرق محمد المنصوري في حبك المؤامرات ضد الدولة إثر قرار إحلال مجلس إدارة الجمعية المذكورة؟!
ماذا في هذه الجمعية من أسرار تلك التي جعلت محمد المنصوري ينغمس في هجماته الشرسة ضد الدولة؟!
الجواب يكمن في أمرين إجمالاً:
الأمر الأوَّل: أنَّ هذه الممارسات العدائية هي في الحقيقة ضريبة من ضرائب التنظيم الإخواني الذي يربِّي أفراده على منافسة الدولة ومزاحمتها والتعامل معها معاملة الند للند، فإذا كان الفرد العادي يعتبر نفسه جزءاً من مجتمع متكاتف مع قيادته فإنَّ الفرد الإخواني يعتبر نفسه جزءًا من تنظيمٍ ينافس القيادة طمعًا في إزاحتها والحلول محلها.
الأمر الثَّانِي: أنَّ هذه الجمعيَّة لم تكن في الحقيقة إلاَّ واجهة للعمل السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات ومنظومةً جَمْعيَّةً إخوانيَّةً لمنافسة السلطة والتوغل في مفاصل الدولة من أجل السيطرة والاستحواذ.
ويعترف محمد المنصوري في لقاء معه في مدونة حراك بأنَّ جمعيَّة الإصلاح بدأت بخوض العمل السياسي في وقت مبكِّر، وأنَّها حاولت التوغُّل في مفاصل الدَّولة عن طريق بعض الوزارات، وأنَّ منشأ هذه الجمعية كان عن طريق الاحتكاك بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما يعترف المنصوري بأنَّ الجمعية انتهجت منهج العمل السري بعد صدور قرار حلها.
محمد المنصوري وإساءاته ضد الدولة:
كان محمد المنصوري من أوائل من استغل القنوات الفضائية والإذاعية للطَّعن في الدَّولة وتشويه صورتها واستعداء الرأي العام عليها، وقد صدر منه هذا الهجوم مرَّات عدَّة، ولم يزده العفو آنذاك والإحسان إلاَّ تماديًا وإصرارًا، وما أمر تهجُّمه على الدولة في بعض القنوات وعزله من منصبه مستشارًا لحاكم إمارة رأس الخيمة بعد ذلك عنَّا ببعيد، ومع هذا فبدلاً من أن يؤوب إلى رشده ويرجع إلى صوابه ولو مرَّةً واحدةً في حياته إذا به يزداد هجومًا وتحريضًا وضراوة.
محمد المنصوري وصناعة المؤامرات لزعزعة الأمن والاستقرار:
لقد اتَّبع محمد المنصوري في صنع المؤامرات في المطابخ الحاقدة شتَّى الطُّرق المريبة والوسائل المشبوهة لزعزعة استقرار الدولة في الداخل والخارج.
فمن ذلك على سبيل المثال:
1- اتخاذ الطَّعن في المؤسسات الأمنية طريقًا إلى التشهير بحكَّام هذا البلد.
فقد علم محمد المنصوري أن الطعن المباشر في حكام هذا البلد لن يفيده في شيء وسيقلِّل من رصيده نظرًا للعلاقة الوطيدة بين الحاكم والمحكوم، ولذلك فقد اتَّخذ طريقة ملتوية للطَّعن والتشهير والتشويه، فوجَّه سهامه الحاقدة إلى المؤسسات الأمنية، وأجلب عليها بخيله ورَجِله، واتهمها بأنها تدير الدولة وتسيطر عليها وأنَّ الحكام مهمَّشون مغيَّبون مُسيطرٌ عليهم.
فقد قال المنصوري بصريح العبارة في بعض تغريداته:"المؤسسة الأمنية هي التي تدير البلاد".
وقال أيضًا:"جهاز الأمن يشوه الحقيقة أمام الحكام ليبقى مسيطرا على الدولة".
وقال أيضًا:"جهاز الأمن هو الذي يكتب التقارير المغرضة للحكام ضد الناس".
وقال أيضًا:"حكام الامارات يشتكون من انتهاكات جهاز الأمن لحقوقهم الدستورية".
وبهذه السياسة المفضوحة التي انتهجها محمد المنصوري تسلَّق للطَّعن في حكَّام هذا البلد وتشويههم وتصويرهم أمام العالم كلِّه من غير حياءٍ ولا خجل بأنَّهم غير مؤهلين لإدارة الدولة، بما يكشف بوضوح عن أنَّ اعتداءاته السافرة على المؤسسات الأمنيَّة لم تكن إلاَّ طريقًا إلى شيء واحد، وهو تحقيق غايته الخبيثة في سلب الأهليَّة من حكام هذا البلد.
ومع أنَّ تلك الطعون افتراءات مكشوفة من محمد المنصوري فقد نطق الواقع مرارًا بتكذيبها، ومن ذلك كلمات صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله عن خطر الأيدلوجيات والولاءات الخارجية بما يدلُّ على اطِّلاع سموه العميق ومتابعته الدقيقة وحرصه الكبير على أبناء هذا الوطن وإلمامه بالتيارات الفكرية المنحرفة.
ولكبير أثر كلمة سموه انتفض محمد المنصوري مستاءًا ولم يتمالك نفسه فأطلق عدَّة تغريدات مسيئة إلى سموه عن طريق التَّعريض به، فاتَّهمه تعريضًا وتلميحًا بأنه يقلِّل من قيمة الإماراتيين وبأنه يعارض سياسة مؤسس الدولة الشيخ زايد طيَّب الله ثراه وبأنَّه لا يستطيع تحمل كلام المواطنين وسماع نصيحتهم.
وقال أيضًا معرِّضًا:"حينما تعجز وتخاف أن تواجه الانتهاكات الأمنية المفروضة تتحول لزيادة الظلم عليهم".
وقال أيضًا:"الرجال مواقف والوقوف ضد الظلم من شيم الرجال".
هكذا خرج محمد المنصوري عن نطاق السيطرة على النفس وتهجَّم على صاحب السمو حاكم الشارقة لمجرَّد أنَّ سموه حذَّر من الأيدلوجيات والولاءات الخارجية وكشف عن مؤامرات ومخططات الذين يريدون سوءًا بشباب هذا البلد.
ومن ذلك أيضًا كلمات صاحب السمو حاكم رأس الخيمة حفظه الله فقد حذَّر سموُّه من الذين يريدون العبث باستقرار الوطن والذين يأتون الأمور من غير أبوابها وأكَّد على تماسك الوطن وتلاحمه.
هذا؛ وقد حذَّر مؤسِّس الدَّولة الشيخ زايد رحمه الله من التيارات الفكريَّة الفاسدة وقال في ضمن حديثه:"يجب على أبناء الأمة الإسلامية التي كان يحكمها من قبل قادة مستعمرون، ليسوا من بينهم، أن يحمدوا الله ويشكروه؛ لأننا الآن نعيش في نعمة كبيرة، حيث يحكم أمتنا قادة من أهلنا، ولدينا مقدرات وإمكانيّات لشعوبنا، ويجب أن نحافظ عليها حتى لا يخربها أصحاب التيارات الفكرية الفاسدة" (الفرائد من أقوال زائد)(1 / 366).
2- تحريض محمد المنصوري على عمل مظاهرات ضدِّ الدولة واستنساخ ما شهدته بعض البلدان من مظاهرات وتصديرها وتطبيقها في دولة الإمارات بذريعة ممارسة الضغط والبحث عن مطالب.
3- استغلال محمد المنصوري قضية الجزر الإماراتية المحتلة لضرب الدولة والإساءة إليها وتعييرها ومحاولة استفزازها والإلحاح الشديد الغريب لإدخالها في مواجهات عسكرية.
والمريب أنَّه بالنظر إلى تغريداته وبالاطلاع على موقع (إيماسك) الذي يُشرف عليه ظهرت علامات استفهام كبيرة، وبيان ذلك كالآتي:
استفهام غريب ومريب :
أطلق محمد المنصوري عدَّة تغريدات ملفتة قبل أسبوعين من اقتحام الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى وبالتحديد في 28 مارس.
حيث قال في إحدى تغريداته:"غفلتم أو خفتم من الحديث عن المهددات الحقيقية للوطن والشعب فاشتبكتم مع الشعب وأسأتم اليه".
وقال في تغريدة أخرى:"هل بيعت الجزر الاماراتية في صفقة سرية أم ماذا؟".
وقال في تغريدة ثالثة:"ماذا عمل جهاز الأمن للمستعمرات الايرانية في الامارات".
وقال في 31 مارس:"سنبقى ضد الظلم الى أن تعود الامارات الى ألفتها المجتمعية وعلاقاتها العربية والدولية الامارات".
إنَّ المتأمِّل في هذه التغريدات ليجد أنَّ محمد المنصوري يحاول جاهدًا صرف الأنظار عن تنظيمه الإخواني ومحاولة فرضه على المجتمع بذريعة التوحد ضد الممهِّد الحقيقي للوطن الذي يحتل الجزر الإماراتية.
وبعد هذه التغريدات بأسبوعين وبالتحديد في 11 إبريل كان اقتحام الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى، لينطلق المنصوري بعده في حملات تصعيدية متواصلة ضد الدولة في موقع (إيماسك) الذي يُشرف عليه وفي عدة تغريدات له وفي أكثر من مقال ومن ذلك مقال له بعنوان (العدو الحقيقي).
فبماذا يفسر ذلك كله ؟
أتدبير ؟ أم صدفة من غير ميعاد ؟!!
لقد اعتمد محمد المنصوري في هذه المقالات والتغريدات على أربعة أمور:
الأول: استغلال الاقتحام الإيراني للضغط على الدولة في قضية المسحوبة منهم جنسياتهم وقضية الشيخ سلطان بن كايد والتخويف من المساس بالتنظيم الإخواني بدعوى رص الصفوف الداخلية ضد الاحتلال الإيراني وتصوير الاقتحام المذكور على أنه ضريبة التعرض للإخوانيين في الإمارات.
الثَّاني: رفع درجة التصعيد ضد دولة الإمارات في الداخل والخارج واستغلال الواقعة المذكورة للطعن والتشهير والتحريض والتعيير.
الثالث: الاستفزاز الصريح والإلحاح العجيب لإدخال دولة الإمارات في مواجهات عسكرية.
الرابع: محاولة استجلاب تعاطف الجمهور مع التنظيم الإخواني بتصويره على أنَّه تنظيم مناضل يقف ضد الهيمنة الإيرانية، وقد أطلق محمد المنصوري في سبيل هذا عدَّة تغريدات متواصلة بعد الاقتحام المذكور.
ومن ضمن ذلك قوله:"دعوة الاصلاح دعوة سنية ضد المد الايراني الصفوي".
وقال:"دعوة الاصلاح ضد الطائفية وضد الهيمنة الإيرانية على الجزر العربية".
وقال:"دعوة الاصلاح ضد الهيمنة الإيرانية في الدول الخليجية".
وقال:"دعوة الاصلاح تحذر من الاختراق الايراني في دول الخليج العربي".
فعلى ماذا يدلُّ هذا كلُّه؟!
الجواب : يدل على علامة استفهام كبيرة يكاد ظلها يعجز عن تغطية المؤامرة المدسوسة :
فإنَّ من ينظر في تغريدات محمد المنصوري التي سبقت اقتحام نجاد ومقارنتها بالتغريدات والمقالات التي كتبها بعد الاقتحام سواء مقاله (العدو الحقيقي) أو (استقواء واسترضاء) وينظر في موقع (إيماسك) الذي يشرف عليه ينطرح في ذهنه سؤال غاية في الخطورة:
هل كان ذلك الاقتحام جزءًا من صفقة سياسية ومؤامرة سريَّة بين التنظيم الإخواني في الإمارات والحكومة الإيرانية لممارسة الضغط والتصعيد ضد الحكومة الإماراتية؟!
لقد قال محمد المنصوري قبل اقتحام نجاد بأسبوعين:"غفلتم أو خفتم من الحديث عن المهددات الحقيقية للوطن والشعب فاشتبكتم مع الشعب وأسأتم اليه".
ثم كتب بعد الاقتحام مقالاً بعنوان (العدو الحقيقي) تضمَّن إرهابًا وتخويفًا من التعرض للإخوانيين بدعوى الخطر الإيراني المشترك ما مُلخَّصه هذه التغريدة تمامًا!
وقال قبل أسبوعين من الاقتحام:"سنبقى ضد الظلم الى أن تعود الامارات الى ألفتها المجتمعية وعلاقاتها العربية والدولية الامارات".
ثم طالب في مقاله (العدو الحقيقي) الذي كتبه بعد الاقتحام دولة الإمارات باتجاه تصالحي داخلي مع الإخوانيين الإماراتيين واتجاه تصالحي خارجي مع الإخوانيين في مصر وتونس ودول ما يسمى بالربيع العربي ما مُلخَّصه هذه التغريدة تمامًا!
فهل كان محمد المنصوري متآمرًا مع إيران ضدَّ دولته؟!
هل رمت به الأطماع السياسية الحزبية في مزالق التحالفات السرية والتآمرات الخارجيَّة؟!
وعلى ماذا يدلُّ هذا التوافق العجيب بين تصريحاته قبل الاقتحام وبعده؟!
تساؤلات تطرح نفسها وبقوَّة.
وأمَّا النبرة الحادة في مقال محمد المنصوري تجاه إيران فليست كافية للخروج من سلطان تلك التساؤلات، فما أسهل إبرام الصفقات في السر وتبادل الشتائم في العلن!
علامة استفهام أخرى:
إذ من الملفت للنَّظر أيضًا أنَّ محمد المنصوري حاول جاهدًا في مقاليه (العدو الحقيقي) و(استقواء واسترضاء) وبالخصوص في المقال الأخير ممارسة فنون الاستفزاز وفرض الآراء الغريبة والإلحاح الشديد لإدخال دولة الإمارات في مواجهة عسكرية.
فهو يقول في مقاله الأخير:"كنا نتوقع أن تعلن الإمارات عن إطلاق مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية ضخمة في مواجهة التهديدات العسكرية الإيرانية".
كما دعا في مقاله إلى استخدام القوات المسلحة وغير ذلك من صور التصعيد واعتبر أنَّ ما عدا هذا هو من باب دفن الرأس في الرمال! ومارس في سبيل فرض هذا التصعيد شتَّى أنواع الطعن والتشهير بالدولة إلى درجة أن (إيماسك) الموقع الذي يشرف عليه محمد المنصوري وصف مجلس الوزراء الإماراتي في صفحته في تويتر على خلفية الاقتحام المذكور بعبارة:"أسد على الداخل نعامة أمام إيران".
واستخدم محمد المنصوري في الوقت نفسه هذا الوصف أيضًا ضد المؤسسات الأمنية في مقاله (استقواء واسترضاء).
مع تأكيد الدولة مرارًا وتصريحاتها الواضحة للقاصي والدَّاني على عدم تنازلها قيد أنملة عن جزرها المحتلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما السِّرُّ وراء كل هذا الإلحاح الذي صدر من محمد المنصوري لإشعال فتيل المواجهة العسكرية؟!
ما الذي كان يهدف إليه بالضَّبط؟!
فإنَّ قراءة واحدة في مقال محمد المنصوري تكشف بكلِّ وضوح عن الكم الكبير من الاستفزاز والإلحاح الشديد من قبل هذا الرجل لإشعال فتيل المواجهة العسكرية، واعتباره ما عدا التصعيد العسكري ضعفًا وخورًا ودفنًا للرأس في الرمال.
فماذا كان يريد محمد المنصوري من هذا الاستفزاز بالضبط؟!
وهل كان هناك من يحركه نحو هذا المسار التصعيدي؟!
وهل كان يهدف فقط إلى استغلال السينايور الذي رسمه بقلم الاستفزاز والإلحاح لفرض التنظيم الإخواني على المجتمع تحت شعار رص الصفوف ضد المحتل؟!
أم كان وراء ذلك أيضًا أهدافٌ أخرى؟!
ومهما كان فإنَّ محاولة محمد المنصوري لاستغلال واقعة الاقتحام لفرض تنظيمه على المجتمع قد فشلت فشلاً ذريعًا وبمنتهى السقوط!
3- تحريض محمد المنصوري المستمر ضد دولة الإمارات والتأليب عليها.
وصور هذا التحريض والتأليب الذي مارسه ويمارسه محمد المنصوري عبر موقع (إيماسك) ضدّ دولة الإمارات كثيرة وكثيرة.
فمن ذلك على سبيل المثال: محاولة موقع (إيماسك) في أيام ماضية إثارة المجتمع المصري على الدولة بذريعة تسليم الفلول وذلك عن طريق تحريف الأمور وتصويرها على غير ما هي عليه؛ لزعزعة العلاقة بين دولة الإمارات ومصر الشقيقة.
ومن ذلك محاولة محمد المنصوري وموقع إيماسك فرض مواجهات عسكرية على الدولة عن طريق شتَّى أنواع الاستفزاز والتحريض.
ومن ذلك تحالف موقع إيماسك مع مراكز مشبوهة هذه الأيَّام في محاولة لتأليب الحكومات الأوروبية ضد الدولة واستعداء الأمم المتحدة عليها، وهذا ما سنبينه في النقطة الرابعة.
ففي صالح مَن يمارس محمد المنصوري كلَّ هذا التَّصعيد ضد دولة الإمارات؟!
وماذا يستفيد من محاولات زعزعة العلاقات الخارجية للدولة في الشَّرق والغرب؟!
ومن يحرضه على هذا؟!
ومن يحركه إلى هذه المسارات التصعيدية المستمرة؟!
إضافةً إلى أنَّ محمد المنصوري ما يزال يعمل على زعزعة المجتمع المصري ومحاولة تفجير المظاهرات فيها، فها هو موقع (إيماسك) الذي يُشرف عليه يورد خبرًا بعنوان:"تاكيداً لحرص الإخوان على الخليج مرسي يبدأ زياراته الخارجية بالسعودية"!
هكذا كان عنوان الخبر!
ومع حرص الرئاسة المصرية في الأيام الماضية على عدم ربط قرارات رئاسة الجمهورية بتنظيم الإخوان المسلمين وبالخصوص مع ما يؤدي إليه هذا الرَّبط من تبعات خطيرة، منها: غليان الشارع المصري وتفجيره؛ فإنَّ محمد المنصوري ما يزال مصرًّا وبصورة سافرة على هذا الرَّبط المسيء إلى مصر حكومة وشعبًا، ولعلَّ من أسباب ذلك محاولة محمد المنصوري ممارسة الإرهاب ضد المجتمع الإماراتي وفرض التنظيم الإخواني في الإمارات على المجتمع، وفي سبيل هذه الغاية لا يهمُّه ماذا ينتج عن عبارات (إيماسك) المتهورة من تبعات خطيرة، وفي سبيل الانتصار للتنظيم والحزب لا يتورع محمد المنصوري عن إشعال فتيل النيران في مصر.
4- تآمر محمد المنصوري مع منظمات خارجية ومراكز ثورية مشبوهة للتحريض على الإمارات والاستعداء عليها.
إنَّ صور تآمر محمد المنصوري مع المنظمات الخارجية كثيرة، وقد اعترف هو نفسه بعلاقاته بمنظمات عدَّة حيث قال في لقاء معه في مدونة حراك:"فضلاً عن علاقاتي الخارجية مع المنظمات الحقوقية الخليجية والعربية والدولية وحضوري المؤتمرات العالمية وسفراتي الخارجية".
واعترف في لقاء معه على قناة الحوار بالتحالف الإخواني الليبرالي في الإمارات وتواصل الليبراليين مع منظمات خارجية للتحريض على الدولة انتصارًا لحليفهم الإخواني.
وفي هذه الأيَّام نشهدًا تآمرًا شديد الوقاحة، يتولى كِبرَهُ موقع (إيماسك) الذي يُشرف عليه محمد المنصوري، وذلك عن طريق تحالف مشين مع ما يُسمى بمركز الإمارات لحقوق الإنسان؛ لزعزعة علاقات دولة الإمارات الخارجية.
ولا يُستبعد في الحقيقة أن يكون لمحمد المنصوري يد طولى في هذا المركز المشبوه وبالخصوص مع وجود العديد من البصمات المشتركة.
فلقد انغمس المركز المشبوه في التصعيد المستمر ضد الإمارات بكلِّ جرأة ووقاحة، واتخذ من الساحة الأوروبية نطاقًا لممارساته المغرضة ضد الدولة، وأخذ في التحريض السَّافر على الاعتصامات والمظاهرات وإسقاط الحكام وتوزيع منشورات وكتابة التقارير إلى المنظمات ضدّ الدولة والتحريض على كتابة تقارير وإرسالها إلى المركز المشبوه والتنسيق مع شخصيات ثوريَّة تسعى لإسقاط الأنظمة في دول الخليج، كلُّ ذلك وموقع (إيماسك) يروِّج لهذه التحريضات والمؤامرات.
كما قام هذا المركز المشبوه بناءً على تصريحاته بتحريض أساتذة في جامعات بريطانية في لندن ودفعهم لمطالبة الحكومة هناك باتخاذ مواقف تصعيديَّة ضد الإمارات ومحاولة استخدام محاكم بريطانية لهذا الغرض والسعي إلى عقد اجتماعات في البرلمان البريطاني ومجلس اللوردات لممارسة التحريض والتصعيد ضد الإمارات.
وهنا نتساءل: ما سرُّ تواطئ محمد المنصوري عبر موقع (إيماسك) مع المركز المشبوه وممارساته الشائنة ضد الدولة؟!
ولماذا يسعى محمد المنصوري عبر هذه المنظومة المشبوهة لزعزعة علاقات الدولة الخارجية وتوتيرها؟!
وما الذي يهدف إليه بالتحديد من تحريض الحكومات الأوروبية ضد الإمارات؟!
وهل محمد المنصوري يا ترى من مؤسسي هذا المركز المشبوه؟!
تساؤلات عدَّة تلقي بظلالها على حقيقة محمد المنصوري ودوره في حبك المؤامرات ضد الدولة وإساءاته المستمرَّة لها، ذلك الذي يضع أمامنا تساؤلات أخرى عمَّن يحرِّكه ويوجهه إلى هذه المسارات التصعيدات المريبة.
ومهما كان فإنَّ دولة الإمارات بفضل الله وتوفيقه أكبر من هذه الألاعيب كلها، وعلى الأوروبيِّين أن يكونوا أكبر من هذه الألاعيب أيضًا، ولئن حاول محمد المنصوري المساس بالعلاقات الخارجية لدولتنا فإنَّه سيرجع خائبًا بإذن الله، فإنَّ سياسة دولتنا الخارجية سياسة متميِّزة حكيمة متينة جعلتها محل احترام وتقدير في كافة المحافل الدوليَّة.
وهكذا انغمس محمد المنصوري ولا يزال منغمسًا في صنع المؤامرات المتواصلة ضد الإمارات للمساس باستقرارها الداخلي والخارجي، وسيرجع محمد المنصوري خائبًا مدحورًا، وستبقى الإمارات شامخة عزيزة مرفوعة الرَّأس تنبض بالرقي والسمو والتكاتف والتلاحم وتعلو قبل ذلك بالاعتماد على الله رب العالمين الذي بيده العون ومنه التوفيق والسداد، فاللهمَّ يا ذا الجلال والإكرام احفظ إماراتنا من كلِّ كيدٍ وسوء واحفظ ولاة أمرنا ووفِّقهم لكلِّ خيرٍ وصلاحٍ يا ربَّ العالمين.
وأخيرًا فإنَّ الموضوع في الحقيقة أكبر من أن يحتمله هذا الموضع، ولكن هذه الحقائق إطلالة موجزة بحجم هذا المقال تُسلِّط الضَّوء على هذا الرَّجل وأدواره المشبوهة.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح:
د. محمد المنصوري من يحرِّكه؟! |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية معطرة للجميع وبعد ،،
نظمت إدارة مدرسة النخيل للتعليم الأساسي برأس الخيمة في وقت سابق رحلة ترفيهية لمنتسبيها من الأطفال الصغار وذلك إيماناً منها بضرورة إدخال البهجة والسرور إلى قلوبهنّ برفقة عدد من الهيئة التدريسية والإدارية في المدرسة .
حيث قامت الطالبات باللعب واللهو وتناول الطعام والحلويات وغيرها من النشاطات التي يقوم بها عادةً الأطفال في سنهنّ .
أترككم مع بعض الصور الملتقطة خلال رحلتهنّ الشيقة وبرائتهم الناعمة . |
ربما اصبحت نجمة بلاي بوي السابقة ام ومستقرة في حياتها الزوجية لكن هذا لا يعني ان كندرا ويلكنسون فقدت ميلها للسلوك الخطير.
كشفت كيندرا kendra wilkinson في مقابلة جديدة عن بعض اسرار غرفة نومها حيث تقوم هي و زوجها في استكشاف مواقع جديدة لزيادة العاطفة قالت انها تحاول ان تحد من التواجد في غرفة النوم بقدر الإمكان :" نحن نفكر في غرفة النوم للنوم بدلا من ممارسة الجنس ,لذلك نمارس الجنس في اماكن مختلفة مثل المطبخ والجاكوزي "واضافت انهما ابتكرا موقعا جديدا في رحلة لها مؤخرا الى المكسيك حيث اعترفت انها مارست الجنس مع هانك على متن الدراجة المائية. |
قناة ''ماريا'' المصرية..... للمنقبات فقط!
لا يَظهر من وجه عبير شاهين المنقب سوى عينيها السمراوين، أما باقي الجسد فلا يَظهر منه شيء، فهي ترتدي عباءة سوداءَ تغطيها من الرأس إلى القدمين، ويلف جسدَها ثوب فضفاضٌ، أما اليدين فتغطيهما بالقفازات ووجهها تغطيه بالنقاب. تقدمُ عبير شاهين على مدى أيامِ متوالية نشرة الأخبار على "ماريا تي في" وهي قناة تلفزيونية للمسلمين المحافظين المتشددين. وبدأت القناة في بث برامجها منذ شهر وتُسيرها نساء منقبات ومحجبات أمام الكاميرا وخلفها.
وفي ظل نظام مبارك لم يكن ذلك أمرا واردا، لكن شاهين تنظرُ إلى "ماريا تي في" كمؤشر على نجاح الثورة في مصر، وتقول "عبر "ماريا تي في" نكافح ضد التمييز ضد المنقبات كليا". وبالكاد كانت المنقباتُ بشكل كلي، يظهرن على شاشة التلفاز تحت نظام مبارك، ولم يكن يُسح لهن بالعمل في الإدارات الحكومية أو بالتدريس في الجامعات. وحتى الطالبات كن مجبرات على الدخول إلى الامتحانات بوجوه مكشوفة. وكان المنع من اجتياز الامتحان يطال كل طالبة ارتدت النقاب، كما توجد مطاعم ومقاه ونواد رياضية معينة لا تسمح للنساء المنقبات بارتيادها.
النقاب كفرض ديني
وتسعى "ماريا تي في" إلى إعطاء المنقبات مزيدا من الثقة بالنفس وإسداء النصيحة طبقا لتعاليم الرسول محمد. وتبلغ مدة البث ست ساعات يوميا، وهو وقت كاف لمناقشة مواضيع كالحياة الزوجية، والخيانة، وتربية الأولاد، وتدبير شؤون المنزل والتجميل. لا تستقبل "ماريا تي في" الرجال كضيوف كما لا تستقبل مكالماتهم. وعندما تُسدعى الخبيراتُ فلا يُسمح لهن بالوقوف أمام الكاميرا إلا وهن منقباتٌ أو يتم اللجوء إلى إخفاء ملامح وجوههن على الشاشة، لأن مسيرات "ماريا تي في" يعتبرن النقابَ فرضاً دينياً. وتقول عبير شاهين " بالنسبة للمرأة فهناك طريق وحيد وهو ارتداء اللباس على نحو صحيح".
وتضيف "يجب على المرأة أن ترتدي النقابَ. وهذا منصوص عليه في الشريعة الإسلامية". فالنقاب وحده ـ على حد تعبير شاهين ـ هو الذي يُتيحُ إمكانيةَ الحكم على الأشخاص بناء على طبعهم وليس بناء على مظهره لكن الأغلبية في مصر ترفضُ النقاب، والأكثر من ذلك فجامعة الأزهر، وهي أعلى مؤسسة وصية على الشؤون الدينية بمصر، منعت ارتداء النقاب مُعللة ذلك بكونه غير منصوص عليه لا في القرآن ولا في كتب الأصول.
غضب القوى الليبرالية المصرية
ولا تستأثر "ماريا تي في" في مصر إلا باهتمام الأقلية من الناس، ويجد البعض أن القناة ليست محافظة بما فيه الكفاية. ويرى الشيخ إبراهيم أن الصوت النسائي المرافقَ للبرامج يمكن أن يثير الرجال، واقترح تغييره بأصوات رجالية. لكن العديد من المصريين كسالي زوهني، المهتمة بحقوق المرأة، تملكهم الغضب عند بداية بث "ماريا تي في". غير أن سالي أصبحت لها نظرةٌ أخرى لذلك وتقول " العديدون انتقدوا مسألة أن تدفع "ماريا تي في" العديد من النساء لارتداء النقاب"، وتضيف " لكن عندما أطالبُ بحقي في رؤية نساء ليبراليات في الإعلام، فالنساء المنقبات كذلك لهن الحق في تمثيلهن".
وتم اقتباس اسم "ماريا" من جارية {عبدة} قبطية حررها الرسول محمد وتزوجها. ولم يفصح مؤسس القناة، أحمد عبد الله المعروف في الساحة السلفية بأبي إسلام، عن مصادر تمويل القناة. وسبق لأحمد عبد الله أن أسس عام 2006 قناة تلفزيونية دعوية، لكن أجهزة حسني مبارك الأمنية كانت تداهم أستوديو القناة بانتظام وتصادر آلات التصوير والحواسيب، كما ألقت القبض على أحمد عبد الله.
تصاعد القوى الإسلامية
أصبح عبد الله أحمد حرا اليوم وغدا تأثيره وتأثير القوى المحافظة يعرف تصاعدا. ففي الشوارع يأمرون النساء بارتداء الحجاب أو العشاق غير المتزوجين بإمساك يد بعضهم البعض. ففي السويس قتل سلفي شاباً لأنه جلس مع خطيبته في حديقة عامة وحدهما. وشهد البرلمان المتفكك في تلك الأثناء نقاشا حول منع الطلاق بصفة مطلقة وخفض سن الزواج من 18 إلى 12 عاما.
لكن تأثير الإسلاميين على المجتمع المصري أصبح يتزايد ومنذ سنوات عاما بعد عام. وحسب سالي زوهني فإن انعكاسات تزايد تأثير الإسلاميين لم تظهر إلا الآن، بسبب الثقة بالنفس التي اكتسبها الإسلاميون حديثا. وتقول زوهني "إن ثقافة الحجاب والنقاب في تزايد، وأرى اليومَ العديدَ من المراهقات والطالبات اللواتي أصبحن متحجبات". وتضيف قائلة "مع انتخاب رئيس إسلامي ازدادت ثقتهن بالنفس". وتخشى سالي زهوني وباقي القوى الليبرالية الثقة في النفس التي اكتسبها الإسلاميون مُجددا. لكن خلافا لذلك فمقدمة الأخبار عبير شاهين فخورة بالظهور على شاشة القناة حتى لو أن الجزء الأكبر من جسدها يبقى مغطى.
فيكتوريا كليبر
ترجمة: عبد الرحمان عمار
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2012 |
عبد الملك بن رفاعة
عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت الفهمي المصري [1] تولي إمارة مصر من قبل هشام بن عبد الملك على صلاتها، وعبيد الله بن الحبحاب يومئذ بالشام. ثم قدم وهو عليل، ليلة الجمعة لثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة تسع ومئة للهجرة ، وكان أخوه يخلفه عليها من أول المحرم. هذا قول ابن أبي ميسرة. وقيل: بل ولي أول المحرم، ومات للنصف منه. وكانت ولايته خمس عشرة ليلة.
المصادر[عدل]
- أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري - ولاة مصر . |
الحرية
مــقـدمــــة:
يعتبر مفهوم الحرية من اكثر المفردات اللغوية جمالية ووجدانية، لذا استحقت اتخاذها شعارا للحركات الثورية و قوى التحرر و الأحزاب السياسية و العديد من الدول و منظمات حقوق الإنسان في العالم، بوصفها قيمة إنسانية سامية تنطوي على مزيج من العناصر الأخلاقية والاجتماعية والوجدانية والجمالية. غير أنها من بين أكثر المصطلحات اللغوية والفلسفية إشكالية؛ فقد تعددت التعاريف الفلسفية التي أعطيت لها، إلى حد لا نكاد نقع فيه على تعريف جامع مانع لها. بيد أن فهمها و تحديد ماهيتها ليس بالأمر المستحيل إذا أمكنا لنا النفاد إلى العالم الذي توظف فيه، ألا و هو عالم الإنسان، باعتبارها حاجة إنسانية أصيلة و جزءا مكونا لشخصية كل إنسان، إن لم نقل أنها كل شخصيته. و كمحاولة منا للدخول إلى عالمها و الوقوف على ماهيتها، نقول أن الحرية تعني عند البعض غياب القيود و القدرة على فعل ما لا ينبغي فعله، و قد تعني مجرد الوعي بما يتحكم فينا من ضرورات و حتميات و أخدها بعين الاعتبار حين القيام بسلوك معين، كما قد تعني التحرر و الوعي بما يتحكم فينا و السعي إلى التحرر منه؛ ذلك أن سيادة هذا المفهوم في معناه الأول و الثاني، هو الذي يفسر الاعتقاد في تميز الظاهرة الإنسانية كيفيا(نوعيا) عن باقي الظواهر الطبيعية. و هو ما يفسر في نفس الوقت، رفض الانتقال بدراستها من المجال الفلسفي إلى المجال العلمي بفعل تفردها و خصوبتها و عدم قابليتها للتجريب عليها. و هي تبعا لذلك لا تخضع لقانون محدد أو حتمية مضبوطة.
و قبل أن نغوص في ثنايا هذا المفهوم، لا بأس أن نعرج على الفلسفة اليونانية - سيما و نحن نعالج مفهوم الحرية من الناحية الفلسفية- ثم نلقي الضوء، بعد ذلك، وبعجالة، على نفس المفهوم كما قاربه الفلاسفة المسلمون.
لقد تناول فلاسفة اليونان مفهوم الحرية بمعان مختلفة؛ فالسفسطائيون كانوا يعتبرون أن الإنسان الحر، هو الذي يسلك وفقا للطبيعة، أما غير الحر فهو من يخضع للقانون. أما سقراط - الذي فضل الموت على التنازل عن أفكاره و حريته، والذي قادته أفكاره و إيمانه بحرية التعبير إلى محاكمته المشهورة كما نعلم – فقد اعتبر أن الحرية تعني "فعل الأفضل" و هذا يفترض البحث، وبلا كلل، عن الأحسن، فاتخذت الحرية معنى التصميم الأخلاقي وفقا لمعايير الخير. و أما عند أفلاطون فتعني "وجود الخير" و الخير هو الفضيلة، والخير محض ويراد لذاته، و الحر هو الذي يتوجه فعله نحو الخير. و مع ظهور أرسطو سيبدأ المعنى الأدق للحرية في الظهور، إذ يربطها بالاختيار:
" إن الاختيار ليس عن المعرفة وحدها بل أيضا عن الإرادة ...و الاختيار هو اجتماع العقل مع الإرادة معا".
أما عند الفلاسفة المسلمين فقد ارتبط الحديث عن الحرية بالحديث عن القدر و "الجبر و الاختيار"، و فيما إذا كان الإنسان مخيرا أو مسيرا. و غير خاف، الحيز الذي أخده هذا الموضوع من نقاش الفرق الكلامية على اختلافها ( المعتزلة، الأشاعرة، المرجئة ...)و التي تراوحت آراء روادها، بين قائل بان الإنسان مجبر على أفعاله، و قائل بان الإنسان ليس مجبرا و بان له قوة و استطاعة، بها يفعل ما اختار فعله، وغيرها من المواقف التي دونتها لنا أقلام الأولين.
هكذا نستطيع الجزم بان مفهوم الحرية طرح و لازال يطرح صعوبات جمة أمام الفلاسفة حين محاولة تعريفه، إلا أننا سنحاول فيما سيأتي من محاور تقديم مواقف و إجابات البعض منهم عن الأسئلة التالية:
- أن نكون أحرارا هل معناه أن نفعل ما يحلو لنا؟ أم أن نتحرر من التبعية لقوانين الطبيعة؟
أم أن نتصرف وفقا للعقل أو ضده؟ هل معناه التحرر من قوانين الدولة أم الخضوع لها؟
- هل للحرية علاقة بالأخلاق أم أنها مستقلة عنها معارضة لها؟ ثم كيف تسمح القيم الأخلاقية بتحرر الإنسان و هي في ذاتها تقنين لتصرفاته؟
- ما علاقة الحرية بالإرادة؟ و هل يسمح العيش داخل جماعة (دولة) بالقول بحرية الفرد؟
1. الحرية والحتمية:
من البديهي أن الحديث عن الحرية لا يستقيم إلا بالحديث عن نقيضها، المتمثل في "الحتمية"، عملا بالقولة الشهيرة" الأشياء تعرف بأضدادها". لذلك سنحاول، بادئ ذي بدء، التعرف على هذا النقيض قبل بيان مواقف الفلاسفة بخصوص مفهوم الحرية.
لقد نشأ مفهوم الحتمية كنقيض لمفاهيم ومبادئ اعتقد أنها هي التي تحكم العالم، كالصدفة والعشوائية والفوضى وغياب النظام والاعتقاد في خضوع العالم إلى قوى غيبية لا سبيل إلى معرفتها أو التحكم فيها على الأقل( هو ما عبر عنه بالجبرية). ويقصد بالحتمية الاعتقاد بأن الظواهر تخضع في نشوئها وتطورها وزوالها، لعوامل مادية مضبوطة يمكن معرفتها والتحكم
فيها. وعلى أساس هذا المبدأ نشأ العلم وأمكن بالتالي تفسير عدد من الظواهر والتحكم فيها وتوقع حدوثها، وهو ما دفع كلود برنار إلى القول بـ "أن العلم حتمي وذلك بالبداهة، ولولاها لما أمكن أن يكون". فكان من الطبيعي أن يوجه تصور من هذا النوع، المحاولات الأولى لنقل الظاهرة الإنسانية، من حقل التناول الفلسفي إلى حقل التناول العلمي؛ فالفرد في مسار نموه وتطوره يخضع لحتميات يمكن معرفتها ومن تم التحكم فيها، وهو الرأي الذي اتفق عليه مجموعة من الفلاسفة والعلماء رغم اختلافهم في جزئياته، من بينهم جون واطسون،مؤسس المدرسة السلوكية، الذي اعتقد أن بإمكانه أن يصنع من الطفل الشخص الذي يريد. وسيجموند فرويد رائد التحليل النفسي الذي اعتبر أن الفرد يخضع لحتميات سيكولوجية، تتمثل في الأثر الحاسم للطفولة في تكوين الشخصية وتحديد استجاباتها في كل المراحل اللاحقة.
وهي أمثلة فقط قد نضيف إليها الموقف السوسيولوجي ومواقف أخرى، أجمعت جميعها على خضوع الفرد لحتميات تقوده – رغما عنه – في الحياة وتوجه سلوكه وتتحكم في إرادته. من هنا تأتي مشروعية استحضار المقاربة الفلسفية الرافضة لكل محاولات إخضاع الإنسان لمناهج لا تتلاءم مع خصوصيته،والداعية إلى النظر إليه في بعده الحي، المتغير، والمتجدد باستمرار.
لن نجزم بأننا سنتناول كل المواقف الفلسفية التي قاربت مفهوم الحرية في علاقتها بالحتمية، ولكن حسبنا أن نبرز آراء البعض منها، خصوصا الذين يحسب لهم إسهامهم الواضح في تناول هذا الموضوع أكثر من غيرهم، الأمر يتعلق بكل من ابن رشد ، سبينوزا، كانط و ميرلوبونتي.
يعتبر ما أتى به أبو الوليد ابن رشد، في معرض حديثه عن مسألة الجبر والاختيار، بمثابة حل، يروم فظ التشابك والاختلاف الذي كان السمة الطاغية على نقاش الفرق الكلامية، ويبين تهافت مواقفها التي تباينت بين الجبرية التي لم تكن ترى في الإنسان سوى كائنا مجبرا على أفعاله، والمعتزلة التي قالت بحريته وشددت عليها، وفرقة الاشاعرة التي جمعت بين الموقفين فيما عرف بنظرية "الكسب". وتكمن جدة موقف ابن رشد في إقراره بحرية الإنسان في إتيان أفعاله، خيرها وشرها وباقي الأضداد الأخرى، مع عدم نكرانه للحتمية التي تتجلى، في اعتقاده، في خضوع الإنسان لقوانين الطبيعة وقوى الجسد المخلوقان من طرف الله.
أما باروخ سبينوزا فيبدأ حديثه عن هذا الموضوع، برفضه التمييز بين الإرادة والعقل، معتبرا أن الإرادة ما هي إلا ميل العقل إلى قبول ما يروقه من المعاني، واستبعاد ما لا يروقه؛ فما يسمى بالفعل الإرادي هو فكرة تتبث نفسها أو تنفيها، وما يسمى بالتوقف عن الحكم هو حالة عدم إدراك الفكرة على نحو مطابق. وبما أن الأشياء، في اعتقاده دائما، معينة بما في الطبيعة الإلهية من ضرورة الوجود والفعل، لم يكن في الطبيعة ممكنات، ولم يكن في النفس إرادة حرة، فالنفس معينة إلى فعل معين بعلة، هي بدورها معينة بعلة وهكذا إلى غير نهاية. إن سبينوزا، بهذا المعنى، يعتبر الحرية، أو بالأحرى الشعور بالحرية مجرد خطأ ناشئ مما في غير المطابقة من نقص وغموض؛ فالناس يعتقدون أنهم أحرار لأنهم يجهلون العلل التي تدفعهم إلى أفعالهم، كما يظن الطفل الخائف انه حر في أن يهرب، ويظن السكران انه يصدر عن حرية تامة، فإذا ما تاب إلى رشده عرف خطأه. مضيفا أنه لو كان الحجر يفكر، لاعتقد بدوره أنه إنما يسقط إلى الأرض بإرادة حرة. وبذلك تكون الحرية الإنسانية خاضعة لمنطق الأسباب والمسببات الذي ليس سوى منطق الحتمية.
ينطلق ايمانويل كانط في معرض تناوله لمفهوم الحرية، من فكرة تبدو له من المسلمات والبديهيات، مفادها أن الحرية خاصية الموجودات العاقلة بالإجمال؛ فهذه الموجودات لا تعمل إلا مع فكرة الحرية. غير أن أي محاولة من العقل لتفسير إمكان الحرية تبوء بالفشل، على اعتبار أنها معارضة لطبيعة العقل من حيث أن علمنا محصور في نطاق العالم المحسوس وأن الشعور الباطن لا يدرك سوى ظواهر معينة بسوابقها، وهذه المحاولة معارضة لطبيعة الحرية نفسها من حيث أن تفسيرها يعني ردها إلى شروط وهي علية غير مشروطة. كما ينص كانط على التعامل مع الإنسان باعتباره غاية، لا باعتباره وسيلة، ذلك لأن ما يعتبر غاية في ذاته ، هو كل ما يستمد قيمته من ذاته، ويستمتع بالتالي بالاستقلال الذاتي الذي يعني استقلال الإرادة. يقتضي هذا المبدأ بان يختار كل فرد بحرية الأهداف والغايات التي يريد تحقيقها بعيدا عن قانون التسلسل السببي الذي يتحكم في الظواهر الطبيعية.
أما إذا انتقلنا إلى نظرية موريس ميرلوبونتي في الحرية، فسنجد أن صاحب" فينومينولوجيا الإدراك"، يشترك مع غيره من فلاسفة الوجودية في القول بان الحرية هي صميم الوجود الإنساني، إلا انه يختلف عنهم في القول بان مجرد حضور الذات أمام نفسها ينطوي هو نفسه على الحرية، إذ أن الوعي ليس سوى تلك المقدرة على الإفلات من كل قيد أو حد، بمجرد التفكير في هذا القيد أو هذا الحد. فالذات تمتلك القدرة على أن تعلو بالفكر على كل قيود خارجية قد تتصور نفسها أسيرة لها. وتبعا لذلك فإن الوعي أو الشعور- فيما يقول – هو بطبيعته انفصال ومفارقة وحرية، لأنه ينطوي في صميمه على حركة مستمرة تنفصل فيها الذات عن الواقع، بفعل تلك الحرية، التي هي في جوهرها، قدرة مباشرة على التحرر من شتى الحدود والقيود. إلا أن ما ينبغي الإشارة إليه في هذا الإطار، هو أن ميرلوبونتي يرفض الحرية المطلقة، بل يعتبر أن الحرية التي تظل حرة بالضرورة، لا تفترق مطلقا عن الحتمية نفسها، مبررا قوله بأننا لو سلمنا بوجود مثل هذه الحرية فسيكون من العسير علينا أن نفهم معنى الالتزام engagement [ما نحققه في الحاضر لابد من أن يندرج في المستقبل محققا في الوقت نفسه شيئا يظل محفوظا، فإذا ما جاءت اللحظة التالية أفادت مما سبقها من لحظات].
ينحو بنا عبد الله العروي منحى آخر في مقاربته لهذا المفهوم، فالحرية في اعتقاده غير متعالية عن الواقع، كما اعتبرها البعض، بل محايثة له، اتخذت قديما طابعا بسيطا ومختزلا بحكم القيود والضوابط التي عرفتها الأشكال التقليدية للمجتمعات، والتي لم تكن تسمح سوى بهامش ضئيل من الحرية. أما في الآونة الراهنة فالحرية لم تعد معطى جاهزا يملكه الفرد مسبقا، بل هو عملية تحرير مستمرة، تحتك بعمليات تحريرية أخرى تخوض معها نفس التجربة لكن بأشكال مختلفة بحكم فرادة الذات وخصوصياتها.
2. الحرية والإرادة:
لقد سبق وأشرنا إلى أن الحرية حاجة فطرية لدى الإنسان، جوهرها الاتساق والتوازن الذاتي للشخصية الإنسانية؛ فالناس ولدوا من بطونهم أحرارا، لذا فهي ليست كسبا يحرزه المرء بجهده الخاص، وإن كان الحفاظ عليها يستدعي بذل قصارى الجهد لمواجهة التهديدات المستمرة الهادفة للنيل منها. وعليه فجميع الناس يدركون معنى الحرية، رغم تفاوت مقدار حيازتهم لها. وكلما تعمق وعيهم بها، ازدادوا نزوعا إليها، وذادوا عنها وضحوا في سبيلها. إن شعورنا بالحرية يبدأ منذ اللحظة التي نقدر فيها على الاختيار بين ما نريد ( الإرادة) وما لا نريد، فامتلاكنا القدرة على الاختيار بالقبول أو الرفض، يؤكد امتلاكنا للحرية. لكن هل يعني امتلاكنا للإرادة، أننا أحرار في تقرير شؤون الحياة المختلفة؟ وهل الإرادة شرط للحرية؟ ثم إلى أي حد تصدق مقولة سارتر"نحن مجبرون على الحرية" (رغما عن إرادتنا)؟
نبدأ الخوض في هذا الموضوع، بإدراج تصور فلسفي إسلامي يمثله أبو بكر محمد ابن باجة، الذي لم يشكل استثناءا للقاعدة، على اعتبار أن تناوله لمشكل الحرية يندرج، بدوره، في إطار مسألة الجبر والاختيار، التي كما اشرنا سابقا، شكلت موضوع نقاش الفلاسفة المسلمين بمختلف مشاربهم ومواقفهم. لقد ميز ابن باجة في أفعال الإنسان بين، تلك التي يختارها عن إرادة (الإرادة الكائنة عن روية)، وهو يسميها أفعالا إنسانية، لأنها خاضعة للفكر، يحركها ما يوجد في النفس من رأي أو اعتقاد، ويسبقها تدبير وترتيب، وبين الأفعال البهيمية التي يتقدمها في النفس، الانفعال النفساني فقط، بمعنى أنها مجرد ردود أفعال آلية ، ميكانيكية، خالية من كل تدبير مسبق، وغير مؤسسة على تفكير قبلي؛ فكسر إنسان لعود خدشه لمجرد أنه خدشه، يعتبر فعلا بهيميا. أما كسره لئلا يخدش غيره، أو عن روية توجب كسره، فذلك فعل إنساني.
بعيدا عن موقف ابن باجة، يمكن أن نقول أن ج. ب. سارتر هو فيلسوف الحرية بامتياز، وكيف لا وهو قد نصب نفسه منذ البداية خصما لذودا لكل لون من ألوان الجبرية. لقد رفض هذا الفيلسوف في كل من كتابيه " الوجود والعدم" و" نقد العقل الجدلي" شتى المحاولات المبذولة في سبيل الهبوط بالإنسان إلى المستوى البيولوجي الصرف. فالحرية هي نسيج الوجود الإنساني، والشرط الأول للعقل هو الحرية: "إن الإنسان حر، الإنسان حرية... الإنسان محكوم عليه أن يكون حرا، محكوم عليه لأنه لم يخلق نفسه وهو مع ذلك حر لأنه متى ألقي به في العالم، فإنه يكون مسؤولا عن كل ما يفعله". هكذا يتحكم الإنسان –حسب سارتر- في ذاته وهويته وحياته، في ضوء ما يختاره لنفسه بإرادته ووفقا لإمكاناته.
مع فيلسوف ألمانيا الأشهر،إيمانويل كانط، سنتحدث عن اصطلاح، سلطان الإرادة، الذي هو المبدأ الأسمى للأخلاق،والذي يحافظ على كرامة الإنسان. فالإرادة هي مصدر الأمر الأخلاقي المطلق والإنسان الموجود في العالم العقلي، حيث أن إرادة الإنسان الموجود في العالم الحسي، تخضع لإرادة الإنسان الموجود في العالم العقلي، والذي هو في النهاية إنسان واحد. فصورة الحرية التي نستطيع أن نفكر فيها دون أن نعرفها، ليست فقط مما يتطلبه إحساسنا بالواجب، إذ تتمشى هذه الصورة مع سيطرة مبدأ السببية على العالم الظاهري. فالإنسان من حيث هو كائن ظاهري في ذاته، فإنه حر، فهو لا يستطيع أن يعرف ماذا تكون حريته تلك، بيد أنه يعلم أنه حر. إن إرادة حرة وخاضعة ،في نفس الوقت، للقانون الأخلاقي هي –في نظر كانط – شيء واحد.
إلا أن ما توصل إليه كانط، يزعم أرثور شوبنهاور أنه يستطيع تجاوزه والكشف عن الطبيعة الحقيقية للشيء في ذاته. فهو يعتقد عن طريق حدس مباشر أنه اخترق ستار الظواهر ووجد الشيء في ذاته. وهذا الشيء في ذاته هو الإرادة؛ فالحقيقة الواقعية النهائية ،هي الإرادة، لان الذهن ما هو إلا تجل للإرادة، التي تجعل نفسها متفردة ومختلفة فيك، وفي، وفي أشخاص آخرين منفصلين، وفي أشياء عالمنا الظاهر وفقا لمبدأ العلة الكافية. إن هذه الإرادة حرة، لأنه لا شيء يمكن أن يحدها أو يقيدها، ونحن في عالم الإرادة يطابق كل منا الآخر ويطابق الطبيعة بأسرها.
أما فريديريك نيتشه، الذي تأثر كثيرا بأفكار شوبنهاور- خصوصا في بداياته الأولى- فقد رفض الأحكام الأخلاقية النابعة من التعاليم المسيحية، معتبرا أنها سيئة وأنها أكدت، تأكيدا زائفا على الحب والشفقة والتعاطف، وأطاحت ،في المقابل، بالمثل والقيم اليونانية القديمة التي اعتبرها أكثر صدقا وأكثر تناسبا مع الإنسان الأعلى. فهذه الأخلاق – بالمعنى الأول – مفسدة تماما للإنسان الحديث الذي يجب أن يكون "روحا حرة" ويتبث وجوده ويعتمد على نفسه ويستجيب لإرادته. لقد ظل نيتشه، بوجه عام، يعتقد بان الحقيقة القصوى للعالم هي الإرادة، ومثله الأعلى الأخلاقي والاجتماعي هو " الرجل الأوربي" الجيد، الموهوب بروح حرة، والذي يتحرى الحقيقة بلا خوف، ويكشف عن الادعاءات الكاذبة والخرافات، ولذلك نجده قد أهدى كتابه "إنساني مفرط في الإنسانية" إلى ذكرى فولتير الذي رأى فيه نموذج الروح الحرة التي لا تقيدها عادات، ولا تسلك إلا وفق إرادتها الحرة. يقول صاحب " هكذا تكلم زاردشت" على لسان هذا الأخير: " حرا تسمي نفسك، أريد أن أسمع هاجسك المسيطر، لا أن تقول لي بأنك قد خلعت النير عن كاهلك، وهل أنت ممن يستحق أن يخلع النير عن كاهله، لأنهم كثر أولائك الذين فقدوا أي قيمة لهم عندما تحرروا من عبوديتهم".
من جهة أخرى، عمل ألكسيس دوطوكفيل على تتبع علاقة الحرية بالإرادة، في ظل مجتمع ديمقراطي ( المجتمع الأمريكي من خلال كتابه: الديمقراطية في أمريكا)، فتوصل إلى استنتاج في شكل سؤال نبلوره على الشكل التالي: هل تعني المساواة في الحقوق السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية... تحرر الإنسان وحصوله على حريته النابعة من إرادته؟
يعتبر دوطوكفيل أن المساواة تفضي إلى اتجاهين اثنين: إما الاستقلال المباشر للأفراد والذي قد تنجم عنه حالات من الفوضى، وإما أن يجد الأفراد أنفسهم –بعد مدة طويلة ورتيبة لكنها آمنة – يتجهون نحو العبودية، والتي هي عبودية لا تدرك بسهولة، ولكنها تعاش.
وقبل أن نترك دوطوكفيل الذي يعد مونتسكيو الثاني، لابأس أن نورد تعبيرا مجازيا له يشبه فيه الحرية بالهواء، يقول: " يظهر لي أن الحرية تشغل في عالم السياسة الموقع الذي يشغله الهواء في العالم" بمعنى أن الحرية هي هواء نتنفسه، وغيابها نحس به مثلما نحس بالاختناق عند نقص الهواء.
3. الحرية والقانون:
لما كان الإنسان قد ولد وله الحق الكامل في الحرية والتمتع بلا قيود بجميع حقوق ومزايا قانون الطبيعة ، في مساواة مع أي شخص آخر، فإن له بالطبيعة الحق، ليس في المحافظة على حريته هذه فحسب، بل أيضا في أن يحاكم الآخرين، إن هم قاموا بخرق هذا القانون ومعاقبتهم بما يعتقد أن جريمتهم تستحقه من عقاب. من هنا وُجد المجتمع السياسي، حيث تنازل كل فرد عن سلطته الطبيعية وسلمها إلى المجتمع في جميع الحالات التي لا ينكر عليه فيها حق الالتجاء إلى القانون الذي يضعه المجتمع لحمايته.
هكذا، وبعد أن كان الأفراد يحكمون على أفعالهم وسلوكاتهم حكما شخصيا، أصبح المجتمع هو الحكم الذي يحكم على أساس قواعد قائمة- قانون- تطبق على جميع الأطراف، فصرنا نتحدث منذئذ عن الحرية في إطار المسؤولية، أو عن الحرية المقننة، أي الخاضعة لترسانة من القوانين التي تبين الحدود التي لا ينبغي تجاوزها والمسالك التي يمكن للفرد أن يسلك وفقها، لذلك يحق لنا أن نتساءل:
- هل بإمكاننا الجمع بين الحرية، بما هي إرادة واختيار، والقانون، بما هو إلزام؟
- كيف نستسيغ أن يفقد الإنسان راضيا حريته المطلقة، ويقبل الخضوع لحكم القانون؟
- ثم ألا يمكن أن يعثر الإنسان داخل الحرية المقننة، على ما هو أفضل له من العيش داخل الحرية المطلقة؟
لا يعول صاحب " اللوفياتان" ، توماس هوبس، كثيرا على القانون، فهو يعتقد أن كينونة الحرية في الإنسان هي الدافع أساسي لإعمال حريته وليس القانون، مضيفا أنه إذا لم يكن الإنسان حرا بحق وحقيقة، فليس هناك موضع للإدعاء بأن هذا الإنسان يكون حرا فقط عندما يكون تحت نظام قانوني معين... إذ تبقى الحرية عند هوبس نصا يمتلك معنى واسعا، ولكنه مشروط بعدم وجود موانع لإحراز ما يرغب فيه الإنسان، فالإرادة أو الرغبة لوحدها لا تكفي لإطلاق معنى الحرية. وهوبس كغيره من رواد الفكر السياسي الغربي، يؤمن بأن حرية الإنسان تنتهي عند حرية الآخرين، فقد رفض الحرية الزائدة غير المقيدة، إذ أكد بأن الحرية ليست الحرية الحقيقية لأنها خارجة عن السيطرة، بالأحرى سيكون الإنسان مستعبدا من خلال سيادة حالة من الخوف المطرد المستمر. إن المصالح الشخصية الخاصة وحتى الحياة نفسها ستكون عرضة للرعب والذعر، من قبل الآخرين أثناء إعمالهم لحرياتهم. فالحرية المطلقة تقود إلى فقدان مطلق للحرية الحقيقية.
غير بعيد عما توصل إليه هوبس، يعرف مونتسكيو الحرية بقوله: " أن يقدر المرء على أن يعمل ما ينبغي عليه أن يريد، وألا يكره على عمل ما لا ينبغي أن يريد". هي الحق في أن يعمل المرء ما تجيزه القوانين العادلة، فإذا كان للمواطن أن يعمل ما ينهى عنه، كان لغيره نفس هذا الحق، فتتلاشى الحرية. يربط مونتسكيو إذن الحرية بالقانون، وهو ربط نابع من خلفيته القانونية، بحكم أنه مؤلف كتاب " روح القوانين" الذي كان له تأثير غير قليل في تطور دستور فرنسا، وقد اشتهر عنه قوله، أن المملكة التي توجدها الحرب، تحتاج إلى حرب لتحافظ على كيانها. فالحرية بهذا المعنى ستظل محافظة على تعريفها القديم المتمثل في أن يفعل الإنسان ما يشاء وأن يستجيب لنداءاته الداخلية الحرة، مع تذكيره بدون انقطاع بألا يخرج فعله هذا عن الإطار القانوني للدولة. ان موقف مونتسكيو هذا سيلاقي دعما ومساندة من طرف بنيامين كونستانت الذي يعتبر بأن الحرية هي الاستمتاع الهادئ بالاستقلال الفردي، فالكل يحلم بحرية هادئة بعيدة عن المصاعب والمشاق، لكن المصاعب هي جزء من الحياة وتكوينها، لأننا لا نعرف قيمة الحرية إذا لم نضعها فوق المحك، وكونستانت وضع بالفعل حريته في المحك، حينما نفاه نابليون بونابرت أحد عشر عاما، جراء معارضته لتصرفاته. فهو رغم إشادته بوجود قانون ينظم العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع، رفض أن يصبح هذا القانون نفسه أداة في يد واحدة، تتصرف فيه وفق ميولاتها ونزواتها الخاصة دونما اكتراث بمطالب وآراء أفراد الشعب أو من ينوب عنهم.
أما المفكر المغربي الكبير عبد الله العروي، فلن يتناول مفهوم الحرية بشكل نظري صرف، بل سيحاول البحث عن تجليات وتمظهرات هذا المفهوم داخل المجتمع وداخل الحياة السياسية، مميزا بين الأشكال التقليدية التي كانت تسمح بنوع محدود من التحرر بفعل الحواجز التي كانت تجابه بها الفرد أينما حل وارتحل، والتي هي من نوع عائلي أو طائفي أو قانوني أو شرعي، وإذا حاول تخطي أي من هذه الحواجز، واجه صراعا قلما يخرج منه سالما مع ممثلي كل نوع من أنواع الحواجز المذكورة. أما الأشكال الحديثة للفعل الحر فهي تتخذ طابع عملية تحرير مستمرة تدخل في صراعات متعددة مع كل الهيئات التي تمثل القانون، ينتج عنه تقلص أو تمدد لحرية الفرد. فالحرية حسب العروي مرتبطة أشد ما يكون الارتباط بمستوى تقدم الطبقة أو المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد. من جهة أخرى يعتبر صاحب " مفهوم العقل" أن الحديث عن الحرية لا يستقيم خارج إطار الدولة التي تنصب نفسها كضامن لحريات أفرادها، وهي نقطة يلتقي فيها مع هيغل الذي اعتبر الدولة أداة لعقلنة المجتمع وإحدى أبرز تجليات تحقق العقل في التاريخ.
وفي ارتباط بالممارسة السياسية، التي يتجسد فيها مفهوم الحرية بشكل أوضح، تحاول حنا أردنت تأسيس الحرية، في إطار قانوني ينظم العلاقات بين الحاكم والمحكومين وتجنب الخوض في هذا المفهوم باعتباره مسألة باطنية. ذلك أن اعتبار الحرية حقا يشترك فيه جميع الناس، يفترض توفر نظام سياسي وقوانين ينظمان هذه الحرية، ويحددان مجال تعايش الحريات. أما الحديث عن حرية داخلية، فهو حديث ملتبس وغير واضح. إن الحرية، حسب أرندت، مجالها الحقيقي والوحيد هو المجال السياسي، لما يوفره من إمكانات الفعل والكلام، والحرية بطبعها لا تمارس بشكل فعلي وملموس، إلا عندما يحتك الفرد بالآخرين، إن على مستوى التنقل أو التعبير أو غيرها، فتلك هي إذن الحرية الحقيقية والفعلية في اعتقاد صاحبة " وضع الإنسان المعاصر".
خاتمة:
يبدو لنا ، من كل ما تقدم على أن مفهوم الحرية مفهوم زئبقي، كلما اعتقدنا أننا قبضنا عليه، يعود ليفلت من جديد ، فإذا كنا نتفق مع جول لكي، على أن الحرية هي القدرة على التصرف بأفكارنا وسلكها في نظام غير محتوم، و أنها هي الحقيقة الأولى السابقة على كل حقيقة، فإننا نتفق أكثر مع ميرلوبونتي الذي يرى بأن هناك تفاعلا مستمرا وتداخلا متصلا، بين الذات التي تتصرف من جهة وبين المواقف – أو الظروف- التي تجد نفسها إزاءها من جهة أخرى. وقد يستحيل في بعض الأحيان أن نحد نصيب الحرية ونصيب الظروف في كل فعل من الأفعال التي تقوم بها الذات الإنسانية. فالحرية الإنسانية، في اعتقاده كما في اعتقادنا، ليست حرية مطلقة، بل هي دائما حرية مجاهدة liberté militante . |
مولده ووفاته :
ولد يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول بحران سنة 661 هـ، ولما بلغ من العمر سبع سنوات انتقل مع والده إلى دمشق؛ هربًا من وجه الغزاة التتار ، وتوفي ليلة الاثنين العشرين من شهر ذي القعدة سنة (728) هـ وعمره (67) سنة.
نسبه:
هو شيخ الإسلام الإمام أبو العباس: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد ، بن الخضر ، بن محمد بن الخضر ، بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي.
نشأته :
نشأ في بيت علم وفقه ودين ، فأبوه وأجداده وإخوته وكثير من أعمامه كانوا من العلماء المشاهير ، منهم جده الأعلى (الرابع) محمد بن الخضر ، ومنهم عبد الحليم بن محمد بن تيمية ، وعبد الغني بن محمد ابن تيمية ، وجده الأدنى عبد السلام بن عبد الله ابن تيمية مجد الدين أبو البركات صاحب التصانيف التي منها : المنتقى من أحاديث الأحكام ، والمحرر في الفقه ، والمسودة في الأصول وغيرها ، وكذلك أبوه عبد الحليم بن عبد السلام الحراني ، وأخوه عبد الرحمن وغيرهم.
ففي هذه البيئة العلمية الصالحة كانت نشأة صاحب الترجمة ، وقد بدأ بطلب العلم أولًا على أبيه وعلماء دمشق ، فحفظ القرآن وهو صغير ، ودرس الحديث والفقه والأصول والتفسير ، وعرف بالذكاء وقوة الحفظ والنجابة منذ صغره. ثم توسّع في دراسة العلوم وتبحر فيها ، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فلم يلبث أن صار إمامًا يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة ، قبل بلوغ الثلاثين من عمره.
خصاله :
بالإضافة إلى العلم والفقه في الدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قد وهبه الله خصالًا حميدة ، اشتهر بها وشهد له بها الناس ، فكان سخيًا كريمًا يؤثر المحتاجين على نفسه في الطعام واللباس وغيرهما ، وكان كثير العبادة والذكر وقراءة القرآن ، وكان ورعًا زاهدًا لا يكاد يملك شيئًا من متاع الدنيا سوى الضروريات ، وهذا مشهور عنه عند أهل زمانه حتى في عامة الناس ، وكان متواضعًا في هيئته ولباسه ومعاملته مع الآخرين ، فما كان يلبس الفاخر ولا الرديء من اللباس ، ولا يتكلف لأحد يلقاه ، واشتهر أيضًا بالمهابة والقوة في الحق ، فكانت له هيبة عظيمة عند السلاطين والعلماء وعامة الناس ، فكل من رآه أحبه وهابه واحترمه ، إلا من سيطر عليهم الحسد من أصحاب الأهواء ونحوهم.
كما عرف بالصبر وقوة الاحتمال في سبيل الله ، وكان ذا فراسة وكان مستجاب الدعوة ، وله كرامات مشهودة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.
عصره :
لقد عاش المؤلف - رحمه الله - في عصر كثرت فيه البدع والضلالات ، وسادت كثير من المذاهب الباطلة ، واستفحلت الشبهات وانتشر الجهل والتعصب والتقليد الأعمى ، وغزيت بلاد المسلمين من قبل التتار والصليبيين (الإفرنج).
ونجد صورة عصره جلية واضحة من خلال مؤلفاته التي بين أيدينا؛ لأنه اهتم بأجل أمور المسلمين وأخطرها ، وساهم في علاجها بقلمه ولسانه ويده ، فالمتأمل في مؤلفات الشيخ يجد الصورة التالية لعصره :
كثرة البدع والشركيات خاصة حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة ، والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموتى ، وأنهم ينفعون ويضرون ويُدعون من دون الله.
انتشار الفلسفات والإلحاد والجدل.
هيمنة التصوف، والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس ، ومن ثم انتشار المذاهب والآراء الباطنية.
توغل الروافض في أمور المسلمين ، ونشرهم للبدع والشركيات وتثبيطهم للناس عن الجهاد، ومساعدتهم للتتار أعداء المسلمين.
وأخيرًا نلاحظ تَقَوّي أهل السنة والجماعة بالشيخ وحفزه لعزائمهم مما كان له الأثر الحميد على المسلمين إلى اليوم في التصدي للبدع والمنكرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم.
وقد وقف الشيخ -رحمه الله- في عصره إزاء هذه الانحرافات موقفًا مشهودًا ، آمرًا وناهيًا ، وناصحًا ، ومبينًا ، حتى أصلح الله على يديه الكثير من أوضاع المسلمين ، ونصر به السنة وأهلها ، والحمد لله.
جهاده ودفاعه عن الإسلام :
الكثير من الناس يجهل الجوانب العملية من حياة الشيخ ، فإنهم عرفوه عالمًا ومؤلفًا
ومفتيًا ، من خلال مؤلفاته المنتشرة ، مع أن له مواقف مشهودة في مجالات أخرى عديدة
ساهم فيها مساهمة قوية في نصرة الإسلام وعزة المسلمين فمن ذلك: جهاده بالسيف وتحريضه
المسلمين على القتال ، بالقول والعمل ، فقد كان يجول بسيفه في ساحات الوغى ، مع أعظم
الفرسان الشجعان ، والذين شاهدوه في القتال أثناء فتح عكا عجبوا من شجاعته وفتكه بالعدو&.
أما جهاده بالقلم واللسان فإنه -رحمه الله- وقف أمام أعداء الإسلام من أصحاب الملل والنحل والفرق والمذاهب الباطلة والبدع كالطود الشامخ ، بالمناظرات -حينًا- وبالورود -أحيانًا- حتى فند شبهاتهم ، ورد الكثير من كيدهم بحمد الله ، فقد تصدى للفلاسفة ، والباطنية ، من صوفية ، وإسماعيلية ونصيرية وسواهم ، كما تصدى للروافض والملاحدة ، وفند شبهات أهل البدع التي تقام حول المشاهد والقبور ونحوها ، كما تصدى للجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مجال الأسماء والصفات ، وبالجملة فقد اعتنى ببيان أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، ورد الشبهات حول هذه الأنواع.
والمطلع على هذا الجانب من حياة الشيخ يكاد يجزم بأنه لم يبق له من وقته فضلة ، فقد حورب وطورد وأوذي وسجن مرات في سبيل الله ، وقد وافته منيته مسجونًا في سجن القلعة بدمشق.
ولا تزال -بحمد الله- ردود الشيخ سلاحًا فعالًا ضد أعداء الحق والمبطلين؛ لأنها إنما تستند على كتاب الله وسنة رسوله -صلى اله عليه وسلم- وهدي السلف الصالح ، مع قوة الاستنباط ، وقوة الاستدلال والاحتجاج الشرعي والعقلي ، وسعة العلم ، التي وهبها الله له ، وأكثر المذاهب الهدامة التي راجت اليوم بين المسلمين هي امتداد لتلك الفرق والمذاهب التي تصدى لها الشيخ وأمثاله من سلفنا الصالح؛ لذلك ينبغي للدعاة المصلحين أن لا يغفلوا هذه الناحية؛ ليستفيدوا مما سبقهم به أولئك.
ولست مبالغًا حينما أقول: إنه لا تزال كتب الشيخ وردوده هي أقوى سلاح للتصدي لهذه الفرق الضالة والمذاهب الهدامة التي راجت اليوم، والتي هي امتداد للماضي ، لكنها تزيّت بأزياء العصر ، وغيّرت أسماءها فقط ، مثل البعثية ، والاشتراكية ، والقومية ، والقاديانية والبهائية ، وسواها من الفرق والمذاهب.
المجالات العلمية التي أسهم فيها :
ولم يترك الشيخ مجالًا من مجالات العلم والمعرفة التي تنفع الأمة ، وتخدم الإسلام إلا كتب فيه وأسهم بجدارة وإتقان ، وتلك خصلة قلما توجد إلا عند العباقرة النوادر في التاريخ.
فلقد شهد له أقرانه وأساتذته وتلاميذه وخصومه بسعة الاطلاع ، وغزارة العلم ، فإذا تكلم في علم من العلوم أو فن من الفنون ظن السامع أنه لا يتقن غيره ، وذلك لإحكامه له وتبحره فيه ، وأن المطلع على مؤلفاته وإنتاجه ، والعارف بما كان يعمله في حياته من الجهاد باليد واللسان ، والذب عن الدين ، والعبادة والذكر ، ليعجب كل العجب من بركة وقته ، وقوة تحمله وجلده ، فسبحان من منحه تلك المواهب.
إنتاجه العلمي :
وفي مجال التأليف والإنتاج العلمي ، فقد ترك الشيخ للأمة تراثًا ضخمًا ثمينًا ، لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه معينًا صافيًا ، توفرت لدى الأمة منه الآن المجلدات الكثيرة ، من المؤلفات والرسائل والفتاوى والمسائل وغيرها ، هذا من المطبوع ، وما بقي مجهولًا ومكنوزًا في عالم المخطوطات فكثير.
وفاته :
إن من علامات الخير للرجل الصالح ، وقبوله لدى المسلمين، إحساسهم بفقده حين يموت؛
لذلك كان السلف يعدون كثرة المصلين على جنازة الرجل من علامات الخير والقبول له؛ لذلك
قال الإمام أحمد: "قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز. أي: أن أئمة السنة أكثر مشيعين يوم
تموتون، ولقد شهد الواقع بذلك، فما سمع الناس بمثل جنازتي الإمامين: أحمد بن حنبل،
وأحمد ابن تيمية حين ماتا من كثرة من شيعهما وخرج مع جنازة كل منهما، وصلى عليهما،
فالمسلمون شهداء الله في أرضه.
هذا وقد توفي الشيخ -رحمه الله- وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق ليلة الاثنين 20 من شهر ذي القعدة سنة (728) هـ ، فهب كل أهل دمشق ومن حولها للصلاة عليه وتشييع جنازته وقد أجمعت المصادر التي ذكرت وفاته أنه حضر جنازته جمهور كبير جدًا يفوق الوصف.
رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
مصادر الترجمة
1- انظر مناقب الإمام أحمد - لابن الجوزي - ص (505). تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي.
2- مصادر الترجمة: 1- الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر البزار تحقيق زهير الشاويش. 2- البداية والنهاية لابن كثير جزء (14) ص (135-139). 3- شذرات الذهب لابن العماد جزء (6) ص (80-86). 4- فوات الوفيات - لمحمد بن شاكر الكتبي - جـ1 ص (74-80). 5- كتاب الذيل على طبقات الحنابلة - لأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد البغدادي - ص (387-408). 6- الأعلام - لخير الدين الزركلي - جـ1 ص (144). 7- مناقب الإمام أحمد بن حنبل - لابن الجوزي - تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. |
تنظير قاع العين
تنظير قاع العين (بالإنجليزية: Ophthalmoscopy) ويسمى أيضاً بالإنجليزية fundoscopy، هو فحص طبي يتيح رؤية قاع العين وأجزء أخرى من العين من الداخل باستخدام منظار قاع العين. يجرى كجزء من فحوص العين وقد يجرى أثناء الفحص الطبي الروتيني. وهو ضروري للاطمئنان على شبكية العين والجسم الزجاجي.
ويمكن إجراء تنظير قاع العين بطريقة من اثنتين هما:
- التنظير المباشر (بالإنجليزية: Direct ophthalmoscopy)، وتنتج عنه صورة معتدلة ومكبرة حتى 15 ضعفاً.
- التنظير غير المباشر (بالإنجليزية: Indirect ophthalmoscopy )، وتنتج عنه صورة مقلوبة تكبيرها ضعفان إلى خمسة أضعاف.
منظار العين المباشر هو أداة بحجم مصباح يدوي صغير (الشعلة) مع عدسات عديدة يمكن أن تكبّر لغاية 15 مرة. هذا النوع من المناظير يستخدم بشكل شائع أثناء الفحص الروتيني. منظار العين الغير مباشر يشكّل ضوء يعلّق على عقال بالإضافة إلى عدسة صغيرة محمولة. توفّر نظرة أوسع لداخل العين كما أنها تتيح أفضل عرض لقاع العين. [1]. |
بسم الله الرحمن الرحيم
صِرَاعُ مَعَ المَلاحِدَة حتى العظم
تأليف عبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني
الحمد لله ، والصلاة على خاتم أنبيائه وإخوانه الأنبياء والمرسلين ، حَمَلة رسالات الهدى ، ودُعَاة الخلق إلى الحق .
اللهم ألهِمنا الصواب ، وآتِنا الحكمة وفصل الخطاب .
الإهْدَاء
إلى كل مفتون بتزييفات المبطلين ، مخدوع بزخارف أقوال الملحدين .
إلى كل ناشد للحقيقة الكبرى في الوجود ، حريص على النجاة ، طالب للسعادة الخالدة .
إلى الشباب المؤمن الذي يودّ أن يدمغ الملاحدة بالبراهين الساطعة والحجج القاطعة .
أقدم هذا الكتاب الذي يمكن أن يعتبر معركة جدلية مع طائفة الملحدين المعاصرين ، جنود الشياطين ، وأجراء اليهودية العالمية ، التي تكيد لكل حق ، ولكل أمة ، ولكل خير ، ولكل فضيلة .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ووفقنا لما تحب وترضى ، واجمع كلمة المسلمين على الهدى والتقوى ، وانصر أولياءك على أعدائك ، وأيَّد جندك على جند إبليس ، وحقق وعدك إذ قلت وأنت لا تخلف الميعاد:
{بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
(الأنبياء/21 مصحف/73 نزول)
الفصل الأول
مقدمات
لولا واجب حماية المسلمين
من تضليلات المضلين ، حتى
السخفاء والتافهين ، لما كان
(د. العظم) يستحق النظر فيه ، ولا
الالتفات إليه .
(1)
تصدّى لمحاربة الإسلام متصدّون كثيرون بوسائل مختلفة ، فتحطّموا وتكسّرت على حقيقته الثابتة المتينة نظرياتهم وجدلياتهم وأقوالهم المزخرفة ، وتكشفت بنوره تزييفاتهم وأكاذيبهم وأباطيلهم وظل الإسلام بحقه ونوره يتحدى كل مخالف له ، ويصرع كل مصارع ، ويطحن كل محارب .
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ}
(الصف/61 مصحف/109 نزول)
هذا وإني ما زلت أعتقد أنه من غير المستحسن إثارة معارك جدلية مع الملحدين من أعداء الإسلام ، حتى لا تعطيهم هذه المعارك فرصة لنشر آرائهم بين أبناء المسلمين ، وحتى لا تكسبهم هذه المعارك دعاية يستغلونها لنشر أسمائهم ، وترديد أفكارهم وآرائهم الباطلة ، وبإهمالهم يتساقطون تساقطاً ذاتياً أمام سلطان الحق المالئ للوجود ، وينساهم الزمان كما نسي أسلافهم ، وتطويهم الحقائق طي وفاة الهالكين ، ما زلت في هذا الاعتقاد إلى أن ألحَّ عليَّ فريق من أهل الغيرة على الإسلام ، أن أكشف زيف بعض الملاحدة المعاصرين الذين تصدوا لمحاربة الإسلام في جذوره الكبرى ، بمكتوباتهم ومنشوراتهم التي حاولوا أن يضعوا لها هالة البحث العلمي ، والنقد الحر الجريء ، وبرر لي هؤلاء الأحبة من أهل الغيرة ضرورة العمل ، وأنه قد أصبح واجباً إسلامياً متحتماً ، باعتبار أن طائفة من طلائع فتياننا وفتياتنا قد أثرت في نفوسهم وأفكارهم بعض أباطيل هؤلاء الملاحدة وسفسطاتهم ومغالطاتهم ، حتى نقلني إلحاحهم من موقع الرفض إلى موقع التردد ، وبقيت متردِّداً حولاً كاملاً ، حتى أعاد هؤلاء الأحبة الغيورون على إلحاحهم في صيف عام 1393-1973م ، فاستخرت الله ، وعزمت على تحقيق الطلب ، وكتبت هذا الصراع العلمي المنطقي المحتشم ، التزاماً بآداب المناظرة والجدال بالتي هي أحسن ، ما لم يستدع رد الضربة الباطلة بكفئها من الحق .
ورجوت من هذا الصراع أن يحقق الله سنته التي أعلنها بقوله في سورة (الرعد/13 مصحف/96 نزول):
{أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ}.
والله ولي التوفيق ، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد والسداد ، وهو حسبي ونعم الوكيل.
(2)
لو عرف كثير من الملاحدة أن اليهود المقنعين يحرثون على أكتافهم وظهورهم مزارع سياستهم ، ولا يدفعون لهم مقابل ذلك إلا الغرور بالنفس والأجر اليسير ، والفحش الكثير ، والخمر والحشيش ، والمواعيد الكاذبة ، والأوهام الخادعة ، لاستقام تفكيرهم ، وتيقظت بصائرهم ، ولرجعوا إلى صفوف المؤمنين بالله ، يكافحون الإلحاد ومن يغذيه أو يدفع إليه .
إن اليهود الذين وضعوا أو دعموا ما أسموه بالنظريات المناقضة للدين ، وزعموا أنها حقائق علمية زوراً وبهتاناً ، وأدخلوها ضمن حشد التقدم العلمي المعاصر ، أرادوا أن يخدعوا بها أجيال المثقفين ليخرجوهم من صفوف أمتهم ويستخدموهم جنوداً يدمرون بهم كل المواريث الإنسانية والتعاليم الربانية .
ألا فليعلم هذه الحقيقة شباب مضللون سائرون في طريق الإلحاد ، أو واصلون إلى غايته ، أو متطلعون إلى السير فيه .
(3)
قرأت طائفة من مكتوبات ملاحدة القرن العشرين ، فرأيتها حشداً من المغالطات الفكرية المقرونة بزخرف من القول ، والمقنَّعة بقناع العلمانية . فهي تحاول أن تُدَلِّي قارئها بغرور إلى مواقع الباطل ، مغشية بصره وبصيرته حتى لا يرى وجه الحق الجميل ، ثم تنتقل به من تضليل إلى تضليل ، مستخدمة عبارات الأمانة العلمية ، وغوغائيات كلمات التقدم الصناعي والتكنولوجيا ، ومعطية أحكاماً قطعية على مذاهب ومبادئ لا تمثل إلى وجهة نظر معينة لفئة من العلمانيين ، تخالفها وتناقضها وجهات نظر أخرى تدعمها مدارس علمانيَّة كثيرة ، من علمانيات القرن العشرين نفسه ، قرن التقدم المادي على اختلاف جوانبه واختصاصه .
وتسير جدليّاتهم ضمن هذا المنهج من المغالطات والغوغائيات والتقريرات ، والعبارات التي تتصنَّع الهدوء والمنطقية ، وتستغل كل ثقل التقدم العلمي الذي أحرزه إنسان القرن العشرين لأنفسها ومذاهبها ، مع أن التقدم العلمي والتكنولوجيا بعيد كل البعد عن دعم مذاهبها ، أو تأييد إلحادها بالله ، وجحودها اليوم الآخر ، لدى تحري الحقيقة بصدق ، في كل مجالات التقدم الصحيح الحق ، في العلوم المادية والتكنولوجيا . وتدس جدلياتُهم في بعض عباراتها نفثات الهزء والسخرية ، وتبجحات التعاظم بالتقدم العلمي والصناعي ، وذكر الأسماء الأجنبية المعروفة في ميادين المعرفة والعلوم المادية وسيلة للتأثير على الضعفاء المراهقين في عقولهم ونفوسهم ، الذين لا يصمُدون لاستهزاء المستهزئين من أهل الباطل ، وتستهويهم مظاهر الاستكبار والتعاظم ، وتخدعهم دعاوَى المعرفة والتقدم العلمي الحديث ، وتؤثر في نفوسهم الأسماء المشهورة في ميادين العلم .
وأمام هذه المغالطات والغوغائيات الجدلية ، ذكرت قول الله تعالى في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول):
{وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً}.
(4)
قرأت فيما قرأت مقولات "نقد الفكر الديني" للدكتور صادق جلال العظم ، الحائز على لقب "دكتور" من الذين دسَّوا الكفر في فكره إذ منحوه هذا اللقب ، فرأيت في مقولاته عجباً من المغالطات والأباطيل والافتراءات ، وسائر وسائل الجدال بالباطل لدحض قضية الحق .
وكنت قلت في نفسي قبل أن أقرأ مقولاته بإمعان : لعله باحث أخطأ وجه الصواب ، وعاب بانحرافه الحق الذي لا يعاب ، ولكني بعد أن قرأت كتابه رأيته نموذجاً من التضليل المراد ، القائم على المغالطات والأكاذيب والادِّعاءات الباطلة ، وستر وجه الحق الديني الذي تصدى لمحاربته علناً ، وتزيين وجه الباطل الإلحادي الذي حمل لواء مناصرته والتبشير به .
وقد كنت قرأت علوم الفلسفة والمنطق والمناظرة ، ومررت فيها على ما يسمونه (بالمغالطة) وما يسمون (بالسفسطة) فإذا سئلت عن أمثلة لهما لم ينجدني الخيال إلا بأمثلة محدودة ، رغم الكد الذهني الذي أبذله ، فلما قرأت مقالات "نقد الفكر الديني" ظفرت منها بأمثلة كثيرة للمغالطات وأنواع السفسطات التي تعمدها كاتبها الناقد (د. العظم) ليضلل بها من يطالع كتابه من مراهقي الفتيان والفتيات ، من أجيال الأمة الإسلامية ، خدمة متحمسَة للماركسية والداروينية والفرويدية وسائر النظريات بل (الفرضيات) اليهودية الإلحادية ، وهو في كل ذلك يتستر بعبارات التقدم العلمي والصناعي ، والمناهج العلمية الحديثة ، ولا يقدم من البينات إلا قوله مثلاً: إن العلم يرفض هذا ، أو لا يسلم بهذا ، أو يثبت هذا ، دون أ، يطرح مناقشات علمية نقدية تتحرى الحقيقة .
فمن غريب ما فعل في منطقه الشاذ أنه جمع كل الأديان ، وكل ما فيها من حق وباطل ، وكل ما نسب إليها من ضعيف وقوي وفاسد وصحيح ، وقال : هذه هي الأديان ، ثم وجه النقد اللاذع للباطل الظاهر ، وللضعيف البين ، وللفاسد المعروف فساده ، ثم صنع من ذلك مقدمة فاسدة استنتج منها إبطال الدين كله .
لقد رأى في مقدمته الفاسدة أن الاتجاهات الدينية يوجد فيها ما هو باطل مخالف للحقائق العلمية ، التي توصل إلهيا البحث العلمي ( ووضع الأديان المختلفة كلها في دائرة واحدة ) ثم زعم أنه لما كان الدين كله يمثل جبهة واحدة ، وقد وجد الباطل في جانب من جوانب هذه الجبهة ، ولما كان الدين متماسك الحلقات متى انتقض بعضه انتقض كله ، فالنتيجة التي يستخلصها الفكر العلمي هي أن الدين كله مشكوك به ، ولا يصح الاعتماد عليه ولا الأخذ به .
هذه هي حجة (د. العظم) في إبطال الدين كله ، ولست أدري هل يقبل إنسان يملك الحد الأدنى من التفكير المنطقي السليم هذا النوع من الاستدلال العظمي الذي ليس له أسر[1] يشده ، ولا لحم يملؤه ، ولا إهاب يزينه ، أو تجرى فيه دماء حياء أو حياة .
على هذا القياس العظمي نستطيع أن نبطل العلوم المادية كلها ، ونجعلها شيئاً غير موثوق به مطلقاً ، فنقول : إن الاتجاهات العلمانية التي تعتمد على البحث العلمي المدروس بأناة واختبار وتجربة للوصول إلى الحقائق هي اتجاهات باطلة مزيفة ، بدليل أننا نلاحظ عند أصحاب هذه الاتجاهات نظريات متناقضة ، ونلاحظ بعضها فاسداً قطعاً ، وبعد هذه المقدمة نُصدر وفق القياس العظمي حكماً قطعياً عاماً على كل الاتجاه العلمي ، ونقول : هو اتجاه مشكوك به ، باعتبار أن فيه نظريات باطلة ، وبما أن أصحاب الاتجاه العلماني يُمثلون جبهة واحدة ، ومتى ظهر الفساد في بعضها فلا بد أن يكون الفساد أو الشك شاملاً لها كلها ، وبناءً على ذلك فالاتجاه العلماني باطل كله!.
لو قال هذا الكلام واحد من المتدينين لقال الناس جميعاً – وفيهم المتدينون أنفسهم- : هذا إنسان فاسد العقل فاسد التفكير .
أما سيادة العظم فيقول مثله تماماً عن الاتجاه الديني كله ، وهو يتظاهر بحرصه الشديد على الأمانة العلمية التي تنشد الحقيقة ، ثم لا يجد بين العلمانيين الماديين من يوجه له نقداً أو تصحيحاً منطقياً ، فأين الأمانة العلمية التي يزعمونها ويتبجحون بها؟!
أهذا أمانة علمية؟ أم هو مغالطة ، وخيانة للعلم ، وخيانة لأصول العقل السليم والمنطق السديد؟
هل يصح في أصول العقل السليم تعميم مثل هذا التعميم؟ إن هذا التعميم الفاسد لا يفعله بقَّال ولا بائع خضراوات ، بل نرى البقَّال يصنف بقوله ، ويميز بين الفاسد والصحيح منها ، ونرى بائع الخضروات كذلك يميز بين الفاسد والصحيح من خضرواته ، ثم لا يرفض أصحاب الحوائج كل ما عندهما ، ولا كل ما عند جميع البقالين وبائعي الخضراوات ، لأن بعضهم يوجد عنه فاسد من بقول أو فاسد من خضراوات .
فأين المنهج العلمي الذي يتبجح به ؟ وأين الأمانة العلمية التي يتظاهر بالغيرة عليها؟
قرأت جدليات (د. العظم) وجدليات غيره من أساطين الإلحاد ، فرأيت أن جدلياتهم كلها تعتمد على المغالطة الفاحشة الوقحة ، أو المغالطات المقنعة بالحيلة والخداع ، ولدى إحصاء هذه المغالطات وجدتها تعتمد على العناصر التالية:
1- تعميم أمر خاص ، والمغالطة هنا تنسب إلى بعض أفراد العام ما ليس له من أحكام بغية التضليل .
2- تخصيص أمر عام ، والمغالطة هنا تنفي عن بعض أفراد العام ما له من أحكام بغية التضليل .
3- ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل .
4- حذف قيود وشروط لازمة ، يؤدي حذفها إلى تغيير الحقيقة .
5- التلاعب في معاني النصوص لإبطال حق أو إحقاق باطل .
6- طرح فكرة مختلفة من أساسها للتضليل بها .
7- تصيّد بعض الاجتهادات الضعيفة لبعض العلماء وجعلها هي الإسلام ، مع أنها اجتهادات منتقدة مردودة من قبل مجتهدين آخرين ، أو من قبل جمهور علماء المسلمين .
8- التقاط مفاهيم شاذة موجودة عند بعض الفرق التي تنتسب إلى الإسلام ، وإطلاقها على أنها مفاهيم إسلامية مُسلَّم بها عند المسلمين ، والإسلام منها بريء براءة الحق من الباطل .
9- نسبة أقوال أو نصوص إلى غير قائليها أو إلى غير رواتها .
10- كتمان أقوال صحيحة ، وعدم التعرض إليها مطلقاً ، مع العلم بها وشهرتها .
11- الإيهام بأن العلوم المادية ملحدة على خلاف ما هي عليه في الواقع .
وعلى هذا النمط تسير مغالطاتهم ضمن تلاعبات كثيرة فيها خيانة للعلم وللحقيقة .
ولكني أرجو أن لا تنطلي مغالطاتهم وحيلهم وألاعيبهم على مثقفي هذه الأمة ، وأن يكتشف الجميع خيانتهم لأمتهم وتاريخها ، وخيانتهم لأنفسهم إذ باعوا نفوسهم لأعداء الحق شياطين الإنس ، وأن يكون رائد هؤلاء المثقفين محبي الخير لأمتهم وأنفسهم أن يتحققوا بمضمون الدعاء التالي :
"اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ووفقنا لما تحب وترضى" .
والناقد (د. العظم) قد استخدم في كتابه "نقد الفكر الديني" معظم عناصر المغالطات التي أوضحتها آنفاً ، غير مكترث بالحقيقة ، ولا بالأصول المنطقية الصحيحة ، ولا بالبحث العلمي السليم ، وأما الأمانة العلمية التي تباكى من أجلها وتظاهر بالحرص الشديد عليها فلم يُقم لها أي وزن ، بل راح يطعنها في الصميم لدعم قضية الإلحاد التي حمل لواءها ، وانطق يبشر بها بين أبناء الأمة العربية .
أفبهذه المغالطات تُنشد الحقيقة العلمية؟
أفبهذه المغالطات تكون المحافظة على الأمانة العلمية؟
أهذه هي الأصول المنطقية المتقدمة التي يعتمد عليها؟
إن الحق الذي تنكره اليوم أيها الجاحد لن تستطيع أن تنكره غداً يوم الدين ، ولن تستطيع أن تجحده إذا أراد الله أن ينزل بك شيئاً من معجَّل عقابه ، وعندئذٍ لن تستطيع الشيوعية العالمية ، ولا اليهودية العالمية ، ولن يستطيع ملاحدة الدنيا أن ينقذوك من قبضة العدل الإلهي .
إن عذاب الله لشديد ، ولئن استهنت به وأنت مغرور متمتع بصحتك وقوتك ، فلن تستهين به يوم يمسُّك شيء منه ، إن ربك لبالمرصاد ، وإنه لا يخلف الميعاد .
لن يضر الحق شيئاً أن يجحده جاحدوه ، أو ينكره منكروه ، فالله حق وبيده مقاليد كل شيء ، وهو على كل شيء قدير .
ولكن إنكار الحق تبارك وتعالى يضر المنكر وحده ، وجحوده تبارك وتعالى يضر الجاحد وحده ، فهو بجحوده وإنكاره واستكباره يخسر نفسه وسعادته ، ويقذف بهما إلى العذاب الأليم .
أيها الملحدون : اسمعوا قول الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.
* * *
الفصل الثاني
الحقيقة بين الدين والعلم
(1)
حاول الناقد (د. العظم) بمغالطاته وافتراءاته الكثيرة – أُسوة بسائر ملحدي هذا العصر – أن يثبت أن الدين مناقض للعلم ، ليتوصل من ذلك إلى نقض الدين كله جملة وتفصيلاً ، وقد جعل هذه النقطة هي المحور الأساسي الذي دار حوله في محاربته للدين ، ونقده المزعوم المزور للفكر الديني ، ونقضه المزيف الكاذب لقضية الإيمان بالله من أساسها .
من أجل ذلك عقدت هذا الفصل "الحقيقة بين الدين والعلم" قبل الدخول مع العظم في المعركة الجدالية ، حول النقاط التفصيلية التي أثارها في جدلياته غير الشريفة وغير الأمينة ، لأكشف فيه مواقع النظر السليم إلى كل من العلم والدين ، ولأحدِّد فيه أبعاد كل منهما ، ومواطن الشبهات التي قد يقع فيها هؤلاء أو هؤلاء ، وبذلك ينكشف للقارئ منهج الحق قبل أن يشهد في هذا الكتاب فصول الصراع الجدلي على النقاط التفصيلية التي أثارها العظم ، فمن عرف قواعد الصواب والخطأ في موضوع ما قبل أن يشهد حلبة الصراع فيه استطاع في نفسه أن يكون حكماً ، ويعرف المحق من المبطل ، ويعرف المستقيم المقسط من المراوغ المخادع .
(2)
تجوزاً في التعبير ، ومتابعة لما هو دارج على ألسنة الناس ، أضع هذا العنوان (الحقيقة بين الدين والعلم) لهذا الفصل ، مع أن الحقيقة أن الدين الحق ليس قسيماً مغايراً للعلم ، وإنما هو علم عن طريق الوحي ، وما جاءت به طريق الدِّين اليقينية هو من قبيل الحقائق العلمية ، وللحقائق العلمية طرق إثبات أخرى هي الوسائل الإنسانية البحتة .
فالمقابلة إذن ليست بين الدِّين والعلم ، ولكن بين طرق اكتساب العلم الذي يأتي به الدين ، وطرق اكتساب المعرفة الإنسانية البحتة ، كطريق الحس المباشر لإدراك المعارف ، وهو الإدراك القائم على المشاهدة والتجربة ، وكطريق العقل لاستنباط المعارف التي لا تُدرك بالحس المباشر ، وهذه الوسائل الإنسانية المختلفة وأدواتها التي تستخدمها ، هي منحة من الله لعباده ، حتى يستخدموها في اكتساب المعارف والعلوم ، ولذلك كان الإنسان مسؤولاً عنها عند الله في مجال اكتساب العلم ، فقال الله في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول):
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
وهذه السوائل الإنسانية تقدم بدورها شهادة يقينية بالحقائق التي توصلت إليها ، أو شهادة ترجيحية بالمعارف التي ترجحت لديها بغلبة الظن ، وكذلك الوحي الجامع لطرق اكتساب العلم الذي يأتي به الدين ، هو أيضاً منحة من الله لعباده ، وقد جعله الله للناس طريقاً لاكتساب طائفة من العلوم ، وهي التي يطق عليها اسم علوم الدين ، ونلاحظ أن أهم ما يختص بها العلوم الغيبية التي لا تدركها الحواس الإنسانية ، ولا تستطيع العقول بوسائلها إثابتها مستقلة عن أنباء الدين.
أما الحقيقة بالنسبة إلى الأمور الوجودية (غير الاعتبارية وغير النسبية) فهي واحدة ، والإدراك الحسي يقدم شهادة بما توصل إليه من نتائج نحو الحقيقة ، ويرافق الإدراك الحسي الوسائل المادية التي يستخدمها الحس ، كالملاحظة والتجربة مع الأدوات والآلات التي تثبت صحة شهاداتها ، كالمقاييس والموازين والكواشف المختلفة ، وذوات الإحساس المادي غير الإرادي الكيميائي والفيزيائي ، حتى الذري الإلكتروني . والاستنتاج أو الاستدلال العقلي يقدم أيضاً شهادةً بما توصل إليه من نتائج نحو الحقيقة . ولا يمكن أن تتناقض نتائج الإدراك الحسي ونتائج الاستدلال العقلي إلا وأحدهما أو كلاهما مصاب بالخلل ، وذلك لأن كلاً منهما منحة ربانية وضعها الخالق بين يدي الإنسان ليعرف بها حقائق الأشياء ، كما وضع بين يدي كل منهما وسائل البحث التي تقدم شهاداتها عن مشاهداتها ، والطرق الصحيحة التي تقصد أمراً واحداً لا بد أن توصل إلى غاية واحدة ونتيجة واحدة ، أو غير متناقضة على أقل تقدير ، إذ تتكامل الحقيقة مما قدمت هذه الطرق من مدركات ، أو يعرف بها جزء من الحقيقة ، على قدر ما استطاعت أن تكشف منها .
ثم إن الوحي الذي هو منحة من الله لعباده عن طريق النبوَّة هو أيضاً طريق من طرق المعرفة الصحيحة ، فهو يقدم شهادة بالحقيقة ، ومتى كان الخبر عن الوحي يقينياً مقطوعاً به فإنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتناقض مع اليقين الذي تُوصل إليه الوسائل الإنسانية البحتة . ولو أمكن أن تتناقض لكان معنى ذلك أن الفاطر الحكيم لم يضع بين أيدينا الوسائل الصحيحة التي تكسبنا المعارف والعلوم الحقة ، أو لم يصدقنا فيما أخبرنا به عن طريق الوحي ، وكل من الأمرين مستحيل عقلاً وشرعاً .
فالله تبارك وتعالى جعل وسائل المعرفة فينا مسؤولية في ميدان المعرفة والبحث العلمي ، ومسؤوليتها هذه رهن بأنها من الطرق الموصلة إلى الحقيقة ، كما جعلنا مسؤولين عن التسليم بما يخبرنا به عن طريق الوحي ، لأن برهان العقل قد قام لدينا بأن ما يخبرنا به الرسول عن طريق الوحي صدق وحق ، والجامع بين الأمرين هو أن كلاً منهما يقدم شهادة بالحقيقة ، وبما أن الحقيقة واحدة فإنه لا يمكن أن تتناقض نتائج الطرق الصحيحة الموصلة إليها ، ومتى ظهر التناقض فلا بد أن يكون ذلك لخلل أصابها أو أصاب واحداً منها .
فمن الأمثلة ما يلي : لقد أخبرنا الله أنه لا إله إلا هو ، وهذا خبر جاءنا به الوحي فقدم لنا شهادة بحقيقة وحدانية الخالق تبارك وتعالى ، والبحث العلمي في هذا المجال لا بد أن يوصل إلى هذه الحقيقة نفسها ، ولذلك قال الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ..}.
فلدينا إذن حول هذه الحقيقة شهادة الله إذ أخبرنا بوحدانيته عن طريق الوحي والرسل ، ولدينا أيضاً شهادة أولي العلم الذين توصلوا إلى هذه الحقيقة عن طريق البحث العلمي .
فمن الغفلة الكبيرة والجهل بأصول المعرفة ، إقامة الصراع والنزاع بين ما يأتي من المعارف الكونية عن طريق الدين ، وما يأتي منها عن طريق الوسائل الإنسانية ، مع أن هذه وتلك شواهد إلهية أقامها الله بين يدي الإنسان ليعرف بها الحقيقة ، وهل يشهد الله شهادتين متناقضتين أو يضللنا سبحانه فيضع لنا وسيلتين تعطي كل منهما نتيجة مناقضة للأخرى في موضع واحد؟
هذا أمر لا يكون في حال من الأحوال ، وحكمة الله العلي العليم الحكيم القدير تأباه .
وواجبنا لدى البحث عن الحقيقة أن نحرر تحريراً دقيقاً ما تأتينا به الوسائل الإنسانية من المعارف ، وما يصلنا من أخبار الوحي .
وكل مظهر للتناقض بين ما تشهد به الوسائل الإنسانية للمعرفة وما تشهد به النصوص الدينية لا يعدو أحد الاحتمالات التالية:
1- إما أن يكون الذي نسب إلى العلم لم يصل إلى مرحلة العلم المقطوع به ، كالنظريات التي لم تتأكد بعد ، والتي ما زالت رهن البحث والنظر ، أو التي لا سبيل إلى إثباتها بأدلة علمية يقينية ، وإن اعتقدها العلماء الماديون لعدم وجود ما هو أقوى منها في نظرهم المادي البحت ، ولأنه لا اختيار لهم بعد ذلك إلا التسليم بما جاء به الدين ، وهم يرفضون نفسياً هذا الأخير .
2- وإما لأن الذي نسب إلى الدين لم يصل إلى درجة القطع في نقل النص الذي تضمنه .
3- وإما لأن الفهم الذي فُهم به النص الديني فهم خاطئ ، وهذا الفهم لا يتحمل النص الديني وزر خطئه ، وغنما يعبر عن رأي من فهمه على هذا الوجه المخالف للحقيقة العلمية ، التي توصلت إليها الوسائل الإنسانية ، كمسألة كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس .
وهنا نلاحظ أن النصرانية لما سقطت في طائفة من المفاهيم الباطلة الدخيلة على أصل الدين ، والمخالفة له ، والمناقضة لأصول العقل والعلم الصحيح ، حاولت أن تتلخص من ورطتها هذه بمقالتها المشهورة : "الدين لا يخضع للعقل" وأطلق علماؤهم بين بين أتباعهم كلمتهم المأثورة : "أطفئ مصباح عقلك واعتقد وأنت أعمى" وحرموا التفكير والنظر في مسائل الدين ، وفرضوا عليهم التسليم الأعمى بالإله المثلث دون مناقشة ولا نظر ، مع أن أصول العقل السليم ترفض هذا رفضاً قطعياً ، ولا تسلم به النفوس إلا مع تعطيل منطق العقل ، ورافق ذلك أنهم أقفلوا باب العقل والبحث العلمي نهائياً عن كل مسألة تعرضت إليها نصوص دينهم ، حتى ما كان منها متعلقاً بواقع الكون الذي تستطيع الوسائل الإنسانية أن تصل إلى معرفته .
ولما جاء الإسلام رفض هذا التثليث الدخيل على دين الله ، ونادى بالوحدانية ، وقدم على ذلك شهادة من عند الله ، نزل بها الوحي على رسول الله محمد ، وشهادة من أولي العلم ، فجعل العقل العلمي شاهداً على هذه الحقيقة ، وناقض مخالفيها على أساس من العقل والعلم ، واعتبر العقل في هذا سنداً يُستفتى ويُستشهد به ، ولو كان البحث العلمي الإنساني السليم سيوصل إلى القطع بحقائق لا يوافق عليها الدين لما دعاه الإسلام إلى تقديم شهادته بالحقيقة ، ولما أرشد الله العلماء إليه ، ووضع في أيديهم وسائله ، ودفع بهم إليه دفعاً ، فقال الله تعالى في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ…}.
وقال في سورة (العنكبوت/29 مصحف/85 نزول):
{قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ…}.
وقال في سورة (الذاريات/51 مصحف/61 نزول):
{وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ..}.
ولما ناقش الناس بدلائله (أي : بدلائل العقل) ، ففي إثبات الوحدانية قال الله تعالى في سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول):
{لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}
وقال في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
وفي إثبات وجود الله ناقش بالمنطق العقلي البحت فقال الله تعالى في سورة (الطور/52 مصحف/76 نزول):
{أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ}.
إلى غير ذلك من شواهد كثيرة[2]
(3)
الغيب ومنطق العقل
حينما يناقش علماء النصارى في مسألة التثليث أو غيرها من المسائل التي يرفضها منطق العقل ، يدافعون بأن الدين لا يخضع لمنطق العقل ، إذ هو فوق مستوى العقل البشري ، ويجب التسليم بكل ما جاء فيه ، ولو كان العقل يرفضه رفضاً باتاً لاستحالته .
وظل رؤساء الدين عندهم يهيمنون على أتباعهم بهذه الحجة ، حتى قامت الثورة العلمية المادية الحديثة ، ففجرت جوانب البحث العلمي في كل مجال من المجالات العلمية التي يستطيع الإنسان أن يتوصل إليها ، وأيقظت الفكر النصراني من سباته الذي لازمه قرابة خمسة عشر قرناً ، ثم امتد أثره إلى الأمم الأخرى ، ومع هذه اليقظة العلمية أخذ المثقفون منهم يفكرون في قضية التثليث ، وفي قضايا مشابهة ، يقال عنها: إنها من أمور الدين التي هي فوق مستوى العقل ، ويجب التسليم بها ، ولو كان العقل يرفضها قطعياً ويرى أنها مستحيلة ، فلم تهضمها عقولهم ، وبدأوا يتشككون في صحة ديانتهم من أساسها ، وقام الصراع المعروف بين قوتين :
قوة تقليدية لها مؤسسات ورياسات دينية وأنظمة حكم تدعمها .
وقوة أخرى أخذت سبيلها إلى النهوض المادي عن طريق البحث العلمي ، ومناقشة الأمور بالعقل والمنطق وسائر وسائل البحث الإنساني للوصول إلى المعرفة الصحيحة .
وانتهت معركة الصراع بمحاصرة الديانة النصرانية وحجزها داخل جدران الكنيسة ، ثم أخذت الأجيال النصرانية سبيلها إلى إنكار ديانتهم ، والشك في صحتها من أساسها ، وعاشت في فراغ فكري وروحي خطير ، وفي هذا الجو النفسي المستعد لملئه بشيء آخر نشط دعاة الإلحاد الماديون يبثون أفكارهم الإلحادية ، واستغلت اليهودية العالمية هذا الواقع أو ساهمت في التدبير له ، وشحنته بما يلزم من الآراء الإلحادية والنظريات الخادمة لقضية الإلحاد ، فأخذ الإلحاد ينتشر في أوروبا انتشار النار في الهشيم ، وتبعتها شعوب أخرى ، ودار دولاب الانهيار في الغرب والشرق متسارعاً بشكل خطير ، مؤذن بدمار قريب تتحقق فيه سنة الله في الأمم .
والمسؤول عن كل ذلك أو معظمه العلماء بالنصرانية ورؤساء الكنيسة ، لأنهم لم يصححوا العقائد المزيفة ، الدخيلة على أصول ديانتهم ، والتي كان اليهود من قبل قد عملوا على إدخالها فيها لإفساد أصول النصرانية ، ثم لم يعمل هؤلاء الرؤساء الدينيون لإقناع شبابهم المثقف بالحجة والبرهان .
وهنا يتساءل الشاب المسلم المثقف فيقول : ما هو موقف الإسلام من العقل ، ومما تثبته وسائل المعرفة الإنسانية تجاه ما جاء به الدين ؟
ومن واجبنا أمام هذا التساؤل أن نحرر الجواب تحريراً شاملاً شافياً:
أولاً: من نعمة الله علينا في الإسلام أن أصوله وأركانه قد سَلِمت من التغيير والتحريف ، فلم يصبها شيءٌ ، مما أصاب أصول الأديان الأخرى من ذلك ، فليس أمامنا مشكلة دين محرف مخالف للحقيقة ، أو مخالف لمنطق فليس أمامنا مشكلة دين محرف مخالف للحقيقة ، أو مخالف لمنطق العقل والواقع ، حتى نلفّق لدعمه الحجج الخرافية ، على أن الإسلام لا يرضى ولا يقبل بحالٍ من الأحوال من المؤمنين به أن يلفقوا الحجج الباطلة ، أو يختلقوا الشهادات الكاذبات ، ولو كان ذلك لدعم الحق الذي جاء به ، لأن قبول هذا الأسلوب سيقضي على الأدلة والحجج الحقة الصادقة ، وسيقضي بالتالي على الدين من أساسه ، إذ قبل بمبدأ التأييد بالباطل ، فالحق لا يقبل التأييد والمناصرة إلا بالحق .
ثانياً: الإسلام دين الحق ، والحق لا يمكن أن تقوم الأدلة الصحيحة على إبطاله بحال من الأحوال . ولكن قد تقوم الأدلة الباطلة لإبطاله في تصورات المغرورين المخدوعين صغار العقول ، على أن هذه الأدلة الباطلة لا تلبث حتى تنهار ، وحسبها ضعفاً وقلة شأن أنها أدلة باطلة في أصلها ، مهما طليت بالأصباغ وأنواع الزينة من زخرف القول .
ثالثاً: تنقسم المعارف الدينية إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول :
تكاليف عملية نفسية وجسدية يطالب الناس بها . ومن نعمة الله علينا في الإسلام أنها مشتملة على ما يصلح أوضاع الناس وأحوالهم ، ويرتقي بهم إلى أرفع درجة حضارية إنسانية ، سواءٌ أكانت تكاليف عبادات ، أو تكاليف أخلاق ، أو تكاليف معاملات ، أو تكاليف أخرى تدفع الناس إلى الارتقاء المجيد في سلَّم الحضارة الإنسانية المثلى ، الخالية من عيوب الانهيار الأخلاقي والنفسي والسلوكي .
وبرهان هذا وتفصيله يتطلب شرحاً طويلاً ، عرضت طائفة مناسبة منه في كتابي : "أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها" .
على أن الأصل في التكاليف أنها ابتلاء للإرادة ، والامتحان لا يشترط فيه بشكل لازم أن يكون موافقاً لمصالح الواقعين تحت الامتحان . لكن فضل الله كان عظيماً ، إذ كان امتحانه لنا في تكاليف تضمن أحسن المصالح لنا ، وأوفى المنافع ، وأكثر الاحتمالات دفعاً للأضرار والمخاطر ، وأسلمها حلاً للمشكلات .
القسم الثاني :
أنبا عن واقع كوني باستطاعة الوسائل الإنسانية أن تصل إلى معرفتها على ما هي عليه في الواقع ، ولو بعد حين .
وما جاء في الإسلام من هذا القسم لا يمكن أن يكون مخالفاً للواقع والحقيقة ، إلا ضمن احتمالين لا ثالث لهما :
الأول : أن يكون فهم النص الإسلامي من قبل بعض المجتهدين أو المؤولين فهماً خاطئاً .
الثاني : أن يكون النص المنسوب إلى الإسلام نصاً غير صحيح النسبة ، كأن يكون خبراً كاذباً ، أو ضعيفاً لا يصح الاعتماد عليه ، أو خبراً غير قطعي الثبوت ، فمن الممكن دخول خطأ فيه من نقل الراوي أو فهمه ، إذ يحتمل أنه روى المعنى الذي فهمه هو ، ولم يرو اللفظ ذاته الذي أخبر به الرسول ، وهذا إنما يكون في أحاديث الآحاد فقط ، أي : التي لم تبلغ مبلغ التواتر اللفظي أو المعنوي .
إما أن يكون الخبر الإسلامي قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، ثم يخالف الحقيقة والواقع ، فهذا غير موجود حتماً ، وليس من الممكن أن يوجد قطعاً .
ولكن هنا قد تقع مغالطة لا بد من التنبيه عليها ، وهذه المغالطة تأتي من قبل ما ينسب إلى الحقيقة العلمية ، الآتية عن طريق الوسائل الإنسانية البحتة ، فكثيراً ما يدعي الماديون أن فرضية من الفرضيات ، أو نظرية من النظريات ، قد أصبحت حقيقة علمية غير قابلة للنقض أو التعديل ، مع أن هذه النظرية لا تملك أدلة إثبات يقينية تجعلها حقيقة نهائية ، أو حقيقة مقطوعاً بها ضمن مستواها ، وذلك بشهادة العلماء ، الذين وضعوا هذه النظرية أو ساهموا في تدعيمها .
ومن أمثلة ذلك الداروينية بالنسبة إلى نشأة الكون وخلق الإنسان ، فهي لا تملك أدلة إثبات قاطعة أو شديدة الترجيح ، ولكن كثيراً من العلماء الماديين يقبلونها تسليماً اعتقادياً ، لا تسليماً علمياً ، إذ ليس لديهم اختيار بعدها إلا الإيمان بالخلق الرباني ، وهذا أمر لا يجدون أنفسهم الآن مستعدين لقبوله ، ما دام منطق الإلحاد هو المسيطر على اعتقادهم في بيئاتهم .
ويأتي كُسور من المثقفين (أنصاف – أرباع – أعشار) من المتأثرين بالنزعات الإلحادية فيدَّعون وجود التناقض بين الدين والحقائق العلمية ، استناداً إلى وجود اختلاف بين بعض المعارف الدينية وبعض الفرضيات أو النظريات التي لم تصبح بعدُ حقائق علمية ، وهم يزعمون كذباً أو يتصورون خطأ أن هذه الفرضيات أو النظريات قد أصبحت حقائق علمية ثابتة بشكل قطعي غير قابل للنقض ، وهنا يقعون في غلط علمي فاحش جداً ، ويتبع ذلك سقوطهم في ضلال اعتقادي كبير تجاه الدين وأصوله ومعارفه ، علماً بأن طائفة من النظريات التي نسبت إلى العلم قد وُضعت خصيصاً لدعم قضية الإلحاد والكفر بالله ، على أيدي يهود أو أجراء يهود ،وصيغت لها المقدمات والمبررات التي ليس لها قواعد منطقية علمية صحيحة .
فالواجب إذن يتحتم علينا – أخذاً بطرق البحث العلمي السليم المحرر الذي أمرنا به الإسلام-أن نمعن النظر فيما قدمته شهادة العقل ، ووسائل البحث العلمي الإنسانية ، وفيما قدمته شهادة النصوص الدينية ، وأن نخضع هذه الشهادات للضوابط العلمية الصحيحة ، المتفق عليها في أصول العقل ، وفي أصول الدين .
وإني لأجزم بكل يقين أننا لن نجد مسألة واحدة يستحكم فيها الخلاف بين شهادة النصوص الدينية اليقينية قطعية الثبوت قطعية الدلالة ، وبين الشهادة القاطعة التي يقدمها العقل ، أو الشهادة القاطعة التي يقدمها البحث العلمي الإنساني البحت .
بل اليقيني من كل ذلك لا بد أن يتطابق في شهادته ، متى استطاع أن يصل إلى الحقيقة التي هي موضوع البحث .
فإن وصل بعضها وبعضها الآخر لم يصل أعلن كل عن مبلغه من العلم قصَّر في المعرفة أو زاد ، وفي هذا لا يوجد تناقض أو خلاف ، ولكن يوجد بيان جزئي وبيان أشمل وأكمل ، أو بيان جزئي من جهة وبيان جزئي من جهة أخرى ، وفق مثال العميان والفيل[3].
القسم الثالث : أنباء من أنباء الغيب الذي لا تستطيع الوسائل الإنسانية البحتة أن تصل إلى معرفته على ما هو عليه في الواقع .
وهذه الأنباء الدينية الغيبية تخبر عن بعض حقائق الوجود الأكبر ، فمنها ما يتعلق بخصائص الخالق جل وعلا ، ومنها ما يصف بعض الحقائق الغيبية من واقع هذا الكون المخلوق لله تعالى ، كالملائكة والجن والعرش والكرسي ، ومنها ما يحكي أحداثاً سبق أن حدثت فيما مضى من الأزمان ، وليس باستطاعة الوسائل الإنسانية أن تستعيد صورتها الواقعية ، كقصة خلق آدم ، ومنها ما يُنبيء عن أحداث ستقع فيما يأتي من الأزمان ، ضمن واقع هذا النظام الكوني القائم ، كأشراط الساعة ، أو سوف تقع في نظام عالم آخر وحياة أخرى ، وهو ما جاء عن الآخرة زماناً وداراً وحياة وحساباً ونعيماً وعذاباً .
وموقف العقل ووسائل البحث العلمي الإنسانية بالنسبة إلى ما جاء في هذا القسم يتلخص بما يلي :
1- تحرير صدق الخبر وصحة دلالته .
2- رفض ما لم يثبت صدقه ضمن قواعد تحرير صدق الأخبار .
3- رفض ما خالف أحكام العقل القاطعة ، وهو ما يدخل في قسم المستحيلات العقلية ، كالجمع بين النقيضين ، وكوجود شريك لله الخالق سبحانه وتعالى ، فأي نبأ من أنباء الغيب يثبت شيئاً يحكم العقل حكماً قاطعاً باستحالة وجوده هو خبر مرفوض عقلاً وشرعاً ، وأي نبأ من أنباء الغيب ينفي شيئاً يحكم العقل حكماً قاطعاً بأنه واجب الوجود هو نبأ مرفوض عقلاً وشرعاًً .
ولما قال الإمام الغزالي في كتابه "المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى" كلمته الحصيفة الرصينة المشتملة على نظر ثاقب عميق:
" ولا تستبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور قد يظهر فيه ما لا يظهر في العقل ".
عقّب عليه باستدراك خلاصته : إن ما وراء العقل قد يكون بعيداً عن تصور العقل وتوهمه بُعداً بالغ النهاية ، لأن العقل محجوب عنه في حدوده التي لا يستطيع أن يتعداها ، لكنه لا يمكن أن يكون وراء العقل أشياء يحكم العقل حكماً قاطعاً باستحالتها ، فهنالك فرق كبير بين ما لا يدركه العقل فهو لا يتناوله بنفي ولا إثبات ، لأنه ليس من الأمور التي يتناولها بأحكامه ، وبين ما يحكم العقل حكماً قاطعاً بنفيه أو إثباته .
فمن الأشياء التي لا يمكن أن يكون وضعها فيما وراء العقل على خلاف وضعها في أحكام العقل القاطعة لأنها من المستحيلات العقلية : أن يكون لله تعالى شريك ، أو أن يكون في مقدور الخالق جل وعلا أن يخلق مثل ذاته سبحانه ، أو أن يجعل الحادث قديماً ، أو ما أشبه ذلك .
وقد أوفيت هذا الموضوع بمزيد من الشرح والتفصيل في كتابي : "العقيدة الإسلامية وأسسها".
4- ما له دلائل وقرائن من العقل تؤيده فإن موقف العقل منه موقف الشاهد المؤيد المسلم .
5- التسليم التام في كل ما يقول فيه العقل : لا أدري ، إذ ليس لدي من الأدلة الظاهرة في مقاييسي ما أستطيع أن أثبت به ، كما أنه ليس لدي منها ما أستطيع أن أنفي به .
وهذا التسليم تصديق لشهادة النص الديني الثابت من جهة الرواية ، وفق أصول تحقيق المستندات الأخبارية ، وتصديق شهادة النص الديني له مستند عقلي قاطع ، لأن العقول يقول : ما جربته من أنباء الإسلام الصحيحة النسبة بشكل يقيني لم أجد فيها إلا الحق ، وكل ما وجدته فيها مما استطعت الوصول إلى حقيقته الواقعة بنفسي كان حقاً وصدقاً . ويقول العقل أيضاً: إن من يملك تغيير سنن الكون الثابتة بما يجريه من معجزات على أيدي أنبيائه ورسله ، ليعلمني بأن الكون كله خاضع لقدرته وإرادته ، وليعلمني بأن أخباره التي يبلغها أنبياؤه ورسله أخبار صادقة ، لا يمكن أن تكون أخباره عن الغيوب التي لا أستطيع الوصول إليها بنفسي أخباراً مخالفة لحقيقة الغيب وواقعه .
لكل ذلك فإنه يجب التسليم بها تسليماً قاطعاً لا يداخله ريب .
(4)
منهج الإسلام في المعرفة
الأساس الأول للمعرفة في الفكر الإسلامي يقوم على أن المعرفة الصحيحة هي ما كان مطابقاً للواقع والحقيقة ، فما كان مطابقاً لذلك فهو حق ، وما لم يكن مطابقاً له فهو باطل ، وقد تكون الصورة الذهنية أو القولية مطابقة للواقع والحقيقة من بعض الوجوه ، ومخالفة من بعض الوجوه ، فيكون فيها من الحق على مقدار المطابقة ، ومن الباطل على مقدار المخالفة .
والقاعدة الكلية التي تأتي وراء هذا الأساس هي : أن كل وسيلة صحيحة تعطينا صورة صادقة عن الواقع والحقيقة هي وسيلة يجب الاعتماد عليها والثقة بها في تحصيل المعرفة ، والمرجع الأول والأخير دائماً هو الواقع ، وبالواقع تقاس النتائج . وعلى هذه القاعدة قام بناء الفكر الإسلامي .
أما وسائل المعرفة التي يجب اعتمادها في الفكر الإسلامي فتتلخص بثلاث وسائل:
الوسيلة الأولى : المعرفة المباشرة ، وتكون بالإدراك الحسي ، ولو عن طريق الأجهزة والأدوات .
الوسيلة الثانية : الاستدلال العقلي بمختلف طرقه الاستنتاجية والاستنباطية .
الوسيلة الثالثة : الخبر الصادق ، ومن الخبر الصادق الوحي ، وهنا يعترضنا سؤال وهو : إذا كان الهدف الأول والرئيسي هو أن تكون المعرفة مطابقة للواقع والحقيقة ، فماذا نصنع حينما تختلف وسائل المعرفة حول موضوع واحد ، أو حول نقطة في موضوع واحد؟
هل نعتمد وسيلة الإدراك الحسي؟
أو وسيلة الاستدلال العقلي؟
أو وسيلة الخبر الصادق؟
أو ماذا نصنع…؟
ونجيب على هذا السؤال بما يلي :
حينما يكون دليل وسيلة من هذه الوسائل هو الدليل الأقوى في الموضوع فإنه ينبغي اعتماده وترجيحه ، فإذا كان دليل الحس قائماً على مشاهدة صحيحة يقينية خالية من احتمال الخطأ ، مؤكدة بتوافق الحواس في إدراكها ، كان دليل الحس هو الذي ينبغي اعتماده ، ومن ثم يعاد النظر في الاستدلال العقلي إذا كان الخلاف معه أو يعاد النظر في دليل الخبر الصادق إذا كان الخلاف معه ، وإعادة النظر في دليل الخبر الصادق قد لا تحتاج أكثر من تصحيح فهم النص ، والنظر في تأويله بما يتفق مع النتائج اليقينية التي قدمها دليل الحس ، وذلك لأن الغاية من استخدام وسائل المعرفة إنما هو الوصول إلى معرفة مطابقة للواقع ، وليس من الممكن أن يتناقض الواقع مع نفسه ، وحينما يظهر خلاف أو تناقض في النتائج التي قدمتها الوسائل فلا بد أن خطأ قد دخل حتماً في بعضها أو في كلها ، وعندئذ لا مناص من مراجعة الأدلة والتمحيص فيها ، وإعادة النظر وزيادة التحري عن الحقيقة لاكتشاف مواقع الخطأ والخلل. وتظل المراجعة مفتوحة حتى يتم اكتشاف المخطئ منها ، ثم ما يثبت منها الواقع والحقيقة بصفة يقينية يكون هو الجدير بالاعتماد ، ثم يعاد النظر في غيره حتى نصححه وننتهي إلى التوافق التام في النتائج ، فمن المستحيل في منطق الوجود أن تتناقض الأدلة اليقينية في معطياتها العلمية ، وحينما نجد التناقض في هذه المعطيات فلا بد من وجود خلل أو خطأ في بعض الأدلة أو في كلها .
وتخضع النصوص الدينية لحكم هذا المنهج العلمي ، لأن الحقيقة الواقعة في الوجود هي من خلق الله تعالى ، والله محيط بكل شيء علماً ، وحينما يخبرنا عن شيء منها فلا بد أن يكون خبره مطابقاً لما هي عليه في الواقع ، لأنه يستحيل الجهل أو الكذب عليه سبحانه .
والمشكلة قد تأتي – كما سبق أن أوضحت – من الخطأ في فهم النص الديني الثابت ، وفهم النص الديني عمل اجتهادي إنساني ، وهذا الفهم الإنساني للنص قد يصيب وقد يخطئ ، فإذا أخطأ الاجتهاد في الفهم فليس معنى خطئه أن النص هو المخطئ ، ولكن المخطئ هو الإنسان غير المعصوم ، الذي اجتهد في فهم معنى النص ، وفي هذه الحالة علينا أن نراجع فهمنا للنص ، ونعيد تدبُّرنا له ، حتى نصل إلى المعنى اليقيني الذي تم الوصول إليه بيقين عن طريق الإدراك الحسي أو الاستدلال العقلي .
ولا يكون التعصب للاجتهاد الذي أخطأ فيه صاحبه إلا خدمة للذين يحاولون بكل ما يستطيعون من جهد أن يثبتوا التناقض بين ما يأتي به الدين ، وبين الحقائق التي تأتي بها الوسائل الإنسانية للبحث العلمي ، لطعن الدين من أساسه ، ونسف قواعده القائمة على الحق ، وإشاعة الإلحاد والمادية التي لا تؤمن بالله .
وقد تأتي المشكلة أيضاً من كون النص الديني نصاً غير ثابت ثبوتاً قطعياً ، لأنه لم تتوافر له الروايات الصحيحة التي تجعله قطعيّ الثبوت ، وبدهي في هذه الحالة أن يكون الدليل الحسي اليقيني أو الدليل العقلي اليقيني أقوى من دليل الخبر الظني الذي لم يبلغ مبلغ القطعية ، فإن أمكن تأويل النص أقوى من دليل الخبر الظني الذي لم يبلغ مبلغ القطعية ، فإن أمكن تأويل النص بما يتفق مع النتائج اليقينية للأدلة الأخرى أولناه ، وإلا أخذنا بالنتائج اليقينية حتماً ، وتركنا النص ودلالته ، ولا يضرنا هذا في الدين ، لأن قبولنا له من الأساس قد كان بصفة ترجيحية لا بصفة قطعية .
