audio
audioduration (s) 0.42
373
| transcription
stringlengths 5
4.69k
|
---|---|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
|
اَللّـهُمَّ اِنّى تَعَمَّدْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتى وَاَنْزَلْتُ اِلَيْكَ الْيَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى وَمَسْكَنَتى فَاَنَا لِمَغْفِرَتِكَ اَرْجى مِنّى لِعَمَلى وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي فَتَولَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَة لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيسيرِ وَتَيَسَر ذلِكَ عَلَيْكَ وَلِفَقْري اِلَيْكَ فَاِنّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنَك وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي سُوءاً قَطُّ اَحَدٌ سِواكَ وَلَسْتُ وَلَيْسَ اَرْجُولاخِرَتي وَدُنْيايَ وَلا لِيَوْمِ فَقْرى يَوْمَ يُفْرِدُني النّاسُ في حُفْرَتي وَاُفْضي اِلَيْكَ بِذَنْبي سِواكَ |
|
لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ وَسُبْحانَ اللهِ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً ثمّ يقولُ يا سابِغَ النِّعَمِ يا دافِعَ النِّقَمِ يا بارِئَ النَّسَمِ يا عَلِيَّ الْهِمَمِ يا مُغْشِىَ الظُّلَمِ يا ذَا الْجُودِ والْكَرَمِ يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالاَلَمِ يا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ يا عالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ غَناءٌ اِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ سُبْحانَكَ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا بَديعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ |
|
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الُمُرْسَلينَ وَخاتَمِ النَّبِيّينَ وَحُجَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ الْمُنْتَجَبِ في الْميثاقِ الْمُصْطَفى فيِ الظِّلالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَة الْبَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْب الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ الْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ الْمُفَوَّضِ اِلَيْهِ دينُ اللهِ، اَللّـهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ وَأَفْلِحْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَاَضِئْ نُورَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالَّدرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْاَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ وَصَلِّ عَلى اَميْرِ الْمُؤْمِنينَ َوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَقائِدِ الْغُرِّ الُمحَجَّلينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد واَهْلِ بَيْتِهِ الْاَئِمَّةِ الْهادينَ الْعُلَماء الصّادِقينَ الْاَبْرارِ المُتَّقينَ دَعائِمِ دينك وَاَرْكانِ تَوْحيدِكَ وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفائِكَ فى اَرْضِكَ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ وَاَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ وَرَفَعْتَهُمْ فى مَلَكُوتِكَ وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِمْ صلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً لا يُحيطُ بِها إلاّ اَنْتَ وَلا يَسَعُها إلاّ عِلْمُكَ وَلا يُحْصيها اَحَدٌ غَيْرُكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الْمُحْيي سُنَّتَكَ الْقائِمِ بِاَمْرِكَ الدّاعى اِلَيْكَ الدَّليلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَليفَتِكَ في اَرْضِكَ وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، اَللّـهُمَّ اَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فى عُمْرِهِ وَزَيِّنِ الْاَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ، اَللّـهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ وَازْجُرْ عَنْهُ اِرادَةَ الظّالِمينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ اَيْدِي الْجَبّارِينَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَميعِ اَهْلِ الدُّنْيا ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَبَلِّغْهِ اَفْضَلَ ما اَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ اَللّـهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا اْمَتَحى مِنْ دينِكَ اَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ وَاَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً خالِصاً مُخْلَصاً لا شَكَّ فيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ وَلا باطِلَ عِنْدَهُ وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ، اَللّـهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةِ وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَة وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَة وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبّار وَاَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نار وَاَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلِّ جائِر واجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم وَاَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلْطان، اَللّـهُمَّ اَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ وَاَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهْ وَاسْتَأصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ وَاسْتَهانَ بِاَمْرِهِ وَسَعى في اِطْفاءِ نُورِهِ وَاَرادَ اِخْمادَ ذِكْرِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد الْمُصْطَفى وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالْحَسَنِ الرِّضا وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفَّى وَجَميعِ الْاَوْصِياءِ مَصابيحِ الدُّجى وَاَعْلامِ الْهُدى وَمَنارِ التُّقى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَالْحَبْلِ الْمَتينِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ في اَعْمارِهِمْ وَزِدْ في آجالِهِمْ وَبَلِّغْهُمْ اَقْصى آمالِهِمْ ديناً وَدُنْيا وَآخِرَةً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ |
|
اَللّـهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ النّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النّاظِرَةِ بِاِذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الْجَحْجاحِ الْمُجاهِدِ الْعائِذِ بِكَ الْعابِدِ عِنْدَكَ، وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأتَ وَاَنْشَأتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسوُلَكَ وَآباءِهِ اَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دينِكَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جَوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِاَمانِكَ الْوَثيقِ الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَاَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَاَرْدِفْهُ بِملائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهِ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَاَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً، اَللّـهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْاَرْضَ، وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرَ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مِنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعَمَدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُميتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبّارينَ، وَأَبْرِ بِهِ الْكافِرينَ وَجميعَ الْمُلْحِدينَ في مَشارِقِ الْاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تَبْقِىَ لَهُمْ آثاراً، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَاَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ وَاَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ، فَاِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذيِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأتَهُ مِنَ الْعُيوُبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ اَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا اَتى حوُباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَاَنَّهُ الْهاديِ الْمُهْتَديِ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَاَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها قَريبِها وَبَعيدِها وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم، وَتَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِل، اَللّـهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطَى الَّتى يَرْجِعُ اِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التّالي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوّامينَ بِاَمْرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اَللّـهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَة وَرِياء وَسُمْعَة، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلّا وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَاَعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَاِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثيرٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْاَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَاَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اَسْنَدْتَ اِلَيْهِمْ مِنْ اَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً وَعَلى دينِكَ اَنْصاراً، فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَاَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ اَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ اَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ اَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ |
|
يُحْكىَ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ شَابٌّ زَاهِدٌ مُتَعَبِّدٌ يَرْتَدِي ثِيَابَ اۘلزَّاهِدِينَ ، مِنْ ثَوْبٍ أَبْيَضَ وَعِمَامَةٍ خَضْرَاءَ وَغَيْرِهَا ، وَكَانَ هَذَا اۘلشَّابُّ هُوَ اۘلَّذِي يُعَيِّلُ أُمَّهُ وَإِخْوَانَهُ بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ ، وَفيِ ذَاتِ يَوْمٍ ضَاقَتْ فيِ وَجْهِهِ سُبُلُ اۘلْعَيْشِ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، أَوْ أَيَّ شَيْءٍ يَرْتَزِقُ مِنْهُ ، وَكَانَ يَتَمَشَّى فيِ أَحَدِ اۘلأَيَّامِ فيِ سُوقِ اۘلْبَلْدَةِ وَاۘلْحُزْنُ يُخَيِّمُ عَلَيْهِ وَعَلاَمَاتُ اۘلْيَأْسِ وَاۘلْقُنُوطِ تَرْتَسِمُ عَلىَ وَجْهِهِ ، فَرَآهُ شَخْصٌ مِنْ مَعَارِفِهِ ، وَسَأَلَهُ مَا اۘلَّذِي بِكَ يَا فُلاَنُ ؟ أَرَاكَ عَلىَ غَيْرِ وَضْعِكَ اۘلطَّبِيعِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِ وَعَنِ اۘلْوَضْعِ اۘلْمَادِّيِّ اۘلصَّعْبِ اۘلَّذِي يَعِيشُهُ |
|
فَقَالَ لَهُ إِعْمَلْ ياَ أَخِي فيِ صَنْعَةِ أَبِيكَ وَتَوَكَّلْ عَلىَ اۘللهِ |
|
وَلَمَّا كَانَ اۘلشَّابُّ لاَ يَعْرِفُ مَا هِيَ صَنْعَةُ أَبِيهِ ِلأَنَّ وَالِدَهُ مَاتَ وَهُمْ صِغَارٌ تَوَجَّهَ إِلىَ أُمِّهِ وَسَأَلَهَا قَائِلاً مَاذَا كَانَ أَبِي يَعْمَلُ يَا أُمِّي ، وَمَا هِيَ صَنْعَتُهُ ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ اۘلأُمِّ وَأَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ اۘلْوُجُومِ وَقَالَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عَدَمِ اۘلْمُبَـالاَةِ كَانَ أَبُوكَ يَعْمَلُ فيِ اۘلتِّجَارَةِ يَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَرْبَحُ وَيَرْتَزِقُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيْرَ أَنَّ اۘلشَّابَّ لَمْ يَقْتَنِعْ بِهَذَا اۘلْكَلاَمِ فَقَالَ ِلأُمِّهِ وَاۘللهِ إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي عَنْ صَنْعَةِ أَبِي َلأَتْرُكَنَّ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَلَنْ أَعُودَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى |
|
وَلَمَّا رَأَتِ اۘلأُمُّ اۘلإِصْرَارَ فيِ نَبَرَاتِ اۘبْنِهَا وَفيِ نَظَرَاتِ عَيْنَيْهِ ، وَأَيْقَنَتْ أَنَّهُ يَعْنيِ مَا يَقوُلُ تَنَهَّدَتْ وَهِيَ تَقُولُ وَمَاذَا كَانَ يَصْنَعُ أَبوُكَ يَا اۘبْنِي ؟! كَانَ لِصّاً يَحْمِلُ عَتَلَةً ونَبُّوتَاً وَهَذِهِ هِيَ أَدَوَاتُ صَنْعَتِهِ ، فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ اۘلنَّاسِ خُلْسَـةً فِي اۘلَّليْلِ بِاۘلْعَتَلَةِ ، وَيَضْرِبُ بِاۘلنَّبُّوتِ مَنْ يَجِيءُ فيِ وَجْهِهِ مِنَ اۘلنَّاسِ ، لَقَدْ قَضَى أَبُوكَ أَكْثَرَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ هَائِماً عَلىَ وَجْهِهِ فيِ اۘلْجِبَالِ مُطَارِداً مِنَ اۘلنَّاسِ وَمِنَ اۘلْحُكُومَةِ ، وَقَضَى بَقِيَّةَ أَيَّامِهِ فيِ اۘلسُّجُونِ ، وَكُنْتُ لاَ أَرَاهُ فيِ اۘلسَّنَةِ إِلاَّ ِلأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ ، وَصَدِّقْنِي إِنِّي كُنْتُ أَتَمَنَّى لَهُ اۘلْمَوْتَ حَتىَّ يُرِيحَنِي وَيُرِيحَ نَفْسَـهُ |
