diff --git "a/trainingData/txtTrans/three.txt" "b/trainingData/txtTrans/three.txt" new file mode 100644--- /dev/null +++ "b/trainingData/txtTrans/three.txt" @@ -0,0 +1,3507 @@ +أعزائي المشاهدين، +السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، + +أهلًا بكم في حلقة جديدة، +من برنامج "الدحّيح"! + +عزيزي المشاهد الجميل، +عايزك تتخيل للحظة أنك طائر نورس، + +بتُحلّق فوق "البحر المتوسط" +متجه ناحية الشرق، + +بتوصل لنقطة على الساحل +بين "تل أبيب" و"حيفا"، + +هناك، بيقابلك مكان رائع الجمال، +يُعرف النهاردة باسم "الدور"، + +دا مَصيَف مثالي، + +لا يقِلّ حاجة +عن شواطئ "اليونان" و"قبرص" و"صقلية"، + +رملة حلوة، جو لطيف، شُعَب مرجانية، + +وورا الشط مساحات خضرا مزروعة، + +ولو بتحب التاريخ والجغرافيا، + +فيه متحف، +ومواقع أثرية من العصر البرونزي، وبيوت كتير، + +بيوت لمّا تشوفها، تحس إن البيوت دي +جت من "فلوريدا" واتحطت هنا، + +اللي هي البيوت اللي عاملة كدا دي. + +وطبعًا، فيه أكتر من Resort في المكان +مليانين خدمات، + +وبما إنك لسة، يا عزيزي، +فاكر نفسك طائر نورس، + +ما يعرفش حاجة عن المكان، + +فهتشوف وانت فوق في السما كدا Resort حديث، + +اسم هذا الـResort "نحشوليم"، + +بس على مسافة أمتار منه، + +فيه مبنى صغير، شكله وطرازه مختلف عن المكان، + +وبيكسر حالة التناسق بتاعة المكان، + +بيت مبني بـStyle عربي قديم +وسط مباني حديثة وغربية. + +خلّيني أقولّك إن سنة 1991، + +واحد من سكان المكان +قرر إنه يبني جنب البيت دا مركز غطس، + +وبالفعل، +جاب العمّال والمُعدّات وبدأوا الحفر، + +ولكنهم، يا عزيزي، وهما شغّالين، وقفوا فجأة، + +لمّا لقوا بقايا عظام بشرية +مدفونة على عُمق مش كبير، + +فردموا ومشيوا، وما رجعوش تاني. + +الموقف دا شافه صيّاد اسمه "فؤاد حصّادية"، + +اللي عايش في قرية عربية قريبة اسمها "الفريديس"، + +لمّا هذا الصيّاد راح لصاحب المشروع وسأله، +"انتم ليه يا جماعة مشيتوا من هنا؟" + +فصاحب المشروع رد عليه وقام قايلّه، +"والله لقينا عضم من أيام (نابليون)!" + +"فؤاد" بيقول، "لأ، دا عضم لفلسطينيين +اتقتلوا سنة 48، واتدفنوا هنا." + +أبوه وجده حكوله على مذبحة +ارتكبها جنود إسرائيليين في المكان دا، + +وإن الضحايا اتدفنوا في مقابر جماعية، + +واحدة من المقابر دي +موجودة في ساحة لركن العربيات + +Parking Lot لمَصيَف، +في الـResort اللي اسمه "نحشوليم". + +دا حصل قبل ما الـResort يتبني، + +وقبل ما ييجي حد +يغيّر اسم المنطقة دي، ويسميها "الدور"، + +لمّا كانت قرية صيّادين فلسطينية +اسمها "الطنطورة". + +"الطنطورة" كانت قرية فلسطينية صغيرة، + +موجودة على الخريطة جنوب "حيفا"، + +لحد سنة 1948، +كان تقريبًا عدد سكانها 1500 فلسطيني + +شغّالين على الصيد والزراعة، + +قرية هادية جدًا وصغيرة جدًا +وجميلة جدًا جدًا. + +بعد "النكبة"، ولمدة 50 سنة تقريبًا، +لحد سنة 2000، + +ما كانش بيتقال عن "الطنطورة"، +اللي بنتكلم عنها دي، في "إسرائيل"، + +غير إنها قرية دارت فيها "معركة"، Battle، + +في حرب "الاستقلال" +بين الإسرائيليين و"العرب"، + +والإسرائيليين انتصروا. + +هؤلاء العرب "هاجروا" من القرية، +وراحوا لقرية "الفريديس" القريبة، + +وبعدها، جُم المستوطنين +وأنشأوا فيها "كيبوتس" اسمه "نحشوليم". + +الوضع بيفضل كدا لحد سنة 98، + +لمّا طالب إسرائيلي في جامعة "حيفا" +بينشر رسالة الماجيستير بتاعته، + +اسم هذا الطالب هو "ثيودور كاتز"، + +أثناء إعداد "كاتز" للبحث بتاعه، + +بيقابل مجموعة من قُدامى المحاربين، + +تابعين للواء عسكري في الجيش الإسرائيلي +اسمه لواء "ألكسندروني"، + +هما دُول اللي كانوا مسئولين +عن اقتحام "الطنطورة" سنة 48، يوم 22 مايو. + +مع شهادات النا��، بيكتشف "كاتز" +إن اللي حصل دا ما كانش معركة، + +الاقتحام اللي حصل دا +ما كانش مواجهة بين جيشين، + +أو بين فئتين مسلحين. + +لأن بالرغم من محاولات أهل القرية في المقاومة، + +إلا إن تسليحهم الضعيف +وقلّة خبرتهم في القتال، + +خلّوا المعركة تنتهي من قبل ما تبدأ. + +أنا عايز أقولّك +إن استسلام الأهالي بعد هزيمتهم، + +ما كانش نجاة ليهم من الموت، + +ولكنه كان بداية المذبحة. + +في ليلة 22 مايو، وصباح يوم 23، + +استباح الجنود الإسرائيليين +قرية "الطنطورة" كلها، + +في الأول، فصلوا بين الرجالة والستات، + +الستات اتجردوا من الفلوس والدهب +وأي شيء له قيمة، + +وأجبرهم الجنود على الخروج من القرية، + +خرجوا، مش عارفين يروحوا فين! + +الرجالة بقى، +تم إجبارهم على التجمُّع عند الشاطئ، + +اللي لسة فيه البيت العربي، +اللي كنت بأحكيلك عنه، + +الرجالة دُول، +ما تفتكرش إن هما رجالة كبار وبس، + +أي ذَكَر كان شكله يدّي فوق الـ13 سنة، +كانوا بيعتبروه راجل. + +وعند البيت، بطل الحكاية بتاعتنا، +الشاهد على هذه الأحداث، + +بدأت عملية الإعدام. + +خلّيني أقولّك إن الشهادات + +اللي سمعها "تيدي كاتز" من الجنود +كانت مرعبة. + +اتجمّعت هذه الشهادات +واتحطّت في فيلم اسمه "طنطورة"، + +مخرجه إسرائيلي، اسمه "ألون شوارتز". + +واحد من الجنود دُول قال + +إنهم كانوا بيحطوا الناس في براميل، +ويضربوا نار على البراميل، + +وإنه، لسة لحد النهاردة، +فاكر شكل الدم في البراميل! + +واحد تاني قال إن فيه ظابط جه، + +الظابط دا، لاحقًا، +هيبقى رتبة كبيرة في وزارة الدفاع، + +طلّع مسدسه وبدأ يقتل الأسرى على الشط، +واحد ورا التاني، + +جندي صهيوني تالت اسمه "أميتزور كوهين"، +قال نصًا وهو بيضحك، + +كان بيقول، I was a murderer + +I didn't take prisoners، +"ما كنتش باخد مساجين، كنت بأقتل." + +تفتكر، يا عزيزي، قتل كام واحد؟ + +الحقيقة، لا انت ولا هو يعرف، + +الراجل قال وهو بيضحك، +"والله أنا ما كنتش بعِدّ + +أنا كان معايا Machine Gun +فيها 250 رصاصة، وخلّصتهم." + +عزيزي، لو لاحظت في اللي بأقولهولك دا، +دي مش شهادات الضحايا، + +دي شهادات الناس اللي قتلت، + +الناس اللي بيحكوا، المفروض يكونوا +بيحاولوا يخففوا من بشاعة اللي هما عملوه، + +فتخيل هذه البشاعة، بعد التخفيف! + +شهادات الضحايا أبشع من كدا بمراحل! + +والشهادات دي، لو عايز تطلّع عليها، +موجودة في المصادر. + +معظم الضحايا اللي نجوا من القتل +اتهجّروا كلاجئين في مخيمات، + +بعضهم في "سوريا"، وبعضهم عايش +لسة لحد النهاردة في قرية "الفريديس"، + +بمعنى، إن هما راحوا عاشوا في قرية +تبعد كيلومترات قليلة + +عن المكان اللي عاشوا فيه +واللي عائلاتهم اتقتلت فيه. + +كل دا، ويا ريتهم يعرفوا +جدودهم دُول اتدفنوا فين! كلها تخمينات! + +يمكن لحد مايو 2023، + +لمّا وكالة اسمها Forensic Architecture + +عملت تحقيق ونشرت نتايجه +اللي بتحاول تجاوب على السؤال دا، + +الناس اللي بنتكلم عليهم دُول اتدفنوا فين؟ + +جابوا صور اتاخدت من الجو لقرية "الطنطورة"، + +من سنة 1946 لـ1949، + +صور قبل المجزرة، وصور بعدها، + +وعملوا تحليل للصور دي، +وقارنوها بخرايط حالية للمكان، + +وكمان، خدوا صور حديثة بالقمر الصناعي، + +وعملوا 3D Modelling +لكل التغييرات اللي حصلت في المكان، + +وكمان، جمّعوا شهادات +من أشخاص ناجيين من المذبحة، + +وطلعوا بتقرير بيحدد بدِقّة +أماكن المقابر الجماعية، + +أكبر اتنين من الأماكن دي +موجودين جنب المدافن القديمة بتاعة القرية، + +وتحت موقف العرب��ات +اللي بيخدّم على شاطئ وResort! + +لحد النهاردة، يا عزيزي، لو دخلت على "جوجل" +عشان تعمل Search على الأماكن دي، + +أول حاجة هتقابلك +هتبقى حجوزات فنادق وأماكن أنشطة ترفيهية، + +رغم إن كل دا مبني حرفيًا +فوق ساحات إعدام ومقابر جماعية! + +وكأن الشكل اللي عليه "الطنطورة" النهاردة + +هو مجاز أو Metaphor عن "إسرائيل" كلها، + +طبقة رُقَيّقة جدًا من التحضُّر والتقدم الغربي، + +وتحت كل دا، على عمق متر واحد بس، + +أدلة باقية لحد النهاردة على القتل، +والتطهير والإبادة العرقية! + +عزيزي المشاهد الجميل، + +كل اللي حكيتهولك دا مصادره إسرائيلية، + +مش مصادر غربية، لأ، إسرائيلية. + +المصادر العربية فيها تفاصيل أبشع بكتير! + +بس أنا عندي سبب، ليه اخترت هذه المصادر، + +لأن عايز أعرضلك بعض الأمثلة +للأصوات القليلة الإسرائيلية + +اللي حاولت تحفر في حاجة زي "النكبة"، + +وأقولّك المصير اللي حصلّهم، + +من The Only Democracy in The Middle East، + +"الدولة الديمقراطية الوحيدة +في (الشرق الأوسط)!" + +الناس دُول، اللي بأحكيلك عنهم، اتنكّل بيهم. + +"تيدي كاتز" مثلًا، +اللي عمل اللقاءات مع قدماء المحاربين دُول، + +اترفع عليه قضية تشهير، +من ناس بالتعريف هما مجرمين حرب، + +واتسحبت رسالة الماجيستير بتاعته +من مكتبة الجامعة، + +واضطر إنه يقبل بالتراجع عن كل اللي قاله، + +وانتهى "كاريره" الأكاديمي تمامًا! + +أما بقى، "إيال وايزمان"، +اللي هو أنشأ مؤسسة Forensic Architecture، + +اللي انت شُفت الصور بتاعتهم من شوية دُول، + +الراجل دا، الحمد لله، كان حظه أوفَر شوية، + +كتبه اتمنعت بس في "إسرائيل"، + +وخصوصًا، كتابه "أرض جوفاء"، +لأن هذا الكتاب يُعتبر دليل إدانة. + +هو الراجل، ببساطة شديدة، بيوضّح +طريقة الاحتلال الإسرائيلي في بناء المستوطنات، + +بشكل يخنق ويطرد الفلسطينيين، تخيل! + +اللي بأحكيلك عنهم دُول ليسوا حالات فردية، + +فيه أمثلة كتير على أي حد +بيحاول يتكلم على "النكبة" في "إسرائيل"، + +ومحاولة منعه من دا، + +لدرجة إن سنة 2011، +الـ"كينيست" وافق على قانون + +اتعرف باسم The Nakba Law، "قانون (النكبة)"، + +القانون دا بيدّي الحق لوزارة المالية + +إنها تمنع التمويل والدعم الحكومي +عن أي مؤسسة بتتكلم عن "النكبة". + +يعني مثلًا، لو انت جامعة +أو مؤسسة بحثية بتبحث في الأشياء، + +وفيه بروفيسور هيعمل عندك محاضرة عن "النكبة"، + +فمن حق الدولة إنها تلغي +الدعم والتمويل عن الجامعة، وبالقانون. + +بالقانون دا، كُتُب كتير ما خرجتش للنور، +ومقالات ما اتنشرتش، وأفلام ما اتصورتش، + +كل دا، عشان ما حدش يفسد القصة +اللي "إسرائيل" بتحاول تحكيها عن نفسها، + +خصوصًا، لمّا يكون الحد دا يهودي +ومش مختار يكون صهيوني! + +الموقف دا بيبقى