فإذا سأل سائل فقال : هل لنا أن نؤول النصوص الدينية أو نخصصها بدليل الحس أو بدليل العقل ، حتى تكون دلالتها مطابقة للواقع والحقيقة؟
كان جوابنا بالإيجاب حتماً ، وبأن هذا العمل من القواعد المقررة في علوم الشريعة الإسلامية ، يقول علماء أصول الفقه في أبواب تخصيص العام : "لا خلاف في جواز تخصيص العموم" ويقررون في أبواب تأويل الظاهر : "أنه يجوز التأويل متى كان دليله أرجح من دليل العمل بالظاهر ، ويجب التأويل متى كان دليله دليلاً قاطعاً لا يجوز العدول عنه" ويذكرون من أدلة تخصيص العموم : "دليل الحس ، ودليل العقل" ونظير ذلك يكون في تأويل الظاهر ، فيتم التأويل بناء على دليل الحس أو دليل العقل .
هذا هو منهجنا الإسلامي فيما يتعلق بالنصوص الدينية ودلالتها على حقائق الأشياء .
ولكن يجب الحذر الشديد لدى تطبيق هذا المنهج ، حتى لا يدخل علينا الدس الماكر باسم الحقائق العلمية التي توصلت إليها نتائج البحث العلمي بالوسائل الإنسانية البحتة ، فكثير من النتائج التي تُقرَّر على أنها حقائق علمية عند أصحاب البحث العلمي المادي لا تعدو أنها نظريات أو فرضيات قابلة للتعديل أو التغيير أو النقض الكلي ، وليست حقائق علمية يقينية عند أصحابها ، ولكن أصحاب الأهواء أو صغار المثقفين الذين لا يقدرون المعارف العلمية حق قدرها ، وينخدعون بدعايات الترويج التجاري أو السياسي للنظريات أو الفرضيات العلمية ، قد يزعمون أنها حقائق ويقينيات علمية ، وليست هي في الواقع كذلك ، ثم يحملونها حمل الببغاوات أو حمل الأجراء ، ثم يقولون : إن بين الحقائق العلمية وبين النصوص الدينية تناقضاً ، ويقصدون بالحقائق العلمية هذه النظريات أو الفرضيات التي لم تثبت بعد في نظر واضعيها ثبوتاً يقينياً أو نهائياً ، فضلاً عن أن تكون يقينيات في نظر غيرهم من الذين يعارضون فيها .
وأمام هذه النظريات أو الفرضيات لا نجد أنفسنا ملزمين علمياً بتحديد معاني النصوص الدينية التي تتناول الموضوع نفسه تحديداً قاطعاً .
والخطة المثلى أن نطرح الاحتمالات دلالاتها طرحاً غير مقترن بترجيح ولا تثبيت ، وحينما نرى أن نرجح فعلينا أن لا نجزم ، وأن نترك الجز لمستقبل البحث العلمي ، وننتظر إثبات الحقيقة العلمية بوسيلة يقينية ، فالمضمون لا يتعلق به حكم شرعي يجب العمل به ، لذلك فلا ضير من التريث والأناة ، هذا إذا لم يكن النص اليقيني قاطعاً في دلالته .
أما إذا كان قاطعاً في دلالته ، أو كان من الأمور المتعقلة بالتشريع والأحكام الدينية ، أو من الغيب الاعتقادي الذي لا تملك الوسائل الإنسانية الوصول إلى شيء منه ، فإنه يجب الأخذ بمضمونه وفق أصول الاجتهاد في فهم النصوص ، فاليقيني منها نسلم به تسليماً تاماً ، وغير اليقيني نضعه في المستوى الذي يقتضيه الترجيح .
(5)
النتيجة
فهل لمضلل ملحد بعد هذا التحليل لموقف العلم والدين من الحقيقة أن يزعم وجود التناقض بين الإسلام والعلم في المنهج الذي يجب اعتماده للوصول إلى معرفة الحقائق ، أو في النتائج اليقينية المقطوع بها التي يقررها الدين والأخرى التي تنتهي إليها وسائل البحث العلمي الإنساني ؟
إن أي مضلل لا يستطيع إثبات ادعائه وجود هذا التناقض ، إلا على أساس من المغالطات والأكاذيب وزخرف من القول وصناعة الجدال بالباطل .
فمن المستحيل وجود التناقض بين الحقائق التي تأتي عن طريق الدين والحقائق التي تأتي عن طريق وسائل المعرفة الإنسانية البحتة .
* * *
الفصل الثالث
النقد الذاتي
حول مفاهيم المسلمين للإسلام
(1)
تحت عنوان "نقد الفكر الديني" تستر الناقد العظم ، إذ حاول تقويض أسس الإسلام الكبرى ، وقواعده العظمى ، التي هي حق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، وربما استغل ما لدى بعض المسلمين من مفاهيم خاطئة عن الإسلام ، ليطعن الإسلام بذلك ، على طريقة إبطال الطب كله لأخطاء بعض الأطباء ، وإبطال الهندسة كلها لأخطاء بعض المهندسين ، وإبطال ضرورة القضاء لفساد بعض القضاة ، وتعميم الأحكام التي هي لبعض الأفراد ، وإطلاقها على كل الأفراد ، ثم إطلاقها على المبادئ الحقة التي يدعي هؤلاء الأفراد انتسابهم إلهيا ، ولو كانوا مخالفين لها في مفاهيمهم أو في سلوكهم ، وعلى هذا الجنوح الفكري الخطير ،الخارج عن حدود كل منطق عقلي أو علمي سليم ، سار العظم في جدلياته ومغالطاته .
ولكي لا يزعم القارئ أنني من الذين يبررون كل خطأ ، ما دام يعلن انتسابه إلى الدين زوراً وبهتاناً ، أو جهلاً وغفلة ، أو خطأ غير مقصود ، عقدت هذا الفصل ، لأنقد فيه نقداً ذاتياً ما دخل على مفاهيم كثير من المسلمين عن الإسلام ، وكوّن لديهم تصوُّراً مشوهاً غير صحيح للإسلام الحق ، أو تطبيقاً مشوهاً له ينم عن فساد في التصور ، أو انحراف في السلوك .
ووجدت من الواجب علي أن أعقد هذا الفصل قبل أن أدخل مع العظم في المعركة الجدالية ، حول النقاط التفصيلية التي أثارها ، لألقي فيه الضوء على أن الإسلام الحق الذي هو دين الله للناس ، يتميز كل التميز عن المنتسبين إليه ، الذين لا يمثلون في مفاهيمهم أو سلوكهم صورة صحيحة عنه ، وأرجو بهذا التمييز أن لا تدخل على الأجيال الإسلامية مغالطات وافتراءات أعداء الإسلام ، وأعداء المسلمين وتاريخهم المجيد .
(2)
من المعلوم أن الإسلام الذي قدم للإنسانية ما قدمه من مجد حضاري أمثل يوم كانت الأمة الإسلامية في طور شبابها وقوتها صالح باستمرار لأن يأخذ بيد الإنسانية في طريق المجد الحضاري الصاعد ، دون تقهقر ولا توقف ، لو ظل المسلمون يجددون شبابهم ، بالتماس منابع الإسلام الثرَّة ، منها يعبون ، ومنها ما به يتطهرون .
ففي الإسلام الصافي جميع العناصر اللازمة التي تستطيع الإنسانية بها أن تحافظ على شباب دائم ، متدفق بالحياة والعمل البناء والارتقاء ، لو أحسنت تدبُّره والاستمساك به والعمل بتعاليمه .
وفي الإسلام الصافي جميع العناصر اللازمة لإسعاد الناس كل الناس ، أفراداً وأسراً وجماعات ودولاً ، مهما اختلفت بينهم الأعراق والألوان والأجناس ، ذلك لأنه دين الإنسانية جميعاً ، المنزل وفق خصائصها وصفاتها المشتركة بين جميع شعوبها وقبائلها ، وليس ديناً قومياً ولا إقليمياً ولا طبقياً .
بخلاف الشيوعية التي هي مذهب طبقي عنوانه "يا عمال العالم اتحدوا" وبخلاف الرأسمالية التي هي مذهب طبقي أيضاً يخدم مصالح طبقة معينة ، وبخلاف اليهودية بحسب مفاهيم اليهودية المحرفة ، فهي دين قومي خاص بشعب بني إسرائيل ، الذي هو في عقيدتهم شعب الله المختار .
أما الإسلام فهو دين رب الناس اللطيف الخبير للناس أجمعين {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ، ومن أجل ذلك كانت تعاليم هذا الدين مصلحة ومسعدة للناس كل الناس .
ولست في مجال بيان تفصيلي يوضح هذه الحقيقة عن الإسلام ، لأدلل على أن تعاليم الإسلام الصافية من الشوائب الدخيلة كفيلة بتحقيق مجد الإنسان في هذه الحياة ، وكفيلة ببناء أفضل المؤسسات الاجتماعية ، وبتنظيم أرقى دولة مدنية آخذة بأوفى نصيب خيرٌ من التقدم الحضاري المتطور ، البعيد عن الشر ومعصية الله .
ولكن مرضاً خطيراً من الأمراض التي تراكبت على الأمة الإسلامية في القرون المتأخرة هو الذي جعلني أعقد هذا الفصل ، ألا وهو الشوائب الدخيلة التي عقلت بالتعاليم الإسلامية في مفاهيم كثير من المسلمين .
(3)
تأملات –ربما تكون غير مستقصية- من تأملات البحث العلمي ، وضعت فيها إحدى يدي على الأسس الإسلامية العامة التي وعيتها خلال دراستي الطويلة للعلوم الإسلامية ، ووضعت فيها يدي الأخرى على ما خبرته من واقع المسلمين خلال تجربة نيف وثلاثين سنة ، جعلتني أتلمس الشوائب التي تسربت إلى مفاهيم المسلمين ، فألصقها لجاهلون والغافلون بالتعاليم الإسلامية وهي ليست منها ، وكان من وراء الجاهلين والغافلين في كثير من الأحيان ماكرون مختلفو الأصباغ والأقنعة والأغراض ، يعملون في الخفاء لهدم الإسلام أسساً وقواعداً وبناءً شامخاً .
ثم تحولت هذه المفاهيم التي هي من قبيل الشوائب لا الأصل النافع المفيد الخيّر ، إلى تطبيقات عملية ، ومواريث ثقيلة ، أحنت ظهور الأجيال التي تحملها ، وعرقلت سبيل تقدمها ، كما أنها هيأت المُناخ المناسب لفساد الأجيال التي حملت شعار التخلص منها على غير بصيرة وغير هدى ، فتخلصت منها ومن الجوهر النافع ، الذي هو الأصل السليم ، المرافق لها في حشد المفاهيم المختلطة ، وذلك إذ لم تستطع هذه الأجيال أن تميز بين الأصل النافع المفيد ، وبين الشوائب التي لا خير فيها .
يضاف إلى ذلك أن طائفة من هذه الأجيال وجدت لأنفسها بسبب هذه الشوائب مبررات كثيرة تلبي عن طريقها الرغبة بالانطلاق والتحرر ، والانسياق مع الأهواء والشهوات ، دونما ضابط أو رادع .
وكان من وراء هذه الطائفة الطائشة شياطين يمدون خراطيمهم في الظلمات من ديار الحرب إلى ديار الإسلام ، فيوسوسون لها ، ويمنونها ، ويكيدون في ذلك ضدها وضد الأمة الإسلامية ما يكيدون من شر عظيم .
أما الطعم في شباك الصيد فإنه يرجع إلى واحد من عدة أصول ، ومنها الأصول الخطيرة التالية:
الأول: الإغراء بالمال .
الثاني: الإطماع بالحكم والسلطان .
الثالث: الفتنة بالنساء .
الرابع: الفتنة بالخمر والميسر والمخدرات وأصناف اللهو ، وإضعاف القوى الفردية والاجتماعية عن طريقها .
الخامس: الخداع بمظاهر الحضارة المادية الخلابة ، وبما تتضمن من قوى حربية فتاكة ، وبمستنداتها من العلم المادي . وفي ضمن هذا الخداع تأتي واردات مهلكة لا هي من العلم الثابت ، ولا هي من المنجزات الحضارية النافعة ، وفي طيات هذه الواردات يكمن الخطر على الفكر ، وعلى الخلق ، وعلى السلوك ، وعلى وحدة المسلمين ، وعلى جميع قواهم الحقيقية المادية والمعنوية ، ثم على كيانهم كله .
(4)
مصوّر عام لمنهج التعاليم الإسلامية وما طرأ عليه
نظرة عميقة إلى الشوائب التي دخلت أو أدخلت على التعاليم الإسلامية تكشف لنا أن المكان الطبيعي لهذه الشوائب يقع في أحد منحدرين كائنين من دون اليمين أو من دون اليسار ، بالنسبة إلى المنهج الإسلامي الوسط ، الممتد في القمة الرشيدة السعيدة ، والذاهب ارتقاء إلى أعلى ذروات الحضارة المجيدة في دار الابتلاء ، دار العمل والبناء ، ثم إلى فردوس الخلود السعيد الأكمل في دار الجزاء .
وإنما يحظى بخيرات هذا المنهج القويم السامي السالكون فيه ، المتقيدون بحدوده ، أفراداً وجماعات ، وشعوباً ودولاً ، والكل مسؤولون عن سلوك هذا المنهج والتزامه ، وعن بناء الصرح الإسلامي الديني والدنيوي معاً .
وهذا المنهج متى انكسرت حدوده أمسى عرضة للاتساع مما وراءه من مزالق ومتاهات ، وعرضة لانزلاق سالكيه والخروج عن جادته ، وعرضة لدخول الشوائب فيه .
أما الشوائب الدخيلة على التعاليم الإسلامية ، فالحديث عنها يستدعي إلقاء نظرات عميقة إلى مصادرها ومنابع قدومها ، ونظرات عميقة أخرى إلى السبل والوسائل التي تسربت بسببها فاختلطت في مفاهيم المسلمين ، ضمن حشد التعاليم الأصلية ، أو زاحمت بعضها ثم احتلت مكانه .
ويستدعي منا أيضاً أن نلقي نظرات على واقع الصور العامة للتعاليم التي خالطتها الشوائب ، أو زاحمت ما زاحمت منها ، ثم احتلت مكانه في مختلف البيئات لشعوب المسلمين.
(5)
أما النظرات إلى واقع الصور العامة القاتمة القائمة في مفاهيم كثير من المسلمين ، فيمكن تمثيلها بإحدى الصور التالية المصابة بالخلل أو الفساد أو التزوير ، وهي خمس صور:
* الصورة الأولى:
وهي الصورة المختلطة المهزوزة في مفاهيم بعض الناس لحقيقة التعاليم الإسلامية ، وتكون هذه الصورة باختلاط الحقائق ، وعدم إدراك كل منها في مكانه الصحيح .
والشوائب في هذه الصورة ناتجة عن تداخل عناصر الصورة ، وتمازج بعضها في بعض ، وعدم تمايز حدود كل منها .
ومن أمثلة هذه الصورة في الواقع ما نشاهده عند كثير من المنتسبين إلى الإسلام من المفاهيم المختلطة الغامضة عن التعاليم الإسلامية ، كالذين يرون أن أي عطاء مالي يعتبر زكاة كافية للمال ، ويكتفون بذلك فلا تحاسبون أنفسهم على كل نصيب زكوي يجب عليهم شرعاً أن يؤدوه ، وكالذين يرون أن الديانات السماوية السابقة للإسلام لا تزال بعد بعثة محمد صلوات الله عليه مقبولة عند الله ، ومنجية من عواقب الشرك والكفر بالله ، رغم كل التحريفات الواقعة فيها عن الأصل الصحيح الذي أنزله الله على رسله عليهم الصلاة والسلام ، ولولا التحريف لرأى هؤلاء في ديانتهم ما يوجب عليهم اتباع محمد والإيمان به ، إلى غير ذلك من أمثلة كثيرة .
وسبب وجود هذه الصورة المهزوزة المختلطة الجهل بالتعاليم الإسلامية الصحيحة ، وقلة أجهزة التثقيف الإسلامي العام في مختلف بلاد المسلمين .
وإصلاح هذه الصورة يكون بتنفيذ خطة محكمة للتبصير الحقيقي بالإسلام الصحيح الصافي ، ونشر الوعي العام لتعاليمه التي تشمل كل جوانب الحياة الإنسانية أفراداً وأسراً وجماعات وحكومات . ويمكن تلخيص هذه الخطة بما يلي:
1- وضع ميثاق إسلامي عام يمكن أن يلتقي عليه معظم المسلمين ، ومن طبيعة هذا الميثاق أن يكون بعيداً عن النقاط الخلافية .
2- وضع منهاج للتثقيف الإسلامي العام .
3- إعداد المصنفات الإسلامية الحديثة الملائمة للغة العصر ولأسلوبه الكلامي ، أو انتقاء المناسب منها ، وينبغي أن تكون هذه الصفات بعيدة عن إثارة الخلافات المذهبية العنيفة ، وأن تكو إيجابية ذات مستويات تتناسب مع مستويات جماهير المسلمين ، على أن يتم نشرها بينهم بنسبة كافية ، وبلغاتهم القومية .
4- العمل على إعداد جيش المثقفين ثقافة إسلامية حسنة ، مقرونة بوعي والتزام واتزان ، وينبغي أن تكون دوائر التثقيف الإسلامي في حالة اتساع مستمر .
5- توجيه هذا الجيش المتزايد إلى التوعية الإسلامية العامة ، بمستويات تتناسب مع حال الجماهير المختلفة .
* الصورة الثانية:
وهي الصورة التي دخل فيها أخطاء لدى رسم المفاهيم الإسلامية الصحيحة ، وطبيعي أن تكون هذه الأخطاء غير مطابقة للحقيقة الإسلامية .
ومن الأمثلة لهذه الصورة ما نلاحظه من مفاهيم غير صحيحة منسوبة إلى الإسلام ، وقد يسهل الأمر حينما يقال : هذا هو رأي فلان الذي فهمه عن الأمر الفلاني من الإسلام ، ولكن الخطر حينما يقال : هذا هو الحكم الإسلامي قطعاً ، وكل رأي مخالف له من الآراء والاجتهادات التي لها وجه من النظر ضلال وكفر .
وأسباب الأخطاء في رسم هذه الصورة كثيرة جداً ، ويمكن الإشارة إلى أهم أصولها العامة:
الأصل الأول : الخطأ في الاجتهاد ، وللخطأ في الاجتهاد أسباب كثيرة يعرفها علماء أصول الفقه الإسلامي .
الأصل الثاني : الخطأ في تقويم ما توصل إليه الاجتهاد ، وذلك باعتباره هو الحق لا غير ، رغم أن اليقين القاطع لم يتوافر فيه .
الأصل الثالث : التعصب للرأي أو للمذهب ضد الآراء أو المذاهب الأخرى .
أما الخطأ في الاجتهاد فيعذر فيه المجتهد الكفء بشرط تقيده بالأصول الاجتهادية العامة ، التي قامت عليها دلائل الشرع والعقل .
ولكنه ليس للمجتهد الذي توصل إلى مفهوم إسلامي قائم على ما ترجح لديه من ظن غالب أن يعطي ما توصل إليه اجتهاده أكثر من القيمة التي يستحقها ، فيفرض على الإسلام رأيه ، ويحارب كل رأي مخالف ، وكذلك ليس لأنصار هذا المجتهد أن يفعلوا مثل هذا الفعل لاحتمال أن يكون الصواب في جانب رأي المخالف ، أو في جانب رأي آخر .
فإذا تعصب المجتهد لرأيه وفرضه على الإسلام فقد يؤدي به الحال إلى أن يلصق بالإسلام ما لا يقول به الإسلام نفسه ، فيضيف إلى الصورة الإسلامية خطأ من عنده .
ثم لا يصح للذين أخذوا برأي هذا المجتهد أن يتعصبوا له تعصباً أعمى ، لأنهم بعملهم هذا يجسمون ويعظمون بقع الخطأ التي رسمها الاجتهاد الخاطئ في الصورة الإسلامية .
ومن أسباب الخطأ في الاجتهاد عدم التبصر الصحيح الشامل بمختلف المصادر التي تثبت بها المعارف الإنسانية ، لمعرفة وجه الصواب ، أو لتخفيف نسبة احتمالات الخطأ.
وليس عسيراً على علماء المسلمين أن يصلحوا هذه الصورة التي دخلت فيها الأخطاء ، إذا اجتمعوا في مؤتمرات عامة ، وعالجوا المشكلات بتجرد صحيح ، ونشدان للحقيقة حيث كانت .
ويلحق بهذه الصورة التي دخلت فيها أخطاء لدى رسم المفاهيم الإسلامية الصحيحة المقومة لكل ما في الحياة رغم تطور أساليبها وصورها الحضارية ، ما نلاحظه عند طائفة من متأخري طلاب المعرفة الإسلاميين من الإغراق في الاشتغال بالجدليات الكلامية والمماحكات اللفظية ، وصرف معظم جهد البحث العلمي في حدود الألفاظ والحروف ، والبعد عن تصيد جواهر التعاليم الإسلامية النافعة ، وإخراجها منتظمة في عقود فكرية متكاملة متناسقة ، تعالج مشكلات الحياة ، وتواكب أطوارها الحضارية المتقدمة بإصلاح وتقويم ، أو دفع وتدعيم .
ولكن النهضة العلمية الإسلامية الحديثة في طائفة من عواصم بلاد المسلمين قد عدّلت من هذا تعديلاً كثيراً .
* الصورة الثالثة :
الصورة المشوهة من قبل أعداء الإسلام ، وهي الصورة التي قبَّح جمالها وإشراقها الماكرون المفسدون بما لطخوا وجهها الصبيح من شبهات ، وبما ألصقوا فيها من تهم كاذبة .
وصانعو هذه التشويهات رسامون كثيرون من أعداء الإسلام ، أجهدوا أنفسهم في تصيد الشبهات والتشويهات والأكاذيب والتضليلات ، لإلصاقها بالتعاليم الإسلامية ، وإفساد عقول أبناء المسلمين ، ثم أجهدوا أنفسهم فأضافوا إليها أصنافاً مختلفة من الزينات والأصباغ والدهانات الخادعة للنظر .
وحاولوا بهذا التشويه الحقير أن يشككوا المسلمين بدينهم وبتعاليمهم الربانية ، واستطاعوا بعد جهد جهيد وزمن مديد أن يتلاعبوا بعقول البعيدين عن التعاليم الإسلامية وتدبُّر غاياتها والحِكَم التي تتضمنها ، والمفتونين ببريق الحضارة المادية الأوروبية الحديثة ، لا سيما الذين أنشأتهم المدارس الأجنبية إنشاءً مباشراً ، ثم الذين أنشأتهم مخططاتها ومناهجها بشكل غير مباشر .
ومن اليسير على الدعاة المسلمين ذوي البصر النافذ ، والعمل المخلص ، إزالة هذه الأدران المشوهة للتعاليم الإسلامية ، وذلك بالقيام بحملة توعية إسلامية تعتمد على إبراز فضائل هذه التعاليم ، وبيان الحكم العظيمة التي تتضمنها ، بالاستناد إلى البحوث الفكرية المنصفة الرصينة ، والتجارب الواقعية المشاهدة .
وقد تصدى بحمد الله طائفة من كتاب الفكر الإسلامي من ذوي الغَيرة لدفع هذه الشبهات وبيان زيفها ، بكتابات كثيرة ، ودفاعات محكمة ، فأسهموا إسهاماً مباركاً طيباً في غسل الصورة التي أراد لها أعداء الإسلام أن تكون صورة مشوهة في نفوس كثير من أبناء المسلمين .
وينبغي أيضاً أن تستهدف حملة التوعية هذه تبصير الأجيال الإسلامية بمرابض الخطر على مفاهيمها الإسلامية الصحيحة ، وأخلاقها الكريمة ، وذاتيتها الإسلامية ، ذات الكيان المتميز في العالم ، يضاف إليه فضح دسائس أعداء الإسلام الفكرية والعملية ، وإبراز الصورة الإسلامية المشرقة الحقة ، بكل وسيلة من وسائل الإعلام والتنوير العام .
* الصورة الرابعة :
وهي الصورة التي حصل فيها تغيير في النِّسب بين مفردات وأجزاء التعاليم الإسلامية ، إذ أخذها بعضها من المساحة الكلية في أفكار ونفوس طائفة من المسلمين أكثر من نصيبه المقدر له في أصل التشريع الإسلامي .
فإذا أردنا أن نمثل هذه الصورة التي تغيرت فيها النِّسب الأصلية وجدناها تشبه ما لو جاء رسَّام (كاريكاتير) فرسم سيارة لركوب الناس ، فجعل لها دواليب ، قُطْرُ كل منها متران ، وجعل لها أبواباً صغيرة لا يستطيع أن يدخل منها الإنسان ، ومرتفعة عن الأرض بمقدار قامته ، ثم جعل لها من الداخل مقاعد ضيقة جداً ، بمقدار راحة اليد ، وطويلة جداً بمقدار طول العمالقة الخياليين ، وهكذا تلاعب بالنسب الصحيحة في الأجزاء ، ووضع محركاً بمقدار محرك دراجة نارية ، ثم كتب على سيارته هذه : (عدد الركاب ثمانون راكباً).
ربما أكون قد بالغت في التمثيل لغرض التوضيح ، إلا أن الحقيقة التي عليها بعض المسلمين في فهمهم للتعاليم الإسلامية فيها تغيير كبير في نسبة كل جزء منها إلى المجموع الكلي .
ومن الأمثلة ما يلي :
( أ ) يرى بعض الناس أن أهم ما في الدين هو حسن المعاملة مع الآخرين ، فيملأ معظم المساحة الدينية به ، ويفضي به هذا الفهم إلى ترك مراقبة الله في الأعمال والأقوال والأفكار والنيات ، وإلى ترك فروض العبادات أو إهمالها ، وإلى عدم الاكتراث بركن الجهاد في سبيل الله لنشر الدين ، ونصرة الحق ، وإقامة العدل ونحو ذلك من الأمور الجوهرية التي يقوم عليها الإسلام .
( ب ) ويرى بعض الناس أن أهم ما في الدين هو القيام بالعبادات الشخصية ، كالصلاة والصيام وكثرة الأوراد والأذكار ، فيملأ معظم المساحة الدينية بذلك ، ويهمل ما في الدين من واجبات وفروض أخرى ، أو يُصغِّر من حجمها ويعطيها أقل اهتمامه .
( ج ) ويرى بعض الناس أن أهم ما في الدين هو المحافظة على السيما الظاهرة للمسلم ، فيولي ذلك كل اهتمامه وعنايته ، ويهمل الأسس الجوهرية التي قام عليها الدين عقيدةً وعملاً ، أو يصغر من حجمها ويعطيها أقل اهتمامه .
( د ) ويرى بعض الناس أن مسؤوليات الدعوة إلى الله ، ونشر دين الله ، وإقامة الإسلام في الأرض ، من خصائص فئة معينة من المسلمين تفرغت للوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأما سائر الناس فمسؤولون فقط عن أنفسهم ، فلا هم لهم إلا أمور دنياهم ، وتثمير أموالهم ، والتمتع بشهوات الحياة الدنيا ولذاتها ، والاستغراق في زخرفها ، كما يرون أن مسؤوليات الجهاد في سبيل الله من خصائص الجند فقط ، المنتظمين في سلك الجيش .
مع أن الإسلام الصافي قد عقد تشابكاً عاماً بين الأفراد والجماعات والقيادات ، وحمَّل كلاً من المسؤولية الشخصية على مقدار ما وهبه الله من خصائص ، ومن المسؤولية العامة على قدر موقعه بالنسبة إلى الجماعة وذلك كمسؤولية كل عضو من أعضاء الجسد بالنسبة إلى سائر الأعضاء ، ومن البدهي أن مسؤولية الرأس تناسب موقعه من الجسد ، ومسؤولية إحدى أصابع اليدين أو الرجلين تناسب أيضاً موقعها من الجسد ، والكل يقدم واجبه نحو المسؤولية الجماعية على مقداره .
وسبب التشويه في هذه الصورة فقدان الإدراك السليم الكامل الشامل للمفاهيم الإسلامية بوجه عام ، ومقادير كل منها ، وكيفية ترابطها وتناسقها في الصورة الإسلامية العامة .
وفقدان هذا الإدراك الشامل يتولد عنه نتائج خطيرة ، منها النتائج التالية:
أولاً: فساد النِّسب لأجزاء الصورة الإسلامية العظيمة .
ثانياً: الخللُ في وحدة النظام الكلي للمفاهيم الإسلامية التي يكمِّل بعضها بعضاً .
ثالثاً: تشتت شمل وحدة المسلمين ، نظراً إلى أن لكل فريق منهم صورة إسلامية خاصة به ، تتميز أجزاؤها بنسب مخالفة للنسب التي تتميز بها أجزاء الصور الأخرى ، الأمر الذي يؤدي إلى تعصب كل فريق للصورة التي يحملها ، وادعائه أنها هي الإسلام كل الإسلام .
رابعاً: توجيه كل طاقات العمل دفعة واحدة لتحقيق ما احتل معظم الساحة في الصورة ذات النسب الفاسدة ، ويصعب الأمر جداً حينما يكون أهون جزيئات التعاليم الإسلامية الصحيحة وأيسرها هو الذي يحتل معظم مساحة الصورة .
ومما يزيد في الألم أن تكون هذه الجزيئات التي تمتص معظم طاقات العمل داخلة في حدود الأشكال والرسوم ، لا في حدود الجواهر والمعاني والأرواح والقيم الحقيقية الذاتية .
فبينما تنقض أسس الإسلام حجراً حجراً ، وتعمل على اجتثاثها اجتثاثاً كلياً جيوش كثيرة مستخفية ومستعلنة ، نجد كتائب كثيرة من المسلمين منشغلة في جدليات كلامية ، ومصارعات عملية ، حول أفضل الألوان التي ينبغي أن يُدهن بها الجدار الخارجي لبناء الصرح الإسلامي ، مع أن جيوش الهدم لا يُستطاع دفعها إلا باجتماع طاقات حماة هذا الصرح العظيم على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم .
* الصورة الخامسة :
وهي الصورة المزورة للتعاليم الإسلامية تزويراً كلياً أو تزويراً جزئياً ، وأمثال هذه الصورة المزورة نجدها عند الفرق المنحرفة الضالة ، التي عمل على إنشاء جيوبها أعداءٌ للإسلام ، تظاهروا بالانتساب إليه نفاقاً ، ليعملوا على هدمه من الداخل ، وذلك بتكوين فرق وطوائف تنتسب إلى الإسلام انتساباً اسمياً ، وهي تحمل له كل حقد وكيد ، وتضع له صوراً مصنوعة من عند أنفسها ، مزورة على الإسلام وعلى أحكامه وشرائعه . ولليهود في هذا المكر أكبر نصيب .
وبدهي أن كل صورة مزورة من هذا القبيل ليست من الإسلام في شيء ، وإن تسمّت باسمه .
ومن اليسير على جماعة المسلمين أن يكتشفوا هذه الصور المزورة المزيفة ، متى قارنوها مقارنة عامة بما هو معلوم من الدين بالبداهة عند جميع المسلمين .
ولكن الأمر الخطير جداً إنما هو إدخال التزويرات الجزئية على بعض المفاهيم والتعاليم الإسلامية الثابتة ، وهذا ما اتجهت إليه أجهزة المكر في هذا العصر ، وكانت لعبة قُصد بها تحويل المسلمين عن أسس التعاليم الإسلامية باسم الإسلام .
فمن أمثلة ذلك الأسماء الحديثة التي انتشرت في عالمَي الاقتصاد والسياسة (كالاشتراكية والرأسمالية والدكتاتورية والديمقراطية).
إن من المعلوم أن لهذه الأسماء مفاهيم ومدلولات خاصة عند الآخذين بها .
والذي يُلاحظ أن تشابهاً جزئياً موجود فعلاً بين التعاليم الإسلامية وبين بعض ما تتضمنه هذه الأسماء من دلالات نظرية ، أو تطبيقات عملية .
واستغلالاً لهذا التشابه الجزئي يأتي أعداء الإسلام فيستدرجون بعض المسلمين إلى منزلق الخطر الذي ينتهي في آخره إلى طمس نظام من نظم الإسلام ، وإحلال نظام آخر في مكانه ، تعلُلاً بوجود التشابه بينهما في ناحية من النواحي .
مع أن مثل الإسلام كمثل المخلوق في أحسن تقويم بصفاته التامة التي لا يصح بحال من الأحوال فصلُ بعضها عن بعض ، ومثل الأنظمة الأخرى كمثل غير الإنسان من الأنعام أو الوحش ، وليس صعباً على أي ناظر أن يجد تشابهاً جزئياً بين الإنسان وبين هذه الكائنات الحية الأخرى .
ولكن الجنوح الخطير فكرياً أو تطبيقياً أن يحتل ثعلب ماكر ، أو ثور مغامر ، أو ذئب غادر ، مكان الإنسان ، أو أن تحتل نظيراتها من الأنظمة الوضعية مكان نظام من أنظمة الإسلام ، أو مكان عدد منها .
وقد حاول أنصار كل مذهب من هذه الوضعية أن يجد في الإسلام تأييداً لجانب من جوانبها ، ليلبِّس بذلك على المسلمين ، ويجعل الإسلام كأنه صاحب هذه المذاهب أو يوافق عليها .
وفي دوَّامة المغالطات والتلبيسات نجد أن أنصار المذاهب الاشتراكية في البلاد الإسلامية يختبئون وراء الإسلام ، ليحميهم من هجمات أنصار المذاهب الرأسمالية ، ويدرأ عنهم الضربات القاصمة ، بحجة أن الإسلام يحتوي على مبادئ اشتراكية ، تحقق العدالة الاجتماعية بين الناس ، كما نجد أنصار المذاهب الرأسمالية في البلاد الإسلامية يقدمون الإسلام إلى الصف الأول في معركتهم مع أنصار المذاهب الاشتراكية ، بحجة أن الإسلام يعترف بالملكية الفردية ويحميها ، ويفسح مجال حرية العمل والكسب والتجارة ، ولا يسدُّ أبواب المنافسة الشريفة في تحصيل الثروات .
وبين صراع الاشتراكيات والرأسماليات التي يزج كل منهما الإسلام في أتون معركته مع الآخر يتلقى الإسلام في بلاد المسلمين معظم الضربات ، مع أن الإسلام بريء من الفريقين المتصارعين ، وأي منهما انتصر فالإسلام خاسر .
وإن صح وجود الإسلام في حلبة الصراع هذه فإما أن يكون فريقاً وحده ضد الفريقين معاً ، وإما أن يكون حكماً عدلاً ،يسجل على كل فريق منهما خطأه وصوابه ، ويعمل على أن يرد كل مخطئ منهما إلى وجه الصواب .
وهنا نقول : إن الإسلام الاشتراكي وفق مفهوم الاشتراكيين صورة مزورة للإسلام ، وإن الإسلام الرأسمالي وفق مفهوم الرأسماليين صورة مزورة أيضاً للإسلام ، وإن الإسلام الدكتاتوري وفق مفهوم الدكتاتوريين صورة مزورة للإسلام ، وإن الإسلام الديمقراطي وفق مفهوم الديمقراطيين صورة مزورة أيضاً للإسلام .
أما الإسلام فهو شيء آخر غيرهذا وغير ذلك ، وإن كان بين هذه النظم وبين التعاليم الإسلامية تشابه جزئي .
هذه هي الصور الخمس المنسوبة إلى الإسلام ، وهي مشوبة بالشوائب الدخيلة المفسدة لها ، وقد يحدث أن تجتمع في بعض مفاهيم الناس مجموعة منها ، فيتكاثر الخطأ ، ويعظم الانحراف ، وتزداد المصيبة ، وتشتد الحاجة إلى الإصلاح والتقويم .
(5)
الأسباب وعلاجها
بعض الأسباب التي أدت إلى دخول الشوائب على المفاهيم والتعاليم الإسلامية قد سبقت الإشارة إليها في غضون تتبُّع الشوائب وصورها ، وبطريقة تأملية عامة جامعة تنكشف لنا طائفة من هذه الأسباب .
وأعرض فيما يلي أسباباً عشرة مع طرق علاجها فيما ظهر لي :
* السبب الأول – الجهل وفتور الهمة عن تفهم التعاليم الإسلامية الصحيحة :
وعلاج هذا السبب يكون بقيام أهل الرأي وأصحاب الرشد في كل بلد من بلاد المسلمين برسالة التعريف بالإسلام الصافي ، وفق الخطة التي سلف الحديث عنها ، لا سيما في البلاد التي يوجد فيها منتسبون إلى الإسلام ، ولكن ليس لديهم من يعرّفهم بالإسلام الصحيح ، وهم في شوق إلى معرفته ، وأمثال هؤلاء يسهل على المضلين أن يفسدوا مفاهيمهم الإسلامية .
ولتحقيق هذا العلاج لا بد من تآزر القوى الفكرية والمالية والإدارية مع الدعاة المعرّفين بالإسلام الحق .
* السبب الثاني – اتباع الهوى :
وهذا السبب يدفع صاحبه أن يُدخل في التعاليم الإسلامية ما ليس منها ، إرضاء لهواه .
ولقد تكون جريمته أخف إذا هو أرضى هواه عن طريق المعصية ، ولكنه يريد أن تظل سمعته الدينية حسنة بين الناس ، فهو يحاول أن يجد لعمله مبرراً ، فيدخل في التعاليم الإسلامية الشوائب التي ترضي هواه ، ثم يتستر وراءها حذراً من سخط الناس ونقمتهم ، وينسى أو يتناسى أن نقمة الله أشد عليه وأقسى من نقمة الناس .
يضاف إلى ذلك أن نقمة الله في التلاعب بالدين أشد كثيراً من نقمته في المعصية التي يقترفُها العاصي ، وهو يعترف بها .
وعلاج هذا السبب يكون بإصلاح النفس عن طريق إثارة الخوف من الله ، وحسن مراقبته ، وملاحظة الأجر العظيم لأهل طاعته ، مع تربية دينية رصينة ، ورقابة اجتماعية حصينة ، ويكون أيضاً بتبصر المتصدين للفتاوى الدينية بالمزالق التي يضعها أهل الأهواء .
* السبب الثالث – الغلو في الدين غير الحق:
وهذا السبب مناقض للذي قبله ، فهو يمثل جانب الإفراط ، في حين أن الذي قبله يمثل جانب التفريط .
والغلو في الدين يفضي إلى تشددُّات منفِّرة ، وتعنُّتات ومبالغات لا يرضاها الدين ولا يقبلها ، بل يتنافى معها ، فالدين يسر سمح ، وهو دين الفطرة ، والغلوّ في الدين ينافي سماحته ويسره ، وينافي ملاءمته للفطرة الإنسانية ، وفي كلام الرسول صلوات الله عليه "هلك المتنطعون" وهم المغالون في الدين .
ومن الغلو في الدين ادعاء أن التفصيلات المبينة في النصوص الإسلامية مشتملة على كل تنظيم ضروري لكل زمن وبيئة ، وطبيعي أن يؤدي هذا الغلو إلى التخلف رغم السبق العظيم الذي كان يتمتع به المسلمون في عصورهم الذهبية .
أما أن الأسس الإسلامية تتسع في مفاهيمها العامة لكل التنظيمات الصالحة لكل زمان وبيئة فهذا هو الحق الذي لا غلو فيه .
* السبب الرابع – النظر الضيِّق المحدود ، الذي يلازمه النظر إلى جوانب خاصة معينة من الإسلام ، واعتبارها هي الإسلام كله :
ومن الطبيعي أن يسيء هذا النظر الضيق المحدود إلى المفاهيم الإسلامية الشاملة إساءة بالغة ، ويفضي إلى تعظيم الأمور الصغيرة وتهويل شأنها ، وإلى تصغير الأمور الكبيرة وتهوين شأنها .
وعلاج هذا السبب يكون بحركة تبصير كلي شامل عام للتعاليم الإسلامية ، وإعطاء كل حكم منها حقه صفة ومقداراً وأهمية بالنسبة إلى سائر التعاليم .
ويضاف إلى ذلك ضرورة بيان الخطر الذي ينجم عن انعدام النظرة الشاملة إلى التعاليم الإسلامية الصحيحة .
* السبب الخامس – الجمود :
والجمود يفضي إلى تقييد التعاليم الإسلامية في حدود تطبيقات زمن معين ، وبيئة معينة ، جموداً عن ظواهر بعض النصوص أو التطبيقات الزمنية ، مع أن أسس التعاليم الإسلامية واسعة على قدر اتساع قضايا الحياة ومشكلاتها ، وهي صالحة لكل زمن وبيئة ، وملائمة للفطرة الإنسانية .
وفهم هذه الحقيقة يحتاج إلى نسبة طيبة من التبصر والوعي والأناة وسعة الصدر .
* السبب السادس – التحلل :
وهذا السبب يقع في الطرف المباين للسبب السابق وهو مناقض له .
والتحلل يفضي إلى الخروج على التعاليم الإسلامية ، أو المروق منها وطرحها والأخذ بتنظيمات وضعية إنسانية ، بدعوى أن بعض التعاليم الإسلامية لم تعُد تصلح للحياة المتطورة .
ومن التحلُّل الجزئي المرونة المفرطة المسرفة التي تتسع في نظر أصحابها اتساعاً يجعل التعاليم الإسلامي ألعوبة في أيدي الماكرين .
وربما يكون كل من الجمود والتحلل رد فعل للآخر ، إلا أن المنهج الوسط بينهما هو الحق ، ولهذا المنهج الوسط حدود لا يصح تجاوزها ولا تضييقها .
* السبب السابع – الفتنة بكل جديد قبل أن يوضع موضع الاختبار والتجربة ، خلال أمد كاف لهما :
وهذا السبب يفضي إلى الانسياق الأرعن وراء كل ناعق مزين شعاراته بالأصباغ والألوان والصور الخادعة للنظر ، مع أنها جوفاء من الخير ، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قِبَله العذاب .
وعلاج هذا السبب يكون بيقظة حذرة ، ودراسة واعية ، أو يكون بعد ذلك بصدمة موقظة ، أو خيبة أمل مخزية .
* السبب الثامن – التعصب لكل قديم مهما كان شأنه ، ولو كان مخالفاً للحقيقة البينة ، ولأسس التعاليم الإسلامية الصحيحة الصافية :
وهذا السبب يقابل السبب السابق له ، وهو على النقيض منه .
وعلاج هذا السبب يكون بالرجوع إلى أسس التربية الإسلامية التي تأمر بالاعتصام بالحق ، والبعد عن كل تعصب ذميم .
* السبب التاسع – الأنانية التي تولّد الإعجاب الشديد بالرأي ، وتولِّد التعصب والفردية في الأعمال ، وتشتت الشمل ،وتفرّق الكلمة:
مع أن الإسلام يدعو إلى وحدة العمل الجماعي ، واطِّراح الأنانيات الشخصية والحزبية والإقليمية والعرقية والمذهبية والعنصرية ، ويدعو إلى تعاون العاملين الإسلاميين ، وإن اختلفت بينهم الآراء الفردية ، فمصلحة الإسلام وجماعة المسلمين فوق الجميع .
وتعاونهم يكون بأن يتعاونوا فكرياً على فهم الحقيقة ، وبأن يتعاونوا عملياً على مقدار نقاط التلاقي بينهم ، وذلك إذا لم يتيسر ما هو خير منه ، وهو التعاون الفعلي في كل الأمور على البر والتقوى .
* السبب العاشر – ما يكيده أعداء الإسلام من مكايد ، ويدخل تحت هذا السبب صور كثيرة ، وهي ظاهرة لا تحتاج إلى بيان وتفصيل:
وحين نلاحظ أن أعداء الإسلام اختاروا لأنفسهم سبيل الكفر بالله خالقهم ورازقهم يتضح لنا أن كل عمل يمارسونه لتشويه الإسلام إنما هو من ذيول الكفر ، ولكن على المسلمين أن يكونوا بصيرين بدسائس أعدائهم . وبصيرين بالمرابض التي يترصد فيها هؤلاء الأعداء للانقضاض الظالم الآثم على الإسلام والمسلمين .
هذا إجمال ما ظهر لي من أصول عامة للتشويهات التي دخلت على مفاهيم المسلمين عن الإسلام ، وأسبابها الكبرى ، والله أسأل أن يلهم أهل الفكر والغيرة في جميع بلاد المسلمين أن يعملوا على تنقية مفاهيم المسلمين للتعاليم الإسلامية من كل الشوائب الدخيلة على الأصل النقي الصافي ، حتى تصبح هذه التعاليم الصحيحة قوة دافعة إلى المجد العظيم الذي لن يحتله غير المسلمين الآخذين بالإسلام عقيدة وشريعة ، فكراً وعملاً ، كما كانت هذه التعاليم في حقبة سالفة من تاريخ المسلمين .
* * *
الفصل الرابع
مقدمة صراع
قد يجد القارئ في فصول
الصراع تكريراً في بعض الأفكار ،
ألجأت إليه ضرورة تقصِّ الناقد ،
ومتابعة أقواله وتزييفاته المتكررة .
( 1 )
ظهر الناقد (د. العظم) في هذا العصر ، ضمن طائفة من الملاحدة الجدليين الذين ينكرون الله واليوم الآخر ، ويكذبون الرسل والأنبياء ، ويجحدون الكتب الإلهية والمعجزات ، ويرتدون أقنعة العلمانية والبحث العلمي المتقدم ، ويستغلون بالباطل كل ثقل التقدم العلمي المادي في الصناعة والتكنولوجيا ، زاعمين للناشئين من أجيالنا أن التقدم العلمي الحديث يدعم مذهب الإلحاد والكفر بالله . مع أن العلم الحق إنما يدعم الإيمان بالله لا الكفر به ، أياً كان نوع هذا العلم ، أما الباطل الذي يلبس ثياب العلمانية فقد يدعم قضية الإلحاد بالله وبآياته ، لأنه باطل يرتدي ثياب زور ، فهو يؤيد باطلاً مثله ، والباطل ينصر بعضه بعضاً.
لذلك كان لا بد من اللجوء إلى خطة جدال بالتي هي أحسن مع الكافرين والملحدين ، لكشف مغالطاتهم ، وفضح أهدافهم وأهداف سادتهم من نشر الإلحاد في الأرض ، والأكاذيب والمفتريات ، والتلبيس والتدليس ، ولئلا يعيثوا في الأفكار فساداً ، ويلمؤوها ضلالاً وإلحاداً.
أنتركهم يقذفون أجيالنا – أحفاد المؤمنين الصادقين المخلصين – إلى مواقع الهلاك والعذاب والدمار الماحق . وإلى أوحال المهانة والمذلة والخزي!؟
لقد رأيت بعد تردد طويل – كما ذكرت في المقدمات – أنه يجب علي وعلى جميع الباحثين من أنصار الحق والخير والفضيلة أن نكشف زيف هؤلاء المضللين ، وأن نُبرز للمفتونين والمخدوعين وجه الحق مؤيداً بدلائل العلم القويم والمنطق السليم ، وأن نناقش جدليات الملحدين مناقشة عقلانية علمية هادئة ، وأن نجادلهم بالتي هي أحسن ، ثم لا يضرنا بعد ذلك أن يُصروا على كفرهم وإلحادهم ، فالله هو الذي يتولى حسابهم وعذابهم ، أما نحن فما علينا إلا البلاغ المبين .
ورأيت أن من واجبنا أيضاً أن نقيم بينهم وبين أجيالنا سداً منيعاً من المعرفة الرصينة الراسخة بحججها وبراهينها ، حتى لا تنخدع هذه الأجيال بزيف ما يكتبون ، وزخرف ما يقولون ، لا سيما حينما يلبس هؤلاء الملحدون أقنعة العلمانية المزورة ، ويتسترون وراء التقدم العلمي الحديث ، ويستغلون لأنفسهم مظاهر التقدم الصناعي والتكنولوجيا .
مع أن التقدم الصناعي والتكنولوجي لم يكن ولن يكون في الحقيقة ملحداً بالله ، بدليل أن معظم أئمة التقدم الصناعي والتكنولوجي وأئمة العلوم الحديثة مؤمنون بأن لهذا الكون خالقاً يصرِّف أموره بعلمه وقدرته وعنايته وحكمته .
من هذا الذي يستطيع أن يثبت حقاً أن علوم الفيزياء والكيمياء والطب ، وعلوم الرياضيات والفلك والأحياء والنباتات ، وعلوم الذرة والصواريخ والمركبات الفضائية ، علوم قائمة على أسس الإلحاد بالله والكفر بقدرته وعلمه وعنايته وحكمته؟
هل هذه العلوم تثبت ببراهينها أنه ليس لهذا الكون خالق قادر مدبر؟
إننا إذا وجدنا ملحداً واحداً من علماء هذه العلوم وجدنا في مقابله عشرات المؤمنين بالله من كبار هؤلاء العلماء أنفسهم ، ولو أن علومهم قائمة على قاعدة الإلحاد ، أو تشتمل على براهين تنفي وجود الله لكان الأمر معكوساً تماماً ، ولأظهر لنا هؤلاء العلماء أدلتهم وبراهينهم ، ولأثبتوا لنا ذلك في مكتوباتهم ، بيد أننا نجد في أقوالهم الكثيرة ما يدعم قضية الإيمان بالله .
إلا أن حركة يهودية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فتسترت بالعلمانية ، ونشطت عناصر منها فبثَّت نظريات من عند أنفسها وضعت خصيصاً لدعم قضية الإلحاد ، وكان ذلك ضمن مخطط يهودي شامل ، لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية المفرطة ، والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كيما تهدِّم هذه الأمم أنفسها بأنفسها ، وعندئذ يخلو الجو – بحسب تصورهم – لليهود قلة في العالم ، ومتى خلا لهم الجو استطاعوا – كما يزعمون – أن يحكموا العالم كله حكماً مباشراً ظاهراً .
علماً بأن هؤلاء اليهود الذين تستروا بالعلمانية والبحث العلمي المحايد لم يقدِّموا نظريات تدعم قضية الإلحاد في العوم البحتة الخاضعة للاختبار والتجربة وتقويم النتائج ؛ وإنما قدموا نظريات أو فرضيات على الأصل في العلوم الإنسانية ذات الاحتمالات الكثيرة ، غير الخاضعة للاختبار والتجربة وتقويم النتائج ، وضمن نظرياتهم التي قدموها في علوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد وفلسفة النشوء والارتقاء دسوا قضية الإلحاد والكفر بالله ، تحقيقاً للمخطط اليهودي الشامل .
وهذا يوضح لنا أن قضية الإلحاد بالله قضية سياسية عالمية ، تخدم مصالح خاصة لفئات معينة من الناس ، وهذه الفئات تجند الذين يستجيبون لدعوتها ، ثم تقدمهم وقوداً لدعم سياستها وخدمة مخططاتها .
هذه في هذا العصر هي حقيقة المذهب الإلحادي المنظم الذي تدعمه قوى سياسية ذات ثقل في العالم ، أما الإلحاد الفردي الذي تدفع إليه دوافع إجرامية فجورية خاصة فهو موجود في كل عصر ، وكذلك نظرات الشك التي قد يتعرض إليها الإنسان في بعض مراحل من حياته ، هي أيضاً ذات طابع فردي غير منظم ولا مدعوم ، وليس لها قوى جماعية كبيرة تنصرها وتنشرها وتدعو الناس إليها ، لأن نظرات الشك في قضية الإيمان لا تحمل أصحابها قضية ذات رسالة تبشيرية ، ولا تستطيع هي في نفسها أن تجد أدلة تدعم قضية الإلحاد والكفر بالله ، وبذلك تبقى قضية الإلحاد قضية ساكنة صامتة في نفوس أصحابها ، لا دوافع تحركها ولا دلائل تدعمها .
بخلاف قضية الإيمان فإن وراءها دوافع تدفعها إلى الحركة والنماء والانتشار والبيان المستمر ، ومعها مئات الأدلة التي تدعمها ، وإن نظر إليها بعض الناس بشك في بعض مراحل حياتهم .
إن المؤمنين بالله لهم أدلة لا تحصى على ما آمنوا به ، وكل باحث منهم يتكشف له في موضوع اختصاصه طائفة من هذه الأدلة ، وهي تقدم له القناعة الكافية بأن الله حق .
أم الملحدون فليس لهم أدلة يمكن أن يعتمدوا عليها في نفس وجود الخالق جل وعلا ، إلا مجرد الارتباط بالمادة المدرَكَة بالحواس الإنسانية ، أو بالأجهزة التي توصل إليها الإنسان في القرن العشرين ، وهذا لا يستطيع أن يقدم أي دليل على النفي .
( 2 )
نحن نعلم أنه لا خوف على الحقائق الدينية الإسلامية من جدليات الملحدين ، لأنهم يجادلون بالباطل ليُدحضوا به الحق ، ولكن قد تؤثر جدلياتهم المشحونة بالتزييف على الناشئين المطبوعين بطابع الثقافات الحديثة ، الموجهة شطر مبادئ ومذاهب معينة ، وضعت خصيصاً لمحاربة الدين وهدم مبادئه الحقة .
وليس جدالهم بالباطل بدعاً في تاريخ المبطلين ، بل هي طريقة كل أهل الباطل ، ومن إبليس قائدهم إلى آخر جندي من جنوده ، وأصغر تابع من أتباعه ، كل منهم سائر على سُبُله ومتبع لخطواته .
وقد وصف الله الكافرين عموماً بأنهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق ، فقال تبارك وتعالى في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول):
{..وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً}.
وهي طريقة لا سبيل لهم سواها ، ليؤيدوا أفكارهم ومذاهبهم ، وينصروا باطلهم ، ويُدحضوا الحق ، ما داموا قد التزموا في أفكارهم ومذاهبهم جانب الباطل ، وأصروا بعناد على رفض جانب الحق .
ولما انغمسوا بكفرهم في رذيلة خلقية خطيرة هي رذيلة جحود الحق ، كان لا غرو أن تجرهم هذه الرذيلة إلى رذائل خلقية أخرى ، منها أن يجادلوا بالباطل ، ويستخدموا كل ذكائهم في تزييف الحق ، ويقوم تزييفهم على اصطناع هياكل وهمية لمذاهبهم ، وهياكل وهمية لمذاهب خصومهم ، ثم يحملون حملاته الهجومية على هذه الهياكل التي اصطنعوها لمخالفيهم ، وعندئذ يسهل عليهم تحطيمها بسرعة ، لأنهم هم الذين اصطنعوا بأنفسهم ،ووضعوا فيها نقاط الضعف التي يسهل عليهم تهديمها من قبلها .
وقد يحاربون الدين كله من خلال رأي ضعيف قاله بعض الناس المنتسبين إلى الدين .
أو يحاربون الأديان كلها صحيحها وباطلها ، من خلال ما في بعضها من تحريف عن الأصل الرباني ، أو من خلال الأديان الباطلة التي تحمل اسم دين ، وهي في الحقيقة أوضاع إنسانية مخترعة ، وليست ديناً إلهياً .
وهذه الطريقة قد استخدمها الناقد (د. العظم) أقبح استخدام فيما زعم أنه نقدٌ للفكر الديني ، قال في الصفحة (21) من كتابه "نقد الفكر الديني":
"يجب ألا يغيب عن بالنا أنه مرت على أوروبا فترة تتجاوز القرنين ونصف القرن قبل أن يتمكن العلم من الانتصار انتصاراً حاسماً في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية التي كانت سائدة في تلك القارة ، وقبل أن يثبت نفسه تثبيتاً نهائياً في تراثها الحضاري . ولا يزال العلم يحارب معركة مماثلة في معظم البلدان النامية ، بما فيها الوطن العربي ، علماً بأنها معركة تدور رحاها في الخفاء ولا تظهر معالمها للجميع إلا بين الفينة والأخرى ".
فهو في هذا يحشر الأديان كلها صحيحها وباطلها ويعتبرها جبهة واحدة ضد العلم ،ثم يوجه طعناته ضد ما في بعضها من باطل ، ثم يستنتج من ذلك أنها جميعاً أديان باطلة ، باعتبارها جبهة دينية واحدة ، وقد وجد بعضها باطلاً ، أو وجد في بعضها ما هو باطل .
فهل يقبل مثل هذه الحجة الساقطة من لديه أبسط قواعد الاحتجاج المنطقي ، التي تعرفها الأوليات الفكرية؟ إنها حجة مرفوضة بداهة شكلاً ومضموناً ، وحينما يعتبرها الملحد طريقة منطقية كافية للاحتجاج فإننا نستطيع أن نستخدمها سلاحاً ضد اتجاهه الذي يزعم أنه اتجاه علماني ، فنقول له : إن أصحاب الاتجاه العلماني جبهة واحدة ، ومن المعروف أن لهم مذاهب شتى متناقضة في معظم القضايا التي بحثوها وفق أصول البحث العملي الذي توصل إليه العلماء ، وفي كثير منها نظريات باطلة ، إذن فالاتجاه العلماني كله باطل .
مما لا شك فيه أننا لا نقبل هذا الكلام لأنفسنا ، ولكننا نكشف به فساد حجة الملحد الناقد للفكر الديني ، إذ نستخدم سلاحه ضد اتجاهه ، ونحن نرفض مثل هذا الاحتجاج أصلاً.
وصنيع الملحد في هذا تزييف مفضوح للحقيقة ، وتلاعب شائن في العمليات الفكرية ، واستهانة شنيعة بالمنطق الفكري لأجيالنا الناشئة من مثقفي هذا العصر ، فهل بلغ بهم الأمر أن تنطلي عليهم مثل هذه الحيلة من حيل التزييف الفكري ، حتى بدأ الملاحدة يستخدمونها في تضليلهم؟ أم فقد الملاحدة صوابهم حتى أخذوا يحتجون بما ليس فيه حجة ولا شبه حجة؟ إذ أفلست قواهم المادية في فرض مذاهبهم على الطلائع المثقفة في العالم الإسلامي ، لا سيما حينما وجدوا في هذه الطلائع المثقفة جماهير مؤمنة بالله ، تنصر الإسلام وتعمل له ،وتلتزم بأحكامه وتعاليمه .
ولعل الأمرين موجودين معاً ، فبعض أجيالنا الناشئة الموجهة ضمن البرنامج الإلحادي قد أمست مرجوجة الأصول الفكرية ، تخدعها الحيل المصبوغة بصبغ الثقافات المعادية للدين ، والمقنعة بقناع العلمانية الأكاديمية ، والمحاطة بهالة مزخرفة من العبارات التي احتلت مركزاً ارستقراطياً بين المجتمعات المثقفة ، على الرغم من أنها عبارات جوفاء ليس لها إلا طنين يخدع صغار العقول ، وبعض أجيالنا الناشئة المثقفة هي – بحمد الله – مؤمنة بالله مسلمة حقاً ، ذات منطق علمي سليم ، تعرف الحق ، وتناقش بالحق ، وتجادل بالحق ، وتناصر الحق حيث وجدته .
وأرجو أن لا يغيب عن بال سيادة (د.العظم) ومن هم على شاكلته أن كل اتجاه عام في الواقع الإنساني يوجد فيه فئات مختلفة ، ويوجد فيه أفكار متباينة ، فهل يعني وجود هذا الاختلاف بطلان الاتجاه العام من أساسه؟ أم واجب العاقل المنصف التمييز بين المحقين والمبطلين ، وبين الحق والباطل .
إن دين الله للناس دين واحد ، وهو دين الحق الذي اصطفاه لعباده ، وأنزله على رسله بحسب حاجات الأمم ، التي اقتضت أن ينزل إليها متدرجاً على طريقة التكامل ، وكان ختم هذا الدين بصورته الكاملة التامة في رسالة الإسلام الذي اصطفى الله لحمله للناس محمداً عليه الصلاة والسلام .
إلا أن الأديان الأولى لم يتوافر لها النقل الصحيح ، ودخل إليها عن طريق بعض أتباعها التحريف والتغيير في النصوص وفي العقائد ، فجعلها غير ممثلة للدين الحق ، غذ دخل إليها كثير من الباطل ، كما أن أدياناً حملت هذا الإسلام وهي صناعة بشرية غير ربانية ، أفتحشر هذه الأديان كلها بما فيها من حق وباطل ثم يصدر بحقها جميعاً أحكام تتناسب ما في بعضها من باطل ، أو أحكام تناسب ما في بعضها من حق؟؟
هكذا كان عمل (د. العظم) لدعم مذهب الإلحاد بالله وجحود اليوم الآخر .
( 3 )
ببالغ من التزييف الوقح بدأ الملحدون من أجراء صانعي الهزيمة العربية في عام 1967م يحمِّلون الدين وزور الهزيمة التي اصطنعوها ، وكانوا قبل المعركة وفي أثنائها قد عزلوا الدين عزلاً كلياً عن جميع ساحاتها ، حتى لم يبق له صوت ولا سوط يرتفعان ، ثم يقولون : إن سبب الهزيمة هو وجود رواسب من الذهنيات الدينية الغيبية الاتكالية عند الثوريين الذين قادوا المعركة .
وكل عارف بالحقيقة يعلم أن معركتهم لم تكن ضد العدو الباغي ، إن معركتهم معه لم تكن إلا معركة صورية أو شبه صورية ، أما معركتهم الحقيقة فقد كانت ضد الدين الذي يتابع كتابهم اليوم محاربته بالتزييف والتضليل ، بعد أن حاربوا دعاته بالتعذيب والتنكيل حرباً لا هوادة فيها .
لقد أفلست عمليات الاضطهاد في تحقيق كل ما يهدفون إليه ، فلجؤوا إلى أسلحة التضليل الفكري .
مما لا شك فيه أن معركة الإسلام مع الملاحدة العالميين الذين يتحركون بدفع آلي من القيادات اليهودية العالمية ذات مراحل ، كلما أنجزوا في تصورهم مرحلة منها انتقلوا إلى مرحلة أخرى .
لقد كانت معركتهم الأولى تهدف إلى إقامة الثورة الاقتصادية والاجتماعية كمرحلة أولى ، مع التزييف الفكري بعدم معارضتها للدين ، بغية تضليل الجماهير المسلمة بأن تغييراتها الاقتصادية والاجتماعية لا تمس جوهر العقائد الدينية التي تؤمن بها هذه الجماهير ، تخديراً لها وتبريداً لمشاعر النقمة التي قد تلتهب ضد ثورتهم ، وحين انتهت فيتصورهم هذه المرحلة وبلغت مداها المرسوم لها أخذوا يحضرون للمرحلة الجديدة ،وهي مرحلة نسف العقائد الدينية التي ظلت راسخة في قلوب كثرة كاثرة من الجماهير العربية ، بغية تغيير الإنسان العربي تغييراً كلياً ، حتى في مفاهيمه وعقائده وعواطفه القومية والتاريخية ، وسائر مشاعره ، وعندئذ يستطيع العدو المحرك من وراء الستار تطويعه وتسخيره واستعباده .
وهذا يفسر حملة مكتوبات الملحدين الجديدة ، التي تهدف إلى تحضير النفوس والأفكار للمرحلة الآتية من مراحل الحرب المستمرة .
قال الناقد (العظم) في كتابه في الصفحة (12):
"ولكن الواقع هو أن حركة التحرر العربي غيرت بعض ظروف الإنسان العربي الاقتصادية والاجتماعية ، ثم وضعت في نفس الوقت كافة العراقيل والموانع الممكنة في وجه حدوث أية تغييرات وتطورات موازية في ضمير الإنسان العربي وعقله ، وفي "نظرته للذات والحياة والعالم" …".
ثم ذكر أن حركة التحرر العربي قد وقفت على رأسها بدلاً من قدميها فقال :
"عبَّرت هذه الوقفة (على الرأس بدلاً من القدمين) عن نفسها في السياسات الثقافية التي اتبعتها حركة التحرر العربي ، كما في أسلوب اهتمامها السطحي والمحافظ جداً بالتراث والتقاليد والقيم والفكر الديني ، مما أدى إلى عرقلة التغييرات المرجوة في الإنسان العربي نفسه ، وفي نظرته إلى الذات والحياة والعالم ، تحت ستار حماية تقاليد الشعب وقيمه وفنِّه ودينه وأخلاقه ، تحوَّل الجهد الثقافي لحركة التحرر إلى صيانة للأيديولوجية الغيبية ، بمؤسساتها المتخلفة ، وثقافتها النابعة من العصور الوسطى ، وفكرها القائم على تزييف الواقع وحقائقه".
أقل متأمل في هذا الكلام وأشباهه يتبين له أنه إرهاص واضح بمرحلة جديدة من مراحل الحرب اليهودية الماركسية العالمية ، ضد الإسلام داخل الوطن العربي ، لتحطيم الرصيد الباقي من أمل هذه الأمة في إمكان ظفرها على عدوها ، إذا هي استطاعت أن تتحرر من القيود ، وتستخدم ما لديها من طاقات محركة ، تصلها بدينها وأخلاقها وقيمها .
إنهم يمهدون بهذا للثورة الثقافية الفكرية التي تريد اقتلاع كل تراث مجيد للمسلمين ، حتى لا يبقى لهم أي أمل بالظفر على عدوهم ، وحتى لا يبقى لديهم أي نزوع لاستعادة مركزهم القيادي في العالم .
ومما يؤسف له أن العدو القابع وراء الحجب قد استطاع أن يشتري من سلالات هذه الأمة جنوداً مغفلين ، يدفع بهم إلى صف المواجهة ، ويحملهم الأسلحة الفتاكة ضد أمتهم وأقوامهم وأمجادهم ، وأخيراً ضد أنفسهم ، لأن العدو سيتخلص منهم متى استنفد طاقاتهم ، وصاروا في نظره كالثور الذي يأكل كثيراً ، وهو لا يحرث أرضاً ، ولا يسقي زرعاً ، ولا يدفع كيداً ولا يدرّ بِلَبن .
وماذا ترجو الأمة ممن باع نفسه لعدوه وعدوها ، ورضي بأن يكون سلاحاً نجساً مصلتاً عليها في أيدي الخنازير؟!
وحين نتساءل : كيف استطاع العدو أن يشتري هؤلاء الجنود ، وأن يسرقهم من أحضان أمتهم ، ليسخرهم هذا التسخير الخبيث الذي لا يرضى به الهمجيون البدائيون ، فضلاً عن المثقفين الذين يدعون التقدمية ، ويلقبون أنفسهم بالطلائع المتحررة؟
فإن الجواب يأتينا من الواقع بأن العملة التي يشتري بها العدو شباباً من أجيالنا الناشئة . ثم يجندهم في صف المواجهة ضدنا ، هي عملة تبذل للأهواء والشهوات بغير حساب ، أما مادتها فالمرأة الفاجرة ، والشهوة العاهرة ، والخمرة المضلة ، والرشوة المذلة ، ومطامع المال والسلطان ، وأحياناً أوراق مجد علمي تُمنح على صفة شهادات عليا ، ويجري ضمن ذلك كله عمليات تغيير كلي لجهاز التفكير ، وتغيير كلي في المختزنات العاطفية ، وتبديل تام أو ناقص لعناصر الكيان الذاتي التي هي قوام الشخصية .
وبعد هذا التغيير والتبديل تتم عملية التجنيد الطوعي ، أو التجنيد المسوق بالسلاسل ، والمدفوع بالسياط اللاهبة ، خوف الحرمان والفضيحة ، وأخيراً خوف القتل بأي سبب ظاهر أو خفي .
وما التقدم والعقلانيات والبحث العلمي والنظرة الأكاديمية إلا ألفاظ وشعارات تستعمل في الأقوال فقط ، وليس لمدلولاتها الحقيقية واقع معتبر لديهم .
تزييف في الألفاظ ،تزييف في الحقائق ، تزييف في المعارف ، تزييف في الرجال ، تزييف في المؤسسات الصغرى والكبرى ، تزييف في الدول وتكوين الأمم والشعوب ، هذه هي خطتهم .
وغرضهم الحقيقي تدمير الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الشعوب العربية تدميراً يشمل ما يسمونه في مصطلحاتهم : "البنية الفوقية – البنية التحتية – الأصعدة العليا – الشرائح الوسطى ، والجانبية والعلوية والسفلية" إلى آخر هذه المصطلحات الإيهامية ، التي يقذفونها للتغطية حيناً ، وللتهويل حيناً آخر ، وللتظاهر بارتقاء المستوى الفكري أمام الذين لم تتجاوز عقولهم طور مراهقتها ، بغية السيطرة الفكرية عليهم ، وتقييدهم بمصطلحات يتميزون بها ، ويدسون في المراد منها ما شاءوا .
وجملة هذه المصطلحات تدور حول عقائد المسلمين ومفاهيمهم الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية ، وحول مستويات المجتمع الإسلامي على اختلافها ، فهم يشرحونه إلى شرائح وفق مخططهم ، ويوجهون لكل شريحة وسائل تدميرها ، ويركزون معظم طاقاتهم لتدمير العقائد والمفاهيم والأخلاق وسائر القيم والتطبيقات الإسلامية ، ومراكز حماية كل هذه الأثقال التي تقف في طريق تسلطهم الكامل على الأمة الإسلامية وشعوبها المختلفة .
وانطلت حيلة التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي لا تتعارض مع الدين ولا تمس عقائده ومفاهيمه الأساسية كما زعم أجراؤهم والمنخدعون بهم .
وتجند لمؤازرتها ومناصرتها فريق الطامعين ، وسارت من ورائهم جماهير العمال والفلاحين وصغار الكسبة ، وقادة المسير صنائع وأجراء من طبقة القيادات المثقفة ، الذين استطاعوا أن يشتروهم أو يغرروا بهم ، إذ وجدوا في نفوسهم مواطن ضعف نؤهلهم لهذه العمالة .
وقامت الثورة ، ورافق إقامتها حملة عنيفة من ضجيج الوعود الكبيرة بتحقيق النصر المنشود ، وسارت وفق المخطط الذي رسم لها ، وفي الوقت المناسب سيقت إلى خيبة كبرى حملت آلام نتائجها الأمة العربية والأمة الإسلامية من ورائها .
وأزيح الستار عن الفصل الأول من التمثيلية ، وطلع الملحد العميل يقول : إن الهزيمة قد كانت بسبب وجود رواسب من الذهنية الدينية لدى القيادات الثورية في حركة التحرر العربي ، وبسبب عدم التغيير الشامل في تركيب المجتمع كله ، لأن التغيير الاقتصادي والاجتماعي لا يكفي لتحقيق النصر ، بل لا بد من تغيير يشمل المبادئ والعقائد والتقاليد وسائر المواريث القائمة في المجتمع العربي .
هلمَّ إذن إلى هذا التغيير ، لتفقد الأمة العربية كل كيانها وكل مقوماتها ، وعندئذ تسقط سقوطاً كاملاً في يد عدوها ، الذي يستعبدها ويسخرها فيما يريد .
وهذا هو ما يهدف إليه العدو في خطته ضمن حربه الشاملة للإسلام والمسلمين .
وجاءت حرب رمضان (تشرين أول- أكتوبر) في عام 1973م فأظهرت للناس جميعاً أن الإسلام لما دخل في المعركة دخولاً اسمياً وبصورة جزئية ظهرت في الأمة العربية بطولات حقيقية لم يكن لها وجود مطلقاً في حرب (حزيران-يونية) عام 1967م ،وكان من نتيجتها تحول جزئي لصالح الأمة العربية ، وكان في هذا تكذيب واقعي لمفتريات الملحد الماركسي العميل .
وقد يبدو عجيباً أن يوجه هؤلاء الملاحدة الماركسيون انتقادهم لحركة التحرر العربي وقياداتها الثورية ، إذ لم تقم بتغيير شامل في مجال سلطانهم ، يتناول كل إرث الأمة العربية ، من عقائد ومبادئ وأخلاق وعادات ومفاهيم ومشاعر نحو أمجادهم وتاريخهم .
ولكن هذا العجب ينتهي تماماً حين نعلم أن المخططات المرحلية للحروب الحديثة التي يحركها أساطين المكر العالميون لا تهتم بالأشخاص ولا بالمنظمات .
إن الأشخاص والمنظمات وسائر الأدوات المرحلية هي بمثابة جسور توضع لتنسف متى تم العبور عليها ، حتى لا يعود عائد عن طريقها إلى المنطلق الأول ، وكل من يقدم نفسه جسراً لها من أشخاص أو منظمات فليعلم أنه سينسف بدداً متى استنفد الماكرون أغراضهم ومنه ، وعندئذ لا يجد عاطفة تحنو عليه ، ولا وفاء يستقبله .
وكل لاحق من هذه الجسور المرحلية لا بد أن يؤدي وظيفة تهديم من سبقه وانتقاد أعماله ، ليقدم تبريراً لمرحلته الجديدة ، وليمحو من الأذهان ما ترسب فيها من مفاهيم كان يقدمها السابق .
وكل ذلك في ترتيب الخطة العامة أزياء فكرية مرحلية ، يجب تغييرها لدى تنفيذ المرحلة التالية ، إلا أنها تمهيد ضروري لها .
وليس لها منا مجرد تحليلات ذهنية ، وتقديرات خيالية ، بل مكتوبات العدو السرية تنص عليه بصراحة لا تقبل التأويل .
مسكينة هذه الجسور البشرية كيف تقدم خدماتها الجلي للشياطين ، لتقدم أنفسها فيما بعد ضحايا لهم ، وليس لها منهم عبر الرحلة القاسية الشاقة إلا الإباحيات المختلفات ، والمواعيد الكاذبات ، وأنواع من المساعدات للتسلط على أمتهم في الأدوار المرحلية .
ولتحويل الأنظار عن العدو الحقيقي بدأ الملاحدة الماركسيون يهونون من أمر مكايد الاستعمار ، ومكايد الصهيونية العالمية ، ويوجهون كل اهتمامهم لميراث الأمة العربية من قيم وأخلاق ومبادئ وعقائد وعادات وتقاليد ومفاهيم ، ويحملون هذا الميراث وزر تخلف هذه الأمة ، ووزر الهزيمة العسكية التي صنعتها التقدمية العربية بأيديها ، سيراً مع المخطط المرسوم لها .
ومع أن الماركسيين كانوا مع الذين حملوا شعارات محاربة الاستعمار في الوطن العربي ، إلا أن ذلك قد كان منهم خطة مرحلية ، أما اليوم فالصهيونية العالمية ليست عدوة لهم ، إن عدوهم الأكبر عقائد الإسلام ومبادئه ، ومفاهيمه وتشريعاته ، وما له من رصيد كبير في الجماهير العربية ، لأن هذه هي العدو الأكبر لليهودية العالمية ، ومن يسير في ركابها أو يتأثر بدسائسها .
قال الناقد (د. العظم) في كتابه "نقد الفكر الديني" في الصفحة (13):
"قامت حركة التحرر بتجريد العلاقة الاستعمارية في حياة الوطن العربي عن جملة الظروف التاريخية ، والأوضاع الاجتماعية العربية المتشابكة معها ، والمحيطة بها إلى درجة جعلت "الاستعمار" يبدو وكأنه الحقيقة المباشرة الوحيدة الماثلة في مجرى الأحداث في المنطقة والمحركة لها . أي : كان هناك اختلال أساسي في التوازن بالنسبة لنظرة حركة التحرر إلى نفسها وواقع مجتمعها ، وإلى أعدائها والعالم الخارجي المحيط بها ، بصورة عامة . بالغت عملية التجريد هذه في تبسيطها للواقع التاريخي المعقد ، مما جعل (الاستعمار) – أحياناً الصهيونية العالمية – يبدو وكأنه القوة الوحيدة المتحكمة ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بحركة المجتمع العربي ، وبالبيئة التي تثير ردود فعله . أدى هذا القصور إلى ما يشبه الإهمال التام لأوضاع القوى والمؤسسات والتنظيمات والمجهودات الذهنية الموجودة دوماً في التركيب الاجتماعي (العربي) والفاعلة باستمرار في حياته ، والمهمة أيضاً في تحديد ردود فعله وأنماط سلوكه الجماعية والفردية . إن الوجه الآخر لعملة تجريد العلاقة الاستعمارية على هذا النحو هو التعصب للوهم المثالي الكبير القائل: بأن الأيديولوجيات الغيبية والفكر الديني الواعي الذي تفرزه مع ما يلتف حولها من قيم وعادات وتقاليد … إلخ هي حصيلة للروح العربية الخالصة الثابتة عبر العصور ، وليست أبداً تعبير عن أوضاع اقتصادية متحولة ، أو قوى اجتماعية صاعدة تارة ونازلة تارة أخرى ، أو بنيات طبقية خاضعة للتحول التاريخية المستمر ، ولا تتمتع إلا بثبات نسبي".
ألا يمثل هذا الكلام وقاحة بالغة النهاية ، لا يفعلها إلا أجير ذليل باع نفسه للصهيونية العالمية عن طريق الإلحاد الماركسي؟!
ولا يشك خبير بحقائق الأمور أن سبب تخلف العالم العربي هو هجره لمفاهيم الإسلام الصحيحة المتقدمة جداً ، ثم تعلقه بوافدات تفد إليه من أعدائه ، الذين يخشون أن يصحو من نومه العميق ، ويستمسك من جديد بإسلامه ، ويثب وثباته المدهشة ، ويحتل قيادة العالم مرة ثانية .
أما الوافدات الوبائية التي تفد إلى بلاد المسلمين من خارج حدودهم فالذين يحملونها بأمانة تامة للعدو وخيانة تامة لأمتهم وتاريخهم معروفون تماماً ، وأقوالهم وأعمالهم تدل عليهم ،ولئن اختفوا حيناً فلا بد أن يظهروا بعد حين .
( 4 )
يقول الناقد (د. العظم) في الصفحة (9) من كتابه:
"تبيَّن أيضاً بعد هزيمة (1967م) أن الأيديولوجية الدينية على مستوييها الواعي والعفوي . هي السلاح (النظري) الأساسي والصريح بيد الرجعية العربية في حربها المفتوحة ، ومناوراتها الخفية على القوى الثورية والتقدمية في الوطن".
ويقول أيضاً:
"يلعب الفكر الديني دور السلاح (النظري) المذكور عن طريق تزييف الواقع وتزوير الوعي لحقائقها : تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي – مثلاً – والعلم الحديث . تزييف حقيقة العلامة بين الدين والنظام السياسي مهما كان نوعه ".
إنه في هذا يخص الإسلام بالذكر إعلاناً عن غرضه الذي يهدف فيه إلى تهديم الإسلام وإطفاء نوره ، عن طريق التهجم الصريح المقرون بالشتائم التي يطلقها زوراً وبهتاناً على الدين .
ونحن لا ننتظر منه ومن كل الملحدين وسائر أعداء الإسلام غير هذا ، فهم يتميزون غيظاً منه كل يوم ألف مرة ، لأنه حق قوي كاشف لزيف المبطلين ، وكما يقول هذا الكاتب نفسه في أول كلامه في المقدمة عن الفكر الديني :
"من نافل القول أن هذا النوع من الفكر يسيطر إلى حد بعيد على الحياة العقلية والشعورية للإنسان العربي ، إن كان ذلك بصورة صريحة وجلية ، أو بصورة ضمنية لا واعية".
وقبل أن نفند أقواله عن الدين وعن الفكر الديني الصحيح غير المزيف ، وأمام حملات الكذب والشتائم الوقحة ، نقول ما قال الله تعالى في سورة (التوبة/9 مصحف/113 نزول):
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ}.
أي : يريدون مرادات كثيرة ، ويتخذون أسباباً متعددة ، ليطفئوا نور الله العظيم بأفواههم ، بأكاذبيهم وشتائمهم وأباطيلهم وافتراءاتهم ومغالطاتهم ونظرياتهم العلمية الباطلة ، والله مُتم نورِه رغم كل محاولاتهم الفاشلة ، ولو كرهوا ذلك وتميزوا منه غيظاً .
أما ادعاؤه "بأن الفكر الديني يلعب دور السلاح (النظري) عن طريق تزييف الواقع ، وتزوير الوعي لحقائقه" ، فمجرد شتائم يطلقها تعبيراً منه ومن رفاقه وسادتهم المديرين لحركاتهم عن مدى غيظهم من الإسلام ، وعن مبلغ حقدهم عليه ، وعلى المسلمين الملتزمين بإسلامهم .
وأنت خبير أن الشتائم ليس لها في ميادين الجدل المنطقي مقام . فمن قلت له : أنا موجود هنا أخاطبك ، هلُمَّ فناظرني ، فقال لك : هذا تزييف للواقع ، أنت مزور للحقيقة كاذب ، تريد أن تضللني وتزور وعيي ، أنت وهم ، أنت خيال ، أنت ليست شيئاً حقيقياً ، فمباذا ترد عليه؟ وبماذا تجيبه؟
لا جواب له عند العقلاء إلا الإعراض عنه ، أما الدخول معه في حرب الشتائم فصناعة الغوغائيين ، لا صناعة الجدليين المفكرين الذين ينشدون الحق .
وهذا هو سبيلنا مع أي عدو من أعداء الإسلام ، أعداء الحق ، حينما يوجه له شتيمة : "تزييف الواقع وتزوير الوعي لحقائقه" دون أن يقدم براهين صحيحة تثبت دعواه .
ولكنه حينما يقدم ما يراه دليلاً وحجة فإننا لا نسكت عن مناقشتها ونقضها وبيان المغالطات فيها .
وأما ادعاؤه : "أن الدين هو السلاح النظري الأساسي والصريح بيد الرجعية العربية ، في حربها المفتوحة ومناوراتها الخفية على القوى الثورية والتقدمية في الوطن".
فلا شأن للإسلام حقيقة في هذا ، والحق قد يتستر به المبطلون من كل جانب ، ولا يضير الطود المنيع أن يتستر في ظله من الواديَين فريقان متصارعان متضادان في مذاهبهما .
أما التقدمية والرجعية والثورية وغير الثورية فألفاظ يطلقونها بأفواههم وفق أهوائهم .
لقد استخدموا الإباحية الفكرية واللفظية أسوأ استخدام ، فقد يطلقون عبارة التقدمية على أقبح الرجعيات الفكرية والسلوكية ، فالقتل والسحق والتمثيل بالقتلى والتشويه والتعذيب الذي لا يخطر على بال كبار المجرمين ، والسلب والنهب وهتك الأعراض ، وكل الموبقات تقدمية ، مع أنها غاية في الهمجية الممعنة في الرجعية التاريخية ، التي ترجع إلى الوحشية البهمية ، وتجرُّع قوارير (الفودكا) حتى الارتماء على قمامات الشوارع هي في نظرهم تقدمية ، مع أنها في الحقيقة رجعية إلى ما دون مستوى البهائم وأضل سبيلاً ، والكفر بالله والإلحاد به تقدمية في نظرهم ، مع أن الكفر بالله من رجعيات القرون الأولى . أما الصدق والأمانة والمحبة الإنسانية والإخاء وحسن المعاملة وسائر مكارم الأخلاق وفضائل السلوك فهي في نظرهم وتسمياتهم رجعيات ، وهي أمور سخيفة يجب تركها والاستهانة بها .
أليس هذا التلاعب بالحقائق تنفيذاً للمخطط اليهودي الشامل ، الذي يعمل على تجريد الأمة الإسلامية من كل قواها المقوّمة لكيانها ، حتى تفقد كل مقاومة ضد عدوها ، وتستلم لها استسلاماً كاملاً على ذل وضعة وعبودية؟
وهؤلاء الملاحدة هم من أخطر جنود تنفيذ هذه الخطة اليهودية العامة ، ولا ضيرإذن أن يكون الإسلام سلاحاً ضدهم لأنهم أعداؤه ، وهم ومبادئهم وأفكارهم ومخططاتهم أسلحة فتاكة مسلطة ضد الإسلام ومبادئه وعقائده وتشريعاته والمؤمنين به .
وفي كلام الماركسيين عن الرجعة العربية مغالطة قائمة على التعميم ، فحينما يطلقون عبارتي الرجعية والرجعيين فإنهم يقصدون الإسلام والمسلمين ودعاته وحماته ، ويقصدون أيضاً سائر الأنظمة العالمية المخالفة للنظام الماركسي ، وحماة هذه الأنظمة والمستفيدين منها ، وفي ضمن هذا التعميم المقصود يقذفون مغالطاتهم ، إذ يوهمون بأن الإسلام في نظرياته ومفاهيمه وتشريعاته يدعم النظام الرأسمالي مثلاً ، أو يدعم أنظمة الحكم الدكتاتورية ، مع أن موقف الإسلام من الأنظمة الرأسمالية المخالفة له مثل موقفه من الأنظمة الماركسية ، يخالف هذه وتلك ، ويقاوم هذه وتلك ،ولا يدعم هذه ولا تلك ، إن الإسلام نظام غيرهما جميعاً .
هذه هي حقيقة الإسلام التي تشتمل عليها نصوصه ، ويعترف بها المسلمون الصادقون ، ولكن ما نصنع بالذين يستغلون اسم الإسلام لنصرة مذاهبهم التي تخالف الإسلام وهو لا يعترف بها؟
هذا عيب في الناس وليس عيباً في الدين نفسه ، ونفاق الناس للمذاهب والأنظمة ، وتسترهم بها ، واحتماؤهم بقواها ، موجود في كل موقع فكري أو جماعي ، ولا يمكن أن يدفعه إلا نظام صحيح ثابت ، له في الأرض قوة تحمي مبادئه بحق ، وتكشف باستمرار المزيفين الذين يستخدمون اسمه وقوة الجماهير التي تنتسب إليه لدعم انحرافاتهم .
فبالنفاق والتزوير والمخادعة قد يستخدم النظام الماركسي اسم الإسلام سلاحاً لدعم نظامه وحمايته ، إذا وجد جماهير تنخذع بنفاقه وتزويره ، ووجد أجراء وصنائع تزين أمام الجماهير نفاقه وتزويره وتتلاعب بمفاهيم الإسلام وفق أهوائه ، ولا يكون هذا بحال من الأحوال جريرة تلتصق بالإسلام أو عيباً ينسب إليه ، فالإسلام من نفاق المنافقين وتزوير المزورين بريء .
وبالنفاق والتزوير والمخادعة قد يستخدم نظام رأسمالي اسم الإسلام سلاحاً لدعم نظامه وحمايته ، إذا وجد جماهير تنخدع بنفاقه وتزويره ، ووجد أجراء وصنائع تزين أمام الجماهير نفاقه وتزويره ، وتتلاعب بمفاهيم الإسلام وفق أهوائه ، ولا يكون هذا بحال من الأحوال جريرة تلتصق بالإسلام أو عيباً ينسب إليه ، فالإسلام الحق بريء من نفاق المنافقين وتزوير المزورين وتلاعب المتلاعبين .
فاتهام الإسلام بأنه سلاح في يد الرجعية ، أو في يد بعض الأنظمة التقدمية ، مغالطة قائمة على التعميم أولاً ، إذ يُعمِّم المغالطون اسم الإسلام فيجعلونه شاملاً لدين الله وللمنتسبين إليه بصدق ، وللمنتسبين إليه زوراً ونفاقاً ، وللمستغلين اسمه وهو منهم بريء ، وقائمة ثانياً على تحميل الدين جرائر المنافقين له ، والعابثين أمام بعض الجماهير بمفاهيم ينسبونها إليها ، وهي ليست منه .
ولكن:
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتِمّ نوره ولو كره الكافرون .
( 5 )
قال الناقد (د. العظم) في الصفحة (9) من كتابه :
"يلعب الفكر الديني دور السلاح (النظري) المذكور عن طريق تزييف الواقع وتزوير الوعي لحقائقه : تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي – مثلاً – والعلم الحديث ، تزييف حقيقة العلاقة بين الدين والنظام السياسي مهما كان نوعه (الاشتراكية – العربية – العلمية الإسلامية – المؤمنة – الثورية) تزييف الحقيقة حول التصنيف الثوري الصارم للأعداء والأصدقاء على مستوى العلاقات بين الدول في المرحلة الحالية الحرجة (مؤتمر القمة الإسلامي) تزييف حقيقة الصراع الاجتماعي القائم في الوطن العربي بين قوى اجتماعية ثورية صاعدة ، وقوى رجعية معطّلة ، بين قوى طبقية مسيطرة ، وقوى متمردة مسحوقة مستغلة (الدعوة لبناء الجسور بين الطبقات باسم الإصلاح والتسامح والمحبة وغيرها من القيم الروحية) ولا شك أن عملية التزييف هذه تعمل في صالح مجموعة مصالح طبقية ضيقة ومسيطرة ، تنزع نحو الاستماتة في المحافظة على نفسها وعلى مواقعها ،وبذلك نحو فرض أيديولوجيتها الدينية ومنظورها الميثولوجي المزيف للواقع على المجتمع بأسره ، وعلى حياته الفكرية والثقافية بكاملها تقريباً ".
( أ ) إذا تركنا شتائم (العظم) للفكر الديني في هذا النص ، لأننا عالجناها فيما سبق ، فإننا نلاحظ أن الذي يلعب دور التزييف بكل معانيه وصوره هو الفكر اللاديني الإلحادي ، لا الفكر الديني المؤمن .
فاللادينيون هم الذين يصنعون هذه التزييفات ويستغلونها لستر واقعهم المعادي لجماهير الأمة ، والكثرة الكاثرة من شعوبها ، ولمبادئ هذه الجماهير وقيمها وأخلاقها وتاريخها ومؤسساتها .
( ب ) أما ما زعمه من تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي والعلم ، فقد كشفنا بطلانه بالشرح العلمي المركز في الفصل الثاني من هذا الكتاب ، وأثبتنا بالبراهين المنطقية أنه لا نزاع مطلقاً بين الدين الصحيح والعلم اليقيني الثابت ، وسنزيد هذا بياناً في جدليات تفصيلية ، نعالج فيها كشف أكاذيبه وتزييفاته في الفصل الثامن من هذا الكتاب ، والواقع أن الملاحدة وكل اللادينيين هم الذين يزيفون حقيقة العلاقة بين اللادين والعلم ، إذ يصورون كذباً وزوراً أن العلم صديق الإلحاد ، أو صديق اللاتديُّن ، ويحاول جهدهم ويكدون كداً لاهثاً ليثبتوا وجود التناقض بين الدين والعلم ، ويصنعون كل ألوان التزييف والتزوير لإثبات هذه الفرية ، ليتوصلوا من ذلك إلى نقض الدين وإبطاله .
فمن المزيف للحقيقة والواقع ؟؟
( ج ) وأما ما زعمه من تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي والنظام السياسي مهما كان نوعه (الاشتراكية – العربية – العلمية الإسلامية – المؤمنة – الثورية).
فالمزيفون في الحقيقة هم أصحاب المذاهب والنظم المخالفة للإسلام ، ويستأجرون أجراء للقيام في وسط الجماهير المسلمة بالدعاية لصور التزييف التي يصنعونها ، ستراً لمواقفهم المعادية للإسلام ، وكيداً لجماهير المسلمين ، ويسير وراءهم مخدوعون ، يظنون أنهم يخدمون الدين بما يصنعون . أما الدين ألإسلامي فلا يعترف بأي نظام مهما كان نوعه ، إذا كان يخالف المبادئ الإسلامية الصحيحة ، فللإسلام مناهجه ونظمه الواضحة البينة .
والمسلمون الصادقون لا يقبلون أية صورة من صور التزييف التي يحاول غير المسلمين مخادعة الجماهير المسلمة بها .
( د ) وأما ما ذكره " من تزييف الحقيقة حول التصنيف الثوري الصارم للأعداء والأصدقاء ، على مستوى العلاقات بين الدول في المرحلة الحرجة (مؤتمر القمة الإسلامية)".
وما ذكره من "تزييف حقيقة الصراع الاجتماعي القائم في الوطن العربي بين قوى اجتماعية ثورية صاعدة ، وقوى رجعية معطَّلة ، بين قوى طبقية مسيطرة وقوى متمردة مسحوقة مستغلة (الدعوة لبناء الجسور بين الطبقات باسم الصلاح والتسامح والمحبة وغيرها من القيم الروحية)".
فإن الإسلام أشد حرصاً على مقاومة هذا التزييف ، إن المؤمنين الصادقين أحرص من الملاحدة على إيجاد التصنيف الصارم ، وعلى إقامة الحدود الفاصلة بين الأعداء والأصدقاء ، أي : بينهم وبين الكافرين ، ولو كانوا من أبناء جلدتهم ، ويتكلمون بألسنتهم ، ولو كانوا منحدرين من السلالات الإسلامية ، ولو كانوا من أقرب أقربائهم ، فالإسلام لا يعرف مداهنة ولا مصانعة على حساب الدين والعقيدة ، أو على حساب جماعة المسلمين ، ولا يقر مبدأ المساومة في أي أمر من أمور الدين ، فالعدو عدو ولو كان أباً أو ابناً أو أخاً أو أقرب الأقربين في النسب ، والصديق صديق مهما كان بعيداً عن وشائج القرابات ، فالله يقول في سورة (التوبة/9 مصحف/113 نزول):
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إَنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ منكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ منَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }
فالأمر في المفهوم الإسلامي ليس بالسهل ولا باليسير ، إنه لعب بمصير الأمة ، ولعب بمصير دينها ، وفيه تمكين عدوها منها ، فليست موالاة أعداء الله من المعاصي الفردية العادية ، إنها خيانة للأمة جميعها ، وخيانة للكيان الإسلامي كله ، ودونها بنسبة كبيرة بعض كبائر المعاصي الفردية ، لأن هذه الموالاة لأعداء الله فرع من فروع النفاق .
والله تبارك وتعالى يقول في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ * إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
( 6 )
حشر الناقد (د. العظم) اتجاهاته السياسية المعينة في صلب قضايا يزعم أنها قضايا نقدية علمية بحتة ، فهو بالإضافة إلى أنواع التضليل الذي سلكه في المسائل العلمية ضد الدين ،أخذ يحشر اتجاهاته السياسية ليتابع عملية التضليل ، ويسلك فيها مسلك الغوغائية الدعائية المعروفة في الكتابات الصحفية ، التي يكتبها الملاحدة الماركسيون ، فقال في الصفحة (23) من كتابه:
"كان الدين في أوروبا حليف التنظيم الإقطاعي للعلاقات الاجتماعية ، ولا يزال على هذه الحال في معظم البلاد المتخلفة وخاصة في الوطن العربي . في الواقع أصبح الإسلام الأيديولوجية الرسمية للقوى الرجعية المتخلفة في الوطن العربي وخارجه (السعودية ، أندونيسيا ، الباكستان) والمرتبطة صراحة ومباشرة بالاستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا . كما كان الدين المصدر الأساسي لتبرير الأنظمة الملكية في الحكم لأنه أفتى بأن حق الملوك نابع من السماء وليس من الأرض . ثم أصبح اليوم الحليف للأوضاع الاقتصادية الرأسمالية والبرجوازية ، والمدافع الرئيسي عن عقيدة الملكية الخاصة وعن قداستها ، حتى أصبح الدين وأصبحت المؤسسات التابعة له من أحصن قلاع الفكر اليميني والرجعي . فالدين بطبيعته مؤهل لأن يلعب هذا الدور المحافظ ، وقد لعبه في جميع العصور بنجاح باهر ، عن طريق رؤياه الخيالية لعالم آخر تتحقق فيه أحلام السعادة ، وواضح أن هذا الكلام ينطبق على الإسلام كغيره من الأديان ".
واضح من هذا الكلام (العظمى) أنه من قبيل الغوغائية الدعائية السياسية ، التي تعمل لنصرة مذهب سياسي واقتصادي معين ، أثبت الواقع فشله في المجالين السياسي والاقتصادي ، وأثبت أنه كان سلاحاً في أيدي الانتهازيين الطامعين باحتلال المواقع الرأسمالية والبرجوازية ، عن طريق النهب والسلب والاستغلال الظالم الآثم ، وأن شعارات هذا المذهب الاقتصادي لم تكن إلا أقنعة للتضليل .
وقد عمد إلى ذكر بلاد إسلامية معينة لأنها ما زالت نوعاً ما ترعى الإسلام ، وتحمي شعاراته ، وتطبق بعض أحكامه .
أما قصة الارتباط صراحة ومباشرة بالاستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا فقصة أتقن تشييعها أجراء هذا الاستعمار ، وأجراء الصهيونية العالمية ، وغايتهم هدم الإسلام من وراء ذلك ، وهو يعلم أكثر من غيره دور الماركسية الملحدة التي تعمل لصالح الاستعمار الجديد ، وتعمل لصالح الصهيونية العالمية .
وحرب رمضان عام (1973-1393هـ) ودور الدول الإسلامية فيها ، ودور المملكة العربية السعودية إذ دخلت فيها بكل ثقلها ، ربما يكون قد أغاظه كثيراً ، لأنه جاء على غير هوى سادته ، ولأنه كشف زيفاً كثيراً كان يصدّره هو وكل الذين يلبسون أقنعة التقدمية .
وأكتفي عند هذه النقطة بهذا القدر لأنه ليس من خطتنا في الدفاع عن الدين وحقائقه أن ندخل معارك سياسية ذات طابع زمني ، وذلك لأن الدين دين الله ، وهو تعاليم ومفاهيم وحقائق فكرية ، ومتى هبطنا بها إلى مستوى الصراع السياسي فإننا تورَّط الدين توريطاً سيئاً ، إذ نجسده في واقع بشري ، مع أن الواقع البشري غير المعصوم قد يخالف الدين في كثير من التصرفات الإنسانية ، والدين لا يحمل جريرتها ، وإنما يحمل جريرتها المخالفون للدين أنفسهم ، وإن كانوا من أهل الإيمان به والمطبقين لبعض تعاليمه ، ومن الذين يرفعون لواءه ، ويحرصون على نصرته .
إن أي تجسيد للدين في واقع بشري غير معصوم عن الخطأ أو المخالفة يعتبر تشويهاً للدين ، وتحويراً في مفاهيمه وتعاليمه ، وهذه ليست خطة رشد في الدفاع عن الدين .
إن الصراع من أجل الواقع البشري عمل سياسي قد يتصل بالمبدأ إلا أن له مجالاً آخر .
وبالتضليل المقصود لمحاربة الإسلام بوصفه ديناً ربانياً ؛ يحاول أعداء الإسلام من ملحدين وغيرهم التقاط صور معينة عن الواقع البشري للمنتسبين إلى الدين ، ولو كانوا من أئمة المسلمين ومرشديهم ، ثم يأخذون هذه الصور البشرية المعينة ، ويجعلونها من الدين عقيدة ومفاهيم وأنظمة وغير ذلك ، مع أنها في الواقع ليست إلا انحرافات بشرية عن عقائد الدين أو مفاهيمه أو أنظمته ، وليس الدين هو المسؤول عنها ، ولكن أصحابها هم المسؤولون.
وهذا التضليل من أعداء الإسلام مغالطة خبيثة ماكرة ، يقصدون منها تشويه الصورة الإسلامية من جهة ، واستدراج مغفلين من أنصار الدين ليتورطوا في الدفاع عن الواقع البشري ، فيستغله أعداء الإسلام استغلالاً سيئاً .
يضاف إلى كل هذا أن المعارك السياسية الزمنية لها وجهات أنظار مختلفة ، ومن العسير جداً تمييز جانب الحق فيها ، وما أكثر ما ترى الغوغائية الجماهيرية رأياً أملته عليها الغوغائية الدعائية التي تنصر مذهباً اجتماعياً أو سياسياً أو اقتصادياً معيناً ، وتدعم مصالح معينة ، ثم يتبين بعد التجربة أن الرأي المناقض له كان هو الأحق بالاعتبار ، وأن محاربته كان رعونة وطيشاً ، وتورطاً في مزالق سياسية تكبد المنزلقين خسائر فادحة ، وتحمِّلهم مصائب كثيرة ، وقد تدفع بهم على أيدي أعدائهم ضحايا رعوناتهم ، وعندئذ تجد جنود الأعداء الذين دفعوا بهم إلى هذه المزالق يطبلون ويزمرون ويرقصون على أجساد الضحايا .
أما زعمه : أن الدين أصبح اليوم الحليف الأول للأوضاع الاقتصادية الرأسمالية والبرجوازية ، والمدفع الرئيسي عن عقيدة الملكية الخاصة وعن قداستها … إلى آخر كلامه .
فالواقع أن هذا الكلام ليس فيه من النقد الفكري شيء ، بل هو لون دعائي سياسي صحفي قائم على التضليل .
إن أي دارس للنظام الاقتصادي الإسلامي يعلم بداهة أنه نظام فذّ قائم بنفسه ، فلا هو نظام رأسمالي يساير الأنظمة الرأسمالية في العالم ، ولا هو نظام اشتراكي يساير الأنظمة الاشتراكية في العالم ، ولكن قد تتلاقى الأنظمة الرأسمالية معه في بعض الجوانب ، وقد تتلاقي الأنظمة الاشتراكية معه في بعض الجوانب ، وينفرد الإسلام بمفاهيم خاصة وتنظيم كلي خاص ، والشبه الجزئي لا يعني التبعية بحال من الأحوال .
وأما تحصن الرأسماليين بالإسلام فيشبه تحصن بعض الاشتراكيين به ، وهو ليس حصناً في الحقيقة لهؤلاء ولا لهؤلاء ، ولكن يتحارب الفريقان فيختبئ هؤلاء وراء جانب منه ، ويختبئ أولئك وراء جانب آخر منه ، وتتساقط بعض الضربات من هؤلاء وأولئك على الحصن الإسلامي زوراً وبهتاناً ، ولو كان في الحصن الإسلامي جنود حقيقيون لخرجوا وقاتلوا الفريقين معاً ، ولطردوهما عن جوانب الحصن .
وأما قوله : "إن الدين قد أصبح المدافع الرئيسي عن عقيدة الملكية الخاصة وعن قداستها".
فإننا نقول : ما دامت الملكية الخاصة مكتسبة بطرق مشروعة يوافق عليها نظام الإسلام فاحترامها حق ، واحترام الحق من أسس مبادئ الإسلام العامة ، ولا يضيره في هذا أن توافقه أو تخالفه أنظمة وضعية ومذاهب اقتصادية أخرى ، فالحق أحق أن يتبع .
وتعلن بإصرار أن النظام الإسلامي هو الأكمل والأصلح للإنسانية ، وستضطر الأنظمة الأخرى أن تتراجع إلى نظامه .
وهل عيب في النظام الإسلامي أن يحترم الملكية الخاصة المشروعة ، لأنه لا يوافق في هذه الناحية النظام الماركسي؟
إن العيب والنقص فيما خالف الإسلام ، نقول هذا بكل فخر واعتزاز .
ثم نتساءل فنقول: هل تتنازل الأنظمة الماركسية عن ملكياتها لصالح دول أخرى ماركسية أيضاً؟
إنهم يتقاتلون لحمايتها ، فأين بقيت مقومات المذهب؟
مفتريات وأباطيل ، وخداع وتضليل!!
* * *
الفصل الخامس
صراع من أجل قضيّة الإيمان بالله
والفكر الدّيني الصّحيح حَوْلها
( 1 )
تحت عنوان "الثقافة العلمية وبؤس الفكر الديني" أثار الناقد (د. صادق جلال العظم) حول الدين عدة موضوعات سماها "مشكلات" ومن هذه الموضوعات عقيدة الإيمان بالله تعالى.
مع أن الملحدين جميعاً في سالف الدهر وحاضره ، لم يستطيعوا مجتمعين ولا متفرقين ، أن يقدموا أية حجة منطقية أو واقعية مقبولة عند العقلاء تثبت عدم وجود خالق لهذا الكون .
وقد قرأنا ما كتبه هذا الملحد وما كتبه غيره من أساطين الإلحاد ، فلم نجد لديهم دليلاً واحداً صحيحاً ينفي وجود الخالق جل وعلا ، رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها للإقناع بمذهبهم ، بل لم نجد في كل ما كتبوه دليلاً واحداً يقدم ظناً بعدم وجود الخالق ، فضلاً عن تقديم حقيقة علمية في هذا الموضوع ، جل ما لديهم محاولات للتشكيك بعالم الغيب ، والتزام بأن لا يثبتوا إلا ما شاهدوه من مادة بالوسائل العلمية المادية ، وهذا الارتباط بحدود المادة التي لم يشهد العلم حتى العصر حاضراً إلا القليل منها إن هو إلا موقف يشبه موقف الأعمى الذي ينكر وجود الألوان لأنه لا يراها ، أو موقف الأصم الذي ينكر وجود الأصوات لأنه لا يسمعها ، أو موقف الحمقاء حبيسة القصر التي ترى أن الوجود كله هو هذا القصر الذي تعيش فيه ، لأنها لم تشاهد في حياتها غيره .
فما حظ هؤلاء من العلم والأمانة العلمية ومطابقة الحقيقة والواقع؟
كذلك الملحدون لاحظ لهم من العلم والأمانة العلمية ومطابقة الحقيقة والواقع ، إذ ينكرون الخالق جل وعلا ، ويُصرون على إنكاره ، وهم لا يملكون دليلاً واحداً على نفي وجوده .
قد يستخدمون عبارات ضخمة ، يستغلون فيها أسماء التقدم العلمي والصناعي وتطور مفاهيم العصر ، والبحوث العلمية في المعامل والمختبرات ، للتمويه بها ، وتضليل الأذهان المراهقة ، مع أن التقدم العلمي والصناعي لم يتوصل بعد إلى قياس شيء من عالم الغيب ، بل ما زال عاجزاً حتى الآن عن قياس أمور كثيرة داخلة في العالم المادي ، الذي هو مجال كل أنواع التقدم العلمي الذي انتهت إليه النهضة العلمية الحديثة .
فالمعامل والمختبرات والأجهزة العلمية المتقدمة جداً ما زالت عاجزة عن أن تقيس أشياء كثيرة في هذا العالم المادي الذي نشاهد ظواهره ، بشهادة كبار العلماء الماديين أنفسهم ، وبدليل تجدد المعارف والمكتشفات يوماً بعد يوم ، ومتى زعم العلم الإنساني أنه اكتشف كل شيء فقد سقط في الجهل ، وأجهز على نفسه بنفسه منتحراً .
يضاف إلى ذلك أن العلماء الماديين من بعد كل دراساتهم ومشاهداتهم وملاحظاتهم المادية يحاولون تفسير ما شاهدوه من ظواهر بنظريات استنتاجية ، يقررون فيها حقائق غير مرئية وغير مشاهدة ، وهي بالنسبة إليهم وبالنسبة إلى أدواتهم ما زالت أموراً غيبية ، ومع ذلك فإنهم يضطرون إلى إقرارها والتسليم بها ، ويجعلونها قوانين ثابتة يقولون عنها : إنها قوانين طبيعية .
ومن أمثلة ذلك قانون الجاذبية ، إنه قانون غدا من الحقائق العلمية الطبيعية لدى العلماء الماديين.فما هي حقيقة هذه الطاقة ؟ هل باستطاعة العلماء أن يشاهدوها بأدواتهم وأن يعرفوا كنهها؟ وكيف أثبتوها؟
ألم يثبتوها بالاستنتاج العقلي استناداً إلى ما شاهدوه من ظواهرها وآثارها؟ هذه هي الحقيقة .
فما بال هؤلاء الملاحدة يسلمون بهذه القوانين الخارجة عن نطاق المشاهدات المادية ،وهي بالنسبة إلى حواسهم وإلى الأدوات العلمية المتقدمة أمور غيبية ، ثم ينكرون وجود الخالق جل وعلا لمجرد كونه خارجاً عن نطاق الإدراك الحسي ، ولا يمكن التواصل إلى إدراكه بالأجهزة العلمية المتقدمة؟
مع أن مئات الأدلة العقلية والاستنتاجية تثبت ضرورة وجود خالق عظيم لهذا الكون ، بيده مقاليد السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير .
أليس هذا من المفارقات التي لا تستقيم مع البحث العملي والأمانة العلمية ؟
إذا لم تصل أدلة الإثبات لديهم إلى مستوى اليقين ،ألم ترجح لهم هذه الأدلة احتمال وجود الخالق على عدم وجوده ؟ إنها مهما تكن من وجهة نظرهم فهي أقوى حتماً من الاحتمال الآخر الذي هو احتمال النفي ، فكيف يأخذون باحتمال النفي دون دليل ، ويرفضون احتمال الإثبات ومعه الأدلة الكثيرة ، ثم يسعون جاهدين لمحاربة الإيمان بكل ما لديهم من قوة؟
لماذا يعادون من خلقهم كل هذا العداء؟
أهذا جزاء الإنعام والإكرام؟
ألم يتحرك فيهم حس أخلاقي للاعتراف بوجوده؟
ألم ترجف قلوبهم خوفاً من عقابه الذي أعلنه على ألسنة رسله؟
ألم يفترضوا أن يكون الأمر حقاً؟
فبماذا يعتذرون يوم الحساب والجزاء؟
هل يكون عذرهم كافياً ومقبولاً إذا قالوا لربهم يوم الحساب : إنك يا إلهنا وربنا وخالقنا لم ترينا نفسك حتى نؤمن بك؟
ألا تسقط حجتهم هذه حينما يقول الله لهم : ألم أمنحكم عقولاً تستنبطون بها وجودي من آياتي التي بثثتها في كوني وفي أنفسكم؟ ألم أرسل لكم رسلاً مؤيدين بالآيات من عندي فأبلغوكم عني ؟ فلماذا كذبتموهم؟ إنني لم أضع في كوني أية حجة تقنع أحداً بعدم وجودي ، فلماذا جحدتم وجودي ، ولا حجة لكم في ذلك إلا اتباع الهوى ، والاستكبار عن الإيمان بي ، والرغبة بالتحرر من أوامري ونواهيّ وشريعتي لعبادي؟
عندئذ لا بد أن تسقط حجتهم وينقطعوا ، وعندئذ يعلمون علم اليقين أنهم كانوا في الغرور يتقلبون ، وفي جهالتهم وضلالتهم يعمهون ، وأنهم كانوا يجحدون ربهم من غير أن يكون لهم دليل به يعتذرون .
ويومئذ لا تنفعهم أحزابهم ، ولا أئمة الشر الذين كانوا يزينون لهم الكفر بالله وجحود آياته .
لست أدري ما هي الثمرة التي يستفيدونها في حياتهم من إنكارهم لخالقهم ، حتى يدفعوا بأنفسهم إلى موقع خطر كبير جسيم ، يعرِّضون فيه أنفسهم لشقاء أبدي وعذاب لا ينقطع؟
إن إلحادهم لا يفيدهم شيئاً في حياتهم الدنيا ، وما هو إلا مذهب عنادي ، فليتحملوا إذن جريرة عنادهم .
( 2 )
الحجة الشيطانية ودفعها
أخذ (د. العظم) يردد الحجة الشيطانية القديمة التي تقول في آخر سلسلة التساؤل : ومن خلق الله؟ ثم اختار لنفسه سبيل التسليم بقدم المادة وأزليتها .
وقد حدثنا الرسول عن هذه الوسوسة الشيطانية ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله :
"يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ باللهِ ولينته".
وهذه الوسوسة الشيطانية تنطلق على ألسنة الناس بغية التضليل بها ، وقد ذكر الرسول هذه الحقيقة أيضاً:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله :
"لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال : هذا خلق الله الخلق ، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل : آمنت بالله ورسله".
أما كلام (د. العظم) حول هذه الحجة الشيطانية القديمة فلا يزيد في مضمونه عن مثل هذا التساؤل ، مع الاعتراف بالعجز عن تقديم جواب مقنع حول ادعائه أزلية هذا الكون بالنسبة إلى مادته الأولى ، ولا يفوته أن يقذف بلهيب حقده على خالقه جل وعلا منذ مطلع كلامه ، ويغريه بالأمر حلم الله عليه ، وعدم وجود سلطة عادل في الأرض تحاسبه .
يقول – عليه من الله ما يستحق – في الصفحة (28) من كتابه:
"إن قولنا باحتضار الله في المجتمعات المتخلفة يشكل تمثيلاً رمزياً لحالة الثورة والفوران ، وفقدان الجذور التي تعاينها هذه المجتمعات في محاولاتها الوصول إلى نوع من التعايش المرحلي بين الأفكار العلمية الجديدة وتطبيقاتها العملية والصناعية ، وبين تراثها الديني السحيق ، دون أن يتنازل كلياً ومرة واحدة عما في ماضيها من قيم غيبية . لذلك نسمع دائماً أصداء صرخة تقول : حتى لو سلمنا كلياً بالنظرة العلمية للأشياء ستبقى أمامنا مشكلة المصدر الأول لهذا الكون . لنفترض مع (رسل) أن الكون بدأ بسديم ، ولكن العلم لا يقول لنا : من أين جاء هذا السديم ، إنه لا يبين لنا من أين جاءت هذه المادة الأولى التي تطور منها كل شيء ؟ فلا بد للعلم إذن من أن يتصل بالدين في نهاية المطاف . ولكن طرح السؤال بهذه الصورة يبين لنا مدى تحكم تربيتنا الدينية وتراثنا الغيبي في كل تكفيرنا . لنفترض أننا سلمنا بأن الله هو مصدر وجود المادة الأولى ، هل يحل ذلك المشكلة ؟ هل يجيب هذا الافتراض على سؤالنا عن مصدر السديم الأول؟ والجواب هو طبعاً بالنفي . أنت تسأل عن علة وجود السديم الأول وتجيب بأنها الله ، وأنا أسألك بدوري وما علة وجود الله؟ وستجيبني بأن الله غير معلول الوجود ، وهنا أجيبك ، ولماذا لا نفترض أن المادة الأولى غير معلولة الوجود ، وبذلك يُحسم النقاش دون اللجوء إلى عالم الغيبيات ، وإلى كائنات روحية بحتة لا دليل لنا على وجودها ، علماً بأن ميل الفلاسفة القدماء بما فيهم المسلمين كان دائماً نحو هذا الرأي إذ قالوا بقدم العالم ، ولكنهم اضطروا للمداورة والمداراة بسبب التعصب الديني ضد هذه النظرة الفلسفية للموضوع[4] . في الواقع علينا أن نعترف بكل تواضع بجهلنا حول كل ما يتعلق بمشكلة المصدر الأول للكون . وعندما تقول لي : إن الله هو علة وجود المادة الأولى التي يتألف منها الكون ، وأسألك بدوري : وما علة وجود الله ؟ إن أقصى ما تستطيع الإجابة به : " لا أعرف إلا أن وجود الله غير معلول"[5] ، ومن جهة أخرى عندما تسألني : وما علة وجود المادة الأولى فإن أقصى ما أستطيع الإجابة به : " لا أعرف إلا أنها غير معلولة الوجود " في نهاية الأمر اعترف كل منها بجهله حيال المصدر الأول للأشياء . ولكنك اعترفت بذلك بعدي بخطوة واحدة ، وأدخلت عناصر غيبية لا لزوم لها لحل المشكلة . والخلاصة ، إذا قلنا : عن المادة الأولى قديمة وغير محدثة أو إن الله قديم وغير محدث ، نكون قد اعترفنا بأننا لا نعرف ولن نعرف كيف يكون الجواب على مشكلة المصدر الأول للأشياء ، فالأفضل إذن أن نعترف بجهلنا صراحة ومباشرة عوضاً عن الاعتراف به بطرق ملتوية وبكلمات وعبارات رنانة . ليس من العيب أن نعترف بجهلنا ، لأن الاعتراف الصريح بأننا لا نعرف ما لا نعرفه من أهم مقومات التفكير العلمي ، وتعرفون أن العالم ملزم على تعليق الحكم عندما لا تتوافر لديه الأدلة والشواهد والبراهين الكافية لإثبات أو لنفي قضية ما . هذا هو الحد الأدنى من متطلبات الأمانة الفكرية في البحث الجاد عن المعرفة والحقيقة ".
هذا كلام (د. العظم) حرفياً ، وعلينا أن نُحَلِّلَه ونكشف للقارئ ما فيه من مغالطات فكرية .
سأترك كبيرته الأولى التي أطلق فيها على الله الخالق العظيم سبحانه عبارة الاحتضار ، وسبقها في كلامه إطلاق عبارة الموت اقتداء بالفيلسوف الملحد (نيتشه) لأن مثل هذه العبارات التي ليس فيها إلا تطاول وحماقة وسخرية لا تدخل في أي مجال أو في أي مستوى من مستويات النقاش العلمي أو البحث المنطقي ، ولا جواب لها في الحقيقة إلا صاعقة ربانية ، أو أيَّةُ قاتلة من قواتل السماء تعطيه الرد العلمي على تطاوله ، ولكن الله تبارك وتعالى حليم ، يمهل كثيراً ، حتى إذا أخذ بالعذاب أخذ أخذاً كبيراً .
وأبدأ بالتركيز على الحجة الشيطانية التي تساءل فيها عن علة وجود المصدر الأول للأشياء ، وزعم فيها أن إحالة المؤمنين ذلك على الله تبارك وتعالى يساوي نظرياً وقوف الملحدين عن السديم ، الذي اعتبروه المادة الأولى لهذا الكون ، وزعم أن كلا الفريقين لا يجد جواباً إلا أن يقول : لا أعرف إلا أن وجود هذا الأصل غير معلول ، وزعم أن الملحد اعترف بهذا قبل المؤمن بخطوة واحدة ، ثم خادع بأن إعلان الجهل والاعتراف به من متطلبات الأمانة الفكرية حين لا توجد أدلة وشواهد وبراهين كافية .
ولدى البحث المنطقي الهادئ ، يتبين لكل ذي فكر صحيح ، أن هذه الحجة التي ساقها ليست إلا مغالطة من المغالطات الفكرية ، وهذه المغالطة قائمة على التسوية بين أمرين متباينين تبايناً كلياً ، ولا يصح التسوية بينهما في الحكم . وفيما يلي تعرية تامة لهذه المغالطة من كل التلبيسات التي جللها بها .
فإذا وضعنا هذه المغالطة بعبارتها الصحيحة كانت كالتالي : ما دام الموجود الأزلي غير معلول الوجود فلم لا يكون الموجود الحادث غير معلول الوجود أيضاً؟
وكل ذي فكر صحيح سليم من الخلل يعلم علم اليقين أنه لا يصح أن يُقاس الحادث على القديم الأزلي الذي لا أول له ، فلا يصح أن يشتركا بناء على ذلك في حكم واحد .
وعلى هذه الطريقة من القياس الفاسد من أساسه صنع مغالطته الجدلية . والملحدون حين يصنعون مثل هذا الاستدلال الفاسد يسارعون إلى ستر فساد أدلتهم بعبارات التقدم العلمي ، والمناهج العلمية ، والتقدم الصناعي ، والمناهج العقلية في تقصي المعرفة ، والاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد ، ويخلطون هذه العبارات خلطاً ، ويحشرونها في كل مكان ومع كل مناقشة ، تمويهاً وتضليلاً ، كأن التقدم العلمي والصناعي للإلحاد وحده ، وليس للإيمان ، مع أن الدنيا جميعها وما فيها من ماديات قد كانت وما زالت ولن تزال حتى تقوم الساعة للمؤمنين والكافرين وغيرهم على سواء ، ضمن سنن الله الثابتة التي لا تتغير ، وهي مجال مفتوح لكل الناس ، إذ يمتحن الله بها إرادتهم وسلوكهم في الحياة ، ليبلوهم أيهم أحسن عملاً .
فإذا قال الملحد :ولِمَ لا تكون المادة الأولى لهذا الكون (كالسديم مثلاً) قديمة أزلية غير حادثة ،تنطلق منها التحولات ثم ترجع إليها التحولات؟
فإن جوابه يأخذه من هذا الكون نفسه ،وما فيه من صفات وخصائص .
إن هذا الكون يحمل دائماً وباستمرار صفاته حدوثه ، تشهد بهذه الحقيقة النظرات العقلية المستندة إلى المشاهدات الحسية ، وتشهد بها أيضاً البحوث العلمية المختلفة في كل مجالات من مجالات المعرفة ، والقوانين العلمية التي توصَّل إليها العلماء الماديون .
وإذا ثبت أن هذا الكون حادث له بداية وله نهاية كان لا بد له من علة تسبب له هذا الحدوث ، لاستحالة تحول العدم نفسه إلى وجود ، أما ما لا يحمل في ذاته صفات تدل على حدوثه فوجوده هو الأصل ، ولذلك فهو لا يحتاج أصلاً إلى موجد يوجده ، وكل تساؤل عن سبب وجوده تساؤل باطل منطقياً ، لأنه أزلي واجب الوجود ، وليس حادثاً حتى يُسأل عن سبب وجوده .
ولو كانت صفات الكون تقتضي أزليته لقلنا فيه كذلك ، لكن صفات الكون المشاهدة والمدروسة تثبت حدوثه .
وهنا تكمن مغالطة الملحد ، إذ أراد أن يجعل الكون أزلياً ، مع أن البراهين تثبت أنه حادث ، وذلك ليتخلص من الضرورة العقلية التي تلزم بالإيمان بوجود خالق لهذا الكون الحادث ، لأن الحدوث من العدم المطلق دون سبب موجود سابق عليه مستحيل عقلاً .
أما البرهان على أن هذا الكون حادث وليس بأزلي فتقدمه لنا الأدلة العقلية الفلسفية القديمة ، والقوانين العلمية الحديثة .
فالأدلة العقلية الفلسفية تثبت لنا حدوث العالم من ظاهرة التغير الملازمة لكل شيء فيه ، وذلك لأن التغير نوع من الحدوث للصورة والهيئة والصفات ، وهذا الحدوث لا بد له من عل ، وتسلسلاً مع العلل للمتغيرات الأولى ، سنصل حتماً إلى نقطة بدء نقرر فيها أن هذا الكون له بداية ، في صفاته وأعراضه ، وفي ذاته ومادته الأولى ، وحينما نصل إلى هذه الحقيقة لا بد أن نقرر أن خالقاً أزلياً لا يمكن أن يتصف بصفات تقتضي حدوثه ، وهذا الخالق هو الذي خلق هذا الكون وأمده بالصفات التي هو عليها .
وحين لا يُسلِّم بمثل هذه الأدلة الفلسفية العقلية طائفة المفتونين بالعلوم الحديثة وقوانينها ومنجزاتها ، فإننا نأتيهم بأدلة من هذه العلوم وقوانينها تثبت حدوث هذا الكون .
اكتشف العلم الحديث القانون الثاني للحرارة الديناميكية ، وهو القانون يسمون (قانون الطاقة المتاحة) أو يسمونه (ضابط التغير).
وهذا القانون يثبت أنه لا يمكن أن يكون وجود الكون أزلياً ، إذ هو يفيد تناقص عمل الكون يوماً بعد يوم ، ولا بد من وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات ، وحينئذ لا تبقى أية طاقة مفيدة للحياة والعمل ، وتنتهي العمليات الكيميائية والطبيعية ، وبذلك تنتهي الحياة .
يذكر هذا التحقيق العلمي عالم أمريكي في علم الحيوان ، هو (إدوارد لوثر كيسل) ثم يقول :
"وهكذا أثبتت البحوث العلمية دون قصد أن لهذا الكون بداية ، فأثبتت تلقائياً وجود الإله ، لأن كل شيء ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته ، ولا بد أن يحتاج إلى المحرك الأولى الخالق الإله".
ونجد مثل هذا في كلام (السير جيمس) إذ يقول في كلام له:
"تؤمن العلوم الحديثة بأن (عملية تغير الحرارة) سوف تستمر حتى تنتهي طاقاتها كلية ، ولم تصل هذه العملية حتى الآن إلى آخر درجاتها ، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا الآن موجودين على ظهر الأرض حتى نفكر فيها ، إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن ، ومن ثم لا بد لها من بداية ، ولا بد أنه قد حدثت عملية في الكون يمكن أن نسميها (خلقاً في وقت ما) حيث لا يمكن أن يكون هذا الكون أزلياً".
فحدوث هذا الكون أمر معترف به عند العلماء الماديين ، ولكن الملحدين بالله يغالطون في الحقائق ، ويتظاهرون بالانتماء إلى قافلة العلم والبحث العلمي زوراً وبهتاناً ، ليحتموا بحماها .
ورغم هذه الحقيقة التي ثبت بها حدوث الكون لدى العلماء الماديين نرى الناقد (العظم) يحاول أن يسوّي بين الله والكون المادي في موضوع الأزلية ، ليتوصل من ذلك إلى التمويه بأن الكون أزلي أو لا ندري علة وجوده ، كما أن المؤمنين بالله يرون أن الله أزلي ، أو لايدرون علة وجود الله .
ومن هذا نلاحظ أنه أقام كلامه على المغالطة ، إذ سوّى في الحكم بين الحادث والأزلي ، فزعم أن الحادث أزلي وأن الأزلي حادث ، مع أن العلم والعقل يكذبانه ويعريان مغالطته .
على أن ادِّعاءه أن المؤمن بالله لا يدري علة وجود الله مغالطة في الحقيقة أيضاً.
فمن أصله الوجود ، ووجود أزلي ، فإنه لا يحتاج إلى علة لوجوده ، إذ السؤال عن هذه العلة أمر مخالف للمنطق السليم ، أو عبث من العبث ، أو مغالطة قائمة على الإيهام بأنه حادث غير أزلي .
وهنا يطرح الملحدون على عوام المسلمين مغالطة في سوق الدليل على وجود الله ، فيقولون لهم : ألستم تقولون : إن كل موجود لا بد له من موجد ، وإن هذا الكون موجود فلا بد له من موجد ، وذلك هو الله تعالى؟
فيقول له العامي الذي لا يعرف أصول المغالطات : بلى . عندئذ يستدرجه الملحد فيقول له : الله موجود وهو على حسب الدليل لا بد له من موجد ، فيجد العامي نفسه قد انقطع إذ لم يستطع جواباً .
لكن الخبير لا يقبل أصلاً صيغة الدليل على هذا الوجه القائم على المغالطة .