|
وَسَكَتَتِ اۘلأُمُّ بَعْدَ أَنْ أَفْرَغَتْ مَا لَدَيْهَا مِنْ كَلاَمٍ طَالَمَا كَتَمَتْهُ وَلَمْ تُصَرِّحْ بِهِ ، وَلَكِنَّ دَمَعَاتٍ خَفِيفَةً كَانَتْ تَتَدَحْرَجُ مِنْ مُقْلَتَيْهَا |
|
أَمَّا اۘلشَّابُّ فَذَهَبَ إِلىَ اۘلسُّوقِ وَاۘشْتَرَى عَتَلَةً وَنَبُّوتاً ، وَقَرَّرَ أَنْ يَشْتَغِلَ فيِ صَنْعَةِ أَبِيـهِ ، وَبَعْدَ مُنْتَصَفِ اۘللَّيْلِ سَارَ لِوَحْدِهِ يَحْمِلُ أَدَوَاتِهِ اۘلْمَذْكوُرَةَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى قَرْيَةٍ مُجَاوِرَةٍ ، وَكَانَ اۘلظَّلاَمُ حَالِكاً وَاۘلَّليْلَةُ غَيْرَ مُقْمِرَةٍ مِمَّا يُسَهِّلُ مِثْلَ هَذِهِ اۘلأَعْمَالِ ، وَتَوَجَّهَ إِلىَ أَوَّلِ بَيْتٍ صَادَفَهُ فيِ طَرَفِ اۘلْبَلْدَةِ ، وَبِاۘلْعَتَلَةِ اۘلْحَدِيدِيَّةِ فَتَحَ اۘلْبَابَ اۘلْخَشَبِيَّ بِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ دُونَ أَنْ يُحْدِثَ صَوْتاً أَوْ ضَجَّةً ، وَنَظَرَ دَاخِلَ اۘلْغُرْفَةِ وَإِذَا بِرَجُلٍ وَاۘمْرَأَةٍ يَنَامَانِ عَلىَ سَرِيرِهِمَا ، فَأَغْلَقَ اۘلْبَابَ وَقَالَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ أَعْمَالِ اۘلشَّيْطَانِ ، وَأَخَذَ يَلوُمُ نَفْسَهُ وَيَقُولُ مَنْ أَعْطَانِي اۘلْحَقَّ فيِ فَتْحِ بُيُوتِ اۘلنَّاسِ وَكَشْفِ أَسْرَارِهِمْ وَعَوْرَاتِهِمْ ، ثُمَّ تَرَكَ اۘلْبَيْتَ وَذَهَبَ لِلْبَيْتِ اۘلْمُجَاوِرِ ، وَبِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ فَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِاۘلْبَيْتِ اۘلأَوَّلِ ، وَإِذَا بِفَتَاةٍ وَحِيدَةٍ تَنَامُ عَلَى سَرِيرِهَا ، فَتَعَوَّذَ بِاللهِ مِنَ اۘلشَّيْطَانِ مَرَّةً أُخْرَى وَأَغْلَقَ اۘلبَابَ ، وَقَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ هَذِهِ اۘلأَعْمَالَ اۘلَّتِي أَقُومُ بِهِ هِيَ أَعْمَالٌ لاَ يَرْضَاهَا اۘللهُ ، فَتَرَكَ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَسَارَ إِلىَ اۘلْبَيْتِ اۘلَّذِي يُجَاوِرُهُ ، وَفَتَحَ بَابَهُ بِعَتَلَتِهِ كَمَا فَتَحَ سَابِقَيْهِ وَنَظَرَ دَاخِلَهُ وَإِذَا بِهِ يَرَى بِضْعَةَ جِرَارٍ ، فَقَالَ اَلآنَ أَصْبَحَ اۘلْوَضْعُ أَحْسَنَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فيِ اۘلأَوَّلِ ، ثُمَّ دَخَلَ وَفَتَحَ جَرَّةً مِنْ هَذِهِ اۘلْجِرَارِ وَإِذَا بِهَا مَلِيئَةٌ بِاۘلْقِطَعِ اۘلذَّهَبِيَّةِ وَاۘلنَّقْدِيَّةِ ، وَفَتَحَ بَقِيَّةَ اۘلْجِرَارِ ، وَنَظَرَ دَاخِلَهَا وَإِذاَ بِهَا مِثْـلَ اۘلْجَرَّةِ اۘلأُولَى ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ هَذَا اۘلْمَالَ لَهُ أَصْحَابٌ اِدَّخَرُوهُ وَوَفَّرُوهُ وَتَعِبُوا مِنْ أَجْلِهِ ، فَمَنْ أَعْطَانِي اۘلْحَقَّ فيِ سِرْقَتِهِ ، وَاۘللهِ لَنْ أَسْرِقَهُ وَلَكِنَّنِي سَآخُذُ مِنْهُ اۘلزَّكَاةَ ، سَأَقْسِمُهُ وَآخُذُ مِنْهُ اۘلْعُشْرَ ، فَأَشْعَلَ سِرَاجاً كَانَ هُنَاكَ وَأَفْرَغَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ اۘلْجِرَارِ ، وَبَدَأَ يَعُدُّ وَيُخْرِجُ تِسْعَةَ قِطَعٍ وَيَضَعُهَا فيِ نَاحِيَةٍ ، وَيَضَعُ قِطْعَةً وَاحِدَةً فيِ نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، وَهَكَذَا وَهُوَ عَلىَ هَذِهِ اۘلْحَالَةِ يَعُدُّ تِسْعَةً هُنَا وَوَاحِدَةً هُنَاكَ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ اۘلْبَلْدَةِ لِصَلاَةِ اۘلْفَجْرِ ، فَتَرَكَ اۘلْعَدَّ وَفَرَشَ عَبَاءَتَهُ وَأَخَذَ يُصَلِّي اۘلْفَجْرَ ، وَمَرَّ اۘلنَّاسُ إِلَى اۘلْمَسْجِدِ فَرَأَوْا اَلْبَيْتَ مَفْتُوحاً وَاۘلسِّرَاجَ مُضِيئاً فَتَنَافَرُوا وَأَتَوْا بِهَرَاوَاتِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ ، وَتَحَلَّقُوا حَوْلَ اۘلرَّجُلِ ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَأَوْهُ يُصَلِّي تَرَكوُهُ حَتَّى يُكْمِلَ صَلاَتَهُ ، وَبَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنَ اۘلصَّلاَةِ أَحَاطُوا بِهِ وَقَالُوا لَهُ مَا اۘلَّذِي تَعْمَلُهُ هُنَا ؟ وَكَيْفَ تَفْتَحُ بُيُوتَ اۘلنَّاسِ وَتَأْخُذُ أَمْوَالَهُمْ ؟ وَمَا اۘلَّذِي تَعْمَلُهُ فيِ هَذَا اۘلْمَالِ حَتَّى جَعَلْتَهُ كَوْمَيْنِ فَقَالَ لَهُمْ أُتْرُكُونِي وَسَأُخْبِرُكُمْ بِاۘلْحَقِيقَةِ ، ثُمَّ سَرَدَ عَلَيْهُمْ قِصَّتَهُ بِكَامِلِهَا ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ وَكَانَ أَكْثَرَ اۘلنَّاسِ لَغَطاً أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلأَوَّلُ اۘلَّذِي فَتَحْتَهُ وَرَأَيْتَ بِهِ اۘلرَّجُلَ وَاۘلْمَرْأَةَ وَسَتَرْتَهُمْ وَأَغْلَقْتَ عَلَيْهِمِ اۘلْبَابَ ، فَهَذَا بَيْتِي وَاۘلرَّجُلُ اۘلَّذِي رَأَيْتَهُ هُوَ أَنَا وَاۘلْمَرْأَةُ زَوْجَتيِ، أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلثَّانِي اۘلَّذِي فَتَحْتَهُ وَرَأَيْتَ بِهِ اۘلْفَتَاةَ وَسَتَرْتَهَا وَأَغْلَقْتَ عَلَيْهَا اۘلْبَابَ فَهَذَا بَيْتِي أَيْضاً وَاۘلْفَتَاةُ هِيَ اۘبْنَتِي اۘلْوَحِيدَةُ ، أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلثَّالِثُ اۘلَّذِي بِهِ اۘلْمَالُ وَهُوَ هَذَا اۘلْبَيْتُ ، وَاۘلَّذِي لَمْ تَرْضَ أَنْ تَسْرِقَ مِنْهُ اۘلْمَالَ بَلِ اۘكْتَفَيْتَ مِنْهُ بِاۘلزَّكَاةِ فَهُوَ بَيْتِي أَيْضاً وَهَـذَا مَالِي ، وَِلأَنَّكَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ وَتَقِيٌّ فَقَدْ زَوَّجْتُكَ اۘبْنَتِي اۘلْوَحِيدَةَ اۘلَّتِي رَأَيْتَهَا وَقَاسَمْتُكَ فيِ مَالِي هَذَا اۘلَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتاً مِنْ هَذِهِ اۘلْبُيُوتِ تَعِيشُ فِيهِ مَعَ زَوْجَتِكَ ، فَخَرَّ اۘلشَّابُّ رَاكِعاً ِللهِ يَشْكُرُهُ وَيَحْمَدُ فَضْلَهُ ، عَلىَ أَنْ هَدَاهُ وَأَبْعَدَ عَنْهُ إِغْوَاءَ اۘلشَّيْطَانِ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى بَلَدِهِ وَأَتَى بِأُمِّهِ وَإِخْوَانِهِ لِيَعِيشُوا مَعَهُ فيِ هَذَا اۘلْعِزِّ اۘلَّذِي لَمْ يَكُنْ يَحْلُمُ بِـهِ |