غريب! "الله، ازاي؟!" + +لدرجة إنه بيُطلق على هؤلاء، +اليهود اللي كارهين فكرة الصهيونية، + +"يهود كارهين لأنفسهم". وصف مهين. + +من أشهر الناس دُول، الـSelf-hating Jews، + +المؤرخ "إيلان بابيه"، +اللي شِبه اتطرد من جامعة "حيفا"، + +وصاحب الكتاب المشهور، +Ten Myths About Israel + +"10 أساطير عن (إسرائيل)". + +دي أساطير، "إسرائيل" بتحاول تصدّرها للعالم، + +وتحديدًا للخيال الغربي. + +الحكاية اللي بتحكيها "إسرائيل" عن نفسها، + +وبتدرّسها للأطفال في المدارس كسردية وطنية، + +ممكن نُبصّلها بطريقة من اتنين، + +إما إنها مجموعة من الأكاذيب تحت بعض، ونقف هنا، + +أو إنها مجموعة من الأكاذيب تحت بعض، +بس احنا محتاجين نفهمها، + +عشان نفهم ليه العالم مصدّقها بالشكل دا. + +السردية دي بتبدأ +بالممالك اليهودية على أرض "فلسطين"، + +اللي اتدمرت +واتهدم معاها هيكل أو معبد "سليمان"، + +ومن سنة 70 ميلاديًا، +تشتت اليهود في كل بقاع الأرض، + +ولمدة 2000 سنة، +اتعرّضوا لكل أشكال التمييز والاضطهاد، + +اللي بتبلغ ذروتها في الـ"هولوكوست"، + +وكمحاولة للنجاة، بيقرر اليهود الباقيين +إنهم يهربوا ويرجعوا لأرض الأجداد. + +دا هو الجزء الأول من القصة، + +اللي بتقدّم فيه "إسرائيل" نفسها +لحظة البداية الضعيفة، + +وبالتالي، بتكسب التعاطف معاها، + +وبالتالي، يبقى أسهل تشتري منها +بقية القصة بعد كدا. + +بقية القصة مثلًا، ممكن تشوفها + +في كتاب جغرافيا الصف السادس +في المدارس الإسرائيلية، + +اللي بتوصف عودة اليهود المستوطنين الشجعان +اللي اشتروا الأرض، وبدأوا في تعميرها، + +واستخدموا كل وسائل التكنولوجية الحديثة! + +لو قُلتلك كدا ووقفت، مش كفاية، + +لازم أدّيك مجموعة تانية من التفاصيل، +عشان أرسم صورة في خيالك، + +فنلاقي الكتاب بيكمّل يقول + +إن المستوطنين وصلوا الأرض دي +لقوها عبارة عن أطلال ومستنقعات، + +فعملوا إيه؟ حفروا آبار ميّه عذبة، + +استخدموا أسمدة، عشان ينفع الأراضي تتزرع، + +وطوّروا تقنيات للبناء، +وطهّروا المستنقعات، وردموها، + +فقدروا يقضوا على الملاريا +اللي كانت بتفتك بيهم، + +وأنشأوا مدن زي "تل أبيب"، +أول مينا في المنطقة! + +وخُد بقى التفصيلة دي، +الساحل قُدّام "تل أبيب" ساحل ضحل، + +فصعب إنك تعرف تعمل فيه مينا، + +ولكن المستوطنين نجحوا في دا! + +لو تأملت معايا الجزء اللي فات، + +فهو الهدف منه إثارة الإعجاب، + +ورسم صورة عن الناس الضعاف +اللي أول ما لقوا فرصة، قدروا ينجحوا، + +بشكل، يا عزيزي، بيفكرك بمين؟ + +بالمستوطن الأبيض اللي راح "أمريكا الشمالية" + +عشان يبني "الولايات المتحدة الأمريكية". + +لحد الجزء دا من القصة، +حاجتين اتحققوا، التعاطف والإعجاب. + +أي قصة، يا عزيزي، محتاجة حاجة مهمة أوي، + +محتاجة يكون فيه "صراع"، +والصراع محتاج "شرير". + +الشرير الأول في القصة الإسرائيلية +هو، وللمفاجأة، الانتداب البريطاني، + +دا مش شرير تقليدي، +دا الشرير اللي بيعطّل هجرات اليهود، + +وبيحاول إجهاض حلمهم في بناء دولة. + +تخيل، يا عزيزي، الشرير بيحاول يمنع اليهود + +من إنهم يهربوا من المحارق في "أوروبا"، + +وييجوا يأمنوا في وطنهم الجديد! + +فبالتالي، انت كحد بيسمع القصة دي، +تكره هذا الشرير، "ما تسيبهم يهربوا يا عم!" + +ومنتظر اللحظة اللي البطل فيها هينتصر عليه! + +الرواية الإسرائيلية مش بتقدّملك بطل واحد، + +بتقدّملك أبطال، +أبطال زي "مناحم بيجن"، "إسحاق رابين"، + +"أرييل شارون"، "شيمون بيريز"، + +اللي انضموا لتنظيمات عسكرية، +زي "هاجاناه" و"أرجون" و"ليحي". + +ولو جيت ركّزت، يا عزيزي، +هتلاقي إن فيه ذكاء في اختيار هذه الأسامي، + +كلمة "ليحي" دي معناها +"المقاتلون من أجل حرية (إسرائيل)"، + +فأنا بأقدّملك هنا قصة فيها تنظيم عسكري +اسمه "مدافعون عن الحرية"، + +أكيد هتتعاطف معايا وتصدّقني، + +وتصدّق التضحيات والشجاعة اليهودية + +اللي بتنجح في إجبار "بريطانيا" +على الجلاء، على الخروج. + +وكمان، هتفرح معايا + +إن خروج "بريطانيا" دا +هيبقى استقلال من الاستعمار، + +وتحرر لليهود من الشتات التاريخي. + +وتفرح كمان معايا لمّا "الأمم المتحدة" +تعلن قرار 181، في نوفمبر 47، + +اللي بيقسّم أرض "فلسطين" التاريخية +لدولة يهودية ودولة عربية! + +كل اللي أنا قُلتهولك فوق دا، ��ا عزيزي، +انت عارف إن هو تلفيق. + +اللي أنا بأحاول أبرزه هنا، +إن دا تلفيق معمول كويس، + +عنده قُدرة كبيرة على الإقناع. + +تخيل لمّا أحكي الحكاية دي كلها +لشخص ما يعرفش! + +وبعد الكلام دا، أقولّه إن "إسرائيل" +يوم 14 مايو 1948، أصبحت دولة، + +وليها رئيس وزرا اسمه "ديفيد بن جوريون"، + +ثم أقولّه على طول +إن بعد يوم واحد من تأسيس دولتك، + +فيه شرير تاني هجم على هذا الحلم! + +تحسّها، يا عزيزي، حبكة فيلم أمريكاني، + +خلاص، البطل هينتصر، +بعد ما قدر يكسب أول شرير، + +والفيلم خلاص هيخلص، يطلعله شرير تاني! + +اللي بيتفرج على هذا الفيلم + +مستحيل يصدّق +إن الشرير التاني اللي طلع دا مش شرير! + +الشرير التاني دا هو احنا! + +حسب سردية "إسرائيل"، +فبعد يوم واحد من إعلان الدولة، + +7 جيوش عربية قررت إنها تتحد +وتهجم على هذه الدولة الوليدة + +عشان تطّهرها من اليهود! + +"مصر"، "الأردن"، "سوريا"، + +"لبنان"، "السعودية"، و"العراق" + +وقوات من عرب "فلسطين"، + +كل دُول عليك انت لوحدك! + +هل القصة بتُقف هنا؟ لأ. + +وبتكمّل الرواية الإسرائيلية +باستدعاء قصة بني "إسرائيل"، + +قصة "داوود" و"جالوت"، + +"داوود" الشابّ الصغير الضعيف، + +اللي في يوم من الأيام، هيخُش في معركة +قُدّام "جالوت" القوي العملاق، + +وبسبب إيمان "داوود" وشجاعته، +هيقدر ينتصر على "جالوت". + +طبعًا في هذه القصة، "إسرائيل" هي "داوود" +والـ7 جيوش العربية هما "جالوت"! + +بذمتك، لمّا أحكيلك قصة كدا، هتتعاطف مع مين؟ + +دا انت كمان هتصدّقني +لمّا أقولّك شيء وقح أكتر بكتير، + +هأقولّك إن العرب من ساكني "فلسطين" + +خرجوا من أرضهم عشان يدّوا فرصة +للـ7 جيوش عشان يبيدوا اليهود، + +وهتصدّقني لو قُلتلك + +إن "إسرائيل" حاولت بكل الأشكال +إنها تقنع الفلسطينيين يرجعوا، + +لكن هما اللي رفضوا يرجعوا أرضهم، +وفضّلوا الحياة كلاجئين! + +تخيل، فيه قصة بتحاول تقنعني إن فيه ناس +رفضوا إن هما يرجعوا يعيشوا في أرضهم! + +دا شيء صعب الاقتناع بيه. + +بس لأن القصة، هما بيعرفوا يحكوها كويس، +فيبدو إن فيه ناس بتصدّقها! + +ويبدو إن فيه ناس مصدّقة إن لحد هذه اللحظة + +إن "إسرائيل" ما بتحاولش تعمل أي حاجة +غير السلام مع جيرانها اللي بيكرهوها! + +وبتنتهي القصة +إن "إسرائيل" ما عندهاش أي حلم غير السلام! + +ولكنها برضه، مستعدة دايمًا تدافع عن نفسها، + +بدليل إن جيشها اسمه "جيش الدفاع"! + +وأكيد، بعد الملحمة اللي حكيتهالك دي، + +لمّا أقولّك إن جيش الدفاع +هو "أنبل جيش في العالم"، أكيد هتصدّقني. + +دي، يا عزيزي، قصة مزوّرة بالكامل، + +بتتكون من أكاذيب كاملة وأنصاف حقائق، + +ولكن فيها "إسرائيل" الـUnderdog، + +ويبدو إن هو دا السبب +اللي بيسهّل التعاطف معاها. + +أنا عارف إن القصة مزوّرة، + +وانت عارف إن القصة مزوّرة، + +بس يبدو إن المواطن الأبيض العادي، +اللي اهتمامه بالعالم ما يتعدّاش صالة بيتهم، + +الحياة بالنسباله Iced Coffee على الآخر! + +على رأي "عبّود"، أقوى مراسل في العالم. + +يبدو كدا إن هذا المواطن +ما يعرفش إنها مزوّرة، + +لأن لعقود طويلة جدًا، "إسرائيل" استثمرت +في احتلال الخيال الغربي بالقصة دي، + +بشكل يسهّل +إن القصة الحقيقية تفضل مدفونة تحتها، + +وأنا، النهاردة، +جاي أحكيلك القصة الحقيقية، "النكبة". + +عزيزي المشاهد الجميل، + +الأسطورة الأولى، +هي إن فيه حاجة اسمها "اليهود"، + +كلهم على بعض كدا من أول التاريخ، + +شعب واحد وجنس واحد وآمال واحدة، + +بيُضطهدوا بقالهم 2000 سنة، + +مش أجزاء، كتلة واحدة. + +بينما، لو جينا نبص +على مجتمعات اليهود في "أوروبا"، + +ومقارنتها مع مجتمعات اليهود +في البلاد العربية، + +في نهاية القرن الـ19، قصة سريعة بس، + +هتقولّنا إن دا مش حقيقي. + +اليهود في بلد زي "المغرب" كانوا 150 ألف، + +في "مصر"، 80 ألف، + +في بداية القرن الـ20، +في "العراق"، في "بغداد"، + +وصل عدد اليهود 50 ألف، +تقريبًا، رُبع سكان مدينة "بغداد". + +المجتمعات اليهودية دي كانت جزء +من البلاد العربية اللي هما عايشين فيها، + +يهود عرب آمنين على حياتهم وممتلكاتهم، + +ليهم مدارسهم ودور العبادة بتاعتهم، + +لا شك إن كانت بيقابلهم مشاكل +زي أي مشاكل بتقابل أي أقلية، + +ولكنهم كانوا جزء طبيعي من نسيج مجتمعاتهم، + +والبلاد دي كلها +كانت جزء من الدولة العثمانية، + +اللي كانت متسامحة بدرجة كبيرة جدًا +مع اليهود اللي فيها. + +على الناحية التانية، في "أوروبا"، + +كان اليهود بيواجهوا واقع مختلف، + +واقع خلقته التغيرات +اللي كانت بتحصل في "أوروبا" وقتها. + +لو بصينا على خريطة "أوروبا" +في بداية القرن الـ19، + +"أوروبا"، في الوقت دا، +كانت بتتحول من إمبراطوريات كبيرة + +إلى دوَل قومية، Nation States. + +الإمبراطوريات كانت مساحة كبيرة جدًا، + +جواها شعوب وأعراق وأديان مختلفة، + +الملوك بتورث بعض، +والأقليات، في أغلب الأحيان، مواطنين درجة تانية، + +أحيانًا ظروفهم كويسة، وأحيانًا لأ. + +المجتمعات اليهودية +في الإمبراطوريات الأوروبية، + +كانت أقلية من الأقليات، + +أقليات يهودية مقفولة على نفسها، + +عايشين فيما يُسمّى الـ"جيتوهات"، + +واختلاطهم بالعالم اللي حواليهم قليل، +وهما شايفين نفسهم مختلفين عنه. + +ولكن بقى فكرة الـNation States الجديدة دي + +اللي جت تبدد الإمبراطوريات، غيّرت هذا الوضع، + +"ألمانيا" مثلًا، تحولت من شوية ممالك متفرقة +لدولة ألمانية مُوحَّدة، + +وكذلك "إيطاليا" و"بولندا". + +"معلش يا (أبو حميد)، أنا متلخبط شوية، +إيه الفرق بين دا ودا؟! + +هل الاسم؟ عندي أنا يا سيدي!" + +الأستاذ "فوزي البِدوي"، +أستاذ الدراسات اليهودية في الجامعة التونسية، + +بيقول إن الـNation State، +الدولة القومية الجديدة دي، + +كانت بتقدّم وعد بواقع جديد، + +"ما فيش حاجة اسمها أقلية أو أغلبية، +فيه حاجة اسمها مواطن، + +كلنا ألمان أو إيطاليين أو بولنديين، + +كلنا لينا هوية واحدة بتجمعنا +اسمها (الوطن)، الـNation. + +حتى لو كان فيه بيننا +اختلافات في الدين أو في العِرق، + +فكلنا مواطنين مندمجين في وطن واحد." + +رد الفعل اليهودي على الفكرة دي، انقسم، + +قطاعات من المجتمعات اليهودية +كانت رافضة الفكرة، + +وكانت شايفة إن الطريقة الوحيدة +عشان يفضلوا يهود وما يندمجوش + +فينسوا أصلهم وتاريخهم، +إن هما ينعزلوا، ويرفضوا التحديث، + +ويميزوا نفسهم +عن الهويات الجديدة اللي بتتكون، + +الخوف دا، عززه العنف اللي واجهته +كتير من المجتمعات اليهودية الأوروبية، + +خصوصًا، في "روسيا" و"بولندا"، + +لدرجة انتشار مصطلح الـPogrome، + +كلمة روسية معناها قتل اليهود، +تدمير ممتلكاتهم وحرق منازلهم. + +على الناحية التانية، +فيه قطاعات في المجتمعات يهودية في "أوروبا" + +كانت شايفة إن العنف دا مؤقت، +وهيختفي مع الوقت، + +وإن الاندماج هو الحل، + +كانوا شايفين قُدّامهم فرصة يتعلموا، + +ويستفيدوا من المعرفة الأوروبية الحديثة، +اللي بتتطور بسرعة، + +وينصهروا في المجتمع +لّما يشتغلوا وظايف حديثة، + +أطباء وشعراء وموظفين بنوك، + +وكانوا شايفين إن ثقافت��م مش هتروح ولا حاجة، + +الدين واللغة هما اللي هيحفظوا ثقافتهم. + +بس في الحالتين، +اللي كانوا رافضين أو اللي كانوا قابلين، + +كانوا شايفين نفسهم +مواطنين أوروبيين في بلاد أوروبية. + +كل اللي بأحكيهولك دا بينفي +إن فيه كتلة على بعضها كدا اسمها "اليهود"، + +في الآخر، اليهود دُول أفراد في مجتمعات، + +أحوالهم بتتغير من أحسن لأسوأ، +أو من أسوأ لأحسن، + +على حسب هما امتى في التاريخ +وفين في الجغرافيا. + +بينما الرؤية الصهيونية بتحاول تعمل العكس، + +وتصور اليهود كحالة فريدة في التاريخ، + +والعداء ضدهم ثابت وقَدَري، + +لدرجة إن مفكر صهيوني اسمه "ليون بينسكر"، + +بيقول عن "معاداة السامية" إنها... + +المؤرخ الإسرائيلي "إيلان بابيه"، +المُعادي للصهيونية، + +بيقول إن أسوأ حاجة عملتها الصهيونية +كانت التلاعب بالديانة اليهودية، + +بحيث إنها تستعمل الدين كمبرر، +لتحقيق فكرة استعمارية بالأساس. + +"معلش يا (أبو حميد)، +ممكن تفنّطهالي؟ مش فاهم!" + +انت، يا عزيزي، أنا عارفك، +انت بتحب الحكايات، صح؟ + +عايز حكاية وصراع وشرير... وكدا، صح؟ + +أنا قُلتلك من شوية إن في "أوروبا" +كان فيه يهود قابلين للاندماج، ويهود رافضينه، + +من هؤلاء اللي كانوا قابلين الاندماج، + +كان صحفي نمساوي اسمه "ثيودور هرتزل"، + +دا شابّ من عائلة يهودية غنية جدًا، + +متعلم وثقافته ألمانية، + +وتقريبًا، ما يعرفش من العبري غير "شالوم"! + +علاقته بالدين تكاد تكون معدومة. + +بعض الناس بيقولوا إن هو Borderline ملحد. + +"ثانية واحدة يا (أبو حميد)! +(هرتزل) بتاع الصهيونية و(إسرائيل) + +علاقته بالدين كانت معدومة، +وكان عايز يندمج في المجتمع الأوروبي؟!" + +دا، يا عزيزي، بناء درامي، +دا الـComing of Age، دا الـJaunra. + +"هرتزل" سنة 1894 +راح "باريس" يغطي قضية مهمة، + +لظابط فرنسي يهودي اسمه "ألفريد درايفوس"، + +الراجل دا متهم +بتسريب معلومات سرّية للألمان. + +القضية دي، يا عزيزي، هزت "فرنسا"، +لأن المجتمع انقسم، + +ناس بتؤيد براءته، +وناس بتتهمه بالخيانة العظمى، + +لحد هنا تمام. قضية، محاكمة، هتافات، عادي! + +بنشغّل الـ"سوشيال ميديا"! + +ولكن اللي ما كانش عادي +إن بعض المظاهرات اللي كانت ضد "درايفوس" + +هتافاتها كانت بتقول... + +"الموت لليهود!" + +دا فين، يا عزيزي؟ دا في "باريس"، +معقل التنوير والحداثة! + +صحيح إن بعض المصادر بتقول +إن "هرتزل" كان بيبالغ، + +وإن الهتاف كان +Death to The Traitor، "الموت للخاين"، + +بس الأكيد في الحالتين +إن "هرتزل" بيعتبر هذا الموقف نقطة تحول، + +اللي حصل دا خلّاه +يفقد إيمانه بالاندماج مع المجتمعات، + +"بقى دلوقتي إيه؟ مايل للانعزال؟!" + +الحقيقة، +هو فكّه من موضوع الاندماج والانعزال دا، + +هو راح لاختيار تالت، +ما كانش معروف ولا منتشر وقتها، + +ولا ليه جمهور +في المجتمعات اليهودية الأوروبية، + +ألا وهو فكرة كدا اسمها "الصهيونية". + +"يا نهار أبيض يا (أبو حميد)! +يعني اليهود ما كانوش صهيونيين من الأول؟!" + +لأ، يا عزيزي. الصهيونية في واقع الأمر +فكرة ظهرت في القرن الـ16، + +ظهرت فين؟ +عند بعض المسيحيين، وبالأخص البروتستانت، + +وبالأخص بالأخص، في "بريطانيا". + +الفكرة ببساطة بتقول +إن اليهود يرجعوا "القدس" + +ويبنوا الهيكل كتمهيد لعودة "السيد المسيح". + +فضلت الفكرة دي مكمّلة كدا لحد القرن الـ19، + +فكرة عادية، موجودة، ما حدش مهتم بيها. + +اليهود كانوا يسمعوا الكلام دا ويقولوا، +"تمام، هنظبّط ونكلمكم! + +مش عايزيننا نبقى مواطنين؟ هه؟! + +عايزيننا احنا نمشي، +وانتم تاخدوا المواطنة لوحديكم؟! + +فاهمين على فكرة!" + +بس الصهيونية اليهودية في القرن الـ19 +كانت مختلفة عن كدا، + +وخصوصًا، صهيونية "هرتزل". + +ما كانش الموضوع +ببساطة إن اليهود يرجعوا "القدس". + +الكاتب المصري "السيد ياسين" +في كتابه "تشريح العقل الإسرائيلي"، + +بيحاول يدّينا صورة أوضح ومفصّلة أكتر +عن الصهيونية اليهودية، + +الصهيونية اليهودية فكرة عنصرية، + +بتشوف إن كل البشر في كل مكان وكل زمان، + +مغروس جوا أعماق أعماقهم كراهية ضد اليهود! + +يعني، لو جبتلي طفل صغير عنده 4 سنين +لسة متعلّم الكلام، + +وسألته، "انت يا حبيبي بتحب اليهود ولّا لأ؟!" + +هيقولّك، "آه، عادي." +هيقوم الصهيوني قام قايلّك، "لأ، + +هو بيقول كدا، +بس هو من جوا ما بيحبهومش!" + +الصهيونية بتعادي الآخر الغير يهودي، + +وشايفة إن الكراهية دي محفورة جواه +مش لأي سبب، غير لأنه مش يهودي! + +وبالتالي، الحل الوحيد +عند اليهود عشان يبقوا آمنين، + +إن هما يعملوا دولة نقية ليهم +من غير آخرين، كلها يهود! + +لا تقولّي بقى اندماج +ولا انعزال ولا تواصل مع الآخر، + +دولة ليهم لوحدهم، ما حدش يعيش فيها معاهم، + +أو على الأقل، على الأقل يعني، +يبقوا هما الأغلبية الكاسحة، اللي بتحكُم، + +الفكرة دي هيأصّلها "هرتزل" +في كتابه "دولة اليهود". + +"طب يا (أبو حميد)، معلش يعني، +مين هما اليهود بقى؟" + +والله، يا عزيزي، +أنا ما عنديش فكرة عن هذا السؤال، + +ولكن أقدر أقولّك التعريف الصهيوني، + +الفكرة الصهيونية +إن اليهود جنس واحد نقي، Pure، + +من أول لحظة لآخر لحظة، + +هما مش مجرد دين، +اليهودية ليست ديانة تبشيرية، + +ما بيسعوش إن هما يضموا الآخرين لعقيدتهم، +ولا يتجوزوا منهم، + +فبالتالي، الصهيونية بتشوف اليهود +أقرب لجنس أو شعب أو عِرق نقي، + +ودي كمان فكرة عنصرية. + +مش بس كدا، +على حسب كلام الباحثة "بديعة أمين"، + +فهي بتقول إن واحدة من أسس الصهيونية + +إن اليهود اللي بيظلمهم بس الناس التانية، + +لكن يستحيل يكون فيه يهودي بيظلم يهودي! + +فاكر، يا عزيزي، لمّا قلتلك +موضوع الـSelf-hating Jews، + +"اليهودي الذي يكره نفسه"؟ + +الصهيونية بترتبك لمّا يهودي ينتقدها، + +باختصار يعني، الصهيونية قائمة +على اعتقاد إن العالم كله يكره اليهود، + +إن العالم كله "معادي للسامية"، + +واللي مش "مُعادي للسامية"، +فيه احتمال يعاديها! + +"هرتزل" شايف +إن الظُلم والكراهية و"معاداة السامية"، + +هيبقوا القوة اللي هترشد اليهود للحل، +أو بتعبيره... + +"احنا شعب واحد، أعداءنا خلّونا متحدين." + +بصراحة، يا عزيزي، هذه الفكرة بأجدها مخيفة، + +إن فيه حد يقول إن توحُّد مجموعة من الناس +قايم على كراهية باقي الناس ليهم، + +يعني، بيتم تعريفك بالناس اللي بتكرهك. + +وبالفعل، يا عزيزي، من غير "معاداة السامية"، + +مش هيبقى فيه حاجة اسمها "صهيونية". + +تخيل، يا عزيزي، إن فيه فكرة +قايمة على إن الكل بيرفضها، + +وفي اللحظة اللي الكل هيقبلها، هتُقع! + +"هرتزل" كان شايف إن "معاداة السامية" + +هتكون هي القوة الدافعة +اللي هتمكّن اليهود من بناء دولتهم. + +باختصار، يا عزيزي، بعد كل الكلام الكتير دا، + +الصهيونية كانت فكرة +ردت على العنصرية ضد اليهود + +بعنصرية مضادة تجاه كل ما هو غير يهودي. + +إذًا، فالحل بيبقى إن اليهود يعيشوا +في دولة لوحدهم. + +"هرتزل" بقى قعد يفكر، +"يا ترى فين الدولة دي؟!" + +كان فيه مقترحات +زي "الأرجنتين"، "أوغندا"، "مدغشقر"، "روسيا"، + +لأن، زي ما قلتل��، الموضوع، يا عزيزي، في الأول +لم يكن له علاقة بالدين، + +كان المهم، +"إنشاء دولة وخلاص، نحفظ بيها نفسنا + +من كراهية اليهود المزروعة في غير اليهود." + +خلّيني أقولّك، يا عزيزي، المفاجأة. + +المفاجأة هي إن معظم القطاعات اليهودية + +اللي "هرتزل" عرض عليهم +موضوع الصهيونية دا، ونعملّكم دولة وكدا، + +عملوله Like، وقالوله، "هنظبّط ونكلّمك. + +اسبق انت، واحنا هنحصّلك!" + +دُول مين؟ دُول المُضطهَدين نفسهم. + +اللي استغربوا، "ليه نهاجر من البلاد +اللي عيشنا فيها طول عمرنا؟! + +ما نطالب بحقوقنا فيها! + +ولو هنهاجر، فنهاجر لعالم جديد، (أمريكا)." + +اللي كان بالفعل +الوجهة الأولى ليهود "أوروبا". + +عشان تتحول مدينة زي "نيويورك" +في أواخر القرن الـ19 + +لأهم مدينة يهودية في العالم. + +عايز أقولّك إن المؤتمر الصهيوني الأول + +كان المفروض يتعمل في "ميونخ"، + +بس Interestingly Enough، +اليهود الألمان رفضوا الكلام الفارغ دا، + +لدرجة إن كتير من الحاخامات +شاف إن الفكرة الصهيونية دي أصلًا + +تحدّي للإرادة الإلهية +اللي كتبت الشتات للشعب اليهودي. + +وقتها، "هرتزل" فكر في الفكرة، +اللي اتكلمنا عنها قبل كدا، + +وهي "إن أنا محتاج عشان أقنع الناس دي + +يبقى عندي قصة حلوة جدًا، +حتى لو مش حقيقية، + +محتاج أسطورة الناس تتلم حواليها." + +في كتابها "تاريخ الأسطورة"، +بتقول "كارين أرمسترونج"، + +"الأسطورة حقيقة لأنها مؤثرة، +وليس لأنها حقيقة." + +"هرتزل" فهم كويس إن يهود "أوروبا" +خايفين من السفر لمجهول مش عارفينه، + +"هنروح (أوغندا) نعمل إيه؟! حرّ أوي! + +هنروح (روسيا) نعمل إيه؟! برد أوي! + +تخيل، نبقى مُضطهَدين وبردانين!" + +ولكن ماذا بقى بقى بقى +لو كانت الوجهة معروفة ومضمونة ومقدسة، + +ونهاية سعيدة لحكاية حزينة؟ + +دي، يا عزيزي، كانت الطريقة الوحيدة +اللي قدر يقنعهم بيها، + +"احنا، يا جماعة، مش هنهاجر مكان تاني، +احنا هنرجع لوطننا." + +وقتها، في مؤتمر الصهيونية الأول +في "بازل"، 1897، + +الحركة الصهيونية أعلنت عن وجهتها، "فلسطين"، + +وعلى حسب تعبير +عالِم الاجتماعي الأرجنتيني "بيدرو بريجير"، + +حوّل "هرتزل" حكاية الشتات التوراتية، +هذه الحكاية الملحمية المؤثرة، + +لعقد تمليك حديث لـ"فلسطين"! + +عشان تكون الهجرة ساعتها مش حل سياسي، +وإنما واجب ديني. + +ومن هنا، يا عزيزي، +بدأ الخلط بين الصهيونية واليهودية، + +دا اللي بعد كدا عمل المغالطة بتاعة +إن اليهودية هي الصهيونية، + +وإن معاداة الصهيونية هي هي معاداة اليهودية! + +"أرض بلا شعب" هي أشهر الأفكار الصهيونية، + +على الرغم من إن "فلسطين" +في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، + +كانت مجتمع متكامل، + +بيعيش فيها أغلبية مسلمة، ومسيحيين، +وأقلية يهودية، + +مجتمع، رغم تنوعه الديني، +إلا إنه كان متجانس ثقافيًا، + +"يافا"، أكبر مدينة على الساحل الشرقي، + +كان عايش فيها أكتر من 60 ألف فلسطيني، + +فيها سينمات ومسارح، + +ومينا أقدم من ميناء "تل أبيب" الحديث +بمئات السنين. + +البعثة البريطانية اللي جت "فلسطين" +من سنة 1871 لـ1877، + +عملت عن "فلسطين" موسوعة من 12 جزء، + +وكتبت فيها أسامي 13 ألف مكان. + +وبالتالي، دا بيسيبنا قُدّام احتمال من اتنين +لمعنى كلمة "أرض بلا شعب". + +الاحتمال الأول +بيقوله عالم الاجتماع الأرجنتيني "بيدرو بريجير"، + +وهو إن قادة الحركة الصهيونية +اللي بتطالب بالرجوع إلى "أرض الميعاد"، + +هذه الأرض المقدسة، +اللي هتتحقق فيها كل أحلامهم، + +ما كانوش يعرفوا عنها حاجة أصلًا! + +لأن العالم، غالبًا بالنسبالهم، +كان "أوروبا" بس، + +كل معلوماتهم عن "فلسطين" +مصدرها حكايات الرحالة والمغامرين، + +وانت لمّا تكون رحّالة، + +مش هترجع تقول للناس في "أوروبا" +إنك رُحت مغامرة لـ"يافا"، + +فلقيت فيها حاجات عندنا، +زي السينما أو المسارح، + +كدا الـReach هيقع، مش Exotic كفاية! + +انت يا أسطى رُحت "الشرق" يا أسطى، + +اعمل صورة كدا عن "الشرق" البدائي، + +خِيَم وجِمال وقصص "ألف ليلة وليلة"، + +وأرض فاضية، ومستنية عودة اليهود! + +فدا التفسير الأول لفكرة "أرض بلا شعب". + +أما التفسير التاني، +فبيطرحه المؤرخ الفلسطيني "سلمان أبو ستة"، + +بيقول إن "أرض بلا شعب" دي +كانت النية الصهيونية، + +إن هما يخلّوا الأرض من غير شعب، +وخلّيني أشرحلك. + +لحد نهاية القرن الـ19، +نسبة اليهود بعد الهجرة + +ما كانتش تتعدى 3% من مجمل "فلسطين"، + +اللي كانت، ساعتها، تحت الحُكم العثماني، + +وفشلت محاولات "هرتزل" إنه يقنع السلطان العثماني +إنه يخصص أرض لليهود، + +السلطان رفض، +بس ساب الهجرة تفضل بتحصل زي ما كانت، + +لأن زي ما قلتلك، العرب والعثمانيين + +ما كانش عندهم مشكلة مع اليهود +لمجرد كونهم يهود، + +"انت يهودي، +عايز تيجي تقعد معانا بسلام، اتفضل. + +لأ، انت صهيوني بقى؟! لأ! دا..." + +استمرت الهجرات. + +وفي سنة 1907، +هيأسس الصهيوني "حاييم وايزمان" + +شركة تطوير أراضي في "يافا". + +"حاييم وايزمان" دا +شخصية شديدة الأهمية في التاريخ الصهيوني، + +يهودي علاقته بالدين تكاد تكون منعدمة. + +"إيه يا (أبو حميد) +الناس اللي ما تعرفش ربنا دي؟!" + +المهم، الشركة دي هدفها كان شرا الأراضي +من الفلسطينيين بشكل منظم، + +ولكن على حسب كلام +البروفيسور الأمريكي "وولتر لين"، + +في مجتمع زراعي زي دا، +الفلّاحين رفضوا يتخلّوا عن أرضهم عشان الفلوس، + +لأن أرضهم دي أساس حياتهم، أساس قوتهم، + +خصوصًا، إن الصفقة كانت بتشترط +طرد الفلّاحين العرب من الأرض! + +أو يخلّوها "أرض بلا شعب"، +"عشان نجيب الشعب بتاعنا." + +عشان كدا، +مش هينجح الصهاينة إنهم يشتروا أراضي + +غير ممن يُسمّوا + +الناس اللي بيتملكوا أراضي كتير، +بس مش عايشين فيها، + +زي مثلًا، أحد العائلات اللبنانية +اللي كانوا عايشين في "أوروبا"، + +واللي في 1910، باعوا 200 كيلومتر مربع +في "مرج ابن عامر" للوكالات اليهودية. + +لحد هنا، يبدو الموضوع بريء، + +يهود مهاجرين من "أوروبا" +جايين يعيشوا في مكان جديد ويزرعوا. + +ولكن تنظيم شكل المزارع اللي عملوها +ما كانش بيوحي بكدا أوي، + +اللي عمله الصهاينة من اللحظة الأولى +واللي استمر معاهم في كل أرض استحوذوا عليها + +كان كالآتي، +أولًا، رفض العمل مع فلسطينيين في الأرض، + +"انت مش جاي تشتغل معاهم، انت جاي تحل محلهم! + +افتكر القاعدة: أرض بلا شعب." + +فبالتالي، الشرط دا بيعني +العمالة كلها لازم تبقى يهودية، + +لدرجة إن "مرج ابن عامر" +خرج منه 60 ألف فلسطيني، + +وتم استبدالهم بيهود مهاجرين. + +الشرط التاني كان حراسة الأرض، + +اتشكلت فِرَق حراسة يهودية اسمها "هاشومير"، + +غرض هذه الفِرَق الحفاظ على هذه الأراضي، + +لأن من اللحظة الأولى +بيعتبروا أي حاجة بتحيط الأرض مُعادية، + +الحراسة دي هتقوّي العلاقة +بين اليهود والأرض الجديدة. + +تالت شرط، يا عزيزي، كان المقاطعة، + +"احنا هنقاطع الفلسطينيين اقتصاديًا. + +أنا مش جاي عشان أتاجر معاك، + +أنا جاي أعمل منتجات يهودية، +وأشتغل مع يهود." + +الشكل دا في التعامل مع الأرض +كانت استراتيجية صهيونية، + +ربما ساعتها ما كانتش واضحة أوي، + +ولكنها مش هتتغير كتير +من بداية القرن الـ20 وانت طالع. + +ورغم إن هذه الاستراتيجية +لم تكن بهذا الوضوح من البداية، + +إلا إنها هتثير قلق بعض الفلسطينيين، + +واللي هيبدأ يظهر +في بعض الجرايد والصحف زي "الكرمل"، + +اللي طلعت سنة 1909، +وحذّرت علنًا من الحراك اليهودي في الاستيطان. + +ولكن الهجرات فضلت مستمرة. + +وقبل الحرب العالمية الأولى، + +زاد عدد اليهود في "فلسطين" +من 24 ألف لـ50 ألف. + +طبعًا العدد زاد الضِعف، +ولكنه ما زال ما كانش عدد كبير. + +دا، يا عزيزي، حسس خطة الاستيطان +إن الموضوع هياخدله ولا 100 سنة كمان! + +"أعمل إيه بـ50 ألف؟! +محتاجين يا شباب نسرّع الوتيرة!" + +وزي أي حد عايز يسرّع نموه، +"محتاجين مستثمر!" + +ومين المستثمر المثالي في الحالة دي؟ + +"بريطانيا". + +في السردية الإسرائيلية المعتادة، + +"بريطانيا" عدو +بيحاول يمنع قيام دولة "إسرائيل"، + +بينما، يا عزيزي، لو جيت بصيت للتاريخ +هتلاقي إن الحال العكس تمامًا، + +وإن من غير "بريطانيا" +لا يُمكن كان المشروع الصهيوني ينجح! + +لحد قبل الحرب العالمية الأولى 1914، + +وبعد سنين +من هجرات اليهود الأوروبيين لـ"فلسطين"، + +كان عددهم لا يتجاوز 50 ألف، + +بينما عدد الفلسطينيين كان 500 ألف، + +وزي ما قُلتلك، في القناعة الصهيونية، + +هي إن لو اليهود أقلية في أي مكان، +هيتم اضطهادهم، + +"احنا هنهرب من (أوروبا)، +اللي احنا أقلية فيها، + +عشان نيجي أرض جديدة +نبقى أقلية فيها برضه؟!" + +وهنا، يتحرك "حاييم وايزمان"، +وبيميّل كدا على "بريطانيا"، + +"بأقولّكم إيه، مش عايزين تساعدونا +وتخلصوا مننا، نروح (فلسطين)؟ + +واحنا كدا كدا أوروبيين زي بعض، +هنفتحلكم فرع هناك، للمصالح بتاعتكم هناك." + +الحقيقة، يا عزيزي، +إن دا خلّى "بريطانيا" توافق فعلًا، + +وساعدت الحركة الصهيونية +وسهّلت هجرات اليهود الأوروبيين لـ"فلسطين". + +هتقولّي، "يا (أبو حميد)، +ليه طيب (بريطانيا) تتبرع بالمساعدة؟! + +"?What's her interest + +والله، يا عزيزي، عيب السؤال دا! + +لو انت بتركز في الحلقات، ما كنتش سألته! +هأقولّك، يا عزيزي. + +"بريطانيا" في الحرب العالمية الأولى +كانت بتحارب "ألمانيا"، + +ومين حليفة "ألمانيا"؟ الدولة العثمانية. +وقتها، كانت بتنهار ساعتها. + +- "انت متضايق شوية يا (أبو حميد)؟!" +- لأ، يا عزيزي، بتنهار! + +"بريطانيا" كقوة استعمارية في قمة مجدها، + +كانت عينيها على بعض الولايات العثمانية، + +أو الحقيقة كتير من الولايات، مش بعضها! + +مين بقى أحد الولايات دي؟ "فلسطين". + +"بريطانيا"، يا عزيزي، كان عندها خوف شديد +إن "ألمانيا" تدخل "فلسطين" وقت الحرب، + +وبالتالي، تبقى قريبة من قناة "السويس"، + +اللي هي بتمثل إيه لـ"بريطانيا"؟ + +بتمثل طريقها لمستعمراتها في "الهند". + +كأن انت تروح (فلسطين)، +تبقى قريب جدًا من قناة (السويس)، + +تقفلهالي، ما أوصلش لمستعمراتي في (الهند)؟! + +إيه يا أسطى؟! لأ طبعًا!" + +مش بس كدا، "فلسطين" موقعها الجغرافي قريب، +بين "البحر المتوسط" و"البحر الأحمر"، + +كمان، هي بين أهم عاصمتين عربيتين وقتها، +"القاهرة" و"دمشق"، + +وبالتالي بقى، لو انت "بريطانيا" واحتلتها، + +وحطيت فيها شوية مستعمرين أوروبيين، + +أكيد عشان انت ساعدتهم، هيبقى ولاءهم ليك. + +ومن هنا، الصهيونية اليهودية لقت مصلحتها +في طموحات "بريطانيا" الاستعمارية. + +الله يخرب بيت الاستعمار! + +سنة 1915، هيقدّم الوزير البريطاني +الصهيوني "هربرت صامويل"، + +وثيقة س��ّية لمجلس الوزراء، + +عنوان هذه الوثيقة Future of Palestine، +"مستقبل (فلسطين)" + +بيقول فيها إن فكرة +إنشاء وطن اليهود في "فلسطين"، فكرة ممتازة، + +ولكنها لا يُمكن تتم، +إلا بانتداب بريطاني كامل على الأرض. + +هذا الانتداب يسهّل الهجرة، +ويزوّد عدد اليهود لـ4 مليون يهودي. + +بعدها، سنة 1917، +هيتحول هذا المقترح إلى التزام بريطاني، + +بوعد "بلفور" الشهير. + +رسالة كتبها وزير خارجية "بريطانيا"، +"آرثر بلفور"، + +اللي كان، واسمع دي، +صهيوني مسيحي مُعادي للسامية، + +"إيه؟! دا ازاي يا (أبو حميد)؟!" + +ما أنا لسة، يا عزيزي، شارحلك من شوية، + +لا يوجد صهيونية بلا معاداة سامية، + +أقول تاني؟ أقول تاني. + +الفكرة الصهيونية مدينة لمعاداة السامية. + +المهم، وعد "بلفور"، ببساطة، +كان وعد بإنشاء وطن قومي لليهود. + +بس هنا، يا عزيزي، فيه مَنكَش. + +What is وطن قومي For يهود؟! + +هل معناها إن يهود "أوروبا" +ييجوا يعيشوا في "فلسطين"، + +اللي هي تحت الاحتلال البريطاني؟ + +ولّا معناها إنشاء دولة يهودية على الأرض، + +دولة سكانها يهود فقط، هما اللي بيحكموها؟ + +المعنى دا، عايز أقولّك يا عزيزي، +لم يكن معنى واضح للإنجليز نفسهم! + +بس وقتها، ما حدش اهتم إنه يوضّح الفرق، + +و"بريطانيا" كمّلت خطتها لدعم هجرات اليهود. + +في السنة نفسها، +الـ"جنرال" البريطاني "اللنبي" بالنون، + +"محمد سعد" ما عملش حاجة، +أو Not That We Know of! + +هيحتل "القدس"، + +هيدخل "القدس" مع فيلق عسكري يهودي، + +ومع هذا الفيلق، +شابّ اسمه "ديفيد بن جوريون". + +قد تظن، يا عزيزي، +إن هما دخلوا زي السكينة في الحلاوة، + +بس لأ. +سنة 1918، كان اليهود 50 ألف، + +والفلسطينيين نُص مليون، + +%85 من هؤلاء الفلسطينيين +رافضين فكرة الوطن القومي لليهود دا، + +لدرجة إن لجنة +بعتها الأمريكي "ويلسون" لتقييم الوضع + +قالت إن عشان وعد "مستر (بلفور)" يتنفذ، +محتاج قوة عسكرية من 50 ألف جندي. + +ولكن بالرغم من كل دا، +"بريطانيا" ما استسلمتش، وكمّلت في خطتها، + +خصوصًا، إن الحرب العالمية الأولى انتهت +بانتصار "بريطانيا" وهزيمة الدولة العثمانية. + +سنة 1920، بتمنح "عصبة الأمم"، +اللي هي "الأمم المتحدة" قبل الـUpdate، + +"بريطانيا" حق الانتداب على "فلسطين"، + +ساعتها، "بريطانيا" تعيّن +أول مندوب سامي "هربرت صامويل". + +دا، يا عزيزي، هيفتح الدنيا على البحري! + +من 1919 لـ1920، +الهجرات اليهودية هتزيد بشكل كبير جدًا، + +هيوصل 185 ألف مهاجر، + +بينما الصندوق الوطني اليهودي +بيشتري 240 ألف فدان، + +من "مرج ابن عامر" في شمال "فلسطين"، + +وبتحوُّل فكرة الاستيطان لمشروع أوروبي كامل، + +هتبدأ مظاهرات عنيفة في "فلسطين"، + +هتبدأ من "يافا"، +يموت فيها 95 يهودي و64 فلسطيني، + +وقتها، "تشرشل" هيعلن في يونيو 1922 +الـChurchill White Paper، + +هذه الورقة البيضا بتاعة "تشرشل" بتقول، + +"يا جماعة، انتم قلقانين ليه؟! +ما تصفّوا النيّة! الله! + +أنا مش شايف أي مصدر لقلقكم!" + +One Hundred Years Later + +عرفت كنا قلقانين ليه؟! + +عايز أقولّك، يا عزيزي، إن بعض المصادر بتقول +إن "تشرشل" كان هو أيضًا Antisemitic، + +المهم، "تشرشل" حاول يطمّن العرب ويقولّهم، +"يا جماعة، اليهود لن يحتلوا (فلسطين)، + +إنما هيخلقوا فيها مجتمع، + +بما يتناسب مع طبيعة البلد +واقتصادها وسكانها، صفّوا النيّة!" + +الحقيقة، يا عزيزي، الواقع والمستقبل +هيقولوا كلام عكس اللي كان "تشرشل" بيقوله، + +اليهود كانوا بيخلقوا مجتمعات مقفولة، + +مجتمعات مش جاية تندمج مع الفلسطينيين، +ولكنها جاية تحل م��لهم، + +لدرجة إن بعض البلدات اليهودية +خدت استقلال محلي، زي "تل أبيب"، + +بقى ليها وزارات خاصة بيها، +وزارات أشغال وطاقة وميّه، + +وبقى ليها تعليم بلغة منفصلة، +وجامعات، زي الجامعة العبرية، + +اللي حضر افتتاحها "بلفور" نفسه! + +وهيفضل الوضع مستمر بالشكل دا، +لحد سنة 1929، + +أعداد اليهود بتتضاعف. + +مش بس كدا، سنة 29، +حصل تنظيم لصلاة يهودية في "القدس"، + +تدعو لإحياء الهيكل، + +وتدّعي أحقيتها التاريخية في "حائط المبكى"، + +اللي هو عند المسلمين اسمه "حائط البُراق"، + +وتزامن يوم الحداد اليهودي بتاع هدم الهيكل + +مع احتفالات مولد النبي، فثار الفلسطينيين، + +دي الثورة اللي نعرفها بـ"ثورة البُراق" 1929. + +وقتها، الفلسطينيين اتفاجئوا +بمستوى القمع العنيف اللي البريطانيين عملوه، + +دا مش بس اعتقلوا مئات الثوار، +دُول أعدموا كمان قادة الثورة، + +البريطانيين كانوا بيتعاملوا مع الفلسطينيين + +على أساس إنهم زي "الهنود الحُمر"، +أو "السود الأستراليين"، + +دي أسامي بريطانية استعمارية، + +أطلقها البريطانيين +على اللي بيشوفوهم شعوب همجية، + +بينما اليهود المهاجرين دُول، لأ، + +دُول ناس متحضرين أوروبيين وبيض! + +الأبيض من برة، أبيض من جوا! + +المؤرخ الإسرائيلي "إيلان بابيه" بيقول، + +إن توصيف سكان "فلسطين" + +في المراسلات بين "بلفور" +و"تشرشل" و"هربرت صامويل"، + +كان بيتم استخدام ألفاظ +زي "العرب" أو "المحمديين"، + +كلمة "عرب" ساعتها، +مش زي كلمة "عرب" اللي نعرفها النهاردة، + +"عرب" ساعتها كانت بمعنى "بدو" أو "متخلفين"، + +بالخيال بتاع الجِمال والخِيَم. + +و"محمديين" مش معناها "مسلمين"، +معناها اللي هما "أتباع (محمد)". + +أنا آخر مرة سمعت "أتباع (محمد)" دي +كان في فيلم "فجر الإسلام"! + +بس بجد، يا عزيزي، +المراسلات دي بتعكس رؤية + +بيشوف فيها المستعمر الأبيض +الفلسطينيين جزء من جماعات متخلفة، + +ما لهومش هوية ولا خصوصية، + +كأنهم قبائل بدائية +Unfortunately، تصادف إنها عايشة في المكان دا! + +!Unfortunately + +"وينستون تشرشل" +هيقول لاحقًا وبشكل صريح، بيقول، + +عشان أشرحلك، يا عزيزي، +عشان أنا ما كنتش عارف يعني إيه Manger دي، + +بمعنى "وجود الكلب +في (المَعلَف) أو (الحظيرة) يعني، + +لا يعطي الكلب الحق في امتلاك الحظيرة، + +حتى لو كان نايم هنا بقاله فترة." + +عارف، يا عزيزي، كان قصده مين بالتشبيه دا؟ + +السكان الأصليين +لـ"أمريكا" و"أستراليا" و"فلسطين"! + +مين بقى اللي ليهم حق تقرير مصير هذه الأرض +على حسب كلام "تشرشل"؟ + +الأوروبيين المتحضرين +سواء كانوا بريطانيين أو يهود! + +وعلى هذا الأساس، بتستمر هجرات اليهود. + +لحد ما بتوصل نسبتهم سنة 1935 لـ27%، + +من 3% لـ27%، + +والمقاومة ضدهم ما بتُقفش، + +المقاومة ضد الظُلم الاستعماري البريطاني. + +ومن أبرز الأسامي اللي قاومت +كان شابّ سوري أزهري + +هيتحول من خطيب مسجد "الاستقلال" في "حيفا"، + +لقائد حراك مسلح ضد الإنجليز، + +اسمه "عز الدين القسّام". + +وبينضمله آلاف المتطوعين +وبيمولوه بالسلاح والذخيرة، + +ولكن الاحتلال بينجح +في قتل "عز الدين القسّام"، + +بعد معركة غير متكافئة! + +جنازة "عز الدين القسّام" +هتكون نواة حراك في "فلسطين"، + +هيتحول لاحقًا هذا الحراك إلى إضراب شامل، + +من إبريل إلى أكتوبر 1936، +شرارة "الثورة العربية الكبرى". + +البريطانيين قُدّام الثورة دي اتجننوا، + +غالبًا اتفاجئوا إن +The Dog in The Manger بيقاوم! + +ما بين سنة 36 و37، +هيقتل البريطانيين ألف فلسطيني، + +وهيعتقلوا أي ��د بيشارك في الثورة، + +واسمع دي، وبعدها يفجّروا ويهدموا بيته! + +في "يافا" بس، فيه أكتر من 200 بيت اتهدموا. + +"بريطانيا"، يا عزيزي، +ادّت المستوطنين اليهود كل حاجة، + +سهّلت هجراتهم، +خلقت مناطق فيها مجتمع يهودي متماسك، + +فيه مؤسسات وبِنية تحتية، + +حاربت الثورة الفلسطينية، ودمّرت قياداتها، + +واستمرت في القمع، + +لدرجة إن سنة 40، 10% من الرجالة الفلسطينيين + +%10 كانوا بين قتيل، مَنفِي، أو مُعتقَل! + +وفوق كل دا، +"بريطانيا" رسّخت الأفكار العنصرية + +ضد أبناء الأراضي المُستعمَرة. + +من الآخر، +البريطانيين علّموا اليهوك كل حاجة غلط! + +بس لسة ناقص حاجة! + +"لا يا (أبو حميد)، ما تقولش! +هيشرّبوهم سجاير؟!" + +الحاجة، يا عزيزي، +اللي اليهود هيتعلموها من البريطانيين + +هو موضوع الاستعمار دا، حلو! Why not؟! + +وبالفعل، يا عزيزي، +الطموح الصهيوني الاستعماري هيزيد، + +والحاجة التانية +اللي البريطانيين هيساعدوا فيها الصهاينة + +هي تطوير القُدرة العسكرية +اللازمة لتنفيذ هذا الطموح. + +سنة 37، هيتشكل لجنة اسمها الـPeel Commission + +هتقترح تقسيم الأرض +بين مليون عربي و400 ألف يهودي، + +تِلت لليهود وتِلتين للعرب، + +الفكرة إن الفلسطينيين +كانوا حرفيًا في كل مكان، + +فبالتالي، +هيشكّلوا أغلبية حتى في الجزء اليهودي. + +"تشرشل" قٌدّام اللجنة دي هيقول +"إن سكان (فلسطين) هنا Dogs in Manger، + +وبالتالي، هنطردهم!" + +صحيح إن "بريطانيا" ما نفذّتش +اقتراح اللجنة دي، + +كانت عايزة تنفّذه، بس تراجعت، + +ولكن أستاذ التاريخ بجامعة "أكسفورد"، +"يوجين روجان"، + +بيقول إن لجنة "بيل" هتبقى أول من يقترح +فكرة "الطرد" أو "التهجير"، + +"انت بقى لا تشتري أرض +وتعملّي مستعمرات مقفولة، + +لأ، انت هتطرد السكان بقوة من أرضهم، + +وتخلق أماكن +متجانسة عرقيًا ودينيًا لناس تانية." + +هل، يا عزيزي، تفتكر الموضوع هيقف هنا؟ + +الفكرة، يا عزيزي، إن الطموح الاستعماري +عند الحركة الصهيونية بدأ يزيد، + +"بن جوريون" وقيادات الحركة الصهيونية +هيقعدوا كدا يفكروا، + +"طب والله يا جماعة، ما حلوة فكرة الطرد دي! + +بس إيه رأيك، بدل ما نطردهم من تِلت (فلسطين)، + +احنا نطردهم من (فلسطين) كلها." + +لاحقًا، مدير الوكالة اليهودية "جوزيف فيتز" +هيقول جملة، ويا ريت تسمعها كويس، + +طموح المستوطنين كبر لدرجة +بدأت تتجاوز البريطانيين نفسهم! + +الحاجة التانية اللي بيتعلمها +المستوطنين اليهود من البريطانيين، + +هي قوة العنف اللازمة لتحقيق هذا الطموح! + +الموضوع، يا عزيزي، حصل بالتدريج، + +من سنة 1937 لـ1939، +هيقوم اليهود، واسمع دي، + +هيقوم اليهود بإرهاب غير مسبوق! + +"انت يا (أبو حميد)، +أكيد بتقول إرهاب بشكل بلاغي، صح؟" + +حرفيًا، يا عزيزي، إرهاب! + +الإرهاب البلدي +اللي بنسمع عنه في التليفزيونات! + +بيبعتوا سيارات ملغومة +في أسواق "حيفا" و"القدس"، + +قتلت أكتر من 70 فلسطيني، + +كل دا تحت سمع وأنظار البريطانيين! + +تاني، يا عزيزي، +لو سمحت، أرجوك، انزل شوف المصادر! + +أنا مش بأقولّك حاجات، +عشان أنا عربي بقى وقوميتي وناسي وأهلي، + +أرجوك، شوف المصادر! + +عشان هذه الحلقة خصيصًا +جبنا مصادر إسرائيلية. + +المهم، يا عزيزي، عارف "بريطانيا" عملت إيه، +وهي شايفة دا كله بيحصل تحت عينيها؟ + +زوّدت قواتها في "فلسطين" لـ25 ألف جندي، + +وقتلت 5000 فلسطيني واعتقلت 9000، + +في ظروف وصفها "يوجين روجان" +بـConcentration Camps! + +بس بالرغم من كل دا، وهذا التدليل البريطاني، + +"بريطانيا"، زيها زي أ�� إمبراطورية، +مش هتفضل موجودة للأبد، + +اليهود عشان يحموا مصالحهم +كان لازم يبقى ليهم جيش مستقلّ، + +بحيث مصيرهم +ما يكونش مرتبط للأبد بـ"بريطانيا"، + +خصوصًا، إن بدأ يحصل زي ما تقول كدا +Conflict in Interest، "تضارُب مصالح". + +لأن مع بداية الحرب العالمية التانية سنة 1939، + +"بريطانيا"، اسمع دي، +هتحدّ من الهجرة اليهودية لـ"فلسطين"، + +"إخص!" + +وتحط Limit بـ15 ألف مهاجر سنويًا، + +عشان تحاول +تقلل التوترات في المنطقة العربية. + +وتركّز بقى وتمخمخ في حربها مع "هتلر"، + +فيه حرب عالمية تانية شغّالة، + +اللي كان وقتها، +فعلًا بيحصل اضطهاد حقيقي لليهود في "أوروبا". + +قد تظن، يا عزيزي، +إن اللحظة دي خلقت صدام بين الطرفين، + +بس بالعكس، مع بداية الحرب، +15 ألف جندي يهودي بينضم للجيش الإنجليزي، + +ويشارك معاه في الحرب العالمية، + +أنا بأقولّك المعلومة دي ليه؟ +عشان هناك هيكتسبوا خبرة مهولة! + +انت لعبت في دوري الأبطال! + +انت بتتمرن مع الجيش الإنجليزي +قُصاد الماكينة الألمانية، + +فانت فيه Experience. + +ومع الوقت، العصابات اليهودية +اللي كانت بتعمل العمليات الإرهابية دي، + +هتتحول واحدة واحدة +إلى كيانات عسكرية مُنظّمة، + +زي أشهرهم، اللي قُلتلك +على أسمائها في أول الحلقة، "هاجاناه"، + +وعصابات تانية زي "شتيرن" و"أرجون". + +الـ"هاجاناه" هتتحول من عصابة +إلى جيش بيمتلك فريق جوي + +وعلى حسب كلام المؤرخ "إيلان بابيه"، + +الحركة الصهيونية بامتلاكها سلاح عسكري منظم، + +هتبتدي تفكر، "الله! طب ليه نعمل تهجير؟ +ما نعمل إبادة! + +ليه نطرد العرب؟ ما نصفّيهم! + +أصل معلش يعني، في السنين دُول + +أثبتوا إن هما +لا بيبطّلوا حرب ولا بيبطّلوا ثورات، + +وحتى لو عرفنا نطردهم، هيرجعوا! + +واحنا، معلش يعني، +الوطن بتاعنا دا، لينا احنا بس! + +لليهود بس!" + +عشان كدا، +بينما الجيش البريطاني بيحارب بشكل نظامي، + +كانت العصابات اليهودية بتتدرب +على نوع مختلف من الحروب. + +الـ"جنرال" البريطاني "أوه. وينجيت" + +هيكون أول شخص +يدرب اليهود على احتلال القُرى، + +وعلى حاجة اسمها "حروب الداخل"، + +وعلى حسب كلام "إيلان بابيه"، + +فالشخص دا هيبقى أول حد +يزرع في وجدان الصهاينة + +فكرة الـEthnic Cleansing، "التطهير العِرقي"، + +لدرجة إن "موشي ديّان" +هيصف هذا الـ"جنرال" البريطاني بالمُعلّم الأول. + +في هذا الوقت كمان، يا عزيزي، + +هتبدأ العصابات اليهودية +في دراسة جغرافيا كل قرية فلسطينية، + +تعرف مداخلها ومخارجها، +تمهيدًا لاقتحامها لاحقًا، عشان تطهيرها! + +دا اللي بيسميه "إيلان بابيه" +"مشروع ملف القُرى". + +المهاجرين الأوروبيين اليهود كبروا واتعلموا، + +وبقى عندهم جيش مُدرَّب وقادر يحط خطط، + +وبدأ يظهر شعور +"إن (بريطانيا) حليف آه وكل حاجة، + +بس الحرب دي موقّفة مصالحنا في (فلسطين)! + +تخيل؟! مقللين هجرات اليهود يا عم! إخص!" + +وقتها، يا عزيزي، حصل انقسام بين الصهاينة، + +رأي بيقوده "ديفيد بن جوريون"، + +وشايف إنه ضد تقليل الهجرات آه، + +بس "بريطانيا" لسة حليف للأهداف الصهيونية، + +وعلى الناحية التانية، +كان فيه رأي عصابات الـ"أرجون" والـ"شتيرن"، + +إن "بريطانيا" تحت ضغط الحرب +وخوفها من عدم الاستقرار في المنطقة العربية، + +تحولت إلى عقبة في طريق المشروع الصهيوني، + +ووصل التوتر لذروته، + +لمّا سفينة اسمها سفينة "باتريا" الفرنسية، +وصلت قُرب مينا "حيفا"، + +وكان عليها أكتر من 1800 مهاجر يهودي، +من غير موافقة "بريطانيا"، + +وقتها، العصابات اليهودية +هتفجّر جنب من السفينة، + +وتضحّي بـ240 راكب يهودي، + +عشان تجبر السُلطات البريطانية +إنهم يستقبلوا باقي الـ1800. + +واحد يقولّي، "يا (أبو حميد)، +يعني هما هيفرقعوا السفينة، + +ويقتلوا جزء من الناس اللي عايزين يدخّلوهم، +عشان يجبروا (بريطانيا)؟!" + +عزيزي المشاهد الجميل، +أنا عايز أقولّك إن كان هناك كلام + +بين "شتيرن" والنازيين، +راحوا اتقابلوا في "لبنان"، + +عشان يتحالفوا مع بعض! + +انت متخيل؟! النازيين! + +اللي بيعملوا معسكرات تعذيب و"هولوكوست" +وإبادة لليهود في "أوروبا"، + +عصابة "شتيرن" الصهيونية +كانت بتحاول تتحالف معاهم، + +وبالفعل، اتقابلوا في "لبنان"، + +لمجرد إن هما شافوا دا ممكن يصبّ في مصلحتهم! + +وتاني، دا مش كلامي، +دا كلام "يوجين روجان"، + +أستاذ التاريخ و"الشرق الأوسط" +في جامعة "أكسفورد". + +الحركة الصهيونية، يا عزيزي، +أدركت إن "بريطانيا" بعد الحرب العالمية التانية + +حتى لو انتصرت، +مش هترجع إمبراطورية عظمى تاني، + +في كتابها "الجريمة الغربية"، +بتقول "فيفيان فوريستر"، + +إن "أوروبا" كلها كانت مهزومة في الحرب، + +لدرجة إن كل دولة أوروبية +قللت عدد اليهود النازحين ليها، + +وخلقت ما سمّته الكاتبة بـ"المصيدة الهتلرية"، + +واخد بالك من دي؟ + +دوَل "أوروبا" رفضت استقبال اليهود، +فساعدت على الـ"هولوكوست"! + +على الناحية التانية، +الحركة الصهيونية كانت مدركة هذا الموقف، + +وعرفت إنها، بالصلاة على النبي كدا، +لو عايزة حليف حقيقي، + +حليف جديد بدل "بريطانيا"، + +فلازم يكون هذا الحليف من خارج "أوروبا"، + +تحديدًا، "الولايات المتحدة الأمريكية". + +سنة 1942، هيُقيم الصهاينة +الـBiltmore Conference، + +لجمع مؤيدين للصهيونية في "أمريكا"، + +ومن توصياته إن النظام العالمي الجديد، +اللي هيتولد بعد الحرب، + +هتكون دولة اليهود جزء منه، +المفتوحة لاستضافة كل يهود العالم! + +هنا، يا عزيزي، الحركة الصهيونية +بتحاول يكون ليها دور + +في مصالح الإمبراطوريات العالمية، + +قدّمت نفسها كحل مثالي لفائض يهود "أوروبا"، + +كمان، قدّمت نفسها كـAlly، حليف جديد + +للقوة الوحيدة اللي ما اتأثرتش في الحرب. + +هنا، يا عزيزي، تسألني سؤال، + +"(أمريكا)، وهي لسة +في نُص الحرب العالمية التانية، + +ليه قبلت تلعب دور الـSponsor الجديد؟!" + +الحقيقة، يا عزيزي، زي ما حكيتلك في الأول، + +"أمريكا" أكتر دولة في العالم +ممكن تفهم الحلم الصهيوني. + +في مذكراتها، Hard Choices، +بتقول المرشحة الأمريكية "هيلاري كلينتون"، + +إن الأمريكان شعب أغلبه مهاجرين +هربوا من بلادهم لحلم في بلد بعيدة. + +"هيلاري كلينتون" بتقول، + +صحيح الأمريكان مش هيكونوا +"الشعب المقدس المختار"، + +بس على الأقل، هيكونوا حلفاءه، + +واللي هيساعدوه يحقق الحلم، +اللي هما حققوه! + +دا طبعًا غير مصلحة "أمريكا" +من وجود حليف زي "إسرائيل" + +في منطقة زي "الشرق الأوسط". + +فنقدر نقول إنه نوعًا ما +كان Win-Win Situation. + +وبالفعل، اتأمّن الحلف الجديد + +بين الحركة الصهيونية +و"الولايات المتحدة الأمريكية"، + +اللي هتبدأ تبعت التمويلات، + +لدرجة إن "الهاجاناه" +هيصبح عندها مصانع تسليح! + +طبعًا، يا عزيزي، +الإنجليز هيشوفوا دا، يتفاجئوا، + +ويدركوا إن الصفقة التاريخية +بين الإنجليز والصهاينة، + +كانت من طرف واحد، +كان حُب من طرف واحد! + +كانت علاقة "توكسيك"! + +"(بريطانيا) عمّالة تدّي تدّي تدّي تدّي، + +وفي الآخر، تروحي تصاحبي (أمريكا)؟! + +دا أنا حتى لمّا احتاجتك +وقت الحرب العالم��ة التانية، + +وقُلتلك، والنبي هدّي +الهجرات بتاعة اليهود شوية، + +العرب مصدّعينّي! عملتي إيه؟ هه؟! + +و(شتيرن) اللي رايح يتكلملي مع النازيين! +هو فيه إيه؟!" + +"بريطانيا"، يا عزيزي، انهارت! + +"بريطانيا" كانت عمّالة تستثمر +في المشروع الصهيوني، + +عشان يبقى عندها كيان +يخدم مصالحها في المنطقة، + +عشان تكتشف إن دا +ما كانش Option في الـ"كتالوج" الصهيوني! + +"بريطانيا" كانت بتربّي وَحْش، +وبتكبّره وبتغذّيه، + +ومتخيلة إنها +ماسكة سلسلة الوَحْش دا بإيديها، + +جت، يا حبّة عيني، بتبص على السلسلة، +لقت ما فيش وَحْش! + +الوَحْش، اللي هي عملته، + +كان وقتها، بيبدأ واحدة +من أعنف الموجات الإرهابية، + +ضد مين؟ البريطانيين نفسهم! + +سنة 1946، هتقوم عصابة الـ"أرجون"، + +بتفجير فندق "الملك (داوود)"، +مقر الإدارة البريطانية، + +هيفجّروا، يا عزيزي، بـ200 كيلو متفجرات، +وهيقتلوا 91 بريطاني! + +سنة 1947، هتفجّر الـ"أراجون" +نادي الضباط بـ"القدس" + +بعدها، هتيجي لـ"فلسطين" +سفينة اسمها Exdous، + +عليها 4500 ناجي من الـ"هولوكوست"، +عايزين يخشوا "فلسطين"، + +فالإنجليز يرفضوا، +"يا جماعة، دا أكتر من العدد المسموح!" + +ويقوموا باعتين المركب لـ"فرنسا". + +هتحصل أعمال شغب، +فيتحكم بالإعدام على 3 من الـ"أراجون"، + +يقوم الـ"أراجون" خاطفين 2 جنود بريطانيين، + +ويعلّقوهم مشنوقين في حقول "ناتانيا"! + +في رسالة واضحة للبريطانيين + +امشوا! +!We No Longer Need You + +المفارقة، يا عزيزي، إن قائد الـ"أراجون"، + +اللي "بريطانيا" خلّته مطلوب للعدالة، +مين تفتكر؟! + +الشخص دا يبقى "مناحم بيجن"، + +اسمع، يا عزيزي، المفارقة! + +"مناحم بيجن" +رئيس الوزراء المستقبلي لدولة "إسرائيل"، + +اللي هيحصل على جائزة "نوبل" للسلام، + +"بريطانيا" كانت بتعتبره إرهابي! Caj، عادي! + +متخيل، يا عزيزي، واحد "بريطانيا" +كانت بتصنّفه "إرهابي"، + +حاصل على جائزة "نوبل" للسلام! + +خلال السنوات الأخيرة للانتداب البريطاني، + +هيتسجل 500 عمل إرهابي لليهود، + +وهيقتلوا أكتر من 169 بريطاني، + +استهداف للبنوك والبِنية التحتية، + +استخدام أساليب إرهاب جديدة على العالَم، + +زي إيه؟ زي الطرود الملغومة. + +أحط لغم في طرد، +وأبعته لواحد، فينفجر فيه! + +إرهاب "دليفري"! + +دا الـInnovation في الإرهاب! + +عزيزي المشاهد، +الموضوع مؤثر على "بريطانيا"، + +لدرجة إن في "إنجلترا"، +هيحصل هجوم انتقامي على 300 منشأة يهودية، + +مش بس كدا، +مع رفع شعارات الـSwastika النازية، + +اللي بتشجّع على إبادة اليهود، + +احنا بنتكلم على فين؟ بنتكلم على "إنجلترا"، + +بعد سنتين من الحرب العالمية التانية +قُدّام النازيين! + +الإنجليز رفعوا +الأعلام والشعارات بتاعة النازيين! + +"يا جماعة، صلّوا على النبي! ما يصحّش كدا!" + +قد تظن أن المفارقات انتهت، + +إن القوة البريطانية في "فلسطين" ساعتها، +اللي فيها 75 ألف جندي، + +مش هتقوم بأي إجراء ضد العصابات الصهيونية، + +بل بالعكس، هتقبض على أكتر من 300 فلسطيني +بتهمة حمل السلاح! + +"يا جماعة، انتم ما بتشوفوش؟! مش احنا!" + +المفارقة دي وقف عندها +المؤرخ الإسرائيلي "آفي شلايم"، + +وقال إن الانتداب البريطاني +بيشيل المسئولية الأخلاقية + +إنه يقاوم ويمنع قيام دولة فلسطينية +لحد آخر لحظة، لحد سنة 47، + +لمّا تقرر "بريطانيا" إن هي خلاص +مش هتخسر جندي تاني في هذا الصراع، + +وتقوم رامية الموضوع على "الأمم المتحدة" + +وتقولّها، "حلّي انتي بقى المشكلة دي! +أنا ضهري وجعني!" + +"يوجين روجان"، وهو مؤرخ إنجليزي، +بيقول حاجة في غاية السريالية، + +بيقول إن أكتر بلد بتقول إنها بتحارب الإرهاب + +مشّت الإنجليز بالإرهاب، + +تاني، يا عزيزي، دا مش أنا اللي بأقول، +دا "مستر (يوجين). + +بتصدر "الأمم المتحدة" +قرار تقسيم "فلسطين" 181، + +بتقسّمها لـ6 مناطق، +3 مناطق عربية، و3 مناطق يهودية، + +و"القدس" تحت الإشراف الدولي، + +%56 من الأرض هتروح للدولة اليهودية، + +أغلبية الأرض هتروح لليهود! + +بالرغم من إن عدد الفلسطينيين +كان ضعف عدد اليهود، + +سنة 47، كان عدد الفلسطينيين مليون و200 ألف، + +وعدد اليهود 600 ألف، + +والفلسطينيين كانوا يمتلكوا بشكل قانوني، +اسمع دي، 94% من الأرض، + +%80 من الأراضي الزراعية. + +عدد سكان أكتر، عدد أراضي أكتر، + +وفي الآخر، النسبة 56 للناس الأقل، + +اللي هما كانوا ساعتها +بيمتلكوا 6% بس من الأرض! + +التقسيم ادّى للصهاينة أرض أكبر، + +بس ما قدرش يدّيهم مدن متجانسة عِرقيًا، + +ادّاهم مدن زي "يافا" و"حيفا"، +غالبية المدن دي من العرب. + +المؤرخ "إيلان بابيه" بيقول، + +إن ما كانش فيه حد في العالم يتصور وقتها، + +إن حركة تحرر وطني في "فلسطين" + +هتتقسم الأرض بينها وبين مستوطنين! + +ولكن، افتكر، الهدف الأول للصهيونية +كان إن اليهود ما يعيشوش مع آخر، + +مع آخر مختلف عنهم! + +وافتكر إن الحلم الصهيوني كبر +من مجرد دولة على جزء من "فلسطين"، + +إلى "فلسطين" كلها. + +لمّا اتسأل الـ"جنرال (دارسي) +عن وضع الأرض في "فلسطين"، + +قال إن بعد خروج "بريطانيا"، + +فالوكالة اليهودية بتسيطر على كل "فلسطين"، + +الـ"هاجاناه" جيش منظم تعداده 35 ألف، + +وفيه "كوماندوز" الـ"بلماخ" +عدد أكتر من 10 آلاف، + +والـ"أرجون" والـ"شتيرن" +قوة عسكرية كبيرة ومنظمة وعندها خبرة، + +بينما الجبهة العربية، الناحية التانية، +كانت أبعد ما تكون عن التنظيم! + +الدول العربية، يا عزيزي، لسة خارجة من حرب، +ومن احتلال لم تتعافَ منه، + +وبجيوش مُنهَكة، ومصالح متضاربة. + +البلاد العربية هتفتح +باب التطوع لإنقاذ "فلسطين"، + +عشان يتكون بشكل مُرتجَل جيش من 4000 متطوع، + +هيتسمى هذا الجيش "جيش الإنقاذ". + +ورغم حماس وإخلاص أصحابه، + +إلا إنه في النهاية جيش غير مُنظَّم. + +وحتى جوا "فلسطين"، + +"إيلان بابيه" بيقول +إن الجهود بدل ما تتحد، اتقسّمت، + +بين قادة زي "عبد القادر الحسيني" +و"فوزي القاوجي" و"حسن سلامة"، + +هيقوموا بعمليات منفصلة، +ولكنها هتفقد تأثيرها، + +كل دي، يا عزيزي، كانت محاولات +عربية وفلسطينية لرفض قرار التقسيم. + +بس على الجانب الصهيوني، +كان بيحصل حَدَث تاني أكثر خطورة. + +خلّي بالك، احنا لسة ما وصلناش +لإعلان دولة "إسرائيل"، ولا حرب 48، + +احنا في آخر سنة 47، + +اللي بيحصل فيها +اجتماعات مُكثَّفة للـ"هاجاناه"، + +فاكر، يا عزيزي، "مشروع القُرى"، +اللي جمعوا فيه معلومات عن كل القرى الفلسطينية؟ + +ساعتها، هيتحول للخطة المشهورة "دالت"، + +خطة تطهير عرقي كامل، وجاهزة على الورق! + +ولكنها محتاجة تجربة حقيقية، "بروفة"! + +الـ"بروفة" هتحصل يوم 15 فبراير 1948، + +لمّا يقود قائد الـ"بلمارخ"، "إسحاق رابين"، + +الحائز على جايزة "نوبل" للسلام، بالمناسبة! + +هيقود هجوم على قرية "قيسارية"، +في منطقة "حيفا"، + +واللي الهجوم هيطرد 1500 من سكانها. + +الصهاينة هيهاجموا 5 قُرى، +عشان يطمنوا لكفاءة مقاتليهم، + +ويطمنوا كمان إن بقايا الجنود البريطانيين +اللي لسة ما مشيوش، مش هيتدخلوا. + +العصابات بتبدأ بهجوم مُنظَّم +على القُرى اللي حوالين "القدس"، + +واحد يقولّي، "يا (أبو حميد)، +مش المفروض (القدس) دي برة قرار التقسيم؟! + +أنا لسة شايف الخريطة اللي انت مورّيهاني!" + +عارف، يا عزيزي؟ +"ديفيد بن جوريون" في إحدى المرات، + +اتسأل على حدود "إسرائيل"، + +فقال إن أحسن تعريف لحدود "إسرائيل" + +هو أبعد مكان يقدر يوصلّه الجندي الإسرائيلي! + +الحركة الصهيونية منذ بدايتها، + +حركة بتاخد أرض وتفضل تتوسع تتوسع تتوسع، + +"أصل ليه نلتزم بحدود +ما كانتش موجودة أصلًا لمّا جينا؟! + +إنما احنا اللي خلقناها بنفسنا! + +وكل يوم، الحدود بتتخلق وبتتغير، + +امبارح كان معانا 6%، النهاردة 55%، + +ولو اتحركنا شوية، مش عارفين هتبقى كام! + +كدا كدا، بالقوة الصحيحة، +العالم هيبقبلها بالأمر الواقع!" + +العقيدة دي هتحكُم الحركة الصهيونية، +من بدايتها ولحد دلوقتي. + +في البداية، هتكون الاستراتيجية +حصار كل قرية يقابلوها من 3 جهات، + +وهيسيبوا منفذ واحد بس، + +عشان السكان بتوع القرية يمشوا +ويبقوا لاجئين في مكان تاني، + +يبقوا لاجئين فين؟ يتصرفوا! + +ولكن أحيانًا العصابات دي +هيحتاجوا إن هما يستعرضوا قوتهم، + +بإنهم ما يسيبوش مَنفَذ للهروب، + +زي اللي حصل في "دير ياسين" +يوم 9 إبريل 1948! + +دي قرية هادية فيها 700 بني آدم، + +فيها فلّاحين وتجار +ومسجد ومدرستين ونادي رياضي. + +في يوم واحد، هيتقتل 250 شخص، +تقريبًا تِلت القرية! + +كل واحد هيشوف أهله بيموتوا قُدّام عينيه، + +وعارف إنه هيحصلّهم! + +وبالرغم من إن مركز البوليس البريطاني +على بُعد 3 كيلو بس، + +إلا إن ما حدش منهم اتحرك! + +استعراض إرهابي! + +هذا الاستعراض هيتسبب في إن 75 ألف فلسطيني + +يسيبوا بيوتهم +في "يافا" و"حيفا" و"القدس"، ويهربوا! + +التطهير العِرقي +مش بس بيتوقف عند الطرد والإبادة، + +إنما كمان، زي ما شُفنا في القصة الأولانية، +محو أي ذاكرة للمكان! + +"الضحايا دُول ما كانوش هنا." + +على بُعد كيلومتر واحد من موقع "دير ياسين"، +هيتبنى "فاشيم ياد"، + +دا إيه، يا عزيزي، للمفارقة؟ +متحف للـ"هولوكوست"! + +عشان يصدُق التعبير لـ"إيميل حبيبي"، + +في الوقت، اللي العصابات بتاخد فيه +القرى بالقوة والإرهاب، + +الانتداب البريطاني +هيسلّم اليهود المواني وهو ماشي، + +وهسيلّمهم 2700 مبنى حكومي و50 محطة قطر، + +و3000 كيلو من الطرُق، +و37 معسكر مجهّزين بالأسلحة وقطع الغيار، + +الإنجليز، حرفيًا، جُم بنولهم دولة ومشيوا! + +وعلى حسب الرواية الصهيونية، +إن أزمة اللاجئين الفلسطينيين، + +سببها نداء الجيوش العربية للسكان +بإنهم يمشوا تمهيدًا لدخول الجيوش، + +ولكن المؤرخ "إيلان بابيه" بيقول، + +إن أصلًا أصلًا نُص اللاجئين الفلسطينيين +اتطردوا قبل ما الحرب تبدأ، + +اتطردوا قبل مايو 48، + +قبل ما الجيوش العربية أصلًا ما تدخُل! + +ومن بين 530 قرية اتدمروا في النكبة، + +نُص هذه القرى تم تطهيرهم عرقيًا، + +تاني، كل دا قبل مايو 48. + +المؤرخ "آفي شلايم" بيؤكد +إن أزمة اللاجئين بدأت في النُص الأول من 48، + +ولكن لم تكن الحرب سببها، + +مش الحرب هي السبب. + +يوم 14 مايو 1948، +بيتم إعلان دولة "إسرائيل"، + +اللي طبعًا، كجزء من السردية، +بتعلن عن نفسها كـ"داوود" صغير، + +أمام "جالوت" عملاق، + +في الوقت اللي كل عمالقة العالم +أو القوى العظمى فيه + +اعترفت بيها بسرعة جدًا، + +لدرجة إن دولة زي "أمريكا" + +اعترف رئيسها "هاري ترومان" بـ"إسرائيل" +بعد 11 دقيقة بس! + +تاني يوم بعدها على طول، 15 مايو 1948، + +هتعلن الجيوش العربية دخول الحرب، + +وهتصدر الـ"نيويورك تايمز" عنوان، + +"ا��يهود في خطر مميت على أراضي المسلمين" + +دا خبر لو تأملته، +بيلعب على وتر الـ"هولوكوست"، + +دي دولة قايمة، +والـ"بروباجاندا" بتاعتها جاهزة، + +بعد تأسيسها بيوم واحد، +واحدة من أكبر صحف العالم كتبت كدا، + +وفي الوقت اللي الإعلان فيه +بيوحي بأقلية يهودية + +في مواجهة مد جارف من المسلمين، + +لو قرّبنا من الصورة شوية، +هنلاقي إن الجيوش العربية، الـ7 جيوش دُول، + +كان عددهم صغير جدًا، حوالي 25 ألف جندي! + +خلّيني أفكرك، يا عزيزي، إن هذه الجيوش + +لم تكن جيوش نظامية بالشكل اللي احنا نتخيله، + +دي جيوش لدوَل، بعضها كان لسة تحت الاحتلال. + +على الناحية التانية بقى، +جيش اليهود كان بادئ الحرب بـ35 ألف! + +على آخر الحرب، كان 100 ألف! + +قد يتخيل إنسان، +ما سمعش الحلقة اللي أنا عمّال أتكلم فيها دي، + +إن الجيوش العربية كانت جيوش نظامية، + +وخسرت قُدّام مجرد مجموعة من العصابات. + +ولكن بعد كل هذه الحلقة، +فانت أكيد عرفت إنها ما كانتش مجرد عصابات، + +دي ناس كانت بتتمرن مع الإنجليز +وبيشاركوا في الحرب العالمية التانية، + +وبيعملوا عمليات، +وواخدين تمويل وبيحاربوا بقالهم سنين، + +ودوَل غربية مسلّماهم معسكرات مسلحة جاهزة! + +دا غير إن الجيوش العربية +كانت لسة شايفاهم مجموعة عصابات، + +ومش مقدّرة باقي المعطيات! + +ودا اللي خلّى الشعوب العربية +تنصدم من الهزيمة، + +ازاي مجموعة جيوش نظامية +بتخسر قُدّام شوية عصابات؟! + +بس زي ما قُلنا، +دي ما كانتش مجرد عصابات، + +دي مجموعات مسلحة عملت مجازر أثناء الحرب، + +زي قصف "اللد" و"الرملة"، + +ومذبحة "الطنطورة" +اللي اتكلمنا عنها في أول الحلقة! + +وعلى حسب كلام "إيلان بابيه"، + +المدابح ما بقتش تتعمل لمّا يبقى فيه ضرورة، + +ولا حتى كجزء من استراتيجية معيّنة، + +بقت بتحصل لمجرد إنها تحصل! + +أو على حسب وصفه، + +في أغسطس 1948، +وبعد هزيمة الجيوش العربية، + +وخروج مئات الآلاف +من اللاجئين الفلسطينيين للبلاد المحيطة، + +هيزور الـ"كونت (بيرنادوت)"، +مبعوث "الأمم المتحدة" + +"فلسطين" ومخيمات اللاجئين في "الأردن"، +وهيشوف مشهد مخيف. هيقول، + +الحمد لله، "الأمم المتحدة" بتتكلم! +القانون الدولي! + +بس للأسف، يا عزيزي، +Plot Twist، الـ"كونت" هيموت! + +"يا ساتر يا رب! +حادثة عربية ولّا إيه يا (أبو حميد)؟!" + +لأ، يا عزيزي، حادثة اغتيال! + +عصابة "شتيرن" هتغتاله، + +بمشاركة مين؟ "إسحاق شامير" + +اللي هيكون بعد كدا، كالعادة، +رئيس وزراء "إسرائيل"! + +تحس، يا عزيزي، دي متطلبات المنصب! + +بحلول ديسمبر سنة 48، + +هيحتل اليهود 85% من "القدس" +خارج البلدة القديمة، + +قُدّام عيون مراقبي "الأمم المتحدة"! + +المؤرخ الإسرائيلي "هيليل كوهين"، + +بيقول إن آلاف اللاجئين +من "صفوريا" والقرى الأخرى، + +اتحصّنوا بمدينة "الناصرة" المسيحية، + +اللي "بن جوريون" خاف يدمّرها، +عشان مكانتها في العالم المسيحي! + +- دي، يا عزيزي، مدينة "المسيح". +- "والله كتر خيره يا (أبو حميد)!" + +وهؤلاء الآلاف من اللاجئين +شكّلوا نواة للاجئين الداخل، + +الفلسطينيين اللي جوا +الدولة الجديدة اللي هتتكوّن. + +حاولت العصابات اليهودية استمالة مسيحيين +من قرى زي "البَصّة"، + +قالتلهم، +"ارجعوا، بس من غير السكان المسلمين!" + +ليه؟ عشان يكرّسوا +فكرة إن فيه قرى مسيحية آمنة، + +وبالتالي، حربهم تبقى حرب دفاعية +ضد العرب والمسلمين. + +إلا إن المسيحيين الفلسطينيين +اللي من "البَصّة" + +رفضوا العودة من غير المسلمين الفلسطينيين. + +في 11 ديسمبر، +"الأمم المتحدة" هتصدر قرار 194، + +بتقول إن كل لاجئ تم طرده له حق العودة. + +"كام لاجئ دُول يا (أبو حميد)؟ +كام واحد خرجوا من (النكبة)؟" + +750 ألف إنسان! ودا سنة 48. + +وبعد مرور 75 سنة، +العدد دا هيبقى 5 مليون لاجئ! + +الباحث "بيدرو بريجر"، الراجل الأرجنتيني +اللي قُلتلك اسمه كذا مرة في الحلقة، + +خلال زيارته لمخيمات اللاجئين +بعد عقود من "النكبة"، + +لقى إن الأطفال بيعرّفوا نفسهم +بأسامي القرى اللي خرج أجدادهم منها، + +الطفل دا +ما يعرفش أي شيء من القرية غير اسمها، + +عمره ما راحها، عمره ما شافها، +بس لسة بيعرّف نفسه بيها، + +ولسة معاه مفتاح بيت جدّه القديم، +اللي اتطرد منه! + +وبتفضل أجيال تتوارث المفاتيح. + +حق العودة اللي ادّته "الأمم المتحدة" +للفلسطينيين سنة 49، + +زي ما انت عارف، يا عزيزي، عمره ما اتنفّذ، + +بس قُدّامه، +"إسرائيل" بتُصدر حق عودة أسطوري سنة 1950، + +"أي يهودي من حقه العودة لـ(إسرائيل)، + +اللي بتمثل امتداد دولة اليهود +بعد الغزو الروماني سنة 70 ميلادية!" + +من 2000 سنة! دي حاجة مضحكة! + +حد عمره ما عاش في الأرض دي، +ليه له حق الرجوع ليها؟! + +وحد عاش في الأرض دي، +ليه مش من حقه يرجع ليها؟! + +"الشرط الوحيد للعودة +إن الإنسان تبقى أمه يهودية." + +يعني، تخيل مثلًا، شخص يهودي روسي، + +أجداده لـ20 جيل ورا، +عاشوا وماتوا واتدفنوا في "روسيا"، + +دا من حقه يرجع، +دا من حقه يروح "إسرائيل"! + +وياخد الجنسية والـ"باسبور" وحقوقه كاملة، +أول ما ينزل من الطيارة! + +على الناحية التانية، في "الضفة الغربية"، + +فيه نهر "الأردن"، +على شماله "فلسطين"، وعلى يمينه "الأردن"، + +فيه لاجئ فلسطيني في "الأردن" +بيقف على جانب النهر دا، + +وقدّامه الناحية التانية أرض "فلسطين"، +أرضه وأرض أجداده، + +لكنه ما يقدرش يعدّي النهر الناحية التانية! + +قانون "عودة اليهود" +هو تتويج فكرة بدأها "هرتزل"، + +بتحرير اليهود من شتاتهم، +وخلق مجتمع نقي عرقيًا، + +مجتمع بتاعه هو بس، هما اللي يخلقوا حدوده. + +ويلغوا الآخر، سواء بالتجنُّب أو بالطرد، +أو أخيرًا بالإبادة. + +بحلول الهدنة في يوليو 1949، + +القوات الصهيونية مش بس هتاخد 55% من الأرض، + +على حسب قرار التقسيم، +لأ، دي هتاخد 78% من الأرض، + +و"الأمم المتحدة"، شوف بقى، +هتعترف بالحدود الجديدة، + +وهتسميها "الخط الأخضر"! + +المؤرخ الإسرائيلي "ثيودور كاتز"، + +فاكره؟ اللي حكيتلك عنه في أول الحلقة خالص، + +بتاع رسالة الماجيستير و"الطنطورة". + +هو بيقول إن إخلاقية جيش الدفاع الإسرائيلي +بتحيا بمغالطة أبدية، + +إنهم ما جوش أرض بلا شعب، + +إنما أرض فيها +مليون و300 ألف فلسطيني، كانوا موجودين، + +ولكن، في نظر الجيش الإسرائيلي، ما كانوش بشر! + +يمكن دي الطريقة + +اللي الأجيال الجديدة في "إسرائيل" +هتورث بيها الأسطورة، + +مجموعة من الآليات النفسية والإنكار والتبرير، + +ساعدهم يغمضوا عينيهم وينسوا + +إن مدفون في الأرض دي على بُعد متر واحد + +كل الأدلة الممكنة +على القتل والإبادة والتطهير + +زي ما حصل في "الطنطورة"، +هو اللي حصل في كل أرض "فلسطين"! + +سنة 1948، هيقول "ديفيد بن جوريون"، + +المهاجر اللي قضى طفولته في "بولندا"، + +إنه مش بس أخيرًا حقق الحلم، +لأ، دا كمان بقى مؤسسه، + +أو زي ما هيلقّبه اليهود، +"المؤسس الرئيسي للدولة"، + +حلم وصفه بـ"دولة يهودية 100%، بدون عرب. +مجتمع نقي بالكامل، بس لليهود. + +وإن لو أي فلسطيني حاول يعكّر الحلم دا، + +هيحصلّه اللي حصل لـ(القدس) و(حيفا)، + +قرى مد��رة ومواني محاها القصف، + +وشوارع مليانة بآلاف الجثث الفلسطينية. + +واللي حالفه الحظ وعاش، +اتطرد وعاش لاجئ طول حياته." + +الشعار اللي رفعته الحركة الصهيونية، + +كان طول حكايتنا شعار صفري، + +لا يقبل المساومة أو أي حضور للآخر، + +"يا احنا، يا هما!" + +شعار اتمسك بيه الصهاينة، + +حتى لمّا كان العرب بيمثلوا 70% من السكان، +و90% من المكان، + +وبعد 75 سنة من إعلان "بن جوريون" الحلم، + +ما زال المجتمع الإسرائيلي +محافظ على معادلته، مهما كان تمنها، + +جواه يهود إسرائيليين بيمتلكوا كل الامتيازات، + +وفلسطينيين بيعانوا التمييز بكل درجاته، + +مجتمع بيلخّصه قائد الحالي "بنيامين نتنياهو"، + +"(إسرائيل) ليست دولة لكل مواطنيها، + +إنما دولة قومية للشعب اليهودي، +والشعب اليهودي فقط!" + +لو انت فلسطيني +عايش على أرض "فلسطين" التاريخية، + +حياتك هيحددها من البداية مكانك، + +وهنقسّمها 3 فئات، + +فلسطينيين الداخل، فلسطينيين "الضفة الغربية"، +فلسطينيين قطاع "غزّة"، + +فلسطينيين الداخل، +2 مليون فلسطيني معاهم الجنسية الإسرائيلية، + +بيشكلوا لوحدهم 20% من الدولة، + +ولكنهم مواطنين درجة تانية. + +في البداية، هتاخد سنين تعليم أقل +من المواطن الإسرائيلي اليهودي، + +لأن العرب اللي بيتكلموا، 2 مليون مواطن، +لغة غير مُعترَف بيها! + +ولو اشتغلت واترقّيت في الشغل، + +دخلك الشهري هيفضل أقل +من دخل اليهودي الإسرائيلي، + +ولو قلت إن دا مش مهم، +أنا عايز أركّز مع حياتي وعيلتي وبس، + +فللأسف، يا عزيزي، +مش مسموحلك تطلب الجنسية لعيلتك، + +اللي عايشين برة "إسرائيل"، + +وحتى لو قررت تنسى أصلك كله، +وتبقى شخص يهودي، + +فعلى حسب القانون الإسرائيلي، +فانت غير مسموحلك بدا، + +أو على الأقل، هيحتط معوقات +تصعّب عليك إن دا يحصل! + +حياة صعبة، مش كدا؟ + +خلّيني أقولّك إن دي حياة أكثر حظًا بكتير + +من الفلسطينيين اللي عايشين +في "الضفة الغربية"، + +هناك، بيعيش 2 مليون و700 ألف فلسطيني، + +تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، + +ولكنهم عايشين فيما يشبه السجون، + +قطاعات ببوابات مُحكَمة، + +الحركة من جزء للتاني أو من سجن للتاني، + +بتمر بحواجز عسكرية كتير، + +لو انت عايش في شارع، +ممكن يبقى فيه عشرات الحواجز، + +اللي تحول تمشية مدتها 5 دقايق +لتفتيش ممكن يوصل لساعات، + +وبعد كل دا، +يحاوطك أكتر من 130 مستوطنة، + +غير قانونية طبعًا، + +بيسكن هذه المستوطنات 500 ألف مستوطن. + +لكن ما بين 2017 و2021، + +منح الجيش الإسرائيلي +33 تصريح للفلسطينيين عشان يقدروا يبنوا، + +على الناحية التانية، +الجيش الإسرائيلي هدم أكتر من 1150 بيت، + +وادّى المستوطنين الغير شرعيين +1100 تصريح بناء! + +الفلسطيني اللي بيتهدم بيته وبيتشرد، + +ما يقدرش حتى ينصب خيمة يعيش فيها، +من غير تصريح من الجيش الإسرائيلي، + +واللي طبعًا مش بياخده. + +- "طب نروح فين؟!" +- "ما نعرفش، اتصرف!" + +الله! دُول كدا قافلين الحنفية أوي! + +الحقيقة، يا عزيزي، +إن هما مش قافلينها مجازيًا، + +لأ، قافلينها حرفيًا. + +الميّه، اللي المفروض +إنها حق أساسي لأي إنسان، + +بيوصل منها للمستوطن 300 لتر في اليوم، + +بينما الفلسطيني بيستنى +الميّه تملا خزّانه، كل 15 يوم، + +من الحكومة والشركات الإسرائيلية! + +وغالبًا، نصيبه اليومي ما بيزيدش عن 80 لتر! + +دا أقل من الـ100 لتر +اللي قررتهم "منظمة الصحة العالمية." + +ودا مش نقص ميّه، +إنما تمييز مُتعمَّد في التوزيع، + +بين الفلسطيني والإسرائيلي. + +ولو انت عايش في "غزّة"، +هيكون ردّك، "هو انتم عندكم ميّه أصلًا؟!" + +في "غزّة"، بيعيش 2 مليون إنسان، + +في مساحة 360 كيلومتر مربع، + +ما فيش حواجز، ما فيش بوابات، + +دا لأن القطاع أصلًا كله مُحاصَر! + +ما بيربطهومش بالعالم +لا مينا ولا مطار ولا قطر! + +ما فيش شيء بيدخل أو بيخرج +غير بإذن الجيش الإسرائيلي! + +لدرجة إن بعض المصادر بتقول + +إن الجيش الإسرائيلي بيتحكم في عدد الـCalories +اللي بتدخل للمواطنين جوا القطاع، + +بيحسب فيه أد إيه أكل داخل، على عدد السكان، + +وبالتالي، كل واحد هياخد +كام "كالوري" في اليوم! + +أرض القطاع معظمها غير صالح للزراعة، + +مياهه الجوفية ملوثة، + +%90 منها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، + +أو حتى للزراعة، + +أكل 80% من السكان +بيعتمد على المساعدات الدولية! + +ما فيش حتى نور مستديم، + +عشان تشوف على ضوئه بؤس المشهد! + +احتياج "غزّة" من الكهربا 560 ميجا وات، + +مش بيوصلّها غير 200 ميجا وات بس! + +في بيئة زي دي، نسبة البطالة 50%، + +وبالرغم من إن نسبة الأطفال +هي النسبة الغالبة، + +إلا إن معظم مدارس القطاع اتدمرت! + +على الرغم من إن "إسرائيل" +مش محتلة "غزّة" عسكريًا، + +إلا إنها حوّلتها لسجن كبير، +هي بس اللي معاها مفتاحه، + +واللي بتعتبره اللجنة الدولية للصليب الأحمر + +انتهاك كامل لاتفاقية "جنيف"! + +على حسب كلام +الأكاديمي الإسرائيلي "أورين يفتاشيل"، + +"إسرائيل" ديقمراطية إثنية، Ethnocracy، + +دولة بتخدم اليهود بس! + +نظام عشان يأكّد نقاءه وهويته، + +مستحيل يحصل بدون أضرار فادحة +لأي حد تاني عايش معاه. + +"إسرائيل" دولة فَصْل عنصري، +Apartheid State، + +دا مش كلامي، دا كلام "نعوم تشومسكي"، + +دا كلام الـHuman Rights Watch + +دا كلام "منظمة العفو الدولية"، + +دا كلام وزير التعليم الإسرائيلي بنفسه! + +"إسرائيل" دولة فَصْل عنصري! + +كل اللي أنا قلتهولك دا خلال الحلقة، + +من ساعة ما الصهيونية كانت مجرد فكرة، + +لحد اللحظة اللي احنا موجودين فيها دلوقتي، + +بيقول إن الـApartheid أو "الفَصْل العنصري" + +هو التطور الطبيعي جدًا للفكرة الأصلية، + +إن الهوية هتحدد حقوق الناس، + +وإن الفلسطينيين، على أساس هويتهم دي، +هيتحرموا من حقوقهم! + +عالم نتمنى إنه ينتهي بسرعة، + +وإن الفلسطينيين يحصلوا على حقوقهم +لأنهم بالأساس بشر، وفلسطينيين. + +حاولنا مع بعض نفهم جذور هذا الواقع، + +ونفهم ازاي نشأت هذه القصة +وازاي اتطورت، وازاي اتعقدت! + +بحيث يمكن لمّا نفهم هذا الواقع السيئ، + +يبقى عندنا خيال نتصور بيه واقع أحسن، + +دي الحاجة اللي في الآخر بتخلّينا بشر. +