وذلك لأن المقدمة (كل موجود لا بد له من موجد) مقدمة كاذبة غير صحيحة ، فالخبير لا يسلم بها لفسادها ، وإنما يقول بدلها : (كل موجد حادث لم يكن ثم كان لا بد لهم من محدث) ، ثم يقول : (وهذا الكون موجود حادث لم يكن ثم كان بشهادة العقل وبشهادة البحوث العلمية) عندئذٍ تتحصل النتيجة على الوجه التالي : (إذن فلا بد لهذا الكون من محدث) ، وهذا المحدث للكون لا بد أن يكون موجوداً أزلياً غير حادث ، ولا بد أن يكون منزهاً عن كل الصفات التي يلزم منها حدوثه ، حتى لا يحتاج إلى موجد يوجده ، بمقتضى الدليل الذي أثبتنا فيه وجود الله .
فمغالطة الملحد في المقدمة التي أوهم بها قائمة على التعميم ، إذ وضع (كل موجود) بدل (كل موجود حادث) ، ومعلوم أن عبارة (موجود) تشمل الموجود الأزلي والموجود الحادث .
وهكذا تجري مغالطات الملحدين ، ليتصيدوا بها الجهلة والغافلين من المسلمين ، بغية استدراجهم وإحراجهم ، ونقلهم من مرحلة الإيمان إلى مرحلة التشكك .
فالمؤمن إذن يعلم أن الخالق موجود أزلي ليس له من الصفات ما يلزم منها حدوثه ، ووجوده هو الأصل ، فلا يسأل عن علة وجوده عند العقلاء أصلاً ، والسؤال عن علة وجوده أمر مخالف للحقيقة العلمية المنطقية التي انتهينا إليها .
وكما لا يُسأل عمّا أصله العدم : ما هي علة عدمه؟ لأن مثل هذا السؤال لا يرد إلا على افتراض أن أصله الوجود ، وهذا يناقش أن أصله العدم ، كذلك ما أصله الوجود لا يُسأل عن علة وجوده ولا يبحث عنها ، لأن أي سؤال أو بحث عنها لا يكون إلا على افتراض أن أصله العدم ، وبهذه العلة تحول من العدم إلى الوجود ، لكن هذا الافتراض مرفوض ابتداءً ، باعتبار أن أصله الوجود .
وبهذا يتضح لنا تماماً أنه لا يُسال ولا يبحث عن علة وجود ما الأصل فيه الوجود .
وبهذا أيضاً تسقط المغالطة التي طرحها الملحد في مناقشته ، ويظهر فساد تسويته بين الكون الحادث وبين الخالق الأزلي . وحينما نطالبه بعلة وجود الحادث وهو الكون فليس من حقه المنطقي أن يطالبنا بعلة وجود الله الأزلي .
وليس من حق الملحد أن ينكر الوجود الأزلي كله ما دام الواقع يكذبه ، والبراهين العلمية تهزأ به ، لأنه لو لم يكن في الوجود موجود أزلي لاستحال أن يوجد شيء في هذا الكون ، لأن الافتراض على هذا يقوم على أساس العدم المطلق .
وهل يتحول العدم المطلق بنفسه إلى وجود؟
هذا من المستحيلات البدهية ، ولا يقبله عقل فيه مثقال ذرة من تفكير منطقي سليم .
إن هذا الكون الذي نحن جزء منه موجود حادث ذو بداية ، وكل ذي بداية لا بد له من علة كانت السبب في وجوده ، وإيجاده قد كان عملية من عمليات الخلق ، وعملية الخلق إنما تتم بخالق قادر ، وهذا الخالق القادر لا بد أن يكون أزلياً ، ولا بد أن يكون متحلياً بالكمال المطلق ، هذه هي عقيدة المؤمنين بالله .
وهكذا وضحت لنا مغالطات العظم في هذا المجال .
فأين الأمانة الفكرية التي يغار عليها ؟
هل هذا هو المنهج العلمي المتقدم؟ أفي المناهج العلمية المتقدمة بناء الأحكام على المغالطات والأكاذيب؟
ولكن ماذا يفعل المبطلون غير هذا لدعم باطلهم؟
( 3 )
جنّد الناقد (د. العظم) كل ما لديه ولدى سادته من أفكار ومغالطات ، ليثبت وجود التناقض بين الدين والعلم ، وليعتبر هذا التناقض حقيقة مقررة ، بغية التوصل من ذلك إلى إنكار الدين كله ، باعتباره مناقضاً للعمل حسب فريته القائمة على المغالطات والتمويهات .
قال في الصفحة (25) من كتابه:
"ولنلمس طبيعة هذا الفارق بين النظرة الدينية القديمة وبين النظرة العلمية التي حلت محلها ، سنوجه انتباهنا إلى مثال محدد يبين بجلاء كيف يقودنا البحث العلمي إلى قناعات وتعليلات تتنافى مع المعتقدات والتعليلات الدينية السائدة ، مما يضطرنا إلى الاختيار بينهما اختياراً حاسماً ونهائياً".
ثم أتى بالمثال الذي زعم أنه يدعم كلامه فقال:
" لا شك أن القارئ يعرف التعليل الإسلامي التقليدي لطبيعة الكون ونشأته ومصيره:
خلق الله هذا الكون في فترة معينة من الزمن ، بقوله : كن فكان ، ولا شك أنه يذكر حادثة طرد آدم وحواء من الجنة ، تلك الحادثة التي بدأ بها تاريخ الإنسان على هذا الأرض .ومن صلب المعتقدات الدينية أن الله يرعى مخلوقاته بعنايته وهو يسمع صلواتنا وأحياناً يستجيب لدعائنا ، ويتدخل من وقت لآخر في نظام الطبيعة فتكون المعجزات ، أما الطبيعة فقد حافظت على سماتها الأساسية منذ أن خلقها الله ، أي : إنها تحتوي الآن على نفس الأجرام السماوية وأنواع الحيوانات والنباتات التي كانت موجودة فيها منذ اليوم الأول لخلقها ".
ثم يقول في معارضة ما جاء في الدين:
" أما النظرة العلمية حول الموضوع ذاته فلا تعترف بالخلق من لا شيء ، ولا تقر بأن الطبيعة كانت منذ البداية كما هي عليه الآن ".
في هذا الكلام الذي أورده كذب على الدين ، ومغالطة في الحقيقة ، وتمويهات بذكر بعض أمور هي من الدين ، أوردها ليغشي بها على نظر القارئ ، فلا يبصر مواطن الافتراءات ، ومزالق المغالطات .
لقد أدخل فكرة لا يعترف بها الدين أصلاً ، ضمن عرضه لطائفة من المفاهيم والعقائد الدينية الصحيحة ، ليضلل القارئ بالإيهام الذي اصطنعه له ، وليجعله يعتقد أن هذه الفكرة الدخيلة هي فعلاً من المفاهيم الدينية ، ما دامت قد وردت ضمن مجموعة مفاهيم صحيحة يعرفها هو عن الدين .
لقد زعم أن الإسلام يرى أن الطبيعة قد حافظت على سماتها منذ أن خلقها الله ، أي : إنها تحتوي الآن على نفس الأجرام السماوية وأنواع الحيوانات والنباتات التي كانت موجودة فيها منذ اليوم الأول لخلقها .
مع أن هذا افتراء صريح على الدين ، تكذبه بالنصوص القرآنية ، ولست أدري من أين جاء بهذه المفاهيم فألصقها الدين؟
لما تحدث القرآن عن فئة الحيوانات التي خلقها الله لركوب الإنسان ، وليتخذها زينة له ، ألحقها بقوله تعالى : {ويخلق ما لا تعلمون} بصيغة الفعل المضارع التي تدل على الحال والاستقبال ، للدلالة على أن عمليات التجديد في الخلق الرباني للأشياء مستمرة غير منقطعة ، قال الله تبارك وتعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول):
{خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
أليس في هذا إعلاناً صريحاً مخالفاً لما زعم (د. العظم) من أن الدين يقرر أن الطبيعة قد حافظت على سماتها من أن خلقها الله .
وبالنسبة إلى الأجرام السماوية لا نجد في النصوص الإسلامية ما يدل على هذا الذي افتراه (العظم) على المفاهيم الإسلامية ، بل في النصوص ما يدل على خلاف ذلك ، قال الله تعالى في سورة (الذاريات/51 مصحف/67 نزول):
{وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}.
فكلمة (موسعون) في الآية تشير إلى أعمال التوسعة المتجددة في السماء ، وذلك لأن هذه الكلمة من صيغ اسم الفاعل ، صيغة اسم الفاعل بقوة المضارع من جهة الدلالة ، هي للتعبير عن الحال أولاً ثم عن الاستقبال .
أفلا نجد أن الأمانة الفكرية التي تظاهر (د. العظم) بالغيرة عليها ذبيحة بسكين غَدرِه ، وختلة ومخادعته ، ومغالطاته ، وافتراءاته؟ ومثله سائر الملحدين .
لقد غدا معروفاً تماماً أنهم يطلقون بعض العبارات الشريفة للتضليل فقط ، وهم لا يلتزمون أي مضمون من مضامينها الصحيحة .
أما قوله : إن النظرية العلمية لا تعترف بالخلق من لا شيء .
فهو يُشيرُ بهذا إلى نظرية (لافوازيه) التي تقول: لا يخلق شيء من العدم المطلق ولا يعدم شيء وإنما هي تحولات من مادة لطاقة ، أو من طاقة لمادة ، أو من مادة لمادة .
وحين ندقق النظر في أصول ما قرره (لافوازيه) نجد أنها تتحدث عن مجال معين ذي أبعاد ، وليس في مستطاعها أن تتحدث عن كل الوجود في كل أبعاده من الأزل إلى الأبد ، فهذا أمر لا تستطيع تقريره أية نظرية استقرائية مهما بلغ شأنها ، إلا أن يكون كلامها رجماً بالغيب ، وتكهناً لا سند له ، وطرحاً تخيلياً محضاً.
وأبعاد نظرية (لافوازيه) هذه ثلاثة:
الأول : البعد الزمني .
الثاني : البعد المكاني .
الثالث : البعد الإدراكي .
وهنا نتساءل : هل رصد واضعو هذه النظرية العلمية ومقرروها أجزاء الكون في كل الأزمان ، بما فيها الأزمان السحيقة في القدم ، وعرفوا منها أنه لم يخلق في الأزمان القديمة جداً شيء من العدم؟
والجواب: أنهم لم يفعلوا ذلك لأنه لا يتسنى لهم بحال من الأحوال ، وهم أبناء النهضة العلمية الحديثة ، على أن الأدلة العلمية التي سبق بيانها قد أثبتت أن لهذا الكون بداية ، وهذا يعني أنه لم يكن ثم كان ، فهو إذن مخلوق من العدم ، بقدرة خالق موجود أزلي .
فهذه النظرية لا تتحدث عن الانطلاقة الأولى للكون ، لأن أياً من الأجهزة العلمية لا تستطيع أن تسترجع الأزمان السحيقة وترصد الكون فيها ، وكذلك لا تستطيع النظرات التحليلية الاستنتاجية أن تحكم على ماضي الكون وانطلاقته الأولى ، بالقياس على واقعه النظامي الذي نشاهده في الحاضر ، لاحتمال الاختلاف البيِّن بين نقطة البدء وبين ما يأتي بعدها من حالات نظامية مستمرة .
فنظرية (لافوازيه) لا تتناول بحال من الأحوال الزمن الأول لبداية الكون ، ومجالها يأتي في الأزمان التي يترجح فيها قيام النظام الكوني الذي درسته هذه النظرية ، وبهذا يتبين لنا أن التعميم الزمني فيها الشامل لكل أزمان الماضي غير صحيح .
ثم نتساءل ثانياً : هل رصد واضعو هذه النظرية العلمية ومقرروها أجزاء الكون في مستقبل ما يأتي من الأزمان ، وثبت لهم من رصدهم أنه لا يمكن أن يخلق شيء من العدم ، ولا يمكن أن يعدم شيء موجود؟
ولكن كيف يتسنى لهم رصد المستقبل وهم لا يملكون استقدامه؟ جلُّ ما يملكونه قياس المستقبل على الحاضر والماضي ، بشرط استمرار نظام الكون القائم ، ولا يستطيعون أن يحكموا على الكون بأنه لا يمكن أن يتغير نظامه الكلي ، فتأتيه حالة من الحالات يمسي فيها عدماً ، أو تنعدم بعض أجزاء منه ، أو تضاف إليه أجزاء لم تكن هيئتها ولا مادتها فيه ، فهذا حكم لا سبيل إليه ، إنه حكم مجهول ، والحكم على المجهول باطل .
فنظرية (لافوازيه) تنطبق على هذا الكون بشرط استمرار نظامه القائم ، وهي لا تحكم على المستقبل حكماً قاطعاً باستحالة تغير هذا النظام ، ولكن ما دام هذا النظام الكوني قائماً ، فإن ضابطه أن جميع ما يجري من مدركات فيه إنما هو من قبيل التحولات ، وبهذا يتبين لنا أن التعميم الزمني فيها الشامل لكل أزمان المستقبل غير صحيح .
هذا ما يتعلق بتحديد البعد الزمني للنظرية ، أما تحديد البعد المكاني لها فنقول فيه:
هل رصد واضعو هذه النظرية ومقرروها هذا الكون في كل أبعاده المكانية؟
ألا يحتمل وجود مكان سحيق فيه لم يرصدوه ولم يعرفوا ما فيه؟
أفيحكمون عليه إذن حكماً غيابياً قياساً على ما رصدوه منه في الأمكنة التي استطاعت أن تبلغ إلى مداها أجهزتهم وملاحظاتهم؟
إن هذا الحكم الغيابي مع جهالة الخصائص والصفات حكم باطل ، وهذا طبعاً لا يعني ضرورة مخالفة الغائب للحاضر ، ولكن لا يعني أيضاً لزوم موافقته .
فلا بد إذن من تحديد مكان النظرية بالأبعاد المكانية التي كانت مجال الملاحظة والقياس والأجهزة ، مع التجاوز بصحة قياس ما شابهها عليها ، مما لم يخضع للملاحظة المباشرة .
وهكذا يظهر لنا تحديد البعد المكاني لهذه النظرية ، وهو أمر تقتضيه الدراسة المنطقية الحيادية ، وتوجيه الأمانة الفكرية في البحث الجاد عن المعرفة والحقيقة ، وهذا هو الأمر الذي يتظاهر (د. العظم) بالتحمس له ، وبالغيرة عليه .
أما تحديد البعد الإدراكي للنظرية فيتلخص بأن النظرية قد اعتمدت على ملاحظة عالم الشهادة من الكون المنظور المدرك ، أما عالم الغيب الذي لا تصل إليه الإدراكات الإنسانية المباشرة أو عن طريق الأجهزة ، فهو عالم خارج بطبيعته عن مجال النظرية ، لذلك فإنها لا تستطيع أن تحكم عليه ، لأن حكمهما عليه هو من قبيل الحكم على الغائب المجهول في ذاته وفي صفاته . جُلُّ ما تستطيعه النظريات في هذا المجال هي أن تعلق أحكامها تعليقاً كلياً ، أو تصدر أحكاماً مشروطة احتمالية غير جازمة ، وهذا ما تقتضيه الدراسة العلمية المنطقية الحيادية ، وتوجبه الأمانة الفكرية في البحث الجاد عن المعرفة والحقيقة .
وهكذا ظهر لنا أن نظرية (لافوازيه) لم تتناول من الكون إلا مقطعاً محدود الأبعاد الثلاثة : البعد الزماني ، والبعد المكاني ، والبعد الإدراكي ، وهذا المقطع هو مجال ملاحظتها.
يضاف إلى كل ذلك أن وجود الحياة في المادة لم يقترن بأي دليل تجريبي يثبت تحول المادة غير الحية إلى مادة حية ، عن طريق التولد الذاتي ، رغم كل التجارب العلمية التي قامت في عالم البحث العلمي حتى الآن .
لذلك نلاحظ أن الآراء العلمية في هذا المجال ترجع إلى أصول ثلاثة كبرى[6]:
* الرأي الأول منها :
ما قرره (أغاسيز) في كتابه (تصنيف العضويات) سنة (1858م) إذ قرر أن كل نوع من الأنواع خلق بفعل خاص من أفعال القوة الخالقة ، و(باستور) مكتشف جراثيم الأمراض على هذا الرأي .
والقائلون بهذا الرأي قد استقر مذهبهم على "أن كل حي لا بد أن يتولد من حي مثله" .
* الرأي الثاني :
الرأي الذي قال به (هيرمان أبير هارد ريختر) إذ رأى أن الفراغ الذي نراه مملوءاً بجراثيم الصورة الحية ، كالجواهر الفردة التي تتكون منها المادة الصماء ، كلامهما في تجدد مستمر ، ولا يتطرق لهما العدم ، وبنى قاعدته في أصل الحياة على "أن كل حي أبدي ، ولا يتولد إلا من خلية".
وهذا الرأي يتضمن أن تطورات المادة من المادة ، وتطورات الحياة من الحياة .
* الرأي الثالث :
هو ما ذهب إليه الماديون من أن الحياة نشأت من المادة بالتولد الذاتي . وليس لهذا الرأي أي شاهد تجريبي ، أو مستند عقلي ، وقال بهذا الرأي الدكتور (باستيان) في إنكلترا ، والأستاذ (هيكِل) في ألمانيا .
بعد هذه النظرات العلمية المنطقية لنظرية (لافوازيه) وما يتعلق بها ، يعترضنا سؤال حول النصوص الدينية ، إذ نجد فيها استعمال كلمة (الخلق) ومشتقاتها بالنسبة إلى الأحداث والتغيرات التي توجد داخل مجال النظرية المذكورة ، وداخل المقطع المحدود الأبعاد الثلاثة الذي هو محل تطبيقها ، أفلا يعتبر استعمال كلمة (الخلق) ومشتقاتها في مجال تطبيق نظرية (لافوازيه) مناقضاً أو معارضاً لمضمون هذه النظرية؟
وأمام هذا السؤال لا بد من الرجوع إلى استعمال كلمة (الخلق) ومشتقاتها في اللغة العربية وفي نصوص الشريعة الإسلامية.
ولقد رجعنا فوجدنا أن هذه المادة اللغوية لا تعني دائماً الإيجاد من العدم المطلق ،بل كثيراً ما تستعمل مراداً منها التحويل في الصفات والعناصر التركيبية من حال إلى حال ، ومن وضع إلى وضع ، ومن هيئة إلى هيئة ، ومن خصائص إلى خصائص ، دون زيادة شيء على المادة الأولى من العدم المطلق ، وفي حدود هذا الاستعمال نجد قول الله تعالى في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ من طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ}.
ففي كل صور الخلق هذه نشاهد عمليات التحويل من وضع إلى وضع ، ومن حال إلى حال ، ومن صورة إلى صورة ، ومن خصائص إلى خصائص ، وقد أطلق على هذه التحويلات أنها خلق ، باعتبار أن القدرة الربانية هي المتصرفة في كل هذه التحويلات .
وجاء في القرآن إطلاق الخلق على تغيير هيئة الطين وجعله على صورة طير ، نظراً إلى أن الخلق لا يستدعي دائماً أن يكون إيجاداً من العدم ، وذلك في قول الله لعيسى عليه السلام كما جاء في سورة (المائدة/5 مصحف/112 نزول):
{وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي…}.
وبما أن كل التغييرات الكونية إنما تجري بإرادة الله وقدرته ، فهي ظواهر لأعمال الخلق التي يقوم بها جل وعلا .
فعلى التسليم الكامل بنظرية (لافوازيه) ضمن حدودها ، لا نجد تعارضاً بينها وبين المفاهيم الدينية التي دلت عليها النصوص الصحيحة الصريحة .
لكن مثل هذه الحقائق لا تسر الملحدين ، لأنهم حريصون جداً على أن يظفروا بتناقض ما بين العلم والدين ، حتى يتخذوا ذلك ذريعة لنقض الدين من أساسه .
ولن يظفروا مهما أجهدوا نفوسهم ، وستبوء كل مساعيهم بالفشل والخيبة ، لأن القرآن حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من عزيز حميد ، عليم بكل شيء ، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة من السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر .
( 4 )
مغالطة بطمس الشهادات المؤمنة للعلماء الماديين
طمس الناقد (د. العظم) كل شهادة مؤمنة قالها عالم من علماء النهضة العلمية الحديثة ، ولم يعرض من أقوال هؤلاء على كثرتهم إلا شيئاً مما جاء في مقال الفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) الذي كتبه تحت عنوان "إرادة الاعتقاد" .
وذلك لأن هذا الرجل يرى في مقاله أن البينات العلمية والأدلة العقلية غير كافية بحد ذاتها للبرهان على وجود الله أو عدم وجوده ، لذلك يحق للإنسان أن يتخذ موقفاً من هذه المعضلة يتناسب مع عواطفه ومشاعره .
لقد رآه (د. العظم) أضعف المتجهين إلى جانب الإيمان بالله والمستدلين له ، فاستشهد بكلامه ، ليجعله الممثل الوحيد لفئة المؤمنين ، في الحوار المغلق الذي رتب بنفسه فصوله كما راق له ، لينصر قضية الإلحاد بالله ، وليوهم أن ما قاله (جيمس) هو أقصى ما يحتج به المؤمنون.
وإمعاناً في التضليل يصور للقارئ أن كل ثقل العلم الحديث يخدم قضية الإلحاد ، مع أن العلم الحديث كله لا يملك دليلاً صحيحاً واحداً يستطيع أن يثبت عدم وجود خالق مبدع لهذا الكون .
ويستشهد بقطعة أدبية للفيلسوف الإنكليزي (برتراند رسل) تحت عنوان: "عبادة الإنسان الحر" ، إذ يصور فيها تفسيرات الملحدين لنشأة الكون وتطوره ، ونشأة الحياة وتطورها ، وأصل الإنسان ونشأته وتطوره ، ونشوء الديانات والعبادات والطقوس وتطورها ، وينكر الآخرة وما فيها من إقامة العدل الإلهي إذ يصور أن الكون بدأ من السديم وهو إلى السديم يعود .
وفي غضون كلامه يعتبر من الحقائق العلمية المسلَّم بها نظرية (ماركس) في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ ، ونظرية (فرويد) في السلوك الإنساني والتفسير الجنسي ، ونظرية (داروين) في أصل الأنواع ، ويمجد هؤلاء الثلاثة ، وهو يعلم أن ماركس وفرويد يهوديان وأن معظم ما قدماه من أفكار إنما كان لخدمة اليهودية العالمية ، ومحاربة الدين ، وأن القيادات اليهودية قد دعَّمت الدارونية وعملت على نشرها والدعاية لها لارتباط أهدافها السياسية بنشر الإلحاد ، ولقد أسقطت التجارب والعلوم بحمد الله أفكار ماركس ، وفرويد ، وداروين.
ويعيب على بعض المدافعين عن الدين بأنهم يقدمون أقوالاً تقريرية غير مقترنة بأدلة ، ويأتي هو لدعم مذهبه الإلحادي بقصة أدبية كتبها الملحد الإنكليزي (برتراند رسل) ويعتبر هذه القصة هي السند الأمثل للتحقيق العلمي في قصة الخليقة .
وهل أصبحت هذه القطعة الأدبية هي التحقيق العلمي العظيم لقصة الوجود كله ، التي بدأت بالسدين وستنتهي إلى السديم ، وفق النظرات التي يرجحها أصحابها دون مستندات علمية صحيحة ، ودون براهين معتبر وفق المنهج العلمي السليم؟
أنَّى لواضعي هذه النظرية أن يشهدوا بداية الكون؟ وكيف يتسنى لهم مشاهدة نهايته؟
يرى كاتب القصة أن السديم الحار دار عبثاً في الفضاء عصوراً لا تعد ولا تحصى ، ثم نشأت عن هذا الدوران هذه الكائنات المنظمة البديعة بطريق المصادفة ، وأن اصطداماً كبيراً سيحدث في هذا الكون يعود به كل شيء إلى سديم كما كان أولاً .
ويعلق (د. العظم) على هذه القصة الخيالية التي سماها قطعة أدبية جميلة ، فيقول في الصفحة (26).
" هذا المقطع الذي كتبه (رسل) يلخص لنا بكل بساطة النظرة العلمية الطبيعية للقضايا التالية : نشوء الكون وتطوره ، نشوء الحياة وتطورها ، أصل الإنسان ونشأته وتطوره ، نشوء الديانات والعبادات والطقوس وتطورها ، وأخيراً يشدد على أن النهاية الحتمية لجميع الأشياء هي الفناء والعدم ، ولا أمل لكائن بعدها بشيء ، إنه من السديم وإلى السديم يعود".
وهكذا وبكل بساطة يعتبر (العظم) هذه الأمور حقائق مقررة مسلماً بها علمياً ، دون أن تقترن بأي إثبات لها ، أهذا هو مستوى الأمانة الفكرية عنده؟ أهذا هو المنهج العلمي السليم؟
ما أبعد المناهج العلمية عن القصص التقريرية ، التي تنسجها أخيلة الكتاب والأدباء والشعراء ، أو أخيلة واضعي النظريات لأغراض معينة!!
ثم استشهد (د. العظم) بكلام آخر قاله (رسل) فقال في الصفحة (27):
"وفي مناسبة أخرى عندما سئل (رسل) : هل يحيا الإنسان بعد الموت؟ أجاب بالنفي ، وشرح جوابه بقوله : عندما ننظر إلى هذا السؤال من زاوية العلم وليس من خلال ضباب العاطفة نجد أنه من الصعب اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار الحياة بعد الموت ، فالاعتقاد السائد بأننا نحيا بعد الموت يبدو لي بدون أي مرتكز أو أساس علمي".
أهكذا ترفض الحقيقة التي جاء بيانها بالأخبار الصادقة عن الله ، بمجرد الاستبعاد؟
حينما يسمع المؤمن بالإسلام جواب هذا الفيلسوف الإنكليزي عن الحياة بعد الموت ، فلا بد أن تسترجع ذاكرته الجواب الجاهلي الذي كان يجيب به كفار العرب البدائيون ، إذ قالوا كما حدثنا القرآن عنهم في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول):
{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ}
وجوابهم الآخر الذي جاء في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول):
{وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}
وهنا يبدو لنا بوضوح إن الإنكار هو الذي لا يرتكز على أساس علمي ، إنما يعتمد على مجرد التقرير للنفي ، أو استبعاد فكرة البعث بإطلاق عبارات التعجب .
على أن الإيمان بالحياة بعد الموت للحساب والجزاء لا بد أن يعتمد على أساس الإيمان بالله ، فإثارة هذه العقيدة دون أساس الإيمان بالله هي من قبيل الاشتغال بالفروع قبل الاتفاق على الأصول ، وهذا لا يؤدي إلى نتيجة صحيحة ، فإذا تم التسليم بعقيدة الإيمان بالخالق جلَّ وعلا جاء من بعدها عرض أدلة البعث .
وعندئذ يمكن أن تأتي الأدلة العقلية التي نبَّه القرآن عليها ، منها قول الله تعالى في سورة (يس/36 مصحف/41 نزول):
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.
وحين قلت : إن (العظم) في الحوار المغلق الذي صنعه قد جعل الفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) هو الممثل الوحيد للمؤمنين من علماء النهضة العلمية الحديثة ، إذ رأى حجته أضعف حجج المتجهين إلى جانب الإيمان بالله ، ليوهم أن ما قاله (جيمس) هو أقصى ما يحتج به المؤمنون ، فإنني قلت هذا وفي جعبتي أقوال كثيرة مؤمنة قالها عدد كبير من علماء النهضة العلمية الحديثة ، وهي تشتمل على أدلة وقرائن علمية ، جعلتهم يؤمنون بالله خالق هذا الكون .
وفيما يلي عرض لطائفة من أقوال هؤلاء العلماء وشهاداتهم العلمية ، أكشف بها للمخدوعين من أبناء هذه الأمة وقائع التزوير والمغالطات التي يصطنعها الملحدون الأجراء .
وهذه الشهادات من أقوال علماء النهضة العملية الحديثة تكشف عن الأسباب العلمية التي جعلتهم يؤمنون بالله:
( أ ) يقول البروفيسور (إيدوين كونكلين):
"إن القول بأن الحياة وجدت نتيجة (حادث اتفاقي) شبيه في مغزاه بأن نتوقع إعداد معجم ضخم نتيجة انفجار يقع في مطبعة على سبيل المصادفة".
أي : لا يمكن للمصادفة أن توجد هذا الكون ذا النظام المتقن الرائع ، إذن فلا بد له من خالق خلقه وأتقنه .
(ب) ويقول عالم الطبيعة الأمريكي (جورج إيرل ديفيس):
"لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه فإن معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق ، وفي هذه الحال سنضطر أن نؤمن بأن الكون هو الإله ، وهكذا ننتهي إلى التسليم بوجود (الإله) ولكن إلهنا هذا سوف يكون عجيباً ، إلهاً غيبياً ومادياً في آن واحد! إنني أفضل أن أؤمن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي ، وهو ليس بجزء من هذا الكون ، بل هو حاكمه ومديره ومدبره ، بدلاً من أن تبنى مثل هذه الخزعبلات".
فهذا العالم الأمريكي من علماء الطبيعة يرى أن نظرات الملحدين هي من قبيل الخزعبلات ، أو الخرافات التي ليس لها سند علمي ولا سند عقلي ، وهذا هو شأن كل عالم منصف محايد .
( ج ) ولنسمع إلى رد (كريسي موريسن) الذي كان رئيس أكاديمية العلوم الأمريكية بنيويورك على الملحد (هيكل) إذ قال هذا الملحد متبجحاً : "إيتوني بالهواء وبالماء ، وبالأجزاء الكيماوية ، وبالوقت ، وسأخلق الإنسان".
أي : إن الإنسان كان نتيجة اجتماع عناصر خاصة على كيفية خاصة على سبيل المصادفة فرد عليه (موريسن) بقوله:
"إن هيكل يتجاهل في دعواه الجينات الوراثية ، ومسألة الحياة نفسها ، فإن أول شيء سيحتاج إليه عند خلق الإنسان هو الذرات التي لا سبيل إلى مشاهدتها ، ثم سيخلق (الجينات) أو حملة الاستعدادات الوراثية ، بعد ترتيب هذه الذرات ، حتى يعطيها ثوب الحياة ، ولكن إمكان الخلق في هذه المحاولة بعد كل هذا لا يعدو واحداً على عدة بلايين ، ولو افترضنا أن (هيكل) نجح في محاولته فإنه لن يسميها مصادفة ، بل سوف يقررها وبعدها نتيجة لعبقريته".
وهكذا أظهر هذا العالم سخافة أقوال (هيكل) عن طريق الاستدلال العلمي .
فالاستناد إلى فرضية المصادفة في تعليل وجود الكائنات المتقنة المنظمة لون من التخريف الفكري ، القائم على إرادة التضليل فحسب ، وليس مذهباً فكرياً تحيط به شبهات تزينه في عقول القائلين به ، وهذا ما تدل عليه الشهادات العلمية المنصفة المحايدة ، منها هذه الأقوال ، ومنها أقوال أخرى ستطلع على طائفة منها فيما يأتي :
( د ) وقال عالم الأعضاء الأمريكي (مارلين ب. كريدر):
"إن الإمكان الرياضي في توافر العلل اللازمة للخلق عن طريق المصادفة في نِسَبِها الصحيحة هو ما يقرب من لا شيء".
أي : إن احتمال المصادفة احتمال مرفوض رياضياً في تعليل عمليات الخلق المتقن المنظم.
(هـ) ويقول أحد علماء الطبيعة:
"إن العلم لا يملك أي تفسير للحقائق ، والقول بأنها حدثت (اتفاقاً) إنما يعتبر تحدياً وتصادماً مع الرياضيات".
( و ) إن تعليلات نشأة الكون وتكامله بنظرية النشوء والارتقاء ، إنما يلجأ إليها بعض العلماء الماديين هرباً من الاعتراف بالحقيقة الإلهية الكبرى ، ولا يؤمنون بهذه النظرية اعتقاداً منهم بأنها حقيقة ثابتة مؤيدة بالبراهين القاطعة ، وإنما يلجؤون إليها لأنه لا يوجد أي بديل لها سوى الإيمان بالله مباشرة .
ويشهد لهذا ما كتبه (سير آرثر كيث)، إذ يقول:
"إن نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان ، ونحن لا نؤمن بها إلا لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو (الإيمان بالخلق الخاص المباشر) وهذا ما لا يمكن حتى التفكير فيه".
( ز ) ويقول عالم بريطانيا الكبير (سير جيمس جينز) الذي يعتبر أكبر علماء العصر الحديث ، في كتابه الشهير "عالم الأسرار":
"إن في عقولنا الجديدة تعصباً يرجح التفسير المادي للحقائق".
( ح ) وذكر (ويتكر شامبرز) في كتابه "الشهادة" حادثاً كان من الممكن أن يصبح نقطة تحول في حياته .
ذكر أنه بينما كان ينظر إلى ابنته الصغيرة استلفتت أذناها نظره ، فأخذ يفكر في أنه من المستحيل أن يوجد شيء معقد ودقيق كهذه الأُذُن بمحض اتفاق ، بل لا بد أنه وجد نتيجة إرادة مدبرة . لن (ويتكر شامبرز) طرد هذه الوسوسة عن قلبه حتى لا يضطر أن يؤمن –منطقياً- بالذات التي أرادت فدبرت ، لأن ذهنه لم يكن على استعداد لتقبل هذه الفكرة الأخيرة.
وهو مظهر من مظاهر التعصب المادي .
ويقول الأستاذ الدكتور (تامس ديور باركس) بعد أن ذكر هذا الحادث:
"إنني أعرف عدداً كبيراً من أساتذتي في الجامعة ومن رفقائي العلماء الذين تعرضوا مراراً لمثل هذه المشاعر ، وهم يقومون بعمليات كيميائية وطبيعية في المعامل"[7].
ومن هذا يظهر لنا أن التعصب داء دوي صارف عن الحق ، وأخطره وأقبحه ما يحمل صغبة العلم ، ويتحلى بأثواب المعرفة .
( ط ) وجاء في كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" ثلاثون مقالاً لثلاثين من كبار العلماء الأمريكيين ، في الاختصاصات العلمية المختلفة من علوم الكون السائدة في هذا العصر الحديث ، وقد أثبت هؤلاء العلماء في مقالاتهم هذه وجود الله جلَّ وعلا ، عن طريق ما وَعَوْه من الأدلة الكثيرة المنبثة في مجالات اختصاصاتهم العلمية .
وفي هذا الكتاب يطلع القارئ على نوع من الأدلة العلمية ، التي تفرض سلطانهم على العلماء الماديين ، من خلال ملاحظاتهم وتجاربهم واختباراتهم العلمية ، فتجعلهم يؤمنون بالله ، ويجد فيه أيضاً الرد الكافي على مروجي الإلحاد ، الذين يزعمون أن العلوم تبعد عن الإيمان بالله ، وأن جميع أو معظم العلماء الكونيين ملحدون .
ونلخص فيما يلي أبرز ما في هذه المقالات وأجوده:
1- المقالة الأولى :
كتبها (فرانك ألن) ، عالم الطبيعة البيولوجية ، تحت عنوان : "نشأة العالم هل هو مصادفة أو قصد؟".
وقد جاء فيها قوله :
"إذا سلمنا بأن هذا الكون موجود فكيف نفسر وجوده ونشأته؟
هناك احتمالات أربعة للإجابة على هذا السؤال:
1- فإما أن يكون هذا الكون مجرد وهم وخيال ، وهذا يتعارض مع ما سلمنا به من أنه موجود .
2- وإما أن يكون هذا الكون قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم ، وهذا مرفوض بداهة .
3- وإما أن يكون هذا الكون أزلي الوجود ليس لنشأته بداية ، وهذا الاحتمال يساوي ما يقوله المؤمنون بالله بالنسبة إلى أزلية الخالق ، لكن قوانين الكون تدل على أن أصله وأساسه مرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة ، فهو إذن حدث من الأحداث ، ولا يمكن إحالة وجود هذا الحدث المنظم البديع إلى المصادفة عقلاً ، ولذلك فهذا الاحتمال باطل أيضاً.
4- وإما أن يكون لهذا الكون خالق أزلي أبدعه ، وهو الاحتمال الذي تقبله العقول دون اعتراض ، وليس يرد على إثبات هذا الاحتمال ما يبطله عقلاً ، فوجب الاعتماد عليه".
ولا بد أن يلاحظ القارئ أن استدلال هذا العالم القائم على الحصر العقلي هو في غاية القوة ، فكيف يورط الملحدون أنفسهم ، فينكرون وجود الله بعد أن أقام لهم سبحانه كل هذه الأدلة والشواهد على وجوده سبحانه؟ ألا يضعون في حسابهم احتمال صدق أخبار الرسل ، وبها يعرضون أنفسهم للعذاب الخالد ، دون أن يجنوا في مقابل ذلك أي ربح؟.
ولكنها مواقف المعاندين ، يرون الحقائق ، ويرون مواقع العذاب ، وتشتد عليهم النذر ، ويصرون على مواقف العناد ، ويحاولون تبرير موقفهم بالأكاذيب والمخادعات والتضليلات وألوان الزخرف من القول .
2- المقالة الثانية :
كتبها (روبرت موريس بيدج) ، عالم الطبيعة ، وأول من اكتشف الرادار في العالم سنة (1934م) ، وقد كتب هذه المقالة تحت عنوان: "اختبار شامل" .
وقد جاء فيه قوله :
"وجدنا أناساً موهوبين يحدثوننا عن الغيب ، يقولون إنهم رسل الله ، وما حدثونا به قسمان :
1- قسم يقولون فيه : إن لهذا الكون خالقاً واحداً يجب الإيمان به .
2- وقسم يخبروننا فيه عن بعض أمور الغيب التي ستحدث ، أما القسم الثاني فقد وقع كما أخبرونا به بعد مئات السنين ، وأبدت الأيام وأثبت التاريخ صدق هذه النبوءات جميعاً ، وهي من الأشياء التي عجزت العلوم حتى اليوم أن تجد لها تفسيراً ، فدل ذلك على صحة رسالتهم ، وصدق أخبارهم ، ووجب أن نصدقهم فيما أخبرونا به عن الله تعالى وصفاته ، وهو القسم الأول ، لأن عقولنا لا تمنع منه ، بل عندنا من الشعور الداخلي ما يثبته".
ثم قال : "إن الإيمان بوجود الله من الأمور الخاصة التي تنبت في شعور الإنسان وضميره ، وتنمو في دائرة خبرته الشخصية".
فهذا العالم الذي اكتشف الرادار لأول مرة يدفعه إنصافه وحياده وأمانته الفكرية إلى إعلان إيمانه بالله ، مع التواضع الكريم المعروف عند العلماء حقاً ، وهكذا العلماء المتحلون بالأمانة الفكرية ، كلما ازداد علمهم زاد تواضعهم وزادت كمالاتهم الخلقية ، فلا يجحدون التوهم ، ولا يستكبرون عن الاعتراف بالحقيقة ، والإذعان لما يترجح لديهم من احتمالات وفق المنهج العلمي السليم .
أما الجهلة المتبجحون بالعلم فإن الغرور بالنفس يدفع بهم إلى مواقف العجب والكبر ، حتى يتطاولوا تطاول الحمقى ، فيعلنوا جحودهم بخالقهم ورازقهم ، استكباراً عن طاعته ، وتطلعاً إلى التحرر من أوامره ونواهيه ، تلبية لأهوائهم الجامحة ، وشهواتهم الجانحة ، أو خدمة لأسيادهم قادة المنظمات الإلحادية في العالم .
3- المقالة الثالثة :
كتبها (ماريت ستانلي كونجدن) ، وهو عالم طبيعي وفيلسوف ، وعضو الجمعية الأمريكية الطبيعية ، كتبها تحت عنوان : "درس من شجرة الورد".
وقد جاء فيها ما خلاصته :
1- إن كثيراً من الأمور التي نسلم بها إنما نعتمد فيها على الاستدلال المنطقي .
2- من أمثلة ذلك كثير من استنتاجاتنا اليومية في حياتنا العادية ، والعلوم الفلكية التي ليس بيننا وبينها اتصال مادي مباشر ، وبحوث الذرة ، واستخدام قوانين الكتلة والطاقة ، في استنباط صفات الذرة وتركيبها وخواصها ، مع العلم بأن العلماء لم يروا الذرة حتى الآن بطريقة مباشرة ، وقد أيدت القنبلة الذرية الأولى ما وصل إليه العلماء من قوانين ونظريات حول تركيب الذرة غير المنظور ووظائفها .
ومن هذه الأمثلة وجود الله ، فإننا نستطيع أن نصل إلى معرفته عن طريق الاستدلال المنطقي ، الذي يقوم على تفسير النتائج بنظائرها أو مثيلاتها .
3- برغم أن العلوم لا تؤيد وجود عالم غير مادي تأييداً كاملاً ، لأن الدائرة التي تعمل فيها تقع في حدود المادة ، فإنها لا تستطيع أن تنفي بصورة قاطعة وجود عوالم أخرى غير مادية وراء العالم المادي .
4- نستطيع بطريقة الاستدلال والقياس بقدرة الإنسان وذكائه في عالم يفيض بالأمور العقلية أن نصل إلى وجوب وجود قوة مسيطر مدبرة تسير هذا الكون وتدبر أمره .
ثم ختم مقاله بقوله: "إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ، ويدل على قدرته وعظمته ، وعندما نقوم – نحن العلماء – بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية ، فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته".
4- المقالة الرابعة :
كتبها (جون كليفلاند كوثران) وهو من علماء الكيمياء والرياضيات ، ورئيس قسم العلوم الطبيعية بجامعة (دولث) ، كتبها تحت عنوان : "النتيجة الحتمية".
بدأ الكاتب مقالته بكلمة (لورد كيلفن) وهو من علماء الطبيعة البارزين في العالم : "إذا فكرت تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد بوجود الله".
ثم جاء فيها ما خلاصته:
1- تنقسم العوالم إلى ثلاث أقسام:
( أ ) العالم المادي .
(ب) العالم الفكري .
(ج) العالم الروحي .
2- إن التطورات الهامة التي تمت في جميع العلوم الطبيعية خلال السنين المئة الأخيرة ، بما في ذلك الكيمياء ، قد حدثت بسبب استخدام الطريقة العلمية في دراسة المادة والطاقة ، وعند استخدام هذه الطريقة تبذل كل الجهود للتخلص من كل احتمال من الاحتمالات الممكنة التي تجعل النتيجة التي تصل إلهيا راجعة إلى محض المصادفة .
3- أسهب الكاتب في الأمثلة العلمية عن طريق الكيمياء ، ليكشف أن سلوك أي جزء من أجزاء المادة مهما صغر ، لا يمكن أن يكون سلوكاً عشوائياً ناجماً عن المصادفة ، بل كل شيء يسير وفق قانون يهيمن على سلوكه .
4- ثم قال الكاتب : "فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أن المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضتها على نفسها؟
لا شك أن الجواب سيكون سلبياً.
وتدلنا الكيمياء على أن بعض المواد في سبيل الزوال والفناء ، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة ، والآخر بسرعة ضئيلة ، وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية ، ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية ، إذ إن لها بداية .
وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة ولا تدريجية ، بل وجدت بصورة فجائية .
وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه المواد ، وعلى ذلك فإن هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقاً ، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ، ليس لعنصر المصادفة بينها مكان .
فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه ، أو يحدد القوانين التي يخضع لها فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي ، متصف بالعلم والحكمة".
وهكذا العلماء المنصفون ، فما أروع العالم حينما يدفعه علمه وحياده وإنصافه إلى الاعتراف بالحقيقة ، ولو كانت تخالف هواه وتشهياته ، أو تحد من حريته ، أو تلزمه بأن يتواضع ولا يستكبر!
وما أبعد الملحدين عن مثل هذا الموقف الكريم!
5- المقالة الخامسة :
كتبها (إدوارد لوثر كيسيل)، أستاذ الأحياء ورئيس القسم بجامعة سان فرانسيسكو ، وهي بعنوان : "فلننظر إلى الحقائق دون ميل أو تحيز".
وقد جاء في هذه المقالة ما خلاصته:
1- أضاف البحث العلمي خلال السنوات الأخيرة أدلة جديدة على وجود الله ، زيادة على الأدلة الفلسفية التقليدية .
2- لقد عمت بلادنا في السنوات الأخيرة موجة من العودة إلى الدين ، ولم تتخط هذه الموجة معاهد العلم لدينا .
لا شك أن الكشوف العلمية الحديثة التي تشير إلى ضرورة وجود إله لهذا الكون ، قد لعبت دوراً كبيراً في هذه العودة إلى رحاب الله والاتجاه إليه .
3- يرى البعض أن الاعتقاد بأزلية هذا الكون ليس أصعب من الاعتقاد بوجود إله أزلي ، ولكن القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية يثبت خطأ هذا الرأي ، فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً ، ولا يقتصر ما قدمته العلوم على إثبات أن لهذا الكون بداية ، فقد أثبتت فوق ذلك أنه بدأ دفعة واحدة منذ خمسة بلايين سنة ، والواقع أن الكون لا يزال في عملية انتشار مستمر تبدأ من مركز نشأته .
4- لو أن المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من أدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبعد عن الحيز الذي ينظرون به إلى نتائج بحوثهم ، ولو أنهم حرروا عقولهم من سلطان التأثر بعواطفهم وانفعالاتهم ، فإنهم يسلمون دون شك بوجود الله ، وهذا هو الحل الوحيد الذي يفسر الحقائق ، فدراسة العلوم بعقل متفتح سوف تقودنا دون شك إلى إدراك وجود السبب الأول الذي هو الله".
وهكذا أثبت هذا العالم من علماء الأحياء ما توصل إليه بالبحث العلمي المحايد من ضرورة التسليم بوجود الخالق جلَّ وعلا ، نظراً في الظواهر الكونية التي ترشد إلى حقائق علمية وراءها ، وأثبت أن موجة من العودة إلى الإيمان بالله تعم معاهد العلم في بلاده .
6- المقالة السادسة :
كتب هذه المقالة (وولتر أوسكار لندبرج) ، عالم الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية وعميد معهد هورمل منذ سنة (1919م) ، والمقالة بعنوان : "استخدام الأسلوب العلمي".
وقد جاء فيها ما خلاصته :
1- أرجع هذا العالم في مقاله إخفاق بعض العلماء في فهمهم وقبولهم لما تدل عليه المبادئ الأساسية ، التي تقوم عليها الطريقة العلمية من وجود الله والإيمان به إلى أسباب لا صلة لها بالبحث العلمي وخص بالذكر منها سببين اثنين:
السبب الأول : ما تتبعه بعض الجماعات أو المنظمات الإلحادية أو الدولة من سياسة معينة ترمي إلى شيوع الإلحاد ومحاربة الإيمان بالله ، بسبب تعارض عقيدة الإيمان بالله مع صالح هذه الجماعات أو مبادئها[8] .
السبب الثاني : المعقدات الفاسدة التي تجعل الناس منذ الطفولة يعتقدون بإله على صورة إنسان[9] وعندما تنمو العقول بعد ذلك ، وتتدرب على استخدام الطريقة العلمية فإن تلك الصورة التي تعلموها منذ الصغر لا يمكن أن تنسجم مع أسلوبهم في التفكير ، أو مع منطق مقبول ، وأخيراً عندما تخيب جميع المحاولات في التوفيق بين تلك الأفكار الدينية القديمة ، وبين مقتضيات المنطق والتفكير العلمي ، نجد هؤلاء المفكرين يتخلصون من الصراع بنبذ فكرة الله كلية ، ومن ثم فلا يحبون العودة إلى التفكير في هذه الموضوعات التي تدور حول وجود الله[10].
2- ثم وجه كاتب المقال إلى الاعتماد في الإيمان بالله على أساس روحاني ، وأوضح أن الإيمان بالله مصدر لسعادة لا تنضب في حياة كثير من البشر .
3- ثم قال : أما المشتغلون بالعلوم الذين يرجون الله فلديهم متعة كبيرة يحصلون عليها كلما وصلوا إلى كشف جديد في ميدان من الميادين ، إذ أن كل كشف جديد يدعم إيمانهم بالله ويزيد من إدراكهم وإبصارهم لأيادي الله في الكون".
7- المقالة السابعة :
كتبها (بول كليرانس إبرسولد)، وهو أستاذ الطبيعة الحيوية ، ومدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل (أوج ريدج) وعضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعية النووية ، وهذه المقالة تحت عنوان : "الأدلة الطبيعية على وجود الله".
وقد جاء فيها ما خلاصته:
1- بدأ هذا العالم الطبيعي مقالة بكلمة للفيلسوف الإنكليزي (فرانس بيكون) التي قالها منذ أكثر من ثلاثة قرون:
"إن قليلاً من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد ، أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين"، ثم أيد كلمة هذا الفيلسوف بالشرح .
2- استدل على وجود الله تعالى بدليل اتفاق الناس في الشعور المشترك بوجوده فقال:
وقد لمس الناس عامة –سواء بطريق فلسفية عقلية أو روحانية- أن هناك قوة فكرية هائلة ونظاماً معجزاً في هذا الكون يفوق ما يمكن تفسيره على أساس المصادفة ، أو الحوادث العشوائية التي تظهر أحياناً بين الأشياء غير الحية ، التي تتحرك أو تسير على غير هدى ، ولا شك أن اتجاه الإنسان وتطلعه إلى البحث عن عقل أكبر من عقله وتدبير أحكم من تدبيره وأوسع ، لكي يستعين به على تفسير هذا الكون ، يعد في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر وتدبير أعظم ، هي قوة الله وتدبيره ، وبرغم أننا نعجز عن إدراكه إدراكاً كلياً أو وصفه وصفاً مادياً ، فهنا ما لا يحصى من الأدلة المادية على وجوده تعالى ، وتدل أياديه في خلقه على أنه العليم الذي لا نهاية لعلمه ، الحكيم الذي لا حدود لحكمته ، القوي إلى أقصى حدود القوة".
8- المقالة السادسة عشرة :
كتبها (جورج هربرت بلونت)، أستاذ الفيزياء التطبيقية ، وكبير المهندسين بقسم البحوث الهندسية بجامعة (كاليفورنيا)، وهي مقالة بعنوان : "منطق الإيمان".
وقد جاء فيها ما خلاصته:
1- قال كاتب المقالة : "إنني أؤمن بالله ، بل وأكثر من ذلك ، إنني أكل إليه أمري ، ففكرة الألوهية بالنسبة لي ليست مجرد قضية فلسفية ، بل إن لها في نفسي قيمتها العملية العظمى ، وإيماني بالله جزء من صميم حياتي اليومية".
2- ثم بعد أن قرر مبدأ الأمور البدهية التي نقبل بها قبول تسليم وإيمان ، قال :
"وكذلك الحال فيما يتعلق بوجود الله ، فوجوده تعالى أمر بدهي من الوجهة الفلسفية ، والاستدلال بالأشياء على وجود الله – كما في الإثبات الهندسي- لا يرمي إلى إثبات البدهيات ولكنه يبدأ بها ، فإذا كان هناك اتفاق بين هذه البدهية وبين ما نشاهده من حقائق الكون ونظامه فإن ذلك يعد في ذاته دليلاً على صحة البدهية التي اخترناها".
3- ثم قسم الأدلة إلى أنواع فقال : "والأدلة أنواع : منها الأدلة الكونية ، ومنها الأدلة التي تقوم على أساس إدراك الحكمة ، ثم الأدلة التي تكشف عنها الدراسات الإنسانية .
فالأدلة الكونية : تقوم على أساس أن الكون متغير ، وعلى ذلك فإنه لا يمكن أن يكون أبدياً ، ولا بد من البحث عن حقيقة أبدية عليا .
أما الأدلة التي تبنى على إدراك الحكمة: فتقوم على أساس أن هناك غرضاً معيناً أو غاية وراء هذا الكون ، ولا بد لذلك من حكيم أو مدبر .
وتكمن الأدلة الإنسانية ، وراء طبيعة الإنسان الخلقية ، فالشعور الإنساني في نفوس البشر إنما هو اتجاه إلى مشرِّع أعظم".
4- ثم ناقش الكاتب وضع الملحدين فقال : "ويلاحظ أن للملحدين منطقهم ، ولكنه منطق سلبي ، فهم يقولون : إن وجود الله يستدل عليه بشواهد معينة وليس ببراهين قاطعة ، وهذا من وجهة نظرهم يعني عدم وجود الله تعالى ، إنهم يردون على الأدلة الكونية بقولهم : إن المادة والطاقة يتحول كل منهما إلى الآخر ، بحيث يمكن أن يكون الكون أزلياً ، كما أنهم ينكرون النظام في الكون ويرونه مجرد وهم ، وهكذا ينكرون الشعور النفسي بالعدالة والاتجاه نحو موجه أعظم ، ومع ذلك لا يستطيعون أن يقيموا دليلاً واحداً على عدم وجود الله ، ومن منطقهم أن الأدلة المقدمة لإثبات وجود الله لا تعتبر كافية من وجهة نظرهم ، وهناك فئة أخرى من الملحدين لا يعترفون بإله لهذا الكون ، لأنهم لا يرونه ، ولكنهم لا ينفون وجود إله في كون أو عالم آخر غير هذا الكون ، ولا شك أن هذا موقف مائع متضارب لا يستند إلى أساس سليم .
فإذا قارنا بين الشواهد التي يستدل بها المؤمنون على وجود الله وتلك التي يستند إليها الملحدون في إنكار ذاته العلية ، لاتضح لنا أن وجهة نظر الملحد تحتاج إلى تسليم أكثر مما تحتاج إليه وجهة نظر المؤمن ، وبعبارة أخرى : نجد المؤمن يقيم إيمانه على البصيرة ، أما الملحد فيقيم إلحاده على العمى .
وأنا مقتنع أن الإيمان يقوم على العقل ، وأن العقل يدعو إلى الإيمان ، وإذا كان الإنسان يعجز أحياناً عن مشاهدة الأدلة فقد يكون ذلك راجعاً إلى عدم قدرته على أن يفتح عينيه".
وهكذا مررنا على تلخيص لمقالات ثمان[11] من أصل ثلاثين مقالة لثلاثين عالماً من كبار علماء النهضة العلمية المعاصرة ، موجودة في كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" ورأينا منها أن العلوم المادية تؤيد قضية الإيمان بالله جلَّ وعلا ، ولا تؤيد قضية الإلحاد مطلقاً .
(ي) ويقول الفيلسوف (هرشل):
"إنه كلما اتسع نطاق العلوم تحققت وكثرت الأدلة على وجود حكمة خالقة قادرة مطلقة ، وعلماء الأرضيات والهيئة والطبيعيات والرياضيات يهيئون بمساعيهم واكتشافاتهم كل ما يلزم لإنشاء معبد العلوم إعلاء لكلمة الخالق".
(ك) أذاعت وكالة (رويتر) على العالم كله برقية جاء فيها ما يلي:
"نيويورك _ ر _ استفتت مجلة "كوليرز" المعروفة عدداً كبيراً من علماء الذرة والفلك وعلم الأحياء (بيولوجيا) والرياضيات ، فأكدوا أن لديهم أدلة وقرائن كثيرة تثبت وجود كائن أعظم ، ينظم هذا الوجود ويرعاه بعنايته ورحمته وعلمه الذي لا حدَّ له . ويقول الدكتور (راين) إنه ثبت من أبحاثه في المعامل أن في الجسم البشري روحاً أو جسماً غير منظور. وقال عالم آخر : إنه لا يشك في أن الكائن العظم – وهو ما تسميه الأديان السماوية (الله) – هو الذي يسيطر على الطاقة الذرية وغيرها من الظواهر والقوانين الخارقة في هذا الوجود".
(ل) وجاء في كتاب "الله في الطبيعة" للفيلسوف (كميل فلامريون) ، وهو فيلسوف ينكر اليهودية والنصرانية ولا يعرف الإسلام ، ما يلي :
"إذا انتقلنا من ساحة المحسوسات إلى الروحيات ، فإن الله يتجلى لنا كروح دائم موجود في كل شيء".
ويقول بحسب نظراته الخاصة التي لم يأخذها من التعاليم الدينية:
"ليس هو (أي الله) سلطاناً يحكم من فوق السماوات ، بل هو نظام مستتر مهيمن على كاف الموجودات .
ليس مقيماً في جنة مكتظة بالصلحاء والملائكة ، بل إن الفضاء اللانهائي مملوء به ، فهو موجود مستقر في كل نقطة من الفضاء ، وكل لحظة من الزمان ، أو بتعبير أصح : هو قيوم لا نهائي منزه عن الزمان والمكان والتسلسل والتعاقب .
ليس كلامي هذا من جملة عقائد ما وراء الطبيعة المشكوك في صحتها ، بل من النتائج القطعية التي استنبطت من القواعد الثابتة للعلم ، كنسبية الحركة وقدم القوانين .
إن النظام العام الحاكم في الطبيعة ، وآثار الحكمة المشهودة في كل شيء والمنتشرة كنور الفجر وضياء الشفق في الهيئة العامة ، لا سيما الوحدة التي تتجلى في قانون التطور الدائم تدل على أن القدرة الإلهية المطلقة هي الحوافظ المستترة للكون ، هي النظام الحقيقي ، هي المصدر الأصلي لكافة القوانين الطبيعية وأشكالها ومظاهرها".
* التعليق على هذه الأقوال المؤمنة:
وباستعراض هذه الأقوال المؤمنة لطائفة من كبار علماء الكون الماديين – ويوجد أمثالها كثير – يتبين للمنصف بوضوح مدى المغالطات والافتراءات التي بنى عليها الملحد الماركسي العربي (د. العظم) كتابه المتهافت "نقد الفكر الديني" لا سيما حينما زعم أن مزاج حضارة القرن العشرين وثقافته ممتلئة بالتردد والميوعة حيال الدين والمعتقدات الدينية ، وذلك في الصفحة (19) من كتابه.
وتجاهل كل الأقوال المؤمنة التي قالها كبار العلماء الماديين من علماء القرن العشرين ،وكل الشهادات العلمية الإيمانية .
وتجاهل أيضاً الأعمال التخريبية لأصول الإيمان ، وهي الأعمال التي تقوم بها منظمات عالمية ، ترى أن نشر الإلحاد ودعم قضيته مما يخدم مصالحها الخاصة أحسن خدمة ، إذ يجعل الشعوب الإنسانية على حافة الانهيار ، ومتى انهارت تسلمتها أفواه الذئاب والثعابين الواقفة لها بالمرصاد .
وكل من يخدم قضية الإلحاد باندفاع وحماسة فهو جندي من جنود هذه المنظمة العالمية ، وكثيراً ما يكون غراً لا يزيد أجره عند قادة المنظمة على أجر قاتل أمه وأبيه ، متى قتلهما ألحق بهما ، وقد كان من قبل يمنى بالأماني العريضة ، وتتحلب أشداقه على المواعيد الحلوة ، وذلك لأن من استخدمه حربة لم يستخدمة إلا ليكسره متى استنفد أغراضه منه .
ألم يطلع الملحد (العظم) على كل هذه الأقوال المؤمنة ونظائرها؟ ألم ينظر من أقوال العلماء إلا أقوال (برتراند رسل) لأنه اتجه إلى الإلحاد؟ ألم يقرأ من أقوال العلماء المؤمنين إلا مقالة الفيلسوف (وليم جيمس) إذ رأى استدلاله على وجود الله استدلالاً ضعيفاً؟ وقد جاء بعده علماء كثيرون كانت لهم أقوال ومقالات مشتملة على بيانات وأدلة أقوى مما ساقه (وليم جيمس).
أليس هذا من طمس الحقائق والتلاعب بها؟ فأين الأمانة العلمية التي يتظاهر بالغيرة عليها؟
ولكن هذا هو شأن المبطلين حينما ينصرون الباطل الذي يتعصبون له بدافع المصالح والمنافع الخاصة لا بدافع نشدان الحقيقة .
لقد رأينا في حشد هذه الأقوال المؤمنة للعلماء الماديين وكثير منهم من علماء القرن العشرين أن موجة من العودة إلى الدين الصحيح الصافي تسود الأوساط العلمية الكبرى .
فما ادعاه (العظم) في الصفحة (28) من "أن النظرة العلمية التي وصل إليها الإنسان عن طبيعة الكون والمجتمع والإنسان خالية عن ذكر الله" ، ادعاء كاذب وباطل لا أساس له من الصحة مطلقاً .
ولكن هل للمبطل إذا أراد أن ينصر باطله إلا السفسطة ، والمغالطة ، والمراوغة عن الحق ، وصناعة الأكاذيب ، والتمويه بالأقوال المزخرفة .
ولنفرض جدلاً أن العلماء الماديين جميعهم أنكروا وجود الله ، أفيؤثر ذلك على حقيقة وجود الله جلَّ وعلا ؟ هل ينتظر من العلوم المادية المتقدمة وأجهزتها المتطور أن ترينا الله تبارك وتعالى رؤية حسية . إن أقصى ما تفعله أن ترينا آيات الله في الكون ، أما ذات الله تبارك وتعالى فلن تستطيع أن ترينا إياها ، وهذا ما بينه الله بقوله في سورة (فصِّلت/41 مصحف/61 نزول):
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ }.
على أننا نقول: هل تستطيع العلوم المادية المتقدمة ، وأجهزتها المتطورة ، أن ترينا كثيراً من الطاقات الكونية التي غدت حقائق علمية ثابتة لدى العلماء الماديين عن طريق الاستنتاج من ظواهرها وآثارها ، وهذه الحقائق التي أثبتوها ليست إلا تفسيرات نظرية للظواهر؟
إن أقوال العلماء الماديين المؤمنين الذين نشأوا في عصر النهضة العلمية المادية الحديثة لتقدم للمتشككين أدلة كافية على أن العلوم المادية ليست علوماً ملحدة في حقيقتها ، لكن الإلحاد ملصق بها بطريقة صناعية مقصودة موجهة ، من قبل فئات خاصة لها في نشر الإلحاد مصالح سياسية واقتصادية ضد خيرية البشرية وسعادتها .
ومن هذه الأقوال يتبين لنا بوضوح أنهن لا يوجد تناقض ولا تعارض مطلقاً في نظر جمهور العلماء الماديين بين الدين والعلم حول الأساس الأول من أسس العقيدة الدينية ، وهي عقيدة الإيمان بالله جلَّ وعلا ، وبهذا تنهار المستندات الإلحادية التي تزعم وجود هذا التناقض بالنسبة إلى هذه النقطة بالذات ، باعتبارها مجال بحثنا الآن ، وباعتبارها أعظم نقطة في الأيديولوجية الإلحادية ، والتي يحاول الملحدون جهدهم أن يوجدوا لها المبررات النظرية ، أو المبررات العملية ، فلا يجدون إلا افتراء الأكاذيب ، وصناعة المغالطات ، والاحتماء المزور بالتقدم العملي والصناعي ، وسرقة أسلحة العلم التي لا تملك في الحقيقة الدفاع عن الإلحاد ، وإنما هي في الأصل أسلحة لقضية الإيمان ، يحسن استعمالها العالمون بها ، وتكون عند الجاهلين بها أسلحة معطلة ، ويسرقها الملحدون فيحملونها أمام الجاهلين ، فيتخيل الجاهلون بها أنها فعلاً أسلحة للملحدين ، وهي تدعم قضية الإلحاد ، مع أن الحقيقة بخلاف ذلك ، إنها أسلحة للمؤمنين العالمين بها ، الذين يحسنون استعمالها .
ومثل الملحدين في نظري إذ يسرقون أسلحة المؤمنين كمثل وارث كنز عظيم ، ولكن هذا الوارث قد نشأ وهو يجهل أين خبأ له مورثه كنزه ، وأقبل خبراء البحث عن الكنوز ينقبون ويبحثون ، وتسلل من وراء هؤلاء الخبراء لصوص ، تظاهروا بأنهم باحثون خبراء ، ولكنهم وقفوا يرصدون ما يعثر عليه الباحثون الحقيقيون ، ليسرقوه كله أو ما يستطيعون سرقته منه ، وكان مورث الكنز قد كتب اسمه ورسم صورته على أحد وجهي مصكوكاته الذهبية علامة على أنها له ، وقد خبأها لوارثه ، أما الخبراء المنقبون الأمناء : فإنهم لما ظفروا بما وجوده من الكنز، أعلنوا ما شهدوا من كتابة ورسوم على مصكوكاته ، وثبتوا استحقاق الوارث لها ، وأخذوا أجرهم على أعمالهم . وآخرون لم تكن لديهم الأمانة الكافية أو كانوا جاهلين بقراءة المكتوبات الأثرية أخذوا ما عثروا عليه ، وانتفعوا بالكنز ، ولم يعلنوا ما شهدوا من كتابة ورسوم على مصكوكاته ، ولم يهتموا بأن يعترفوا باستحقاق الوارث لها . وجاء من وراء الفريقين فئة اللصوص ، فسطوا على بعض ما استخرجه الخبراء من الكنز ، وطمسوا الوجه المكتوب ، وأقبلوا يفاخرون بأن الكنز كله هو ملكهم ، وهو ميراثهم ، والدليل على ذلك أن بعض قطع مصكوكاته الذهبية في أيديهم ، قد عثروا عليها وفيها كتابة تشهد لهم بأن مورِّثهم قد خبأها لهم .
وحينما يُقال لهم : أرونا هذه الكتابة التي تشهد لكم يقولون: فلان قال هذا ، وفلان قال هذا ،وفلان قال هذا ، وكل هؤلاء الذين ذكروهم هم من فئة اللصوص أنفسهم ، أو من غيرهم ولكن يكذبون عليهم ، ويظلُّون حريصين على أن يبقى الوجه الثاني للمصكوكات الذهبية مطموساً ، حتى لا تنكشف لعبتهم القائمة على اللصوصية والتزوير .
( 5 )
بأسلوب مَهين من الغوغائية الجدلية لمحاربة الدين ومناصرة قضية الإلحاد ، قال الناقد (د. العظم) في الصفحة (38) من كتابه :
"جلي أن هذه النظرة الإسلامية للكون هي نظرة غائية ، تعتمد في تفسيرها لطبيعة الكون على العلل الغائية ، والأهداف السامية ، وعلى مفاهيم أخلاقية مثل "الحق والعدل".
هل تنسجم هذه النظرة الغائية إلى الكون والحياة مع النظرة العلمية التي تسود العالم المعاصر وثقافته؟ لو رجعنا إلى التفسيرات العلمية للكون من (نيوتن) إلى (أينشتاين) هل نجد في صلبها مقولات مثل (الأهداف السامية) أو (الحق والعدل) أو (الروح والجمال والخالق)؟ هل نجد لهذه المفاهيم الأخلاقية الدينية أي ذكر في النظرية النسبية ، أو في ميكانيكا الكموم مثلاً؟ سؤال جدير بالتمحيص والإيضاح والمناقشة على أقل تعديل".
هذا كلامه بالحرف الواحد ، فياللعجب العجاب!! أعلى هذا المستوى الفكري السخيف تعرض قضية الإلحاد ، وتناقش قضية الإيمان بالله؟!
أهكذا يجازف بمنطقه وفلسفته ليصنع حجة مكشوفة السخف والتفاهة؟
ولكن إذا لم يكن لديه حقائق يناقش بها أفلا يطرح أكوام ألفاظ يغالط بها المراهقين ، ويوهمهم فيها أنه يصنع جدليات عالية؟
قد يتصور أن مراهقي الأفكار المفتونين بالألفاظ الحديثة إذا لم يفهموا أكوام ألفاظه هذه فإنهم سيظنون أن كاتبها ضليع بدلالاتها ، ما دام قد استخدم في غضونها عبارات النظرة العلمية التي تسود العالم المعاصر وثقافته ، والنظرية النسبية ، وميكانيكا الكموم ، وله أن يحشر معها إذا شاء عبارات (الجداول الرياضية) و(الطاقة الذرية) و(الطاقة الهيدروجينية) و(طائرات الميغ) و(الأقمار الصناعية) و(حضارة القرن العشرين) و(موسكو) و(نهر الراين) و(جبال هيمالايا) ، إلى غير ذلك من ألفاظ وعبارات لا صلة لها بموضوع البحث .
فما صلة النظرية النسبية وميكانيكا الكموم بالحديث الصريح عن الله تعالى ، أو التعرض إلى المفاهيم الأخلاقية ، حتى يعتبر عدم ذكر اسم الله والمفاهيم الأخلاقية فيها دليلاً على نفي وجود الله ، أو على إلغاء المفاهيم الأخلاقية؟!
إن عمله يشبه عمل من ينكر وجود القطب الشمالي لأنه لم يوجد له ذكر في جدول الضرب ، ولا في كتاب "تعلمي سيدتي كيف تطبخين" ، ولا في بطن "حصان طروادة" ، ولا في "السمفونية التاسعة لبيتهوفن".
هذا مع أن العلامة (ألبرت أينشتاين) صاحب النظرية النسبية قد كان مؤمناً قوي الإيمان بوجود الله ، ومن أقواله : "إن أصحاب العبقريات الدينية في جميع العصور قد عرفوا بهذا النوع من الشعور الديني الذي لا ينتمي إلى نحلة ، ولا يتمثل الله في أمثلة بشرية ، إنني لأرى أن أهم وظيفة من وظائف الفن والعلم هي أن يوقظا هذا الشعور ، وأن يستبقياه حياً في الذين تهيأوا له".
أليس عجيباً أن يقول (أينشتاين) مثل هذا الكلام وهو صاحب النظرية النسبية ، ثم يأتي (د. العظم) فيورد (النظرية النسبية) مورد الاستشهاد لإنكار وجود الله ، ونقض المفاهيم الأخلاقية الدينية ، باعتبار أن هذه الأمور لم تذكر فيها؟
كان عليه قبل أن يستشهد بـ(أينشتاين) وبـ(النظرية النسبية) أن يراجع على أقل تقدير ما يعرف الناس عن هذا العالم ، وعن أقواله في الدين ، حتى لا يورط نفسه بهذا التهافت الذي سقط فيه .
إن (أينشتاين) لو كان يرى أن نظريته النسبية تتنافى مع الدين لدعم بنظريته الإلحاد ، ولأعلن بها نقض الدين ، لكنه _كما رأينا_ على العكس من ذلك حريص على إيقاظ الشعور الديني ، وإبقائه حياً في الذين تهيأوا له .
لكن (د. العظم) حينما أورد اسم (أينشتاين) و(النظرية النسبية) في غضون كلامه ، إنما عمد إلى السفسطة والمغالطة ، والإيهام ، ليصور للقارئ الجاهل أنه يصنع شيئاً لدعم قضية الإلحاد ، فهو يذكر الأسماء الكبيرة في مجال العلوم المادية ، ليستر بها تضليله وغوغائيته الجدلية .
وكما أوهم أن (أينشتاين) ملحد ، أوهم أيضاً أن العالم (لابلاس) من فئة الملحدين ، على خلاف ما عليه واقع حال هذا العالم .
قال (العظم) في الصفحة (28) من كتابه:
" عندما نقول مع (نيتشه) : إن الله قد مات أو هو في طريقه إلى الموت (والعياذ بالله من حكاية هذا الكلام الكبير الشنيع) فنحن لا نقصد أن العقائد الدينية قد تلاشت من ضمير الشعوب ، وإنما تعني أن النظرة العلمية التي وصل إليها الإنسان عن طبيعة الكون والمجتمع والإنسان خالية من ذكر الله تماماً كما قال (لابلاس)".
إنه يحشر اسم العالم (لابلاس) هنا ليموه بأنه من أنصار قضية الإلحاد بالنظرة العلمية التي وصل إليها الإنسان عن طبيعة الكون والمجتمع والإنسان ، ولا يؤيد قضية الإيمان بالله ، مع أن (لابلاس) مؤمن أخذاً منن أقواله ، وله في الاستدلال على وجود الله وَرَدِّ أقوال الجاحدين كلام طيب ، يلغي فكرة الاعتماد على المصادفات ، ويرى أن النظام الكوني الرائع لا بد له من خالق .
لقد شرح (لابلاس) دليل الحركة الكونية ، وأبان قوة هذا الدليل في جسم الشبهات التي يثيرها الجاحدون فقال "أما القدرة الفاطرة التي عينت جسامة الأجرام الموجودة في المجموعة الشمسية وكثافتها ، وثبتت أقطار مداراتها ، ونظمت حركاتها بقوانين بسيطة ، ولكنها حكيمة ، وعينت مدة دوران السيارات حول الشمس والتوابع حول السيارات بأدق حساب ، بحيث إن النظام المستمر إلى ما شاء الله لا يعروه خلل..
هذا النظام المستند إلى حساب يقصر عقل البشر عن إدراكه ، والذي يضمن استمرار واستقرار المجموعة إزاء ما لا يعد ولا يحصى من المخاطر المحتملة ، لا يمكن أن يحمل على المصادفة إلا باحتمال واحد من أربعة تريوليونات ، وما أدراك ما أربعة تريوليونات؟ إنه عدد من كلمتين ، ولكن لا يمكن أن يحصيه المحصى إلا إذا لبث خمسين ألف عام يعد الأرقام ليلاً ونهاراً ،على أن يعد في كل دقيقة (150) عدداً"
صحيح أن (لابلاس) أعلن قوله:
"إن العالم العظيم الذي سيتمكن من معرفة انتشار الذرات في السحب السديمية الأولية سيكون باستطاعته أن يتنبأ بكل مستقبل الكون وأحداثه"[12].
ولكن قوله هذا لا يعني إنكاره للخالق ، وإنما يدل على شعوره بأن الكون سائر وفق نظام مرسوم خاضع لسلاسل سببية متتابعة ، يمكن التنبؤ باللاحق منها لدى معرفة السابق .
وأما ما نسبه (د. العظم) إليه من قوله لنابليون : "الله فرضية لا حاجة لي بها في نظامي" فلست أدري مبلغه من الصحة أمام قوله الذي قرأناه مما كتب بنفسه . وبكل أسف لم نجد لدى الناقد أثراً للأمانة الفكرية التي يتظاهر بالغيرة عليها .
يا عجباً لهذا الفريق الملحد من الناس ، ترى أحدهم مريضاً بمرض السرطان الفكري الطاغي ، ثم يتهم الأعضاء الرئيسية الأساسية في البناء الفكري الصحيح بأنها نمو سرطاني ، وقديماً قال العرب في أمثالهم : "رمتني بدائها وانسلت".
( 6 )
وبعد أن حمل (د. العظم) النظرية النسبية ما لا تحمل ، واستغل اسم (أينشتاين) لدعم قضية الإلحاد ، متجاهلاً أنه كان مؤمناً بالله ، ومؤيداً التفسيرات الغائية للكون ، بمثل قوله : "إن الشخص الذي يعتبر حياته وحياة غيره من المخلوقات عديمة المعنى ، ليس تعيساً فحسب ، ولكنه غير مؤهل للحياة".
بعد هذا التضليل والتمويه والتجاهل الذي صنعه (د. العظم) خطا خطوة رفع فيها لواء تمجيد واضعي النظريات الموجهة خصيصاً لمحاربة المفاهيم الإسلامية ، والقائمة أساساً على إنكار وجود الله تبارك وتعالى ، من اليهود الذين تحملوا مهمة وضع هذه النظريات المناقضة للمفاهيم الإسلامية باسم العلم ، وذلك بدفع من القيادة اليهودية العالمية ، فأخذ يمجد بأسماء هؤلاء اليهود (دركهايم) و(فرويد) و(ماركس) فقال في الصفحة (39) من كتابه:
"حين نطرح المسألة بهذه البساطة وبهذا التحديد ، يبدو أنه ثمة تناقض واضح بين النظرة الإسلامية الغائية للكون – كما سردها سماحة موسى الصدر – وبين النظرة العلمية ، كما تبلورت مع تطور العلم الحديث وتقدمه . من يراجع تاريخ العلم الحديث يكتشف بسرعة أن واضعي دعائمه وفلاسفته شنوا حرباً لا هوادة فيها على إقحام العلل الغائية والمفاهيم الأخلاقية في التفسيرات العلمي لظواهر الطبيعة ، ورفضوا النظرة الغائية للكون رفضاً باتاً ، لأنهم اعتبروها من إنتاج خيال الإنسان الأسطوري ، ولأنها تعيق تقدم العلم ، وانتشار تفسيراته للظواهر الطبيعية مهما كان نوعها ، إننا نجد هذا التيار المعادي للنظرة الغائية منذ البداية ، عند المفكرين والفلاسفة الذين رسخوا دعائم العلم الحديث ، من فرانسيس بيكون ، إلى برتراند رسل ، مروراً بديكارت ، وسبينوزاً ، وغاليليو ، وداروين ، وبافلوف ، ودركهايم ، وفرويد ، وماركس ، إلى آخر القائمة الطويلة من الأسماء ".
هكذا ، وعلى المستوى من التضليل الغوغائي ، أو الحرب (الديماغوجية) وفق تعبيرات الملاحدة الماركسيين ، يسير (العظم) في نقده للفكر الديني .
لقد سبق أن برهنا على أن جمهوراً كبيراً من علماء عصر النهضة العلمية الحديثة مؤمنون بالله ، ومعترفون بالمفاهيم الأخلاقية التي نبَّه عليها الإسلام أو نادى بها ، وذلك منهم انسجام مع النظرة الإسلامية الغائية للكون ، ولا يرون في ذلك مخالفة للنظرة العلمية ، وإذا استثنينا الملاحدة المعدودين من علماء النهضة العلمية الحديثة ، واليهود المدفوعين خصيصاً لوضع النظريات التي تدعم قضية الإلحاد ، أمثال دركهايم ، وفرويد وماركس فإننا نجد معظم علماء النهضة العلمية الحديثة لا يجحدون الله ، ولا ينكرون النظرة الغائية للكون ، ولا ينكرون المفاهيم الأخلاقية ، بل كثير منهم يؤيد هذه الحقائق ويؤمن بها ، ولكن الملحد العميل الذي لا يؤمن بالعلل الغائية ولا بالمفاهيم الأخلاقية ، لا يخجل من صناعة التمويه بالأكاذيب والتزويرات والتضليلات الجدلية ، التي ليس لها أساس فكري سليم ، ولا هي قائمة على احتجاج منطقي مقبول.
إنه يعرض أقواله على طريقة الحقائق المسلم بها ، دون أن تقترن بحجج نظرية ، أو بشواهد واقعية ، ثم يزعم أنها حقائق مسلم بها عند العلماء ، ويكتفي بعرض قائمة من أسماء الرجال المشهورين بالعلم والفلسفة ، ويحشر في كل مرة أسماء اليهود ، الذين وضعوا ما أسموه بنظريات علمية ، ولا تزيد في حقيقة حالها على أنها فرضيات صيغت بعناية مقصودة لدعم قضية الإلحاد ،ولا يستطيع أن يكتم تمجيدها ، وتمجيد كتبهم ، وما يسمى نظرياتهم ، ولا يخجل وهو عربي العرق أو يبالغ بتأييد المخطط اليهودي العالمي ، في هذا العصر الذي تعاني أمته أقسى المحن وأشهدها من اليهودية العالمية ، ومن مخططاتها الرامية إلى الاستيلاء على العالم العربي كله .
إنه لعجب كبير أن تبلغ الخيانة بإنسان ما إلى هذا الدرك الذي ليس من دونه درك أسفل منه .
لو كانت النظرة العلمية الحديثة تناقض أو تعارض النظرة الإسلامية الغائية للكون ، لما وجدنا هذا الجمهور الكبير من علماء النهضة العلمية الحديثة مؤمنين بالله ،وبتفسيرات النظرة الإسلامية الغائية للكون ،وبالمفاهيم الأخلاقية الدينية .
وهذا واحد منهم وهو (أندرو كونواي إيفي) من العلماء الطبيعيين ذوي الشهرة العالمية من سنة (1925م) إلى سنة (1946م) يقول في مقال له تحت عنوان : "وجود الله حقيقة مطلقة":
"ويظهر أن الملحدين أو المنكرين بما لديهم من شك لديهم بقعة عمياء ، أو بقعة مخدرة داخل عقولهم ، تمنعهم من تصور أن كل هذه العوالم ، سواء ما كان ميتاً أو حياً ، تصير لا معنى لها بدون الاعتقاد بوجود الله".
ثم استشهد بكلام العلامة (أينشتاين) ، إذ قال:
"إن الشخص الذي يعتبر حياته وحياة غيره من المخلوقات عديمة المعنى ليس تعيساً فحسب ، ولكنه غير مؤهل للحياة".
أليس هذا التفكير الذي يعلن عنه هذا العالم ومن قبله (أينشتاين) تفكيراً قائماً على النظرة الغائية للكون ، وعلى اعتبار القيم الأخلاقية؟
إن هذه النظرة الموافقة للنظرة الإسلامية لم تكن عند أصحابها مناقضة للأسس العلمية الحديثة ، ولا للنظرة العلمية كما تبلورت مع تطور العلم الحديث وتقدمه ، فمن أين (للعظم) وهذا الادعاء الكاذب؟!
إذا كانت هذه النظرة مناقضة لما يسمى بنظريات اليهود (دُركهايم – فرويد – ماركس) أو النظريات التي روجها اليهود كالنظرية الداروينية فلا بأس ، إن هؤلاء أجراء المخطط اليهودي العالمي المعروف ، وقد وضعوا مذاهبهم لهدم الأسس الدينية ، لا على أساس قناعات علمية صحيحة ، وقد أصبح مخططهم مكشوفاً للعالم ، وكتب في كشف مكايدهم محققون من العلماء المتتبعين .
أما ادعاء (العظم) بأن النظرة الغائية للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم وانتشار تفسيراته للظواهر الطبيعية مهما كان نوعها ، فهو ادعاء هراء ، غير مستند إلى أي أساس نظري أو واقعي . إن الإيمان بالله لا يتعارض بحال من الأحوال مع أي تقدم علمي يُدرسُ فيه واقع حال هذا الكون ، وما فيه من طاقات وقوى مشاهدة وغير مشاهدة ، وما فيه من نظم وأسباب ظاهرة أو خفية ، كما أن المفاهيم الأخلاقية تساعد على ما تقدم المعرفة من جهة ، وعلى سعادة الإنسان من جهة أخرى ، وضبط سلوكه فيما يحقق للأفراد وللجماعات أوفر نصيب من الخير العيش الرغيد .
ولكن الملحد يكتفي بإطلاق الادعاءات الكاذبة ، دون دليل منطقي أو واقعي .
( 7 )
يحاول الناقد (العظم) كما رأينا الإقناع بنسف الأسس الأخلاقية من جذورها بينما يتظاهر في موطن آخر من كتابه بغيرته على المبدأ الأساسي لأخلاق الاعتقاد ، فتعليقاً على بعض آراء (وليم جيمس) الذي رجح جانب الإيمان بالله استناداً إلى المشاعر الإنسانية الداخلية ، التي ترجح جانب الإيمان على جانب الكفر ، يقول في الصفحة (75):
"هنا يثبت (جيمس) حق هذا الإنسان بأن يعتقد بوجود الله ،استناداً إلى ما توحيه له طبيعته العاطفية حول هذا الموضوع ، أي : بالنسبة لجيمس يحق له أن يحسم الأمر باللجوء إلى عواطفه ومشاعره ، ضارباً بعرض الحائط المبدأ الأساسي لأخلاق الاعتقاد".
ويتظاهر بحرصه على مبدأ الأمانة الفكرية ، وهو مبدأ أخلاقي ، فيقول في الصفحة (21):
"هل باستطاعتي أن أقبل بكل نزاهة وإخلاص المعتقدات الدينية التي تقبلها آبائي وأجدادي ، دون أن أخون مبدأ الأمانة الفكرية؟"
ويكرر تظاهره بالغيرة على الأمانة الفكرية فيقول في الصفحة (29):
"هذا هو الحد الأدنى من متطلبات الأمانة الفكرية ، في البحث الجاد عن المعرفة والحقيقة".
أليس هذا التهافت في كلامه من أعجب الأمور؟ كيف يسوغ لنفسه أن يقف مثل هذا الموقف الأخلاقي لمناصرة قضية الإلحاد والكفر بالله ، وقد ذبح القيم كلها والمبادئ الأخلاقية جميعاً ، وأعلن أنها أمور لا يعترف بها العلم – بحسب زعمه – ولا يقيم لها وزناً؟
سبق أن نقلنا كلامه في الصفحة (38) من كتابه ، وفيه يقول:
"جلي أن هذه النظرة الإسلامية للكون هي نظرة غائية ، تعتمد في تفسيرها لطبيعة الكون على العلل الغائية ، والأهداف السامية ، وعلى مفاهيم أخلاقية ، مثل (الحق والعدل). هل تنسجم هذه النظرة الغائية إلى الكون والحياة مع النظرة العلمية التي تسود العالم المعاصر وثقافته؟ لو رجعنا إلى التفسيرات العلمية للكون من (نيوتن) إلى (أينشتاين) هل نجد في صلبها مقولات مثل الأهداف السامية ، أو الحق والعدل ، أو الروح والجمال والخلق ، هل نجد لهذه المفاهيم الأخلاقية الدينية أي ذكر في النظرية النسبية أو في ميكانيكا الكموم مثلاً؟".
فهو بهذا لا يعترف أصلاً بالمفاهيم الأخلاقية ، ولا بالحق والعدل ، ولا بالأهداف السامية ، ولا بالروح والجمال والخالق ، فما له وللدفاع عن الأمانة الفكرية؟ وما له وللغيرة على أخلاق الاعتقاد؟ إن كان يريد مناصرتها حقاً فليكن منسجماً مع نفسه على أقل تقدير ، وليبق لنفسه من الأخلاق بقية يخاطب بها الناس .
إذا لم يكن للحق قيمة لديه فأين مكان الأمانة الفكرية إذن؟ أليست الأمانة الفكرية أمانة على الحق في جانب المعرفة؟ أليس إلغاؤه لمبدأ الحق خيانة لمبدأ الأمانة الفكرية؟ وحينما يلغي مبدأ الحق فماذا يأتي بعده غير الباطل والضلال؟ فهل يطالب الأفكار الحرة بأن تكون أمينة على الباطل؟ وأي باطل هذا الذي يريد أن يحرص عليه؟ ألا يرى هذا تناقضاً شائناً مفضوحاً غير مستور بأي شيء؟ أين أخلاق الاعتقاد في موقفه هذا المتَّسم بالتناقض الصريح؟
ينسف الأخلاق كلها من جذورها ، ولا يعتر بحق ولا عدل ولا أهداف سامية ، ثم يتباكى على الأمانة الفكرية وأخلاق الاعتقاد ، ليزين تباكيه هذا قضية الإلحاد والإباحية المطلقة التي يناصرها ، ويبشر بها في المجتمع العربي المسلم ، خدمة لأسياده الماركسيين ، ومن ورائهم القيادة اليهودية العالمية ، ما أعجب هذا من إنسان يحترم كرامة نفسه؟!
مادام قد نسف الأخلاق كلها من جذورها فأية أمانة لديه يعتمد عليها في نقل خبر ، أو حكاية قول لإنسان ، أو تقرير حقيقة من الحقائق العلمية؟
مادام هذا مذهبه فمن الطبيعي أن لا يوثق بشيء يقوله ، لأنه إن صدق في واحدة أو أكثر فذلك ليغطي بها فرية يفتريها على الحقيقة ، خبراً كانت أو معرفة علمية ، وهذا ما يكتشفه الناظر في أقواله بأدنى تأمل ، إنه حينما يبحث في العلم الحديث لا يعرض إلا أقوال الملحدين أمثاله ، ويجعلهم الممثلين الوحيدين للركب الحضاري كله ، وقد يعرض – كما رأينا – على سبيل التضليل بعض الأعلام الكبرى في ضمن ما يعرض من قائمة أسماء ، تمويهاً بأن هؤلاء الأعلام الكبرى من مؤيدي قضية الإلحاد ، مع أنهم في الواقع بخلاف ذلك .
وأي ناظر في كتابه يرى أنه جندي مطيع ، يجعل من نفسه رأسه حربة في يد الماركسية واليهودية العالمية ، لهدم كيان أمته ، وتهيئة أرضها وأجيالها لاحتلال العدو احتلالاً شاملاً ، يتناول الأفكار والنفوس والقوى المختلفة ، والأرض والأموال وسائر الثروات والخيرات .
هذه هي الخطة اليهودية التي درسناها في كتبهم ، والتي رأينا جملة كبيرة من تطبيقاتها في العالم .
والملاحدة الماركسيون كتبية من كتائب جنود التنفيذ لهذه الخطة اليهودية العالمية الكبرى ، التي غدت من الحقائق المكشوفة جداً ، بعد أن كانت مستورة عن كثير من أعين الجماهير .
إنهم مجندون في صف العدو ، ولكنهم مخالطون مداخلون ، يحتلون مواقع ضمن الصفوف ، وهم يتحينون الفرص للانقضاض على أمتهم خدمة لأسيادهم الشياطين .
إنني لأعجب كل العجب من هذه الحرب المستعرة على فكرة الإيمان بالله تعالى ، وعلى المبادئ والقيم الأخلاقية ، وعلى الفضائل الإنسانية ، وعلى الحق والعدل والأهداف السامية ، وعلى الروح والجمال والخالق ، وعلى التفسيرات الغائية للكون والحياة ، فماذا تضر البشرية هذه الأمور من وجهة نظرهم؟
إن هذه المبادئ التي ينادي بها الدين من شأنها أن تكف يد الجريمة في الناس ، وتخفف من شرورهم ، وتجلب للإنسانية نفعاً عظيماً ، ولكن القيادة المجرمة الخفية في العالم تخسر بنشر هذه المبادئ وتطبيقها جنوداً كثيرين تستطيع أن تجندهم عن طريق الإلحاد والإباحية المطلقة ، ولا تستطيع أن تجندهم عن طريق الإيمان والتزام المفاهيم الأخلاقية .
لذلك فإن وسيلتهم الوحيدة لتجنيد جيوشهم المجرمة ، هي أن ينشروا الإلحاد والإباحية أولاً ، ثم ينتقوا جنودهم من هذا الوسط الإلحادي الإباحي ، ليدفعوا بهم إلى ارتكاب الجرائم الإنسانية الكبرى ، وبذلك يحقق المجرمون المستورون أهدافهم في السيطرة على العالم .
( 8 )
نظرت في مناقشته لبحث الفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) الذي كتبه تحت عنوان : "إرادة الاعتقاد" ، فرأيت أن (وليم جيمس) تعرض في بحثه إلى حق الإنسان المفكر بالاعتقاد بوجود الله ، ولو لم تكن البينات العلمية والأدلة العقلية كافية بحد ذاتها للبرهان على وجود الله أو عدم وجوده ، نظراً إلى أن عواطف الإنسان ومشاعره ترجح جانب الإثبات ، كما أن الإنسان يجد نفسه بين موقفين :
1- فإذا هو أنكر الله وجحده وكان الواقع بخلاف ذلك فإنه يعرِّض نفسه لخسائر كبرى .
2- وإذا هو آمن به وكان الواقع بخلاف ذلك فإنه لا يخسر شيئاً .
واستنتج من ذلك أن موقف الإيمان على هذا موقف لا خسارة فيه مطلقاً ، مع وجود احتمال اغتنام أرباح كثيرة منه ، وأما موقف الإلحاد على هذا أيضاً فهو موقف لا ربح فيه مطلقاً ، مع وجود احتمال تكبد خسائر كبرى .
وبمقارنة هذين الموقفين يترجح موقف الإيمان على موقف الإلحاد قطعاً ، ويكون من حق الإنسان أن يؤمن في مقياس العقل .
ثم بلغ مني العجب مداه حين رأيت الناقد (د. العظم) يناقش بحث (جيمس) مناقشة مشحونة بالمغالطات التي تأتي ببعض العبارات الفلسفية ، وليس فيها من الفلسفة الصحيحة شيء ، وتستخدم العبارات العلمية ، وليس فيها من العلم الصحيح شيء ، جلَّ ما فيها سفسطة ، ومغالطات ، وخطابيات ، وتقريرات ، وكلها لا تملك من الأدلة شيئاً حتى أضعفها .
هذا على الرغم من أن (وليم جيمس) لم يقدم لقضية الإيمان إلا أضعف الأدلة ، وهو الدليل الذي صاغه الشاعر العربي الفيلسوف بقوله:
قال المنجم والطبيب كلاهما *** لا تُبعث الأجساد ، قلت : إليكما
إن صحَّ قولكما فلست بخاسر *** أو صحَّ قولي فالخسار عليكما
وهذا هو الدليل الثاني الذي طرحه مؤمن آل فرعون ، في مناقشة لهم حول دعوة موسى عليه السلام ، وقد حكى القرآن ذلك عنه بقول الله تعالى في سورة (غافر/40 مصحف/60 نزول):
{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ}.
فهذا الرجل المؤمن من آل فرعون عرض عليهم أولاً دليل البينات التي جاء بها موسى ، ثم تنازل معهم إلى مستوى آخر لا يستطيعون أن يرفضوه إذا هم رفضوا البينات ، فقال لهم {وإن يك كاذباً فعليه كذبه}، أي : فإنكم لا تخسرون شيئاً إذا تركتم موسى وشأنه فيما لو كان كاذباً {وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم}، أي : فإنكم تخسرون كثيراً بتكذيبه ومقاومة دعوته فيما لو كان صادقاً ، فالمنطق الحق يرجح الأخذ باحتمال صدقه على احتمال كذبه ، لأن الأخذ باحتمال الصدق يدفع عنكم احتمالات الخطر دون أن تخسروا شيئاً ، أما الأخذ باحتمال الكذب فإنه قد يعرضكم للخطر دون أن تخسروا شيئاً ، أما الأخذ باحتمال الكذب فإنه قد يعرضكم للخطر دون أن تجنوا شيئاً من الربح ، وهذا منطق عقلي يصح الاستناد إليه والاعتماد عليه ، في كل الأمور التي يجد الإنسان نفسه فيها بين موقفين متكافئين نظرياً ، إلا أن الأخذ بأحدهما فيه السلامة بصفة قطعية مع احتمال الربح ، أما الآخر ففيه احتمال عدم السلامة مع الخسارة ، وهذا هو أضعف الأدلة المرجحة .
ويُطرح هذا الدليل عند آخر مرحلة من مراحل النقاش الذي يرفض فيه الملحد أدلة الإيمان الكثيرة ، ويعلن تشككه بها ، أو يطرح في أول مرحلة من مراحل النقاش ، لتوجيه النفس إلى منطقة الإيمان منذ الانطلاقة الفكرية الأولى ، ثم تطرح من بعده الأدلة والبينات الأخرى ، فهو إما دافع إلى النقلة الأولى التي تتجاوز منطقة الشك المطلق ، وإما ممسك بالنفس في منطقة الإيمان قبل أن تنزلق إلى منطقة الشك المطلق .
ولست أدري كيف بلغ (العظم) هذا المستوى الذي نراه في كلامه من ضعف الإدراك لأصل الموضوع ، حينما ناقش (جيمس) حول هذا الدليل .
فهو ينقل بعض أقوال (وليم جيمس) ثم يعلق عليها تعليقاً عجيباً ، يدلُّ على ضعف إدراكه للمشكلة ، أو استهانته بقارئي كتابه استهانة بالغة ، إذ يحاول تضليلهم حتى في البدهيات ، انظر هذا المقطع من الصفحتين (76) و(77) من كتابه:
"وهنا يدافع (جيمس) عن نفسه قوله:
1- لا يمكننا أن نعلق الحكم إلى الأبد في موضوع الاعتقاد بوجود الله لأننا بذلك قد نتجنب الوقوع في الخطأ إذا لم يكن الإله موجوداً ، ولكننا سنخسر فائدة كبرى فيما لو كان موجوداً".
ويعلِّق على كلام (جيمس) هذا بقوله :
" في الواقع أن (جيمس) يسيء فهم المشكلة : فالمسألة لا تتعلق بالفائدة الدنيوية أو الأزلية التي قد أجنيها من اعتقادي بالله ، وبالخسارة المماثلة التي قد أتكبدها من عدم اعتقادي به إذا كان موجوداً . المشكلة أصلاً لا تمت بصلة إلى حساب الأرباح والخسائر ، ولا علاقة لها بعقلية الرهان والمجازفة . المشكلة بكل بساطة هي : هل القضية "الله موجود" قضية صادقة أم كاذبة ، أم أن صدقها جائز جواز كذبها ، وليس لدينا أدلة أو بينات ترجح أياً من هذين الاحتمالين على الآخر؟ يجب أن ينسجم موقفنا الشخصي من قضية وجود الله انسجاماً تاماً مع جوابنا على هذا السؤال ، لا مع حساب الخسائر والأرباح".
يا عجباً له ولهذا المنطق الأعور ، من منهما يسيء فهم المشكلة (جيمس) أو (العظم)؟
كيف لا تتعلق المشكلة بالفائدة الدنيوية أو الأزلية التي قد أجنيها من اعتقادي بالله ، وبالخسارة المماثلة التي قد أتكبدها من عدم اعتقادي به إذا كان موجوداً ؟
إنها مشكلة وجودي وحياتي وسعادتي ومستقبلي ، أفلا أبحث عنها ؟ أفلا أضعها في الحساب؟ أفأعرض وجودي كله وسعادتي كلها للخطر ، دون أن يكون لي في الموقف الذي أتخذه أي ربح ، أو أية فائدة؟
هل أتعامل مع أرقام في مسألة رياضية لا علاقة لي بها؟
إنها قضية حياة ، قضية سعادة ، قضية مصير ، إن اللعب فيها لعب بالنار .
هل يفعل (العظم) مثل هذا في مشكلاته الحياتية المصيرية ، من أمور معاشه أو صحته ومرضه أو سلامته وتهلكاته أو تجارته واستمثاراته؟ أو نحو ذلك .
إنه هو الذي يسيء فهم المشكلة ، أو هو الذي يفسد تصويرها ، لتضليل المراهقين فكرياً ونفسياً.
حينما حاول تحديد المشكلة أخذ يهرف في تصويرها ، كأنها قضية لا علاقة للباحث بها من قريب ولا من بعيد ، فقال :
"المشكلة بكل بساطة: هل القضية (الله موجود) قضية صادقة أم كاذبة؟ أم أن صدقها جائز جواز كذبها؟".
ثم قال:
"يجب أن ينسجم موقفنا الشخصي من قضية وجود الله انسجاماً تاماً مع جوابنا على هذا السؤال ، لا مع حساب الأرباح والخسائر".
فمن أين له أن يلقي هذه التقريرات المخالفة للحقيقة وللبديهة العقلية دون أي دليل؟ أهو يبحث عن قضية في مجاهيل الجزر البحرية التي لا علاقة له بها؟ حتى يقرر أن المشكلة أصلاً لا تمت بصلة إلى حساب الخسائر والأرباح .
يبدو أنه قد بلغ من السخف الفكري مداه ، حين انتقد (وليم جيمس) في ترجيحه جانب الإيمان على جانب الإلحاد ، بمرجِّح احتمال الربح الذي لا يقابله احتمال خسارة ، بينما رجح (العظم) جانب الإلحاد بدون مرجح مطلقاً ، مع قيام مرجح احتمال الخسارة في جانب الإلحاد ، ومرجح احتمال الربح في جانب الإيمان ، وكلاهما لصالح قضية الإيمان ، إلا أنه ألغاهما من الحساب اعتباطاً وحماقة ، وزعم أنه لا علاقة لهما أصلاً بالقضية .
أليس هذا تضليلاً يمكن أن يدركه أي ناظر بالبداهة؟
لقد حاول (العظم) طمس جوانب المنطقية في دليل (جيمس) بالمراوغة والمغالطة ، وتصدى لنقد أصوله المقبولة فكرياً بسفسطات مرفوضة بداهة .
لقد كان (جيمس) منسجماً مع المنطقية السليمة ، ومع البحث عن سلامته وسعادته ومصيره ، على فرض أنه لا توجد إثباتات كافية أو بينات علمية تبرهن على وجود الله أو عدم وجوده ، فقد رأى أن الأخذ بجانب الإيمان أرجح ، استجابة لنداء الفطرة من جهة ، وطلباً للسلامة من جهة أخرى ، وذلك لأن تعليق الحكم إلى الأبد في موضوع الاعتقاد بوجود الله جُلُّ ما فيه أنه قد يُجَنِّبُ الوقوع في الخطأ إذا لم يكن الإله موجوداًَ ، لكنه يوقع في خسارة عظيمة (هي الشقاء الأبدي) فيما لو كان موجوداً ، فهل يجازف العاقل بحياته وسعادته الأزلية دون مقابل ، ولمجرد وقوف جامد حائر .
أما اختيار سبيل الإنكار والكفر بالله فإن (جيمس) يراه اختياراً متعنتاً لجانب لا دليل عليه مطلقاً ، وليس فيه استجابة لنداء الفطرة ، وفيه مخاطرة حمقاء توقع الإنسان في احتمالات خسارة كبرى وشقاء أبدي .
أما (العظم) فمنهجه السوفسطائي الديماغوجي اللامنطقي أن يبيح لنفسه أن يقول ما يشاء ، دون ضابط عقلي أو علمي أو أخلاقي .
فالحقيقة الظاهرة يقول عنها دون مبالاة أو اكتراث : إنها غير موجودة .
والأوهام المفتراة يقول عنها بجزم وتأكيد : إنها حقائق ثابتة .
ومنهجه الجدلي أن يبيح لنفسه أن يغالط كما يشاء ، وأن يزيف أي شيء يريد تزييفه ، وأن يلبس أثواب الزور ، فيرتدي أردية البحث العلمي ، وكلامه مناقض للبحث العلمي ، ويحمل شعار الأمانة الفكرية وأخلاق الاعتقاد ، وهو في حرب ضروس ضد الأمانة الفكرية وأخلاق الاعتقاد وسائر الأخلاق والقيم .
انظر هذا المقطع الثاني من نقده لبحث (وليم جيمس) لترى ما حشر فيه من مغالطات ، يقول في الصفحة (77) من كتابه:
"2- يقول جيمس في دفاعه عن نفسه: إن الإنسان الذي يعلق الحكم في موضوع وجود الله يرضخ بذلك إلى تخوفه من الوقوع في الخطأ والوهم ، بينما كان الأحرى به أن يعتقد بوجوده تمشياً مع أمله في أن يكون اعتقاده صادقاً".
ويعلق العظم على قول (جيمس) هذا بقوله:
"ولكن جيمس مخطئ ، لأن خوفنا من الوقوع في الخطأ أهم بدرجات من أملنا في العثور على الحقيقة ، أو من رجائنا في أن يكون اعتقادنا صادقاً".
هكذا يقرر(العظم) ثم يأتي بما زعم أنه دليل ، ولكنه لو لم يأت به لكان أستر له ، إنه يقول في دليله الذي ساقه:
"ذلك لأن عدد الأخطاء التي يمكن أن نقع بها غير متناه ، أما الحقيقة فواحدة ، وبما أن احتمالات الوقوع في الخطأ أكبر بكثير من احتمالات العثور على الحقيقة ، أو احتمال الوقوع على الاعتقاد الصادق ، لذلك يضطر الإنسان لأن يضع ضوابط صارمة وحازمة في بحثه عن المعرفة ، أملاً منه في أن يخفض احتمالات الخطأ إلى أقل حد ممكن . وبالرغم من ذلك يظل عدد هذه الاحتمالات مخيفاً".
ولا بد أمام هذا الكلام (العظمي) من إلقاء ضحكة سخرية ، وذلك لأنه وضع الأشياء التي في غير مواضعها ، وذكرني بقصة طالب غبي يحفظ بعض المسائل النحوية والصرفية واللغوية ، سأله الممتحن أول ما سأله ما اسمك؟ فقال له : الاسم على أقسام: منه علَمَ ، والعلم مرتجل ومنقول ، وهو علم شخصي وعلم جنسي ، ومنه معارف أخرى غير علم ، ومنه نكرة ، والنكرة قد تكون اسم جنس ، وقد تكون اسم جنس جمعي ، وفي باب النداء قد تكون النكرة نكرة مقصودة ، وقد تكون نكرة غير مقصودة ، ومعاجم اللغة قد جمعت المفردات اللغوية وبينت معانيها ، سواء ما كان منها اسماً أو فعلاً ، وفيها مئات الألوف من الكلمات ، وسار على هذا المنوال في السرد الغبي .
و(العظم) ظن نفسه في مثل صحراء واسعة يبحث فيها عن دينار ، واحتمالات الخطأ فيها لا نهاية لها ، ونسي أنه في موضوع يتردد بين احتمالين فقط ، لا ثالث منهما ، أحد هذين الاحتمالين هو أن الله موجود وحق ، والاحتمال الثاني هو الاحتمال المناقض له ، ولا شيء وراء هذين الاحتمالين ، فالقضية كمن جاءنا فقال : في وسطي حزام ناسف ، وهنا لا بد أن نكون أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن نرجح احتمال الصدق فنأخذ حذرنا ، وإما أن نرجح الاحتمال الآخر فنورط أنفسنا في احتمال الخطر .
و(جيمس) رجح احتمال الإيمان على نقيضه فقط ، وليس على احتمالات لا حصر لها .
فمن أين (للعظم) أن يغالط هذه المغالطة المفضوحة؟
من أين جاء بقصة عدد الأخطاء التي لا نهاية لها في موضوع ليس فيه إلا احتمالان متناقضان فقط؟
إنها قصة في البحث العلمي ، ولكن ليس هذا مكانها ، إنه يضع الأشياء في غير مواضعها ، إما على سبيل الجهل واختلال الموازين المنطقية لديه ، وإما على سبيل المغالطة واستغفال القارئ والتغرير به ، ولكن أي قارئ حصيف قادر على كشف هذا الزيف الذي صنعه .
وبعد هذا التزييف المقصود الذي أراد به السفسطة والمخادعة ، ظن أنه ملك ناصية حجة متينة وبلغ ما يريد من تهديم للأبنية الفكرية الإيمانية فقال في الصفحة (77).
" لا شك إذن أنه – خلافاً لرأي جيمس – من الحكمة أن نخاف من الوقوع في الخطأ أكثر بكثير من أن نتسرع في الانصياع مع أملنا في العثور على الاعتقاد الصحيح والصادق ، خصوصاً قبل تصفية احتمالات الخطأ إلى أدنى حد ممكن ، عن طريق التفكير العلمي ومنهجه المعروف ".
وهنا نلاحظ أنه قد يكون دارساً لمنهج التفكير العلمي ، ولكن لا يعرف مواضع تطبيقه ، والأعجب من ذلك أنه يأخذ لنفسه بالاحتمال المقابل ، دون أن يناقش نفسه بما ناقش به (جيمس) ، وهذا يدل على أنه يغالط ويراوغ ،ويجادل بالباطل .
لقد أثبت هذا الملحد على نفسه وعلى طرائق الملحدين صوراً فيها الكثير مما يضحك العقلاء ، إن كان يستهين بمنطق القراء ومدى ثقافاتهم فليعلم أن صغار المثقفين الإسلاميين قادرون على كشف مغالطاته وتزييفاته .
لقد تجاوز في صنيعه قواعد التفكير العلمي ومنهجه المعروف ، ومشى في صحرائه التائهة يتغنى بقول الشاعر:
سارت مشرِّقة وسرتُ مغرباً *** شتان بين مشرِّق ومغرِّب
ثم بعد أن ظن أنه قد قرر النتيجة المفحمة قال :
" حتى لو كان الاعتقاد الذي تقبلناه عن طريق العاطفة والميول صادقاً وصحيحاً بمحض المصادفة ، فلن يكون له قيمة ، لأن شأن هذا الاعتقاد هو كشأن الوصول إلى المال عن طريق السرقة ، عوضاً عن طريق العمل الشريف . أي : إننا وصلنا إلى هذا الاعتقاد الصادق بطريق غير مشروعة ، ولا يمكننا أن نقيم مبادئ عامة للوصول إلى آراء مدروسة على أساس المصادفة ".
ونحن لا نريد أن نعلق على هذه المناقشة الضعيفة الواهنة كثيراً ، لأن موضوعنا لا يهمنا ، باعتبار أن قضية الإيمان بالله وتعالى وبما جاءنا عنه ، هي بالنسبة إلينا قضية علمية ، توصلنا إليها بالمنطق السليم ، والحجة الدامغة ، والبرهان القاطع ، ولا شأن لنا بمن أنكرها أو أغمض بصيرته عنها .
ولكن ننتقد هذه المناقشة من وجهين:
الأول: ما أسماه بالمصادفة التي قد توصل الإنسان إلى الاعتقاد الصحيح الصادق ، قد شبهه بكسب المال عن طريق السرقة ، عوضاً عن طريق العمل الشريف ، وكان منطق التشبيه يقضي عليه بأن يشبهه بالعثور على منجم في جبل ، أو لُقَطَةٍ في صحراء ، أو كنز لا مالك له .
على أن القضية بالأساس ليست من قبيل المصادفة ، إنما هي من وجهة نظر (جيمس) ترجيح قائم على نظر صحيح ، يحق للإنسان معه أن يتخذ مذهباً .
يضاف إلى هذا أن الإلحاد الذي تمسَّك به (العظم) وأضرابه ، هو الذي يصح أن يوصف بأنه عمل غير مشروع ، إلا سند لمذهب الإلحاد مطلقاً ، فلا يوجد دليل ولا شبه دليل يدعمه ، بل فيه رفض لأدلة الإيمان المثبتة ، أو لأدلته المرجَّحة على أدنى المستويات ، كالدليل الذي اعتمد عليه (جيمس).
الثاني: كان الأحرى بالعظم أن يطبق على مذهبه الإلحادي قوله:
"ولا يمكننا أن نقيم مبادئ عامة للوصول إلى آراء مدروسة على أساس المصادفة".
إنه يمنع الأخذ بالمصادفة في مجال البحث النظري للوصول إلى أفكار صحيحة ، ويقبل مبدأ وجود الأحداث الكونية وتغيراتها وقوانين الطبيعة كلها والإنسان وعقله الذي يفكر فيه على أساس المصادفة .
هذا مع أننا من وجهة نظرنا الإسلامية لا نقبل أن تكون المصادفة أساساً لإقامة عقائد وآراء ومفاهيم ، ولا لقيام أحداث كونية كبرى ذات نظم محكمة ، وقوانين ثابتة ، ومن عثر مصادفة على رأي صحيح أو اكتشاف علمي ، فإننا لا نقبله منه ما لم يدعمه بعد المصادفة بالأدلة الكافية ، أو بالتجربة الصحيحة القابلة للإعادة والتكرار .
ثم يختم (العظم) نقده لبحث (وليم جيمس) بقوله:
"في معرض نقدنا لرأي (جيمس) يجب أن نذكر أن المفكر الذي لا يعتقد بوجود الله ، أو يعلق الحكم حول الموضوع بأسره ، قد لا يفعل ذلك من جراء تكوينه العاطفي ، باعتبار أنه ربما كان بطبيعته العاطفة أميل إلى الاعتقاد منه إلى الرفض . إنه يفعل ذلك لأن القناعات الفكرية التي تشكلت لديه على أسس علمية واضحة لا تسمح له بأن يعتقد بوجود الله دون أن يقع في تناقض ذاتي ، ودون أن يضحي بوحدة تفكيره ومنطقه".
في كلامه هذا اعتراف ضمني بدليل الفطرة التي تهديه وتنزع به إلى الإيمان (فطرة الله التي فطر الله عليها) ولكنه يكبت فطرته بأوهام الجحود والإنكار ، وبما أسماه من قناعات ، وهي لا تزيد على أنها مواقف عنادية ، مشحونة بالأكاذيب والمغالطات والسفسطات الجدلية . ففي كل أقواله وجدلياته ، وفي كل ما ساقه من أقوال لأساتذته ، لم نجد ما يولِّد أية قناعة لباحث عن الحقيقة صادق في بحثه .
والسفسطة والمغالطة والكذب لا تشكل له عذراً مقبولاً بين يدي ربه ، حينما يأتي ذليلاً حقيراً لا يملك شيئاً .
أما زعمه بأن المؤمن بالله لا تسمح له القناعات الفكرية بأن يعتقد بوجود الله دون أن يقع في تناقض ذاتي ، ودون أن يضحي بوحدة تفكيره ومنطقه ، فزعم لم يقم عليه دليلاً في كل ما كتب ، وإنما ألقاه كلاماً تقريرياً خالياً من أية حجة صحيحة ، وما ساق من جدليات مختلفة لم يحتوِ على شيء مما يدعم بصدق هذا الزعم ، أو يقدم لصاحبه عذراً فكرياً مقبولاً عند الله أو عند العقلاء من الناس .
ثم لا يقتصر على الاعتراف الضمني بوجود الفطرة النزاعة إلى الإيمان ، بل يرتقي إلى الاعتراف الصريح بوجود الشعور الديني في الفطرة الإنسانية ، ولكنه لا يحاول أن يجد طريقاً لتنفيس هذا الشعور وتلبيته بألوان من التعويض الذي لا يسد مسداً صحيحاً ، أو بلون من ألوان الوثنية .
يقول في الصفحة (78) من كتابه:
" هذا لا يعني أنني أريد نسخ الشعور الديني في تجارب الإنسان من الوجود ".
أي : ما سبق في كلامه من توجيهه حربه الشعواء على الدين ، لا يعني أن الشعور الديني غير موجود بصفة أصيلة في الفطرة الإنسانية بل هذا الشعور موجود ، وهو ينزع في داخل النفس الإنسانية نزوع الدوافع الفطرية الأصيلة ، التي تتطلب تلبية نفسية وروحية ومادية ، وتلبية هذا الشعور يكون بالإيمان والعبادة .
لكن (العظم) يعترف بوجود هذا الشعور الديني ، ويحاول عزله عن التلبية الصحيحة ، إذ يُغرية بأوهام لا تُلبي دوافعه تلبية صحيحة ، فيصرفه عن عبادة الله الحق إلى أوهام عبادات وثنية مختلفة يخترعها له ، كعبادة الجمال ، أو عبادة البحث عن الحقيقة ، أو عبادة الأهواء والشهوات ، أو عبادة مطالب الحياة والأعمال المؤدية إليها ، ويلحق بذلك عبادة القادة والأسياد ، وعبادة الأحزاب ، وعبادة الشياطين .
وفي هذا يقول متابعاً كلامه:
"يجب تحرير هذا الشعوب الديني من سجنه ، ليزدهر ويعبر عن نفسه بطرق ووسائل مناسبة للأوضاع والأحوال التي نعيشها في حضارة القرن العشرين . لذلك علينا أن نتنازل عن الفكرة التقليدية القائلة بوجود شيء كحقيقة دينية خاصة ، وأن نوجه اهتمامنا نحو الشعور الديني المتحرر من هذه الأعباء والأثقال".
إنه بهذا يريد أن يُرجع الناس إلى الجاهلية الأولى ، وإلى عبادة الأوثان ، وبعد أن حاول صرف الشعور الديني عن الله جلَّ وعلا ، وتوجيهه للوثنيات المادية والخيالية قال:
"وقد يتمثل الشعور الديني بهذا المعنى في موقف الفنان من الجمال ، أو في موقف العالم من البحث عن الحقيقة ، أو في موقف المناضل من الغابات التي يعمل لتحقيقها ، أو في موقف الإنسان العادي من أداء واجباته الحياتية واليومية".
لقد كان بإمكانه أن يعبد الله وحده وهو في هذه المواقف كلها ، لأن عبادة الله بمعناها الواسع تتمثل في كل عمل أو تصور أو عاطفة ،مما أذن الله به إذا ابتغى به الإنسان مرضاة الله تعالى ، لكنه – وكذلك سائر الملحدين – يكرهون الخضوع لمن خلقهم ، ويلذ لهم أن يخضعوا لخلقه .
إن الدين ومشاعره والدوافع إليه حقائق مغروزة في الفطرة الإنسانية ، لا يملك أي إنسان نسخها من الواقع الإنساني ، مهما حاول التضليل في الأمر ، وفي حال كبتها يعيش الإنسان ضائعاً قلقاً مضطرب المشاعر ، ذا حاجة أصيلة في نفسه ، وهذه الحاجة محرومة من التلبية الصحيحة .
في كل إنسان إحساسات فطرية صادقة ، تنزع به إلى الإيمان بوجود خالق لهذا الكون كله ، ومشاعر فطرية صادقة تتوجه نحو هذا الخالق العظيم بالدعاء ، وبطلب المعونة والإمداد الدائم ، وتتوجه إليه بالخشوع والإجلال والحب ، وحاجات فطرية أصيلة لعبادته والتماس الصلة به ، وهذه الإحساسات والمشاعر الفطرية تشترك بالإحساس والشعور بها جميع الخلائق المدركة ، على اختلاف نزعاتها ، ومستويات ثقافاتها ، في البيئات البدائية ، وفي المدن المتحضرة ، وفي منتديات المثقفين ، وفي قاعات العلوم والفنون والمختبرات .
إنها صبغة الله ، وفطرته التي فطر الناس عليها ، هذه حقيقة بيَّنها الله بقوله في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ}
وبقوله في سورة (الروم/30 مصحف/84 نزول):
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
ولكن قد نجد هذه الفطرة مغشى عليها في نفوس بعض الملحدين ، ولهذا الغشاء سبب ، فالفطرة هذه لا تنطمس إلا في نفس من بالغ في الانحراف من الناس ، بدافع غير أخلاقي ، كالكبر والعناد ، أو الرغبة بالفجور ، والانطلاق في الأهواء والشهوات ، مع التهرب من مشاعر العدالة الإلهية ، وملاحقة الضمير الديني للسلوك . أو في نفس مُضلَّلٍ لعبت بأفكاره وعبثت بشهواته شياطين الإنس ، من ذوي المصلحة الأساسية في نشر الإلحاد والكفر بالله في الأرض . ولكن المشاعر الفطرية لدى هؤلاء وأولئك تظل مكبوتة محرومة من التلبية وتنفيس الكرب الذي يتولد عن الكبت ، ثم تحاول التنفيس بطرق غير طبيعية ، وهذا التنفيس يظهر في صورة هيستيريا عصبية انفعالية ، مع الفن تارة ، ومع الخمر والمخدرات تارة أخرى ، ومع الانتحار أحياناً ، ومع (الهيِّيَّة) أحياناً أخرى ، وفي جنون الحرب ، وفي جنون الانعزالية والانطوائية ، وفي جنون العظمة وادعاء الربوبية ، إلى غير ذلك مما لا يحصى.
ومع ذلك فإن هذه الفطرة فقد تتيقظ في نفوس أعتى الكفرة والملاحدة المجرمين ، وذلك حينما تشتد عليهم مصائب الحياة ، ويقعون في مخاطر محدقة بهم ، ولا يجدون وسيلة مادية لدفعها ، وهذا ما حصل لفرعون حينما أدركه الغرق فقال : "آمنت برب موسى وهارون آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل".
وهذه صورة تتكرر في حياة الإنسان ، كلما أحاطت به شدة لا يجد وسيلة مادية لتفريجها ، وقد كشف الله عنها بقوله في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول):
{وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً}
وكشف عنها سبحانه بقوله في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ * فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
هذا هو واقع الفطرة الدينية في النفوس الإنسانية ، إلا أن الملحد (العظم) حاول تحويل هذه الفطرة عن الإيمان بالله وعبادته ، إلى الإيمان بالمادة وعبادتها ، بتوجيه المشاعر الدينية الفطرية نحوها ، فبعد أن قال:
"لا أريد نسخ الشعور الديني في تجارب الإنسان من الوجود".
قال:
"ولكن أرى من الضروري التمييز بين الدين وبين الشعور الديني ، ذلك الشعور المسحوق تحت عبء المعتقدات الدينية التقليدية المتحجرة ، وتحت ثقل الطقوس والشعائر الجامدة".
يبدو أنه يلقي ما في فكره ونفسه من تحجر وجمود على المعتقدات الإسلامية والشعائر الدينية ، حسبه جموداً وتحجراً أنه يرفض الحق المدعم بالأدلة الواضحة ، ويكابد ويكدح وراء أوهام وخيالات لا دليل عليها .
يريد أن يجعل بدل الصلاة مثلاً (رقص الباليه) ، وبدل الحج إلى بيت الله الحرام الحج إلى محنط (لينين)، وبدل ارتياد المساجد ارتياد المواخير والحانات ، وبدل عبادة الله عبادة الأوثان والأشخاص ، ليتخلص من الشعائر الدينية الجامدة بزعمه .
وإنني غيرة عليه – وعلى كل كافر بالله ملحد – أنصحه بأن يرتدع عن غيه ، قبل أن ينزل الله به نقمته ، ببلاء لا ينقذه منه أحد إلا الله .
إن ربك لبالمرصاد ، وإنه لشديد العقاب ، وإنه سبحانه يمهل ليفتح طريق الرجعة إليه والتوبة والاستغفار ، ولا يهمل ، إنه يملي للكافرين ، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وليسمع قول الله تعالى في سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول):
{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.
وقوله سبحانه في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول):
{فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}.
* * *
الفصل السادس
صراع من أجل قضية الإيمان باليوم الآخر
والفكر الدّيني الصّحيح حَوْلها
( 1 )
اعتمد الناقد (د. العظم) في إنكار الآخرة ، والبعث بعد الموت للحساب والجزاء على أقوال (برتراند رسل)[13] ، وزعم أن أقواله تلخيص للنظرة العلمية حول هذا الموضوع ، مع أن (رسل) لم يقدم في كلامه إلا مجرد النفي الذي لا تدعمه أدلة علمية ، ومعلوم أن النفي المجرد عن الأدلة المصححة للنفي يستطيع أن يفعله أي إنسان ، إذ يستطيع أن ينفي به أية حقيقة من الحقائق ، فهو لا يكلف صاحبه إلا أن يقول : (لا)، أو يرفع رأسه إلى أعلى إشارة للنفي ، لكنه بذلك يخسر أصل إنسانيته التي زانها العقل السليم ، والمنطق المحاكم للأمور بميزان مستقيم .
قال (العظم) في الصفحة (27) من كتابه:
"وفي مناسبة أخرى عندما سئل (رسل) : هل يحيى الإنسان بعد الموت؟ أجاب بالنفي ، وشرح جوابه بقوله: عندما ننظر إلى هذا السؤال من زاوية العلم وليس من خلال ضباب العاطفة نجد أنه من الصعب اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار الحياة بعد الموت . فالاعتقاد السائد بأننا نحيا بعد الموت – يبدو لي – بدون أي مرتكز أو أساس علمي . ولا أظن أنه يتسنى لمثل هذا الاعتقاد أن ينشأ وأن ينتشر لولا الصدى الانفعالي الذي يحدثه فينا الخوف من الموت . لا شك أن الاعتقاد بأننا سنلقى في العالم الآخر أولئك الذين نكنُّ لهم الحب يعطينا أكبر العزاء عند موتهم ، ولكنني لا أجد أي مبرر لافتراض أن الكون يهتم بآمالنا ورغباتنا ، فليس لنا أي حق في أن نطلب من الكون تكييف نفسه وفقاً لعواطفنا وآمالنا ، ولا أحسب أنه من الصواب والحكمة أن نعتنق آراء لا تستند إلى أدلة بينة وعلمية".
لا بد أن نضع هذا الكلام للفيلسوف الإنكليزي الملحد تحت مناظير البحث المنطقي والعلمي ، لنرى قيمته من الوجهة العقلية والعلمية .
ليس غريباً على (رسل) بعد أن اختار سبيل الإلحاد بالله ، واعتبار الكون ظاهرة مادية بحتة ، على خلاف ما قدمته الأدلة العلمية والعقلية في هذا المضمار ، أن يصعب عليه – في الإطار المادي البحت – اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار الحياة بعد الموت .
وليس غريباً عليه بعد ذلك أيضاً أن لا يجد لعقيدة الحياة بعد الموت ، وعقيدة الدار الآخرة للحساب والجزاء ، مرتكزاً علمياً يستند إليه .
نعم ، إن من ينكر حياة كائن ما بغير دليل يجد من الصعب عليه أن يكتشف المبرر العقلي لوجود إرادة لهذا الكون ، لأن إرادته فرع لتصور حياته ، وبعد إنكار الأصل يكون إنكار الفرع شيئاً طبيعياً ، ومذهباً سهلاً ، لكن هذا الإنكار لا يعبر عن الواقع بحال من الأحوال .
إن الإيمان بالحياة بعد الموت للحساب والجزاء في دار غير هذه الدار قضية خبرية ، أي : ذات مستند خبري ، وليست قضية عقلية بحتة حتى نَبْحث في نطاق العقل عن دليل يدلُّ عليها دون الاستناد إلى الإيمان بالله . فلو أن عالماً من علماء الحيوان تحدث عن وجود حيوان بري غريب رآه بعينيه ، وأخذ يصف مشاهداته الحسية له ، ثم جاء سمَّاك فقال : لا أجد المبرر العقلي لوجود هذا الحيوان الغريب الذي يتحدث عنه هذا العالم ، لما كان كلامه أكثر سقوطاً من ناحية الاستدلال العلمي والعقلي من كلام (رسل) إذ أنكر وجود الحياة بعد الموت ، في ظروف غير ظروف هذه الحياة الدنيا ، على الرغم من أن هذا الرجل فيلسوف وعالم واسع الاطلاع ، إلا أن الهوى قد يحوّل عقل الفيلسوف الكبير إلى عقل السمّاك .
لقد أراد (رسل) أن يخضع الدار الآخرة والحياة الأخرى للمقاييس التجريبية التي تخضع لها ظواهر هذا الكون المادية ، في ظروف الحياة الدنيا التي نعيش الآن فيها ، مع أن الدار الآخرة والحياة الأخرى لا تخضع بطبيعتها لهذه المقاييس .
إن (رسل) بقياسه هذا يشبه من يزن الضغط الجوي بميزان البقال ، أو يزن الكثافة بميزان الحرارة ، أو قيس مقدار الذكاء بمساحة الجمجمة ، أو يزن بحور الشعر بالسانتمتر .
ما هو مبلغُ إنكار أي فيلسوف من الصحة إذا هو أنكر قراراً أصدرته دولة كبيرة قادرة ، بأنها ستنشئ في برنامج خطتها لربع قرن مدينة نموذجية بديعة جداً ، لا تُسكن فيها إلا الطبقة الصالحة الراقية من شبعها ، وستنشئ سجوناً إصلاحية أو تأديبية تخصصها للجانحين والخارجين على قوانين الدولة ؟!