|
منتدى تونس التربوي |
|
يُحْكىَ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ شَابٌّ زَاهِدٌ مُتَعَبِّدٌ يَرْتَدِي ثِيَابَ اۘلزَّاهِدِينَ ، مِنْ ثَوْبٍ أَبْيَضَ وَعِمَامَةٍ خَضْرَاءَ وَغَيْرِهَا ، وَكَانَ هَذَا اۘلشَّابُّ هُوَ اۘلَّذِي يُعَيِّلُ أُمَّهُ وَإِخْوَانَهُ بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ ، وَفيِ ذَاتِ يَوْمٍ ضَاقَتْ فيِ وَجْهِهِ سُبُلُ اۘلْعَيْشِ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، أَوْ أَيَّ شَيْءٍ يَرْتَزِقُ مِنْهُ ، وَكَانَ يَتَمَشَّى فيِ أَحَدِ اۘلأَيَّامِ فيِ سُوقِ اۘلْبَلْدَةِ وَاۘلْحُزْنُ يُخَيِّمُ عَلَيْهِ وَعَلاَمَاتُ اۘلْيَأْسِ وَاۘلْقُنُوطِ تَرْتَسِمُ عَلىَ وَجْهِهِ ، فَرَآهُ شَخْصٌ مِنْ مَعَارِفِهِ ، وَسَأَلَهُ مَا اۘلَّذِي بِكَ يَا فُلاَنُ ؟ أَرَاكَ عَلىَ غَيْرِ وَضْعِكَ اۘلطَّبِيعِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِ وَعَنِ اۘلْوَضْعِ اۘلْمَادِّيِّ اۘلصَّعْبِ اۘلَّذِي يَعِيشُهُ |
|
فَقَالَ لَهُ إِعْمَلْ ياَ أَخِي فيِ صَنْعَةِ أَبِيكَ وَتَوَكَّلْ عَلىَ اۘللهِ |
|
وَلَمَّا كَانَ اۘلشَّابُّ لاَ يَعْرِفُ مَا هِيَ صَنْعَةُ أَبِيهِ ِلأَنَّ وَالِدَهُ مَاتَ وَهُمْ صِغَارٌ تَوَجَّهَ إِلىَ أُمِّهِ وَسَأَلَهَا قَائِلاً مَاذَا كَانَ أَبِي يَعْمَلُ يَا أُمِّي ، وَمَا هِيَ صَنْعَتُهُ ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ اۘلأُمِّ وَأَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ اۘلْوُجُومِ وَقَالَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عَدَمِ اۘلْمُبَـالاَةِ كَانَ أَبُوكَ يَعْمَلُ فيِ اۘلتِّجَارَةِ يَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَرْبَحُ وَيَرْتَزِقُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيْرَ أَنَّ اۘلشَّابَّ لَمْ يَقْتَنِعْ بِهَذَا اۘلْكَلاَمِ فَقَالَ ِلأُمِّهِ وَاۘللهِ إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي عَنْ صَنْعَةِ أَبِي َلأَتْرُكَنَّ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَلَنْ أَعُودَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى |
|
وَسَكَتَتِ اۘلأُمُّ بَعْدَ أَنْ أَفْرَغَتْ مَا لَدَيْهَا مِنْ كَلاَمٍ طَالَمَا كَتَمَتْهُ وَلَمْ تُصَرِّحْ بِهِ ، وَلَكِنَّ دَمَعَاتٍ خَفِيفَةً كَانَتْ تَتَدَحْرَجُ مِنْ مُقْلَتَيْهَا |
|
منتدى تونس التربوي |
|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
|
اَللّـهُمَّ اِنّى تَعَمَّدْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتى وَاَنْزَلْتُ اِلَيْكَ الْيَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى وَمَسْكَنَتى فَاَنَا لِمَغْفِرَتِكَ اَرْجى مِنّى لِعَمَلى وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي فَتَولَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَة لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيسيرِ وَتَيَسَر ذلِكَ عَلَيْكَ وَلِفَقْري اِلَيْكَ فَاِنّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنَك وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي سُوءاً قَطُّ اَحَدٌ سِواكَ وَلَسْتُ وَلَيْسَ اَرْجُولاخِرَتي وَدُنْيايَ وَلا لِيَوْمِ فَقْرى يَوْمَ يُفْرِدُني النّاسُ في حُفْرَتي وَاُفْضي اِلَيْكَ بِذَنْبي سِواكَ |
|
لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ وَسُبْحانَ اللهِ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً ثمّ يقولُ يا سابِغَ النِّعَمِ يا دافِعَ النِّقَمِ يا بارِئَ النَّسَمِ يا عَلِيَّ الْهِمَمِ يا مُغْشِىَ الظُّلَمِ يا ذَا الْجُودِ والْكَرَمِ يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالاَلَمِ يا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ يا عالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ غَناءٌ اِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ سُبْحانَكَ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا بَديعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ |
|
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الُمُرْسَلينَ وَخاتَمِ النَّبِيّينَ وَحُجَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ الْمُنْتَجَبِ في الْميثاقِ الْمُصْطَفى فيِ الظِّلالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَة الْبَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْب الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ الْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ الْمُفَوَّضِ اِلَيْهِ دينُ اللهِ، اَللّـهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ وَأَفْلِحْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَاَضِئْ نُورَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالَّدرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْاَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ وَصَلِّ عَلى اَميْرِ الْمُؤْمِنينَ َوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَقائِدِ الْغُرِّ الُمحَجَّلينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد واَهْلِ بَيْتِهِ الْاَئِمَّةِ الْهادينَ الْعُلَماء الصّادِقينَ الْاَبْرارِ المُتَّقينَ دَعائِمِ دينك وَاَرْكانِ تَوْحيدِكَ وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفائِكَ فى اَرْضِكَ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ وَاَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ وَرَفَعْتَهُمْ فى مَلَكُوتِكَ وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِمْ صلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً لا يُحيطُ بِها إلاّ اَنْتَ وَلا يَسَعُها إلاّ عِلْمُكَ وَلا يُحْصيها اَحَدٌ غَيْرُكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الْمُحْيي سُنَّتَكَ الْقائِمِ بِاَمْرِكَ الدّاعى اِلَيْكَ الدَّليلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَليفَتِكَ في اَرْضِكَ وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، اَللّـهُمَّ اَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فى عُمْرِهِ وَزَيِّنِ الْاَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ، اَللّـهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ وَازْجُرْ عَنْهُ اِرادَةَ الظّالِمينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ اَيْدِي الْجَبّارِينَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَميعِ اَهْلِ الدُّنْيا ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَبَلِّغْهِ اَفْضَلَ ما اَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ اَللّـهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا اْمَتَحى مِنْ دينِكَ اَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ وَاَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً خالِصاً مُخْلَصاً لا شَكَّ فيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ وَلا باطِلَ عِنْدَهُ وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ، اَللّـهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةِ وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَة وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَة وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبّار وَاَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نار وَاَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلِّ جائِر واجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم وَاَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلْطان، اَللّـهُمَّ اَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ وَاَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهْ وَاسْتَأصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ وَاسْتَهانَ بِاَمْرِهِ وَسَعى في اِطْفاءِ نُورِهِ وَاَرادَ اِخْمادَ ذِكْرِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد الْمُصْطَفى وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالْحَسَنِ الرِّضا وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفَّى وَجَميعِ الْاَوْصِياءِ مَصابيحِ الدُّجى وَاَعْلامِ الْهُدى وَمَنارِ التُّقى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَالْحَبْلِ الْمَتينِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ في اَعْمارِهِمْ وَزِدْ في آجالِهِمْ وَبَلِّغْهُمْ اَقْصى آمالِهِمْ ديناً وَدُنْيا وَآخِرَةً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ |
|
اَللّـهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ النّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النّاظِرَةِ بِاِذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الْجَحْجاحِ الْمُجاهِدِ الْعائِذِ بِكَ الْعابِدِ عِنْدَكَ، وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأتَ وَاَنْشَأتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسوُلَكَ وَآباءِهِ اَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دينِكَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جَوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِاَمانِكَ الْوَثيقِ الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَاَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَاَرْدِفْهُ بِملائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهِ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَاَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً، اَللّـهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْاَرْضَ، وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرَ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مِنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعَمَدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُميتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبّارينَ، وَأَبْرِ بِهِ الْكافِرينَ وَجميعَ الْمُلْحِدينَ في مَشارِقِ الْاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تَبْقِىَ لَهُمْ آثاراً، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَاَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ وَاَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ، فَاِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذيِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأتَهُ مِنَ الْعُيوُبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ اَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا اَتى حوُباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَاَنَّهُ الْهاديِ الْمُهْتَديِ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَاَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها قَريبِها وَبَعيدِها وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم، وَتَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِل، اَللّـهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطَى الَّتى يَرْجِعُ اِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التّالي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوّامينَ بِاَمْرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اَللّـهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَة وَرِياء وَسُمْعَة، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلّا وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَاَعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَاِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثيرٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْاَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَاَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اَسْنَدْتَ اِلَيْهِمْ مِنْ اَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً وَعَلى دينِكَ اَنْصاراً، فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَاَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ اَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ اَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ اَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ |
|
يُحْكىَ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ شَابٌّ زَاهِدٌ مُتَعَبِّدٌ يَرْتَدِي ثِيَابَ اۘلزَّاهِدِينَ ، مِنْ ثَوْبٍ أَبْيَضَ وَعِمَامَةٍ خَضْرَاءَ وَغَيْرِهَا ، وَكَانَ هَذَا اۘلشَّابُّ هُوَ اۘلَّذِي يُعَيِّلُ أُمَّهُ وَإِخْوَانَهُ بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ ، وَفيِ ذَاتِ يَوْمٍ ضَاقَتْ فيِ وَجْهِهِ سُبُلُ اۘلْعَيْشِ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، أَوْ أَيَّ شَيْءٍ يَرْتَزِقُ مِنْهُ ، وَكَانَ يَتَمَشَّى فيِ أَحَدِ اۘلأَيَّامِ فيِ سُوقِ اۘلْبَلْدَةِ وَاۘلْحُزْنُ يُخَيِّمُ عَلَيْهِ وَعَلاَمَاتُ اۘلْيَأْسِ وَاۘلْقُنُوطِ تَرْتَسِمُ عَلىَ وَجْهِهِ ، فَرَآهُ شَخْصٌ مِنْ مَعَارِفِهِ ، وَسَأَلَهُ مَا اۘلَّذِي بِكَ يَا فُلاَنُ ؟ أَرَاكَ عَلىَ غَيْرِ وَضْعِكَ اۘلطَّبِيعِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِ وَعَنِ اۘلْوَضْعِ اۘلْمَادِّيِّ اۘلصَّعْبِ اۘلَّذِي يَعِيشُهُ |
|
فَقَالَ لَهُ إِعْمَلْ ياَ أَخِي فيِ صَنْعَةِ أَبِيكَ وَتَوَكَّلْ عَلىَ اۘللهِ |
|
وَلَمَّا كَانَ اۘلشَّابُّ لاَ يَعْرِفُ مَا هِيَ صَنْعَةُ أَبِيهِ ِلأَنَّ وَالِدَهُ مَاتَ وَهُمْ صِغَارٌ تَوَجَّهَ إِلىَ أُمِّهِ وَسَأَلَهَا قَائِلاً مَاذَا كَانَ أَبِي يَعْمَلُ يَا أُمِّي ، وَمَا هِيَ صَنْعَتُهُ ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ اۘلأُمِّ وَأَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ اۘلْوُجُومِ وَقَالَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عَدَمِ اۘلْمُبَـالاَةِ كَانَ أَبُوكَ يَعْمَلُ فيِ اۘلتِّجَارَةِ يَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَرْبَحُ وَيَرْتَزِقُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيْرَ أَنَّ اۘلشَّابَّ لَمْ يَقْتَنِعْ بِهَذَا اۘلْكَلاَمِ فَقَالَ ِلأُمِّهِ وَاۘللهِ إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي عَنْ صَنْعَةِ أَبِي َلأَتْرُكَنَّ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَلَنْ أَعُودَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى |
|
وَلَمَّا رَأَتِ اۘلأُمُّ اۘلإِصْرَارَ فيِ نَبَرَاتِ اۘبْنِهَا وَفيِ نَظَرَاتِ عَيْنَيْهِ ، وَأَيْقَنَتْ أَنَّهُ يَعْنيِ مَا يَقوُلُ تَنَهَّدَتْ وَهِيَ تَقُولُ وَمَاذَا كَانَ يَصْنَعُ أَبوُكَ يَا اۘبْنِي ؟! كَانَ لِصّاً يَحْمِلُ عَتَلَةً ونَبُّوتَاً وَهَذِهِ هِيَ أَدَوَاتُ صَنْعَتِهِ ، فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ اۘلنَّاسِ خُلْسَـةً فِي اۘلَّليْلِ بِاۘلْعَتَلَةِ ، وَيَضْرِبُ بِاۘلنَّبُّوتِ مَنْ يَجِيءُ فيِ وَجْهِهِ مِنَ اۘلنَّاسِ ، لَقَدْ قَضَى أَبُوكَ أَكْثَرَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ هَائِماً عَلىَ وَجْهِهِ فيِ اۘلْجِبَالِ مُطَارِداً مِنَ اۘلنَّاسِ وَمِنَ اۘلْحُكُومَةِ ، وَقَضَى بَقِيَّةَ أَيَّامِهِ فيِ اۘلسُّجُونِ ، وَكُنْتُ لاَ أَرَاهُ فيِ اۘلسَّنَةِ إِلاَّ ِلأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ ، وَصَدِّقْنِي إِنِّي كُنْتُ أَتَمَنَّى لَهُ اۘلْمَوْتَ حَتىَّ يُرِيحَنِي وَيُرِيحَ نَفْسَـهُ |
|
وَسَكَتَتِ اۘلأُمُّ بَعْدَ أَنْ أَفْرَغَتْ مَا لَدَيْهَا مِنْ كَلاَمٍ طَالَمَا كَتَمَتْهُ وَلَمْ تُصَرِّحْ بِهِ ، وَلَكِنَّ دَمَعَاتٍ خَفِيفَةً كَانَتْ تَتَدَحْرَجُ مِنْ مُقْلَتَيْهَا |
|
أَمَّا اۘلشَّابُّ فَذَهَبَ إِلىَ اۘلسُّوقِ وَاۘشْتَرَى عَتَلَةً وَنَبُّوتاً ، وَقَرَّرَ أَنْ يَشْتَغِلَ فيِ صَنْعَةِ أَبِيـهِ ، وَبَعْدَ مُنْتَصَفِ اۘللَّيْلِ سَارَ لِوَحْدِهِ يَحْمِلُ أَدَوَاتِهِ اۘلْمَذْكوُرَةَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى قَرْيَةٍ مُجَاوِرَةٍ ، وَكَانَ اۘلظَّلاَمُ حَالِكاً وَاۘلَّليْلَةُ غَيْرَ مُقْمِرَةٍ مِمَّا يُسَهِّلُ مِثْلَ هَذِهِ اۘلأَعْمَالِ ، وَتَوَجَّهَ إِلىَ أَوَّلِ بَيْتٍ صَادَفَهُ فيِ طَرَفِ اۘلْبَلْدَةِ ، وَبِاۘلْعَتَلَةِ اۘلْحَدِيدِيَّةِ فَتَحَ اۘلْبَابَ اۘلْخَشَبِيَّ بِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ دُونَ أَنْ يُحْدِثَ صَوْتاً أَوْ ضَجَّةً ، وَنَظَرَ دَاخِلَ اۘلْغُرْفَةِ وَإِذَا بِرَجُلٍ وَاۘمْرَأَةٍ يَنَامَانِ عَلىَ سَرِيرِهِمَا ، فَأَغْلَقَ اۘلْبَابَ وَقَالَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ أَعْمَالِ اۘلشَّيْطَانِ ، وَأَخَذَ يَلوُمُ نَفْسَهُ وَيَقُولُ مَنْ أَعْطَانِي اۘلْحَقَّ فيِ فَتْحِ بُيُوتِ اۘلنَّاسِ وَكَشْفِ أَسْرَارِهِمْ وَعَوْرَاتِهِمْ ، ثُمَّ تَرَكَ اۘلْبَيْتَ وَذَهَبَ لِلْبَيْتِ اۘلْمُجَاوِرِ ، وَبِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ فَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِاۘلْبَيْتِ اۘلأَوَّلِ ، وَإِذَا بِفَتَاةٍ وَحِيدَةٍ تَنَامُ عَلَى سَرِيرِهَا ، فَتَعَوَّذَ بِاللهِ مِنَ اۘلشَّيْطَانِ مَرَّةً أُخْرَى وَأَغْلَقَ اۘلبَابَ ، وَقَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ هَذِهِ اۘلأَعْمَالَ اۘلَّتِي أَقُومُ بِهِ هِيَ أَعْمَالٌ لاَ يَرْضَاهَا اۘللهُ ، فَتَرَكَ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَسَارَ إِلىَ اۘلْبَيْتِ اۘلَّذِي يُجَاوِرُهُ ، وَفَتَحَ بَابَهُ بِعَتَلَتِهِ كَمَا فَتَحَ سَابِقَيْهِ وَنَظَرَ دَاخِلَهُ وَإِذَا بِهِ يَرَى بِضْعَةَ جِرَارٍ ، فَقَالَ اَلآنَ أَصْبَحَ اۘلْوَضْعُ أَحْسَنَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فيِ اۘلأَوَّلِ ، ثُمَّ دَخَلَ وَفَتَحَ جَرَّةً مِنْ هَذِهِ اۘلْجِرَارِ وَإِذَا بِهَا مَلِيئَةٌ بِاۘلْقِطَعِ اۘلذَّهَبِيَّةِ وَاۘلنَّقْدِيَّةِ ، وَفَتَحَ بَقِيَّةَ اۘلْجِرَارِ ، وَنَظَرَ دَاخِلَهَا وَإِذاَ بِهَا مِثْـلَ اۘلْجَرَّةِ اۘلأُولَى ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ هَذَا اۘلْمَالَ لَهُ أَصْحَابٌ اِدَّخَرُوهُ وَوَفَّرُوهُ وَتَعِبُوا مِنْ أَجْلِهِ ، فَمَنْ أَعْطَانِي اۘلْحَقَّ فيِ سِرْقَتِهِ ، وَاۘللهِ لَنْ أَسْرِقَهُ وَلَكِنَّنِي سَآخُذُ مِنْهُ اۘلزَّكَاةَ ، سَأَقْسِمُهُ وَآخُذُ مِنْهُ اۘلْعُشْرَ ، فَأَشْعَلَ سِرَاجاً كَانَ هُنَاكَ وَأَفْرَغَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ اۘلْجِرَارِ ، وَبَدَأَ يَعُدُّ وَيُخْرِجُ تِسْعَةَ قِطَعٍ وَيَضَعُهَا فيِ نَاحِيَةٍ ، وَيَضَعُ قِطْعَةً وَاحِدَةً فيِ نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، وَهَكَذَا وَهُوَ عَلىَ هَذِهِ اۘلْحَالَةِ يَعُدُّ تِسْعَةً هُنَا وَوَاحِدَةً هُنَاكَ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ اۘلْبَلْدَةِ لِصَلاَةِ اۘلْفَجْرِ ، فَتَرَكَ اۘلْعَدَّ وَفَرَشَ عَبَاءَتَهُ وَأَخَذَ يُصَلِّي اۘلْفَجْرَ ، وَمَرَّ اۘلنَّاسُ إِلَى اۘلْمَسْجِدِ فَرَأَوْا اَلْبَيْتَ مَفْتُوحاً وَاۘلسِّرَاجَ مُضِيئاً فَتَنَافَرُوا وَأَتَوْا بِهَرَاوَاتِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ ، وَتَحَلَّقُوا حَوْلَ اۘلرَّجُلِ ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَأَوْهُ يُصَلِّي تَرَكوُهُ حَتَّى يُكْمِلَ صَلاَتَهُ ، وَبَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنَ اۘلصَّلاَةِ أَحَاطُوا بِهِ وَقَالُوا لَهُ مَا اۘلَّذِي تَعْمَلُهُ هُنَا ؟ وَكَيْفَ تَفْتَحُ بُيُوتَ اۘلنَّاسِ وَتَأْخُذُ أَمْوَالَهُمْ ؟ وَمَا اۘلَّذِي تَعْمَلُهُ فيِ هَذَا اۘلْمَالِ حَتَّى جَعَلْتَهُ كَوْمَيْنِ فَقَالَ لَهُمْ أُتْرُكُونِي وَسَأُخْبِرُكُمْ بِاۘلْحَقِيقَةِ ، ثُمَّ سَرَدَ عَلَيْهُمْ قِصَّتَهُ بِكَامِلِهَا ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ وَكَانَ أَكْثَرَ اۘلنَّاسِ لَغَطاً أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلأَوَّلُ اۘلَّذِي فَتَحْتَهُ وَرَأَيْتَ بِهِ اۘلرَّجُلَ وَاۘلْمَرْأَةَ وَسَتَرْتَهُمْ وَأَغْلَقْتَ عَلَيْهِمِ اۘلْبَابَ ، فَهَذَا بَيْتِي وَاۘلرَّجُلُ اۘلَّذِي رَأَيْتَهُ هُوَ أَنَا وَاۘلْمَرْأَةُ زَوْجَتيِ، أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلثَّانِي اۘلَّذِي فَتَحْتَهُ وَرَأَيْتَ بِهِ اۘلْفَتَاةَ وَسَتَرْتَهَا وَأَغْلَقْتَ عَلَيْهَا اۘلْبَابَ فَهَذَا بَيْتِي أَيْضاً وَاۘلْفَتَاةُ هِيَ اۘبْنَتِي اۘلْوَحِيدَةُ ، أَمَّا اۘلْبَيْتُ اۘلثَّالِثُ اۘلَّذِي بِهِ اۘلْمَالُ وَهُوَ هَذَا اۘلْبَيْتُ ، وَاۘلَّذِي لَمْ تَرْضَ أَنْ تَسْرِقَ مِنْهُ اۘلْمَالَ بَلِ اۘكْتَفَيْتَ مِنْهُ بِاۘلزَّكَاةِ فَهُوَ بَيْتِي أَيْضاً وَهَـذَا مَالِي ، وَِلأَنَّكَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ وَتَقِيٌّ فَقَدْ زَوَّجْتُكَ اۘبْنَتِي اۘلْوَحِيدَةَ اۘلَّتِي رَأَيْتَهَا وَقَاسَمْتُكَ فيِ مَالِي هَذَا اۘلَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتاً مِنْ هَذِهِ اۘلْبُيُوتِ تَعِيشُ فِيهِ مَعَ زَوْجَتِكَ ، فَخَرَّ اۘلشَّابُّ رَاكِعاً ِللهِ يَشْكُرُهُ وَيَحْمَدُ فَضْلَهُ ، عَلىَ أَنْ هَدَاهُ وَأَبْعَدَ عَنْهُ إِغْوَاءَ اۘلشَّيْطَانِ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى بَلَدِهِ وَأَتَى بِأُمِّهِ وَإِخْوَانِهِ لِيَعِيشُوا مَعَهُ فيِ هَذَا اۘلْعِزِّ اۘلَّذِي لَمْ يَكُنْ يَحْلُمُ بِـهِ |
|
منتدى تونس التربوي |
|
يُحْكىَ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ شَابٌّ زَاهِدٌ مُتَعَبِّدٌ يَرْتَدِي ثِيَابَ اۘلزَّاهِدِينَ ، مِنْ ثَوْبٍ أَبْيَضَ وَعِمَامَةٍ خَضْرَاءَ وَغَيْرِهَا ، وَكَانَ هَذَا اۘلشَّابُّ هُوَ اۘلَّذِي يُعَيِّلُ أُمَّهُ وَإِخْوَانَهُ بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ ، وَفيِ ذَاتِ يَوْمٍ ضَاقَتْ فيِ وَجْهِهِ سُبُلُ اۘلْعَيْشِ وَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً ، أَوْ أَيَّ شَيْءٍ يَرْتَزِقُ مِنْهُ ، وَكَانَ يَتَمَشَّى فيِ أَحَدِ اۘلأَيَّامِ فيِ سُوقِ اۘلْبَلْدَةِ وَاۘلْحُزْنُ يُخَيِّمُ عَلَيْهِ وَعَلاَمَاتُ اۘلْيَأْسِ وَاۘلْقُنُوطِ تَرْتَسِمُ عَلىَ وَجْهِهِ ، فَرَآهُ شَخْصٌ مِنْ مَعَارِفِهِ ، وَسَأَلَهُ مَا اۘلَّذِي بِكَ يَا فُلاَنُ ؟ أَرَاكَ عَلىَ غَيْرِ وَضْعِكَ اۘلطَّبِيعِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِ وَعَنِ اۘلْوَضْعِ اۘلْمَادِّيِّ اۘلصَّعْبِ اۘلَّذِي يَعِيشُهُ |
|
فَقَالَ لَهُ إِعْمَلْ ياَ أَخِي فيِ صَنْعَةِ أَبِيكَ وَتَوَكَّلْ عَلىَ اۘللهِ |
|
وَلَمَّا كَانَ اۘلشَّابُّ لاَ يَعْرِفُ مَا هِيَ صَنْعَةُ أَبِيهِ ِلأَنَّ وَالِدَهُ مَاتَ وَهُمْ صِغَارٌ تَوَجَّهَ إِلىَ أُمِّهِ وَسَأَلَهَا قَائِلاً مَاذَا كَانَ أَبِي يَعْمَلُ يَا أُمِّي ، وَمَا هِيَ صَنْعَتُهُ ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ اۘلأُمِّ وَأَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ اۘلْوُجُومِ وَقَالَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عَدَمِ اۘلْمُبَـالاَةِ كَانَ أَبُوكَ يَعْمَلُ فيِ اۘلتِّجَارَةِ يَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَرْبَحُ وَيَرْتَزِقُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيْرَ أَنَّ اۘلشَّابَّ لَمْ يَقْتَنِعْ بِهَذَا اۘلْكَلاَمِ فَقَالَ ِلأُمِّهِ وَاۘللهِ إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي عَنْ صَنْعَةِ أَبِي َلأَتْرُكَنَّ هَذَا اۘلْبَيْتَ وَلَنْ أَعُودَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى |
|
وَسَكَتَتِ اۘلأُمُّ بَعْدَ أَنْ أَفْرَغَتْ مَا لَدَيْهَا مِنْ كَلاَمٍ طَالَمَا كَتَمَتْهُ وَلَمْ تُصَرِّحْ بِهِ ، وَلَكِنَّ دَمَعَاتٍ خَفِيفَةً كَانَتْ تَتَدَحْرَجُ مِنْ مُقْلَتَيْهَا |
|
منتدى تونس التربوي |
|
السُّؤَالُ الحَارِقُ الأربعاء ١٨ كانون الثاني يناير ٢٠٠٦، بقلم احميدة الصولي ١ أَطلَّتْ رُؤُوسُ الأَفاعِي، مُعمَّدةً بِلُعابِ الخِيانَاتِ، تَحفِرُ في صُلْبِ هَذَا الرَّمَادِ شُرُوخًا، وَتحَفِرُ في زِئْبَقِ الكَلماتِ رُسُوخًا |
|
أَمتَّشِحٌ أنتَ باللَّعناتِ، وتَلعَنُ صَوتَ المسَاءِ ؟ رُكامُ الهْزائِمِ، تَكْتُمُ أَنفَاسَ مَن أَعلَنُوهَا |
|
لَوِ انْدَلَعَتْ أَنَّةٌ فِي سَرَايَا الأكَاذِيبِ هَبُّوا لها نَاعِقِينَ، وَقَد لَعَنُوهَا |
|
لِمَاذَا تَئِنُّ ؟ وَكيْفَ تَئِنُّ وَأَنتَ الدَّفِينُ ؟ أَفيِ المْوتِ مَوتٌ كَهذَا الْفَنَاءِ ؟ وَتَكْبُرُ حَولكَ مُعضِلةٌ، فَتَشُبُّ الحَرَائِق في صَمتِهَا، وتُعَاقِرُ عند التَّملْملِ أُخرَى، وَأُخْرَى |
|
سَتَكتُمُ هَذِي النُّفَايَاتُ صَوتًا، تَأَجَّجَ فِي لَونِهَا، وَهيَ حُبلَى |
|
وَكُلُّ المجارِي تَهِيمُ بِمُنْبسَطٍ تَستَحِيلُ بِهِ الغَمغَاتُ صُدَاعًا |
|
وَيُعلَن أَنَّ البَيَادِرَ مَا ارتَكبَتْ غَيرَ حُمْقٍ جَدِيدٍ مَتَى أَطْعَمَتْ بِالسَّرابِ جِياعًا، لِذلِكَ أحرَارُنَا أَشْعلُوهَا |
|
فَيَطْفو السُّؤَالُ الذي أَحرقَتْنِي لَظَاهْ بِغيْرِ شِفَاهْ |
|
وَيُغْرقُني الوَهمُ في أُمْنِيَاتيِ، وَيغفُو المْتَاهْ |
|
يَشِي بِالخَرَابِ انحْسَارُ الضِّيَاءِ، فَمِنْ أَيِّ نَجْمٍ تَدَفّقَ هَذَا الحَجَرْ ؟ وَمِنْ أَيِّ نُبْلٍ تَنَاسَلَ هَذَا الدَّهَاءُ ؟ أُناجِي لَيَالي البَيَاضِ عَطُوفًا وأُولَدُ مُلتَبِسًا بِالسَّهَرْ |
|
أَمِنْ لَهفَةٍ في احْتِقَانِ المَواعِيدِ أَجرُعُ كَأْسِيَ وَهْيَ دِمَاءُ ؟ أَذِي لَعنَةٌ أَسْعَفَتْني بِسَهْمٍ جَدِيدٍ، فَجَائعُهُ كَانْفِلاتِ القَضَاءْ ؟ فَفِي كُلِّ آوِنَةٍ تَكبرُ النَّائِحَاتُ، سُدًى تَستَدِرُّ السَّمَاءْ |