فإذا قال فيلسوف كبير : لا أجد مبرراً عقلياً أو علمياً يؤكد أن منشأتين من هذا القبيل ستحدثان ، أفيكون كلامه مقبولاً عند العقلاء الذين علموا بقرار الدولة؟
من البدهي أن استدلال (رسل) استدلال غير منطقي وغير علمي ، وكشف هذا الزيف لا يحتاج إلى فلسفة راقية ، وإنما تكفي فيه البديهة العقلية المسلّمة عند جميع العقلاء ، وكان الأولى له أن يبني إنكاره لقضية الحياة بعد الموت والدار الآخرة على إنكاره لخالق الكون ، فبما أنه جحد الأساس الأول فكل ما يأتي عنه من أنباء وأخبار وقرارات وأحكام مرفوض من وجهة نظره ، وعندئذ تكون معالجته من مواقع هذا الأساس ، لا مما يتفرع عنه ويبنى عليه .
واعتباره عقيدة اليوم الآخر والدار الآخرة ناشئة عن الصدى الانفعالي الذي يحدثه الخوف من الموت ، إنما هو ثمرة من ثمرات جحوده للخالق ، وتخيُّله أن هذا الكون كله ، وما فيه من نظم رفيعة معقدة جداً ، وما ظهر فيه من حياة وفكر ، إنما هو نتيجة مصادفات عثرت عليها حركات ذرات الكون العشوائية ، فهذه الحركات العشوائية تولَّد عنها هذا النظام البديع ، وهذا الوجود كله خال من أي أثر لعقل محرِّك ، وحياة ذات إرادة وخلق وتدبير .
فلما كان هذا الكون كله كذلك من وجهة نظره الملحدة الكافرة بالله الخالق المدبر الحكيم ، كان طبيعياً أن لا يجد هذا الكون المادي الجاهل الأعمى الخالي من كل تدبير حكيم عليم مهتماً بالآمال والرغبات التي تقوم في نفوس الناس ، ولذلك قال:
"ولكنني لا أجد أي مبرر لافتراض أن الكون يهتم بآمالنا ورغباتنا ، فليس لنا أي حق في أن نطلب من الكون تكييف نفسه وفقاً لعواطفنا وآمالنا".
وحين نمنع النظر في الواقع والحقيقة نجد أن الملحدين هم الذين يريدون أن يكيفوا الكون وفق رغباتهم وأهوائهم ، وذلك لأن الإيمان بالدار الآخرة والحياة الآخرة إيمان بمحكمة العدل الرباني ، وما تستتبع من جزاء ، وفي هذه المحكمة العظمى يحاكم الناس ويحاسبون على أعمالهم ، والرغبات الإنسانية لو تركت وشأنها لحلا لها أن تتلخص من قانون الجزاء ، حتى تنطلق في تلبية مطالب أهوائها وشهواتها دون أن تقف في طريقها حدود ولا ضوابط ، فقضية الإنكار هي القضية التي تحاول إخضاع الواقع الكوني للأهواء والعواطف والرغبات ، لا قضية الإيمان باليوم الآخر والحياة الآخرة ، وقد كشف القرآن هذه الحقيقة من حقائق نفوس المنكرين ، فقال الله تعالى في سورة (القيامة/75 مصحف/31 نزول):
{بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ}.
وبهذا التحليل يتبين لنا أن الأمر على عكس ما ادعاه (رسل) ، إذ إن عقيدة الدار الآخرة عقيدة قائمة على مفهوم الجزاء والعدل ، والإنسان ميال بأهوائه وعواطفه إلى أن يصرف عن تصوره قانون العدل الإلهي وما يتصل به ، لينطلق في الحياة الدنيا انطلاقاً فاجراً ، دون أن تقف في طريقه تصورات قانون العدل ، لكن الله غير مستعد لأن يغير من سننه وأحكامه ومقاديره القائمة على أسس من علمه وحكمته وعدله ورحمته وفضله ، تلبية لأهواء وشهوات الجانحين الفاجرين .
فما حاول أن يستند إليه (رسل) هو في الحقيقة دليل ضده ، وليس دليلاً له ، هذا إذا قبلنا بالمنهج الذي سلكه في الاستدلال .
على أن مناقشتنا لمنكري الآخرة تغدو عقيمةً ما داموا مصرين على جحود الخالق ، واعتبار أن هذا الكون كله مظهراً لأصل مادي صرف ، ونتيجة لحركات عشوائية قامت بها ذرات هذا الأصل المادي ، جلُّ ما نستطيع أن نناظرهم به هو إمكان العودة إلى الحياة لا لإثباتها جزماً ، وإفساد مذهبهم المادي من أساسه ، بإثبات عالم آخر غير هذا العالم المادي الخاضع للتجربة الحسية ، والقياس بالأجهزة . والأفضل من ذلك العودة إلى مناظرتهم حول الأساس الأول ، وهو قضية الإيمان بالله تبارك وتعالى .
لكنهم متى قبلوا التسليم الكلي أو الجزئي بعقيدة الإيمان بالله تعالى فإننا حينئذ نستطيع أن نجد سبلاً متعددة لمناقشتهم ، ونستطيع أن نقدم لهم المبررات العلمية والعقلية ، التي تدعم قضية الإيمان بالحياة الآخرة والدار الآخرة للحساب والجزاء .
إن الحقائق الكبرى في الوجود تبدأ من منطلق واحد ، وحين يتعذر الاتفاق على هذا المنطلق فإن الاتفاق على ما يبنى عليه أكثر تعذراً ، بل قد يغدو أمراً مستحيلاً .
إن من لا يؤمن أساساً بقانون العدد من الواحد فما فوق من المستحيل منطقياً مناقشته في قواعد الأعمال الحسابية . ومن هو مصاب بعمى الألوان فهو لا يرى أياً منها ويجحدها يستحيل مناقشته في أجمل الألوان وأكثرها إرضاء للذوق . ومن يجحد مبدأ الحق من أساسه يغدو من العبث مناقشته ومناظرته حول حق المال ، أو حق الحياة ، أو حق العرض والكرامة ، أو أي فرع من فروع الحق . ومن يجحد مبدأ الخير والفضيلة من أساسه يستحيل مناظرته حول فروع الخير والفضيلة ،ما لم يكن متناقضاً مع نفسه ، يسلِّم ببعض الفروع دون أن يسلِّم بالأصول وبالفروع الأخرى ، وحينئذ يمكن جذبه عن طريق الإلزام ، ونقله من الفروع التي يسلم بها إلى الأصول ، وهذا من أساليب المناظرة البارعة .
( 2 )
أما الذين يسلِّمون تسليماً كلياً أو جزئياً بعقيدة الإيمان بالله تعالى ، إلا أنهم ينكرون البعث والحياة الأخرى ، أو يشكُّون بذلك ، فإننا نستطيع أن نقيم لهم عدداً من الأدلة ، ونناقشهم بجملة من المناقشات .
ومفتاح الأدلة النظرية لهذا الموضوع موجود في قول الله تعالى في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ }
إن الوجود الإنساني كله عبر تاريخه الطويل يسمى مسرحية من مسرحيات العبث ، لو أن حياة الإنسان تنتهي كلها في ظروف هذه الحياة الدنيا ، ثم لا شيء وراءها .
أين تحقيق قانون العدل الإلهي في ظروف هذه الحياة الدنيا؟
إنه إذا لم يوجد فيها بصورة مستوفية فلا بد أن يوجد في يوم آخر وحياة أخرى أعدها الله للحساب والجزاء ، وإلا كانت عملية خلق الإنسان على هذا الوجه المقرون بحرية الإرادة للإنسان ، والتي كان من نتائجها تاريخ مشحون بالجرائم والظلم والعدوان والمصائب الكثيرة ، عبثاً من العبث ، وقد تعالى الله الملك الحق ذو الحكمة والعدل والكرم عن ذلك علواً كبيراً ، لا إله إلا هو رب العرش الكريم .
إن المنطق الحق والضمير النقي ليشعر بداهة – ولو لم تتنزل آيات الوعد والوعيد ، وأنباء اليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء – بأن مرحلة حياتية غير هذه المراحل لا بد أن يتم فيها تحقيق العدل الإلهي ، ولا بد أن يلاقي الناس فيها جزاء أعمالهم ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، ولئن كنا نشاهد أن بعض تطبيقات العدل الإلهي جارية في ظروف هذه الحياة الدنيا ، ضمن سنن الله الثابتة ، فإن الصورة الكاملة للعدل غير مستكملة في هذه الحياة ، ولذلك كانت الضرورة الأخلاقية والإيمانية تقضي بأن نفهم أن الله قد أعدَّ ظروف حياة أخرى غير هذه الحياة ، لإقامة عدله سبحانه .
وقد تأمل كثير من أهل الفكر والنظر في ظروف هذه الحياة الدنيا دون ملاحظة الآخرة وما فيها من جزاء ، فرأوا أن تاريخ الإنسان فيها صور للجرائم والمصائب وتهريج لا جدوى منه ، وسجل للجرائم والحماقة وخيبة الأمل ، وقصة لا تعني شيئاً ، ونحو ذلك.
قال فولتير: "إن التاريخ الإنساني ليس إلا صورة للجرائم والمصائب".
وقال هربرت سبنسر: "إن التاريخ تهريج وكلام فارغ لا جدوى منه".
وقال إدوارد جين: "إن تاريخ الإنسان لا يعدو أن يكون سجلاً للجرائم والحماقة وخيبة الأمل".
وقال نابليون: "إن التاريخ بأكمله عنوان لقصة لا تعني شيئاً".
وقال هيكِل: "إن الدرس الوحيد الذي تعلمته الحكومة والشعب من مطالعة التاريخ هو أنهم لم يتعلموا من التاريخ شيئاً"[14].
ويعلِّق المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان) في كتابه "الإسلام يتحدى" على هذه الأقوال بعد أن أوردها ، فيقول:
"وهل قامت مسرحية العالم كلها لتنتهي إلى كارثة أليمة؟ إن فطرتنا تقول: لا .. فدواعي العدالة والإنصاف في الضمير الإنساني تقتضي عدم حدوث هذا الإمكان ، لا بد من يوم يميز بين الحق والباطل ، ولا بد للظالم والمظلوم أن يجنيا ثمارهما ، وهذا مطلب لا يمكن إقصاؤه من مقومات التاريخ ، كما لا يمكن إبعاده عن فطرة الإنسان .
إن هذا الفراغ الشاسع الذي يفصل ما بين الواقع والفطرة يقتضي ما يشغله . إن المسافة الهائلة بين ما يحدث وبين ما ينبغي أن يحدث تدل على أن مسرحاً آخر قد أعدَّ للحياة ، وأنه لا بدَّ من ظهوره ، فهذا الفراغ العظيم يدعو إلى تكميل الحياة …
إذا لم تكن هناك قيامة فمن ذا الذي سوف يكسر رؤوس هؤلاء الطواغيت الطغاة؟".
والواقع أن هذه المشاعر مشاعر فطرية ونظرية لا تنكر ، وهي الهادية إلى تصور الحياة الأخرى لإقامة العدل الإلهي الأكمل .
من هذه النظرات تبين لنا أن مفتاح الدليل النظري لقضية الإيمان بالآخرة وما فيها من جزاء قول الله تعالى في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}.
وقد اهتدينا من هذا المنطلق الفكري الذي نبه عليه مفتاح هذا الدليل النظري إلى أن الإيمان بالآخرة ضرورة أخلاقية ، تقتضيها مفاهيم العدل الإلهي والفضل الإلهي .
ومعلوم أن العدل الإلهي والفضل الإلهي من الأسس المرتبطة جذرياً بعقيدة الإيمان بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العظمى .
وهذا الدليل النظري القاضي بأن الإيمان باليوم الآخر ضرورة أخلاقية ، تقتضيها مفاهيم العدل والفضل الربانيين ، قد أعطانا القرآن الكريم عدة مفاتيح إليه ، فمن أحسن فهم هذه المفاتيح ، وأدرك العلاقة بينها وبين أبوابها النظرية وما ترشد إليه ، استطاع أن يجد الدليل العقلي الذي يدلّه على أن من القضايا الحتمية في الوجود قضية اليوم الآخر ، لإقامة الجزاء الحق ، وتحقيق صفتي العدل والفضل من صفات الله التي قامت عليها براهين العقل .
هذا إنما يظهر في مفاهيم من استطاع أن يتوصل إلى الإيمان بالله وصفاته بالأدلة العقلية والعلمية ، وتابع نظره مشوقاً لبلوغ الحقيقة ، ولم تقف في نفسه عوائق التعصب أو عوائق الرغبة بالفجور .
ولدى تتبُّع المفاتيح القرآنية لهذا الدليل النظري نستطيع أن نظفر بمجموعة من النصوص منها:
( أ ) قول الله تعالى في سورة (القلم/68 مصحف/2 نزول):
{أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
(ب) وقول الله تعالى في سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول):
{أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}
(ج) وقول الله تعالى في سورة (القيامة/75 مصحف/31 نزول):
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ }.
( د ) وقول الله تعالى في سورة (ص/38 مصحف/38 نزول):
{وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }.
( و ) قول الله تعالى في سورة (الدخان/44 مصحف/64 نزول):
{إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ * فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ * وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَق وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }
فهذه النصوص القرآنية مفاتيح تفتح أمام الفكر الإنساني الذي آمن بالله الخالق أبواب الدليل النظري ، الذي يجعل قضية الإيمان باليوم الآخر قضية حتمية في مدركات العقل الصرف بعد الإيمان بالله جلَّ وعلا .
وذلك لأن من آمن بالله الخالق عن طريق النظر الفكري في آثار صنعته في الكون وفي الأنفس ، فإنه لا بد أن يهتدي إلى كمال صفاته جلَّ وعلا ، ومنها علمه وقدرته وحكمته وعدله ، وهذه الصفات لا بد أن تهدي الباحث المؤمن بالله إلى أن الله لم يخلق هذا الكون وما فيه ليكون مسرحية من مسرحيات اللعب أو اللهو والعبث الباطل ، وإنما خلقه لغاية ، يعرف الإنسان في حدوده من هذه الغاية ، أن الله قد خلقه مزوداً بخصائصه ليمتحنه في ظروف هذه الحياة الدنيا ، وليبلو إرادته ، ولكل امتحان نتيجة وغاية ، وإذ لم تظهر هذه النتيجة والغاية في ظروف هذه الحياة الدنيا ، فلا بد أن يكون العليم القادر الحكيم العدل قد ادَّخر إظهار هذه النتيجة والغاية وتحقيق مقتضياتهما إلى حياة أخرى ، هذا ما توجبه نظرياً مقتضيات العقل السليم والفهم المستقيم .
فلولا ترتيب يوم الدين هذا في هذا الوجود ، لكان خلق هذا الكون وفق ظروفه الحالية مظهراً من مظاهر اللعب أو اللهو والعبث الباطل .
لكن الله العليم الحكيم القادر لا بد أن يكون منزهاً عن اللهو واللعب والعبث ، إن أعماله كلها هادفة لحكم عظيمة وغايات جليلة ، قد ندرك طرفاً منها ويخفى عنا منها الكثير .
ولذلك رأينا في النصوص القرآنية أن الله تبارك وتعالى قد نفى عن أفعاله اللهو واللعب ، فذلك لا يليق بكمال صفاته سبحانه .
فحينما يجعل الفيلسوف الملحد (برتراند رسل) هذا الكون كله مسرحية من مسرحيات اللهو والعبث ، فإنما يخالف في ذلك مقتضيات المنطق السليم والجدية المهيمنة على هذا الكون ، وقد جره إلى ذلك إنكاره وجود الخالق ، واعتباره الكون كله ظاهرة للحركة العشوائية التي قامت بها مادة الكون الأولى في سحيق الأزمان ، وأنتج ذلك عنده أنه ليس لهذا الكون غاية مرسومة ، ولا حكمة مقدَّرة ، وأنه عبث من عبث المادة التي لا حياة فيها . ونسي أنه لا شيء في هذا الكون المدروس متسم باللعب واللهو والعبث ، وأن كل شيء فيه خاضع لقوانين جادة صارمة ، ولسنن ثابتة قاسية .
ألم يخطر في ذهنه أن هذه الجدية الظاهرة في كل شيء من هذا الكون المدروس لا بد أن تلازمه وتصاحبه إلى ما وراء المجال المدروس منه؟
إن هذه الجدية الملاحظة في الكون لا تدع مجالاً لتصوُّر اللعب واللهو والعبث . وفي اللحظة التي تسقط فيها تصوُّرات اللعب واللهو والعبث عن هذا الكون تبدأ التصورات الصحيحة الباحثة عن الغايات التي تهدف إلهيا المقادير العظمى . وهذا هو مفتاح النور لإدراك الحقيقة الدينية التي لم يرد الملحدون أن يدركوها تعنتاً وعناداً واستكباراً ورغبة بالفجور ، ولذلك أنكروا الامتحان والجزاء واليوم الآخر ، بعد أن جحدوا الخالق جلَّ وعلا ، وربما جحدوه لأنهم أرادوا أن يبعدوا عن تصورهم قانون الامتحان والجزاء ، لينطلقوا في أعمالهم الفاجرة المجرمة دون خوف من النتائج الوخيمة ، والعواقب الوبيلة .
ومن هذا نستطيع أن نتبين السلسلة الفكرية الإيمانية ، فهي تسير على الوجه التالي:
1- دراسة الكون والحياة والإنسان تهدي إلى الإيمان بالخالق العظيم ، القادر العليم ، العدل الحكيم .
2- دراسة الغاية من الخلق التي تهدي إليها ملاحظة الكون ، وأحداثه الكبرى ، وقوانينه الصارمة ، وسننه الثابتة ، لا تدع مجالاً لتصور اللعب واللهو والعبث في أي حدث من أحداثه ، بل كل ما فيه جدّ لا هزل يصاحبه ، ولا عبث يخالطه .
3- دراسة العلاقة الأخلاقية والتكوينية بين الخالق الحكيم والإنسان المدرك المريد ، تهدي إلى أن الإنسان خلق في هذه الحياة للامتحان ، والامتحان يستلزم الجزاء في جدية قوانين الوجود وسننه الثابتة .
4- دراسة الظواهر الجزائية في نطاق هذا الكون المدروس المشاهد تدل على أن كمال مقتضيات العدل وكمال مقتضيات الحكمة لم يتحققا فيه ، وهذا يهدي – مع ملاحظة صفات الخالق العظيمة التي منها العدل والحكمة ومع ملاحظة قوانينه الصارمة وسننه الثابتة في الكون – إلى أن حياة أخرى قد رتبت في برنامج الوجود الكبير ، لإقامة العدل وكمال الحكمة فيها ، وفيها يتم تحقيق الصورة المثالية للجزاء الرباني .
بهذه الدراسة النظرية المتسلسلة على هذا الوجه ، والمدعَّمة بالأدلة العقلية ، المستندة إلى دراسة ظواهر هذا الكون المشاهد ، استطعنا أن نهتدي إلى ضرورة اليوم الآخر ، وإلى الإيمان به .
ولكن كيف يكون هذا اليوم الآخر وعلى أية صورة ؟
إن الدراسة النظرية لا تسمح لنا بالتحديد ، وذلك لأن الاحتمالات النظرية كثيرة جداً ، ولا سبيل إلى ترجيح بعضها على بعض ، ومن أجل ذلك كان لا بد لنا من أن نلتمس مفاهيم النصوص الدينية الثابتة لتخبرنا بذلك ، وليس لنا أن نتخيل صورة من عند أنفسنا أو نضيف صوراً من عند أنفسنا إلى ما جاءت به النصوص الدينية الثابتة في القرآن الكريم وفي أقوال الرسول صلوات الله عليه .
( 3 )
شرح المفاتيح القرآنية
للدليل النظري الدال على الحياة الأخرى
اكتفيت في الفقرة السابقة بعرض المفاتيح القرآنية للدليل النظري القاضي بضرورة الحياة الأخرى للناس في خطة الوجود ، لاستيفاء كمال العدل الإلهي ، والجزاء الأمثل ، وهو ما تقضي به قواعد الإيمان بالله وكمال صفاته ، التي دلت عليها ظواهر هذا الكون المتقن المحكم الهادف إلى تحقيق غاية تناسب حكمة الخالق العظيم .
واعتمدت هناك على عرض المفاهيم العامة المستفادة من هذه المفاتيح ، لأفردها في فقرة خاصة أُولِي فيها كل نص منها نظرات تدبُّر وبحث استنباط .
وفيما يلي شرح لهذه النظرات:
( أ ) النص الأول :
قول الله تعالى في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ }
فهذا النص يكشف لنا أنه لو لم يكن وراء هذه الحياة التي تنتهي بالموت حياة أخرى ، تكون فيها الرجعة إلى الله للحساب والجزاء وإقامة محكمة العدل والفضل الإلهية ، لكانت عملية هذا الخلق ضرباً من العبث ، والله تبارك وتعالى منزَّه عنه ، فلا يكون في شيء من أفعاله وأحكامه وأوامره ونواهيه وشرائعه هذا العبث ، بل لا بد في كل ذلك من غايات حكيمة تحددها إرادة الخالق المستندة إلى علمه المحيط بكل شيء ، والجديةُ الصارمة هي المظهر البارز في كل أحداث الكون وقوانينه وسننه ، وإشارة إلى كون الله منزَّهاً عن العبث في عمليات الخلق التي يجريها قال الله تعالى في هذا النص : {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}
ولما كان احتمال العبث احتمالاً مرفوضاً عقلياً كان لا بد من وجود حياة أخرى تظهر فيها تطبيقات الغاية من الحياة الأولى ، وهذه الحياة لا بد أن تكون مقررة في برنامج المقادير الربانية ، إن الله هو الملك الحق الذي لا إله إلا هو ، وبهذا نلاحظ أن هذا النص قد أعطى الفكر الإنساني مفتاح البحث النظري لهذه الحقيقة.
(ب) النص الثاني :
قول الله تعالى في سورة (القلم/68 مصحف/2 نزول):
{ أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
من الواضح أن ظروف هذه الحياة التي نعيشها قد تسمح للمجرمين بأن يعيشوا فيها عيشاً رغداً ناعماً ، يصيبون فيه المال والجاه والسلطان واللذات ، كما قد تسمح للمسلمين أهل الاستقامة بمثل ذلك ، وقد تسمح بأن يتمكن الفاجر من قتل التقي وظلمه وتعذيبه ، واستلاب ماله والعدوان عليه في أرضه أو عرضه ، وقد لا يلقى الفاجر جزاءً معجلاً على فجوره ، بل قد يمهل وتأتيه منيَّته دون أن ينال شيئاً من جزائه ، فلولا أن حياة أخرى غير هذه الحياة قد أعدت في برنامج المقادير الربانية لإقامة الجزاء الذي توجبه حكمة الخالق ، لكانت النتيجة الحكم على الخالق بأنه قد رضي بأن يجعل المسلمين كالمجرمين سواء محياهم ومماتهم ، وهذا يتنافى مع أصول العدل والحكمة الإلهية ، لذلك فهو مرفوض عقلاً ، ولما كان هذا الاحتمال مرفوضاً فإن الاحتمال المقابل له – وهو وجود الحياة الأخرى التي يتحقق فيها التمييز بين المسلمين والمجرمين – هو من الأمر الحتمي الذي لا مناص من اللجوء إلى إدراكه عقلاً ، والتسليم به عقيدة ، وهو طبعاً الاحتمال الذي قررته النصوص الدينية وأخبرت به .
وتفسير العملية كلها يتضح بأن هذه الحياة كلها لا تزيد على أنها مجال مفتوح لامتحان الناس على سواء ، كقاعة الامتحان حينما يدخلها الدارسون المجدّون والهازلون الكسالى ، والمتلاعبون الظالمون .
من المتحتم أن القصة لا تنتهي بانتهاء المدة الزمنية للامتحان ، بل لا بد من زمن آخر تعلن فيه النتائج ، وينال فيه كلٌّ على مقدار عمله .
فمن أجل ذلك جاءت الآية بصيغة الاستفهام الإنكاري {أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ مالكم كيف تحكمون؟} دلالة على أن إنكار الحياة الأخرى وما فيها من جزاء يفضي إلى اتهام حكمةِ الخالق بالتسوية بين المسلمين والمجرمين ، وهو أمر مرفوض رفضاً قطعياً ، وقد تنزه الخالق عنه وتعالى علواً كبيراً.
إن أحدنا لا يقبل أن يُسوّي في أحكامه بين الظالم والمظلوم ، أو بين المحسن والمسيء ، أو بين المجدّ والكسول ، أو بين العالم والجاهل ، ولو فعل ذلك واحد منا لكان سِمةَ نقص كبير في أخلاقه . أفنكرِّم أنفسنا عنه ونرضاه للخالق جلَّ وعلا؟
إنه أمر مرفوض بداهة ، ورفضه يعني حتمية اليوم الآخر والحياة الأخرى .
(ج) النص الثالث :
قول الله تعالى في سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول):
{أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
إن هذا النص القرآني يكشف لنا عن حقيقة فكرية مهمة جداً ، وهي أن مقتضيات العدل الإلهي توجب التسليم بأن التسوية في الجزاء بين الذين اجترحوا السيئات والذين آمنوا وعملوا الصالحات قضية مرفوضة حتماً ، لأنها تتنافى مع صفتي عدل الله وحكمته الثابتتين بالدليل العقلي ، والثابتتين أيضاً في ظواهر شتى من واقع حياتنا المدروسة ، وإذا كانت هذه التسوية مرفوضة عقلاً فما بالنا نلاحظ في هذه الحياة أن كثيراً من الذين اجترحوا السيئات ينالون منها مثل ما ينال منها الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أو أكثر في بعض الأحيان ، وأن كثيراً من الذين آمنوا وعملوا الصالحات قد تتوالى عليهم المصائب والآلام ؟ فأين تطبيق قواعد العدل والحكمة الإلهية؟
وهنا يأتي الجواب العقلي الذي لا يحتاج إلى بحث وتأمل كثيرين:
إن هذه الحياة ليست نهاية قصة حياة الإنسان ، ولكنها فصل منها ، ومرحلة قصيرة أعدت في برنامج الوجود الكبير لغاية الابتلاء ، ولا بد حتماً من ظروف حياة أخرى تأتي بعد انتهاء هذه الحياة الدنيا التي أعدت للامتحان ، وعندئذٍ تظهر تطبيقات قواعد العدل الألهي ، وتظهر مراحل الجزاء ، وهنا نبهنا هذا النص القرآني على أن تطبيق قواعد الجزاء يبدأ مع بداية مرحلة الموت ، الذي هو عملية انفصال بين الروح المدركة المحسة ، وبين الجسد الذي هو ثوب هذه الروح في حياتها الأولى .
ومع بداية هذه المرحلة الجديدة من وجود الإنسان تظهر الفوارق القائمة على العدل والحكمة بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات والذين اجترحوا السيئات .
إن ما لم يظهر اليوم في مرحلة الامتحان لا بد أن يظهر غداً في مراحل الجزاء .
فهذه الآية تشير إلى التطبيقات الجزائية التي تكون في مدّة الحياة البرزخية بعد الموت وقبل البعث ، وهو ما يطلق عليه نعيم القبر وعذابه .
( د ) النص الرابع :
قول الله تعالى في سورة (القيامة/75 مصحف/31 نزول):
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ }.
من الواضح أن هذا النص يشتمل على المفتاح الفكري لاكتشاف الغاية من خلق الإنسان في هذه الحياة : {أيحسب الإنسان أن يترك سُدى؟!}
أي : إنه لم يُخلق في هذه الحياة ليأكل ويشرب ، ويتمتع ويظلم ، ويطغى ويفسد في الأرض ، وينزل الآلام بالآخرين ويكفر بربه ، ثم يترك سدى دون جزاء عادل ، أو ليستقيم ويعمل الصالحات ، ويعدل بين الناس ويحسن إليهم ، ويمسح عنهم الآلام ويعبد ربه ، ثم يترك سدى دون جزاء كريم .
إن هذا الظن من الإنسان لأمر عجيب ، أفيظن ما لا يليق بعدل الخالق وحكمته؟ أفيظنُّ ظناً تقوم براهين العقل ودلائل الواقع على نقيضه؟
إن الإنسان في هذا الوجود لن يترك سدى بعد ظروف هذه الحياة التي يعيشها ، والتي لو كانت نهاية قصة حياة الإنسان لكانت حياة لا معنى لها ولا مغزى .
وهل يليق بحكمة الخالق العظيم القادر العليم أن يخلق خلقاً باطلاً لا مغزى له؟ إن هذا ضرب من اللعب واللهو والعبث ، والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك ، إن كل أمره جد لا هزل فيه .
وإذا ثبت بالدليل النظري أن الإنسان لن يترك سدى فلا بد من ظروف حياة غير هذه الحياة يتم فيها تحقيق الغاية من خلق الإنسان ، ويتم فيها تطبيق قواعد الجزاء الرباني وفق مقتضيات الحكمة والعدل والكرم .
وحينما يبدأ الجاهل قصير النظر يشكُّ في قدرة الله على إعادة الإنسان إلى الحياة بعد الموت في النشأة الأخرى ، فلينظر إلى واقع النشأة الأولى ، إنها تعطيه برهاناً تجريبياً يثبت له أن من أنشأ النشأة الأولى قادر على أن ينشئ النشأة الأخرى ، نشأة الإعادة ، وهي في التحليل النظري أهون من نشأة الابتداء ، وقد لفت النص نظر الإنسان إلى هذا البرهان التجريبي فقال تعالى : {ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان عقلة فخلق فسوَّى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟} بلى وهو الخلاق العليم .
(هـ) النص الخامس:
قول الله تعالى في سورة (ص/38 مصحف/38 نزول):
{وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ}.
فحينما يرفع الجاحدون تصورات الحياة الأخرى من أذهانهم تغدو هذه الحياة في تصورهم عملاً باطلاً لا معنى له ، وتغدو مسرحية من مسرحيات اللعب واللهو والعبث .
هذا ما صرح به كبار مفكريهم ، وذلك تصور الذين كفروا وظنهم القائم على أساس باطل هو جحود الحق والكفر به ، فويل لهم من أحداث هذه الحياة الأخرى حينما يجدونها حقيقة واقعة ، ويجدون أنفسهم في النار يعذّبون .
أما المؤمنون فإنهم يدركون الغاية من خلقهم ، ويعلمون أنهم في هذه الحياة الدنيا في ظروف امتحان لإرادتهم بين يدي خالقهم ، وأن وراء هذه الحياة حياة أخرى خالدة يكون فيها الجزاء الأمثل ، وتظهر فيها حكمة الله من الخلق ، لذلك فهم لا يرون خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً . ويهديهم إلى هذه الحقيقة أنه من غير الممكن في الاحتمال العقلي أن يجعل الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ، وأن يجعل المتقين كالفجار ، فتكون نهاية الجميع بالموت ، ولا شيء بعد ذلك من حساب ولا جزاء ، إن هذا العبث لا يفعله من يقيم دورة مسابقة رياضية ، فضلاً عن أن يفعله الخالق القادر العلمي الحكيم العدل ذو الفضل العظيم .
( و ) النص السادس :
وقول الله تعالى في سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول):
{وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }.
جحد المشركون الحساب واليوم الآخر ، وجرّهم ذلك إلى إنكار رسالة محمد وما جاء فيها من وعد ووعيد ، وكان معنى جحودهم هذا أن الحياة الإنسانية ليس لها إلا ظروف هذه الحياة المشاهدة المدروسة للإنسان ، وبالموت تنتهي القصة نهاية تامة ، ثم لا شيء وراء ذلك ، مع أن هذا الفصل المشهود من حياة الإنسان مليء بأحداث الظلم والبغي الإنساني ، ومشحون بالجحود والكفر والاستكبار والعناد ، والعدوان والفساد ، وكثيراً ما تنتهي حياة أصحاب هذه الأحداث دون أن يلقوا في الحياة الدنيا جزاءهم العادل ، وحينما يصيب بعضهم بعض جزائه فإن كامل جزائه لا يناله ، وفي مقابل ذلك نجد في هذا الفصل المشهود من حياة الإنسان دعاةَ خير مضطهدين ، وطبيبين صالحين معذَّبين ، ومؤمنين مصلحين غير مكرَّمين ، وكثيراً ما تنتهي حياة هؤلاء دون أن يُنصفوا من خصومهم ، ودون أن يلقوا ثوابهم أو كامل ثوابهم .
أفيصحّ في ميزان العقل أن يقتصر حكيم قادر عليم على مشاهد هذا الفصل من عملية الخلق التي أنشأناها ، دون أن يكون وراءه فصل آخر أو عدة فصول تتحقق فيها النتائج المنطقية للفصل الأول ، وتظهر فيها الحكمة المناسبة لمستوى الحكيم الذي رتَّب ظروف الفصل الأول بإتقان تام؟
لو شهدنا مثل هذا الفصل في تمثيلية من وضع الإنسان لقلنا لا بدَّ أن فصلاً أو فصولاً أخرى ستأتي بعده ، حتى تنتهي القصة إلى نهاية معقولة تظهر فيها الغاية ، ويتحقق فهيا معنى الجزاء ، ويبرز فيها المضمون الأخلاقي ، في توجيه غير مباشر .
فلو أن كاتب القصة أو مخرج التمثيلية قد اقتصر على الفصل الأول منها ، فماذا يقول العقلاء عنه؟
إذا كان هذا الفصل فصلاً فكاهياً فإنهم يقولون عنه : كاتب هزلي ، يريد أن يضحك المشاهدين بألعابه ومشاهد اللهو التي رتبها ، وإذا لم يكن فصلاً فكاهياً فإن كان فيه شيء من الجرائم والفساد فإنهم يتهمونه بأنه يريد التشجيع على الجرائم والفساد ، واستخدام القوى وأنواع الحيلة لنشر الظلم والعدوان في الأرض ، إذ لم ينه تمثيليته بمضمون أخلاقي كريم ، يتحقق فيه الجزاء الرادع القاسي للمجرمين والمفسدين ، والنهاية الطيبة السعيدة للصالحين المستقيمين .
فما بال الذين ينكرون اليوم الآخر يقبلون في تصورهم أن تكون قصة حياة الإنسان تنتهي بنهاية الفصل الأول منها ، مع أن هذا الفصل لم تتحقق فيه الغاية ، ولم يتحقق فيه الجزاء , وهو فصل مأسَوِي (درامي) جاد لا أثر للهزل فيه؟
أفيريدون أن يجعلوا الله العليم الحكيم القادر لاعباً بآلام الناس ومشاقِّهم ومتاعبهم في هذه الحياة؟ أو هازلاً بعواطف المؤمنين به المطيعين له الساعين في مرضاته ، والباذلين كثيراً مما يشتهونه ويحرصون عليه في سبيله؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
هذه هي النقطة الفكري التي نبه هذا النص القرآني عليه ، وناقش منكري اليوم الآخر ومنكري رسالة الرسول على أساسها .
فقد عرضت سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول):
{ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ}
وقضية الرسول والكتاب ، فقال تعالى :
{مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }.
ثم بعد هذا وبعد مناقشات له جاء قول الله تعالى :
{وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ}
أي : لو كانت قصة هذه الحياة تنتهي بحادثة الموت التي يختم بها هذا الفصل لكانت عملية خلق السماء والأرض وما بينهما لعباً من اللعب .
أفيكون العليم الحكيم القادر لاعباً لاهياً هازلاً في كل الأحداث الجادة المشحونة بالمتاعب والآلام في هذا الفصل ؟
أم لا بد أن يكون قد رتب فصلاً أو فصول أخرى ، ستظهر فيها غاية عمله ومقتضيات حكمته؟
العقل يقضي بأنه لا بد أن يكون في برنامج الوجود فصل أو فصول متعددة وراء هذا الفصل الأول .
وهذا ما جاءت النصوص الدينية تدعو إلى الإيمان به وتكشف بعض ما هو داخل في برنامجه من تفصيلات .
ومن بدائع المناقشة القرآنية لهذا الموضوع قول الله تعالى في هذا النص:
{لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ}
فالله في هذا يتنزل إلى مستوى عقول هؤلاء المنكرين لليوم الآخر والمنكرين للرسالة ، إذ لزم من مذهبهم أن تكون عملية خلق السماوات والأرض وما بينهما ضرباً من اللعب واللهو والعبث فيقول لهم : {لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا}، أي : لكنا اتخذنا لهواً بعيداً عن مخلوقات ذات إحساسات وعواطف وانفعالات ، وآلام وآمال ، وأكدار ومسرات ، ولما كان من العدل والرحمة والحكمة أن نعبث هذا العبث بهذه الأحياء المدركة المحسة ، فنلهو بآلامها ، ونعبث بأكدارها ، ونلعب بعواطفها وانفعالاتها ، وحبها وذلها عبادتها ، لو أردنا لكنا نفعل هذا اللهو بعيداً عنها ، ولا نجعلها ساحة عبثنا ، هذا إن كنا فاعلين شيئاً من ذلك ، لكن اللعب واللهو والعبث ليس من شأننا .
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، إن كل أفعاله سبحانه تشتمل على حِكَم يريدها ، وهذه الحِكَم والغاياتُ جليلة تناسب مستوى علمه وحكمته وقدرته سبحانه .
ولما كان مذهب المنكرين يسلتزم اتهام الخالق سبحانه بالعبث في خلقه كان لا بد من تهديد لهم بالويل على ما يصفون الله به ، فقال تعالى لهم:
{بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
( ز ) النص السابع :
قول الله تعالى في سورة (الدخان/44 مصحف/64 نزول):
{إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ * فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ * وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَق وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }
هذا النص يحكي لنا مقالة منكري الآخرة إذ قالوا : {إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين}.
وفي نص آخر حكى القرآن عنهم أنهم قالوا : {إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين}.
ففي سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول):
{وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}
وفي سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول)، قال الله تعالى يحكي لنا مقالة عاد قوم هود لرسولهم ، أو مقالة قوم صالح:
{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}
وفي سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول)، قال الله تعالى يحكي لنا مقالة الدهريِّين ، وهم ملاحدة القرون الأولى :
{وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَينَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
ومهما تنوعت أقوال منكري الآخرة فهي تتلخص بأنهم يزعمون أن قصة الحياة واحدة تنتهي بالموت ثم لا شيء وراءه ، وليس لهم حجة في الإنكار إلا المطالبة بالمشاهدة الحسية للحياة بعد الموت ، فقالوا لرسلهم : أعيدوا لنا آباءنا إلى الحياة حتى نؤمن بما تقولون ، وتوقفوا عند المطالبة بالدليل الحسي التجريبي ، وحجبوا عقولهم عن إدراك الدليل النظري الذي يجعل قضية الحياة الأخرى قضية ممكنة بحد ذاتها ، فإذا نظرنا إليها من زاوية حكمة الخالق الحكيم ، ومن زاوية واقع هذه الحياة الدنيا كانت قضية حتمية الوقوع ، فهي المرحلة التي يتم فيها بقية برنامجٍ خلق الإنسان وفق الصورة التي أرادها الخالق الحكيم ، وإلا كان برنامجاً ناقصاً أشبه ما يكون باللهو والعبث ، والله الحكيم العليم القادر منزَّه عن أن يعد برنامجاً ناقصاً لا يليق بكماله سبحانه ، أو أن يقتصر على فصل منه يُعَدُّ الاقتصار عليه ضرباً من اللعب .
يدرك هذه الحقيقة كل عاقل درَّاك منصف.
ولما كان إنكار الكافرين لليوم الآخر يتضمن عنصرين:
العنصر الأول : إنكار الجزاء .
العنصر الثاني : إنكار الحياة بعد الموت .
وجدنا أن النص القرآن الذي نتدبره يشتمل على معالجة هذين العنصرين جميعاً .
أما العنصر الأول فقد جاءت معالجته بعرض أمثلة تاريخية تم فيها تحقيق بعض الجزاء المعجل لأمم سافلة ، عاقبهم الله في الدنيا على كفرهم وتمرُّدهم على رسلهم ، ومعلوم أن تحقيق نماذج من الجزاء المعجل لا بد أن يلفت الانتباه إلى قانون الجزاء بوجه عام ، ولا بد أن ينبه أيضاً على أن ما لم يتحقق منه في ظروف هذه الحياة الدنيا سيتحقق حتماً في ظروف حياة أخرى .
وقد دل على هذا قول الله تعالى في هذا النص من سورة (الدخان):
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}
أي : كان إهلاك الله لهم على صورة فيها تعذيب عام بسبب أنهم كانوا مجرمين .
وأما العنصر الثاني فقد جاءت معالجته بلفت النظر إلى أن مقتضيات حكمة الخالق تقضي بأنه من غير الممكن أن تكون هذه الحياة الدنيا هي نهاية قصة وجود الإنسان ، وذلك لأنه لو كانت حياته هذه هي كامل قصة وجوده ونهايتها لكان خلقه ضرباً من اللعب تنزَّه الخالق عنه ، ولما كان هذا أمراً مستحيلاً عقلاً كان لا بد من وجود حياة أخرى تستكمل فيها وقائع قصته ، وفق مقتضيات الحكمة العظيمة التي تتناسب مع صفات الخالق العظيم ، وهذا ما نبه عليه قول الله تعالى في هذا النص أيضاً:
{وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
حينما نتساءل عن هذا الحق يأتينا الجواب القرآني ، فيوضح لنا أن الغاية هي ابتلاء الإنسان في الحياة الدنيا ، وبعد الامتحان يأتي الجزاء في الحياة الأخرى .
فمن النصوص التي أعلنت هذه الحقيقة قول الله تعالى في سورة (الملك/67 مصحف/77 نزول):
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ}
وبعد الابتلاء لا بد من الجزاء ، والجزاء الأمثل قد ادخره الله لحياة أخرى غير هذه الحياة الدنيا .
فالإيمان باليوم الآخر ركن أساسي من أركان الإيمان يأتي في التسلسل الفكري بعد الإيمان بالله تعالى وبكمال صفاته وعظيم حكمته .
( 4 )
الإيمان بالآخرة مبدأ ضروري
لسعادة الجماعة الإنسانية
إذا نظرنا إلى مشكلة السلوك الإنساني وجدنا أن سعادة الجماعة الإنسانية مرهونة بضوابط سلوك الإنسان ، وحينما نبحث عن الضوابط التي يمكن أن تضبط سلوكه نجدها ضوابط ضعيفة وناقصة ، إلا ضابطاً واحداً هو مراقبة الله والخوف من عقابه يوم الدين .
وبهذا التحليل تغدو قضية الإيمان باليوم الآخر ضرورة إنسانية لحل مشكلة الجنوح الإنساني ، ولمنح المجتمعات الإنسانية أفضل صورة ممكنة من السعادة الجماعية في ظروف هذه الحياة ، ولدفع الإنسان إلى فعل الخير والارتقاء في سلم الفضائل الفردية والجماعية .
قد يقول المعارضون: نستعيض عنها بالقانون وسلطة الحكم .
ولكن نقول لهم : فمن يضبط السلطة الحاكمة عن الجنوح وبيدها القوى المادية المسيطرة ، التي تمنحها كل الوسائل الصالحة للاستبداد وظلم العباد؟
إذا لم تكن هذه السلطة ملجمة بلجام الخوف من الله وجزائه العادل فإنها تفعل ما تهوى دون ضابط .
على أن الإسلام قد حاصر الجنوح بالإيمان والخوف من عقاب الله ، وبالشرائع وسلطة الحكم الإسلامي ، إضافة إلى الوسائل التربوية الأخرى .
وقد يقول المعارضون : نستعيض عن قضية الإيمان باليوم الآخر بالضمير الأخلاقي.
ولكن نقول لهم : وما هي وسيلتنا لإيجاد هذا الضمير الأخلاقي وقد دلتنا الملاحظة أن معظم الجماهير التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر لا تستطيع أن تكتسب ضميراً أخلاقياً مقوماً لسلوكها من منبع آخر ، لأنها تسيطر عليها حينئذ أنانياتها وشهواتها ، ولا يردعها عن الجنوح خوف ، ولا يجذبها إلى الاستقامة طمع ، وحينما تخشى من العقاب المادي الإنساني فإنها تستقيم استقامة الحذر من العدو ، وترصد الانحراف كراصد الصيد ، متى وجد الفرصة متاحة له انقضَّ على فريسته .
قد يقولون : إن النظرات الفلسفية ، والعاطفة الإنسانية ، والتربية الأخلاقية ، وحب الخير وفعل الخير ، كفيلة بتربية الضمير الأخلاقي .
ولكننا نقول لهم : لئن صلحت هذه الوسائل لتربية ضمير أخلاقي لدى فيلسوف عالي الفطرة ، له نظرات تأملية بعيدة عن غمرة الماديات والمطامع والأهواء والشهوات ، فإنها لن تصلح لتربية ضمير أخلاقي لدى ألوف مؤلَّفة من البشر ، لا يتحلَّون بخصائص ذلك الفيلسوف النادر .
ومعلوم أن الضوابط السلوكية لمنح البشرية أفضل مقدار من سعادة الحياة يجب أن تكون قادرة على ضبط الكثرة الكاثرة من الناس إلا من شذ ، لا أن تكون للنماذج النادرة فقط ،وتترك الأعداد العظمى من غير ضابط .
هذا بخلاف الضمير الأخلاقي الذي يغرسه في القلوب الإيمان بالله واليوم الآخر ، فإنه ضمير أخلاقي تكتسبه بسهولة جميع الجماهير المؤمنة إلا من شذ منها ، وهذا الشاذ لا يعدم بذوراً تردعه عن كبريات الجرائم .
أما غير المؤمنين بالله واليوم الآخر فالجرائم الصغرى والكبرى سواء عندهم ، متى تعلَّق هوى أحدهم بشيء واستطاع أن يفلت من العقاب المادي على أيدي الناس فإنه يفعله دون أن يجد أي وخز لجرائمه في ضميره ، وحينما يفعله يفعله بضراوة وشراسة لا توجدان عند أخبث الحيوانات الضارية الشرسة .
على أن الإسلام لم يهمل جانب تربية الضمير الأخلاقي بكل الوسائل الممكنة إضافة إلى الخوف من الله وعقابه ، ووعده ووعيده وما في اليوم الآخر من جزاء .
قد يقول المعارضون: وما علاقة هذه الضرورة الإنسانية لحل مشكلة الجنوح في السلوك بكون الآخرة حقيقة واقعة حتى يجب الإيمان بها عقلاً؟
وجوابنا على هذا السؤال سيكون مع الذين سلموا معنا بالقضية الأولى ، وهي قضية الإيمان بالله تعالى ، أما الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله فإنهم لا يشعرون بموجب لضبط السلوك الإنساني أصلاً ، ولا يرون في أي سلوك جنوحاً ، ونظرتهم إلى الحياة تقتضي بأن القوة هي التي تحدد مفهوم السلوك ، فالقوة تستطيع أن تجعل الفضائل رذائل ، والرذائل فضائل ، والحق باطلاً ، والباطل حقاً ، وهكذا لا قيمة عندهم إلا للقوة .
أما كلامنا مع الذين سلموا بالقضية الأولى قضية الإيمان بالله تعالى فيكون على الوجه التالي:
هل يعقل في منطق التنظيم الحكيم أن يخلق الله جلَّ وعلا كائنات مدركة ذات غرائز وشهوات ، وذات مطامع ورغبات ، وذات أهواء لا حدود لها ، وذات لذات وآلام ، ويعطيها مع ذلك حرية الإرادة ، ويمنحها قدرة ما على تنفيذ ما تريد ، ثم يتركها تتخبط وتتقاتل ، وتتنافس وتتصارع ، وتتحاسد وتتباغض ، دون أن يجعل لها ضوابط تضبط سلوكها ، ودون أن يشعرها بأن جزاء عادلاً قد أعد لها ، ودون أن ينفذ فيها فعلاً جزاءه العادل ، ودون أن يشجع محسنيها بالثواب الكريم الذي يكون حقيقة واقعة ، لا وعداً كلامياً فقط؟
هذا غير معقول ، إن الخالق الحكيم لن يترك كائنات من هذا القبيل تفسد في الأرض دون أن يجعل لها نظاماً يشتمل على عناصر الجزاء الحكيم ، وهذا يهدي فعلاً إلى اعتبار اليوم الآخر ضرورة لضبط سلوك الإنسان في الحياة ، وهذا النظام لا بد من بيانه للناس حتى يعلموا مسؤوليتهم ويعرفوا مصيرهم ، ولذلك أرسل الله لهم الرسل ، فبلَّغوا الناس ما يجب عليهم من سلوك ، وما ينتظرهم من ثواب وعقاب ، بحسب أعمالهم في حياتهم ، وأن وراء هذه الحياة الأولى حياة أخرى يرجعون فيها إلى الله ، فيحاسبهم ويجازيهم ، وقد أعد للثواب جنة خالدة ، وأعد للعقاب ناراً حامية وعذاباً أليماً.
( 5 )
نقض علمي لمذهب الملحدين
الذين ينكرون استمرار وجود الروح
يتساءل بعض الناس : هل نجد نقضاً علمياً للمذهب الإلحادي الذي يرى أن الحياة ظاهرة مادية فقط ، وليس وراء هذه الحياة المادية إذا انتهت بالموت استمرار لوجود روحي ، أو إمكان لحياة أخرى؟
وجوابنا إيجابي حتماً ، فلدينا أدلة علمية توصل إلهيا الباحثون من علماء الطبيعة تثبت الحياة بعد الموت ، على المستوى التجريبي والمعملي .
وأقتبس هنا فقرات مما جاء في كتاب (الإسلام يتحدى)[15]:
"أثبتت البحوث الروحية الحياة بعد الموت على المستوى التجريبي والمعملي . إن الأمر الذي يدفعنا إلى إبداء مزيد من الإعجاب بهذه البحوث هو أنها لا تثبت (بقاءً محضاً) لروح ما ، بل إنها تثبت أيضاً بقاء الشخصيات التي كنا نعرفها بذاتها قبل أن نموت!!
إن هناك خصائص كثيرة يتمتع بها الإنسان من قديم الأزمان ، ولكنا لم نلق الضوء عليها إلا حديثاً ، ومن هذه الخصائص (الرؤيا) التي تعد من أقدم مميزات الجنس البشري ، والحقائق المثيرة التي كشفها علماءُ النفس عن هذه الميزة لم يكن قدماؤنا على علم بها .
وهناك مظاهر أخرى درسناها أخيراً ، وأجرينا بحوثاً وإحصاءات في مختلف أنحاء العالم حولها ، وجاءت البحوث بنتائج غاية في الأهمية .
ومن هذه البحوث ما نسميه (بالبحوث الروحية) وهي فرع من علم النفس الحديث ، وهدفها محاولة الكشف عن المميزات الإنسانية غير العادية ، وقد أقيم أول معهد لإجراء هذا النمط من البحوث عام (1882م) في إنكلترا ، وبدأ علماء هذا المعهد عملهم سنة (1889م) بعد أن قاموا بمسح واسع النطاق على (17) ألفاً من المواطنين ، ولا يزال هذا المعهد موجوداً باسم (جمعية البحوث الروحية) وقد انتشرت الآن معاهد كثيرة في مختلف بلدان العالم ، وأثبتت هذه المعاهد بعد بحوثها وتجاربها الواسعة النطاق أن الشخصية الإنسانية تواصل بقاءها بعد فناء الجسد المادي في صورة غريبة…
وقد ألقى (البروفسور دوكاس) هو أستاذ الفلسفة بجامعة براون ، ضوءاً على الجوانب النفسية والفلسفية من مسألة الحياة بعد الموت ، في الباب السابع عشر من كتابه . والدكتور دوكاس لا يؤمن بالحياة بعد الموت كعقيدة دينية ، وإنما وجد – أثناء بحوثه – شواهد كثيرة اضطر – على أثرها – أن يؤمن بالحياة الآخرة ، مجردة عن قضايا الدين ، وهو يكتب في آخر الباب السابع من كتبه قائلاً:
"لقد قام رهط من أذكى علمائنا وأكثرهم خبرة بمطالعة الشهادات المتعلقة بالمسألة ، وفحصوها بنظرة نقد ثاقبة ، وقد توصلوا آخر الأمر إلى أن هناك شواهد كثيرة تجعل فكرة "بقاء الروح" نظرية معقولة ، وممكنة الحدوث .. وهم يرون أنه لا يمكن تفسير تلك الشواهد إلا على هذا النحو . ومن هؤلاء الكبار الذين قاموا بهذه البحوث نستطيع أن نذكر: الأساتذة (ألفريد راسل واليس)، و(السير وليام كروكس)،و(ف. و. هـ.مايرز) ، و(سيزار لومبرازو) ، و(كميل فلاماريون) ، و(السير أوليفر لوج) ، و(الدكتور ريتشارد هوجسن) ، و(المستر هنري سيدويك) ، و(البروفيسور هيسلوب) ".
ويستطرد الدكتور دوكاس قائلاً :
"ويتضح من هذا أن عقيدة بقاء الحياة بعد الموت – التي يؤمن بها الكثيرون منا كعقيدة دينية – ليس من الممكن أن تكون واقعاً فحسب ، وإنما لعلها هي الوحيدة من عقائد الدين الكثيرة ، التي يمكن إثباتها بالدليل التجريبي . ولو وضح هذا فمن الممكن أيضاً أن نجد معلومات قطعي في هذا الموضوع".
وقد سبق أن استشهدنا حول موضوع الروح بما قاله الدكتور (راين):
"إنه ثبت من أبحاثه في المعامل: أن في الجسم البشري روحاً أو جسماً غير منظور".
هذه البحوث الروحية تنقض قضية الملحدين الماديين من أساسها ، فما أثبته العلم من وجود الروح ومن أن الحياة بعد الموت قضية مؤكدة أو مرجحة ، ينقض نظرتهم القائمة على أن الحياة إنما هي مظهر لتركيب المادة بصورة خاصة ، ومتى انحل هذا التركيب لم يبق أثر للحياة مطلقاً ، بينما يقرر الدين أن الحياة سر روحي ينفخه الله تعالى في الأجساد المادية ، فتكون حية بهبة الله تعالى لها سرّ الحياة ، وهذا ما بدأت الدراسات العلمية تعترف به .
ولدينا أيضاً أدلة أخرى في هذا المجال مما توصلت إليه البحوث النفسية .
أثبتت الدراسات العلمية حول الإنسان أن خلايا جسده المادي تتجدد باستمرار ، وأن هذا الجسد المادي بمثابة نهر جار خاضع لقانون التغير المستمر ، خلايا تتلف ، وغذاء يتحول إلى خلايا جديدة تحل محل الخلايا التالفة ، ويأتي على جسم الإنسان في مدى كل عشر سنوات تجدد كامل لكل خلايا جسمه ، أي: إن الجسد الأول يفنى ويأتي بدله جسد جديد ، ولكن الإنسان لا يشعر بهذا التغير ، ولا يتأثر كيانه الإنساني به ، بل يبقى علمه وذاكرته وعاداته وأمانيه وأفكاره وحبه وبغضه وعواطفه كلها كما كانت ، فلو أن الإنسان كان مظهر تفاعلات مادية صرفة لكان بفناء الخلايا الأولى من جسده ، أو بعبارة أخرى لكان بفناء جسمه السابق الذي حل محله جسم جديد يجب أن تفنى أفكاره السابقة وعواطفه وآماله وأمانيه وكل خصائصه الثابتة التي لا تتغير ، لكن هذا لا يحدث رغم تجدد الجسد تجدداً كلياً في كل عشر سنوات .
فلولا أن شيئاً روحياً غير هذا الجسد المادي يظل مستمراً يحمل الخصائص الإنسانية العليا ، لما استطاع الإنسان المحافظة على مكتسباته السابقة ، بعد فناء جسده السابق ، أو بعد تعرضه لمراحل متعددة من الفناء في حياته .
جاء في كتاب "الإسلام يتحدى"[16]:
"لقد أثبت البحث النفسي الذي ذكرنا آنفاً أن جميع أفكار الإنسان – أو بعبارة أخرى: جميع خلايا مُخه – تبقى بصفة دائمة ، وهذا الواقع يثبت بصراحة أن عقل الإنسان ليس بجزء من جسمه ، فإن جميع خلايا وأنسجة الجسم تتغير تغيراً كاملاً في بضعة أعوام ، ولكن سجل اللاشعور لا يقبل أي تغير أو مغالطة أو شبهة على رغم مرور مئات السنين . ولو كان هذا السجل الحافظ كائناً في الجسم فلا أدري أين مكانه منه؟ وفي أي جزء يكمن على وجه الخصوص؟ ولو كان في أحد أجزاء هذا الجسم فلماذا لا يزول عندما تزول هذه الأجزاء بعد سنوات عديدة؟ ما أعجب هذا السجل الذي تتحطم جميع لوحاته تلقائياً ، ولكنه لا يفنى ولا يزول؟!
إن هذه البحوث الجديدة في علم النفس تؤكد بصفة قاطعة أن الوجود الإنساني لا تنحصر حقيقته في ذلك الجسم المادي الذي يخضع دوماً لعمليات التحكم والاحتكاك والفناء ، بل هو شيء آخر غير هذا كله ، وهو لا يفنى ، بل يبقى مستقلاً ولا يزول".
فقضية الحياة لا تفسر إلا بالحقيقة التي تقررها المفاهيم الدينية ، بالروح التي هي من نفخ الله ، وهذه الروح تبقى بعد فناء الجسد ، وتبقى بعد الموت ، لأن الموت إنما هو انفصال كامل للروح عن الجسد .
( 6 )
نقض توهمات منكري الحياة الأخرى
لدى البحث عن المستندات الفكرية التي يستند إليها منكرو الحياة الآخرة يتبين لنا أنهم لا يملكون أية مستندات فكرية صحيحة ، إنما هم بين العناد والتوهم .
أما العناد فهو مذهب المكابرين الذين لا ينفع معهم الجدل المنطقي ، والمناظرة العلمية .
وأما التوهم فهو طريقة كثير من المنكرين الذين يندفعون وراء توهمات يتصورونها أدلة ، وليست هي بأدلة .
إن الحياة الأخرى ليست من المستحيلات العقلية حتى يجحدوها الجاحدون بحجة الاستحالة ، ولكنها من الممكنات العقلية ، وظهور الحياة الأولى أعظم شاهد تجريبي على إمكان الحياة الأخرى ، وبعد إثبات الإمكان الفعلي تبقى لدينا مرجحات إثبات الوقوع ، وقد رأينا بالأدلة النظرية أن مرجحات إثبات الوقوع مرجحات قوية ، فإذا انضمت هذه الأدلة النظرية إلى التبليغات الربانية التي أخبرنا بها رسل الله الصادقون وجدنا أن الحياة الأخرى قضية حتمية لا مناص للعقلاء من الإيمان بها ، والتسليم بما جاء عنها من أخبار صادقات .
وقد رأينا أن طريقة القرآن في محاجَّة منكري الحياة الأخرى من الماديين الملحدين ، الذين لا يؤمنون بالله ، طريقة تتضمن العودة بهم إلى نقطة الخلاف الأولى الأساسية ، وهي الإيمان بالله تعالى ، فهو يقيم لهم دليلاً مزدوج الهدف ، يلفت النظر إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى وبكمال صفاته ، ويوجِّه إلى أن الخالق الحكيم لا يمكن أن يخلق هذا الكون عبثاً ، تنتهي حياة الإنسان فيه بنهاية حياته الأولى . ومتى أدرك المتفكر هاتين الحقيقتين تفتحت مغاليق فكره وفؤاده للتسليم بالحياة الأخرى ، كما جاءت بها الأخبار الصحيحة الصريحة الصادقة التي أخبر بها الرسول .
أما طريقة القرآن في محاجَّة الآخرين ، فهي تشتمل على النظر في توهماتهم التي استندوا إليها فيما ذهبوا إليه من الرفض ، والرد عليها بإثبات الحق المناقض لهذه التوهمات ، وقد استقصى القرآن الكريم في مواضع مختلفات توهماتهم وردها واحدة فواحدة بالحجج الدامغة .
وفيما يلي تتبع لهذه التوهمات وللرد القرآني عليها:
* التوهم الأول :
توهم ظهر على ألسنة المشركين أيام الرسول ، وخلاصته أن القدرة التي قدرت على ابتداء خلق الإنسان لا تقدر على إعادته .
وقد سلك القرآن في إقامة الحجة على المنخدعين بهذا التوهم طريقين :
* الطريق الأول :
طريق إظهار واقع التساوي بين الإعادة والبدء ، وبيان أن شبهة التفاوت شبهة باطلة ، إذ أن قدرة الله التي قدرت على ابتدائهم إبداعاً ، قادرة على خلقهم بعد فنائهم إرجاعاً ، فالأمران مستويان ، بل الإعادة أهون في نظر الناس وحدود قدراتهم من الابتكار والإبداع .
فمن يسلِّم بأن الله قد بدأ الخلق حتم عليه بأن يسلِّم بأنه تعالى قادر على إعادته ، بل هو أهون عليه .
وقد رد القرآن على أبيّ بن خلف شبهته هذه ، بقول الله تعالى في سورة (يس/36 مصحف/41 نزول):
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}.
وأكد حقيقة التساوي بين الإعادة والابتداء بقوله تعالى في سورة (مريم/19 مصحف/44 نزول):
{وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً * أَوَلاَ يَذْكُرُ إلإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}.
وبين الله في نص آخر أن إعادة الخلق أهون من ابتدائه ، فإذا ثبت الابتداء بالمشاهدة تثبت الإعادة الموعود بها من باب أولى ، فقال تعال في سورة (الروم/30 مصحف/84 نزول):
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ}
* الطريق الثاني:
طريق التنبيه على مظاهر قدرة الله في السماوات والأرض ، وذلك أنه إذا كابر المنكر بعد إقامة الدليل بإظهار واقع التساوي بين الإعادة والبدء ، فقال : الإعادة أشد من البدء مصراً على توهمه هذا ، أتاه الجواب القرآني بنقله إلى ما هو أكبر في تصوره من ابتداء خلق الإنسان وإعادته ، ألا وهو خلق السماوات والأرض .
إذ من المعلوم بالبداهة الحسية أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، في ابتدائهم أو في إعادتهم ، وهذا ما أشارت إليه آية (الروم) السابقة:
{وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ}
ونلاحظ أن الاستدلال بخلق السماوات والأرض على قدرة الله تعالى على أن يحيي الموتى كثير في آيات القرآن المجيد :
فمنها قول الله تعالى في سورة (الأحقاف/46 مصحف/66 نزول):
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ومنها قول الله تعالى في سورة (غافر/40 مصحف/60 نزول):
{لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ * إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }
فبعد إثبات أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس نبه النص على أنه لا يصح التسوية بين الأعمى والبصير ، ولا بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسيئين ، إن حكمة خالق هذا الكون الكبير المتقن البديع تأبى هذه التسوية ، وإذا كانت هذه التسوية مرفوضة فإن أمر الجزاء واقع لا محالة ، وذلك يكون يوم القيامة ، وإذ وصل النص إلى إبراز هذه الحقيقة قرر أن الساعة آتية لا ريب فيها .
أي: فخلق السماوات والأرض شاهد على إمكان إعادة خلق الإنسان بعد فناء جسده ، والداعي لهذه الإعادة قانون الجزاء الحكيم .
* التوهم الثاني:
توهم أن خلق السماوات والأرض وخلق الأحياء قد أصاب الخالق بالإعياء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
ولقد رد القرآن هذا التوهم ببساطة ووضوح ، وذلك بإثبات أن خلق الله للأشياء كلها إنما يكون بتوجيه الإرادة والأمر ، فإذا أراد أن يخلق شيئاً قال له : كن فيكون ، ومن كان أمر خلقه كذلك فلا يمكن أن يصيبه الإعياء في القدرة أبداً .
وقد نفى الله أن تصاب قدرته بالإعياء بسبب خلقه للسماوات والأرض وما فيهن ، فقال تعالى في سورة (الأحقاف/46 مصحف/66 نزول):
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وعدم الإعياء بالخلق هو مقتضى قدرة الرب الخالق ، ولذلك قال الله تعالى مستنكراً لو أن تفكيرهم ، متسائلاً تساؤل المتهكم بإنكارهم في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول):
{أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}
أي : بل هم في شك من إمكان خلق جديد لمن سبق له أن خُلق ثم مات وفني جسمه .
وبين الله مدى قدرته العظيمة على ما خلق ما يريد من شيء بمجرد توجيه أمر التكوين له ، فقال تعالى في سورة (يس/36 مصحف/41 نزول):
{إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
على أن نفي الإعياء ومناقشة المنكرين في هذا الأمر ، وكذلك مناقشتهم حول بعض التوهمات الأخرى ، إنما هو تنزل من الخالق العظيم إلى مستوى تفكير المنكرين وعقولهم الساذجة ، لإقامة الحجة عليهم من جميع الوجوه ، ومحاصرتهم محاصرة فكرية ملزمة بالحق ، على أن في هذه البيانات لفت نظر إلى حقيقة الربوبية ، وأن من مقتضى خصائص صفات الربِّ الخالق قدرته الكاملة على الخلق ، وهذه القدرة لها صفة البقاء الأزلي الأبدي ، فهي لا تتناقص ، ولا تختل ، ولا تعرض لها عوارض التغير ، فلله الخالق الأزلي الأبدي كلُّ صفات الكمال المطلق .
* التوهم الثالث:
توهم المنكرين أن من يموت من الناس يضل رفاته في الأرض ، فتذهب صورته وصفاته ، فكيف يرجع الله هذه الذوات والصفات ، وكيف يجمع هذه الذات المتفتتة من عظامهم؟
وأثر هذا التوهم يظهر في توهمهم أن علم الله غير محيط بكل صغيرة وكبيرة من أعداد الذين يموتون من الناس ، وغير محيط بصفاتهم وأوضاعهم وأعمالهم .
وقد ذكر الله مقالتهم التي تدل على هذا التوهم من توهماتهم ، بقوله تعالى في سورة (السجدة/32 مصحف/75 نزول):
{وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ}
أي: بل علة نفوسهم أنهم لا يريدون أن يقبلوا مبدأ لقاء ربهم ، حتى لا يحجزهم اعتقاد هذا المبدأ عن الانطلاق في الفجور ، وما يوردونه على قضية الآخرة وما فيها من حساب وجزاء ليس إلا تعلاَّت.
وذكر الله مقالتهم هذه أيضاً في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) فقال تعالى :
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبئُكُمْ إِذَا مُزقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ}.
أي : فهم في عذاب في حياتهم يأتيهم من داخل نفوسهم المجرمة المتمردة على الحق ، وهم في الضلال البعيد في عقيدتهم وفي سلوكهم .
ولدفع هذا التوهم من توهماتهم تنزل الله إلى مستوى مداركهم فأثبت لهم إحاطة علمه بكل شيء ، ومن ذلك علمه سبحانه الذين يموتون أعداداً وصفات كاملة ، وأن من مقتضى كونه تعالى هو الرب الخالق ، والموجود الأزلي الأبدي ، أن يتناول علمه كل ما يجري في مخلوقاته ، حتى ما توسوس به نفوس الناس من غير أن ينطقوا به ، ودون أن يسمعه منهم أحد . وأثبت لهم أيضاً أن الملائكة الكرام الكاتبين والملائكة الذين يقبضون الأرواح ويتوفون الأنفس يسجلون كل واحد من الناس أحياءً وأمواتاً ، بذواتهم وصفاتهم وأفعالهم وأقوالهم في كتاب حفيظ .
وفي الرد على هذا التوهم الذي يحتمل أن يكون مصدر تعجبهم إذ قالوا:
"أئذا متنا وكنا تراباً؟ ذلك رجع بعيد" قال تعالى في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول):
{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}
وأثبت الله إحاطة علمه بكل صغيرة وكبيرة في مقام عرض إنكارهم للساعة وذلك على سبيل الرد عليهم فقال تعالى في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول):
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}
وشاهد هذا الشمول العلمي لله تعالى سير كل شيء في هذا الكون ضمن نظام محكم دقيق لا يعتريه أي خلل ، وهذا يسقط توهمهم .
وفي بيان إحاطة علمه تعالى بما توسوس به نفوس الناس دون أن يطلعوا عليه أحداً ، قال سبحانه في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ}
وفي بيان مراقبة أقوال الناس وحفظها قال الله تعالى في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول):
{مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
وحين يلاحظ المنكرون هذه الحقيقة من حقائق الرب الخالق يسقط هذا التوهم من توهماتهم ، ويعرفون أن الله على كل شيء قدير ، ويعلمون أن وعد الله حق .
على أنهم لو نظروا فيما انتهت إليه البحوث العلمية لرأوا أنها قد أثبتت هذا السجل الكوني الكبير ، الذي تسجل فيه الأعمال كلها ، والأقوال ، وخواطر الأنفس ، ووساوسها ، ونياتها .
لقد أثبت العلماء أن كل حرف نقوله وكل عمل يصدر عنا يسجل في الأثير ، ويمكن عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيله ، متى تهيأت الأجهزة القادرة على كشف ما في هذا السجل الكبير ، والتحكم بموجاته ، فصور كل كائن من القرون الأولى وأصوات كل كائن مسجلة تسجيلاً كاملاً ، منذ وجوده حتى آخر وجوده لحظة بلحظة ، لا يضيع منه شيء صغيراً كان أو كبيراً ، في النور أو في الظلمات ، في السرِّ أو في العلن ، وأثبتت التجارب العلمية أن جميع أفكارنا وخواطرنا تحفظ في شكلها الكامل وفق تسلسلها ، ولسنا بقادرين على محوها أبداً ، وإن نسيناها في عقلنا الظاهر أو في مستوى شعورنا ، إنها تظل محفوظة أبداً لدينا فيما يسمى عند علماء النفس (ما تحت الشعور) وما هو محفوظ فيما تحت الشعور هو الجانب الأكبر من مجموع المحفوظات في كياننا الإنساني ، فالقضية لا تحتاج يوم القيامة أكثر من كشف الغطاء عن مستوى ما تحت الشعور ، وعرض شريط صور (فيلم) حياتنا كلها المسجل في الأثير[17] .
فهذا التوهم القديم الذي لم يكن يتصور مدى هذا التسجيل قد أصبح ساقطاً اليوم بالمكتشفات العلمية ، وتحقق قول الله عز وجل في سورة (فصلت/41 مصحف/61 نزول):
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
* التوهم الرابع :
توهم أن الأشياء التي لا يشاهدونها بالحس ينبغي أن لا يسلِّموا بها ، وأن لا يصدقوها ، فما لم يحدث فعلاً أمام أعينهم بشكل متكرر فهو ممتنع الوقوع .
وأصحاب هذا التوهم قد سيطرت حدود حواسهم الظاهرة على قوة التجريد العقلي فيهم ، فزعموا عدم إمكان العبث ، لأنهم لم يرَوا حياة بعد موت .
وهل باستطاعة أصحاب هذا التوهم أن يلتزموا مذهبهم في كل الحقائق التي يبحثونها أو يمؤنون بها؟
إن معظم النظريات العلمية التي يثبتها العلماء الماديون تشتمل على مضامين لم تشاهد بالحس ، وإنما استنتجها العلماء استنتاجاً عن طريق تعليل الظواهر وتفسيرها .
وكثير مما كان يثبته الإنسان القديم وما يزال يثبته الإنسان الحديث لا يعتبر داخلاً في نطاق الأمور التي يمكن إدراكها بالحس ، كالعقل والروح ، والقوى التي لا تشاهد إلا آثارها وظواهرها .
ولكن رغم أن هذا التوهم مرفوض بداهة قد يكابر به بعض المعاندين ، فيزعم بوقاحة أن الأشياء التي لا يشاهد لها أمثلة واقعة هي ممتنعة الوقوع .
ولنا مع أصحاب هذا التوهم محاكمات كثيرة ، نلزمهم فيها بإثبات أشياء كثيرة في أنفسهم ، وفي الكون من حولهم ، يستنتجون هم وجودها استنتاجاً ، مع أنها غير مدركة بأية حاسة من حواسهم .
ومع كل هذا فقد تنزَّل القرآن إلى مستوى مداركهم فضرب أمثلة مدركة بالحس دائمة الوقوع في الكون ، تُقرِّب إلى تصوراتهم صورة الحياة بعد الموت .
إن جفاف الزرع وانقطاع تغذيته من الأرض ، وحصاده وتحطمه ، يشبه حالة الموت في الأحياء ، ثم إن السنة الكونية الدائمة الظاهرة المشاهدة في عملية انشقاق الحبوب في بطن الأرض ،ونباتها بعد ما سبق من حالتها التي تشبه حالة الموت ، وعودتها إلى الحياة والنضر كرَّة أخرى ، وذلك عند وجودها في البيئة الملائمة من ماء ممتزج بالتراب الصالح ، لتعطي تقريراً حسياً مشاهداً باستمرار في الظواهر الكونية لقصة بعث الحياة بعد موت الأجساد الحية ، وتفرُّق أجزائها في تراب الأرض ز
وقد نبَّه القرآن على هذا الشاهد الكوني الذي يقرب إلى تصور أصحاب هذا التوهم إمكان الحياة الأخرى ، وأنها تشبه عودة الحياة إلى الزروع والنباتات بعد جفافها وما يشبه حالة الموت فيها .
فقال الله تعالى في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول):
{وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وقال أيضاً في سورة (الروم/30 مصحف/84 نزول):
{فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَةِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْييِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وقال أيضاً في سورة (فصِّلت/41 مصحف/61 نزول):
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
يضاف إلى هذا الشاهد المتكرر ما ضربه الله من أمثلة تجريبية واقعية ، أجراها في أزمنة ماضية لحياة الإنسان بعد الموت .
فمن ذلك حادثة أهل الكهف وكيف ضرب الله على آذانهم ثلاثة قرون وتزيد ، ثم أعثر عليهم ليعلم الناس بشهادة الحس كيف يحيي الله الموتى ، وقص الله علينا قصتهم في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول) ثم قال تعالى :
{وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا..}.
ومن ذلك أيضاً قصة (العزيز) الرجل الصالح من بني إسرائيل ، إذ مر على قرية أموت فقال : "أنى يحيي هذه الله بعد موتها؟" فأماته الله مئة عام ثم بعثه وشاهد مشاهدة حسية كيف أحياه الله بعد أن أماته ورأى بنو إسرائيل من أهل قريته هذا الحدث التاريخي العجيب ، وقد أخبرنا الله تعالى بهذه القصة في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) فقال:
{أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
ومن ذلك أيضاً قصة إماتة الألوف من بني إسرائيل حين أمروا بقتال عدوهم ، فخرجوا من ديارهم فارين من مقابلة العدو حذو الموت ، ثم بعد هذه الإماتة الجماعية أحياهم الله ليعملوا أن الفرار من القتال لا يحمي من الموت ، وليعلموا أن البعث حق ، وقد ذكر الله قصة هؤلاء في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) فقال تعالى :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}
ومن ذلك أيضاً قصة إحياء قتيل بني إسرائيل ،لسؤاله عن القاتل ، وهذه القصة قد أخبرنا الله بها في أوائل سورة (البقرة) وقد أوجز المفسرون هذه القصة بأنه كان في بني إسرائيل شيخ موسر له ابن واحد ، قتله ابن عمه طمعاً في ميراثه ، ثم جاء يطالب بدمه قوماً آخرين ، فأنكر المتهمون قتله ، وترافع القوم إلى موسى عليه السلام ، كل منهم يدرأ التهمة عن نفسه ، فقال لهم موسى : إن الله يأمركن أن تذبحوا بقرة ، وذلك ليتبين لهم القاتل الحقيقي فقالوا له : أتهزأ بنا؟ فقال موسى : معاذ الله أن أكون من الجاهلين ، فسأل بنو إسرائيل موسى عليه السلام عن أوصافها ، وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، ثم عثروا عليها وذبحوها وما كادوا يفعلون ، ثم ضربوا جسد القتيل ببعض البقرة التي ذبحوها وفق الأمر الإلهي ، فأحيا الله القتيل وأخبر عن قاتله .
ومن ذلك أيضاً قصة إحياء الطيور الأربعة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، لما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى .
ومن ذلك أيضاً معجزة عيسى عليه السلام ، إذ كان يحيي الموتى بإذن الله ، كما هو معلوم من معجزاته وآيات رسالته .
* التوهم الخامس :
توهم المنكرين أن مراد الخالق في إبداع الحياة وخلقها لا يتعدى حدود هذه الحياة الأولى ، وأن كل حكمته من الخلق تتم فيها .
وهذا التوهم فيه اتهام لحكمة الخالق بالعبث ، وهو ما سبق أن ناقشنا به منكري اليوم الآخر قبل أن نطرح توهماتهم للمناقشة ، وذلك لأن منحة العقل ، والإرادة الحرة ، وبعض القدرة على التنفيذ تستلزم المسؤولية ، وإلا نجم عنها الفساد الذي لا حدود له دون غاية ، وهو أمر ينافي الحكمة ، والمسؤولية تستلزم المحاسبة والجزاء ، وإلا كانت مسؤولية شكلية لا قيمة لها ، وهو أمر ينافي الحكمة أيضاً ، والجزاء يقتضي العقاب والثواب ، وإلا كانت مسؤولية ناقصة تنهى عن الشر ولا تأمر بالخير ، أو لا تشجع على الارتقاء في درجات الفضائل ، وهو أمر ينافي كمال الحكمة أيضاً ، والله تبارك وتعالى قادر حكيم منزَّه عن النقص في ذاته وصفاته وأفعاله ، فلا يصدر عنه سبحانه إلا الكمال ، ولا تكون أفعاله إلا مطابقة لكمال الحكمة .
وقد سبق أن عرضنا دفع القرآن لهذا التوهم ، واستشهدنا بعدة نصوص قرآنية .
منها قول الله تعالى في سورة (المؤمنون/23 مصحف/74 نزول):
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}
ونصوص أخرى نفى الله فيها عن نفسه أن يكون قد خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، أو خلقها على سبيل اللهو واللعب ، بل خلقها لحكمة ، وهذه الحكمة تقتضي مسؤولية الإنسان ومن على شاكلته ، والمسؤولية تستلزم الجزاء بالثواب وبالعقاب ، وظروف الجزاء الكامل غير موجودة في هذه الحياة الدنيا ، فلا بد من حياة أخرى يكون فيها هذا الجزاء .
ولا ننسى أن هذا التوهم قد ورد في مقالات منكري الحياة الآخرة ، وقد حكى الله مقالتهم التي تنم عن هذا التوهم من توهماتهم ، فقال تعالى في سورة (الدخان/44 مصحف/64 نزول):
{إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ}
وحكاها أيضاً في نصوص أخرى سبق الاستشهاد بها .
*التوهم السادس :
توهم المنكرين عدم إمكان تلقي الرسل الأخبار عن الله تعالى ، وعدم معرفتهم شيئاً من الغيب .
وقد عرض الله مقالة منكري الحياة الأخرى المشتملة على هذا التوهم من توهماتهم ، فقال تعالى في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول):
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ}
وكان مطلبهم أن ينزل الله ملائكة يبلغونهم الأخبار عنه ، أو يرون الله ويخاطبهم خطاباً مباشراً ، وقد ذكر الله مطلبهم هذا بقوله تعالى في سورة (الفرقان/25 مصحف/42 نزول):
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً}
والرد على أصحاب هذا التوهم يأتي ببساطة ، ويتلخص بأن وعد الله بالدار الآخرة والحياة بعد الموت جاء على ألسنة الرسل المؤيدين بالمعجزات الباهرات ، والله سبحانه لا يؤيد بمعجزاته من يكذب عليه ، وبأن الله يستحيل عليه – سبحانه – الكذب في الأخبار ، وقد أخبرنا في كتابه المنزل بذلك .
ولا تعدو مناقشة هؤلاء المناقشة حول الرسل والكتب واستحالة الكذب على الله تعالى ، وأن لله أن يصطفي من يشاء من عباده ، لتبليغ رسالاته للناس ، وأن يتخذ ما يشاء من وسائل لإعلام رسله برسالاتهم ، وإعطائهم ما يكون حجة لهم أمام الناس ، حتى يصدقوهم ويثقوا بأخبارهم .
هذا إحصاء توهمات منكري الحياة الآخرة ، وما فيها من جزاء بالثواب وبالعقاب .
وبعد إسقاط هذه التوهمات ودفعها ، وبيان أنها لا تصلح بحال من الأحوال لأن تكون مستنداً لرفض الإيمان بالآخرة وما فيها من جزاء ، من قبل المعترفين بوجود الخالق العظيم لهذا الكون ، وبعد هذا الحصار الفكري للمنكرين حصاراً تاماً ، لا يبقى لهم مخرج إلا طريق الإيمان والتسليم ، إذا كانوا حريصين على احترام عقولهم ، وحذرين من عاقبة إنكارهم . أما إذا لم يكن لديهم هذا الحرص وهذا الحذر فباستطاعتهم أن يظلوا جاحدين بوقاحة ، ومنكرين بعناد لا مبرر له ، ومورطين أنفسهم بكبرهم في إصرار من ورائه عذاب شديد ، وشقاء لا نهاية له ، ثم إنهم لا يظفرون بأي كسب مادي أو نفسي لحياتهم الدنيا من جراء هذا الإنكار ، إلا أوهام الاستكبار والعناد ، والرغبة بالانطلاق في الجرائم والآثام ، دون أن ت تحرك قلوبهم بالخوف من مغبة ما يفعلون .
ولقد كشف الله عن هذه الدوافع التي تدفع المنكرين إلى التكذيب بالحياة الأخرى .
أما الكبر الذي جعل قلوبهم تنكر ، فنجده في قول الله تعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول):
{إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ}
وأما الرغبة بالانطلاق في الجرائم والآثام ، فنجده في قول الله تعالى في سورة (القيامة/75 مصحف/31 نزول):
{بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ}
والفجور: هو التدفق الوقح إلى فعل الشرور والآثام والجرائم ، دون رادع ، أو ضابط من دين أو ضمير .
( 7 )
مع العظم واستناده إلى أقوال (برتراند رسل)
بعد أن عرض الناقد (د. العظم) أقوال (برتراند رسل) التي أنكر فيها الحياة الأخرى ووجود الله تبارك وتعالى ، وعرض فيها نظرة الماديين الملحدين إلى الكون والحياة والإنسان ، والتي سبق أن نقضناها وكشفنا زيفها فكرياً وعلمياً ، قال (د. العظم) بأسلوبه التزييفي في الصفحة (27) :
"لنقارن بين هذه النظرية العلمية المجردة القاسية الباردة ، وبين القصة الدينية الإسلامية الجميلة المريحة الدافئة التي تعودنا عليها . نجد أن الغيبيات والملائكة والصلوات والمعجزات والجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته ، كذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره".
هذا كلامه حرفياً ، ولست أدري كيف يسمح لنفسه هذا الإنسان ومن هو على شاكلته من الملحدين أن يبلغوا هذا المستوى التافه السخيف من التدجيل والتزييف ، الذي لا يقبله صغار المثقفين ، فضلاً عن الذين أخذوا من جوانب المعرفة قدراً مناسباً ، وعرفوا مداخل الزيف .
إن ما أسماه بالنظرية العلمية المجردة القاسية الباردة ،قد عرفنا بالمناقشات العلمية التي أوردناها فيما سبق أنها فرضيات احتمالية صاغها الملحدون باسم العلم ، وليس لها براهين علمية مقبولة ، ثم تلقفها المجرمون في الأرض وأخذوا يروِّجون لها ، ويلبسونها أثواب الحقائق العلمية ، ويعطونها من قوة التثبيت ما لا تملك شيئاً منها .
فكونها نظرية دعوى باطلة ، لأنها فرضيات احتمالية لم تدعها أدلة تجعلها في مستوى النظريات .
وكونها علمية هي أيضاً دعوى باطلة ، لأن الفرضيات ظنون ضعيفة لا يصح تسميتها علماً ، لا سيما إذا كان يوجد ما يخالفها مما تدعمه الأدلة دعماً أقوى من دعمها .
وكونها مجردة قاسية باردة لا أجد له تفسيراً واقعياً إلا أنها مجردة عن المنطق السليم ، ومجردة عن أية غاية كريمة ، وقاسية على النفوس قسوة الباطل حينما يبهت الحق بتزييفه ، وباردة برود الموت الذي لا يستطيع أن يحيا .
وأدهى من ذلك وأمر ما نجده من خلط عجيب لا يفعله إلا وقح شديد الوقاحة ، أو جاهل بالدين شديد الجهل ، وذلك إذ يزعم : "أن الغيبيات والملائكة والصلوات والمعجزات والجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته ، كذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره".
فهل يجد أحد في الدين أن الصلوات كان لها أثر في نشأة الكون وطبيعته؟
هل يجد أحد في الدين أن الجن جزء لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وخلقه في عقيدة المسلمين؟ هل ساهم الجن في نشأة الكون وخلقه؟
هل يقول مثل هذا أحد من جهلة المسلمين فضلاً عن علمائهم؟
إن الدين يقرر أن الكون قد نشأ بخلق الله له ، ضمن نظام الأسباب والمسببات ، التي إذا اكتشف الباحثون شيئاً منها سمَّوها قوانين طبيعية .
فما هذا الخلط العجيب المفترى على الدين؟! ما هذا الخلط العجيب الذي لا نجد له مثيلاً إلا في أوكار الحشاشين ، أو في مستشفى المجانين؟ أو في أقوال المهرجين؟!
قد يكون عذره أنه لم يقرأ إلا كتب الماركسيين ، ودسائس اليهود وأجرائهم ، ولم يسمع إلا أقوال هؤلاء وأولئك في التهكم على الدين ، فظنها فعلاً مفاهيم إسلامية ، فحملها حملاً ببغاوياً وكتبها في مقالاته مقابل أجر معلوم ، دون أن يرجع إلى المصادر الإسلامية ويحقق فيها .
ولكن هل هذه طريقة باحث علمي أكاديمي يكتب نقداً وينشره بين جماهير المثقفين ، وهو بهذا المستوى الذي لا يليق بصغار أبناء المدارس ، فضلاً عن الذين تضعهم الأوراق المختومة بين كبار الدارسين؟!
أو لعله نظر من بعيد فرأى أن المسلمين يصلون لله خالق الكون وفاطره ، ويعتقدون بأنه يوجد مخلوقات أخرى غيرهم خلقهم الله كما خلق البشر ، إلا أنهم مزودون بخصائص وصفات ليس لدى البشر نظيرها ، فمن هذه المخلوقات الملائكة ، ومنها الجن . والمسلمون يعتقدون بها تصديقاً لخبر الله ، دون أن يعتقدوا بأن لها مشاركة في تعليل نشأة الكون وطبيعته ، وإنما لها تاريخ فيه كما للإنسان فيه تاريخ ، ولها وظائف فيه ، كما للإنسان فيه وظائف ، ثم بنى (العظم) على نظرته هذه التي نظرها من بعيد إلى المسلمين وعقائدهم ، فزعم أن كل هذه الأمور جزء لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته وتاريخ الإنسان ومصيره .
إن مثل (د. العظم) في صنيعه هذا كمثل من يراقب مطبخ الجيش المحارب من بعيد ، فيرى فيه الكوسا والباذنجان وأكياس البصل وأواني الأطعمة المحفوظة وأدوات الطبخ وأسياخ شي اللحم ، فينسى وظائف هذه الأشياء فيقول : إن هذا الجيش المحارب يستخدم في حربه (الكوسا والباذنجان والبصل وعلب الطماطم) ويعدد ما شاهد في مطبخ الجيش ، ثم يقول : إن هذه الأشياء تمثل عند عدوناً جزءاً لا يتجزأ من القيادة العامة للجيش .
كان باستطاعته ما دام قد وصل إلى هذا الحد من السخافة الفكرية النقدية أن يضيف أشياء كثيرة لا حصر لها من الدين ، ويجعلها جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته وتاريخ الإنسان ومصيره ، فله أن يضيف مع الصلوات التي ذكرها الزكاة والصوم والحج وتحريم الربا وتحريم الخمر والميسر ، وتحريم أكل أموال الناس بالباطل ، وتحريم الغش ، وتحريم العدوان والظلم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأن يضيف مع الملائكة والجن جميع الحيوانات والنباتات التي خلقها الله ، والجبال والأوديان والأنهار والسحاب والليل والنهار والسماء والأرض ، فكلها مذكورة فعلاً في القرآن ، ولكن لكل منها مناسبة ، ولكل منها موقعاً ، ولا علاقة لها بتعليل نشأة الكون وطبيعته ، وإنما هي أجزاء موجودة في الكون تحتاج هي إلى تعليل ، وليست جزءاً من التعليل .
فيا لهذا من مغالطة متهافتة جداً ، تكشف لأصغر طلاب المدارس زيف كاتبها ، إذا كان لديه ولو قدر يسير من المعرفة الدينية .
* * *
الفصل السابع
مع "برتراند رسل" و"فرويد"
إمـامي العظـم
( 1 )
من غريب ما شهدت في أقوال الناقد (د. العظم) في كتابه "نقد الفكر الديني" ظاهرة داء التعصب المذهبي لأقوال قادة المذهب المادي الإلحادي ، لا سيما واضعو النظريات الإلحادية المادية من اليهود ، كأنه لا يكاد يرى علماً إلا ما قالوه ، ولا يكاد يمجد نظرية أو رأياً إلا ما ينسب إليهم ، ولا يكاد ينظر إلى مدرسة علمية في العالم غير المدارس التي تنسب إليهم ، حتى كأن أقواله فيهم أقوال عاشق مشغوف بحب لا أقوال باحث علمي دارس للعلوم وعارف بمختلف النظريات .
أتُراها هي العمالةُ وأعمالها المأجورة تفعل كل هذا؟ أم الغفلة والفتنة والتعصب الأعمى؟
إنه ليس من قبيل المصادفة أن يتعمَّد التنويه بأسماء اليهود الذين وضعوا الآراء والمذاهب الإلحادية ، وصنعوا لها ما أسموه بنظريات علمية ، فصاغوا مذاهبهم (نظرياتهم) في الاجتماع ، وفي الاقتصاد. وفي المادية الجدلية ، وفي الدراسات النفسية .
وليس من قبيل المصادفة أن نراه لا يلفت الأنظار بقوة إلا إلى نظرياتهم ، أن العلم الحديث كله ، ومنجزات الحضارة منحصرة فيما قدم هؤلاء من دراسات لم تحظَ في عالم العلم بالقبول التام ، أو لم تؤيد حتى الآن بالبراهين العلمية القاطعة .
ففي الصفحة (20) من كتابه يشيد بكتاب : "أصل الأنواع" لداروين ، ومعلوم أن نظرية داروين قد تبناها اليهود وأذاعوها وأشادوا بها لخدمتها لأغراضهم ، وهو يشيد بكتاب : "رأس المال" لكارل ماركس ، وهو يهودي .
ويكرر في صفحات كتابه الإشادة بالداروينية ، ويسميها النظرة العلمية ، ويكرر الإشادة بالماركسية أو ما يسمى بالاشتراكية العلمية .
وفي الصفحة (39) من كتابه يشيد باليهود الثلاثة : دوركهايم وفرويد وماركس .
وفي الصفحة (41) يشيد ينظرية المادية الجدلية ، ونظرية دوركهايم في الطقوس والعبادات الدينية ، كأنها حقائق علمية لا خلاف عند العلماء فيها .
وفي الصفحة (42) يشيد بالثورة الفرنسية ، وقد أصبح معروفاً تماماً أن اليهود هم الذين صنعوها ، لتحقيق أغراض اليهودية العالمية[18].
وفي الصفحة (43) ينتقد الفكر الإسلامي المرحوم الشهيد (سيد قطب) لأنه رفض نظرية التطور العضوي ، أي : نظرية داروين ، ولأنه رفض نظرية فرويد في مجال الدراسات النفسية ، ولأنه رفض الماركسية أو الاشتراكية العلمية . ثم أخذ (العظم) يمجد ويشيد بهذه النظريات ، كأنه لا يوجد في عالم العلم نظريات علمية غيرها ، وكأن المفروض في كل الناس أن يكونوا مثله مقلدين لأئمته اليهود الذين يقلدهم هو تقليداً أعمى . مقروناً بتعصب شبيه بتعصب الجاهلية الأولى ، بل هو أشد خطراً وأكثر ضلالة ، وكأن المفروض في كل الناس أن يكونوا مثله عشاقاً للقيادات اليهودية العالمية ، أعداء الإنسانية عامة ، وأعداء الأمة الإسلامية والأمة العربية الخاصة .
ففي انتقاده للمرحوم الشهيد (سيد قطب) يقول في الصفحة (42-43) ما يلي:
"في الواقع يذهب سيد قطب إلى أبعد من ذلك في أفكاره التوفيقية ، فيرد المنهج العلمي التجريبي إلى روح الإسلام ، ويعتبر المنهج الإسلامي الأساس الذي قامت عليه النظرة التجريبية العلمية الحديثة ، وليتبين لنا مدى نجاح هذا التوفيق الشامل بين الدين والعلم ما علينا إلا أن نتابع تفكير السيد قطب ، لنجد أنه بعد مفاخرته بأن المنهج الإسلامي هو الأساس الذي قام عليه المنهج العلمي التجريبي نراه يرفض رفضاً باتاً أهم النتائج التي توصل إليها هذا المنهج ، لأنها تتناقض مع العقائد الدينية ، إنه يرفض نظرية التطور العضوي ، مع أنها توَّجت البحوث العلمية في علم الحياة ، ونظرية فرويد مع أنها من أهم النتائج التي توصلت إليها البحوث العلمية في مجال الدراسات النفسية ، ويرفض الماركسية أو الاشتراكية العلمية ، مع أنها أهم نظرية شاملة صدرت في العلوم الاجتماعية والاقتصادية في العصور الحديثة . أي : إن السيد قطب يرد المنهج العلمي إلى المنهج الإسلامي ، ولكنه يريد أن يبرئهما من جميع التبعات التاريخية الناتجة من قيام العلم ، وأن ينكر كل ما يلزم عن مقدمته الكبرى من نتائج . ولذلك نراه يرد على كل ما تمخض عنه المنهج العلمي من نظم ونظريات علمية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، ذلك على الرغم من يقينه أن الجذور التاريخية لكل ذلك تمتد إلى المنهج الإسلامي".
هذا ما كتبه (د. العظم) في نقده للمرحوم (سيد قطب).
فما أعجب ما اشتمل عليه كلامه من مغالطات!! هل يلزم من الاتفاق على سلوك المنهج العلمي الواحد التسليم بكل النتائج التي يتوصل إليها جميع الباحثين ؟
ألا يحتمل وجود خطأ أو نقص في البحث؟
إننا نشاهد عدداً من الباحثين يتفقون على منهج البحث ، ثم يختلفون في النتائج اختلافاً بيناً ، وقد يكون الاختلاف متناقضاً تماماً .
إذا كان الأمر كما يزعم (د. العظم) فعلينا إذن التسليم بكل النظريات المتعارضة المتناقضة التي تقول بها المدارس العلمية في العالم ، لأنها كلها تعتمد المنهج العلمي التجريبي أو النظري ، ففي الاقتصاد علينا أن نسلم بالنظريتين المتناقضتين : الرأسمالية والاشتراكية العلمية ، وفي السياسة علينا أن نسلم بالنظريتين المتناقضتين : الديمقراطية والديكتاتورية .
إن هذا هراء سخيف لا يقول به عاقل . إن عدداً من الذين يحلون مسألة رياضية قد يختلفون في النتائج ، على الرغم من أنهم يلتزمون قوانين رياضية واحدة ، وهذا يرجع إلى كبوات الخطأ التي قد يقع بعضهم فيها ، فكيف يكون الأمر في الموضوعات الاستنتاجية التي لا يملك الباحث العلمي بالنسبة إليها وسائل تجريبية ، كفرضية (داروين) بالنسبة إلى خلق الإنسان ، وكفرضية (فرويد) في مجال الدراسات النفسية ، على أنه توجد مدارس نفسية أخرى تعارض ما ذهب إليه (فرويد) فهل هذه المدارس العلمية كلها ملزمة برأي (فرويد) إكراماً لعواطف الناقد (د. العظم) نحو إمامه هذا؟ وهل المدارس الاقتصادية في العالم ملزمة بالأخذ بالاشتراكية العلمية ، إكراماً لعواطف (د. العظم) نحو إمامه في مجال الاقتصاد ، اليهودي (كارل ماركس)؟
إن هذا المنطق الإلحادي المتعصب تعصباً أعمى أصم لا يستحق عند العقلاء أكثر من السخرية . ومع ذلك فإننا نحن المسلمين لا نسلك هذا الطريق ، بل نناقش بالمنطق والعقل ولا نسخر ، ونرتقي في الجدال مع الخصوم ومع الأعداء الصرحاء إلى المستوى الجدلي العاقل الرصين ، احتراماً للحقيقة التي نبحث للوصول إليها ، ولتأييدها والتبشير بها ، واحتراماً لمفاهيمنا ومبادئنا التي لا هزل فيها ، ولا تدفع إليها أغراض شخصية ، بل هي مبادئ الحق التي تنزلت بها شريعة الله للناس .
وفيما يلي دراسة موجزة لإمامين من أئمة (العظم) الملحدين ، هما (برتراند رسل) و(فرويد).
( 2 )
مع برتراند رسل
اعتمد (العظم) في دعوته إلى الإلحاد على أقوال الفيلسوف الإنجليزي الملحد (برتراند رسل) الذي مات عام 1970 م ، بعد أن عاش قرابة قرن كامل .
إن هذا الفيلسوف على الرغم من سعة علمه ودراسته ، وعلى الرغم من أنه أمضى كل حياته باحثاً دارساً ، فإنه لم يهتد إلى تكوين فلسفة متكاملة كان يصبو إلى بلوغها .
وكان من الطبيعي أن لا يهتدي إلى فلسفة متكاملة بعد أن اتجه في طريق معاكس للحقيقة ، إذ اختار لنفسه طريق الإلحاد والكفر بالله . إنه لو عاش مئة قرن أو أكثر يبحث عن فلسفة متكاملة وهو ملتزم طريق الإلحاد فإنه لن يصل .
إن الباطل متاهة يضل فيها أزكى الناس وأعلمهم ، ما دام مصراً – لهوى في نفسه – أن يحيد عن الطريق التي سلكها من قبله جماهير العقلاء ، إنه لن يجد هذه الفلسفة المنشودة في المتاهة الفكرية التي سلكها بعيداً عن الطريق ، لأنه متى اهتدى فلا بد أن يعود إلى الطريق ، بيد أنه مصر على أن يظل بعيداً عنه فكيف يهتدي؟.
إنه سيستمر في المتاهة ، وسيظل باحثاً عن فلسفة متكاملة في مكان لا توجد فيه هذه الفلسفة ، شأنه في هذا كشأن من يحفر في جوانب الصخرة الصماء ليجد فيها عين ماء تُروي ظمأه ، وهذه الصخرة منقطعة عن الأرض من كل جوانبها ، فهي لا تتصل بأي عرق من عروق الماء .
ونظراً إلى واقع حال (رسل) التائه عن الحقيقة استطاع البروفسور (ألان وُود) أن يقرظه بقوله :
"برتراند رسل فيلسوف بدون فلسفة".
واقتباساً مما كتبه المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان)[19] ، أجمع هذه الدراسة عن هذا الفيلسوف الملحد .
ذكر وحيد الدين خان أنه قرأ كل أعمال "برتراند رسل" واستطاع بعد قراءتها أن يلتقط من أقواله ما يكشف عن النهايات الفكرية التي انتهى إليها .
إنه بعد أن درس الفيزياء ، وعلم الحياة ، وعلم النفس ، والمنطق الرياضي ، انتهى إلى أن مذهب "التشكيك (في الوجود) مستحيل نفسياً" ومع ذلك فإن الإنسان عاجز عن أن يحيط إلا بأقل قدر من المعرفة ، ويقول بالنسبة إلى الفلسفة : "تدَّعي الفلسفة منذ القدم ادعاءات كبيرة ، ولكن حصيلتها أقل بكثير بالنسبة إلى العلوم الأخرى".
وما اعترف به (رسل) بعد دراسة طويلة ذكره القرآن بتعبير بسيط ، إذ قال الله تعالى في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول):
{….وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}.
ويتضمن هذا البيان القرآني أن الإنسان لم يؤتَ من الوسائل العلمية التي يمكن أن تعرِّفه بالحقيقة إلا قدراً محدوداً جداً ، بيد أن الحقائق في الوجود كثيرة جداً ، ومن المتعذر على الوسائل المحدودة أن تدرك من الوجود الواسع إلا على مقدارها ، وكل زيادة على مقدارها دون مستند خارجي عنها يعتبر تكهناً ، وضرباً من الظن الاحتمالي الضعيف ، وهذا الظن لا يغني من الحق شيئاً .
فعجز الإنسان عن الوصول إلى معارف واسعة من حقائق الكون الباطنة يرجع إلى أن وسائله العلمية لا تستطيع أن تشاهد إلا ظواهر تأخذ منها علماً وصفياً للسطوح الظاهرة ، أما الحقائق الباطنة فلا سبيل إليها إلا عن طريق التفسير الاستدلالي أو الاستنتاجي ، وهذا التفسير الاستنتاجي لا يستطيع أن يحدد ماهية الحقيقة ، إنما قد يستطيع أن يشير إليها إلى بعض صفاتها وخصائصها .
ويقول (رسل): "إن تصورنا العملي للكون للكون لا تدعمه حواسنا التجريبية ، بل هو عالم مستنبط كلياً".
ويبلغ الأمر به إلى أن يقول : "إن أفكار الناس لا توجد إلا في مخيلاتهم فحسب" أي : إن التجربة لا تستطيع أن تثبت مطابقة هذه الأفكار للواقع .
وانتهى (رسل) أيضاً إلى أن التجربة أعطيت لها أكبر أهمية ، ولذلك يجب أن تخضع "التجريبية" كفلسفة لتحديات هامة .
يقول هذا حتى في النظريات والقوانين العلمية ، ومع ذلك فإنه يختار لنفسه مذهب الإلحاد ، ويعتمد على افتراضات لا يمكن إخضاعها للتجربة بحال من الأحوال ، وذلك بالنسبة إلى نشأة الكون والحياة ،ويرجح الداروينية مع أنها وجهة نظره فكرة استنباطية لا تدعمها التجربة ، ولا تزيد على أنها فكرة في مخيلات أصحابها .
وحين اعتمد (د. العظم) على أقوال (رسل) في نشوء الكون وتطوره ونشوء الحياة وتطورها ، إنما اعتمد على قول إنسان يرى أن ما يقوله في هذا المجال لا وجود له إلا في عالم التخيلات الإنسانية فحسب .
فكيف يصح له أن يستهين بعقول شبابنا وثقافة القارئ العربي ، فيزعم بعد أن عرض القطعة الأدبية التي كتبها "رسل" عن قصة الكون ونشأة الحياة ، أن (رسل) يلخص بكل بساطة النظرة العلمية الطبيعية للقضايا التالية: نشوء الكون وتطوره – نشوء الحياة وتطورها – أصل الإنسان ونشأته وتطوره – النهاية الحتمية لجميع الأشياء وهي العدم وأنه لا أمل لكائن بعدها بشيء؟
أهذه هي النظرة العلمية التي يعتقد المنقولة عنه أنه لا وجود لها إلا في مخيلة القائلين بها ، وليس لها مستند من الواقع يدعمها؟
ولكن هكذا راق لـ(د. العظم) أن يضلل . لقد قرر أنه لا وجود للحق والعدل والروح والجمال والخالق ، كما صرَّح بذلك في الصفحة (38) من كتابه ، لذلك فلا مانع عنده من أن ما يراه (رسل) تخيلاً يصح أن يطلق عليه عبارة النظرة العلمية المحققة ، فالقضية عنده لا تزيد على أنها وسائل دعائية جدلية لدعم مذهبه الإلحادي ، أما أن يكون الكلام حقاً أو باطلاً ، صدقاً أو كذباً ، قضية علمية أو تصوراً تخيلياً . فهذا غير مهم ألا يمكن أن يكون طرح مثل هذا التزييف وسيلة لتضليل بعض الناس؟ ألا يمكن أن يكون مثل هذا التزييف شبكة لصيد بعض المغفلين ، حتى يكونوا جنوداً مسخرين في أيدي المنظمة الإلحادية العالمية ، التي تعمل لخدمة مصالح معينة لفئة خاصة من الناس؟
لكن معظم شبابنا سيكتشفون بسرعة هذا الزيف ، وسيسخرون منه ، وسيقابلونه بالتحدي العلمي الذي تقوم عليه مبادئ الإسلام .
( 3 )
ويقول (رسل) أيضاً: "لقد وجدت أن معظم الفلاسفة قد أخطأوا في فهم الشيء الذي يمكن استنباطه بالتجربة فحسب ، والشيء الذي لا يمكن استنباطه بالتجربة".
ويقول أيضاً: "لسوء حظنا لم تعد الطبيعة النظرية تحدثنا اليوم بالثقة الرائعة نفسها التي كانت تحدثنا بها في القرن السابع عشر . لقد كانت لأعمال (نيوتن) أربعة تخيلات أساسية: المكان والزمان والمادة والقوة . وقد أصبحت هذه العناصر نسياً منسياً في علم الطبيعة الحديث . فقد كان الزمان والمكان من الأشياء الجامدة والمستقلة عند (نيوتن) والآن قد تم استبدالهما بما يسمى "المكان – الزمان" والذي لا يعتبر جوهرياً أساسياً ، وإنما هو نظام للروابط ، وأصبحت (المادة) شكلاً لسلسلة الوقائع ، وأصبحت (القوة) الآن (الطاقة) والطاقة نفسها شيء لا يمكن فصله عن المادة الباقية . والسبب كان هو الشكل الفلسفي لما كان يسميه علماء الطبيعة بالقوة ، وقد أصبح هذا التصور قديماً ، إن لم أقل : إنه قد مات فعلاً ، إلا أن هذه الفكرة لم تعد قوية كما كانت من قبل".
فهذا هو (برتراند رسل) يرى أن التفسيرات التي يفسر بها العلماء الماديون ظواهر الطبيعة تفسيرات لا تمثل الحقيقة الواقعة تمثيلاً يوثق به ، وهذه التفسيرات تخضع للتغير وفق اختلاف النظرات التي يراها الباحثون .
ويقول أيضاً: "إنه قد توصل بعد دراسات استنفدت كل عمره إلى أن الاستنباط الذي لا يمكن إيضاحه يعتبر أيضاً مقبولاً وجائزاً ، وعند رفض هذا النوع من الاستنباط سوف يصاب النظام الكامل للعلوم والحياة الإنسانية بالشلل".
ويقول أيضاً: "إن العلوم تشمل كلا العالمين : الحقيقي والعالم المتخيل وجوده . وكلما تقدم العلم ازداد فيه عنصر الاعتقاد ، فبعض الأشياء في العلوم حقائق مشاهدة ، ولكن الأشياء العليا تجريدات علمية يتم استنباطها بناءً على المشاهدة . والحقيقة أنه لا يمكن رفض مذهب الشك الكلي إطلاقاً ، إلا أنه مع ذلك يصعب قبول التشكيك الكلي في نفس الوقت".
ويقول أيضاً: "إنه لا يمكن الادعاء بالقطعية (في النظريات أو الآراء) على النحو الذي سار عليه الفلاسفة المتسرعون بكثرة وبدون جدوى".
فمن هذه الأقوال المقتبسة مما كتب (رسل) نلاحظ أن فلسفته تعتمد على الاعتراف بأن العلوم متى تجاوزت منطقة المدركات الحسية فإنها لا تملك معارف يقينية ، ولكن مع ذلك لا بد من قبول هذه المعارف التي يتوصل إليها بالاستنباط وإن لم تكن يقينية ، لئلا تتعطل الحياة العلمية وتقف عن الإنجاز ، إذ لا سبيل إلى اليقين فيها .
هذا هو مذهبه الفلسفي ، فليس هو من الذين لا يقبلون إلا ما يدرك بالحس المباشر أو غير المباشر ، وإنما يجعل ما يقبله من تفسيرات علمية مقبولاً بصفة ترجيحية ، لضرورة العجز عن الوصول إلى اليقين .
فما الذي صده عن الإيمان بالله ، والأدلةُ الاستنباطية الترجيحية عليه أقوى بكثير من التخيلات الأخرى التي يفسر بها الملحدون نشأة الكون وتطوره ، ونشأة الحياة وتطورها؟
هنا تظهر عقدة الهوى والتعصب ضد الدين عند (رسل) وعند سائر الملحدين ، وهذا التعصب لا تدعمه أدلة مرجحة لقضية الإلحاد ، بل ليس للإلحاد في الحقيقة أي دليل غير مجرد سفسطات وتخيلات تقوم في رؤوس أصحابها فقط ، إن التفسير البديل لقضية الإيمان بالخلق الرباني إنما هو فرضية الارتقاء وأزلية المادة ، أما أزلية المادة فقضية مرفوضة علمياً ، وأما الارتقاء فيعبر عنه السير "آرثر كيث" من علماء هذا العصر بقوله : "الارتقاء غير ثابت ، ولا يمكن إثباته ،ونحن نؤمن بهذه النظرية لأن البديل الوحيد هو (الإيمان) بالخلق المباشر ، وهو أمر لا يمكن حتى التفكير فيه".
وإذا تساءلنا لماذا لا يمكن التفكير فيه؟ كان الجواب الوحيد : لأنه لا يسمح له هواه بأن يعترف بالله الخالق ، وبأن يخضع له بعد ذلك خضوع العبادة والطاعة .
فتمرده وتمرد نظرائه تمرد المستكبرين المعاندين ، لا ضلال الجاهلين الذين لم تكشف لهم أضواء المعرفة طريق الحق .
و(د. العظم) حمّالُ أثقال في مؤخرة ركب الملحدين ، يردد ما يقولون ، وينعق بما يهرفون .
ما أعجب سلطان الهوى ، وسلطان التعصب ، وسلطان الالتزام بالمبادئ الحزبية على الناس .
إن هذه المؤثرات التي تجنح عنهم عن سواء السبيل تسوقهم إلى الشقاء الأبدي والعذاب الأليم ، وتجعلهم يؤثرون الضلال على الهدى ، والظلمات على النور .
( 3 )
مع فرويد
إني لأعجب أبلغ العجب حينما أجد مثقفاً عربياً يندفع في تمجيد أمثال (فرويد) وهو يعلم أنه يهودي متعصب ليهوديته ، وصديق حميم لهرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة .
أفلا يخطر على باله ولو من قبيل الشك والحذر ، أن التحليلات النفسية التي قدمها (فرويد) تحت ستار الدراسة العلمية المتجردة ، إنما صاغها على الوجه الذي قدمها به ليخدم القضية اليهودية الصهيونية في العالم؟.
أفلا يخطر على باله أن الإلحاد الذي أعلنه لم يكن أكثر من طرح نظري جدلي ، ليفتن الناس به ، وهو في حقيقة وجداني يهودي صميم شديد التعصب ليهوديته ، يخدم عن طريق ستار العلم أغراض الصهيونية؟
وإذا كان كذلك فلا بد أن يكون متهماً في كثير من تحليلاته وآرائه ، وما على الباحثين إلا أن يعيدوا النظر ألف مرة في كل رأي علمي قدَّمه .
فهل يعقل أن يكون صهيوني متعصب ذو أهداف سياسية معلومة ، وأغراض عالمية مرسومة ، تكيد لجميع الشعوب غير اليهودية بلا استثناء ، أميناً على العلم والمعرفة ، صادقاً متجرداً في كل ما يقدم للناس ، لا سيما في أمور نظرية بحتة لا يملك الباحثون فيها أدلة تجريبية تقدم نتائج يقينية؟
على أن هذا التصور الذي يتصوره أي عاقل من قبيل الشك والحذر ، قد أثبته باحثون متتبعون لحياة (فرويد) ولآرائه في مجال الدراسات النفسية وفي غيرها .
ومن الذين تتبعوه : (د. صبري جرجس)[20] وقد وضع هذا الباحث أصابعه على كثير من آراء (فرويد) المقتبسة من جذور التراث اليهودي الصهيوني ، وأوضح في كثير من المناسبات ما يجعل كثيراً من آرائه (نظرياته) محلاً للريبة أو الجزم بأنه إنما وضعها لخدمة أغراض اليهودية العالمية ، ولم يضعها على أساس دراسات علمية متجردة ، ثم حملت الدعايات اليهودية العالمية آراءه (نظرياته) وروجت لها في جميع الأوساط العلمية والثقافية . ثم وضع اليهود كل ثقلهم الكيدي لجعلها معارف علمية تدرس في الجامعات العالمية ، على أنها فتح في ميادين العلم ، وذلك ضمن الخطط اليهودية المرسومة ضد شعوب العالم ، ولمصلحة الشعب اليهودي فقط . ثم رفعت وسائل الإعلام اليهودية العالمية (فرويد) إلى منزلة غير عادية ، وحمله ملاحدة الشعوب غير اليهودية على رؤوسهم ، وداروا به في الآفاق تمجيداً وإكباراً .
مع العلم بأن الإلحاد الذي أعلنه (فرويد) لم يكن إلا خطة سياسية أخفى بها أهدافه اليهودية الصهيونية . كما فعل اليهود بنظرية (داروين) ، وكما فعل (دوركهايم) في بحوثه العلمية التي قدَّمها باسم البحث العلمي وتحت ستاره . ليخفي أغراضه اليهودية الخاضعة لخطط مرسومة من قبل القيادات اليهودية السرية في العالم .
ومن تتبعات (د. صبري جرجس) اقتبس معظم الدراسات التالية عن (فرويد):
يقول (فرويد) عن نفسه : "ولدت في 6 مايو 1856م في مدينة (فريبورج) بمقاطعة (مورافيا) بجمهورية تشيكوسلوفاكيا الحالية ، وقد كان والداي يهوديين ، وظللت يهودياً أنا نفسي".
ويعلق الكاتب على قوله : "وظللت يهودياً أنا نفسي" بأن في قوله هذا إيماءً واضحاً بأنه لم يتخل يوماً عن يهوديته ، على الرغم من إعلانه للإلحاد لأن إلحاده هذا لم يكن إلا إلحاداً ذهنياً ، لم يصل قط إلى وجدانه ، ولم يغير شيئاً من محتويات ذلك الوجدان واتجاهاته .
ونقل الكاتب عن (شويزي) – وهي محللة من خاصة (فرويد) وذات معرفة به وصلة وثيقة – أن إلحاد (فرويد) لم يكن إلا إلحاداً زائفاً ، لأنه تركه بعد ذلك متشبثاً باليهودية الصهيونية ، وفياً لها ، سائراً في طريقها ، منفذاً لمخططاتها .
وبدهي أن ندرك أمام هذا أن إلحاده المزيف إنما هو عملية من عمليات المخادعة اليهودية ، لترويج مصنوعات الفكرية في أسواق معاهد العلم والثقافة ، وأنديتها ، ونشراتها ومؤلفاتها وسائر وسائل إعلامها وهذه المصنوعات الفكرية تحمل في طياتها ألغام نسف الحقائق الفكرية الأصيلة الثابتة لدى الشعوب ، بغية خدمة المخططات اليهودية العالمية .
وقد انخدعت بمكيدته مدارس كثيرة من مدارس التحليل النفسي ، وزعمته باحثاً حيادياً ، ومكتشفاً مبدعاً في مجال دراساته التي قدمها ، وكان للعصابة اليهودية التي انتمت إلى مدرسته أثر عظيم في الترويج لأفكاره وآرائه . وكان من ورائها أجهزة الإعلام اليهودية المنبثة في العالم .
ويؤكد الكاتب المتتبع فيقول : "وليس في حياة (فرويد) ما يومئ بأنه قد تخلى يوماً عن يهوديته ، بل إن فيها ما يؤكد تمسكه بها ، واستغراقه فيها إلى درجة غير مألوفة".
ثم عقد المشابهة بين إلحاده وإلحاد (بن غوريون) وغيرهما من اليهود الذين يعلنون عن إلحادهم ، وذكر أنه مثل إلحاد فرويد في ذاته ، ومن خصائصه أنه لا يرى حرجاً أو تناقضاً في الجمع بين إنكار الله وبين الإيمان بدعوة دينية عنصرية متعصبة تستند إلى كتاب مقدس .
ثم فرق الكاتب بين (بن غوريون) و(فرويد) ، فقال : "ولعل الفارق بينهما أن (بن غوريون) أعلن عن إلحاده ، ثم اتجه في الوقت نفسه إلى العمل السافر من أجل الدعوة العنصرية المتعصبة ، بينما جعل (فرويد) من إلحاده قناعاً يحاول أن يخفي وراءه الوجه القبيح لهذه الدعوة".
وذكر الكاتب : أن (فرويد) كان يعتز جداً بيهوديته ، وكان على معرفة متضلعة بالحياة اليهودية ، وبالجوانب العقائدية لها ، وبالطقوس الخاصة بها ، وكان يرجع إلى التوراة ويقرؤها ويعجب بما فيها من فكر وفلسفة ، وهذا على خلاف ما أعلنه من إلحاد مزيف .
ألا فليعلم (د. العظم) وسائر ملحدي العرب وغير العرب الذين يتنكرون لدينهم أمتهم هذه الحقائق عن (فرويد) وأمثاله قبل أن يتبعوهم .
وقصة التظاهر بالإلحاد من قبل المضللين اليهود وغيرهم قصة متكررة معروفة ومدروسة ، وهي خطة من خطط المكر بأبناء الأمم الأخرى .
ففي الوقت الذي يكون فيه اليهودي متعصباً شديد التعصب لدينه ، شديد الإيمان به ، والثقة بتعاليمه ، يرى من وسائل خدمة دينه وخدمة الشعب اليهودي ، وخدمة أهدافه السياسية ، أن يتظاهر بالإلحاد وإنكار الله ، وبعدم تمسكه بالدين ، ثم يقدم في أوساط أبناء الأمم الأخرى أفكاراً ومذاهب وعقائد مناقضة لما في الدين ، ويزينها بزخرف من الصياغة النظرية ، ويُلبسها أثواب البحث العلمي المتجرد ، لتفتتن بها الأجيال الناشئة ، وتتلقفها دون أن تشعر بالحذر من أغراض صاحبها ، لأن صاحبها لا ينتمي فكريا ًكما أعلن إلى أي دين حتى يتعصب له ويعمل من أجله .
وهكذا تنطلي الخديعة ، ويدخل المكر على أبناء الأمم ، فيتركون أديانهم بحماسة ، ويقاومونها بشدة ، ويحملون آراء المضلل على رؤوسهم ، على أنها حقائق علمية لا تقبل النقض ولا المعارضة ، ويُضفُون عليها من القدسية العلمية ثوب إجلال وإكبار ، ويروجون لها في أسواق العلم ، وأندية الثقافة ، وأوكار الأحزاب المتصلة بواضعي الخديعة والمخططين لها ، ويكونون جنوداً صادقين في خدمة أفكار المضلل وآرائه ، مع العلم بأنه هو غير صادق فيها ، وإنما اتخذها وسيلة لخدمة غاية أخرى قد وضع عليها قناعاً كثيفاً ، ليستُرها عن جنوده وأتباعه ، ومروجي آرائه ، ومنفذي مخططاته وهم لا يعلمون ، أو هم يعلمون ولكنهم مستأجرون .
( 4 )
نشأ (فرويد) نشأ يهودية مغلقة ، تلقى فيها كل سمات الناشئ اليهودي ، في أسرة شديدة التمسك بيهوديتها .
يقول (د. جرجس) : "وإذا شئنا في هذا الصدد الاستعارة من الفكر الفرويدي نفسه ، وبالتحديد ما أكده من أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل في صياغة شخصيته فيما بعد ، لكان جلياً أن المؤثرات الصهيونية التي أحاطت بفرويد منذ نشأته ، وأحاطت بأسرته لعدة قرون من قبل أن يولد ، صبغت شخصيته وفكره على نحو لم يستطع إخفاءه دائماً".
وقد لا يهمنا تطبيق آرائه ونظرياته عليه كما يقول الكاتب ، لكن حياته في الواقع قد كانت فعلاً مشحونة بالشعور بالذاتية اليهودية ، ذات السمات المعروفة في عامة اليهود .
يقرر الكاتب المتتبع أن يهودية (فرويد) قد كانت ممتدة إلى الجوانب الثقافية والوجدانية في حياته كلها ، ففضلاً عن علاقاته المهنية والشخصية الوثيقة ، التي كادت أن تكون مقصورة على أفراد من اليهود ، فقد كان أيضاً على معرفة متضلعة بالحياة وبالجوانب العقائدية وبالطقوس اليهودية ، كما كان على استيعاب شامل للتاريخ والأدب اليهودي ، ولفلسفة اليهود وعاداتهم ونكاتهم وأقوالهم المأثورة ، وأن (فرويد) على الرغم من مجاهرته بعدم الإيمان قد كان يهودياً في أعماق وجدانه ، وهذا ما جعله شديد الحساسية لأية بادرة يشتبه في اتجاهها المضاد لليهود ، وكانت استجابته لجميع هذه المواقف عنيفة أشد العنف ، وعلى الرغم من أنه لم يشاهد في حياته أي اضطهاد من أجل يهوديته ، إذ ترقى في الدراسة والوظيفة حتى حصل على منصب أستاذ مساعد في الجامعة ، إلا أنه كان يشعر بالاضطهاد في داخل نفسه من أجل يهوديته ، ولذلك كان ينطوي على نفسه وداخل دائرة من أصدقائه ، وكلهم من اليهود ، إذ إنه ما كان ليأنس إلى صديق أو يطمئن إليه إلا أن يكون يهودياً.
وكان انتماؤه ليهوديته لا للبلاد التي عاش فيها حياته ، وهذا ما صرَّح به هو عن نفسه ، فقد قال ذات مرة : "إنه يهودي ، وليس نمساوياً أو ألمانياً" . كذا نقل عنه (جونز) مؤرخ سيرته .
وذكر اليهودي (ماكس جراف) أنه كثيراً ما كان يزور (فرويد) ويدخل معه في نقاش حول ما أسماه "المسألة اليهودية" ، فكان يلاحظ دائماً اعتزاز (فرويد) بيهوديته ، وفخره بانتسابه إلى الشعب اليهودي ، الذي قدم التوراة إلى العالم .
وتساءل (ماكس جراف) ذات مرة عما إذا كان من الخير أن يوجه اليهود أبناءهم إلى اعتناق المسيحية ، إذا اقتضى الأمر ذلك ، فإذا بفرويد يعترض بشدة قائلاً: "إذا لم تنشيء ابنك على أنه يهودي ، فسوف تحرمه من مصدر طاقة لا يمكن أن يعوض بشيء آخر ، إن عليه كيهودي أن يكافح ، ومن واجبك أن تنمي فيه نفسه كل الطاقة اللازمة لذلك الكفاح ، فلا تحرمه من هذه الميزة".
قال الكاتب المتتبع : "وقد كرر (فرويد) بأن اليهودية مصدر للطاقة في كثير مما كتب.
ويهودية فرويد الوجدانية والعصبية هي التي جعلت البطانة الأولى من مشايعيه كلها من اليهود ، ولما اتسع نطاق التحليل وانتشرت دائرة الملتفين حوله ظل معظم المقبلين عليه من اليهود أيضاً".
ألا فليعلم ملاحدة العرب أنهم يشايعون بإلحادهم اليهودية العالمية المعادية لهم ولأمته ، ويجندون أنفسهم في صفوف الأعداء .
( 5 )
كما كان (فرويد) يهودياً صهيونياً في مشاعره ووجدانه ، وصديقاً لهرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة[21] ، فقد كان عضواً في بعض المنظمات الصهيونية العاملة .
فمن الحقائق المعروفة أنه قد انضم إلى جمعية (بناي برث) الصهيونية ، أي : جمعية أبناء العهد ، وكان انضمامه إليها في عام (1895م) وهو في التاسعة والثلاثين من عمره ، وظل يواظب على حضور اجتماعات هذه الجمعية الصهيونية ، التي كانت تعقد يوم الثلاثاء كل أسبوعين طوال عدة سنوات ، وفي هذه الجمعية ألقى (فرويد) أولى محاضراته عن تفسير الأحلام ، وكانت مساهمته في نشاط هذه الجمعية أحد وجوه النشاط القليلة جداً ، التي كان يبيح لنفسه المساهمة فيها ، لأنه كان يضن بوقته أن ينفقه في نشاط لا يلح عليه وجدانه أن يساهم فيه.
ومن المعروف أن جمعية (بناي برث) لا تقبل بين أعضائها غير اليهود ، وليست على غرار الجمعيات اليهودية الأخرى كالماسونية ، وهدف هذه الجمعية في الظاهر رعاية المصالح اليهودية الحضارية والثقافية والخيرية ، أما هدفها الحقيقي فهو العمل في خدمة الصهيونية العالمية .
وقد أنشئت هذه الجمعية أول الأمر في أمريكا ، ثم تكونت لها فروع في كثير من البلاد الأوروبية ، وكان لها نشاط قوي وملحوظ تغلغلت عن طريقه في صميم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد التي أُنشئت فيها ، لا سيما بريطانيا وأمريكا . وسارت في سبيل تحقيق المخطط الصهيوني عن طريق التحالف مع رأس المال اليهودي ، للسيطرة على أجهزة الإعلام ، وفي مقدمتها الصحافة ودور النشر ، وللقضاء على كل من تسول له نفسه أن يتصدى لها ويكشف عن خبائثها .
وتنفيذاً لهذه المهمة عملت الجمعية على إسكات الألسن ، وتحطيم الأقلام ، وهدم الجهود التي كانت تحاول الكشف عن المخططات اليهودية الصهيونية .
وصرح رئيس وفد هذه الجمعية الأمريكي ، في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد بمدينة "بال" بسويسرا في عام (1897م) بقوله :"علينا أن ننشر روح الثورة بين العمال ، وهم الذين سندفع بهم إلى خطوط دفاع العدو ، موقنين بأنه لا نهاية لرغباتهم ، ونحن بأمس الحاجة إلى تذمرهم ، لأنه السبيل إلى تخريب المدنية المسيحية ، والوصول سريعاً إلى نشر الفوضى فيها . ولسوف يحين الوقت سريعاً الذي يطلب فيه المسيحيون أنفُسهم إلى اليهود أن يتسلموا السلطة".