|
ولَكِنَّ أَوجارَنَا تَسْتطِيبُ انكِفَاءَ الضِّياءِ بِأَحلاَمهِ، قَد ينامُ المدَى هَانِئًا لَو يَضِجُّ السُّكونْ |
|
فَمَن ذَا يَكُونُ؟ وَمَنْ ذَا وَذَاكَ ؟ وَأَيُّ الخَؤُونْ ؟ شَرِبْنا فَجَائِعنَا وَهيَ تَغْفُو صُداعًا لَذِيذًا |
|
وَأَوْجَاعُنا مِثلَما نَرتضِيهَا اسْتحَالَتْ نَبِيذًا |
|
كَذَلكَ أَيْقنتُ أَنَّ السُّؤَالَ الَّذِي أَحرَقتْنيِ لَظَاهْ، يُذيبُ الشِّفاهْ |
|
وَأَغْرقَني الوَهمُ في أمنِيَاتي وَتَاهَ المتَاهْ |
|
لَنَا الأرضُ كَانتْ، وَأَضحتْ جُنُونا، مُذَابًا |
|
وَفي لحَظاتِ التَجَلّيِ نُعِدُّ المسَاءَاتِ لِلَّغوِ نُصغِي لأَوهَامِنا وهْيَ تَتلُو نَشِيدَ الخرَاِب فَنَهْذِي، وَنهْذِي اكتِئَابًا |
|
وَمِن سِحْر أوهَامنَا ازْدَانَتِ الأَرْضِ بِالْقُبحِ وَاكْتَمَلَتْ بِاسمِهِ الأَبجدِيةُ صَارَتْ عَذَابًا |
|
أَرَى الْقُبحَ يَطوِي الشَّوَارِعَ عُريًا، وَفِي شَاشَةِ التَّلفَزهْ |
|
وَتَكبُرُ فِينَا الدَّعَارَةُ جَمَّلهَاَ الزَّيفُ، كَي تَنحـتَ المْعجِزَهْ |
|
كَأنَّكَ تَنبُضُ مِنْ غَيرِ هَذَا الخِضَمِّ، فَتَمتَلِيءُ الأُمنِيَاتُ شُحُوبًا، وَتَنتَحِلُ الكَلِمَاتُ أَفَاعٍ، وَقَدْ تَسْتحِيلُ نُدُوبًا |
|
أَفِي الْوَهمِ مُتَّكَأٌ لاِزْدِوَاجِيَةٍ تُجهِضُ الأُمْنيَاتِ، فَتُنسَخُ فِي يَافِطَاتٍٍٍ جَدِيدَهْ ؟ أَفِي القَلبِ مُتَّسَعٌ لارتِكَابِ حمَاقَةِ حُبٍّ جَدِيدْ ؟ وَيَحفَلُ هَذَا الفَضَا بِالجَلِيدِ الْوَلِيدْ |
|
سَأَنحَتُ مِن ذِكرَيَاتي صُدَاعًا أُشَجِّرُهُ بِالمتَاهَاتِ، أَصْفعُهَا، وَأَيُّ ارْتَكَابٍ لِمَا زَيَّفُوا مِنْ صُرُوحٍ، زَمَانٌ مِنَ الانْتِفَاخِ يَعُودْ |
|
فللكلمات سُجُوفٌ، وَلِلأُغنِياتِ صُروفٌ، وَلِلوشْوشَاتِ اهتِزازٌ يَدُكُّ اليبَابْ |
|
أَخافُ مِنَ الضَّحكِ الآن يُصْبحُ غَمغَمةً أَو شَتِيمَهْ |
|
وَأَهرَبُ مِن لحَظَةٍ عَبِقَتْ بِالهْزَائِمِ، أَسقُطُ في عِشقِ عَصْرٍ يَعَضُّ خُصُومهْ |
|
يَظَلُّ القذَى مسبَحًا لِلشُّمُوسِ، وَتَعْبقُ أَيَّامُنا بِالمَزَالِقِِ مَنذُورةً للهَزِيمهْ |
|
ظَنينُكَ مُنشَغِلٌ بِالدَّوَاهِي، أَأُرْضِعُها أَمْ أُعَتِّقُها، وَهيَ مَلْأَى رَضَابا ؟ كَأَنَّ شَظايَا الأنِينِ بِأحْضَانِهَا شَجرٌ يَسْتَوِي في الضَّبابِ سَرَابا |
|
نَجَوْتُ إِلىَ الشِّعرِ إِذْ دَاهمَتْهُ الأَحَابيلُ وَهوَ الصَّفَاءْ |
|
ولكنني فيه أيقَظتُ كُلَّ الشُّجُونِ، أَأُسْرِجُهَا كَيْ تُضاءْ ؟ سَأَرقُبُها وَهيَ تُرسِلُ زَخَّاتِهَا، فَيَمُوجُ بِأَوصَابهِ الانْكِفَاءْ |
|
وَيَغْرَقُ فيِ هَمِّهِ الصَّمْتُ، وَالأنجُمُ الزُّهرُ تُخْمَدُ أَضْوَاؤُها، وَيَضِجُّ الخَواءْ |
|
وَيُضحِي السُّؤَالُ الَّذِي أَحرَقَتْني لَظَاهْ يُذِيبُ الشِّفاهْ |
|
وَيُغرقُني الوَهمُ في أُمنياتِي بِذَاكَ المتَاهْ |
|
وَسِربُ الملاَعِينِ يَنْحتُ مُنْتجَعًا لِلْكَآبهْ |
|
أَشُجُّ سَوَادَ اللَّيالِي، مُضَرَّجَةً بِعَويلِ الثّكَالَى، فَلاَ يُهزَمُ الوَقتُ أَو يَستَريحُ الكَلامْ |
|
أَمَانِيَّ أَلْبَستُها لِضَياعِي، أَأَكتُبهَا ثُمَّ أَشحنُهَا صَفعَاتٍ إِلَى كُلِّ وَجه عَلاهُ العُنُقْ ؟ فَفِي سَكرَاتِ الظَّلامِ المُدَمَّى ألقْ ؛ وَفِي أَعيُنِ الخَائِفينَ مِنَ الضَّوءِ سَهمٌ يُدقّْ |
|
أُدَلِّلُ نَكبَتِيَ البِكرَ عُمري، وَأَغفُو، أُفيقُ، فَمَا لاَحَ فِي الأفقِ أفقٌ، وَلاَ ارتَاعَ فِي قَلبِهِ الْبَرقُ أَوْ لاَهِبَاتُ الشفقْ |
|
سَأُنْصِتُ لِلْغَفَواتِ تُروِّعُ صَوْتِي، بِصَمتِ |
|
تُحَذّرُنِي آهَتِي الهمسَ، أَوْ غَمْغَمَاتِ التَّنفُّسِ، فِي مهمَهِ الشَّكِّ صَوتِي اختَنَقْ |
|
وَمَاذَا تَبَقَّى ؟ وَلمَ يَطلُبِ الآخَرُونَ سِوَى الْجِلْد مِنِّي ؟ فَلَمْ يَبقَ لِي غَيْرُهُ أَسْتلِذُّ بِهِ الموتَ لَوْ أَحتَرقْ |
|
سأطْحنُ أَوجَارَنا السَّابحَاتِ بِأموَاجِ خزي التوقِّي |
|
وأُوقِظُها وَهيَ مَوتَى، فغِرُّ الزمان يُعدُّ لِسَحقِي |
|
وأَنَّى اعْتَرتْ أَمِرِيكَا الظُّنونُ، تَهُبُّ أَساطِيلُها الكاسِحَاتُ ، تُدَمِّرُ أَسلِحَةً لِلدَّمارِ بِعُمقِي |
|
فَلَيسَ أَمامَ الجُنُونِ سِوَى لحَظاتِ اخْتِمارْ |
|
وَيُمسِي المدَى مَسلَخًا وَحَكَايَا اندِثَارْ |
|
لِذلكَ يُمسِِي السُّؤَالُ الَّذِي أَحرَقَتْني لَظَاهْ يُذِيبُ الشِّفاهْ |
|
وَيُغرقُني الوَهمُ في أُمنياتِي بِذَاكَ المتَاهْ |
|
إِلىَ أَن تَدُكَّ المسافاتُ أَحزَانَها، إِلىَ أَن يَتِيهَ عَلَى الضِّفَّتين صَفِير ُالرِّياحْ، وَيَصحُو الأقَاحْ، إِلىَ أَن تَموتَ على سَحَنَاتِ الكَلامِ حِكايَتُهَا، أَنَامِلُها تَتَسَلَّى بِوَجْعِي، أَنَا ثَورَةُ المسْتَحِيلْ |
|
تَكَدَّسُ أَشلاؤُها في بَيادِرِ نَبْضي، فَيُورِقُ عِطرُ اللَّقَاحْ |
|
نجوت إِلَى الاحتِرَاقِ، وَهَا إِنّ نَبضِي طَشَاشٌ سيُلهِبُ كلَّ مِسَاحَةِ عُمري |
|
نَجوْتُ، وَفي قَائِظٍ هَادِرٍ أَحتَمي بِالتشَظِّي، مِنَ الانكِسَارْ |
|
شَدَدتُ عَلَى نَحْرِها أَستَبِيحُ عِناقَ الدِّمَاءِ أُزَيِّتُ فِيهَا جِرَاحِي، فَلاَ وَجَعٌ قِيلَ عَاشْ |
|
كَتَمتُ تَجَاوِيفَ شَكِّي نَهَارَ تَنَادَى جَلاَوِزةُ الوَقْتِ تُسعِفُهُم هَفهَفَاتُ الفَرَاشْ |
|
تَعَالَوا لِنَبْنيِ العِرَاقَ فَهلْ ذَا العِرَاقُ الأَبيُّ قِفَارْ |
|
وَبَابِلُ أَكبَرُ مِن أَبحُرِ الزَّيفِ والانحِدَارْ |
|
فَكَم أَجَّج الخوفَ فِينا سماسِرةُ الْوهمِ يَا عَوْلَمَاتِ الدَّمَارْ |
|
وَتَسألُ عَنَّا، فَلَسنَا كَما يَنبَغِي أَنْ نَكُونْ، لأنا نحتنا رُؤًى في خَرابِ الْجنُونْ |
|
لأَنَّا سَفَحنَا علَى الْغَفوَاتِ أُوارًا يَجُبُّ الأَنِينْ |
|
سَتَخضَلُّ أطيافُنَا إِذْ تُفِيقُ الظُّنُونْ |
|
وَنُدركُ أنَّ السُّؤَالُ الَّذِي أَحرَقَتْنَا لَظَاهْ يَضُوعُ شَذًِا فِي الشِّفاهْ |
|
وَنَعبُرُ أزمنَةَ الوَهمِ، نَرسُمُ أَعْيِرَةً لاغتِيَالِ المتَاهْ |
|
اَللّـهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْل اَوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْف اَوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْر فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ فَما شِئْتَ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن اَللّـهُمَّ اغْفرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اَللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتى عَلَيْهِ وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ |
End of preview. Expand
in Dataset Viewer.
README.md exists but content is empty.
- Downloads last month
- 13