هذا ما ذكره الكاتب المتتبع .
ومنه يتضح لنا أن (فرويد) – وهو واحد من أعضاء هذه الجمعية الصهيونية – لا بد أن يكون مسخراً لخدمة الأهداف الصهيونية عن طريق نشاطه العلمي ، كما غدا معروفاً تماماً في كل النشاطات التي يقوم بها أصحاب الغايات الخاصة ، إنهم يسخرون ما يستطيعون من نشاطهم لتحقيق غاياتهم ، والحياد العلمي المزعوم أصبح مشكوكاً فيه شكاً يرجح جانب الاتهام دائماً ، فلا ثقة بالحياد العلمي المدعى من قبل ذوي العصبيات الخاصة ، لا سيما أصحاب المكايد من اليهود ، لقد غدا معروفاً ومكشوفاً أنهم يصوغون نظريات كاملة ، ويلبسونها أثواب البحث العلمي الحيادي المتجرد ، كذباً وزوراً ، وغرضهم منها خدمة غاياتهم القريبة أو البعيدة ، علماً بأن هذه المذاهب أو النظريات التي وضعوها لا أساس لها من الصحة بصيغتها العامة ، ولكن قد يكون فيها عناصر صحيحة متفرقة ، ومع هذه العناصر الصحيحة عناصر أخرى فاسدة . تجعل النظرية فاسدة بوجهها العام ، وتكون العناصر الصحيحة فيها هي الطعم الذي يقدم فيها لقبولها جميعاً ، وبقبولها جميعاً يتحقق المطلوب من المكيدة ، ويقع الصيد فريسة صياده".
ونستطيع أن نقول بيقين : إن كل نظرية علمية تنتهي إلى إقرار الإلحاد بالله ، وبرسالاته ، مذهباً اعتقادياً ، فهي نظرية موجهة لغايات خاصة ، مهما وُجد في عناصرها الأولى من أمور صحيحة ، وعند التتبع البصير الواعي تنكشف العناصر المزيفة الداخلية التي أفسدت الصيغة العامة للنظرية ، وجعلت النتائج التي بُنيت عليها نتائج باطلة .
وبما أن (فرويد) منفذ خطة يهودية صهيونية ، وعضو من أعضاء الصهيونية العالمية ، كان من الطبيعي أن تمجده الحركات الصهيونية ، وتعمل على نشر آرائه وما تسميه بنظرياته ، والتبشير بها بين الأميين[22] ، فهذا العمل إحدى مراحل خطتها .
أما الترويج لأفكاره فقد شهدنا آثاره بشكل منقطع النظير ، حتى أمست آراؤه وأفكاره على ألسنة معظم المثقفين ، وصارت متداولة تداول الحقائق ، وفتن بها الكثيرون ، بتأثير الدعاية اليهودية العالمية .
وأما تمجيده وتكريمه بشكل خاص فنجده فيما فعلته جمعية (بناي برث) الصهيونية ، إذ أقامت حفلاً له بمناسبة بلوغه من العمر سبعين سنة ، ولم يحضر فرويد هذا الحفل ، ولكن أناب عنه في حضوره طبيبه الخاص البروفسور (لدفيج براون) الذي ألقى كلمة فرويد فيه ، وقد جاء في كلمة (فرويد) ما يلي:
"… إن كونكم يهوداً لأمر يوافقني كل الموافقة ، لأنني أنا نفسي يهودي ، فقد بدا لي دائماً أن إنكار هذه الحقيقة ليس أمراً غير خليق بصاحبه فحسب ، بل هو عمل فيه حماقة إيجابية ، إنه لتربطني باليهودية أمور كثيرة ، تجعل إغراء اليهودية واليهود أمراً لا سبيل إلى مقاومته ، قوي انفعالية غامضة كثيرة كلما زادت قوتها تعذر التعبير عنها في كلمات ، بالإضافة إلى شعور واضح بالذاتية الداخلية…
وهكذا وجدت نفسي واحداً منكم أقوم بدوري في اهتماماتكم الإنسانية والقومية ، واكتسبت أصدقاء من بينكم ، وحثثت الأصدقاء القليلين الذين تبقَّوا لي على الانضمام إليكم"[23].
هذا هو الصهيوني (فرويد) إذ كان عمره (70) سنة.
وبالإضافة إلى كونه عضواً في جمعية (بناي برث) الصهيونية كما بينَّا كان عضواً فخرياً في منظمة (كاديما) وهي منظمة صهيونية معروفة ، وإذ اكتفى بالعضوية الفخرية بالنسبة إلى هذه المنظمة فقد دفع أحد أبنائه ليكون عضواً عاملاً فيها .
ومعلوم أن الحركة الصهيونية حركة ذات طابع ديني وقومي مفرط في التعصب ضد الأمم والأديان الأخرى ، وما كان (فرويد) ليعمل فيها ويدفع إلى العمل فيها أحد أبنائه لو لم يكن مؤمناً بمبادئها ، ومن مبادئها ما أعلنه (تيودور هرتزل) لدى افتتاح المؤتمر الصهيوني الأول بقوله : إننا هنا لنضع حجر الأساس لبناء المأوى الذي يأوي الشعب اليهودي إليه … إن الصهيونية هي عودة اليهود إلى اليهودية قبل عودتهم إلى الأرض اليهودية . إن الصهيونية هي القومية الجديدة للشعب اليهودي ".
أفلا يدل هذا دلالة قاطعة على أن تظاهر (فرويد) بالإلحاد وعدم إيمانه بأي دين قد كان عملية من عمليات المكر والمخادعة ، ليضم إلى فكرة الإلحاد أنصاراً من الأمم غير اليهودية ، وبذلك يجندون أنفسهم في الكتائب المنفذة للمخططات اليهودية العالمية .
يقول الكاتب المتتبع لفرويد : "فإذا كان الأمر كذلك فقد كان شأنه فيه – كشأنه في كل المناسبات الصهيونية العنصرية التي ناصرها فعلاً – الحذرَ والبعد عن الأضواء ، حتى لا يثير الريبة فيما أحيط به من هالة الموضوعية تفكيراً ، والإلحاد عقيدة ، والحقيقة العلمية هدفاً…
وهكذا كان (فرويد) برغم كل ما تظاهر به من تفكير حر ، وبرغم كل ما أعلن من إلحاد ، غارقاً في اليهودية ، بل اليهودية الصهيونية إلى أعمق الأعماق ، وهكذا وجد "فرويد" نفسه في قمة شعوره بالذاتية اليهودية الصهيونية ، وقمة توحده مع تلك الذاتية ، مسوقاً في الطريق العلمي إلى التحليل النفسي ، ومسوقاً في الطريق السياسي إلى العمل الصهيوني …".
( 6 )
استغل (فرويد) وتلاميذ مدرسته اليهود طريق التحليل النفسي لخدمة اليهودية العالمية ، والحركة الصهيونية .
من ذلك ما استغلوه في موضوع معاداة السامية ، الفكرة التي حمل اليهود رايتها في العالم الغربي ، لإسكات كل لسان يمكن أن يتحرك في انتقاد اليهود ، ولإيقاف كل مقاومة تتوجه لصد مكايدهم وتحركاتهم المريبة ، في السياسة ، أو في الاقتصاد ، أو في الإعلام ، أو في مجالات العلم والثقافة ، أو في غير ذلك من مجالات .
ومما يثير العجب في خطة العمل اليهودية أن قادة الصهيونية قد كانت لهم رغبة بتحريض الأمم الأخرى على معاداة السامية (أي: معاداة اليهود) لتستفيد الحركة الصهيونية من ذلك ، حتى قال (هرتزل) مؤسس الصهيونية الحديثة :"إن الصهيونية أحوج ما تكون إلى مبدأ معاداة السامية لكي تنتعش ".
وغدت قصة معاداة السامية هي السلاح الدعائي الذي يحمله اليهود في العالم الغربي ، لاتهام كل من يعارض يهودياً ولو كان اليهودي هو المجرم الجاني بأنه معادٍ للسامية ، باعتبار أن اليهود ساميون منبثون في شعوب غير سامية ، وبذلك يتحمل المظلوم الغربي ظلامته في نفسه ، خشية أن تلصق به تهمة التفرقة العنصرية والمعاداة على أساس عرقي .
وفي ظل هذا السلاح الدعائي نشط اليهود نشاطاً كبيراً في اغتنام خيرات البلاد التي نزلوا فهيا ، وفي صنع المكايد الكثيرة دون أن تجرؤ الأمم الأخرى على مقاومتهم ، خشية أن تلصق بها تهمة معاداة السامية ، واليهود وحدهم من دون سائر الساميين هم الذين يستفيدون من هذا السلاح ، كأنهم وحدهم هم الساميون في العالم ، أما سائر الساميين فلا بأس أن يحرضِّ اليهود الدول على استغلالهم واستعمارهم ونهب خيراتهم .
أما دور (فرويد) وتلاميذ مدرسته في هذا المجال ، فقد كان يعتمد على تسخير مبدأ التحليل النفسي لتزييف الواقع والحقيقة ، وتمجيد اليهود وخدمة الصهيونية .
ولفرويد أقوال صريحة وواضحة في هذا المجال ، وله تحليلات يزينها وفق أهوائه الخاصة ، وقد ذكرها في كتابه "موسى والتوحيد" .
وقد ذكر (فرويد) في تحليلاته أن أسباب كراهية الأمم لليهود كثيرة ، واعتبر أنها ترجع إلى صنفين:
* الصنف الأول :
ظاهر وليس بعميق ، وذكر من هذا الصنف سببين:
الأول : كون اليهود غرباء من الأوطان التي يقيمون فيها .
الثاني : كون اليهود أقلية ، لأن الشعور الجماعي كي يكون كاملاً فيما يُقرر يقتضي بتوجيه العداء نحو الأقلية .
* الصنف الثاني:
ما أسماه (فرويد) بالأسباب العميقة ، وزعم أنها ترجع إلى الماضي السحيق ، وأنها منبعثة من اللاشعور ، وهي في رأيه تتلخص فيما يلي:
1- غير الشعوب الأخرى من اليهود ، لأنهم آثرُهم عند الله ، بوصفهم أكبر أبناء الله .
2- تمسك اليهود بعادة الختان .
3- أن الشعوب غير اليهودية لما تركت وثنياتها الأولى تحت قوة الضغط حقدت على أديانها الجديدة في مستوى اللاشعور منها ، فأسقطت حقدها على اليهود ، لأنها لا تستطيع أن تكره دينها الجديد .
هذه هي التحليلات النفسية التي أرجع إليها (فرويد) كراهية الأمم غير اليهودية لليهود .
وفي اعتقادي أن أي عاقل لا يملك نفسه عن ضحكات ساخرات من هذا التحليل ، ومن هذه الأسباب التي ذكرها .
أما زعمه أن من أسباب كراهية الأمم لليهود كونهم غرباء عن الأوطان التي يقيمون فيها ، فهو مردود من وجهين:
الوجه الأول : أننا نجدهم مكروهين ولو كانوا هم الأصلاء لا الغرباء .
الوجه الثاني : أننا نجد كثيراً من الغرباء في الشعوب محبوبين محترمين غير مكروهين .
فليست الغربة إذن من أسباب كراهية الأمم لهم ، إلا أن ينضم إليها شيء آخرُ من اليهود أنفسهم ، كالاستغلال والأنانية وعقدة الاستعلاء وحقدهم هم على الأمم .
وأما زعمه أن من أسباب كراهية الأمم لليهود كونهم أقلية ، فهذا خلاف الواقع تماماً ، بل هو عكس الواقع تماماً ، إذ الواقع أن العداء يتوجه من الأقلية إلى الأكثرية بدافع الحسد ، وليس العكس .
فليست الأقلية من أسباب كراهية الأمم لهم ، إلا أن ينضم إليها شيء آخرُ من الأقلية نفسها ، كمكايد تكيدها ، واستغلالات تستأثر بها ، وعقدة استعلاء تفتخر بها .
فالكراهية سببها اليهود أنفسهم ، وأعمالهم داخل الأمم التي يعيشون بينها .
وأما ما ذكره من الأسباب العميقة فشيء مضحك جداً جداً .
أما غيرة الشعوب الأخرى من اليهود لأنهم آثرهم عند الله بوصفهم أكبر أبنائه ، فلا أحد يعترف لهم بهذه الميزة حتى يغار منهم ، ولكن الحسد والغيرة من سمات اليهود منذ تاريخهم القديم .
وأما تمسك اليهود بعادة الختان فمع بالغ السخرية نقول: إن غير اليهود يختتنون أيضاً ، والأمم الأخرى لا تكرههم لذلك .
وأما حقد الأمم على أديانها في مستوى اللاشعور ، وإسقاط حقدها على اليهود ، فتحليل خيالي خرافي لا نظير له إلا في مستشفى المجانين .
فهل يوجد سخف أكبر من هذا السخف الفرويدي باسم التحليل النفسي ، لدعم اليهودية العالمية؟!!.
( 7 )
ثم إذا تجاوزنا كل ما سبق ، ونظرنا إلى نظرية (فرويد) في التحليل النفسي نظرة موضوعية غير متحيزة ، فإننا لا نجد فيها ما يبرر للناقد (د. العظم) أن يمجدها ويقول عنها : إنها من أهم النتائج التي توصلت إليها البحوث العلمية في مجال الدراسات النفسية .
أما فكرة تحليل دوافع الأنفس إلى السلوك فهي فكرة إنسانية قديمة ، وليست هي بحد ذاتها من مبتكرات (فرويد) إلا أن هذا الرجل قد أفرط في السبح الخيالي في تحليل تصرفات الإنسان ، إفراطاً حشد فيه أوهاماً وفرضيات أقرب ما تكون إلى التخريف المطلق منها إلى الدراسة العلمية الموضوعية .
بيد أنه باتجاهه نبه الباحثين النفسيين على البحث الموضوعي في مجال التحليلات النفسية ، حتى تكونت مدارس التحليل النفسي في عالم العلم ، وأصبحت مدرسة فرويد اليهودية في نظر العلماء بدائية متخلفة جداً . والسر في هذا أن فرويد كان مسخراً أساساً لمحاربة الأديان ، وتهديم القيم الأخلاقية والاجتماعية ، وقد فرضت عليه الخطة اليهودية العالمية أن يضع نظرية تتستر بالعلم لتحقيق هذه الغاية ، فاستخدم التحليل النفسي طريقاً إلى ذلك ، كما استخدم غيره من اليهود طرقاً أخرى تحت ستار البحث العلمي لتحقيق الغاية نفسها ، وطبيعي أن تكون الدراسة العلمية الموجهة أساساً لإبطال حقيقة من الحقائق مُكرهة على أن تحمل في حقيبتها وعلى ظهرها أكداساً من التخيلات والأوهام والفروض التي لا سند لها من الواقع ، ومُكره على أن تصوغ نظرية تجمع في لبناتها بعض الحقائق لإقامة بعض الزوايا ، ثم تملأ سائر الثغرات بأوراق ملونة مصبوغة ، تشبه في ظاهرها صورة لبن البناء وقواعده ، وهي في حقيقتها وهم خداع تمزقه أية يد تمتد إليه بالفحص والبحث العلمي .
واقتبس هنا نقداً موضوعياً لمدرسة (فرويد) في التحليل النفسي ، مما كتبه صديقنا الدكتور عبد الحميد الهاشمي ، وهو نقد مؤلف من النقاط التالية:
1- إن آراء (فرويد) هي أولاً وقبل كل شيء نظرية افتراضية وليست من الحقائق النفسية أو المبادئ العلمية التي أثبتتها التجارب ، أو صدَّقتها الملاحظة العلمية .
فليس لآراء (فرويد) تلك الهالة التي يحاول بعض مناصريها أن يُلبسوها ثوب الحقائق العلمية ، أو كما تحاول بعض الجهات العالمية أن تحيطها بالدعاية .
2- تعتبر هذه النظرية امتداداً لفلسفة أفلاطونية ،إلا أن أفلاطون كان يحاول أن يسير بالنفس الإنسانية نحو المثالية ، أما (فرويد) فقد تشبث – كما يقول تلامذته – بالدافع الجنسي ، ليظل هو الدافع والوسيلة والغاية .
والواقع أن الصحة النفسية إذ تسعى للإشباع الشرعي المعترف به فإنها تدعو إلى الضبط والاتزان ، لأن الحقيقة الفسيولوجية والنفسية تؤكد أن الإشباع الفوضوي المطلق يزيدها تفتحاً ، وتصبح الشغل الشاغل ، ومن أجل هذا فالصحة النفسية في مناهجها التكوينية والوقائية والعلاجية دعت إلى التسامي والإبدال ، بجانب دعوتها إلى الإشباع المشروع .
3- لقد تأثر فرويد في آرائه بالحالات الشاذة المرضية التي كان يعالجها في مرضاه ، ويكمن الخطأ العلمي في التعميم الذي أطلقه فرويد ، إذ أخذ يفسر السلوك المتزن العادي لدى الأسوياء في ضوء ما عاينه من السلوك الشاذّ لدى المصابين .
وهذه نقطة أخذها عليه زملاؤه وتلامذته في العلاج النفسي ، وانفصلوا بها عن جماعته ثم عارضوا نظريته بنظريات أقاموها وعرفوا بها .
4- تأثره واضح بالأساطير اليونانية ، كقصة أديبوس .
ويعلق علهيا (روبرت ودورث) بقوه : "ولو بحثت عن رأيي الشخصي في سيكولوجيا فرويد لكان علي أن أقول : إنني لا أؤمن بأن يكون مذهبه صحيحاً بأي معنى مطلق . ولا أن يوضع في مصاف النظريات العلمية الكبرى ، التي تربط المعرفة الراهنة . فإنها بكائناتها وثناياها تبدو متخلفة أكثر منها ناظرة إلى الأمام".
وإذا علمنا أن البروفسور (ودورث) يعتبر من رواد علم النفس الحديث فيما بعد الحرب العالمية الأولى في كتبه الكثيرة عن علم النفس التجريبي ، وعلم النفس الديناميكي . ورياسته لعلم النفس في لجنة البحث القومي الأمريكي ، ولهيئة علماء النفس الأمريكيين . إذا علمنا ذلك أدركنا أن آراء فرويد تمثل في تطور الدراسات النفسية مرحلة بدائية متخلفة لا ينبغي الوقوف عندها في مجال علم النفس الحديث .
5- إن نظرية الفرويد تعكس الحياة المتناقضة الشاذة للمجتمع الغربي (الأوروبي) بعد النهضة الصناعية المادية ، وانتشار الاختلاط المطلق ، وشيوع الإباحية بشتى أسمائها ، نتيجة الترف والغرور الأوروبي ، في عنوان العهد الاستعماري .
فكانت نظرية فرويد انعكاساً أو تبريراً للواقع الشاذ ، وليست دراسة علمية دقيقة تنظر إلى المشكلة من جميع أسسها .
6- والخطأ العلمي النفسي الكبير أن نظرية فرويد تحاول تفسير السلوك الإنساني بنظرة جانبية جزئية . وذلك حين يحاول فرويد أن يحدد السلوك الإنساني بدافع جنسي .
ولقد قام لمناهضة هذا التفسير الجانبي والمتحيز عدة علماء نفسيين لهم وزنهم العلمي حتى يومنا هذا غير من تقدم ذكرهم ، ولعل أعظمهم في ذلك (وليم مكدوجل) الذي قام لمناهضة هذا التفسير الضيق والمتحيز ، في كتابه "تخطيط علم النفس" سنة (1923م) ، وفيه يرد على كل من فرويد ويونج وكارل لتحديدهم دوافع السلوك البشري بدافع واحد أو اثنين .
أما مكدوجل فقد ذكر عدة دوافع سماها غرائز ، وقد أوصلها بعد عدة تعديلات إلى عشرة غرائز أو تزيد . منها غريزة الأبوَّة في حماية الصغار ، وغريزة المقاتلة مع انفعال الغضب وغريزة الهروب من الخطر مع انفعال مصحوب بالخوف ، وغريزة حب الاستطلاع ، وغريزة تقدير الذات مع الشعور بالتفوق ، وغريزة البحث عن الطعام ، وغريزة التجمع مع الشعور بالعزلة ، وغيرها …
7- في آراء فرويد المتحيزة نحو التفسير الجنسي كدافع لكل سلوك يتجلى التفكير اليهودي ، الذي اشتهر به اليهود منذ أيامهم الأولى ، وفي اتهامهم لبعض أنبيائهم ، وفي معاملتهم للأمم التي عاشوا معها ، وهو تحيز مقصود ومخطط ، خدمة للسياسة اليهودية العالمية بعيدة المدى .
فهل بعد هذا يسوغ لكاتب عربي أن يمجد آراء فرويد ونظريته ، وأن يعتبرها كما ذكر (د. العظم) من أهم النتائج التي توصلت إليها البحوث العلمية في مجال الدراسات النفسية ، إلا أن يكون أجيراً ذليلاً وخادماً مطيعاً للصهيونية العالمية؟
* * *
الفصل الثامن
صراع لنفي فرية النزاع بين الإسلام والعلم
( 1 )
أثار الناقد (د. العظم) ما أسماه مشكلة النزاع بين العلم والدين ، وفسر الدين بقوله: "أي: الإسلام بصورة رئيسية بالنسبة لنا".
ثم أعلن أنه يريد أن يسترسل في شرح وجهة النظر التي ترى أن الدين كما يدخل في صميم حياتنا ، وكما يؤثر في تكويننا الفكري والنفسي ، يتعارض مع العلم ومع المعرفة العلمية قلباً وقالباً روحاً ونصاً .
ثم لوَّح بأن هذا الخط المحارب للدين الإسلامي سينتصر كما انتصر على العقلية الدينية التي كانت سائدة في أوروبا . بعد مرور قرنين ونصف من الحرب الطويلة بين العلم والدين هناك ، فقال في الصفحة (21) من كتابه:
"يجب أن لا يغيب عن بالنا أنه مرت على أوروبا فترة تتجاوز القرنين ونصف القرن ، قبل أن يتمكن العلم من الانتصار انتصاراً حاسماً في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية الي كانت سائدة في تلك القارة ، وقبل أن يثبت نفسه تثبيتاً نهائياً في تراثها الحضاري ، ولا يزال العلم يحارب معركة مماثلة في معظم البلدان النامية ، بما فيها الوطن العربي ، علماً بأنها معركة تدور رحاها في الخفاء ، ولا تظهر معالمها للجميع إلا بين الفينة والأخرى".
هذا ما قاله (د. العظم) بلسانه عن نفسه ، وعن سائر كتائب ملحدي هذا العصر ، ونحن نقول : لا ضير ولا خوف على الدين الإسلامي من هذه الحرب الشعواء التي يشنها الملاحدة المتسترون بالعلمانية ، فالدين الإسلامي بمفاهيمه الصحيحة الثابتة ، وأصوله الفكرية الراسخة لا يخشى العلم الصحيح الذي يستطيع أن يثبت نفسه بالأدلة الصحيحة عبر الزمان ، وستسفر المعركة إن وجدت بين الإسلام والعلم عن التقاء تام على خط واحد بين الصحيح مما نسب إلى الدين ، والصحيح مما نسب إلى العلم ، وانتصار الإسلام والمفاهيم الإسلامي على النظريات والفرضيات الباطلة المنسوبة إلى العلم ، ولا ضير من تصحيح المفاهيم الاجتهادية التي فهمها بعض العلماء المسلمين في عصور مختلفة ، إذا استطاع العلم أن يثبت صحة نظرياته المخالفة لهذه المفاهيم .
وليس هذا تراجعاً في الدين ، وإنما هو تصحيح لأخطاء المجتهدين في تحديد بعض مفاهيمه ، بما يتوصل إليه العلم من حقائق ، ويظل الإسلام هو الدين الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو لا يتحمل بحال من الأحوال جريرة أخطاء المفسرين لنصوصه ،والمجتهدين في استخراج مفاهيمه .
ومما لا شك فيه أن المسلمين يتعرضون في هذا لأخطر حرب تعرضوا لها في تاريخهم الطويل ، إنها حرب قائمة على التضليل الفكري الذي يلبس أثواب العلمانية ، وتقودها أجهزة شديدة الحذق في صناعة المكايد ، وفي تزوير الحقائق العلمية ، وتزييف مستنداتها ، وفي يدها المال الكثير ، والأجهزة العسكرية العظيمة ، والمراكز التعليمية الكبرى في العالم ، والتنظيمات الحزبية المنبثة في كل قطر ، وهي لا تهدف إلى مجرد الاحتلال العسكري في خطة غزوها ، ولكن تهدف أيضاً إلى احتلال الأفكار ومراكز العقائد ، واحتلال النفوس ومراكز العواطف ، وتشتري من داخل كل أمة صنائع وأجراء لها ، ببذل المال ، والوعود والإغراءات ومرضيات الشهوات الفاجرة .
ومع كل هذه الأثقال العتادية التي تحملها هذه الحرب ضد الإسلام والمسلمين فإننا واثقون من أن العقيدة الإسلامية والمفاهيم الإسلامية الصحيحة ستنتصر أخيراً ، على كل الحملات الغازية ، لأن الحق مؤهل بطبيعته لأن يكون هو المنتصر في آخر الأمر ، وإن أصابته أثناء معاركه مع الباطل متاعب ومشقات ، وإن سقط من جنوده شهداء كثيرون ، ومهما بدا في أول الأمر ظهور مزيف للباطل ، إن هذا الظهور زَبَدٌ لا قيمة له ، وسيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض مع مكث الحقائق واستقرارها .
والتاريخ يشهد لهذه الحقيقة ، فقد جاءت من قبل جيوش غازية إلى بلاد المسلمين ، ففتكت فتكاً ذريعاً ، ودمرت تدميراً منكراً ، ولكنها رجعت في آخر الأمر تحمل الإسلام في قلوبهم وفي سلوكها وأعمالها ، لقد غزا الحق الرباني قلوبها ونفوسها وأفكارها ، بعد أن دخلت غازية له تريد تحطيمه وتدمير كل ما يتصل به .
وكم من رجال مفكرين كانوا ملحدين بالله ، تأثراً في مطلع حياتهم بأفكار الإلحاد ، وبتضليلات المؤسسات الإلحادية في العالم ، التي تلبس العلمانية ، وتحمل أسلحة التقدم العلمي والصناعي ، وشعارات الثورية والتغيير الاقتصادي والاجتماعي ، ثم اتجه هؤلاء المفكرون نحو الإسلام لنقده واقتلاعه من جذوره ، لكنهم كانوا في الواقع طلاب حقيقة ، خدعوا بتزييفات المضللين ، فلما درسوا الإسلام ، وأمعنوا النظر في كتاب الله القرآن ، ليستخرجوا منه ما يحاربونه به ، إذا بهم يشهدون الحق فيخشعون لله وإذا بهم يجندون أنفسهم وعلومهم وفلسفاتهم للدفاع عن الإسلام ، ولإعلاء كلمة الله بين الناس ، وإذا بهم يتحولون إلى دعاة هدى وإيمان ، بعد أن كانوا قد تجندوا فعلاً في جيش دعاة الضلالة والإلحاد .
وأما تلويح (د. العظم) بانتصار الإلحاد تحت ستار العلم ، وقياسه الدين الإسلامي على غيره ، وقياسه المسلمين على الشعوب الأوروبية ، فهو تنبؤٌ منه يحمل تفاؤلاً مفرطاً لقضية الإلحاد ونشره في الأرض ، واكتساحه للعقائد الإيمانية ، وهذا الإفراط في التفاؤل يطمعه به بعض الانتصارات الزمنية التي حققها اليهود على الجيوش العربية ، إذ استطاعت دسائسهم أن تعزل الإسلام والمسلمين الواعين عن المعركة .
وأما ما يسمى بالنظريات العلمية التي وضعت خصيصاً لدعم قضية الإلحاد في الأرض فهي نظريات زمنية ، لا تلبث طويلاً حتى تأتي كشوفات علمية جديدة ، ترافقها أوراق نظريات جديدة تلغيها إلغاءً تاماً ، وتقترب النظريات الجديدة من مواقع الإيمان خطوات علمية سليمة ، وتخسر قضية الإلحاد كثيراً من أسلحتها التي تلبس رداء التقدم العلمي والصناعي زوراً وبهتاناً ، كما قال الله تعالى سورة (الصف/61 مصحف/109 نزول):
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ}
وأما انتصار قضية الإلحاد في أوروبا فقد شرح أسبابه (وولتر أوسكار لندبرج) عميد معهد هورمل منذ سنة (1919م) ، وخص بالذكر سببين:
الأول : ما تتبعه بعض الجماعات أو المنظمات الإلحادية ، أو الدولة ، من سياسة معينة ترمي إلى شيوع الإلحاد .
الثاني : المعتقدات الفاسدة التي تجعل الناس منذ الطفولة يعتقدون بإله على صورة الإنسان .
وطبيعي أن هذا السبب الثاني غير موجود في العقائد الإسلامية ، لأنها قائمة على الحق الموافق للبراهين العقلية والأدلة العلمية .
ألا فليخفف (د. العظم) وسائر الملحدين من تفاؤلاتهم بانتصار قضية الإلحاد في دنيا المسلمين ، فالله من ورائهم محيط ، وليمت الملحدون بغيظهم إن شاؤوا ، فالله متمٌّ ولو كرهوا.
( 2 )
بكل مجازفة مشحونة بالمغالطة زعم الناقد (د. العظم) – لسان طائفة من ملحدي هذا العصر – أن الإسلام والعلم يختلفان ويتنازعان في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى المعارف والعلوم ، وفي البحث عن الحقائق .
وقد غدا واضحاً أن سبيله وسبيل سائر الملحدين في مغالطاتهم ، أن يقرروا من عندهم أموراً ينسبونها إلى الإسلام ، وما هي بالمفهوم الصحيح له ، ليغالطوا الناس بها .
وقد أحصيت في الفصل الأول من هذا الكتاب أصول مغالطاتهم ، وهي ترجع إلى تعميم أمر خاص ، أو تخصيص أمر عام ، أو ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل ، أو حذف قيود وشروط لازمة ، أو التلاعب في معاني النصوص ، أو طرح فكرة مختلقة من أساسها ، أو تصيد بعض الاجتهادات الضعيفة لبعض العلماء وجعلها هي الإسلام ، أو التقاط مفاهيم شاذة موجودة عند بعض الفرق التي تنتسب إلى الإسلام ، أو نسبة أقوال إلى غير قائليها أو إلى غير رواتها ، أو كتمان أقوال صحيحة وعدم التعرض إليها مع العلم بها وشهرتها ، أو نحو ذلك مما يتصل بهذا التضليل القائم على التلاعب بالحقائق ، بغية تهديم الإسلام وعقيدة الإيمان بالله ، ودعم قضية الإلحاد ونشر الكفر والفساد في الأرض ، وهم يخدمون في كل ذلك مصالح شياطين الإنس ، مقابل أجر يدفع لهم من دمائهم ودماء أمتهم ، كالهر الذي يلعق المبرد ليجزيه المبرد من قطرات الدم ، وليست هذه القطرات إلا من دماء اللاعق ، والتخدير الذي يحقن العدو به أعصابهم كفيل بأن يلغي الإحساس بالأمل ، ريثما تتم عملية الاستنزاف .
ولبيان فساد فرية النزاع بين الإسلام والعلم نذكر القارئ بما جاء في الفصل الثاني من هذا الكتاب "الحقيقة بين الدين والعلم" ونزيده هنا بعض تفصيلات تستدعيها طبيعة الجدال والمناظرة .
لقد وضح لدينا بالبيان التحليلي التفصيلي أن الإسلام والعلم لا يختلفان ولا يتنازعان في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى المعارف والعلوم ، وفي البحث عن الحقائق ، على خلاف ما افتراه الناقد (د. العظم).
إن الإسلام والعلم الصحيح يسيران على منهج واحد في الوصول إلى المعارف والبحث عن الحقائق ، حتى يصل البحث إلى منطقة عالم الغيب ، فإذا وصل البحث إلى هذه المنطقة توقفت الوسائل الحسية وبقي المنهج الاستدلالي ، وضمن المنهج الاستدلالي يبحثان وفق منهج واحد ، وعند الخلاف المحتمل يبدو الفكر الإسلامي هو المرجح بأدلته الاستدلالية ، وبمفاهيم نصوصه الآتية من عالم الغيب نفسه ، ولا بد من مراعاة الأصول المنطقية العامة لدى فهم دلالات هذه النصوص .
ويظل حال التوافق بين الإسلام والعلم على المنهج الاستدلالي في مسيرة البحث عما في عالم الغيب من حقائق ، حتى تنقطع الوسائل الاستدلالية ، عندئذٍ يقول العلم : لقد انتهت رسائلي ، ولكني لا أمانع احتمال وجود وسائل أخرى قد يأتي عن طريقها معارف وحقائق داخلة في عالم الغيب ، وقد عجزت وسائلي الحسية والاستدلالية عن إدراكها ، والحكم عليها بإثبات أو نفي .
وهنا يأتي الدين فيقدم ماعني بالإرشاد إليه والتعريف به . مما هو داخل في عالم الغيب ، ولا تملك الوسائل الحسية والاستدلالية إدراكه ولا الحكم عليه بإثبات أو نفي ، ولا يملك العلم الإنساني هنا إلا أن يذعن للدين ، أو يقول : لا أدري ، لكني علمت أن ما جاء به الدين مما علمته بوسائلي قد كان حقا ً.
أما منطقة التكاليف الدينية والتعاليم الشرعية فهي أوامر قيادة ، يقصد منها بالدرجة الأولى امتحان الإرادة في مجال الطاعة والمعصية ، ويكفي فيها باعتبار الأصل أن تكون كيفية تتبع ما تراه القيادة دون مناقشة ، إلا أن الإسلام كان في أوامره القيادية حكيماً ، إذ راعى فيها مصالح الأفراد والجماعات ، وما يحقق لهم سعادة الحياة الدنيا ، إضافة إلى ما وعدهم به من أجر عظيم ينالونه في الآخرة ، إذا هم رعوها حق رعايتها . وامتثلوا ما جاء فيها .
لكن الناقد (د. العظم) يقول لنا : هذا كلام تقريري منكم ، ولا ينفع في إثبات الحقائق مجرد إيراد أقوال تقريرية خطابية عامة ، غير مؤيدة بدلائل واقعية ، وإذ يقول هذا الكلام يصر على طرح دعوى التناقض بين الإسلام والعلم في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى القناعات والمعارف والعلوم .
وحين نتابع كلامه نجده يفتري على الإسلام بمجرد الدعوى فقط ، ولا يقدم غير كلام تقريري غير مدعم بأي دليل واقعي ، وحينما يأتي بكلام يراه دليلاً نجده في الحقيقة تقريراً جديداً كذباً ، أو مغلفاً بمغالطة من مغالطاته .
هذه هي خطته العامة كما رأينا ، ولكن سنكشف كذبه وافتراءه في قوله لنا : هذا كلام تقريري منكم للتوفيق بين الإسلام والعلم ، وفي دعواه وجود التناقض بين الإسلام والعلم في المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول إلى القناعات والمعارف والعلوم .
يقول في الصفحة (22) من كتابه:
"فبالنسبة للدين الإسلامي ، إن المنهج القويم للوصول إلى مثل هذه المعارف والقناعات هو الرجوع إلى نصوص معينة تعتبر مقدسة أو منزلة ، أو الرجوع إلى كتابات الحكماء والعلماء الذين درسوا وشرحوا هذه النصوص ، أما تبرير العلمية بأسرها فيستند إلى الإيمان ، أو الثقة العمياء بحكمة مصدر هذه النصوص ، وعصمته عن الخطأ ، ومن نافل القول أن نردد أن الطريقة العلمية في الوصول إلى معارفنا وقناعاتنا عن طبيعة الكون ونشأته ، وعن الإنسان وتاريخه ، تتنافى تماماً مع هذا المنهج الاتباعي السائد في الدين ، لأن المنهج العلمي قائم على الملاحظة والاستدلال ، ولأن التبرير الوحيد لصحة النتائج التي يصل إليها هذا المنهج هو مدى اتساقها مع بعضها ، ومدى انطباقها على الواقع".
كلام (د. العظم) هذا مشحون بالمغالطات والأكاذيب .
لقد بدأ كلامه عن المنهج العلمي للوصول إلى قناعات ومعارف عن نشوء الكون وتركيبه وطبيعته ، وعن تاريخ الإنسان وأصله وحياته خلال العصور ، ثم ادعى أن منهج الإسلام القويم في كل هذه المواضيع هو الرجوع فقط إلى نصوص معينة تعتبر مقدَّسة أو منزَّلة ، وأوهم في سرد كلامه بعد ذلك أنه لم يكن لعلماء المسلمين في هذا المجالات عمل علمي إلا درس النصوص الدينية وشرحها .
فهل هذه الدعوى تنطبق على الواقع؟ أم هي فرية ومغالطة قائمة على التعميم؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً بالنسبة إلى تركيب الكون وطبيعته ، وتاريخ الإنسان وحياته خلال العصور ، فمن أين نشأت الثروة العلمية العظيمة في هذه المجالات عند المسلمين ، والتي كانت مصدر انطلاق الحضارة الحديثة في علومها وبحوثها وكشوفها ومنهجها ، باعتراف كبار علماء هذه الحضارة نفسها ، وباعتراف كبار مؤرخيها .
هل كانت كل ثروات المسلمين العلمية في هذه المجالات تفسيراً لنصوص دينية ؟
إن أصغر دارس لعلوم المسلمين يكذب هذه الفرية ، قد نجد في مقدمة كل علم شواهد دينية تحث على دراسة الكون ، واكتشاف صفاته وخصائصه وسُننه ، وقد نجد في ثناياه نصوصاً دينية تشير إلى بعض المعارف التي اشتمل عليها ، باعتبارها أحد وسائل المعرفة ، ولكن ليس معنى هذا انحصار منهج المعرفة عند المسلمين بتفسير النصوص الدينية وشرحها .
هل علم الكيمياء الذي شق المسلمون طريقه قد كان تفسيراً لنصوص قرآنية أو نبوية؟ ومعلوم أن هذا العلم من دراسة طبيعة الكون .
هل علم الفيزياء الذي صحح المسلمون كثيراً من نظريات الفلاسفة فيه قد كان تفسيراً لنصوص دينية ؟ وعلم الفيزياء من دراسة طبيعة الكون .
هل علم الفلك الذي برز فيه المسلمون قد كان مجرد تفسير لنصوص دينية؟ وهذا العلم من دراسة طبيعة الكون .
هل علم التاريخ والجغرافيا لم يكونا غير تفسير لنصوص دينية ؟ وهما من دراسة طبيعة الأرض وتاريخ الإنسان .
هل علما الطب الذي أبدع فيه المسلمون قد كان مجرد تفسيرات لنصوص دينية؟ وهو من دراسة طبيعة الإنسان وحياته.
هل علم الرياضيات العقلية(الحساب – الجبر – الهندسة) وغيره من العلوم التجريبية والاستدلالية والخبرية والعقلية البحتة قد كانت عند المسلمين مجرد تفسيرات لنصوص دينية واردة في مجالاتها؟
لو أن المسلمين اقتصروا في كل هذه العلوم على مجرد تفسير النصوص الدينية – كما زعم الناقد في فريته – لما تجاوزت معارفهم فيها بعض القواعد الكلية العامة جداً ، ولا شك أن ما تدل عليه النصوص الدينية يمثل لدى المسلمين مصدراً من مصادر المعرفة ، ولكنه ليس كل مصادر المعرفة ، لأن النصوص الدينية في هذه المجالات قد أرشدت ووجهت للبحث ، وقدمت بعض قواعد هذه المعرفة ، لكنها لم تتبنَّ التعريف المباشر بكل قواعد هذه العلوم ، أما المهمة الأولى والأساسية للنصوص الدينية فهي التعريف بالدين ، مبادئه وعقائده وتشريعاته للسلوك الإنساني الفردي والجماعي .
ولما وجد المسلمون الدفع الإسلامي إلى دراسة الكون ، واستنباط المعارف والعلوم عن طريق الملاحظة والتجربة والاستدلال ، انطلقوا باحثين في شتى مجالات المعرفة التي تيسرت لهم إبان نهضتهم ، قبل أن تثبطهم فترة الركود التي أصابتهم بهجرهم لتعاليم الإسلام ، وإخلادهم إلى الراحة والكسل ، والاستغراق في الشهوات , ورضاهم بأمجاد الماضي ، إضافة إلى عوامل أخرى خارجية عنهم ، أوقفت عجلة تقدمهم .
فما افتراه (د. العظم) على المنهج الإسلامي هراء ظاهر صنعته المغالطة التعميمية ، ولكشف زيفه وافتراءاته نفصل منهج الإسلام للوصول إلى المعرفة .
( 3 )
منهج الإسلام للوصول إلى المعرفة
إن المنهج الذي رسمه الإسلام للوصول إلى معرفة حقائق الأمور هو المنهج الأمثل في تاريخ الفكر الإنساني ، بتحديد أصوله وقواعده العامة .
وقد كانت أسس النهضة العلمية عند المسلمين هي المرشد والباعث للنهضة العلمية الأوروبية الحديثة ، لسنا نقول هذا على سبيل التفاخر ، وإنما نقوله تبياناً للحق الذي اعترف به وأعلنه مؤرخو الحضارات الإنسانية من غير المسلمين ، لا سيما بعد أن وجد من أبناء جلدتنا أجراءُ لأعداء الإسلام ، يحاولون بالمغالطة والتزوير طمس الحقائق ، والقيام في العالم العربي بعملية زلزال فكري ، يقصد منه خلط المعارف الثابتة ، وتشويه صُورها ، وتقويض أبينتها ، وإقامة أبنية جديدة مكانها ، ولكنها في هذه المرة لن تكون صالحة لأهلها ، وإنما تكون للشياطين ومعهم القردة والخنازير .
يقوم الفكر الإسلامي أساساً على أن المعرفة الصحيحة هي ما كان مطابقاً للواقع والحقيقة ، فما كان مطابقاً للواقع والحقيقة فهو حق ، وما لم يكن مطابقاً للواقع والحقيقة فهو باطل . وقد تكون الصورة الفكرية أو القولية مطابقة للواقع والحقيقة من بعض الوجوه ،ومخالفة لها من بعض الوجوه ،فيكون فيها من الحق على مقدار المطابقة ومن الباطل على مقدار المخالفة .
هذا هو الأساس الأول للمعرفة في الفكر الإسلامي .
وبعد هذا الأساس الأول تأتي قاعدة كلية وراءه ، وهي أن كل وسيلة صحيحة تعطينا صورة صادقة عن الواقع والحقيقة هي وسيلة يجب الاعتماد عليها ، والثقة بها في تحصيل المعرفة ، وإذا لم تستطع الوسائل أن تعطينا صورة صادقة عن الواقع والحقيقة بشكل قطعي ، فإن الضرورة تدعونا في الواقع الإنساني إلى قبول الصور التي ترجح مطابقتها للواقع بصورة ظنية ، وذلك ريثما يأتي ما هو أقوى ، أو تأتي الصورة المطابقة للواقع بيقين . والمرجح الأول والأخير دائماً هو الواقع والحقيقة ، وبهما تقاس النتائج .
ونجد هذا في أوائل متون العلوم التي كتبها المسلمون ، إذ يقررون أن العلم هو الصورة الذهنية المطابقة للواقع ، أو هو الإدراك المطابق للواقع ، وإذ يقررون أن الصدق هو الكلام المطابق للواقع ، وإذ يقرون جواز العلم بالاحتمال الراجح إذا لم يتوافر لنا اليقين .
ومن هذا يتبين لنا أن الواقع على ما هو عليه في حقيقة أمره هو المرجع الأول والأخير للمعرفة في الفكر الإسلامي ، وما عدا ذلك مما له صلة باكتساب المعرفة فلا يعدو أنه من قبيل الوسائل التي قد توصل إليها .
وهذا من الأوليات المنطقية في الفكر الإسلامي ، المبينة في متون العلوم الإسلامية ، والمنصوص عليها في مصادر الشريعة الإسلامية ، والمهتدى بهديها فيما استخرجه المسلمون من معارف ،وفيما كتبوا فيه من علوم .
* وسائل المعرفة :
أما وسائل التي وضعها الإسلام في منهجه للوصول إلى المعارف فبيانها فيما يلي :
الوسيلة الأولى : هي وسيلة الإدراك الحسي المباشر أو عن طريق الأجهزة ،وذلك متى شهد العقل بصحة هذا الإدراك وسلامته من الخلل ، فحينما تشهد الحواس الإنسانية ظاهرة كونية وتتوافق الحواس السليمة في إدراكها ، تغدو الصورة التي قدمتها صورة علمية مقبولة ضمن الحدود التي قدمتها ، وضمن الصورة التي نقلتها .
وباستخدام هذه الوسيلة قرر المسلمون في علومهم حقائق كثيرة لم تأتِ بها نصوص شرعية ، ولا رجعوا فيها إلى تفسيرات نصوص شرعية وشروح لدلالتها ، كما زعم الناقد (د. العظم) في نقده القائم على المغالطات والأكاذيب .
وهل الملاحظة التي يُعتمد عليها في مناهج البحث العلمي إلا تتبع الظواهر بالإدراك الحسي ، ورصدها ومحاولة تفسيرها؟
أفلا يحق لنا أن نقول : إن مناهج العلوم الحديثة قد اقتبسها من مناهج البحث عن المسلمين ، الذين أخذوا بها إذ حثهم الإسلام على استخدامها ، للتعرف على الظواهر الكونية ، وما في عالم الحس من حقائق ،ولتكون مادة يستدل منها على قوانين الكون وسننه وخفاياه؟
ولئن أنكر (د. العظم) هذه الحقيقة فقد اعترف بها كتّاب كبار من مؤرِّخي الحضارة الأوروبية الحديثة وعلمائها ، وأعلنوا فضل حضارة المسلمين على الحضارة الحديثة ، في مناهجها وفي نتائجها[24].
الوسيلة الثانية : هي وسيلة الاستدلال العقلي ، وللاستدلال العقلي أصول وضوابط معروفة مدروسة في الفكر الإسلامي ، ومعطيات هذا الاستدلال لا تكون علوماً مقطوعاً بها ما لم تكن يقينية غير قابلة لاحتمال النقض ، وإلا كانت درجة قبولها مناسبة لدرجة قوة الاحتمال الذي رجحه الاستدلال .
ويعتمد الاستدلال العقلي على التجربة والاستقرار والتأمل العقلي المجرد ،الذي يعطي أحكاماً منطقية جازمة ، أو أحكاماً منطقية راجحة .
وإذا لم نقل : إن هذه الوسيلة قد اقتبسها علماء النهضة الحضارية الحديثة من المسلمين ، فلا أقل من أن نقول بالاتفاق في المنهج ، ومعلوم أن المسلمين كانوا هم الأسبق في الواقع التاريخي .
وكان لاستخدام هاتين الوسيلتين : (الإدراك الحسي ، والاستدلال العقلي) في الفكر الإسلامي معطيات علمية واسعة ، في مختلف مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية ، فالإدراك الحسي يحدد الملاحظة ومع الملاحظة أو بعدها أو قبلها أحياناً تستخدم التجربة ، ومن ورائهما ينشط الاستدلال العقلي .
وبذلك دوَّن علماء المسلمين في علوم الكيمياء ، والفيزياء والطب والفلك والرياضيات (الحساب والجبر والهندسة) والجغرافيا ، والتاريخ مدونات كبيرة وكثيرة ، أثبتوا فيها معطيات منهجهم العلمي ،إضافة إلى ما نقلوه عن غيرهم من منجزات الحضارات السابقة في هذه المجالات .
إن عرض هذه الحقيقة وحدها عن الفكر الإسلامي كافٍ لكشف التزييف الحقير الذي صنعه الناقد (د. العظم) العميل لمنظمات عالمية تخدم الصهيونية في الوطن العربي ، إذ زعم أن منهج الفكر الإسلامي للوصول إلى القناعات والمعارف عن طبيعة الكون وتركيبه ونشوئه ، وعن تاريخ الإنسان وأصله وحياته خلال العصور ، هو الرجوع فقط إلى نصوص معينة تعتبر مقدسة أو منزَّلة ، أو الرجوع إلى كتابات الحكماء والعلماء الذين درسوا وشرحوا هذه النصوص .
والغريب في أمره – وهو لسان من ألسنة كتائب الملحدين – أنه يصنع التزييف ، ويغالط به ، ثم يقرره حقيقة واقعة ، ثم يوجه الإدانة على أساسه ، ثم يُصدر حكمه القاطع الذي لا استئناف فيه ، وينهي المحاكمة هكذا بكل بساطة .
وطبيعي أن يتخذ الملحدون هذه الخطة ، إذ لا دين يردعهم ، ولا أخلاق تضبطهم ، وخطتهم هذه ينطبق عليها المثل "زنَّاه فحدَّه" أي : اتهمه بالزنى كذباً وزوراً ، فأقام عليه الحد مباشرة دون بيِّنات .
فلما قرر (د. العظم) فريته عن الفكر الإسلامي وعن منهجه في تحصيل المعارف ، وصنع المغالطة كما راق له ، قال في الصفحة (22) وما بعدها من كتابه:
"لذلك نجد أنظار المؤمنين دائماً موجهة إلى الوراء ، إلى تلك الفترة التي يعتقدون أنه تم فيها كشف هذه الحقائق والمعارف من قبل الله ،عن طريق الملائكة والرسل ، وينتج عن ذلك أن وظيفة المؤمن والحكيم والفيلسوف والعالم ليست اكتشاف حقائق جوهرية جديدة ، أو اكتشاف معارف هامة لم تكن معروفة من قبل ، وإنما العمل للوصول إلى نظرة أعمق ،وفهم أشمل للنصوص المنزلة ، والعمل للربط بين أجزاء هذه النصوص وتأويلها ،ومن ثم تأويل التأولايات ، حتى تستنبط معانيها الدفينة ، ويتوصل إلى الحقائق والمعارف الكامنة فيها منذ الأزل ، وهذا العمل ضروري وجوهري استناداً إلى الآية القرآنية: {وما فرطنا في الكتاب من شيء}، فلا عجب إذن إذا وجدنا التاريخ الفكري للدين يتألف دائماً من تفاسير وشروح ، وشروح لشروح الشروح".
هذا ما قاله حرفياً ، فهل ينطبق على واقع العلوم الطبيعية والرياضية والإنسانية التي دوَّنها المسلمون ، واكتشفوا فيها وأبدعوا . وكانوا رادَة الفكر الأوروبي الحديث في هذا المضمار؟!
إنه كلام لا يقبله أصغر طلبة العلوم الإسلامية ، أما أن يعرض على العالم الإسلامي في كتاب مطبوع فذلك هو البهتان المبين ، والاستهانة بعلماء المسلمين ، والاستخفاف بالأجيال الحديثة التي يتصور الناقد أنها غدت تتقبل كل زيف وكذب ومغالطات ، دون تحرير ولا تمحيص ، ألا فليعلم أن في الأجيال المسلمة الحديثة مؤمنين مفكرين ، قادرين على أن يكشفوا الزيف المقنع بالأقنعة الكثيرة ، فضلاً عن الزيف المكشوف .
الوسيلة الثالثة : هي وسيلة الأخبار الصادقة ، وهذه الوسيلة ركن من أركان وسائل اكتساب المعارف الإنسانية ، ومعلوم أن الإنسان ملجأ بالضرورة إلى الاعتماد على الوسيلة الإخبارية ، في كل أمر لا يستطيع أن يصل إلى معرفته بنفسه عن طريق الإدراك الحسي أو الاستدلال العقلي ، إن العلوم التاريخية تعتمد على المستندات الإخبارية ، بوصفها وسيلتها الكبرى ، وكل تدوين لأية حقيقة علمية توصل إليها الإنسان إنا هو حكاية خبرية لما توصل إليه ، ورواد الفضاء حينما وصلوا إلى القمر وعادوا نقلوا إلينا مشاهداتهم وملاحظاتهم نقلاً خبرياً ، وقد يدعمون أخبارهم بالمصورات ، وقد لا يدعمون ، والمدرس حينما يلقي على طلابه في معاهد العلم سلسلة المعارف ، إنما ينقلها إليهم نقلاً خبرياً ، وكل الناس يتعاملون فيما بينهم ويكون العنصر الإخباري أهم عنصر في تعاملهم .
وهذه الوسيلة الإخبارية هي الوسيلة التي اعتمد عليها الدين ، في نقل الشرائع الربانية للناس ، وفي نقل سائر التعاليم والبيانات الدينية ، والمعارف الغيبية ، عن طريق الرسل والأنبياء المؤيدين بالمعجزات وخوارق العادات ، شهادة من الله لهم بأنهم صادقون فيما يبلغون ربهم ، وكذلك وجه الإسلام للاعتماد عليها في تحصيل كثير من المعار التي توصل إليها العلماء بمسالكهم ، وأمر بسؤال أهل الذكر .
ولما كانت الوسيلة الإخبارية وسيلة قد يدخلها الكذب[25] أو الوهم في نقل الخبر ، إذا كان المخبر إنساناً عادياً غير مؤيد بالمعجزة ، أي : غير معصوم عن الكذب أو الخطأ ، وضع الإسلام منهجاً دقيقاً جداً في تحري الأخبار ، وفي تمييز مستوياتها – ثقة وضبطاً وفي اتخاذ ما يجب اتخاذه من احتياطات وتحفظات- ، ونهض علماء المسلمين بالتحرير والتمحيص ، وكان لهم في هذا المجال أدق الضوابط ، وأكثرها سلامة وإتقاناً ، لا سيما ما يتعلق منها بنقل النصوص الدينية ، وأعرض فيما يلي فكرة وجيزة عن منهج الإسلام بالنسبة إلى المستندات الإخبارية . ليكشف القارئ مدى مغالطات الناقد (د. العظم) حول منهج الإسلام.
يتلخص المنهج الإسلامي بالنسبة إلى المستندات الإخبارية بتقسيم الخبر إلى خمسة أقسام رئيسية:
* القسم الأول : الخبر المقطوع بصدقه .
* القسم الثاني : الخبر الذي يترجح جانب احتمال الصدق فيه على جانب احتمال الكذب .
* القسم الثالث : الخبر الذي يترجح جانب احتمال الكذب فيه على جانب احتمال الصدق .
* القسم الرابع : الخبر المقطوع بكذبه .
* القسم الخامس : الخبر المشكوك فيه .
أما القسم الأول وهو الخبر المقطوع بصدقه فيجب قبوله عقلاً وشرعاً ، لأنه خبر لا يخالطه احتمال الخطأ أو الكذب عقلاً ، وقد أوضح الإسلام أنه لا بد أن يأتي عن أحد مسلكين:
الأول : أن يخبر بالخبر جمع من الناس يستحيل في مقياس العقل السليم اتفاقهم على الكذب فيه ، ويكون ذلك حينما يروي الخبر جمع غفير من الناس تباينت أغراضهم ، وافترقت مصالحهم وكانوا بحالة لا يجمعهم فيها على الكذب جامع .
ويحلق به ما تواردت عليه مجموعة من شواهد النقول الإخبارية ، ودلائل الآثار الأرضية والكتابية ، والمصورات والتسجيلات الصوتية ، وبعض الاستدلالات والاستنتاجات العقلية ، حتى يصبح التسليم بمضمون الخبر أمراً حتمياً لا شك فيه لدى العقلاء المنصفين ، وحتى يصل في نفوسهم إلى درجة اليقين .
والاعتماد على مجموعة الدلائل المختلفة يجب أن يكون مصحوباً بالتبصر العقلي ، وبالتمحيص الكامل والاحتياط التام ، حتى يشهد العقل بنفي احتمال التزوير في الوثائق ، أو الخطأ أو الكذب في الإخبار .
وبهذا المسلك المقطوع به شرعاً وعقلاً حفظ الله القرآن الكريم من التحريف والتبديل ، إذ تكفل بحفظه فأعلن في سورة (الحجر/15 مصحف/54 نزول): قوله :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
الثاني : أن يرد الخبر على لسان نبي من أنبياء الله تعالى أو رسوله من رسله ، وقد أحاط الله الأنبياء والرسل الذين يبلغون عنه بوضع يجعل التسليم بنقولهم وأخبارهم عن الله قضية مقطوعاً بها عند كل المنصفين من العقلاء ، ذلك بسبب ما صانهم به من العصمة عن الكذب وسائر المعاصي ، وبسبب ما أيدهم به من المعجزات الباهرات التي لا يأتي بها أو بمثلها إلا رسول مؤيد من عند الله ، ومصدق من قبله بلسان حال المعجزات ، فالمعجزات التي يجريها الله على أيدي رسله وأنبيائه دليل قاطع على صدق رسالاتهم ، وصدق أخبارهم التي يخبرون بها عن ربهم .
فمتى ورد الخبر عن طريق أحد هذين المسلكين كان مقطوعاً به ووجب تصديقه .
ولكن لا بد من التمييز بين لفظ الخبر وبين مضمون الخبر ، فإذا أثبت المستند الخبري قطعية الصدق في لفظ الخبر فليس معنى ذلك أن تحديد معنى اللفظ أمر مقطوع به أيضاً ، إن تحديد المعنى قضية ثانية ،لا بد لها من مستند آخر يحدد المعنى بصفة قطعية غير قابلة لاحتمال التأويل ، فإذا تم تحديد المعنى بصفة قطعية وجب حينئذٍ التسليم به عقلاً ، كما وجب التسليم بصحة نقل لفظ الخبر قطعاً ، وهذا ما يطلق عليه علماء أصول الفقه الإسلامي عبارتي : "قطعي الثبوت ، قطعي الدلالة".
أما إذا كان تحديد المعنى غير مقطوع به فإنهم يطلقون عبارتي "قطعي الثبوت ، ظني الدلالة" ، وفي هذه الحالة يجب التسليم عقلاً وشرعاً بصحة نقل لفظ الخبر ، وتبقى الدلالة في مستوى الرجحان ، أو قيد الدراسة والبحث لتحديد المعنى .
وقد تكون دلالة النص المقطوع بثبوته مبهمة غير واضحة أصلاً.
فلا تلازم بين كون النص قطعياً وكون معناه قطعياً أيضاً ، بل لا بد في ذلك من اتباع منهج علمي دقيق أوضحه علماء المسلمين في علم أصول الفقه الإسلامي .
من أجل ذلك ليس لأحد أن يغالط في دلالات النصوص القاطعة ، اعتماداً على ثبوت لفظها ثبوتاً قطعياً ، إن لفهم النصوص منهجاً دقيقاً وضع له علماء المسلمين علماً قائماً بذاته ، إنه علم أصول الفقه .
وتظل المفاهيم الاجتهادية المأخوذة من دلالات النصوص مفاهيم احتمالية راجحة ، قابلة للنقض أو التعديل بأدلة أقوى من أدلتها ، حتى تتوافر الأدلة التي تفيد القطع بصحة هذه المفاهيم ، وعدم قابليتها للنقض أو التعديل بحال من الأحوال ، عندئذٍ يغدو معنى النص قطعياً ، وعندئذٍ يصح أن يوصف بأنه قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، أو قطعي اللفظ قطعي المعنى .
وربما يتوافر المستند الإخباري القاطع بتحديد فكرة من الأفكار ، أو معنى من المعاني ، دون أن تأتي هذه الفكرة أو المعنى بلفظ واحد قطعي الثبوت ، وعندئذٍ تكون القطعية للمعنى أو للفكرة لا للنص اللفظي ، وهذا ما يسمونه المتواتر بالمعنى ، إذ يرد الخبر بعد ألفاظ كل واحد منها خبر راجح لا قطعي ، إلا أن معناها بالمعنى ، إذ يرد الخبر بعدة ألفاظ كل واحد منها خبر راجح لا قطعي ، إلا أن معناها جميعاً واحداً ، فإذا كانت عدة هذه الأخبار من قبيل المتواتر الذي يستحيل اتفاق المخبرين فيها على الكذب كان المعنى الذي دلت عليه مقطوعاً به ، لأنه خبر متواتر بالمعنى .
وأما القسم الثاني وهو الخبر الذي يترجح صدقه على كذبه فهو خبر يوثق به في منهج الإسلام وثوقاً ترجيحياً ، قابلاً لاحتمال النقض أو التعديل بدليل أقوى منه ، ولا يوثق به وثوقاً إلزامياً قاطعاً ، لاحتمال الخطأ أو الكذب فيه ، وإن كان بحسب الظاهر احتمالاً ضعيفاً.
وأما القسم الثالث : وهو الخبر الذي يترجح احتمال كذبه على احتمال صدقه ، فهو خبر معزول عن الثقة به عزلاً ترجيحياً قابلاً لاحتمال التوثيق بمعاضدة أدلة أخرى ، ولا يرفض رفضاً نهائياً مبتوتاً به ، لاحتمال براءته من الكذب أو الخطأ ، وإن كان بحسب الظاهر احتمالاً ضعيفاً .
وهذا القسم يقابل تماماً القسم الثاني في كل أحكامه .
وأما القسم الرابع وهو الخبر المقطوع بكذبه حساً أو عقلاً فهو خبر مرفوض بصفة قطعية .
ولكن قد يكون الكذب في رواية اللفظ فقط ، مع صحة المعنى ، وفي هذه الحالة لا نرفض المعنى من أجل ثبوت الكذب في اللفظ ، بل نقتصر على رفض اللفظ فقط ، وننظر إلى المعنى من خلال أدلة أخرى خبرية أو حسية أو استدلالية .
وأما القسم الخامس وهو الخبر المشكوك فيه ، أي : ما استوى فيه طرفا التصديق والتكذيب من غير رجحان لأحدهما على الآخر ، فهو خبر لا يحكم عليه بإثبات ولا بنفي ويوضع قيد الدراسة والبحث ، حتى يرد ما يرجح تصديقه أو تكذيبه .
ومنهج الإسلام في الاعتماد على المستندات الإخبارية يبتدئ بما يمكن أن نسميه بالوحدة الإخبارية .
والوحدة الإخبارية هي الراوي الواحد حينما ينقل لنا خبراً من الأخبار . ولهذه الوحدة الإخبارية في منهج الإسلام شروط لا بد من توافرها حتى تكون أنباؤها مؤهلة لتجريح صدق الخبر ، وحتى تكون مائلة إلى جانب القبول ، وهي ثلاثة شروط:
1- العدالة ، وهي أن لا يعهد على الراوي الكذب أو المعصية الظاهرة .
2- الأهلية الفكرية لتحمل الأخبار ونقلها كما حُملت ، دون نسيان أو اضطراب ، أو زيادة أو نقص .
3- اتصال الراوي بمصدر الخبر أو بمن وراه له .
وهذه الشروط تستدعي الملاحظة الدقيقة لرواة الأخبار ، والنظر في أحوالهم الفكرية والخلقية والسلوكية ، للتأكد من أن أخبارهم صالحة للقبول ، وتستدعي أيضاً النظر في صلتهم بمصدر الخبر ، أو بمن رواه لهم ،وهنا تتسع مشكلة البحث العلمي في تراجم الرجال ، وتتبُّع أحوالهم ، وتمحيصهم ، لكشف الموثوقين الذين تقبل أخبارهم ، وتمييز الضعفاء والوضاعين ، وتحديد درجة كل منهم في القبول أو الرفض ، ونحو ذلك من البحوث .
وهذا عمل يحتاج إلى جهود مضنية وتحريات واسعة ، وقد تضافرت فعلاً جهود علماء المسلمين المضنية ، للاضطلاع بهذه المهمة الكبيرة على أحسن وجه عرفه التاريخ ، فحرروا ما نقل عن الرسول صلوات الله عليه تحريراً لم يسبقوا إلى مثله ، وتفوقوا في أعمالهم من أجل تحرير الأخبار وتنقيحها وتصنيفها على كل أمة نقلت أخبارها ، واعتنت بتحريرها ، لذلك فلا نجد لدى أية أمة من الأمم ولا شعب من الشعوب ذخائر علمية منقولة بالأخبار الصحيحة الموثوقة مثلما نجد لدى علماء المسلمين ، وذلك بسبب وضوح المنهج الذي اتبعوه في التثبت من صحة الأخبار ، أو الحكم بأرجحية صدقها .
وقد تكفل علم مصطلح الحديث بتحديد هذا المنهج وتحريره وبيانه ، وتفصيل مسالكه على أحسن وجه ، كما تكفَّلت كتب تراجم الرجال ببيان أحوالهم وأوضاعهم ، ودرجة الثقة برواية كل منهم ، والعصر الذي عاش فيه ، إلى غير ذلك مما تستدعيه أصول البحث السليم .
ومما هو طريق في هذا الموضوع أن العلماء الغربيين في هذا العصر قد وجدوا أنفسهم مضطرين للاهتداء بهدي المنهج الإسلامي في تحرير الأخبار وتنقيحها ، واتباع الأصول الإسلامية المقررة فيه ، إلا أنهم لا يستطيعون استيفاء الشروط الإسلامية في بحث عدالة الرواة لدى التطبيق العملي ، لأنه ليس لديهم أي مستند يكشف لهم أحوال رجالهم الغابرين ، حتى يرجعوا إليه في تمحيص صادق الأخبار من كاذبها ، وصادقي الرجال من كاذبيهم .
والمنهج الإسلامي لا يكتفي في كل الموضوعات بالوحدة الإخبارية الواحدة المقبولة للحكم برجحان صدق الخبر والعمل بموجبه ، ولكن القضية في منهج الإسلام تتبع الموضوع الذي يتناوله الخبر ، فما كل خبر يترجح صدقه يصلح لأن يعتمد عليه وحده في كل موضوع من موضوعات العلم أو موضوعات الحياة ، بل لا بد من نسب في الأرجحية تتفاوت بحسب أهمية الموضوعات ، وبحسب النتائج التي تترتب على قبول الأخبار فيها .
فما يقبل في رواية خبر تاريخي عادي لا يقبل في إثبات حق أو إدانة بجريمة ، وما يقبل في إثبات حق مالي لا يقبل في الاتهام بالزنى ، وما يقبل في رواية حديث نبوي وتصحيحه لا يقبل في إثبات آية قرآنية .
فالموضوعات تختلف فيما بينها ، وتتفاوت في نسبة ما تحتاجه من قوة الترجيح التي يقدمها المستند الخبري .
إن بعض الموضوعات تحتاج إلى قوة في المستند الخبري ترتقي إلى مرتبة اليقين الذي لا يقبل احتمال الخطأ ، وبعضها يكفي فيه دون ذلك .
1- فالنقل المباشر عن الوحي شرطه النبوة المستجمعة لصفتي العصمة والتأييد بالمعجزة .
2- والمستند الإخباري الذي ينقل لنا نص آية قرآنية ، أو يثبت لنا عقيدة من عقائد الدين ، أو أصلاً من أصوله الأولى مما يكفر جاحده يشترط فيه التواتر ، أي يشترط فيه القطعية التي لا تتعرض لاحتمال الخطأ أو الكذب .
فإذا لم ينقل النص القرآني بمستند إخباري قطعي لم يثبت قرآناً ، وإذا لم تنقل عقائد الدين وأصوله بمستند إخباري قطعي لم يكفر جاحدها ، ما لم يكن لها دليل قاطع آخر .
3- وإثبات الاتهام بالزنى يحتاج في أدنى الحدود إلى قوة ترجيح في المستند الإخباري تتألف من أربع وحدات إخبارية صحيحة .
4- وإثبات الحقوق بين الناس يحتاج إلى قوة ترجيح في المستند الإخباري تتألف من وحدتين إخباريتين صحيحتين .
5- والأخبار العادية التي تتضمن أخباراً علمية أو تاريخية أو تتضمن رواية لحديث نبوي تحتاج إلى قوة ترجيح في المستند الإخباري قوامها وحدة إخبارية صحيحة .
6- والأخبار التي تتضمن مصلحة الشخص الذي يرد إليه الخبر في أمر من أموره الخاصة في حياته ، دون أن تتضمن هضماً لحق آخر ، أو اتهاماً له ، أو إساءة لأحد ، أو مخالفة لأمر من أمور الدين ،يكفي فيها انفتاح النفس لقبول صحة الخبر ، والاقتناع به ، دون النظر في حالة المخبر وصفته ، لأن موضوعه لا يتطلب أكثر من اتخاذ الاحتياطات والأسباب اللازمة لدفع الخطر أو القرار منه ، أو اقتناص المنفعة المرتقبة .
فهل يجد الناقد (د. العظم) أو غيره من أعداء الإسلام في هذا المنهج الذي أبدع فيه الفكر الإسلامي أيما إبداع ثغرة يعلق عليها بانتقاد؟ علماً بأننا لم نرسم في بياننا هذا غير الخطوط العريضة له .
منهج الإسلام عند اختلاف وسائل المعرفة في النتائج
سبق في الفصل الثاني (الحقيقة بين الدين والعلم) ، بيان منهج الإسلام عندما تختلف وسائل المعرفة في النتائج التي يتوصل كل منها إليها ، حول موضوع واحد ، أو حول نقطة في موضوع واحد ، فلا داعي لإعادة تفصيل هذا المنهج .
وخلاصته أن وسائل المعرفة لا تختلف في النتائج التي تتوصل إليها حول موضوع واحد أو حول نقطة في موضوع واحد اختلاف تناقض إلا وبعضها أو جميعها قد دخل إليه الخلل ، وعلى الباحثين أن يعيدوا النظر فيما توصلوا إليه من نتائج ، واليقيني منها الذي غدا مقطوعاً به نهائياً ، وغير قابل للنقض أو التعديل بحال من الأحوال هو الذي يفرض نفسه علمياً ، سواء أكان نتيجة إدراك حسي ، أو استدلال عقلي ، أو نتيجة فهم لنص ديني يقيني الثبوت يقيني الدلالة .
أما النظريات والفرضيات والاجتهادات والإدراكات الحسية ، التي لا تقدم يقيناً فهذه قد تختلف فيما بينها وقد تتناقض ، وقد يكون الواقع بخلافها جميعاً ، والأخذ بالراجح منها أمر تفرضه الضرورة الإنسانية ، ولا يكون بعضها حجة على بعض ، أو له القداسة المطلقة ،لن الحق منها هو ما طابق الواقع والحقيقة ، ومادامت نتائجها جميعاً غير يقينية فإن هذه المطابقة تظل مجهولة ، أو مشكوكاً بها ، أو في مستوى الرجحان فقط ، لا في مستوى اليقين المقطوع به .
فليس لأحد أن يأتي بنظرية قابلة للتعديل ، أو بفرضية من الفرضيات ، ويجعلها علماً مقطوعاً به ، ثم يعيب بها ما يفهم من النصوص الدينية ، ويزعم بذلك أن الإسلام يخالف العلم ، وليس لأحد أن يأتي بفهم اجتهادي في النصوص الدينية ، وهو محتمل للخطأ أو التعديل ، ثم يجعل هذا الفهم الاجتهادي أمراً مقطوعاً به في الدين ، ثم يرد به ما أثبتته الوسائل العلمية الإنسانية إثباتاً نهائياً مقطوعاً به ، أو يرد به رداً قطعياً نظريات أو فرضيات من المحتمل أن يكون الواقع مطابقاً لها ، فالفهم الاجتهادي في النص الديني أخذ بما ترجح لدى المجتهد من دلالته ، مع احتمال أن يكون الواقع بخلافه ، والنظرية العلمية فهم اجتهادي في تفسير الظواهر الكونية بما ترجح لدى الباحث من دلالاتها . ويظل العقل في كل منهما يفرض احتمال أن يكون الواقع بخلاف هذا أو بخلاف هذا ، أو بخلافهما جميعاً ، فليس أحدهما حجة على الآخر ، إلا أن تكون أدلة ترجيحه أقوى ، فيتقوى بأدلته دون أن يعطي قطعاً وجزماً بنتائجه .
وتنفرد النصوص الدينية ببياناتها عن أمور الغيب التي تعجز الوسائل الإنسانية عن إدراكها حساً أو استدلالاً .
ولدى اختلاف نتائج وسائل المعرفة حول فكرة واحدة ، أو اختلاف نتائج الباحثين في حدود وسيلة واحدة ، يجب التوقف عن الجزم والقطع ، ويقضي المنهج الأمثل بمتابعة البحث في كل الوسائل الممكنة للظفر باليقين العلمي ، ولا يمنع هذا من العمل في تطبيقات الحياة بمقتضى النتائج ، ولكل باحث أن يعمل بما ترجح لديه ، دون أن يُنحي باللائمة على من خالفه ، لاحتمال أن يكون هو المخطئ لا من خالفه فيما توصل إليه ، ما لم يظهر فساد الرأي المخالف بيقين ، أو برجحان شبيه اليقين ، وعند الظفر باليقين العلمي عن طريق أية وسيلة من وسائل المعرفة يتبين فساد كل الآراء المخالفة له ، ويحكم عليها عندئذٍ بالمحو من ديوان المعرفة ، وبالعزل عن مجالات النظر .
ولهذا أمثلة في الواقع العلمي ، لقد سبق في تاريخ المعرفة الإنسانية أن دليل الحس البصري قدم لنا صورة حسية عن شروق الشمس وغروبها ، فقرر المشاهدون المبصرون أن الشمس هي التي تتحرك وتسير في السماء من الشرق إلى الغرب ،وأن الأرض ثابتة .
ثم انفتحت للإنسان دلائل الاستدلال العقلي اعتماداً على أمارات كثيرة ، فغيرت نظرته إلى هذه الحقيقة ، وجعلته يفسر مشاهدات الحس تفسيراً آخر ، خلاصته أن الأرض هي التي تدور حول نفسها ، فتشرق الشمس على قسم منها بهذا الدوران ،وتغرب عن قسم آخر ، ويتوهم الحس البصري أن الشمس هي التي تسير هذا السير ، باعتبار اتحاد النسبة من جهة ، وعدم شعور ركاب الأرض بحركتها من جهة أخرى .
وهنا نلاحظ وجود التناقض بين النتيجة التي قدمها الحس البصري والنتيجة الأخرى التي قدمها الاستدلال العقلي ، وقام الجدل بين أنصار شهادة الحس البصري ، وأنصار شهادة الاستدلال العقلي .
وكان على الإنسان أمام هذا التناقض في النتائج أن يعيد النظر لاستبانة المخطئ من الوسيلتين للظفر باليقين العلمي ، نظراً إلى أن أمارات العقل لم تقدم في حدودها الأولى يقينا ً.
ولدى إعادة النظر تبين للإنسان وجود احتمال كون الحس البصري هو المخطئ ، وذلك حين دخل محطة انطلاق قطارات سكة الحديد ،وركب في أحدها ، وكان في جواره قطار ساكن ،ولما انطق القطار الذي هو فيه خدعه حسه البصري فحسب أن القطار المجاور له هو الذي انطلق، وكان هذا من الحس البصري شهادة مخطئة ، ثم لما انطلق القطار بعيداً تبين له أن الحقيقة بخلاف ما حسبه من قبل .
وبهذه المراجعة الأولى بدأ الإنسان يشك بشهادة حسه البصري عن الحركة ، وبدأ يترجح لديه جانب الاستدلال العقلي في هذا الموضوع ،دون أن يستطيع كثير من الباحثين تقديم يقين كامل في أول الأمر يثبت أن الأرض هي التي تدور حول نفسها ، وأن الشمس بالنسبة إلى هذه الحركة بالذات ثابتة .
وتابع البحث العملي خطواته ، وصعد الإنسان إلى الأجواء العليا ، وتحرر من سلطان خداع الحسب البصري على سطح الأرض ، وتحقق بالمشاهدة البصرية النتيجة التي قدمها الاستدلال العقلي ، وأثبت بيقين علمي أن الأرض هي التي تدور حول نفسها في كل يوم مرة ، وبذلك تفسر ظاهرة الليل والنهار ، وأنها تدور حول الشمس في كل عام شمسي ، وهو السبب في كثير من الظواهر التي تحدث في الأرض .
وهكذا لما برئت شهادة الحس البصري من علة الخطأ التي كانت واقعة فيها اتحدت النتيجة ، فكان ما أثبته الحس عين ما أثبته الاستدلال العقلي ، ووصل الإنسان إلى معرفة هذه الحقيقة إلى مرتبة اليقين .
أما النصوص الدينية في هذا المجال فلا نجد فيها نصاً ثابتاً قاطع الدلالة على ما يخالف هذه الحقيقة التي أثبتها الاستدلال العقلي ، ثم شهدها الحس لما تحرر من منطقة الخداع البصري ، بل نجد في النصوص الدينية ما يفهم من عمومها دلالات توافق ما انتهى إليه دليل العقل ثم دليل الحس ، وحين نجد بعض العلماء السابقين قد فهموا من هذه النصوص فهماً مخالفاً لهذه الحقيقة فما علينا إلا أن نصحح فهمهم ، ونعيد النظر في اجتهادهم ، لأن النصوص الدينية المبلغة عن الله بطرق ثابتة يقينية لا يمكن أن تكون دلالاتها الصحيحة مناقضة للحقيقة والواقع ، وعملية المراجعة هذه لا تمس النصوص الدينية ذاتها ، وإنما تمس المفاهيم الاجتهادية التي فهمها مجتهدون ليسوا بمعصومين عن الخطأ ، على أن كثيراً من العلماء المسلمين السابقين قد فهموا من هذه النصوص الدينية مفاهيم تتفق مع النتيجة العلمية التي انتهت إلهيا وسائل الاستدلال العقلي والإدراك الحسي .
والواقع في كل الأحوال هو الحَكَم على كل وسائل الاستدلال .
( 5 )
بعد أن أوضحت لنا الخطوط الكلية العامة للمنهج العلمي الإسلامي ، ظهر لنا تماماً زيف ادعاءات الناقد (د. العظم) إذ صور المنهج الإسلامي كما يشتهي أن يصوره للناس ، لتنفيرهم من الإسلام ، وأخذ يغالط في الأمور بناءً على ادعاءاته الكاذبة ، ثم أخذ يصدر بناء على مغالطاته وأكاذيبه أحكاماً تقريرية من عند نفسه يتهم بها الإسلام ومنهجه للوصول إلى المعرفة .
وما أعتقد أنه يجهل هذه الحقائق كلها أو بعضها عن الإسلام ومنهجه العلمي ، ولكن المبطلين كثيراً ما يعرفون الحق إلا أنهم يراوغون عنه ، ويحاولون طمس وجهه المشرق الجميل ، لأنه يخالف أهواءهم ولا يحقق لهم ما يشتهون ، وهذه هي علتهم النفسية .
أما الشاكون الباحثون عن الحقيقة بإخلاص فإنهم لا يغالطون ولا يكذبون ولا يتلاعبون بالحقائق، ومتى وصلوا إلى إدراك الحقيقة بأنفسهم ، أو عُرِّفوا بها عن طريق المناظرة ، فإنهم يستمسكون بها كما لو ظفروا بكنز عظيم ، ويسهل عليهم الاعتراف والتراجع عن آرائهم السابقة التي كانوا يتصورونها حقاً أو أموراً مرجحة ، لأن معرفة الحق هو الأمر العظيم الذي ينشدونه ويبحثون عنه بإخلاص , ولا يبحثون عن مجرد مبررات يصنعونها بأنفسهم ، لتدعيم ما تميل إليه أهواؤهم وشهواتهم ، ومصالحهم السياسية أو الحزبية ، بخلاف المبطلين في كل ذلك ، لا سيما الملاحدة ذوو الأهداف الحزبية السياسية .
لما زعم الناقد (د. العظم) أن المنهج الذي اعتمده الإسلام للوصول إل المعارف والعلوم والقناعات عن الكون وتركيبه وطبيعته ، وعن تاريخ الإنسان وأصله وحياته خلال العصور هو الرجوع فقط إلى نصوص دينية معينة تعتبر مقدسة أو منزلة ، ورتب فريته كما اشتهى ، وخالف فيما ادعاه حقيقة المنهج الإسلامي الذي وضحت لنا خطوطه الكلية العامة ، وأدخل في كلامه مغالطات مكشوفة ، أورد تعليقة التالي فقال في الصفحة (23) من كتابه:
"إن الروح العلمية بعيدة كل البعد عن هذا المنطق ، وهذه النظرة الدينية".
إن أي ناظر في أصول المنهج الإسلامي الذي عرضنا خطوطه الكلية العامة يكتشف بنفسه افتراءات الناقد (د. العظم) وأكاذيبه ومغالطاته ،ويرى أنها مرفوضة من أساسها .
إن ما أوضحناه من منهج الإسلام في هذا المجال يقنع – بحمد الله – كل ناظر ، ويسكت بالحق كل مناظر ، ونضيف هنا شواهد من النصوص القرآنية، تدل على مبلغ الدفع الإسلامي للبحث عن حقائق الكون وحقائق الإنسان ، عن طريق النظر في الكون نفسه ، وفي الإنسان نفسه ، وهذا النظر إنما يتم بوسائل البحث الإنساني ، وهي وسائل الإدراك الحسي ، ووسائل الاستدلال العقلي .
فمن هذه الشواهد القرآنية ما يلي:
( أ ) قول الله تعالى في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ…}.
ففي هذا النص القرآني دعوة آمرة للبحث العملي في السماوات والأرض عن طريق النظر ، لا عن طريق تفسير النصوص .
(ب) وقول الله تعالى في سورة (الذرايات/51 مصحف/67 نزول):
{وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}.
في هذا النص دعوة إلى البحث العلمي في الأرض وفي النفس الإنسانية للتعرف على آيات الله فيهما ، وهذا البحث العلمي لا بد أن يعتمد على وسائل الإدراك الحسي والاستدلال العقلي .
( ج ) وقول الله تعالى في سورة (العنكبوت/29 مصحف/85 نزول):
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِيءُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ففي هذا النص دعوة للنظر في ظاهرة التكوين عن طريق البحث العلمي ، الذي يعتمد الوسائل الحسية والوسائل العقلية ، لا على مجرد تفسير النصوص وفهم دلالاتها ، كما زعم الناقد (د. العظم) في ادعاءاته وافتراءاته ومغالطاته .
وقد اندفع المسلمون فعلاً يطبقون منهج النظر العلمي في أنفسهم وفي الكون من حولهم ، للوصول إلى معرفة حقائق الأمور ، عن الكون والإنسان والحياة ، وسر المبدأ ومفاهيم النشأة ، وهذا البحث هداهم إلى تطبيق المنهج التجريبي ، في العلوم التي تخضع موضوعاتها للملاحظة والتجربة ، الأمر الذي دفع العالم الأوروبي المشهور (جب) إلى أن يقول في كتابه "الاتجاهت الحديثة في الإسلام"[26]:
"أعتقد من المتفق عليه أن الملاحظة التفصيلية الدقيقة التي قام بها الباحثون المسلمون قد ساعدت على تقدم المعرفة العلمية مساعدة مادية ملموسة ، وأنه عن طريق هذه الملاحظات وصل المنهج التجريبي إلى أوروبا في العصور الوسطى".
فهل بعد هذا تبقى أية قيمة لافتراءات الناقد (د. العظم) ؟
إن أي ناظر منصف يعرف هذه الحقيقة عن الإسلام لا يمكن أن يلتفت إلى افتراءاته وافتراءات أمثاله ، أو يتأثر بها ، ولا بد أن يعلم أن من الهراء الذي ليس له قيمة فكرية قوله في الصفحة (23) من كتابه:
"أما الدين فبطبيعة عقائده المحددة ثابت ساكن يعيش في الحقائق الأزلية ، وينظر إلى الوراء ليستلهم مهده".
يقصد بهذا الكلام أن الدين لا يسمح بالبحث والاكتشاف ، وإنما يفرض على المسلمين أن يقفوا في معارفهم عند حدود النصوص الدينية وتفسيراتها ، دون أن ينظروا في الكون ويبحثوا فيه بوسائلهم الإنسانية الحسية والعقلية .
إن مثل هذا الافتراء لا يدخل إلى على الجاهلين بالإسلام ، والأغرار المضللين ، أما من قرأ شيئاً عن الإسلام مما كتبه كتاب مسلمون ، أو من المصادر الإسلامية المعتمدة فإنه يستطيع بسرعة أن يكشف زيف هذا الكلام وما فيه من أباطيل .
( 6 )
يقول الناقد (د. العظم) في الصفحة (24) من كتابه:
"هناك تشابه بين الدين والعلم في أن كليهما يحاول أن يفسر الأحداث ، وأن يحدد الأسباب .إن الدين بديل خيالي عن العلم ، ولكن تنشأ المشكلة عندما يدعي الدين لنفسه ولمعتقداته نوعاً من الصدق لا يمكن لأي بديل خيالي أن يتصف به".
إن أي ناظر في هذا الكلام (العظمي) لا يرى فيه أي شيء من النقد العلمي ، وما زعمه دليلاً فيما كتبه حول هذا الموضوع سبق أن كشفنا زيفه .
إذا كان يريد نقداً علمياً صيحاً فما باله يعطي من عنده تقريراً يلقيه جزافاً من غير أي دليل صحيح ، ويتهم فيه الدين بأنه بديل خيالي عن العلم؟
باستطاعة أي جاهل أن يقدم تقريراً لأتباعه من العميان يقول لهم فيه : إن الشمس التي يزعمها المبصرون ليست سوى بديل خيالي عن الشعلات البترولية التي يوقدها الذين اكتشفوا البترول واستخرجوه من أعماق الأرض .
ليس هذا في الحقيقة سوى شتائم باستطاعة أي إنسان محروم من الأخلاق العلمية أن يكيلها ، فيسمي الحق باطلاً دون أن يقدم أي برهان ، ويتهم الجميل بالقبح ، ويصم العالم بالجهل ، ويجعل الفضيلة رذيلة ، وهكذا بلا ضابط فكري ولا ضابط أخلاقي ، ولسنا نريد أن تكون معركتنا مع الملاحدة معركة شتائم ، فلنقتسم معهم خطتي رشد وسفاهة ، فنأخذ نحن خطة الرشد ، ويأخذون هم خطة السفاهة . وخطة الرشد لا بد أن تنتصر في آخر الأمر على خطة السفاهة ، لأن للحق قوة وسلطاناً على العقول ، ولأن للرشد قوة وسلطاناً على القلوب . وخطة السفاهة ترغي وتزبد ولا حق يدعمها ، ولا فضيلة تزينها ، أو إلى القلوب تقرِّبها .
إنه لأمر طبيعي في الملاحدة – بعد أن جحدوا وجود الله تبارك وتعالى وهو مصدر الدين والمنزل لتعاليمه- أن يعتبروا ما جاء في الدين من أخبار صادقة أموراً خيالية ، وأن يتهموا الدين بأنه بديل خيالي عن العلم ، لكن البراهين العلمية نفسها تلزمهم بالإيمان بالله لو كانوا مخلصين حقيقة للعلم ، إنهم يهربون من الدين إلى التذرع بالعلم ، وحينما تردهم البراهين العلمية إلى الدين يراوغون ويخادعون ، فيترددون في منطقة مظلمة لا تشرق عليها أنوار الدين ولا تشرق عليها أنوار العلم ، ويعصبون أعينهم عن الحقيقة وينادون بالإنكار ، والإنكار موقف سلبي تجاه الحقيقة ، لا يكلف صاحبه أكثر من كلمة : لا أعترف ، أو أنكر ، أو أجحد ، أو هذا غير صحيح ، أو العلم لا يقبله ، أو العقل لا يقبله ، أو نحو ذلك ، وكلما جئته بدليل عقلي أو علمي قال : لا أسلم ، أو هذا دليل غير كافٍ ، أو لم يعطني قناعة كافية .
ولكن إذا لم يكلفه الإنكار غير مثل هذه الأقوال عند المناظرة فسيكلفه الكثير الكثير عند الجزاء العادل ، وسيكلفه خسارة سعادته الأبدية ، وحمل ثقل الشقاء الخالد مع العذاب الأليم ، دون أن يحقق لنفسه أي كسب في الحياة الدنيا من موقفه السلبي الإنكاري .
وإن أقول له ما قال الله في سورة (الزمر/39 مصحف/59 نزول):
{قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ * لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ }.
لقد كان من الأهون عليه يوم الجزاء لو آمن وعصى ، وعرَّض نفسه لعقاب العصيان فقط ، وحَمَى نفسه من عقاب الكفر الذي لا نهاية له ، هذا إذا كان الدافع له إلى سبيل الكفر رغبته بالفجور ، والانطلاق في تلبية أهوائه وشهواته . أما إذا كان العناد والكبر هما الدافع له إلى الإلحاد والكفر فهذا شيء آخر لا دواء له إلا التنازل عن الكبر والعناد ، أو ليتحمل نتيجة كبره وعناده .
وحين قال (د. العظم): "إن الدين بديل خيالي عن العلم ، ولكن تنشأ المشكلة عندما يدَّعي الدين لنفسه ولمعتقداته نوعاً من الصدق لا يمن لأي بديل خيالي أن يتصف به".
فقد اعترف ضمناً بأنه لا يمكن لأي بديل خيالي أن يظفر بالثقة التي يظفر بها الدين ، بما في ذلك الآراء الإلحادية التي يجهد الملحدون بزخرفتها وتزيينها ، ومد الأصبغة والطلاءات عليها .
والسر في ذلك أن الدين حق ، ولا يستطيع الباطل أن يظفر بما يظفر به الحق .
وأما كون الدين يدعي لنفسه ولمعتقداته الصدق فهذه قضية خاضعة للقياس البرهاني ، إذا كانت المعارف الديِّنة مما تستطيع الوسائل الإنسانية الحسية أو الاستدلالية أو العقلية المجردة التوصل إليها . وهنا نجد التلاقي التام بين الثابت من العلم والثابت من الدين . أما غير الثابت من هذا أو ذاك فليس صالحاً من أساسه لأن يقف موقف اليقين والمعارضة ، بل هو احتمال قد يكون راجحاً وقد يكون غير راجح .
وحينما يخبر الدين بأخبار صحيحة ثابتة يقينية عن أمور غيبية لا تستطيع الوسائل الإنسانية التوصل إليها بإثبات أو نفي ، فهي أخبار ليس من حق العلم الإنساني أن ينفيها ، ولكن لما ثبت أن الدين من عند الله ،وثبت ببرهان المعجزات صدق الرسول ، ورأينا صدق الأخبار الدينية الثابتة في كل الأمور التي استطاع العلم بوسائله الإنسانية التوصل إليها ، كان كل ذلك شهادة بأن الأخبار الأخرى عن أمور الغيب وحق وصدق ، ويجب الإيمان والتسليم بها .
ويتابع الناقد (د. العظم) بإصرار دعائي كاذب ، فيقول:
"إن محاولة طمس معالم النزاع بين الدين والعلم ليست إلا محاولة يائسة للدفاع عن الدين ، يلجأ إليها كلما اضطر الدين أن يتنازل عن موقع من مواقعه التقليدية ، أو كلما اضطر لأن ينسحب من مركز كان يشغله في السابق".
ما هذا الكذب العظيم الذي لجأ إليه في هذا الافتراء؟! ألا أخبرنا عن قضية واحدة مما تنازل عنه الدين للعلم؟ وما هي المواقع التي تنازل عنها الدين وانسحب منها أو تراجع فيها؟
هل تراجع الإسلام عن عقيدة من عقائده .
هل تراجع الإسلام عن حقيقة ثابتة بنص يقين؟
إذا كان يريد تصحيح اجتهادات بعض المجتهدين من المسلمين فليست هذه الاجتهادات جزءاً من نصوص الدين ، حتى يعتبر الدين مسؤولاً عنها ، وحتى يعتبر تصحيحها تراجعاً في الدين . إن الخلافات في فهم النصوص الإسلامية ما زالت ولن تزال قوة حركة علمية بين علماء المسلمين .
فدعواه التراجع وتصويره له بالصورة التي راقت له قضية مفتراة لا أساس لها من الصحة ، وليأتنا بواحدة منها حتى نناقشه فيها .
إنه لن يستطيع إلا بالمغالطة والتضليل ، بيد أن التراجع مشاهد في النظريات العلمية لصالح الدين ، وسنعقد لهذا بحثاً منفصلاً.
( 7 )
بإصرار مستميت حاول النقد (د. العظم) إثبات ما ادعاه من وجود التناقض بين الدين والعلم ، رغبةً بدعم الإلحاد التي يبشر بها في الوطن العربي ، خدمة للمنظمة الإلحادية العالمية ، ومن ورائها اليهودية العالمية ذات المصالح الخاصة التي تتحقق لها متى انتشر الإلحاد في الأرض وعمَّ الفساد في الشعوب .
ولذلك فهو يصطنع أسساً وهمية لما يريد أن يثبته ، ثم يبني عليها أبنية خيالية لا وجود لها إلا في رؤوس أصحابها ، أو في رؤوس الذين ينخدعون بأقوالهم ، ويسلمون بها دون محاكمة علمية منطقية رصينة .
قال في الصفحة (27) من كتابه:
"فهل من عجب إذن أن نسمع نيتشه يعلن في القرن الماضي أن الله قد مات؟ وهل باستطاعتنا أن ننكر أن الإله الذي مات في أوروبا بدأ يحتضر في كل مكان تحت تأثير المعرفة العلمية ،والتقدم الصناعي والمناهج العقلية في تقصي المعرفة ، والاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد؟….".
ثم قال في الصفحة (28):
"إن قولنا باحتضار الله في المجتمعات المتخلفة يشكل تمثيلاً رمزياً لحالة الثوران والفوران ، وفقدان الجذور التي تعانيها هذه المجتمعات ، في محاولاتها الوصول إلى التعايش المرحلي بين الأفكار العلمية الجديدة وتطبيقاتها العملية ،وبين تراثها الديني السحيق ، دون أن تتنازل كلياً ومرة واحدة عما في ماضيها من قيم غيبية".
يا عجباً ، وأية علاقة للتقدم الصناعي بموضوع إثبات الله أو نفيه؟ وأية علاقة أيضاً للاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد بهذا الموضوع نفسه؟
لكنه صاحب مذهب معين أعماه التعصب لمذهبه ، فصار يحشر كل العبارات التي يرددها رفاقه في كل مكان ، ولو لم يكن لها أدنى علاقة بالموضوع ، حتى لو رأى العالم الطبيب الجراح في غرفة العمليات يجري عملية خطيرة في القلب لقال له : ما هذه العملية الرجعية ؟ إن الاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد تتطلب الرجوع قبل إجراء العملية إلى مفاهيم الحزب الثوري الذي بنى على المعرفة العملية والمناهج الثورية في تقصي المعرفة . ولو رأى الأم ترضع ولدها وتحنو عليه وكان هو لا يرغب بذلك لأطلق العبارات نفسها ، فقال لها : ما هذا التخلف؟ إن الاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد المبنية على المعرفة العلمية والمناهج الثورية في تقصي المعرفة تتناقض مع هذه العملية الرجعية السحيقة في القدم تناقضاً كليا ، فعملية إرضاع الأمهات أطفالهن تطبيق مناقض للعلم والاتجاهات الثورية ، وهي قائمة على تصور باطل للكون والحياة والإنسان ، لا سيما نظرية التطور ، والثورة الفرنسية ، والحقائق العلمية التي اشتمل عليها كتاب "أصل الأنواع" لداروين ، وكتاب "رأس المال" لكارل ماركس.
فهو كلما رأى شيئاً يخالف مذهبه الباطل أو يخالف هواه جاء بهذه العبارات نفسها فرددها دون وعي لمضمونها ، ودون ملاحظة أية مناسبة بينها وبين الموضوع الذي يستعملها فيه.
وقد ذكرني هذا بقصة الثري الغبي وبائع الببغاء ، قالوا : مرَّ ثريٌ غبي على بائع الطيور النادرة فوجده يعرض للبيع ببغاء تتكلم كل شيء ، حتى إنها تتكلم بمختلف اللغات ، فتعلقت نفس الثري الغبي بشرائها ، ولكنه أراد أن يستوثق من البائع عن صحة دعواه ، فقال له البائع الخبيث سل الببغاء فإنها تجيبك . فقال الثري لها : يا ببغاء أحقاً أنك تتكمين كل اللغات؟ فأجابته الببغاء: وهل أنت في شك من ذلك؟ فقال لها : فهل تتكلمين الفرنسية فقالت له : وهل أنت في شك من ذلك؟ فقال لها : والإنكليزية؟ فقالت له: وهل أنت في شك من ذلك؟ فانخدع بالأمر فاشتراها بثمن عظيم إذ استغل البائع الخبيث غفلته . ولما انصرف إلى بيته دعا أقرانه من الوجهاء والأعيان ليطلعهم على تحفته الجديدة ، وأخرجها إليهم وقال لهم : كلموها تجبكم بكل شيء ، فجعلوا يكلمونها فلا تجيب إلا بقولها : وهل أنت في شك من ذلك؟ عندئذٍ قال لها الثري : لقد كنتُ غبياً جداً بل حماراً إذ اشتريتك أليس كذلك؟ فقالت له: وهل أنت في شك من ذلك؟
وهذا هو الجواب الوحيد الذي صدقت به ، وما كان لها أن تصدق بغيره ، لأن بائعها لم يُعلمها غير هذه العبارة .
وكم نشاهد في الحزبين المتعصبين ببغاوات ، لا يفقهون إلا عبارات محفوظة يرددونها بمناسبة وبغير مناسبة ، حتى ولو كان أحدهم من الطلائع المثقفة التي تحمل شهادات كبيرة ، فالتعصب الحزبي المذهبي أخطر عمىً فكري تصاب به المجتمعات الإنسانية .
لذلك فلا عجب أن نجد من نحن في صدده متهافتاً في كلامه ، متخبطاً في أفكاره ، يلبس بنطاله من يديه ، ويلبس معطفه من رجليه ، ويجري التبادل المضحك بين ألبسة الرؤوس والأقدام .
ومن تمويهاته التي أراد أن يجعل منها مشكلة خاصة من مشكلات النزاع بين الدين والعلم قوله في الصفحة (29) من كتابه:
"بعد أن عالجنا بشيء من التفصيل مشكلة الثقافة العلمية والاعتقاد الديني ، على مستوى النزاع بين الدين والعلم ننتقل الآن إلى معالجة الموضوع على صعيد ما أسميناه بالمشكلة الخاصة . والسؤال الذي سيدور بحثنا حوله يتلخص بما يلي: كيف يكون موقف الإنسان الذي تعرض للثقافة العلمية ، وتأثر بها تأثراً جذرياً من المعتقدات الدينية التقليدية والمؤسسات التي تتجسد فيها؟ أيستطيع هذا الإنسان أن يستمر في الاعتقاد بآدم وحواء ، وبالجحيم والنعيم ، وبأن موسى شق البحر الأحمر وحوّل عصاه حيَّة تسعى؟ كيف يكون موقف الإنسان الذي نشأ نشأة دينية وتقبلها جملة وتفصيلاً من النظرة العلمية الطبيعية للحياة والكون والإنسان؟ من العسير أن نجد بيننا شخصاً يتمتع بشيء من الحس المرهف وبقسط ولو متواضع من الذكاء والثقافة العلمية لم يعانِ التوتر الذي تنطوي عليه هذه الأسئلة ، والقلق الذي تثيره في إحدى مراحل حياته ونموِّه".
أكل المشكلة الخاصة التي زعم سيادة الناقد أنها تحدث القلق والتوتر هي أن يعتقد المثقف العصري بآدم وحواء ، وبالجحيم والنعيم ، أي بقانون الجزاء الرباني ، وبالمعجزات التي يجريها الله على أيدي رسله ليشهد لهم بصدقهم فيما يبلغون عنه؟
ما هو مدى تأثير هذه العقائد على أي تقدم في الصناعة أو في الفيزياء ، أو في الكيمياء أو في الطب والزراعة ، أو في الفلك والرياضيات أو في التكنولوجيا أو في أي مجال نافع من مجالات الحياة؟
هل إنكار آدم وحواء يمثل قاعدة الارتقاء في المعرفة ، فمن آمن بهما توقف ومن أنكرهما وارتقى؟
هل تنحل مشكلة القلق والتوتر إذا هو آمن بجدٍّ من القرود بدل آدم ، وبجدة قردة بدل حواء؟
هل الإيمان بالآخرة وقانون الجزاء الرباني لالتزام فعل الخير وترك الشر يعتبر معوقاً من معوقات التقدم العلمي والصناعي؟ وهل الكفر بهما يعطي شحنة دافعة للتقدم العلمي والصناعي ؟
ما هذا الكلام الهراء الذي لا يقوله ولا يقبله إلا السخفاء؟
أيها الملحدون ارفعوا عن قرون الجهل الفاضح والحماقة السخيفة الحجرية أقنعة العلمانية ، إن العلم الصحيح الثابت لا يخدم قضيتكم الباطلة ، إن العلم الصحيح بعيد عن دعوتكم ومذهبكم كبعدكم عن الله الذي تجحدونه ، وعن آياته وبياناته التي تنكرونها ، وعن أخباره التي تسخرون منها .
إن ما زعمه الناقد (د. العظم) فيما أسماه بالمشكلة الخاصة التي تحدث في نفس المثقف ثقافة علمية توتراً وقلقاً ، حينما يحاول التوفيق بين عقائده الدينية ومعارفه العلمية يشبه مشكلة المدينة التي داهمت الجيوش الغازية أسوارها ، وأهلها لا يخرجون للدفاع وصد الغزاة ؛ لأنهم يعانون توتراً فكرياً وقلقاً خطيراً حول السؤال التالي : هل وجود الدجاجة كان سابقاً لوجود البيضة؟ أم وجود البيضة كان سابقاً لوجود الدجاجة؟
الحقيقة أن الملحدين هم الذين يعانون من القلق والتوتر ، ويقعون تحت وطأة التناقض بين الحقيقة وبين ما اختاروا لأنفسهم من مذهب باطل من جهة ، وبين العناد والخوف من المصير من جهة أخرى ، وهذا يظهر في حالات العنف الذي يبدو في تصرفاتهم ، والاضطراب الشديد الذي تعاني نفوسهم منه ، لأن عقولهم الباطنة وجذور ضمائهم لا تستطيع أن تنكر الحقيقة ، بينما لا تستطيع نفوسهم المجرمة وشهواتهم العارمة أن تسلِّم بها ، فهم بذلك يقعون في حالات الصراع الداخلي العنيف ، الذي لا يحلُّه إلا العناد والإمعان في الجريمة ، وتجاهل المصير الخطير المؤلم الذي يقذفون بأنفسهم إليه ، ويبدو بعد ذلك صفرة كالحة في وجوههم ، وحقداً على الناس في معاملاته ، ووحشية عجيبة حين يظفرون .
أما المؤمنون فهم – على العكس من كل ذلك- يظلون مطمئنين في كل أحوالهم ، ولا يوجد في داخلهم تناقض بين الحقيقة وما يعتقدون ، ويشعرون دائماً بالأمن تجاه مصيرهم ، لأن الله قد ضمن لهم الجنة بإيمانهم ، وحينما يقلقون بعض القلق من المعاصي التي قد يفعلونها تأتي مفاهيم التوبة ورجاء الغفران فتمسح عن نفوسهم القلق ، وتعيد لها طمأنينتها ثقة برحمة الله وعفوه ، ومشاعرهم نحو الناس تتدفق بالمحبة والرحمة وإرادة الخير والهداية للناس كل الناس . وحينما يجدون خلافاً بين ما يقوله واضعو النظريات العلمية وما يقوله المجتهدون في فهم النصوص الدينية فإنهم يقولون : إن الحقيقة واحدة ، لا تتعدد ، والدين لا يلزمنا باعتقاد غير الحقيقة . فلا بد أن يكون الخطأ فيما سمي نظرية علمية ونسب إلى الحقيقة العلمية نسبة غير صحيحة ، أو فيما نسب إلى الدين وهو في الواقع اجتهاد خاطئ في فهم النصوص ، أما ما هو يقيني في الدين وما هو يقيني في العلم فإنه لا يوجد فيه خلاف مطلقاً ، ومعظم الأمور الطبيعية الكونية سكت عنها الدين ، لأن البحث الإنساني سيصل إليها بنفسه ، وكثير من الأمور الغيبية الكبرى لا يستطيع البحث العلمي أن يصل إليها بنفسه ، أو أن يحدد صفاتها وخصائصها ، لذلك فهو يعتمد فيها على الدين ولا يستطيع أن يحكم عليها بإثبات أو نفي .
وحينما يتجاوز العلم الإنساني حدوده ، ويحاول أن يصدر أحكاماً بإثبات أشياء أو نفيها لا تملك وسائله إثباتها أو نفيها ، فإن المؤمنين بالدين يقولون للبحث العلمي : قف ولا تتعد حدودك . لذلك فحينما يأتي باحث إنساني فيحكم على تاريخ الإنسان حكماً يغلي فيه آدم وحواء وقصتهما في نشأة هذه السلالة البشرية فإن المؤمنين بالدين يقولون له: لقد تجاوزت حدود وسائلك التي تكسبك المعارف الصحيحة ، ووقعت في التخيلات الذهنية التي ليس باستطاعتها أن تقدم حقائق علمية .
لست أدري ما هي الحقائق العلمية الثابتة القائمة على أدلة يقينية والتي تستطيع أن تلغي فكرة آدم وحواء وقصتهما الواردة في النصوص الدينية؟ أما الافتراضات والتخيلات والاحتمالات الذهنية فليس من شأنها أن تثبت حقائق علمية ، ما دام يوجد ما يناظرها ويكافئها في عالم الافتراضات والتخيلات والاحتمالات الذهنية .
الواقع أنه لا توجد حقائق علمية تنفي آدم وحواء وقصتهما ، أما الداروينية فإنها فرضية لا تمثل الحقيقة من جهة ، ولا تملك أدلة إثبات صحيحة ، ولا تستطيع أن تنقض خبراً دينياً ، أو تقوى على ما يفهم من ظاهره حتى نلجأ إلى تأويله بما يتفق مع الحقيقة العلمية ، لذلك فإن المؤمنين بالدين لا يعانون تناقضاً في هذه المسألة بين عقيدتهم الدينية ومفاهيمهم العلمي ، إنهم يقولون للعم : تابع بحثك حتى تصل إلى اليقين العلمي ، الذي لا يرتبط بتقدم في المعرفة أو في الصناعة ، أو في الاختراع والإبداع ، أو في الحضارة وسعادة الإنسان ، وليس من شأن الخلاف العلمي فيها أن يحدث قلقاً وتوتراً ، حتى يعطيه سيادة الناقد كل هذه الأهمية .
ولكن كيف يجد الملاحدة مشكلات يهزون بها واقع الصدقة المتينة بين الإسلام والعلم؟ إنهم إذا لم يجدوها في الواقع فلا بد أن يصطنعوها بالتزوير والكذب ، وبإيجاد النظريات التي ينسبونها إلى العلم ، والعلم منها بريء ، ويسخِّرون لترويجها عناصر كثيرة يشترونها بوسائلهم المختلفة .
وأما اعتقاد المؤمنين بالجحيم والنعيم فهو موضوع يتصل الإيمان باليوم الآخر ، وقد شرحنا هذا الموضوع سابقاً شرحاً كشفنا فيه زيف جحود الملحدين ، وأوضحنا فيه أن الملحدين لا يملكون أي دليل عقلي أو علمي يستطيعون أن ينفوا به الحياة الأخرى وما فيها من جزاء ، بيد أن المؤمنين هم الذين يملكون الأدلة لما يؤمنون به .
فلا نزاع بين العلم والدين ، ولكن النزاع بين الإيمان العلمي وبين الكفر الجاهل المخادع الذي يلبس أثواب العلم زوراً وبهتاناً .
وأما معجزات الرسل فقضية تتصل بقدرة الله الخالق القادر على تغيير ما يشاء من أنظمة كونه ، لإثبات قضية الإيمان لعباده وتصديق رسله فيما يبلغون عنه ، وهذه قضية لا تتعارض مع العقل ولا مع العلم الصحيح .
( 8 )
يتابع الناقد (العظم) إصراره المستميت على ادعاء وجود التناقض بين الإسلام والعلم ، فنجده يعرض أقوال بعض الباحثين المسلمين الذين يوضحون أنه لا نزاع ولا تناقض بينهما ، ثم يعلق عليها بأنها توفيقات خطابية ، أي : لا تعتمد على أدلة علمية ، بينما لا يأتي هو بأي دليل علمي أو منطقي يثبت فيه ادعاءاته الباطلة ، ويكتفي بالخطابيات والتقريرات ، والأكاذيب والمغالطات .
إنه حينما أراد التعليق على كلام جيد للدكتور الشهيد صبحي الصالح لم يجد إلا دليلاً سفسطياً أضعف من الدليل الخطابي بكثير .
يقول في الصفحة (34) من كتابه تعقيباً على ما قاله الدكتور الشيخ صبحي الصالح:
"إذا صح قول الدكتور الصالح بأن الباحث يجد في الإسلام ما يريح قلبه وأعصابه ، ويرضي فكره وفلسفته ، حول الإنسان وطبيعة الحياة وحرية الإرادة ضمن المشيئة الإلهية ، تكون المشكلة قد انحلت أصلاً وسلفاً ، ولا داعي لكل هذا الضجيج حول انسجام الإسلام مع العلم الحديث ، وكل هذا الهجوم على الإلحاد والملحدين ، وكل هذا الاهتمام والجدل والنقاش حول مشاكل الشباب المسلم ، أمام تحديات الحياة العصرية والقرن العشرين".
لا يخفى على أي ناظر ما في هذا الكلام من سفسطة واضحة ، ومغالطة مكشوفة .
إن الضجيج يأتي من غوغائية الملحدين ، الذين يحاولون أن يقيموا الحرب بين الإسلام والعلم ، ليفتنوا الشاب المسلم عن دينهم ولا يأتي من قبل الباحثين الإسلاميين ضد العلم الصحيح ، ولئن وجد شيء من الضجيج من قبل بعض المسلمين فهو ضد النظريات المدسوسة على العلم ، وهي تخالف العقائد والمفاهيم الإسلامية ، على أن هذه النظريات لا يتحمل العلم اليقيني وزرها .
ومن هنا تأتي سفسطة (العظم) فبينما يكون البحث في دائرة التحليل للحقائق على مستوى النظرة المجردة ، البعيدة عن الحدود الضيقة لآراء الناس ، إذا به يستدل بآراء الناس المختلفة ، لإثبات ما ادعاه حول طريقين من طرق المعرفة ، ومغالطته هنا تقوم على أساس التعميم العجيب بين الدين ومفاهيم المجتهدين على اختلافهم وجماهير المتدينين من جهة ، ويجعل كل أولئك حزباً متكافلاً متضامناً ، وبين العلم اليقيني والنظريات والفرضيات المنسوبة إلى العلم بغير حق ، وجماهير الماديين والملاحدة من جهة أخرى ، ويجعل كل هذه حزباً متكافلاً متضامناً .
والنتيجة التي يريد أن يستنتجها بهذه السفسطة هي ما يلي:
إذا حصل خلاف بين جزء من الحزب الأول ، وجزء من الحزب الثاني فمعنى ذلك أن كل الحزب الأول مناقض للحزب الثاني .
فهل يقبل هذا الكلام الهراء من لديه مُسكة من عقل سوي؟
إنه رفض الكلام الذي سماه كلاماً خطابياً وقدَّم في استدلاله هذه المغالطة المكشوفة ، والسفسطة السخيفة .
مع أن حقائق العلم هي التي تقارن بها حقائق الإسلام ، ولا تقارن حقائق الإسلام بالنظريات والفرضيات ومذاهب الماديين غير الثابتة ، وأهواء الملاحدة الذين يحاولون أن يتخذوا من العلم دريئة لهم ، فلا يقدم لهم غير فرضيات احتمالية لا دليل عليها . هذه ليست بعلم وإن سماها أصحابها علماً ، وحينما يوجد بينها وبين حقائق الدين تناقض فهو تناقض يشرف الدين ويرفع من قيمته ، ويجعله مزيجاً من حقائق وظنون وأوهام.
وفي مقابل كل هذا فإن حقائق الإسلام هي التي تقارن بها حقائق العلم ، ولا تقارن حقائق العلم بظنون المجتهدين ، أو بأغلاط المخرفين ، على أنها من جوهر الدين ، ولا تقارن أيضاً بأهواء أصحاب الضلالات الذين ينتسبون إلى الدين ، ويحاولون أن يتخذوا منه دريئة لهم ، ليحموا أنفسهم ومصالحهم ويبرروا ضلالاتهم .
إن قضية البحث العلمي ليست بمثل السهولة التي أراد أن يصورها (د. العظم) بها ، فيتخذ من التعميم الفاسد أحكاماً وهمية باطلة ، إن البحث العلمي يحتاج إلى تحليل عناصر الموضوع المطروح للبحث ، وبعد تحليل العناصر يحكم على كل جزء مهما صغر بالحكم الملائم له.
إن العلم لا يحمل أباطيل الملحدين ولا يُعتبر مسؤولاً عنها ، ولا يحمل ظنون المخطئين ولا يُعتبر مسؤولاً عنها . وكذلك الدين فإنه لا يحمل أباطيل المخرِّفين ، ولا يعتبر مسؤولاً عنها ، ولا يحمل أخطاء المجتهدين ولا يعتبر مسؤولاً عنها .
فحينما يقام جدل بين جبهة المتدينين وجبهة غير المتدينين فإنه لا يمثل جدلاً ونزاعاً بين الدين والعلم ، وإنما يمثل جدلاً ونزاعاً بين منتسب إلى العلم بالباطل وبين منتسب إلى الدين بغير حق ، أو بين منتسب إلى العلم بالباطل وبين الدين الحق ، أو بين منتسب إلى الدين بغير الحق وبين العلم الحق . أما الدين الحق والعلم الحق فلا نزاع بينهما ولا جدال في الحقيقة .
وباستطاعتنا أن نؤيد هذا المنهج التحليلي المفصل بالأدلة والبراهين القاطعة .
أما من يلجأ إلى التعميمات السوفسطائية بقصد التضليل والمغالطة ، فإننا نلجمه بلجام المنطق السديد ، ونقول له : عد إلى رشد المعرفة ، وإياك ومراوغة المضلين .
وباستطاعنا أن نقرر القانون التالي:
1- كل حقيقة من حقائق العلم الثابتة لا يمكن أن تناقض أية حقيقة من الحقائق الثابتة في الدين الصحيح .
2- كل حقيقة من حقائق الدين الحق لا يمكن أن تناقض أية حقيقة من الحقائق الثابتة في العلم الصحيح .
3- ما يبدو من تناقص بين ما ينسب إلى الدين وما ينسب إلى العلم ، فإنه لا يخلو إما أن ما نسب إلى العلم أمر باطل أو ما نسب إلى الدين أمر باطل أو فهم خاطئ ،أو كلٌّ مما نسب إليهما فاسد النسبة غير صحيح ، وفي هذه الأحوال يجب متابعة البحث لتصحيح الخطأ فيما نسب إلى العلم أو فيما نسب إلى الدين .
هذه هي قواعد الإيمان ، وهذه هي مناهج المؤمنين ، أما الملحد فإنه يريد أن يبحث الأمور على المستوى الذي لا تضبطه قاعة عقلية أو علمية ، مستوى المغالطات والأكاذيب والافتراءات . على هذا المستوى يسير في جدلياته ومناقشاته ، ويتصور أنه بحيله وألاعيبه يستطيع أن يخدع الطلائع المثقفة من أبناء المسلمين ، هذا هو وضعه في كل مناقشاته وجدلياته وتقريراته ، في الوقت الذي يطالب فيه الباحثين من المسلمين بالتزام قواعد (ديكارت) في منهج البحث السليم!!
أين التزام قواعد ديكارت في جدلياته ومناقشاته؟! بل في أي مقطع من كلامه نجد هذا الالتزام ؟!
إنها لمفارقة عجيبة ، بل إنها لوقاحة عجيبة!! وهذه الوقاحة سمة كل المبطلين المصرين على باطلهم ولو عرفوا أنه باطل .
يقول في الصفحة (35) وما بعدها ما يلي:
"واضح أن كلام المُوفِّقِين الخطابيين يبقى دوماً (عن سابق إصرار) على مستوى التعميمات الفضفاضة التي لا تزعج أحداً ولا تحرج مواقف إنسان ، إذ هل يعقل أن يكون أحد ضد (الحق) و(العلم) و(المعرفة)؟. إنه منطق المجاملات وجبر الخواطر الذي يرضي جميع الأطراف ولا يزعج أحداً ، لذلك يبتعد هؤلاء الموفِّقُون عن بحث أية مشكلة ذات طابع محدد قد تضطرهم إلى الخروج من مجال المفاخرة بمزايا الدين الإسلامي وحسناته العملية للدخول في مجال التحليل الدقيق للمشكلة المطروحة .
"في الواقع يفتقر كلامهم حتى لأكثر أدوات التحليل الفكري بدائية ، كما يفتقر إلى أبسط القواعد المنهجية في التمحيص والتفكير العلمي ، حتى قواعد (ديكارت) في منهج البحث السليم التي وضعها في القرن السابع عشر وأصبحت أموراً بدائية وفجة جداً في عصرنا لا نجد لها أي أثر في أبحاث الموفقين الخطابيين . من قواعد (ديكارت) الأساسية : طرح المشكلة المراد حلها بالتحديد ، ومن ثم تقسيمها بصورة منتظمة إلى عدد من القضايا الجزئية التي تتكون منها ، ومن ثم معالجة الأجزاء الأبسط استعداداً للانتقال إلى المسألة الأكثر تعقيداً وتركيباً ، إلى آخر القصة الديكارتية المعروفة حتى في المدارس الثانوية".
هذا كلام الناقد (د. العظم) عن المنهج الديكارتي ، والذي أصبح في نظره من الأمور البدائية والفجة ، وجاء بعده ما هو أدق منه وأكمل .
ولكن ما باله في جدلياته ومناقشاته لا يطبق أدنى مستويات المنهج الديكارتي الذي يعرفه؟!
هل يقبل المنهج الديكارتي هذه التعميمات التي يسلكها؟ وهذه المغالطات التي يصطنعها؟ وهذه المفتريات التي يفتريها على الحقيقة؟
إن مناقشاته لتفتقر إلى أبسط أصول الفكر الإنساني الموجودة عند الشعوب البدائية فضلاً عن الشعوب المتقدمة حضارياً، فضلاً عن معاهد العلم والدراسة ، فضلاً عن المستوى الأكاديمي ، فأين هو من تطبيق ما يعرف؟.
لكن التعصب للباطل والإصرار عليه يجعلان الإنسان يخرج حتماً عن دائرة المنهج السوي ، ويجعلانه متخبطاً في مناقشاته ، ساقطاً في مناظراته ، متهافتاً في كلامه . إن المنهج السوي لا يقدم لأقواله الباطلة أدلة إثبات ، لذلك فهو مضطر إلى أن يلجأ إلى المراوغة والحيلة والكذب ، وهذه لا تقع ضمن خريطة المناهج الفكرية السليمة ، ولا تستقيم مع أي منطق عقلي . أين التحليل؟ وأين تجزئة المشكلة إلى عدد من القضايا الجزئية التي تتكون منها؟ ما أصدق تطبيق المثل العربي عليه "رمتني بدائها وانسلت"!فما يرتكبه هو من الخروج عن منهجه المعرفة الصحيحة والمناقشة السليمة ، يقذفه على أنصار الحق الذين يعلنون مفاهيمهم على الجماهير ، بالأساليب التي تفهمها هذه الجماهير ، إذ ليس باستطاعة الجماهير أن تشارك في مناقشة القضايا الجزئية مناقشة البحث العلمي ، وإنما تُطلب من الباحثين تقديم نتائج بحوثهم .
لكن العجب كل العجب أن يأتي الناقد (د. العظم) ومن هو على شاكلته فيتصدى للجدل النقدي ، ثم لا يجادل إلا من مواقع الانحراف الخطير عن المنهج الذي يدعو خصومه لالتزامه ، ينهي خصومه عن مستوى التعميمات الخطابية ، ويستخدم تعميمات المغالطة!!! يطالب بالتحليل الدقيق للمشكلة وبتقسيمها إلى عدد من القضايا الجزئية التي تتكون منها ، ثم يأتي هو إلى قضايا متعددة في أصلها ، فيضمها في قضية واحدة ويصدر عليها حكماً واحداً . يطالب بالتزام قواعد ديكارت التي أصبحت في نطره أموراً بدائية وفجة جداً في عرنا ، ثم يرمي في مناقشاته بكل قواعد ديكارت وبكل القواعد المنطقية رمي النواة ، فلا يلتزم شيئاً ، ولا يأخذ بأي واجب من واجباتها ، ويتظاهر مع كل ذلك بالغيرة على الحقيقة والأمانة العلمية ، أهذه هي الأمانة العلمية لديه؟ أفلا يكون منسجماً مع نفسه ومع قواعد البحث العلمي السليم ، قبل أن يدعو خصومه لالتزام قواعد البحث العلمي السليم ، على أنهم في أغلب أحوالهم ملتزمون ، وحينما يبصرون بالخطأ يتراجعون .
أيها الملحدون لا تلبسوا أثواب العلم فإن العلم الصحيح لن ينصر إلحادكم وكفركم بخالقكم وإنكاركم لليوم الآخر ، وإنكاركم لنشأتكم الأولى ، وجحودكم لمصدر وجودكم ، واستهانتكم بمسؤولياتكم في حياتكم الدنيا ، إن العلم الحق نصير لقضية الإيمان لا لقضية الكفر ، وأما الفرضيات التي تعتمدون عليها فأبعدوها عن مستوى الحقائق العلمية ، ولا تحشروها فيها كذباً وزوراً وبهتاناً ، إن العلم الحق سيطردها من قصره مهما حاولتم إدخالها فيه .
أيها الملحدون لا تصطنعوا الضجيج للإيهام بوجود النزاع بين الإسلام والعلم فالواقع الحق لا يؤيدكم .
( 9 )
يقول الناقد (د. العظم) في الصفحة (36) من كتابه ما يلي:
"يشدِّد القائلون بالتوافق التام بين الإسلام والعلم على أن الإسلام دين خال من الخرافات والأساطير ؛ باعتبار أنه هو والعلم واحد في النهاية . لنمحص هذا الادعاء التوفيقي بشيء من الدقة بإحالته إلى مسألة محددة تماماً . جاء في القرآن مثلاً: أن الله خلق آدم منطين ، ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس ؛ مما دعا الله إلى طرده من الجنة . هل تشكله هذه القصة أسطورة أم لا؟ نريد جواباً محدداً وحاسماً من الموفقين وليس خطابة . هل يفترض في المسلم أن يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين بأن مثل هذه الحادثة وقعت فعلاً في تاريخ الكون؟ إن كانت هذه القصة القرآنية صادقة صدقاً تماماً وتنطبق على واقع الكون وتاريخه فلا بد من القول : إنها تتناقض تناقضاً صريحاً مع كل معارفنا العلمية ، ولا مهرب عندئذٍ من الاستنتاج بأن العلم الحديث على ضلال في هذه القضية ، وإن لم تنطبق القصة القرآنية على الواقع فماذا تكون إذن (في نظر الموفقين) إن لم تكن أسطورة جميلة؟".
يا عجباً كل العجب ، وهل كل معارفه العلمية منحصرة في الفرضية الداروينية ، المناقضة للحقيقة الدينية التي قص الله علينا قصتها وفق علمه ، حتى يقول : لا بد من القول : بأنها تتناقض تناقضاً صريحاً مع كل معارفنا العلمية؟
لكننا نقول له : إن الحق ما قصهُ الله علينا في كتابه ، ولو تناقض مع الفرضية الداروينية ، وليس هذا تناقضاً بين الدين والعلم وإنما هو تناقض بين الحق الديني وبين ما نسب إلى العلم ، وهذا لا يؤثر في جوهر الموضوع .
فالداروينية ليست حقيقة علمية بشهادة العلماء أنفسهم ، لأنها لا تملك أدلة إثبات يقينية فيما يتعلق بتاريخ الإنسان ونشأته الأولى ، ولأن العلم لا يملك أدلة تنفي وجود الجن والملائكة .
وباستطاعتنا أن نعكس السؤال عليه فنقول له : هل باستطاعة العلم المادي الحديث أن يقدم لنا أدلة يقينية قاطعة تثبت ما يدعيه حول نشأة الإنسان الأولى وتاريخه؟ إن ما يقولونه هو مجرد احتمال افتراضي لو لم يقولوا به لما وجدوا أمامهم إلا ما يقرره الدين من قضية الخلق الرباني ، وهذا ما يتهرب الماديون الملحدون منه من غير دليل . حتى كتب (سير آرثر كيث) يقول:
"إن نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً ، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان ، ونحن لا نؤمن بها إلا لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو الإيمان بالخلق الخاص المباشر ، وهذا ما لا يمكن حتى التفكير فيه"[27].
لماذا لا يمكن قبوله من وجهة نظره ولا التفكير فيه؟
لأنه اتخذ لنفسه الإلحاد مذهباً ، فهو لا يريد أن ينقض مذهبه ، تعصباً له وإنكاراً للحقيقة الإلهية . وهكذا سائر الملحدين .
إذا حققنا في الأمر وجدنا أن الخرافة والأسطورة تتمثل في بعض المواقف من النظرية الداروينية ، وهي المواقف التي تتناقض مع صريح ما جاء في القرآن عن خلق آدم ، لأن الفرضية الداروينية في هذه المواقف لا تملك أي دليل غير مجرد الاحتمال الافتراضي ، وهذا لا يقدم أية حقيقة علمية .
فادعاؤه التناقض بين الدين والحقائق العلمية في هذه القضية الخاصة ادعاء مخالف لكل القواعد المنطقية والأسس العلمية ، ألا فليراجع مفاهيمه مراجعة منطقية قبل أن يتصدى لعمليات نقد كبرى .
ثم قال بعد أن عرض هذه المسألة المحددة كما زعم:
"هل يفترض في المسلم في هذا العصر أن يعتقد بوجود كائنات مثل الجن والملائكة وإبليس ، وهاروت وماروت ، ويأجوج ومأجوج ، وجوداً حقيقياً غير مرئي باعتبارها مذكورة كلها في القرآن ، أم يحق له أن يعتبرها كائنات أسطورية ، مثلها مثل آلهة اليونانية وعروس البحر والغول والعنقاء؟ يا حبذا لو عالج الموفقون بين الإسلام والعلم مثل هذه القضايا المحددة وأعطونا رأيهم فيها بصراحة ووضوح بدلاً من الخطابة حول الانسجام الكامل بين العلم والإسلام".
يا سبحان الله!! يبدو أن الناقد (د. العظم) عالي الثقافة؟! فهولا يفقه معظم هذه الأسماء التي يغري أبناء المسلمين بأن يجحدوها ، عن طريق تساؤلاته الاستنكارية ، والظاهر أنه أخذها عن مكتوبات الماركسيين غير المسلمين ، ونقلها نقلاً ببغاوياً بالترجمة الحرفية ، دون أن يرجع إلى المصادر الإسلامية ويعرف دلالاتها منها ، ففي إيراده لهاروت وماروت ويأجوج ومأجوج على أنها كائنات غير مرئية كالجن والملائكة وإبليس جهل فاضح جداً ، فمن هذا الذي قال : إن هاروت وماروت ويأجوج ومأجوج مخلوقات غير مرئية كالجن والملائكة؟
إن التخبط الفكري عند الملاحدة الذين يتصدون لمعارضة الحقائق الإلهية يجعلهم يرتكسون ارتكاساً فكرياً شائناً جداً ، ومن شأن الباطل أن يتخلى عن أنصاره ، ويسبب لهم الهزيمة الفكرية الفاضحة ، والحق لابد أن يعلو عليهم ويجعلهم هم وباطلهم زاهقين .
نحن نعلم أن يأجوج ومأجوج[28] من القبائل البشرية الجاهلة المفسدة في الأرض ، وهم من سكان الشرق الأقصى وراء سد الصين . وكان سكان غرب الصين قد اشتكوا أمر إغارة قبائل يأجوج ومأجوج عليهم لذي القرنين ، الفاتح المؤمن العادل ، وطلبوا منه أن يقيم بينهم وبين قبائل يأجوج ومأجوج المفسدة في الأرض سداً عظيماً ، يحجز عن سكان غرب الصين غارات سكان شرقها ، مقابل خَرج يدفعونه له ، فوافق ذو القرنين على ذلك ، وطلب منهم أن يعينوه على ذلك بقوة رجالهم الكثيرين ، وبالمواد الموجودة في بلادهم ، وفعلاً أقام ذو القرنين لذلك السد العظيم , وحجز قبائل يأجوج ومأجوج ، وتعذر عليهم الظهور عليه واستئناف غارات الإفساد التي كانوا يغيرونها .
فما علاقة هذه القبائل البشرية التاريخية بالغيبيات وبالكائنات غير المرئية؟.
لو أنه قرأ سورة (الكهف) أو سمعها من المذياع ، أو لم يرد التضليل الديماغوجي لما سقط في هذه الفضيحة التي تعبر عن جهل كبير ، في موضوع يتصدى لنقده ومهاجمته ، بغية التبشير بمذهبه الإلحادي الكافر بكل القيم .
أو لعله استغرب اسمي يأجوج ومأجوج فاعتبرهما كائنات غير مرئية كالجن والملائكة؟ إذا كان الأمر كذلك فالأسماء الغريبة عليه كثيرة في عالم الناس ، وفي عالم العلم ، فليجعلها كلها أسماء لكائنات غيبية غير مرئية كالجن والملائكة .
ولكن هكذا يخبط خبط عشواء ، ويخلط خلط عمياء ، دون الرجوع إلى مصادر الدين الإسلامي ومعرفة المراد منها؟
أهذه هي القواعد المنهجية في التمحيص والتفكير العلمي التي يطالب المؤمنين بها؟
إذا كانت هذه هي قواعده فهيهات أن يصل إلى أية حقيقة من الحقائق ، وعليه أن يرتطم دائماً في حفر الجهالة والضلالة ، وما دام هذا مستواه فلا بد أن يسقط في حبائل المؤسسات الإلحادية في العالم ، وهي المؤسسات التي ترعاها وتديرها من وراء الأستار اليهودية العالمية ، لغاية في نفوس اليهود يريدون تحقيقها في شعوب الأرض .
ونظير سقوطه في مسألة يأجوج ومأجوج في حفر الجهل الفاضح سقوطه أيضاً في مسألة هاروت وماروت.
إن هاروت وماروت اسمان لشخصين وجدا قديماً في بابل ، وكانا على صورة آدمين يخاطبان الناس ، ويعلمانهم السحر الذي علمهما الله إياه ، ويأمران الناس بأن لا يكفروا بالله عن طريق تعلمهم السحر ، وعنهما توارث الناس علم السحر ، وقد أخبرنا الله في القرآن أنهما في حقيقة حالهما ملكان ظهرا على صورة آدميين ، على أن في كونهما ملكين وفي تعليمهما الناس السحر خلافاً عن المفسرين ، ومهما يكن من أمر فليسا كما زعم (العظم) نقلاً عن كتب الماركسيين أنهما من الكائنات غير المرئية ، بل كانا شخصيتين مرئيتين ،وكانت لهما قصة مشهورة في تاريخ الناس ، وتوارث الناس عنهما أو عن غيرهما علماً ما زالت له رواسب معروفة عند بعض المخصصين بعلم السحر ، وإذا كان يجهل ذلك فليسأل سحرة اليهود فإنهم يخبرونهم .
وقد تعرض القرآن لقصتهما في معرض الكلام على بني إسرائيل في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول): فقال تعالى :
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}
وهكذا ظهر لنا جهل (د. العظم) الفاضح في المسألة الثانية التي يردد ألفاظها ، وهو لا يعلم مضمونها ، ثم يتصدى لنقدها وفق تصور خيالي لديه .
أما تساؤلها عن الملائكة والجن وإبليس فهذه فعلاً كائنات غير مرئية بالنسبة إلى مستواك إدراك الناس ، والملحد بالله وبالدين وبالأخبار الواردة في الدين الحق ينكر هذه الكائنات لأن العلم الحديث لا يملك حتى الآن أدلة إثبات لها .
ولكن هل استقصى العلم المادي الحديث كل ما في الوجود من كائنات وأسرار ، حتى يدعي نفي وجود ما لم يشاهده بوسائله؟
لو كان الأمر كذلك لكان على العلماء الباحثين أن يتوقفوا عن متابعة البحث ، الذي يضنون أنفسهم فيه لاكتشاف مجاهيل من الطاقات والكائنات الكونية التي يدركون أنهم ما يزالون يجهلونها ، لكنَّ هذا لا يدعيه عالم يقدر العلم ويحترم نفسه .
إن العلوم الحديثة لا تملك حتى الآن أي دليل تستطيع أن تنفي به وجود الجن أو الملائكة ، بيد أن كثيراً من التجارب الإنسانية تثبت وجود كائنات خفية روحية غير مدركة بالحس ، وغير مدركة بالأجهزة العلمية ، على أن إنكار المنكرين لها لا يؤثر على وجودها شيئاً ، كما أن إنكار المنكرين لعالم الجراثيم والميكروبات المرئية وغير المرئية لا يؤثر على وجودها في العالم شيئاً .
إن دليل المؤمنين على وجود الملائكة ، ووجود الجن مؤمنيهم وكافريهم وشياطينهم ومردته أخبار صادقة جاءت عن الله ، بطريق الوحي ، وبلَّغها الرسل الصادقون المؤيدون بالمعجزات ، كما شاهدوهم واتصلوا بهم بتجاربهم الخاصة ، فالمؤمنون بهم إنما يؤمنون تصديقاً لخبر الله الصادق ، ولأخبار الرسل الصادقين ، والقضية من أساسها تقع في دائرة الممكنات العقلية لا المستحيلات ، فالعمدة فيها الخبر الصادق ، على أن للناس تجارب كثيرة من هذا القبيل ، ولكن هذه التجارب ليست هي عمدة المؤمنين ، لأنها لم تصل إلى مستوى البرهان العلمي .
( 10 )
يقول الناقد (د. العظم) في الصفحة (39) والتي تليها من كتابه:
"من الآيات القرآنية التي يحب الموفقون ترديدها في معرض كلامهم عن انسجام الإسلام والعلم الحديث : الوصف القرآني التالي لأصل الإنسان وتكوينه : {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاماً * فكسونا العظام لحماً * ثم أنشأناه خلقاً آخر * فتبارك الله أحسن الخالقين}".
[سورة المؤمنون: الآيات 12 -14]
ثم قال تعليقاً على هذا النص القرآني ما يلي:
"من الجلي أن عملية نمو الخلية البشرية بالنسبة إلى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر والمستمر من قبل الله لنقلها من طور آخر ، أي إن نقلها من نطفة إلى علقة يحتاج إلى عملية خلق جديدة ، كما أن نقلها من طور العلقة إلى طور المضغة يحتاج كذلك إلى عملية خلق أخرى …إلخ .
وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يشكل معجزة إلهية لا تعليل لها سوى قدرته المطلقة على الخلق ، وتدخله المباشر في سير أمور الكون . هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ، ومع ما يبينه لنا علم الأجنَّة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى ؟ الجواب حتماً بالنفي ، لأن علم الأجنة لا يدع مجالاً للشك في أن الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور إلى آخر ، وفقاً لقوانين طبيعية معينة ، بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها ، وعلى أساس معيطاتها الأولية ، كل ذلك بصورة تسمح لنا بالتنبؤ بتطور الخلية ، وبالمراحل المستقبلة التي ستمر بها ، وتمكننا من التحكم بنموها ، بحيث نستطيع تأخيره أو إسراعه أو تشويهه (إن شئنا ذلك) بتعريضها لمواد كيماوية معينة ، أو لأنواع محددة من الأشعة ، وكم كنت أود لو لم يكتفِ الموفقون الدينيون العمليون بمجرد الاستشهاد بالوصف القرآني لنمو الخلية ، وتعدوا ذلك لإيضاح رأيهم في كيفية انسجام هذا الوصف ، مع معارفنا العلمية الثابتة عن هذه الظاهرة الطبيعية".
يبدو أن سيادة الناقد ومعه سائر الملحدين الماديين محرومون من منطق التطور العلمي الذي يمكن أن يهدم جميع قواعد إلحادهم ، ومحرومون أيضاً من المنطق العقلاني المتجرد الباحث عن الحقيقة .
فحينما يكتشف العلماء ارتباط الظواهر الطبيعية بأسبابها الطبيعية التي تحتاج هي أيضاً إلى تفسير ، فهل يعني هذا إلغاء حقيقة الخلق الرباني الكامن وراء الأسباب الطبيعية؟ وحينما يقرر القرآن أن لله تبارك وتعالى هو الذي يخلق الأحداث الكونية ، فهل معنى ذلك أن عملية الخلق تأتي بشكل مباشر ، دون توسط قوانين وعلل وأسباب أوجدها الله في نظام الطبيعة ، واختار أن يكون أسلوبه في عملية الخلق كذلك . إن من يرفع الشيء بيده مباشرة يقال عنه : قد رفعه ، ومن يرفعه بوساطة حبل يقال : قد رفعه ، ومن يرفعه بوساطة سبب غير مرئي كقوة كهربائية أو مغناطيسية يقال : قد رفعه ، والخلق يكون بشكل مباشر ، ويكون عن طريق القوانين والأسباب والعلل غير الفاعلة بذاتها .
فكلام (العظم) القائم على تصور أن النص القرآني لا يعترف بنظام الأسباب والعلل والقونين الطبيعية كلام فاسد من الوجهة العقلية البحتة ، لأن الخلق لا يقتضي دائماً أن يكون عملية مباشرة ، دون أن توجد أسباب اختارها الخالق ليتم عن طريقها أسلوبه في الخلق .
فليكتشف الباحثون ما شاءوا أن يكتشفوه من قوانين وعلل طبيعية وأسباب ، فإن هذه كلها لا تملك الفعل الذاتي ، وهي بحد ذاتها تحتاج إلى تفسير ، والخالق العظيم القادر العليم الحكيم هو القوة الحقيقية الكامنة وراء جميع الأحداث الطبيعية ، وإن أراد الملاحدة الماديون الوقوف عند الأسباب ، وإقفال عيونهم عما وراء الأسباب التي اكتشفوها ، وإن أرادوا جحود الخالق العظيم .
وبهذا يظهر لنا ما في كلامه من مغالطة وتضليل وتفسير غير صحيح للنص القرآني ، وهذا من وجهة نظر المنطق العقلاني المجرد .
ثم نقول من ناحية أخرى : لقد توصل العلم الحديث إلى أن القوانين العلمية لا تملك التفسير الكامل للأحداث الكونية ، وإنما تكشف عن حلقة من الحلقات السببية لا غير ، وهي بحد ذاتها بحاجة إلى تفسير .
يقول العلامة الفلكي الرياضي البريطاني السير (جيمس جينز) كلاماً يعلن فيه هذه الحقيقة ، وهذه مقتطفات من أقواله:
"إن الكون كون فكري . الكون لا يقبل التفسير المادي في ضوء علم الطبيعة الجديدة ، وسببه – في نظري – أن التفسير المادي قد أصبح الآن فكرة ذهنية .
من الصحيح أن نهر العلم قد تحول إلى مجرى جديد في الأعوام الأخيرة …
لقد كنا نظن قبل ثلاثين سنة – ونحن ننظر إلى الكون – أننا أمام حقيقة من النوع الميكانيكي .
إن العلم الجديد يفرض علينا أن نعيد النظر في أفكارنا عن العالم ، تلك التي كنا أقمناها على عجل . لقد اكتشفنا أن الكون يشهد بوجود قوة منظمة".
ألا فليعد (العظم) دراسته ، وليراجع أفكاره وفق ما تطور إليه العلم الحديث ، وحسبه تجديفاً في المستنقعات النتنة القذرة .
أما قوله : "إن نمو الخلية يخضع لقوانين تمكننا من التحكم بنموها ، بتأخيره أو إسراعه أو تشويهه" فهو لا يتعارض بحال من الأحوال مع العقيدة الإيمانية ، لأننا جميعاً في حياتنا على وجه الأرض لا في عالم الأجنة نخضع لقوانين ربانية تمكننا من التحكم بعض الشيء بنمو أجسادنا أو تشويهها أو إتلافها ، نظير تحكمنا بالأجنة ، والإنسان القديم يعلم هذا كل العلم ، ولا يجد فيه معارضة لنظام الخلق الرباني ولا لقاعدته العامة . فالمؤمن يعلم أن لكل ظاهرة سبباً يخضع لسنَّة الله في كونه ، ويعلم أن الخلاق الحقيقي من وراء الأسباب هو الله تعالى ، إن القضية في نظره تشبه عملية إدارة زر الكهرباء التي يضيء المصباحُ بسببها ، ولكن السبب الحقيقي في الإضاءة هي القوة الكهرباء التي يضيء المصباحُ بسببها ، ولكن السبب الحقيقي في الإضاءة هي القوة الكهربائية السارية ، ومن ورائها المولد الكهربائي ، ومن ورائه صانع هذا المولد ومديره ، ولو شاء لقطع التيار الكهربائي من عنده فلم يكن لإدارة الزر الكهربائي الفرعي أي أثر ، ولانعدمت بذلك كل الظواهر ، ولم يكن للأسباب الوسيطة أية قيمة .
هذا هو منطق المؤمنين ، وذلك هو سخف الملحدين .
( 11 )
من العجيب أن نجد الناقد (د. العظم) ينكر على الباحثين الإسلاميين دعوتهم المسلمين إلى الأخذ بأسباب العلم في كل مجال من مجالات المعرفة ، ويرى أن الإسلام يدعو فقط إلى تعلم علوم الدين ،أما العلوم الأخرى فإنه لا يهتم بها ولا يشجع عليها ، ويرى أن الذين يقولون: إن الإسلام يحث على تعلم كل العلوم النافعة موفقون خطابيون ، يحاولون أن يثبتوا الانسجام بين الإسلام والعلم بوسائلهم الخطابية ، دون براهين صحيحة ، ثم يزعم أن كل النصوص الإسلامية التي دعت إلى العلم والعقل والتفكر موجهة فقط إلى العلوم الدينية والشرعية وما يتعلق بها ويتفرع عنها ، لا إلى الفيزياء والكيمياء وغيرهما من العلوم الطبيعية.
يقول في الصفحة (40) والتي بعدها من كتابه:
"من الأقوال التي يرددها الموفقون الخطابيون لإثبات دعواهم الحديث النبوي القائل : "اطلب العلم ولو في الصين" والآيات القرآنية العديدة التي تحث الإنسان على التعقل والتأمل في الأشياء وطلب العلم والمعرفة ، إلى آخره مما هو معروف ، كل ذلك ليبينوا مدى اهتمام الإسلام بالعلم والعقل منذ القدم .بطبيعة الحال يعطي هؤلاء المفكرون معنى مطلقاً لهذه العبارات الإسلامية ، وكأنها لا تنتمي إلى أي زمان ومكان ، منفصلة عن الظروف التاريخية التي قيلت فيها ، والمناسبات التي حددت معناها ومغزاها وقتئذٍ . من ضمن هذا الاعتبار يتضح لنا أن العلم الذي حث على طلبه الإسلام هو في جوهره العلوم الدينية والشرعية وما يتعلق بها ويتفرع عنها ، وليس الفيزياء والكيمياء مثلاً (راجع كتاب العلم في الجزء الأول من "إحياء علوم الدين")، والعقل الذي طلب الإسلام من الإنسان استخدامه كان الغرض منه التوصل إلى معرفة الله من تأمل صنعته وخلقته ، كما فعل حي بن يقظان في قصة ابن طفيل ، وليس الغرض منه صياغة نظرية المادية الجدلية ، أو نظرية دوركهايم في الطقوس والعبادات الدينية ، أو نظرية الكون المحدب".
لست أدري أي شيء يزعجه إذا كان الإسلام فعلاً يحث على تعلم كل العلوم الدينية والطبيعية والعقلية؟
لكن يبدو أن هذه الحقيقة تؤثر جذرياً على دعوة الإلحاد التي تحاول أن تتخذ من العلم دريئة لها ، وتحاول أن تقنع الأجيال بأن الدين والحقائق العلمية على طرفي نقيض ، لتصرفهم عن الدين وتضمهم إلى جيوش الملحدين ،يضاف إلى ذلك أن الملحدين يخشون أيضاً من دخول الإسلام والمسلمين إلى معاقل العلم الصحيح ، لأن هذا الدخول يشكل خطراً حقيقياً على قضية الإلحاد من أساسها ، إذ يكشف الباحثون المسلمون عن طريق العلم الصحيح زيف المادية الإلحادية التي تتستر بالعلم ، وتزييف ما يستطيع تزييفه لدعم مذهبها الذي ليس له سند صحيح من علم صحيح ، ولا من واقع مشهود .
وفي مناقشة كلامه القائم على المغالطة التضليلية نقول:
أما كون الإسلام قد جعل أشرف العلوم ما يصلح حياة الإنسان ويقوِّم سلوكه ، ويقصره على طريق الخير مبتعداً عن طريق الشر لاغتنام أعظم قدر يستطاع اغتنامه من سعادة الحياة الدنيا ، وما يُعدُّه أحسن إعداد لسعادة الحياة الأخرى ، فهذا حق .
وأما كون الإسلام لم يحث على تعلم العلوم الطبيعية المادية ، التي من شأنها أن تحقق المنافع الحسنة للناس ، وتخدم قضايا الرفاهية والجمال والقوة والراحة واختصار الزمن وتنظيم الحياة ، فهذا باطل .
فمنذ النهضة الفقهية عند علماء المسلمين قرر الفقهاء أنه يجب على جماعة المسلمين تعلم جميع العلوم النافعة للناس ، بما في ذلك العلوم الصناعية ،فضلاً عن العلوم الضرورية كالطب والزراعة ، والعلوم المتصلة بإعداد المستطاع من القوة ، وقرروا أن هذا واجب على الكفاية ، تقع فيه المسؤولية على جماعة المسلمين عامة ، فإذا قام به البعض سقط الطلب عن الباقين ، وإذا لم يقوموا به أثموا جميعاً ، واستنبطوا حكمهم هذا من مصادر التشريع الإسلامي ، ونصوصه الرئيسية ، والإمام الغزالي من الذين قالوا بهذا وقرروه على خلاف ما أوحى به (العظم) إذ قال في غضون ما غالط به : (راجع كتاب العلم في الجزء الأول من "إحياء علوم الدين"، للإمام الغزالي).
فدعوى (العظم) باطلة في نظر فقهاء المسلمين ، والإمام الغزالي في الإحياء قد وجه إلى أشرف العلوم ، ولم يقل : إن طلب العلم الذي حثَّ عليه الإسلام منحصر في العلوم الدينية والشرعية ، والغزالي نفسه تتبع معظم العلوم المعروفة في عصره فدرسها ، وكتب في كثير منها ، وواقع حال علماء المسلمين في عصورهم الأولى يكذِّب هذه الدعوى التي طرحها ، فقد كانوا بحق طلائع النهضة العلمية الحضارية ، بشهادة أساطين علماء الحضارة الحديثة ، وما أظن (العظم) أكثر فهماً منهم لنصوص الإسلام وما يستنبط منها من أحكام دينية ومفاهيم إسلامية!!.
أما كون دراسة مختلف العلوم الطبيعية هادية لهم إلى معرفة الله وعظيم قدرته وبديع صنعته فهو يمثل النظر البعيد إلى آخر حلقة في سلسلة المعارف الطبيعية ، ولكن هذا النظر البعيد يجعلهم يتابعون حلقات السلسلة حتى غايتها ، ضمن حدود الاستطاعة الإنسانية التي تتهيأ لهم ، وليس من شأنه أن يقف بهم عند الحلقات الأولى ، لأن الإسلام يحثهم على المتابعة والنظر في كل مراحل الطريق ، وبذلك يستطيعون استخراج كل ما ينفع من حقائق علمية .
ومعلوم أن الإسلام يحرص دائماً على الربط بين العلم والإيمان ، بين العلم والغاية المثلى منه ،كما يحرص على الربط بين الدنيا والآخرة ، بين العمل وغاية الخير منه ، بين اللذة والمنعم بها وغاية الخير من ورائها ،وبذلك يظهر كمال الإنسان .
ولست الآن في صدد إيراد النصوص الدينية ، التي تثبت أن الإسلام يدفعنا بقوة إلى البحث العلمي في الكون ، للتعرف على كل حقيقة علمية ، لذلك أكتفي بعرض طائفة يسيرة منها .
( أ ) قال الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً …}.
(ب) وقال في سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول):
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً منْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
( ج ) وقال في سورة (الحديد/57 مصحف/94 نزول):
{وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}.
أليس في هذه النصوص دعوة إلى التعرف على خصائص الأشياء للانتفاع منها؟ وهل يمكن التعرف على خصائصها إلا بالبحث العملي ، عن طريق الملاحظة والتجربة والاستنباط وكل الوسائل التي تتيسر للإنسان؟[29]
ولكن الملحدون يريدون أن يخترعوا للإسلام صورة من عند أنفسهم ، لينفروا الناس منه ، وليشوهوا جماله وكماله وتقدميته الرائعة ، ولن يظفروا .
( 12 )
حول المعجزات
أثار الناقد (العظم) أكثر من مرة موضوع المعجزات الربانية التي أجراها الله على أيدي رسله وأثبتتها الأديان السماوية ، بوصفها حادثات تاريخية جرت في تاريخ الكون ، وباعتبارها بعض مظاهر قدرة الله المخالفة بصفة استثنائية لمظاهر قدرته في سننه وقوانينه الدائمة .
وزعم أن الحديث عن هذه المعجزات حديث لا يقبله العلم وأن العلماء الماديين لا يرتاحون من وجهة نظرهم إلى الآيات القرآنية التي تروي كيف شق موسى البحر بعصاه ، وكيف تحولت النار فجأة إلى برد وسلام على إبراهيم ، ونحو ذلك من معجزات ربانية .
الواقع أن مشكلة (العظم) في هذا ومعه سائر الملحدين الماديين مرتبطة أساساً بقاعدة الإيمان الأولى ، وبما أنهم أنكروا الحقيقة الكبرى وهي حقيقة وجود الله فلا بد أن ينكروا كل ما يستند إليها وخرق قوانين الكون وسننه لا يتم إلا بقدرة الخالق الذي وضع هذه السنن والقوانين ، وبإراداته التي تقتضيها حكمته ، لكن الفرضية التي أقام الملحدون عليها عقيدتهم هي إنكار وجود الخالق ، واعتبار هذا الكون عملاً مادياً آلياً أنتجته الصدفة التي لا تفسير لها ، ولذلك فهم يرون قصة المعجزات المخالفة لنظام الكون وقوانينه الثابتة من قبيل الأساطير ، وليست من قبيل الحقائق التاريخية الثابتة.
لأجل هذا فإن معالجتنا لهم يجب أن تبدأ من مستوى القاعدة الإيمانية الأولى ، وهي الإيمان بالله وبكمال صفاته ، وبقدرته على خلق ما يشاء ، وبقدرته على خرق السنن التي جعلها هو ثابتة في كونه ، ولو أنه شاء أن يجعلها على خلاف ذلك لجعلها ، ولكن أسلوبه في الخلق كان على هذا الوضع القائم على نظام الترابط السببي بين الأشياء ، وبين الأحداث والتغيرات فيها .
وهنا تكمن فضيلة الإيمان بالغيب القائم على الاستدلال العقلي ، والانتقال من السبب الذي لا يملك تعليلاً عقلياً ، إلى مسبب الأسباب كلها الذي تنحصر فيه كل التعليلات العقلية الصحيحة ، والمفسرة لكل الظواهر الكونية ، بعد تجاوز سلسلة الأسباب مهما كثرت حلقاتها .
وهنا أيضاً تكمن رذيلة جحود الحقيقة الغيبية الكبرى ، لأن هذا الجحود القائم على طرح الأدلة العقلية الاستدلالية والأدلة الفطرية الوجدانية ، والتشبث ببعض حلقات السلسلة السببية ، مع أنها لا تملك في الحقيقة أي دليل يصح أن تفسر به الظاهرة الكونية ، إلا أن الملاحظة كشفت عن ارتباط الظاهرة الكونية بها ، كارتباط رأس الحمار بسلسلة رسنه المعقود بذيل آخر جمل في قافلة طويلة تسير في ليل دامس ، والغبي أو الأحمق أو المعاند المكابر هو الذي يقف تفكيره عند رأس الحمار ، أو عند بعض حلقات السلسلة التي في رسنه ، أو عند ذيل البعير .
فالنقاش المنطقي حول هذه النطقة يدعونا إلى الرجوع إلى قضية الإيمان بالله ، وقد سبق أن عالجناها ببيان كاف فإليها نحيل القارئ .
على أننا نقول هنا : إن الملحدين قد جعلوا معجزة الخلق كلها ظاهرة طبيعية ، وقطعوا الصلة بينها وبين الخالق ، أفيقبلون فكرة خرق قوانين الكون وسننه بفعل الخالق لحكمة يريدها ، وقد رفضوا الاعتراف بوجود خالق أصلاً؟
ونقول أيضاً : باستطاعتنا أن نناقش قضية المعجزات مناقشة عقلية وعلمية ، لإثبات خطأ الملحدين في رفضها بوصفها ظاهرة من الظواهر التي جرت أحداثها في تاريخ الكون ، مهما يكن تفسيرهم للظواهر الكونية خاضعاً لقواعد الفكر المادي .
إن إنكار الأحداث التي جرت فعلاً في تاريخ الكون لا يسوغ من وجهة نظر العلم أو من وجهة نظر العقل لمجرد كونها مخالفة في مفاهيمنا للقوانين التي استخرجناها من مشاهدات الطبيعة وأحداثها ، وإنما يجب بعد ثبوتها في الواقع محاولة استنباط تفسير وتعليل لها . أما مجرد الرفض والإنكار فليس عملاً علمياً ولا عقلياً .
إن كل ما نشاهده في الكون من أحداث وظواهر لو دققنا النظر فيه ورفعنا عنه ستار الرؤية المتكررة له لكان في مفاهيم العقلاء معجزة من المعجزات ، وعجيبة من العجائب ، ولكن تكرر الرؤية له جعله أمراً معتاداً ، واتخذ في مفاهيمنا صفة قوانين طبيعية ، وسنن لا غرابة فيها ، وذلك لأنه ليس بين معظم الأحداث والظواهر الطبيعية وبين أسبابها وقوانينها روابط عقلية ، وحينما ندرس أنظمتها كما هي في الواقع ، ولا نستطيع أن نجد في العقل مقتضيات لها ، غير أن نظام الكون سار على هذا الأسلوب ، وكان من الممكن عقلاً أ، يسير على أسلوب آخر ضمن سُلَّم احتمالات لا نهاية لها ، وتخصيص هذا النظام دون غيره ليس أمراً يقتضيه العقل .
ولو كان نظام الكون سائراً في متكرر العادة على أن الصخور متى نضجت في أشهر معينة ، وبطرق معينة ، تحوَّلت نوقاً وأبقاراً وزرافات وشياهاً بحسب اختلاف أنواع الصخور ، لكان ذلك هو السنَّة الثابتة في نظرنا ، ولكان خلاف ذلك هو المعجزة .
ولو كان نظام الكون سائراً في متكرر العادة على أن الماء يجري من أسفل الوادي إلى أعلى الجبل بنفسه ، من غير أن تكون له حافات تسنده ، ولا روافع ترفعه ، لكان ذلك هو قانون الماء الثابت في نظرنا ، ولكان خلاف ذلك هو المعجزة التي يتشكك بها ويطلب إثابتها بالدليل .
وهذا الإمكان التصوري يدلنا على أن النظام الحالي ليس نظاماً فرضته الضرورة العقلية ، والارتباطات الفكرية ، ولكن أوجدته السلطات ذات الإرادة المختارة ، ومهما يكن من أمر فإن الإمكان العقلي الذي لا يرى مانعاً من قبول نظام آخر لو كان هو السائد في نظام الطبيعة ، هو نفسه دليل كافٍ عل أنه ليس بين القوانين الطبيعية وأحداثها الظاهرة ارتباط عقلي يوجبها وحدها ، ولا يسمح بمخالفتها ، فقبول احتمال التغيير لا يتوقف إلا على ثبات وقوع الحادثة التي كان التغيير فيها ، وإلا كان رفضاً للإمكان العقلي بدون سند من العقل ، ورفضاً للواقع بدون سند من الواقع .
لو أخذنا منطق الأحياء البحرية لكانت الحياة بنظام غير نظامها معجزة من المعجزات ، ولو أخذنا معتاد الحياة الأرضية لكانت الحياة بغير إمداد بالنظام الغذائي المعروف أمراً من المعجزات ، مع أنه ليس في أي شيء من ذلك ارتباط عقلي يوجه العقل ، ولكن هذا هو الأسلوب الذي جرى عليه نظام الكون ، ولو جرى أسلوب الكون على غير هذا النظام لما وجد العقل مانعاً من ذلك ، ولما وجد أنه يتنافى مع أي أصل عقلي منطقي أو رياضي ، وهذا البرهان يثبت لنا أن رفض المعجزات بدليل من واقع القوانين والسنن الطبيعية رفض فاسد عقلياً وعلمياً ، ولا سند له ، وتبقى قضية المعجزات من وجهة نظر العلم والعقل احتمالاً إمكانياً بالإمكان العقلي ، ولكنه لا يسلم به واقعياً إلا أن يقترن بأدلة إثبات يقبلها العلم والعقل .
وأدلة الإثبات في هذا المجال منحصرة في الأدلة الحسية والأدلة الخبرية .
وقد توافر للذين عاصروا الرسالات دليل المشاهدة الحسية لمعجزات الرسل ، فكان ذلك بالنسبة إليهم برهاناً حسياً ، وأما بالنسبة إلى غيرهم فعمدتهم في إثبات المعجزات دليل الأخبار الإنسانية المتواترة عند جميع أمم الأديان السماوية ، وهذه الأخبار تقطع بوجود معجزات أو آيات من خوارق العادات قد أجراها الله على أيدي رسله ، منها معجزات إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ، وكذلك سائر النبيين ، وجحود الأخبار المتواترة الصادقة مع وجود الإمكان العقلي ، ومع وجود المبرر العقلي لها ، ضرب من العناد الذي لا يفعله باحث عالم يدرس الظواهر ويحاول تفسيرها .
والتفسير العلمي للمعجزات الربانية ظاهر فيما يوضحه للدين ، من أنها أدلة ربانية يصدِّق الله بها رسله فيما يبلغون عنه .
ومن العجيب أن الملحدين الماديين يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ، ولا سند لها إلا الحدس والخيال ، ويرفضون المعجزات الربانية التي يجريها الله على أيدي رسله ، وهي معجزات ثابتة تاريخياً بشهادة الأخبار المتواترة المقطوع بها ، مضافاً إليها الشواهد العقلية والأثرية المؤيدة لها!!
لكن هذا هو شأن الملحدين ، إنهم يتناقضون بين ما يقبلون وبين ما يرفضون ، تعصباً لإلحادهم ، ومعاندة لخالقهم ومكابرة على الباطل .
( 13 )
حول الشهب
قال (د. العظم) (52) من كتابه:
"كما أن علماء الفلك (وليس التنجيم) سوف يجدون بعض الصعوبة ، لا شك ، في التوفيق بين معلوماتهم العلمية عن النيازك والشهب من ناحية وبين الآيات القرآنية التي تعلمنا أن الشهب هي لرجم الشياطين والجن ، حين تحاول الصعود إلى السماء واستراق السمع (أي: الاستماع إلى أحاديث الملائكة) من ناحية ثانية . لكن أصحاب الفكر التوفيقي عودونا دوماً على إطلاق الأحكام الشاملة والتعميمات البديعة بدون التدقيق بالمسائل المحددة التي تحرجهم وتحرج دعواهم".
تعليقاً على هذه الفقرة من كلامه نرى أنه من المستبعد جداً أنه لم يطَّلع بعدُ على مكتوبات الباحثين المسلمين المؤمنين بالله وكتابه ، الذين لم يقتروا على مجرد إطلاق التعميمات الشاملة البديعة ، التي تعلن وجود التوافق التام بين الصحيح الثابت من المفاهيم الإسلامية ، وبين الحق الثابت من النظريات العلمية ، بل تابعوا معظم المسائل بالدراسة والبحث والمناقشة للموضوعات بشكل موضوعي محدد .
ولكن شأن الآخذين بالمذهب الإلحادي محاولة طمس الحقائق ، وطرح المغالطات والمفتريات ، واستغلال أقوال بعض أصحاب المقالات ، والأقوال العامة التي يطلقها الباحثين المسلمين بصفة عرضية غير مقصودة ، وإلقاء الستور على سائر البحوث العلمية الرصينة التي تتناول كل جزئية بالبحث والدرس والتحقيق ، بغية إيهام الأجيال الناشئة من أبناء المسلمين أن المسلمين لا يملكون غير إصدار الأحكام التقريرية والتعميمات الخطابية .
أما ما أثاره حول موضوع الشهب فإننا نجد أنفسنا بالنسبة إليه أمام قضيتين:
القضية الأولى : تتناول الجانب المادي المدروس من الشهب .
القضية الثانية : تتناول الجانب الذي لم يصل العلم بعد إلى اكتشافه ودرسه .
وكل من هاتين القضيتين تتطلب نظراً خاصاً .
أما القضية الأولى التي تتناول الجانب المدروس من الشهب فلا يبدو فيها تناقض بين ما أعلنه أو أشار إليه القرآن ، وبين ما توصل إلهي العلم بالبحث المادي والدراسة النظرية ، وليتبين لنا هذا الأمر لا بد من عرض النصوص القرآنية في هذا الموضوع ، ومقارنة ما جاء فيها بما يقوله العلماء الماديون ذوو الاختصاص في هذا الموضوع أيضاً .
فمن النصوص القرآنية في هذا الموضوع قول الله تعالى في سورة (الحجر/15 مصحف/54 نزول):
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُل شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ}
ومنها قول الله تعالى في سورة (الصافات/37 مصحف/56 نزول):
{ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}
ومنها قوله تعالى في سورة (الملك/67 مصحف/77 نزول):
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ}
ومنها قوله تعالى في سورة (الجن/72 مصحف/40 نزول):
{وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً}.
فهذه نصوص قرآنية تحدثت عن الشهب ، وفيها من الدلائل المادية التي يمكن للعلم المادي أن يدرسها ويكتشفها ما يلي:
1- وجود (شهب) ظاهرة تنقض ، وحينما تنقض باتجاه الأرض تكون ثاقبة ملتهبة مضيئة .
2- وجود (رجوم) أي : قطع من الحجارة مصدرها النجوم أو الكواكب ، وهذه النجوم والكواكب هي المصابيح التي زين الله بها السماء الدنيا ، أما الرجوم (وهي الحجارة) فقد نشرت في السماء مع الحرس الذين ملئت بهم السماء ، وهذه الحجارة المختلفة الحجوم تنطلق شهباً مُبِينةً ثاقبة .
3- إن هذه الرجوم المنبثة في السماء (أي في الفضاء العالي) لم تكن قبل بعثة محمد ، ثم وجدت بعد ذلك .
هذه هي عناصر القضية الأولى ، وهي القضية المادية التي يمكن أن تقارن بالعلم المادي وما توصل إليه من معارف في هذا الشأن .
ولدى المقارنة نجد أن العلماء الماديين يقولون ما يلي:
1- يقولون عن انتشار الكتل الصخرية والحجرية ذات الأحجام المختلفة والتراكيب المختلفة ، والتي يسمونها بالمتيورات وبالنيازك ، وهي منتشرة في السماء فوق الغلاف الأرض ما يلي:
إن الهواء الجوي يحمينا من أسلحة السماء المخيفة ، فأسرع مقذوفاتنا النارية ينطلق خلال الهواء بسرعة أقل من نصف ميل في الثانية ، على حين يندفع خلال الفضاء العالي عدد لا حصر له من المتيوارت الحديدية المختلفة الأحجام ، من حجم الهباء إلى حجم جبل عظيم ، بسرعة هائلة تختلف من عشرين إلى مئة ميل في الثانية .
فمن هذا نلاحظ أن النصوص الدينية قد قررت هذه الحقيقة ، قبل أن تكتشفها الوسائل الإنسانية للبحث العلمي ، ويوم كان العلم الإنساني جاهلاً بوضع السماء .
2- يقول العلماء الماديون : إن أصل هذه النيازك من الكواكب والنجوم ، وهذا عين ما أشار إليه القرآن .
يقولون : إن النجوم يحدث فيها انفجارات من قوت لآخر ، وبقوة هائلة ، فيطير منها في كل انفجار مئات الأطنان من التراب الناعم ، ثم يتجمع بعضه على بعض فتتكون منه النيازك والمذنبات .
3- ويقول العلماء الماديون عن حالات حدوث هذه الرجوم في السماء وتكاثرها بين حين وآخر:
"إن مذنب بيلا ظهر منشقاً إلى جزئين في عام (1846م) ثم ظهر هذان الجزءان في عام (1852م) على صورة مذنبين منفصلين ، ثم اختفيا بعد ذلك ، وظهرت بدلاً منهما جموع حاشدة من متيورات مضيئة صغيرة في جو الأرض".
أليست هذه الرجوم التي مصدرها نجوم السماء وكواكبها ، وقد حدثت في فترة نعرفها ، وهذا يقرِّب إلى التصور ما حدث في عصر الرسالة المحمدية .
من كل هذا يتبيَّن لنا أن الحقائق العلمية المادية تتفق مع ما جاء في القرآن ، وهذا ما يتعلق بالقضية الأولى .
وأما القضية الثانية وهي كون الشهب رجوماً للشياطين تلاحقهم وتحرقهم ، فهذه لم يتوصل العلم المادي إليها ، لأنها خارجة عن دائرة اختصاصه ومدى وسائله ، فهو لا يستطيع من عنده أن يثبتها ولا يستطيع أن ينفيها ، ويجب عليه بالنسبة إليها أن يترك الحديث عنها إلى ما يقرره الدين ، وما ثبت فيه بالنصوص الصحيحة القاطعة .
فكان الأولى بالعظم حول هذا الموضوع أن يعتصم بالصمت إذا لم يشأ أن يذعن للدين وما جاء فيه .
( 14 )
حول المعرفة الدينية والمعرفة بمعناها العقلي والعلمي
قال (د. العظم) في الصفحة (72) من كتابه:
"ورد معنا ذكر طائفة من المفكرين يقولون : إن المعرفة الدينية تختلف اختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي ، لذلك نجدها دائماً مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل".
قبل أن أتابع ذكر بقية كلامه حول هذه المقدمة ، لا بد من التنبيه على أن هذا الكلام كذب على الإسلام والمسلمين لا أصل له مطلقاً . إنه لا يوجد واحد من علماء المسلمين يقول : إن المعرفة الدينية تختلف اختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي ، ولذلك نجد المعارف الدينية مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل .
فلست أدري من أين جاء بهذه الفرية على الإسلام والمسلمين على المعارف الدينية الإسلامية؟!
إن الذي يقوله جميع علماء المسلمين يقضي بأن جميع ما ثبت في الدين يتفق مع مفاهيم المنطق السليم ، والعقل الصحيح ، والعلم الثابت .
وقد سبق أن بينَّا أن التناقض أو التنافي لو وجد فهو ليس بين ما ثبت في الدين بشكل قاطع وما ثبت في العلم أو العقل بشكل قاطع ، وإنما بين ما نسب إلى الدين وهو ليس منه وبين الحقائق العلمية الثابتة ، أو بين ما نسب إلى العلم وهو ليس منه وبين الحقائق الدينية الثابتة ، أو بين ما نسب إلى الدين وما نسب إلى العلم وكل منهما لم تصحَّ نسبته إلى صاحبه .
ولكن قد توجد أمور ثبتت في الدين والعقل لا يستطيع مستقلاً أن يثبتها ، كما لا يستطيع أن ينفيها ، فهي لا تناقض أصول العقل والمنطق ولا تتنافى مع العلم ، إنما عجزت الوسائل العلمية عن إدراكها والوصول إلى معرفتها ، وعجزت التصورات العقلية عن إدراكها وتحديدها ، وهذا شيء يُعزى إلى قصور المعرفة والإدراك ، وليس من التناقض ولا من التنافي حتماً . ونظير هذا يحدث في مجال الدراسات العلمية الإنسانية البحتة . إن العلماء قد استنبطوا من الظواهر المادية كثيراً من القوانين ، منها مثلاً قانون الجاذبية ، مع أن أية وسيلة علمية لا تستطيع أن تحدد كنه هذه الطاقة التي تظهر آثارها ، ولا يستطيع العقل أيضاً أن يتصور صورة مادية لها ، ولا أحد يقول مع ذلك : إنها مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل .
وبعد هذه المقدمة التي افتراها على الإسلام والمسلمين ، قال في متابعة كلامه:
"يقول أصحاب هذا المذهب : إن العقل الإنساني قاصر عن أن يعرف طبيعة الإله ، وعن أن يحيط به ولو إحاطة جزئية . إنه عاجز عن تصوره وعن التعبير عن طبيعته ، وعّر البعض عن هذا الرأي بقولهم عن الله : (كل ما يخطر في بالك فهو خلاف ذلك).
وقبل أن نتابع بقية كلامه نقول : هذا كلام لا علاقة له بالمقدمة التي افتراها ، فكون العقل الإنساني قاصراً عن تصور ذات الخالق جلَّ وعلا ، وعاجزاً عن معرفة كنه هذه الذات ، لا يعني بحال من الأحوال أن ذاته سبحانه مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل . جُلُّ ما في الأمر إثبات العجز للجهاز المدرك ، علماً بأن العقل عاجز عن إدراك أو تصور كثير من الحقائق العلمية الثابتة في الكون المادي المدروس ، حتى إن العقل لم يستطع إلى يوم الناس هذا أن يدرك كنه ذات نفسه ، فهل جهله بذات نفسه ينفي وجوده ، باعتبار أن هذا الجهل مناقض للمنطق ومتنافٍ مع العقل بحسب دعوى (د. العظم)؟
هذا كلام فارغ وسخيف ومتهافت لا يقبله من لديه مثقال ذرة من عقل ، وهو في حقيقته يسخر من قائله ولا يخدع قارئه.
ثم إن (د. العظم) بعد أن وضع المقدمة المفتراة ، وبنى عليها مسألة غير ذات علاقة بها مطلقاً بقصد المغالطة والتضليل ، قال موجهاً اعتراضاته:
"توجد عدة اعتراضات على هذا الموقف . أولاً: هل بإمكاني أن أقيم علاقات جدية بيني وبين هذا الإله ، الذي تتجاوز طبيعته تجاوزاً مطلقاً منطقي ومشاعري وأفكاري ومثلي وآمالي؟ هل بإمكاني أن أجد عزاء في إله جُلُّ ما أعرفه عنه أنه مهما خط في بالي من أفكار وصفات فهو يختلف عنها اختلافاً مطلقاً؟ إن وجود مثل هذا الإله وعدم وجوده سيان بالنسبة إليه . إن هذا الإله ليس إلا تجريداً فارغاً من كل معنى ومحتوى ، ولا يمكن لإرادة إنسان أن تتعلق بتجريد محض ، تجاوز بمراحل التجريد الذي وصفه أرسطو باسم (المحرك الأول) فإذا كان بإمكانك أن توجه ابتهالاً أو دعاء إلى المحرك الأول فمن المؤكد أنك لن تستطيع أن توجه لإله لا يمكنك أن تصفه بشيء على الإطلاق ، لأنه بطبيعته مخالف لكل ما يرد في ذهنك من أفكار وكل ما تنطق به من صفات".
هذا هو الاعتراض الأول الذي وجَّهه ، وهو بهذا الكلام يضيف إلى افترائه في المقدمة ومغالطته فيما بنى عليها ، فيطرح هنا كذباً جديداً ومغالطة في الحقائق ويدَّعي على الفكر الإسلامي تعميماً كاذباً مخالفاً للحقيقة تماماً .
إن أحداً من المسلمين لا يقول: إن العقل قاصر عن أن يعرف شيئاً عن الله الخالق جلَّ وعلا ، أو قاصر عن أن يحيط ولو إحاطة جزئية بصفاته ، فهذا من الكذب على المفاهيم الإسلامية .
لكن الذي يقوله المسلمون إنما هو منحصر في معرفة كنه ذات الخالق ، والذات شيء والصفات ذات الأفعال والآثار شيء آخر ، فقول المسلمين : "كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك" ، قول منحصر في معرفة كنه ذات الخالق ، لا في معرفة صفاته ، وذلك لأن تصورات الأفكار كلها مقتبسة من صور الكون الحادث ، وهذه الصور المادية لا تليق بكمال الله جلَّ وعلا ، إذ ليس كمثله شيء ، ولا يتوقف على معرفة كنه ذات الخالق شيء من الإيمان ولا من العلاقة به .
إننا نتعامل مع كثير من طاقات الكون دون أن نعرف كنه ذاتها . عقولنا لا نعرف كنه ذاتها . معظم ما هو داخل في أجسامنا لا نعرف كنه ذاته . أفيؤثر هذا على إيماننا بها وتعاملنا معها؟
ولا بد أن يلاحظ القارئ حشد المغالطات التي صنعها (د. العظم) ويكتشفها ويعرف ما فهيا من زيف لا يحتاج كشفه إلى كد ذهني .
لقد جعل الشيء الذي يعجز العقل عن إدراكه وتصوره شيئاً مناقضاً للمنطق ومنافياً للعقل ، وهذا باطل بداهة كما أوضحنا ، إن أموراً كثيرة جداً يعجز العقل عن تصورها وتحديد ذاتها وهي واقعة فعلاً ، وحينما يدركها العقل لا يرى فيها مناقضة للمنطق ولا منافاة للعقل . الأعمى يعجز عن تصور الألوان ، مع أن الألوان لا تناقض المنطق ولا تتنافى مع العقل ، لا في مفهوم المبصرين ولا في مفهوم العميان .
ليكن واضحاً لدينا تماماً أن قصور الجهاز المدرك عن إدراك بعض الحقائق لا يعني بحال من الأحوال أن هذه الحقائق مناقضة لمنطق الأشياء . هذه بديهة ولكن (د. العظم) أراد أن يغالط بها ، وأراد أن يموِّه بها على السذج من المخدوعين المفتونين بعبارات (أصول البحث العلمي) و(قواعد المنطق الحديث) و(ما توصلت إليه الحقائق العلمية) وأمثالها من العبارات التي غدت شعارات للتمويه والتضليل فقط يستعملها بعض أصحاب المذاهب ذات الأغراض الخاصة ، كسائر الشعارات الجميلة ، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية ، إن هذه الشعارات تحمل بريقاً لفظياً يسرُّ السامعين ويعجبهم ، ولكن ليس لها عند مستغليها مضمون عملي تطبيقي .
وبعد أن بنى (د. العظم) هذا البناء الوهمي على المقدمة الكاذبة الأولى ، وجَّه عدة اعتراضات عليه ، وهذه الاعتراضات وجهها على اعتبار أن من نسب إليهم هذا المذهب من المفكرين المسلمين يرون أنه لا يمكن إدراك أي شيء عن ذات الخالق ولا عن صفاته .
وهنا تكمن مغالطته الثانية ، وهي مغالطة تعتمد على تعميم تمويهي كاذب لقضية خاصة ، وذلك لأن عبارة : "كل ما يخطر في بالك فالله بخلاف ذلك" عبارة خاصة بتصور كنه ذات الله ، وليست شاملة لذاته وصفاته ، ولكن (د. العظم) عمَّم في دلالتها وفي مفهومها تعميماً باطلاً ، ليوجه اعتراضه على منطقة التعميم التي ادعاها زوراً وبهتاناً .
إن صنيعه يشبه صنع من قال : إن الماء صخر جامد ، والذين يقولون : إن السفن الشراعية تجري بالهواء لا بد أن يسلموا بأن هذه السفن تجري في الجبال والصخور والرمال ، وكلامهم هذا معترض من وجوه:
الأول: أن الماء ليس صخراً جامداً .
الثاني: أن السفن البحرية لا تجري في الجبال والصخور والرمال .
الثالث: أن السفن البحرية قد تجري بالمحركات الآلية .
هذا لون عجيب جداً من المغالطات التي تصطنع الأكاذيب ، والتعميمات ، وتضع الأشياء في غير مواضعها ، ومع ذلك فإن المنطق (العظمي) يقبله ، ويقبله مع سائر الملحدين!!
وعلى مثل هذا المنطق يريدون أن يصنعوا جيلاً عربياً تقدمياً .
من الطبيعي بعد أخذ المجال التعميمي الذي ادعاه كذباً على الفكر الإسلامي أن يصل إلى منطقة تجريد مطلق لا يفهم منه شيء ، فبينما كان أصل الموضوع منحصراً في كنه ذات الله ، إذا به يجعله شاملاً للذات والصفات كلها وسائر المفاهيم ، وهذا ما لا يقول به أحد في الوجود ، ولما وصل في أكذوبته إلى هذا المستوى وجه اعتراضه كما راق له فقال : "هل بإمكاني أن أقيم أية علاقات جدية بيني وبين هذا الإله … إلى آخر كلامه".
من الطبيعي أن إلهاً لا يفهم عنه شيء من ذات ولا من صفات مطلقاً أن يكون تجريداً فارغاً من كل معنى ومحتوى . لكن أحداً من المؤمنين بالله لا يقول بمثل هذا الكلام الباطل .
إن المؤمنين يثبتون لله صفات كثيرة من صفات الكمال ، بل هم يثبتون له كل صفات الكمال ، وينفون عنه كل صفات النقصان ، ويستطيعون أن يتصوروا من صفاته على مقدار عقولهم ، ويطلقون الحدود دون حصر ، إنهم يؤمنون بصفة وجوده الواجب سبحانه ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون بصفة قدرته الكاملة القادرة على خلق كل ممكن ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون بصفة إرادته واختياره التي تختار من الممكنات ما تشاء ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون أيضاً بصفات علمه وسمعه وبصره وصفات أفعاله ، ويستطيعون أن يتصوروا من هذه الصفات على مقدار عقولهم ، وهكذا إلى كثير من صفاته سبحانه .
فهل هذا هو التجريد المطلق الذي ادَّعاه (د. العظم) كذباً وبهتاناً؟!
ألا يسوغ في منطق العقل أن نؤمن بموجد نعلم كل صفاته التي لها آثار متصلة بنا ، من خلق ورزق ، وإحياء وإماتة ، وعدل وجزاء ، ورحمة وعقاب ، وغير ذلك دون أن نعلم كنه ذاته وطبيعتها الخاصة؟
إن العلماء الماديين يؤمنون بالجاذبية ، وهم لا يعلمون من خصائصها إلا أنها قوة تجذب . إنهم يعتقدون بها ، ويتعاملون معها ، لمجرد معرفة صفة من صفاتها ، دلت على آثارها ، فكيف بمن علمنا من صفاته أشياء كثيرة متعلقة بنا؟
يا عجباً لمنطق الملحدين!! إنهم يقيمون علاقات جدية مع أوهام إلحادية ، وعلاقات جدية مع قوانين طبيعية لا يعرفون كنه ذاتها ، وإنما تظهر لهم بعض آثارها التي تدلهم على بعض صفاتها ، ثم يستكبرون عن أن يقيموا علاقات جدية مع الله ، الذي يظهر لهم من آثاره أنه قادر عليم ، عادل حكيم ، خالق رازق ، محيي مميت ، سميع بصير ، نافع ضار ، يجازي المحسنين والمسيئين .
وإن تعجب فعجب قولهم وعجب منطقهم .
ثم إن (د. العظم) وجَّه اعتراضاً ثانياً على البناء الفاسد نفسه الذي بناه فقال:
"ثانياً: إذا كان الإله لا يوصف ولا يدرك بالنسبة إلى البشر فما معنى قولنا إذاً بأنه (رحيم وبأنه عادل) . عندما ننعت الله بالرحمة والعدل ماذا نعني بهذه الصفات؟ أليس هناك من شبه على الإطلاق بين الرحمة والعدل عندما نطلقهما على الله ، وبين تصورنا الإنساني لهاتين الصفتين؟ إذا كان الجواب بالنفي هل تكون إذن أذهاننا فارغة من كل معنى وتصور؟ عندما ننعت الله بالرحمة والعدل ، هل ننسب إليه كلمات لا معنى لها على الإطلاق بالنسبة للبشر؟ في الواقع إننا في موقف حرج حيال هذا الموضوع ، فإما أن ننعت الله بالعدالة وفقاً لتصور يشبه إلى حدِّ ما وبصورة غامضة تصورنا الإنساني لهذه الصفة ، وإما أن يكون قولنا بعدالته كلاماً فارغاً من كل معنى ومحتوى . أي : إننا مرغمون إما على التشبيه وما يترتب عليه من عواقب ، أو على التنزيه التام وما يستتبع من نتائج.
يوجد حل تقليدي لهذه الكتلة من التناقضات والمشكلات ، وهو الأخذ بظاهر المعنى والتصديق به مع تفويض معرفة حقيقته إليه تعالى ، أي التصديق دون معرفة ، والإيمان على طريقة العجائز".
مرة ثالثة يلجأ في هذا الموضوع بالذات إلى المغالطة والتمويه عن طريق التعميم الفاسد .
فبعد المغالطة السابقة التي اعتمد فيها على تعميم العجز البشري في واقعهم الدنيوي عن إدراك ذات الله وكنهها ، بالنظر إلى أن الأبصار لا تدركه سبحانه ، وبعد أن جعل هذا العجز البشري شاملاً للذات والصفات وهو ما لم يقل به أحد ، فقز قفزة جديدة إلى مغالطة جديدة ، تعتمد على تعميم خلط فيه جميع ما نسب إلى الله من صفات في النصوص ، ليعطيها حكماً واحداً عاماً ، باعتبار أن بعضها مما يوهم التشبيه بالمخلوقات قد ثار حوله حوار في فهم المراد منه بين المفكرين من علماء المسلمين .
ويبدو أعن علمية المغالطة القائمة على تعميم الخاص أهم عناصر مغالطاته ، كما أنها أهم عناصر مغالطات (فرويد) أحد قادته المثاليين في نظره ، إذ كان (فرويد) يأخذ من الحالات الشاذة النادرة أحكاماً عامة مطلقة ، مخالفاً بذلك كل منهج علمي .
إن ادعاء (د. العظم) بأننا لا نفهم شيئاً عن صفات الله تعالى وإلا وقعنا في التشبيه ادعاء باطل ، ونستطيع بالتحليل العلمي أن نكشف بطلانه .
إن الطاقة الفكرية تستطيع أن تأخذ منطلقاتها في الاتجاه غير المحدود (اللانهائي) مهما كانت الحواس تشدها إلى الواقع المدرك المحدود ، فالفكر يشاهد مثلا عن طريق الحواس الموجودات الحادثة ، فيأخذ صورة صحيحة إلى تصور معنى الوجود الأزلي ، وهو يُحسن أن يتصور من معنى الوجود الأزلي على مقدار وعائه ، فيثبته لله تعالى ويطلقه من حدود المدركات بالحس ، ويلاحظ الفكر الإنساني القدرات المادية التي ترفع الأرطال والقناطير وما هو بوزن الجبال ، والقدرات غير المادية التي تفعل الأفعال العجيبة ، فيأخذ صورة تجريدية صحيحة عن معنى القدرة أو الطاقة ، ثم ينطلق منها في سلسلة التكامل الارتقائي إلى تصور قدرة فوق قدرة ، وطاقة فوق طاقة ، حتى يصل إلى تصور قدرة تخلق السماوات والأرض وتفعل كل ممكن ، دون أن تعجز أو تضعف ، فيثبت هذه القدرة لله ، ويطلقها من حدود المدركات بالحس ، بمقتضى أحكام سلسلة التكامل ، التي لها في العقل أصول يمكن أن تبنى عليها مدركات غير محدودة ، والعقل يحسن أن يتصور من معاني القدرة الكاملة على مقدار وعائه ، وما زاد عن وعائه يقف دونه عاجزاً مسلماً ، فهو بذلك قد فهم وأدرك على مقداره ، وكان لوصف الله بأنه قدير معنى صحيح واضح في فكره وتأملاته .
ونقول نظير ذلك في الإرادة ، وفي العلم ، وفي السمع ، وفي البصر ، وفي الرحمة وفي العدل وهكذا .
ومغالطة التشبيه التي جاء بها (د. العظم) إنما جاء بها من الصفات الواردة في النصوص مما يوهم ظاهره التشبيه الجسدي ، كالصفات التي تثبت لله وجهاً ويداً ونحو ذلك ، فهذه هي التي جرى بين علماء المسلمين حول المراد منها ، بين الإثبات من غير كيف ، والتأويل والتفويض ، ولكن هذه لا تؤثر على سائر الصفات التي لا خلاف في فهمها وإدراك معانيها .
وناقدنا (د. العظم) لم يجد سبيلاً إلا أن يغالط عن طريق التعميم الذي أصَّل له .
وحين يتصور (د. العظم) أنه بلغ ما يريد طرح حول الموضوع نفسه مسألة القضاء والقدر ، فقال :
"وأفضل مثال على هذا الموقف المشكلة الكلاسيكية التالية : يفترض في المؤمن أن يسلم بالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى ، وأن يؤمن بالعقاب والثواب ، وأن يؤمن أيضاً بالعدالة الإلهية ، رغم ما في هذه الموضوعات من تناقضات عقلية وأخلاقية . ويبرر أصحاب هذا الرأي موقفهم بقولهم: إن العقل الإنساني عاجز تماماً عن إدراك طبيعة العدالة الإلهية ، وعلاقتها بالحساب والقضاء والقدر ، وبما أن هذه المواضيع لا تخضع للمنطق البشري ، لذلك تبدو متناقضة ومغايرة لمعاييرنا الأخلاقية وغير منصفة".
يبدو أن الناقد أخذ فكرة القضاء والقدر في الإسلام من أفواه جهلة العامة الجبريين ، ولم يقرأها في كتاب علمي معتمد من كتب العقيدة الإسلامية[30].
وربما يكون قد قرأها في كتاب علمي معتمد إلا أنه طمس مذهب أهل الحق في هذا الموضوع ، وأخذ رأي الجبريين الذين كذبهم القرآن فيما ادَّعوه ، ورفض مذهبهم جمهور علماء المسلمين ، وبعد أن أخذ رأي الجبريين جعله هو الرأي الإسلامي ، وأخذ يوجه عليه اعتراضاته لما فيه من تناقض ، وغرضه هدم الإسلام كله من خلال رأي فاسد قاومه القرآن ، ورفضه علماء المسلمين .
أما تكذيب القرآن لرأي الجبريين فيما ذهبوا إليه ، باعتبار معارضاً لمبدأ امتحان الإنسان وتكليفه وجزائه بالعقاب أو بالثواب فنجد في قول الله تعالى في سورة (الأنعم/6 مصحف/55 نزول):
{سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم منْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}
ونجده أيضاً في قول الله تعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول):
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ}
فهؤلاء مشركون وجبريون يزعمون أن الله قد شاء لهم أن يشركوا ، فأعلن الله أنهم يكذبون في دعواهم .
إن قول المشركين : {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ، ولا حرَّمنا من دونه من شيء} ، مستند إلى ادعاء جبري يتضمن أن الله قد شاء لهم الإشراك به ، وشاء لهم عبادة غيره ، ولذلك كانوا مشركين به في عقيدتهم وفي عبادتهم ، ولذلك كذَّبهم الله في هذا الادعاء ، وأوعدهم بالعذاب فقال : {كذلك كذَّب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا} وأمر رسوله بأن يطالبهم بالدليل على ما ادعوه ، فقال له : {قل : هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ، أي : هل عندكم من خبر عن الله يثبت مدعاكم هذا؟ فإن كان عندكم شيء من ذلك تحتجون به فأخرجوه لنا ، ولكنكم في الحقيقة لا تعتمدون في ادعائكم هذا على أي مستند علمي ، وإنما تتبعون الظنون الكاذبة التي هي أوهام بعيدة عن الحقيقة ، فما أنتم في الحقيقة إلا تخرصون ، أي تكذبون .
ثم علَّم الله رسوله أن يقول لهم : {قل : فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}، أي : إن الله قد شاء أن يمنحكم الإرادة الحرة ، ليمتحنكم في حدود ما وهبكم من استطاعة ، ولو شاء غير ذلك ، أي لو شاء أن يجعلكم مجبرين لا خيرة لكم فيما تقومون به من أعمال لكانت حكمته تقتضي بأن يهديكم أجمعين ، وفي هذا حجة عليهم بالغة صميم الحقيقة ، ولله الحجة البالغة .
فالفكر الإسلامي قائم على أن الإنسان مسؤول عن أعماله ، ومحاسب علهيا ، ويُجازى عليها أيضاً ، لأنها داخلة في حدود استطاعته إذ وهبه الله حرية الإرادة ، والقدرة الجزئية على تنفيذ إرادته ، وأعطاه شروط الامتحان ، ووضعه في مجالات الامتحان الأمثل .
هذه خلاصة العقيدة الإسلامية التي أوضحها القرآن حول موضوع القضاء والقدر ، وفهمها جمهور علماء المسلمين .
ومن هذا يتبين لنا أن ما لا سلطة للإرادة الإنسانية والقدرات الإنسانية عليه هو الذي يقع مباشرة تحت سلطان القضاء والقدر ، وأن الله قد منح بقضائه وقدره الإنسان إرادته الحرة ، وعقله الذي يؤهله للتكليف , وجزءاً من القدرة على التنفيذ ، ليمتحنه ، ثم ليحاسبه ويجازيه.
فهل في هذا المفهوم الصحيح تناقض أو إشكال في موضوع القضاء والقدر؟.
لكن الملحدين لا يروق لهم البيان الحق عن الدين ، إنما يريدون مفاهيم فاسدة تنتشر بين المسلمين ليحاربوا الدين بها .
* * *
الفصل التاسع
التطورات العلمية هي التي تتراجع في اتجاه المفاهيم الدينية
زعم (د. العظم) في نقده للفكر الديني أن الدين في نزاعه مع العلم يضطر لأن يتنازل عن مواقعه بعد صراع شديد ، فقال في الصفحة (24) من كتابه:
"إن محاولة طمس معالم النزاع بين الدين والعلم ليست إلا محاولة يائسة للدفاع عن الدين ، يلجأ إليها كلما اضطر الدين أن يتنازل عن موقع من مواقعه التقليدية ، أو كلما اضطر لأن ينسحب من مركز كان يشغله في السابق . إن نمط هذه العملية معروف جدا ً. إنها تبدأ بصدام شديد بين النظرة العلمية الجديدة حول موضوع ما ، وبين النظرة الدينية السائدة إلى الموضوع ذاته ، وبعد نزاع قد يستمر سنين طويلة تنتصر النظرة العلمية الجديدة ، وتسود بين كبار المفكرين ، وتنتشر بين الفئات المثقفة تماماً عندما يوشك العلم أن يتجاوزها إلى نظرة أفضل . عندئذٍ يقول أصحاب النظرة الدينية : إنه لم يكن من موجب لهذا النزاع أصلاً ، لأن الخلاف لم يكن بين جوهر الدين وروحه من جهة وبين العلم من جهة أخرى ، لذلك لا يضير الدين أن يتنازل للعلم عن أمور لا تمس روحه . ولكن الحق يقال : إن هذا النمط من التكفير يخبئ وراءه سلسلة طويلة من التراجعات الهامة والحاسمة ، اضطر إليها الدين عندما وقف وجهاً لوجه أمام العلم . بالرغم من هذا الكلام الجميل عن روح الدين وجوهره لم يتراجع الدين ولو مرة واحدة أمام العلم إلا بعد معركة ضارية ، أو تحت الضغط المتزايد للثقافة العلمية الحديثة ، أو تحت إلحاح الضرورات الحيوية للتكليف مع موجة العلمنة والتقدم التي تفرض نفسها على حياة المجتمعات في النهاية".
لنا حول هذا الكلام "العظمي" نظرات ، كل واحدة منها تحتاج مناقشة مستقلة .
( أ ) ففي النظرة الأولى نلاحظ أن الناقد قد أطلق كلمة الدين وقصد كل ما يسمى بني الناس ديناً ، حقاً كان أو باطلاً ، وهذا الإطلاق التعميمي فيه مغالطة جدلية لا يفعلها من يحترم فكر نفسه ، أو يحترم المنهج العلمي السليم لدى النقد والمناظرة ، لأن الحكم الواحد لا يصح ، يحكم به على مختلفات في الحقيقة لمجرد اشتراكها في الاسم العام اشتراكاً لفظياً ، فلا يصح أن يقول القائل : إن الإنسان أصفر الوجه قصير القامة بدليل أن بعض الناس كذلك ، فالأحكام لا تعطي صيغة التعميم الشامل ما لم يثبت أن جميع الأفراد المختلفة في حقيقتها مشتركة فعلاً في هذا الحكم التعميمي .
فمغالطة (د. العظم) هنا قائمة على التعميم في الحكم مع اختلاف حقائق الأفراد التي يحكم عليها . وقد وضح لنا في مواضع كثيرة اعتماده على هذا العنصر من عناصر المغالطات .
أفعلى هذا المستوى يريد أن يوجه نقده العلمي؟
أفعلى هذا المستوى يريد أن يراجع المفاهيم الإسلامية مراجعة عصرية؟
إن هذا العمل بعيد كل البعد عن الروح العلمية النقدية ، لو أنه كان صادقاً في طلب الحقيقة والبحث عنها .
(ب) وفي النظرة الثانية نلاحظ أن الناقد قد أطلق كلمة الدين وقصد بها التعاليم الدينية الأساسية ، والتفسيرات الاجتهادية التي يقول أي إنسان منتسب إلى الدين ، وإن كانت اجتهادات ظاهرة الفساد ، وآخرون من علماء المسلمين يخالفونه فيها ، وإن كانت مفاهيم باطلة لطوائف منحرفة عن الدين تقول أقوالاً شاذة مرفوضة .
وبعد هذا التعميم الباطل يطلق حكمه على الدين نفسه من خلال حكمه على هذه الآراء التي جانب أصحابها فيها وجه الصواب .
لو قبلنا هذا التعميم لكان علينا أن نقبل أي فهم يفهمه أي إنسان من نص قانوني ، أو نص دستوري ، أو نظام من الأنظمة ، أو مذهب من المذاهب الإنسانية ، ثم نجعل هذا الفهم جزءاً من القانون أو الدستور أو النظام أو المذهب ، ثم نوجه إليها النقد على أساس هذا الفهم الخاطئ . لكننا نعلم أن هذا العمل مغالطة حقيرة لا تتفق مع أصول المنهج العلمي النقدي السليم ، لذلك فإننا لا نفعله ، لأن الإسلام يفرض علينا التزام الأمانة الفكرية ، ويفرض علينا أن نحافظ على أخلاق البحث العلمي السليم ، والمنهج النقدي الصحيح .
وشبابنا المسلمون يعرفون هذه الأخلاق ويلتزمونها ، ويعرفون مداخل المغالطات فلا يتأثرون بها . وإذا شاء الملحدون أن يموتوا بغيظهم من ذلك فليفعلوا ، ولتبقَ مغالطاتهم على أكف الرياح السافيات ، مع الهشيم اليابس والقمامات .
( ج ) وفي النظرة الثالثة نلاحظ أن البحوث العلمية المتطور يوماً بعد يوم هي التي تتطور متقدمة إلى الأمام ، لتجد نفسها مقتربة من المفاهيم الكلية الكبرى التي قررها الإسلام في عقائده ومبادئه .
إننا نسمي هذا تقدماً في البحث العلمي إلى المواقع الغائية التي يحتلها الدين الحق ، ولو أردنا أن نجاري (د. العظم) في تعبيراته لقلنا : إن البحوث العلمية تتراجع من مواقع النظرات المادية الإلحادية إلى مواقع النظرات الغائية الإيمانية ، وهي المواقع التي يحتلها الدين بثبات واستقرار ، دون تحول أو تراجع ، لأن الدين الحق الإلهي ، وهو يقف عند مواقع الحق ، وحينما يصل العلم إلى الحق ، تماماً يجد نفسه عند مواقع الدين .
وهذا الكلام منا يحتاج إلى أدلة من الواقع العلمي ، حتى لا يكون ادعاء لا قيمة له ، وسأعتمد في هذا على أقوال كبار العلماء الماديين من علماء القرن العشرين .
من المعروف في قصة الحضارة الحديثة أن معظم الأبطال الأولي الذين اكتشفوا كثيرا من القوانين الطبيعية التي اعتمدت عليها هذه الحضارة كانوا مؤمنين بالله ، ولكن خلفهم قوم زعموا أن هذه الاكتشافات قد أبطلت الحاجة إلى الإيمان بوجود الخالق جلَّ وعلا ، وتلقف الملاحدة الذين لهم غايات خاصة من نشر الإلحاد في الأرض ذلك ، وأخذوا يروجون له في مختلف المجالات العلمية وغير العلمية .
ثم اتسعت دوائر المعرفة خلال القرن العشرين ، فبدأت تنهار أسس الفكر الإلحادي القائم على تفسير الكون تفسيراً مادياً ميكانيكياً بحتاً ، لدى كبار علماء الباحثين في مجالات المعارف الطبيعية الكونية .
لقد حل (أينشتاين) محل (نيوتن) ، كما أن العالمين (بلانك) و(هايزنبرج) قد أبطلا نظريات (لابلاس) ، وفقد معارضو الدين اليوم تلك المكانة التي كانت تسمح لهم بأن يستندوا إلى العلم لنقض أسس الدين .
إن نظرية النسبية وقاعدة الميكانيكا الكمية (كوانتم) قد أوصلتا العلماء إلى الاعتراف بأنه لا يمكن الفصل بين المشاهد والموضوع المشاهد ، ومعناه أنه ليس في إمكاننا إلا أن نشاهد بعض المظاهر الخارجية من أي شيء ، وأننا لا نستطيع أن نشاهد حقيقته الجوهرية .
وقد أصبح من الحقائق القطعية أننا لا نستطيع أن نهتدي إلى الوجود الأصلي لأي شيء فيما يتعلق بعلم الطبيعة ، وأن كل ما يمكننا عمله هو بذل الجهد لمعرفة الهيكل الرياضي لذلك الشيء ، وقد سلم العلماء على أعلى مستوى اليوم بأن الزعم بأننا نستطيع أن نشاهد الأشياء في صورتها النهائية لم يكن إلا وهماً وسراباً .
ويعتقد البروفيسور (آرثر إيدينجتين) "أن معرفة الهيكل الرياضي للشيء هي المعرفة الوحيدة التي يمكن لعلم الطبيعة أن يمنحنا إياها"[31].
فقد جاء في مقال لهذا العالم ما يلي:
" … بقطع النظر عن الجوانب الجمالية والأخلاقية والروحانية ، فإن المادة والجوهر والبعد والوقت وغيرها من تلك الأشياء التي كانت تعتبر خاضع لعلم الطبيعة وحده قد أصبح من المتعذّّر علينا معرفة خصائصها ، بقدر ما كان متعذراً معرفة خصائص الأشياء غير المادية. إن علم الطبيعة الجديد لم يعد في وضع يسمح له بالمعرفة المباشرة لخصائص الأشياء . إن حقيقة هذه الأشياء خارجة عن حدود الإدراك ، ونحن نصل إلى حقائقها بواسطة الصور الذهنية . وأية صورة ذهنية لا يمكن أن تعكس لنا صوراً غير موجود البتة في الذهن . وهكذا لا يمكن للطبيعة 0باعتبار مجال عملها الحقيقي- أن تتناول الخصائص الخارجة عن حدود الإدراك ، بل هي لا تقوم إلا بالدراسة بواسطة الآلات التي يمكن لعلمنا الإحاطة بها . صحيح أن هذه الدراسة تصور لنا بعض الخصائص لعمل الكون إلا أن معلوماتنا الأصلية تتعلق بالدراسة عن طريق الآلات ، وليست بالخصائص نفسها . إن علاقة الدراسة عن طريق الآلات بالخصائص الحقيقية للأشياء تشبه علاقة رقم التليفون بصاحبه".
ما هذه العلاقة الضعيفة جداً بين الدراسات الطبيعية للأشياء وبين حقائق الأشياء؟
إن هذا العالم الطبيعي من كبار علماء القرن العشرين ليقلل كثيراً من قيمة الادعاءات العريضة التي كان يدَّعيها الماديون ، والتي كانوا يزعمون فيها أن العلوم الطبيعية قد بلغت بدراساتها معرفة حقائق الأشياء أو كادت تصل إليها . إن علماء اليوم المنصفين قد بدأوا ينقضون هذه الأقوال ويستخفونها ، ويعتبرونها تجاوزاً كبيراً للحدود التي بلغها علم الناس ، وهؤلاء العلماء قد بدأوا يعلنون ما كان أعلنه القرآن عن مبلغ علم الناس بقوله تعالى في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول):
{…وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}.
ويقول البروفيسور (آرثر إيدينجتين) أيضاً:
"إن حقيقة "أن العلم محدود بالمعلومات عن هيكل الأشياء" حقيقة ذات أهمية قصوى . إنها تؤكد أن الحقيقة الكاملة لا تزال غير معروفة . وفي ضوء هذه الحقيقة لا يمكن الزعم الآن بأن أحاسيسنا أو تجربة اتصال النبي بالله ليس لهما مثيل موضوعي (خارجي) وذلك لأنه من الممكن جداً أن يكون هناك مثيل خارجي لهذه الأحاسيس ، أو لتجربة النبي أو العارف بالله . ولم يعد من الممكن أن يقال عن أحاسيسنا الدينية أو الجمالية : إنها مجرد ظواهر خادعة كما كانوا يقولون بالأمس صلافة وتبجحاً ، وبإيجاز : إن العارف المؤمن بالله المؤمن بالدين يمكنه أيضاً أن يعيش –كحقيقة- في الدنيا".
أليس هذا تراجعاً ظاهراً في موقف العلم إلى مواقع الفكر الديني ، وهذا التراجع أو التقدم في الحقيقة نتج عن واقع تقدم البحوث العملية الطبيعية ، إن العلم الإنساني بدأ يتعرف على حدوده .
ولكن الماديين المتعصبين للنظرات التقليدية الإلحادية ما زالوا يجترون الادعاءات التبجحية السابقة ، على الرغم من أن العلم المتطور قد أظهر فسادها ، وتقدم خطوات مهمة في اتجاه مواقع الدين .
وعلى هذا باستطاعتنا أن نسمي الملاحدة الماديين رجعيين ، لأنهم لا يسايرون تقدم العلم الصحيح .
على أن قضية التقدمية والرجعية من القضايا النسبية ، فمن ابتعد عن الحق إلى جهة الباطل ثم رجع إلى الحق فهو رجعي فاضل كريم ، ومن ابتعد عن جهة الباطل إلى جهة الحق ثم رجع إلى جهة الباطل فهو رجعي خسيس ذميم ، ومن تابع تقدمه في جهة الحق فهو تقدمي بطل صاعد ، ومن تابع تقدمه في جهة الباطل فهو تقدمي خبيث منحط ، فالقضية في كل ذلك نسبية ، تتبع السالك والجهة معاً ، وكذلك الوراء والأمام ، فالنازل من المعالي يكون الوادي أمامه وتكون القمة وراءه ، ولو عقل لنظر إلى الوراء ورجع إليه ، والصاعد إلى المعالي تكون القمة أمامه والوادي وراءه ، وحينما يعقل يستمر في صعوده ولا يلتفت إلى الوراء ولا يرجع إليه .
وقد انتهى الرياضي والفيلسوف الإنكليزي (ألفرد نورث وهايت هيد) إلى "أن الطبيعة حية".
أي: ليست كما يزعم الماديون مجرد مادة تظهر الحياة فيها نتيجة تركيب آلي في عناصرها ، وهذا اقتراب من المفاهيم الدينية التي تقرر أن الكون عمل موجود حي .
ثم إن الفلكي الإنكليزي السير : (آرثر إيدينجتين) قد استنتج من دراسة العلوم : "أن مادة العالم مادة عقلية" .
وكذلك الرياضي السير : (جيمس جينز) الذي يعتبر أعظم علماء العصر قد عبَّر عن الكشوف الجديدة بقوله : "إن الكون كون فكري".
إن العلماء الذين أدلوا بهذه الآراء هم علماء على درجة كبيرة من الأهمية في دنيا العلم ، ويلخص البروفيسور (ج. و. ن. سوليفان) أفكارهم في الجملة التالية:
"إن الطبيعة النهائية للكون طبيعة عقلية".
أي : ليست كما يزعم الملحدون الماديون مجرد حركة عشوائية غير عاقلة ظهر عنها في بلايين القرون هذا النظام الكوني المشاهد ، وهذه النتائج العلمية التي توصَّل إلهيا لعلماء تلغي بكل تأكيد الركائز الخيالية التي كان يستند إليها الملحدون ، وتجعل العلم يقترب من الحقائق الدينية التي تقرر أن الكون عمل موجود عظيم قادر حي سميع بصير .
إن كتاب "عالم الأسرار" ، للفلكي الرياضي البريطاني السير (جيمس جينز) يحتوي على أكثر المواد العلمية قيمة من هذه الناحية ، وقد انتهى هذا العالم بعد مناقشة عملية بحتة إلى أن :
"الكون لا يقبل التفسير المادي في ضوء علم الطبيعة الجديد ، وسببه –في نظري- أن التفسير المادي قد أصبح الآن فكرة ذهنية".
أي : وهذه الفكرة الذهنية لا يؤيدها واقع الكون . ويقول هذا العالم أيضاً: "إذا كان الكون كوناً فكرياً فلا بد أن خلقه كان عملاً فكرياً أيضاً".
هل يدرك الملحدون هذه الرجعة العلمية إلى الدين؟ أم يظلون في البقعة العمياء التي يقفون فيها فلا يتقدمون مع تقدم أضواء المعرفة؟
ويقول السير (جيمس جينز) أيضاً:
"من الصحيح أن نقول : إن نهر العلم قد تحول إلى مجرى جديد في الأعوام الأخيرة …
لقد كنا نظن قبل ثلاثين سنة – ونحن ننظر إلى الكون- أننا أمام حقيقة من النوع الميكانيكي . وكان يبدو لنا أن الكون يشتمل على ركام من المادة المبعثرة ، وقد اجتمعت أجزاؤه بالصدفة ، وأن عمل هذه المادة ينحصر في أن ترقص لبعض الوقت رقصاً لا معنى له ، تحت تأثير قوى عمياء لا هدف لها ، وأنه بعد نهاية الرقص ستنتهي هذه المادة في صورة كون ميت ، وأن الحياة قد وجدت صدفة خلال عمل هذه القوى العمياء ، وأن بقعة صغيرة جداً من الكون قد نعمت بهذه الحياة ، أو على سبيل الاحتمال يمكن أن توجد هذه الحياة في بقاع أخرى ، وأن كل هذا سينتهي يوماً ، وسيبقى الكون فاقد الروح .
ولكن توجد اليوم أدلة قوية تضطر علم الطبيعة إلى قبول الحقيقة القائلة بأن نهر العلم ينساب نحو حقيقة غير ميكانيكية .
إن الكون أشبه بفكر عظيم منه بماكينة عظيمة . إن (الذهن) لم يدخل إلى هذا العالم المادي كأجنبي عنه ، ونحن الآن إلى مكان يجدر بنا فيه استقبال (الذهن) كخالق هذا الكون وحاكمه . إن هذا الذهن بلا شك ليس كأذهاننا البشرية ، بل ذهن خلق الذهن الإنساني من "الذرة المادة" وهذا كله كان موجوداً في ذلك الذهن الكوني في صورة برنامج معد مسبقاً . إن العلم الجديد يفرض علينا أن نعيد النظر في أفكارنا عن العالم ، تلك التي كنا أقمناها على عجل . لقد اكتشفنا أن الكون يشهد بوجود قوة منظمة أو مهيمنة ، وهذه القوة تشبه أذهاننا إلى حد كبير ، وهذا الشبه ليس من ناحية العواطف والأحاسيس وإنما هو شبه يتعلق بذلك النهج الفكري الذي يمكننا تسميته بالذهن الرياضي".
هذا كلام عالم من أعظم علماء القرن العشرين ، شهد آيات الله في الكون عن طريق وسائل المعرفة الإنسانية التقدمية ، وكان منصفاً بريئاً من داء التعصب ،فأعلن شهادته المستندة إلى المعرفة العلمية ، وأبان بوضوح أن نهر العلم قد تحول فعلاً إلى مجرى جديد سائر في اتجاه مواقع الإيمان بالله الخالق القادر العليم الحكيم .
وتحقق بعض ما جاء في الوعد الإلهي إذ قال سبحانه في سورة (فصلت/41 مصحف/61 نزول):
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
وسيتحقق كامل الوعد الإلهي مع تقدم العلمي الإنساني بحثاً عن خفايا الكون وأسراره .
فليَقَرَّ المسلمون المؤمنون بالله أعينا ً، وليمت الماديون الملحدون بالله غيظاً . إن العلم المنصف قد بدأ فعلاً يتحول عن تفسيراته المادية البحتة ، التي ملأت الدنيا ضجيجاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، متجهاً إلى تفسيرات أخرى يقترب فيها الدين اقتراباً أزعج المؤسسات الإلحادية إزعاجاً كثيراً ، إذ بدأت تفقد ركائزها التي كانت تلبس ثوب العلم زوراً وبهتاناً ، وتصنع مغالطاتها من الفرضيات التي لم تكن قد أخذت مستوى التحقق العلمي ، وتصوغ منها مقدمات يقينية ، لتدعم سياستها الإلحادية ، نظراً إلى أن الإلحاد يخدم كما عرفنا مصالحها الخاصة .
إن انتصار الحقيقة الكبرى في نهاية المسيرة العلمية قضية مقطوع بها في عقيدة المسلمين ، فلا خوف على الدين من العلم الصحيح .
إلا أن داء الهوى وداء التعصب كثيراً ما يصيبان الباحثين في طريق العلم والمعرفة ، كما يصيبان الآخرين من الناس .
يقول المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان)[32]:
"وبالرغم من هذه التغييرات في دنيا العلم لم يطرأ تغير يذكر على العقلية المنكرة للدين . بل على العكس من ذلك ينهمك معارضو الدين في تدبيج قضيتهم ضد الدين بأساليب جديدة ، وليس سبب هذا الموقف اكتشافاً علمياً خطيراً ، وإنما هو التعصب ولا غير . إن التاريخ ليحفل بما لا يحصى من الوقائع التي تبرهن على أن البشر رفضوا الحقيقة – رغم تجليها بوضوح – لأن تعصبهم لفكرة ما لم يسمح لهم بقبولها . وهذا التعصب الأعمى هو الذي جعل العلماء الإيطاليين قبل أربعة قرون يرفضون نظرية (جاليليو) كبديل لنظرية أرسطو القديمة ، على الرغم من أن الكرتين اللتين أسقطهما (جاليليو) من قمة منارة (ليننج) قد جعلتا نظريته حقيقة مرئية للعيان ، وهذا هو التعصب الذي جعل العلماء في نهاية القرن الماضي يسخرون من نظرية البروفيسور (ماكس بلانك) المفسِّرة لظواهر الضوء ، والتي أبطلت نظرية (نيوتن) وتلك هي النظرية التي تسمى اليوم بنظرية الكمية (الكوانتم) ، وتعتبر من أهم أسس علم الطبيعة الحديث .
وإذا كان أحدنا يظن أن داء التعصب يمكن أن يصيب الآخرين دون العلماء فإنني سأذكره بما قاله أحد العلماء المعاصرين وهو الدكتور (أ. و. هيلز):
"إنني سأكون آخر من يدعي أننا نحن العلماء أقل الناس عرضة للتعصب بالنسبة للمثقفين الآخرين".
فنحن أمام دنيا يمزقها التعصب . فكيف لنا أن نتوقع أن نظرية ما سوف تحظى بقبول الجميع لمجرد أن المنطق أو العلم قد أثبتها؟!
إن تجربة التاريخ الطويل تدلنا على أن العواطف لا العقل هي التي كانت تقود الإنسان ، وبالرغم من أن العقل هو الذي يحظى بالمقام الأرفع علمياً ومنطقياً ، لكن العواطف في أغلب الأحايين هي التي كانت تستعبد العقل ، وكان العقل دوماً يخترع المعاذير للعواطف."اهـ.
* * *
الفصل العاشر
صراع حول ما أسماه العظم
مأسَاة إبليس
ملاحظة قبل الدخول في الصراع
قال الناقد (د. العظم) في الصفحة (83) من كتابه : "قبل أن أدخل في صلب الموضوع أريد أن يتضح للجميع بأن بحثي يدور في إطار معين ، لا يجوز الابتعاد عنه على الإطلاق ، ألا وهو إطار التفكير المثيولوجي – الديني الناتج عن خيال الإنسان الأسطوري وملكاته الخرافية – إنني لا أريد معالجة قصة إبليس باعتبارها موضوعاً يدخل نطاق الإيمان الديني الصرف ، ولا أريد أن أتكلم عنه باعتباره كائناً موجوداً حقيقياً ، وإنما أريد دراسة شخصيته باعتبارها شخصية ميثولوجية أبدعتها ملكة الإنسان الخرافية وطوَّرها وضخمها خياله الخصب".
فلا يغترَّ القارئ ببعض أقواله الدينية في صلب الموضوع ، لأنه مضطر إلى إيرادها لدراسة القصة من خلالها ، على اعتبارها واعتبار كل ما يتصل بها خرافة من الخرافات وأسطورة من وضع الإنسان .
( 1 )
كتب (د. العظم) في كتابه "نقد الفكر الديني" فصلاً خاصاً بعنوان : "مأساة إبليس" ، وكان هذا الفصل محاضرة ألقاها .
زعم فيما كتب أن قصة إبليس أسطورة خيالية من الأساطير الدينية ، مثلها كمثل الأساطير الخيالية التي تنتهي بمأساة درامية ، وإبليس بطل هذه المسألة قديس بحسب تفسيراته التي اعتمد فيها على آرائه الشخصية ، وعلى آراء باطنية شاذة اعتمدت على المذهب الجبري في موضوع القضاء والقدر ، وهو مذهب مرفوض كما علمنا ، وما اشتمل هذا المذهب عليه من أفكار لا يمثل العقيدة الإسلامية الصحيحة ، لذلك فإن جميع ما بناه على هذا الأساس من تفسيرات ومفاهيم وأسئلة وإشكالات ساقط مردود ، باعتبار أن الأساس الذي بنى عليه أساس مرفوض دينياً ، وما بني على فاسد فهو فاسد .
ولم يكتفِ باعتبار قصة إبليس الواردة في القرآن قصة أسطورية ، بل هو يعتبر سائر القصص الدينية الصحيحة من قبل القصص الأسطورية ، فقصة إبراهيم وأمر الله له بذبح ولده أسطورة مأساة درامية خيالية في نظره ، وقصة أيوب وبلائه أسطورة مأساة ،وهكذا ، ولكن أعظم بطل ذي قصة مأساوية في نظره هو إبليس ، لأنه تحدى الموقف المأساوي ببطولة .
من الطبيعي أن ينكر القصص الدينية بعد أن أنكر وجود الله ، وأنكر الشرائع السماوية كلها ، وأنكر القرآن وصحة نسبته إلى الله جلَّ وعلا .
إن العقيدة الإسلامية بكل أركانها وفروعها مبنية على أصل واحد هو الإيمان بالله ، فمن اجتث من فكره وقلبه ووجدانه هذا الأصل فكل كلامه في الفروع كلام جدلي محض لا أساس له ، ولا بد أن تكون مناقشته فيه متسمة بالمغالطات والأكاذيب والمشاغبات والعمل على طي الحقائق وكتمانها ، والاقتصار على الجوانب التي تفيده في المعركة الجدلية ، مثله في ذلك مثل المصارع الذي يصنع بيده وعلى وفق هواه دميةً لخصمه ، ثم يدخل معها إلى حلبة الصراع على أنها هي خصمه الحقيقي ، ويصارعها كما يشاء ، ويلعب بها كما يشاء ، ثم يظهر انتصاره عليها . أو كمثل المصارع الذي يستخدم بعض المرتزقة من المصارعين ، ويطلب منه أن يلبس قناع خصمه الحقيقي ، وينزل بدل الخصم في حلبة المصارعة ، على أن يصارع مصارعة ضعيفة ، ينهزم في أعقابها عند حلول الزمان المعلوم ، ووفق صورة مرسومة متفق عليها سابقاً .
وما أكثر هؤلاء المقنعين من الذين يتظاهرون بالدفاع عن الدين ، ويصارعون أعداءه بضعف ظاهر ، ثم ينكشفون بعد محاولات باردات ، لا يستخدمون فيها أية قوة من القوى الدينية الصحيحة ، ويقبعون أخيراً في الزوايا مهملين ، ويبقى أعداء الدين في الحلبة بعدهم يجولون .
وبعض هؤلاء يقدمون ما يلزم من حركات ليستخدمها الطرف المقابل الذي رسم له النجاح مقدماً ، وليقوم بحركات بهلوانية تعجب الناظرين ، وتلفت إليه الانتباه كله ، وتصوِّره في نفوس المشاهدين بصورة البطل المصارع الذي لا يُغلب .
ولقد غدت هذه اللعبة الخداعية لعبة مكشوفة لدى الجماهير ، في حلبات الرياضة البدنية ، وفي حلبات السياسة ، وفي حلبات المذاهب الفكرية المختلفة ، وفي حلبات المعارك الحربية أيضاً ، وهي في حلبات الصراع ضد الدين كثيرة جداً ، ومتعددة الوجوه والصور والأشكال ، ومختلفة السمات والملامح .
ومن عجيب أمر (د. العظم) أنه أقام من نفسه عارضاً للصورة الإسلامية كما يهوى ، ومدعياً على الإسلام وفق الصورة التي رسمها هو ، ومحامياً عنه كما يشتهي ، ومحامياً ضده كما يريد ، وقاضياً مشاركاً في دراسة الدعوى ، وأخيراً جعل من نفسه حاكماً لا يقبل حكمه الاستئناف ولا التمييز ، وهو قبل كل ذلك الخصم الذي يدبر المكايد ، ويصنع الأكاذيب ، ويلفق الحيل لهدم الإسلام هدماً كلياً ، ولا يألوا جهداً في توجيه أي حرب ضده وضد المسلمين ، خدمة للماركسي ، ومن ورائها اليهودية العالمية .
وحينما يستشهد بأقوال بعض المسلمين فإنه لا يستشهد إلا بالأقوال الشاذة والآراء المنحرفة ، ويتصيدها تصيداً من ضمن الآراء الصحيحة السليمة ، ويقدمها على أنها هي وحدها الممثلة للفكرة الإسلامية في موضوع البحث الذي يناقضه ، ويطوي ما عداها من الآراء والمفاهيم ، أو يشير إليها إشارة خفيفة دون بيان ، وعلى طريقته التي عرفناها فيه يغالط في الحقائق ، فيعمم الخاص، أو يخصص العام من عنده ، أو يكذب في النسبة ، أو يؤول من عنده تأويلاً فاسداً ، أو يحرف في المراد من المعاني ، إلى غير ذلك من أصول المغالطات .
نقل شطحات الحلاج الشاذة القائمة على العقيدة الجبرية ، وعلى التفسيرات الباطنية ، والتعبيرات الرمزية ، واعتبرها هي الممثلة للفكرة الإسلامية في موضوع إبليس وقصته ، مع أن هذه الأقوال مخالفة للنصوص القرآنية ، والأحاديث النبوية مخالفة صريحة ، ولا تحتمل هذه النصوص تلك المعاني الباطنية الشاذة ، لا في أسلوبها العربي ، ولا في دلالتها الفلسفية ، وما هي إلا تحريف في الدين بآراء فلسفية لاهوتية دخيلة على الفكر الإسلامي .
واعتمد آراء عز الدين المقدسي في كتابه "تفليس إبليس" لأنها في مضمونها تتضامن مع الشطحات الحلاجية الباطنية ، الجانحة عن المفاهيم القرآنية ، بالآراء الدخيلة على الفكر الإسلامي ، والتي أفسدت بعبثها نقاء الحقيقة الدينية الظاهرة من النصوص الإسلامية ، وهي الحقيقة التي فهمها أصحاب رسول الله والعلماء والأعلام من بعدهم ، ثم دخلت من بعد ذلك المذاهب المشبوهة في غاياتها ، فأفسدت ما أفسدت . وتتابع المضللون من بعدهم يعتمدون أقوالهم ويبنون عليها لمحاربة الإسلام والمسلمين .
لكن الله يحمي دينه من المخربين من داخل الصفوف ، والمحاربين من خارجها، ويحق الله الحق ويبطل الباطل ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
( 2 )
إبليس في الفكر الإسلامي
إبليس هو واحد من الجن ، والجن مخلوقات غير الملائكة ، وهما جميعاً غير الإنس ، ولكل صنف من هذه المخلوقات خصائص وسمات . فالملائكة خلقهم الله من نور ، والجن خلقهم الله من مارج من نار (أي: من أخلاط من النار) ، والإنس خلقهم الله من طين كما هو معلوم (أي: من عناصر مختلفة من الأرض ترابها ومعادنها ومائها).
وقد دل على هذه الفوارق في عناصر التكوين ما رواه مسلم عن عائشة ، عن الرسول أنه قال : "خُلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم".
وقد أثبت القرآن الفرق بين عنصري الإنس والجن وفق الصورة نفسها التي وردت في هذا الحديث ، فقال الله تعالى في سورة (الرحمن/55 مصحف/97 نزول):
{خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ * وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ}
وفي احتجاج إبليس إذ رفض أمر الله له بأن يسجد لآدم قال فيما يحكيه الله عنه في سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول):
{أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}
والملائكة مخلوقون قبل الإنسان ، بدليل أن الله عرض على الملائكة قبل خلق آدم قضاءه بأنه خالق بشراً من الطين .
والجن أيضاً مخلوقون قبل الإنسان ، بدليل قول الله تعالى في سورة (الحجر/15 مصحف/54 نزول):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ منْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ }
الصلصال: هو الطين اليابس الذي يصلصل إذا نقرته .
والحمأ : هو الطين الأسود المتغير .
والمسنون: هو المصور .
فهذه الحقائق المستفادة من النصوص الإسلامية توضح تماماً اختلاف العناصر التكوينية بين الكائنات الثلاثة : (الملائكة – الجن – الإنس) ، وتوضح أن الملائكة والجن مخلوقون قبل الإنسان .
وإبليس هو من الجن لا من الملائكة على خلاف ما زعم (د. العظم) ، وزعم أن الملائكة ليسوا بمنجاة من الغواية ، كما أراد أن يفهم من النصوص الإسلامية ، وإن كان هو بالأساس لا يؤمن بوجود الملائكة ولا بوجود الجن أصلاً ، والدليل على أن إبليس من الجن لا من الملائكة قول الله تعالى في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول):
{وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ..}.
فهذا يوضح لنا أن عنصره كان من عنصر الجن لا من عنصر الملائكة ، يضاف إليه ما ثبت في النصوص من أنه مخلوق من مارج من نار ، أما الملائكة فهم مخلوقون من نور .
إذن فقد كان إبليس بين الملائكة عنصراً دخيلاً ، وقد كشفه الامتحان ، والذي سمح له بأن يدخل بين صفوف الملائكة وجود التشابه الصوري ، والمشاركة في بعض الخصائص بين الجن والملائكة ، حتى كان إبليس يعبد مثل عبادة الملائكة ويخالطهم في بعض أعمالهم ، وهذا ما يظهر من تفسير دخوله في عموم أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ، ويحتمل أن يكون الأمر بالأساس موجهاً للملائكة والجن معاً بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ، والله أعلم بالحقيقة ، لكن كون إبليس من عنصر الجن لا من الملائكة أمر محقق بصريح النص الذي لا يحتمل التأويل .
ويؤكد هذه الحقيقة ظهور المعصية منه بعد الامتحان ، وذلك لأن الملائكة من خصائصهم التكوينية أنهم لا يعصون لله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وقد دلت على هذه الحقيقة نصوص قرآنية كثيرة ، منها قول الله تعالى في سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول):
{وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ}.
ووصفهم الله بقوله أيضاً في سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول):
{لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}
وظاهر أن إبليس قد استكبر على طاعة الله إذ أمره الله بالسجود لآدم ، ولم يعمل بأمره تعالى ، فهو عنصر مغاير لعنصر الملائكة ، له إرادة حرة ، ودوافع نفسية تدفعه إلى المعصية ، ولديه شروط التكليف كاملة .
ولكن (د. العظم) غالَطَ في هذه الحقائق وتلاعب بمفاهيم النصوص كما راق له ، ليبني بناءاته الفاسدة على الصورة التزييفية التي صنعها .
وبيان هذه الحقائق أخذاً من صريح النصوص سقط ادعاؤه الفاسد أن النصوص تفيد أن إبليس ملك من الملائكة ، وقد عصى لأن الملائكة عرضة لفعل الخير والشر والهداية والغواية كالإنسان .
وإذ عصى إبليس وهو من الجن فليس معنى ذلك أن الجن كلهم عصاة ، بل هم كالإنس ، بعضهم مؤمنون مطيعون ، وبعضهم عصاة ، وبعضهم كافرون ، ومردة كفار الجن هم الشياطين وهم ذرية إبليس جنوده .
ولما عصى إبليس ربه وأصر على عصيانه ولم يتب إلى بارئه ، وإنما جادل وعاند فطرده الله من رحمته ، تحدى فآلى على نفسه أن يغوي الإنسان ، وأن يتخذ جنوداً من الجن للإغواء ، بعد أن أخذ من ربه وعداً بأن ينظره إلى يوم الدين ، فقال الله له : إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، أي : إلى يوم إنها ظروف هذه الحياة الدنيا لا إلى يوم الدين .
وفي الناس شياطين أيضاً ، والشياطين من الناس هم الكفرة بالله ، الذين يقومون بوظيفة إغواء الناس وصدهم عن سبيل الله ، فهم مردة كفار الإنس ، وهم شياطين الجن يتولى بعضهم بعضاً ، وينصر بعضهم بعضاً ، ويكمل بعضهم بعضاً ، في أعمال الإفساد والوسوسة والتضليل ، قال الله تعالى في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول):
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
وقد ذكرني هذا بالنقاد (د. العظم) ، إذ دافع عن إبليس بما لم يدافع به إبليس عن نفسه بين يدي ربه ، فتمم له بعد أن نفذ فيه حكم الطرد من رحمة الله بنود الدفاع التي كان قد نسيها وهو بين يدي المحاكمة الربانية ، وما أظن أن المحاكمة ستستأنف ، لورود حيثيات جديدة تنبَّه إليها (د. العظم) ولم يكن قد تبنَّه إليها المدَّعى عليه إبليس يوم رفض السجود لآدم .
لقد تلاعب "سيادته" بمضامين القصة ، وهو غير مؤمن بها أصلاً ، ليشوش على المؤمنين مفاهيمهم وعقائدهم .
إن إبليس مؤمن بربه ، إلا أنه عاصٍ معاند متمرد ، مستكبر على أمر به ، وبذلك كَفَرَ كُفْرَ تمرد على الطاعة ، ثم لما طُرد من الرحمة تصدى لإغواء الناس وإفسادهم .
أما "سيادته" فهو يحمل كل هذه الصفات مضافاً إليها الجحود بالله والكفر به وإنكار وجوده أصلاً ، فهو بهذا أكثر إيغالاً في الكفر ، وأكثر عناداً وتمرداً ، وأقدر على المجادلة بالباطل .
وصدق الله العظيم . لقد وصف الإنسان بقوله في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول):
{…وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}.
( 3 )
قال (د. العظم) في الصفحة (91) من كتابه:
"برَّر إبليس رفضه السجود لآدم تبريراً منطقياً واضحاً إذ قال : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ".
ومن العجيب أن يؤمن "سيادته" وهو ماركسي المذهب بالفوارق العنصرية ، فيرى أن من كان أصل تكوينه من النار هو أشرف وأكمل تكويناً عنصرياً ممن كان أصل تكوينه من الطين .
لو قال هذا الكلام واحد من المصابين بداء الكبر الطبقي العنصري الأرستقراطيين لكان كلامه منسجماً مع مذهبه ، أما أن يقوله ماركسي يحارب الأرستقراطية والكبر الطبقي العنصري فهو شيء عجيب ، لكن ما دام مثل هذا الكلام يخدم قضية الإلحاد فلا مانع لديه من أن يتبناه ويجعله أصلاً منطقياً ، ويدافع به عن إبليس ؛ ويجعل حجته فيه حجة منطقية ، ويسهب في شرحها وتأييدها ، فيقول في دفاعه عنه:
"عن إمعان النظر بحجة إبليس الأولى التي تتألف من مفاضلته بين جوهره (النار) وبين جوهر آدم (الصلصال) نجد أنها لم تكن استكباراً وفخاراً ، بقدر ما كانت استذكاراً لحقيقة أساسية شاءها الله وأوجدها على ما هي عليه . وهذه الحقيقة هي أن الله لم يخلق الطبائع على درجة واحدة من السمو والكمال إنما ميَّز بينها ، ليس من حيث خصائصها الطبيعية والمادية فحسب بل من حيث درجات كمالها ورفعتها أيضاً . وبناءً عليه ففي إمكاننا أن نصنِّف الكائنات والأنواع في نظام تقديري معيَّن يبدأ بالكمال المطلق ذاته ، ثم يتدرج بالأنواع كلٌّ حسب درج كماله التي أسبغها الله عليه ، إلى أن نقترب من العدم باعتباره الحد الذي نقف عنده ، ولا ريب أن النار بطبيعتها وجوهرها تحتل مرتبة أسمى وأرفع في هذا الترتيب من المرتبة التي يحتلها الصلصال .بعبارة أخرى تنطوي مفاضلة إبليس بين جوهره وبين جوهر آدم على نظرة فلسفية معينة لنظام الكون وترتيب الطبائع وفقاً لدرجات الكمال التي تتصف بها . لذلك كان إبليس على حق في جوابه ، لأن الخالق جعل الأشياء على ما هي عليه من درجات الكمال والسموّ ، وأمر السجود لآدم يشكل مخالفة صريحة لهذا النظام وخروجاً على الترتيب الذي شاءه الله وأوجده . فإذا كان جوهر إبليس أرفع في سلم الكمالات من جوهر آدم فلن تستطيع النار عندئذٍ أن تذل للصلصال إلا بالسير في اتجاه مضاد لطبيعتها ومنافٍ لدرجة الكمال التي أسبغها الله عليها ، وهذا أمر محال ما لم يطرأ تحول جذري على المشيئة الإلهية فتغير ترتيب الطبائع عما كانت عليه منذ أن أوجدها الله ".
هذه الحجة الإبليسية التي شرحها (د. العظم) منقوضة من عدة وجوه واقعية وفلسفية ، وليس لها سند إلا الكبر العنصري .
أولاً: من أين له بأن يحكم حكماً قاطعاً للنار المتلفة المحرقة بأنها أرفع عنصراً من الماء والتراب المنبتين المخصبين اللذين فيهما الخير الكثير ، وهما مادة لحياة فيها كمال عجيب ، وهما وفق نظرية النشوء والارتقاء التي يعتقدها اتباعاً للداروينية يقعان في درجة أرقى وأرفع من الدرجة التي تحتلها النار ، لأن الأرض كانت ناراً فبردت صارت على ما هي عليه بعد أن مرت بدرجات ارتقائية متعددة ، فكان منها الحيوان ثم كان منها الإنسان .
فأين منزلة النار من التراب على هذا وفق مذهبه؟
ثانياً: هل العبر بأصل العنصر ، أم العبرة بما نتج عنه وخلق منه وظهر فيه؟
أهان على سيادته أن يهدم كل مذهبه الديمقراطي لأن ذلك يخدم في نظره معارضة الدين فيما جاء فيه من مفاهيم وحقائق ، فأخذ يؤيد الأرستقراطية الطبقية العنصرية؟
هذا مع أن الإنسان بعد تكوينه من الطين ظهر أنه أسمى في خصائصه العلمية الاستنباطية من الجن المخلوقين من النار ، فهو بعد التكوين أكمل وأسمى مرتبة من الجن ، بتكوين الله .
حتى الآن ظهر لنا أن "سيادته" قد ناقض نفسه مرتين في قضية واحدة ، ليدافع عن موقف إبليس ، ويدعم رفضه أن يسجد كما أمره الله .
في المرة الأولى : ناقض نفسه في نظرية النشوء والارتقاء التي يعتقدها .
وفي المرة الثانية :ناقض نفسه في المذهب الديمقراطي الذي يتبعه .
ثالثاً: لو كان سجود إبليس لآدم أمراً منافياً لطبيعته المخلوقة من النار لكانت الملائكة بذلك أحرى منه ، لأنهم مخلوقون من عنصر هو أرفع من الطين من النار ، ألا وهو عنصر النور ، ومع ذلك فإنهم قد سجدوا كلهم أجمعون ولم يعصِ الله منهم أحد ، فظهر أن إبليس لم يكن له عذر مقبول في رفض السجود ، وأن هذا السجود ، ما كان ليضاد طبيعته التي فطره الله عليها .
رابعاً: حينما رفض إبليس أن يسجد لآدم إنما رفض أمر التكليف الرباني له ، وأمر التكليف في مجال الامتحان لا بد أن يشتمل على عنصر مخالفة للنفس ، واجتياز عقبة من عقباتها ، وإلا لم يكن تكليفاً كاشفاً للطاعة أو للمعصية لدى الإرادة الحرة ، ولو كان التكليف موافقاً لأهواء النفس وشهواتها لما كان في الحقيقة امتحاناً للإرادة بين طريقي الطاعة والمعصية . وهذه العقبة في إبليس كانت كبر نفسه ، فعلَّته الحقيقية هي مرض الكبر العنصري الطبقي الأرستراطي ، وحين امتحن في مجال هذه العقبة النفسية سقط في الامتحان ، ثم أصرَّ ولم يتراجع .
وها ما دمغه الله به في قوله له كما جاء في سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول):
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ}.
فكانت عقوبة التكبر الذي تكبره صَغاراً وذلةَّ ، ولم يدافع إبليس عن نفسه بأنه لم يتكبر ، أو بأن السجود كان منافياً لطبيعته التي فطره الله عليها ، وإنما أصرَّ وعاند .
وأوضح الله أيضاً عنصر استكبار إبليس وعناده في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ}
وأوضح الله عناصر محاكمته لإبليس في سورة (ص/38 مصحف/38 نزول):
{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِني خَالِقٌ بَشَراً من طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ ٱلْمَلاَئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ * قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ * قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ منْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدينِ}
فهذه النصوص كلها تحقق أن علة رفض إبليس السجود إنما كان عنصر الاستكبار في نفسه .
فمن أين للنقاد (د. العظم) أن يزعم أن هذا الرفض لم يكن استكباراً وفخاراً بقدر ما كان استذكاراً لحقيقة أساسية شاءها الله وأوجدها على ما هي عليه ، مادام يحلل القصة من نصوصها تحليلاً لغوياً وهو لا يؤمن بها أساسً ، كما لا يؤمن بأية حقيقة دينية؟
ولدى المقارنة بين الامتحان الذي أجراه الله لإبليس ، والامتحان الآخر الذي أجراه الله لآدم ، نلاحظ أن ابتلاء إبليس قد كان في مخالفة جرثومة الكبر في نفسه فسقط في الامتحان بعد أن كان قائماً بالطاعات التي لا تصادم هوى في نفسه ثم أصر على الاستكبار والعناد والتمرد ، أما ابتلاء آدم فقد كان في مخالفة جرثومة الشهوة في نفسه فسقط في المعصية ، فعوقب ، ولكنه لم يصر ولم يعاند ، بل رجع وأناب ، واستغفر الله وتاب ، ففتح الله له باب القبول ونجح في الدور التكميلي .
وحين نمنع النظر في العناصر الحقيقية التي تقتضي تفضيل بعض الكائنات على بعض ، فلا بد أن نلاحظ أن الله قد فضل الإنسان المخلوق من الطين على الجن المخلوقين من النار ، بما وهبه من خصائص عملية استنباطية ، ليست موجودة لدى الجن ، ويرى كثير من الباحثين أن الله فضله بهذه الخصائص على الملائكة أيضاً ، بدليل أن الله أمر الملائكة بالسجود له ، وبدليل أن الله علَّم آدم الأسماء كلها في حين أن الملائكة أعلنوا عجزهم فقالوا : {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا}.
وبعد أن درسنا الخصائص الإنسانية وعرفناها تبين لنا أن الإنسان قادر على إدراك الأشياء الغائبة عنه ، عن طريق الاستنباط من سماتها وآثارها القريبة أو البعيدة ، فهو يستطيع بالتأمل والاستنتاج أن يدرك بعقله ما لا يدركه بحواسه إدراكاً مباشراً .
فلعل هذا هو ما امتاز به آدم أبو البشر على الملائكة الذين أعلنوا أنهم لا يعلمون إلا ما يعلمهم الله إياه بطريق مباشر ، أما أن يعلموا سمات الأشياء وخصائصها عن طريق الاستنباط العقلي فهذا أمر لا يملكونه ، ولما وضع الله آدم موضع الامتحان أظهر براعته بهذا الشأن ، وبذلك ظهرت للملائكة حكمة الله الجليلة في خلق الإنسان وإبداعه .
وقد يشهد لهذا قول الله تعالى في سورة (التين/95 مصحف/28 نزول):
{لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}
فهذا النص يشعر بامتياز الإنسان على سائر ما خلق الله وسائر من خلق الله بأنه مخلوق في أحسن تقويم .
ولا ينقص هذا الامتياز كون الملائكة والجن أقدر من الإنسان في كثير من الأعمال الجسدية المباشرة ، بحسب تصورنا للملائكة والجن المقتبس من دلالات النصوص الدينية ، لأننا حينما نلاحظ الجوانب الفكرية والنفسية للإنسان يظهر لنا أن الإنسان باستطاعته أن يستخدم كل الطاقات الكامنة في الكون بالبحث عن سماتها وخصائصها ، والحيلة في النفاذ إليها وتسخيرها تسخيراً هائلاً ضمن أغراضه ومصالحه ، وهذا ما تعجز عنه الجن والملائكة ، وهو يدل فعلاً على أن الإنسان مخلوق في أحسن تقويم .
ولكن هذا الإنسان المخلوق في أحسن تقويم سيهبط إلى أسفل سافلين إذا كفر بربه وجحد جحوده أو أشرك به أحداً ، وذلك إذ وجَّه ما لديه من قدرة استنباط وبحث لمعرفة خصائص الطبيعة وكوامنها ، ثم أقام بينه وبين الحقيقة الكبرى حقيقة وجود الله سداً من الجحود والعناد والكبر ، فراراً من طاعة الله وعبادته ، وتطاولاً إلى مقام الألوهية إذ تنزع نفسه إلى تأليه ذاته ، صرح بذلك أو لم يصرح ، وأخلاقيته هذه هي التي ترده إلى أسفل سافلين ، بعد أن كان في أحسن تقويم .
وينجو من هذا الردّ الشائن المهين الذين آمنوا بربهم وبما جاءهم من لدنه ، وعملوا الصالحات في حياتهم ، فهؤلاء يحافظون على بعض مستويات الامتياز الذي وهبوه في أصل الخلق ، ومن هؤلاء من يحافظ على المستوى الرفيع ، فيبقى أفضل من الملائكة ، ومنهم من ينزل عنه على قدر معاصيه وتقصيراته ، ولذلك قال الله تعالى في سورة (التين/95 مصحف/28 نزول):
{لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}
أي : فلهم أجر غير مقطوع .
فدلائل النصوص تؤكد أن أمر الله للملائكة بالسجود لآدم أمر منسجم مع منطق الأفضلية ، على أنه لو لم يكن آدم قد فضَّله الله بأية ميزة ، ثم أمر الملائكة بالسجود له ، لكان عليهم أن يسجدوا امتثالاً وطاعة للأمر الإلهي ، لا عبادة لآدم ، ويكون آدم قبلة سجودهم ، كما أن أمكنة خاصة من الأرض هي قبلة العابدين ، حينما يتوجهون لله بالصلاة ، توحيداً للجهة وتوحيداً لصفوف المؤمنين .
وباستطاعتنا أن نلتمس حكمة أخرى لهذا الأمر بالسجود لآدم ، إذ نستعرض قصة خلق آدم كما قصها الله علينا .
تشتمل هذه القصة على عرض سابق من الله للملائكة بأنه سيخلق بشراً ، وعلَّم الملائكة بأن هذا المخلوق الجديد سيزوَّد بخصائص نفسية وإرادية وفكرية تجعله يفسد في الأرض ويسفك الدماء ويعصي الله تعالى ، فوجَّهوا إلى الله تساؤلاً فيه رائحة الاعتراض على حكمة الله في الخلق ، فكان الجواب الأولى لهم يتضمن أن الله يعلم ما لا يعلمون ، وكان الجواب الثاني لهم جواباً تطبيقياً عملياً ، إذ ميَّز الله آدم بعلم الأسماء كلها ، أي : بمعرفة سمات الأشياء وخصائصها واستنباط ما في بواطنها ، وهذا أمر أعلن الملائكة عجزهم عنه ، وكان لا بد من تكفير على التساؤل الذي بدت منه رائحة الاعتراض على حكمة الله في الخلق ، فأمر الله الملائكة بالسجود لهذا المخلوق نفسه الذي تساءلوا عن الحكمة من خلقه ، فسجدوا له ، وكفَّروا بسجودهم هذا عن سابق تساؤلهم ، ولم يكن أي سجود آخر دليلاً على الإذعان والتكفير في هذا الموضوع بالذات ، لأن الملائكة ساجدون لله ، عابدون له ، مسبِّحون بحمده ، مقدسون له دائماً ، فلو قال لهم اسجدوا لي لكان أمراً بتحصيل الحاصل الذي لم ينقطعوا ولن ينقطعوا عنه ،وكان هذا الأمر نفسه اختباراً لإبليس وكشفاً لهويته الحقيقية ، إذ لم يكن عنصراً نورانياً ملائكياً ، وإنما كان نارياً جنياً وكان بين الملائكة دخيلاً ولم يكن فيهم عنصراً أصيلاً.
وبهذا البيان يتضح لنا مبلغ التحويرات والمغالطات والمفاهيم الفاسدة التي قدمها الناقد (د. العظم).
( 4 )
قال الناقد (د. العظم) في الصفحة (90) من كتابه:
"1- لا شك أن إبليس خالف الأمر الإلهي عندما رفض السجود لآدم ، غير أنه كان منسجماً كل الانسجام مع المشيئة الإلهية ، ومع واجبه المطلق مع ربه .
2- لو وقع إبليس ساجداً لآدم لخرج عن حقيقة التوحيد ، وعصى واجبه المطلق نحو معبوده".
ما شاء الله !! فهم غريب لم يفهمه إبليس نفسه ، لذلك فهو لم يذكره في حجته ، ولم تفهمه الملائكة فسجدت فأشركت بالله من حيث لا تدري ، ثم جاء نصيره من أبناء القرن العشرين ومن قبله باطنيون شوهوا صورة المفاهيم الإسلامية بأباطيلهم وفلسفاتهم ، ووضعوا من عندهم قصصاً خرافية ، أفسدوا فيها حقائق الإسلام الصافي ، فاكتشفوا فهماً جديداً لم يستطع أن يتوصل إليه أصحاب العلاقة أنفسهم .
ثم تابع سيادة الناقد شرح فكرته ، فقال :
"أراد الله للملائكة أن يقدسوه وأن يسبِّحوا باسمه ؛ لذلك كان السجود لآدم وقوعاً فيما يضيفه أهل الشرك إلى الذات الصمدية مما هي منزهة عنه ، إذ إن السجود لغير الله لا يجوز على الإطلاق لأنه شرك به . في الواقع يثير اختيار إبليس سؤالاً هاماً جداً هو : هل تكمن الطاعة الحقيقية في الإذعان للأمر؟ أم في الخضوع للمشيئة؟ هل يكمن الصلاح في الانصياع للواجب المطلق أم لواجب الطاعة الجزئية؟ لو كان الجواب على هذا السؤال بسيطاً وواضحاً لما وجدت المأساة في حياة الإنسان ، ولما وجد إبليس نفسه في هذه المحنة ، ولما وقع بين براثن الأمر والمشيئة . نستنتج إذن أن موقف إبليس يمثل الإصرار المطلق على التوحيد في أصفى وأنقى تجلياته".
مغالطات الناقد هنا تعتمد على التلاعب بالمفاهيم الإسلامية لتشويه صورتها ، وترتيب النقد ترتيباً يناسب هذه الصورة المشوهة .
ولنا في كشف مغالطاته هذه وجهان:
الوجه الأول: أن أوامر الله لا تتناقض ، فلا يمكن أن ينهى عن عبادة غير في الوقت الذي يأمر فيه بعبادة غيره ، ولا يمكن أن يأمر بعبادة غيره في الوقت الذي ينهى فيه عن عبادة غيره .
إذا تقررت لدينا هذه الحقيقة علمنا أن أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ليس أمراً بعبادته قطعاً ، لأن الله نهى عن الشرك به .
ويمكن تفسير أمر السجود بعد هذا بأنه سجود احترام لا سجود عبادة ، ويمكن تفسيره أيضاً بأنه سجود عبادة لله تعالى ، وكان آدم في هذا السجود قبلة التوجه الجسدي فقط ، كما أن الكعبة قبلتنا حينما نعبد الله في الصلاة .
الوجه الثاني: أن أصل الشرك بالله هو اعتقاد أنه يوجد إله غير الله ينفع أو يضر أو يستحق العبادة لذاته ، ولهذا الشرك تعبيرات قولية أو عملية .
والتعبيرات القولية تدل بوضعها اللغوي الاصطلاحي على مدلولاتها ، فإذا قالها قائل قاصداً لمعانيها وفق مصطلحاتها اللغوية دل على أنه قد أشرك بالله في عقيدته .
والتعبيرات العملية تدل أيضاً بوضعها الاصطلاحي المتعراف عليه على مدلولاتها الاصطلاحية ، فإذا فعلها فاعل قاصداً مدلولاتها الاصطلاحية المتضمنة معنى الشرك باله في العبادة دل على أنه قد أشرك بالله .
وهنا نلاحظ أن حركات العبادة لله تعالى حركات لا تختص في الاصطلاح بمعاني العبادة ما لم تقترن بما يدل على أنها عبادة ، من نية في النفس ، أو هيئة تركيبية خاصة في صورة معينة ، ذات مراسيم وأقوال خاصة ، كالصلاة ذات الركوع والسجود والقراءات والأذكار والأدعية ، وكالطواف حول الكعبة ، وكالسعي بين الصفا والمروة ، ونحو ذلك .
وقد كان الركوع والسجود عند كثير من الأمم والشعوب القديمة تعبيراً عن الاحترام والتقدير ، وليس تعبيراً عن عبادتهم لمن يسجدون أو يركعون له ، كما تكون صورة الركوع أو السجود لأعمال عادية بحتة ، أو أعمال رياضية .
ومن سجود الاحترام والتقدير سجود إخوة يوسف له .
ومن هذا يظهر لنا بوضوح أن عملية السجود ليست تعبيراً ملازماً لمعنى العبادة في كل الأحوال ، أو في كل المصطلحات ، ولذلك كان من يسجد صورة لله وهو في قلبه ونفسه غير ساجد له فإنه لا يكون لله عابداً .
فلا بد من التعبير المادي من أن يكون مقترناً بالنية التي تحدد القصد منه ، والملائكة لم يقترن سجودهم لآدم بنية عبادة له مطلقاً ، وإنما كانوا يعبدون الله الذي أمرهم بالسجود ، ولا يشركون بعبادته أحداً ، ولو سجد إبليس لكان سبيله سبيلهم .
نعم لا نجيز في الشريعة الإسلامية السجود لغير الله ، ولو على سبيل الاحترام لا على سبيل العبادة ، لأن الشريعة الإسلامية التي جاءت خاتمة الشرائع الربانية قد منعت من ذلك ، فنحن نتَّبع أحكامها ، وسر المنع دخول مفاهيم الشرك بالله في الواقع الإنساني الجاهلي ، واتخاذ هذا الشرك طابع عبادة غير الله بالسجود والدعاء والقرابين ونحو ذلك ، فلما نزلت شرائع الإسلام منعت هذه الظاهرة كلها سداً للباب ، ولم يكن هذا الشرك ولا تعبيراته ولا مصطلحاته معروفة لا عند الملائكة ولا عند إبليس ، حتى يجعله سيادة الناقد واقعاً في تصور إبليس ، ولذلك رفض السجود لآدم .
وهكذا تظهر لنا مغالطته في نقل مصطلحات حديثة إلى زمن لم يكن فيه للشرك وجود مطلقاً ، والمغالطة هنا تعتمد على تعميم المصطلحات الزمنية وجعلها مصطلحات ثابتة من الأزل إلى الأبد .
مع أن لكل زمن مصطلحاته ، ولكل أمة مصطلحاتها ، والثابت إنما هي المعاني الحقيقية التي يُدَلُّ عليها بأي مصطلح قولي أو عملي ، أو أي وسيلة أخرى من الوسائل التي تدرك بالسمع أو بالبصر أو باللمس أو بغيرها .
لقد تأكد لدينا بعد هذا البيان أن التناقض في الأوامر الإلهية مستحيل بداهة ، وممنوع قبوله في المفاهيم الدينية ، ولا يقع هذا التناقض إلا في ذهن جاهل أساء الفهم أساء التصور ، أو في أقوال مضلِّل هدفه أن يشك الناس بدينهم .
( 5 )
ويدَّعي الناقد (د. العظم) وجود التناقض بين الأمر الإلهي والمشيئة الإلهية ، فيقول في الصفحة (89) من كتابه:
"لقد شاء الله وجود أشياء كثيرة غير أمر عباده بالابتعاد عنها ، كما أنه أمرهم بأشياء ولكنه أرادهم أن يحققوا أشياء أخرى ، لذلك باستطاعتنا القول بأن الله أمر إبليس بالسجود لآدم ، ولكنه شاء له أن يعصي الأمر ، ولو شاء الله لإبليس أن يقع ساجداً لوقع ساجداً لتوه ، إذ لا حول ولا قوة للعبد على ردِّ المشيئة الإلهية".
هذا كلام يخدع بظاهره ، ولكنه يتضمن مفاهيم فاسدة مأخوذة من مفاهيم الجبريين ، ومذهب الجبريين مذهب فاسد استغله "سيادة" الناقد هنا ، ليظهر أن الصفات الإلهية في مفاهيم المسلمين قد تتناقض ، وأن المسلمين يقبلون فيها هذا التناقض ، ثم ليتخذ كل ذريعة لنقض قضية الإيمان من أساسها .
لقد أوضحنا فيما سبق أن المشيئة الإلهية لا تتناقض مع نفسها بحال من الأحوال ، فلا يمكن أن تتوجه مشيئتان متناقضتان لشيء واحد في وقت واحد . فإذ تتوجه المشيئة الإلهية لإيجاد الكون في وقت معين ، يستحيل عقلاً وواقعاً أن تتوجَّه هذه المشيئة نفسها لعدم إيجاد الكون في ذلك الوقت ،والمشيئة النافذة هي المشيئة وغير النافذة ليست بمشيئة .
وإذ تتوجه المشيئة الإلهية لمنح الإنسان حرية الإرادة في اختيار سبيله في الحياة ، يستحيل عقلاً وواقعاً أن تتوجه هذه المشيئة لسلب هذا الإنسان حرية الإرادة ، وجعله مجبراً على اختيار سبيله في الحياة .
وهكذا في كل مشيئة كلية وجزئية ، ولكن لا بد من ملاحظة ضوابط التناقض المنطقية ، حتى يتحقق الامتناع العقلي ، وتتحقق الاستحالة المذكورة ، وذلك بأن يتوارد السلب والإيجاب على حكم اتحد فيه الموضوع والمحمول والزمان والمكان وسائر الوحدات المنطقية التي لها صلة أساسية في وحدة الموضوع والمحمول ، وحين ينعدم هذا الاتحاد يسقط التناقض أصلاً.
وذلك كأن نقول : الإنسان ممنوح حرية الإرادة في أعماله التي يعتبر مسؤولاً عنها ، مسلوب حرية الإرادة في أعماله غير الإرادية التي لا يعتبر مسؤولاً عنها ، كالرعشات ، وحركاته وهو نائم وما يجري فيه من تغيرات وتطورات حياتية لا تتحكم إرادته بها ، فهذا ليس بتناقض لأنه لم يتوارد السلب والإيجاب على متَّحد الوحدات المنطقية .
ومعلوم في الأوليات المنطقية أنه متى انفكَّت الجهة واختلَّت ضوابط الوحدة انحلَّ التناقض .
ولنفي الرأي الجبري ، وإثبات أن الله منح الإنسان حرية الإرادة في كل أعماله الإرادية التي يعتبر مسؤولاً عنها ومحاسباً عليها ، وفي كل وجوده نشاطه الذي هو ساحة تكليفه في الحياة ، وساحة اختباره وامتحانه ، تتضح لنا الأدلة التالية :
أولاً: كل مخلوق يوضع موضع الامتحان فلا بد أن يكون حر الاختيار بين أكثر من طريق أو أكثر من عمل وإلا لم يكن للامتحان مغزى ، وكان عبثاً من العبث ، ولا يفعل هذا عالم حكيم .
ثانياً: يستحيل عقلاً أن يتوجه أمر التكليف الإلهي لكائن لا يملك في نفسه القدرة على اختيار الطاعة ، وذلك لأن الله جلَّ وعلا حكيم ، ولا يوجه أوامر التكليف لمجرد العبث ، إنه تعالى منزَّه عن العبث .
ثالثاً: ثبت في النصوص القاطعة أن الله لا يكلِّف نفساً إلا وسعها ، ولا يكلِّف نفساً إلا ما آتاها ، ومن لا يملك حرية الإرادة في اختيار عمله لا يكون هذا الاختيار من وسعه ، ولا يكون هذا الاختيار مما آتاه الله ، فالله لا يكلِّفه لو كان كذلك .
ولما ورد التكليف علمنا أن هذا الاختيار من وسعه ومما آتاه الله إياه ، فسقط ادعاء الإجبار .
رابعاً: ليس من العدل ولا من الحكمة أن يؤاخذ الله مخلوقاً على عمل لم يكن هذا العمل مظهراً من مظاهر اختيار المخلوق وإرادته ، ولذلك نلاحظ في النصوص الدينية أن المؤاخذة والجزاء مقرونان بالأعمال الإرادية ، ومتى سلبت الإرادة عن عمل من الأعمال ارتفع التكليف ، وارتفعت المسؤولية .
وقواطع النصوص تبين هذه الحقائق .
منها قول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
أي: يؤاخذكم بما حلفتم من أيمان ناتجة عن كسب قلوبكم ، وكسب القلوب هو توجه الإرادة ، فارتفعت المؤاخذة عما كان من لغو الألسنة ولم يكن من كسب القلوب .
ومنها قول الله تعالى في سورة (الأحزاب/33 مصحف/90 نزول):
{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}
ومن هذا يظهر لنا ارتفاع المؤاخذة عن الأخطاء التي تخرج عن دائرة سلطة الإرادة ، مما لا يملك الإنسان دفعه ، وأن المسؤولية رهن بما تعمدت القلوب من أعمال ، وما تعمدته القلوب هو ما توجهت الإرادة لفعله .
فإذا أضفنا إلى هذا قول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..}.
وقول الله تعالى في سورة (الطلاق/65 مصحف/99 نزول):
{لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا}.
وقوله الذي تكرر في (الأنعام والأعراف والمؤمنون):
{لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}.
تبين لنا أن ورود التكليف يستلزم وجود الاستطاعة حتماً ، وأول عناصر الاستطاعة وجود الإرادة الحرة ، وتبين لنا أن المؤاخذة ترتفع متى سلبت الإرادة ، لأن التكليف يرتفع حكماً عند سلبها ، فلا يمكن أن يوجد في الواقع تناقض بين مقتضيات المشيئة الإلهية ، وبين مقتضيات أمر التكليف الإلهي .
والرأي الجبري الفاسد يدَّعي سلب الإرادة مع أن التكليف متوجه ، وأن المؤاخذة بعد ذلك متوجه ، وهذا معارض للنصوص القرآنية ، ومعارض لمنطق العقل وبديهته ، وهذا الرأي الجبري هو ما استغله سيادة الناقد لنقض قضية الدين ، مع أنه ليس هو الإسلام ، ولا فهم جمهور المسلمين ، وإنما هو رأي مرفوض تماماً.
فكل نقاش بناه "الناقد" على هذا الرأي المرفوض نقاش ساقط لا قيمة له .
وكل الأقوال التي استشهد بها من أقوال الجبريين أقوال ساقطة مرفوضة ، لا تمثل الحقيقة الإسلامية في هذا الموضوع ، فلا حاجة إلى استعراضها وبيان فساد مضامينها ، لأنها مبينة على فاسد ، وكل ما بني على فاسد فهو فاسد .
ويسأل الجبريون فيقولون : هل يفعل العاصي إذن معصيته معانداً لإرادة الخالق أم موافقاً لها؟
ونقول في الجواب: إن تصوير السؤال على هذا الوجه فيه مغالطة ، فالقضية لا تقع فقط بين احتمالين اثنين ، ولكنها تقع بين احتمالات ثلاثة وهي:
الاحتمال الأول: توجيه المشيئة الإلهية لإجبار المخلوق على الطاعة.
الاحتمال الثاني: توجيه المشيئة الإلهية لإجبار المخلوق على المعصية .
الاحتمال الثالث: توجيه المشيئة الإلهية لجعل المخلوق ذا إرادة حرة غير مجبرة .
وقد توجهت المشيئة الإلهية فعلاً إلى اختيار الاحتمال الثالث بالنسبة إلى الناس والجن ، فاستحال أن تتوجه إلى أضدادها .
وحينما يختار المخلوق أمراً مما جعل الله له فيه سلطة الاختيار فإن اختياره لذلك الأمر لا يعتبر بحال من الأحوال معانداً لإرادة الله في كل شيء ، لأن الله تعالى هو الذي أراد أن يمنحه سلطة الاختيار ليمتحنه ، كما أنه لا يقتضي أن يكون الله جلَّ وعلا هو الذي أجبره على أن يختار هذا الاختيار ، ولا يقتضي أيضاً أن يكون الله جلَّ وعلا راضياً عن كل ما يختاره المخلوق ذو الإرادة الحرة .
ويظهر لنا هذا الموضوع تماماً في تجاربنا الإنسانية ، فإن من نمنحه حرية التصرف في عمل ما ، قد يفعل ما يسرنا ويرضينا ، وقد يفعل ما يسوؤنا ويغضبنا ، مع إمكاننا أن نعزله عن ذلك العمل ، ونسلبه حرية التصرف فيه ، ولا يكون عمله معانداً لإرادتنا ، بل قد نمد له ، ونبقي له طاقة العمل وساحة التنفيذ بين يديه ، لنمتحنه ونختبره ، وقد نوبخه ونؤدبه ، وقد ننذره ونحذره ، حتى يحين وقت مؤاخذته ، ونحن في كل ذلك نشاهد سوء تصرفه ، وقد نرى من الحكمة أن لا نعارضه ، وأن لا نضع العراقيل في طريقه ، أو نكفه عن العمل الذي منحناه فيه حرية التصرف ، وقد نرى من الحكمة أن نملي له ، ليصلح من تصرفه ويقوِّم من سلوكه ، حتى يجتاز الامتحان بنجاح ، وعملنا هذا لا شيء فيه من التناقض ، بل هو من مقتضيات الحكمة التي تقتضيها ظروف الامتحان الأمثل .
( 6 )
بعد أن صنع (د. العظم) التزييف الذي أراده ، واستند إلى المفاهيم الجبري والباطنية الباطلة الفاسدة ، ووضع المقدمات التي أقامها على الكذب والمغالطة ، انتهى إلى شتيمة الخالق جلَّ وعلا ، ووصفه بالمكر والمخادع والاستهزاء ، وفق الصور والمفاهيم القبيحة التي لا تليق بالمخلوق فضلاً عن الخالق ، وتلاعب بمفاهيم النصوص الواردة في هذا المجال وفق خطته التي عرفناها في كل جدلياته ومغالطاته .
وفي الرد عليه أكتفي هنا بعرض المفاهيم الإسلامية الصحيحة ليظهر منها فساد كل ما انتهى إليه ، وفساد كل ما استند إليه .
لقد استشهد بطائفة من النصوص القرآنية وفسرها على ما يهوى ، تفسيراً مخالفاً لدلالتها الحقيقية .
فمن النصوص التي استشهد بها قول الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ}
وقول الله تعالى في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول):
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ}
وقول الله تعالى في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}
أورد هذه النصوص واستغلها لينسب إلى الله تعالى صفة ذميمة قبيحة يريد أن يفهمها هو من لفظة المكر .
وإذا أردنا أن نحقق تحقيقاً لغوياً في أصل معنى المكر ، وجدنا أن معناه هو تدبير أمر في خفاء عمن دبر له أو عليه ، وهذا التدبير هو بحد ذاته ليس فيه ما يذم ، وإنما هو لون من الحكمة الداعية إلى كتمان الأمور وإخفائها ، ولكن قد يكتسب المكر الذم من غايته ، فإذا كانت الغاية منه شراً كان مكراً مذموماً ، وإذا كانت الغاية منه خيراً كان مكراً محموداً ، وهو يدل على الحكمة في التصرف .
فهو على المعنى وسيلة من الوسائل التي تستعمل في الخير فتكون خيراً ، وتستعمل في الشر فتكون شراً ، كسائر الوسائل التي لا شر فيها لذاتها ، وإنما تكتسب الشر حينما تستعمل في الشر ، وتكتسب الخير حينما تستعمل في الخير .
فالمكر قد يكون مكراً محموداً إذا كان الأمر الذي دبر فيه مؤدياً إلى نتيجة محمودة ، وقد يكون مكراً مذموماً إذا كان الأمر المدبر فيه مؤدياً إلى نتيجة مذمومة ، وتدبير الأمر في الخفاء لا يوصف لذاته بحسن أو قبح ، بل ربما كان أصله أقرب إلى المدح منه إلى الذم ، لأنه من الكتمان الحكيم .
ونستطيع أن نصور المكر المحمود الذي يستعمل في الخير بأمثلة كثيرة .
حينما تدبر أجهزة مطاردة المجرمين أمورها في خفاء وكتمان وسرية تامة ، لتظفر بالقبض على المجرمين الذين يتوارون في جرائمهم عن أعين السلطة الحاكمة العادلة ، ويدبرون مكايدهم الشريرة في الظلمات ، ثم تقبض عليهم من حيث لا يشعرون ، وتمكر بهم حتى تأخذهم وهم متلبسون بالجريمة ، أفيكون مكر هذه الأجهزة مكراً في الخير أم مكراً في الشر؟
وحينما يرى الأب أن أحد أولاده جنح عن طريق الهداية ، وسلك مسالك الشر والفساد ، مسالك هلاكه وشقائه ، ولم تُجْدِ فيه النصائح والمواعظ ووسائل التربية الظاهرة ، أفلا يرى من الخير الإصلاح ولده أن يدبر له وسيلة تربوية خفية يتَّعظ فيها بنفسه ، حتى يستقيم ويرتدع؟
إن الأب في ذلك يمكر بولده مكراً محموداً ، وهو بذلك يفعل خيراً.
وباستطاعتنا أن نصور المكر المحمود والمكر المذموم في قصة نتخيلها .
إنسان عنده قصر عظيم ، طمع به اللصوص ، فدبروا أمراً في الخفاء أن يأتوا بليل ، ويحتفروا أحد جدران القصر ويدخلوا إليه ، ويسطوا على ما فيه من مال ومتاع ، ويقتلوا من فيه .
وعلم صاحب القصر بما دبروا ، وعرف الجدار الذي عزما على نقبه ، فدبر خطة في الجدار يهلكون فيها بأيديهم دون أن يقاتلهم أحد من رجال القصر .
ولما حان الوقت المقرر فيما بينهم جاءوا متسللين ظانين أن أحداً لا شيعر بهم ، ولكن صاحب القصر وأعوانه يراقبون كل حركة من حركاته ، وهم في مكان يرون فيه اللصوص من حيث لا يرونهم ، وأخذ اللصوص ينقبون الجدار حسب الخطة المدبرة ، ولما زعموا أنهم كادوا يظفرون بما يريدون انقضَّ عليهم الجدار فهلكوا تحت أنقاضه .
لقد مكروا بزعمهم ومكرهم شر ، ولكن المكر في الحقيقة لصاحب القصر ومكره خير ، لأن غرضه من مكره أن يمنعهم من فعل الشر ، وأن يجازيهم عليه بأيديهم ويريح الناس من شرورهم .
وكذلك مكر الله ، وهو خير الماكرين ، لأنه لا يمكر إلا بخير ، وسبحان الله وتعالى عما يصفون .
هذا ما يتعلق بصفة المكر ، أما صفة الاستهزاء ، فقد استشهد الناقد (د. العظم) لها بقول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
واقتطع هذا النص اقتطاعاً عن سياقه ، وطوى الكلام الذي قبله ليضلل به ، بعد أن يشوه المعنى المراد ، ولو كان باحثا ًمنصفاً يريد أن يفهم المراد من النص حقاً لم اقتطع الكلام بعضه عن بعض ، ولظل محتفظاً بالأمانة العلمية والنزاهة ، لأنه يعلم أن مثل هذا الاقتطاع خيانة علمية تؤدي إلى التشويه وإفساد المعاني ، حتى ولو كان هذا الباحث غير مؤمن بالكلام ولا بقائله ، فأخلاق البحث العلمي لا تسمح بالتلاعب بالنصوص ، لا بتغييرها ، ولا بتحريف ألفاظها ، ولا باقتطاع المترابطات وتجزئتها ، ولا بتحريف معانيها وتشويهها ، وتحويلها عن دلالاتها الأصلية المقصودة ، ولا بأي شيء آخر مفسد لها .
فإذا قرأنا سوابق هذا النص الذي استشهد به (د. العظم) تغير المعنى القبيح الذي أراد أن يصوره ، وحل محله معنى جميل دل عليه النص في واقع الأمر .
لقد تحدث الله عن المنافقين وعرض طائفة من صفاتهم وأفاض في بيان هذه الصفات ، حتى أبان من صفاتهم صفة الاستهزاء بالذين آمنوا ، فقال تعالى :
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}
فالمنافقون هم الذين يعاملون الحق بالاستهزاء ، فيتظاهرون بأنهم مع المؤمنين وهم بالحق وبالمؤمنين يستهزئون ، لأن قلوبهم مع الكافرين .
وبما أن أعدل الجزاء وأوفاه هو ما كان من جنس العمل كانت الحكمة تقضي بإعلان أنهم معاقبون بالاستهزاء ، جزاء استهزائهم ، فقال تعالى :
{ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
أي: يجازيهم جزاء استهزائهم فيعاقبهم عقاباً من جنس عملهم ، وهذا غاية في العدل .
وهنا لا بد أن يلاحظ القارئ كيف شوّه سيادة الناقد ما هو غاية في العدل في ميادين الجزاء ، فجعل الاستهزاء صفة من صفات الله تعالى في معاملة عباده ، واقتطع النص عن سوابقه ولواحقه ليموِّه على قارئ كلامه ، فيتشكك بالحقائق الدينية .
ونظير ذلك استشهاده بقول الله تعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول):
{إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ…}.
ففي هذا النص يبين الله تعالى أن عقاب هؤلاء المخادعين هو من جنس عملهم ، وفيه معنى آخر صرَّحت به الآية التي في أوائل سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}
وهذا المعنى يتلخص بالحقيقة التالية : إن من يخدع من لا يُخدع إنما يخدع نفسه ، فالمنافقون يتصورون بنفاقهم أنهم يخادعون الله ، لكن الله تبارك وتعالى لا تنطلي عليه حيلهم ، ولا تجوز عليه مخادعتهم ، إنه يعلمهم تماماً ظاهراً وباطناً ، ولكن بحكمته يمهلهم ويملي لهم ، فيظنون أن خديعتهم قد نفذت ، وأن حيلتهم قد انطلت ، فيتابعون مسيرتهم الآثمة في الخداع ، ثم يأخذهم الله بعقابه ، يجازيهم بعدله ، وعندئذٍ يتبين لهم أنهم لم يخدعوا الله ، ولكنهم كانوا يخدعون أنفسهم ، فأسلوب الله في معاملتهم جعل خديعتهم تنقلب عليهم ، وفي هذا غاية العدل في الجزاء ، وهو أن يكون عقاب الإنسان بيد نفسه ، وأن يكون السلاح الذي قذفه على غيره ظالماً له ارتد عليه فأصابه بمثل القوة التي قذفه بها .
واستشهد الناقد بقول الله تعالى في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول):
{وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}
وقال في شرح هذا النص في الصفحة (122) من كتابه:
"كان قد شاء تدمير القرية ، ولكن لئلا يكون للعباد عليه حجة فيما شاء لجأ إلى المكر ، فأمر مترفيها أن يفسقوا حتى يبدو للجميع وكأن القرية استحقت ذلك التدمير . بينما الحقيقة غير ذلك"…
هكذا حوَّر النص تحويراً شائناً , وحرَّف معناه تحريفاً مناقضاً تماماً لأصل معناه ، وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: إن الله تعالى لا يأمر المترفين بأن يفسقوا ، ولكنه يأمرهم بأن يؤمنوا ويعملوا صالحاً ، فيفسقون ويخالفون أمر الطاعة ، فمن صفات أمر الله ونهيه أنه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .
فمن أين أدخل "الناقد" المحرِّف أن الله يأمر المترفين أن يفسقوا والله قال: {أمرنا مترفيها} ثم قال : {ففسقوا فيها} ، ومعلوم بداهةً مثل هذا الكلام يفيد أنهم عصوا الأمر ففسقوا ، لذلك استحقوا العقاب على عصيانهم .
وإذا أردنا أن نقدر في النص محذوفاً فأي قارئ عربي يستطيع بداهةً أن يعرف أن المأمور به المحذوف هو ما أمر الله به في شرائعه من الإيمان وعمل الصالحات .
وليس ما حرَّفه سيادة "الناقد" من تقدير (أن يفسقوا) بدل (أن يؤمنوا ويعملوا الصالحات).
ثم إن ترتيب الجزاء إنما يكون على عصيان الأمر كما هو معلوم بالبديهة ، لا على طاعة الأمر .
فلا يستهن بالقارئ العربي هذه الاستهانة ، وليعلم أن ما يتلاعب به مكشوف للجميع!
ثانياً: جاءت هذه الآية تعقيباً على قوله تعالى:
{…وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً}.
أي: لا يهلك الله القرى الظالمة التي استحقت الإهلاك بجرائهما حتى يبعث الله إليها رسولاً ، فيأمرهم هذا الرسول بالطاعة ، فيعصي مترفوهم والملأ منهم .ويتبعهم حكماً وتقليداً من دونهم ، فيحق عليهم قانون الجزاء ، فيهلكهم الله تبارك وتعالى جزاء وفاقاً .
وهكذا ظهر لنا بوضوح تلاعب "سيادة الناقد" بمعاني النصوص الدينية ، وبالحقائق كلها ، ليؤيد مذهبه ، ويدعم قضية الإلحاد والكفر بالله ، محارباً قضية الإيمان والاستقامة على الخير والفضيلة .
وأترك القارئ الحصيف الواعي أن يحكم له أو عليه ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فعند الله جزاء لمن آمن وجزاء لمن كفر .
الفصل الحادي عشر
الكفر والكافرون
اقتباساً من المفاهيم الدينية ، ودلالات النصوص القرآنية كتبت هذا الفصل عن الكفر والكافرين لأكشف به حقيقة الكفر ،وواقع حال الكافرين ، وأسباب كفرهم ودواعيه ، ومناخ نمائه ونشاطه ، وموقف المؤمنين منهم ، وموقفهم من المؤمنين ، وجدلياتهم ، وأنواع عقوباتهم العاجلة والآجلة التي حذرهم الله منها إذا استمروا على كفرهم .
( 1 )
ما هو الكفر؟
أصل معنى الكفر في اللغة التغطية الكاملة والستر التام ، يقال للابس السلاح الذي غطاه السلاح تغطية كاملة : كافر ، لأنه ستر جسمه به ستراً كاملاً ، ويقال للزارع : كافر ، لأنه يدفن الحب في الأرض فيغطيه بالتراب تغطيه كاملة ، ومنه قول الله تعالى في سورة (الحديد/57 مصحف/94 نزول):
{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ..}.
ويقال لليل المظلم : كافر ، لأنه يستر بظلمته كل شيء ، ويقال : كفر الليل الشيء وكفر عليه إذا غطَّاه ، ويقال للبحر : كافر ، لأنه يستر ما فيه ، وهكذا تدور الكلمة في اللغة حول الستر والتغطية .
واستعملت هذه الكلمة في الاصطلاح الديني للدلالة على ما يقابل الإيمان ، والداعي إلى تسمية إنكار الحق الديني كفراً ، أنه قائم على ستر أدلة الإيمان العقلية والفطرية الوجدانية.
فالإيمان هو التصديق ، والكفر عدم التصديق ، وكل إيمان بشيء يستلزم كفراً بنقيضه ، لذلك فكل مؤمن بالعقيدة الإسلامية الصحيحة كافر بنقيضها وبكل مستلزمات هذا النقيض ،ولذلك كان الإيمان بالله يقتضي الكفر بالطاغوت اقتضاءً حتمياً . وفي هذا يقول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
فلا يتم إيمان المؤمن حتى يكفر بكل الطواغيت ويؤمن بالله ، ولذلك اشتملت عبارة التوحيد على السلب والإيجاب ( لا إله إلا الله ) ، فهي تشتمل على الكفر بكل إله سوى الله وعلى الإيمان بالله وحده لا شريك له .
أما غير المؤمنين بالعقيدة الإسلامية إيماناً صحيحاً فقد عكسوا القضية ، فآمنوا بالباطل وكفروا بالحق ، سواء أكان ذلك بصفة كلية لجميع أركان العقيدة الإسلامية ، أو بصفة جزئية ، وفي هذا يقول الله تعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول):
{أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ * وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ}
ويقول الله تعالى في سورة (العنكبوت/29 مصحف/85 نزول):
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }.
وحين تطلق كلمة الكفر ومشتقاتها في الاصطلاح الديني فالمراد منها الكفر بما يجب الإيمان به ، أو يجب الإذعان والخضوع له ، إلا أن توجد قرينة تصرف إلى معانٍ أخرى تتصل بالمعنى اللغوي ككفر النعمة ، وكفر العشير ، ونحو ذلك .
فمن أنكر الإسلام ولم يقبل ما جاء فيه من حق فهو كافر ، ومن أنكر أي شيء ثابت في الإسلام بصفة قطعية فهو كافر ، لأنه جاحد دين الله مكذِّب لرسوله فيما جاء عن ربه .
فجحود بعض اليقينيات الدينية يكفي للحكم بالكفر ، ولا يتوقف الحكم بالكفر على إنكار الدين كله ، لأن العقيدة الإسلامية متماسكة الأركان ، متماسكة العناصر تماسكاً كاملاً من جميع الأطراف ، وهي كلٌّ لا يقبل التجزئة ، فمن أنكر بعضها مما هو ثابت بيقين فهو بها كافر ، ومن كذَّب الرسول بشيء قد ثبت عنه يقيناً فقد كفر بنبوته ، ومن كفر بنبوة الرسول فقد كذب شهادة من أرسله ، وهكذا تتسلسل نواقض عناصر الإيمان ، حتى تصل إلى الجذر الأساسي فتنقضه وهذا هو الكفر الأكبر .
والكفر دركات بعضه أشد من بعض ، وبعضه أقبح من بعض ، والإلحاد القائم على إنكار الخالق إنكاراً كلياً أشد وأقبح أنواع الكفر .
* أصناف الكافرين:
إذا أحصينا أحوال الكافرين وجدناهم أصنافاً لا صنفاً واحداً.
الصنف الأول : الضالون فكرياً ، وهم الذين ضلوا سبيل المعرفة الإيمانية الحقة ، وأعماهم التعصب عن رؤية الحق وإن بُيِّن لهم ، فهم لا يستجيبون لداعي الحق مهما لفت أنظارهم إليه ، لأنهم غير مستعدين نفسياً لتغيير عقائدهم الضالة ، ويظلون يؤمنون بالباطل ويزعمونه حقاً.
فهؤلاء هم الكافرون الضالون ، وهم على مستويات بعضها أخس من بعض .
الصنف الثاني: المنحرفون نفسياً والجانحون جنوحاً أخلاقياً ، وهم الذين يعرفون الحق ، ولكنهم يصرون على مخالفته بدافع من الكبر أو الهوى أو التعصب أو بدافع من ضغط البيئة الاجتماعية وخوف انتقادها ولومها أو ضغط القادة المضلين أو خوف فوات منافع جارية ومصالح قائمة ، أو نحو ذلك فهم من أجل ذلك يصرون على الكفر أو يسيرون في ركب الكافرين .
وهؤلاء هم الكافرون المغضوب عليهم ، وهم شر مكاناً وأقبح كفراً ، لأنهم يعرفون وينحرفون فلا يعترفون ، وهم على مستويات بعضها أخس وأقبح من بعض .
الصنف الثالث: منافقون من فئة الضالين فكرياً .
الصنف الرابع: منافقون من فئة المنحرفين نفسياً الجانحين جنوحاً أخلاقياً.
والمنافقون مخادعون جبناء يتظاهرون بالإسلام نفاقاً ، ويبطنون كفرهم القائم على الضلال ، أو القائم على الانحراف والإصرار على الباطل ، وهؤلاء في الدرك الأسفل من دركات الكفر ، لأنهم قد جمعوا قبح الكفر وقبح النفاق وما يلازمه من صفات الكذب والخداع والاستهزاء وغير ذلك من صفات المنافقين .
والنصوص القرآنية قد أوضحت أصناف الكافرين ، واشتملت فاتحة الكتاب على ذكر المضلين والمغضوب عليهم ، وهو يعم منافقي هذين الصنفين ، وبسط القرآن أحوال أصناف الكافرين في مواضع كثيرة ، وكشف صفاتهم وأعمالهم ببيانات مستفيضة .
* من يُحكم عليهم بالكفر؟
تطبيقاً للمفاهيم الإسلامية التي تحدِّد مواقع الكفر نستطيع أن نحكم بالكفر حكماً إسلامياً على من جحد بذات الله أو بصفات الثابتة بيقين ، أو جعل مع الله إلهاً آخر ، أو أنكر رسالة محمد أو جحد بآيات الله وكتابه أو بشيء منه ثابت فيه بيقين ، أو كذَّب الرسول بشيء مما بلَّغه عن ربه وثبتت نسبته إليه بيقين ثبوتاً قطعياً ، أو أنكر شيئاً من أركان الإيمان ، أو أركان الإسلام ، أو جحد بحقيقة ثابتة في الإسلام ثبوتاً قطعياً .
لذلك حكم الله بالكفر على الذين قالوا : إن الله هو المسيح بن مريم ، فقال تعالى في سورة (المائدة/5 مصحف/112 نزول):
{لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
أي فالذي لا يستطيع دفع الهلاك عن نفسه إذا أراد الله أن يهلكه كيف تدَّعي له الإلهية ، والإلهية هي للرب الخالق لا للعبد المخلوق .
والمسيح عيسى عليه السلام أمر قومه في دعوته لهم بأن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، وأوضح لهم أن الله ربه وربهم ، خلقه كما خلقهم ، وأوضح لهم أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه جهنم بسبب كفره وظلمه الكبير ، قال الله تعالى في سورة (المائدة/5 مصحف/112 نزول):
{لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}
وحكم الله بالكفر على الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة لأنهم جحدوا إحدى الحقائق الكبرى من حقائق الإيمان ، وهي حقيقة أن الله واحد وليس مركباً من ثلاثة ، فقال تبارك وتعالى عقب الآية السابقة:
{لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وناقش الله أصحاب عقيدة التثليث بقوله بعد ذلك:
{مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
وهذه المناقشة تقوم على إثبات البشرية للمسيح وأمه ، استناداً إلى بعض أوصافهما البشرية المعروفة فيهما ، إذ كانا يأكلان الطعام ، ومن يأكل الطعام لا يمكن عقلاً أن يكون إلها ً، ومن كان بشراً مخلوقاً فإنه لا يملك لمن يعبده ضراً ولا نفعاً ، ومن لا يملك نفعاً ولا ضراً فإنه لا يستحق أن يتقرب إليه بالعبادة .
وحكم الله بالكفر على الذين كذَّبوا بالقرآن ، فقال تعالى في سورة (فصِّلت/41 مصحف/61 نزول):
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}
فجعل سبحانه تكذيبهم بالقرآن كفراً ، وناقشهم في السورة نفسها بقوله تعالى :
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
وحكم الله بالكفر على من كذب الرسول محمداً أو غيره من رسل الله صلوات الله عليهم أجمعين ، ففي شأن المنافقين قال الله لرسوله في سورة (التوبة/9 مصحف/113 نزول):
{ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ}
فجعل تكذيبهم للرسول ، كفراً لأنه في حقيقته تكذيب لله وكفر به وكفر بآياته .
وحكم الله بالكفر على من كذَّب بيوم الدين ،فقال تعالى في سورة (العنكبوت/29 مصحف/85 نزول):
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
فالعقيدة الإسلامية لا تقبل التفريق في الإيمان بين أركان الإيمان ، أو بين عناصر الركن الواحد ، والإيمان غير قابل للتجزئة والتفريق ، بأن يؤمن الإنسان ببعض العناصر ويكفر ببعضها ؛ ومن فعل ذلك كان كافراً غير مؤمن ، وهذا ما أعلنه القرآن بقول الله تعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول):
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ منْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
ففي هذا دليل واضح على أن الإيمان لا يقبل التفريق بين أركانه .
وخاطب الله بني إسرائيل بقوله في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{…أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
وفي هذا النص دليل واضح أيضاً على أن عناصر الإيمان لا تقبل التفريق .
فالإيمان وحدة متماسكة متى انفكت عروة من عراها انحلت سائرها وانفرط عقدها .
( 2 )
حرص الإسلام على إيمان الناس
وإنقاذهم من الكفر وشروره
من روائع مضمون رسالة الإسلام أنها تحرص أشد الحرص على إيمان الناس وهدايتهم ، رغبة بإنقاذهم ونجاتهم وسلامتهم وسعادتهم .
وقد حث الإسلام المؤمنين به على إرشاد الناس ودعوتهم إلى الإيمان والعلم الصالح ، وسلوك سبيل الحق والخير والفضيلة ، وعلى قتالهم في بعض الأحوال لإزالة الموانع من نفوسهم ، أو لإزالة الموانع من طريق إيمانهم ، لإنقاذ من يمكن إنقاذه من صفوفهم ، حتى يكونوا مع المؤمنين من أهل دار النعيم سعداء راضين مرضيين ، لا من أهل نار الجحيم أشقياء مطرودين من رحمة الله .
فالدوافع لهداية الناس إلى الإيمان وفعل الصالحات تنبع من منابع الحب وإرادة الخير للناس أجمعين .
ولو أن الناس كلهم كفروا بالله وعصوه لما كانوا يضرون الله شيئاً ، ولو أنهم جميعاً آمنوا به وأطاعوه لما نفعوا الله شيئا ً، ولما زادوا في ملكه شيئاً ، ولكن الله يحب لعباده أن يؤمنوا ويصلحوا حتى يسعدوا ، ويكره لهم أن يكفروا ويفسدوا حتى لا يكونوا من أهل الشقاوة والعذاب .
وقد جاء في الحديث القدسي الثابت في الصحيح ، أن الله تعالى قال : "يا عبادي : إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً . يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيَط إذا أدخل البحر . يا عبادي : إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه".
وما تضمنه هذا الحديث القدس نجده في نصوص عدة من القرآن الكريم .
فمنها قول الله تعالى لرسوله في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
فالله تبارك وتعالى يخفف عن رسوله صلوات الله عليه حالة الحزن التي كانت تعتريه ، حين يشاهد بعض قومه يسارعون في الكفر ، ويبين له أن وظيفته في الناس التبليغ والدعوة إلى الله ، وليست وظيفته تحويل الناس إلى الهداية ، فإنهم هم المسؤولون عن أنفسهم وعن سلوك سبيل الهداية ، ويبيِّن له أيضاً أن الذين يسارعون في الكفر والذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً.
أي : فالحرص على إيمانهم خدمةٌ لهم وغيرَةٌ عليهم ورغبةٌ في نجاتهم وسعادتهم .
ومنها قول الله تعالى في سورة (محمد/47 مصحف/95 نزول):
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}
فهؤلاء الذين اختاروا الكفر ، وأضافوا إليه الصد عن سبيل الله . ومعاداة الرسول ، من بعد ما تبين لهم الهدى ، إنهم في أعمالهم هذه كلها لن يضروا الله شيئاً ، وما يعملونه من أعمال للصد عن سبيل الله ومناهضة الرسول ومقاومة الإسلام والمسلمين فسيحبطها الله وسينصر أولياءه .
فلن يضروا الله شيئاً ، ولن يضروا أولياه وحملة رسالته إذا صدق هؤلاء مع الله ، ولن ينالوا منهم إلا أذى قد يصيبهم في الدنيا في أنفسهم أو أموالهم أو أرضهم ، وعاقبة الظفر والنصر ستكون لهم بتأييد الله ونصره المبين ، وهذا ما بينه الله بقوله في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) خطاباً للمؤمنين في معرض الحديث عن اليهود:
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}
وأوضح الله تبارك وتعالى أنه غني عن عباده ، ولكن لا يرضى لعباده رجس الكفر ورذائل الفسق والعصيان ، بل يحب لهم طهارة الإيمان ، وفضائل الاستقامة والطاعة ، ثم يجازيهم على أعمالهم بالعدل . فقال الله تعالى في سورة (الزمر/39 مصحف/59 نزول):
{إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُـمْ فَيُنَبِّئُكُـمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ}
ومن كفر فعليه كفره ، ولا يزيده كفره عند ربه إلا مقتاً وخساراً ، وفي هذا يقول الله تعالى في سورة (فاطر/35 مصحف/43 نزول):
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً}
ويقابل هذا أن من آمن وعمل صالحاً فلنفسه يقدم الخير ، وهذا ما بيَّنه الله تعالى بقوله في سورة (الروم/30 مصحف/84 نزول):
{مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ * لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }
من كل ذلك تتضح لنا الحقائق التالية:
1- أن الله غني عن إيمان عباده وطاعتهم .
2- أن الكافرين لا يضرون الله شيئاً .
3- أن أعمال الكافرين لن تضر المؤمنين الصادقين مع الله إلا أذى .
4- أن من كفر فعليه كفره .
5- أن من آمن وعمل صالحاً فله عمله .
( 3 )
أسباب الكفر والضلال
يتبين لنا بالتأمل وبالتتبع العلمي في تقصي الواقع الإنساني طائفة من أسباب الكفر والضلال في الناس ، ونذكر فيما يلي أسباباً وعوامل رئيسية تتضمن أسباباً وعوامل فرعية كثيرة .
* السبب الأول – الانحراف الفكري عن منهج التفكير السديد:
وفي تتبع هذا السبب وظواهره نلاحظ أن كثيراً من الناس يقبلون في حياتهم الفكرية أن تتحوَّل أوهامهم وتخيلاتهم أو ظنونهم إلى حقائق علمية وعقائد ثابتة ، دون أن يكون لها نصيب من الحقيقة ، ودون أن تمر في مراحل الطريق المنطقي السليم للمعرفة ، وبذلك يقعون في ضلالات فكرية ذات نتائج خطيرة .
وزاوية الانطلاف في هذا السبب تبدأ من اتباع الظن الضعيف الذي هو دون مستوى الرجحان ، لافتقاره إلى دليل عقلي أو علمي يقوّيه ويرجحه ، وهذا الظن التوهمي الكاذب هو الذي اتبعه من جعلوا لله شركاء بغير حق ، وفيهم قال الله تعالى في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}
أي : ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء حقيقيين ، لأن الله واحد لا شريك له ، إن يتبعون إلا الظن التوهمي الكذاب ، وإن هم إلا يخرصون ، أي: وإن هم إلا يكذبون على الحقيقة بالتوهم الكاذب والظن الضعيف الذي لا قيمة له في تحصيل المعارف .
وقد يكون الباعث على قبول الظن الذي لا قيمة له في مجال اكتساب المعرفة كونه موافقاً لهوى النفس ، وهذا الهوى يزيِّن ضعيف الظنون ويحسنه لدى النفوس ويكبره ويجسمه بالوهم وبالتخيل الكاذب ، ولا يزل ينفخ فيه حتى يسيطر على المشاعر ، ويستحوذ على الفكر أخيراً ، وعندئذٍ يتبع صاحب هذا الظن الضعيف ظنه معتقداً أنه حقيقة ، وهو في أصله خرص من نسيج الخيال وحياكة الوهم الكاذب ، وهذا الرديف من الهوى هو الذي ساعد على دفع المشركين الوثنيين إلى ضلالاتهم ، ولذلك خاطبهم الله بقوله عن معقتداتهم في سورة (النجم/53 مصحف/23 نزول):
{إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ}
ولما كان أكثر الناس تسيطر الظنون الضعيفة والأوهام السخيفة على أفكارهم ونفوسهم فيتبعونها ويعتقدونها ، حذَّر الله من اتباع أكثر من في الأرض ، فقال تعالى في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول):
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}
أي : يرجمون بالخرص التخيلي أو التوهمي ، ويقررون ما يقع عليه خرصهم على أنه حقيقة ، ويبنون على ذلك عقائدهم وأعمالهم .
ولهذا السبب الرئيسي عوامل فرعية متعددة داخل النفوس الإنسانية منها العوامل التالية:
1- الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي :
فقد تلمع في نفس الإنسان بارقة من فكرة تمر في خياله أو توهمه ، فيأتي الغرور بالنفس فيلبسها ثوباً لماعاً مزركشاً ، فتحلو في نفسه وتزدان ،ثم يتجسم توهمه بها حتى تصبح لديه فكرة ثابتة أو عقيدة راسخة دون أن يعالجها بالحجة والبرهان ، والمناقشة المنطقية السليمة .
وقد يسعى مبشراً بها بين السذج وضعفاء التكفير والجاهلين ، مزيناً حجته بزخرف من القول ، أو مستخدماً قوة شخصيته أو قوة نفوذه ، ثم يكون له مؤيدون وأنصار يتابعونه على ضلالته التي انخدع هو بها بعامل الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي .
وقد نشأ في التاريخ فرق متعددة تحمل مذاهب فكرية باطلة ، وذلك بسبب إصابة واحد من الناس أو مجموعة منهم بمرض الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي ، ثم كان منه ومن عوامل أخرى ضلالات موروثة ، استمسكت بها أجيال متلاحقة ، بات من العسير التخلص منها إلا في ظروف معالجات فكرية ونفسية مؤثرة .
2- الجهل العام الذي يسمح بتقبل كثير من المفاهيم الباطلة:
وهنا نلاحظ أنه قد تشيع في مجتمع متخلف فكرياً أو ثقافياً أفكار باطلة محرفة عن منهج التفكير السليم ، وتجد هذه الأفكار الباطلة قبولاً في هذا المجتمع ، وذلك بسبب تخلفه العلمي ، ثم يتطاول الأمد فتمسي هذه الأفكار عقائد قومية متوارثة ، وتقاليد متَّبعة ثابتة ، كأنها من الحقائق البدهية التي لا تقبل أية مناقشة فكرية أو أي تغيير .
ومن هذه المفاهيم الباطلة مفاهيم يلقيها بين المجتمع الجاهل ماكرون مضللون من شياطين الإنس ، لهم مصالح وأغراض وشهوات خاصة من بث هذه الأفكار الباطلة ، والخرافات والأوهام وتزيينها في نفوس القوم ، وذلك ليكون لهذه الانحرافات والخرافات ثمرات ممتعة لأولئك الشياطين يستغلونها ، ويستثمرونها ، ويقضون شهواتهم وملذاتهم على مصائب القوم من مفاهيمهم الباطلة .
3- التقليد الأعمى:
من الملاحظ أن الإنسان ينشأ في بيئة من البيئات الاجتماعية فيكتسب منها معارف ومهارات وعادات وأخلاقاً كثيرة ، ومن هذه المكتسبات ما هو حق ، ومنها ما هو باطل ، ومنها أيضاً ما هو صالح ، ومنها ما هو فاسد ، وبمقتضى نشوئه في هذه البيئة الاجتماعية يتكون لديه بدافع الأنانية خلق التعصب لأهله وعشيرته وقومه ، والتعصب لجميع ما هو في بيئته من مفاهيم وعادات وأخلاق ، لأنه يتصور أنه بتعصبه هذا يدافع عن كيانه الذاتي ، ولكنه دفاع ليس في محله ، إذ هو دفاع عن الانحراف .ولو أنه سمح لقواه العقلية المتجردة عن مؤثرات البيئة أن تبحث وتناقش وتميز بين الحق والباطل والخير والشر والصالح والفاسد ، لوجد أن دفاعه عن ذاتيته إنما يكون بتقويمها وإصلاح عوجها ،وهجر الموروثات الباطلة ، والاستمساك بالحق منها .
وبالتتبع نلاحظ أن كثيراً من الناس ليس لهم فيما يستمسكون به من مفاهيم وعادات باطلة أية حجة ، إلا أنها أشياء ورثوها عن أسلافهم من قومهم ، فاقتدوا بهم وتعصبوا لهم وساروا على آثارهم دون بصر فيها أو نظر .
4- المبالغة في تعظيم بعض العظماء من الناس:
نظرة تأمل في التاريخ الإنساني تكشف لنا أنه قد يظهر بين حين وآخر في كل أمة من الأمم أفذاذ منها ، يبلغون درجة عالية في سُلَّم الكمال التي تعتبره تلك الأمة كالتقوى والاستقامة أو العلم والعبقرية ، أو الإخلاص لأمتهم وبلادهم ، وقد يكتب الله على أيديهم بعض الظفر والازدهار والنجاح الباهر ، والتوفيق العظيم ، وما إلى ذلك من رغائب فيعظِّمهم الناس ، ويمجدونهم ويلبسونهم ثوباً من الكمال ليسوا أهلاً له ، حتى يعتبروا كل عمل من أعمالهم ، وكل خلق من أخلاقهم حسناً وإن كان قبيحاً ، وخيراً وإن كان شراً ، وحتى يعتبروا كل قول من أقوالهم حقاً وإن كان باطلاً ، ويبالغ بعضهم في ذلك حتى يخلع عليهم صفة التنزيه عن النقص والخطأ ، والعصمة من كل إثم .
ويسري هذا الداء إلى نفوس الرعاع السذج أو الجهلاء أو ناقصي التفكير ، فيبلغون في تقديسهم إلى حد توهم الألوهية أو جزء منها فيهم ، وينحرفون بذلك عن منهج التفكير السليم ، ويتجاوزون كل حد مقبول في العقول الصحيحة ، وقد يشجعهم على ذلك بعض الأذكياء الذين يستطيعون استغلالهم واستثمارهم من خلال حماقاتهم وانحرافاتهم في الأفكار والعادات ، أو من خلال تخلفهم عن مواكبة ركب العلم الصحيح والحضارة النافعة .
ومن المنغمسين في هذه الضلالة وثنيو القرن العشرين الذين يلحدون بالله ، ويتخذون لعظمائهم أوثاناً يقدسونها ، ويفدون إلى زيارتها ،ويمنحونها الأكاليل ، ويهدونها طاقات الورود ، ويعتبرون مخالف تعاليمهم من أكبر الكبائر التي توجب الإعدام أو السجن المؤبد ، أو الإبعاد والطرد ، أو توجب حروباً طاحنة تهلك الحرث والنسل .
5- فلسفات ناقصة أو أصول فكرية فاسدة:
من الملاحظ أن العامل في كثير من ألوان الضلالات الفكرية فلسفات ناقصة أو أصول فكرية فاسدة ، وفي المجتمعات الإنسانية مظاهر متعددة لهذه الفلسفات الناقصة والأصول الفكرية الفاسدة .
ومن مظاهرها الفلسفات التي تؤدي على تعطيل دلائل الاستنتاج العقلي القاطع ، وتؤدي إلى الوقوف عند حدود المادة المدركة بالحس المباشر أو عن طريق الأجهزة ، وتؤدي إلى إنكار الوحي ، وإنكار أية حقيقة من حقائق الغي التي تأتي بها النبوات ، بدعوى أنها غير مدركة بالحس فلا يصح في نظرهم القاصر التسليم بها .
وهذه النظرة القاصرة إلى الوجود والتي يشهد ببطلانها كل عقل واعٍ مدرك هي مصدر شر كبير أفضى ببعض الناس إلى اعتناق فكرة المادية الملحدة ، التي لا تعترف بشيء إلا باللذة والغريزة وحدود الظواهر المادية .
* السبب الثاني – الانحراف النفسي عن منهج الخُلُق القويم:
نلاحظ لدى دراسة أحوال الناس أن فريقاً كبيراً من ذوي الضلالة في الأرض لم يضلوا لجهلهم بالحقيقة بسبب عامل من عوامل الانحراف الفكري عن منهج التفكير السليم ، وإنما ضلوا أو أجرموا بسبب هروبهم من وجه الحقيقة إرضاء لشهوة من شهوات نفوسهم ، ورغبة من رغائبها .
ومتى هرب الإنسان من وجه الحقيقة سعى ينتحل لنفسه مبادئ أخرى باطلة ليحلها في محلها ، ثم يكدح كدحاً شديداً ليقنع نفسه وغيره بصحتها وسلامتها ، وضرورة الأخذ بها .
وذلك لأن الفكر السوي يصعب عليه أن يسلم بالمفاهيم الباطلة مهما أغرت الأهواء والشهوات بزخرفها ، ولكن سلطان الأهواء والشهوات يأسر النفوس فيجعل بينها وبين العقل السليم غشاوة ، ومتى طال أمد الغشاوة الحاجبة للعقل عن عمله السديد تبلد الفكر ، وفسدت طريقة البحث لديه .
وزاوية الانطلاق في هذا السبب تبدأ من اتباع الأهواء والشهوات .
إن الأهواء والشهوات في الأنفس تميل في أغلب أحيانها إلى اغتنام اللذات العاجلة ، ولو كان من ورائها مشار وآلام كثيرة آجلة ، وتميل إلى زخرف الحياة الدنيا وزينتها وتفاخرها ولو كان في ذلك شقاء أبدي بسخط الله .
فمن طبع أهواء النفوس وشهواتها أنها تؤثر العاجلة ، وتذر الآخرة ، ما لم يضبطها ضابط من العقل الصحيح الراجح ، المقرون بالإرادة الحازمة ، أو ضابط من الإيمان الراسخ والدين المهيمن على النفس والمتغلغل في أعماق القلب والوجدان والمقرون بتقوى الله جلَّ جلاله.
لذلك كان اتباع الأهواء والشهوات من الأسباب المضلة المبعدة عن صراط الله المستقيم ، والمفضية بالإنسان إلى مواقع تهلكته .
ولذلك كانت الأهواء والشهوات من الوسائل التي تستغلها الشياطين للإغواء ، فتدغدغها وتثيرها وتوجهها للانحراف عن صراط الله ، ولا تزال تسيطر عليها شيئاً فشيئاً ، حتى تكون أسلحة فتاكة في أيديها ، وقد تستدرج الإنسان عن طريق أهوائه وشهواته حتى تصل به إلى مواقع الكفر بالله وبكل فضيلة إنسانية .
ولذلك حذرنا الله تبارك وتعالى من اتباع الأهواء والشهوات على غير هدى من الله .
فقال الله تعالى في سورة (الروم/30 مصحف/84 نزول):
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ}
ففي هذه الآية يبين الله أن من الأسباب الموصلة إلى الظلم والموقعة فيه اتباع الأهواء ، وقد ضل الظالمون بسبب اتباعهم أهواء نفوسهم فحكم الله عليهم بالضلالة حكماً عادلاً ، فمن يهدي من أضل الله؟ أي : حكم عليه بالضلالة , ومن ينصره من عقاب الله؟ إنه لا أحد يحكم له بالهداية بعد أن حكم الله عليه بالضلالة ، ولا أحد ينصهر من عقاب الله .
وخاطب الله رسوله محمداً بقوله في سورة (القصص/28 مصحف/49 نزول):
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ}
وقال تعالى في سورة (محمد/47 مصحف/95 نزول):
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ}
وهكذا وصف الله الكافرين والمنافقين في مواضع عديدة من كتابه بأنهم اتبعوا أهواءهم ، إشارة إلى أن سبب ضلالهم هو اتباعهم أهواءهم .
ومن فروع اتباع الأهواء اتباع الشهوات بإفراط وتجاوز لمنهج الاعتدال والحق .
وقد أوضح الله أن اتباع الشهوات كان سبباً في ضلال ذرية الصالحين ، فقال تعالى في سورة (مريم/19 مصحف/44 نزول):
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلاَةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً}
أي: فسوف يلقون جزاء غيِّهم .
وحذرنا الله من مكائد الذين يتبعون الشهوات ومن تضليلاتهم ، فقال تعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول):
{وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}
أي: يريدون أن تنغمسوا معهم في تناول الشهوات بانحراف مسرف ، ويتخذون ما لديهم من وسائل لتحقيق مرادهم هذا .
ومن اتباع الأهواء والشهوات اتباع وسائل الترف بإفراط مُطغٍ وسرف مفسد للنفوس ، وباعث على الكبر والعجب ، ومسبب للغفلة عن الحق والخير ، ونسيان العواقب وعدم النظر إليها.
قال الله تعالى في سورة (هود/11 مصحف/52 نزول):
{وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ}
ولهذا السبب الرئيسي (وهو الانحراف النفسي عن منهج الخلق القويم) عوامل فرعية متعددة داخل النفوس الإنسانية ، نذكر منها العوامل التالية:
1- الحسد القبيح:
إن الحسد القبيح مرض خبيث من أمراض النفوس ، يغري صاحبه أن يغمط الحق وينكره ويجحد به ، مهما كان ظاهراً مؤيداً بالحجج والبراهين .
وإذا تصفحنا التاريخ القديم والحديث وجدنا أمثلة كثيرة على ذلك من الواقع الإنساني ، ومن أمثلته حسد اليهود للعرب إذ جاء الرسول المنتظر منهملا من بني إسرائيل كما كانوا يودون ويهوون .
2- الأنانية الضيقة:
والأنانية حب الإنسان لنفسه فقط أو لمحيطه الضيق ، مع قصر نظر عن العواقب ، وهي تولد في المجتمعات الإنسانية حب الإثرة ، واحتكار كل خير ومتعة ، وادعاء كل فضيلة وشرف ، وذلك يؤدي إلى التنازع والتشاحن والبغضاء ، وتبديد طاقات الجماعة تبديداً داخلياً بدل تجميعها ضد عدوها وعدو الحق والخير والفضيلة والجمال .
وكم كان لهذه الأنانية الضيقة من نتائج سيئة شنيعة ، قوضت كثيراً من أبنية حضارية شامخة ورمت بأمم كثيرة من قمم المجد إلى حضيض المذلة والمهانة ، وورثتها مفاهيم فاسدة. وجعلتها تتخلف أجيالاً وقروناً عن مواكب ركب الحضارة والتقدم ، ونور العلم والخير والفضيلة .
3- النوازغ النفسية الرامية إلى تحقيق مطالبها بشذوذ:
في ظل تهاون تربوي وبعد عن منهج الإسلام القويم قد تنمو في الإنسان بعض دوافعه النفسية نمواً غير طبيعي ، شبيهاً بنمو الأورام الخبيثة في الجسد ، حتى تكون لهذه الدوافع صفة السيادة العامة على كل مقومات الإنسان ، وعند ذلك يفقد هذا الفرد توازنه الإنساني السوي ، ومتى بلغت في الإنسان دوافعه النفسية إلى هذا الحد من الشذوذ غير الطبيعي أمست نوازغ شر وضر وفساد .
وعندئذٍ تنطلق هذه النوازغ في كيان الإنسان محاولة أن تستبد به استبداداً خطيرا ً، فإذا تخاذلت إرادة الإنسان أمام نازغ من نوازغ الشر فيه تبلَّد فهمه العميق للأمور ، وانحجب عقله الواعي الذي يعقله عن الشر ، وأخذ ذكاؤه يتشاغل بظواهر الأمور وسطوحها القريبة ، ويتعامى عن بواطنها وعواقبها ، ثم يحاول هذا الذكاء الغبي السطحي أن ينسج الحيل بمكر ودهاء ليقدم لنازغة الشر مطالبها الدنيئة الحقيرة ، ولو عن طريق الإفساد والجريمة وإنكار الحق .
عندئذٍ تبدأ صور الفساد والجريمة تظهر في سلوكه الشاذ المنحرف ، كما تبدأ صور تبرير هذا الانحراف تظهر في المفاهيم والآراء التي يبثها ، ويحاول إقناع الناس بها بغية المحافظة على مركزه الاجتماعي ، وحماية نفسه من غضب الجماهير الذين ينالهم شره وضره .
فهو –مثلاً- يذبح الفضيلة مرتدياً مسوح التقوى ، ويمارس الجريمة حاملاً شعار الإنسانية ، ويقوض دعائم الحق والهدى باسم محاربة الباطل والضلال ، ويهدم أبنية الخير الفاضلة باسم التخلص من الفساد ، ويحاول محو شرائع الله الحقة التي تحمل للناس السعادة والمجد باسم الإصلاح الديني أو الإصلاح الاجتماعي .
فإذا وقفت في سبيله نصوص الشريعة الثابتة أنكرها وأوَّلها ، وإذا أرهبته في طريق جريمته معتقداته عن وجود الله وعدله وجزائه يوم الدين ألحد بالله وأنكر العدل والجزاء ، وسعى يقتنص لإلحاده أدلة واهية ليخدع بها نفسه ومن لديه نفسٌ شاذة مثل نفسه ، وليخدع بها الدهماء من الناس . لئلا يثوروا عليه ، فإذا انطلت حيلته على جمهور من الناس انطلق داخلاً في كل نفق شيطاني خبيث ، خشية أن تنكشف خبيئة نفسه المجرمة ، وفراراً من النور إلى الظلمات ، وهروباً من وجه الحق المبين ، والعلم المنير ، والخير والفضيلة ، إلى معاقل شياطين الباطل والشر والرذيلة .
ومن هذه النوازغ الشاذة ما يسمى بجنون العظمة ، والرغبة بالسلطان ، ومنها الإفراط الشديد بحب المال والفتنة الشديدة بجمعه ومنعه ، ومنها شهوة الظلم والقتل والاعتداء على الآخرين ، ومنها الدوافع الجنسية الشاذة المفرطة ، إلى غير ذلك من نوازغ .
4- الكبر :
وكثيراً ما يكون الكبر عاملاً ذا أهمية من العوامل الصارفة عن الاستجابة للحق ، والباعثة إلى التمرد عليه ، والخروج عن دائرة الطاعة للخالق جلَّ وعلا ، وعاملاً أيضاً في تكوين معتقدات ومفاهيم باطلة وتقاليد وعادات فاسدة ، ومتى نفخ الكبر في أنف صاحبه واستولى على إرادته غشَّى على عقله وساقه بعنف إلى غمط الحق وطمس معالمه ، وانتحال صور من الباطل على تزيينها وتحسينها بالحجج التافهة التي لا تقوى على النهوض أمام قوة الحق لدى ذوي العقول السليمة .
وقديماً كان الكبر هو الصارف لإبليس عن طاعة الله ، كما كان الصارف لبعض زعماء العرب عن الدخول في الإسلام أيام نزول الرسالة ، والكبر هو الصارف لكثير من المترفين عن الانخراط مع جماعة المسلمين ، حتى يظلوا مترفعين في أبراجهم الذهبية ، فهم لا يشعرون بمشاعر العامة ، ولا يشاركون في مختلف مظاهر وحدتها وتكاتف صفها .
5- الأحقاد السوداء :
من العوامل ذات الأهمية الكبرى التي تصرف عن الحق ، وتدفع صاحبها لإعلان الحرب عليه الأحقاد السوداء التي تغلي نيرانها في قلوب الذين انحرفت نفوسهم عن منهج الخلق القويم .
لقد امتدت دولة الإسلام بقوة الحق والعدل والجهاد ، واكتسحت عقائد بالية ، وصهرت شعوباً كبرى ، وقوضت إلى الأبد دولاً ذات شأن قديم ، فألقى كل ذلك أحقاداً سوداء على الإسلام والمسلمين في قلوب بعض المتعصبين لقومياتهم ومعتقداتهم ودولهم التي جرفها الإسلام بنوره المبين فيما جرف ، أو نال منها نيلاً ، فأفقدهم بذلك زعاماتهم الدينية والسياسية في الأرض ، ونشأ من جراء هذه الأحقاد السوداء مؤتمرات عديدة مقنعة وسافرة على الإسلام والمسلمين ، في أحقاب التاريخ الإسلامي المتتابعة ، وما زال العالم الإسلامي يكتوي بنيران هذه المؤامرات المختلفة في أشكالها وألوانها وأساليبها ، فمنها ما يحمل حرباً فكرية مسلحة بألوان شتى من المكر والخديعة ومنها ما يحمل حرباً مادية مسلحة بكل قوة مادية مريعة ، بغية تهديم الحق الذي جاء به الإسلام ، فكان به مجد العرب وسائر الشعوب التي استجابت لدعوته ، وبغية تفتيت وحدة المسلمين المتماسكة التي كان فيها سر قوتهم العظمى التي أذهبت الأمم والشعوب حقبة من الدهر ، فهم ما يفتأون يخشون أن تعود هذه القوة الكبرى للمسلمين ، وأن يعود ذلك الإيمان الصادق إلى قلوبهم .
وفي طليعة هذه المؤامرات المستمرة على الإسلام والمسلمين المؤامرة اليهودية العالمية الكبرى التي استطاعت أن تسخر الأحزاب السرية ، وكلا من المذاهب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية المتصارعة في العالم ،واستطاعت أن تسخر لتحقيق أغراضها الاستعمار والصليبية وأركانها السياسية والتبشيرية والاستشراقية ، وأن تسخِّر الإلحاد والشيوعية الدولية العالمية .
وتوجد عوامل أخرى لكل من السببين السابقين وهما: الانحراف الفكري عن منهج التفكير السديد ، والانحراف النفسي عن منهج الخلق القويم .
ومن هذه العوامل ما يلي:
1- الافتتان بمظاهر التقدم المادي والانسياق مع ألوانه الخادعة للنظر ، وتقبل ما يرافقه من منحرفات فكرية وخلقية وسلوكية .
وقد استخدم أعداء الإسلام في العصور الحديثة هذه الوسيلة من وسائل التضليل على أوسع نطاق ، وأثمرت لهم في المجتمعات الإسلامية ثمرات جمة ، وكان ذلك عن طريق دمج الوافدات الوبائية الخطيرة على العقائد والأخلاق والنظم الإسلامية في صادرات منجزات بلادهم المادية المرضية بتقدمها المادي ، وبهذا الدمج الماكر عسُر على الجماهير التمييز بين الغث والثمين ، والنافع والضار .
2- طاعة القادة المضلين واتِّباعهم:
فكثير من الانحراف الفكري والانحراف النفسي يأتي عن طريق اتباع القادة المضلين ، ذوي السلطان والجبروت في الأرض .
ويكون هذا الاتباع لهم إما فتنة بهم ، أو طمعاً باسترضائهم لتحيل المنافع عن طريقهم ، وإما خوفاً من عقوباتهم .
والقادة المضلون إما مستكبرون ، أو أصحاب أهواء ، أو متبعون للشهوات ، بجنوح وطغيان ، أو مقلدون متبعون لأسلافهم أو مقلدون مفاخرون متبعون لنظرائهم من ذوي السلطان في الأرض .
وقد حذر الله من اتباع القادة المضلين بأسلوب بيان واقع حال بعض الظالمين الذين عصوا رسل ربهم . فمن ذلك ما ذكره الله تعالى في شأن عاد قوم هود من أن سبب ضلالهم أنهم اتبعوا أمر كل جبار عنيد ، فعصوا رسل ربهم وجحدوا بآياته ، فقال تعالى في سورة (هود/11 مصحف/52 نزول):
{وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}
ومن ذلك أيضاً ما ذكره الله في شأن اتباع فرعون الذين كانوا ملأه ومنفذي أمره وأكابر قومه ، إذ اتبعوا أمره فجحدوا بربهم وبرسله ، وبالآيات التي جاءهم بها موسى عليه السلام ، قال الله تعالى في سورة (هود/11 مصحف/52 نزول):
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}
وقال تعالى في شأن فرعون في سورة ِ(الزخرف/43 مصحف/63 نزول):
{فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً للآخِرِينَ }
( 4 )
مناخ نماء الكفر ونشاطه
قد يبدو لكل عاقل بعد أن يرى الحق في جانب الإيمان ، ويأتيه خبر الوعد بالسعادة الخالدة للمؤمنين ، وخبر الوعيد بالشقاء الدائم والعذاب الأليم في نار جهنم للكافرين ، أنه لا يوجد أي داع للإنسان حتى يختار لنفسه سبيل الكفر على سبيل الإيمان ، لا سيما حين يلاحظ أنه لا توجد في مواقع الكفر مزايا من متاع الدنيا يصيبها الكافر ولا يستطيع أن يصيبها المؤمن ، علماً بأن مقدروه أن يصيب ما يريد من شهوات محرمة عن طريق المعصية ، لا عن طريق الكفر بالجحود أو يرفض الإذعان للطاعة ، فطريق المعاصي ليس فيه خلود في العذاب والشقاء ، أما طريق الكفر فهو طريق الخلود في العذاب والشقاء الأبدي .
والتساؤل الوارد في هذا المجال قد أجاب القرآن عنه ، فبين أن الكافرين واقعون في الكفر بسبب مؤثرات نفسية شتى جانحة خلقياً ، إلا أن الذي غشَّى على منطقهم في الحياة أمران: زينة وغرور ، وهذان الأمران هما المناخ الذي تنشط فيه بواعث الكفر ودواعيه .
فالزينة : حسنت للكافرين الحياة الدنيا ، وحسنت لهم سوء عملهم ، وصبغته بالأصباغ الخادعة ، وجعلت له المبررات المزوَّرة .
والغرور في أنفسهم ساقهم عمياناً لا يبصرون إلا الزينة وما فيها من بهارج ، فأعينهم مثبتة في أشكالها وألوانها ، وآذانهم لا تسمع إلا رنات أوتارها وأصوات أجراسها ، وشهواتهم مشدودة إليها ، وقلوبهم معلقة بطلبها والسعي وراءها ، وهم يتخبطون في اتباعها ، لا يدرون أين تقع أقدامهم ، ولا يعرفون إلى أي مصير هم صائرون ، وأما أفكارهم وعقولهم فقد ألقيت عليها الغشاوة ، فهم لا يفكرون إلا في حدود منطقة الزينة .
والزينة هي المجال الذي يفتتن به الإنسان فيغتر به ، وهي تكون فتنة للعين أو فتنة للأذن ، أو فتنة للفكر ، أو فتنة للنفس ، أو فتنة لما سوى ذلك من داخل الإنسان وخارجه .
والزينة طلاءات وزخارف خادعة في مظهرها ، ولا دلالة لها على الحقيقة الجوهرية ، إنما تخدع بحلاوة مظهرها ، فيتصور الجاهل المتسرع أن ما ظهر له عنوان ما بطن وخفي عليه ، فيعطي للباطن حكم ما بدا له في الظاهر ، لذلك نلاحظ أن القرآن حين يلفت أنظارنا إلى حقيقة ما في الحياة الدنيا يبين لنا أنها من قبيل الزينة فقط ، فهي لا تحتوي على جوهر حقيقي ثابت وفي هذا يقول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
فهم مع أنهم مخدوعون بزينة الحياة الدنيا وساقطون في الغرور يتصورون المؤمنين مضيِّعين لذات حياتهم ، ومتعلقين بالأوهام وبرؤيا خيالية عن الدار الآخرة ، فيسخرون منهم ، وكان الحق يقضي بأن يسخروا من أنفسهم إن عفَّ عن السخرية منهم الذين آمنوا .
ولكن ينعكس الأمر يوم القيامة فيقتص منهم الذين آمنوا سخرية بسخرية .
والغرض من جعل الحياة الدنيا هكذا زينة تفتتن النفوس بها توافر ظروف الابتلاء الأمثل ، وهذا ما بينه الله بقوله في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول):
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً }
أي: سيأتيهم يوم تفقد فيه زينتها فيغدو سطحها صلداً يابساً لا نبات فيه ولا زرع ، قد احترق كل ما عليها من خضرة ونضرة ، وتهدَّم كل ما عليها من قصر مشيد .
وأخطر ما في الأمر أن يغتر الإنسان بزينة الأقوال والأفكار الباطلة ، وبزينة الأعمال السيئة ، فيرى الباطل حقاً ، ويرى السيء حسناً ، فيندفع وراء الباطل مؤيداً له وناصراً ، ويعمل الأعمال السيئة متعاظماً بها ومفاخراً ، زاعماً أنه من المحسنين ، وهنا تكون المحنة الكبرى ، والفتنة العظمى .
ونقيض هذا من كان على بينة من ربه ، يرى الحق حقاً فيتبعه ويعمل بموجبه ، ويرى الباطل باطلاً فيجتنبه ويحذر من العمل بما يفضي إليه .
وإلى هذين الموقفين المتناقضين جاءت الإشارة في قول الله تعالى في سورة (محمد/47 مصحف/95 نزول):
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ}
فمن كان على بيِّنة من ربه فإنه يكون صحيح التصور للأمور ، مستقيم العمل غالباً انسجاماً مع تصوراته الصحيحة ، ومن زيِّن له سوء عمله فلا بد أن يكون فاسد التصور فاسد العمل متبعاً أهواءه المنحرفة الجانحة ، متخبطاً في ظلمات البغي والفساد ، والظلم طغيان .
ولذلك تكرر في القرآن التحذير من السقوط في الهاوية التي يُزيَّن فيها المسيء سوء عمله ، وتكرر فيه توبيخ الذي زين لهم سوء أعمالهم .
ففي سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول) أثبت الله تبارك وتعالى أن الكافرين قد زين لهم سوء عملهم ، ذكر هذا بعد مثل ضربه للمؤمنين والكافرين فقال تعالى :
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
فالكافرون مثلهم كمثل من هو في الظلمات ليس بخارج منها ، فلا يعرف شيئاً عن النور ، لذلك فهو يستحسن الظلمة التي هو فيها ، كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون فيهم يستحسنون أعمالهم السيئة ، فيفعلونها بقوة وجرأة ومفاخرة .
ويوبخ الله الذين زين لهم سوء عملهم ، فكفروا بربهم فأضلهم الله بذلك قال تعالى في سورة (فاطر/35 مصحف/43 نزول):
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَن زُينَ لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
ففي هذا النص تلاحظ أن الله يخاطب رسوله بقوله : {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} أي: فلا تهلك نفسك حزناً على الكافرين الذين زين لهم سوء عملهم ، فهم قد اختاروا بأنفسهم سبيل الكفر على سبيل الإيمان ، فحق عليهم عذاب شديد من الله ، وكان بمقدورهم أن يختاروا سبيل الإيمان والهداية ، فقد بين الله لهم الحق في كتبه وعلى ألسنة رسله ، فلا عذر لهم بجهل وعدم بيان .
وقال الله تعالى في وصف الإنسان في سورة (يونس/10 مصحف/51 نزول):
{وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
فمن خلائق الإنسان أنه إذا مسه الضر رجع إلى ربه ، فالتجأ إليه داعياً أن يكشف عنه ضره ، على أية حالة كان مضطجعاً أو قاعداً أو قائماً . إنه في حالة ضره تتيقظ فطرة الإيمان في داخله ، فيرجع إلى ربه مستغيثاً ، ولكنه حينما يكشف الله عنه الضر ويعود إلى ما كان فيه من متاع الحياة الدنيا وزينتها ينسى ربه ، ويمر في حياته غير معترف بخالقه ، كأنه لم يرجع إلى ربه في ساعة ضره ، فيدعوه ويلتجئ إليه ، وهكذا حال المسرفين يعملون الأعمال السيئة القبيحة ويرونها حسنة ، اغتراراً بزينتها في نفوسهم وأهوائهم .
ومن أمثلة الأفكار الفاسدة التي زُيِّنت في قلوب المنافقين ظنهم أن الرسول والمؤمنين في أيام صلح الحديبية سيهلكون ، ولن يعودوا إلى أهليهم أبداً ، وظنوا بالله ظن السوء ، ولكن الله فتح على رسوله والمؤمنين فتحاً مبيناً ، وخيب ظن المنافقين ، وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة (الفتح/48 مصحف/111 نزول):
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً}
أي: وكنت قوماً هلكى بنفاقكم.
ومن أمثلة الأحكام الباطلة التي زينت لدى الكافرين تلاعبهم في الأشهر الحرم بالتقديم والتأخير ، ليبيحوا لأنفسهم في الأشهر الحرم ما هو محرم عليهم ، وفي هذا يقول الله تعالى في سورة (التوبة/9 مصحف/113 نزول):
{إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ}
وهكذا تفعل الزينة فتسقط الظالمين والمسرفين والكافرين في الغرور .
فالكافرون في غرور بما زين لهم في الحياة الدنيا .
ولذلك قال الله تعالى في سورة (الملك/67 مصحف/77 نزول):
{…إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ}.
أي: ما الكافرون إلا ساقطون في غرور ،فهم مخدوعون بما خدعوا به أنفسهم ، من أفكار مزينة ، وأهواء مزينة ، وشهوات مزينة وأمان مزيَّنة ، وأقوال مزخرفة مزينة ، إلى غير ذلك مما في الحياة الدنيا من زينة .
أما جوهر الحقيقة فهم عنه معرضون ، وبينهم وبينه غشاوات على قلوبهم وأفكارهم وأسماعهم وأبصارهم ، فالغرور متى استولى على إنسان أعماه وأصمه عن كل بيان يكشف له زيف ما هو مغرور به .
أما الأشياء التي زينت لهم فاغتروا بها ، فإنها تأتي في نطاق العناصر التالية:
1- أول ما زين لهم فغرَّهم وجذبهم إليه متاع الحياة الدنيا ، وما فيها من شهوات وأهواء وجاه ومال وسلطان ولهو ولعب .
2- ثم غرتهم الأماني .
3- ثم غرتهم زخارف الأقوال المزورة التي توحي بها شياطين الجن والإنس .
4- ثم غرتهم مفترياتهم وأكاذبيهم التي كانوا قد افتروها ، لستر انحرافاتهم ، فمر عليها فصدقوها ، وحسبوها أموراً صحيحة ،ونسوا أنهم هم الذين اختلقوها .
5- ثم انغمسوا في الغشوات الكثيرة ، وحجبوا أنفسهم عن الحقيقة ، ونسوا الله وعميت أبصارهم وبصائرهم عن آياته .
* الغرور بمتاع الحياة الدنيا وزينتها:
نلاحظ أن الله تبارك وتعالى قد بين للناس أن الحياة الدنيا متاع الغرور ، فأوضح لهم أنها متاع يغتر به الجاهلون قصيرو النظر ، فقال في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ}
وقال تعالى في سورة (الحديد/57 مصحف/94 نزول):
{ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ}
فعلى الإنسان أن يعقل أمره ولا يغتر بزخرف الحياة الدنيا وزينتها . ولذلك حذر الله الناس جميعاً من الاغترار بذلك فقال تعالى في سورة (لقمان/31 مصحف/57 نزول):
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ}
والغرور : هو الشيطان .
وقال تعالى في سورة (فاطر/35 مصحف/43 نزول):
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ * إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ}
ثم بين الله تبارك وتعالى أن الكافرين مغرورون بالحياة الدنيا ، فقال لرسوله في سورة (النعام/6 مصحف/55 نزول):
{وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا}
وفي موقف الحساب يوم القيامة يخاطب الله الظالمين الكافرين من الجن والإنس ، فيقول لهم كما جاء في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول):
{يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ}
وبعد أن يدخلهم الله دار العذاب يخاطبهم بمثل ذلك ما جاء في قوله تعالى في سورة (الجاثية/45 مصحف/65 نزول):
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ * وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ من نَّاصِرِينَ * ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ}.
ولا هم يستعتبون ، أي: لا يقبل منهم توبة ولا استغفار ولا استقالة من ذنوبهم ، فقد مضى زمن التوبة والاستغفار ، وأصل الاستعتاب طلب رفع العتب وطلب حصول الرضا .
وبعد أن يذوقوا عذاب جهنم وتشتد عليهم الآلام فيها ، ينادون أصحاب الجنة يرجونهم أن يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله ، فيقولون لهم : إن الله حرم الجنة وما فيها على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، وغرتهم الحياة الدنيا ، ويصف الله هذا المشهد من مشاهد الآخرة فيقول تعالى في سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول):
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ * ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا…}. |
هل تستمتع المرأه بالجماع في دبرها
يسأل سائل: هل المرأة تتأثر جنسيا من فتحة الشرج - وإذا لا فكيف نرى من الافلام الجنسية المرأة وهي تشعر باللذة من مواقع الدبر هل هذا تمثيل في تمثيل ..
الجواب: لا وألف لا... المرأة لا تشعر باللذة من المواقعة الجنسية في فتحة الشرج - على العكس إنها علاقة مؤلمة - محرمة - ممرضة حيث تؤدي لإصابة النساء بالشرخ الشرجي - البواسير - النزيف - الإلتهابات وتهتكات في عضلة المعصرة مما يؤدي للسلس البرازي وهي الطريقة رقم 1 للأيدز وهي علاقه محرمة شرعا لأنها تعتبر اللوطية الصغرى -
ما تراه يا عزيزي على الشاشة مجرد تمثيل في تمثيل.
ويا أخواني الكرام اذا استمر الزوجين في هذه الطريقه فيجب التفريق بينهما. وبحديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من أتى حائضا أو أمرأة في دبرها, أو أتى كاهنا فصدقه فيما يقول فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))وهو أيضا مستثنى بأجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
ويقول عليه الصلاة والسلام: لا ينظر الله يوم القيامه الى إمرء أتى زوجته في دبرها.
تحيات الإداره
egyptianprof |
من المعلوم أن الوسيلة الوحيدة لمد الجنين بالغذاء والطاقة هو تيار الدم الذي يصله عن طريق الحبل السري، وهذا التيار لايحمل الغذاء والأكسجين فقط بل يأخذ كل ماتتعاطاه الحامل، ومن ذلك الأدوية. وقد كان الاعتقاد السائد في السابق أن المشيمة تمثل حاجزاً تمنع الأدوية والمواد الكيميائية السامة من المرور إلى الجنين. ولكن ثبت حديثاً أن معظم المواد التي تأخذها الحامل تمر عبر المشيمة إلى الجنين بنسب مختلفة. بعض المواد التي تصل إلى الجنين تمثل خطراً على حياته، وذلك لأن أجهزة جسمه لم تتطور بعد بشكل كامل لذا لايستطيع أن يتمثل الدواء كما هو الحال في أجهزة الأم الحامل، ولذلك فإن وصول الدواء إلى جسم الجنين يؤثر على النمو الطبيعي له وربما أدى إلى أمراض وتشوهات.
وهناك عدة عوامل تؤثر على درجة مرور الدواء عبر المشيمة، منها مايلي:
1- الوزن الجزيئي للدواء، فالمواد التي يقل وزنها الجزيئي عن 600 (معظم الأدوية أقل من 600) تعبر المشيمة بسهولة، بينما الأدوية التي يزيد وزنها الجزيئي عن 1000 (مثل الهيبارين) تمر بصعوبة عبر المشيمة وأحياناً لاتمر مطلقاً.
2- درجة تأين الدواء، فالأدوية ذات التأين العالي تمر ببطء، بينما الأدوية غير المتأينة في الوسط الحيوي تمر بسهولة.
3- ذائبية الدواء في الدهن فالمواد التي تذوب في الدهن تمر أسهل من المواد التي لاتذوب في الدهن.
4- مدى ارتباط الدواء بالبروتين، فالأدوية التي ترتبط مع البروتين ارتباطاً قوياً غالباً لاتصل إلى الجنين، بينما الأدوية الحرة غير المرتبطة بالبروتين تمر عبر المشيمة.
5- جريان الدم الرحمي، وهذا العامل يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على مرور الدواء إلى الجنين، ويزداد هذا الجريان مع تقدم الحمل، وهناك عدة عوامل تؤثر على جريان الدم كبعض الأمراض التي تصيب الحامل مثل ارتفاع ضغط الدم وتعاطي أنواع معينة من الأدوية.
6- تأثير الأمراض، بعض أنواع الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة السكر في الدم قد تؤدي إلى تغيير في نفاذية المشيمة مما يؤثر على مرور الأدوية إلى الجنين.
7- ومن العوامل المهمة في أثر تعاطي الدواء على المرأة الحامل اختلاف مرحلة الحمل، ويمكن تقسيم هذه المراحل إلى ثلاثة أقسام، تختلف فيها درجة تأثير الدواء على الجنين اختلافاً بيّناً:
أ- المرحلة الأولى: وهي الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل، وتعتبر من أكثر المراحل تعرضاً لحدوث تشوهات للجنين بسبب الأدوية أو المواد الكيميائية، حيث يتم في هذه المرحلة تكوّن أعضاء جسم الجنين المختلفة ونموها بشكل سريع حتى اكتمالها في نهاية هذه الفترة. لذا على الحامل الامتناع عن أخذ أي دواء في هذه المرحلة إلا عند الضرورة القصوى وبعد استشارة الأخصائي.
ب- المرحلة الثانية من الشهر الرابع إلى السادس والمرحلة الثالثة من الشهر السابع إلى التاسع. وفي هاتين المرحلتين يتم نمو الجنين وتكوين أعضائه التناسلية والجهاز العصبي المركزي. ويقل احتمال حدوث تشوهات في هاتين المرحلتين سيما في المرحلة الثالثة إذا تعرض الجنين للأدوية وذلك لأن أعضاءه قد اكتملت في المرحلة السابقة وأصبحت أقل تأثراً بالمواد السامة. ولكن مرور الأدوية وغيرها من المواد إلى الجنين يصبح أسهل مع تقدم الحمل، وذلك لأن مساحة سطح المشيمة يزداد وسمكها يقل، مما يسهل انتقال الأدوية عبر المشيمة إلى الجنين. وقد يتعرض الجنين لنوع آخر من الضرر في هذه المرحلة مثل التخلف العقلي أو إصابة الأعصاب وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من الأدوية مايمثل خطورة على الجنين إذا استعملت خلال الشهور الثلاثة الأولى، وتشمل مجموعة كبيرة من الأدوية، وهناك أدوية تسبب أضراراً للجنين إذا استعملت ابتداء من الشهر الرابع وحتى الشهر الأخير، وتشمل بعض المضادات الحيوية والأسبرين، وأدوية أخرى قد تضر بالجنين إذا استعملت في أي شهر من أشهر الحمل مثل هرمونات الأنوثة وهرمونات الذكورة. وهناك أدوية يمكن استخدامها خلال الحمل وهي غير ضارة على الجنين مثل حبوب الحديد وحمض الفوليك والبنسلين ومشتقاته وبعض الفيتامينات، ولكن لاتستعمل إلا بعد استشارة الطبيب.
مجموعــات الأدويـــة والحمـــل
قامت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) بتصنيف الأدوية إلى خمس مجموعات (A,B,C,D and X) حسب درجة خطورة الدواء المحتملة على جنين الأم، وذلك لمساعدة المتخصص في مجال الطب والدواء، سواء أكان طبيباً أم صيدلياً وكذلك الشخص العادي، على تصنيف الدواء بسرعة عند استخدامه أثناء الحمل. أحياناً تحدد شركات الأدوية درجة خطورة الدواء على الحامل، فإذا توافق تصنيفه مع تصنيف المنظمة أضيف الحرف M على علبة الدواء (وهو مأخوذ من Manufacturer) إلى أسفل الحرف الذي يشير إلى تصنيف الدواء. وقد صدر حديثاً كتاب باللغة العربية «المرجع الشامل في استخدام الأدوية أثناء الحمل والإرضاع» ترجمة وإعداد : د. فهد نتوف وآخرون» يعتبر مرجعاً شاملاً لاستخدام الأدوية أثناء الحمل معتمداً على عامل الخطورة للأدوية بناء على تصنيف منظمة الدواء والغذاء الأمريكية. وفيما يلي تعريف بالمجموعات الخمس.
المجموعة الأولى (A)
تضم الأدوية التي جربت على حيوانات التجارب وعلى أمهات حوامل ولم تظهر أي خطورة على الأم ولا على الجنين في الثلث الأول من الحمل، وكذلك لايوجد دليل على ضرره في أشهر الحمل الأخرى. وتعتبر هذه الأدوية آمنة عند استخدامها أثناء الحمل ولاتؤثر على الجنين. ويمكن أن تعطى للأم الحامل.
المجموعة الثانية (B):
تشمل هذه الفئة مجموعة من الأدوية تم عمل دراسة حولها في حيوانات التجارب ولم تظهر أي خطورة على الجنين، ولكن لاتوجد دراسة مؤكدة على أمهات حوامل من الإنسان. أو أن الدراسة على الحيوان أبدت وجود بعض التأثيرات السيئة الخفيفة، ولم يتم إثبات ذلك في الدراسات التي أجريت على النساء الحوامل في الشهور الأولى أو في الشهور الأخيرة من الحمل.
المجموعة الثالثة (C)
تشمل هذه الفئة مجموعة من الأدوية تم عمل دراسة حول تأثيرها على الحيوانات وأثبتت حدوث تشوه أو أضرار أخرى للأجنة، ولكن ليست هناك دراسة مؤكدة على الأمهات الحوامل من النساء. أو أن الدراسات على الدواء غير متوفرة، لذا لاتعطى هذه الأدوية للمرأة الحامل إلا بعد موازنة مدروسة مابين الخطورة المحتمل والفائدة المرجوة.
المجموعة الرابعة (D)
تشمل هذه المجموعة تلك الأدوية التي أثبتت الدراسات وجود خطورة على أجنة الإنسان والحيوان، ولاتستخدم هذه الأدوية للمرأة الحامل إلا في الحالات القصوى، كأن يكون الدواء منقذاً لحياة الأم أو في حالة الأمراض الخطيرة التي لايوجد لها بدائل من الأدوية الآمنة.
المجموعة الخامسة (X):
تمثل هذه الفئة مجموعة من الأدوية التي أثبتت الدراسات على الإنسان والحيوان قدرتها على إحداث أضرار خطيرة على الأجنة، واستعمال هذه الأدوية أثناء الحمل يسبب أخطاراً أكبر من أي فائدة مرجوة منه، وهذه الأدوية يجب ألا تعطى للحامل بتاتاً أو التي ستحمل قريباً.
يجب التنبيه على أن هذه التقسيمات للأدوية قد لاتكون دقيقة بشكل كاف وقد تتغير بعض المعلومات بناء على أبحاث جديدة أجريت على بعض الأدوية. وتعتمد خطورة الدواء على أمور كثيرة منها حالة المرأة الحامل، لذا على الحامل ألا تأخذ أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
الـــــدواء
بوتاسيوم كلورايد Potassium chloride
الفيتامينات (A,B12, C, D, and E)
حمض الفوليك Folic acid
ليوثيرونين Liothyronine
باراسيتامول (بانادول) Paracetamol
أموكسيسسللين Amoxicilline
أمبيسسللين Ampicilline
رانيتيدين Ranitidine
ايبوبروفين Ibuprofen
أنسولين Insulin
ديجوكسين Digoxin
ديفنهيدرامين Diphebhydramine
جنتامايسين Gentamicin
هيبارين Heparin
كاؤولين بكتين Kaolin/Pectin
اللقاحات Vaccines التالية: الكوليرا، التهاب الكبد الوبائي،
لقاح BCG، الأنفلونزا، شلل الأطفال، التيفوئيد.
كابتوبرل Captopril
وارفارين Warfarin
إيميبرامين Imipramine
كانامايسين Kanamycin
ستربتومايسين Streptomycin
كلوميفين Clomiphene
دانازول Danazol
ايتريتينات Etretinate |
حقائق وأرقام
ماليزيا: بين 14 - 16 أغسطس 2007م
عبدالباري الدخيل[1]
لقد ضل موضوع المرأة ومكانتها في المجتمع، محلَّا للجدل في معظم المجتمعات والحضارات على مدى تاريخ الإنسانية. واليوم أصبح البحث عن دور للمرأة المسلمة في المجتمع ذا أهمية متزايدة، وذلك لما تمثله المرأة المسلمة من ثقل في ميزان حماية المجتمع والأمة، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت، وبالتالي فهي المسؤول الأكبر عن مستقبل الأمة.
من منطلق خطورة موقع المرأة المسلمة وما تواجهه جاء هذا المؤتمر العالمي عن وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق، والذي أقيم بماليزيا في 1-3/8/1428هـ الموافق 14-16/8/2007م، تحت رعاية حرم ملك ماليزيا الملكة نور زاهرة. بإشراف وتنظيم المعهد العالمي لوحدة الأمة الإسلامية/ الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
وقد وُزِّعت الأوراق على أيام المؤتمر الثلاثة، جاء الافتتاح في صبيحة يوم 1/8/1428هـ، ثم تلته:
الجلسة الأولى (أ)
بعنوان: (وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق سياسية راهنة) رئس الجلسة (أ. د. إبراهيم محمد زين) وتحدث فيها كل من:
أ. د. هبة الله بهجت علي، جامعة الإمارات العربية المتحدة، الإمارات. عنوان الورقة: «صورة المرأة المسلمة المتحجبة في الدراما التلفزيونية الاجتماعية وانعكاسها على إدراك الفتاة الإماراتية لأدوارها في المجتمع»، حيث تهدف الورقة الى الوصول الى مجموعة تصورات لملامح الصورة التي يجب أن نقدم من خلالها المرأة المسلمة في الدراما التلفزيونية، كما تلفت الانتباه الى القضايا والتحديات التي تواجه المرأة المسلمة التي يجب أن تهتم بطرحها الدراما التلفزيونية.
أ. د. سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي، جامعة السلطان قابوس، عمان. عنوان الورقة: «المرأة العمانية ودورها الاجتماعي والسياسي في العصر الحديث»، استعرض خلالها المؤشرات الواقعية التي ساهمت بها المرأة العمانية في عملية التنمية الفكرية في المجال السياسي والاجتماعي، مطالباً بتمكين المرأة من أداء واجباتها، لتحقيق الإنصاف والعدالة الاجتماعية.
أ. د. محمد مؤنس عوض، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «أضواء تاريخية على الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني»، يكشف الباحث في الورقة عن اللطمات التي تعرضت لها المرأة الفلسطينية منذ قيام الكياني الصهيوني عام 1947م، كما يلقي الضوء على الدور النضالي الذي قامت به، والمحن التي واجهتها، متمثلة في فقد الزوج، والأبناء، مما حملها على الوقوف إلى جنب الرجل في خندق الدفاع ضد المعتدي.
د. نوال بنت عبدالعزيز العيد، كلية التربية للبنات بالرياض، السعودية. عنوان الورقة: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق سياسية راهنة»، تُبيِّن الورقة أن الأسلام كفل للمرأة كثيراً من الحقوق السياسية التي تجعلها تتمتع بحياتها على أحسن وجه، دون إقحامها في كل صغيرة وكبيرة في نزاعات السياسة واختلافاتها، أتبعت ذلك بتحقيق في المسائل الشرعية في حقوق المرأة السياسية.
د. مريم عبد العزيز بنجر، كلية التربية بمكة المكرمة، السعودية. عنوان الورقة: «مساهمة المرأة في السياسة من منظور إسلامي»، وتشتمل على تمهيد بعنوان: عناية الإسلام بالمرأة، ثم مباحث خمسة، الأول: مفهوم كلمة (السياسة)، والثاني: أهلية المرأة السياسية، والثالث: مجالات السياسة وحكم الشرع في مساهمة المرأة فيها، مستعرضة آراء بعض العلماء، الرابع: نماذح من نساء مسلمات كان لهن مشاركات سياسية في عصر النبوة وما بعده، الخامس: عرض لبعض مشاركات المرأة في المجتمعات المعاصرة.
أ. بيخال أبو بكر حسين محمد، جامعة السليمانية، العراق. عنوان الورقة: «المشاركة السياسية للمرأة»، تقول الورقة: ترتبط قضية المرأة بالبعد السياسي سلباً وإيجاباً حسب النهج السياسي المتبع، أما سلباً فتُستعمل وسيلةً لتحقيق أهداف سياسية بحته، وأما إيجاباً فبمشاركتها في الحياة السياسية وممارستها لحقوقها. وتشير الورقة إلى وجود جهل أو تجاهل لضرورة المشاركة السياسية للمرأة، وإلى قلة البحوث والدراسات حول المشاركة السياسية للمرأة من منظور إسلامي، ثم تتحدث عن خسارة العالم الإسلامي بتجاهله لمكانتها وتعطيل النصوص التي تؤكد أهليتها وأهمية مشاركتها، ويلقي الضوء على المرأة الكردية المسلمة، كما يحاول الباحث الاطلاع على مكانة المرأة ومشاركتها السياسية في الإسلام ومقارنتها بواقع المرأة اليوم، وعرض أسباب غيابها أو تغييبها وآثار ذلك. وتوضح الورقة أن تهميش المرأة السياسي تزامن مع تراجع المسلمين عن القيام بمسؤلياتهم السياسية، تجاه معاناة المرأة اليوم التي تتمثل في أزمتين: إما الكبت والظلم والاستبداد باسم الدين والفهم الخاطئ لشرائعه السمحة، وإما فقدان الهوية تحت ستار الثقافة والتقدم، مشيراً في الختام الى مسؤولية المثقفين والمتنورين (من الجنسين) في النهوض بالمرأة لأداء دورها الحضاري.
الجلسة الأولى (ب)
جاءت بعنوان: «المرأة المسلمة والتحديات الصحية المعاصرة وخاصة مرض الإيدز»، رئس الجلسة الأستاذ المشارك الدكتور عماد مصطفى، وقد شارك فيها:
أ. د. عبدالله بن محمد الطيار، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «أثر الأمراض المعدية في الفرقة بين الزوجين»، واشتملت على ثمانية مباحث، المبحث الأول: الفحص الطبي قبل الزواج ومدى الإلزام به، وفيه مطلبان: 1- إلزام الحاكم به، 2- إلزام ولي الأمر به. المبحث الثاني: الزواج من المصاب بالمرض المعدي، وفيه مطلبان: 1- إذا كان أحد الخاطبين هو المصاب، 2- إذا كان الخاطبان كلاهما مصابا. المبحث الثالث: المباشرة للمصاب بالمرض المعدي، وفيه مطلبان: 1- المباشرة فيما دون الفرج، 2- استعمال الأشياء الواقية أثناء المباشرة. المبحث الرابع: حمل المرأة المصابة بالمرض المعدي. المبحث الخامس: هل يجوز إجهاض حمل المصابة بالمرض المعدي؟، وفيه ثلاثة مطالب: 1- إجهاض الحمل قبل أربعين يوماً، 2- إجهاض الحمل بعد الأربعين وقبل نفخ الروح فيه، 3- إجهاض الحمل بعد نفخ الروح فيه. المطلب السادس: استدامة العشرة بين الزوجين المصابين أو أحدهما، وفيه مطلبان: 1- استدامة العشرة إذا كان أحد الزوجين هو المصاب، 2- استدامة العشرة إذا كان الزوجان كلاهما مصاب. المطلب السابع: التفريق بين الزوجين المصابين أو أحدهما عند الطلب، وفيه مطلبان: 1- طلب الزوجة السليمة الفرقة، 2- طلب الزوج السليم التعويض عند فراق الزوجة المصابة. المبحث الثامن: حضانة المصاب بالمرض المعدي للطفل السليم، وفيه ثلاثة مطالب: 1- حضانة الأم المصابة للطفل السليم، 2- حضانة الأم السليمة للطفل المصاب، 3- حضانة الأب المصاب للطفل السليم.
أ. د. فهد بن عبدالرحمن اليحيى، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «عمل المرأة السعودية في المجال الصحي وموقف الأوساط الدينية منه»، وقد بيَّن الباحث أولاً الأسباب التي دعته للكتابة في هذا الموضوع، وهي: الجدل الذي يثار حول بعض قضايا المرأة في المجال الصحي. ضرورة رد الفرع الى الأصل، والتذكير بالمرجعية التي يجب التحاكم إليها. أهمية إبراز نماذج في المجال الصحي وتجارب يستفيد منها الآخرون. وجاءت مباحث الورقة مقسمة الى تمهيد أعطى الباحث فيه لمحة تاريخية عن دخول المرأة السعودية في المجال الصحي، ثم تحدث عن موقف الأوساط الدينية من عمل المرأة السعودية في المجال الصحي، والضوابط الشرعية لعمل المرأة فيه، والعقبات التي تواجهها المرأة في هذا العمل.
د. عبدالله بن سليمان المشوخي، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، السعودية. عنوان الورقة: «المرأة المسلمة والتحديات المعاصرة وخاصة مرض الإيدز»، واشتملت على مقدمة جاء فيها تعريف للإيدز وحديث عن خطورته وآثاره، ثم المبحث الأول: منهج الإسلام في تكوّن أسرة نموذجية، وذلك بتيسير الزواج والترغيب فيه، وبالحفاظ على حقوق الزوجة، وبتحمل مسؤولية الأبناء. المبحث الثاني: منهج الإسلام في محاربة الزنا، تحدثة الورقة عن تحريم دواعي الزنا كالنظر، والخلوة، والاختلاط، والتبرج... إلخ، ثم حديث عن تشريع نظام العقوبات. المبحث الثالث: وسائل منع انتشار مرض الإيدز، وهي: 1- التربية والتوجيه،
2- الإعلام، 3- العقوبات، 4- الدعوة إلى العفة.
د. إبراهيم محمد قاسم الميمن، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «أحكام الإجراءات الوقائية من الأمراض الوراثية والوبائية المعدية»، وجاءت المقدمة في مسائل: تكريم الإسلام للمرأة ورعاية حقوقها. معنى الوقاية، والمقصود بالإجراءات الوقائية. المقصود بالأمراض الوراثية. المقصود بالأمراض الوبائية المعدية. المبحث الأول: في حكم الإجراءات الوقائية، فيه: في الأسباب الصحية الداعية إلى الإجراءات الوقائية. في الموقف الشرعي من قضية العدوى. الحكم الشرعي. المبحث الثاني: الآثار المترتبية على الإجراءات الوقائية، وفيه: حكم منع الولي المرأة من عقد النكاح. حكم إفشاء السر إذا ثبت المرض. في مسؤولية الزوج والولي في هذا الأمر. في العوائق الاجتماعية والنفسية التي تعيق الإجراءات الوقائية.
د. عصمت سويدان، وسيد شوقي، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «صحة المرأة بين دعوى التحرر ومنظومة القيم: واقع ومأمول»، تبرز أهمية الورقة بما فيها من إجابة عن الأسئلة المطروحة في سياق البحث، لاسيما السؤال المحوري المبيِّن لهدف البحث: أهناك ثمة معادلة ولو اجتهادية، توضح ما قد ينتج في الغد المأمول والمتوقع نتيجة تفاعلات الواقع ومستجداته في موضوع المرأة، وخاصة القيمية والتحررية والصحية؟ وهذا عبر محورين: 1- منظومة القيم في تحرير المرأة (قاهر أم مقهور؟)، 2- صحة المرأة بين أمراض العصر وسلطة الهيمنة.
د. عائشة بنت علي، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمت ورقة باللغة الإنجليزية حول: «التمريض في العالم الإسلامي».
د. فلاح صالح والدكتور غازي منظور الحق، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدما ورقة باللغة الإنجليزية حول: «وضع المرأة المسلمة الصحي بتركيز خاص على مرض الإيدز في الدول العربية: تحليل وتعليق».
ﷺ الجلسة الثانية (أ)
بعنوان: «دور وسائل الإعلام في توعية الشعوب والمجتمعات بوضع المرأة المسلمة: حقائق وآفاق»، رئس الجلسة: الأستاذ الدكتور أحمد علي إبراهيم شعبان عاشور، وقد شارك فيها:
أ. د. عبدالرزاق حسين، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، السعودية. عنوان الورقة: «دور وسائل الإعلام في توعية الشعوب والمجتمعات بوضع المرأة المسلمة: حقائق وأرقام»، جاء فيها حديث عن أهمية الإعلام وأثره، وعن الممارسة الإعلامية ودور المرأة المسلمة فيها، وضوابط ممارسة المرأة لدورها الإعلامي من خلال ضابطين هما: مشروعية العمل، أي كونه مباحاً، والثاني: مناسبة العمل لطبيعة المرأة وقدراتها وظروفها. ثم تحدث الباحث عن وضع المرأة ووسائل الإعلام من خلال الدعاية والإعلان، والمجلات الخاصة بها، وكتابة الرواية، ثم ناقش قضية المرأة في الإعلام من خلال صور ثلاث: 1- المرأة الفتنة، 2- المرأة المتمردة، 3- المرأة المقلدة، مشيراً إلى تغييب وإخفاء الصورة الإيجابية للمرأة المسلمة في الإعلام.
أ. د. أحلام محمد سعيد باحمدان، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «صورة المرأة المسلمة المعاصرة في الإعلام الغربي»، تثير الورقة مجموعة من الأسئلة: كيف تبدو صورة المرأة المسلمة في الخارج؟ وما هو دورها في تعزيز هذه الصورة أو نفيها؟ هل يطمح الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً إلى تمكين المرأة المسلمة العربية، وتحريرها، وتفعيل دورها؟ وهل يعمل على رفع التهميش والاضطهاد عنها، والتمييز ضدها؟ وما الذي يستفيده الغرب من ذلك، وماذا يريد؟ لماذا كانت المرأة المسلمة عموماً مستهدفة؟ لماذا تنتقي وسائل الإعلام المرأة المسلمة التي تعرضت للأذى أو الاضطهاد؟ هل تأثرت النساء في الداخل العربي والإسلامي بالصورة النمطية في الخارج؟ أين الخلل؟
د. يوسف بن علي الطريف، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «دور وسائل الإعلام في توعية المجتمعات المعاصرة بقضايا المرأة المسلمة: الواقع والمأمول»، جاء فيها: إن المرأة المسلمة اليوم لا تزال في قلب الحدث الإعلامي، ولا يزال الإعلام الغربي في عمومه يكرس الصورة النمطية السلبية عن المرأة المسلمة. وركزت: على واقع وسائل الإعلام وأشدها تأثيراً، وعلى الدور المطلوب والمأمول من وسائل الإعلام تجاه المرأة وقضاياها.
د. مي عبدالواحد الخاجة، جامعة الإمارات العربية المتحدة، الإمارات. عنوان الورقة: «صورة المرأة في الإعلام العربي: الواقع والرؤى المستقبلية»، تطرح الباحثة تساؤلات وتحاول الإجابة عنها: ما هو واقع المرأة العربية؟ وما الذي يمكن أن يقوم به المجتمع نحو تعديل أساليب معالجة وسائل الإعلام مع المرأة؟ ومن خلال الأسئلة تحاول دراسة واقع الصورة والممارسة الإعلامية للمرأة العربية في وسائل الإعلام المختلفة بما فيها صورة المرأة في الإعلام الإماراتي، وتحديد القيم التي تبرزها الصورة الإعلامية التي تقدمها هذه الوسائل. كما قدمت الورقة تصوراً لأبرز الملامح التي يقدمها الإعلام العربي عن صورة المرأة في: 1- المطبوعات، 2- التلفزيون،
3- الراديو، 4- الإعلانات، 5- أغاني الفيديو كليب.
د. أحمد عبدالله الصعيري الغامدي، مركز مواهب الكون العالمي بجدة، السعودية. عنوان الورقة: «دور وسائل الإعلام في توعية الشعوب والمجتمعات بوضع المرأة المسلمة: حقائق وآفاق»، تحدث فيها الباحث عن دور إعلام الدول الإسلامية في تبشير العالم بالقيم الإسلامية ومضامينها الحضارية، والدفاع عن قضايا المرأة المسلمة التي لم تجد لها الصون والرعاية والاهتمام في بعض الدول، وذلك على عكس ما هو موجود اليوم على خرائط الإرسال الإذاعي والتلفزيوني، والعمل الصحفي وإصداراته المختلفة، هذا التوجه الذي ينذر بالخطر وبالخصوص الخوض في المسكوت عنه، واتخاذ المرأة جسداً، وتحويلها إلى سلعة استهلاكية.
أ. فاطمة صالح الجارد، المدير العام لمعاهد البيان لإعداد معلمات القرآن الكريم، السعودية. عنوان الورقة: «دور وسائل الإعلام في توعية الشعوب والمجتمعات بوضع المرأة المسلمة: حقائق وآفاق»، قالت: يجب تقييم وضع المرأة المعاصر في الأعاليم الإسلامية ومقارنته بالوضع الشرعي، ثم وضع استراتيجيات خاصة بالإعلام الإسلامي، وإن المأمول من وسائل الإعلام هو بناء المناعة الفكرية عند المرأة المسلمة، وبناء اتجاه معاكس بإبراز قضايا المرأة الغربية ومعاناتها من العنف والظلم، وتكوين هيئات ولجان لهذا الغرض، وحضّ الحكومات الإسلامية على إنشاء هيئة إعلامية عالمية إسلامية تُعنى بأوضاع المرأة المسلمة.
الجلسة الثانية (ب)
بعنوان «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية وسياسية»، رئس الجلسة الأستاذ زكي الميلاد، وقد شارك فيها:
أ. د. محمد فؤاد البرازي، رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك. عنوان الورقة: «الحقوق السياسية للمرأة في ظلال الإسلام»، وقد وضّح الباحث حال المسلمين الملتزمين الذي اهتموا بقضايا المرأة، ووصفهم بالعفة والنظافة، وقال: إن للمرأة دوراً رائداً في تربية النشء، والاضطلاع بمهام الأسرة، ولها إسهامها في تطور المجتمع، ولها حقوق ذكرها العلماء المصلحون تستند إلى كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن صلاح المرأة فيه صلاح المجتمع، كما أن في فسادها فساده وانهياره.
د. يوسف بن عبدالعزيز العقل، جامعة القصيم، السعودية. عنوان الورقة: «الحقوق السياسية للمرأة المسلمة: السعودية نموذجاً».
د. حصة بنت عبدالرحمن الجبر، جامعة الملك سعود، السعودية. عنوان الورقة: «العلاقة بين التعليم واتجاهات عمل المرأة السعودية خلال ثلاثة عقود 1395-1428هـ»، 1975-2007م، توضح الباحثة أن مخرجات التعليم هي التي حددت إطار عمل المرأة في سوق العمل، والتعليم نفسه فرض على المرأة مسارات عملية معينة مثل التدريس الذي أتى في المقدمة ويليه العمل في وزارة الصحة، أي أن القطاعين التعليمي والصحي استأثرا بنصيب الأسد من عمل المرأة.
د. سعاد محمد بنت أحمد العمري، جامعة الملك سعود، السعودية. عنوان الورقة: «تعليم المرأة في السعودية بين تشجيع الدولة ورفض المجتمع»، تُرجع الباحثة عدم الإقبال على التعليم وبالخصوص بالنسبة للمرأة في بداية عهد التعليم إلى انعدام الحوافز والمشجعات والخضوع للأعراف، لأن معظم الأسر ترى أن تعليمها في بيتها ومعرفتها بالواجبات المنزلية تكفي لإعدادها ربّة بيت وأمًّا، وبالتالي هي لا تحتاج للخروج للدراسة، في المقابل أولت الحكومة منذ تأسيسها التعليم اهتماماً كبيراً، وعملت على نشره بين المواطنين.
أ. د. نصر الدين إبراهيم أحمد حسين، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «المرأة المسلمة ودورها في المجتمع»، وقد تناول البحث عبر محاور، 1- دور المرأة في الغرب، 2- عمل المرأة من وجهة الرؤية الإسلامية والإنسانية، 3- دور المرأة في التعليم و التعلم، 4- دور المرأة في الاقتصاد والسياسة، 5- المرأة وتولي القضاء.
د. مجدي إبراهيم، ود. رحمة حاج عثمان، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «دور القاصات الماليزيات في الدفاع عن حقوق المرأة وإثراء المكتبة الأدبية الملايوية»، تقوم الورقة بالتعريف بتجربة المرأة الملايوية في كتابة القصة القصيرة، ودراسة الأثر الذي تركته على تطور فن القصة الملايوية بصورة خاصة والأدب الملايوي بشكل عام، ولعل من أهم ما يميز هذه القصة الملايوية النسوية تناولها القضايا الاجتماعية، خاصة قضايا المرأة، والمطالبة بحقوقها، ورفع القهر والظلم عنها، من هذا المنطلق تناول البحث أهم الملامح والسمات التي تميز بها النتاج النسوي للقصة الملايوية الحديثة، وأهم القضايا التي تناولتها القاصة، بالإضافة إلى انعكاس ذلك على لغتها الروائية، ونظرتها للواقع المعاش والمستقبل المأمول.
الجلسة الثالثة ( أ )
بعنوان: «قضايا المرأة المسلمة وموقف المؤسسات الدينية إزاءها إيجاباً وسلباً»، رئس الجلسة الأستاذ المشارك بوان سري داتين سري نيلا إينانكدا، وقد شارك فيها:
أ. د. زليحا قمر الدين، د. عائشة سليم محمد ياسين، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمتا ورقة باللغة الإنجليزية حول: «الطريق إلى العدالة والكرامة الإنسانية للمرأة المسلمة والطلاق في ماليزيا.
د. بشران بيقم، د. نجيبة محمد زين، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمتا ورقة باللغة الإنجليزية حول: «مصير الزوجات المسلمات الأجنبيات في الصراعات العائلية: توسيع دائرة الحواجز القانونية».
نور إزان رحمة ورفيده داتؤ حاج صالح، جامعة تكنلوجيا مارا، ماليزيا. قدمتا ورقة باللغة الإنجليزية حول: «الرضاعة عند النساء المسلمات العازبات في المجتمعات المعاصرة: القانون وأثره في المؤسسات الأسرية الماليزية».
نورن نجاة أحمد وزيلا عبد الرحيم، الجامعة التقنية الماليزية. قدمتا ورقة باللغة الإنجليزية حول: «دور المرأة المسلمة في تجديد القيم الأسرية التقليدية لمعالجة مشاكل المجتمع».
د. إبراهيم شوقار، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «قضايا المرأة بين قيم الدين ومشكلات العصر»، استعرضت الورقة موقع المرأة في الإسلام ووظيفتها من منظوره، وأهم التحديات التي تواجهها في هذا العصر، وخلص الباحث إلى أن المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة اليوم ناتجة عن عاملين هما: الثبات والتغير، فالعالم يتغير بسرعة هائلة في هذا العصر، في حين أن نظرة المسلم (لا الإسلام) إلى المرأة ظلت كما كانت في عصور سابقة، وهذه المواقف الثابتة، وهي ضد سنة الحياة، ناتجة عن تراكمات تاريخية وتستمد قوتها من التراث أكثر من اعتمادها على محكّمات النص الشرعي، وإذا كانت قضية المرأة في هذا العصر قضية شائكة ذات أبعاد عَقدية أكثر من كونها فقهية، فلا يمكن التصدي لها إلا بقوة العلم وحكمة الدين.
زميزا وان محمد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمت ورقة باللغة الإنجليزية حول: «دور ووضع ضابط الصلح، ماليزيا نموذجاً».
الجلسة الثالثة (ب)
بعنوان: «قضايا المرأة المسلمة وموقف المؤسسات الدينية إزاءها إيجاباً وسلباً»، رئس الجلسة أ.د. أحمد إبراهيم أبو شوك، وقد شارك فيها:
د. فايزة بنت أحمد سالم بافرج، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «العمل الدعوي النسائي في مكة المكرمة: حقائق وآفاق»، ترى الباحثة أن أعداء الإسلام قد أدركوا أهمية دور المرأة وتأثيرها لذلك عملوا على إبعادها عن هذا الدور بحجج واهية كتحرير المرأة ومساواتها للرجل وما شابه، لذلك فهي ترى أن الحاجة أصبحت ملحة لوجود عمل دعوي نسائي، مبينة مشروعية عملها هذا، وأهميته، والآثار المترتبة عليه، وأعطت نموذجاً للعمل الدعوي هو واقع الجهود الدعوية النسائية: مكة المكرمة (نموذجاً) وذلك لما لمكة من خصوصية.
د. خالد بن حسن العبري، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، السعودية. عنوان الورقة: «حسبة المرأة: ضوابط وآداب»، يقرر الباحث أن على المرأة حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالنصوص الدينية لم تفرق بين الرجل والمرأة في ذلك بل كانت عامة تشملهما، وهي أقدر على الاحتساب من الرجل فيما يخص النساء وذلك لوحدة التكليف، ومشابهة الحال، وإدراك الحاجة، وإمكان القرب والاتصال، ولكن الاحتساب بين الرجل والمرأة أو العكس له شروط وضوابط يجب التنبه لها وإدراكها لكيلا يكون مدخلاً للشيطان.
د. أحمد بن علي بن عبدالله السديس، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية. عنوان الورقة: «قضايا المرأة المسلمة المختلفة وموقف المؤسسات الدينية منها»، وقد قسّمت الورقة هذا الموقف إلى موقف إيجابي مقترحاً الاستمرار فيه وتطويره بما يناسب العصر الحديث رجاء التغلب على التحديات الموجودة، وإلى موقف سلبي، مع محاولة وضع حلول مناسبة لذلك.
د. سلوى بنت محمد المحمادي، كلية التربية بمكة المكرمة، السعودية. عنوان الورقة: «قضايا المرأة المسلمة: شبهات وردود»، ترفض الباحثة تدخل بعض اللجان في الغرب في قضايا المرأة المسلمة لأنها ترى أن ذلك ليس إلا غطاء، المقصود منه تشويه صورة الإسلام، وهذه الحملة تركز على نقاط أربع يساعدهم في ذلك جهلنا بحقيقتها وهي: الإرث، والقوامة والطلاق، وتعدد الزوجات، وعمل المرأة، كما أن الشبهات المثارة اليوم هي نفسها التي أثيرت بالأمس وستثار في الغد، لأن الأعداء -كما تقول- يحاولون بهذه الدعاوى اختراق الجدار القويم للأسرة المسلمة، وليس كما يدَّعون من رفع الظلم عن المرأة.
د. أحمد بن عبدالله بن عبدالمحسن الفريح، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «المرأة: حقوقها وحريتها في ظل القرآن الكريم: دراسة تطبيقية على الواقع المعاصر»، يذهب الباحث إلى أن من مقاصد الدين صيانة الفرد، في حين أن الوضع اليوم بعيد عن ذلك حيث غلبتْ الشهوات، وكثرت الشبهات، لهذا تأثر بعض المسلمين بما يقوله أصحاب الانفلات من الدين فأصبحوا يكررون ما يسمعون ويطالبون بما لا يتناغم ولا يتواءم مع تعليم دينهم الذي يعتنقونه، وموضوع حقوق المرأة من الأمور الملحة التي يطرحونها لذلك وجب التدخل من المتدينين للحد من التلاعب بشأنها، وذلك سعياً للمحافظة عليها والحيلولة من استغلالها واستدراجها لتخرج من بيتها، وتخالف ما فطرها الله عليه من القرار في بيتها والقيام بواجبها تجاه زوجها وولدها ومجتمعها.
نورما قاسم، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمت ورقة باللغة الإنجليزية حول: «تأثير الحركة النسوية وحقوق المرأة في الإسلام».
الجلسة الرابعة ( أ )
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة أ. د. هبة الله بهجت علي، وقد شارك فيها:
أ. د. وفاء عبدالله بن سليمان المزروع. عنوان الورقة: «الدور الثقافي للمرأة المسلمة: نساء الأندلس نموذجاً»، قدمت الورقة قراءة لشيء من السيرة الفاعلة للمرأة الأندلسية التي ساهمت في صنع الحضارة هناك، ملقية الضوء على نماذح من النساء البارزات العالمات في عصور الأندلس المختلفة، مع حديث عن تاريخ تعليم المرأة الأندلسية.
د. أمل محمود السيد الدوة، وزينب عبدالمحسن درويش، جامعة الملك سعود، السعودية. عنوان الورقة: «علاقة بعض المتغيرات النفسية والمعرفية والاجتماعية بمستويات تقبل المرأة للعنف الزواجيّ»، تأخذنا الورقة إلى التعرف على سيكولوجية النساء اللائي يتقبلن العنف الزواجي (النفسي، الجسدي، الجنسي)، والوقوف على طبيعة الظروف الاجتماعية والثقافية، والاقتصادية التي تؤثر في قبولهن لهذا العنف، وقد أعدت الباحثتان مقياساً لتحديد مستويات تقبل هذا العنف، وتتكون عينة الدراسة من 220 زوجة من مناطق مختلفة داخل مصر، وتراوحت أعمار العينة ما بين 19-43 عاماً، بمتوسط قدره 32 عاماً، وانحراف معياري 5.34، وأسفرت النتائج عن أن المرأة التي لم تنجب، والأمية، والتي استمرت حياتها الزوجية لأكثر من عشر سنوات، وتلك التي تعتمد على زوجها اقتصاديًّا بشكل تام هنّ الأكثر قبولاً وتحملاً للعنف الزواجي.
د. فتوحة صالح عبدالحفيظ الأندونيسي، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «دور الأسرة في مواجهة عولمة المرأة المسلمة»، يدعي الباحث أن دعاة العولمة اليوم أرادوا أن يتخذوا المرأة جسراً لنقل قيمهم وثقافتهم إلى العالم أجمع، فاستغلوا كل وسيلة ممكنة لتنفيذ مخططاتهم أملاً منهم في هدم كيان المجتمع الإسلامي عن طريق المرأة المسلمة التي تمثل الركن الأساس في هذا البناء، ولذا كان لابد أن تقوم المؤسسات التربوية السائدة في المجتمع الإسلامي بدورها في بناء المرأة المسلمة بناءً قويًّا يمكّنها من التصدي لحملات الإفساد والمكر، ويأتي من أبرز هذه المؤسسات التربوية في المجتمع: الأسرة إذ هي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الفتاة بالرعاية والعناية منذ سنوات عمرها الأول، لذا كان للأسرة دور عظيم في تنشئتها من أجل مواجهة تيارات العولمة.
د. مشاعل بنت راشد بن محمد الدباس، كلية التربية للبنات بالرياض، السعودية. عنوان الورقة: «دور المسجد في تعليم المرأة المسلمة: حقائق وآفاق»، تقرر الباحثة أن المسجد يُعدُّ من أهم المؤسسات الدينية التي كانت تقوم بتعليم المرأة وتوجيهها وتوعيتها بأمور دينها ودنياها، ثم مع مرور الزمن ضعفت وفترت صلة المرأة بالمسجد، مما كان له الأثر السلبي في ضعف التعليم والتوجيه للمرأة المسلمة في واقعها المعاصر، وهذا البحث جاء ليبين ذلك ويدعو العلماء والمصلحين والخطباء وأئمة المساجد أن يُعنوا بهذا الأمر ويُعيدوا للمسجد دوره الحقيقي في تعليم المرأة وتوجيهها وتوعيتها.
د. زينب بيره جكلي، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «المرأة في الحضارتين الإسلامية والعربية»، ترسم الباحثة صورة لمشاركة المرأة في بناء الحضارة الإسلامية كما صوَّرها الشعر العربي خلال عصوره كلها، مهدت له بحديث عن المرأة في الجاهلية وعفتها، ثم انتقلت إلى أوضاع المرأة في العصور الإسلامية، وكيف أكرم الشعراء المرأة وعدوها بلسم جراحهم، وأُنس حياتهم، فهي صانعة الأبطال، وهي المدرسة الأولى، كما تحدث الشعر عن أثر الفراق الأبدي بين الزوجين، وعن مشاركتها في الفتوحات تطوُّعاً، يدافعن عن الدين ومقدساته، والوطن وحرمته، وانتقد في الوقت نفسه المرأة اللعوبة التي تترنم بالحب والكأس والأمة تعاني من جراح النكسات.
نظرية بنت عثمان، وأوان بنت إسماعيل، ويوسنيزا بنت إسماعيل، جامعة UUM قدح، ماليزيا. قدمن ورقة باللغة الإنجليزية حول: «دور وسائل الإعلام الماليزية في دعم جهود المنظمات الدولية لنيل حقوق المرأة».
الجلسة الرابعة (ب)
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة أ. د. عيادة بن أيوب الكبيسي، وشارك فيها:
أ. د. عبدالقادر حمود القحطاني، جامعة قطر، قطر. عنوان الورقة: «وضع المرأة في المجتمع القطري: دراسة في النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية»، تحدث الباحث عن المرأة القطرية وما حققته من طموحاتها في الحياة بالمقارنة ببنات جنسها في الدول العربية والأجنبية، مشيداً بدعم الحكومة لها وتوفير فرص التعلم، ونص الدستور على منحها كافة الحقوق أسوة بالرجل، وهذا واضح من مشاركة المرأة في الأنشطة الثقافية والرياضية والعمل السياسي.
د. يعقوب ناظم أحمد السعدي، كلية دار الرضوان، ماليزيا. عنوان الورقة: «قوامة المرأة بين التشريع الإسلامي والواقع المعاصر»، تناقش الورقة مسألة القوامة بتمهيد في تعريف القوامة لغة واصطلاحاً وماهيتها وأنواعها، ثم مناقشة سؤال: ما هي قوامة الرجال في الفقه الإسلامي؟ وهل هي فطرية أم أنها ضرورة لحياة أفضل من الناحية الفكرية والفطرية؟، وأسئلة أخرى: ما هي قوامة المرأة؟ وما هو مفهوم قوامة المرأة؟ وهل هو سلب لحريتها؟ وهل أن القوامة أن تكون المرأة متسلطة؟ وتختم بمقارنة بين المرأة المسلمة التي يكون الزوج قيِّم عليها والمرأة الغربية التي تمتلك حريتها وتتصرف بغير قوامة الزوج.
د. راتب الغوثاني، جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، الأردن. عنوان الورقة: «الاختزال الثقافي للمرأة المسلمة: رؤية رمادية وتطرّف»، يثبت الباحث أن كيان المرأة العربية والمسلمة في المجتمعات العربية والإسلامية تخضع إلى أشكال عديدة ومتنوعة من الاختزالات الثقافية تجعل منها امرأة مثالاً مرة وكائناً هامشيًّا مرة أخرى، وفي الوقت نفسه، وتقسم هذه الاختزالات إلى مجموعتين أساسيتين: فهناك الاختزالات الإيجابية التي تبالغ في إيجابيتها ومثاليتها، وهناك الاختزالات السلبية التي تبالغ في تبخيس قيمتها الإنسانية والاجتماعية والثقافية، ويؤكد: على أهمية الثقافة في لعب دور أشمل وأكثر حسماً في توحيد معطيات صورة المرأة العربية والمسلمة والنظر إليها باعتبارها كائناً محوريًّا جاذباً لا يمكن له أن يبقى متناقضاً بصورتين ثقافيتين متناقضتين في آن واحد، ويضرب الباحث أمثلة على هذه الاختزالات، يقول: من الاختزالات السلبية للمرأة القول بأنها قاصر لا بد له من وصاية ومراقبة ومن إعالة، لذلك لا بد لها من التبعية الكلية لولي أمرها -الرجل-، وهذه الحالة تطمس شخصيتها وتحولها إلى ملكية خاصة، أو شماعة يسقط عليها ولي الأمر عجزه الذاتي، فهي حسب هذا الاختزال مصدر همّ ومصدر خوف على مستقبلها وعفّتها ومصدر قلق عند زواجها وعند إنجابها وعدم إنجابها.
ويذكر أيضاً أن من الاختزالات الإيجابية: هذه الحالة التي ترتفع بالمرأة إلى مرتبة المثالية، حتى حدود نكرانها حاجاتها الإنسانية، فهي أمٌّ أسطورية، محرم عليها أن تكون لها احتياجات أخرى أو طموحات، سواء ثقافية أو فكرية أو جنسية.
د. عبدالغني يعقوب فطاني، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «إسهامات المرأة الملايوية المعاصرة في تطوير ماليزيا»، يذكر الباحث أن المرأة الملايوية شاركت الرجل في بناء الحضارة، منذ قيام الدولة، وتعاقب السلطنات، وفي الآونة الأخيرة، لعبت المرأة الملايوية المسلمة دورها الهام في تطوير ماليزيا، وتتحدث الورقة عن بواكير الصحوة النسوية الملايوية (العلمية والاجتماعية والسياسية) وعن المرأة الماليزية والبناء الحضاري المعاصر.
د. أياد عبدالله، جامعة العلوم الإسلامية، ماليزيا. عنوان الورقة: «آراء عن الإبداع الأدبي للمرأة، دراسة نقدية»، تستعرض الورقة الجانب الثقافي للمرأة في العالم العربي، فحينما ظهر مصطلح (الأنوثة) Feminism إلى الوجود، جرى استيراده وتبني الأنوثة في العالم العربي من منطلق الدفاع عن حقوق المرأة التي عاشت على هامش الثقافة، فظهرت مصطلحات أدب المرأة، والكتابة النسوية، والإبداع الأدبي تبعاً لجنس الكاتب، مما أثار آراء متباينة في الوسط الثقافي، تقوم الورقة بإلقاء الضوء على هذه الآراء وتحللها.
لقمان عبدالسلام، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «المرأة والوظيفة في الوقت الراهن»، توازن الورقة بين الأقوال المتباينة حول خروج المرأة للعمل، فقوم يرون أنه من الظلم أن تمنع المرأة من الخروج للعمل، وأن من الحرية مشاركتها في العمل خارج المنزل، وفي المقابل نجد من يرى عكس ذلك.
الجلسة الخامسة ( أ )
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، وشارك فيها:
أ. د. عيادة بن أيوب الكبيسي، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «المتحجبة وأثرها في المجتمعات المعاصرة: اجتماعيًّا وثقافيًّا»، ينفي الباحث في هذه الورقة أن يكون بين الحجاب وعدم الفاعلية أي علاقة، ويقدم دليلاً على قوله نماذج فاعلة لنساء متحجبات في المجتمعات المعاصرة (شرقية وغربية)، ومشاركتهن في الحياة الاجتماعية والثقافية المتنوعة، وكيف أن الحجاب لم يكن عائقاً لهن عن المساهمة البناءة في خدمة المجتمع من النواحي المختلفة، وختم بالحديث عن معاناة المتحجبة في المجتمعات المعاصرة، وعن التضييق الذي يواجهنه.
أ. د. عبدالرزاق عبد الرحمن السعدي، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «دور المرأة المعرفي في اللغة العربية وآدابها»، يحاول الباحث تشخيص ضعف التوجه اللغوي لدى المرأة في الوقت المعاصر ومحاولة علاجه بذكر السبل المؤدية إلى قوة دور المرأة في اللغة العربية، وذلك بسبب ضعف اتجاه المرأة للغة العربية وآدابها والذي هو دون الطموح، ودون ما يفرضه الواجب الإنساني والشرعي عليها، على عكس الجنس الآخر -الرجل- فقد أبدع في التأليف والتدريس والتطوير.
د. محمد سليمان النور سليمان، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «دور قانون الأحوال الشخصية السوداني في حماية حقوق المرأة المسلمة»، اعتمد الباحث في ورقته على قانون الأحوال الشخصية السوداني للمسلمين لسنة 1991م في تقرير حقوق المرأة وحمايتها في مجال الأسرة، سواء أكانت المرأة زوجة أو مطلقة، نظراً لكون هذا القانون مستمداً من الفقه الإسلامي، ويعكس الدور الذي يؤديه القضاء المعاصر في الحفاظ على حقوق المرأة وصيانتها، فاللجوء للقضاء من أهم الطرق التي يلجأ إليها أصحاب الحقوق لنيل حقوقهم، ومنهم المرأة التي كثيراً ما تُظلم أو تُبخس حقوقها.
د. هشام بن سعيد أزهر، جامعة الملك عبدالعزيز، السعودية. عنوان الورقة: «المقاصد في أحكام المرأة المسلمة»، تلقي الورقة الضوء على المقاصد الشرعية من جهة كونها نبراساً يُستضاء به، ومعالم يهتدى بها في التعامل مع قضايا المرأة المسلمة المعاصرة، وذلك من خلال إبراز تلك المقاصد التي ينبغي أن تُراعى في قضاياها، وبيان أثرها في العديد من المسائل الفقهية التي جاءت في النصوص الشرعية وأقوال العلماء، وبيان المقاصد الكلية في أحكام المرأة المسلمة، والموازنة بين المصالح والمفاسد في أحكامها.
د. أبو سعيد محمد عبدالمجيد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «حالة المرأة المسلمة في عصر العولمة في ضوء القرآن والسنة: الواقع والحلول»، يحاول البحث أن يُظهر الرؤية الحقيقية للمرأة في الإسلام وعند المسلمين وفي المجتمع، والاهتمام بمستقبلها ودورها الإنساني، فوضعية المرأة في هذا العصر تتأرجح بين التفريط في حقها بإهدار حقوقها وتهميش واقعها، بل احتقارها في أكثر من مجال، وبين الإفراط في حقها، فأعطي لها ما ليس لها، فتحملت ما ليس عليها، وما لا يناسبها، ولا يليق بها، فتدهورت أنوثتها، وأُجير على أمومتها.
د. صوفي بن مان الأمة، د. ميق ووك محمود، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الأسلوب القرآني في خطاب المرأة الاجتماعي وواقع مشاركتها في الشؤون الاجتماعية المعاصرة: ماليزيا نموذجاً»، تهدف الورقة إلى دراسة نماذج من الآيات القرآنية التي تخاطب النساء مباشرة وغير مباشرة سواء في الأوامر أو النواهي أو التوجيهات التربوية العامة، مع التعمق في النظر في شكل الخطاب القرآني اللغوي الموجه إليها أو الدلالات اللغوية المختلفة وكذلك الأحكام الفقهية التي تخص الموضوع، مطبقة الموضوع على المرأة الماليزية، وواقع مشاركتها في الحياة الاجتماعية.
الجلسة الخامسة (ب)
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة الأستاذ المشارك الدكتور حزيزان محمد نون، وقدمت جميع الأوراق باللغة الإنجليزية، وشارك فيها:
أ. د. فاطمة داود، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «وضع المرأة المسلمة في المجتمع المعاصر: نموذج ماليزيا».
أ. جميلة حسين، جامعة سيدني للتكنولوجيا، أستراليا. عنوان الورقة: «وضع المرأة المسلمة في المجتمع الأسترالي المعاصر».
أ. د. جميل فاروقي، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «وضع المرأة المسلمة في الإسلام من منظور اجتماعي».
د. سردار دميريل، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: الوضع الاجتماعي للمرأة المسلمة في المجتمع المعاصر: ورطة الحجاب في تركيا نموذجاً.
روحايزا روكيس، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الحياة الخاصة للمرأة: الوسطية بين العمل المنزلي والمهني».
د. جون كاندليش، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الحجاب والنقاب في قانون المحاكم الإنجليزي: قضايا حرية التعبير والتناسب».
د. سيد اسكندر شاه، ود. ميق ووك محمود، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «المرأة المسلمة في القوانين الإسلامية: مشكلات وآفاق لتجديد الفقه».
الجلسة السادسة ( أ )
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة أ. د. محمد سعدو الجرف، وشارك فيها:
أ. د. عارف علي عارف، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «المرأة بين التقاليد وأحكام الشريعة: نماذج منحرفة»، يطالب الباحث المسلمين بالعودة إلى أحكام الشريعة، وتصحيح وضع المرأة على ضوء ذلك، ثم يذكر نماذج من التقاليد السائدة في البلدان الإسلامية، ويبيِّن مخالفتها لثوابت الشريعة، منها: عقوبة المرأة الزانية دون الرجل الزاني، والاعتداء على مهر المرأة، وحرمان المرأة من حقها في الميراث، والتفرقة بين الأبناء والبنات في المعاملة، والنظرة الدونية للمطلقة والأرملة.
د. عبدالباقي عبدالكبير، الجامعة الإسلامية العالمية، باكستان. عنوان الورقة: «عمل المرأة: رؤية شرعية واستراتيجية»، تقدم الورقة رؤية عن التجربة العملية التي كانت في صدر الإسلام، وتصفها بأنها كانت مشرقة، وذلك ليس في مجال العمل البيتي فقط بل مشاركتها في الحياة الاجتماعية العامة، وفي مجال العبادات الجماعية، والدعوة، والتعلم والتعليم في العلوم الدينية والدنيوية، وممارستها مهنة الطب، والتجارة، والهجرة والجهاد، ولذلك فإن تفعيل دور المرأة في العمل المجتمعي بجوار عدم غيابها عن عملها ووظيفتها التربوية في البيت يعتبر من الضروريات الاستراتيجية للدعوة الإسلامية في العصر الحاضر.
د. عبدالعظيم أبو زيد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «حقوق المرأة المالية في الإسلام»، تتناول الورقة تحليلاً لمجمل أوضاع المرأة المالية والاقتصادية في الإسلام على اختلاف موقعها زوجة أو أُمًّا أو بنتاً إلى ما سوى ذلك، وتبرز الورقة مكانة المرأة في الإسلام بالمقارنة مع مثيلاتها تحت بعض التشريعات الوضعية الأخرى ليبرز دور الإسلام في إنصاف المرأة ومناسبة تشريعاته لظروف وأحوال المرأة في عصرنا.
د. سعد الدين منصور محمد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «آفاق اجتماعية لمشكلات المرأة المسلمة وحلها في ضوء السنة المطهرة»، تتعرض الورقة إلى بعض المنغصات والابتلاءات والمشكلات كالطلاق مثلاً، مع محاولة حلها في ضوء السنة النبوية المطهرة، حيث إن كثيراً من المشكلات سببها الجهل بحقوق الزوجين، أو السآمة والملل، أو الصمت بين الزوجين، أو الغيرة الشديدة وما شابه.
د. عاصم شحادة علي، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الموقف الديني والثقافي تجاه المرأة المسلمة في العالم بين الواقع المعيش والتيه الفكري»، تبدأ الورقة بتناول موقف الإسلام من المرأة كما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة، والتراث الفقهي، ثم بيان الأبعاد الثقافية التي تشجع على التيه الفكري الذي يتخذه بعض لمفكرين أو المصلحين، من المرأة على مستويات عدة، وما يحمله هذا الفكر من تطرف تارة، أو اعتدال تارة أخرى.
عبدالله عثمان، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: المرأة المسلمة ورعاية الأسرة قديماً وحديثاً، يركز الباحث في ورقته على جوانب من قضايا المرأة كمفهوم رعاية الأسرة، ونطاقها، ومحتوياتها في القديم وفي الوقت الراهن، ووظائفها، والمرأة المسلمة وصفاتها في المقياس الشرعي، والأمور التي تتحقق بها رعاية الأسرة في الميزان الشرعي، وموقف النساء المسلمات الأوائل من هذه الأمور ونتائجها.
الجلسة السادسة (ب)
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة أ. د. عبد الرحمن شيك، وشارك فيها:
أ. د محمد علي آذر شب، جامعة طهران، إيران. عنوان الورقة: «أزمة التخلف الحضاري وانعكاسها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن»، يقرر الباحث أن التخلف الحضاري أكبر ظاهرة تهيمن على حياتنا الإسلامية المعاصرة، وكل ما نشهده من مظاهر سلبية يعود إلى هذه الظاهرة، وكثير من المعالجات لمشاكلنا تذهب هدراً بسبب عدم إعادتها الى جذورها الحضارية، ولكي نتبين ارتباط التخلف الحضاري بمشاكل المرأة في عالمنا الإسلامي نلقي الضوء على بعض الآراء التي حلّلت هذا التخلف وبيَّنت خلفياته وعامله الأساس، ثم إفرازاته فيما يخص المرأة.
د. أيمن بن أحمد العقبي، جامعة طيبة بالمدينة المنورة، السعودية. عنوان الورقة: «الوضع الاجتماعي للمرأة السعودية المسلمة: رؤية معاصرة للمستشرقة إليزابيث ورنوك فيرنيا من خلال كتابها: بحثاً عن الحركة النسوية الإسلامية»، تتناول الورقة كتاب «بحثاً عن الحركة النسائية الإسلامية»، للمستشرقة إليزابيث ورنوك فيرنيا، والذي كتبته بعد سلسلة من الرحلات التي قامت بها بين عامي 1994-1996م وطافت فيها أرجاء متعددة من العالم الإسلامي باحثة عن هوية المرأة المسلمة، وموقفها من الحركة النسائية الغربية الداعية للمساواة بين الرجل والمرأة، وتتمثل أهمية الموضوع في كون هذه الزيارة إحدى الزيارات القليلة التي قامت بها نساء من المستشرقات للمملكة العربية السعودية، فقد سبقها مستشرقون رجال، وبالتالي لم يطلعوا على أحوال المرأة كما اطَّلعت (فيرنيا).
د. عبده مختار، أم درمان الإسلامية، السودان. عنوان الورقة: «المرأة بين الإسلام والغرب: الشبهات، المواجهة والتحديات»، تحاول الورقة دحض مزاعم الغرب من ناحية، وتثبت أن المرأة كرَّمها الإسلام في حين هي مضطهدة في الغرب الذي يسعى لتشويه وضع المرأة في الإسلام بإساءة تفسير الآيات والأحاديث الشريفة. وتُنبِّه الورقة في ختامها إلى المخاطر التي تواجه المرأة المسلمة والأسرة المسلمة في المجتمع المعاصر ليس من الخارج بل من بعض التيارات في الداخل.
د. أحمد بن عبدالعزيز الحليبي، جامعة الملك فيصل، السعودية. عنوان الورقة: «وظيفة المرأة في إصلاح المجتمع»، يذهب الباحث الى أن وظيفة المرأة في نظر الإسلام عظيمة الأهمية، خطيرة الأثر، تنشأ من مكانتها المرموقة، وموقعها الاجتماعي المتميز، والسمات الشخصية التي أهَّلتها لهذه الوظيفة، وهي تمارسها في مجالات متعددة تتصل بالأسرة والمجتمع.
د. عادل بن إبراهيم الرفاعي، الجامعة الإسلامة بالمدينة المنورة، السعودية. عنوان الورقة: «التربية الربانية للمرأة وأهميتها في تنمية المجتمعات»، قسَّم الباحث الورقة الى أربعة فصول تناول فيها: تكريم الإسلام للمرأة، ومكانتها في الإسلام (الحقوق والواجبات)، وشمولية المنهج الرباني في معالجة قضاياها المختلفة والمتنوعة، إضافة الى تنمية المواقف الإيجابية في الحياة الاجتماعي الثقافية والحد من المواقف السلبية في حياتها.
الشيخ أحمد بن سعودي السيابي، مكتب الإفتاء، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. عنوان الورقة: «الواقع الثقافي والاجتماعي للمرأة المسلمة المعاصرة»، وقد جاءت الورقة في أربعة عناوين: تكريم الإسلام للمرأة، والمرأة في المواثيق الدولية، والواقع الثقافي للمرأة المسلمة من خلال التربية والتعلم والتعليم، والواقع الاجتماعي لها من خلال الحياة الزوجية والحجاب ومفهومه، والخلوة والاختلاط، وعمل المرأة ومصافحتها للأجنبي أو مصافحته لها.
الجلسة السابعة ( أ )
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اجتماعية وثقافية»، رئس الجلسة أ. د. زليحا قمر الدين، وجميع أوراق هذه الجلسة قُدِّمت باللغة الإنجليزية، وشارك فيها:
د. نور فريدة عبدالمناف، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «في الدفاع عن الإسلام: المسلمات الأمريكيات يستجبن».
عبدالقادر، مركز الوقف لمسلمي شوليا، ميانمار. عنوان الورقة: «تمكين المرأة المسلمة بالمساواة بين الجنسين».
عبد الحليم ذو الكفلي، مركز الدراسات الإسلامية والتنمية الاجتماعية، جامعة تكنولوجيا مارا، ماليزيا. عنوان الورقة: «حقوق المرأة المسلمة في الإسلام من منظور قانوني: دراسة تمهيدية».
د. سيد سوهيل إمام، ود. بوتي رحمة ماكول عبدول، ود. سوده عبدالرحيم، ود. أبو سادات نو الله، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الجنس ودوافع سباق الشوارع في ماليزيا، مات ريمبيت ومينه رامبيت أنموذجاً».
د. حبيب الرحمن إبراهيم، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا عنوان الورقة: «المرأة في الدوائر الحديثية: دراسة تحليلية لرغبة ومشاركة النساء المسلمات في تطوير علم الحديث».
حبيبة عمر، كلية أحمد إبراهيم للحقوق، جامعة تكنولوجيا مارا، ماليزيا. عنوان الورقة: «الشريعة والمظاهر الاجتماعية والقانونية لتكنولوجيا الاستنساخ: تحديات المرأة المسلمة».
الجلسة الثامنة ( أ )
بعنوان: «المرأة المسلمة ومسألة القيادة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية تنظيراً وتطبيقاً»، رئس الجلسلة: د. حصة الجبر، وشارك فيها:
أ. د. محمد خضر عريف، جامعة الملك عبدالعزيز، السعودية. عنوان الورقة: «الدور القيادي الريادي للمرأة المسلمة في الفكر والسياسة والاجتماع والاقتصاد عبر العصور»، يتهم الباحث الأمم المتحدة والغرب بإرسال بعثات بغرض إعداد تقارير عن احترام حقوق المرأة في دول العالم، وترفع التقارير السلبية لأنها أصلاً مبنية على أسس غير دينية وغير أخلاقية، بل هي مبنية على أسس وضعية علمانية.
د. فريدة عبدالله البسام، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «المرأة المسلمة بين القيادة الفكرية ومناصب القيادة»، تطالب الورقة أن يكون للمرأة مكانة قيادية فكرية عالية تتناسب وطبيعتها، ومكانتها العلمية، في إطار تصنيف إداري داخل هيكل تنظيمي، يحتوي على توصيف كامل لأدوارها ومهامها القيادية، فقد أثبتت النتائج أن للمرأة دوراً قياديًّا فكريًّا، منذ عصر صدر الإسلام، وأن لديها الطاقة الهائلة لدفع الأمة وتقدمها بفكرها ورأيها.
د. وحيد هاشم، جامعة الملك عبدالعزيز، السعودية. عنوان الورقة: «دور المرأة المسلمة في التنشئة الوطنية الإسلامية»، تشير الورقة الى أن المرأة تلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على الأمن والاستقرار للأمة الإسلامية بمشاركتها الفاعلة في التنشئة الوطنية الإسلامية في المجتمع المسلم، وذلك لأن ضعف المرأة يؤدي إلى ضعف الأسرة المسلمة وينتج عن ذلك الأمر ظهور العديد من المشاكل والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تساهم في ظهور مؤشرات عدم الاستقرار.
د. نور الله كورت، ود. أزهر بن محمد، وأ. أحمد كيلاني بن محمد، جامعة تكنلوجيا، ماليزيا. عنوان الورقة: «المرأة بين النظرتين الجاهلية والإسلامية: سياسيًّا وأقتصاديًّا واجتماعيًّا»، تلقي الورقة بالضوء على حقوق المرأة التي لم يكن لها أي حقوق إنسانية في الجاهلية الأولى، ولم يكن لها اعتراف بإنسانيتها إلى وقت قريب في الجاهلية المعاصرة، والتي تجد أن الإسلام هو المنهج الوحيد الذي اعترف بإنسانيتها وكل حقوقها في جميع مجالات حياتها اعترافاً يتفق مع فطرتها السليمة الرشيدة، من خلال نظرة تلقيها على القرآن الكريم.
أ. زكي الميلاد، رئيس تحرير مجلة الكلمة، السعودية عنوان الورقة: «دور المرأة في تجديد رؤية الفكر الإسلامي لمسألة المرأة»، تهدف الورقة إلى تبيان رؤية الفكر الإسلامي للمرأة وقضاياها، من خلال خطاب المرأة نفسها، فقد ظل صوت المرأة مكتوماً، وبعيداً عن همومها، تلك الهموم التي ظلَّ يعبر عنها الرجل إلى أواخر القرن العشرين فحينها هبّت المرأة من سباتها، وأخذت تحاول جاهدة إيصال صوتها، والإفصاح عن فكرها، وكان لها ما تمنت، فاستطاعت عبر مسلكين أن تعبِّر عن نفسها وقضاياها، وقد تمثَّل المسلك الأول في مواقفها وأفكار صدرت عن المرأة نفسها، والمسلك الثاني ظهر في أعمال فكرية جادة من إنتاج المرأة، وخلص البحث إلى ضرورة التكامل بين المسلكين.
د. عفاف جميل خوقير، جامعة أم القرى، السعودية. قدمت ورقتها باللغة الإنجليزية حول: «المرأة السعودية المعاصرة: قضايا المرأة والقيادة».
الجلسة الثامنة (ب)
بعنوان: «المرأة المسلمة ومسألة القيادة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية تنظيراً وتطبيقاً»، رئس الجلسلة: أ.د. عارف ذكاء الله، وشارك فيها:
د. أمينة محمد بن يوسف الجابر، جامعة قطر، قطر. عنوان الورقة: «المجتمع السعودي والقيادة النسائية بين النظرية والتطبيق»، تحاول الورقة كشف الأسباب التي أبعدت المرأة عن دورها الحقيقي البنَّاء، بسبب تراكم عصور الجهل على نور التعاليم للدين الحنيف، والانخداع بمطالبات التحرر الزائف المزعوم الذي يتزعمه دعاة الإباحية والسفور، مما أدى إلى ابتعاد النساء المسلمات عن إبراز أخلاق الإسلام وأسماها وهو الحياء، مما زعزع القيم من جذورها.
أ. أفلح بن أحمد بن حمد الخليلي، مكتب الإفتاء، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. عنوان الورقة: «دور المرأة فكريًّا، يقرر الباحث أن أهم القضايا التي شهدتها الساحة قضايا المرأة بجميع نواحيها»، ولم تكن القضايا الفكرية المتعلقة بها مع عُلوِّها بعيدة عن أثر الطوفان الجارف الذي غمر كثيراً من قضاياها. وتناولت الورقة عرض صور نسائية مشرقة، وعوائق النبوغ النسائي، وآثار الفقه الرجالي على مسائل النساء.
د. إحسان عبدالغفار عبدالله مرزا، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «أهمية العقائد في دور المرأة القيادي في حضارة الأمة وإثرائها الفكري والثقافي»، عبر فصول البحث يتطرق الباحث الى تعريف العقيدة وأهميتها، والمرأة في الإسلام وتكريمها، وأهمية الدور القيادي للمرأة في حياة الأمم، والصفات القيادية للمرأة وارتباطها بالعقائد والصفات القيادية التي تميزها عن الرجل.
د. عبدالرحمن جميل قصاص، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «ملكة سبأ: النموذج القيادي القرآني للمرأة المسلمة»، لأن المرأة كالرجل تحتاج إلى نماذج قيادية تترسم خطاها فقد قدمت الباحثة ملكة سبأ نموذجاً قياديًّا ذكره الله تعالى في القرآن، وقد بدأت بتعريف هذه الملكة، ثم النموذج القيادي القرآني، ثم أبرز السمات القيادية فيها.
د. ميق ووك محمود، د. سيد إسكندر شاه، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدما ورقة باللغة الإنجليزية حول: «النساء المسلمات وقضايا الأسرة: نحو فقه مستنير».
محمد أول موسى، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدم ورقة باللغة الإنجليزية حول: «تأطير قيادة المرأة المسلمة في الإسلام، الشكل والوظيفة».
نساملار بانجالنغام، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. قدمت ورقة باللغة الإنجليزية حول: «المرأة والقيادة: المرأة المسلمة في ماليزيا نموذجاً».
ﷺ الجلسة التاسعة ( أ )
بعنوان: «نظرات المؤسسات التربوية إلى قضايا المرأة المسلمة ودورها في المجتمعات المعاصرة»، رئس الجلسة: د. سعيد بوهراوه، وشارك فيها:
د. إسماعيل بن عبدالستار بن هادي الميمني، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «التربية الإسلامية للمرأة وبعض المشكلات المعاصرة: قضايا وحلول»، تتعرض الورقة إلى ثلاث مشكلات رئيسة تواجه المرأة المسلمة في العصر الحاضر وهي: مشكلة السفور والاختلاط وترك الحجاب، ومشكلة التلفون والمعاكسات، ومشكلة البث التلفزيوني المباشر (الدش)، ثم تحلل أسباب وأبعاد وآثار هذه المشكلات على المرأة والمجتمع.
د. محمد بن سعيد السرحاني، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «موقف الغرب من مكانة المرأة في الإسلام»، تُبيِّن الورقة الصورة الحقة للمنزلة المشرقة التي تبوأتها المرأة في الشريعة الإسلامية، في مقابل ما يتردد على الأسماع من تلك الصورة المشوهة التي رسمتها وسائل الإعلام الغربية وأقلام المستشرقين عن مكانة المرأة في الإسلام، ثم يشرح الباحث التصور الغربي لمكانة المرأة وحقوقها في الإسلام، والتصور الغربي لبعض الأحكام الخاصة بها.
د. أحمد حسين الصغير، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «الدور التربوي للمرأة المسلمة في المجتمع المعاصر: رؤية مستقبلية»، يعتقد الباحث أن توضيح ما يمكن أن تقدمه المرأة المسلمة للمجتمع، وما يمكن أن تشارك به في مجالات الحياة المختلفة، بات ضرورة تفرض نفسها على واقع الأمة الإسلامية، الأمر الذي يتطلب رؤية واضحة تُبيِّن أبعاد الدور التربوي للمرأة المسلمة في المجتمع، والضوابط اللازمة لإنجاز هذه الأدوات، انطلاقاً من جوهر الشريعة الإسلامية، وإدراكاً لصور التطبيق في الماضي، واستشرافاً لصور التطبيق المتغيرة في المجتمعات المعاصرة.
د. محمد بن إبراهيم العجلان، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية. عنوان الورقة: «تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية بين الأصالة والمعاصرة: جامعة الإمام نموذجاً»، يعتقد الباحث أن جامعة الإمام تمثل تجربة رائدة ومتميزة لتعليم المرأة في المملكة العربية السعودية بين الأصالة والمعاصرة بشكل عام في جميع مراحله، ولذلك أسباب منها: احتضان الجامعة -التي عايش هو تجربتها من خلال الإشراف على بعض قطاعات التعليم فيها- لشريحة كبيرة من بنات المجتمع، والقيام بتعليمهن وتوجيههن الوجهة الصحيحة.
أ. آفيستا كمال محمود، جامعة السليمانية، العراق. عنوان الورقة: «دور التبيئة في تحديد هوية المرأة المسلمة»، تتناول الورقة تحديد هوية المرأة من خلال الدور الذي تلعبه التربية ومصادرها وذلك لأهمية تعريف الهوية والأزمات التي تحيط بها، فهنالك مجتمعات تواجه أزمة الهوية على الصعيد الثقافي والسياسي والاجتماعي في الحياة العامة وحتى على المستوى الشخصي ويعتبر أزمة هوية المرأة من أكبر مشاكل الدول الإسلامية حيث إنها عرضة لنقد الإعلام الغربي.
د. حاج قاسم منصور، داينغو أسلينا عبدالرحيم، روسلينا محمود، وبتريك ليم فو، جامعة صباح الماليزية. قدموا ورقة باللغة الإنجليزية حول: «أهمية تعليم المرأة المسلمة في منطقة بابا بولاية صبحا بماليزيا».
الجلسة التاسعة (ب)
بعنوان: «نظرات المؤسسات التربوية إلى قضايا المرأة المسلمة ودورها في المجتمعات المعاصرة»، رئس الجلسة: أ. د. عبدالقادر حمود القحطاني، وشارك فيها:
أ. د. قطب مصطفى سانو، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. تناول في ورقته: «منهجية التأمل مع قضايا المرأة تنظيراً وتطبيقاً».
د. مثنى أمين الكردستاني، المركز العالمي للوسطية، الكويت. تناول في ورقته: «قضايا المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر بين الإفراط والتفريط: رؤية تحليلة للمدارس المختلفة».
شافيزا بنت محمد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. ورقتها باللغة الإنجليزية حول: «تطور المجلات النسائية في ماليزيا وأثره التربوي على المرأة المسلمة».
د. سوده ووق، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. ورقتها باللغة الإنجليزية حول: «أثر البرامج التلفزيونية على لباس المرأة المسلمة: نظرية التعليم الاجتماعي».
د. مرشد خاندوق، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. ورقته باللغة الإنجليزية حول: «وجهات نظر اجتماعية - إنثروبولوجية ووراثية وإسلامية في ممارسة تعدد الزوجات: الإعلام في عالم اليوم».
طهراوي رمضان، وميرا سعاد، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. ورقتهما باللغة الإنجليزية حول: «المرأة المسلمة والآلهة الجدد: دراسة نفسية اجتماعية عن أثر وسائل الإعلام على النساء في العالم الإسلامي».
الجلسة العاشرة ( أ )
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اقتصادية وتنموية»، رئس الجلسة: د. بدري نجيب، وشارك فيها:
أ. د. محمد سعدو الجرف، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «المرأة السعودية المعاصرة: حقائق وآفاق اقتصادية وتنموية»، يؤكد الباحث أن المرأة السعودية المعاصرة وإن كان دورها التنموي محدوداً نظراً لمحدودية دورها الاقتصادي نتيجة سيادة بعض المفاهيم الاجتماعية المتعلقة بعمل المرأة والذي أدى إلى بداية متأخرة لهذا الدور مقارنة بالرجل، إلا أنه يشهد نموًّا مطرداً نظراً لتغير المفاهيم الاجتماعية المتعلقة بعمل المرأة ومجالاته، ونظراً لاستحداث أنظمة اقتصادية جديدة من شأنها توسيع الدور الاقتصادي للمرأة.
أ. د. ماجدة شلبي، جامعة بنها، مصر. عنوان الورقة: «المرأة وقضايا التشغيل والبطالة وتحقيق التنمية في ظل تحديات العولمة ومتطلبات الحوكمة من منظور إسلامي»، تتعرض الورقة لدراسة وضع المرأة المصرية وعمالتها في ظل سياسات الإصلاح الاقتصادي وتحديات العولمة ومتطلبات الحوكمة وقضايا الفقر وأهمية دعم المشروعات الصغيرة وتحقيق المساواة في التنمية بين الرجل والمرأة، ثم تعرض التحديثات التي تواجه عمل المرأة، واختلالات سوق العمل في مصر ودور المرأة في تحقيق التنمية.
أ. د. عبدالله بن حاسن الجابري، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «ضوابط مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية في ضوء الاقتصاد الإسلامي»، تستعرض الورقة الضوابط الشرعية المستمدة من الدين الإسلامي لمشاركة المرأة المسلمة في التنمية الاقتصادية من منطلق: أن للمرأة المسلمة في الإسلام دوراً بارزاً في التنمية الاقتصادية بوصفها عنصراً إنتاجيًّا لكن ذلك مرهون بوجود الضوابط الشرعية في هذا الشأن.
د. بلقيس إسماعيل داغستاني، جامعة الملك سعود، السعودية. عنوان الورقة: «أدوار متطورة للمرأة المسلمة لتنمية مجتمعها المعاصر اجتماعيًّا وثقافيًّا: دراسة تحليلية ميدانية»، تقرر الباحثة أن الاستقراء للتاريخ الإسلامي منذ نزول الوحي يثبت أن المساهمة في البناء الحضاري للأمة كانت تتم بالتعاون بين كل مكونات المجتمع الإسلامي رجالاً ونساءً، ولم تطرح قضية المرأة بشكل منفرد عن الرجل أو بصورة نقيضه أبداً إلا عندما حدث الاختلال في ثقافة الأمة فبرزت إلى الوجود دعوات تحرير المرأة بمعناه الغربي العلماني.
أ. ابتهال محمد علي البار، جامعة الملك عبدالعزيز، السعودية. عنوان الورقة: «دور المرأة في عملية التنمية»، تثبت الورقة أن أي تنمية لا تشارك فيها المرأة ولا تستفيد منها هي تنمية ناقصة، إذ لن يكون هناك تقدم في البلاد والمجتمعات إلا بمشاركة حقيقية للمرأة، وانتزاع النظرة الثقافية الدونية لها، لأن التنمية كما تؤكد كل الشرائع والمواثيق الدولية تشتمل على مجموعة كاملة من الاحتياجات الروحية والثقافية للبشر، ولا يمكن بلوغ التنمية إلا في سياق من الرفض التام للاستقلال والسيطرة والتمييز العام والخاص في جميع أشكاله.
يوسف جليلي أمودا، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. تناول في ورقته: «مشاكل الأم الوحيدة في الأقطار الإسلامية وسبل علاجها».
الجلسة العاشرة (ب)
بعنوان: «وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق اقتصادية وتنموية»، رئس الجلسة: أ. د. محمد أسلم حنيف، وشارك فيها:
د. بلقاسم محمد الغالي، جامعة الشارقة، الإمارات. عنوان الورقة: «المرأة المسلمة بين شبهات المستشرقين وطموحات التنمية»، ركز الباحث في ورقته على افتراءات المستشرقين وأبواقهم حول وضع المرأة المسلمة في قضايا مثل القوامة والميراث والدية والشهادة والطلاق والولاية العامة، وركز على نموذج (جون استوارت مل) من خلال كتابه: «استعباد النساء» وما عمد إليه من مغالطات وتشكيك في دين كرم المرأة وبوأها منزلة مرموقة في المجتمع المسلم.
د. خلف بن سليمان النمري، جامعة أم القرى، السعودية. عنوان الورقة: «الآثار الاقتصادية لإسهام المرأة في التنمية الاقتصادية»، توضح الورقة أن هناك آثاراً اقتصادية إيجابية تنتج عن إسهامات المرآة في التنمية المعاصرة ومنها: زيادة عدد الموارد البشرية المستغلة في المجتمع، وزيادة الدخل، وزيادة الاستثمار، ولكن هناك آثار سلبية خطيرة لخروج المرأة للعمل خارج منزلها، تقع على المرأة نفسها، وتشمل أطفالها، وزوجها، وتمتد هذه الآثار إلى المجتمع.
د. كبويي عثمان، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. الورقة باللغة الإنجليزية وتناولت: «وضع النساء المسلمات الاقتصادي في المجتمع المعاصر وأثره على حياتهن الدينية والاجتماعية».
د. رقية طه جابر العلواني، جامعة البحرين، البحرين. عنوان الورقة: «وسائل تعزيز دور المرأة المسلمة في تنمية المجتمع: رؤية تحليلية مستقبلية»، توضح الورقة أن للتحولات والتغييرات التي ظهرت على الصعيد العالمي انعكاسات إيجابية وسلبية على مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الدول النامية ومنها الدول العربية، الأمر الذي يستدعي تعزيز فرص الاستفادة من الإيجابيات التي أفرزها هذا التغيير والتقليل على حد كبير من المخاطر، وبالخصوص لوضع وقضايا المرأة.
د. نور محمد عثماني، ومحمد عبيد الله، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا. عنوان الورقة: «الأوضاع الاقتصادية للمرأة بين الإسلام والغرب»، تعالج هذه الورقة القضايا التي يطرحها العلمانيون كاتهام الإسلام بسلب حقوق المرأة وأنه فرق بينها وبين الرجل، وتقارن بين حقوق المرأة الاقتصادية في الحضارات السابقة، ثم بيان وشرح موقف الإسلام من الأوضاع الاقتصادية لها.
د. عبدالرحيم مراسيدي، ود. محمد أليف رضوان، جامعة بوترا، ماليزيا. قدما ورقة تناولت: «التحديث أم التغريب: قضايا المرأة المسلمة في الدول الإسلامية». |
|27-02-2008, 02:55 PM||
توه ساكن
# قصاص في مدينة الطائف #
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب )
لقد وقع اليوم في تمام الساعه 10صباحا قصاص في مدينه الطائف امام مسجد الملك فهد
الاربعاء الموافق ل20\2\1492ه - 27\2\2008م اتوقع ان القاتل يبلغ من العمر 30 سنه وعلى حسب ما سمعت في البيان ان الشخص قتل شاب بسبب خلاف وقع بينهما وقد اثرت الحادثه في الكثيرين اوقفت الرياح الفكريه وحركت المشاعر فهذه الحادثه المضلمه اضائت طريق الكثيرين من اصحاب الذنوب فشاهدت القصاص بنفسي وحبيت اخبركم ان مشاهدت شخص يموت امام العين ليست سهله بالمره ومؤثره حتي ان الكثيرين تمنو العفو عن القاتل الذي وقع ضحيه للشيطان قال تعالي(ولا تتَّبعوا خُطواتِ الشَّيطانِ إنَّه لكم عَدوٌ مبين(168)فدمعت عيني عند مشاهدة الشخص الذي وقع ضحيه للشيطان وضاعت حياته{ انا لله وانا اليه راجعون }اتمني الدعاء له بالرحمة والمغفرة اتوقع الموضوع سوف يعرض علي القناة السعوديه الاولي في اخبار المغرب فاتمنى للشباب الابتعاد عن المشاكل والتهور قدر المستطاااااااع والابتعاد عن الغضب لقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فالغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب . فردد ذلك مرارا ، قال لا تغضب )
آخر تعديل الصهيبي في 06:01 PM.
|27-02-2008, 03:27 PM||
قضبناه الباب
الزهراني يشارك في زواج ابنته من زميله الحربي بسجون الطائف قبل 4 أشهر. تصوير: فهد الحارثي
...........الطائف: ساعد الثبيتي، فهد الحارثي
شهدت محافظة الطائف أمس تنفيذ الحكم بالقتل على المواطن محمد علي الزهراني الذي زوج ابنته لسجين آخر محكوم عليه بالقصاص في حفل شهدته "الوطن" ونشرته في شهر شوال الماضي.
وكان الزهراني قد أقدم على خطوة تزويج ابنته من زميله بسجن الطائف العام عوض عيد الحربي الذي ينتظر أيضاً تنفيذ حكم القصاص، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً كبيراً نقلت "الوطن" جانباً منه.
وظل الزهراني يحلم كما روى ل"الوطن" في حفل زفاف ابنته الذي شهدته قيادات السجن باستقرار ابنته بعد موته متمنياً أن يتنازل ذوو الدم لكن قرارهم بعدم التنازل جاء في اللحظة الأخيرة رغم جهود لجنة إصلاح ذات البين بالمحافظة.
--------------------------------------------------------------------------------
نفذت وزارة الداخلية أمس في محافظة الطائف الحكم قصاصا بالمواطن محمد بن علي الزهراني، الذي زوج ابنته لسجين آخر محكوم عليه بالقصاص داخل السجن قبل عدة أشهر على الرغم من الجهود، التي بذلت من قبل لجنة إصلاح ذات البين بالمحافظة وبعض فاعلي الخير للتوصل إلى تنازل من قبل ذوي الدم حتى الدقائق الأخيرة قبيل تنفيذ الحكم.
وقد تحول عنبر القتل في سجون الطائف أمس إلى سرادق عزاء حيث استقبل السجين عوض الحربي، زوج ابنة الزهراني التعازي في وفاة والد زوجته ورفيقه في السجن من قبل زملائه السجناء المحكوم عليهم بالقصاص.
وتحول المشهد إلى نوبة من البكاء والحزن على فراق الزهراني الذي أمضى معهم نحو 4 سنوات خاصة أنه تحول في الفترة الأخيرة إلى داعية، يوقظهم لصلاة الفجر ويلقي عليهم بعض الكلمات الوعظية عقب كل صلاة.
وكان السجين الزهراني، الذي التقت به "الوطن" في حفل زفاف ابنته على السجين عوض عيد الحربي في شهر شوال الماضي، الذي ينتظر تنفيذ حكم القصاص أيضا، قد زوج ابنته من الحربي الذي رافقه في السجن عدة سنوات. وكان - على حد قوله - مطمئنا لدينه وأمانته.
وعلى الرغم من أن الآخر كان ينتظر القصاص أيضا، إلا أن الزهراني كان يحمل هم زوج ابنته أكثر من همه، وكان يدعو الله أن يفرج عن زوج ابنته، وأن ينعما بحياة سعيدة. وقال الزهراني ل "الوطن" إن ابنتي بعد وفاتي ستصبح يتيمة الأب، وأنا أخشى عليها أن تكون أرملة بعد سنوات لفقدها زوجها المحكوم عليه بالقصاص.
ولم يشترط الزهراني على زوج ابنته أي شروط سوى المهر وقدره 35 ألف ريال، بينما كان مؤخر الصداق 30 ألف ريال، وأخبره بأن لابنته الحق في منزل مستقل متى ما تنازل ذو الدم.
وكانت ابنة الزهراني مقتنعة بهذا الزواج، ولم يجبرها على ذلك، وإنما طلبت منه أن ترى الزوج قبل عقد القران هي ووالدتها.
وذكر سعيد الزهراني أحد أقارب السجين الذي نفذ فيه الحكم، أن إرادة الله قضت أن تفشل جميع المساعي والوجاهات، وأن ينفذ الحكم، ولا راد لقضاء الله. وذكر الزهراني أن السجين رب أسرة كبيرة مكونة من زوجة و9 أبناء أكبرهم ابن عاطل عن العمل وليس لهم دخل مادي إلا ما تتسلمه الزوجة من إعانة الضمان الاجتماعي التي تصرف لزوجات السجناء. كما أنه كان مسؤولا عن إعالة والده ووالدته المسنين.
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت أمس بيانا حول تنفيذ حكم القتل قصاصا بأحد الجناة، وفيما يلي نص البيان:
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية. وقال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).
أقدم محمد بن علي بن حسن الزهراني (سعودي الجنسية) على قتل سفر بن حمد بن عويض الحارثي (سعودي الجنسية) وذلك بإطلاق رصاصة عليه من مسدس كان معه أصابته في رأسه أثناء اجتماعهما مما أدى إلى وفاته. وبالقبض على الجاني المذكور أسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته. وبإحالته إلى المحكمة العامة، صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعا والحكم عليه بالقتل قصاصا، وصدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، وصدر أمر سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعا بحق الجاني المذكور. وقد تم تنفيذ القصاص بالجاني محمد بن علي بن حسن الزهراني (سعودي الجنسية) اليوم الثلاثاء (أمس) الموافق 19/2/ 1429 بمحافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة.
ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم، وتحذر في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. والله الهادي إلى سواء السبيل.
جريدة الوطن
|الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)|
|أدوات الموضوع|
|
كيف يمكنك رسم صورة وجة بشري بقلم الرصاص بشكل واقعي .
في البداية ، سوف أبدأ في رسم الخطوط العريضة لملامح الوجه، والشعر، والرأس بقلم رصاص 2H.
ثم، أبدأ برسم حاجب العين اليسرى.
بعد الانتهاء من رسم الحواجب،
رسم قزحية العين بقلم رصاص 5B.
أبدأ من الجفن العلوي على الجفن السفلي، والجلد تحت العين اليسرى بقلم رصاص 2B.
بعد ذلك، رسم العين اليمنى بنفس خطوات رسم العين اليسرى .
انتهيت من رسم العيون، وأود أن أضيف بعد ذلك التظليل على الأنف بقلم رصاص 2B.
بدءا من أعلى جسر الأنف إلى أسفل الأنف.
بعد ذلك، المضي قدما لرسم الفم والأسنان بـ 2H و 2B.
أبدأ برسم الشفاه العليا.
ثم الأسنان بشكل فردي من اليسار إلى اليمين.
بعد الانتهاء من رسم الفم،
واصل بعد ذلك لإضافة التظليل على جانبي الأذنين بقلم رصاص 2B.
أبدأ بالتوجيه من الأذن اليسرى، ثم الجانب الأيمن من الأذن .
كما ترون، رسم ملامح الوجه يجعل صورة واقعية ونابضه بالحياة.
بعد الانتهاء من رسم العينين والأنف والفم، والأذن،
ابدأء بتظليل الوجه بـ 2H وقلم رصاص 2B.
واصل التحرك نزولا الى الخد وبجانب الفم.
واصل الرسم وتظليل الفك والجلد فوق الفم. ثم الشارب والشعر حول الفم .
بعد ذلك، أبدأ في رسم الجانب الأيمن من الوجه، بدءا من الجلد حول العين اليمنى.
وتتحرك نزولا الى الخد الأيمن.
واصل الرسم والتظليل
وبهذه الـ طريقة يمكنك رسم صورة واقعية بقلم الرصاص
وشكراً |
جرين لاند
إن كنت تبحث عن مكان لقضاء عطلتك في أوروبا، فإن جرين لاند خيار موفق، ففي هذا البلد ما يناسب الجميع. ليس من السهل الحصول على عروض أسعار رخيصة للفنادق، لكن اجودا. كوم تؤمن دائماً أوفر العروض الممكنة في هذا العدد من الفنادق 10 في جرين لاند. يمكنك الاطلاع على آخر العروض على موقع اجودا. كوم. لدينا عروض في كل المناطق الرئيسية بما فيها فيستجرونالد, نوردجرونلاند, أوست جرونلاند مع الكثير من العروض الخاصة كمثل حسومات الحجز المبكر وعروض اللحظة الأخيرة. بغض النظر عما تريد فعله فإن ايلوليسات, Kangerlussuaq, كولوسوك هي مدن رائعة تستحق الزيارة. تقدم اجودا.كوم مجموعة كبيرة من عروض أسعار الفنادق التي لا تقاوم. لا تتردد في الاطلاع على مجموعة الفنادق المختلفة على موقعنا للحصول على أفضل الأسعار على الانترنت. |
بواسطة كاميرون تشاي
وقد صمم باحثون في جامعة سينسيناتي جهاز ميكروفلويديك بالقصور الذاتي على أساس المختبر على واحد في رقاقة التكنولوجيا لجمع الخلايا السرطانية على أساس حجمها.
الجهاز التخطيطي لمفهوم القسط قناة miccrofluidics بالقصور الذاتي. ورفع القص قوات تركيز الخلايا قبل التوسع أو "مفترق طرق". تعطل هذا التوازن في المنطقة التوسع ، مما أدى إلى محاصرة الخلية الحجم مقرها في التوسع.
مجموعة من الخلايا السرطانية النادرة التي لديها تركيزات منخفضة جدا في الدم هو في غاية الصعوبة ويعتمد بشكل كبير على المؤشرات الحيوية المتوفرة على الخلايا.
واختبر الباحثون في دوامة وقنوات مباشرة للأجهزة المختبر على واحد في رقاقة ميكروفلويديك. تشارك إدخال العينة في القناة دوامة إدخال عينة في وسط دوامة. في إطار هذا الأسلوب على الرغم من تم فصل الخلايا عن طريق التركيز عليها في ستندفع الفردية ، كان من المستحيل لفصل خلايا البروستات أو الخلايا التي تحتوي على تركيز منخفض. لمواجهة هذه المشكلة ، وجاء الباحثون حتى مع قناة مباشرة بالقصور الذاتي ميكروفلويديك المختبر على واحد في رقاقة الجهاز. بموجب هذه الطريقة يتم إدراج عينة من خلال حقنة في قناة ورقيقة مثل شعرة الإنسان. قبل توسيع الخلايا في الواقع ، أنهم معزولون في مجموعات منفصلة بالقرب من الجدران الجانبية من ميزان قوى القص والرفع. يحصل اختل ميزان القوة عند نقطة توسيع الخلايا وتجعل الخلايا السرطانية هي خلايا أن يسجد لتحريك جانبية كبيرة في المناطق الموسعة. ويمكن استخدام هذه الخلايا المنعزلة للتجارب في وقت لاحق.
ويمكن استخدام هذا الأسلوب لخلايا منفصلة التي هي موجودة في الدم بمعدل أقل تركيز خلية واحدة لكل مليلتر من الدم. لكن الرعاية التي يجب اتخاذها لتطبيق الحق في نوع من التوازن وقوة الرفع بحيث لا تلف الخلايا. ويمكن أيضا أن تستخدم هذا الأسلوب على كافة أنواع وأحجام مختلفة من الخلايا. اكتسب فريق البحث بالفعل على براءة اختراع مؤقتة ، وسوف تستقبل قريبا البراءة الكاملة لهذه التكنولوجيا.
المصدر : http://www.uc.edu |
تتباين و تختلف مفاهيمنا عن التنظيم – و رغم كثرة الدراسات التي تمت في مجالات التنظيم إلا أن الاختلاف لا يزال قائماً .
و يستخدم البعض كلمة " تنظيم " بمعنى تخطيط فيقولون مثلاً " تنظيم الأسرة " و هم يقصدون " تخطيط الأسرة" و يستخدم البعض الآخر كلمة تنظيم بمعنى ترتيب فيقولون مثلاً " تنظيم المرور " أو تنظيم الدخول و الخروج أو تنظيم الوقوف في الطابور و يستخدم بعض المديرين و رجال الأعمال كلمة تنظيم بمعنى تصميم الهيكل التنظيمي فهم ينظرون إلى التنظيم على انه تلك العملية المتعلقة بعمل خرائط الهيكل التنظيمي .
و إذا زادت الصراعات بين الناس في جهة عمل ما ( حكومة ، شركة ، هيئة ) فإن الأصوات تعلو مطالبة " بإعادة التنظيم " و مفهومهم هنا إعادة رسم خريطة الهيكل التنظيمي .
و إذا انتقلنا من واقع الممارسة إلى القاموس نجد أن كلمة ORGANIZATION تعني تنظيماً أو نظاماً أو منظمة ( المورد ).
و أيضاً نجد كلمة تنظيم بمعنى هيئة أو نظام أو مجتمع منظم أما الفعل ينظم فيذكر ( أكسفور) :
- يجعله ذا بنية عضوية .
- يجعله شيئاً حياً .
- يعمل ترتيبات معينة .
و إذا تركنا كل ذلك جانباً و انتقلنا إلى علماء التنظيم فنجد اختلافات كثيرة بين هؤلاء العلماء . و فيما يلي أهم تلك الأداء :
- التنظيم هو تزويد " الكيان المعين " بكل شئ مفيد للقيام بوظيفة مادياً أو بشرياً ( هنري فويل).
- التنظيم هو شكل أو تجمع إنساني يهدف إلى تحقيق هدف مشترك على أساس يحوى كل مبادئ التنظيم .
فالتنسيق هو : الترتيب المنظم للمجهودات الجماعية من أجل الوصول إلى وحدة النشاطات سعياً إلى تحقيق هدف مشترك ( جيمس موني) .
التنظيم هو عملية تصميم أساسها تقسيم العمل و تحديد المسئوليات و السلطات و العلاقات الناشئة من تقسيم العمل لتحقيق التنسيق اللازم لبلوغ الهدف المحدد ( لبدال إيرويك ) .
- التنظيم هو تقسيم و تجميع العمل الواجب تنفيذه في وظائف مفردة ثم تحديد العلاقات المقررة بين الأفراد الذين يشغلون هذة الوظائف . ( وليام نيومان)
- التنظيم هو منظمة بمعنى نظام System ( وليم سكوت )
- يفهم البعض كلمة تنظيم على أنها "إدارة " فنجد مثلاً أحد الكتاب الفرنسيين و اسمه ( لــ . شاتيير) قد ترجم كتاب فر يدريك تيلور " الإدارة العلمية " و أعطاه اسما بعنوان التنظيم العملي للعمل .
- استخدم الدكتور " محمد فؤاد مهنا " كلمة التنظيم ليعبر عن الإدارة في عدة مواقع من بحث بعنوان " وسائل تطوير مناهج العلوم الإدارية " عام 1971
يتردد دائماً سؤال هل الإدارة علم أم فن ؟
و قد أجاب علماء الإدارة على هذا السؤال إجابات كثيرة و كان لها معنى واحد .
و هو أنه نتيجة للخبرة العملية للمديرين في المشروعات و جهود علماء الإدارة العلمية تم بناء هيكل للنظرية الإدارية و أصبحت الإدارة علماً من العلوم الاجتماعية و الإنسانية حيث أنها تتعامل أولاً و أخيراً مع الأفراد .
و علم الإدارة يقوم على أصول و مبادئ علمية سليمة و صحيحة من الناحية المنطقية و العملية ، غير أنه في ظروف إنسانية معينة قد يحتاج الأمر إلى مهارة المدير في التطبيق و قد يحتاج الأمر إلى تطوير لهذة المبادئ و الأصول العلمية بما يتوافق و ظروف الأفراد و المجتمعات المختلفة .
و هذا هو الجانب الفني في الإدارة ، أي المهارة و الخبرة الشخصية للمدير و التي تظهرها و تفجرها الخبرة العلمية – إذن فدراسة على الإدارة أساس ضروري لتكوين الكوادر الإدارية .
و لا شك أن التنظيم الإداري الذي يمارس من خلاله المدير وظيفته الإدارية هو الإطار الذي يمارس من خلاله المدير مهاراته و قدراته الإدارية كما أن التنظيم هو الكيان الذي يستمد منه المدير سلطاته الإدارية المناسبة لمركزه الإداري ، أي أن التنظيم الجيد هو الذي يوفر إمكانية الاتصال و السيطرة و انسياب المعلومات بين وحداته الأخرى ، حتى تتحقق الأهداف المرجوة و التي يعمل كافة أفرادها على تحقيقها .
و من المتعارف عليه أن أعادة التنظيم و تعديله مع توضيح بشكل أكبر دقة خطوط السلطة و المسئولية في ضوء الأهداف العامة للمنظمة هو من أنجح الحلول للمشكلات الإدارية التي تظهرها الدراسات الاستشارية المعاصرة . |
كون منظور
وباعتبار أن المادة في الكون موزعة توزيعا متساويا فإننا نستطيع المشاهدة لأبعاد متساوية حولنا كما لو كان الكون على شكل كرة. وقد يختلف الشكل الحقيقي للكون عن الشكل الكري. إلا أن ما نستطيع رؤيته من ضوء أو أشارات أخرى إنما هي آتية إلينا من مصادر بعيدة من جميع الاتجاهات. وكذلك هو الأمر بالنسبة لأي نقطة مشاهدة في بقعة أخرى من الكون فهي تراه كرويا.
وفي الواقع فإننا نستطيع مشاهدة تكوينات قد تكون بعيدة عنا بعد إشعاع الخلفية الميكروني الكوني ولكن قبله كان الكون معتما. وربما استطعنا في المستقبل مشاهدة الخلفية النيوترنوية والتي سبقت ظهور الخلفية الميكرونية الكونية أو ما هو أبعد من ذلك مثل موجات الجاذبية. ويمكن أحيانا التفريق بين الكون المرئي والذي يشمل ضوء صادر وتعدد انكساره، وبين الكون المشاهد والذي يشمل أشارات تصل إلينا منذ بدء الانفجار العظيم أو نهاية مرحلة التوسع الكوني كما نفهمها حاليا في علم الفلك. فيعتبر نصف قطر الكون المشاهد أكبر 2% من الكون المرئي. |
مشروع التمييز اليومي على أساس الجنس
|هذه المقالة يتيمة إذ مقالة أخرى. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها. (سبتمبر_2013)|
مشروع التمييز اليومي على أساس الجنس (Everyday Sexism Project) هو موقع إلكتروني قامت بتأسيسه لورا بايتس الكاتبة البريطانية التابعة للحركة النسوية في 16 أبريل عام 2012. ويهدف هذا الموقع إلى توثيق الأمثلة اليومية التي تتعلق بالتمييز على أساس الجنس، كما تتم الإفادة عنها من قبل المساهمين في جميع أنحاء العالم. ويمكن لأي شخص أن يضيف معلومات عن طريق إرسالها مباشرة إلى الموقع أو عن طريق البريد الإلكتروني أو التغريد عبر تويتر. ويتم فحص التقارير المقدمة عن طريق مجموعة صغيرة من المتطوعين تحت إشراف إيمير أوتول، وهو باحث في كلية رويال هولواي، جامعة لندن. وبحلول أبريل عام 2013، جمع الموقع الإلكتروني 25000 مساهمة من 15 دولة.[1]
لقد أنشأت بايتس "مشروع التمييز اليومي على أساس الجنس" بعد مواجهة صعوبة في التحدث بصراحة عن التمييز على أساس الجنس: "ومرة أخرى يخبرني الناس أن التمييز على أساس الجنس مشكلة لم يعد لها وجود - وأن المرأة حصلت على المساواة حاليًا، إلى حدٍ ما، وإذا لم تتمكني من تقبل المزاح أو المجاملة، فيتعين عليكِ أن تتوقفي عن كونك متزمتة وتتمتعي بحس الدعابة. وحتى إذا لم أتمكن من حل هذه المشكلة على الفور، فقد كنت مصرة على أنه لا ينبغي لأي شخص أن يخبرنا أنه لا يمكننا التحدث عنها بعد الآن".[2]
نُشرت أعمال بايتس في صحيفة هافينجتون بوست (Huffington Post) والجارديان (Guardian) والإندبيندنت (Independent)، بالإضافة إلى صحف أخرى. كما ساهمت في مشروع نساء تحت الحصار (Women Under Siege)، وهو المشروع الذي يتناول العنف الجنسي الذي يستخدم كسلاح في الحروب.[3] وحصلت على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبريدج.[4]
ملاحظات[عدل]
- ^ Bates, Laura. "The Everyday Sexism Project: a year of shouting back", The Guardian, 16 April 2013.
- ^ Klassen, Anna. "Everyday Sexism Creator Laura Bates on Helping Women Speak Out", The Daily Beast, 9 April 2013.
- ^ "Laura Bates", The Independent, 16 April 2013.
- ^ "Laura Bates", uklinkedin.com. |
السؤال
ما هي اسباب الحرب العالمية الاولى
+20 للدي يجاوب اجابة صحيحة
التاريخ
3/7/2011
تم النشر بواسطة salima ljamai (Salima Ljamai)
.
الإجابات
1 من 4
الحرب العالمية الأولى وتسمى كذلك الحرب العظمى هي حرب قامت في أوروبا ثم امتدت لباقي دول العالم خلال أعوام ما بين 1914 و1918. بدأت الحرب حينما قامت إمبراطورية النمسا والمجر بغزو مملكة صربيا إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته من قبل طالب صربي أثناء زيارتهما لسراييفو.
قامت روسيا بتعبئة قواتها بعد يوم واحد من إعلان النمسا الحرب على صربيا فعبئت ألمانيا قواتها في 30 يوليو ثم عبئت في 1 أغسطس فرنسا قواتها. أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في اليوم نفسه بعد أن وجدت عدم تجاوب الروس بشأن طلب ألمانيا إلغاء التعبئة العامة للجيش ثم أعلنت الحرب على فرنسا واجتاحت بلجيكا مما دفع بريطانيا لدخول الحرب بسبب خرق الألمان حياد بلجيكا، وقد كانت الدول الأوروبية قبل الحرب مشكّلة من معسكرين أولهما الوفاق الثلاثي بين روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بينما تشكل الحلف الثلاثي من إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا وإيطاليا على الرغم من دخول إيطاليا الحرب في جانب الحلفاء.
استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا.
تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيرًا في السياسة الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من الأمور معلقة حتى بعد الحرب. وأخذت الحروب شكلاً جديدًا في أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير في الأمور الحربية ودخول أطراف لا طاقة لها بالحروب ولا حمل وهي شريحة المدنيين. فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيدًا عن المدنية، فقد كانت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة مما نتج عن سقوط ملايين الضحايا.
وكانت روسيا قد تعهدت بالدفاع عن السيادة الصربية، فقامت روسيا بتحريك قواتها نتيجة ضغوط الجنرالات الروس للدفاع عن الصرب. وطالبت ألمانيا من روسيا عدم تحريك القوات وأن تتراجع القوات الروسية عن حالة الاستعداد، ولمّا لم تمتثل روسيا للمطالب الألمانية، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في 1 أغسطس 1914 ولحقتها بإعلان آخر ضد فرنسا في 3 أغسطس.
3/7/2011
تم النشر بواسطة سوسو الكيلاني.
2 من 4
رصاصة واحد
3/7/2011
تم النشر بواسطة انا افكر.
3 من 4
اخواني بدون كوبي بيست
المهم
1- اغتيال ولي عهد النمسا ( السبب المباشر)
2- التسابق في التسلح
3- التسابق الاستعماري
4- التكتلات و الاحلاف الدولية
انا اخذتو الدرس و اجى في الامتحان
3/7/2011
تم النشر بواسطة jeff hardi.
4 من 4
البداية
حدثت الحرب العالمية الأولى لأسباب مباشرة وغير مباشرة:
1-يعتبر التسابق بين التسلح وتكوين الأحلاف العسكرية من أسباب حدوث الحرب العالمية الأولى:
-التنافس الامبريالي:نتج عن التنافس الامبريالي خلال القرن19تزايد التوتر بين دول أوربا،وأدى ذلك إلى زيادة النفقات العسكرية والتسابق نحو التسلح بحرا بين انجلترا وألمانيا وبرا بين وفرنسا وألمانيا.وكان التوتر قويا بين فرنسا وألمانيا بسبب منطقتي الألزاس واللورين منذ حرب1870.وظهر أن ألمانيا كانت تعمل على الرفع من عدد جنودها ودرجة تسلحها لتتفوق على إنجلترا وفرنسا.
-تكوين التحالفات:تكونت بأوربا أحلاف وتكتلات أهمها التحالف الثلاثيLaTriple Allianceبين ألمانيا والنمسا-هنغاريا وإيطاليا سنة1882(دول المركز)،وكان موقف إيطاليا متذبذبا،وبالمقابل تم عقد اتفاقية عسكرية بين روسيا وفرنسا سنة1892، وتطور بتكوين وفاق ثلاثيLa Triple Entente بانضمام انجلترا سنة1907(دول الوفاق).
2-كان للأزمة البلقانية دور كبير في حدوث الحرب العالمية الأولى:
-الأزمة البلقانية:نتج عن تراجع الدولة العثمانية في منطقة البلقان حدوث نزاع بين الدول الصغرى بالمنطقة،وحدوث صراع بين روسيا التي ترغب في الحصول على منفذ على البحر المتوسط(الدردنيل والبوسفور)ولذلك دعمت صربيا(العنصر السلافي)،وبين النمسا-المجر القوة السياسية الكبرى في أوربا الوسطى،والتي ترغب أيضا في الحصول على منفذ على البحر.
-بدأت الأزمة البلقانية الأولى بقيام الإمبراطور النمساوي فرانسوا جوزيف بضم البوسنة والهرسك في5 أكتوبر1908،وكذلك بمطالبة صرب البوسنة بالانضمام إلى صربيا.وكانت الأزمة الثانية سنة1913بتوسع صربيا ترابيا على حساب المناطق المجاورة(مقدونيا)،ولم تقبل بلغاريا والنمسا-المجر بذلك.
-حادثة سراييفو:في28يونيو1914تم مقتل ولي عهد النمسا فرانسوا فرديناندFrançois Ferdinandمن طرف طالب بوسني (Princip)أثناء زيارته لمدينة سراييفو عاصمة البوسنة،وتعتبر الحادثة السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى،فقد رأت النمسا-المجر الفرصة مناسبة حيث أرسلت إنذارا أعطت فيه مهلة48ساعة لقبول شروط منها إشراف موظفين نمساويين على التحقيق في حادثة الاغتيال،ورفضت صربيا ذلك،فأعلنت النمسا الحرب عليها في27يوليو،وأعلنت روسيا التعبئة العامة ومساندتها لصربيا،وقامت ألمانيا بتوجيه إنذار لروسيا(لإيقاف الاستعدادات)وفرنسا(لإعلان الحياد في حالة حدوث الحرب)،وأعلنت مساندتها للنمسا والحرب في1غشت،ودعمت فرنسا وإنجلترا روسيا.
البداية
شهدت الحرب العالمية الأولى تفوقا لدول المركز انقلب في نهايتها لتفوق دول الوفاق:
1-المرحلة الأولى:
-حرب الحركة:انطلقت الحرب باكتساح ألمانيا لبلجيكا وهي دولة محايدة،وهجوم سريع على فرنسا،وفي نفس الوقت تم إرسال قوات ألمانية إلى الجبهة الروسية،ووجدت القوات الألمانية نفسها في الجبهة الغربية أمام تحالف للجيوش الفرنسية والإنجليزية وكانت المواجهة في هذه الجبهة عنيفة،ودخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا حيث أغلقت مضيق الدردنيل لمنع وصول الإمدادات الفرنسية والإنجليزية إلى روسيا.
-حرب المواقع والاستنزاف:انتقلت القوات المتحاربة إلى حرب المواقع بسبب فشل الخطط الهجومية وذلك بحفر الخنادق المحاطة بالأسلاك الشائكة،ولذلك كان تقدم القوات بطيئا،وأدى ذلك إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى والجرحى،وفي سنة1915 دخلت بلغاريا إلى جانب دول المركز،ودخلت إيطاليا مع دول الوفاق، واستمرت حرب الاستنزاف وخاصة في معركة فردان Verdunبين فبراير ودجنبر1916.وعرفت الحرب استخدام أسلحة جديدة و خاصة الدبابات والطائرات والغواصات والغازات الخانقة،وتم توجيه الاهتمام في الميدان الصناعي إلى إنتاج الأسلحة.
2-المرحلة الثانية:اقتصرت مساندة الو.م.أ.لدول الوفاق في المرحلة الأولى على مدها بالأسلحة والمواد الغذائية والقروض. وأدى ضرب الغواصات الألمانية للسفن الأمريكية إلى إعلان الرئيس ولسون الحرب على دول المركز،في حين انسحبت روسيا بعد حدوث الثورة وتوقيع معاهدة بريست ليتوفسك بين ألمانيا وروسيا. وفي يوليو1918حدثت معركة المارن الثانية حيث نتج عن الهجوم الألماني على باريس استنزاف القوات الألمانية التي بدأ تراجعها بوصول القوات الأمريكية،فانهارت بلغاريا في شتنبر،والدولة العثمانية في أكتوبر،والنمسا-المجر وألمانيا في11نونبر.
البداية
كان للحرب العالمية الأولى نتائج اقتصادية واجتماعية وسياسية:
1-ساهمت الحرب العالمية الأولى في حدوث تحولات اقتصادية واجتماعية:
-النتائج البشرية والاجتماعية:
•نتج عن الحرب سقوط الملايين من القتلى(8مليون:ألمانيا1,8مليون،روسيا1,7مليون،النمسا-المجر1,4مليون،فرنسا1,3 مليون،بريطانيا750ألف،إيطاليا750ألف،الصرب365ألف، الو.م.أ.115ألف)والملايين من الجرحى،وانتشار الأوبئة وارتفاع نسبة الوفيات وأدى ذلك إلى تراجع الساكنة النشيطة وارتفاع نسبة الإناث والشيوخ.
•ونتج عن الحرب حدوث تحولات اجتماعية هامة كتوسع تشغيل النساء،وظهور أثرياء الحرب وتزايد عدد الفقراء.
-النتائج الاقتصادية:
•دمرت الحرب إضافة إلى الدور السكنية الطرق والسكك الحديدية والقناطر والمسالك النهرية والأراضي الفلاحية والمصانع والمناجم فانخفض الإنتاج الفلاحي والصناعي(التوجه نحو الإنتاج الحربي)واضطرت دول أوربا إلى الاستدانة من و.م.أ.التي أصبحت مزود دول أوربا بالمنتجات الفلاحية والصناعية خلال وبعد الحرب،وتضاعف فائضها التجاري واحتكرت نصف الاحتياطي العالمي للذهب، وأصبحت مركز القوة على المستوى الاقتصادي بدل بريطانيا.
•خلال الحرب استخدمت الدول الاستعمارية مستعمراتها بتجنيد الجنود واستغلال مواردها الاقتصادية.
2-تغيرت بسبب الحرب الخريطة السياسية لأوربا:
-النتائج السياسية:
•انعقد مؤتمر السلام في باريس ما بين18يناير و28يونيو1919وشارك فيه32بلدا من بينها27دولة شاركت في الحرب، واستدعيت الدول المنهزمة فقط للتوقيع على المعاهدات،وهيمنت فيه الدول الأربع الكبرى(الو.م.أ:ولسون،فرنسا:كليمونصو، إنجلترا:لويد جورج،إيطاليا:أورلاندو).
•فرضت على الدول المنهزمة توقيع المعاهدات.
•نتج عن الحرب سقوط الإمبراطوريات(ألمانيا،النمسا-المجر،تركيا العثمانية،روسيا القيصرية)وتغيرت الخريطة السياسية لأوربا لصالح الدول المنتصرة وظهرت دول جديدة(تشيكوسلوفاكيا،يوغوسلافيا،..)على حساب أقليات قومية.
•وتم بضغط من الرئيس ولسون تأسيس عصبة الأمم يوم28أبريل1919،وتضم الجمعية العامة وتعقد دورة في السنة،ومجلس العصبة يتكون من أربع أعضاء دائمين:فرنسا،بريطانيا،إيطاليا،واليابان، والأعضاء المؤقتين(4 إلى8)ينتخبون كل ثلاث سنوات،ويجتمع ثلاث مرات في السنة،وتديرها كتابة عامة ولجان متخصصة.ولن تشارك فيها الو.م.أ.بسبب رفض الكونغرس وروسيا وألمانيا،ووظفت عصبة الأمم لصالح المصالح الاستعمارية الفرنسية والإنجليزية
البداية
خاتمة:
كان للحرب العالمية الأولى نتائج اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة وكان لها آثارا بعيدة المدى ستؤثر على العالم وخاصة أوربا إلى غاية اندلاع الحرب العالمية الثانية.
3/7/2011
تم النشر بواسطة افضل اجابة ▼ (hassan ajdahim).
قد يهمك أيضًا
عرض إجابات Google في::
Mobile
كلاسيكي |
محاضرة أنور السادات للسلام
جامعة ميريلاند، كلية بارك، ميريلاند، الولايات المتحدة
مايو ٢٠١٣
تم إجراء تعديلات بسيطة بواسطة كلاً من أليكسندر بيرزن
الترجمة للعربية: أحمد بهجت
التدقيق اللغوي: أنجي بدران
[محاضرة السادات للسلام هي سلسلة من المحاضرات بجامعة ميريلاند جامعة بارك والتي بدئت في عام ١٩٩٧ عند تأسيس كرسي السادات للسلام والتنمية بمركز التنمية الدولية وإدارة الصراعات. يتولى كرسي السادات حالياً شيلبي تيلهامي, وتم تأسيسه بواسطة جيهان السادات في ذكرى زوجها الراحل أنور السادات الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية. وفي عام ٢٠١٣ طلب من قداسة الدالاي لاما الرابع عشر أن يقدم محاضرة السادات للسلام السنوية.]
عندما أُقدِم محاضرات عامة فلا داعي للرسميات. في الحقيقة، جميعنا نفس الكائنات البشرية. وككائنات بشرية، الطريقة التي نولد ونموت بها – بحكم الطبيعة – هي دون أية رسميات. فقط بهذه الطريقة نأتي ونذهب. لذا، عندما أبدأ حديثي أُفضل أن أذكُر لكم،احترامي لأخوتي وأخواتي الأكبر مني سناً، واحترامي لإخوتي وأخواتي الأصغر مني سناً، وأننا جميعاً نفس الكائنات البشرية. نحن جميعاً جزء من هذه العائلة القوية للسبع مليار كائن بشري، وكلاً منا يرغب في حياة سعيدة، وهي شديدة الصلة بحياة سالمة. كلاً منا لا يريد أن يعاني من المشاكل، وكلاً منا له الحق في تحقيق هذا الهدف. أعتقد أنه حتى هؤلاء المتورطون في إثارة المشاكل للعالم، عندما يستيقظون في بداية اليوم بشكل طبيعي هناك نوع من الأمل بداخلهم "اليوم سيكون هناك مشاكل أقل". أعتقد لا يوجد أحد من السبعة بليون بشري يستيقظون ويفكرون "اليوم، يجب أن أتعرض للمزيد من المشاكل!".
الشيء الهام أننا جميعاً نفس الكائنات البشرية. وكما أذكر دائماً، نحن ذهنياً عاطفيون ومتماثلون جسدياً. وتحديداً عندما أقدم محاضرة فإني أنظر دائماً لكم كرفاقي البشر دون أي تفرقة. عندما أتشدد في التأكيد على "أنا بوذي" أو "أنا تبتي" أو ربما "أنا الدالاي لاما" أو "أنا نوعاً خاصاً من البشر"، فهذا هراء. هذا النوع من التفكير يخلق نوعاً من الحواجز. بالتأكيد هنا فروق مثل اللون أو حجم الأنف. لكن على المستوى الأعمق مشاعرياً نحن متماثلون، ولدينا نفس الاستعداد لاختبار المشاعر البناءة والهدامة،وأيضاً ذهنياً ومعرفياً لدينا جميعاً نفس الاستعداد. إذاً من الأفضل لنا أن نتحدث ككائنات بشرية.
كل شخص يريد الحياة السعيدة، إذا السؤال هو "ما هي السعادة"؟ ما هي السعادة التي بالفعل تدوم ويُعتمد عليها؟ نحن بحاجة إلى أن ننظر في هذا الأمر بعمق. السعادة أو الفرح التي غالباً ما تأتينا من خلال الأعضاء الحسية – خبرات مثل رؤية شيئ جميل، سماع شيئ جميل، طعم جيد أو رائحة طيبة – قد توفر بعض الرضا. ولكن هذه المتعةالمُستَنِدة إلى هذه الخبرات الحسية مُصطنع للغاية. فلطالما توافرت وسائل بعينها نحظى بنوع ما من الفرحة أو السعادة أو المتعة، ولكن فور أن يلوح في الأفق بعض القلائل فليس هناك أية متعة. وهناك أيضاً هؤلاء الذين يبحثون على نوع من المتعة في مشاهدة التلفاز، وبدونه يشعرون بالملل بعد ساعة واحدة. بعض الناس مَغرمون بالمرح والترحال إلى أماكن مختلفة من العالم، وبشكل دائم يختبرون أماكن وثقافات وموسيقى ومذاقات جديدة. أعتقد أن هذا ناتج عن نقص القدرة على خلق السلام الداخلي من خلال التدريب الذهني.
لكن هؤلاء الناس الذي يعيشون نوعية حياة متناغمة لسنوات وسنوات هم من يختبرون في الحقيقة الحياة الأسعد. أحد المرات بمدينة برشلونة قابلت راهب كاثوليكي والذي كانت لغته الإنجليزية مماثلة للغتي مما أعطاني المزيد من الشجاعة للتحدث معه! أخبرني المنظمون أن هذا الراهب قضى خمسة سنوات في الجبال يحيا حياة النُساك.سألته ما الذي فعله بالجبال، وأخبرني أنه فكَر في الحب أو تأمل فيه. عندما ذكر هذا كان هناك تعبير خاص بالفعل في عينيه مؤشراً على أنه بالفعل استمتع براحة البال. إذا هذا مثال على راحة البال غير المعتمدة على الخبرات الحسية ولكن عبر ثِقَل قيم أكثر عمقاً بعينها. عبر التفكير باستمرار في الحب، إن هذا حقاً يخلق حالة من الهدوء الحقيقي.
إذا الآن عندما أتحدث فدائماً ما أؤكد على أن التطور المادي أساسي للراحة الجسدية، لكن القيم المادية لن توفر حقاً راحة الذهن. أحياناً عندما يصبح البعض أكثر ثراءً ويصبحون أكثر جشعاً ويقعون تحت ضغوط أكثر، والنتيجة هي شخص غير سعيد. ولذا ومن أجل تحقيق حياة سعيدة لا تثق فقط في القيم المادية، القيم المادية هامة ولكن بجانب هذا نحن بحاجة لأن ننظر بشكل أكثر جدية لقيمنا الداخلية. بغض النظر إن كنا مؤمنون دينياً أم لا فما دمنا بشراً فالسلام الداخلي شيئاً جوهرياً.
بعض العلماء يقولون أنه بناء على النتائج التي توصلوا إليها فإن كثرة الضغوط تخلق مشاكل بضغط الدم ومشاكل أخرى كثيرة. بعض علماء العلوم الطبية يقولون أن الخوف الدائم والغضب والكراهية في الحقيقة يؤدون إلى تأكل نظام المناعة لدينا. إذا أن أحد أهم عناصر الصحة الجيدة هو راحة البال، لأن صحة الجسد وصحة الذهن وثيقي الصلة ببعضهم البعض. من خبرتي الشخصية، من عامين ماضيين في لقاء صحفي ما أحد الإعلاميين سئلني عن إعادة الميلاد الخاصة بي. فنظرت له بمزاح نازعاً نظارتي وسئلته إذا حكمت بناء على وجهي هل إعادة ميلادي سيكون عاجلاً أم لا؟! فقال لي إنه لا داعي للاستعجال!
مؤخراً كنت في أوروبا وصديق قديم قارن بين صور أخذت لي من عشرين وثلاثين وحتى أربعين عاماً مضى، والجميع قال أنه لا يزال لدي نفس النظرة الشابة. في حياتي أعتقد إنه يمكنكم رؤية أني مررت مراحل صعبة مليئة بالمشاكل وكان هناك عناصر كافية للقلق والاكتئاب والوحدة. لكن ذهني نسبياً هادئاً. في بعض المناسبات فقط افقد أعصابي لكن غالباً حالتي الذهنية غاية في الهدوء.
أحب أيضاً أن أمازح الشابات اللواتي يصرفن الكثير من الأموال على مستحضرات التجميل، أخبرهم إنه أولاً زوجك سيشكوا من أن هذه المستحضرات مكلف جدا! وفي جميع الأحوال الجمال الخارجي مهم لكن الأكثر أهمية هو الجمال الداخلي. قد تمتلكي وجهاً جميلاً لكن الوجة غير الجميل سيكون جميلاً دون أية مستحضرات تجميل إذا كان عليه أبتسامة وعاطفة صادقة. هذا هو الجمال الحقيقي، القيمة الحقيقية هي التي بداخلنا. الوسائل الخارجية تحتاج الكثير من الأموال، دائماً محال أكبر وأسواق أضخم. لكن السلام الداخلي لا يتطلب أي نفقات! فكروا في هذه القيم الداخلية وعَوِدُوا أنفسكم عليها، وتدريجيا ستقل المشاعر الهدامة. وهذا سيجلب السلام الداخلي.
يجب أن أشير إلى كم أنا سعيد وإنه لشرف كبير أن ألقي محاضرة أنور السادات للسلام، كرئيس قد قام بإتخاذ خطوات حاسمة وشجاعة في الجزء الذي يخصه من العالم، وقد كنت معجباً من بعيد. اليوم قابلت أرملته وكنت في غاية السعادة فقد كان هذا شرف كبير، وعبرت لها عن إعجابي بزوجها الراحل، فإذا كان قد أحتفظ بالشك أو الكرهية بداخل نفسه لكان من الصعب عليه أن يمتلك مثل هذه الشجاعة. طريقة للتفكير أكثر اتساعاً وشمولاً بأن ننظر إلى المصالح طويل الأمد – أن تحترم وتتحدث وتصافح عدوك وأن تنظر إلى الاختلافات والتشابهات بين أنفسنا – هي الطريقة الأفضل.
كل البشر ترغب في السلام ولا احد يرغب في المشاكل أو العنف والذي دائماً ما يخلقون المعاناة.أسوء جوانب العنف أنه غير متوقع. عند ارتكابه ولو لمرة واحدة، حتى مع وجود دافع أو هدف جيد بالذهن، لأن الطريقة كانت عنيفة، فسيكون هناك نتائج غير متوقعة.
لذا أشعر أنه شرف كبير أن أتحدث تحت اسمه وأرغب في توجيه الشكر للجامعة والأشخاص المعنيين على إتاحة هذه الفرصة لي.
عندما أتحدث أعتبر نفسي في المقام الأول كائن بشري. بغض النظر عن إذا كنا مؤمنين أو غير مؤمنين فنحن ذات الكائنات وعلى هذا الأساس أتحدث عن السلام الداخلي. على مستوى ثاني أنا بوذي، وأحد ألتزاماتي هي تعزيز الانسجام الديني. بين التقاليد الدينية العالمية الأكثر أهمية هناك تصنيفان: الديانات المعتقدة بوجود "الخالق"، والتصنيف الأخر للتي ليس لديها مثل هذا المفهوم. هناك فروق جوهرية. بين الديانات الإيمانية هناك فروق أكثر في المعتقدات حول الحياة السابقة، مع ما بعد هذه الحياة، إلخ. فالتقليد الهندوسي في النهاية لديه "خالق" ولكن بسبب قانون السببية هناك حياة بعد الأخرى. وحتى بين المسيحية والإسلام هناك بعض الاختلافات البسيطة: إلاه واحد، لا إلاه غيره، الثالوث المقدس، إلخ.
بالتقليد الهندوسي القديم، من ثلاثة ألاف سنة على الأقل كان هناك فلسفة دون مفهوم "الخالق". الجاينية والبوذية تتبع هذا. وفي هذه التقاليد التي لا يوجد لديها مفهوم "الخالق" هناك اختلافات حول وجود الروح الدائمة المستقلة، أو الذات، أو عدم وجود الهوية المستقلة الدائمة.
ما هو الهدف من وجود مثل هذه المدارس الفلسفية المختلفة؟ إنها مداخل مختلفة لنصبح أشخاصاً ذوي حس وشفقة. ولذا فإن جميع التقاليد الدينية المختلفة تحمل ذات رسالة الحب والشفقة والتحمل والتسامح. هناك مشاكل وحالات يغضب بها الشخص، ولذا التعاليم الخاصة بالتسامح والتحمل هنا لنتدرب عليها. التحمل هو مضاد مباشر للغضب والتسامح هو مضاد مباشر للكراهية.
ولذلك فإن جميع التقاليد الدينية الكبرى تحمل ذات رسالة وذات الإمكانية لإحلال السلام من خلال رسالة الحب. من الواضح والمنطقي أن السلام بشكل أساسي مرتبط بالكراهية والغضب والشفقة للتغلب عليهم. السلام حتى على المستوى العائلي أو الفردي يجب أن ينبع من السلام الداخلي. مصدر السلام الداخلي هو الشفقة والتسامح. جميع التقاليد الدينية تحمل ذات الإمكانيات لخلق عالم مسالم، عائلة مسالمة وأفراد مسالمين.
إذاً لماذا هناك العديد من الفلسفات المختلفة؟ هناك الكثير من المواقف الذهنية بين الناس. للبعض التقاليد الدينية الإيمانية أكثر فاعلية، وللبعض الأخر المدخل غير الإيماني أكثر فاعلية، إنه مثل أدوية مختلفة: قد تحتوي على مكونات مختلفة، لكن جميعها لها ذات هدف تحقيق الشفاء من المرض. هناك أمراضاً مختلفة ناتجة عن الحالات الجسدية المختلفة والعمر ولذا نحتاج إلى تنوع في الأدوية المختلفة. بالمثل، الدواء لأجل السلام الذهني، أيضاً نحتاج لتنوع فيه، كمعظم التقاليد الدينية الكبرى تحمل ذات الإمكانيات ونفس الهدف، وبالتالي فهي هامة للغاية بالنسبة لنا كسبعة مليار بشري.
من الواضح إننا في البوذية لدينا إيمان كامل بجوتاما بوذا والذي قام بتعليم رؤى فلسفية مختلفة. لماذا؟ لإنه بين مستمعيه أطياف شاسعة من المواقف الذهنية المختلفة، ولذا كان من الهام إظهار المداخل المختلفة في ذات التقليد. هناك المليارات من البشر بالبيئات الجغرافية المختلفة يعيشون بطرق غاية في الاختلاف لذا فهم بحاجة لمداخل ذهنية مختلفة. إن إدراكناً بأن جميع التقاليد الدينية تحمل ذات رسالة الحب والشفقة والتسامح هو الأساس لبناء الاحترام المتبادل. وبهذا الاحترام المتبادل يمكننا أن نبدء في التعلم المشترك عن بعضنا البعض والذي في الحقيقة سيُغني تقليدك الخاص.
من خبرتي الشخصية كنتيجة لمقابلة المسيحين والمسلميين واليهود والهندوس، تعلمت أفكاراً جديدة منهم والتي جعلت تدريبي أكثر غِنى. ولذا يمكن تطوير تناغم حقيقي بين التقاليد الدينية المختلفة مبني على الإعجاب المتبادل والاحترام. لذا إلتزامي الثاني هو تعزيز التناغم الديني.
كما ذكرت سابقاً إنه بالفعل شرفاً كبيراً لي أن أكون هنا. بينما نتحدث عن المرحوم أنور السادات، ليس علينا فقط أن نتذكر عظمته ونترك الأمر عند هذا الحد، علينا أن نحاول أن نطبق قيمه في حياتنا اليومية. إن روح الحوار الخاص بالرئيس السادات تُظهر لنا إنه مهماً كان الأمر صعباً فإنه من الهام أن نحل المشاكل من خلال الحوار. عادة أقول أن القرن العشرين هو قرن حمامات الدم وأن القرن الواحد والعشرين يجب أن يكون قرن السلام. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك مشاكل، لإنه دائماً ما ستكون هناك مشاكل، هذا يعني إنه لخلق قرن السلام فنحن بحاجة لأن نطور أليات مستندة إلى الوسائل السلمية والحوار لحل مشاكلنا.
قبل وصولي لهنا قابلت أبن المحافظ وقلت له أن العديد من أخواني وأخواتي الأكبر سناً من جيلي – جيل القرن العشرين المنصرم – نحن بالفعل نستعد لأن نقول وداعاً! ولهذا فجيل القرن الواحد والعشرين هؤلاء من سن خمسة عشرة عاماً إلى الثلاثين عاماً هم عن حق جيل القرن الواحد والعشرين – فلا يزال لدينا تسعة عقود بعد بهذا القرن – فهم حقاً الجيل الذي سيكون عليه أن يعيش بقية حياته بهذا القرن، ولذا لديكم الفرصة وعليكم المسئولية لأن تخلقوا عالماً جديداً أحسن وأفضل. وهذا يمكن تحقيقه بناء على قناعة راسخة في وحدة البشرية.
اختلاف المعتقدات الدينية أو أختلاف الجنسيات لهو شيئ يقع في المقام الثاني وليس ذو أهمية. عندما نتشدد في التأكيد على ما هو من المستوى الثاني من الاختلافات ننسى وحدة البشرية، وهنا تأتي المشاكل. علينا أن نفكر في الأمر بشكل معاكس. أولاً علينا أن نفكر في وحدة البشرية. واقع اليوم مع الاحتباس الحراري العالمي والاقتصاد العالمي يُظهر لنا أن الحدود الوطنية والاختلافات الدينية عديمة الصلة. فالجيل الجديد عليه أن يفكر أكثر في الإنسانية ووحدة كل البشرية على مستوى عالمي. تحقيق مكاسب قصيرة الأمد لصالح هذا المستوى الثاني من الاختلافات والتضحية بالوحدة البشرية في سبيل ذلك كارثة. عليكم خلق رؤية بواسطتها يمكن أن يصبح هذا القرن في النهاية قرن السلام، حيث يصبح نزع سلاح العالم أجمع شيئاً ممكناً، لذا رجاءً فكروا أكثر في هذا. وشكراً لكم!
الآن لدينا بعض الأسئلة.
سؤال: قداستك، أثناء جولة ٢٠١١ بنيوآرك، أوصيت بأنه يجب على نظام التعليم بالولايات المتحدة أن يدمج تعليم الأخلاقيات. هل توصي بجعل فصول الأخلاقيات رسمية؟ هناك الكثير من فصول الأخلاقيات الإلزامية حول العالم، ما هي الإشكاليات التي تراها في اقتراح جعل حصص الأخلاقيات رسمية بنظام التعليم بالولايات المتحدة؟
صاحب القداسة: كنتيجة لمراقبة البشرية، أعتقد أن التعليم قد جلب بالفعل عالماً جديداً جميلاً. أعتقد أنه في كل مكان بالعالم الجميع يُعتبر التعليم شيء غاية في الأهمية. ففي هذه الأيام العديد من الدول والمجتمعات تضع معايير مرتفعة جدا للتعليم الحديث، لكننا لا زلنا نواجه المشاكل والأزمات. وحتى هؤلاء الذين يتسببون في العديد من المشاكل للمجتمع فيما يتعلق بتعليم البعض منهم قد نجده متوافق مع هذه المعايير المرتفعة. أما فيما يتعلق بالسلام الذهني فلدي العديد من الأصدقاء المتعلمين بشكل جيد لكنهم كبشر ليسوا سعداء إطلاقاً. وهذا بشكل تلقائي يجلب المزيد من المواقف الذهنية الداخلية غير الصحية والتي تتحول إلى قتل وكذب ونفاق واستغلال وتنمر إلخ.
لذا عادة ما أخبر الناس أن كل التقاليد الدينية الكبرى تعلمنا القيم الأكثر عمقاً. بالتأكيد بين هؤلاء من يعلمون هذه القيم هناك من لا يمارس هذه القيم بإخلاص. وقد قلت مراراً إنه أحياناً هؤلاء الذين يتحدثون باسم الأديان يعيشون في الواقع حياة النفاق حيث يقولون أشياءً جميلة ولكن يفعلون أشياءً مختلفة. هذه علامة واضحة على عدم الاقتناع بالقيم الداخلية. بناء الاقتناع من خلال الإيمان وحده له أثر محدود جدا. ولكن كما قال البابا السابق، الإيمان والمنطق يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب.
أعتقد أن هذا صحيحاً جدا جدا. نحن بحاجة للمنطق خلال التعليم والوعي. أملنا الوحيد في التعليم. إذا علمنا الناس عن الدفء القلبي والشعور بالاهتمام بالآخرين سيتمكنون من رؤية هؤلاء الآخرين كمصدر لا ينضب لحسن حالهم وصحتهم. المشاكل بالعائلة والمجتمع بسبب نقص المبادئ الأخلاقية. لذا في المجال التعليمي الراهن علينا أن نُدخل المزيد من تعليم المبادئ الأخلاقية لأنها حالياً غير كافية.
فيما يتعلق بالذهن والمشاعر، أفكار الهنود القدماء تحتوي على العديد من التفسيرات حول كيفية معالجة المشاعر الهدامة مثل الغضب والكراهية والخوف. لذا في خبرتي خلال الثلاثين عاماً الماضية في التحاور مع العلماء والتربويين الحديثيين، العديد منهم يُقدر كمْ المعلومات المتوافرة في التقليد الهندي القديم بما في ذلك البوذية. هؤلاء العلماء ليسوا فقط يقدرون هذه المعلومات المتوافرة لهم بل إنهم حتى الآن يَعْقدون الأبحاث خلال التجارب التي تُظهر بعض الأدلة الجيدة التي تدعم هذه المعلومات. لذا خلال العاميين المنصرمين رأينا بشكل جاد كيف يمكن أن نقدم الأخلاقيات المبدئية. فيما يتعلق بالذهن في نظم التعليم الحديثة نحن بحاجة لمادة أكاديمية عن الذهن أو ما أُطلق عليه "خريطة الذهن" والتلاميذ حينها سيرون من خلال تجربتهم الشخصية كيف أن الغضب يدمر سلام الذهن.
التلاميذ يقدرون بشدة العاطفة التي يُظهرها لهم أبائهم وأمهاتهم وأصدقائهم. من عمر صغير وقيمة العاطفة حية بداخلهم. عندما – مثل حالتنا – ينضج الأشخاص ويقولون إننا لسنا بحاجة إلى العاطفة، وإنهم يستطيعون القيام بكل شيء بأنفسهم. ولكن هذه القيم الإنسانية الأساسية هي عوامل بيولوجية أساسية ولا تأتي من الدين. عاطفة الأم لطفلها – وأحياناً نراها بين الحيوانات أيضاً – هائلة. هذا العامل بيولوجي لا ينبُع من الدين. لذا فبينما هؤلاء الأطفال ما زالوا صغاراً وخبرة العاطفة لديهم لا تزال حية سنكون بحاجة إلى أن نعلمهم أن هذه القيم غاية في الأهمية وستظل كذلك حتى أيامهم الأخيرة، وحتى الموت. هذه القيم هي مصدر لا ينضب من سعادة والفرح.
يجب علينا استخدام الشروح والمنطق المتضمن بالمكتشفات العلمية، بدلاً من الاعتماد على الأديان. إذا اعتمدنا على الدين سيكون مدخلنا غير عالمي. ولكن حيث إننا نتحدث عن مشكلة نواجهها عالمياً فيجب أن تكون أداتنا في مواجهة هذه المشاكل عالمية. عادة ما أُطلق على هذا المدخل "الأخلاق العلمانية". وأحتاج هنا أن أوضح كلمة "علمانية" لإنه في الغرب يبدوا إنها تعني ضمنياً حمل موقف سلبي تجاه الأديان أو عدم احترامها، لكن وفقاً للفهم الهندي للعلمانية فهي تعني أحترام جميع الديانات وأيضاً احترام عدم المصدقين فيها على حد سواء، دون أي تفضيل لأي دين معين. لهذا عندما حصلت الهند على استقلالها أصبح دستورها مبني على أساس المفهوم العلماني.
ولأن الهند دولة متعددة المعتقدات الإيمانية لا يمكن أن تقول أن دينا بعينه أسمى من الآخرين. على مستوى عالمي العلمانية هي الطريق الوحيد المقبول عالمياً. لذا نحن الآن نحاول أن نخلق مناهج تستطيع أن تتلاءم مع مجال التعليم العلماني. نعمل على هذا ويمكن خلال عام نكون جاهزين. لكننا نحتاج للمزيد من الدراسات مع العلماء والفلاسفة والتربويين إلخ وهذا ما نقوم به بالفعل في الهند.
بمجرد الانتهاء من المنهج التعليمي لربما أماكن مثل هذه الجامعة يمكن أن تطبق البرنامج كتجربة. مدرسة واحدة تطبق البرنامج ثم نرى النتائج بعدها بعدة أعوام. إذا ظهرت نتائج إيجابية يمكننا أن نضع اللمسات الأخيرة بالمنهج التعليمي ونوسع تطبيقه لعشرة مدارس، أو مئة مدرسة، ثم على مستوى الولاية، بعد تطبيقه على مستوى الولاية وبعد العديد من النقاشات الجادة يمكن في النهاية أن نعممه على مستوى فيدرالي ثم لمستوى الأمم المتحدة حتى يتشجع العالم بالكامل على إضافة نوعاً من تعليم الأخلاقيات المبدئية غير القائمةعلى الأديان ولكن على العلمانية.
سؤال: هل تشعر أن جهودك في حوار الأديان أصبحت أكثر صعوبة في العقد الماضي نتيجة المخاوف من الإسلام الراديكالي والتوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؟ خلال عقداً من أحداث ١١ سبتمبر هل أصبح الحوار أسهل بأي شكل؟
صاحب القداسة: لم يحدث أدنى تغيير، نحن نعقد الحوار خلال ثلاثين أو أربعين عاماً. ودائماً أحاول أن لا تكون لقاءات الأديان مجرد شعائر أو مراسم نتبادل بها التحية المصحوبة بالابتسامات. عوضاً عن هذا أُفضل أن أحظى على المزيد من المناقشات الجادة. ما هي خلافتنا وما هي تشابهاتنا وما هو الهدف؟ هذا هو الأكثر أهمية عندما يقابل المتدرب متدرب أخر. وأنا معجب في الحقيقة ببعض الرهبان الكاثوليك. بعد لقائي مع الراحل توماس ميرتون الراهب الترابيستي، تعلمت الكثير من التدريبات والخبرات منه ومن العديد من الرهبان والراهبات المسيحيين. في أحد المناسبات بمدينة سيدني بأستراليا وصفني أحد القساوسة بأنني مسيحي جيدّ ثم وأثناء حديثي وصفته بأنه بوذي جيد! هناك إحساس بإن لدينا ذات التدريبات، ذات الإمكانيات. بمجرد أن نصبح قريبين ونعرف بعضنا بشكل أعمق سيظهر الاحترام والإعجاب المتبادل.
لقد قمت أيضاً بجهود خاصة في لقاءاتي مع الأخوة والأخوات المسلميين. صراعات مثل القتال بين الشيعة والسنة مثله مثل ما بين البروتستانت والكاثوليك في شمال أيرلندا، ليس نتيجة للدين ولكن في الواقع العنصر الأساسي فيه هو السياسة، لكنهم يستخدمون أسم الدين. لذا يجب أن نفرق بينهم. الموضوعات السياسة يجب أن يتم حلها بالسياسة بدلاً من استخدام الوسائل الدينية. فلا يوجد أساس في الدين لإيذاء الآخرين.
هذه المآسي تذكرنا بأنه علينا أن نبذل جهداً مستمراً، لأن القتل باسم الدين شيئ محزن، شيئ لا يمكن تخيله. هذه الأيام حتى البوذيين في بورما أو سيريلانكا المتورطين مع رهبان بوذيين في تدمير مساجد ومنازل المسلمين. هذا بالفعل شيئ محزن. في أحد المناسبات ذكرت لإخواني وأخواتي البوذيين إنه عندما ننمي المشاعر السلبية تجاه المجتمع المسلم يجب عليهم التفكير في وجه بوذا. بلا شك بوذا سيرغب في أن نحمي أخواننا وأخواتنا المسلمين. في الأساس الأسباب الاقتصادية خلف هذه الصراعات، وعندما يتم إدخال الدين فإن هذا يتم من أجل إثارة المشاعر البشرية. وعندما تصبح المشاعر كثيرة جدا يسهل التلاعب بنا. إنه لشيئ محزن ولكن لا داعي لأن تثبط عزيمتنا. علينا أن نستمر في الجهد المتواصل وستأتي النتائج لاحقاً. أحياناً أشعر بالقليل من الفخر بمساهمتي في تحقيق التناغم الديني.
عندما يظهر الناس بعض التقدير أو الإعجاب بجهودي أو أفكاري هذا يعطيني التشجيع. عندما تم إعلان جائزة نوبل، أستجبت فوراً بقولي أني مجرد راهب بوذي بسيط، ليس أكثر أو أقل. ولكن هذا نوعاً من التقدير لجهودي في الترويج للسلام وتحسين البشرية.
أعتقد أن هناك أكثر من خمسة عشرة ألف أخ وأخت هنا، فإذا كنت لا تشعر إنه من الهام أن تنظر لهذه النقاط بجدية فلا توجد مشاكل. لكن إذا شعرت ببعض الاهتمام ورغبت بالمزيد من المشاركة، فرجاءً فكر أكثر في قيمك الداخلية. تدرب أولاً على المستوى المعرفي، الوعي البسيط بهذه القيم. ثانياً عوِد نفسك على هذه القيم، فستصبح شيئاً حياً. ثم قوموا بتطبيقها وستصبح جزءاً من حياتكم اليومية، وحينها ستحظون على المنفعة الحقيقية, فكروا في ذلك أكثر! شكراً لكم!
ساعدوا في محاولتنا إفادة الآخرين.
ادعموا عملنا!
يعتمد موقع الإنترنت بشكلٍ كامل على التبرعات. فصيانته وتحضير ٧٠٪ من موادنا المتبقية المُخطَّط وضعها على الموقع، والترجمات الإضافية - كل ذلك - مُكلف. بالرغم من أنَّه لدينا حاليًّا ٨٠ متطوِّعًا، ٢٣ أعضاء أساسيُّون في الفريق يحتاجون المقابل المادي لعملهم. ساعدونا في جمع مبلغ ۱٠٠٠٠٠ يورو (۱٥٠٠٠٠ دولار أمريكي) سنويًّا
للاستمرار في إمداد موقعنا بخدمات مجانيَّة.
الوصول إلى هدفنا (10%) |
بسم الله الرحمن الرحيم
الى كل شريف سياسي في العراق ان وجد ايصال الموضوع لرئيس الوزراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكتب لجنابكم الكريم ونحن نعلم ان من نكتب عليه صعب المواجهة ولم يتجرأ احد وان مسه ولو بكلمة واحدة حتى من قبل المسؤلين جميعا لانعلم لماذا يخشونه وهذا ماأربك المنتسبين وجعلهم خائفين منه ومن عصابته والجميع يعلم
اللواء عدي سمير حليم أمين . يدعي انه حساني يسكن البصرة سابقا الخضراء حاليا يعمل مدير مكتب الوكيل الاقدم ولديه منصب مدير عام في هيئة التفتيش .
_الموما اليه ترك العراق مغادرا الى ألمانيا بسبب فساده الأخلاقي فنقل من البصرة الى السماوة بسبب تزوير سنويات السيارات وبعدها أرتبط بعلاقة غير أخلاقية بزوجة مدير مرور السماوة العميد . وهذا العميد يسكن البصرة وإثناء تكليفه ( لعدي) بإيصال عائلته الى البصرة خان الأمانة وانشئ علاقة غير شريفة مع زوجته وبعد وصول الخبر الى العميد المذكور هرب (عدي) إلى ألمانيا حصل هذا عام 2000 وهو برتبة ملازم أول .
_بعد سقوط النظام عام 2004 عاد الى العراق وهو من المتضررين السياسيين وتم تزكيته من قبل عمه واحتسبت له فترة هروبه كمفصول سياسي من عام 2000 لغاية 2003 والسياسيين الأصليين مازالوا يراجعون .
_في عام 2005 منح رتبة نقيب وفي عام 2006 رتبة رائد وفي 2007 رتبة مقدم وفي عام 2008 عقيد وفي عام 2009 رتبة عميد وهذا يعني انه بأربع سنوات حصل على خمس رتب وفي عام 2010 أصبح مديرا عاما في هيئة التفتيش وهذه الهيئة مكونة من المدراء العاميين الفائضين وهم من كبار السن واصلا مدراء عاميين و2012 أصبح لواء ويفترض ان يخدم 6 سنوات ليرقى من عميد الى لواء وهو مستمر بمنصب مدير مكتب وطيا خط الخدمة الذي يؤيد ذلك.
_حصل الأستاذ عدي على (36) قدم وهذا ما لايصدق فكيف لرجل عمله إداري يحصل على هذا العدد من التكريم والموضوع بسيط جدا فلا تمر اي قائمة تكريم الا ويضع اسمه فيها والمنتسبين والضباط يموتون وهو يحصل على الامتيازات فأي ضمير لهذا الشخص والفريق فاروق مدير مكتب القائد العام يعلم بالموضوع ووبخه بأخر تكريم حيث درج اسمه مع القوة التي ألقت القبض على الإرهابيين الذين فجروا كنيسة سيدة النجاة وقال له ألا يوجد واجب إلا وأنت مشارك فيه .
_قام بمسح اغلب التكريمات والايفادات والإجازات التي حصل عليها خارج العراق من الأرشيف الالكتروني وقبلها مسح قيوده الجنائية المؤشرة في الأرشيف وفي مديرية الادلة الجنائية فالعشرات من السفرات كان يتمتع بها بصورة خاصة.
_لديه ثلاث سيارات مدرعة وموكبه يتكون من(6) سيارات مع الحماية يقطعون له الطريق كذلك نعلم ان الوكيل سيقول انها تابعة لموكبه لكننا نراها بأعيننا يوميا .
_المسؤول عن ترقية كبار الضباط من عقيد الى عميد والى رتبة لواء ولا تتم ترقيتهم الا مقابل مبالغ مالية طائلة مع العلم ان اغلب المقدمين والعقداء هم أقدم منه بسنين طويلة وباستطاعته ترفيع من يشاء حتى وان كان مشمولا بالمسائلة والعدالة وهناك العشرات من الضابط برتب كبيرة تم ترقيتهم طيلة الفترة الماضية.
_في عام 2009 تم القاء القبض على عدد من الضباط المتهمين بانهم من حزب العودة تم إطلاق سراحهم بتأثير من قبل الوزير جواد البولاني ورغم ذلك اوصى مكتب القائد العام بأبعادهم من الوزارة لكن (عدي) لم ينفذ الأمر وقام بمنحهم مناصب مهمة وحيوية في الوزارة خصوصا الوكالة الإدارية وطيا قائمة الاسماء.
_المنسق بين الاسدي واصيل طبرة حول منح الأخير رئاسة هيئة نادي الشرطة دون أن يضهر نفسه كذلك ترشيحه كمستشار رياضي لدولة رئيس الوزراء واستلم هدية اصيل طبرة وهي عبارة عن اثنين من الخيول العربية الأصيلة أثمانها مئات الآلاف من الدولارات وحاليا في مزرعته في الدورة والجادرية على الشط ودائم وهو دائم القول ان الشيعة افسدوا الداخلية وإنهم من المليشيات فيقوم بتوثيق اي مستمسك عليهم حتى يبقوا مطيعين له ويخافونه كيلا يطردهم ويقطع أرزاقهم لهذا تجد البعض منهم اصبحوا أبواق للدفاع عنه.
_والدته تدعى الرفيقة ام عدي وهي صديقة حميمة مع منال يونس وساجدة خير طلفاح وهي من اللواتي جلبن سفينة المساعدات ابن خلدون الى العراق واعتزازا منها بعائلة هدام اسمت ابنائها وبناتها بأسماء عائلته ومن ضمنهم ابنها عدي .
_اما أهم جزء في الموضوع فهو كيف استطاع ان يسيطر على وزارة الداخلية كل هذ حصل بفضل شقيقته ( ميلاد ) وهي إحدى منتسبات وزارة الداخلية ,مديرية الجنسية العامة بالاسم فقط فهي مفرغة في دار الوكيل الأقدم في الخضراء والبعض يقول انه تزوجها بالسر ( زواج متعة ) وبفضلها دمرت وزارة الداخلية وهناك أخبار موثقة ان إحدى المنظفات في الوكالة تم إرسالها معها لمساعدتها ولكونهم يخافون عليها لأنها جميلة ولا نريد الخوض بالعمق ؟؟ تعتبر هذه من المعلومات العامة والكل يعلم بها حتى كبار الضباط في مكتب المفتش العام وفي الشؤون الداخلية لكن الكل يخاف لانه وكما معروف لدى الجميع ان من يتكلم على الأستاذ عدي كانه تكلم على الأستاذ عدنان الاسدي فهو سيكون خصمه ولااعتقد ان هناك من يجازف بمصدر رزقه لانه يستطيع قطعه بسهولة بل ويستطيع ان يكيل التهم التي توصله للإعدام , اننا على علم ودراية انكم لاتخشون أحدا من هؤلاء الذين عاثوا بالوزارة فسادا ونتمنى على سيادتكم طلب الاستفسار من وزارة الداخلية عن كيفية حصول عدي على هذه الرتبة بهذا الوقت القياسي العالمي وسبب حصوله على هذا الكم من التكريمات وكيف حصل على قطعة الأرض في النجف الاشرف وفي بغداد في منطقة زيونة والخضراء وشقة شارع فلسطين وعقارات في الخارج خاصة مصر والدنمارك ونؤكد على مصر كون الموضوع مخيف هناك لاننا سمعنا ان لديه ارتباطات مع دول خارجية وأسباب ايفاداته المتكررة وحاليا هو في الصين مع الوكيل وتم شراء جهاز تجسس لمراقبة موبايلات المنتسبين من هناك وتم العمل عليه في الوقت الحاضر وهو محرض الاسدي على عدم توقيع كتاب اعادة المنتسبين المفصولين اثناء عمليات البصرة وترك التوقيع للواء عبد الكريم عبد الحسن وهو المسبب بمعاقبة دفاع مدني الرصافة بجعل دوامهم 24 ساعة مقابل 12 ساعة استراحة والقصد معاقبة المنتسبين على مواقفهم وهناك الكثير خلف الكواليس وباستطاعتكم التأكد من موضوع شقيقته ميلاد سمير حليم بالاستفسار عنها في مديرية الجنسية. ان من الواجب شرعيا وأخلاقيا هو فضح هؤلاء المفسدين وهناك معلومات الخاصة بمن يلتزمه وعلاقاته المشبوهة وتفاصيل أخرى ان من يطرد هذا المفسد سيكون له رصيد كبير في وزارة الداخلية لان بسببه كره المنتسبين حتى الحكومة لعدم اتخاذها إجراء بحقه وغضت النظر عنه طويلا وملخص الموضوع ان الأستاذ عدي هو وزير الداخلية الفعلي ويستطيع ايا كان ان يسأل ابسط المنتسبين وسيؤكد هذه المعلومة فكل تشكيلات وزارة الداخلية تحت تصرفه وكل موارد الوزارة ولديه شبكة من الفاسدين والإرهابيين داخل الوزارة يستخدمهم لتصفية الخصوم من خلال تثبيت المعلومات الكيدية وتهديدهم بها فيضطر المقابل اما الاستقالة او طلب التقاعد اذا كانت لديه خدمة كبيرة في المسلك لقد حرص المدعو عدي على الحصول على كل مايمكن الحصول عليه من امتيازات وهو من اصحاب الاموال وسيذكر التاريخ انه سيأتي يوم ويسافر ونحن نتمنى ان يشرح لنا كيفية ترقيته كل تسعة اشهر كذلك السيطرة التامة على التعيينات حيث يوهمون الناس ان الانترنيت هو من يفرز ويختار الأسماء حسب النقاط وهذا كذب كبير منذ ان ادخلوا التعيينات على الانترنيت وهم يعينون بالآلاف يضيفون إليهم أسماء قليلة لرفع الشك فقط والاختيار يكون عن طريق احد عصاباتهم ويدعى حسام الدليمي وهذا ارهابي 100% حيث اعتقل من قبل مكتب القائد العام عام 2009 وهؤلاء الضباط كفلهم البولاني وأخرجهم من السجن ومازالوا يمارسون إعمالهم من ضمنهم اللواء زهير عبادة ومجموعة من الضباط وتم طرده من قبل الوزير السابق باقر صولاغ عام 2007 واخفى كافة الأوليات التي تؤيد ذلك وهو وهابي من عائلة نشرت الفكر الوهابي في منطقة بلدروز ويسمونهم (بيت العلماء) ويدعي انه شيعي ولديه شقيق يعمل في الوكالة الإدارية أسوء منه فهو جاسوس على المنتسبين والضباط لايستطيع احد ان يكسر له كلمة كونه مسنود من شقيقه والأخير مسيطر على وزارة الداخلية كاملة إما مايدعوا الى السخرية هي انه كان من كتاب التقارير ومن الطراز الأول إثناء عمله امر لفوج طوارئ كركوك وقبل أيام اتلف احد القيود التي تؤكد ذلك إثناء عثوره عليه كونه مسؤول الأرشيف الورقي والالكتروني وهذا ماجعله يسيطر على وزارة الداخلية فبمجرد إضافة اي ورقة للأرشيف يستطيع إن يقلب كل الأمور فبهذا يفعل مايشاء بالمنتسبين .والان سيتم تكريم (عدي) من قبل الوكيل الاقدم وذلك بتنصيبه مديرا عاما لأدارة الافراد في الوزارة رغم كل ماجاء ونحن نتسائل اي انتم من كل تلك الخروقات وأخيرا نرجوا من سيادتكم طرده بتهمة الاستغلال الوظيفي وإحالته للمحاكم وشركائه ال26 المعتقلين سابقا في مكتب القائد العام المنتمين الى حزب العودة الصدامي من وزارة الداخلية لأنهم المسببين بالفساد والخروقات شاكرين اهتمامكم بالفقراء.والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى الـــه الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
علم الأحياء القديمة
علم المتحجرات أو الإحاثة أو الأحياء القديمة أو المستحاثات (باللاتينية: Paleontologia) في الجيولوجيا يدرس الحياة ما قبل التاريخ ويشمل تطور الكائنات وعلاقاتها بعضها البعض وعلاقتها بالبيئة التي تعيش فيه. وهو علم تأريخ يهتم بتفسير المسببات ويقل فيه إجراء التجارب ومشاهدة النتائج. وقد بدأ هذا العلم في القرن الخامس قبل الميلاد، وعاد واكتسب هتماما كبيرا في القرن الثامن عشر، حيث قام العالم جورج كوفير بنشر كتاب عن التشريح المقارن وتقدم هذا العلم كثيرا في القرن التاسع عشر.
ويمثل علم الأحياء القديمة همزة وصل بين علم الأحياء وعلم الجيولوجيا كما يشترك مع علم الحفريات. وهو يعتمد بالنسبة إلى وسائله المستخدمة علميا على الكيمياء العضوية والرياضيات والهندسة. ومع تطور هذا العلم وزيادة المعرفة، أصبحت له فروعا متخصصة. بعضها يركز عل أنواع معينة من الأحفوريات وأخرى تركز على عوامل البيئة وتغير المناخ عبر الزمن مثل علم المناخ القديم.
محتويات
الوسائل العلمية[عدل]
رسم الخطط الجيولوجية[عدل]
يبدأ التخطيط والمسح الجيولوجي لمناطق احتمال وجود أحفوريات فيه قبل القيام بالبحت عن الأحفوريات. والهدف من ذلك هو محاولة البحث عن أثار تستطيع تفسير ما هو معروف حتى الآن في الطبقات المجاورة، وتفسير عمليات الترسيب التي سادت في تلك المنطقة في الماضي.وعلى سبيل المثال : هل حدث الترسيب في قاع إحدي البحيرات أم في قاع أحد البحار ؟. ولا نحتاج لإجراء ذلك المسح الجيولوجي الأولي إذا كان عمر الطبقات معروف، وتتابع الطبقات الصخرية وأنواع الصخور معروفة.
القيام بالحفريات[عدل]
تبدأ عملية البحث عن الأحفوريات من طبقة تلو طبقة مبتدئة بالطبقة العليا، أي من الطبقة ذات العمر الجديد إلى الطبقة ذات العمر القديم. ويتبع التنقيب عن الأحفوريات تحديد طبيعة الطبقات ووصفها والقيام بترقيم الأفق الجيولوجية. وتصبح تلك الأرقام من توابع كل أحفورة وجدت فيها.
وفي حالة البحث عن أجزاء كائنات كبيرة، مثل الهياكل العظمية للديناصور، يقوم الخبراء بوصف مكان كل قطعة من العظام المتحجرة بدقة في الطبقة الأرضية بواسطة شبكات مربعة تنشر فوق منطقة الحفر. وذلك يهم من وجهة معرفة وضع الحيوان وقت موته، ومنها يستنتج العلماء استنتاجات عن طريقة موته وطريقة معيشته وربما معرفة الحيوانات والتباتات التي كانت تزامله أو تنافسه في بيئة عصره. كذلك يستنتجون عمليات الترسيب الأرضي وحركة المواد التي حدثت في الماضي، مثل وجود ماء آنذاك وجريان الماء أو حدوث جفاف.
ويهتم الإحيائيون بفرز عظام كل حيوان على حدة وعلاقة كل منهم ببعضه، أي حدث صراع بين إثنين نجم عنه افتراس أحدهم للآخر. وقد اكتشف العلماء في إحدى جداول المياه القديمة أثار لأقدام ديناصور كبير آكل للنبات ويجري بجواره ديناصور مفترس من آكلي اللحوم. ومن خلال تلك الآثار في الأرض المتحجرة استطاع العلماء تفسيرها بأن الديناصور المفترس قضى على الديناصور آكل النبات رغم تفوقه في الحجم. عند نقطة معينة في المسارين يختفي فجأة مسار الديناصور المهاجم الوحشي مما يشير إلى أن الديناصور الوحشي قفز على الديناصور آكل النبات وصار يعضه بأسنانه الحادة حتى أعياه الجري وفقدان الدم، واستنتجوا أن الديناصور المفترس قد افترس الديناصور آكل الأعشاب بعد ذلك وتغذى على لحمه (أنظر أكروكونثوصور).
وفي حالة البحث عن أحفوريات مجهرية تجمع بعض عينات الأحجار الموجودة في كل أفق، وتحفظ لإعدادها ودراستها في المعمل.
الإعداد والتجهيز[عدل]
تجري في موقع الحفريات عمليات حفظ العينات وقد تلصق أجزاء الأحفورة بوساطة المواد الكيماوية من أجل اتمام تجهيزها واعدادها للدراسة بعد ذلك. وقد تحفظ الأجزاء العظمية بواسطة التغليف في الجبس. وإذا وجدت أحفورة مجزأة على لوحات عديدة، فغالبا تلصق الحروف المكسورة مع بعضها.
ويتبع ذلك الحفظ والتجهيز للأحفوريات في المعمل بالمشرط والإبر مع الاستعانة بالعدسات المضخمة أو بالمجهر المجسم. كما تستخدم الأشعة السينية لتحديد أجزاء الأحفورة التي ما زالت مختفية في قلب العينات. بذلك نضمن عدم الإخلال بصفات الأحفورة من خلال عملية التجهيز.
إعادة التكوين[عدل]
يمكن عن طريق رسومات الأحفوريات والأستعانة ببعض العينات المعروفة أو الشبيهة معرفة الشكل الأصلي لهيكل جسم الحيوان أو لأعضاء النباتات. ويتبع ذلك عادة دراسة طريقة معيشة تلك الكائنات المنقرضة. عنئذ نحاول وصف حياة تلك الكائنات وطريقة حركتها وتعاملها مع بعضها من خلال دراسة الأحفوريات المختلفة.
اقرأ أيضا[عدل]
|في كومنز صور وملفات عن: علم الأحياء القديمة|
- ديناصور
- ثيروبودا
- هيريراصور
- تيرانوصور
- دراسة الطبقات الصخرية
- حرب الأحافير
- أحفورة
- مؤشر أحفوري
- قائمة الديناصورات
- مبدأ تعاقب الحياة
مراجع[عدل] |
أزمة الكونغو
|هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي وإضافة وصلات. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة.(يونيو 2013)|
أزمة الكونغو: هي أزمة وقعت من 1960 إلى 1966 وقعت بين (جيش الحركة الوطنية الكونغولية وقوات الثورة الكوبية وقوات اليونيفيل التابعة للكونغو) ضد (القوات البلجيكية والقوات الأمريكية وجيش يوبولدفيل ومجموعات كاسيا الجنوبية ومجموعات كاتانغا) إبتدأت على شكل اضطرابات لكن عندما قمع جيش يوبولدفيل الناس وأعلن حالة الطوائ قامت قوات الحركة الوطنية وقوات الثورة الكوبية بمهاجمة جيش يوبولدفيل والقوات البلجيكية, طبعا تشي جيفارا كان على رأس قوات الثورة الكوبية التي كان لها دور قوي في هاذه الازمة التي انتهت باستقلال الكونغو ولكن خرج جيفارا مع قواته لان الكونغوليين قاموا بمطاردته لاعتقادهم أنه سيحكمهم. |
وحدة حساب ومنطق
وحدة الحسابيات والمنطق ALU هي اختصار لعبارة Arithmetic and Logic Unit وهي دارة رقمية موجودة داخل وحدة المعالجة المركزية مسؤولة عن اجراء كافة العمليات الحسابياتية (كالجمع والطرح والقسمة الضرب) علما ان الوحدة فقط تستخدم عملية واحدة وهي الجمع اما العمليات الأخرى مثل الطرح هي عملية جمع المكافئ والضرب هي جمع لعدة مرات والقسمة هي والعمليات المنطقية (مثل OR,AND,XOR) في الحواسب، كما تقوم بعمليات المقارنة لمعرفة نتيجة المقارنات المنطقية وهي : (أكبر من وأصغر من ويساوي ولا يساوي) ومشتقات هذه المقارنات، وكذلك فهي توفر إمكانية تخزين المعلومات بشكل مؤقت بالإضافة إلى إمكانية معالجة المعلومات. فهي تعطي خرجها بالاعتماد على قرار متخذ بداخلها. وبما أن كافة عمليات المعالجة تنحصر في نوعين من العمليات فإما أن تكون حسابياتية أو ان تكون منطقية فإن هذه الوحدة قادرة على معالجة أي مسألة يطلب منها معالجتها، ويمكن القول ان هذه الوحدة هي التي تقوم فعليا بتنفيذ التعليمات.
وفي الشكل المقابل فان A و B هما المعاملان، R هو الخرج، F هو الدخل من وحدة التحكم، D هي حالة الخرج.
مما يتألف المعالج؟ يتألف المعالج عادة من وحدتين هما:
-وحدة التنفيذ Execution Unit ومهمتها تنفيذ التعليمات.
-وحدة ملائمة الممر Bus Interface Unit لنقل البيانات.
وتعتبر وحدة الحساب والمنطق كوحدة تنفيذ Execution Unit. فهي تتلقى الأوامر من وحدة التحكم Control Unit لتنفيذ التعليمة المخزنة في مسجل التعليمة Instruction Register فتقوم بتنفيذها ثم تعطي النتيجة التي تخزن عادة في الذاكرة الرئيسية RAM وتستعين هي الأخرى بالمسجلات لإتمام عملها.
محتويات
أقسامها[عدل]
تنقسم وحدة الحساب والمنطق إلى ثلاث وحدات:
-وحدة الفاصلة العائمة[عدل]
من الصعوبة على المعالج أن يقوم بحساب أعداد الفاصلة العائمة (وهي الأعداد التي بها فاصلة عشرية ومن أمثلتها (2.5565 و 8856.36532 و 0.220003) لأنه في هذه الحالة سوف يستهلك الكثير من قوة المعالجة في حساب عملية واحدة. ووحدة الفاصلة العائمة متخصصة في العمليات الحسابياتية الخاصة بالفاصلة العائمة. وتلعب هذه الوحدة دورا رئيسيا في سرعة تشغي البرامج التي تعتمد بشكل كبير على الأعداد العشرية وهي في الغالب الألعاب الثلاثية الأبعاد وبرامج الرسم الهندسي. تساعد قوة وحدة الفاصلة العائمة الكبيرة في تسريع الألعاب الثلاثية الأبعاد، مع أن دور المعالج قد قل من هذه الناحية بفضل دخول البطاقات الرسومية المسرعة AGP بقوتها العالية مما قلل من الاعتماد على المعالج المركزي في هذا المجال. توجد وحدة الفاصلة العائمة في المعالجات 486 فما أحدث داخل المعالج، وقد كانت توضع في المعالجات386 وما قبله خارج المعالج مما يجعل عملها أبطأ.
-وحدة الأعداد الصحيحة[عدل]
و تختص هذه الوحدة بالقيام بحسابات الأعداد الصحيحة، وتستعمل الأرقام الصحيحة في التطبيقات ثنائية الأبعاد كالوورد Word وإكسل Excel وبرامج الرسم الثنائية الأبعاد. وتعتبر وحدة الأعداد الصحيحة مهمة لأن معظم البرامج التي نستخدمها تعتمد على هذه الوحدة. IUOPYD QWSZ ZSAW HGFLI
المسجلات هي عبارة ذاكرة سريعة تستخدم لكي يخزن فيها المعالج الأرقام التي يريد أن يجري عليها حساباته، فوحدة الحساب والمنطق لا يمكنها تنفيذ أي عملية حسابياتية إلا بعد أن تجلب الأرقام المراد إجراء العمليات عليها إلى المسجلات. حيث أن حجم المسجلات مهم لأنه يحدد حجم البيانات التي يستطيع الحاسب إجراء الحسابات عليها.
*ماذا نعني بقولنا عند تسمية المعالج بمعالج ذو 32bits أو 64bits؟
الأساس في ذلك هو وحدة الحسابيات والمنطق ALU ومسجلاتها وبالتحديد طول "بتات" الأعداد الصحيحة التي من الممكن التعامل معها داخل المعالج. ففي معالج 32bits مثلا ستكون وحدة الحساب والمنطق قادرة على إجراء العمليات الحسابياتية والمنطقية على أعداد بطول 32bits، وبما أن وحدة الحساب والمنطق تعمل بشكل عام مع المسجلات فمن الطبيعي أن تكون المسجلات بنفس الحجم.
بناء وحدة حسابيات ومنطق[عدل]
بناء الوحدات العملياتية المستخدمة في تمثيل ممر المعطيات:
يمكن ان تستخدم وحدات عملياتية منفصلة تؤدي كل منها عملية محددة لتشكيل ممر المعطيات مثل استخدام الجوامع بأنواعها والضوارب وباقي العمليات الرياضية. العمليات التي تجريها وحدة الحساب والمنطق تتعلق بالبنية الداخلية لهذه الوحدة وبشكل عام هناك نوعان أساسيان لبناء الوحدات العملياتية:
1.البنية من نوع CISC[عدل]
بالإنجليزية (Complex Instruction Set computer) في هذا النوع تحتوي وحدة الحساب والمنطق على أجزاء بنيوية تقوم بإنجاز التعليمات الحسابياتية المعقدة وتنعكس هذه التعليمات الحسابياتية المعقدة برمجيا على شكل تعليمة في لغة الآلة الخاصة بهذا المعالج، وهذه التعليمات تثقل العبئ على المعالج. وهذا النوع من المعالجات ينفذ تعليمة واحدة مع كل نبضة من المؤقت معالجات انتل غالبا تستخدم هذا النوع من المعالجات لانخفاض تكاليفها بالمقارنة مع () لذلك أصبح شائعا استخدامها تجاريا بالرغم من تعقيد كتابة براممجها
بالإنجليزية (Reduced Instruction Set Computer) وفي هذا النوع تحتوي وحدة الحساب والمنطق على التعليمات الحسابياتية والمنطقية الأساسية (Add, Sub, Not, Or, And). ولا تحتوي هذه الوحدة على بنية hardware لانجاز التعليمات الحسابياتية المعقدة (كالضرب أو التقسيم أو الرفع إلى قوة) وإنما يتم انجاز هذه العمليات المعقدة باستخدام مجموعة من التعليمات الأساسية، مثلا... تحول عملية الضرب إلى جمع متكرر. البنية من نوع RISC تعتبر أسهل في التصميم وتعطي مجموعة أبسط من التعليمات ويمكن تعقيد هذا النوع من الوحدات في تمثيل التعليمات المعقدة إما بشكل بنيوي وذلك بتطوير وحدة التحكم وإضافة مسجلات على بنية المعالج، أو ان يتم ذلك بشكل برمجي باستخدام خوارزميات متطورة. ميزة هذه المعالجات تنفيذ اكثرمن تعليمة مع كل نبضة لكن كلفتها عالية مما أدى إلى استخدامها فقط في المجالات عالية المستوى والتقنيات العلمية العالية وممن المميزات أيضا سهولة التحميل للذاكرة والوصول للبيات في الذاكرة ولكن هذا على حساب الكلفة العالية
يتم انجاز كافة العمليات داخل ALU ثم يتم اختيار عملية معينة...
مثلا تحتوي هذه الخلية في الشكل السابق على عمليتين منطقيتين وعملية جمع/طرح ومدخل less. يطبق الدخل الرئيسي لهذه الوحدة على مداخل كافة العمليات الداخلية وتختارالعملية المطلوبة عبر الناخب. يتحكم بالناخب الأول المدخل Binvert الذي يكون عمله كالتالي :
Binvert=0 ← فالعملية جمع
Binvert=1 ← فالعملية طرح
أما بالنسبة للناخب الآخر:
Operation=00 ← فالعملية AND
Operation=01 ← فالعملية OR
Operation=10 ← فالعملية إما جمع أو طرح
Operation=11 ← فالعملية " Less"
فإذا أردنا تنفيذ عملية ما فيتم إعطاء رقم العملية عن طريق المداخل Operation و Binvert من وحدة التحكم"كما ذُكر سابقا" فتفهم وحدة الحساب والمنطق العملية المطلوبة منها.
والمخرج Set هو عبارة عن خط يعطي نتيجة الجامع الكامل مهما كانت حالة العملية Operation، أما المخرج "العلم" OverFlow فيتحسس في حال حدوث طفحان.
كما يمكن وضع عدد أكبر من العمليات وبذلك يزيد عدد مداخل النواخب وعدد خانات Operation.
وصل مجموعة من ALU[عدل]
في الشكل السابق لدينا دارة وحدة حسابيات ومنطق على 32bits، حيث يتم أخد الحمل Carry Out في كل مرة وإدخاله إلى المدخل Carry In للدارة التالية لها مباشرة.. وبالتالي نكون قد حصلنا على دارة تقوم بتنفيذ مجموعة من العمليات على عددين مؤلفين من 32bits باستخدام ALU.
إن العملية "Set On Less" هي عملية مقارنة، وعملها كالتالي :
A<B فالناتج ← 1…0000
A≥B فالناتج ← 0…0000
وبمعني آخر فهي تنفذ A-B. فإذا كانت نتيجة الطرح سالبة يوضع واحد "1" في الخانة Result0 من الناتج وباقي الخانات أصفار. أما إذا كانت نتيجة الطرح موجبة فيوضع صفر "0" في كل خانات الناتج. ولتحقيق ذلك، ففي دارة ALU31 "الأخيرة" أخذنا خط Set إلى المدخل Less في دارة ALU0 "الأولى" ويمكن ان تكون صفر أو واحد وذلك حسب حالة الجامع الكامل.
كذلك يمكن وصل جميع المخارج Results إلى البوابة NOR بحيث يتحسس علم الصفر Zero Flag عندما تكون قيم جميع المخارج هي صفر منطقي.
وكذلك الحال يمكن معرفة حالة باقي الأعلام بتصميم الدارة الخاصة بكل علم.
انظر أيضًا[عدل]
- جامع بمنقول متوقع
- طارح
- طارح تسلسلي
- دارة الجامع-الطارح
- ضارب
- ضارب تسلسلي
- متمم ثنائي
- عداد صاعد هابط
- مسجل الإزاحة
المراجع[عدل]
- المحاضرات الجامعية لمادة بنية الحاسب1 كلية الهندسة الكهربائية جامعة حلب |
لك مطلق الحرية في أن تنسخ أو توزع أو تعدل أو تعرض أو تُضمّن البيانات في منتجات أخرى لأغراض تجارية أو غير تجارية دون أن تتحمل أية تكلفة على أن يكون ذلك وفق قيود معينة نوجزها فيما يلي.
يجب أن تنسب البيانات التي تستخدمها إلى مصدرها بالأسلوب المشار إليه في بيانات التعريف المحتواة داخل البيانات.
يجب عليك عدم الزعم أو الإعراب ضمناً عن أن البنك الدولي يصادق على استخدامك للبيانات أو على استخدام شعار (شعارات) البنك الدولي أو علامته (علاماته) التجارية المقترنة بذلك الاستخدام.
قد تملك أطراف أخرى حقوق ملكية في بعض المواد التي يحويها موقع البنك الدولي على الإنترنت.
على سبيل المثال، نحتفظ لدينا بقائمة ببعض البيانات بعينها داخل مجموعات البيانات والتي لا يمكنكم إعادة توزيعها أو إعادة استخدامها دون الرجوع أولاً لمقدم (مقدمي) المحتوى الأصلي (الأصليين)، كما نحتفظ لدينا بالمعلومات المتعلقة بكيفية الاتصال بمقدم (مقدمي) المحتوى الأصلي (الأصليين).
يرجى مراجعة القائمة المقدمة هنا قبل تضمين أية بيانات في منتجات أخرى: شروط الاستخدام: قيود استخدام البيانات
لا يقدم البنك الدولي أية ضمانات فيما يتعلق بالبيانات وتعتبر هذه موافقة منك على أن البنك الدولي ليس مسؤولا قانوناً تجاهك فيما يتعلق باستخدامك للبيانات.
لا يمثل هذا سوى موجز لشروط استخدام مجموعات البيانات المدرجة في دليل بيانات البنك الدولي. يرجى قراءة الاتفاقية الفعلية التي تتحكم في استخدامك لمجموعات البيانات، والمتاحة ها هنا: شروط الاستخدام الخاصة بمجموعات البيانات. انظر أيضاً أحكام وشروط استخدام الموقع الإلكتروني للبنك الدولي. |
Subsets and Splits